لا أدري فقال: وعد رجلاً فجلس له حولاً ينتظره.
وبهذا ينتهي بنا الحديث عن علل أحوال بعض الأنبياء والأمم السالفة التي أدلى بها الإمامعليهالسلام
.
علل بعض الشؤون الإسلامية:
وأثرت عن الإمامعليهالسلام
كوكبة من الأحاديث في تعليل بعض الشؤون الإسلامية وهي:
القرآن غض:
روى إبراهيم بن العباس عن الإمام الرضاعليهالسلام
أنّه روى عن أبيه: أنّ رجلاً سأل الإمام الصادقعليهالسلام
فقال له: ما بال القرآن لا يزداد عند النشر والدراسة إلاّ غضاضة؟
فقالعليهالسلام
: لأنّ الله لم ينزله لزمان دون زمان، ولا لناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد، وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة).
إنّ القرآن الكريم المعجزة الكبرى للإسلام؛ وذلك لما فيه من أحكام خلاّقة تساير الزمن وتساير التطوّر، وليس فيها ما يشذ عن سنن الكون ولا ما يخالف الفطرة، مضافاً لروعة فصاحته وعظيم بلاغته، فمهما تداولته الأيام فهو غض جديد.
علي قسيم الجنة والنار:
قال المأمون للرضاعليهالسلام
: يا أبا الحسن أخبرني عن جدّك أمير المؤمنين بأي وجه هو قسيم الجنة والنار؟ وبأي معنى، فقد كثر فكري في ذلك؟
قالعليهالسلام
: يا أمير المؤمنين ألم ترو عن أبيك عن آبائه عن عبد الله بن عباس أنّه قال: سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآله
يقول: (حب علي إيمان وبغضه كفر) فقال: بلى.
فقال الرضاعليهالسلام
: (فقسمة الجنة والنار إذا كانت على حبّه وبغضه فهو قسيم الجنة والنار).
فقال المأمون: لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن، أشهد أنّك وارث علم رسول اللهصلىاللهعليهوآله
.
قال أبو الصلت الهروي: فلمّا انصرف الرضا إلى منزله أتيته فقلت له: يا بن رسول اللهصلىاللهعليهوآله
ما أحسن ما أجبت به المأمون؟ فقال الرضا: (يا أبا الصلت إنّما كلّمته من حيث هو، ولقد سمعت أبي يحدث عن آبائه عن علي