حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام الجزء ٣

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام12%

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام مؤلف:
الناشر: دار البلاغة
تصنيف: الإمام الحسن عليه السلام
الصفحات: 470

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 470 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 316901 / تحميل: 7212
الحجم الحجم الحجم
حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مؤلف:
الناشر: دار البلاغة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

وليس في تاريخ هذا الشرق ولا في غيره حاكم كالإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) في عدله ونزاهته ، وإيثاره للحقّ على كلّ شيء ، فقد كان ـ فيما أجمع عليه المؤرّخون ـ لمْ يخضع لأيّة نزعة عاطفية ، ولمْ يستجب لأي هوى مطاع ، وإنّما سار على الطريق الواضح والمنهج السليم الذي سلكه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فلمْ يحاب ولمْ يداهن في دينه ، وتبنّى النصح الخالص لجميع المسلمين ، وقد حاول جاهداً أيّام حكومته أنْ يرفعَ راية الإسلام ويحقّق مبادئه التي كان منها رفع الحيف والظلم ، ومنع الاستغلال ، وإزالة الفوارق بين أبناء المسلمين.

وكان مِن أعظم ما عنى به وضع أموال الدولة في مواضعها ، فلمْ ينفقَ أيّ شيء منها إلاّ على مرافقها التي عيّنها الإسلام ، وما تاجر بها ، ولو اشترى بها العواطف والضمائر ـ كما كان يفعل معاوية ـ لما تنكّر عليه النفعيون في جيشه ، كالأشعث بن قيس وغيره مِن أقطاب الخيانة والعمالة. لقد احتاط في أموال الدولة كأشدّ ما يكون الاحتياط ، وأجهد نفسه وحمّلها مِنْ أمره رهقاً مِنْ أجل أنْ يبسط العدل الاقتصادي بين الناس.

يقول عبد الله بن رزين : دخلت على علي (عليه السّلام) يوم الأضحى ، فقرّب إلينا حريرة ، فقلت له : أصلحك الله! لو قرّبت إلينا مِن هذا البط فإنّ الله قد أكثر الخير. فقال : «يا بن رزين ، سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : لا يحلّ لخليفة مِن مال الله إلاّ قصعتان ؛ قصعة يأكلها هو وأهله ، وقصعة يضعها بين يدي الناس»(١) .

وقد نقم على سياسته كلّ مَنْ استسلم لدوافع المادة وشهواتها ، فراحوا يعملون جاهدين للإطاحة بحكومته ، وتشكيل حكومة تضمن مصالحهم الاقتصادية والسياسية. ومِن المؤكد أنّ الإمام (عليه السّلام) كان يعلم كيف يجلب له الطاعة ، وكيف يبسط

__________________

(١) جواهر المطالب ـ شمس الدين أبو البركات / ٤٣ ، مِن مصوّرات مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام).

١٠١

سلطانه ونفوذه على اُولئك الذين نقموا عليه ، ولكن ذلك لا يتم إلاّ بأنْ يداهن في دينه ، فيوارب ويخادع ، ويعطي المال في غير حقّه ، فيكون كبقية عشّاق المُلْك والسلطان. ومِن الطبيعي إنّ الانحراف عن الحقّ والمتاجرة بمصالح الأُمّة ممّا يأباه علي (عليه السّلام) ، وتأباه مُثُلُه العليا ، فلا السلطة تغريه ، ولا اجتماع الناس حوله تزيده عزّة ، ولا تفرّقهم عنه تزيده وحشة كما كان يقول.

لقد كان الإمام (عليه السّلام) يؤمن إيماناً خالصاً بالدين ، ويرى مِن الضرورة أنْ يكون هو المسيطر على قلوب الناس وتفكيرهم ، وأنْ لا يكون هناك أيّ ظلّ للمنافع والأهواء. وممّا لا شك فيه أنّ هذا النوع الخالص مِن الإيمان لمْ يتحقّق إلاّ للقلة القليلة مِن أصحابه ، كحِجْر بن عدي ، ومالك الأشتر ، وعدي بن حاتم ، وميثم التمّار ونظرائهم ممّن تغذّوا بهديه ، وهم الذين قرؤوا القرآن فأحكموه ، وتدبّروا الفرض فأقاموه ، وأحيوا السُنّة وأماتوا البدعة على حدّ تعبيره. أمّا الأكثرية الساحقة مِن جيشه وشعبه ، فإنّهم لمْ يعوا أهدافه ومبادئه ، وجهلوا القيم العليا في سياسته المشرقة التي كانت تهدف إلى ضمان حقوق المظلومين والمضطهدين.

لقد تحرّج الإمام (عليه السّلام) في سلوكه السياسي ، فأخضع سياسته العامّة للقيم الدينية والخلقية ؛ فبسط الحقّ بجميع رحابه ومفاهيمه ، ولمْ يعد أي نفوذ للأقوياء ، ولا سلطان للرأسمالية القرشية التي كانت تعتبر السواد بستاناً لقريش. وقد هبّت القوى المنحرفة عن الحقّ في وجه الإمام (عليه السّلام) فأشعلت نار الحرب ، وأوقفت مسيرة الإمام (عليه السّلام) في تطبيق العدل الاجتماعي ، ووضعت السدود والحواجز في طريقه.

وقد وقف الإمام العظيم ملتاعاً حزيناً ، قد احتوشته ذئاب الإثرة والاستغلال ، وتناهبت مشاعره الأحداث المُفزعة التي تواكبت عليه ، وكان مِن أفجعها الفتن الداخلية التي كانت تثيرها الخوارج ، الذين كانوا يعيشون معه ، وهم يجاهرونه بالعداء ، وينشرون الفتن والاختلاف ، ويتربصون

١٠٢

الفرص للخروج عليه.

مؤتمرُ مكة :

ونزح فريق مِن الخوارج إلى مكة فعقدوا فيها مؤتمراً ، عرضوا فيه مصارع إخوانهم الذين قتلوا في النهروان ، كما عرضوا فيه الأحداث الجسام التي يواجهها العالم الإسلامي والتي أدّت إلى اختلافه وتفكّكه ، وعزوها إلى ثلاث ـ حسب ما يزعمون ـ : الإمام علي ، ومعاوية ، وعمرو بن العاص.

وقد عقدوا النيّة بعد تبادل الرأي على القيام باغتيالهم ، وانبرى لتنفيذ هذا المخطط كلّ مِنْ.

١ ـ عبد الرحمن بن ملجم : تعهد بقتل الإمام علي (عليه السّلام).

٢ ـ الحجّاج بن عبد الله الصريمي : تعهد بقتل معاوية.

٣ ـ عمرو بن بكر التميمي : التزم بقتل ابن العاص.

وقد اتفقوا على القيام بعملية الاغتيال في ليلة الثامن عشر مِن رمضان ، ساعة خروج هؤلاء الثلاثة إلى صلاة الصبح ، وقد أقاموا بمكة أشهراً ، واعتمروا في رجب ، ثمّ تفرّقوا وقصد كلّ واحد لتنفيذ ما عهد إليه.

رأيٌ رخيص :

مِن الآراء الزائفة التي تحملها بعض الكتب ما ذهب إليه الدكتور (بديع شريف) مِن اتّهام الفرس بقتل علي(١) ، وهل وقف الدكتور على نسب ابن ملجم وأنّه كان فارسياً؟! أليس هو مِن مراد إحدى القبائل

__________________

(١) الصراع بين الموالي والعرب / ٣٢ ـ ٣٣.

١٠٣

العربية التي كانت تقطن في الكوفة؟! وعلّق الدكتور نوري جعفر على هذا الرأي بقوله : ومَنْ يدري! فلعلّ حبّ الفرس لعلي هو الذي جعل هؤلاء الكتّاب يبغضونهم ، ويكيلون لهم التهم بغير حساب(١) .

اشتراكُ الاُمويِّين في المؤامرة :

وذكر المؤرّخون هذا الحادث الخطير بشيء كثير مِن التحفّظ ، فلمْ يكشفوا النقاب عن أبعاده ، والذي نراه في كثير مِن الترجيح أنّ المؤامرة لمْ تكن مقتصرة على الخوارج ، وإنّما كان للحزب الاُموي ضلع كبير فيها ، والذي يدعم ذلك ما يلي :

١ ـ أنّ أبا الأسود الدؤلي ألقى تبعة مقتل الإمام (عليه السّلام) على بني اُميّة ، وذلك في مقطوعته التي رثا بها الإمام (عليه السّلام) ، فقد جاء فيها :

ألا أبلغ معاويةَ بنَ حربٍ

فلا قرّت عيونُ الشامتينا

أفي شهر الصيامِ فجعتمونا

بخيرِ الناس طُرّاً أجمعينا

قتلتُمْ خيرَ مَنْ ركب المطايا

ورحّلها ومَنْ ركب السفينا(٢)

ومعنى هذه الأبيات أنّ معاوية هو الذي فجع المسلمين بقتل الإمام (عليه السّلام) ، الذي هو خير الناس ، فهو مسؤول عن إراقة دمه. ومِن الطبيعي أنّ أبا الأسود لمْ ينسب هذه الجريمة لمعاوية إلاّ بعد التأكد منها ، فقد كان الرجل متحرّجاً أشدّ التحرّج فيما يقول.

٢ ـ أنّ القاضي نعمان المصري ، وهو مِن المؤرّخين القُدامى ، قد ذكر قولاً في أنّ معاوية هو الذي دسّ ابن ملجم لاغتيال الإمام (عليه السّلام) ، قال ما نصه :

__________________

(١) الصراع بين الموالي ومبادئ الإسلام / ١٠٣.

(٢) تاريخ ابن الأثير ٣ / ١٩٨.

١٠٤

وقيل : إنّ معاوية عامَلَه ـ أي عامل ابن ملجم ـ على ذلك ـ أي على اغتيال الإمام (عليه السّلام) ـ ودسّ إليه فيه ، وجعل له مالاً عليه(١) .

٣ ـ وممّا يؤكد اشتراك الحزب الاُموي في المؤامرة هو أنّ الأشعث بن قيس قد ساند ابن ملجم ، ورافقه أثناء عملية الاغتيال ، فقد قال له : النجا فقد فضحك الصبح. ولمّا سمعه حِجْر بن عدي صاح به : قتلته يا أعور! وكان الأشعث مِن أقوى العناصر المؤيدة للحزب الاُموي ، فهو الذي أرغم الإمام (عليه السّلام) على قبول التحكيم ، وهدّد الإمام (عليه السّلام) بالقتل قبل قتله بزمان قليل ، كما كان عيناً لمعاوية بالكوفة.

إنّ المؤامرة ـ كما يقول الرواة ـ قد أُحيطت بكثير مِن السرّ والكتمان ، فما الذي أوجب فهم الأشعث ودعمه لها لولا الإيعاز إليه مِن الخارج؟!

٤ ـ إنّ مؤتمر الخوارج قد انعقد في مكة أيّام موسم الحجّ ، وهي حافلة ـ مِن دون شك ـ بالكثيرين مِن أعضاء الحزب الاُموي الذين نزحوا إلى مكة لإشاعة الكراهية والنقمة على حكومة الإمام (عليه السّلام) ، وأغلب الظنّ أنّهم تعرّفوا على الخوارج الذين كانوا مِن أعدى الناس للإمام (عليه السّلام) ، فقاموا بالدعم الكامل لهم على اغتيال الإمام (عليه السّلام).

وممّا يساعد على ذلك أنّ الخوارج بعد انقضاء الموسم أقاموا بمكة إلى رجب ، فاعتمروا في البيت ، ثمّ نزحوا إلى تنفيذ مخططهم ، فمِن المحتمل أنْ يكونوا في طيلة هذه المدّة على اتصال دائم مع الحزب الاُموي ، وسائر الأحزاب الاُخرى المناهضة لحكم الإمام (عليه السّلام).

٥ ـ والذي يدعو إلى الاطمئنان في أنّ الحزب الاُموي كان له الضلع الكبير في هذه المؤامرة ، هو أنّ ابن ملجم كان معلّماً للقرآن(٢) ،

__________________

(١) المناقب والمثالب ـ القاضي نعمان المصري / ٩٨ ، مِن مصوّرات مكتبة الإمام الحكيم.

(٢) لسان ميزان ٣ / ٤٤٠.

١٠٥

وكان يأخذ رزقه مِن بيت المال ، ولمْ تكن عنده أيّة سعة مالية ، فمِنْ أين له الأموال التي اشترى بها سيفه ـ الذي اغتال به الإمام (عليه السّلام) ـ بألف وسمّه بألف؟! ومِنْ أين له الأموال التي أعطاها مهراً لقطام ، وهو ثلاثة آلاف وعبد وقَينة؟! كلّ ذلك يدعو إلى الظنّ أنّه تلقّى دعماً مالياً مِن الاُمويِّين إزاء قيامه باغتيال الإمام (عليه السّلام).

٦ ـ وممّا يؤكد أنّ ابن ملجم كان عميلاً للحزب الاُموي هو أنّه كان على اتصال وثيق بعمرو بن العاص ، وزميلاً له منذ عهدٍ بعيدٍ ؛ فإنّه لمّا فتح ابن العاص مصر كان ابن ملجم معه ، وكان أثيراً عنده ، فقد أمره بالنزول بالقرب منه(١) .

وأكبر الظنّ أنّه أحاط ابن العاص علماً بما اتفق عليه مع زميليه مِن عملية الاغتيال له وللإمام (عليه السّلام) ومعاوية ؛ ولذا لمْ يخرج ابن العاص إلى الصلاة ، وإنّما استناب غيره ، فلم تكن نجاته وليدة مصادفة ، وإنّما جاءت وليدة مؤامرة حيكت اُصولها مع ابن العاص.

هذه بعض الاُمور التي توجب الظنّ باشتراك الحزب الاُموي في تدبير المؤامرة ودعمها.

اغتيالُ الإمام (عليه السّلام) :

وأطلّ على المسلمين شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن ، وقد كان الإمام (عليه السّلام) على يقين بانتقاله إلى حظيرة القدس في بحر هذا الشهر العظيم ، فكان يجهد نفسه ويرهقها على أنْ يفطر على خبز الشعير وجريش الملح ، وأنْ لا يزيد على ثلاث لقم ـ حسب ما يقوله المؤرّخون ـ ، وكان يُحيي ليالي هذا الشهر بالعبادة.

ولمّا أقبلت ليلة الثامن عشر أحس الإمام (عليه السّلام) بنزول الرزء القاصم ،

__________________

(١) لسان ميزان ٣ / ٤٤٠.

١٠٦

فكان برماً تساوره الهموم والأحزان ، وجعل يتأمل في الكواكب ، وهي مرتعشة الضوء كأنّها ترسل أشعة حزنها إلى الأرض ، وطفق يقول :

«ما كذبتُ ولا كُذّبت ، إنّها الليلة التي وُعِدْتُ فيها».

وأنفق الإمام (عليه السّلام) ليله ساهراً ، وقد راودته ذكريات جهاده وعظيم عنائه في الإسلام ، وزاد وجيبه وشوقه لملاقاة ابن عمّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ؛ ليشكو إليه ما عاناه مِن أُمّته مِن الأود. وتوجّه الإمام (عليه السّلام) بمشاعره وعواطفه إلى الله يطلب منه الفوز والرضوان ، وقبل أنْ تشرق أنوار ذلك الفجر ـ الذي دام في ظلامه على البؤساء والمحرومين ـ انطلق الإمام (عليه السّلام) فأسبغ الوضوء ، وتهيّأ إلى الخروج مِن البيت ، فصاحت في وجهه وزّ ، كأنّها صاحب ملتاعة حزينة ، تُنذر بالخطر العظيم الذي سيدهم أرض العرب والمسلمين.

وتنبّأ الإمام مِن لوعتهن بنزول القضاء ، فقال : «لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ، صوائح تتبعها نوائح»(١) . وخرج الإمام (عليه السّلام) إلى بيت الله ، فجعل يوقظ الناس على عادته إلى عبادة الله ، ثمّ شرع في صلاته ، وبينما هو ماثل بين يدي الله وذكره على شفتيه إذ هوى عليه المجرم الخبيث عبد الرحمن بن ملجم ، وهو يهتف بشعار الخوارج : (الحكم لله لا لك) ، فعلا رأس الإمام (عليه السّلام) بالسيف فقدّ جبهته الشريفة التي طالما عفّرها بالسجود لله ، وانتهت الضربة الغادرة إلى دماغه المقدّس الذي ما فكّر فيه إلاّ في سعادة الناس ، وجمعهم على صعيد الحقّ. ولمّا أحسّ الإمام (عليه السّلام) بلذع السيف انفرجت شفتاه عن ابتسامة ، وانطلق صوته يدوّي في رحاب الجامع قائلاً : «فزتُ وربِّ الكعبة».

لقد كنتَ يا أمير المؤمنين أوّل الفائزين ، وأعظم الرابحين

__________________

(١) مروج الذهب ٢ / ٢٩١.

١٠٧

بمرضاة الله ، فقد سايرتَ الحقّ منذ نعومة أظفارك ، فلمْ تداهن في دينك ، ولمْ تؤثر رضا أحدٍ على طاعة الله ، قد جاهدتَ وناضلتَ مِن أجل أنْ تعلو كلمة الله في الأرض ، ووقيتَ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بنفسك ومُهجتك. لقد فزتَ ، وانتصرتْ مبادئك ، وبقيتَ أنت وحدك حديث الدهر بما تركته مِن سيرةٍ مشرقةٍ أضاءت سماء الدنيا ، وغذّت الأجيال بجوهر الحقّ والعدل.

وخفّ الناس مسرعين إلى الجامع حينما أُذيعَ مقتل الإمام (عليه السّلام) ، فوجدوه طريحاً في محرابه وهو يلهج بذكر الله ، قد نزف دمه. ثمّ حُمل إلى داره والناس تعجّ بالبكاء ، وهم يهتفون ـ بذوب الروح ـ : قُتلَ إمام الحقّ والعدل! قُتِلَ أبو الضعفاء وأخو الغرباء! واستقبلته عائلته بالصراخ ، فأمرهنَّ (عليه السّلام) بالخلود إلى الصبر. وغرق الإمام الحسن (عليه السّلام) بالبكاء ، فالتفت إليه الإمام (عليه السّلام) قائلاً : «يا بُني ، لا تبكِ فأنت تُقْتَلُ بالسمّ ، ويُقْتَلُ أخوك الحُسين بالسيف». وتحقّق تنبّؤ الإمام (عليه السّلام) ، فلمْ تمضِ حفنةٌ مِن السنين وإذا بالحسن (عليه السّلام) اغتاله معاوية بالسمّ فذابت أحشاؤه ، وأمّا الحُسين (عليه السّلام) فتناهبت جسمه السيوف والرماح ، وتقطّعت أوصاله على صعيد كربلاء.

ويقول المؤرّخون : إنّ الإمام الحُسين (عليه السّلام) لمْ يكن حاضراً بالكوفة حينما اغتيل أبوه ، وإنّما كان في معسكر النخيلة قائداً لفرقة مِن الجيش الذي أعدّه الإمام (عليه السّلام) لمناجزة معاوية ، وقد أرسل إليه الإمام الحسن (عليه السّلام) رسولاً يعرّفه بما جرى على أبيه ، فقفل راجعاً إلى الكوفة وهو غارق بالأسى والشجون ، فوجد أباه على حافّة الموت ، فألقى بنفسه عليه يوسعه تقبيلاً ، ودموعه تتبلور على خديه.

١٠٨

وأخذ الإمام العظيم يوصي أولاده بالمُثل الكريمة والقيم الإنسانية ، وعهد إليهم أنْ لا يقتلوا غير قاتله ، وأنْ لا يتّخذوا مِنْ قتله سبباً لإثارة الفتنة وإراقة الدماء بين المسلمين ، كما فعل بنو اُميّة حينما قُتِلَ عميدهم عثمان.

الى رفيق الاعلى :

وأخذ الإمام (عليه السّلام) يعاني آلام الاحتضار وهو يتلو آيات الذكر الحكيم ، وكان آخر ما نطق به قوله تعالى : «لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ ». ثمّ فاضت روحه الزكية تحفّها ملائكة الرحمن ، فمادت أركان العدل في الأرض ، وانطمست معالم الدين. لقد مات ملاذ المنكوبين والمحرومين ، الذي جهد نفسه أنْ يقيم في ربوع هذا الكون دولة تكتسح الإثرة والاستغلال ، وتقيم العدل والحقّ بين الناس.

وقام سبطا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بتجهيز أبيهما ، فغسّلا جسده الطاهر وأدرجاه في أكفانه ، وفي الهزيع الأخير مِن الليل حملوه إلى مقرّه الأخير فدفنوه في النجف الأشرف ، وقد واروا معه العدالة الاجتماعية والقيم الإنسانية.

ويقول المؤرّخون : إنّ معاوية لمّا وافاه النبأ بمقتل الإمام (عليه السّلام) فرح ، واتّخذ يوم قتله عيداً رسمياً في دمشق ، فقد تمّت بوارق آماله ، وتمّ له اتّخاذ المُلْك وسيلة لاستعباد المسلمين ، وإرغامهم على ما يكرهون.

متاركُ حكومة الإمام (عليه السّلام) :

وتركت حكومة الإمام (عليه السّلام) آثاراً بالغة الأهميّة والخطورة في المجتمع الإسلامي ، ولعلّ مِن أهمها ما يلي :

١٠٩

١ ـ أنّها أبرزت الواقع الإسلامي بجميع طاقاته في عالم السياسة والحكم ، فقد كان الإمام (عليه السّلام) يهدف في حكمه إلى إزالة الفوارق الاجتماعية بين الناس ، وتحقيق الفرض المتكافئة بينهم على اختلاف قومياتهم وأديانهم ، ومعاملة جميع الطوائف بروح المساواة والعدالة فيما بينهم مِن دون أنْ تتمتّع أي طائفة بامتيازٍ خاصٍ. وقد أوجدت هذه السياسة للإمام (عليه السّلام) رصيداً شعبياً هائلاً ، فقد ظلّ علي (عليه السّلام) قائماً في قلوب الجماهير الشعبية بما تركه مِنْ صنوف العدل والمساواة ، وقد هام بحبّه الأحرار ، ونظروا إليه كأعظم مصلح اجتماعي في الأرض ، وقدّموه على جميع أعلام تلك العصور.

يقول أيمن بن خريم الأسدي مخاطباً بني هاشم ، وعلى رأسهم الإمام (عليه السّلام) :

أأجعلُكمْ وأقواماً سواءً

وبينكُمُ وبينهمُ الهواءُ

وهمْ أرضٌ لأرجلِكُمْ وأنتمْ

لأرؤوسِهمْ وأعينِهم سماءُ(١)

٢ ـ أنّ مبادئ الإمام (عليه السّلام) وآراءه النيّرة ظلّت تطارد الاُمويِّين وتلاحقهم في قصورهم ، فكانوا ينظرون إليها شبحاً مُخيفاً يُهدّد سلطانهم ، ممّا جعلهم يفرضون سبّه على المنابر ؛ للحطّ مِن شأنه ، وصرْف الناس عن قِيَمه ومبادِئه.

٣ ـ أنّ حكومة الإمام (عليه السّلام) التي رفعت شعار العدالة الاجتماعية الكبرى قد جرّت لأبنائه كثيراً مِن المشاكل والمصاعب ، وألحقت بهم التنكيل والقتل مِن حكّام عصرهم ، وقد تنبّأ النّبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله) بذلك ، فقد روى أبو جعفر الإسكافي أنّ النّبي (صلّى الله عليه وآله) دخل على فاطمة (عليها السّلام) فوجد عليّاً (عليه السّلام) نائماً ، فذهبت لتوقظه ، فقال (صلّى الله عليه وآله) : «دعيه ، فرُبّ سهرٍ له بعدي طويل ، ورُبّ جفوةٍ لأهل بيتي مِنْ أجله». فبكت فاطمة (عليها السّلام) ، فقال لها : «لا تبكي فإنّه معي ، وفي موقف الكرامة عندي»(٢) .

__________________

(١) الأغاني ١ / ٢١.

(٢) شرح نهج البلاغة ٤ / ١٠٧.

١١٠

لقد أمعن الحكم الاُموي والعباسي في ظلم أبناء الإمام (عليه السّلام) ؛ لأنّهم تبنَّوا حقوق المظلومين والمضطهدين ، وتبنَّوا المبادئ العليا التي رفع شعارها الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، فناضلوا كأشدّ ما يكون النضال في سبيل تحقيقها على مسرح الحياة.

وكان مِن أشدّ أبناء الإمام (عليه السّلام) حماساً واندفاعاً في حماية مبادئ أبيه الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، فقد انطلق إلى ساحات الجهاد عازماً على الموت ، آيساً مِن الحياة ؛ ليحمي مبادئ جدّه وأبيه ، ويرفع راية الإسلام عاليةً خفّاقة ، وينكّس أعلام الشرك والإلحاد ، ويحطّم قيود العبودية والذلّ.

٤ ـ أوجد الإمام (عليه السّلام) في أثناء حكمه القصير وعياً أصيلاً في مقارعة الظلم ومناهضة الجور ، فقد هبّ في وجه الحكم الاُموي أعلام أصحابه كحِجْر بن عدي ، وعمرو بن الحمق الخزاعي ، وعبد الله بن عفيف الأزدي وأمثالهم مِن الذين تربّوا بهدي الإمام (عليه السّلام) ، فدوّخوا اُولئك الظالمين بثورات متلاحقة أطاحت بزهوهم وجبروتهم. لقد كان حكم الإمام (عليه السّلام) ـ حقّاً ـ مدرسة للنضال والثورة ، ومدرسة لبث الوعي الديني والإدراك الاجتماعي ، وبهذا ينتهي بنا الحديث عن مخلّفات حكومة الإمام (عليه السّلام).

خلافةُ الحسن (عليه السّلام) :

وتقلّد الإمام الحسن (عليه السّلام) أزمة الخلافة الإسلامية بعد أبيه ، فتسلّم قيادة حكومة شكلية عصفت بها الفتن ، ومزّقت جيشها الحروب والأحزاب ، ولمْ تَعُدْ هناك أيّة قاعدة شعبية تستند إليها الدولة ، فقد كان الاتّجاه العام الذي يمثّله الوجوه والأشراف مع معاوية ، فقد كانوا على اتصال وثيق به قبل مقتل الإمام (عليه السّلام) وبعده ، كما كان لهم الدور الكبير في إفساد جيش الإمام (عليه السّلام) حينما مُنِيَ جيش معاوية بالهزيمة والفِرار. وعلى أيّ حالٍ ، فإنّ الإمام الحسن (عليه السّلام)

١١١

بعد أنْ تقلّد الخلافة أخذ يتهيّأ للحرب ، وقد أمر بعقد اجتماع عام في جامع الكوفة ، وقد حضرته القوات المسلّحة وغيرها ، وألقى الإمام (عليه السّلام) خطاباً رائعاً ومؤثراً دعا فيه إلى تلاحم القوى ووحدة الصف ، وحذّر فيه مِن الدعايات التي تبثّها أجهزة الحكم الاُموي ، ثمّ ندب الناس لحرب معاوية ، فلمّا سمعوا ذلك وجلت قلوبهم وكُمّتْ أفواههم ، ولمْ يستجب منهم أحد سوى البطل المُلهم عَدِي بن حاتم ، فانبرى يُعلن دعمه الكامل للإمام (عليه السّلام) ، ووجّه أعنف اللوم والتقريع لأهل الكوفة على موقفهم الانهزامي ، واستبان للإمام وغيره أنّ جيشه لا يريد الحرب ، فقد خلع يد الطاعة ، وانساب في ميادين العصيان والتمرّد.

وبعد جهود مكثّفة قام بها بعض المخلصين للإمام (عليه السّلام) نفر للحرب أخلاط مِن الناس ـ على حدّ تعبير الشيخ المُفيد ـ كان أكثرهم مِن الخوارج والشكّاكين وذوي الأطماع ، وهذه العناصر لمْ تؤمن بقضية الإمام (عليه السّلام) ، وقد تطعّمت بالخيانة والغدر.

ويقول الرواة : إنّ الإمام (عليه السّلام) أسند مقدمة قيادة جيشه لعبيد الله بن العباس ـ الذي وتره معاوية بابنيه ـ ليكون ذلك داعية إخلاص له ، وحينما التقى جيشه بجيش معاوية مدّ إليه معاوية أسلاك مكره ، فمنّاه بمليون درهم يدفع نصفه في الوقت ، والنصف الآخر إذا التحقّ به(١) . وسال لعاب عبيد الله فاستجاب لدنيا معاوية ، ومال عن الحقّ ، فالتحق بمعسكر الظلم والجور ومعه ثمانية آلاف مِن الجيش(٢) ، غير حافل بالخيانة والعار ، ولا بالأضرار الفظيعة التي ألحقها بجيش ابن عمّه ؛ فقد تفلّلت جميع وحداته وقواعده.

ولمْ تقتصر الخيانة على عبيد الله ، وإنّما خان غيره مِن كبار قادة ذلك

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ٤ / ٢٨.

(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٩١.

١١٢

الجيش فالتحقوا بمعاوية ، وتركوا الإمام (عليه السّلام) في أرباض ذلك الجيش المنهزم يصعد آهاته وآلامه. ولمْ تقتصر محنة الإمام (عليه السّلام) وبلاؤه في جيشه على خيانة قادة فرقه ، وإنّما تجاوز بلاؤه إلى ما هو أعظم مِن ذلك ، فقد قامت فصائل مِن ذلك الجيش بأعمال رهيبة بالغة الخطورة ، وهي :

١ ـ الاعتداء على الإمام (عليه السّلام).

وقام الرجس الخبيث الجرّاح بن سنان بالاعتداء على الإمام (عليه السّلام) ، فطعنه في فخذه بمغول(١) ، فهوى الإمام (عليه السّلام) جريحاً ، وحُمِلَ إلى المواني لمعالجة جرحه(٢) ، وطعنه شخص آخر بخنجر في أثناء الصلاة(٣) ، كما رماه شخص بسهم في أثناء الصلاة إلاّ أنّه لمْ يؤثّر فيه شيئاً(٤) ، وأيقن الإمام (عليه السّلام) أنّ أهل الكوفة جادون في قتله واغتياله.

٢ ـ الحكم عليه بالكفر.

وأُصيب ذلك الجيش بدينه وعقيدته ، فقد رموا حفيد نبيّهم وريحانته بالكفر والمروق مِن الدين ، فقد جابهه الجرّاح بن سنان رافعاً عقيرته ، قائلاً : أشركت يا حسن كما أشرك أبوك(٥) . وكان هذا رأي جميع الخوارج الذين كانوا يمثّلون الأكثرية الساحقة في ذلك الجيش.

٣ ـ الخيانة العظمى.

والخيانة العظمى التي قام بها بعض زعماء ذلك الجيش أنّهم راسلوا

__________________

(١) المغول : آلة تشبه السيف.

(٢) الإرشاد / ١٧٠.

(٣) و (٤) حياة الإمام الحسن (عليه السّلام) ٢ / ١٠٢ ـ ١٠٥.

(٥) حياة الإمام الحسن (عليه السّلام) ٢ / ١٠٣.

١١٣

معاوية ، وضمنوا له تسليم الإمام (عليه السّلام) أسيراً ، أو اغتياله متى رغب وشاء(١) ، وأقضَّ ذلك مضجع الإمام (عليه السّلام) ، فخاف أنْ يؤسر ويُسلّم إلى معاوية فيمنّ عليه ، ويسجّل بذلك يداً لبني اُميّة على الأُسرة النّبوية ، كما كان (عليه السّلام) يتحدّث بذلك بعد إبرام الصلح.

٤ ـ نهب أمتعة الإمام (عليه السّلام).

وعمد أجلاف أهل الكوفة إلى نهب أمتعة الإمام (عليه السّلام) وأجهزته ، فنزعوا بساطاً كان جالساً عليه ، كما سلبوا منه رداءه(٢) .

هذه بعض الأحداث الرهيبة التي قام بها ذلك الجيش الذي تمرّس في الخيانة والغدر.

الصلحُ :

ووقف الإمام الحسن (عليه السّلام) مِن هذه الفتن السود موقف الحازم اليقظ ، الذي تمثّلت فيه الحكمة بجميع رحابها ومفاهيمها ، فرأى أنّه أمام أمرين :

١ ـ أنْ يفتح باب الحرب مع معاوية ، وهو على يقين لا يخامره أدنى شك أنّ الغلبة ستكون لمعاوية ؛ فإمّا أنْ يُقتل هو وأصحابه وأهل بيته الذين يمثّلون القيم الإسلامية ، ويخسر الإسلام بتضحيتهم قادته ودعاته مِن دون أنْ تستفيد القضية الإسلامية أيّ شيء ؛ فإنّ معاوية بحسب قابلياته الدبلوماسية يحمّل المسؤولية على الإمام (عليه السّلام) ، ويُلقي على تضحيته ألف حجاب ، أو أنّه يؤسر فيمنّ عليه معاوية فتكون سيئة على بني هاشم ، وفخراً لبني اُميّة.

٢ ـ أنْ يصالح معاوية فيحفظ للإسلام رجاله ودعاته ، ويبرز في

__________________

(١) حياة الإمام الحسن (عليه السّلام) ٢ / ١٠٠.

(٢) تاريخ اليعقوبي.

١١٤

صلحه واقع معاوية ، ويكشف عنه ذلك الستار الصفيق الذي تستّر به ، وقد اختار (عليه السّلام) هذا الأمر على ما فيه مِن قذى في العين ، وشجى في الحلق.

ويقول المؤرّخون : إنّه جمع جيشه فعرض عليهم الحرب أو السلم ، فتعالت الأصوات مِن كلّ جانب وهم ينادون : البقيّة البقيّة(١) .

لقد استجابوا للذلّ ورضوا بالهوان ومالوا عن الحقّ ، وقد أيقن الإمام (عليه السّلام) أنّهم قد فقدوا الشعور والإحساس ، وأنّه ليس بالمستطاع أنْ يحملهم على الطاعة ويكرههم على الحرب ، فاستجاب ـ على كره ومرارة ـ إلى الصلح.

لقد كان الصلح أمراً ضرورياً يحتّمه الشرع ، ويلزم به العقل ، وتقضي به الظروف الاجتماعية الملبدة بالمشاكل السياسية ؛ فإنّ مِن المؤكد أنّه لو فتح باب الحرب لمُنِيَ جيشه بالهزيمة ، ومُنِيَت الأُمّة مِن جرّاء ذلك بكارثة لا حدّ لأبعادها.

أمّا كيفية الصلح وشروطه وأسبابه ، وزيف الناقدين له فقد تحدّثنا عنها بالتفضيل في كتابنا حياة الإمام الحسن (عليه السّلام).

موقفُ الإمام الحسين (عليه السّلام) :

والشيء المحقّق أنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) قد تجاوب فكرياً مع أخيه في أمر الصلح ، وأنّه تمّ باتفاقٍ بينهما ، فقد كانت الأوضاع الراهنة تقضي بضرورته ، وأنّه لا بدّ منه.

وهناك بعض الروايات الموضوعة تعاكس ما ذكرناه ، وأنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) كان كارهاً للصلح ، وقد همّ أنْ يعارضه فأنذره أخوه

__________________

(١) حماة الإسلام ١ / ١٢٣ ، المجتنى لابن دريد / ٣٦.

١١٥

بأنْ يقذفه في بيت فيطيّنه عليه حتّى يتمّ أمر الصلح ، فرأى أنّ مِن الوفاء لأخيه أنْ يطيعه ولا يخالف له أمراً ، فأجابه إلى ذلك. وقد دلّلنا على افتعال ذلك وعدم صحته إطلاقاً في كتابنا حياة الإمام الحسن (عليه السّلام).

عدي بن حاتم مع الحسين (عليه السّلام) :

ولمّا أُبرم أمر الصلح خفّ عدي بن حاتم ومعه عبيدة بن عمر إلى الإمام الحسين (عليه السّلام) وقلبه يلتهب ناراً ، فدعا الإمامَ إلى إثارة الحرب قائلاً : يا أبا عبد الله ، شريتم الذلّ بالعزّ ، وقبلتم القليل وتركتم الكثير! أطعنا اليوم واعصنا الدهر ؛ دع الحسن وما رأى مِن هذا الصلح ، واجمع إليك شيعتك مِن أهل الكوفة وغيرها ، وولّني وصاحبي هذه المقدمة ، فلا يشعر ابن هند إلاّ ونحن نقارعه بالسيوف.

فقال الحسين (عليه السّلام) : «إنّا قد بايعنا وعاهدنا ولا سبيل لنقض بيعتنا»(١) . ولو كان الحسين (عليه السّلام) يرى مجالاً للتغلّب على الأحداث لخاض الحرب وناجز معاوية ، ولكنْ قد سُدّتْ عليه وعلى أخيه جميع النوافذ والسبل ، فرؤوا أنّه لا طريق لهم إلاّ الصلح.

تحوّلُ الخلافة :

وتحوّلت الخلافة الإسلاميّة مِن طاقتها الأصيلة ومفاهيمها البنّاءة إلى مُلْكٍ عضوض مستبد ، لا ظل فيه للعدل ، ولا شبح فيه للحقّ ؛ قد تسلّطت الطغمة

__________________

(١) الأخبار الطوال / ٢٠٣.

١١٦

الحاكمة مِن بني أُميّة على الأُمّة ، وهي تمعن في إذلالها ونهب ثرواتها وإرغامها على العبودية. يقول بعض الكتّاب : ونجمَ عن زوال الخلافة الراشدة وانتقال الخلافة إلى بني أُميّة نتائج كبيرة ، فقد انتصرت اُسرة بني أُميّة على الاُسرة الهاشميّة ، وهذا كان معناه انتصار الأرستقراطية القرشية وأصحاب رؤوس المال والمضاربات التجارية على أصحاب المبادئ والمُثل.

لقد كان نصر معاوية هزيمة لكلّ الجهود التي بُذلت للحدّ مِن طغيان الرأسمالية القرشية ، هزيمة لحلف الفضول ، وهزيمة للدوافع المباشرة لقيام الإسلام وحربه على الاستغلال والظلم ، هزيمة للمُثل والمبادئ ، ونجاح للحنكة والسياسة المدعومة بالتجربة والمال ، ولقد كان لهذه الهزيمة وقع مفجع على الإسلام وأجيال المسلمين.

ويقول نيكلسون : واعتبر المسلمون انتصار بني أُميّة وعلى رأسها معاوية ، انتصاراً للأرستقراطية والوثنية التي ناصبت الرسول وأصحابه العداء ، والتي جاهدها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حتّى قضى عليها ، وصبر معه المسلمون على جهادها ومقاومتها حتّى نصرهم الله ، وأقاموا على أنقاضها دعائم الإسلام ، ذلك الدين السمح الذي جعل الناس سواسية في السّراء والضرّاء ، وأزال سيادة رهطٍ كانوا يحتقرون الفقراء ، ويستذلون الضعفاء ، ويبتزّون الأموال.

وعلى أيّ حالٍ ، فقد فُجع العالم الإسلامي بعد الصلح بكارثة كبرى ، فخرج مِن عالم الدعة والأمن والاستقرار إلى عالم مليء بالظلم والجور ؛ فقد أسرع الاُمويّون بعد أنْ استتب لهم الأمر إلى الاستبداد بشؤون المسلمين ، وإرغامهم على ما يكرهون.

وعانى الكوفيّون مِن الظلم ما لم يعانه غيرهم ؛ فقد أخذت

١١٧

السلطة تحاسبهم حساباً عسيراً على وقوفهم مع الإمام (عليه السّلام) في أيّام صفين ، وعهدت في شؤونهم إلى الجلادين أمثال المغيرة بن شعبة ، وزياد بن أبيه ، فصبّوا عليهم وابلاً مِن العذاب الأليم ، وأخذ الكوفيّون يندبون حظهم التعيس على ما اقترفوه من عظيم الإثم في خذلانهم للإمام أمير المؤمنين وولده الحسن (عليهما السّلام) ، وجعلوا يلحّون على الإمام الحسين (عليه السّلام) بوفودهم ورسائلهم لينقذهم مِن ظلم الاُمويِّين وجورهم. إلاّ أنّ مِن المدهش حقّاً أنّه لمّا استجاب لهم شهروا في وجهه السّيوف ، وقطّعوا أوصاله وأوصال أبنائه على صعيد كربلاء وبهذا ينتهي بنا المطاف عن اُفول دولة الحقّ.

١١٨

حكومةُ معاوية

١١٩
١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

اللّهمّ اجعلنا من الراضين بقضائك ، والصابرين علي بلائك ، والشاكرين لنعمائك ، واجعل ما أوردناه في هذه الأوراق خالصاً لوجهك الكريم ، وتقبلهمنا ، إنّك ذوالفضل العظيم.

تم تأليف الحديقة الهلالية ، من كتاب حدائق الصالحين ، ويتلوها بعون الله الحديقة الصومية ، وهي شرح دعائهعليه‌السلام  عند دخول شهر رمضان.

و اتفق الفراغ منها في الجانب الغربي من دار السلام بغداد ، بالمشهد المقدّس المطهر الكاظمي ، على من حلّ فيه من الصلوات أفضلها ، ومن التسليمات أكملها ، في أوائل جمادى الآخر ، سنة ألف وثلاث من الهجرة ، وكان افتتاح تأليفها بمحروسة قزوين ، حرست عن كيد المفسدين.

وكتب : مؤلف الكتاب ، الفقير إلى الله الغني ، بهاء الدين محمد العاملي ، جعل الله خير يومه غده ، ورزقه من العيش أرغده ، [٤١ / ب].

* * *

وصلّى الله على محمد وآله الأطهار

وآخر دعواهم أن الحمدلله ربّ العالمين.

١٦١

الفهارس الفنّية

١ ـ فهرس الآيات

٢ ـ فهرس الحديث القدسي

٣ ـ فهرس الأحاديث

٤ ـ فهرس الأدعية

٥ ـ فهرس الأشعار

٦ ـ فهرس المفردات اللغوية

٧ ـ فهرس الهوامش

٨ ـ فهرس المصادر التي اعتمدها المؤلف

٩ ـ فهرس الأعلام

١٠ ـ فهرس مصادر الترجمة

١١ ـ فهرس مصادر التحقيق

١٢ ـ المسرد العام

١٦٢

١٦٣

فهرست

الآيات القرآنية

ألم تر أنَّ الله أنزل من السماء ماءً فتصبح الأرض مخضرة

ألم نجعل الأرض مهاداً

إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن

أو اطرحوه أرضاً

جعل الشمس ضياءاً

ربنا ما خلقت هذا باطلاً

الذي جعل لكم الأرض فراشاً

فالمدّبرات أمراً

فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت

فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم

له الملك وله الحمد

وإلى الأرض كيف سطحت

واذكر في الكتاب ادريس

والشمس والقمر كل في فلك يسبحون

والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم

وان من شيء إلّا يسبح بحمده

وسخر لكم الشمس والقمر

وعلى أبصارهم غشاوة

يسألونك على الأهله

يوم لا ينفع ما ولا بنون

١٢٧

٧٩

٩٩

١٢٧

٩٦

١٣٧

٧٨

٨٦ ـ ٩٠

١٢٧

٩٩

١٠٠

٧٩

١٠٦

٨٣ ـ ٩١

٨٤ ـ ٨٥

٩٣

٨١

٩٩

٦٦

١٣٤

فهرست

الحديث القدسي

من لم يرض بقضائي

١٥٤

     

١٦٤

فهرست

الأحاديث

اتدري كم بين الزهرة والقمر؟

أتدري كم بين المشتري والزهرة؟

الاحسان أن تعبد الله كأنّك تراه

اذا رأيت هلال شهر رمضان

اذا رأيت الهال فلا تبرح

افتدري كم بن السكينة واللوح المحفوظ؟

أفتدري كم بين الشمس والسكينة؟

تبصرون في شيء منها كثيره

إنّ النبي ( ص ) بات ليلة عند بعض نسائه فانكسف القمر

إنّي لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة

ربي عصيتك بلساني ولو شئت وعزتك لاخرستني

علم من علم الانبياء

قد أحيا عقله وأمات نفسه

كان رسول الله اذا أهلّ شهر رمضان استقبل القبلة

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ رأى اهلال قال

كان ـ علي بن أبي طالب ـ أعلم الناس به

ليس كما يقولون ، لا تضر بدينك

ما بين كلّ منهما إلى صاحبه ستون رقيقة

من استوى يوماه فهو مغبون

من تزوج في محاق الشهر

من سافر أو تزوج والقمر في العقرب

ويحك هذا الحادث في السماء

يا عبد الرحمن هذا حساب إذا حسبه الرجل ووقع عليه

الامام علي

الإمام الصادق

النبي الأكرم

الامام الصادق

الامام الصادق

الإمام الصادق

الإمام الصادق

الإمام الصادق

الإمام الباقر

النببي الأكرم

الإمام الكاظم

الإمام الصادق

الإمام علي

الإمام الباقر

الإمام أمير المؤمنين

الإمام الصادق

الإمام الصادق

الإمام الصادق

الإمام علي

الإمام الكاظم

الإمام الصادق

النبي الأكرم

الإمام الصادق

١٤٠

١٤٠

١٣٣

٧٥

٧١

١٤٠

١٤٠

١٤٠

١٣٨

١٣٠

١٣٠

١٤٤

١٣٥

٧٤

٧٢

١٤٤

١٤٠

١٤١

١٢٨

١٣٨

١٣٨

١٣٩

١٤١

١٦٥

فهرست

الادعية الواردة ضمن الرسالة

الله أكبر ـ ثلاثاً ـ ربي وربك الله لا إله إلاّ هو رب العالمين

اللّهمّ إني أسألك خير هذا الشهر

اللّهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان

أيها الخلق الطيع الدائب السريع

الحمد لله الذي خلقني وخلقك

ربي وربك الله رب العالمين ، اللّهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان

ربي وربك الله رب العالمين ، اللّهم صل على محمد وآل محمد

٧٣

٧١

٧٤

٧٢

٦٨

٧٥

٧٣

فهرست الأشعار

كان في الأكراد شخص ذو سداد

أمه ذات اشتهار بالفساد ١٣٢

فسقى الفضا والساكنيه وان هم

شبوه بين جوانحي وضلوعي ١٥٣

فهرست المفردات اللغوية

آية

آي

أزكى

الاُفول

الامن

الايزاع

٩٦

٨١

١٥٠

٩٧

١٢٩

١٥١

١٦٦

 الايمان

البركة

البهم

التوبة

جعلك

الحوبة

الخلق

الدائب

الدنس

ربي

سبحان

السرعة

السعد

السلطان

الشكر

الشهر

الطلوع

الطهارة

الظلم

العافية

العبادة

فاسال الله

الكسوف

لامر حادث

اللّهمّ

ما اعجب

ما دبر

المحق

المهنة

النكد

النور

٩٤

١٢٨

٩٦

١٥٠

١٢٦

١٥١

٨١

٨١

١٢٩

١٢٨

١٢٥

٨٢

١٢٩

٩٦

١٥١

١٢٦

٩٦

١٢٩

٩٦

١٥١

١٥٠

١٢٧

٩٧

١٢٦

١٤٨

١٢٦

١٢٦

١٢٩

٩٦

١٢٩

٩٦

١٦٧

فهرست

التعليقات في الهامش

النفراد العمّاني بفتواه

بحث حول الإيمان

بحث حول البروق اللامعة

بحث حول مؤلف (( الزوائد والفوائد ))

بحث حول نبوّه الحكماء السابقين

بحث روائي

برهان هندسي حول أن ما يرى من الكرة أصغر من نصفها

برهان هندسي حول الدوائر المتماسّة

برهان هندسي حول كون المضيء من الكرة الصغرى أعظم من نصفها.

الچغميني

المجسطي

مناقشة حول سند رواية السيد ابن لحديث المنجّم

النهروان ومحلّها

٦٩

٩٤

١٣٥

٧٣

١٠٦

١٣٩

١٠٩

٨٩

١٠٨

٨٨

٧٨

١٤٥

١٤٤

١٦٨

فهرست

المصادر التي اعتمدها المؤلف

الأربعين حديثا : للشيخ البهائي : محمد بن الحسين بن عبد الصمد ، ت : ١٠٣٠

الإقبال : للسيد علي بن موسى بن جعفر بن طاووس ، ت : ٦٦٤

إيضاح الفوائد : لفخر المحققيم ، محمد الحسن بن يوسف الحلي ت : ٧٧١

تجريد الإعتقاد : للطوسي ، محمد بن محمد بن الحسن ، ت : ٦٧٩

التحفة : مخطوط

التذكرة : للشيخ الخواجة الطوسي : محمد بن محمد بن الحسن ، ت : ٦٧٩

تذكرة الفقهاء : للعلامة ، الحسن بن يوسف بن المطهر ت : ٧٢٦

تعليقات على المطول : للشيخ البهائي : محمد بن الحسين بن عبد الصمد ، ت : ١٠٣٠

تفسير أنوار اتنزيل : للبيضاوي عبدالله بن عمر بن محمد الشيرازي ، ت : ٦٩٢

تفسير العروة الوثقى : للبهائي محمد بن الحسين بن عبد الصمد ، ت : ١٠٣٠

تفسير الفخر الرازي = التفسير الكبير

تفسير القاضي = أنوار التنزيل

التفسير الكبير : للرازي محمد بن عمر الرازي ، ت : ٦٠٦

تفسير الكشاف : للزمخشري محمود بن عمر ، ت : ٥٢٨ هـ

تهذيب الأحكام : للطوسي ، الشيخ محمد بن الحسن ت : ٤٦٠ هـ

تهذيب الأخبار = تهذيب الأحكام

الجغميني = ملخص الهيئة

حكمة العين : علي بن عمر الكاتبي ، ت : ٦٧٥

حواشي على تفسير البيضاوي للبهائي ، محمد بن الحسين بن عبد الصمد ، ت ١٠٣٠

رسالة الصدوق إلى ولده :

الزوائد والفوائد : للسيد علي بن موسى بن طاووس ، ت : ٦٦٤

سوانح سفر الحجاز : للبهائي : محمد بن الحسين بن عبد الصمد ، ت : ١٠٣٠

شرح الأربعين حديث : للبهائي : محمد بن الحسين بن عبد الصمد ، ت : ١٠٣٠

١٦٩

شرح الإشارات والتنبيهات : للطوسي ، محمد بن محمد بن الحسن ، ت : ٦٧٩

شرح التجريد : للقوشجي ، علي بن محمد ، ت : ٨٧٩

شرح الذكرة : للمحقق البيرجندي عبد العلي بن محمد حسين ، ت : ٩٣٢

شرح التذكرة : للنيسابوري ، الحسن بن محمد بن الحسين ، ت : ٨٢٨

شرح التذكرة : للخفري ، محمد بن أحمد ، ت : ٩٥٧

شرح حكمة الاشراق : للشيرازي ، محمد بن مسعود ، ت : ٧١٠

شرح حكمة العين : للبخاري ، محمد بن مبارك شاه ، ت : ٨٦٢

شرح المواقف : للجرجاني ، علي بن محمد ، ت : ٨١٦

الشفاء : لابن سينا ، الحسين بن عبدالله بن سينا ، ت : ٤٢٧

صحاح اللغة : للجوهري ، اسماعيل بن حماد ، ت : ٣٩٣هـ

عيون أخبار الرضا ( ع ) : للصدوق ، محمد بن علي الصمد ، ت : ٣٨١ هـ

فارسية الهيئة : لابن عربي ، محمد بن علي الطائي ، ت : ٦٣٨

فرج المهموم : لابن طاووس على بن موسى ، ت : ٦٦٤

القاموس المحيط : للفيروز ابادي ، محمد بن يعقوب ، ت : ٨١٧ هـ

قواعد الأحكام : للعلامة ، الحسن بن يوسف بن المطهر ، ت : ٧٢٦

الكافي : للشيخ الكليني ، محمد بن يعقوب ، ت : ٣٢٨ هـ

الكشكول : للبهائي ، محمد بن الحسين بن عبد الصمد ، ت : ١٠٣٠

المباحث المشرقية : للرازي ، محمد بن عمر ، ت ٦٠٦

المجسطي : لبطليموس الفلوزي

مجمع البيان : للطبرسي ، الفضل بن الحسن ، ت : ٥٤٨ هـ

مصباح المتهجد : للطوسي ، محمد بن الحسن ، ت : ٤٦٠

مفتاح العلوم : للسكاكي ، محمد بن علي ، ت : ٦٢٦

مقالة ارسطرخس = رسائل خواجه نصير الدين الطوسي

١٧٠

منتهى الادراك : للخرقي ، محمد بن أحمد الحسيني ، ت : ٥٣٣

منتهى المطلب : للعلامة ، الحسن بن يوسف بن المطهر ، ت : ٧٢٦

من لا يحضره الفقيه : للصدوق ، محمد بن علي بن بابويه : ت : ٣٨١ هـ

المواقف : للايجي ، عبدالرحمن بن أحمد ، ت : ٧٥٦

نهاية الادراك : للشيرازي ، محمود بن مسعود ، ت : ٧١٠

١٧١

نهج البلاغة : للموسوي : محمد بن الحسين الرضي ، ت ٤٠٦

الهياكل : للسهروردي ، يحيى بن حبش بن أميرك ، ت : ٥٨٧ هـ

* * *

١٧٢

فهرست

الأعلام المترجمون

أحمد بن إسحاق

إدريس النبي

ارسطر خس

الأشعث بن قيس الكندي

الأصمعي = عبدالملك بن قريب

اغاثار يمون = شيث النبي

اقليدس

ابن بابويه = محمد بن علي بن الحسين

البحترى = الوليد بن عتبة الطائي

البيرجندي = عبد العلي بن محمد حسين

البيروني = محمد بن أحمد البيروني الخوارزمي

الچغميني = محمود بن محمد بن عمر

الحسن بن الحسن بن الهيثم

الحسن بن علي بن أبي عقيل العماني

الحسن بن محمد بن الحسين القمي

الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلي

حمّاد بن عثمان بن زياد الرواسي

حمّاد الناب = حمّاد بن عثمان بن زياد

الحسين بن عبدالله بن سينا

الخفري = محمد بن أحمد الخفري

الخليل بن أحمد بن عمر بن تميم

الخواجه نصير الدين = محمد بن محمد بن الحسن

دبيران المنطقي = علي بن عمر بن علي الكاتبي

١٤٣

١٠٦

١٠٧

١٤٦

١٠٩

١١٢

٦٨

١٢٠

٧٠

٧٧

٩٢

١٤٨

١٧٣

١٧٤

١٧٥

الدواني = محمد بن أسعد الصديقي

الرازي أبو جعفر = محمد بن يعقوب الكليني

الرواسي = حمّاد بن عثمان بن زياد

سلطان المحقّقين = محمد بن محمد بن الحسن الطوسي

السهروردي ( شهاب الدين ) = يحيى بن حبش بن أميرك

سيبويه = عمرو بن عثمان بن قنبر

ابن سينا = الحسين بن عبدالله بن سينا

الشريف الرضي = محمد بن الحسين الموسوي

شيث النبي

الشيخ الرئيس = ابن سينا

صاحب المواقف = عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفّار الإيجي

الصدوق = محمد بن علي بن بابويه

ابن طاووس = علي بن موسى بن جعفر

الطبرسي ( أبو علي ) = الفضل بن الحسن

الشيخ الطوسي = محمد بن الحسن

عبد الرحمن بن أحمد الفارسي العضدي

عبد الرحمن بن سيّابة البجلي

عبد العلي بن محمد حسين البير جندي

عبد الملك بن قريب الأصمعي

ابن عربي ( محيي الدين ) = محمد بن علي بن محمد الطائي

العضد پجي = عبد الرحمن بن أحمد

عفيف بن قيس الكندي

ابن أبي عقيل = الحسن بن علي

العلاّمة الحلّي = الحسن بن يوسف

علي بن عمر بن علي الكاتبي

علي بن موسى بن جعفر بن طاووس

العماني = الحسن بن علي بن أبي عقيل

عمر بن سعد بن أبي وقاص

عمربن عثمان بن قنبر

الفخر الرازي = محمد بن عمر

فخر المحقّقين = محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهّر

١٠٦

٨٨

١٤٠

١٢٠

٦٦

١١٢

٧٢

١٤٤

١٤٨

١٧٦

الفرّاء = يحيى بن زياد الديلمي

الفراهيدي = الخليل بن أحمد بن عمر

الفضل بن الحسن الطبرسي

فيثاغورس = شيث

الكاتبي = علي بن عمر بن علي

الكليني = محمد بن يعقوب

محمد بن أحمد البيروني الخوارزمي

محمد بن أحمد الخفري

محمد بن أسعد الصديقي الدواني

محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي

محمد بن الحسن بن هيثم = الحسن بن الحسن بن هيثم

محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلي

محمد بن الحسن الموسوي

محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي

محمد بن علي بن محمد الطائي

محمد بن عمر بن الحسين

محمد بن محمد بن الحسن الطوسي

محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني

محمود بن محمد بن عمر الخوارزمي

محيي الدين بن عربي = محمد بن علي بن محمد الطائي

النظام = الحسن بن محمد بن الحسين القمي

هرمس = إدريس

ابن الهيثم = الحسن بن الحسن بن هيثم

الوليد بن عتبة الطائي

يحيى بن زياد الديلمي الفرّاء

يحيى بن حبش بن أميرك السهروردي

يونس بن عبد الرحمن

٦٦

٨٦

١٢١

٨٨

٧١

٧٧

١٣٤

٧١

١٢٣

٧٩

٨٢

٧٤

٨٨

١٥٣

١٤٩

١٢٣

١٤٣

١٧٧

فهرست

مصادر ترجمة الشيخ البهائي

والمقدمة

المصادر العربية

١ ـ الاجازة الكبيرة

للجزائري ، السيد عبد الله السيد نور الدين التستري.

تحقيق : الشيخ محمد السمامي

مكتبة آية الله المرعشي / قم / ١٤٠٩.

٢ ـ الاجازة الكبيرة للنظري / مخطوط.

٣ ـ الاجازة الكبيرة للسماهيچي / مخطوط

٤ ـ إحياء الداثر من القرن العاشر

للطهراني ، الشيخ محسن الشهير باغابزرك ت : ١٣٨٩ هـ.

طهران / دانشكاه / ١٣٦٦.

٥ ـ الأعلام

للزركلي ، خير الدين ، ت : ١٣٩٦.

الناشر : دار العلم للملايين / بيروت / ط ٦ / ١٩٨٤.

٦ ـ أعيان الشيعة

للأمين ، السيد محسن السيد عبدالكريم ، ت : ١٣٧١.

تحقيق : حسن الامين.

الناشر : دارالتعارف / بيروت / ١٤٠٣.

٧ ـ أمل الآمل :

للعاملي : محمد بن الحسن ، ت : ١١٠٤.

١٧٨

تحقيق : احمد الحسيني. الناشر : مكتبة الاندلس / بغداد / ١٣٨٥.

٨ ـ أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والاحساء والبحرين :

للبلادي : علي بن الشيخ حسن البحراني ، ت : ١٣٤٠.

النعمان / النجف الاشرف / ١٣٧٧.

الناشر : مكتبة آية الله المرعشي / قم.

٩ ـ الانوار النعمانية:

للجزائري : السيد نعمة الله السيد عبدالله ، ت : ١١١٢.

الناشر : بني هاشمي / طهران / ١٣٧٨.

١٠ ـ ايضاح المكنون :

الباباني : اسماعيل پاشا ، ت : ١٣٣٩.

الناشر : دارالفكر / بيروت / ١٤٠٢.

١١ ـ بحار الانوار

للمجلسي : محمد باقر بن محمد تقي ، ت : ١١١١.

الناشر : مؤسسة الوفاء / بيروت / ١٤٠٣.

١٢ ـ بهاء الدين العاملي

للتونچي : محمد ، معاصر.

الناشر : المستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية بدمشق / ١٤٠٥.

١٣ ـ بهجة الآمال في شرح زبدة المقال :

للعلي ياري ، ملاعلي ، ت : ١٣٢٧.

علميه / قم / ١٤٠٨.

١٤ ـ تاريخ آداب اللغة العربية :

زيدان : جرجي حبيب ، ت : ١٣٣٢هـ.

مكتبة الحياة / بيروت / ١٩٨٣.

١٥ ـ تراث العرب العلمي

قدري : حافظ طوقان ، معاصر.

دارالشروق / بيروت / ١٩٦٣.

١٦ ـ تكملة أمل الآمل :

للصدر : السيد حسن السيد هادي ، ت : ١٣٥٤.

١٧٩

تحقيق السيد احمد الحسيني.

الناشر : مكتبة آية الله المرعشي / قم / ١٤٠٦.

١٧ ـ تكملة الرجال :

للكاظمي ، الشيخ عبدالبشير ، ت : ١٢٥٦.

تحقيق : السيد محمد صادق بحر العلوم.

الناشر : مكتبة الامام الحكيم العامة / النجف.

١٨ ـ تنبيهات المنجمين : مخطوط.

مظفر بن محمد قاسم الجنابذي ، ت

١٩ ـ تنقيح المقال :

للمامقاني ، الشيخ عبدالله بن محمد حسن ، ت : ١٣٥١ هـ.

المرتضوية / النجف الاشرف / ١٣٥٢.

٢٠ ـ جامع الرواة

للاردبيلي ، محمد بن علي الغروي ، ت : ١١٠١ هـ.

رنگين / طهران / ١٣٣١.

الناشر : مكتبة المرعشي / قم / ١٤٠٣.

٢١ ـ الحالي والعاطل

لمحيي الدين عبدالرزاق ، ت ١٩٨٣.

الآداب / النجف الاشرف / ١٩٦٩.

٢٢ ـ الحدائق الندية :

لابن معصوم المدني ، السيد علي بن احمد بن محمد الحسيني ، ت : ١١١٩.

حجري / اوفست هجرة

٢٣ ـ خزانة الخيال

للشيرازي، محمد مؤمن بن محمد قاسم الجزائري

اوفست / قم يصيرتي / ١٣٩٣

٢٤ ـ خلاصة الاثر في اعيان القرن الحادي عشر :

للمحبّي : محمد امين بن فضل الله الدمشقي الحنفي ، ت : ١١١١.

دارصادر / بيروت /

٢٥ ـ دائرة المعارف :

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470