حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام الجزء ٣

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام12%

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام مؤلف:
الناشر: دار البلاغة
تصنيف: الإمام الحسن عليه السلام
الصفحات: 470

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 470 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 317129 / تحميل: 7232
الحجم الحجم الحجم
حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مؤلف:
الناشر: دار البلاغة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

واستقبل المسلمون حكومة معاوية بعد الصلح بكثير مِن الذعر والفزع والخوف ، فقد عرفوا واقع معاوية ووقفوا على اتّجاهاته الفكرية والعقائدية ، فخافوه على دينهم وعلى نفوسهم وأموالهم ، وقد وقع ما خافوه ؛ فإنّه لمْ يكد يستولي على رقاع الدولة الإسلاميّة حتّى أشاع الظلم والجور والفساد في الأرض.

ويقول المؤرّخون : إنّه ساس المسلمين سياسة لمْ يألفوها مِن قبل ، فكانت سياسته تحمل شارات الموت والدمار ، كما كانت تحمل معول الهدم على جميع القيم الأخلاقية والإنسانية ، وقد انتعشت في عهده الوثنية بجميع مساوئها التي نفر منها الناس.

يقول السيّد مير علي الهندي : ومع ارتقاء معاوية الخلافة في الشام عاد حكم التوليغارشية الوثنية السابقة ، فاحتلّ موقع ديمقراطية الإسلام ، وانتعشت الوثنية بكلّ ما يرافقها مِن خلاعات وكأنّها بُعثت مِن جديد ، كما وجدت الرذيلة والتبذّل الخلقي لنفسها مُتّسعاً في كلّ مكان ارتادته رايات حكّام الاُمويِّين مِن قادة جند الشام(١) .

والشيء المؤكّد أنّ حكومة معاوية لمْ تستند إلى رضى الأُمّة أو مشورتها ، وإنّما فُرضت عليها بقوّة السّلاح ، وقد اعترف معاوية بذلك اعترافاً رسمياً بتصريح أدلى به أمام جمهور غفير مِن الناس ، فقال : والله ، ما ولّيتها ـ أي الخلافة ـ بمحبّة علمتها منكم ، ولا مسرّة بولايتي ، ولكنْ جالدتكم بسيفي هذا مجالدة ، فإنْ لمْ تجدوني أقوم مجتمعكم كلّه فاقبلوا منّي بعضه.

ولمّا وقعت الأُمّة فريسة تحت أنيابه بعد الصلح خطب في (النخيلة) خطاباً قاسياً ، أعلن فيه عن جبروته وطغيانه على الأُمّة ، واستهانته بحقوقها ، فقد جاء فيه : والله ، إنّي ما قاتلتكم لتصلّوا ولا لتصوموا ، ولا لتحجّوا ولا لتزكّوا ؛ إنّكم لتفعلون ذلك ، وإنّما قاتلتكم لأتأمّر عليكم ،

__________________

(١) روح الإسلام / ٢٩٦.

١٢١

وقد أعطاني الله ذلك وانتم له كارهون(١) .

ومثّل هذا الخطاب الاتجاهات الشريرة التي يحملها معاوية ، فمِن أجل الإمرة والسيطرة على العباد أراق دماء المسلمين ، وأشاع في بيوتهم الثكل والحزن والحداد.

ولا بدّ لنا مِن دراسةٍ موجزة للمخططات السياسية التي تبنتها حكومة معاوية وما رافقها مِن الأحداث الجسام ؛ فإنّها ـ فيما نعتقد ـ مِن ألمع الأسباب في ثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) ، فقد رأى ما مُنِيَ به المسلمون في هذا العهد مِن الحرمان والاضطهاد ، وما أُصيبوا به مِن الانحراف والتذبذب مِن جراء النقائص الاجتماعية التي أوجدها الحكم الاُموي ، فهبّ سلام الله عليه ـ بعد هلاك معاوية ـ إلى تفجير ثورته الكبرى التي أدت إلى إيقاظ الوعي الاجتماعي الذي اكتسح الحكم الاُموي ، وأزال جميع معالمه وآثاره وهذه بعض معالم سياسة معاوية.

سياسته الاقتصادية :

ولمْ تكن لمعاوية أيّة سياسة اقتصادية في المال حسب المعنى المصطلح لهذه الكلمة ، وإنّما كان تصرّفه في جباية الأموال وإنفاقها خاضعاً لرغباته وأهوائه ؛ فهو يهب الثراء العريض للقوى المؤيدة له ، ويحرم العطاء للمعارضين له ، ويأخذ الأموال ويفرض الضرائب ، كلّ ذلك بغير حقّ.

إنّ مِن المقطوع به أنّه لمْ يعد في حكومة معاوية أي ظل للاقتصاد الإسلامي الذي عالج القضايا الاقتصادية بأروع الوسائل وأعمقها ، فقد عنى بزيادة الدخل الفردي ، ومكافحة البطالة ، وإذابة الفقر ، واعتبر مال

__________________

(١) حياة الإمام الحسن (عليه السّلام) ٢ / ٢٥٤.

١٢٢

الدولة ملكا للشعب يُصرف على تطوير وسائل حياته وازدهار رخائه ، ولكنّ معاوية قد أشاع الفقر والحاجة عند الأكثرية الساحقة مِن الشعب ، وأوجد الرأسمالية عند فئة قليلة راحت تتحكّم في مصير الناس وشؤونهم.

وهذه بعض الخطوط الرئيسة في سياسته الاقتصادية :

الحرمان الاقتصادي :

وأشاع معاوية الحرمان الاقتصادي في بعض الأقطار التي كانت تضمّ الجبهة المعارضة له ، فنشر فيها البؤس والحاجة حتّى لا تتمكن مِن القيام بأيّة معارضة له ، وهذه بعض المناطق التي قابلها بالاضطهاد والحرمان :

١ ـ يثرب :

وسعى معاوية لإضعاف يثرب فلمْ ينفق على المدنيين أي شيء مِن المال ، وجهد على فقرهم وحرمانهم ؛ لأنّهم مِن معاقل المعارضة لحكمه ، وفيهم كثير مِن الشخصيات الحاقدة على الاُسرة الاُمويّة الطامعة في الحكم.

ويقول المؤرّخون : إنّه أجبرهم على بيع أملاكهم فاشتراها بأبخس الأثمان ، وقد أرسل القيّم على أملاكه لتحصيل وارداتها فمنعوه عنها ، وقابلوا حاكمهم عثمان بن محمّد وقالوا له : إنّ هذه الأموال لنا كلّها ، وإنّ معاوية آثر علينا في عطائنا ولمْ يعطنا درهماً فما فوقه حتّى مضّنا الزمان ، ونالتنا المجاعة ، فاشتراها بجزء مِن مئة مِن ثمنها. فردّ عليهم حاكم المدينة بأقسى القول وأمرّه.

ووفد على معاوية الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري فلمْ يأذن له ؛ تحقيراً وتوهيناً به ، فانصرف عنه ، فوجّه له معاوية بستمئة درهم فردّها جابر ، وكتب إليه :

وإنّي لأختار القنوعَ على الغِنى

إذا اجتمعا والماءُ بالباردِ المحضِ

١٢٣

وأقضي على نفسي إذا الأمر نابني

وفي الناس مَنْ يُقضى عليهِ ولا يقضي

وألبسُ أثوابَ الحياءِ وقد أرى

مكانَ الغنى ألاّ أهينُ له عرضي

وقال لرسول معاوية : قل له : والله يا بن آكلة الأكباد ، لا تجد في صحيفتك حسنة أنا سببها أبداً.

وانتشر الفقر في بيوت الأنصار وخيّم عليهم البؤس ، حتّى لمْ يتمكن الرجل منهم على شراء راحلة يستعين بها على شؤونه ، ولمّا حجّ معاوية واجتاز على يثرب استقبله الناس ومنهم الأنصار ، وكان أكثرهم مشاة ، فقال لهم : ما منعكم مِن تلقيِّ كما يتلقّاني الناس؟ فقال له سعيد بن عبادة : منعنا مِن ذلك قلّة الظهر ، وخفّة ذات اليد ، وإلحاح الزمان علينا ، وإيثارك بمعروفك غيرنا.

فقال له معاوية باستهزاء وسخرية : أين أنتم عن نواضح المدينة؟ فسدّد له سعيد سهماً مِن منطقه الفياض قائلاً : نحرناها يوم بدر ، يوم قتلنا حنظلة بن أبي سفيان(١) .

لقد قضت سياسة معاوية بنشر المجاعة في يثرب ، وحرمان أهلها مِن الصّلة والعطاء. يقول عبد الله بن الزبير في رسالته إلى يزيد : فلعمري ، ما تؤتينا ممّا في يدك مِن حقّنا إلاّ القليل ، وإنّك لتحبس عنّا منه العريض.

وقد أوعز معاوية إلى الحكومة المركزية في يثرب برفع أسعار المواد الغذائية فيها حتّى تعمّ فيها المجاعة ، وقد ألمع إلى ذلك يزيد في رسالته التي بعثها للمدينين ، ووعدهم فيها بالإحسان إنْ خضعوا لسلطانه ، وقد جاء فيها :

ولهم عليّ عهد أنْ أجعل الحنطة كسعر الحنطة عندنا ، والعطاء

__________________

(١) أنساب الأشراف ١ ق ٢ / ٧٣.

١٢٤

الذي يذكرون أنّه احتبس عنهم في زمان معاوية فهو عليّ لهم وفراً كاملاً(١) .

وقد جعل معاوية الولاة على الحجاز تارة مروان بن الحكم ، وأُخرى سعيد بن العاص ، وكان يعزل الأول ويولّي الثاني ، وقد جهدا في إذلال أهل المدينة وفقرهم.

٢ ـ العراق :

أمّا العراق فقد قابله معاوية بالمزيد مِن العقوبات الاقتصادية باعتباره المركز الرئيس للمعارضة ، والقطر الوحيد الساخط على حكومته ، وكان واليه المغيرة بن شعبة يحبس العطاء والأرزاق عن أهل الكوفة. وقد سار حكّام الاُمويِّين مِن بعد معاوية على هذه السيرة في اضطهاد العراق وحرمان أهله ، فإنّ عمر بن عبد العزيز أعدلهم لمْ يساوِ بين العراقيين والشاميين في العطاء ، فقد زاد في عطاء الشاميين عشرة دنانير ولمْ يزد في عطاء أهل العراق(٢) .

لقد عانى العراق في عهد الحكم الاُموي أشد ألوان الضيق ؛ ممّا جعل العراقيين يقومون بثورات متّصلة ضد حكمهم.

٣ ـ مصر :

ونالت مصر المزيد مِن الاضطهاد الاقتصادي ، فقد كتب معاوية إلى عامله : أنْ زد على كلّ امرئ مِن القبط قيراطاً. فأنكر عليه عامله وكتب إليه : كيف أزد عليهم وفي عهدهم أنْ لا يزاد عليهم!(٣) وشمل الضيق الاقتصادي سائر الأقطار الإسلاميّة ؛ ليشغلها عن معارضة حكمه.

__________________

(١) الإمامة والسياسة ١ / ١٥١.

(٢) العقد الفريد ٤ / ٢٥٩.

(٣) حياة الإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام) ١ / ٣٠٢.

١٢٥

الرفاه على الشام :

وبينما كانت البلاد الإسلاميّة تعاني الجهد والحرمان نجد الشام في رخاء شامل ، وأسعار موادها الغذائية منخفضة جداً ؛ لأنّها أخلصت للبيت الاُموي ، وعملت على تدعيم حكمه ، فكان الرفاه يعدّ فيها شائعاً ، أمّا ما يؤيد ذلك فهي رسالة يزيد التي ذكرناها قبل قليل.

وقد حملوا أهل الشام على رقاب الناس كما ألمع إلى ذلك مالك بن هُبيرة في حديثه مع الحصين بن نمير ، يقول له : هلمّ فلنبايع لهذا الغلام ـ أي خالد بن يزيد ـ الذي نحن ولدنا أباه ، وهو ابن اختنا ، فقد عرفت منزلتنا مِن أبيه ، فإنّه كان يحملنا على رقاب العرب(١) .

استخدام المال في تدعيم ملكه :

واستخدم معاوية الخزينة المركزية لتدعيم ملكه وسلطانه ، واتّخذ المال سلاحاً يمكّنه مِن قيادة الأُمّة ورئاسة الدولة. يقول السيد مير علي الهندي : وكانت الثروات التي جمعها معاوية مِن عمالته على الشام يبذّرها هو وبطانته على جنوده المرتزقة ، الذين ساعدوه بدورهم على إخفات كلّ همسة ضدهم(٢) .

وكانت هذه السياسة غريبة على المسلمين ، لمْ يفكّر فيها أحد مِن الخلفاء السابقين ، وقد سار عليها مَنْ جاء بعده مِن خلفاء الاُمويِّين ؛ فاتّخذوا المال

__________________

(١) تاريخ الطبري ٧ / ٣٨.

(٢) روح الإسلام / ٢٩٦.

١٢٦

وسيلة لدعم سلطانهم. يقول الدكتور محمّد مصطفى : وكان مِن عناصر سياسة الاُمويِّين استخدام المال سلاحاً للإرهاب ، وأداة للتقرّيب ، فحرموا منه فئةً مِن الناس ، وأغدقوه أضعافاً مضاعفة لطائفة أُخرى ؛ ثمناً لضمائرهم ، وضماناً لصمتهم(١) .

وجعل شكري فيصل المال أحد العاملين الأساسيين اللذين خضع لهما المجتمع الإسلامي خضوعاً عجيباً ، وكان مِن جملة الأسباب في فتن السياسة ، وسيطرة الطبقة الحاكمة مِن قريش ، كما إنّه أحد الأسباب في وقوع الخلاف ما بين العرب والعجم ، بل وما بين العرب أنفسهم(٢) .

المنحُ الهائلة لأسرته :

ومنح معاوية الأموال الهائلة لاُسرته ، فوهبهم الثراء العريض(٣) ؛ وذلك لتقوية مركزهم ، وبسط نفوذهم على العالم الإسلامي ، في حين أشاع البؤس والحرمان عند أغلب فئات الشعب.

منح خراج مصر لعمرو :

ووهبَ معاوية خراج مصر لابن العاص وجعله طعمة له ما دام حياً ؛ وذلك لتعاونه معه على مناجزة الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، رائد الحقّ والعدالة في الأرض ، وقد ألمعنا إلى تفصيل ذلك في البحوث السّابقة.

__________________

(١) اتجاهات الشعر العربي / ٢٧.

(٢) المجتمعات الإسلاميّة في القرن الأول ـ شكري فيصل / ٥٠.

(٣) الفخري / ١٤٥.

١٢٧

هباتُ الأموال للمؤيّدين :

وأغدق معاوية الأموال الهائلة على المؤيدين له والمنحرفين عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وقد أسرف في ذلك إلى حدّ بعيد ، ويقول الرواة : إنّ يزيد بن منبه قدم عليه من البصرة يشكو له ديناً قد لزمه ، فقال معاوية لخازن بيت المال : أعطه ثلاثين ألفاً. ولمّا ولّى قال : وليوم الجمل ثلاثين ألفاً أُخرى(١) .

لقد وهب له هذه الأموال الضخمة جزاءً لمواقفه ، ومواقف أخيه الذي أمدّ المتمردين في حرب الجمل بالأموال التي نهبها مِن بيت مال المسلمين ، وقد حفل التاريخ ببوادر كثيرة مِن هبات معاوية للقوى المنحرفة عن الإمام (عليه السّلام) ، والمؤيدة له.

شراءُ الأديان :

وفتح معاوية باباً جديداً في سياسته الاقتصادية وهي شراء الأديان وخيانة الذمم ؛ فقد وفد عليه جماعة مِن أشراف العرب فأعطى كلّ واحد منهم مئة ألف ، وأعطى الحتات عمّ الفرزدق سبعين ألفاً ، فلمّا علم الحتات بذلك رجع مغضباً إلى معاوية فقال له : فضحتني في بني تميم ؛ أمّا حسبي فصحيح ، أوَلست ذا سنّ؟ ألست مطاعاً في عشيرتي؟

ـ بلى.

ـ فما بالك خست بي دون القوم ، وأعطيت مَنْ كان عليك أكثر ممّن

__________________

(١) العقد الفريد ١ / ١٩٤.

١٢٨

كان لك؟!

فقال معاوية بلا حياء ولا خجل : إنّي اشتريت مِن القوم دينهم ووكلتك إلى دينك.

ـ أنا اشتري منّي ديني. فأمر له بإتمام الجائزة(١) .

لقد خسرت هذه الصفقة التي كشفت عن مسخ الضمائر ، وتحوّلها إلى سلعة تباع وتشرى.

عجز الخزينة المركزيّة :

ومُنيت الخزينة المركزية بعجزٍ مالي خطير نتيجة الإسراف في الهبات لشراء الذمم والأديان ، ولمْ تتمكن الدولة مِن تسديد رواتب الموظفين ؛ ممّا اضطر معاوية إلى أنْ يكتب لابن العاص راجياً منه أنْ يسعفه بشيء مِن خراج مصر الذي جعله طعمة له ، فقد جاء في رسالته : أمّا بعد ، فإنّ سؤال أهل الحجاز وزوّار أهل العراق قد كثروا عليّ ، وليس عندي فضل مِن إعطيات الجنود ، فأعنّي بخراج مصر هذه السنة.

ولم يستجب له ابن العاص وراح ينكر عليه ، ويذكّره بأياديه التي أسداها عليه ، وقد أجابه بهذه الآبيات :

معاويَ إنْ تدركْك نفسٌ شحيحةٌ

فما ورثتني مصر اُمّي ولا أبي

وما نلتُها عفواً ولكن شرطتُها

وقد دارت الحربُ العوانُ على قطبِ

ولولا دفاعي الأشعري وصحبهُ

لألفيتها ترغو كراغيةِ السغبِ

ولمّا قرأ معاوية الأبيات تأثر منه ، ولمْ يعاوده بشيء مِن أمر مصر(٢) .

__________________

(١) حياة الإمام الحسن (عليه السّلام) ٢ / ١٥٣.

(٢) الأخبار الطوال / ٢٠٤.

١٢٩

مصادرةُ أموال المواطنين :

واضطر معاوية بعد إسرافه وتبذيره إلى مصادرة أموال المواطنين ؛ ليسد العجز المالي الذي مُنيت به خزينة الدولة ، وقد صادر مواريث الحتات عمّ الفرزدق ، فأنكر عليه الفرزدق وقال يهجوه :

أبوك وعمّي يا معاويَ أورثا

تراثاً فيختار التراثَ أقاربُهْ

فما بالُ ميراثِ الحُتاتِ أخذته

وميراثُ صخرٍ جامدٌ لك ذائبُهْ

فلو كان هذا الأمرُ في جاهليةٍ

علمتَ مَن المرء القليل حلائبُهْ

ولو كان في دينٍ سوى ذا شنئتمُ

لنا حقّنا أو غصّ بالماء شاربُهْ

ألستُ أعزّ الناس قوماً واُسرةً

وأمنعهم جاراً إذا ضيم جانبُهْ

وما ولدت بعد النّبيِّ وآلهِ

كَمثلي حَصَانٌ في الرجال يقاربُهْ

وبيتي إلى جنب الثريا فِناؤهُ

ومِن دونهِ البدرُ المُضيء كواكبُهْ

أنا ابنُ الجبال الشمِّ في عدد الحصى

وعرقُ الثرى عرقي فمَنْ ذا يحاسبُهْ

وكم مِن أبٍ لي يا معاويَ لمْ يزلْ

أغرَّ يباري الريح ما ازورّ جانبُهْ

نمته فروعُ المالكَينِ ولمْ يكنْ

أبوك الذي مِن عبد شمس يقاربُهْ(١)

ومعنى هذه الأبيات أنّ الأموال التي خلّفها صخر جد معاوية قد انتقلت إلى ورّاثه ، في حين إنّ ميراث عمّ الفرزدق قد صادره معاوية ، ولو كان ذلك في الجاهلية لكان معاوية أقصر باعاً مِن أن تمتد يده إليه ؛ فإنّ الفرزدق ينتمي إلى اُسرة هي مِن أعزّ الاُسر العربية وأمنعها.

__________________

(١) تاريخ ابن الأثير ٣ / ٢٣٢ ، ديوان الفرزدق / ٢٤٦.

١٣٠

ضريبةُ النيروز :

وفرض معاوية على المسلمين ضريبة النيروز ليسدّ بها نفقاته ، وقد بالغ في إرهاق الناس واضطهادهم على أدائها ، وقد بلغت فيما يقول المؤرّخون عشرة ملايين درهم(١) ، وهي مِن الضرائب التي لمْ يألفها المسلمون ، وقد اتّخذها الخلفاء مِن بعده سُنّة فأرغموا المسلمين على أدائها.

نهب الولاة والعمال :

وأصبحت الولاية في عهد معاوية مصدراً مِن مصادر النّهب والسرقة ، ومصدراً للثراء وجمع الأموال. يقول أنس بن أبي إياس لحارثة الغذاني صاحب زياد بن أبيه حينما وليَ على (سرق) ، وهي إحدى كور الأهواز :

أحارُ بنَ بدر قد وليتَ إمارةً

فكن جُرذاً فيها تخونُ وتسرقُ

وباه تميماً بالغنى إنّ للغنى

لساناً به المرءُ الهيوبة ينطقُ

ولا تحقرنْ يا حارُ شيئاً أصبتهُ

فحظّك مِن مُلْك العراقيين سُرّقُ(٢)

ويصف عقبة بن هبيرة الأسدي ظلم الولاة واستقصائهم أموال الرعية بقوله :

معاوي إنّنا بشرٌ فأسجحْ

فلسنا بالجبال ولا الحديدِ(٣)

أكلتم أرضنا فجردتموها

فهل مِن قائم أو مِن حصيدِ

__________________

(١) الحركات الفكرية في الإسلام / ٤٢ ، تاريخ التمدن الإسلامي ٢ / ٢٢.

(٢) الشعر والشعراء / ٤٦٢.

(٣) السجح : السهولة والين.

١٣١

فهبنا أُمّةً ذهبت ضياعا

يزيدُ أميرُها وأبو يزيدِ

أتطمع في الخلافةِ إذ هلكنا

وليس لنا ولا لك مِن خلودِ

ذروا خول الخلافةِ واستقيموا

وتأميرَ الأراذل والعبيدِ

وأعطونا السويّة لا تزركُمْ

جنودٌ مردفاتٌ بالجنودِ(١)

وقد عانى المسلمون ضروباً شاقةً وعسيرةً مِن جور الولاة وظلم الجباة ، فقد تمرّسوا بالسّلب والنّهب ، ولمْ يتركوا عند أحدٍ مِن الناس فضلاً مِن المال إلاّ صادروه.

جبايةُ الخراج :

أمّا جباية الخراج فكانت خاضعة لرغبات الجُباة وأهوائهم ، وقد سأل صاحب أخنا عمرو بن العاص عن مقدار ما عليه مِن الجزية ، فنهره ابن العاص وقال له : لو أعطيتني مِن الأرض إلى السّقف ما أخبرتك ، ما عليك! إنّما أنتم خزانة لنا ، إنْ كثر علينا كثرنا عليكم ، وإنْ خُفّف عنّا خفّفنا عنكم(٢) .

وهدمت هذه الإجراءات الظالمة جميع قواعد العدل والمساواة التي جاء بها الإسلام.

اصطفاء الذهب والفضة :

وأوعز معاوية إلى زياد بن أبيه أنْ يصطفي له الذهب والفضة ، فقام

__________________

(١) خزانة الأدب ٢ / ٢٢٥.

(٢) تاريخ التمدن الإسلامي ٢ / ٧٩ ـ ٨٠.

١٣٢

زياد مع عمّاله بإجبار المواطنين على مصادرة ما عندهم مِن ذلك وإرساله إلى دمشق(١) ، وقد ضيّق بذلك على الناس وترك الفقر آخذاً بخناقهم.

شلّ الحركة الاقتصادية :

وشلّت الحركة الاقتصادية في جميع أنحاء البلاد ، فخربت الزراعة والتجارة ، وأُصيب الاقتصاد العام بنكسةٍ شاملة نتيجة تبذير معاوية وإسرافه ، وقد أعلن ذلك عبد الله بن همّام السّلولي ، فقد كتب شعراً في رقاع وألقاها في المسجد الجامع يشكو فيها الجور الهائل ، والمظالم الفظيعة التي صبّها معاوية وعمّاله على الناس ، وهذه هي الأبيات :

ألا أبلغ معاويةَ بن صخرٍ

فقد خرب السوادُ فلا سوادا

أرى العمّالَ أقساءً علينا

بعاجل نفعِهمْ ظلموا العبادا

فهل لك أنْ تدارك بالدنيّا

وتدفع عن رعيّتك الفسادا

وتعزل تابعاً أبداً هواهُ

يخرّب مِن بلادتهِ البلادا

إذا ما قلتَ أقصر عن هواهُ

تمادى في ضلالته وزادا(٢)

وقد صوّر السلولي بهذه الأبيات سوء الحالة الاقتصادية ، وتسلّط الولاة على ظلم الرعية ، ودعا السلطة إلى عزلهم وإقصائهم عن وظائفهم ؛ فقد جهدوا في خراب السواد ، وامتصّوا الدماء ، واتّبعوا الهوى ، وظلّوا عن الطريق القويم.

__________________

(١) حياة الإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام) ١ / ٣٠١.

(٢) الإسلام والحضارة العربية ٢ / ١٤٩ ـ ١٥٠.

١٣٣

حجّة معاوية :

ويرى معاوية أنّ أموال الأُمّة وخزينتها المركزية مُلْكٌ له يتصرف فيها حيث ما شاء ، يقول : الأرض لله ، وأنا خليفة الله ، فما أُخذ مِن مال الله فهو لي ، وما تركته كان جائزاً إليّ(١) .

وهذا المنطق بعيد عن روح الإسلام ، وبعيد عن اتجاهاته ، فقد قنّن أُسسه الاقتصادية على أساس أنّ المال مال الشعب ، وأنّ الدولة ملزمة بتنميته وتطويره ، وليس لرئيس الدولة وغيره أنْ يتلاعب باقتصاد الأُمّة وينفقه على رغباته وأهوائه ؛ فإنّ ذلك يؤدي إلى إذاعة الحاجة ونشر البطالة ، ويعرّض البلاد للأزمات الاقتصادية.

لقد اعتبر الإسلام الفقر كارثةً اجتماعية ، ووباءً شاملاً يجب مكافحته بكلّ الطرق والوسائل ، وليس لرئيس الدولة أنْ يصطفي مِن مال الأُمّة أي شيء ، هذا هو رأي الإسلام ، ولكنّ معاوية ـ بصورة لا تقبل الجدل ـ لمْ يعِ ذلك ، فتصرّف بأموال المسلمين حسب رغباته وأهوائه.

هذه بعض معالم سياسة معاوية الاقتصادية التي فقدت روح التوازن ، وأشاعت البؤس والحرمان في البلاد.

سياسةُ التفريق :

وبنى معاوية سياسته على تفريق كلمة المسلمين وتشتيت شملهم ، وبثّ روح التفرقة والبغضاء بينهم ؛ إيماناً منه بأنّ الحكم لا يمكن أنْ يستقر له إلاّ في

__________________

(١) حياة الإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام) ١ / ٣٠١.

١٣٤

تفلّل وحدة الأُمّة ، وإشاعة العداء بين أبنائها. يقول العقاد : وكانت له ـ أي لمعاوية ـ حيلته التي كرّرها وأتقنها وبرع فيها ، واستخدمها مع خصومه في الدولة مِن المسلمين وغير المسلمين ، وكان قوام تلك الحيلة العمل الدائب على التفرقة ، والتخذيل بين خصومه بإلقاء الشبهات بينهم ، وإثارة الإحن فيهم ، ومنهم مَنْ كانوا مِن أهل بيته وذوي قرباه. كان لا يطيق أنْ يرى رجلين ذوي خطر على وفاق ، وكان التنافس الفطري بين ذوي الأخطار ممّا يعينه على الإيقاع بهم(١) .

لقد شتّت كلمة المسلمين ، وفصم عُرى الأُخوّة الإسلاميّة التي عقد أواصرها الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) وبنى عليها مجتمعه.

اضطهادُ الموالي :

وبالغ معاوية في اضطهاد الموالي وإذلالهم ، وقد رام أْن يبيدهم إبادة شاملة. يقول المؤرّخون : إنّه دعا الأحنف بن قيس ، وسمرة بن جندب ، وقال لهما : إنّي رأيت هذه الحمراء قد كثرت ، وأراها قد قطعت على السلف ، وكأنّي أنظر إلى وثبة منهم على العرب والسلطان ، فقد رأيت أنْ أقتل شطراً منهم ، وأدع شطراً لإقامة السوق وعمارة الطريق.

ولمْ يرتضِ الأحنف وسمرة هذا الإجراء الخطير ، فأخذا يلطفان به حتّى عدل عن رأيه(٢) .

لقد سنّ معاوية اضطهاد الموالي ، وأخذت الحكومات التي تلت مِن بعده تشيع فيهم الجور والحرمان بالرغم مِن اشتراكهم في الميادين العسكرية

__________________

(١) معاوية في الميزان / ٦٤.

(٢) العقد الفريد ٢ / ٢٦٠.

١٣٥

وغيرها مِن أعمال الدولة. يقول شاعر الموالي شاكياً ممّا ألمّ بهم مِن الظلم :

أبلغ أُميّة عنّي إنْ عرضت لها

وابنَ الزبير وأبلغ ذلك العَرَبا

إنّ المواليَ أضحتْ وهي عاتبةٌ

على الخليفة تشكوا الجوع والحَرَبا

وانبرى أحد الخراسانيين إلى عمر بن عبد العزيز يطالبه بالعدل فيهم قائلاً له : يا أمير المؤمنين ، عشرون ألفاً مِن الموالي يغزون بلا عطاء ولا رزق ، ومثلهم قد أسلموا مِن أهل الذمّة يؤدّون الخراج!(١)

وكان الشعبي قاضي عمر بن عبد العزيز قد بغض المسجد حتّى صار أبغض إليه مِن كناسة داره ـ حسب ما يقول ـ ؛ لأنّ الموالي كانت تصلّي فيه(٢) ، وقد اضطر الموالي إلى تأسيس مسجدٍ خاصٍ لهم أسموه (مسجد الموالي) ، كانوا يقيمون الصلاة فيه(٣) .

ويميل (خودا بخش) إلى الظنّ أنّهم إنّما اضطروا إلى تأدية صلاتهم فيه بعدما رؤوا تعصّب العرب ضدهم ، وأنّهم لمْ يكونوا يسمحون لهم بالعبادة معهم في مسجد واحد(٤) .

وكان الموالي يلطفون بالردّ على العرب ويدعونهم إلى الهدى قائلين : إنّنا لا ننكر تباين الناس ، ولا تفاضلهم ، ولا السيّد منهم والمسود ، والشريف والمشروف ، ولكنّنا نزعم أنّ تفاضل الناس فيما بينهم هو ليس بآبائهم ولا بأحسابهم ، ولكنّه بأفعالهم وأخلاقهم ، وشرف أنفسهم ، وبُعد همّهم ، فمَنْ كان دنيء الهمّة ، ساقط المروءة لمْ يشرف وإنْ كان مِن بني هاشم في ذؤابتها ؛ إنّما الكريم مَنْ كرمت أفعاله ، والشريف مَنْ

__________________

(١) تاريخ الطبري ٨ / ١٣٤ ، الكامل في التاريخ ٥ / ١٩.

(٢) طبقات ابن سعد ٦ / ١٧٥.

(٣) الطبري في أحداث سنة ٢٤٥.

(٤) الحضارة الإسلاميّة ١ / ٤٣.

١٣٦

شرفت همّته(١) .

ولمْ يعِ الاُمويّون ومَنْ سار في ركابهم هذا المنطق المشتق مِن واقع الإسلام وهديه ، الذي أمر ببسط المساواة والعدل بين جميع الناس من دون فرق بين قوميّاتهم.

وعلى أيّ حالٍ ، فقد أدّت هذه السياسة العنصرية إلى إشاعة الأحقاد بين المسلمين واختلاف كلمتهم ، كما أدّت إلى تجنيد الموالي لكلّ حركة ثورية تقوم ضد الحكم الاُموي ، وكانوا بالأخير هم القوة الفعّالة التي أطاحت بالاُمويِّين ، وطوت معالمهم وآثارهم.

العصبيّة القبلية :

وتبعاً لسياسة التحزّب والتفريق التي سار عليها الاُمويّون فقد أحيوا العصبيات القبلية ، وقد ظهرت في الشعر العربي صوراً مريعةً ومؤلمة مِن ألوان ذلك الصراع الذي كانت تخلقه السلطة الاُمويّة ؛ لإشغال الناس بالصراع القبلي عن التدخل في الشؤون السياسية ، وإبعادهم عمّا يقننه معاوية مِن الظلم والجور.

ويقول المؤرّخون : إنّه عمد إلى إثارة الأحقاد القديمة ما بين الأوس والخزرج ، محاولاً بذلك التقليل مِن أهميتهم وإسقاط مكانتهم أمام العالم العربي والإسلامي ، كما تعصّب لليمنيين على المصريين ، وأشعل نار الفتنة فيما بينهم حتّى لا تتحد لهم كلمة تضر بمصالح دولته.

وسار عمّال معاوية على وفق منهج سياسته التخريبية ، فكان زياد بن أبيه يضرب القبائل بعضها ببعض ، ويؤجج نار الفتنة فيما بينها حتّى تكون تحت مناطق نفوذه يقول ولهاوزن : وعرف زياد كيف يُخضع القبائل

__________________

(١) العقد الفريد ٢ / ٢٥٨ ـ ٢٥٩.

١٣٧

بأنْ يضرب إحداها بالأُخرى ، وكيف يجعلها تعمل مِن أجله ، وأفلح في ذلك(١) .

وحفلت مصادر التاريخ ببوادر كثيرة مِن ألوان التناحر القبلي الذي أثاره معاوية وعمّاله ؛ ممّا أدى إلى انتشار الضغائن بين المسلمين ، وقد عانى الإسلام مِن جراء ذلك أشدّ ألوان المحن ؛ فقد أوقف كلّ نشاط مثمر له ، وخولف ما كان يدعو له النّبي (صلّى الله عليه وآله) مِن التآخي والتعاطف بين المسلمين.

سياسة البطش والجبروت :

وساس معاوية الأُمّة سياسةَ بطشٍ وجبروت ، فاستهان بمقدّراتها وكرامتها ، وقد أعلن ـ بعد الصلح ـ أنّه إنّما قاتل المسلمين وسفك دماءهم ليتأمّر عليهم ، وأنّ جميع ما أعطاه للإمام الحسن (عليه السّلام) مِن شروط فهي تحت قدميه لا يفي بشيء منها ، وقد أدلى بتصريح عبّر فيه عن كبريائه وجبروته فقال : نحن الزمان ، مَنْ رفعناه ارتفع ، ومَنْ وضعناه اتّضع(٢) .

وسار عمّاله وولاته على هذه الخطة الغادرة ، فقد خطب عتبة بن أبي سفيان بمصر فقال : يا حاملي آلام اُنوفٍ رُكّبت بين أعين ، إنّي قلّمت أظفاري عنكم ليلين مسيئكم ، وسألتكم إصلاحكم إذا كان فسادكم باقياً عليكم ، فأمّا إذا أبيتم إلاّ الطعن على السلطان والنقض للسلف ، فوالله لأقطعن بطون السياط على ظهوركم ، فإنْ حسمتُ أدواءكم وإلاّ فإنّ السيف مِن ورائكم. فكم حكمة منّا لمْ تعِها قلوبكم ، ومِن موعظة منّا صمّت عنها آذانكم ، ولست أبخل

__________________

(١) الدولة العربية / ٢٠٧.

(٢) نهاية الإرب ٦ / ٧.

١٣٨

بالعقوبة إذا جدتم بالمعصية(١) .

وخاطب المصريين في خطاب آخر له فقال : يا أهل مصر ، إيّاكم أنْ تكونوا للسيف حصيداً ؛ فإنّ لله ذبيحاً لعثمان. لا تصيروا إلى وحشة الباطل بعد أُنس الحقّ بإحياء الفتنة وإماتة السنن ؛ فأطأكم والله وطأةً لا رمق معها حتّى تنكروا ما كنتم تعرفون(٢) .

ومثّلت هذه القطع مِن خطابه مدى أحقاده على الأُمّة وتنكّره لجميع قيمها وأهدافها. ومِن اُولئك الولاة الذين كفروا بالحقّ والعدل خالد القسري ؛ فقد خطب في مكة وهو يهدّد المجتمع بالدمار والفناء ، فقد جاء في خطابه : أيّها الناس ، عليكم بالطاعة ولزوم الجماعة ، وإيّاكم والشبهات ؛ فإنّي والله ما اُوتي لي بأحدٍ يطعن على إمامه إلاّ صلبته في الحرم(٣) .

وكانت هذه الظاهرة ماثلة عند جميع حكام الاُمويِّين وولاتهم ، يقول الوليد بن يزيد :

فدعْ عنكَ إدكارك آل سعدى

فنحن الأكثرون حصىً ومالا

ونحنُ المالكون الناس قسراً

نسومُهُمُ المذلّةَ والنّكالا

ونوردهُمْ حياضَ الخسف ذلاً

وما نألوهمُ إلاّ خبالا(٤)

وصوّرت هذه الأبيات مدى استهانته بالأُمّة ، فإنّه مع بقية الحكّام مِن أُسرته قد ملكوا الناس بالغلبة والقوّة ، وإنّهم يسومونهم الذلّ ويوردونهم حياض الخسف. ومِنْ اُولئك الملوك عبد الملك بن مروان ،

__________________

(١) تهذيب الكامل للمبرد ١ / ١٧.

(٢) العقد الفريد ٢ / ١٥٩.

(٣) تاريخ الطبري ٨ / ٨٠.

(٤) حياة الإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام) ١ / ٣٨٧.

١٣٩

فقد خطب في يثرب أمام أبناء المهاجرين والأنصار فقال :

ألا وإنّي لا اُداوي أمر هذه الأُمّة إلاّ بالسيف حتّى تستقيم قناتكم ، وإنّكم تحفظون أعمال المهاجرين الأوّلين ، ولا تعملون مثل عملهم ، وإنّكم تأمروننا بتقوى الله وتنسون أنفسكم. والله ، لا يأمرني أحدٌ بتقوى الله بعد مقامي هذا إلاّ ضربت عنقه(١) .

وحفل هذا الخطاب بالطغيان الفاجر على الأُمّة ، فهو لا يرى حلاً لأزماتها إلاّ بسفك الدماء وإشاعة الجور والإرهاب ، أمّا بسط العدل ونشر الدعة والرفاهية بين الناس فلمْ يفكّر به ، ولا دار بخلده ، ولا في خلد واحد مِن حكّام الاُمويِّين.

احتقارُ الفقراء :

وتبنّى الحكم الاُموي في جميع أدواره اضطهاد الفقراء واحتقار الضعفاء. يقول المؤرّخون : إنّ بني أُميّة كانوا لا يسمحون للفقراء بالدخول إلى دوائرهم الرسمية إلاّ في آخر الناس.

يقول زياد بن أبيه لعجلان حاجبه : كيف تأذن للناس؟

ـ على البيوتات ، ثمّ على الأسنان ، ثمّ على الأدب.

ـ مَنْ تؤخر؟

ـ الذين لا يعبأ الله بهم.

ـ مَنْ هم؟

ـ الذين يلبسون كسوة الشتاء في الصيف ، وكسوة الصيف في الشتاء(٢) .

__________________

(١) تاريخ ابن الأثير ٤ / ٣٣.

(٢) نهاية الإرب ٦ / ٨٦.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

١١ -( باب أن من وجد سمكة ولم يعلم أنه ذكي أم لا طرح في الماء، فإن طفا على ظهره فهو غير ذكي، وإن كان على وجهه فهو ذكي، وحكم ما لو لم يعلم أنه مما يؤكل أولا)

[١٩٥١٢] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « إن وجدت سمكة ولم تدر أذكي هو أم غير ذكي؟ وذكاته أن يخرج من الماء حيا، فخذه واطرحه في الماء، فإن طفا على رأس الماء مستلقيا على ظهره فهو غير ذكي وإن كان على وجهه فهو ذكي ».

الصدوق في المقنع: مثله(١) .

١٢ -( باب تحريم أكل السلحفاة والسرطان والضفادع والخنفساء والحيات)

[١٩٥١٣] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه كره السلحفاة والسرطان والجري، وما كان في الأصداف، وما جانس ذلك.

١٣ -( باب تحريم النحلة والنملة والصرد والهدهد، وحكم الخطاف والوبر(*) )

[١٩٥١٤] ١ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن ابن عباس، أنه

__________________

الباب ١١

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٠، وعنه في البحار ج ٦٥ ص ١٩٨ ح ٢١.

(١) المقنع ص ١٤٢.

الباب ١٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٢٥ ح ٤٣٤.

الباب ١٣

* الوبر: دابة على قدر القط غبراء أو بيضاء من دواب الصحراء ( لسان العرب ج ٥ ص ٢٧٢ ).

١ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٤ ص ١٥٥.

١٨١

قال: نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن قتل أربعة: الهدهد، والصرد، والنحل، والنمل.

[١٩٥١٥] ٢ - وعن أنس بن مالك قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا تقتلوا الهدهد فإنه كان دليل سليمان على الماء وكان يعرف قرب الماء وبعده ».

[١٩٥١٦] ٣ - الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية: عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال - في حديث - فقلت: استغفر الله يا مولاي من أكل القنابر، فقال لي: « ويحك لا تأكلها، ولا الوراشين، ولا الهدهد، ولا الجارح من الطير، ولا الرخم(١) فإنها مسوخ » الخبر.

١٤ -( باب تحريم الطير الذي ليس له قانصة ولا حوصلة ولا صيصية(*) ، ما لم ينص على إباحته، وعدم تحريم أكل ما له أحدها ما لم ينص على تحريمه)

[١٩٥١٧] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال في حديث: « وأما ما يحل ما أكل لحوم الحيوان - إلى أن قال - ومن لحوم الطير كلما كانت له قانصة ».

[١٩٥١٨] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وكل مضر يذهب بالقوة أو قاتل فحرام، مثل السموم - إلى أن قال - وذي ناب من السباع، ومخلب من

__________________

٢ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٤ ص ١٥٦.

٣ - الهداية للحضيني ص ٥٢ - أ.

(١) الرخم بتشديد الراء وفتحها وفتح الخاء: جمع رخمة وهي طائر أبقع على شكل النسر، توصف بالغدر ( لسان العرب ج ١٢ ص ٢٣٥ ).

الباب ١٤

* الصيصية: المخلب الذي في رجل الطير مكان العقب ( مجمع البحرين ج ٤ ص ١٧٤ ).

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٢٣ ح ٤١٨.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٤.

١٨٢

الطير، وما لا قانصة له ».

١٥ -( باب أنه يحرم من الطير ما يصف(*) منه غالبا، ويحل ما يدف غالبا)

[١٩٥١٩] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « يؤكل من الطير ما يدف(١) بجناحيه، ولا يؤكل ما يصف، وإن كان الطير يدف ويصف وكان دفيفه أكثر من صفيفه أكل، وإن كان صفيفه أكثر من دفيفه لم يؤكل ».

الصدوق في المقنع والهداية: مثله(٢) .

١٦ -( باب تحريم بيض ما لا يؤكل لحمه، وإباحة بيض ما يؤكل، فإن اشتبه حل منه ما اختلف طرفاه، وحرم ما استوى طرفاه)

[١٩٥٢٠] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال في حديث: « وما كان من البيض مختلف الطرفين فحلال أكله، وما استوى طرفاه فهو من بيض ما [ لا ](١) يؤكل لحمه ».

[١٩٥٢١] ٢ - علي بن الحسين المسعودي في إثبات الوصية: عن الحسين بن إسماعيل - شيخ من أهل النهرين - قال: خرجت وأهل قريتي إلى أبي الحسنعليه‌السلام بشئ كان معنا، وكان بعض أهل القرية قد حملنا رسالة،

__________________

الباب ١٥

* صف الطائر: أي بسط جناحيه في طيرانه ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٨١ ).

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٠.

(١) دف الطائر: حرك جناحيه في طيرانه ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٥٩ ).

(٢) المقنع ص ١٤٢ والهداية ص ٧٨.

الباب ١٦

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٢٣ ح ٤١٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - إثبات الوصية ص ٢٠٢.

١٨٣

ودفع إلينا ما أوصلناه، وقال: تقرؤونه مني السلام، وتسألونه عن بيض الطائر الفلاني من طيور الآجام، هل يجوز أكله أم لا؟ فسلمنا ما كان معنا إلى خازنه، وأتاه رسول السلطان فنهض ليركب، وخرجنا من عنده ولم نسأله عن شئ، فلما صرنا في الشارع لحقنا فقال لرفيقي بالنبطية: « اقرأ فلانا السلام، وقل له: بيض الفلاني لا تأكله، فإنه من المسوخ ».

[١٩٥٢٢] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « يؤكل من البيض ما اختلف طرفاه ».

[١٩٥٢٣] ٤ - ابن شهرآشوب في المناقب: سئل الباقرعليه‌السلام : أنه وجد في جزيرة بيض كثير، فقالعليه‌السلام : « كل ما اختلف طرفاه، ولا تأكل ما استوى طرفاه ».

[١٩٥٢٤] ٥ - الطبري في الدلائل: عن الهيثم النهدي، عن إسماعيل بن مهران، عن رجل من أهل بيرما(١) قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فودعته وخرجت حتى بلغت الأعوض(٢) ، ثم ذكرت حاجة لي، فرجعت إليه والبيت غاص بأهله، وكنت أردت أن أسأله عن بيوض ديوك الماء، فقال لي: « يابت - يعني البيض - وعانا ميتا - يعنى ديوك الماء - بناحل - يعني لا تأكل - ».

[١٩٥٢٥] ٦ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الصادقعليه‌السلام ، قال: « أما ما يجوز أكله من البيض، فكل ما اختلف

__________________

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٠.

٤ - المناقب ج ٤ ص ٢٠٤.

٥ - دلائل الإمامة ص ١٣٧.

(١) كذا ولعل صحته: بئر أرما، وهو بئر على ثلاثة أميال من المدينة المنورة ( معجم البلدان ج ١ ص ٢٩٨ ).

(٢) كذا ولعل صحته: الأعوص، وهو موضع قرب المدينة، يبعد عنها أميالا يسيرة ( معجم البلدان ج ١ ص ٢٢٣ ).

٦ - تحف العقول ص ٢٥٢.

١٨٤

طرفاه فحلال أكله، وما استوى طرفاه فحرام أكله ».

[١٩٥٢٦] ٧ - القطب الراوندي في الخرائج: روى إسماعيل بن مهران قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام أودعه، كنت حاجا في تلك السنة، فخرجت ثم ذكرت شيئا أردت أن أسأله عنه، فرجعت إليه ومنزله غاص بالناس، وكان ما أسأله عنه بيض طير الماء، قال لي من غير سؤال: « لا تأكل(١) بيض طير الماء ».

[١٩٥٢٧] ٨ - الصدوق في المقنع: وكل من البيض ما اختلف طرفاه.

١٧ -( باب تحريم الجدي الذي يرضع من البن خنزير حتى يشب ويكبر، وتحريم نسله إذا علم بعينه لا إذا اشتبه، وكذا الجبن إذا علم لا ما إذا اشتبه وإن رضع أقل من ذلك حل بعد الاستبراء بالعلف، أو برضاع من شاة سبعة أيام)

[١٩٥٢٨] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه: « أن علياعليهم‌السلام سئل عن حمل غذي بلبن خنزيرة، فقال: قيدوه وأعلفوه الكسب(١) والنوى والخبز، إن كان استغنى عن اللبن، وإن لم يكن استغنى عن اللبن فليلق على ضرع شاة سبعة أيام ».

[١٩٥٢٩] ٢ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: عن عبد الواحد بن

__________________

٧ - الخرائج ج ٢ ص ١٩٧.

(١) في المصدر: الأصلح أن لا كأكل.

٨ - المقنع ص ١٢.

الباب ١٧

١ - الجعفريات ص ٢٧.

(١) الكسب بضم الكاف: ما يتبقى من السمسم وغيره بعد عصره ( انظر مجمع البحرين ج ٢ ص ١٠ ).

٢ - نوادر الراوندي ص ٥٠.

١٨٥

إسماعيل، عن محمد بن الحسن التميمي، عن سهل بن أحمد الديباجي، عن محمد بن محمد بن الأشعث، مثله.

[١٩٥٣٠] ٣ - الصدوق في المقنع: ولا تأكل من لحم حمل رضع من خنزيرة

١٨ -( باب تحريم لحوم الدواب الجلالة ولبنها، وبيض الدجاج الجلالة، إذا كانت العذرة من غير أن يخلط معها طاهرا، وإن خلطت فلا بأس)

[١٩٥٣١] ١ - الجعفريات: بالسند المتقدم عن عليعليه‌السلام - في حديث يأتي - قال: « الناقة الجلالة لا يحج على ظهرها، ولا يشرب من لبنها، والبقرة الجلالة لا يشرب لبنها ولا يؤكل لحمها، والشاة الجلالة لا يؤكل لحمها ولا يشرب لبنها، والبطة الجلالة لا يؤكل لحمها » الخبر.

[١٩٥٣٢] ٢ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى عن [ أكل ](١) لحوم الجلالة وألبانها وبيضها حتى تستبرأ، والجلالة التي تجلل المزابل فتأكل العذرة.

[١٩٥٣٣] ٣ - الصدوق في المقنع: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « لا تشرب من البان الإبل الجلالة، وإن أصابك شئ من عرقها فاغسله ».

[١٩٥٣٤] ٤ - عوالي الآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى عن أكل الجلالات، وشرب البانها، حتى تحبس.

__________________

المقنع ص ١٤١.

الباب ١٨

١ - الجعفريات ص ٢٧.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٢٤ ح ٤٢٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - المقنع ص ١٤١.

٤ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٣٢٦ ح ٢٩.

١٨٦

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى عن أكل الجلالة، وعن أن يشرب من البانها(١) .

١٩ -( باب أن الجلالة يحل أكلها ولبنها وركوبها بعد الاستبراء فتستبرأ الناقة بأربعين يوما، والبقرة بثلاثين أو عشرين، والشاة بعشرة أيام أو أربعة عشر أو سبعة، والبطة بخمسة أو ستة أو سبعة أو ثلاثة، والدجاجة بثلاثة أيام أو يوم، والسمكة بيوم وليلة)

[١٩٥٣٥] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « الناقة الجلالة لا يحج على ظهرها ولا يشرب من لبنها، حتى تقيد أربعين يوما، والبقرة الجلالة لا يشرب لبنها ولا يؤكل لحمها، حتى تقيد عشرين يوما، والشاة الجلالة لا يؤكل لحمها ولا يشرب لبنها، حتى تقيد سبعة أيام، والبطة الجلالة لا يؤكل لحمها حتى تقيد خمسة أيام، والدجاجة الجلالة تقيد ثلاثة أيام ثم يؤكل لحمها ».

[١٩٥٣٦] ٢ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: بإسناده الصحيح عن موسى بن جعفر، عن أبيه عن آبائه: « قال قال عليعليهم‌السلام : الناقة الجلالة لا يحج على ظهرها ولا يشرب لبنها ولا يؤكل لحمها، حتى تقيد أربعين يوما، والبقرة الجلالة عشرين يوما، والبطة الجلالة خمسة أيام، والدجاج ثلاثة أيام ».

[١٩٥٣٧] ٣ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال:

__________________

(١) عوالي اللآلي ج ١ ص ١٥٩ ح ١٤١.

الباب ١٩

١ - الجعفريات ص ٢٧.

٢ - نوادر الراوندي ص ٥١.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٢٤ ح ٤٣٠.

١٨٧

« الناقة الجلالة تحبس على العلف أربعين يوما، والبقرة عشرين يوما، والشاة سبعة أيام، والبطة خمسة أيام، والدجاجة ثلاثة أيام، ثم يؤكل بعد ذلك لحومها وتشرب ألبان ذوات الألبان منها، ويؤكل بيض ما بيض منها ».

٢٠ -( باب أنه لا بأس بطرح العذرة في المزارع)

[١٩٥٣٨] ١ - توحيد المفضل: برواية محمد بن سنان، عنه، عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « فاعتبر بما ترى من ضروب المآرب، في صغير الكلب(١) وكبيره، وبما له قيمة وما قيمة له، وأخس من هذا وأحقره الزبل والعذرة، التي اجتمعت فيها الخساسة والنجاسة معا، وموقعها من الزرع والبقول والخضر أجمل الموقع، الذي لا يعد له شئ، حتى أن كل شئ من الخضر لا يصلح ولا يزكو الا بالزبل والسماد، الذي يستقذره الناس ويكرهون الدنو منه ».

٢١ -( باب تحريم لحم البهيمة التي ينكحها الآدمي ولبنها، فإن اشتبهت استخرجت بالقرعة)

[١٩٥٣٩] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « من أتى بهيمة جلد الحد، وحرم لحم البهيمة ولبنها إن كانت مما يؤكل، فتذبح وتحرق بالنار لتتلف فلا يأكلها أحد، وإن لم تكن له كان ثمنها في ماله ».

__________________

الباب ٢٠

١ - توحيد المفضل ص ١٦٤.

(١) في المصدر: الخلق.

الباب ٢١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٧ ح ١٦٠٨.

١٨٨

٢٢ -( باب ما يحرم من الذبيحة، وما يكره منها)

[١٩٥٤٠] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه كره أكل الغدد، ومخ الصلب، والمذاكير، والقضيب، والحياء(١) وداخل الكلى.

[١٩٥٤١] ٢ - الصدوق في الهداية: لا يؤكل من الشاة عشرة أشياء: الفرث، والدم، والطحال، والنخاع، والغدد، والقضيب، والأنثيان، والرحم، والحياء، والأوداج، وروي(١) : العروق.

[١٩٥٤٢] ٣ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، لا يأكل الكليتين، لقربهما من البول ».

[١٩٥٤٣] ٤ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن آبائه، قال: « قال أمير المؤمنينعليهم‌السلام : لا تأكلوا الطحال، فإنه بيت الدم الفاسد، واتقوا الغدد من اللحم فإنه يحرك عرق الجذام ».

[١٩٥٤٤] ٥ - الرسالة الذهبية للرضاعليه‌السلام : « وأكل(١) كلى(٢)

__________________

الباب ٢٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٢٥ ح ٤٣٢.

(١) الحياء في هذا المورد: الفرج ( مجمع البحرين ج ١ ص ١١٧ ).

٢ - الهداية للصدوق ص ٧٩، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٣٩ ح ٢٠.

(١) في المصدر: وذوي.

٣ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٨٣ ح ٤.

٤ - الخصال ص ٦١٥.

٥ - الرسالة الذهبية ص ٦٤.

٥ - الرسالة الذهبية ص ٦٤.

(١) في المصدر: وادمان أكل.

(٢) في الحجرية: « كلية » وما أثبتناه من المصدر.

١٨٩

الغنم وأجوافها(٣) ، يغير المثانة ».

٢٣ -( باب أن ما قطع من أليات الغنم وهي أحياء، ميتة يحرم أكله والاستصباح به، وتحريم أكل كل ما لم يستوف الشرائط الشرعية من الصيد والذبائح)

[١٩٥٤٥] ١ - دعائم الاسلام: عن علي وأبي جعفرعليهما‌السلام ، أنهما قالا: « ما قطع من الحيوان فبان عنه قبل أن يذكى الحيوان، فهو ميتة لا تؤكل » الخبر.

٢٤ -( باب ما لا يحرم الانتفاع به من الميتة، وما ليس بنجس منها)

[١٩٥٤٦] ١ - الصدوق في الهداية: عشرة أشياء من الميتة ذكية: العظم، والشعر، والصوف، والريش، والقرن، الحافر، والبيض، والإنفحة، واللبن، والسن.

[١٩٥٤٧] ٢ - العياشي في تفسيره: عن عمار الدهني، عن أبي الصهباء قال: قام ابن الكوا إلى عليعليه‌السلام وهو على المنبر، وقال: إني وطئت دجاجة ميتة، فخرجت منها بيضة فآكلها؟ قال: « لا » قال: فإن استحضنتها فخرج منها فرخ، آكله؟ قال: « نعم » قال: فكيف؟ قال: « لأنه حي خرج من الميت، وتلك ميتة خرجت من ميتة ».

[١٩٥٤٨] ٣ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن زرارة،

__________________

(٣) في الحجرية: « وأجوف الغنم » وما أثبتناه من المصدر.

الباب ٢٣

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧٩ ح ٦٤٦.

الباب ٢٤

١ - الهداية ص ٧٩.

٢ - تفسير العياشي: لم نجده في المصدر المطبوع، ونقله المجلسي في البحار ج ٦٦ ص ٥٠ ح ٨ عن المناقب ج ٢ ص ٣٧٦ عنه.

٣ - مكارم الأخلاق ص ٩٥.

١٩٠

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: سأله أبي وأنا حاضر، عن الرجل يسقط سنه فيأخذ من أسنان ميت فيجعله مكانه، قال: « لا بأس ».

[١٩٥٤٩] ٤ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال في حديث: « وكذلك كل شئ سقط من أعضاء الحيوان وهي أحياء، فهي ميتة ولا تؤكل، ورخص فيما جز عنها من أصوافها وأوبارها وأشعارها إذا غسل، أن يلبس ويصلى فيه وعليه إذا كان طاهرا، خلاف شعور الناس، قال الله عز وجل:( وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِ‌هَا وَأَشْعَارِ‌هَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ ) (١) ».

[١١٩٥٥٠] ٥ - وعن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه ذكر له الجبن الذي يعمله المشركون، وانهم يجعلون فيه الإنفحة من الميتة، ومما لم يذكر اسم الله عليه، قال: « إذا علم ذلك لم يؤكل ».

[١٩٥٥١] ٦ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإن كان الصوف والوبر والشعر والريش من الميتة وغير الميتة، بعد أن يكون مما حلل الله أكله، فلا بأس به ».

٢٥ -( باب تحريم استعمال جلد الميتة وغيره من كل ما تحله الحياة)

[١٩٥٥٢] ١ - عوالي اللآلي: صح عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « لا تنتفعوا من الميتة باهاب ولا عصب ».

وقال في شاة ميمونة: الا انتفعتم بجلدها.

__________________

٤ - دعائم الاسلام ج ١ ص ١٢٦.

(١) النحل ١٦: ٨٠.

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٢٦ ح ٤٣٧.

٦ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤١.

الباب ٢٥

١ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٢ ح ٤٧.

١٩١

[١٩٥٥٣] ٢ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: لا ينتفع من الميتة باهاب ولا عظم ولا عصب، فلما كان من الغد خرجت معه، فإذا نحن بسخلة مطروحة على الطريق، فقال: ما كان على أهل هذه لو انتفعوا باهابها، قال قلت: يا رسول الله، فأين قولك بالأمس! قال: ينتفع منها بالإهاب الذي لا يلصق ».

قلت: روي في التهذيب(١) : إن أبا مريم سأل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن هذه السخلة، فقالعليه‌السلام : « لم تكن ميتة، ولكنها كانت مهزولة فذبحها أهلها فرموا بها » الخبر.

ويظهر منه أنه صار في هذا الخبر تحريف، أو خرج مخرج التقية والله العالم.

٢٦ -( باب أن الميتة إذا اختلطت بالذكي، جاز بيع الجميع ممن يستحل الميتة، وأكل ثمنه)

[١٩٥٥٤] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، أنه سئل عن شاة مسلوخة وأخرى مذبوحة، عمي عن الراعي أو على صاحبها فلا يدري الذكية من الميتة، قال: « يرمى(١) بها جميعا إلى الكلاب ».

قلت: الأقوى وفاقا للمحققين ما تضمنه هذا الخبر، الموافق للقواعد المتقنة، لا ما يظهر مما أورده في الأصل المطابق لعنوان الباب المخالف لها،

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ١٢٦.

(١) التهذيب ج ٩ ص ٧٩ ح ٣٣٥.

الباب ٢٦

١ - الجعفريات ص ٢٧.

(١) نقلا عن نسخة الشهيد في هامش الطبعة الحجرية من المستدرك ج ٣ ص ٧٧.

١٩٢

المحمول عند بعضهم على جواز استنقاذ مال السخل للميتة برضاه بذلك أو غير ذلك.

٢٧ -( باب أن اللحم إذا لم يعلم كونه ميتة أو مذكى، طرح على النار فإن انقبض فهو ذكي حلال، وان انبسط فهو ميتة حرام)

[١٩٥٥٥] ١ - الصدوق في المقنع إذا وجدت لحما ولم تعلم أنه ذكي أو ميتة، فالق منه قطعة على النار، فإن تقبض(١) فهو ذكي، وإن استرخى على النار فهو ميتة.

٢٨ -( باب عدم تحريم لحم البخت ولا ظهورها ولا ألبانها، ولا الحمام المسرول(*) )

[١٩٥٥٦] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « لا يأكل لحم الجزور إلا مؤمن ».

٢٩ -( باب تحريم لحم الخز)

[١٩٥٥٧] ١ - البحار، عن العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله « لا يصلى في ثوب ما لا يؤكل لحمه ولا يشرب لبنه ».

فهذه جملة كافية من قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . ولا يصلى

__________________

الباب ٢٧

١ - المقنع ص ١٤٢.

(١) في المصدر: انقبض.

الباب ٢٨

* طائر مسرور: البس ريشه ساقيه.. ومنه حمامة مسرولة ( لسان العرب ج ١١ ص ٣٣٤ ).

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٠ ح ٣٥٦.

الباب ٢٩

١ - بحار الأنوار ج ٨٣ ص ٢٣٥ ح ٣٢

١٩٣

في الخز، والعلة في أن لا يصلى في الخز، أن الخز من كلاب الماء وهي مسوخ، إلا أن يصفى وينقى.

٣٠ -( باب تحريم لحم الأسد، وإباحة اليحامير)

[١٩٥٥٩] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « لا يؤكل الذئب ولا النمر ولا الفهد ولا الأسد ولا ابن آوى ولا الدب ولا الضبع، ولا شئ له مخلب ».

٣١ -( باب الفأرة ونحوها إذا ماتت في الزيت أو السمن أو نحوهما، وكان مائعا حرم أكله، وجاز الاستصباح به وبيعه ممن يستصبح به مع بيان حاله، والا تعين اراقته، وإن كان جامدا أخذت وما حولها، وحل الباقي)

[١٩٥٥٩] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه: « أن علياعليهم‌السلام ، قال في حديث: وإن كان شيئا مات في الادام وفيه الدم، في العسل، أو في زيت، أوفي السمن، فكان جامدا، جببت ما فوقه وما تحته ثم يؤكل بقيته، وإن كان ذائبا فلا يؤكل، يستسرج به، ولا يباع ».

[١٩٥٦٠] ٢ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام : أنه سئل عن الزيت يقع فيه شئ له دم فيموت، قال: « الزيت - خاصة - يبيعه لمن يعمله صابونا ».

__________________

الباب ٣٠

* اليحامير: جمع يحمور وهو حمار الوحش ( مجمع البحرين ج ٣ ص ٢٧٨ ).

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٢٣ ح ٤٢٠.

الباب ٣١

١ - الجعفريات ص ٢٦.

٢ - الجعفريات ص ٢٦

١٩٤

[١٩٥٦١] ٣ - وبهذا الاسناد: عن جعفر بن محمد، عن أبيهعليهم‌السلام ، « قال قال عليعليه‌السلام ، في الزيت والسمن إذا وقع فيه شئ له دم فمات فيه: استسرجوه » الخبر.

[١٩٥٦٢] ٤ - دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن من محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل عن خرء الفأر يكون في الدقيق، قال: « إن علم به أخرج، وإن لم يعلم فلا بأس به ».

[١٩٥٦٣] ٥ - وعن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه سئل عن فأرة وقعت في سمن، قال: « إن كان جامدا ألقها وما حولها وكل الباقي، وإن كان مائعا فسد كله ويستصبح به ».

[١٩٥٦٤] ٦ - وعن عليعليه‌السلام ، أنه سئل عن الدواب تقع في السمن والعسل واللبن والزيت فتموت فيه، قال: « إن كان ذائبا أريق اللبن، واستسرج بالزيت والسمن ».

وعنهعليه‌السلام ، أنه قال في الزيت: « يعمله صابونا إن شاء »(١) .

[١٩٥٦٥] ٧ - وقالواعليهم‌السلام : « إذا أخرجت الدابة حية ولم تمت في الادام لم ينجس ويؤكل، وإذا وقعت فيه فماتت لم يؤكل » الخبر.

[١٩٥٦٦] ٨ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل عن الكلب أو الفأرة يأكلان من الخبز ويشمانه، قال: « ينزع ذلك الموضع الذي أكلا منه أو شماه، ويؤكل سائره ».

__________________

٣ - الجعفريات ص ٢٦.

٤ - دعائم الاسلام ج ١ ص ١٢٢.

٥ - دعائم الاسلام ج ١ ص ١٢٢.

٦ - دعائم الاسلام ج ١ ص ١٢٢.

(١) دعائم الاسلام ج ١ ص ١٢٢.

٧ - دعائم الاسلام و ج ١ ص ١٢٢.

٨ - دعائم الاسلام ج ١ ص ١٢٢.

١٩٥

٣٢ -( باب أن الذباب ونحوه مما لا نفس له، إذا وقع في طعام أو شراب لم يحرم أكله وشربه وإن مات فيه، إلا أن يكون فيه سم)

[١٩٥٦٧] ١ - الجعفريات: بالسند المتقدم عن عليعليه‌السلام ، أنه قال في الخنفساء والعقرب والصرد إذا مات في الادام: « فلا بأس بأكله ».

[١٩٥٦٨] ٢ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال في الخنفساء والعقرب والصرار وكل شئ لا دم له يموت في الطعام: « لا يفسده ».

[١٩٥٦٩] ٣ - وعنهمعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه أتي بجفنة قد أدمت، فوجدوا فيها ذبابا، فأمر به فطرح، وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « سموا الله وكلوا، فإن هذا لا يحرم شيئا ».

[١٩٥٧٠] ٤ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه رخص في الادام والطعام يموت فيه خشاش الأرض والذباب وما لادم له، فقال: « لا ينجس ذلك شيئا ولا يحرمه، فإن مات [ فيه ](١) ما له دم وكان مائعا فسد، وإن كان جامدا فسد منه ما حوله، وأكلت بقيته ».

[١٩٥٧١] ٥ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: بإسناده الصحيح عن موسى بن جعفر، عن آبائه قال: « قال عليعليهم‌السلام : مالا نفس له سائلة إذا مات في الادام، فلا بأس بأكله ».

__________________

الباب ٣٢

١ - الجعفريات ص ٢٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ١٢٢.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ١٢٢.

٤ - دعائم الاسلام ج ١ ص ١٢٦ ح ٤٣٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

٥ - نوادر الراوندي ص ٥٠.

١٩٦

٣٣ -( باب عدم تحريم الطعام والشراب إذا تناول منه السنور، وعدم كراهته)

[١٩٥٧٢] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه رخص فيما أكل أو شرب منه السنور.

٣٤ -( باب تحريم الطحال)

[١٩٥٧٣] ١ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن آبائه قال: « قال أمير المؤمنينعليهم‌السلام : لا تأكلوا الطحال، فإنه بيت الدم الفاسد » الخبر.

٣٥ -( باب أن الجري إذا طبخ مع سمك حرم أكل ما سال عليه الجري، وكذا الطحال مع اللحم إن كان الطحال مثقوبا، وإلا لم يحرم اللحم، ولا يحرم ما فوقهما مطلقا)

[١٩٥٧٤] ١ - الصدوق في المقنع: إذا كان اللحم مع الطحال في سفود(١) ، أكل اللحم إذا كان فوق الطحال، فإن كان أسفل من الطحال لم يؤكل، ويؤكل جوذابه(٢) ، لان الطحال في حجاب ولا ينزل منه إلا أن يثقب،

__________________

الباب ٣٣

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ١٢٢.

الباب ٣٤

١ - الخصال ص ٦١٣.

الباب ٣٥

١ - المقنع ص ١٤٣.

(١) السفود بتشديد السين وفتحها وتشديد الفاء: حديدة ذات شعب معقفة يشوى به اللحم ( لسان العرب ج ٣ ص ٢١٨ ).

(٢) الجوذاب: طعام من سكر وأرز ولحم ( مجمع البحرين ج ٢ ص ٢٢ ).

١٩٧

فإن ثقب سال منه ولم يؤكل ما تحته من الجواذب، فإن جعلت سمكة يجوز أكلها مع جري أو غيرها مما لا يجوز أكله في سفود، أكلت التي لها فلس إذا كانت في سفود فوق الجري، وفوق التي لا تؤكل، فإن كانت أسفل من الجري لم تؤكل.

٣٦ -( باب عدم تحريم الحبوب والبقول وأشباهها التي في أيدي أهل الكتاب، وجواز شرائها ومؤاكلتهم فيها)

[١٩٥٧٥] ١ - العياشي في تفسيره: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث - أنه قال رجل: فأين قول الله:( وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ ) (١) فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « كان أبيعليه‌السلام يقول: إنما ذلك الحبوب وأشباهها ».

[١٩٥٧٦] ٢ - فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام - في حديث طويل - عن عليعليه‌السلام ، أنه انطلق إلى جار له يهودي يقال له: شمعون بن حارا، فقال له: « يا شمعون أعطني ثلاثة أصيع من شعير، وجزة من صوف تغزله لك ابنة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله » فأعطاه اليهودي الشعير والصوف..الخبر.

[١٩٥٧٧] ٣ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن ابن عباس قال: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، توفي ودرعه مرهونة عند رجل من اليهود، على ثلاثين صاعا من شعير.

__________________

الباب ٣٦

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩٦ ح ٣٦.

(١) المائدة ٥: ٥

٢ - تفسير فرات الكوفي ص ١٩٦.

٣ - مكارم الأخلاق ص ٢٥.

١٩٨

٣٧ -( باب عدم تحريم مؤاكلة الكفار، مع عدم تنجيسهم للطعام)

[١٩٥٧٨] ١ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا من كتاب المحاسن للبرقي، عن معاوية بن وهب، عن زكريا بن إبراهيم قال: كنت نصرانيا فأسلمت وحججت، فدخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام وقلت له: إني كنت من النصرانية، وإني أسلمت - إلى أن قال - ثم قالعليه‌السلام : « اللهم اهده - ثلاثا - سل عما شئت يا بني » فقلت: إن أمي وأهل بيتي على النصرانية، وأمي مكفوفة البصر، فأكون معهم وآكل من بيتهم؟ فقال: « يأكلون لحم الخنزير؟ » فقلت: لا، ولا يسمونه، قال: « لا بأس » الخبر.

٣٨ -( باب تحريم الأكل في أواني الكفار، مع العلم بتنجيسهم لها، لا مع عدمه)

[١٩٥٧٩] ١ - كتاب درست بن أبي منصور: عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك، آكل من طعام اليهودي والنصراني(١) ؟ قال: فقال: « لا تأكل » قال: ثم قال: « يا إسماعيل لا تدعه تحريما، له ولكن دعه تنزها له وتنجسا له، إن في آنيتهم الخمر والخنزير ».

[١٩٥٨٠] ٢ - وعن أبي المغرا، عن أبي سعيد الأعرج، عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، قالا: « لا تأكل من فضل طعامهم، ولا تشرب

__________________

الباب ٣٧

١ - مشكاة الأنوار ص ١٥٩.

الباب ٣٨

١ - كتاب درست بن أبي منصور ص ١٦٥.

(١) في الحجرية: « النصارى » وما أثبتناه من المصدر.

٢ - كتاب درست بن أبي منصور ص ١٦٥.

١٩٩

من فضل شرابهم ».

٣٩ -( باب تحريم ما أهل به لغير الله، وهو ما ذبح لصنم أو وثن أو شجر)

[١٩٥٨١] ١ - تفسير الإمامعليه‌السلام : « قال الله عز وجل:( إِنَّمَا حَرَّ‌مَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ ) - إلى أن قال -( وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ‌ اللَّـهِ ) (١) ما ذكر اسم غير الله عليه من الذبائح، وهي التي يتقرب بها الكفار بأسامي أندادهم التي اتخذوها من دون الله ».

[١٩٥٨٢] ٢ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، نهى عن ذبائح الجن، قيل: يا رسول الله، وما ذبائح الجن؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : يتخوف القوم من سكان الدار، فيذبحون لهم الذبيحة ».

٤٠ -( باب عدم تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير وسائر المحرمات، على المضطر ضرورة شديدة غير باغ ولا عاد، وتحريمها على الباغي والعادي في الضرورة أيضا)

[١٩٥٨٣] ١ - العياشي في تفسيره: عن محمد بن إسماعيل، رفع إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في قوله تعالى:( فَمَنِ اضْطُرَّ‌ غَيْرَ‌ بَاغٍ وَلَا عَادٍ ) (١) قال: « الباغي: الظالم، والعادي: الغاصب ».

__________________

الباب ٣٩

١ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٢٤٥.

(١) البقرة ٢: ١٧٣.

٢ - الجعفريات ص ٧٢.

الباب ٤٠

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٧٤ ح ١٥١.

(١) البقرة ٢: ١٧٣.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470