حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام الجزء ٣

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام12%

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام مؤلف:
الناشر: دار البلاغة
تصنيف: الإمام الحسن عليه السلام
الصفحات: 470

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 470 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 317012 / تحميل: 7222
الحجم الحجم الحجم
حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مؤلف:
الناشر: دار البلاغة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

والياً على الكوفة سبع سنين وهو لا يدع ذم علي والوقوع فيه(١) . وقد أراد معاوية بذلك أن يصرف القلوب عن الإمام (عليه السلام) وأن يحول بين الناس وبين مبادئه التي أصبحت تطارده في قصوره.

يقول الدكتور محمود صبحي : لقد أصبح علي جثة هامدة لا يزاحمهم في سلطانهم ، ويخيفهم بشخصه ، ولا يعني ذلك ـ أي سبّ الإمام ـ إلا أنّ مبادئه في الحكم وآراءه في السياسة كانت تنغّص عليهم في موتهم كما كانت في حياته(٢) .

لقد كان الإمام رائد العدالة الإنسانية والمثل الأعلى لهذا الدين ، يقول الجاحظ : لا يعلم رجل في الأرض متى ذكر السبق في الإسلام والتقدم فيه ، ومتى ذكر النخوة والذب عن الإسلام ، ومتى ذكر الفقه في الدين ، ومتى ذكر الزهد في الأمور التي تناصر الناس عليها كان مذكوراً في هذه الخلال كلها إلا في علي(٣) .

ويقول الحسن البصري : والله ، لقد فارقكم بالأمس رجل كان سهماً صائباً من مرامي الله عز وجل ، رباني هذه الأمة بعد نبيها (صلى الله عليه وآله) وصاحب شرفها وفضلها وذا القرابة القريبة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) غير مسؤم لأمر الله ، ولا سروقة لمال الله أعطى القرآن عزائمه فأورده رياضاً مونقة ، وحدائق مغدقة ذلك علي بن أبي طالب(٤) .

لقد عادت اللعنات التي كان يصبها معاوية وولاته على الإمام بإظهار فضائله ؛ فقد برز الإمام للناس أروع صفحة في تأريخ الإنسانية كلها ، وظهر للمجتمع أنّه المنادي الأول بحقوق الإنسان ، والمؤسس الأول للعدالة الاجتماعية

__________________

(١) تأريخ الطبري ٦ / ١٤١ طبع أوربا.

(٢) نظرية الإمامة لدى الشيعة الإثنى عشرية / ٢٨٢.

(٣) الإسلام والحضارة العربية ٢ / ١٤٥.

(٤) مناقب ابن المغازلي / رقم الحديث ٦٩.

١٦١

في الأرض. لقد انطوت السنون والأحقاب واندكت معالم تلك الدول التي ناوئت الإمام ، سواء أكانت من بني أمية أم من بني العباس ، ولم يبقَ لها أثر ، وبقي الإمام (عليه السلام) وحده قد احتل قمّة المجد فها هو رائد الإنسانية الأول وقائدها الأعلى وإذا بحكمه القصير الأمد يصبح طغراءً في حكام هذا الشرق ، وإذا الوثائق الرسمية التي أثرت عنه تصبح مناراً لكل حكم صالح يستهدف تحقيق القضايا المصيرية للشعوب ، وإذا بحكم معاوية أصبح رمزاً للخيانة والعمالة ورمزاً لاضطهاد الشعوب واحتقارها.

ستر فضائل أهل البيت :

وحاول معاوية بجميع طاقاته حجب فضائل أهل البيت (عليهم السلام) وستر مآثرهم عن المسلمين ، وعدم إذاعة ما أثر عن النبي (صلى الله عليه وآله) في فضلهم.

يقول المؤرخون : إنّه بعد عام الصلح حج بيت الله الحرام فاجتاز على جماعة فقاموا إليه تكريماً ولم يقم إليه ابن عباس ، فبادره معاوية قائلاً : يابن عباس ما منعك من القيام؟ كما قام أصحابك إلا لموجدة علي بقتالي إياكم يوم صفين! يابن عباس ، إنّ ابن عمي عثمان قتل مظلوماً!

فردّ عليه ابن عباس ببليغ منطقه قائلاً : فعمر بن الخطاب قد قُتل مظلوماً ، فسلم الأمر إلى ولده ، وهذا ابنه ـ وأشار إلى عبد الله بن عمر ـ.

أجابه معاوية بمنطقه الرخيص :

إنّ عمر قتله مشرك.

فانبرى ابن عباس قائلاً :

فمَنْ قتل عثمان؟

١٦٢

ـ قتله المسلمون.

وأمسك ابن عباس بزمامه فقال له : فذلك أدحض لحجتك إن كان المسلمون قتلوه وخذلوه فليس إلاّ بحق.

ولم يجد معاوية مجالاً للردّ عليه ، فسلك حديثاً آخر أهم عنده من دم عثمان فقال له : إنّا كتبنا إلى الآفاق ننهي عن ذكر مناقب علي وأهل بيته فكف لسانك يابن عباس.

فانبرى ابن عباس بفيض من منطقه وبليغ حجته يسدد سهاماً لمعاوية قائلاً : فتنهانا عن قراءة القرآن؟

ـ لا.

ـ فتنهانا عن تأويله؟

ـ نعم.

ـ فنقرأه ولا نسأل عما عنى الله به؟

ـ نعم.

ـ فأيهما أوجب علينا قراءته أو العمل به؟

ـ العمل به.

ـ فكيف نعمل به حتى نعلم ما عنى الله بما أنزل علينا؟

ـ سل عن ذلك ممن يتأوله على غير ما تتأوله أنت وأهل بيتك.

ـ إنما نزل القرآن على أهل بيتي ، فأسأل عنه آل أبي سفيان وآل أبي معيط؟!

ـ فاقرؤوا القرآن ، ولا ترووا شيئاً مما أنزل الله فيكم ، ومما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيكم ، وارووا ما سوى ذلك.

١٦٣

وسخر منه ابن عباس ، وتلا قوله تعالى :( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) .

وصاح به معاوية : اكفني نفسك وكفّ عنّي لسانك ، وإن كنت فاعلاً فليكن سرّاً ولا تسمعه أحداً علانية(١) .

ودلّت هذه المحاورة على عمق الوسائل التي اتّخذها معاوية في مناهضته لأهل البيت وإخفاء مآثرهم.

وبلغ الحق بمعاوية على الإمام أنّه لما ظهر عمرو بن العاص بمصر على محمد بن أبي بكر وقتله ، استولى على كتبه ومذكراته وكان من بينها عهد الإمام له ، وهو من أروع الوثائق السياسية فرفعه ابن العاص إلى معاوية فلما رآه قال لخاصته : إنّا لا نقول هذا من كتب علي بن أبي طالب ولكن نقول هذا من كتب أبي بكر التي كانت عنده(٢) .

التحرج من ذكر الإمام :

وأسرف الحكم الأموي إلى حد بعيد في محاربة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد عهد بقتل كل مولود يسمى علياً ، فبلغ ذلك علي بن رباح فخاف ، وقال : لا أجعل في حل من سماني علياً فإن اسمي علي ـ بضم العين ـ(٣) .

ويقول المؤرخون : إنّ العلماء والمحدثين تحرجوا من ذكر الإمام علي والرواية عنه خوفاً من بني أمية فكانوا إذا أرادوا أن يرووا عنه يقولون :

__________________

(١) حياة الإمام الحسن ٢ / ٣٤٣.

(٢) شرح النهج ٢ / ٢٨.

(٣) تهذيب التهذيب ٧ / ٣١٩.

١٦٤

روى أبو زينب(١) ، وروى معمر عن الزهري عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «إنّ الله عز وجل منع بني إسرائيل قطر السماء لسوء رأيهم في أنبيائهم ، واختلافهم في دينهم ، وإنّه أخذ على هذه الأمّة بالسنين ، ومنعهم قطر السماء ببغضهم علي بن أبي طالب».

قال معمر : حدثني الزهري في مرضة مرضها ، ولم اسمعه يحدث عن عكرمة قبلها ولا بعدها فلما أبل من مرضه ندم على حديثه لي وقال : يا يماني اكتم هذا الحديث ، واطوه دوني فإن هؤلاء ـ يعني بني أميّة ـ لا يعذرون أحداً في تقريض علي وذكره.

قال معمر : فما بالك عبت علياً مع القوم وقد سمعت الذي سمعت؟!

قال الزهري : حسبك يا هذا إنّهم أشركونا مهامهم فاتبعناهم في أهوائهم(٢) .

وقد امتحن المسلمون امتحاناً عسيراً في مودتهم للإمام وتحرجوا أشدّ التحرّج في ذلك ، يقول الشعبي : ماذا لقينا من علي إن أحببناه ذهبت دنيانا وإن بغضناه ذهب ديننا.

ويقول الشاعر :

حبّ علي كله ضرب بر

جفّ من تذكاره القلب

هذه بعض المحن التي عاناها المسلمون في مودتهم لأهل البيت (عليهم السلام) التي هي جزء من دينهم.

__________________

(١) شرح النهج ١١ / ١٤.

(٢) مناقب ابن المغازلي / رقم الحديث ١٤٩.

١٦٥

مع الشيعة :

واضطهدت الشيعة أيام معاوية اضطهاداً رسمياً في جميع أنحاء البلاد ، وقوبلوا بمزيد من العنف والشدّة ، فقد انتقم منهم معاوية كأشدّ ما يكون الانتقام قسوة وعذاباً ، فقد قاد مركبة حكومته على جثث الضحايا منهم ، وقد حكى الإمام الباقر (عليه السلام) صوراً مريعة من بطش الأمويين بشيعة آل البيت (عليهم السلام) يقول : «وقتلت شيعتنا بكل بلدة ، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنّة ، وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره»(١) .

وتحدّث بعض رجال الشيعة إلى محمد بن الحنفية عمّا عانوه من المحن والخطوب بقوله : فما زال بنا الشين في حبكم حتى ضُربت عليه الأعناق ، وأبطلت الشهادات ، وشردنا في البلاد ، وأوذينا حتى لقد هممت أن أذهب في الأرض قفراً ، فأعبد الله حتى ألقاه ، لولا أن يخفى عليّ أمر آل محمد (صلى الله عليه وآله) وحتى هممت أن أخرج مع أقوام(٢) شهادتنا وشهادتهم واحدة على أمرائنا فيخرجون فيقاتلون(٣) .

لقد كان معاوية لا يتهيب من الإقدام على اقتراف أية جرية من أجل أن يضمن ملكه وسلطانه ، وقد كانت الشيعة تشكّل خطراً على حكومته فاستعمل معهم أعنف الوسائل وأشدها قسوة من أجل القضاء عليهم ، ومن بين الإجراءات القاسية التي استعملها ضدهم ما يلي :

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ٣ / ١٥.

(٢) الأقوام : هم الخوارج.

(٣) طبقات ابن سعد ٥ / ٩٥.

١٦٦

القتل الجماعي

وأسرف معاوية إلى حد كبير في سفك دماء الشيعة ، فقد عهد إلى الجلادين من قادة جيشه بتتبع الشيعة وقتلهم حيثما كانوا ، وقد قتل بسر بن أبي أرطأة بعد التحكيم ثلاثين ألفاً عدا مَنْ أحرقهم بالنار(١) ، وقتل سمرة بن جندب ثمانية آلاف من أهل البصرة(٢) ، وأمّا زياد بن أبيه فقد ارتكب أفظع المجازر فقطع الأيدي والأرجل وسمل العيون ، وأنزل بالشيعة من صنوف العذاب ما لا يوصف لمرارته وقسوته.

إبادة القوى الواعية :

وعمد معاوية إلى إبادة القوى المفكرة والواعية من الشيعة ، وقد ساق زمراً منهم إلى ساحات الإعدام ، وأسكن الثكل والحداد في بيوتهم ، وفيما يلي بعضهم :

١ ـ حجر بن عدي :

لقد رفع حجر بن عدي علم النضال ، وكافح عن حقوق المظلومين والمضطهدين ، وسحق إرادة الحاكمين من بني أميّة الذين تلاعبوا في مقدرات الأمّة وحولوها إلى مزرعة جماعية لهم ولعملائهم وأتباعهم.

لقد استهان حجر من الموت وسخر من الحياة ، واستلذّ الشهادة في سبيل عقيدته ، فكان أحد المؤسسين لمذهب أهل البيت (عليه السلام).

__________________

(١) شرح النهج ٢ / ٦.

(٢) الطبري ٦ / ٣٢.

١٦٧

وامتحن حجر كأشدّ ما تكون المحنة قسوة حينما رأى السلطة تعلن سب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وترغم الناس على البراءة منه فأنكر ذلك ، وجاهر بالردّ على ولاة الكوفة ، واستحلّ زياد بن أبيه دمه فألقى عليه القبض ، وبعثه مخفوراً مع كوكبة من إخوانه إلى معاوية ، وأوقفوا في (مرج عذراء) فصدرت الأوامر من دمشق بإعدامهم ، ونفذ الجلادون فيهم حكم الإعدام فخرت جثثهم على الأرض وهي ملفعة بدم الشهادة والكرامة وهي تضيء للناس معالم الطريق نحو حياة أفضل لا ظلم فيها ، ولا طغيان.

مذكرة الإمام الحسين

وفزع الإمام الحسين حينما وافته الأنباء بمقتل حجر فرفع مذكرة شديدة اللهجة إلى معاوية ذكر فيها أحداثه وبدعه ، والتي كان منها قتله لحجر والبررة من أصحابه ، وقد جاء فيها : «ألست القاتل حجراً أخا كندة والمصلّين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع ، ولا يخافون في الله لومة لائم. قتلتهم ظلماً وعدواناً من بعد ما كانت أعطيتهم الأيمان المغلّظة ، والمواثيق المؤكّدة أن لا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم ولا بإحنة تجدها في نفسك عليهم؟!»(١)

واحتوت هذه المذكّرة على ما يلي :

١ ـ الإنكار الشديد على معاوية لقتله حجراً وأصحابه من دون أن يقترفوا أو يحدثوا فساداً في الأرض.

٢ ـ إنها أشادت بالصفات البطولية في هؤلاء الشهداء من إنكار الظلم ،

__________________

(١) حياة الإمام الحسن ٢ / ٣٦٥.

١٦٨

ومقاومة الجور ، واستعظام البدع والمنكرات التي أحدثتها حكومة معاوية ، وقد هبّوا إلى ميادين الجهاد ، لإقامة الحقّ ، ومناهضة المنكر.

٣ ـ إنّها أثبتت أنّ معاوية قد أعطى حِجْرَاً وأصحابه عهداً خاصاً في وثيقة وقّعها قبل إبرام الصلح أنْ لا يعرض لهم بأي إحنة كانت بينه وبينهم ، ولا يصيبهم بأي مكروه ، ولكنّه قد خاس بذلك فلمْ يفِ به ، كما لمْ يفِ للإمام الحسن بالشروط التي أعطاها له ، وإنّما جعلها تحت قدميه ، كما أعلن ذلك في خطابه الذي ألقاه في النُّخيلة.

لقد كان قتلُ حِجْر مِن الأحداث الجسام في الإسلام ، وقد توالت صيحات الإنكار على معاوية مِن جميع الأقاليم الإسلامية ، وقد ذكرناها بالتفصيل في كتابنا (حياة الإمام الحسن (عليه السّلام».

٢ ـ رشيد الهجري :

وفي فترات المحنة الكبرى التي مُنِيَتْ بها الشيعة في عهد ابن سُميّة تعرّض رشيد الهجري لأنواع المِحن والبلوى ، فقد بعث زياد شرطته إليه ، فلمّا مَثُلَ عنده صاح به (ما قال لك خليلك ـ يعني علياً ـ أنّا فاعلون بك؟).

فأجابه بصدق وإيمان : (تقطعون يدي ورجلي ، وتصلبوني) ، وقال الخبيث مستهزءاً وساخراً :

(أما والله لأكذبنَّ حديثه ، خلّوا سبييله). وخلّت الجلاوزة سراحه ، وندم الطاغية فأمر بإحضاره فصاح به :

(لا نجد شيئاً أصلح ممّا قال صاحبك : إنّك لا تزال تبغي لنا سوءاً إنْ بقيت ، اقطعوا يديه ورجليه).

وبادر الجلادون فقطعوا يديه ورجليه ، وهو غير حافل بما يعانيه مِن الآلام.

ويقول المؤرخون : إنّه أخذ يذكر مثالب بني أُميّة ، ويدعو إلى إيقاظ الوعي والثورة ، ممّا غاظ ذلك زياداً فأمر بقطع

١٦٩

لسانه(١) الذي كان يطالب بالحقّ والعدل ، وينافح عن حقوق الفقراء والمحرومين.

٣ ـ عمرو بن الحمق الخزاعي :

ومِن شهداء العقيدة : الصحابي العظيم عمرو بن الحمق الخزاعي الذي دعا له النّبي (صلّى الله عليه وآله) أنْ يمتّعه الله بشبابه ، واستجاب الله دعاء نبيه ، فقد أخذ عمرو بن حمق الثمّانين عاماً ولمْ ترَ في كريمته شعرة بيضاء(٢) ، وتأثر عمرو بهدي أهل البيت ، وأخذ مِن علومهم ، فكان مِن أعلام شيعتهم.

وفي أعقاب الفتنة الكبرى التي مُنِيَتْ بها الكوفة في عهد الطاغية زياد بن سُميّة شعر عمرو بتتبع السلطة له ، ففرّ مع زميله رفاعة بن شدّاد إلى الموصل ، وقبل أنْ ينتهيا إليه كمنا في جبل ليستجما فيه ، وارتابت الشرطة فبادرت إلى إلقاء القبض على عمرو.

أمّا رفاعة ، ففرّ ولمْ تستطع أنْ تُلقي عليه القبض ، وجيئ بعمرو مخفوراً إلى حاكم الموصل عبد الرحمن الثقفي ، فرفع أمره إلى معاوية ، فأمره بطعنه تسع طعنات بمشاقص(٣) ، لأنّه طعن عثمّان بن عفان ، وبادرت الجلاوزة إلى طعنه فمات في الطعنة الأولى ، واحتُزّ رأسه الشريف ، وأُرسل إلى طاغية دمشق ، فأمر أنْ يُطاف به في الشام.

ويقول المؤرخون : إنّه أوّل رأس طيف به في الإسلام ، ثمّ أمر به معاوية أنْ يُحمل إلى زوجته السيّدة آمنة بنت شريد ، وكانت في سجنه ، فلمْ تشعر إلاّ ورأس زوجها قد وضع في حجرها ، فذعرت وكادت أنْ تموت ، وحُمِلَتْ مِن السجن إلى معاوية ، وجرت بينها وبينه محادثات دلّت على ضِعة معاوية ، واستهانته بالقيم العربية والإسلامية ، القاضية بمعاملة المرأة معاملةً كريمةً ، ولا تؤخذ بأي ذنب يقترفه زوجها أو غيره.

__________________

(١) سفينة البحار ١ / ٥٢٢.

(٢) الإصابة ٢ / ٥٢٦.

(٣) المشاقص : ـ جمع مفردة مشقص ـ النصل العريض أو سهم فيه نصل عريض.

١٧٠

مذكّرة الإمام الحُسين :

والتاع الإمام الحًسين (عليه السّلام) أشدّ ما تكون اللوعة حينما علم بقتل عمرو ، فرفع مذكرةً إلى معاوية عدّد فيها أحداثه ، وما تعانيه الأُمّة في عهده من الاضطهاد والجور ، وجاء فيما يخص عمرو :

«أوَ لستَ قاتل عمرو بن الحمق ، صاحب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، العبد الصالح ، الذي أبلته العبادة ، فنحل جسمه ، واصفرّ لونه ، بعدما أمِنته ، وأعطيته مِن عهود الله ومواثيقه ما لو أعطيته طائراً لنزل إليك مِن رأس الجبل ، ثمّ قتلته جراءة على ربّك ، واستخفافاً بذلك العهد»(١) .

لقد خاس معاوية بما أعطاه لهذا الصحابي الجليل ـ بعد الصلح ـ مِن العهد والمواثيق بأنْ لا يعرض له بسوء ولا مكروه.

٤ ـ أوفى بن حصن :

وكان أوفى بن حصن مِن خيار الشيعة ـ في الكوفة ـ وأحد أعلامهم النابهين ، وهو مِن أشدّ الناقمين على معاوية ، فكان يذيع مساوءه وأحداثه.

ولمّا علم به ابن سُميّة أوعز إلى الشرطة بإلقاء القبض عليه ، ولمّا علم أوفى بذلك اختفى ، وفي ذات يوم استعرض زياد الناس فاجتاز عليه أوفى ، فشك في أمره ، فسأل عنه فأُخبر باسمه ، فأمر بإحضاره ، فلمّا مَثُل عنده سأله عن سياسته فعابها وأنكرها ، فأمر زياد بقتله ، فهوى الجلادون عليه بسيوفهم وتركوه جثة هامدة(٢) .

__________________

(١) حياة الإمام الحسن.

(٢) تاريخ ابن الأثير ٣ / ١٨٠ ، الطبري ٦ / ١٣٠ ـ ١٣٢.

١٧١

٥ ـ الحضرمي مع جماعته :

وكان عبد الله الحضرمي مِن أولياء الإمام أمير المؤمنين ، ومِن خلّص شيعته ، كما كان مِن شرطة الخميس ، وقد قال له الإمام يوم الجمل :

«أبشر يا عبد الله ، فإنّك وأباك مِن شرطة الخميس ، لقد أخبرني رسول الله باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس ، ولمّا قُتِلَ الإمام جزع عليه الحضرمي ، وبنى له صومعة يتعبّد فيها ، وانضمّ إليه جماعة مِن خيار الشيعة ، فأمر ابن سُميّة بإحضارهم ، ولمّا مَثُلوا عنده أمر بقتلهم ، فقتلوا صبراً(١) .

لقد كانت فاجعة عبد الله كفاجعة حِجْر بن عدي ، فكلاهما قُتِلَ صبراً ، وكلاهما أُخِذَ بغير ذنب ، سوى الولاء لعترة رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

إنكار الإمام الحُسين :

وفزع الإمام الحُسين كأشدّ ما يكون الفزع ألماً ومحنةً على مقتل الحضرمي وجماعته الأخيار ، فأنكر على معاوية في مذكرته التي بعثها له ، وقد جاء فيها.

«أوَ لستَ قاتل الحضرمي ، الذي كتب فيه إليك زياد أنّه على دين علي (عليه السّلام) ، فكتبت إليه أنْ اقتلْ كلّ مَنْ كان على دين علي ، فقتلهم ومثّل فيهم بأمرك ، ودين علي هو دين ابن عمّه (صلّى الله عليه وآله) الذي أجلسك مجلسك الذي أنت فيه ، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف آبائك تجشم الرحلتين رحلة الشتاء والصيف».

ودلّت هذه المذكّرة ـ بوضوح ـ على أنّ معاوية قد عهد إلى زياد بقتل كلّ مَنْ كان على دين علي (عليه السّلام) ، الذي هو دين رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، كما دلّت على أنّ زياداً قد مثّل بهؤلاء البررة بعد قتلهم ، تشفياً منهم لولائهم لعترة

__________________

(١) بحار الانوار ١٠ / ١٠١.

١٧٢

رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

٦ ـ جويرية العبدي :

ومِنْ عيون شيعة الإمام جويرية بن مسهر العبدي ، وفي فترات المحنة الكبرى التي امتحنت بها الشيعة أيّام ابن سُميّة ، بعث خلفه فأمر بقطع يده ورجله ، وصلبه على جذع قصير(١) .

٧ ـ صيفي بن فسيل :

ومِنْ أبطال العقيدة الإسلامية صيفي بن فسيل ، الذي ضرب أروع الأمثلة للإيمان ، فقد سُعيَ به إلى الطاغية زياد ، فلمّا جيء به إليه صاح به :

ـ يا عدو الله ما تقول في أبي تراب؟

ـ ما أعرف أبا تراب(٢)

ـ ما أعرفك به؟

ـ أما تعرف علي بن أبي طالب؟

ـ بلى

ـ فذاك أبو تراب.

ـ كلا ذاك أبو الحسن والحسين.

وانبرى مدير شرطة زياد منكراً عليه :

ـ يقول لك الأمير : هو أبو تراب ، وتقول : أنت ل :! ، فصاح به البطل العظيم مستهزءاً منه ، ومِن أميره.

ـ وإنْ كذب الأمير أتريد أنْ أكذب؟ وأشهد على باطل ، كما شهد

__________________

(١) شرح ابن أبي الحديد.

(٢) كان الأمويون يرمزون بهذه الكتبية إلى جعل الإمام كقاطع طريق ، جاء ذلك في التاريخ السياسي للدولة العربية ٢ / ٧٥ ، وجاء في الأغاني ١٣ / ١٦٨ أنّ زياداً كان يحتقر الشيعة ويسميهم الترابية.

١٧٣

وتحطم كبرياء الطاغية ، فضاقت به الأرض ، وقال له :

ـ وهذا أيضاً مع ذنبك ، وصاح بشرطته عليّ بالعص ، فأتوه به ، فقال له :

ـ ما قولك؟ ، وانبرى البطل بكلّ بسالة وإقدام غير حافل به قائلاً :

ـ أحسن قول أنا قائله في عبد مِنْ عباد الله المؤمنين ...

وأوعز السفّاك إلى جلاديه بضرب عاتقه حتّى يلتصق بالأرض ، فسعوا إليه بهراواتهم فضربوه ضرباً مبرحاً حتّى وصل عاتقه إلى الأرض ، ثمّ أمرهم بالكفّ عنه ، وقال له :

ـ إيه ما قولك في علي؟

وحسب الطاغية أنّ وسائل تعذيبه سوف تقلبه عن عقيدته ، فقال له :

والله لو شرحتني بالمواسي والمدى ، ما قلت إلاّ ما سمعت منّي

وفقد السفّاك إهابه ، فصاح به ، لتلعنه أو لأضربن عنقك ...

وهتف صيفي يقول :

ـ إذاً تضربها والله قبل ذلك ، فإنْ أبيت إلاّ أنْ تضربها رضيت بالله وشقيت أنت ...

وأمر به أنْ يوقرَ في الحديد ، ويلقى في ظلمات السجون(١) ، ثمّ بعثه مع حِجْر بن عدي فاستشهد معه(٢) .

٨ ـ عبد الرحمن :

وكان عبد الرحمن العنزي مِن خيار الشيعة ، وقد وقع في قبضة جلاوزة

__________________

(١) الطبري ٤ / ١٩٨.

(٢) حياة الإمام الحسن ٢ / ٣٦٢.

١٧٤

زياد ، فطلب منهم مواجهة معاوية ، لعلّه أنْ يعفو عنه ، فاستجابوا له وأرسلوه مخفوراً إلى دمشق ، فلمّا مَثُلَ عند الطاغية قال له :

(إيهٍ أخا ربيعة ، ما تقول في علي؟)

(دعني ولا تسألني فهو خير لك).

(والله لا أدعك).

فانبرى البطل الفذ يُدلي بفضائل الإمام ، ويشيد بمقامه قائلاً : (أشهد أنّه كان مِن الذاكرين الله كثيراً ، والآمرين بالحقّ ، والقائمين بالقسط ، والعافين عن الناس).

والتاع معاوية فعرّج نحو عثمّان ، لعلّه أنْ ينال منه فيستحلّ إراقة دمه ، فقال له : (ما قولك في عثمّان؟)

فأجابه عن انطباعاته عن عثمّان ، فغاظ ذلك معاوية وصاح به :

(قتلت نفسك) ، بل إيّاك قتلت ، ولا ربيعة بالوادي.

وظنّ عبد الرحمن أنّ أُسرته ستقوم بحمايته وإنقاذه ، فلمْ ينبرِ إليه أحدٌ ، ولمّا أمِنَ منهم معاوية بعثه إلى الطاغية زياد ، وأمره بقتله ، فبعثه زياد إلى (قس الناطف)(١) فدفنه وهو حي(٢) .

لقد رفع هذا البطل العظيم راية الحقّ ، وحمل معول الهدم على قلاع الظلم والجور ، واستشهد منافحاً عن أقدس قضية في الإسلام.

هؤلاء بعض الشهداء مِن أعلام الشيعة ، الذين حملوا مشعل الحرية ، وأضاءوا الطريق لغيرهم مِن الثوار الذين أسقطوا هيبة الحكم الأموي ، وعملوا على إنقاضه.

__________________

(١) قس الناطف : موضع قريب مِن الكوفة.

(٢) الطبري ٦ / ١٥٥.

١٧٥

المروّعون مِن أعلام الشيعة :

وروّع معاوية طائفة كبيرة مِن الشخصيات البارزة مِن رؤساء الشيعة ، وفيما يلي بعضهم :

١ ـ عبد الله بن هاشم المرقال.

٢ ـ عَدِي بن حاتم الطائي.

٣ ـ صعصعة بن صوحان.

٤ ـ عبد الله بن خليفة الطائي.

وقد أرهق معاوية هؤلاء الأعلام إرهاقاً شديداً ، فطاردتهم شرطته ، وأفزعتهم إلى حدٍّ بعيدٍ ، وقد ذكرنا ماعانوه مِن الخطوب في كتابنا (حياة الإمام الحسن).

ترويع النّساء :

ولمْ يقتصر معاوية في تنكيله على السّادة مِنْ رجال الشيعة ، وإنّما تجاوز ظلمه إلى السّيدات مِنْ نسائهم ، فأشاع فيهم الذعر والإرهاب ، فكتب إلى بعض عمّاله بحمل بعضهنّ إليه ، فحُمِلَتْ له هذه السّيدات :

١ ـ الزرقاء بنت عَدِي.

٢ ـ أُمّ الخير البارقية.

٣ ـ سودة بنت عمارة.

٤ ـ أُمّ البرّاء بنت صفوان.

١٧٦

٥ ـ بكارة الهلالية.

٦ ـ أروى بنت الحارث.

٧ ـ عكرش بنت الأطرش.

٨ ـ الدارمية الحجونية.

وقد قابلهن معاوية بمزيد مِن التوهين والاستخفاف ، وأظهر لهنّ الجبروت والقدرة على الانتقام ، غير حافلٍ بوهن المرأة وضعفها ، وقد ذكرنا ما جرى عليهن في مجلسه مِن التحقير في كتابنا (حياة الإمام الحسن)

هدم دور الشيعة :

وأوعز معاوية إلى جميع عمّاله بهدم دور الشيعة ، فقاموا بنقضها(١) .

وتركوا شيعة آل البيت (عليه السّلام) بلا مأوى يأوون إليه ، ولمْ يكن هناك أي مُبرر لهذه الإجراءات القاسية ، سوى تحويل الناس عن عترة رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

حرمان الشيعة مِن العطاء :

ومِن المآسي الكئيبة التي عانتها الشيعة في أيّام معاوية أنّه كتب إلى جميع عمّاله نسخةً واحدةً جاء فيها : (انظروا إلى مَنْ قامت عليه البيّنة أنّه يُحبّ علياً وأهل بيته فامحوه مِن الديوان ، واسقطوا عطاءه ورزقه)(٢) ، وبادر عمّاله في الفحص في سجلاتهم ، فمَنْ وجدوه محبّاً لآل البيت (عليه السّلام) محوا اسمه ، وأسقطوا عطاءه.

__________________

(١) شرح النهج ١١ / ٤٤.

(٢) شرح النهج ١١ / ٤٤.

١٧٧

عدم قبول شهادة الشيعة :

وعمد معاوية إلى إسقاط الشيعة اجتماعياً ، فعهد إلى جميع عمّاله بعدم قبول شهادتهم في القضاء وغيره(١) مبالغة في إذلالهم وتحقيرهم.

إبعاد الشيعة إلى الخراسان :

وأراد زياد بن أبيه تصفية الشيعة مِن الكوفة ، وكسر شوكتهم فأجلى خمسين ألفاً منهم إلى خراسان ـ المقاطعة الشرقية في فارس(٢) ـ ، وقد دقّ زياد بذلك أوّل مسمار في نعش الحكم الأموي ، فقد أخذت تلك الجماهير التي أُبعدت إلى فارس تعمل على نشر التشيع في تلك البلاد ، حتى تحوّلت إلى مركز للمعارضة ضد الحكم الأموي ، وهي التي أطاحت به تحت قيادة أبي مسلم الخراساني.

هذا بعض ما عانته الشيعة في عهد معاوية مِنْ صنوف التعذيب والإرهاب ، وكان ما جرى عليهم مِن المآسي الأليمة مِن أهم الأسباب في ثورة الإمام الحسين ، فقد رفع علم الثورة لينقذهم مِن المحنة الكبرى التي امتحنوا بها ، ويُعيد لهم الأمن والاستقرار.

البيعة ليزيد :

وختم معاوية حياته بأكبر إثم في الإسلام ، وأفظع جريمة في التاريخ ،

__________________

(١) حياة الإمام الحسن.

(٢) تاريخ الشعوب الإسلامية ١ / ١٤٧.

١٧٨

فقد أقدم غير متحرّج على فرض خليعه يزيد خليفة على المسلمين يعيث في دينهم ودنياهم ، ويخلد لهم الويلات والخطوب ، وقد استخدم معاوية شتى الوسائل المنحطّة في جعل المُلْك وراثة في أبنائه. ويرى الجاحظ أنّه تشبّه بملوك الفرس البزنطيين فحوّل الخلافة إلى مُلْكٍ كسروي وعصبٍ قيصري. وقبل أنْ نعرض إلى تلك البيعة المشومة ، وما رافقها مِن الأحداث ، نذكر عرضاً موجزاً لسيرة يزيد ، وما يتّصف به مِن القابليات الشخصية التي عجّت بذمها كتب التاريخ مِنْ يومه حتّى يوم الناس هذا ، وفيما يلي ذلك :

ولادة يزيد :

ولد يزيد سنة (٢٥) أو (٢٦ هـ)(١) ، وقد دهمت الأرض شعلة مِنْ نار جهنم وزفيرها ، تحوط به دائرةُ السَوءِ وغضبٌ مِن الله ، وهو أخبث إنسان وجِدَ في الأرض ، فقد خُلِقَ للجريمة والإساءة إلى الناس وأصبح علماً للانحطاط الخُلُقي والظلم الاجتماعي ، وعنواناً بغيضاً للاعتداء على الأُمّة وقهرَ إرادتها في جميع العصور.

يقول الشيخ محمّد جواد مغنية : أمّا كلمة يزيد فقد كانت مِنْ قبل اسماً لابن معاوية ، أمّا هي الآن عند الشيعة فإنّها رمز للفساد والاستبداد والتهتّك والخلاعة ، وعنوان للزندقة والإلحاد ، فحيث يكون الشرّ والفساد فثمَّ اسم يزيد ، وحيثما يكون الخير والحقّ والعدل فثمَّ اسم الحُسين(٢) .

وقد أثر عن النّبي (صلّى الله عليه وآله) أنّه نظر إلى معاوية يتبختر في بردة حبرة وينظر إلى عطفَيه ، فقال (صلّى الله عليه وآله) : «أي يوم لأُمّتي منك ، وأي يوم سُوء

__________________

(١) تاريخ القضاعي من مصوّرات مكتبة الإمام الحكيم العامّة.

(٢) الشيعة في الميزان / ٤٥٥.

١٧٩

لذريتي منّك ، مِن جرو يخرج مِن صُلبك ، يتّخذ آيات الله هُزُوا ويستحلّ مِن حرمتي ما حرم الله عز وجل»(١) .

نشأته :

نشأ يزيد عند أخواله في البادية مِن بني كلاب الذين كانوا يعتنقون المسيحية قبل الإسلام ، وكان مُرسَل العِنان مع شبابهم الماجنين فتأثر بسلوكهم إلى حدٍّ بعيدٍ ، فكان يشرب معهم الخمر ويلعب معهم بالكلاب.

يقول العائلي : إذا كان يقيناً أو يشبه اليقين أنّ تربية يزيد لمْ تكن إسلامية خالصة ، أو بعبارة أخرى : كانت مسيحية خالصة ، فلمْ يبقَ ما يستغرب معه أنْ يكون متجاوزاً مستهتراً مستخفّاً بما عليه الجماعة الإسلامية ، لا يحسب لتقاليدها واعتقاداتها أي حساب ولا يقيم لها وزناً ، بل الذي نستغرب أنْ يكون على غير ذلك(٢) .

والذي نراه أنّ نشأته كانت نشأة جاهلية بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة ، ولا تحمل أي طابعٍ مِن الدين مهما كان ؛ فإنّ استهتاره في الفحشاء وإمعانه في المنكر والإثم ممّا يوحي إلى الاعتقاد بذلك.

صفاته :

أمّا صفاته الجسمية : فقد كان شديد الأدمة بوجهه آثار الجدري(٣)

__________________

(١) المناقب والمثالب ـ للقاضي نعمان المصري / ٧١.

(٢) سمو المعنى في سمو الذات / ٥٩.

(٣) تاريخ القضاعي.

١٨٠

باب الباء

[٢٦٤] بَحْر بن زياد البصريّ

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٢٦٥] بَحْر الطَّويل الكوفيّ:

صاحب متاع مصر، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢٦٦] بَحْر بن عَدِيّ:

أبو يحيى الكوفيّ الوابشيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٢٦٧] بَحْر بن كثِير السّقّا البصري:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) صاحب كتاب في مشيخة الفقيه، يرويه عنه: حمّاد بن عيسى، بتوسط حريز(٥) ، وحريز عنه في الكافي، في باب حسن الخلق(٦) .

[٢٦٨] بَحْر المـَسَليّ:

كوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٥٨ / ٦٤.

(٢) رجال الشيخ: ١٥٩ / ٦٧، رجال البرقي: ٤٠.

(٣) رجال الشيخ: ١٥٨ / ٦٥، رجال البرقي: ٤٠.

(٤) رجال الشيخ: ١٥٨ / ٦٣.

(٥) الفقيه ٤: ٧٠، من المشيخة.

(٦) أصول الكافي ٢: ٨٣ / ١٥.

(٧) رجال الشيخ: ١٥٨ / ٦٦.

١٨١

[٢٦٩] بَدْر بن راشد الكندي:

كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٢٧٠] بَدْر بن الخليل الأسَديّ:

أبو الخليل الكوفيّ، من أصحاب الباقر والصادقعليهما‌السلام (٢) يروي عنه: عبد الله بن مسكان في الكافي، والفقيه(٣) . وثعلبة بن ميمون في روضة الكافي(٤) .

[٢٧١] بَدْر بن رشَدِ البَكريّ:

مولاهم، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٢٧٢] بَدْر بن عمرو العِجْليّ:

كوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٢٧٣] بَدْر بن مُصْعَب الخزامي الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[٢٧٤] بَدْر بن الوليد الكوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) يروي عنه: عبد الله بن مسكان في

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٥٩ / ٨٠، وفيه: بدار بن راشد ومثله في جامع الرواة ١: ١١٥.

(٢) رجال الشيخ: ١١٠ / ٢٥ في أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام و: ١٥٩ / ٧٠ في أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام

(٣) الفقيه ٣: ٢٣٦ / ١١١٨، ولم نعثر على رواية ابن مسكان عنه في الكافي والظاهر عدمها.

(٤) الكافي ٨: ٥١ / ١٥.

(٥) رجال الشيخ: ١٥٩ / ٧٤.

(٦) رجال الشيخ: ١٥٩ / ٧٣.

(٧) رجال الشيخ: ١٥٩ / ٧٢.

(٨) رجال الشيخ: ١٥٩ / ٧١.

١٨٢

الكافي، في باب أنّ الأئمةعليهم‌السلام إذا شاءوا أن يعلموا علموا، مرتين(١) . وفي الروضة(٢) . وأحمد بن محمّد بن عيسى، في باب فضل القرآن(٣) .

[٢٧٥] بَدَل بن سُلَيْمان:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٢٧٦] البَرَاء بن مَعْرُور الأنْصَاريّ الخَزْرَجِيّ:

في الخصال: عن أحمد بن زياد الهَمْدانيّ، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن الحسين بن مُصْعَب، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « أجرت في البراء بن مَعْرُور الأنْصاريّ ثلاث من السنن.

أمّا أُولاهُنَّ: فإنَّ النّاس كانوا يستنجون بالأحجار، فأكل الدَّبَّاء، فَلَانَ بطنه، فاستنجى بالماء، فأنزل الله الآية(٥) ، فجرت السنة بالاستنجاء بالماء. فلما حضرته الوفاة كان غائباً عن المدينة فأمَر أن يحوّل وجهُهُ إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووصّى بالثلُثِ من ماله، فنزل الكتاب بالقِبلة(٦) ، وجرت السّنة بالثلُثِ »(٧) .

وفي معناه جملة من الأخبار، وهو أحَدُ النّقباء ليلة العقبة، ووالد

__________________

(١) أصول الكافي ١: ٢٠١ / ١ و ٢.

(٢) الكافي ٨: ١٤٥ / ١١٩.

(٣) أصول الكافي ٢: ٤٥٣ / ١.

(٤) رجال الشيخ: ١٥٩ / ٨٧.

(٥) وهي من قوله تعالى:( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) ، البقرة: ٢ / ٢٢٢.

(٦) في تفسير الرازي ٤: ١٢٤ ذكر خبراً عن أبي بكر الرازي في كتاب أحكام القرآن بشأن توجه البراء في صلاته إلى مكة قبل تحويل القبلة من بيت المقدس إليها، وإمضاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لهذه الصلاة ولم يأمره باستئنافها على ما حكاه الرازي.

(٧) الخصال ١: ١٩٢ / ٢٦٧ باختلاف يسير.

١٨٣

البِشْر الّذي أكل من الذراع المسموم مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فمات من يومه بسببه(١) .

وفي البلغة(٢) ، والوجيزة(٣) : ممدوح، ويبعد النقابة مع عدم الوثاقة!

[٢٧٧] بُرْد الإسكاف الأزْدِيّ الكُوفي:

المولى، المكاتب، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) ويروي كتابه: ابن أبي عمير كما في النجاشي(٥) ، وعبيد الله بن نهيك، والحسن بن محمّد بن سماعة في الفهرست(٦) ، ويروي عنه: صفوان في التهذيب، في آخر كتاب المكاسب(٧) ، وعبد الله بن المغيرة في باب الذبائح والأطعمة(٨) .

[٢٧٨] بُرْد الخيّاط الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٩) .

[٢٧٩] بُرْد بن زائِدة الجُعْفيُّ:

مولاهم، الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١٠) .

__________________

(١) للبراء بن معرور ترجمته في الإصابة ١: ١٤٩ / ٦١٩ ومعرفة الصحابة ٣: ٦٨ / ٢٧٤، وأُسد الغابة ١: ٢٠٧ / ٣٩٢، والطبقات الكبرى ٣: ٦١٨، وقد ذكروا في ترجمته ما أشار إليه المصنفقدس‌سره فراجع.

(٢) بلغة المحدثين: ٣٣٤ ٣٣٥.

(٣) الوجيزة: ورقة ٢٨ / ب.

(٤) رجال الشيخ: ١٥٨ / ٥٨.

(٥) رجال النجاشي: ١١٣ / ٢٩١.

(٦) فهرست الشيخ: ٤١ / ١٢٦.

(٧) تهذيب الأحكام ٦: ٣٨٢ / ١١٢٩.

(٨) تهذيب الأحكام ٩: ٨٥ / ٣٥٦.

(٩) رجال الشيخ: ١٦٠ / ٩٤، ورجال البرقي: ٤٦ في أصحاب الصادقعليه‌السلام وذَكَرَ في أصحاب الباقرعليه‌السلام : ١٤ بُرْد الخياط.

(١٠) رجال الشيخ: ١٥٨ / ٥٦.

١٨٤

[٢٨٠] بُرْدَة بن رجاء الكوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٢٨١] بُرَيْد بن إسماعيل الطّائي:

أبو عامِر كوفي من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢٨٢] بُرَيْد بن عامر الأسلمي:

مولاهم، الأسْلَمي، أسْنَد عنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٢٨٣] بُريْد الكُنَاسِيُّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) ، ويروي عنه في التهذيب، وفي الاستبصار -: أبو أيوب الخزاز(٥) ، وعلي بن رئاب(٦) ، وجميل بن صالح(٧) ، وهشام بن سالم(٨) . ولكن في جامع الرواة: أنّ في جملة من

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٥٩ / ٨٢.

(٢) رجال الشيخ: ١٥٨ / ٦٢.

(٣) رجال الشيخ: ١٥٩ / ٨٦، وفيه: بريدة.

(٤) رجال الشيخ: ١٥٨ / ٦٠، وقد وقع في بعض الأسانيد تارة بعنوان: بُرَيْد الكناسي، وأُخرى: يزيد الكناسي. وسيأتي التنبيه عليه من المصنفرحمه‌الله هذا وقد جزم السيّد الخوئيقدس‌سره بالاتحاد بينهما، في معجم رجال الحديث ٢٠: ١٢٢.

(٥) تهذيب الأحكام ٧: ٣٨٢ / ١٥٤٤، والاستبصار ٣: ٢٣٧ / ٨٥٥ وفيهما: يزيد الكناسي، وكذا في الموارد اللاحقة، فلاحظ.

(٦) تهذيب الأحكام ٨: ٩٠ / ٣٠٦، والاستبصار ٣: ٣١٤ / ١١١٨.

(٧) لم نقف على روايته عنه لا في التهذيب ولا في الاستبصار.

لكن روى في التهذيب ١٠: ٢٨ / ٨٧، بسنده، عن جميل، عن بريد، والظاهر أنّ المراد هو (بريد الكناسي)؛ لما في روضة الكافي ٨: ١٥٥ / ١٤٤: «. عن جميل بن صالح، عن يزيد الكناسي »، وقد تقدم الاختلاف في ضبط الاسم بين (بريد) تارة، وبين (يزيد) اخرى، فلاحظ.

(٨) تهذيب الأحكام ٩: ٢٦٨ / ٩٧٤، ولم نقف على روايته عنه في الاستبصار.

١٨٥

نسخ الأسانيد: (يزيد) بالمثنّاة(١) ، والله العالم.

[٢٨٤] [بُرَيْدُ](٢) مولى عبد الرحمن [القَصِير](٣)

كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٢٨٥] بُرَيْد (٥) العِبَادِيّ الحِيرِيّ:

أسْلَمَ على يد أبي عبد اللهعليه‌السلام يقال روى عنه: ابن أبي عمير، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

والظاهر كما عليه المحققون اتحاده مع بريد النصراني، ويروي عنه: عبيس بن هشام(٧) ، وله في الفهرست، والنجاشي كتاب(٨) .

وروى الصدوق في التوحيد: عن أبيه، عن أحمد ابن إدريس ومحمّد بن يحيى العطار؛ عن محمّد بن أحمد، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن حمّاد، عن الحسن بن إبراهيم، عن يُونُس بن عبد الرّحمن، عن

__________________

(١) جامع الرواة ١: ١١٦ ١١٧.

(٢) في (الأصل) و (الحجرية): بريدة، وما أثبتناه بين المعقوفتين من المصدر، وهو الموافق لما في جامع الرواة ١: ١١٩، ومعجم رجال الحديث ٣: ٢٩٣، وغيرهما.

(٣) في (الأصل) و (الحجرية): القصيري، وما أثبتناه هو الصحيح الموافق للمصدر، وجامع الرواة ومعجم رجال الحديث كما مرّ في الهامش السابق.

(٤) رجال الشيخ: ١٥٨ / ٦١.

(٥) كذا في (الأصل) و (الحجرية)، والصحيح: بُرَيْه كما في المصدر ورجال النجاشي: ١١٣ / ٢٩٢ وغيره، وقيل بُرْيَه، بالضم فالسكون، وضبطهُ العلاّمة هكذا: (بُريْ) بالضم فالفتح فسكون الياء، والظاهر صحة الأول، وسيأتي في كلام المصنفرحمه‌الله استظهار اتحاده مع بُرَيْهَة النصراني، إلاّ أن المصنف ذكره بعنوان بُرَيْد النصراني، فلاحظ.

(٦) رجال الشيخ: ١٥٩ / ٨٥.

(٧) فهرست الشيخ: ٤٠ / ١٣٣، وفيه: (بُرَيْه)

(٨) رجال النجاشي: ١١٣ / ٢٩٢، وفيه: (بُرَيْه) وقد تقدم آنفاً.

١٨٦

هِشام بن الحكم، عن جاثِليقَ من جَثَالِقَةِ النَّصارى، يقال له: (بُرَيْهَةُ)، قد مكث جاثِلِيق النصرانيّة سبعينَ سنةً وكان يَطْلُب الإسلام، ويَطْلُبُ من يحتجُّ عليه ممّن يقرأ كتبه ويعرف المسيحعليه‌السلام بصفاته ودلائله وآياته، قال: وعرف بذلك حتى اشتهر في النّصارى والمسلمينَ واليهودِ والمجوسِ، حتى افتخرت به النّصارى، وقالت: لو لم يكن في دين النّصرانيّة إلاّ بُريهَةُ لأجْزَأنا، وكان طالباً للحق والإسلام مع ذلك. إلى أنْ قال قال يُونُسُ بن عبد الرّحمن: فقال لي هِشام: بينما أنا على دُكّاني على باب الكرخ جالس وعندي قوم يقرءون عليّ القرآن، فإذا [أَنا] بفوج النصارى معه ما بين القِسيسِينَ إلى غيرِهم نحوٌ من مائه رجلٍ عليهم السّوادُ والبَرانِسُ والجّاثِليقِ الأكبرُ فيهم بُرَيْهَة.

ثم ساق احتجاجه مع هشام في كلام طويل، قال: وافترق النّصارى وهم يتمنّون أنْ لا يكونوا رأوا هِشاماً ولا أصحابه.

قال: فَرَجَعَ بُرَيْهَةُ مغتمّاً مهتمّاً حتّى صار إلى منزله.

فقالت امرأته التي تخدِمُه مالي أراك مغتمّاً مهتمّاً؟ فحكى لها الكلام الذي كان بينه وبينَ هِشَامٍ، فقالت لِبُرَيْهَةَ: ويحك أتريدُ انْ تكون على حقّ أو على باطل؟! قال بُرَيْهَةُ: بَلْ على الحقّ، فقال: أينما وجدت الحقّ فَمِلْ إليه، وإيّاكَ واللَّجَاجَة، فإنَّ اللَّجاجَة شكٌّ، والشَّك شؤمٌ، وأهلُهُ النَّار.

قال: فصوّب قولَها وعَزَم على الغُدو على هشام.

وساق غدوّة إليهِ واحتجاجه ثانياً. إلى أن قال: فارتحلا حتّى أتَيا المدينةَ، والمرأةُ معهما [وهما] يُريدان أبا عبد اللهعليه‌السلام فَلَقيا موسى بن جعفرٍعليهما‌السلام فحكى له هِشَامٌ الحكاية، فلمّا فَرغَ، قال موسى بن جعفر

١٨٧

عليهما‌السلام : [يَا بُرَيْهَةُ] « كيف علمك بكتابك؟ » قال: أنا به عالِمٌ، قال: « كيف ثِقَتُكَ بتأويله؟ » قال: ما أوْثَقَني بعلمي به(١) ، قال: فابتدأ موسى بن جعفرعليهما‌السلام بقراءة الإنجيل.

قال بُرَيْهَةُ: والمـَسيحُ لقد كان يقريها(٢) هكذا، وما قرأ هذه القراءة إلاّ المـَسيحُ، ثم قال بُرَيْهَةُ: إيّاكَ كُنْتُ أطلُبُ مُنْذُ خمسين سنة أوْ مِثْلَكَ، قال: فآمنَ وحَسُنَ إيمانُهُ، وآمَنَتِ الْمَرْأةُ وحَسُنَ إيمانُها.

قال: فدخل هِشَامٌ [بُرَيْهَةُ] والمرأة على أبي عبد اللهعليه‌السلام إلى أن قال: فَلَزِمَ بُريْهَةُ أبا عبد اللهعليه‌السلام حتّى مات أبو عبد اللهعليه‌السلام ثمّ لَزِمَ موسى بن جعفرٍعليهما‌السلام حتّى مات في زمانه فغسّلهُ وكفَّنُه وَلَحَدَهُ بيده، وقال: هذا حواريٌّ من حواري المـَسِيح يَعْرفُ حَقَّ اللهِ عليه، قال: فتمنّى أكثرُ أصْحابِهِ أنْ يكونوا مِثْلهُ(٣) .

[٢٨٦] بَزِيع مولى عمرو بن خالد كوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٢٨٧] بَزِيع المؤذن:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) ، صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه(٦) .

__________________

(١) في المصدر: فيه، وفي بحار الأنوار ونسخة المصدر: به، (عن هامش المصدر)

(٢) في المصدر: يقرأ.

(٣) كتاب التوحيد: ٢٧٠ ٢٧٥ باب / ٣٧، باختلاف يسير، وما بين المعقوفات منه.

(٤) رجال الشيخ: ١٥٩ / ٦٨.

(٥) رجال الشيخ: ١٥٩ / ٦٩.

(٦) الفقيه ٤: ٥٩، من المشيخة، وقول المصنف « صاحب كتاب. » إشارة منه

١٨٨

[٢٨٨] بَسّام بن عبد الله الصَّيْرفيّ:

أبو عبد الله الأسدي، مولاهم أَسْنَدَ عنْهُ، يروي عنه: أبان بن عثمان في الكافي(١) ، والتهذيب(٢) ، والاستبصار، في كتاب الذبائح والصيد(٣) ، وروى الكشيّ مدحاً له(٤) .

[٢٨٩] بِسْر بن أبي عبد الله الكوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٢٩٠] بِسْطام الحَذَّاء الكوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٢٩١] بِسْطام بن عليّ:

من وكلاء الناحية، في النجاشي: أخبرنا أبو العبّاس أحمد ابن عليّ ابن نوح، قال: حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد، قال: حدّثنا القاسم ابن محمّد بن عليّ بن إبراهيم [بن محمّد] الذي تقدم ذكره وكيل(٧) الناحية، وأبوه وكيل الناحية، وجدّه عليّ وكيل الناحية، وجدّ أبيه إبراهيم بن محمّد

__________________

إلى طرف الصدوق في مشيخة الفقيه إلى الكتب التي صرّح بمؤلفيها وأشار لبعضهم في مقدمة الفقيه، وبزيع المؤذن منهم، وإلاّ فليس في المشيخة تصريح بهذا، وقد تكرر من المصنف مثل هذا في الفوائد السابقة، وأشرنا إليه أيضاً وأهملنا بعضه؛ لوضوحه، فلاحظ.

(١) الكافي ٦: ٢٥٣ / ١١.

(٢) تهذيب الأحكام ٩: ٤٦ / ١٩٠.

(٣) الاستبصار ٤: ٧٧ / ٢٨٣.

(٤) رجال الكشيّ ٢: ٥١٣ / ٤٤٩.

(٥) لم نقف عليه لا في رجال الشيخ ولا في غيره، والظاهر اتحاده مع من سيأتي برقم [٣١٠]، فلاحظ.

(٦) رجال الشيخ: ١٥٩ / ٧٩.

(٧) ما بين الشارحتين من قول النجاشي.

١٨٩

وكيل.

قال: وكان في وقت القاسم بهَمذان معه أبو عليّ بسِطام بن عليّ والعُزَيْز بن زُهَيْر، وهو أحد بنى كَشْمَرْد، وثلاثتهم وكلاء في موضع واحد بهَمذان. وكانوا يرجعون في هذا إلى أبي محمّد الحسن بن هارون بن عمران الهَمَذاني، وعن رأيه يَصْدُرونَ. ومِنْ قَبْله عن رأي أبيه أبي عبد الله(١) هارون، وكان أبو عبد الله وابنه [أبو] محمّد وكيلَيْنِ(٢) .

[٢٩٢] بِسْطام بن يزيد الجُعْفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣)

[٢٩٣] بَشَّار الأسْلَميّ:

يروي عنه: أبان، والظاهر أنّه ابن عُثمان، في الفقيه في باب الدَّيْنِ والقَرض(٤) .

[٢٩٤] بَشّار بن الأسود الكِنْديّ:

مولى، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٢٩٥] بَشّار بن سَوّار الأحمريّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

__________________

(١) في (الأصل) و (الحجرية): بن هارون، والصحيح: (أبي عبد الله هارون)؛ لأنّ كنية هارون: (أبو عبد الله) كما هو صريح النجاشي، وما قبل هذا وما بعده دال عليه، فلاحظ.

(٢) رجال النجاشي: ٣٤٤ / ٩٢٨.

(٣) رجال الشيخ: ١٥٩ / ٧٨.

(٤) الفقيه ٣: ١١٢ / ٤٧٤.

(٥) رجال الشيخ: ١٥٦ / ٢٥.

(٦) رجال الشيخ: ١٥٦ / ٢٧.

١٩٠

[٢٩٦] بَشّار بن عُبَيْد:

مولى عبد الصمد، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٢٩٧] بَشّار بن مُزَاحم المِنْقَرِيّ:

مولاهم، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢٩٨] بَشّار بن مُقْتَرع العِجْليّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٢٩٩] بِشْر بن أبي عُقْبة المـَدائِنيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٣٠٠] بِشْر بن بَيَان بن حُمْرَان التفْلِيسِيّ:

نزيل المدائن، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٣٠١] بشْر بن جعفر:

يروي عنه: صفوان بن يحيى، في التهذيب، في باب أحكام الطّلاق(٦) . وكذا في الاستبصار(٧) ، ولكن فيهما: بشير.

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٥٦ / ٢٤.

(٢) رجال الشيخ: ١٥٦ / ٢٦.

(٣) رجال الشيخ: ١٥٦ / ٢٣.

(٤) رجال الشيخ: ١٥٥ / ١٥.

(٥) رجال الشيخ: ١٦٠ / ٨٨.

(٦) تهذيب الأحكام ٨: ٥٧ / ١٨٥، والظاهر وقوع الاشتباه في الإشارة في هذا المورد من التهذيب، لأن الرواية فيه عن صفوان بن يحيى، عن جعفر بن بشير.

وقد وقع بشر بن جعفر في الكافي ١: ٢٣٢ / ٥ برواية أبي إسماعيل السراج عنه، فلاحظ.

(٧) الاستبصار ٣: ٢٩٠ / ١٠٢٤، والظاهر اختلاف نسخ الإستبصار في ضبطه، ففي نسخة المصنف على ما سيأتي منهقدس‌سره يختلف عما في النسخة المطبوعة وهو: بشر بن جعفر.

١٩١

وفي أصحاب الباقرعليه‌السلام وجُملةٍ من الأسانيدِ: بِشْرٌ(١) .

[٣٠٢] بِشْر بن حَسّان الذُّهْلِيّ الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٣٠٣] بِشْر بن زَاذَان الجَرَزِيّ:

أسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٣٠٤] بِشْر بن سَلاَّم:

أبو الحَسن البَجَلِيّ الكُوفيّ: من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) . وفي بعض النسخ: سُلم أو سليم.

[٣٠٥] بِشْر بن سَلَمة:

يروي عنه: ابن أبي عُمَير، في كتاب المحاسن، في كتاب السفر، في باب افتتاح السفر بالصدقة(٥) . وفي الوجيزة: ثقة(٦) .

[٣٠٦] بِشْر بن سُليمان النَّحّاس:

من ولد أبي أيوب الأنصاريّ، أحد موالي أبي الحسن وأبي

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٠٧ / ١، وتهذيب الأحكام ٢: ٤٤ / ١٤٠.

(٢) رجال الشيخ: ١٥٥ / ٣.

(٣) رجال الشيخ: ١٥٦ / ١٨.

(٤) رجال الشيخ: ١٥٥ / ٢، وفيه: بشر بن مسلم أبو الحسن البجلي الكوفي، ومثله في نسخة القهبائي في مجمع الرجال ١: ٢٦٧، وفي جامع الرواة ١: ١٢٢: بشر بن سلم وفي نسخة: سليم. قال: « ولعله ابن سلام المذكور، ومن أصحابنا من نقله: سالم، فتأمل ».

ويريد بقوله: (ابن سلام المذكور) ما ذكره قبل هذا محيلاً إلى النجاشي، والظاهر أنه غيره، هذا وذكر النجاشي شخصاً آخر في باب (بشر) قال: بشر بن سليمان البجلي الكوفي: ١١١ / ٢٨٤، ويظهر من طريق النجاشي إليه أنه من طبقة أصحاب الصادق عليه‌السلام فلاحظ.

(٥) المحاسن: ٣٤٩ / ٢٧.

(٦) الوجيزة: للمجلسي مخطوط ورقة: ٢٨ / ب، وفيه: بسر بالسين، المهملة.

١٩٢

محمّدعليهما‌السلام .

في كمال الدين(١) ، ودلائل الطبري(٢) ، وغيبة الشيخ(٣) : أنّه هو الّذي أمره أبو الحسنعليه‌السلام بشراء أمّ الحجّةعليه‌السلام فتولى شراءها، وفيه(٤) : أنّهعليه‌السلام قال له: أنتم ثِقاتُنا أهل البيت، وإنّي مُزكّيك ومشرّفك بفضيلة تسبق بها سائر الشيعة.

[٣٠٧] بِشْر بن الصَّلْت العَبديّ الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٣٠٨] بِشْر بن عائذ الأسَدي:

مولاهم، الكُوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٣٠٩] بِشْر بن عبد الله بن عمرو بن سعيد الخَثْعَميّ الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[٣١٠] بِشْر بن عبد الله الشيْبانيّ الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

__________________

(١) كمال الدين: ٤١٨ / ١ /، وفيه: بشر.

(٢) دلائل الإمامة: ٢٦٣، وفيه: بشير.

(٣) كتاب الغيبة: ٢٠٨ / ١٧٨، وفيه: بشير، والظاهر اختلاف كتب الرجال أيضاً بين بشر وبشير، فلاحظ.

(٤) كذا في (الأصل) و (الحجرية)، والصحيح: وفيها، لورود الكلام في المصادر المذكورة في الهوامش الثلاثة المتقدمة.

(٥) رجال الشيخ: ١٥٥ / ١٤.

(٦) رجال الشيخ: ١٥٥ / ١.

(٧) لم يذكره الشيخ في أصحاب الصادقعليه‌السلام وما ورد في مجمع الرجال ١: ٢٦٦ بأنه من أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام فهو سهو كما في معجم رجال الحديث ٣: ٣١٨.

(٨) رجال الشيخ: ١٥٥ / ٩.

١٩٣

[٣١١] بِشْر بن عُتْبة (١) الأسَدِيّ الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٣١٢] بِشْر بن عُمَارة (٣) الخثعميّ الكوفيّ، المكتب:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٣١٣] بِشْر بن عِيَاض الأسديّ:

مولاهم، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٣١٤] بِشْر بن مَرْوان الكِلابيّ الجَعْفَريّ الكُوفيّ:

أسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٣١٥] بِشْر بن مسعود:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[٣١٦] بِشْر بن مَيْمون الوابشيّ النَّبّال الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) . وهو أخو شَجَرَة، [وهما]، ابنا، أبي أَراكة ميمون بن سنجار مولى بني وابش(٩) ، وهم من بيت جليل.

__________________

(١) في رجال الشيخ: (عقبة) بدل (عتبة)

(٢) رجال الشيخ: ١٥٥ / ١٠.

(٣) في (الأصل) و (الحجرية): ابن عمارة، وكتب فيهما فوق (ابن عمارة): نسخة بدل (همام)، وفي جامع الرواة ١: ١٢٢، قال: وفي بعض النسخ (ابن همام) نقلاً عن الأسترآبادي في المنهج، وفي المصدر ورجال البرقي: ٤٠ في أصحاب الصادقعليه‌السلام - (بشر بن عمار)

(٤) رجال الشيخ: ١٥٥ / ٦.

(٥) رجال الشيخ: ١٥٥ / ١٣.

(٦) رجال الشيخ: ١٥٥ / ٥.

(٧) ذكره الشيخ في أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام في رجاله: ٣٦ / ٧، ولم يذكره في أصحاب الصادقعليه‌السلام

(٨) رجال الشيخ: ١٥٦ / ١٧.

(٩) رجال الشيخ: ١٠٨ / ٤ ذُكِر هذا في أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام

١٩٤

[٣١٧] بِشْر بن يَسار العِجْلي الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٣١٨] بِشْر:

في محاسن البرقي، في باب سعة المنزل: عن نُوح بن شُعيب، عن سليمان بن راشد، عن أبيه، عن بِشْر، قال: سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول: العيش: السعة في المنزل، والفضل في الخادم.

وبشر هذا هو ابن حذام(٢) ، رجلُ صدقٍ. ذكروا عن سليمان، عن أبيه، عن المفضل أن أبا الحسنعليه‌السلام كان يثني عليه(٣) . إلى آخره.

والخبر موجود في الكافي بهذا السند، وفيه: بشير(٤) .

[٣١٩] بَشِير أبو عبد الصَّمَد بن بِشْر الكُوفي (٥) :

من أصحاب الباقر والصادقعليهما‌السلام (٦) .

[٣٢٠] بَشِير بن خَارجة الجُهَنِيّ المـَدنيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[٣٢١] بَشِير بن عاصِم البَجَليّ الكُوفيّ:

عنه: ابن أبي عمير، في التهذيب، في كتاب المكاسب(٨) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٥٥ / ٨.

(٢) في حاشية (الأصل): خرام نسخة بدل.

(٣) المحاسن: ٦١١ / ٢٥ ٢٦.

(٤) لا وجود لهذا الخبر بالسند المذكور في كتاب الكافي، بل ولا في الكتب الأربعة مطلقاً.

(٥) ذكره البرقي في أصحاب الباقرعليه‌السلام : ١٣، بعنوان: « بشير أبو عبد الصمد بن بشير ».

(٦) رجال الشيخ: ١٠٨ / ٥ في أصحاب الباقرعليه‌السلام ، و: ١٥٦ / ١٩ في أصحاب الصادقعليه‌السلام

(٧) رجال الشيخ: ١٥٦ / ٢٠.

(٨) تهذيب الأحكام ٦: ٣٣١ / ٩١٩.

١٩٥

[٣٢٢] بَشِير العَطّار:

عنه: حماد بن عثمان، في الكافي، في باب فرض طاعة الأئمةعليهم‌السلام (١) .

[٣٢٣] بَشِير الكنُاسيّ:

عنه: يحيى، في الكافي، في باب الحبّ في الله والبغض في الله(٢) . وفيه، في الروضة: عنه، عنه(٣) ، قال: سمعت الصادقعليه‌السلام يقول: وصلتم وقطع النّاس، وأحببتم وأبغض النّاس، وعرفتم وأنكر النّاس(٤) . وروى هذا الخبر في باب فرض طاعة الإمام، عن حماد بن عثمان، عن بَشِير العَطّار، عنهعليه‌السلام (٥) .

فالظاهر وفاقاً للتعليقة(٦) اتّحاده مع العطّار المتقدم، واتّصافه بهما، فيروي عنه حمّاد أيضاً.

[٣٢٤] بَكّار بن أبي بَكر الحَضْرَميّ الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) ، يروي عنه: يونس(٨) ، وإسحاق بن عمّار(٩) .

__________________

(١) أصول الكافي ١: ١٤٣ / ٣.

(٢) أصول الكافي ٢: ١٠٣ / ١٣.

(٣) أي: عن يحيى الحلبي المتقدم آنفاً.

(٤) الكافي ٨: ١٤٦ / ١٢٣، من الروضة.

(٥) لا يوجد باب في الكافي بهذا العنوان، والصحيح: باب فرض طاعة الأئمةعليهم‌السلام ولكن ليس فيه الحديث المذكور.

(٦) تعليقة الوحيد على منهج المقال: ٩٤ النسخة الخطية، والظاهر نقل المصنفقدس‌سره ما مرّ في بشير الكناسي عنه، علماً بأنا لم نقف على رواية حماد عن بشير، كما انا لم نقف على من استظهر الاتحاد غيرهما: والأقوى التعدد وفاقاً لسائر العلماء ولكون دليل الاتحاد منتفياً في الكافي كما في الهامش السابق.

(٧) رجال الشيخ: ١٥٨ / ٤٩.

(٨) الكافي ٣: ١٢ / ٦.

(٩) تهذيب الأحكام ٧: ٤٩ / ٢١٠.

١٩٦

[٣٢٥] بَكّار بن رَجاء اليَشْكُريّ الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٣٢٦] بَكّار بن زياد الخَزّاز الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٣٢٧] بَكّار بن عاصِم:

مولى لعبد القيس، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٣٢٨] بكار بن كَرْدَم الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) عنه: ابن أبي عمى(٥) ، ويونس(٦) ، والحسن بن علي بن فضال(٧) ، وعبد العظيم الحسني(٨) . وتقدم في (مط)(٩) .

[٣٢٩] بَكْر بن أبي بَكْر عبد الله بن محمّد الحَضْرَميّ الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١٠) يروي عنه: سيف بن عميرة(١١) كثيراً.

[٣٣٠] بَكْر بن أبي حَبيِب الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١٢) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٥٨ / ٥٣.

(٢) رجال الشيخ: ١٥٨ / ٥٠.

(٣) رجال الشيخ: ١٥٨ / ٥١.

(٤) رجال الشيخ: ١٥٨ / ٥٢، ورجال البرقي: ٤٠، في أصحاب الصادقعليه‌السلام

(٥) الكافي ٥: ٣٢١ / ٧.

(٦) أُصول الكافي ١: ١١٩ / ٣.

(٧) أُصول الكافي ٢: ١٥٤ / ١.

(٨) أُصول الكافي ١: ٣٥١ / ٦٠.

(٩) تقدم ذلك في الفائدة الخامسة برمز (لط) المساوي لرقم الطريق [٤٩].

(١٠) رجال الشيخ: ٢٥٧ / ٣٩.

(١١) تهذيب الأحكام ٢: ٣٥١ / ١٤٥٧، والاستبصار ١: ٨٠ / ٢٤٩، وكذلك الكافي ٢: ٣٦٢ / ٤ و ٤: ١١٨ / ٦، وغيرها.

(١٢) رجال الشيخ: ١٥٧ / ٣١.

١٩٧

[٣٣١] بَكْر بن الأرْقَط:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٣٣٢] بَكْر بن صَاحب التَّمِيميّ:

(٢) من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٣٣٣] بَكْر بن حَبِيب الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٣٣٤] بَكْر بن حُبَيْش الأزْدِيّ الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٣٣٥] بَكْر بن حَرْب الشَّيْبانيّ:

مولاهم، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) . يروي عنه: منصور ابن حازم(٧)

[٣٣٦] بَكْر بن خَالِد الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) عنه: أبان بن عُثْمان، في التهذيب، في باب الحلق(٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٦٠ / ٩١، ورجال البرقي: ٤٠، في أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام ، وفيه: بكر الأرقط.

(٢) كذا في (الأصل) و (الحجرية) والصحيح: (حاجب) كما في المصدر والمنقول عنه في كتب الرجال أيضاً.

(٣) رجال الشيخ: ١٥٧ / ٤١.

(٤) رجال الشيخ: ١٥٦ / ٢٨.

(٥) رجال الشيخ: ١٥٧ / ٣٤.

(٦) رجال الشيخ: ١٥٧ / ٣٥.

(٧) تهذيب الأحكام ٢: ١٠١ / ٣٧٨.

(٨) رجال الشيخ: ١٥٧ / ٣٢.

(٩) تهذيب الأحكام ٥: ٢٤٣ / ٨٢٠.

١٩٨

[٣٣٧] بَكْر بن زَياد الجُعْفِيّ الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٣٣٨] بَكْر بن سالم:

في التعليقة: في التهذيب، في الصحيح: عن عبد الله بن المغيرة، عنه، عن سعد الإسكاف(٢) ، وفيه نوع اعتماد(٣) ، انتهى. بل هي من أمارات الوثاقة كما حقّقناه.

[٣٣٩] بَكْر بن عبد الله الأزْديّ:

شريك أبي حمزة الثمالي، عنه: ابن مسكان، وفيه إيماء إلى اعتماد، كذا في التعليقة(٤) .

[٣٤٠] بَكْر بن عُمَير الهَمْدَانيّ (٥) الأرْجَنِيّ (٦) الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٥٧ / ٣٦.

(٢) تهذيب الأحكام ٢: ٢٨٣ / ١١٢٨.

(٣) تعليقة الوحيد على منج المقال: ٧١.

(٤) تعليقة الوحيد على منهج المقال: ٧١.

(٥) الهمداني بالدال المهملة نسبة إلى قبيلة هَمْدَان من اليمن، والهمذاني بالذال المعجمة نسبة إلى مدينة هَمَذَان بإيران، والتي غالباً ما تصحف إلى الدال المهملة، والصحيح أنّها بالذال. وقد صار تصحيفها منشأ للاشتباه بين المنتسب إلى القبيلة وبين المنتسب إلى البلد.

راجع الأنساب للسمعاني ١٣: ٤١٩ و ٤٢٤، وتنقيح المقال. ١: ٢٩ في ترجمة إبراهيم بن قوام الدين.

(٦) الأرجني: كذا في (الأصل) و (الحجرية)، والصحيح: (الأرحبي) كما في المصدر، وهو الموافق للمنقول عنه أيضاً. نسبة إلى أرحب أبي هي من هَمْدَان.

(٧) رجال الشيخ: ١٥٧ / ٤٠.

١٩٩

[٣٤١] بَكْر بن عيسى:

أبو زيد البَصريّ الأحول، أسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٣٤٢] بَكْر بن كَرْب الصّيرفيّ:

أسْنَدَ عنه، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) عنه: حمّاد في التهذيب، في باب صفة الغسل(٣) ، وفي باب حكم الجنابة(٤) .

[٣٤٣] بَكْر بن محمّد العَبْديّ العائد الكوفي:

(٥) من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٣٤٤] بَكْرَوَيْه الكِنْديّ الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) عنه: أبان بن عُثمان(٨) .

[٣٤٥] بَكْرَوَيْه المـُحاربيّ:

مولاهم، صاحب الأدم، الكوفي، من أصحاب الصادق

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٥٧ / ٣٧.

(٢) رجال الشيخ: ١٥٦ / ٢٩.

(٣) لا وجود لهذا الباب في التهذيب، بل هو من أبواب الكافي، ورواية حماد عن بكر بن كرب فيه فعلاً انظر الكافي ٣: ٤٤ / ١٠ باب صفة الغسل. وقارن ما في الأصل مع ما في جامع الرواة ١: ١٢٨ في ترجمة صاحب العنوان؛ ليتضح اشتباه الأصل في النقل عنه.

(٤) تهذيب الأحكام ١: ١٣٢ / ٣٦٦.

(٥) العائد: كذا في (الأصل) و (الحجرية)، وفي المصدر: (العابد) وهو المنقول عن المصدر في كتب الرجال، فلاحظ.

(٦) رجال الشيخ: ١٥٦ / ٣٠.

(٧) رجال الشيخ: ١٥٨ / ٥٥.

(٨) رجال الشيخ: ١٠٩ / ٢٠ في أصحاب الباقرعليه‌السلام وفيه:. « وروى عنه أبان بن عثمان ».

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470