حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام الجزء ٣

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام12%

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام مؤلف:
الناشر: دار البلاغة
تصنيف: الإمام الحسن عليه السلام
الصفحات: 470

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 470 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 316862 / تحميل: 7209
الحجم الحجم الحجم
حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام

حياة الامام الحسن بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مؤلف:
الناشر: دار البلاغة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

ولمّا انقضى شهر محرّم مضى القوم على الحرب ، ولكنّها لم تكن عامة ، وإنّما كانت منقطعة تخرج الكتيبة للكتيبة ، والفرقة للفرقة.

وسئم الفريقان هذه الحرب المتقطّعة ، وتعجّلوا الحرب العامة ؛ فعبّأ الإمام (عليه السّلام) جيوشه تعبئة عامة ، وكذلك فعل معاوية ، والتحم الجيشان التحاماً رهيباً واقتتلوا أبرح قتال وأعنفه ، وانكشفت ميمنة جيش الإمام (عليه السّلام) انكشافاً بلغ الهزيمة ، فقاتل الإمام ومعه الحسن والحسين (عليهم السّلام)(١) ، وانحاز الإمام (عليه السّلام) إلى ميسرة جيشه من ربيعة فاستماتت ربيعة دونه (عليه السّلام) ، وكان قائلهم يقول : لا عذر لكم بعد اليوم عند العرب إنْ اُصيب أمير المؤمنين (عليه السّلام) وهو فيكم.

وتحالفت ربيعة على الموت وصمدت في الحرب ، ورجعت ميمنة الإمام (عليه السّلام) إلى حالها بفضل الزعيم مالك الأشتر ، واستمرت الحرب بأعنف ما يتصوّر ، وقد ظهر الضعف وبان الانكسار في جيش معاوية ، وهمّ معاوية بالفرار لولا أنّه تذكّر قول ابن الأطنابة :

أبت لي همّتي وأبى بلائي

وإقدمي على البطلِ المُشيحِ

وإعطائي على المكروهِ مالي

وأخذي الحمدَ بالثَّمنِ الربيحِ

وقولي كلّما جشأتْ وجاشتْ

مكانك تَحمَدي أو تستريحي

وقد ردّه هذا الشعر إلى الصبر والثبات ، كما كان يتحدّث بذلك أيّام المُلْك والسلطان.

منعُ الحسنين (عليهما السّلام) من الحرب :

ومنع الإمام (عليه السّلام) أمير المؤمنين سبطي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من الاشتراك في عمليات الحروب ، فقال (عليه السّلام) : «املكوا عنّي هذين الغلامين ـ يعني

__________________

(١) أنساب الأشراف ١ ق ١.

٦١

الحسن والحسين (عليهما السّلام) ـ لئلاّ ينقطع بهما نسل رسول الله (صلّى الله عليه وآله)»(١) .

لقد حرص الإمام (عليه السّلام) على ريحانتي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ؛ لأنّ بهما امتداداً لنسله ، وإبقاءً لذرّيّته.

مصرعُ عمّار :

وعمّار بن ياسر من ألمع أصحاب النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، وأكثرهم جهاداً وبلاءً في الإسلام ، وقد شايع عليّاً ولازمه بعد وفاة النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، فقد أيقن أنّه مع الحقّ والحقّ معه كما قال فيه النّبي (صلّى الله عليه وآله). وكان في أيّام صفّين شيخاً قد نيف على التسعين عاماً ، ولكنّ قلبه وبصيرته كانت بمأمن من الشيخوخة ؛ فقد كان في تلك المعركة كأنّه في ريعان الشباب ، وكان يحارب راية ابن العاص ، وهو يشير إليها قائلاً : والله ، إنّ هذه الراية قاتلتها ثلاث عركات وما هذه بأرشدهن. وكان يقول لأصحابه لمّا رأى انكشافهم في المعركة : والله ، لو ضربونا حتّى يبلغونا سعفان هجر لعلمنا أنّا على الحقّ ، وأنّهم على الباطل.

ويقول الرواة : إنّه جلس مبكراً في يوم مِنْ أيّام صفّين ، وقد ازداد قلبه شوقاً إلى ملاقاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وملاقاة أبويه ، فخفّ إلى الإمام مسرعاً يطلب منه الإذن في أنْ يلجَ الحرب لعلّه يُرزق الشهادة ، فلمْ يسمح له الإمام (عليه السّلام) بذلك ، وظلّ يعاود الإمام مستأذناً فلمْ تطب نفس الإمام بذلك ، وراح يلح عليه فأذن له ، وأجهش الإمام (عليه السّلام) بالبكاء حزناً وموجدة عليه.

وانطلق عمّار إلى ساحات الحرب وهو موفور القوى ، قد استردّ نشاطه ، وهو جذلان فرح بما يصير إليه من الشهادة ، وقد رفع صوته عالياً :

__________________

(١) نهج البلاغة

٦٢

«اليوم ألقى الأحبّهْ محمّداً وحزبَهْ ..».

وكان صاحب الراية في الكتيبة التي يقاتل فيها عمّار هو هاشم بن عتبة المرقال ، وكان من فرسان المسلمين وخيارهم ، وأحبّهم للإمام (عليه السّلام) وأخلصهم له ، وكان أعور ، فاتّجه نحوه عمّار فجعل تارة يدفعه بعنف إلى الحرب ، ويقول له : تقدّم يا أعور. واُخرى يرفق به أشدّ الرفق ويقول له : احمل فداك أبي واُمّي! وهاشم يقول له : رحمك الله يا أبا اليقظان ، إنّك رجل تستخفّ الحرب ، وإنّي إنّما أزحف لعلّي أبلغ ما اُريد.

وضجر هاشم فحمل وهو يرتجز :

قد أكثروا لومي وما أقلاّ

إنّي شريتُ النّفس لن اعتلاّ

أعور يبغي نفسهُ مَحلاّ

لا بدّ أن يفُلّ أو يُفلاّ

قد عالج الحياة حتّى ملاّ

أشلّهم بذي الكعوب شلاّ

وقد دلّ هذا الرجل على تصميمه على الموت وسئمه مِن الحياة ، وجال في ميدان القتال ، وعمّار معه يقاتل ويرتجز :

نحنُ ضربناكُم على تنزيلِهِ

واليوم نضربكُمْ على تأويلِهِ

ضرباً يُزيل الهامَ عن مقيلهِ

ويذهل الخليلُ عن خليلِهِ

أو يرجع الحقّ إلى سبيلِهِ

لقد قاتل عمّار بإيمان وإخلاص المشركين مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وناضل كأشدّ ما يكون النضال دفاعاً عن كلمة التوحيد ، وقاتل أعنف القتال مع أخي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) دفاعاً عن تأويل القرآن ، ودفاعاً عن إمام المسلمين ، فما أعظم عائدة عمّار وألطافه على الإسلام!

والتحم عمّار مع القوى الغادرة التحاماً رهيباً ، وحمل عليه رجس من أرجاس البشرية يسمّى أبو الغادية ، فطعنه برمحه طعنة قاتلة ، فهوى إلى الأرض ذلك الصرح الشامخ من العقيدة والإيمان يتخبّط بدمائه الزكية ،

٦٣

وقد أضرّ به العطش ، فبادرت إليه امرأة بلبن ، فلما رآه تبسّم وأيقن بدنو أجله ، وراح يقول بنبرات هادئة مطمئنة : قال لي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : «آخر شرابك مِن الدنيا ضياح مِنْ لبن ، وتقتلك الفئة الباغية». ولمْ يلبث قليلاً حتّى لفظ أنفاسه الأخيرة ، وانطوت بموته أروع صفحة مشرقة مِن الإيمان والجهاد ، وارتفع ذلك العملاق الذي أضاء الحياة الفكرية بإخلاصه واندفاعه نحو الحق.

وكان الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) برحاً لمْ يقرّ له قرار حينما برز عمّار إلى ساحة الجهاد ، فكان يقول : «فتّشوا لي عن ابن سمية». وانطلقت فصيلة من الجند تبحث عنه ، فوجدوه قتيلاً مضمّخاً بدم الشهادة ، فانبروا مسرعين إلى الإمام (عليه السّلام) فاخبروه بشهادته ، فانهدّ ركنه وانهارت قواه ، وسرت موجات من الألم القاسي في مُحيّاه ؛ فقد غاب عنه الناصر والأخ.

ومشى الإمام (عليه السّلام) لمصرعه كئيباً حزيناً وعيناه تفيضان دموعاً ، وسار معه قادة الجيش وقد أخذتهم المائقة ؛ حزناً على البطل العظيم ، ولمّا انتهى إليه ألقى بنفسه عليه وجعل يوسعه تقبيلاً ، وقد انفجر بالبكاء ، وجعل يؤبّنه بحرارة قائلاً : «إنّ امرأً مِن المسلمين لمْ يعظم عليه قتلُ ابن ياسر ، وتدخل عليه المصيبة الموجعة لَغير رشيد. رحم الله عمّاراً يوم أسلم. رحم الله عمّاراً يوم قُتل. رحم الله عمّاراً يوم يُبعث حيّاً. لقد رأيت عمّاراً وما يُذكر مِن أصحاب رسول الله أربعة إلاّ كان رابعاً ، ولا خمسة إلاّ كان خامساً ، وما كان أحد مِن قدماء أصحاب رسول الله يشكّ أنّ عمّاراً قد وجبت له الجنّة في غير موطن ولا اثنين ،

٦٤

فهنيئاً لعمار بالجنّة».

وأخذ الإمام (عليه السّلام) رأسه فجعله في حجره ودموعه تتبلور على خديه ، وانبرى الإمام الحسن (عليه السّلام) وغيره فأبّنوا الشهيد العظيم بقلوب مذابة مِن الحزن ، ثمّ قام الإمام (عليه السّلام) فواراه في مقرّه الأخير.

ويقول المؤرّخون : إنّ الفتنة وقعت في جيش معاوية حينما اُذيع مقتل عمّار ، فقد سمعوا أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال في فضل عمّار إنّ الفئة الباغية تقتله ، وقد اتضح لهم أنّهم الفئة الباغية التي عناها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، ولكن ابن العاص استطاع أن يزيل الخلاف ، فقال لهم : إنّ الذي أخرج عمّاراً هو الذي قتله ، وأذعن بسطاء أهل الشام لما قاله ابن العاص.

واشتد القتال بأعنفه بعد مقتل عمّار ، وقد تفلّلت جميع قوى معاوية ، وبان الضعف في جيشه.

مكيدةُ ابن العاص :

لعلّ أبشع مهازل التاريخ البشري في جميع فترات التاريخ هي مكيدة ابن العاص في رفع المصاحف ، وقد وصفها (راو حوست ميلر) بأنّها من أشنع المهازل وأسوئها في التاريخ البشري(١) . وأكاد أعتقد أنّ هذه المكيدة لم تكن وليدة المصادفة أو المفاجئة ، فقد حيكت اُصولها ووضعت مخططاتها قبل هذا الوقت ، فقد كان ابن العاص على اتصال دائم أحيط بكثير مِن الكتمان مع جماعة مِن قادة الجيش العراقي في طليعتهم الأشعث بن قيس ، فهما اللذان دبّرا هذا الأمر ، وقد ذهب إلى هذا الرأي الدكتور طه حسين ، قال : فما أستبعد أنْ يكون الأشعث بن قيس وهو ماكر أهل

__________________

(١) العقيدة والشريعة في الإسلام / ١٩٠.

٦٥

العراق وداهيتهم ، قد اتصل بعمرو بن العاص ماكر أهل الشام وداهيتهم ، ودبّرا هذا الأمر بينهم تدبيراً ، ودبّروا أنْ يقتتل القوم ؛ فإنْ ظهر أهل الشام فذاك ، وإنْ خافوا الهزيمة أو أشرفوا عليها رفعوا المصاحف فأوقعوا الفرقة بين أصحاب علي ، وجعلوا بأسهم بينهم شديداً(١) .

وعلى أيّ حالٍ ، فإنّ الهزيمة لمّا بدت بأهل الشام وتفلّلت جميع قواعدهم ، فزع معاوية إلى ابن العاص يطلب منه الرأي ، فأشار عليه برفع المصاحف ، فأمر بالوقت برفعها ، فرُفعت زهاء خمسمئة مصحف على أطراف الرماح ، فعلت الأصوات من أهل الشام بلهجة واحدة : هذا كتاب الله بيننا وبينكم من فاتحته إلى خاتمته. مَنْ لثغور أهل الشام بعد أهل الشام؟ ومَنْ لثغور أهل العراق بعد أهل العراق؟ ومَنْ لجهاد الروم؟ ومَنْ للترك؟ ومَنْ للكفار؟

وكانت هذه الدعوى كالصاعقة على رؤوس الجيش العراقي ، فقد انقلب رأساً على عقب ، فتدافعوا كالموج نحو الإمام (عليه السّلام) وهم ينادون : لقد أعطاك معاوية الحقّ ؛ دعاك إلى كتاب الله فاقبل منه. ودلّهم الإمام (عليه السّلام) على زيف هذه الحيلة ، وأنّها جاءت نتيجة فشلهم في العمليات العسكرية ، وأنّها لمْ يقصد بها إلاّ خداعهم ، وأنّهم رفعوا المصاحف لا إيماناً بها وإنّما هو من الخداع والمكر.

وممّا يؤسف له أنّهم لمْ يقرروا حقّ مصيرهم ومصير الأُمّة في تلك الفترات الحاسمة من تاريخهم التي أشرفوا فيها على الفتح والنصر ، ولمْ يبقَ من دكِّ حصون الظلم ونسف قواعد الجور إلاّ لحظات.

يا للمصيبة والأسف! لقد أصرّوا على التمرّد والعناد ، فانحاز منهم اثنا عشر ألفاً وهم أهل الجباه السود ، فخاطبوا الإمام (عليه السّلام) باسمه الصريح قائلين :

__________________

(١) الفتنة الكبرى ٢ / ٨٩.

٦٦

«يا علي ، أجب القوم إلى كتاب الله إذ دعيت له ، وإلاّ قتلناك كما قتلنا ابن عفان ، فوالله لنفعلنّها إنْ لمْ تجبهم ...».

فكلّمهم الإمام (عليه السّلام) برقّة ولطف ليقلع روح التمرّد منهم ، إلاّ أنّ كلام الإمام ذهب هباءً ، وراح القوم في غيّهم يعمهون وهم يصرّون على إرغام الإمام على إيقاف القتال ، وكان الأشعث بن قيس هو الذي يدفعهم إلى ذلك وينادي بأعلى صوته بالرضاء والقبول لدعوة أهل الشام.

ولمْ ير الإمام (عليه السّلام) بدّاً من إجابتهم ، فأصدر أوامره بإيقاف عمليات الحروب ، وقلبه الشريف يتقطّع ألماً وحزناً ، فقد أيقن أنّ الباطل قد انتصر على الحقّ ، وأنّ جميع متاعبه ودماء جيشه قد ذهبت سدى. وأصرّ المتمرّدون على الإمام بسحب مالك الأشتر من ساحة الحرب ، وكان قد أشرف على الانتصار ، ولم يبقَ بينه وبين الفتح إلاّ حلبة شاة ، فأرسل إليه الإمام (عليه السّلام) بالقدوم إليه ، فلم يعن بما أمر به ، وقال لرسول الإمام : قل لسيدي : ليست هذه بالساعة التي ينبغي لك أنْ تزيلني فيها عن موقفي ، إنّي قد رجوت الله أن يفتح لي فلا تعجلني.

ورجع الرسول فأخبر الإمام بمقالة القائد العظيم ، فارتفعت أصوات اُولئك الوحوش بالإنكار على الإمام (عليه السّلام) قائلين : والله ، ما نراك إلاّ أمرته أن يقاتل. وامتحن الإمام (عليه السّلام) في أمرهم كأشدّ ما تكون المحنة ، فقال لهم : «أرأيتموني ساررت رسولي (إليه)؟ أليس إنّما كلّمته على رؤوسكم علانية وأنتم تسمعون؟».

وأصرّوا على الغي قائلين : فابعث إليه فليأتيك ، وإلاّ فوالله اعتزلناك. وأجمعوا على الشرّ ، وأوشكوا أن يفتكوا بالإمام (عليه السّلام) ، فأصدر أوامره المشدّدة

٦٧

بانسحاب مالك من ساحة الحرب ، واستجاب الأشتر لأمر الإمام (عليه السّلام) ، فقفل راجعاً وقد تحطّمت قواه ، وقال ليزيد الذي كان رسول الإمام : ألرفع هذه المصاحف؟ ـ يعني حدثت هذه الفتنة ـ [فقال :] نعم.

وعرف الأشتر مكيدة ابن العاص فقال : أما والله لقد ظننت أنّها حين رفعت ستوقع اختلافاً وفرقة ، إنّها مشورة ابن العاهرة. ألا ترى إلى الفتح؟ ألا ترى إلى ما يلقون؟ ألا ترى إلى الذي يصنع الله لنا؟ أينبغي أن ندع هذا وننصرف عنه؟!

وأحاطه يزيد علماً بحراجة الموقف ، والأخطار الهائلة التي تحفّ بالإمام قائلاً : أتحبّ أنّك إنْ ظفرت هاهنا ، وأنّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) بمكانه الذي هو به يفرج عنه ويسلّم إلى عدوه؟! فقال الأشتر مقالة المؤمن : سبحان الله! لا والله ما اُحبّ ذلك. [قال :] فإنّهم قالوا : لترسلنّ إلى الأشتر فليأتينّك ، أو لنقتلنك بأسيافنا كما قتلنا ابن عفان ، أو لنسلمنّك إلى عدوّك.

وقفل الأشتر راجعاً وقد استولى الحزن على إهابه ، فقد ذهبت آماله أدراج الرياح ، فتوجّه نحوهم يلومهم ويعنّفهم ، ويطلب منهم أن يخلّوا بينه وبين عدوهم ، فقد أشرف على النصر والفتح. ولمْ يذعن اُولئك الممسوخون لمقالة الأشتر ، فقد أصروا على الذلّ والوهن قائلين له :

«لا لا».

٦٨

ـ أمهلوني عدوة فرس فإنّي قد طمعت في النصر.

ـ إذن ندخل معك في خطيئتك.

وانبرى الأشتر يحاججهم وينقد ما ذهبوا إليه قائلاً : حدّثوني عنكم ـ وقد قُتل أماثلكم وبقي أرذالكم ـ متى كنتم محقّين؟ أحين كنتم تقتلون أهل الشام ، فأنتم الآن حين أمسكتم عن القتال مبطلون؟! أم أنتم الآن في إمساككم عن القتال محقّون؟ فقتلاكم إذن الذين لا تنكرون فضلهم ، وكانوا خيراً منكم في النار.

ولم يجد معهم هذا الكلام المشرق فقالوا له : دعنا منك يا أشتر ، قاتلناهم في الله ، إنا لسنا نطيعك فاجتنبنا. وردّ عليهم الأشتر بعنف حينما يئس من إصلاحهم ، وأخذ يحذرهم من مغبّة هذه الفتنة ، وأنّهم لا يرون بعدها عزاً أبداً. وحقّاَ إنّهم لمْ يروا عزّاً ، فقد أفلت من اُفقهم دولة الحقّ ، وآل أمرهم إلى معاوية فأخذ يسومهم سوء العذاب.

وطلب مالك من الإمام (عليه السّلام) أن يناجزهم الحرب فأبى ؛ لأنّ العارضين كانوا يمثّلون الأكثرية الساحقة في جيشه ، وفتْح باب الحرب يؤدي إلى أفظع النتائج ؛ فإنّ الاُمّة تقع فريسة سائغة بأيدي الاُمويِّين. وأطرق الإمام (عليه السّلام) برأسه وقد طافت به موجات من الآلام ، وأخذ يطيل التفكير في العاقبة المرّة التي جرّها هؤلاء العصاة للأُمّة.

ويقول المؤرّخون : إنّهم قد اتخذوا سكوته رضىً منه بالتحكيم فهتفوا : إنّ علياً أمير المؤمنين قد رضي الحكومة ، ورضي بحكم القرآن. والإمام غارق في الهموم ، فقد أفلت منه الأمر ، وتمرّد عليه جيشه ، وليس باستطاعته أنْ يعمل شيئاً ، وقد أدلى (عليه السّلام) بما مُنِيَ به ، بقوله :

٦٩

«لقد كنتُ أمس أميراً فأصبحتُ اليوم مأموراً ، وكنتُ أمس ناهياً فأصبحتُ اليوم منهيّاً».

التحكيمُ :

ولمْ تقف محنة الإمام وبلاؤه في جيشه المتمرّد إلى هذا الحد من العصيان والخذلان ، وإنّما تجاوز الأمر إلى أكثر مِنْ هذا ، فقد أصرّ المتمردون بقيادة الأشعث بن قيس على انتخاب أبي موسى الأشعري الذي هو مِنْ ألدّ أعداء الإمام ، وأكثرهم حقداً عليه ، وألحّوا على انتخابه لعلمهم بأنّه سيعزل الإمام عن الحكم ، وينتخب غيره ممّن يحقق أطماعهم ، وقد احتف هؤلاء العصاة بالإمام (عليه السّلام) ، وهم يهتفون : إنّا رضينا بأبي موسى الأشعري.

وزجرهم الإمام (عليه السّلام) ، ونهاهم عن انتخابه قائلاً : «إنّكم قد عصيتموني في أوّل الأمر فلا تعصوني الآن ، إنّي لا أرى أنْ اُولّي أبا موسى». وأصرّوا على غيهم وعنادهم قائلين : لا نرضى إلاّ به ، فما كان يحذرنا وقعنا فيه.

وأخذ الإمام (عليه السّلام) يدلي عليهم واقع أبي موسى وانحرافه عنه ، قائلاً : «إنّه ليس لي بثقة ؛ قد فارقني وخذّل الناس عنّي ، ثمّ هرب عنّي حتّى آمنته بعد أشهر ، ولكنْ هذا ابن عباس نولّيه».

وامتنعوا من ترشيح ابن عباس ، فأرشدهم ثانياً إلى انتخاب مالك الأشتر فرفضوه ، وأصرّوا على انتخاب الأشعري ، ولم يجد الإمام (عليه السّلام) بعد هذا بدّاً من الرضا والإذعان.

٧٠

وثيقةُ التحكيم :

واتفق الفريقان على أنْ يحكموا ابن العاص من قبل أهل الشام ، وأبا موسى الأشعري من قبل العراقيين ، وقد كتبوا صحيفة سجلوا فيها ما اتفقوا عليه من الأخذ بما يتفق عليه الحكمان ، وهذا نصها ، كما رواها الطبري :

بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان ، قاضي علي على أهل الكوفة ومَنْ معهم من شيعتهم من المؤمنين والمسلمين ، وقاضي معاوية على أهل الشام ومَنْ كان معهم مِن المؤمنين والمسلمين ، إنا ننزل عند حكم الله عز وجل وكتابه ، ولا يجمع بيننا غيره ، وأنّ كتاب الله عز وجل من فاتحته إلى خاتمته نحيي ما أحيا ، ونميت ما أمات ، فما وجد الحكمان في كتاب الله عز وجل ، وهما أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس ، وعمرو بن العاص القرشي عملنا به ، وما لم يجدا في كتاب الله عز وجل فالسُنّة العادلة الجامعة غير المفرّقة.

وأخذ الحكمان مِنْ علي ومعاوية ومِن الجُندين مِن العهود والميثاق ، والثقة من الناس أنّهما آمنان على أنفسهما وأهلهما ، والأُمّة لهما أنصار على الذي يتقاضيان عليه ، وعلى المؤمنين والمسلمين من الطائفتين كلتيهما عهد الله وميثاقه العمل على ما في هذه الصحيفة ، وأنْ قد وجبت قضيتهما على المؤمنين ؛ فإنّ الأمن والاستقامة ووضع السلاح بينهم أينما ساروا ، على أنفسهم وأهليهم وأموالهم وشاهدهم وغائبهم ، وعلى عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص عهد الله وميثاقه أنْ يحكما بين هذه الأُمّة ، ولا يردّاها في حرب ولا فرقة حتّى يعصيا ، وأجل القضاء إلى رمضان ، وإنْ أحبّا أنْ يؤخّرا ذلك أخّراه على

٧١

تراضٍ منهما. وإنْ توفي أحد الحكمين فإنّ أمير الشيعة يختار مكانه ، ولا يألوا مِنْ أهل المعدلة والقسط ، وإنّ مكان قضيتهما الذي يقضيان فيه مكان عدل بين أهل الكوفة وأهل الشام ، وإنْ رضيا وأحبّا فلا يحضرهما فيه إلاّ مَنْ أرادا ، ويأخذ الحكمان مَنْ أرادا مِن الشهود ثم يكتبان شهادتهما على ما في هذه الصحيفة ، وهم أنصار على مَنْ ترك ما في هذه الصحيفة وأراد فيها إلحاداً وظلماً. اللّهم إنّا نستنصرك على مَنْ ترك ما في هذه الصحيفة(١) .

ووقّع عليها طائفة مِن الفريقين ، وأصبحت نافذة المفعول ، وقد حقّقت آمال معاوية ، وأنقذته مِن الأخطار التي كادت أنْ تطوي حياته وتقضي على أتباعه.

والشيء المهم في هذه الوثيقة إنّها أهملت المطالبة بدم عثمان فلمْ تعرض لا بقليل ولا بكثير ، وإنّما كانت تنشد إيقاف الحرب ، ونشر السلم والعافية بين الفريقين ، وفيما أعتقد إنّها كُتِبَت ولم يكن للإمام (عليه السّلام) فيها أي رأي ، فقد خلّى بين جيشه وبين ما يريدون.

رجوعُ الإمام (عليه السّلام) للكوفة :

وغادر الإمام صفّين متّجهاً إلى الكوفة ، ولا أعتقد أنْ يلمّ كاتب بتصوير المحنة الكبرى التي ألمّت بالإمام ، فقد رجع مثقلاً بالهموم ، يرى باطل معاوية قد استحكم ، وأمره قد تمّ ، وينظر إلى جيشه أصبح متمرّداً يدعوه فلا يستجيب ، ويأمره فلا يطيع ، قد مزّقت الفتنة جميع كتائبه ، فقد كانوا فيما يقول المؤرّخون : يتشاتمون ويتضاربون بالسياط ، ويبغي بعضهم على بعض. وأخطر ما حدث فيه انبثاق الفكرة الحروريّة التي سنتحدث

__________________

(١) تاريخ الطبري ٦ / ٣٠.

٧٢

عنها ، فإنّها كانت سوسة تنخر في المعسكر العراقي ، وأهم من أي خطر داهم عليه ، فقد أخذت تعمل على تفلل وحدة جيش الإمام (عليه السّلام) ، وتذيع الفتنة والخوف بين صفوفه.

ودخل الإمام (عليه السّلام) الكوفة فرأى لوعة وبكاءً قد سادت في جميع أرجائها ، وحزناً على مَنْ قُتل منها في صفّين ؛ فإنّ قتلى صفّين بالقياس إلى قتلى الجمل كانوا أضعافاً أضعافاً.

مع المارقين :

ويقول الرواة : إنّ النّبي (صلّى الله عليه وآله) سمّى أهل النهروان بالمارقين ، وأنّه قد عهد إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) بقتالهم كما عهد إليه بقتال الناكثين والقاسطين من بعده.

والظاهرة البارزة في اتجاهات الخوارج هي الالتواء في السلوك ، والإصرار على الجهل والعناد ، فقد بنوا واقعهم على التعصّب ، وعدم التدبر والإمعان في حقائق الأمور ، وقد كان شعارهم الذي تفانوا في سبيله وقدّموا له المزيد من الضحايا (لا حكم إلاّ لله) ، ولكنّهم لمْ يلبثوا أنْ جعلوا الحكم للسيف ، فنشروا الإرهاب والخوف والفساد في الأرض ، كما سنذكر ذلك.

وعلى أي حال ، فإنّ الإمام (عليه السّلام) لمّا نزح من صفّين إلى الكوفة لمْ يدخلوا إليه ، وإنّما انحازوا إلى (حروراء) فنسبوا إليها ، وكان عددهم فيما يقول المؤرّخون : اثني عشر ألفاً ، وقد جعلوا أميرهم على القتال شبث بن ربعي ، وعلى الصلاة عبد الله بن الكوّاء اليشكري ، وخلعوا الإمام (عليه السّلام) عن الخلافة ، وجعلوا الأمر شورى بين المسلمين.

والتاع الإمام (عليه السّلام) من تمرّدهم فأوفد للقياهم عبد الله بن عباس ، وأمره

٧٣

أنْ لا يخوض معهم في ميدان الخصومة والنزاع حتّى يأتيه ، إلاّ أنّه لمْ يجد بداً من الحوار معهم ، وبينما هو يحاورهم إذ أطلّ عليهم الإمام (عليه السّلام) فنهى ابن عباس عن مناظرتهم ، وأقبل عليهم فقال لهم : «اللهمّ ، إنّ هذا مقام مَنْ أفلج فيه كان أولى بالفلج يوم القيامة ، ومَنْ نطق وأوعث فيه فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً». ثم قال لهم : «مَنْ زعيمكم؟».

ـ ابن الكواء.

ـ «ما أخرجكم علينا؟».

ـ حكومتكم يوم صفّين.

ـ «أنشدكم بالله ، أتعلمون أنّهم حيث رفعوا المصاحف فقلتم نجيبهم إلى كتاب الله ، قلتُ لكم : إنّي أعلم بالقوم منكم ؛ إنّهم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، إنّي صحبتهم وعرفتهم أطفالاً ورجالاً ، فكانوا شرّ أطفال وشرّ رجال. امضوا على حقّكم وصدقكم ، فإنّما رفع القوم هذه المصاحف خديعة ودهناً ومكيدة ، فرددتم عليّ رأيي وقلتم : لا ، بل نقبل منهم. فقلت لكم : اذكروا قولي لكم ومعصيتكم إيّاي ، فلمّا أبيتم إلاّ الكتاب اشترطت على الحكمين أنْ يحييا ما أحيا القرآن ، وأنْ يميتا ما أمات القرآن ، فإنْ حكما بحكم القرآن فليس لنا أنْ نخالف حكماً يحكم بما في القرآن ، وإنْ أبيا فنحن من حكمها براء».

وأبطلت هذه الحجّة النيرة جميع أوهامهم ، فهم المسؤولون عن التحكيم ، كما هم مسؤولون عن كلّ ما حدث من الفتنة والفساد ، وليس للإمام (عليه السّلام) ظلع في ذلك ، وأيقنوا أنّ الذنب ذنبهم ، وليس على الإمام (عليه السّلام) أي تبعة في ذلك ، فقالوا له : أتراه عدلاً تحكيم الرجال في الدماء؟

٧٤

ـ «لسنا حكّمنا الرجال إنما حكّمنا القرآن ، وهذا القرآن إنّما هو خط مسطور بين دفّتين لا ينطق ، وإنّما يتكلّم به الرجال».

ـ خبّرنا عن الأجل لِمَ جعلته فيما بينك وبينهم؟

ـ «ليعلم الجاهل ، ويثبت العالم ، ولعلّ الله يصلح في هذه الهدنة هذه الأُمّة».

وسدّ عليهم الإمام (عليه السّلام) كلّ نافذة ينفذون منها ، ووجد منهم تقارباً وإذعاناً لمقالته ، فخاطبهم بناعم القول : «ادخلوا مصركم رحمكم الله». فأجابوه إلى ذلك ودخلوا عن آخرهم معه إلى الكوفة ، إلاّ أنّهم بقوا مصرّين على فكرتهم يذيعونها بين البسطاء ، حتّى شاع أمرهم وقويت شوكتهم ، وأخذوا ينشرون الخوف والإرهاب ، ويدعون إلى البغي ، وعزل الإمام (عليه السّلام) ، وجعل الأمر شورى بين المسلمين(١) .

اجتماعُ الحكمين :

وانتهت المدّة التي عيّنها الفريقان للتحكيم ، وقد استردّ معاوية قواه التي فقدها أيّام صفّين ، واستحكم أمره ، وقد أرسل إلى الإمام (عليه السّلام) يطلب منه الوفاء بالتحكيم ، وإنّما سارع إلى ذلك لعلمه بما مُنِيَ به جيش الإمام (عليه السّلام) من الفرقة والخلاف ، ثمّ هو على علم بأنّ النتيجة ستكون من صالحه ؛ لأنّ المنتخب للتحكيم هو أبو موسى الأشعري ، وهو على علم بانحرافه عن الإمام (عليه السّلام).

وأشخص الإمام (عليه السّلام) أبا موسى الأشعري إلى التحكيم ، وأرسل أربعمئة من أصحابه جعل عليهم شريح بن هاني ، وعبد الله بن عباس يصلّي بهم ، والتقى

__________________

(١) حياة الإمام الحسن (عليه السّلام) ١ / ٤٦٩ ـ ٤٧٢.

٧٥

الحكمان الضالاّن على حدّ تعبير النّبي (صلّى الله عليه وآله)(١) في دومة الجندل أو في أذرح. ويقول المؤرّخون : إنّ ابن العاص لمْ يفتح الحديث مع الأشعري ثلاثة أيّام ، فقد أفرد له مكاناً خاصاً ، وجعل يقدّم له أطائب الطعام والشراب حتّى استبطنه وأرشاه ، ولمّا أيقن أنّه صار ألعوبة بيده أخذ يضفي عليه النعوت الحسنة والألقاب الكريمة حتّى ملك مشاعره وعواطفه ، فقد قال له : يا أبا موسى ، إنّك شيخ أصحاب محمّد (صلّى الله عليه وآله) وذو فضله ، وذو سابقته ، وقد ترى ما وقعت فيه هذه الأُمّة من الفتنة العمياء التي لا بقاء معها ، فهل لك أنْ تكون ميمون هذه الأُمّة فيحقن الله بك دماءها ، فإنّه يقول في نفس واحدة : (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا). فكيف بمَنْ أحيا هذا الخلق كلّه؟!

ومتى كان الأشعري شيخ صحابة النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، ومِن ذوي الفضائل والسوابق في الإسلام؟! وانخدع الأشعري بهذه الكلمات المعسولة ، فطفق يسأل ابن العاص عن سبل الإصلاح وحقن الدماء ، فأجابه ابن العاص : تخلع أنت علي بن أبي طالب ، وأخلع أنا معاوية بن أبي سفيان ، ونختار لهذه الأُمّة رجلاً لمْ يحضر في شيء مِن الفتنة ، ولمْ يغمس يده فيها.

فبادر أبو موسى يسأل عن الرجل الذي لمْ ينغمس في الفتنة قائلاً :

__________________

(١) روى سويد بن غفلة قال : كنت مع أبي موسى الأشعري على شاطئ الفرات في خلافة عثمان ، فروى لي خبراً عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال : سمعته يقول : «إنّ بني إسرائيل اختلفوا فلمْ يزل الاختلاف بينهم حتّى بعثوا حكمين ضالّين ضلاّ وأضلاّ مَنْ اتّبعهما ، ولا تنفك أمر اُمّتي حتّى يبعثوا حكمين يضلاّن ويضلاّن مَنْ اتّبعهما». فقلت له : احذر يا أبا موسي أن تكون أحدهما. قال : فخلع قميصه وقال : أبرأ إلى الله مِن ذلك كما برأ قميصي من هذا. جاء ذلك في شرح نهج البلاغة ١٣ / ٣١٥.

٧٦

مَنْ يكون ذلك؟

وكان ابن العاص قد عرف ميول الأشعري واتجاهاته نحو عبد الله بن عمر فقال : إنّه عبد الله بن عمر. وسرّ الأشعري بذلك واندفع يطلب منه العهود على الالتزام بما قاله : كيف لي بالوثيقة منك؟

ـ يا أبا موسى ، ألا بذكر الله تطمئن القلوب. خذ منّي العهود والمواثيق حتّى ترضى.

ولم يبقَ يميناً إلاّ أقسم على الالتزام بما قاله ، وأيقن الأشعري بمقالة ابن العاص ، فأجابه بالرضا والقبول ، وعيّنا وقتاً خاصاً يذيعان فيه ما اتفقا عليه.

وأقبلت الساعة الرهيبة التي كانت تنتظرها الجماهير بفارغ الصبر ، وأقبل الماكر ابن العاص مع زميله الأشعري إلى منصة الخطابة ليعلنا للناس ما اتّفقا عليه ، واتّجه ابن العاص نحو الأشعري فقال له : قم فاخطب الناس يا أبا موسى.

ـ قم أنت فاخطبهم.

وراح ابن العاص يخادع الأشعري قائلاً له : سبحان الله! أنا أتقدمك وأنت شيخ أصحاب رسول الله! والله ، لا فعلت ذلك أبداً.

داخل الأشعري العجب بنفسه مِن هذه الألقاب الفخمة التي أضفاها عليه ابن النابغة ، وطلب الخامل المخدوع مِن ابن العاص الأيمان أنْ يفي له بما قال ، فأقسم له على الوفاء بما اتّفقا عليه(١) ، ولمْ تخفَ هذه

__________________

(١) العقد الفريد ٣ / ٣١٥.

٧٧

الخديعة على حبر الأُمّة عبد الله بن عباس ، فالتفت إلى الأشعري يحذّره مِنْ مكيدة ابن العاص قائلاً له : ويحك! والله إنّي لأظنّه قد خدعك. إنْ اتفقتما على أمر فقدّمه فليتكلّم بذلك الأمر قبلك ، ثم تكلّم أنت بعده ؛ فإنّ عمراً رجل غادر لا آمن مِنْ أنْ يكون قد أعطاك الرضا فيما بينك وبينه ، فإذا قمت في الناس خالفك.

ولمْ يعنَ الغبي بابن عباس ، وإنّما راح يشتدّ نحو منصّة الخطابة ، فلمّا استوى عليها حمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، ثم قال : أيّها الناس ، إنّا قد نظرنا في أمرنا فرأينا أقرب ما يحضرنا مِن الأمن والصلاح ، ولَمِّ الشعث ، وحقن الدماء ، وجمع الأُلفة خلعنا عليّاً ومعاوية ، وقد خلعت عليّاً كما خلعت عمامتي هذه ـ وأهوى إلى عمامته فخلعها ـ واستخلفنا رجلاً قد صحب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بنفسه ، وصحب أبوه النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، فبرز في سابقته وهو عبد الله بن عمر(١) .

أُفٍّ للزمان! وتعساً للدهر أنْ يتحكّم في المسلمين أمثال هؤلاء الصعاليك الذين ران الجهل على قلوبهم!

لقد عزل الأشعري الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) حكيم هذه الأُمّة ، ورائد العدالة الكبرى في الأرض ، الذي طوّق الدين بعبقرياته ومواهبه. لقد جعل الأشعري قيادة الأُمّة بيد عبد الله بن عمر وهو لا يحسن طلاق زوجته على حدّ تعبير أبيه. إنّها مِن مهازل الزمن التي تمثّلت على مسرح الحياة العامّة في ذلك العصر الذي أُخمدت فيه أضواء العقل ، وراح الإنسان يسير خلف رغباته وميوله.

وعلى أيّ حالٍ ، فقد انبرى الخاتل الماكر ابن العاص إلى منصّة الخطابة

__________________

(١) تاريخ الطبري ٦ / ٣٩.

٧٨

فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :

أيّها الناس ، إنّ أبا موسى عبد الله بن قيس خلع عليّاً ، وأخرجه مِن هذا الأمر الذي يطلب وهو أعلم به ، ألا وإنّي خلعت عليّاً معه وأثبتّ معاوية عليَّ وعليكم. وإنّ أبا موسى قد كتب في الصحيفة(١) أنّ عثمان قد قُتِلَ مظلوماً شهيداً ، وأنّ لوليه أنْ يطلب بدمه حيث كان ، وقد صحب معاوية رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بنفسه ، وصحب أبوه النّبي (صلّى الله عليه وآله). ثم أخذ يثني على معاوية ويصفه بما هو ليس أهلاً له ، ثم قال : هو الخليفة علينا ، وله طاعتنا وبيعتنا على الطلب بدم عثمان(٢) .

واشتدّ الأشعري نحو ابن العاص بعد ما غرّر به ونكث عهده ، فصاح به : ما لك عليك لعنة الله! ما أنت إلاّ كمثل الكلب إنْ تحمل عليه يلهث ، وإنْ تنركه يلهث. فزجره ابن العاص : لكنّك مثل الحمار يحمل أسفاراً.

وصدق كلّ منهما في وصف صاحبه ، لقد جرّ هذا التحكيم إلى الأُمّة كثيراً مِن المصاعب والفتن ، وأخلد لها الخطوب والويلات.

وماج العراقيون في الفتنة ، وأيقنوا بضلال ما أقدموا عليه ، وانهزم الأشعري نحو مكّة يصحب معه العار والخزي له ولذرّيّته(٣) ، فقد غدر في

__________________

(١) وهي غير الصحيفة التي تمّ عليها إيقاف القتال.

(٢) أنساب الأشراف ١ / ق ١ ، الإمامة والسياسة ١ / ١٤٣.

(٣) لقد كان الناس يحقّرون ذرّية أبي موسى ويسخرون منهم ، فقد سمع الفرزدق أبا بردة بن أبي موسى يقول : كيف لا أتبختر وأنا ابن أحد الحكمين! فردّ عليه الفرزدق قائلاً : أمّا أحدهما فمائق ؛ وأمّا الآخر

٧٩

المسلمين غدرة منكرة ، وأكثر شعراء ذلك العصر في هجاء الكوفيين وهجاء الأشعري.

يقول أيمن بن خريم الأسدي :

لو كان للقومِِ رأيٌ يُعصمون به

مِن الضلال رموكُم بابنِ عبّاسِ

لله درّ أبيه أيُّما رجلٍ

ما مثلُهُ لفصالِ الخطب في الناسِ

لكنْ رموكُمْ بشيخٍ مِن ذوي يمنٍ

لمْ يدرِ ما ضربُ أخماسٍ لأسداسِ

إنْ يخلُ عمرو به يقذفْهُ في لُججٍ

يهوي به النّجمُ تيساً بين أتياسِ

أبلغ لديك علياً غير عاتبهِ

قول امرئٍ لا يرى بالحقِّ من باسِ

ما الأشعريّ بمأمونٍ أبا حسنٍ

فاعلمْ هُديتَ وليس العَجزُ كالراسِ

فاصدم بصاحبكَ الأدنى زعيمَهُمُ

إنّ ابن عمّك عباسٍ هو الآسي(١)

وظفر معاوية بالنصر ، فقد عاد إليه أهل الشام يسلّمون عليه بإمرة المؤمنين ، وأمّا الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) فقد أغرق جيشه في الفتنة والفرقة والخلاف ، فجعل بعضهم يتبرأ مِنْ بعض ، وقد شاع فيهم الخلاف ، وعرفوا وبال ما جنت أيديهم ، فخطب الإمام الحسن (عليه السّلام) خطاباً مسهباً دعاهم فيه إلى الأُلفة والمودّة ، وكذلك خطب فيهم عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن جعفر ، وقد شجبا في خطابهما التحكيم ، ودعا الناس إلى الطاعة ونبذ الخلاف(٢) ، وقد استجاب لهم بعض الناس ، وأصرّ آخرون على التمرّد والعصيان.

ولمّا انتهى خبر التحكيم إلى الإمام (عليه السّلام) بلغ به الحزن أقصاه ، فجمع الناس وخطبهم خطاباً مؤثّراً ، صعّد فيه آلامه وأحزانه على مخالفة أوامره في إيقاف

__________________

ففاسق فكن ابن أيّهما شئت. جاء ذلك في شرح نهج البلاغة ١٩ / ٣٥٣.ونظر رجل إلى بعض ولد أبي موسى يختال في مشيته ، فقال : ألا ترون مشيته؟! كأن أباه خدع عمرو بن العاص!

(١) حياة الإمام الحسن (عليه السّلام) ١ / ٥٢٩.

(٢) أنساب الأشراف ١ / ق ١.

٨٠

( أبواب الذبح)

١ -( باب وجوب الهدي على المتمتع دون غيره، وأنه يجزئه شاة وكذا الأضحية)

[١١٥١٠] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « ومن تمتع بالعمرة إلى الحج فعليه ما استيسر من الهدي، كما قال الله عز وجل، شاة فما فوقها ».

[١١٥١١] ٢ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « يوم الحج الأكبر يوم النحر ».

[١١٥١٢] ٣ - بعض نسخ الرضوي: « عن أبيه أنه قال في حديث: وتجزئه الشاة في المتعة ».

[١١٥١٣] ٤ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ما أنفق الناس نفقة أعظم من دم يهراق في هذا اليوم، إلا رحما محتاجه يصلها، يعني يوم النحر ».

__________________

أبواب الذبح

الباب ١

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣١٨.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٣.

٣ - بعض نسخ الفقه الرضوي ص ٧٥.

٤ - درر اللآلي ج ١ ص ٢٠.

٨١

٢ -( باب أن الولي إذا حج بالصبي لزمه الذبح عنه إن لم يكن له هدي، ومع العجز الصوم عنه)

[١١٥١٤] ١ - دعائم الاسلام: « عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: من تمتع بصبي فعليه أن يذبح عنه ».

[١١٥١٥] ٢ - بعض نسخ الرضوي: « ومن كان منكم من الصبيان - إلى أن قال - ومن لم يجد منهم هديا فليصم عنه ».

٣ -( باب وجوب ذبح الهدي الواجب في الحج بمنى، وإن كانفي إحرام العمرة فبمكة، ويتخير في المندوب)

[١١٥١٦] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإن كان عليك دم واجب قلدته أو جللته أو أشعرته، فلا تنحره إلا في يوم النحر بمنى ».

[١١٥١٧] ٢ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما رمى جمرة العقبة يوم النحر أتى إلى المنحر بمنى، فقال: هذا المنحر، وكل منى منحر، ونحر هديهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونحر الناس في رحالهم(١) .

[١١٥١٨] ٣ - كتاب درست بن أبي منصور: عن عبد الحميد بن سعيد،

__________________

الباب ٢

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣١٨.

٢ - بعض نسخ الرضوي ص ٧٣.

الباب ٣

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٨.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٤.

(١) في المصدر زيادة: بمني.

٣ - كتاب درست بن أبي منصور ص ١٦٧.

٨٢

قال: دخل سفيان الثوري على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال: أصلحك الله بلغني أنك صنعت أشياء خالفت فيها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله - إلى أن قال - وبلغني أنك تركت المنحر ونحرت في دارك، قال: « قد فعلت إلى أن قال - وأما تركي المنحر ونحري، في داري فان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: مكة كلها منحر فحيث نحرت أجزأك ».

[١١٥١٩] ٤ - بعض نسخ الرضوي: « إن أبا بصير قال: جعلت فداك إن أهل مكة أنكروا عليك أشياء صنعتها - إلى أن قال و ( أنكروا عليك أنك ذبحت هديك بمكة )(١) ، قال: إن مكة كلها منحر ».

وفيه(٢) : « ومن ساق هديا في عمرة فلينحر قبل أن يحلق ».

وفي(٣) موضع آخر: « وكفارة العمرة يعجلها بمكة، ولا يؤخرها ( بمنى )(٤) ».

٤ -( باب أن من لزمه فداء ففاته ذبحته بمكة أو منى، أجزأه ذبحه إذا رجع إلى أهله وتصدق به، وحكم من نذر نحر بدنة)

[١١٥٢٠] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى،

__________________

٤ - بعض نسخ الرضوي ص ٧٣.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٢) نفس المصدر ص ٧٥، عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦١ ح ٤١.

(٣) نفس المصدر ٧٣.

(٤) في المصدر: إلى منى.

الباب ٤

١ - الجعفريات ص ٧٣.

٨٣

قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، ( عن جده علي بن الحسين، عن أبيه ) عن عليعليهم‌السلام قال: « من جعل على نفسه بدنة، فلا ينحرها إلا عند البيت ».

٥ -( باب اجزاء الذبح بمنى يوم النحر، وثلاثة أيام بعده،وبغير منى يوم النحر، ويومين بعده، واستحباب اختيار يوم النحر، وتحريم الصوم أيام التشريق لمن كان بمن خاصة)

[١١٥٢١] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر، وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، أنهما قالا: « الأضحية يوم النحر ويومين بعده في الأمصار، وفي منى إلى آخر أيام التشريق ».

٦ -( باب وجوب كون الهدي من الإبل، أو البقر، أوالغنم، واستحباب اختيار الإبل، ثم البقر، وعدم اجزاء الجبلية والبخاتي(*) )

[١١٥٢٢] ١ - الصدوق في المقنع: ثم اشتر هديك إن كان من البدن أو من البقر، وإلا فاجعله كبشا سمينا فحلا، فإن لم تجد فحلا فموجيا من الضأن، فإن لم تجد فتيسا فحلا، فإن لم تجد فحلا فما تيسر لك، وعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

الباب ٥

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٨٢.

الباب ٦

* - البخاتي: هي جمال طوال الأعناق، ويجمع على بخت وبخات ( لسان العرب ج ٢ ص ٩ ).

١ - المقنع ص ٨٧.

٨٤

[١١٥٢٣] ٢ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار والحسن بن متيل، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن محمد الهمداني، عن السلمي،(١) عن داود الرقي قال: سألني بعض الخوارج عن قول الله تبارك وتعالى:( مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ : إلى قوله -وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ ) (٢) الآية، ما الذي أحل الله من ذلك، وما الذي حرم الله؟ قال: فلم يكن عندي في ذلك جواب(٣) فحججت فدخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقلت: جعلت فداك إن رجلا من الخوارج سألني كذا وكذا، فقال: « إن الله عز وجل أحل في الأضحية بمنى الضأن والمعز الأهلية، وحرم فيها الجبلية، وذلك قوله عز وجل:( مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ) وأن الله عز وجل أحل في الأضحية بمنى الإبل العراب وحرم فيها البخاتي، وأحل فيها البقر الأهلية وحرم فيها الجبلية، وذلك قوله تعالى:( وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ ) ». قال: فانصرفت إلى صاحبي فأخبرته بهذا الجواب، فقال: هذا شئ حملته الإبل من الحجاز.

[١١٥٢٤] ٣ - بعض نسخ الرضوي: « سئل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقيل: أي الحج أفضل؟ قال: العج والثج، قيل: ما العج والثج؟ قال: العج: الضجيج(١) ورفع الصوت بالتلبية، والثج: النحر ».

__________________

٢ - الاختصاص ص ٥٤، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٢٧٩ ح ٧.

(١) في المخطوط: السياري، وما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال راجع معجم الحديث ج ٢٣ ص ١٠٦.

(٢) الانعام ٦: ١٤٣ - ١٤٤.

(٣) في المصدر: شئ.

٣ - بعض نسخ الرضوي، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٩.

(١) في البحار: ضجيج الصباح.

٨٥

[١١٥٢٥] ٤ - العياشي في تفسيره: عن عبد الله بن فرقد، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « الهدي من الإبل والبقر والغنم ». الخبر.

٧ -( باب استحباب اختيار الإناث من الإبل والبقر، والذكران من الغنم للأضحية، وكراهة التضحية بالثور والجمل)

[١١٥٢٦] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « أفضل الهدي والأضاحي الإناث من الإبل، ثم الذكور منها، ثم الإناث من البقر، ثم الذكور منها، ثم الذكور من الضان، ثم الذكور من المعز ثم الإناث من الضان ثم الإناث من المعز ».

[١١٥٢٧] ٢ - بعض نسخ الرضوي: « وأفضل البدن ذوات الأرحام من الإبل والبقر جميعا، ويجزئ الذكورة من البقر والبدن الضحايا من الغنم(١) الفحولة ».

٨ -( باب أنه يجزئ المتمتع شاة، ويستحب الزيادة والتعدد، وكذا الأضحية)

[١١٥٢٨] ١ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن عبد الله بن فرقد، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « وما استيسر من الهدي شاة ».

[١١٥٢٩] - ٢ دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه

__________________

٤ - تفسير العياشي ج ١ ص ٨٨ ح ٢٢٦.

الباب ٧

١ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٦.

٢ - بعض نسج الرضوي ص ٧٢.

(١) في المصدر: الإبل.

الباب ٨

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٨٨.

٢ - دعائم السلام ج ١ ص ٣١٨.

٨٦

قال: « ومن تمتع بالعمرة إلى الحج فما(١) استيسر من الهدي(٢) شاة فما فوقها » الخبر.

[١١٥٣٠] ٣ - بعض نسخ الرضوي: « عن أبيه عن الصادقعليه‌السلام أنه قال في حديث: وتجزئه الشاة في المتعة.

٩ -( باب أن أقل ما يجزئ في الهدي والأضحية الجذع من الضأن، والثني من المعز والإبل، والتبيع(*) من البقر)

[١١٥٣١] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « الذي يجزئ في الهدي والضحايا من الإبل الثني، ومن البقر السمن ومن العز الثني(١) ، ويجزئ من الضأن الجذع، ولا يجزئ الجذع من غير الضأن، وذلك ولان الجذع من الضأن يلقح ولا يلقح الجذع من غيره ».

__________________

(١) في المصدر: فعليه ما.

(٢) وفيه زيادة: كما قال الله ( تعالى ).

٣ - بعض نسخ الرضوي ص ٧٥.

الباب ٩

* التبيع: ولد البقر أول سنة. ويقال لولد البقر في أول سنة: عجل ثم تبيع ( مجمع البحرين ( تبع ) ج ٤ ص ٣٠٧ ).

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٦.

(١) الثني: الجمل الذي يدخل في السنة السادسة، ومن المعز: هو الذي تم له سنة ( مجمع البحرين ( ثنا ) ج ١ ص ٧٧ ).

(٢) الجذع من الضان: ما له سنة تامة والأنثى: جذعة كقصبة سميت بذلك لأنها تجذع مقدم أي تسقط ( مجمع البحرين ( جذع ) ج ٤ ص ٣١٠ ).

٨٧

[١١٥٣٢] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا يجوز في الأضاحي من البدن إلا الثني وهو الذي تمت له سنة ويدخل في الثاني، ومن الضان الجذع لسنة ».

[١١٥٣٣] ٣ - وفي بعض نسخه: « ثم أهرق الدم مما معك الجذع من الضأن وهو ابن سبعة أشهر فصاعدا، والثني من المعز وهو لاثني عشر شهرا فصاعدا، ومن الإبل ما كمل خمس سنين ودخل في الستة والثني من البقر إذا استكمل ثلاث سنين وأول يوم من السنة الرابعة ».

[١١٥٣٤] ٤ - الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد: روى أبو مخنف، عن عبد الرحمن بن جندب، عن أبيه أن علياعليه‌السلام خطب يوم الأضحى فكبر - إلى أن قال - « ومن ضحى منكم فليضح بجذع من الضأن، فلا يجزئ عنه جذع من العز » الخطبة.

[١١٥٣٥] ٥ - الصدوق في المقنع: قال والدي رحمه الله في رسالته إلي: يا بني اعلم أنه لا يجوز في الأضاحي من البدن إلا الثني وهو الذي تم له سنة ودخل في الثانية، ويجزئ من المعز والبقر الثني، وهو الذي تم له خمس سنين ودخل في السادسة ويجزئ من الضأن الجذع لسنة.

__________________

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٨.

٣ - بعض نسخه، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦٧.

٤ - مصباح المتهجد ص ٦٠٩.

٥ - المقنع ص ٨٨.

٨٨

١٠ -( باب أن الهدي إن كان ذكرا وجب كونه فحلا، فلايجزئ الخصي ولا المجبوب(*) في الهدي، ولا في الأضحية)

[١١٥٣٦] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « أفضل الهدي والأضاحي الإناث - إلى أن قال - والفحل من الذكور ( من كلّ شئ )(١) أفضل، ثم الموجوء(٢) ثم الخصي ».

١١ -( باب استحباب اختيار الكبش الأقرن السمين الأملحالذي ينظر في سواد ويأكل في سواد ويمشي في سواد)

[١١٥٣٧] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه كان يستحب من الضأن الكبش الأقرن الذي يمشي في سواد ويأكل في سواد، وينظر في سواد، ويبعر في سواد(١) وكذلك كان الكبش الذي أنزل على إبراهيمعليه‌السلام ، وأنزل(٢) على الجبل الأيمن في مسجد منى، وكذلك كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يضحي بمثل هذه الصفة من الكباش.

[١١٥٣٨] ٢ - وعنهعليه‌السلام قال: « أفضل الكباش ما كان أقرن

__________________

الباب ١٠

* - الجب: قطع الذكر، ومنه خصي، مجبوب: مقطوع ( مجمع البحرين ج ٢ ص ٢١ ).

١ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٦.

(١) ليس في المصدر: الموجئ.

الباب ١١

١ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٦.

(١) في المصدر زيادة: قال.

(٢) في المصدر: ونزل.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٨٣.

٨٩

عظيما سمينا فحلا يأكل في سواد، ويشرب في سواد، ويمشي في سواد، وينظر في سواد، ويبول(١) في سواد ».

قال: « وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يضحي بما كانت هذه صفته، وهي صفة الكبش الذي نزل على إبراهيمعليه‌السلام ، قيل له، من أين نزل عليه؟ قال: نزل من السماء على الجبل الذي عن يمين مسجد منى، قيل فمن لم يجد هذه الصفة؟ قال: يضحي بما وجد ».

[١١٥٣٩] ٣ - بعض نسخ الرضوي: « أبي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : اذبح لمتعتي بقرة، فقال لي أبي: يا بني كان الصادقعليه‌السلام يحدثني أنه أصاب كبشا محيلا(١) أقرن ما هو بدون البقرة فذبحته » الخبر.

وقالعليه‌السلام : « وذبح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مع كلّ بدنة كبشا ».

[١١٥٤٠] ٤ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم الأضحية الكبش

__________________

(١) في المصدر: ويبعر.

٣ - بعض نسخ الفقه الرضويعليه‌السلام ص ٧٥، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦٣ ج ٥٠.

(١) حالت الدار وحال الغلام: أتى عليه حول. وكذلك الطعام وغيره فهو محيل. ( لسان العرب ج ١١ ص ١٨٤. ١٩٥ ).

٤ - الجعفريات ص ٢٠٤.

٩٠

الأقرن ».

١٢ -( باب استحباب اختيار الضأن على المعز، واختيار الموجوء على النعجة، وإلا فالمعز)

[١١٥٤١] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل عن أفضل الضحايا، فقال: « الإناث من الإبل، ثم الذكور منها، ثم الإناث من البقر، ثم الذكور منها، ثم الفحول،(١) من الضأن ( ثم الموجوء(٢) منها وهو المرضوض، أو المربوط أنثياه حتى يفسد، ثم النعاج التي يقطع أنثياه قطعا، ثم الفحل من المعز، ثم الإناث منها )(٣) ».

[١١٥٤٢] ٢ - الصدوق في المقنع: فإن لم تجد فحلا من الضأن، فإن لم تجد فتيسا فحلا، فإن لم تجد فحلا، فما تيسر لك.

[١١٥٤٣] ٣ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن إسماعيل بن رافع قال: جاء جبرئيل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال له: « يا جبرئيل أصبنا نسكنا اليوم؟ قال نعم، ولقد استبشر أهل السماء بذبحكم،

__________________

الباب ١٢

١ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٦.

(١) في المصدر: الذكور.

(٢) الوجاء بالكسر ممدود رض عروق البيضتين حتى تنفضخ فيكون شبها بالخصاء وفي الحديث: ضحى بكبشين موجوءين ( مجمع البحرين ج ١ ص ٤٢٩ ).

(٣) ما بين القوسين في المصدر: ثم الذكر من المعز ثم الإناث من الضأن، ثم الإناث من المعز والفحل من الذكور أفضل من الموجئ، ثم الخصي.

٢ - المقنع ص ٨٧.

٣ - درر اللآلي ج ١ ص ٢٠.

٩١

واعلم يا محمد أن الجذع من الضأن من الضأن أحب إلى الله من السيد(١) من المعز، وأن السيد من الضأن أحب إلى الله من البقرة، ولو علم الله شيئا أفضل من كبش إبراهيمعليه‌السلام لاعطاه ».

١٣ -( باب جواز التضحية بالجاموس)

[١١٥٤٤] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن عليعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الجاموس يجزئ عن سبع يعني في الأضحية ».

١٤ -( باب أنه لا يجزئ المهزول بحيث لا يكون على كليتيه شحم، إلا أن يشتريه على أنه سمين فيجده مهزولا فيجزئه، وكذا العكس، ويجزئ الهرم الذي وقعت ثناياه)

[١١٥٤٥] ١ - الجعفريات بالسند المتقدم: عن عليعليه‌السلام ، قال: « من اشترى بدنة وهو يراها حسنة فوجدها عجفاء(١) أجزأت عنه، ومن اشتراها سمينة فوجدها عجفاء لم تجزئ عنه ».

__________________

(١) السيد من المعز: المسن. وقيل: هو الجليل وإن لم يكن مسنا. لسان العرب ج ٣ ص ٢٣٠ ).

الباب ١٣

١ - الجعفريات ص ٧٢.

الباب ١٤

١ - الجعفريات ص ٧٣.

(١) العجف: ذهاب السمن والهزال، والأنثى: عجفاء ( لسان العرب ج ٩ ص ٢٣٣ ).

٩٢

قلت: ذيل الخبر مخالف لسائر الاخبار ففيه تحريف، والأصل مهزولة أو غير سمينة، والله العالم.

[١١٥٤٦] ٢ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صدقة رغيف خير من نسك مهزول ».

[١١٥٤٧] ٣ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام في حديث في العرجاء قالعليه‌السلام : « وإذا كان بينا لم يجزئ أن يضحى بها ولا بالعجفاء ».

[١١٥٤٨] ٤ - وعن عليعليه‌السلام ، أنه قال: من اشترى هديا، أو أضحية يرى أنها سمينة ( فخرجت عجفاء )(١) فقد أجزأت عنه، وكذلك إن اشتراها وهو يرى أنها عجفاء فوجدها سمينة ( فقد أجزأت عنه )(٢) ».

[١١٥٤٩] ٥ - وعنهعليه‌السلام : أنه رخص في الهرمة إذا لم يكن بها عيب ولا عجف، ويستحب السمينة.

__________________

٢ - الجفريات ص ٧٢.

٣ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٦.

٣ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: أجزت عنه.

٥ - دعائم السلام ج ٢ ص ١٨٤.

٩٣

١٥ -( باب تأكد استحباب كون الهدي مما عرف به بأن يحضر يوم عرفة بها، ويكفي إخبار البائع بها)

[١١٥٥٠] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمر من ساق العدي أن يعرف به يعني يوقفه بعرفة، والمناسك كلها.

[١١٥٥١] ٢ - بعض نسخ الرضوي: « وقد روي من لم ( توقف له بدنة )(١) بعرفة ليس بهدي أنما هي ضحية.

١٦ -( باب أنه لا يجزئ الهدي الواحد في الواجب إلا عن واحد، ويجزئ في المندوب كالأضحية عن خمسة، وعن سبعة، وعن سبعين، ويستحب قلة الشركاء فيه)

[١١٥٥٢] ١ - الجفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الجذعة من البقر تجزئ عن ثلاثة، والمسنة تجزئ عن سبعة، من قبائل شتى وبلدان شتى ».

[١١٥٥٣] ٢ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : البقرة تجزئ عن ثلاثة متمتعين ».

__________________

الباب ١٥

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٨.

٢ - عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٧ و ٣٦٥.

(١) في البحار: يوقف بدنته.

الباب ١٦

١ - الجعفريات ص ٧٤.

٢ - الجعفريات ص ٧٤.

٩٤

[١١٥٥٤] ٣ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام : أنه رخص الاشتراك في الضحية لمن لم يجده.

[١١٥٥٥] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وتجزئ البقرة عن خمسة، وروي عن سبعة، إذا كانوا من أهل بيت واحد ».

وروي: أنها لا تجزئ إلا عن واحد، وروي أن شاة تجزئ عن سبعين إذا لم يوجد شئ من الهدي ».

[١١٥٥٦] ٥ - عوالي اللآلي: عن ابن عباس قال: كنا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في سفر فحضر الأضحى فاشتركنا في البقرة ( عن سبعة )(١) وفي الجزور ( عن )(١) عشرة.

[١١٥٥٧] ٦ - الصدوق في المقنع: ويجزئ البقرة عن خمسة نفر، إذا كانوا من أهل بيت.

١٧ -( باب أن من اشترى هديا ثم أراد شرا أسمن منه جاز له فإذا اشترى جاز بيع الأول)

[١١٥٥٨] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « ( لصاحب الهدي أن يبيعه )(١) ويستبدل به غيره ما لم يوجبه ».

__________________

٣ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٥.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٨.

٥ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٧٥.

(١) أثبتناه من المصدر. ٦ - المقنع ص ٨٨.

(٢) أثبتناه من المصدر. ٦ - المقنع ص ٨٨.

الباب ١٧

١ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٨.

(١) في المصدر: للمرء أن يبيع الهدي.

٩٥

١٨ -( باب وجوب كون الهدي كامل الخلقة، فلا يجزئ الناقص في الواجب، ويجزئ في غيره)

[١١٥٥٩] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، قال: « نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يضحى بالأعضب، والأعضب المكسور القرن كله داخله وخارجه، وإن انكسر الخارج وحده فهو أقصم ».

[١١٥٦٠] ٢ - وعنهعليه‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله استشرفوا(١) العين والاذن ».

[١١٥٦١] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه سئل عن العرجاء فقال: « إذا بلغت المنسك فلا بأس إذا لم يكن العرج بينا وإذا كان بينا لم يجزئ أن يحضى بها ».

[١١٥٦٢] ٤ - وعنهعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « لا يضحى بالجذاء: ولا بالجرباء » والجذاء المقطوعة الأطباء وهي حلمات الضرع والجرباء: التي بها الجرب.

[١١٥٦٣] ٥ - وعن عليعليه‌السلام : أنه نهى عن الجدعاء، والهرمة، والجدعاء: المجدوعة الاذن أي مقطوعتها.

__________________

الباب ١٨

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٦.

(١) قال في النهاية في معنى الحديث: أي نتأمل سلامتهما من آفة تكون بها، وقيل: هو من الشرفة وهي المال أي أمرنا أن نتخيرها ( النهاية ج ٢ ص ٤٦٢ ).

٣ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٦.

٤ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٦.

٥ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٧.

٩٦

[١١٥٦٤] ٦ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام : أنه كره المقابلة، والمدابرة، والشرقاء، والخرقاء، فالمقابلة المقطوعة من أذنها شئ من مقدمها يترك فيها معلقا، والمدابرة تكون كذلك من مؤخر اذنها، والشرقاء المشقوقة الاذن باثنين، والخرقاء التي في اذنها ثقب مستدير.

[١١٥٦٥] ٧ - وعن عليعليه‌السلام : أنه نهى عن الأضحية بمكسور القرن، والعرجاء البين عرجها، والمهزولة البين هزالها والمقطوعة الأذان ( أو )(١) المصطلمة(٢) .

[١١٥٦٦] ٨ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله أخبرنا محمد حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد عن أبيه، عن جده علي بن الحسين عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، نهى أن يضحى بمريضة ».

[١١٥٦٧] ٩ - الشيخ الطوسي في المصباح، عن أبي مخنف، عن عبد الرحمن بن جندب، عن أبيه، عن عليعليه‌السلام أنه قال في خطبة يوم الأضحى: « ومن تمام الأضحية استشراف أذنيها، وسلامة عينيها، فإذا سلمت الاذن والعين سلمت الأضحية وتمت، وإن كانت عضباء القرن تجر رجليها إلى المنسك » الخطبة.

__________________

٦ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٧.

٧ - دعائم الاسلام ج ١ ص ١٨٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) الاصطلام: استئصال الشئ قطعا، والمصطلمة هنا هي المقطوعة الأذن من أصلها. أنظر ( لسان العرب ج ١٢ ص ٣٤٠ ).

٨ - الجعفريات ص ٧٢.

٩ - مصباح المتهجد ص ٦٠٩.

٩٧

١٩ -( باب اجزاء المشقوقة الاذن، وكراهة مقطوعته)

[١١٥٦٨] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام أنه رخص في الشق يكون في الاذن إذا كان علامة أو سمة.

وتقدم عنهعليه‌السلام حكم الأخير.

٢٠ -( باب أن من اشترى هديا على أنه كامل فبان ناقصا، لم يجزئه إلا مع التعذر)

[١١٥٦٩] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام أنه قال: « من اشترى هديا ولم يعلم به عيبا، فلما نقد الثمن وقبضه رأى العيب، قال: يجزئه عنه، وإن لم يكن نقد ثمنه فليرده وليستبدل ».

٢١ -( باب أن الهدي إذا هلك قبل الوصول لزم بدله إن كان واجبا، ولم يلزم إن كان تطوعا)

[١١٥٧٠] ١ - دعائم اسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال في الهدي يعطب قبل أن يبلغ محله قال: « ينحر ثم يلطخ النعل التي قلد بها بدم، ثم يترك ليعلم من مر بها أنها هدي(١) فيأكل منها إن أحب، فإن كانت في نذر أو جزاء فهي مضمونة وعليه أن يشتري مكانها، وإن كانت تطوعا فقد أجزأت عنه ويأكل مما تطوع به ولا يأكل

__________________

الباب ١٩

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٨٤.

الباب ٢٠

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٧.

الباب ٢١

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٧

(١) في المصدر: ذكية

٩٨

من الواجب عليه، ولا يباع ما عطب من الهدي واجبا كان أو غير واجب ».

[١١٥٧١] ٢ - وعنهعليه‌السلام أنه قال: « إذا اشترى أحدكم أضحية مسلمة، ثم مرضت فماتت قبل يوم النحر فقد أجزأت عنه، وإن أصاب ما يضحي ( به )(١) مكانها ففعل فهو أفضل ».

٢٢ -( باب أن الهدي إذا مرض أو أصابه كسر ونحوه، وبلغالمنحر حيا أجزأ، وإلا لزم بدله إن كان واجبا)

[١١٥٧٢] ١ - بعض نسخ الرضوي: « ومتى أصاب الهدي بعد احرامه مرض أو فقء عين أو غيره، أجزأه صاحبه أن يضحي به متى ساقه صحيحا، قال(١) وإن هلكت البدنة وهي مضمونة فعليك مكانها، وإن كانت غير مضمونة ثم عطبت أو هلكت فليس عليك شئ، وعلى من يجدها أن ينحرها ».

٢٣ -( باب جواز بيع الهدي الواجب إذا أصابه كسر وشبهه، يتصدق بثمنه، ويقيم بدله)

[١١٥٧٣] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليه‌السلام ، أنه قال: « ( لصاحب الهدي أن يبيعه )(١) ويستبدل به غيره ما لم

__________________

٢ - دعائم السلام ج ٢ ص ١٨٤ ح ٦٦٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ٢٢

١ - بعض نسخ الفقه الرضويعليه‌السلام ص ٧٢.

(١) نفس المصدر ص ٧٣.

الباب ٢٣

١ - دعائم السلام ج ١ ص ٣٢٨.

(١) في المصدر: للمرء أن يبيع الهدي.

٩٩

وجبه ».

٢٤ -( باب أن من وجد ضالا وجب عليه تعريفه إلى عشية الثالث فإن يجد صاحبه لزمه أن يذبحه عنه، ويجزئ عن صاحبه إن ذبح عنه بمنى لا بغيرها)

[١١٥٧٤] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « من وجد هديا ضالا عرف به، فإن لم يجد له طالبا نحره آخر أيام النحر(١) عن صاحبه ».

[١١٥٧٥] ٢ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن صفوان، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « إذا وجد الرجل هديا ضالا فليعرفه يوم النحر، واليوم الثاني، واليوم الثالث، ثم يذبحها عن صاحبها عشية الثالث ».

٢٥ -( باب حكم الأضحية إذا ماتت أو سرقت بمنى بغير تفريط)

[١١٥٧٦] ١ - بعض نسخ الرضوي: « وكذلك من ماتت الأضحية(١) بعد شرائها فقد أجزأت عنه ».

__________________

الباب ٢٤

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٧.

(١) في المصدر: التشريق.

٢ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٢.

الباب ٢٥

١ - بعض نسخ الفقه الرضويعليه‌السلام ص ٧٢، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٤٩.

١ ) كذا في المخطوط والطبعة الحجرية والمصدر والبحار، والظاهر أن المقصود: أضحيته.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470