الأسرار الفاطميّة

الأسرار الفاطميّة3%

الأسرار الفاطميّة مؤلف:
تصنيف: السيدة الزهراء سلام الله عليها
ISBN: 1420
الصفحات: 534

الأسرار الفاطميّة
  • البداية
  • السابق
  • 534 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 136503 / تحميل: 8199
الحجم الحجم الحجم
الأسرار الفاطميّة

الأسرار الفاطميّة

مؤلف:
ISBN: ١٤٢٠
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

فاطمةعليها‌السلام أن الله « تبارك وتعالى » يبشرك بمولود يولد منك تقتله أُمتي من بعدي ، فأرسلت إليه : أن لا حاجة لي في مولود يولد مني تقتله أمتك ، من بعدك. فأرسل اليها ان الله جاعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية فأرسلت : أني قد رضيت ، « حملته أمه كرها ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وان أعمل صالحاً ترضيه وأصلح لي في ذريتي إني تبت اليك واني من المسلمين »(١) .

وايضا عن ابي عبد اللهعليه‌السلام قال : كان الحسين مع أمهصلى‌الله‌عليه‌وآله تحمله ، فأخذه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال : لعن الله قاتلك ، ولعن الله سالبك واهلك الله المتوازرين عليك ، وحكم الله بيني وبين من اعان عليك.

قالت فاطمة الزهراءعليها‌السلام : يا أبة ، أيّ شيء تقول ؟

قال : يا بنتاه ، ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الاذى والظلم والغدر والبغي وهو يومئذ في عصبة ، كأنهم نجوم السماء يتهاوون إلى القتل ، وكأني أنظر بالى معسكرهم وإلى موضع رحالهم ، وتربتهم ، قالت يا أبة ، واين الوضع الذي تصف ؟

قال الموضع يقال له : « كربلاء » وهي دار كرب وبلاء علينا وعلى الأمة.

يخرج عليهم شرار امتي ، ولو أن أحدهم شفع له من في السماوات والأرضين ما شفعوا فيه وهم المخلدون في النار.

قالت يا أبة ، فيقتل ؟ قال : نعم يا بنتاه ، وما قُتِلَ قتلته أحدٌ كان قبله ، وتبكيه السماوات والأرضين والملائكة والوحش والنباتات والبحار والجبال ، ولو يؤذن لها ما بقي على الأرض منقذ ، ويأتيه من محبينا ليس في الأرض أعلم بالله ولا أقوم بحقنا منهم ، وليس على ظهر الأرض أحد يلتفت إليه غيرهم ، اُولئك مصابيح في ظلمات الجور ، وهم الشفعاء وهم واردون حوضي غداً ، أعرفهم ـ إذا وردوا علي ـ بسيماهم. وكل أهل دين يطلبون ائمتهم وهم يطلبوننا ولا يطلبون غيرنا ، وهم قوّام الأرض وبهم ينزل الغيث.

__________________

(١) كامل الزيارات : ٥٦ / الكافي : ١ / ٤٦٤ ح ٤ ، اثبات الهداية : ١ / ٤١٤ ح ١٣.

٥٢١

فقالت فاطمة الزهراءعليها‌السلام : يا أبة إنا لله ، وبكت.

فقال لها : يا بنتاه ، إن أفضل أهل الجنان هم الشهداء في الدنيا بذلوا أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً ، فما عند الله خير من الدنيا وما فيها ، قتلة أهون من ميتة ومن كتب عليه القتل خرج إلى مضجعه ومن لم يقتل سوف يموت.

يا فاطمة بنت محمد ، أما تحبين أن تأمرين غداً بأمر ، فتُطاعين في هذا الخلق عند الحساب ؟ أما ترضين أن يكون ابنك من حملة العرش ؟ أما ترضين أن يكون أبوك يأتونه يسألونه الشفاعة ؟ أما ترضين أن يكون بعلك يذود الخلق يوم العطش عن الحوض ، فيسقي منه أوليائه ويذود عنه أعدائه ؟

أما ترضين أن يكون بعلك مشيم النار بأمر النار ، فتطيعه يخرج منها من يشاء ، ويترك من يشاء. أما ترضين أن تنظرين إلى الملائكة على أرجاء السماء ينظرون إليك وما تأمرين به وينظرون إلى بعلك ، قد حضر الخلائق وهو يخاصمهم عند الله ، فما ترين الله صانع بقاتل ولدك وقاتلك وقاتل بعلك إذا أفلجت حجته على الخلائق واُمرت النار أن تطيعه ؟

اما ترضين ان تكون الملائكة تبكي لابنك ويأسف عليه كل شيء ؟

اما ترضين ان يكون من أتاه زائراً في ضمان الله ، ويكون من أتاه بمنزلة من حج إلى بيت الله واعتمر ولم يخل من الرحمة طرفة عين ، وإذا مات مات شهيداً ، وأن بقي لم تزل الحفظة تدعو له ما بقي ولم يزل في حفظ الله وأمنه ، حتى يفارق الدنيا.

قالت يا أبة ، سلمت ورضيت وتوكلت على الله فمسح على قلبها ومسح على عينيها وقال : إنّي وبعلك وانت وابنيك في مكان تقرّ عيناك ويفرح قلبك(١) .

__________________

(١) تفسير فرات الكوفي : ١٧١ ، عنه البحار : ٤٤ / ٢٦٤ ح ٢٢.

٥٢٢

أول مأتم للحسينعليه‌السلام

عندما بشر جبرئيل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بولادة الحسين من ابنته الزهراءعليها‌السلام فرح فرحاً شديداً ولكن سرعان ما تبدد هذا الفرح وتحول إلى حزن وذلك عندما أخبر جبرئيل الرسول محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله بأن ولده هذا سوف يقتل من قبل امته في أرض تسمى كربلاء في العراق ، ولكن الله سبحانه وتعالى على أثر شهادته وكرامةً له يجعل من صلبه تسعة من الأئمة الطاهرون المطهرون آخرهم قائمهم « عج » يملأ الله به الأرض عدلا وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، ولذلك كان أول مأتم عزاء حقيقي في تأريخ هذه الأمة عندما ولد الحسينعليه‌السلام حيث بكته أمه الزهراء وأباه أمير المؤمنينعليه‌السلام وكذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وإلى ذلك أشار التأريخ عبر رواياته وتاريخه الحافل ، حيث يقول الشيخ التستري في كتابه الخصائص الحسينية « ان أول مأتم للحسين اقيم في عهد هذه الأمة في زمن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » فلو نظرنا إلى قوله هذا نجد هناك قرينة واضحة البيان وهي « في عهد هذه الأمة » دالة على انه كانت هناك مآتم في غير عهد هذه الأمة.

اذن كانت هناك مآتم عزاء على الحسينعليه‌السلام من قبل الأنبياء والرسل الذين سبقوا خاتم الأنبياء محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ولكن كيف اقاموا هؤلاء الأنبياء المآتم على الحسين ، وكيف بكوا عليه ؟ هذا ما نجده واضحاً من خلال استقراء التاريخ حيث يخبرنا التاريخ أن ذلك كان ناتج من أخبار الله تعالى لهم بما يجري على الحسين وان يجعلوه وسيلة لقربة وان يدعوا على قاتليه باللعنة وسوء العذاب وهذا ما تراه في كتاب عوالم الإمام الحسين واضحاً وجلياً ، اذن كان أول مأتم في عهد امه الزهراء حيث بكت عليه وناحت لأجله لذا لابد لنا ان نقوي علاقتنا مع الحسين لما له من تأثير كبير في زيادة علاقتنا بالصديقة الطاهرة فاطمةعليها‌السلام .

٥٢٣

حب فاطمةعليها‌السلام للحسين عليه‌السلام

روي أنه دخل الحسن والحسينعليهما‌السلام على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يوماً فشم الحسن في فمه الشريف وشم الحسين في نحره فقام الحسين واقبل إلى أمه فقال لها : اماه شمي فمي هل تجدين فيه رائحة يكرهها جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فشمته في فمه فإذا هو أطيب من المسك ثم جاءت به إلى ابيها فقالت له : ابه لم كسرت قلب ولدي الحسين فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله مم ؟ قالت : تشم اخاه في فمه وتشمه في نحره فلما سمع بكى وقال : بنيه اما ولدي الحسن فإني شممته في فمه لأنه يسقى السم فيموت مسموماً واما الحسينعليه‌السلام فإني شممته في نحره لأنه يذبح من الوريد إلى الوريد فلما سمعت فاطمة بكت بكاء شديداً وقالت : أبه متى يكون ذلك ؟ فقال : بنية في زمان خال مني ومنك ومن أبيه وأخيه فأشتد بكاؤها ثم قالت : ابه فمن يبكي عليه ومن يلتزم باقامة العزاء عليه ؟ فقال لها : بنية فاطمة أن نساء أمتي يبكين على نساء أهل بيتي ورجالهم يبكون على ولدي الحسين وأهل بيته ويجددون عليه العزاء جيلاً بعد جيل فاذا كان يوم القيامة انت تشفعين للنساء وانا اشفع للرجال وكل من يبكي على ولدي الحسين أخذنا بيده وادخلناه الجنة.

الحسينعليه‌السلام وحجر فاطمة عليها‌السلام

وعنت سيدة نساءعليها‌السلام بتربية وليدها الحسين فغمرته بالحنان والعطف لتكون له بذلك شخصيته الإستقلالية والشعور بذاتياته كما غذته بالآداب الإسلامية ، وعودته على الإستقامة والإتجاه المطلق نحو الخير والصلاح ، كيف لا ، وهي ربيبة الوحي وسليلة التقوى فهي أم أبيها ، وزوجة أمير المؤمنين ، كيف لا ونحن نعلم ان الأم الطاهرة هي المدرسة الأولى للطفل فيها ينشأ وإليها يغدوا وعليها يربوا ، وكما قيل :

الأم مدرسة إذا اعددتها

اعددت شعباً طيب الأعراق

الأم روضُ تعهده الحيا

بالري أورق ايما ايراق

الأم استاذ الأساتذة الاُلى

شغلت مآثرهم مدى الآفاق

٥٢٤

هكذا هي الام فهي شمعة مقدسة تضيء ليل الحياة بتواضع ورقة وفائدة ، فهي التي تصنع الحياة وهي الكنز الحقيقي الذي لا اضمحلال له ، وكما قيل : مدرستي الأُولى على صدر امي ، وإني مدين بكل ما وصلت إليه وما أرجوا أن أصل إليه من الرفعة إلى أُمي الملاك فالأم التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها ، وهكذا كانت الزهراء الاُم المثالية التي تربى في حجرها الحسينعليه‌السلام وغذته بالاخلاق الحميدة والخصال الرفيعة وإلى ذلك يقول العلائلي في كتابه الإمام الحسين ص ٢٨٩ : « والذي انتهى إلينا من مجموعة أخبار الحسين ان اُمه عنيت ببث المثل الإسلامية الإعتقادية لتشييع في نفسه فكره الفضيلة على أتم معانيها ، وأصح أوضاعها ولا بِدعَ فأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أشرف على توجيهه أيضاً في هذا الدور الذي يشعر الطفل فيه بالإستقلال ، فالسيدة فاطمة نمت في نفسها فكرة الخير ، والحب المطلق والواجب ومددت في جوانحه وخوالجه افكار الفضائل العليا بأن وجهت المبادئ الأدبية في طبيعته الوليدة ، من أن تكون هي نقطة دائرتها إلى الله الذي هو فكرة يشترك فيها الجميع ، وبذلك يكون الطفل قد رسم بنفسه دائرة محدودة قصيرة حين أدار هذه المبادئ الأدبية على شخص والدته وقصرها عليها وما تجاوز بها إلى سواها من الكوائن ، ورسمت له والدته دائرة غير متناهية حين جعلت فكرة الله نقطة الارتكاز ، ثم أدارت المبادئ الأدبية والفضائل عليها فاتسعت نفسه لتشمل وتستغرق العالم بعواطفها المهذبة ، وتأخذه بالمثل الأعلى للخير والجمال » لقد نشأ الحسين في تلك الأسرة الطبيعية الأعراف الطاهرة من الأدناس وفي حجر سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، وقد صار بهذه التربية المثل الأعلى للأجيال حيث رسم الشهادة في جبين الإسلام كتضحية من أجل الأهداف التربوية التي تغذاها من حجر امه ومن ضمير جده ورعاية أبيه المرتضى ، أجل إنّه الحسين الكبير ذلك الفذ من الأفذاذ الذي علموا البشرية وعلموا الأجيال كل طرق الخير والصلاح لا خير في أن يقول غاندي محرر الهند « تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فانتصر ».

٥٢٥

« فاطمةعليها‌السلام يوم القيامة »

للصديقة فاطمةعليها‌السلام يوم القيامة مواقف عديدة تقف فيها ضد قتلة الحسين وأنصارهم ، فمنها عندما تأتي يوم القيامة وتقف في عرصات المحشر ، فيأتيها الخطاب من الباري عز وجل يا فاطمي : سلي حاجتك ، فتقول يا رب يا رب أرني الحسين فيأتيها الحسينعليه‌السلام وأوداجه تشخب دماً ، وهو يقول : يا رب ، خذ لي اليوم حقي ممن ظلمني ، عند ذلك تقف سلام الله عليها مؤقتا موقفا شريفا من مواقف يوم القيامة ، ثم تنزل عن نجيبها فتأخذ قميص الحسينعليه‌السلام بيدها ملطخا بدمه :

لابد ان ترد القيامة فاطم

وقميصها بدم الحسين ملطخ

ويل لمن شفعاؤه خصمائه

والصور في القيامة ينفخ

وتقول يا رب ، هذا قميص ولدي ، وقد علمت ما صنع به ، يا عدل ، احكم بيني وبين قاتل ولدي أنت الجبار العدل اقضي بيني وبين من قتل ولدي فيغضب عند ذلك الجليل ، وتغضب لغضبه جهنم والملائكة اجمعون فيأتيها النداء من قبل الله عز وجل : يا فاطمة ! لك عندي الرضا فتقول يا رب انتصر لي من قاتله ، فيأمر الله تعالى عنقا من النار فتخرج من جهنم ، فتلتقط قتلة الحسين بن عليعليه‌السلام كما يلتقط الطير الجيد من الحب الرديء ، ثم يعود العنق بهم إلى النار فيعذبون فيها بأنواع العذاب ، ولها مواقف آخر مع انصار الحسين واصحابه وشيعته وفيمن بكى عليه في الدنيا وأقام العزاء لمصابه الجليل حيث ورد في الأخبار الشريفة ، انها تأتي يوم القيامة ، فتقول يا رب حاجتي أن تغفر لي ، ولمن نصر ولدي الحسينعليه‌السلام .

اللهم اشفعني فيمن بكى على مصيبته الهي أنت المنى وفوق المنى ، أسألك أن لا تعذب محبي ومحب عترتي بالنار إلهي وسيدي ذريتي من النار ووعدك الحق وأنت لا تخلف الميعاد فيأتيها الخطاب يا فاطمة قد غفرت لشيعتك وشيعة ولدك الحسين يا فاطمة وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لقد آليت على نفسي من قبل أن اخلق السماوات والأرض بألفي عام أن لا أعذب محبيك ومحبي عترتك بالنار فعند ذلك يود الخلائق أنهم كانوا فاطميين ، فتسير فاطمة ومعها شيعتها ، وشيعة ولدها

٥٢٦

الحسينعليه‌السلام وشيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام آمنة روعاتهم ، مستورة عوراتهم ، قد ذهبت عنهم الشدائد ، وسهلت لهم الموارد ، يخاف الناس وهم لا يخافون ، ويظمأ الناس وهم لا يظمأون عند ذلك تصر فاطمةعليها‌السلام وتسير إلى الجنة فتكون أول من تكسى ويستقبلها من الفردوس ، اثنتا عشر ألف حوراء لم يستقبل أحداً قبلها ولا أحد بعدها على نجائب من ياقوتة اجنحتها وأزمتها اللؤلؤ عليها ، حائل من درِّ فيجوزون بها الصراط حتى ينتهون بها إلى الفردوس فيتباشر بها أهل الجنان فتجلسي على كرسي من نور ويجلس حولها ، ويبعث إليها ملك لم يبعث إلى أحد بعد فتقول : قد أتم علي نعمته ، وهنأني كرامته ، وأباحني جنته ، أسأله ولدي وذريتي ومن ودهم بعدي ، وحفظهم من بعدي ، فيوحي الله إلى الملك من غير أن يزول من مكانه : أن سرّها وبشرها أني قد شفعتها في ولدها ومن ودّهم بعدها وحفظهم فيها فتقولعليها‌السلام : الحمد لله الذي أذهب عني الحزن وأقر عيني( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) (١) .

__________________

(١) هذه المضامين ملخص احاديث من الكتب التالية : تفسير فرات : ١٦٩ ، ينابيع المودة : ٢٦٠ ، مجالس المفيد : ٨٤ ، عيون اخبار الرضا : ٢ / ٨ ح ١٢ ، امالى الصدوق : ٢٥ ح ٤ ، علل الشرائع ١ / ١٧٩ ح ٦ ، دلائل الامامة : ٥٧ ، تأويل الايات : ٢ / ٤٨٣ ح ١٢ ، روضة الواعظين : ١٧٩ ، مناقب ابن شهر آشوب : ٣ / ١٠٧ بشارة المصطفى : ٢٢.

٥٢٧

يابن العسكري

لا صبر يابن العسكري فشرعة ال‍

هادي النبي استنصرت أنصارها

هدمت قواعدها وطاح منارها

فأقم بسيفك ذي الفقار منارها

فالام تغضي والطغاة تحكمت

في المسلمين وحكمت أشرارها

مولاي ما سن الضلال سوى الالى

هجموا على الطهر البتولة دارها

منعوا البتولَ عن النياحةِ اذ غدت

تبكي أباها ليلَها ونهارها

قالوا لها قري فقد آذيتنا

انّا وقد سلب المصاب قرارها

قطعوا اراكتها ومن أبنائها

قطعت اميٌّ يمينها ويسارها

جمعوا على بيت النبي محمدٍ

حطباً وأوقدت الضغائن نارها

رضوا سليلة أحمد بالباب

حتى أنبتوا في صدرها مسمارها

عصروا ابنة الهادي الامين واسقطوا

منها الجنين وأخرجوا كرارها

قادوه والزهراء تعدو خلفهم

عبرى فليتك تنظر استعبارها

والعبد سود متنها فاستنصرت

أسفاً فليتك تسمع استنصارها

فقضت وآثار الصياد بمتنها

يا ليت عينكَ عاينت آثارها

تم الإنتهاء من تأليف ووضع اللمسات الأخيرة لهذا الكتاب في ذكرى تنصيب أمير المؤمنينعليه‌السلام في يوم الغدير المبارك ، نسأل الله تعالى أن يتقبله منّا بأحسن القبول ويجعله في الباقيات الصالحات ، وأن ينفعنا به يوم لا ينفع مال ولا بنون.

محمّد فاضل المسعودي

٥٢٨

الفهرس

الإهداء ٥

تقريض ٧

تقديم العلاّمة آية الله ٩

سماحة السيّد عادل العلوي ٩

المقدمة ٢٣

التمهيد ٢٥

التوسل بفاطمة عليها‌السلام ٢٩

البحث الثاني ٤٣

حقيقة السر المستودع ٤٣

* كتمان الأسرار : ٤٣

البحث الثالث ٦٩

فاطمة عليها‌السلام حجة الله الكبرى ٦٩

عن الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام أنه قال ٦٩

« نَحْنُ حُجج الله على خلقه ، وجدّتنا فاطمة عليها‌السلامحُجّة الله علينا »(١) ٦٩

الأمر الأوّل ٧٠

معنى الحجة ؟ ٧٠

الأمر الثاني ٧٢

شرعية الحجة ٧٢

الأمر الثالث ٧٥

كيف كانت فاطمة عليها‌السلام حجة على الأئمة ؟ ٧٥

البحث الرابع ٩١

أصل يوم العذاب ٩١

في ظلامات فاطمة الزهراء عليها‌السلام ٩١

٥٢٩

ما معنى أصل يوم العذاب ؟ ٩٢

الأمر الأول ٩٦

مقامات الزهراء عليها‌السلام وفيه : ٩٦

الأمر الثاني ١٠٨

ظلامات فاطمة الزهراء عليها‌السلام ١٠٨

البحث الخامس ١٣٧

فاطمة الزهراء عليها‌السلام وعلاقتها بأصول الدين ١٣٧

موانع تصحيح العقيدة ١٣٨

فاطمة عليها‌السلام ١٤٠

وعلاقتها بالتوحيد ١٤٠

فاطمة عليها‌السلام وعلاقتها بالنبوة ١٤٦

فاطمة عليها‌السلام والعدل الإلهي ١٤٩

فاطمة عليها‌السلام وعلاقتها بالإمامة ١٥٣

في خلقتها النورانيّة ١٦٠

في بدء خلقتها ١٦١

في عرض ولايتها على الأشياء ١٦٢

في سبق دخولها الجنّة ١٦٢

في كونها في حظيرة القدس ١٦٢

في جواز دخولها عليها‌السلام مسجد النبي ١٦٣

في سكونتها معهم في الجنّة ١٦٣

في كونها ركناً لعليّ عليهم‌السلام ١٦٣

في إصابة نور الله لها ١٦٤

في كونها خير خلق الله تعالىٰ ١٦٤

في اختيار الله تعالىٰ ايّاها على النساء ١٦٤

في وجوب إطاعتها على الكائنات ١٦٥

في ركوبها يوم القيامة ١٦٦

في تكلُّمها في بطن أُمِّها ١٦٦

٥٣٠

في كونها تحت قبّة العرش ١٦٧

في ثواب السلام عليها ١٦٧

في نزول حنوطها من الجنّة ١٦٨

اشتراكها معهم في الحرب والسلم ١٦٨

اشتراكها معهم في تكوّن الميزان ١٧٠

اشتراكها معهم في قصّة سفينة نوح عليه‌السلام ١٧٠

توسّل زكريّا بها عليهما‌السلام ١٧١

تحيّة الله تعالى إيّاها معهم بتفّاحة ١٧٢

عرض حبّها على البريّة ١٧٢

اشتراكها معهم في الصلوات ١٧٢

فاطمة عليها‌السلام والمعاد ١٧٥

فاطمة عليها‌السلام وحديث الكساء الشريف ١٨١

حديث الكساء الشريف ١٨٣

البحث السادس ١٨٥

فاطمة عليها‌السلام ١٨٥

وحديث الكساء الشريف ١٨٥

الوقفة الأولى ١٨٦

« حديث الكساء وآية التطهير » ١٨٦

الوقفة الثانية ١٩٧

سند هذا الحديث ١٩٧

الوقفة الثالثة ١٩٨

مضامين هذا الحديث المختلفة ١٩٨

البحث السابع ٢٠٩

فاطمة عليها‌السلام سيدة نساء العالمين ٢٠٩

البحث الثامن ٢٣١

فاطمة الزهراء عليها‌السلام العلة الغائيّة ٢٣١

يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ٢٣١

٥٣١

ولولا عليّ لما خلقتك ٢٣٥

ولولا فاطمة لما خلقتكما ٢٣٦

البحث التاسع ٢٤٣

فاطمة عليها‌السلام والولاية التكوينية ٢٤٣

المقام الأوّل : امكان وقوع الولاية التكوينية ٢٥٠

المقام الثاني : الولاية التكوينية لفاطمة عليها‌السلام ٢٦٠

البحث العاشر ٢٧١

فاطمة عليها‌السلام أم أبيها ٢٧١

عن الإمام الباقر عليه‌السلام أنه قال ٢٧١

إن فاطمة عليها‌السلامكانت تكنى : أُم أبيها(١) ٢٧١

البحث الحادي عشر ٢٨٥

فلسفة تسبيح فاطمة الزهراء عليها‌السلام ٢٨٥

تشريع التسبيح ٢٨٨

كيفية التسبيح ٢٩٣

التسبيح من شعائر الدين(١) ٢٩٨

الشعار وحامله ٣٠٠

الزهراء تعلمت التسبيح من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ٣٠٢

البحث الثاني عشر ٣١٥

معرفة فاطمة عليها‌السلام ٣١٥

مستويات معرفة فاطمة عليها‌السلام ٣٢٠

المستوى الأوّل ٣٢٢

المعرفة التاريخية لها عليها‌السلام ٣٢٢

المستوى الثاني ٣٤١

المعرفة المناقبية لها عليها‌السلام ٣٤١

المستوى الثالث ٣٥٧

المعرفة العلمية والفكرية لها عليها‌السلام ٣٥٧

٥٣٢

المستوى الرابع ٣٦٣

المعرفة النورانية لها عليها‌السلام ٣٦٣

البحث الثالث عشر ٣٦٩

فاطمة عليها‌السلام وليلة القدر ٣٦٩

البحث الرابع عشر ٣٨١

فلسفة أسماء فاطمة الزهراء عليها‌السلام ٣٨١

معاني أسماء فاطمة الزهراء عليها‌السلام ٣٨٧

١ ـ فاطمة عليها‌السلام ٣٨٧

٢ ـ الصِّدِّيقَة ٣٩٦

٣ ـ المباركة ٣٩٨

٤ ـ الطاهرة ٤٠٦

٥ ـ الزكية ٤٠٩

٦ ـ الراضية ٤٠٩

٧ ـ المرضية ٤١٢

٨ ـ المحَدَّثة ٤١٣

٩ ـ الزهراء ٤٢٣

١٠ ـ البتول ٤٢٧

البحث الخامس عشر ٤٣٩

فدك عنوان الولاية ٤٣٩

إخراج عمال فاطمة عليها‌السلام من فدك ٤٤٢

خطأ الخليفة الأوّل ٤٤٣

بطلان دعوى عدم توريث الأنبياء عليهم‌السلام ٤٤٥

احتجاج فاطمة الزهراء عليها‌السلام ٤٧٠

على القوم لمّا منعوها فدك(١) ٤٧٠

كلامها عليها‌السلام مع نساء المهاجرين والأنصار عندما يعدنها ٥٠١

أهداف خطبة الزهراء عليها‌السلام ٥٠٧

٥٣٣

البحث السادس عشر ٥١٩

فاطمة عليها‌السلام وعلاقتها بالحسين عليه‌السلام ٥١٩

الولادة الميمونة ٥٢٠

إخبار فاطمة بقتل الحسين عليه‌السلام ٥٢٠

أول مأتم للحسين عليه‌السلام ٥٢٣

حب فاطمة عليها‌السلام للحسين عليه‌السلام ٥٢٤

الحسين عليه‌السلام وحجر فاطمة عليها‌السلام ٥٢٤

« فاطمة عليها‌السلام يوم القيامة » ٥٢٦

الفهرس ٥٢٩

٥٣٤