الأسرار الفاطميّة

الأسرار الفاطميّة14%

الأسرار الفاطميّة مؤلف:
تصنيف: السيدة الزهراء سلام الله عليها
ISBN: 1420
الصفحات: 534

الأسرار الفاطميّة
  • البداية
  • السابق
  • 534 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 136761 / تحميل: 8254
الحجم الحجم الحجم
الأسرار الفاطميّة

الأسرار الفاطميّة

مؤلف:
ISBN: ١٤٢٠
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

قيل : انه وهب داودعليه‌السلام حيث عرضت عليه ذريته أربعين سنة من عمره فلما استوفىٰ أيّامه وحانت منيّته وانقضت مدة أجله وحمَّ حمامه جاءه ملك الموت يقبض نفسه التي هي وديعة عنده فلم تطب بذلك نفسه وجزع وقال : أن الله عرفني مدة عمري وقد بقيت منه أربعون سنة ، فقال : إنك وهبتها ابنك داود فأنكر أن يكون ذلك ، قال النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله : فجد فجهدت ذرَّيتَّه.

ونوحعليه‌السلام كان أطول الأنبياء عمراً ، أخبر الله تعالى عنه أنه لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً فلما دنا أجله قيل له : كيف رأيت الدنيا ؟ فقال : كدار ذات بابين دخلت في باب وخرجت من باب. وهذا يدل بمفهومه علىٰ انه لم يرد الموت ولم يؤثر مفارقته.

وابراهيمعليه‌السلام : روي أنه سأل الله تعالىٰ أن لا يميتهُ حتىٰ يسألهعليه‌السلام فلما استكمل ايامه التي قُدِّرت له خرج فرأى ملكاً على صورة شيخ فانٍ كبير قد أعجزه الضعف وظهر عليه الخراف « أي فساد العقل من الكبر » ولعابه يجري على لحيته وطعامه وشرابه يخرجان من سبيله عن غير اختياره ، فقال له : يا شيخ كم عمرك ؟ فأخبره بعمر يزيد علىٰ عمر ابراهيم بسنة ، فاسترجع وقال : أنا أصير بعد سنة الىٰ هذه الحال فسأل الموت. فهؤلاء الأنبياء ممن عرفت شرفهم وعَلاء شأنهم وارتفاع مكانهم ومحلهم في الآخرة وقد عرفوا ذلك وابت طباعهم البشرية إلا الرغبة في الحياة. وفاطمةعليها‌السلام امرأة حديثة عهد بصبىٰ ذات أولاد صغار وبعل كريم لم تقض من الدنيا إرباً « أي حاجة » وهي في غضارة عمرها وعنفوان شبابها يعرّفها أبوها أنها سريعة اللحاق به فتسلوا موت أبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله وتضحك طيّبة نفسها بفراق الدنيا وفراق بنيها وبعلها ، فرحة بالموت مايلة إليه مستبشرة بهجومه مسترسلة عند قدومه وهذا أمر عظيم لا تحيطه الالسن بصفته ولا تهتدي القلوب الىٰ معرفته وماذاك إلا لأمر علّمه الله من أهل البيت الكريم وسراً وجب لهم به مزيّة التقديم فخصهم بباهر معجزاته وأظهر عليهم آثار علائمه وسماته وايدهم ببراهينه الصادقة ودلالاته ، والله أعلم حيث يجعل رسالته(١) .

__________________

(١) كشف الغمة : ١ / ٣٥٥.

٨١

جوهرةُ القدس من الكنز الخفي

بدت فأبدَتْ عاليات الأحرف

وقد تجلىٰ في سماء العَظَمة

من عالم الاسماء أسمىٰ كلمة

بل هي أمُ الكلمات المحكمة

في غيب ذاتها نكاتٌ مبهمة

أمُّ الأئمة العقول الغُرِّ بل

أُمُّ أبيها وهو علةُ العللْ(١)

أليس ذلك من الفضائل العالية حيث كانت الزهراءعليها‌السلام حجة علىٰ الأنبياء باعتبار صبرها وفضلها. أما كونهاعليها‌السلام حجة على الأئمة كما هي حجة علىٰ الأنبياء فهذا ما يتبين لنا من خلال عدة أحاديث مأثورة عن أهل بيت العصمةعليهم‌السلام ، منها ما ورد عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن الله تبارك وتعالىٰ انه قال : « يا أحمد ، لولاك ما خلقت الأفلاك ، ولولا عليّ لما خلقتك ، ولولا فاطمة لما خلقتكما(٢) ».

أمّا الدليل الثاني : فنقول انه ورد في الحديث الشريف المأثور عن أهل بيت العصمةعليهم‌السلام ما نصه « انه ما تكاملت نبوة نبي من الأنبياء حتىٰ أقر بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرىٰ وعلىٰ معرفتها دارت القرون الاولىٰ »(٣) .

يعني ما تكاملت نبوة نبي ـ والنبوة خلاصة التوحيد ـ إلا لمن أقر بفضلها ومحبتها والإقرار هو الشهادة على النفس والاعتراف منها للغير واقرار العقلاء على انفسهم جائز ، فهذه شهادة من الأنبياء لها بالفضل والمحبة والفضل يعني انها كانت لها زيادة في الفضائل على الأنبياء بل هي صاحبة الفضل عليهم بانه لم تكتمل نبوة نبي إلا بهاعليها‌السلام .

وفي ذيل هذا الحديث اعلاه يقول المحقق البارع أبو الحسن النجفي ما نصه : ان المراد من القرون هي قرون جميع الأنبياء والأوصياء وأمم من ادم فمن دونه حتى نفس خاتم الأنبياءصلى‌الله‌عليه‌وآله أجمعين ، يعني ما بعث الله عز وجل أحداً من الأنبياء والأوصياء حتى أقروا بفضل الصديقة الكبرىٰ ومحبتها. ويؤيده ما ذكره السيد هاشم البحراني صاحب تفسير البرهان في مدينة المعاجز عنهعليه‌السلام ما تكاملت النبوة لنبي حتىٰ أقر بفضلها

__________________

(١) الانوار القدسية : للمرحوم الشيخ محمد حسين الاصفهاني.

(٢) الجنة العاصمة : ١٤٨ ، مستدرك سفينة البحار : ٣ / ٣٣٤ ، عن مجمع النورين : ١٤.

(٣) البحار : ٤٣ / ١٠٥.

٨٢

ومحبتها(١) .

وأيضاً ما ورد عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن ابي عبد اللهعليه‌السلام قال : قلت لم سميت فاطمة الزهراء « زهراء » ؟ فقال : لأنّ الله عز وجل خلقها من عظمته الىٰ ان يقول الله تعالىٰ للملائكة في ماهية نور فاطمة ما نصه فأوحىٰ الله إليهم : هذا نور من نوري اسكنته في سمائي ، خلقته من عظمتي ، أُخرجه من صلب نبي من انبيائي أفضله علىٰ جميع الأنبياء وأخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري يهدون الىٰ حقي واجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحي(٢) . وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال : لولا ان أمير المؤمنينعليه‌السلام تزوجها لما كان لها كفوء الىٰ يوم القيامة علىٰ وجه الأرض آدم فمن دونه(٣) . ولقد علق علىٰ هذا الحديث الشريف صاحب كتاب البحار العلامة المجلسيرحمه‌الله حيث قال : يمكن ان يستدل به ـ أي بالحديث أعلاه علىٰ كون علي وفاطمةعليهما‌السلام أشرف من سائر أولي العزم سوى نبينا صلى الله عليهم أجمعين. لا يقال : لا يدل علىٰ فضلهما علىٰ نوح وابراهيمعليهما‌السلام لاحتمال كون عدم كونهما كفوءين لكونها من أجدادهاعليها‌السلام . لأنا نقول : ذكر آدمعليه‌السلام يدل علىٰ أن المراد عدم كونهم أكفاءها مع قطع النظر عن الموانع الاخر علىٰ انه يمكن أن يتشبث بعدم القول بالفصل(٤) . وأيضاً هناك حديث يدل علىٰ أفضلية فاطمة الزهراء علىٰ الأنبياء وعلىٰ جميع البشر حيث ذكر المحدث الكبير العلامة الخبير الطبرسيرضي‌الله‌عنه : عن أبي جعفرعليه‌السلام : ولقد كانتعليها‌السلام مفروضة الطاعة علىٰ جميع من خلق الله من الجن والانس والطير والوحوش والأنبياء والملائكة(٥) . ونقف مع وجه آخر قد يمكن أن نثبت من خلاله حجية فاطمةعليها‌السلام علىٰ الأئمة ، وهو ما نستفيده من خلال الحديث المذكور في كون عليعليه‌السلام كفواً لفاطمة الزهراءعليها‌السلام ، حيث ورد في الحديث المذكور عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله « لولا علي لم يكن لفاطمة

__________________

(١) ملتقىٰ البحرين : ٤٠.

(٢) البحار : ٤٣ / ١٩.

(٣) البحار : ٤٣ / ١٠ و ١١.

(٤) البحار : ٤٣ / ١٠ ـ ١١.

(٥) دلائل الإمامة : ٢٨.

٨٣

كفو »(١) .

وأيضاً ورد عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لولا يخلق عليّاً لما كان لفاطمة كفو(٢) . وهذا يعني أن أكثر المقامات التي كانت للامام أمير المؤمنين عليعليه‌السلام هي ثابتة للصديقة الشهيدة فاطمة الزهراءعليها‌السلام ، فهما في منزلة واحدة من الإيمان والتقوى ، وإلاّ لما كان كل منهما كفواً للاخر ؟ وعليه تكون فاطمة حجة علىٰ الأئمةعليهم‌السلام كما كان أمير المؤمنينعليه‌السلام الحجة علىٰ الأئمةعليهم‌السلام ، فلقد ورد في عدة أحاديث ان عليعليه‌السلام سيد الأوصياء وخيرهم وأفضلهم لذا كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « منا خير الأنبياء وهو أبوك ـ والكلام مع فاطمةعليها‌السلام ـ ومنا خير الأوصياء وهو بعلك(٣) ». وفي حديث آخر عن أمير المؤمنين أنه قال : « والله لأتكلمن بكلام لا يتكلم به غيري إلا كذاب : ورثت نبي الرحمة ، وزوجتي خير نساء الأمة ، وأنا خير الوصيين »(٤) . والذي نريد القول به من هذا الكلام أن الإمام عليعليه‌السلام كان خير الأوصياء وافضلهم فلقد ورد في شرح نهج البلاغة في أن أمير المؤمنين كان يصلي في اليوم والليلة الف ركعة. قال ابن أبي الحديد : وما ظنك برجل يبلغ من محافظته على ورده ان يبسط له نطع بين الصفين ليلة الهرير فيصلي عليه ورده والسهام تقع بين يديه ، وتمر علىٰ صماخيه يميناً وشمالاً فلا يرتاع لذلك فلا يقوم حتىٰ يفرغ من وظيفته ، وما ظنك برجل كانت جبهته كثفنة بعير لطول سجوده ، وإذا تأملت دعواته ومناجاته وقفت على ما فيها من تعظيم الله سبحانه واجلاله وما يتضمنه من الخضوع لهيبته ، والخشوع لعزته والاستخذاء له ، عرفت ما ينطوي عليه من الاخلاص ، وفهمت من أي قلب خرجت وعلىٰ أي لسان جرت ، وقيل لعلي بن الحسينعليهما‌السلام وكان الغاية في العبادة : أين عبادتك من عبادة جدك ؟ قال : عبادتي من عبادة جدي كعبادة جدي من عبادة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) . فيظهر من هذا الحديث وأحاديث أخرى أن الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام كان متميز عن باقي

__________________

(١) مصباح الانوار : ١٣٣ ، كشف الغمة ١ / ٤٧٢ ، فردوس الأخبار : ٣ / ٤١٨ ح ٥١٧.

(٢) ينابيع المودة : ١٧٧ ، ١٨١.

(٣) ينابيع المودة : ٤٣٦ ، منتخب الاثر : ١٩٢.

(٤) البحار : ٤٣ / ١٤٣.

(٥) شرح نهج البلاغة : ١ / ١٠.

٨٤

الأئمةعليهم‌السلام من ناحية مدىٰ تصديه لشؤون الإمامة والولاية وتحمل المشاق للدفاع عن حريم الرسالة المحمدية ، وإلاّ فالأئمةعليهم‌السلام جميعاً من ناحية الانوار متحدين فهم كلهم نور واحد ولكن الاختلاف كان من جهة تصديهم لشؤون الخلافة والمشاق التي تحملوها ، وعليه تكون الصديقة الزهراءعليها‌السلام كفو للامام أمير المؤمنين فهي أم الأوصياء وروح النبوة وبضعة الرسول ، وزوجة خير الأوصياء. وعلى ضوء هذه الاحاديث وعلى أساس أحاديث أخرىٰ اغمضنا النظر عليها لئلا يطول المقام بنا ، كانت فاطمة الزهراء وبدليل الاولوية وفحوىٰ الخطاب الحجة علىٰ الأنبياء والأئمة ، ونقول ليس فقط ما تكاملت نبوة نبي فحسب بل ما تكاملت الإمامة في امامتها ولا تكامل العلماء في علمهم وإلاّ الادباء في أدبهم والحكماء في حكمهم والاتقياء في تقواهم وكل كامل في كمال حتىٰ يقر بفضلها ويؤمن بمحبتها فهي الصديقة الكبرىٰ وعلىٰ معرفتها دارت القرون الاولىٰ والاخرىٰ(١) . فاذاً كانت فاطمة حجة وما تزال حجة علىٰ الأئمةعليهم‌السلام .

وحبها من الصفات العالية

عليه دارت القرون الخالية

بابي فاطم وقد فطمت

باسمها نار حشرها ولظاها

هي والله كوثر قد اعدت

لبنيها وكل من والاها

هي عند الله اعظم خلق

وبها دار في القرون رحاها

وهكذا كانت فاطمة الزهراءعليها‌السلام بهذه الوجوه وادلة اخرىٰ الحجة على الأنبياء والأوصياء وبهذا المعنىٰ الذي وضحناه تبين لنا عِظم مقام فاطمةعليها‌السلام وعلو قدرها عند الباري عز وجل ونكتفي بهذا البيان حول الوقوف علىٰ قول الإمام الحسن العسكري « فاطمة حجة علينا ».

__________________

(١) فاطمة الزهراء ليلة القدر « للسيّد عادل العلوي ».

٨٥

٨٦

٨٧
٨٨

الشيخ حبيب شعبان*

أيا منزلَ الاحباب ما لكَ موحشاً

بزهرتكَ الأرياحُ أودت بما تسفي

تَعفيتَ يا ربعَ الاحبةِ بعدهم

فذكرتني قبرَ البتولةِ إذ عفَي

رمتها سهامُ الدهرِ وهيَ صوائبٌ

بشجوٍ إلى أن جُرّعت غصصَ الحتفِ

شجاها فراقُ المصطفى واحتقارُها

لدى كلِّ رجسٍ من صحابتهِ جِلفِ

لقد بالغوا في هضمِها وتحالفوا

عليها وخانوا الله في محكمِ الصحفِ

فآبت وزندُ الغيظِ يقدحُ في الحشا

تعثرُ بالأذيالِ مثنية العطف

وجائت إلى الكرارِ تشكو اهتضامَها

ومدت اليهِ الطرفَ خاشعةَ الطرف

أبا حسنٍ يا راسخ العلمِ والحجى(١)

إذا فرت الابطالُ رعباً من الزحف

ويا واحداً أفنى الجموعَ ولم يزل

بصيحته يسومونني ما لا اطيق من الخسف

ويلطم وجهي نَصبَ عينيكَ ناصبُ

العداوةِ لي بالضرب مني يستشفي

فتُغضي ولا تُنضي حسامَكَ آخذاً

بحقي ومنهُ اليومَ قد صفرت كفّي

لمن اشتكي إلاّ اليكَ ومَن بهِ

الوذُ وهل لي بعدَ بيتِكَ من كهف

وقد أضرموا النيرانَ فيه وأسقطوا

جنيني فوا ويلاهُ منهم ويا لهفي

وما برحت مهضومةً ذاتَ علةٍ

تأرقُها البلوى وظالمها مُغفي

إلى أن قضت مكسورةَ الضلعِ مسقِطاً

جنينٌ لها بالضربِ مسودّة الكتف

__________________

(*) الشيخ حبيب شعبان من شعراء أهل البيت يمتاز شعره بالمتانة والسلاسة. ولد في النجف سنة ١٢٩٠ ه‍ تقريباً.

أما وفاته فقد سافر إلى الهند في سنة ١٣٢٥ وانقطعت اخباره إلى سنة ١٣٣٦ ه‍ وردت اخبار وفاته هناك. ترجمه السيد جواد شبر في ادب الطف وعلي الخاقاني في شعراء الغري.

(١) الحجى : العقل والفطنة.

٨٩
٩٠

البحث الرابع

أصل يوم العذاب

في ظلامات فاطمة الزهراءعليها‌السلام

* لماذا هذا البحث ( أصل يوم العذاب ).

قال المفضل للإمام الصادقعليه‌السلام : يا مولاي ما في الدموع ثواب ؟ قال : ما لا يحصى إذا كان من محقّ. فبكى المفضل ( بكاءاً ) طويلاً ويقول : يا ابن رسول الله إنَّ يومكم في القصاص لأعظم من يوم محنتكم ، فقال له الصادق عليه‌السلام : ولا كيوم محنتنا بكربلاء وإن كان يوم السقيفة واحراق النار على باب أمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة وزينب وأم كلثوم وفضة وقتل محسن بالرفسة أعظم وأدهى وأمرّ ، لأنّه أصل يوم العذاب (١) .

من منطلق هذه الرواية التي رواها المفضل عن الإمام الصادقعليه‌السلام ، واستناداً إلى كلام الإمام المعصوم الذي هو معصوم الكلام ، والذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه ، حيث يعتبر كلام الإمام المعصوم من الادلة الشرعية الاربعة : القرآن الكريم والسنة والعقل والاجماع فهو داخل ضمن السنة النبوية الشريفة ، باعتباره يمثل الامتداد الحية لها كان عنوان هذا البحث مستمداً من هذه الرواية والتي تروي قصة مظلومية فاطمة الزهراء سلام الله عليها والذي بَيَّن فيه الإمام الصادقعليه‌السلام عِظم ومرارة مصيبة أهل البيتعليهم‌السلام عند هجوم القوم على دار أمير المؤمنين سلام الله عليه بأعظم تعبير يجعل المؤمن الباحث عن الحقيقة والعقيدة والصحيحة يقف عنده كثيراً

__________________

(١) نوائب الدهور : ٣ / ١٩٤ ، الهداية الكبرى : ٤١٧.

٩١

ويدقق فيه طويلاً ليرى لماذا عبَّر عنه الإمامعليه‌السلام بهذا القول العظيم بأنه أصل يوم العذاب ، لا شك ولا ريب ان كلام الإمام الصادقعليه‌السلام لا يأتي اعتباطا وعبثاً دون أن تكون هناك مقدمات أولية يقينية عنده بحيث تؤدي بالأمر إلى أن تصل فيه النتيجة النهائية وعلى ضوء هذه المقامات المهمة أن تكون المظلومية العظمى لأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة وبالخصوص اُم أبيها فاطمة الزهراء سلام الله عليها هي الاساس والأصل ليوم الحسرة أو كما عبر عنه الإمامعليه‌السلام بيوم العذاب.

لذا جاء هذا البحث أصل يوم العذاب في ظلامات فاطمة الزهراء سلام الله عليها باعتبارها قطب الرحى الذي تدور حوله محورية أهل البيتعليهم‌السلام والذي اعتمدنا في تسميته هذه على رواية المفضل عن لسان الإمام الصادقعليه‌السلام لكي لا نخرج حتى في تسميتنا لأي شيء عن تسميات وتعبيرات أهل البيتعليهم‌السلام .

وسيكون بحثنا في هذا الموضوع عن مقدمات مهمة ، وخصوصيات قيمة مرتبطةٌ بصميم البحث وتكون هي المحور والاساس للنتيجة النهائية للبحث ، وخصوصاً ما يتعلق بمقامات فاطمة الزهراء سلام الله عليها لما لها من الأثر الكبير على عظم ومرارة مظلوميتها سلام الله عليها فانه كلما كان المقام سامي وعظيم للانسان المؤمن فانه بالنتيجة والقطع اليقيني سوف تكون ظلامته ومظلوميته عظيمة وكبيرة وعلى قدر ايمانه ومقامه الرفيع.

وكذلك سوف يكون هناك بحث مهم وعلى ضوء القرآن والسنة لبيان هذه المقامات وكذلك اظهار مظلومية أهل البيت وبالأخص الزهراء سلام الله عليها على ضوء السنة الشريفة وآراء ومعتقدات العلماء الأبرار إلى أن نصل إلى مسألة ارتباط هذه المظلوميات بصميم عقائدنا وبالنتيجة كيفية تعبير الإمام الصادقعليه‌السلام بأن مظلومية أهل البيتعليهم‌السلام في ذلك الوقت وحتى وقتنا هذا هي الأصل ليوم العذاب.

ما معنى أصل يوم العذاب ؟

وأصل الشيء الاساس الذي بُنيَ عليه ذلك الشيء وقد يكون أصل الشيء المنطلق له أو أسفله وحسب التعريفات اللغوية التي وردت في تعريفه ، ومن هنا نقف مع رواية

٩٢

المفضل التي رواها عن الإمام الصادقعليه‌السلام لكي نفهم كيف يجري الحال مع هذه الرواية ، فالسؤال المطروح فيما نحن فيه يقتضي أن نفهم أن أصل يوم العذاب هل يقصد به الاساس الذي بني عليه ظلم أهل البيتعليهم‌السلام من ذلك الحين أو أنه يقتضي ـ الاصل ـ معناه يوم القيامة الذي سوف يكون فيه الاساس لعذاب الذين ظلموا أهل البيتعليهم‌السلام فيكون الجزاء جهنم خالدين فيها أبداً ؟ أما الشق الأوّل الذي يقصد به ويقول ان أصل يوم العذاب هو ذلك اليوم الذي سُلبت فيه الخلافة من أمير المؤمنينعليه‌السلام ـ يوم السقيفة ـ وإضرام النار على باب بيت أمير المؤمنين وفاطمةعليهما‌السلام وقتل محسن بالرفسة ، حيث أسس الظلم والعذاب على أهل البيتعليهم‌السلام ولم يروّ الراحة والاطمئنان من يوم ظلم فاطمة إلى واقعة كربلاء وقتل أهل البيت وتشريدهم إلى ظهور الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) فان العذاب موجوع والاذى مبثوث لكل من ولاهم واتبعهم من شيعتهم وعلى هذا الاساس يكون أصل يوم العذاب هو اليوم الذي أسس الظلم على أهل البيتعليهم‌السلام في هذه الحياة الدنيا ، وهذا القول الذي يقول ان يوم العذاب هو يوم الظلم الذي جرى على أهل بيت النبوة بعيد عن المتفاهم العرفي ولا يساعد عليه الحال لأنّ هناك فرق بين أن تقول يوم الظلم ويوم العذاب لانه الظلم وارد في الحياة الدنيا أما العذاب فيكون له يوم خاص وكما عبر عنه القرآن يوم التغابن ويوم القيامة فلذا الظاهر من خلال الرواية ان يوم العذاب ليس هو يوم الظلم الذي جرى على أهل بيت النبوةعليهم‌السلام لأنّ العذاب لا يطلق على هكذا حالٍ وانما يطلق على يوم القيامة الذي سوف يكون فيه العذاب للظالمين أما ما الذي يصح ان يعبر منه فهذا ما يمكن ان نقول به هو يوم المصائب ويوم المحن الابتلاءات والظلامات اذن يكون هذا القول منتفي في كون يوم العذاب هو اليوم الذي أسس فيه الظلم لأهل بيت النبوة.

وعلى الشق الثاني من معنى الأصل ليوم العذاب يكون معناه ان يوم القيامة سوف يكون فيه العذاب والخزي للذين أخذوا الخلافة من أصحابها الحقيقيين وظلموا الزهراءعليها‌السلام وأضرموا النار على بيت أمير المؤمنين وقتلوا المحسن بن عليعليه‌السلام بالرفسة ، فتكون هذه الظلامات هي الاساس والاصل ليوم العذاب في نار جهنم

٩٣

للذين فعلوا ذلك الظلم العظيم وكما عبر القرآن الكريم عن ذلك بقوله تعالى( إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .

وعليه الذي على ما احتمله ان الصحيح عندي هو المعنى الوارد في تفسير الاصل ليوم العذاب يعني ان أساس يوم العذاب في القيامة سوف يكون بسبب هذا الظلامات من ظلامة يوم السقيفة واحراق النار وقتل محسن بالرفسة وغير ذلك من الظلامات ذلك لأن هناك عدة أدلة وشواهد تثبت هذه المسئلة وايضاً نفهم هذا من خلال عدة روايات شريفة وشواهد تاريخية بينت هذه المسألة ، وهناك قرينة في المقام تثبت هذا المعنى وهي الرواية نفسها حيث نستفيد منها ان المفضل يسأل الإمام عليهعليه‌السلام ويقول ان يومكم في القصاص لأعظم من يوم محنتكم حيث عبر عن يوم القيامة بيوم القصاص الذي سوف تكون فيه جهنم عذاباً للظالمين ، واضافة إلى ذلك قال المفضل ان يوم محنتكم وهذا يدل على ان هناك فرق بين ان نقول يوم العذاب ويوم المحنة وايضاً هناك قرينة متصلة في الرواية الشريفة نفسها حيث توجد تكملة لهذه الرواية التي يرويها المفضل حيث تقول : « ويأتي محسن مخضباً محمولاً تحمله خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت أسد أُم أمير المؤمنين عليعليه‌السلام وهما جدتاه وفاطمة تبكي وتصيح وتقول : هذا يومكم الذي كنتم توعدون فيأخذ رسول الله محسناً على يديه رافعاً له إلى السماء وهو يقول : إلهي وسيدي صبرنا في الدنيا احتساباً وهذا اليوم الذي تجد كل نفس ما عملت من خيراً محضراً وما عملت من سوءٍ تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ».

فعلى أساس هاتين القرينتين نحتمل احتمالاً قوياً ان أصل يوم العذاب المقصود به هو يوم القيامة الذي سوف يكون فيه نار جهنم للظالمين أشد عذاباً وأكبر تنكيلاً.

وربما يرد علينا في ما نحن فيه اشكال وهو اذا كانت ظلامات أهل البيتعليهم‌السلام من السقيفة واحراق بيت فاطمة وقتل محسن الخ هو الاساس وأصل يوم العذاب في القيامة فماذا تقول في الذين كانوا قبل هذه الظلامات وقبل زمن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ أي الامم الاخرى ـ فانهم ما كانوا يعلمون ذلك فكيف توجه هذه المسألة ؟

نقول : انه لا ضيرَ في ذلك ولا يقدح فيما نحن فيه ذلك لكون عندنا رواية تقول انها ـ

٩٤

أي الصديقة الطاهرة فاطمةعليها‌السلام ـ كانت مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والانس والطير والوحش والأنبياء والملائكة(١) ، فاذا كان هكذا حالها فبالنتيجة تكون الحجة على جميع من خلق الله تعالى وخصوصاً انه ما تكاملت نبوة نبي من الأنبياء حتى أقر بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الاولى ـ أي المتقدمة على هذا الزمان ـ وعليه لو كان الأنبياء والمؤمنين قبل بعثة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله حاضرين في زمن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لكانوا قسمين إما راضين بما فعل القوم من الظلم بحق فاطمة وبعلها وبنيها وإما لم يكونوا راضين. فان كانوا راضين كانت لهم جهنم مقراً ومقاما وان لم يكونوا راضين بظلمها كانت لهم الجنة دار سرور ونعيم وعلى هذا الاساس يتضح كيف يكون ظلم أهل البيت وخصوصا الصديقة الشهيدة فاطمةعليها‌السلام الاساس ليوم العذاب هذا من جهة. ومن جهة أخرى نحن نعلم ان هناك أحاديث وردت على لسان أهل بيت العصمة مفادها ان الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها فمن كانت فاطمة راضية عنه رضا عنه الله تبارك وتعالى ولا شك ولا ريب أن رضا الله يرضاه الأنبياء والمؤمنين السابقين على زمن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله فيكونوا عندئذ راضين عمن رضيت عنه فاطمة وغاضبين على من غضبت عليه لانها مظهر رضا الله تعالى وغضبه وعليه يكون الاصل ثابت.

اذن ونحن نقف مع هذا البحث ومدى ثبوتيته لابد لنا من أن نقدم بعض الأمور التي يتوقف عليها عِظَم هذه المسئلة التي نحن بصددها ، وهذه الامور هي :

الأمر الأول : مقامات الزهراءعليها‌السلام .

الأمر الثاني : ظلامات الزهراءعليها‌السلام .

__________________

(١) دلائل الإمامة : ٢٨.

٩٥

الأمر الأول

مقامات الزهراءعليها‌السلام وفيه :

أ ـ مقامها عند الله تعالى

ب ـ مقامها عند الملائكة

ج ـ مقامها عند الأنبياء والنبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله

د ـ مقامها عند الأئمةعليهم‌السلام

ه‍ ـ مقامها عند العلماء والمحدثين

ت ـ مقامها يوم القيامة.

٩٦

١ ـ مقامهاعليها‌السلام عند الله تعالى

إنّ من المقامات التي خصت بها فاطمة الزهراءعليها‌السلام هو مقام الرضا أي ان الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها ، حيث جاءت الكثير من الروايات الشريفة المأثورة عن الرسول وأهل بيتهعليهم‌السلام لتؤكد هذه المنقبة العظيمة للصديقة الشهيدة.

وهذا مما يدل على كونها ذو مقام عالي وشريف سامي لها عند الله تعالى ، إذ لا معنى ان يرضى الله لشخص من دون أن يكون له عند الله منزلةً وكرامةً عليه ، وهذا مما يساعد عليه العرف العقلائي إضافة إلى الشواهد القرآنية الكثيرة على هذه المسألة ، فنحن نجد من خلال الممارسات الحياتية ان الكثير من الاصدقاء مثلاً يرضون لرضا شخص معين بالحق ويقبلون شفاعته وتوسطه أو رضاه عن شخص معين لحل مشكلة ما ، وكذلك الحال في الغضب ، وعلى هذا الاساس تكون فاطمة كريمة عند الله تعالى لعلو شأنها ومنزلتها عنده لذلك يرضى لرضاها ويغضب لغضبها.

عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « يا فاطمة ان الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك »(١) .

وكذلك ما ورد عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : « يا فاطمة أبشري فلك عند الله مقامٌ محمودٌ تشفعين فيه لمحبيك وشيعتك فتُشفعين »(٢) .

ويظهر أيضاً مقامها عند الباري عز وجل من خلال الحديث الطويل الذي يروى عن أهل بيت العصمة عن الله تعالى حيث يقول الباري عز وجل :

« يا فاطمة وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السموات والأرض بألفي عام أن لا أعذب محبيك ومحبي عترتك بالنار »(٣) .

فأي منزلة ومقام لها عند الله تعالى بحيث يقسم الله تعالى بعزته وجلاله أن لا يعذب بالنار شيعة الزهراء ومحبيها ، وهذا الحديث له مقام عالي يثبته حديث آخر

__________________

(١) المناقب : ٣ / ١٠٦.

(٢) كنز الفوائد : ١ / ١٥٠.

(٣) سفينة البحار : ٢ / ٣٧٥.

٩٧

ورد في شفاعة الزهراءعليها‌السلام في يوم القيامة واعطاء الكرامة العظمى لها آنذاك.

ومن المقامات الأخرى لهاعليها‌السلام هو علة الايجاد أي أنها كانت علة الموجودات التي خلقها الباري عز وجل وكما ورد في الحديث الذي يقول فيه الباري عز وجل : « يا أحمد ! لولاك لم خلقت الأفلاك ، ولولا علي لم خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما »(١) .

ولا نريد الوقوف مع هذا الحديث الآن بل نترك بحثه إلى الفصول القادمة من هذا الكتاب ، وكثيرة هي المناقب والمقامات التي لها عند الله تعالى.

ب ـ مقامهاعليها‌السلام عند الملائكة

في حديث طويل « فقالت الملائكة : إلهنا وسيدنا لمن هذا النور الزاهر ، الذي قد أشرقت به السموات والأرض ؟ فأوحى الله إليها : هذا نور اخترعته من نور جلالي لأمتي فاطمة ابنة حبيبي ، وزوجة وليّي وأخو نبيّي وأبو حججي على عبادي ، أُشهدكم ملائكتي أنّي قد جعلت ثواب تسبيحكم وتقديسكم لهذه المرأة وشيعتها ومحبيها إلى يوم القيامة »(٢) .

وهذا يعني انهاعليها‌السلام لها مقام النور الزاهر عند الملائكة فهم يعرفونها في السماء بالنور الزاهر الذي أزهرت السماوات والأرض بنورها ولأجل ذلك سميت بالزهراء.

ج‍ ـ مقامهاعليها‌السلام عند الأنبياء والنبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله

أما عند الأنبياء فهذا ما يدل عليه الحديث المأثور عن أهل بيت العصمةعليهم‌السلام الذي يقول : ما تكاملت نبوة نبي من الأنبياء حتى أقر بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الاولى ، حيث يظهر من هذا الحديث ان لها مقام سامي عند الأنبياء لأنه ما تكاملت نبوتهم حتى أقروا بمنزلتها ومقامها وفضلها

__________________

(١) ملتقى البحرين : ١٤ ، فاطمة بهجة قلب المصطفى : ٩ ، عن كشف اللآلي.

(٢) تأويل الآيات : ١ / ١٣٧ / ح ١٦ ، البرهان : ١ / ٣٩٢ ح ٥.

٩٨

ومحبتها ، واللطيف هنا انما الأقرار يكون عند من له الحق على الآخرين ، وعليه يكون الأنبياء أقروا لله تعالى ـ لأنه هو صاحب الحق عليهم ـ بفضلها ومحبتها ، أما عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فان مقامها رفيع ولو أردنا أن نكتب عن مقامها عند الرسول لاحتجنا إلى مجلدات في هذا الأمر ولكن على ما يسعنا المقام نقول : ان مقامها يظهر من خلال أحاديث الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه حيث تارة يقول فداك أبوك ومرة أخرى يقول لها اُم أبيها ، وأخرى بضعة مني ولحمها لحمي ودمها دمي ولكن الأهم من هذا كله فإنهاعليها‌السلام يكفي من مقامها ومنزلتها عند الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال في حقها : « من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة مني وهي قلبي الذي بين جنبي فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله »(١) .

وأيضاً قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ومن أنصفك فقد أنصفني ، ومن ظلمك فقد ظلمني ، لأنك منّي وأنا منك ، وأنت بضعة منّي وروحي التي بين جنبيّ ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إلى الله أشكو ظالميك من امتي »(٢) .

د ـ مقامهاعليها‌السلام عند الأئمةعليهم‌السلام

ورد عن الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام أنه قال :

« نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة الله علينا »(٣) وهذا الحديث من الأحاديث العظيمة الذي أعطى لفاطمةعليها‌السلام وعلى لسان حفيدها الحسن العسكريعليه‌السلام أكبر شهادة عظمى بحقها ، وسيأتي مفصلاً البحث حول هذا الحديث الشريف.

ويظهر من خلال حديث اخر عظم منزلة ومقام فاطمة عند الأئمةعليهم‌السلام حيث

__________________

(١) كشف الغمة : ١ / ٤٦٧ ، الفصول المهمة : ١٢٨ ، نور الأبصار : ٥٢ ، ونزهة المجالس : ٢ / ٢٢٨.

(٢) كشف الغمة : ١ / ٤٩٨.

(٣) تفسير أطيب البيان : ٣ / ٢٢٦.

٩٩

خرج من الناحية الشريفة عن الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) أنه قال : « وفي ابنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لي أسوة حسنة »(١) فأي مقام يظهر لنا من خلال هذا التوقيع الشريف والذي بين فيه الإمام ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) أن له اسوة حسنة بفاطمة أي اتخذها قدوة له يتأسى بها في المعضلات والمصائب.

وهناك الكثير من المقامات التي اشتركت الزهراءعليها‌السلام مع الأئمة فيها من حيث كونهم الصراط المستقيم واشتراكها معهم فيه وكذلك كونهم الكلمات التي تلقاها آدمعليه‌السلام لتوبته واشتراكها معهم في المباهلة مع وفد نجران والذي تدل على أنها كانت قطب الرحى الذي دار في المباهلة وكونها الشجرة الطيبة واشتراكها في النور معهم والتطهير في آية التطهير الخ من المناقب والمقامات العالية لهاعليها‌السلام ولقد تظافرت الروايات الشريفة على هذه المقامات.

ه‍ ـ مقامهاعليها‌السلام عند العلماء والمحدثين

١ ـ قال ابن صبّاغ المالكي : ولنذكر طرفاً من مناقبها التي تشرف هذا النّسب من نسبها ، واكتسى فخراً ظاهراً من حسبها ، وهي فاطمة الزهراء بنت مَنْ أنزل عليه : سبحان الذي أسرى ، ثالثة الشمس والقمر ، بنت خير البشر ، الطاهرة الميلاد ، السيّدة بإجماع أهل السَّداد(٢) .

٢ ـ قال الاُستاذ عبد الزهراء : ونحن حين نتناول الحديث عن الزهراءعليها‌السلام بصفتها غرس النبوَّة ، وشجرة الإمامة ، فإنّما تنكشفُ لنا أبعادُ الرِّسالة الإسلامية بطابع تجسيدي نلمسه في كل جانب من جوانب شخصيَّتهاعليها‌السلام ونحن نتابعها ، ففي قرانها بعليِّ بن أبي طالبعليه‌السلام تنجلي لنا الصورة الحيَّة التي رسمها الإسلام للقرآن الذي ارتضاه خالق هذا الوجود ، وفي مواقفها البطولية بعد وفاة أبيها يتكشَّف لنا المدى

__________________

(١) البحار : ٥٣ / ١٧٩ و ١٨٠ ، غيبة الطوسي : ١٧٢ ، الاحتجاج : ٢ / ٢٧٧ ، الزام المناصب : ١ / ٤٣٩.

(٢) الفصول المهمة : ١٤٣.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

ووقع في التهذيب : النضر بن سويد ، عن ابن مسكان(1) . وصوابه : عن ابن سنان ، وإبدال ابن سنان بابن مسكان(2) واقع في كتابي الشيخرحمه‌الله بكثرة(3) .

1801 ـ عبد الله بن مسلم بن عقيل :

قتل معه ،صه (4) .

وزادسين : أمّه رقيّة بنت علي بن أبي طالبعليه‌السلام (5) .

أقول : لا يخفى أنّ ضمير معه فيصه لا مرجع له أصلا(6) .

1802 ـ عبد الله بن مصعب :

مضى في بكّار(7) .

__________________

(1) التهذيب 1 : 108 / 282.

(2) في نسخة « ش » : وإبدال ابن مسكان بابن سنان.

(3) هداية المحدّثين : 104.

(4) الخلاصة : 104 / 12 ، وفيها وفي رجال الشيخ : قتل معهعليه‌السلام .

(5) رجال الشيخ : 76 / 9.

(6) وإن رجّعنا إلى مسلم اختلّ المعنى ، والكلام المذكور مأخوذ من سين وفيه المرجع موجود كما هو معلوم ، وكان ينبغي بدل الضمير : الحسينعليه‌السلام ، ولم ينبّه عليه الميرزا. ( منه قدّس سره ).

نقول : الظاهر معلوميّة مرجع هذا الضمير وأنّه يعود للحسين عليه‌السلام ، وذلك لأنّه ذكره سابقا في ترجمته لعبد الله بن علي بقوله : أخو الحسين عليه‌السلام قتل معه بكربلاء ؛ وكذا قوله بعد ذلك مباشرة في ترجمة عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام : قتل معه. فقوله في هذه الترجمة « قتل معه » بقرينة كلامه المتقدّم في الترجمتين المشار إليها يكون معلوم المرجع.

(7) فيه أنّ عبد الله هذا مزّق عهد يحيى بن عبد الله بن الحسن وأمانه ـ وأهانه ـ بين يدي الرشيد وقال : اقتله يا أمير المؤمنين ، فحم من وقته ومات بعد ثلاث ، فانخسف قبره مرّات كثيرة.

عيون أخبار الرضا عليه‌السلام 2 : 224 / 1.

٢٤١

1803 ـ عبد الله بن المغيرة :

مولى بني نوفل من بني هاشم ، كوفي خزّاز ، له كتاب ، ظم(1) . ومثلهضا (2) .

أقول : يأتي في الذي يليه ما له دخل.

1804 ـ عبد الله بن المغيرة :

أبو محمّد البجلي ، مولى جندب بن عبد الله بن سفيان العلقي ، كوفي ، ثقة ثقة ، لا يعدل به أحد من جلالته ودينه وورعه ، روى عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، عنه أيّوب بن نوح والحسن بن علي بن عبد الله ابن المغيرة ابن ابنه ،جش (3) .

صه إلى قوله : أبي الحسن موسىعليه‌السلام ؛ وزاد : قالكش : روي عنه أنّه كان واقفيّا ثمّ رجع. ثمّ قال : إنّه ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه والإقرار له بالفقه(4) ، انتهى.

وفيكش حكاية إجماع العصابة(5) .

وفيه : وجدت بخطّ أبي عبد الله محمّد الشاذاني : قال العبيدي محمّد ابن عيسى : حدّثني الحسن بن علي بن فضّال قال : قال عبد الله بن المغيرة : كنت واقفا فحججت على تلك الحال ، فلمّا صرت بمكّة خلج في صدري شي‌ء ، فتعلّقت بالملتزم فقلت : اللهمّ علمت طلبتي وإرادتي فارشدني إلى خير الأديان. فوقع في نفسي أن آتي الرضاعليه‌السلام ، فأتيت المدينة‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 355 / 21.

(2) رجال الشيخ : 379 / 4 ، وفيه : مولى بني نوفل بن الحارث بن عبد المطلب خزّاز كوفي.

(3) رجال النجاشي : 215 / 561.

(4) الخلاصة : 109 / 34.

(5) رجال الكشّي : 556 / 1050.

٢٤٢

فوقفت ببابه ، فقلت للغلام : قل لمولاك رجل من أهل العراق بالباب ، فسمعت نداءه : ادخل يا عبد الله بن المغيرة ، فدخلت ، فلمّا نظر إليّ قال : قد أجاب الله دعوتك وهداك لدينك ، فقلت : أشهد أنّك حجّة الله وأمينه على خلقه(1) .

وفيتعق : في وجيزتي : ضعيف(2) ، وهو اشتباه من النسّاخ. وفي البلغة : لم يثبت وقفه(3) ، وكذا عند الشيخ محمّدرحمه‌الله . والرواية المذكورة وإن كان سندها قويّا إلاّ أنّه غير مضر ، لما مرّ في الفوائد وكثير من التراجم.

هذا ، والمشهور اشتراك عبد الله بن المغيرة بين البجلي الثقة والخزّاز المهمل ، ووجهه واضح ، إلاّ أنّ المطلق عندهم بلا تأمّل منهم هو الثقة ، لانصراف الإطلاق إلى الكامل المشهور المعروف ، ولأنّ لشهرته ومعروفيّته كانوا يحذفون الوصف ويكتفون بالاسم كما في نظائره. وربما يعدّ حديثه من المشترك ، وليس بشي‌ء ، سيّما بعد الحكم في نظائره بعدم الاشتراك(4) .

أقول : بخطّ شيخنا يوسف البحرانيرحمه‌الله نقلا عن بعض فضلاء البحرين ما صورته : قد صرّحوا بأنّ عبد الله بن المغيرة البجلي الثقة لم يرو إلاّ عن الكاظمعليه‌السلام وأدرك الرضاعليه‌السلام ولم يرو عنه ، فمتى ورد عبد الله بن المغيرة عن الرضاعليه‌السلام فهو الخزّاز من أصحاب الرضاعليه‌السلام ، ومتى ورد عن الكاظمعليه‌السلام فهو مشترك بين البجلي الثقة والخزّاز المهمل ، إلاّ أنّ يكون هناك قرينة ، معيّنة ، انتهى فتأمّل.

__________________

(1) رجال الكشّي : 594 / 1110.

(2) الوجيزة : 247 / 1104 ، وفيها : ثقة.

(3) بلغة المحدّثين : 376 / 16 ، وفيها : ثقة ، ولم يثبت فسق وقفه.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 212.

٢٤٣

وما مرّ من أنّ في وجيزته سلّمه الله ضعيف فالظاهر اختصاص الاشتباه بها فقط ، لأنّ في سائر النسخ : ثقة ، فلاحظ.

وفيمشكا : ابن المغيرة البجلي الكوفي الثقة ، عنه أيّوب بن نوح ، وصفوان ، والنضر ، والحسن بن علي بن فضّال ، وابن ابنه وهو الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة ، وحمّاد بن عيسى ، ومحمّد بن خالد البرقي ، وأحمد بن محمّد بن عيسى عن أبيه عنه ، ومحمّد بن عيسى العبيدي ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر ، وابن أبي عمير ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، وإبراهيم بن هاشم ـ كما في الفقيه(1) ـ والعباس بن معروف ، ومعاوية بن حكيم ، وعبد الله بن الصلت.

وهو عن ذريح ، وسالم.

وفي إسناد للشيخ : محمّد بن علي بن محبوب ، عن عبد الله بن المغيرة(2) . وهو مخالف لما يقتضيه رعاية الطبقات ، والغالب توسّط العبّاس ابن معروف بينهما(3) .

ووقع فيه أيضا : أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن عبد الله وعبد الله بن المغيرة(4) . والظاهر أنّ فيه سهوا ، لأنّ أحمد إنّما يروي في الغالب عن عبد الله بواسطة أبيه أو أيّوب بن نوح أو محمّد بن خالد البرقي أو أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، وأمّا محمّد بن عبد الله فمشترك بين جماعة حال أكثرهم مجهول.

وأمّا غيره فلم يعلم له في التوثيق حال ولا في الرواية ، ومنه يعلم‌

__________________

(1) الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 56 و 99 طريقه إلى المنذر بن جيفر.

(2) التهذيب 2 : 75 / 280 ، 6 : 208 / 481.

(3) كما في الاستبصار 1 : 160 / 554.

(4) التهذيب 9 : 29 / 116 ، الاستبصار 3 : 9 / 28.

٢٤٤

الحال في صحّة الخبر وعدمها(1) .

1805 ـ عبد الله بن المنبّه :

في النقد : في التهذيب في باب الأذنين هل يجب مسحهما حديث(2) فيه عبد الله بن المنبّه ، وقال : رواة هذا الحديث كلّهم عامّة ورجال الزيدية(3) .

وما وجدت الرواية إلاّ متقدّمة على ما ذكر في حكاية المسح على الرجلين ، ومع ذلك ليس فيها قوله : رواة هذا الحديث. إلى آخره(4) . نعم ذكرها في الاستبصار كذلك(5) .

والظاهر أنّه المنبّه بن عبد الله أبو الجوزاء التميمي كما لا يخفى ووقع في الرواية اشتباه ،تعق (6) .

أقول : ( ما ذكره أيّده الله من أنّ في النقد في التهذيب. إلى آخره )(7) ، الذي في نسختين عندي(8) من النقد الاستبصار بدل التهذيب ، ولعلّ في نسخته سلّمه الله وقع الاشتباه.

وقوله : الظاهر أنّه إلى آخره ، هذا هو الظاهر ، ومرّ عنست في‌

__________________

(1) هداية المحدّثين : 207.

(2) في المصدر بدل في التهذيب. إلى آخره : ذكر الشيخ في الاستبصار في باب وجوب المسح على الرجلين حديثا. إلى آخره ، وهو الصحيح لما يأتي.

(3) نقد الرجال : 208 / 255.

(4) التهذيب 1 : 93 / 248 ، والذي فيه قولهرحمه‌الله : فهذا الخبر موافق للعامّة قد ورد مورد التقيّة.

(5) أي : إنّهم عامّة ورجال الزيدية. الإستبصار 1 : 65 / 196 ، باب وجوب المسح على الرجلين.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 212.

(7) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(8) عندي ، لم ترد في نسخة « م ».

٢٤٥

ترجمة الحسين بن علوان : عن أبي الجوزاء المنبّه بن عبد الله(1) .

وقال المقدّس التقيقدس‌سره : الظاهر أنّه المنبّه بن عبد الله ووقع السهو من الشيخ كثيرا في ذكره(2) .

لكن في الوجيزة ذكرهما اثنين : عبد الله بن المنبّه ومنبّه بن عبد الله ، وضعّف الأوّل ووثّق الثاني(3) ، ولا يخلو من غرابة ، فتأمّل جدّا.

1806 ـ عبد الله بن ميمون بن الأسود :

القدّاح ـ يبري القداح ـ مولى بني مخزوم ، روى أبوه عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، وروى هو عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وكان ثقة ،جش (4) .

وزادصه : وروىكش عن حمدويه عن أيّوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن أبي خالد القمّاط عن عبد الله بن ميمون عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : يا ابن ميمون كم أنتم بمكّة؟قلت : نحن أربعة ، قال : إنّكم نور الله في ظلمات الأرض. وهذا لا يفيد العدالة ، لأنّه شهادة منه لنفسه ، لكن الاعتماد على ما قاله جش.

وروىكش عن جبرئيل بن أحمد قال : سمعت محمّد بن عيسى يقول : كان عبد الله بن ميمون يقول بالتزيّد. وفي هذا الطريق ضعف(5) ، انتهى.

وعليها عنشه : الذي اعتبرناه بالاستقراء من طريقة(6) المصنّف أنّ ما‌

__________________

(1) الفهرست : 55 / 207.

(2) روضة المتّقين : 14 / 386.

(3) الوجيزة : 247 / 1105 ، 326 / 1924.

(4) رجال النجاشي : 213 / 557.

(5) الخلاصة : 108 / 29.

(6) في النسخ : طريق ، وما أثبتناه من المصدر.

٢٤٦

يحكيه أوّلا من كتابجش ثمّ يعقّبه بغيره إن اقتضى الحال ، وعلى هذه الطريقة يتفرّع قوله : لكن الاعتماد على ما قالهجش ، فإنّه لم يتقدّم لجش قول مصرّح ، إلاّ [ أنّ ] التوثيق السابق لمّا كان منجش على قاعدته أطلق القول هنا(1) ، انتهى.

ولا يخفى أنّ هذا منه إشارة إلى أنّ ما قدّمه منجش ، وإن لم يكن يعلم بالاستقراء ما ذكره.

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمي ، عن عبد الله بن ميمون.

وأخبرنا أبو عبد الله ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد بن عبيد الله ، عن عبد الله بن ميمون(2) .

وفيكش ما نقلهصه (3) .

أقول : فيمشكا : ابن ميمون الثقة القدّاح ، عنه جعفر بن محمّد بن عبيد الله ، وعبد الله بن المغيرة الثقة ، وأبو طالب عبد الله بن الصلت ، وإبراهيم ابن هاشم ، وحمّاد بن عيسى ، وأحمد بن محمّد عن أبيه عنه ، وأحمد بن إسحاق بن سعد عنه(4) .

1807 ـ عبد الله بن النجاشي :

أبو بجير ـ بضمّ الباء المنقّطة تحتها نقطة واحدة وفتح الجيم والراء‌

__________________

(1) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 52 ، وما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

(2) الفهرست : 103 / 441 ، وفيه : عن جعفر بن محمّد بن عبد الله.

(3) رجال الكشّي : 389 / 731 و 732.

(4) هداية المحدّثين : 106.

٢٤٧

بعد الياء المثنّاة من تحت ـ روىكش حديثا في طريقه الحسن بن خرّزاذ يدلّ على أنّه كان يرى رأي الزيديّة ثمّ رجع إلى القول بإمامة الصادقعليه‌السلام ، وكان قد ولي الأهواز من قبل المنصور ، وكتب إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام يسأله ، وكتب إليه رسالة معروفة ،صه (1) .

وفيجش : عبد الله بن النجاشي بن عثيم بن سمعان أبو بجير الأسدي النضري ، يروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام رسالة منه إليه ، وقد ولي الأهواز من قبل المنصور(2) .

وفيكش : ما روي في أبي بجير عبد الله بن النجاشي : حدّثني محمّد ابن الحسن قال : حدّثني الحسن بن خرّزاذ ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن عمّار السجستاني قال : زاملت أبا بجير عبد الله بن النجاشي. إلى أن قال : فلمّا دخل عليه قرّبه أبو عبد اللهعليه‌السلام ، فقال له أبو بجير : جعلت فداك إنّي لم أزل مقرّا بفضلكم أرى الحقّ فيكم لا في غيركم ، وإنّي قتلت ثلاثة عشر رجلا من الخوارج كلّهم سمعتهم يبرأ من علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : سألت عن هذه المسألة أحدا غيري؟ فقال : نعم ، سألت عنها عبد الله بن الحسن فلم يكن عنده فيها جواب وعظم عليه وقال لي : أنت مأخوذ في الدنيا والآخرة ، فقلت : أصلحك الله على ماذا عادينا الناس في عليعليه‌السلام ؟

فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : وكيف قتلتهم يا أبا بجير؟ قال : منهم من كنت أصعد سطحه بسلّم حتّى أقتله ، ومنهم دعوته بالليل على بابه فإذا‌

__________________

(1) الخلاصة : 108 / 30 ، وقد ذكر نصّ الرسالة السيد محي الدين ابن زهرة الحلبي في كتابه : الأربعون حديثا : 46 الحديث السادس ، وذكرها أيضا الشهيد الثاني في كتاب كشف الريبة : 122 الحديث العاشر.

(2) رجال النجاشي : 213 / 555 ، وفيه : النصري.

٢٤٨

خرج عليّ قتلته ، ومنهم من كنت أصحبه في الطريق فإذا خلا لي قتلته ، وقد استتر ذلك كلّه عليّ ، فقالعليه‌السلام : يا أبا بجير لو كنت قتلتهم بأمر الإمام لم يكن عليك في قتلهم شي‌ء ، ولكنّك سبقت الإمام فعليك ثلاث عشرة شاة تذبحها بمنى وتتصدّق بلحمها ، وليس عليك غير ذلك. إلى أن قال : فلمّا خرجنا من عنده قال لي أبو بجير : يا عمّار أشهد أنّ هذا عالم آل محمّد (ص) ، وأنّ الذي كنت عليه باطل ، وأنّ هذا صاحب الأمر(1) .

وفيتعق : في نسختي من الوجيزة : عبد الله بن النجاشي الكاهلي حسن كالصحيح(2) .

وفي التحرير بعد نقل مضمون ما فيكش : أمر أبي بجير في موالاة أهل البيت ظاهر ، لكن حسن بن خرّزاذ مطعون فيه(3) .

وفي الكافي في باب إدخال السرور على المؤمن بسنده عن محمّد بن جمهور قال : كان النجاشي وهو رجل من الدهاقين عاملا على الأهواز وفارس ، فقال بعض أهل عمله لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّ في ديوان النجاشي عليّ خراجا وهو مؤمن يدين الله بطاعتك(4) ، فإن رأيت أن تكتب إليه كتابا ، فكتب إليه : بسم الله الرحمن الرحيم سر أخاك يسرّك الله.

فلمّا ورد الكتاب عليه دخل عليه وهو في مجلسه ، فلمّا خلا ناوله(5) ، فقبّله ووضعه على عينيه وقال : ما حاجتك؟ قال : خراج عليّ في ديوانك ، قال : كم هو؟ قال : عشرة آلاف درهم ، فدعا كاتبه وأمره بأدائها عنه ثمّ أخرجه‌

__________________

(1) رجال الكشّي : 342 / 634.

(2) الوجيزة : 247 / 1107 ، وفيها : عبد الله بن النجاشي ضعيف. وسيأتي التنبيه عليه.

(3) التحرير الطاووسي : 333 / 227.

(4) في المصدر : وهو مؤمن يدين بطاعتك.

(5) في المصدر : ناوله الكتاب.

٢٤٩

منها ، [ وأمر ](1) أن يثبتها له لقابل ، ثمّ قال له : سررتك؟ فقال : نعم جعلت فداك ، ثمّ أمر له بمركب وجارية وغلام وأمر له بتخت ثياب في كلّ ذلك يقول له : هل سررتك؟ فيقول : نعم ، فكلّما قال نعم زاده حتّى فرغ ، ثمّ قال : احمل فرش هذا البيت الذي كنت جالسا فيه حين دفعت إليّ كتاب مولاي وارفع إليّ حوائجك ، قال : ففعل.

وخرج الرجل فصار إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام فحدّثه بالحديث على جهته ، فجعل يسرّ بما فعل ، فقال الرجل : يا بن رسول الله (ص) كأنّه قد سرّك بما فعل بي؟ فقال : إي والله لقد سرّ الله ورسوله(2) .

أقول : وهذا جدّ النجاشي المشهور أحمد بن علي ، ومرّ فيه أنّ الصادقعليه‌السلام كتب إليه رسالة(3) ، انتهى(4) .

أقول : ما مرّ من أنّ في وجيزته سلّمه الله : حسن كالصحيح ، لا يخفى أنّ فيها سقطا ، والذي في نسخ الوجيزة : وابن النجاشي ضعيف. ثمّ بعد سطر : وابن يحيى الكاهلي : حسن كالصحيح(5) . لكن الظاهر أنّ المراد بابن النجاشي الواقفي الآتي. وممّا يدلّ على السقط أنّ ابن النجاشي ليس بكاهلي ولم يلقّب به أصلا ؛ وأيضا لا وجه لجعله حسن كالصحيح مطلقا ، فإنّ غاية ما ظهر منكش قوله بالإمامة ، ولم يظهر من كلام طس أيضا أكثر من ذلك ، ولا من العلاّمةرحمه‌الله سوى ذكره في القسم الأوّل ، فتأمّل.

وفي الحاوي ذكره في الضعاف وقال : هذا هو سابع جدّ لأحمد بن‌

__________________

(1) أثبتناه من المصدر.

(2) الكافي 2 : 152 / 9.

(3) رجال النجاشي : 101 / 253.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 213. و : انتهى ، لم ترد في نسخة « ش ».

(5) الوجيزة : 248 / 1113.

٢٥٠

علي النجاشي صاحب الكتاب المعروف ، والرسالة المشار إليها رأيتها ، وهي مشهورة(1) ، انتهى.

1808 ـ عبد الله النجاشي :

من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، واقفي ،صه (2) ، ود(3) .

والذي فيظم : عبد الله بن النخّاس واقفي(4) .

ولعلّ هذا هو الذي نقلاه ، وفي نسختنا أو نسختيهما سهو ، والله العالم.

وفيتعق : في النقد أيضا : الذي وجدنا في رجاله : عبد الله النخّاس(5) (6) .

أقول : كذا في نسختي منجخ في ظم : عبد الله النخّاس ، فلاحظ.

1809 ـ عبد الله بن النضر بن سمعان :

التميمي الخرقاني ، كثيرا ما يروي عنه الصدوق مترضّيا مترحّما(7) ،تعق (8) .

1810 ـ عبد الله النهدي :

أبو مسروق ؛ عن حمدويه أنّه فاضل ، ويأتي في الكنى(9) ،تعق (10) .

__________________

(1) حاوي الأقوال : 292 / 1724.

(2) الخلاصة : 236 / 11.

(3) رجال ابن داود : 255 / 292 ، وفيه : عبد الله بن النجاشي ، م ، كش ، واقفي.

(4) رجال الشيخ : 357 / 49.

(5) نقد الرجال : 209 / 259.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 213.

(7) الأمالي : 72 / 9 ، علل الشرائع : 229 / 1.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 213.

(9) عن رجال الكشّي : 372 / 696 ، وفيه أنّه وابنه الهيثم فاضلان.

(10) تعليقة الوحيد البهبهاني : 214.

٢٥١

قلت : ويأتي أيضا في ابنه هيثم بن أبي مسروق.

1811 ـ عبد الله بن واقد اللحّام الكوفي :

وأخوه الحسن ،ق (1) .

وفيتعق : قال جدّي : ويشتبه بابن أبي يعفور ، فإنّ اسمه واقد ، لكنّه مشتهر بالكنية ولم نطّلع على ذكر اسمه في الروايات ، ولو اشتبه فلا يضر ، لأنّ اللحّام يشتبه به لا العكس(2) ، انتهى(3) .

أقول : يؤيّده أنّ فيمشكا لم يجعل عبد الله بن واقد من المشترك.

1812 ـ عبد الله بن الوضّاح :

ق (4) .

وزادصه : بتشديد الضاد المعجمة والحاء المهملة أخيرا ، أبو محمّد ، كوفي ، من الموالي ، ثقة ، صاحب أبا بصير يحيى بن القاسم كثيرا وعرف به(5) .

وزادجش ( بعد حذف الترجمة ) : له كتب ، علي بن الحسن الطاطري عنه(6) .

أقول : فيمشكا : ابن وضّاح الثقة ، عنه علي بن الحسن الطاطري ، وسليمان بن داود(7) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 225 / 35 ، وفي نسخة « ش » بدل وأخوه : أخوه.

(2) روضة المتّقين : 14 / 386.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 214. و : انتهى ، لم ترد في نسخة « ش ».

(4) ورد ذكره في رجال الشيخ في أصحاب الإمام الكاظمعليه‌السلام : 355 / 24.

(5) الخلاصة : 110 / 37.

(6) رجال النجاشي : 215 / 560 ، وما بين القوسين لم يرد في نسخة « م ».

(7) هداية المحدّثين : 106.

٢٥٢

1813 ـ عبد الله بن الوليد بن جميع :

القرشي الزهري الكوفي ، أسند عنه ،ق (1) .

1814 ـ عبد الله بن الوليد السمّان :

بالسين المهملة والنون أخيرا ، النخعي ، مولى ، كوفي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثقة ،صه (2) .

وزادجش : له كتاب رواه عنه جماعة ، منهم عبيس بن هشام(3) .

وفيست : جماعة ، عن التلعكبري ، عن علي بن حبشي بن قوني الكاتب ، عن حميد ، عن القاسم بن إسماعيل القرشي ، عنه(4) .

أقول : فيمشكا : ابن الوليد السمّان الثقة ، عنه عبيس بن هشام ، والقاسم بن إسماعيل القرشي(5) .

1815 ـ عبد الله بن وهب الراسبي :

رأس الخوارج ، ملعون ، ي(6) .

وزادصه : بالراء والسين والباء الموحّدة(7) .

وزادد : منسوب إلى راسب بن ميدغان بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث(8) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 228 / 89.

(2) الخلاصة : 111 / 44.

(3) رجال النجاشي : 221 / 577.

(4) الفهرست : 105 / 453.

(5) هداية المحدّثين : 208.

(6) رجال الشيخ : 52 / 96.

(7) الخلاصة : 236 / 4 ، ولم يرد فيها : ملعون.

(8) رجال ابن داود : 255 / 293 ، وفيه بدل ميدغان : جدعان. وفي الأنساب : 6 / 44 : هو راسب بن ميدغان ، ذكر ذلك في هامشه نقلا عن اللباب.

٢٥٣

1816 ـ عبد الله بن هارون :

أبو محمّد الزبيري ، يعرف بهذا ، له كتاب في الإمامة ، وهي رسالة إلى المأمون ،جش (1) .

أقول : ظاهر هذا كونه من مصنّفي الإماميّة وعلمائهم كما هو ظاهر ، ومضى في ابن عبد الرحمن أنّه من أصحابنا(2) .

1817 ـ عبد الله بن يحيى الحضرمي :

ي (3) . وزادصه : قال له عليعليه‌السلام يوم الجمل : أبشر يا ابن يحيى فإنّك وأباك من شرطة الخميس حقّا ، لقد أخبرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس ، والله سمّاكم في السماء شرطة الخميس على لسان نبيّه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله (4) .

وفيكش : روي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال لعبد الله بن يحيى الحضرمي يوم الجمل إلى آخر ما مرّ(5) .

وفي قي : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام لعبد الله بن يحيى الحضرمي إلى آخره(6) .

وفيه في الأولياء من أصحابهعليه‌السلام : أبو الرضا عبد الله بن يحيى الحضرمي(7) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 220 / 574.

(2) نقلا عن رجال النجاشي : 220 / 74 و 575 ، وفيه أنّ الزبيريّين في أصحابنا ثلاثة ، منهم عبد الله بن هارون.

(3) رجال الشيخ : 47 / 14 ، وفيه : عبد الله بن بحر الحضرمي ، يكنى أبا الرضا. وفي مجمع الرجال نقلا عنه : 4 / 62 : ابن يحيى.

(4) الخلاصة : 104 / 8.

(5) رجال الكشّي : 6 / 10.

(6) رجال البرقي : 3.

(7) رجال البرقي : 4.

٢٥٤

وكذا فيصه أيضا(1) .

وفي نهاية ابن الأثير : الخميس : الجيش ، سمّي به لأنّه مقسوم خمسة أقسام المقدّمة والساق والميمنة والميسرة والقلب.

والشرطة : أوّل طائفة من الجيش تشهد الوقعة(2) .

ومرّ مدح الشرطة في الأصبغ وبشر بن عمرو(3) (4) .

وفيتعق : ذكر شيخنا البهائيرحمه‌الله أنّ الخميس العسكر ، وسمّي به لانقسامه إلى الخمسة. ثمّ قال : وشرطة الخميس أعيانه من الشرط وهو العلامة ، لأنّهم لهم علامة يعرفون بها ؛ أو من الشر وهو التهيّؤ ، لأنّهم يهيّئون أنفسهم لدفع الخصم ، وقولهعليه‌السلام : إنّك وأباك من شرطة الخميس ، يريد إنّكما من أعيان حزبنا يوم القيامة. فهذه الرواية تشهد بتعديلهما(5) .

1818 ـ عبد الله بن يحيى.

أبو محمّد الكاهلي ، عربي ، أخو إسحاق ، رويا عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وكان عبد الله وجها عند أبي الحسنعليه‌السلام ، ووصّى به علي بن يقطين فقال له : اضمن لي الكاهلي وعياله أضمن لك على الله الجنّة ،جش (6) .

وزادصه : ولم أجد ما ينافي مدحهرحمه‌الله (7) .

__________________

(1) الخلاصة : 192 ، وفيها : الجرمي ، وفي النسخة الخطيّة منها : الحضرمي.

(2) النهاية لابن الأثير : 2 / 79 ، 460.

(3) في نسخة « م » : عمر.

(4) نقلا عن رجال الكشّي : 5 / 8 ، 9.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 214.

(6) رجال النجاشي : 221 / 580 ، وفيه وفي الخلاصة : أضمن لك الجنّة.

(7) الخلاصة : 108 / 31.

٢٥٥

وفيظم : عبد الله بن يحيى الكاهلي(1) .

وزادست : له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن عبد الله ابن يحيى(2) .

ثمّ فيه أيضا : عبد الله بن يحيى له كتاب عن أبي البختري وهب بن وهب صاحب المغازي ، تزوّج أبو عبد اللهعليه‌السلام بأمّه ـ أعني وهب بن وهب(3) ـ وكان قاضي القضاة ببغداد من قبل الرشيد ، ضعيف لا يعوّل على ما ينفرد به ؛ أخبرنا بهذه الكتب جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عبد الله بن يحيى(4) ، انتهى.

والمراد بالتضعيف وهب لا يحيى(5) كما لا يخفى.

وفيكش : علي بن محمّد قال : حدّثني محمّد بن عيسى قال : زعم ابن أخي الكاهلي أنّ أبا الحسن الأوّلعليه‌السلام قال لعلي : اضمن لي الكاهلي وعياله أضمن لك الجنّة(6) .

حمدويه بن نصير ، عن محمّد بن عيسى نحوه. وزاد : فزعم ابن أخيه أنّ عليّا لم يزل يجري عليهم الطعام والدراهم وجميع النفقات مستغنين حتّى مات الكاهلي(7) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 357 / 51.

(2) الفهرست : 102 / 440 ، وفيه : عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر.

إلى آخره ، وذكر أيضا طريقا آخر ينتهي إلى محمّد بن أبي عمير عنه.

(3) في المصدر : أعني أمّ وهب بن وهب.

(4) الفهرست : 105 / 460 ، وفيه بدل أخبرنا بهذه الكتب : أخبرنا بهذا الكتاب.

(5) الصواب : لا ابن يحيى ، كما هو الظاهر.

(6) رجال الكشّي : 401 / 749.

(7) رجال الكشّي : 447 / 841.

٢٥٦

وجدت بخطّ جبرئيل بن أحمد : حدّثني محمّد بن عبد الله بن مهران ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أخطل الكاهلي ، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال : حججت فدخلت على أبي الحسنعليه‌السلام فقال لي : اعمل خيرا في سنتك هذه فإنّ أجلك قد دنا. قال : فبكيت ، فقال لي : ما يبكيك؟قلت : جعلت فداك نعيت إليّ نفسي ، قال : أبشر فإنّك من شيعتنا وأنت إلى خير.

قال أخطل : فما لبث عبد الله بعد ذلك إلاّ يسيرا حتّى مات(1) .

وفيتعق : في نسختي من الوجيزة : ثقة(2) ، ووصف العلاّمة في المختلف جملة روايات هو فيها بالصحّة(3) ، وحكمشه في شرح اللمعة عند ذكر أنّ المسكين أسوأ حالا من الفقير أو العكس بصحّة رواية أبي بصير وهو فيها(4) .

وفي البلغة : قد ظفرت لهم في مواضع تقرب من مائة(5) فصاعدا عدّ حديثه في الصحيح(6) .

هذا ، ويروي كتابه جماعة ومنهم ابن أبي نصر وابن أبي عمير(7) ، وهو كثير الرواية ، ومقبولها ، وكلّ ذلك أمارة الجلالة بل الوثاقة. وربما عدّ ضعيفا‌

__________________

(1) رجال الكشّي : 448 / 842.

(2) الوجيزة : 248 / 1113 ، وفيها : حسن كالصحيح.

(3) مختلف الشيعة : 1 / 323 و 389 ، 3 / 102.

(4) الروضة البهيّة : 2 / 42 ، الكافي 3 : 501 / 16 والتهذيب 4 : 104 / 297 ، وفيهما : عبد الله بن يحيى.

(5) في المصدر : ستة.

(6) البلغة : 377 / 16 ، وفيها زيادة : وهو وهم. أي أنّ الحكم بصحّة رواياته وهم ، لأنّه ليس في مصاف الثقات.

(7) كما في طريقي الفهرست.

٢٥٧

توهّما من عبارةست ، وهو كما ترى(1) .

أقول : ما ذكره سلّمه الله عن الوجيزة ، فيما يحضرني من نسختها : حسن كالصحيح ، فلاحظ. وما مرّ عنست من ذكر عبد الله بن يحيى ثانيا وأنّ له كتابا عن أبي البختري ، الظاهر أنّه غير الكاهلي ، ولذا جعل له في النقد ترجمة على حدة وإن احتمل الاتّحاد أيضا(2) .

وفيمشكا : ابن يحيى الكاهلي الممدوح ، عنه أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، وابن أبي عمير ، وأحمد بن أبي عبد الله ، وصفوان بن يحيى ، وعلي ابن الحكم الكوفي الثقة ، وزكريّا بن آدم ، ومحمّد بن زياد الثقة ، والحسن بن محبوب ، وأخطل الكاهلي(3) ، انتهى فتأمّل.

وزاد الطريحي : القاسم بن محمّد الجوهري(4) .

وقال الكاظمي في حاشيته : لم أجد روايته عنه.

1819 ـ عبد الله بن يقطر :

رضيعةعليه‌السلام ، قتل بالكوفة ، وكان رسولهعليه‌السلام ، رمي به من فوق القصر فنكس فقام إليه عمرو الأزدي فذبحه ، ويقال : بل فعل ذلك عبد الملك بن عمير اللخمي ، سين(5) . ونحوهصه (6) .

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 214.

(2) نقد الرجال : 210 / 280 ، 281.

(3) هداية المحدّثين : 208 ، وفيها زيادة : وأحمد بن محمّد بن خالد.

(4) جامع المقال : 110.

(5) رجال الشيخ : 76 / 10 ، وفيه بدل فنكس : فتكسّر ، وفيه أيضا : عبد الملك بن عمير النخعي. وفي مجمع الرجال نقلا عنه : 4 / 64 ، وفيه : فنكس ، و : عبد الملك بن عمير اللخمي.

(6) الخلاصة : 104 / 9.

٢٥٨

1820 ـ عبد المؤمن بن القاسم بن قيس :

ابن قيس بن فهد الأنصاري ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، ثقة هو وأخوه ، وهو أخو أبي مريم عبد الغفّار بن القاسم ، وقيس بن فهد صحابي ؛ يكنّى عبد المؤمن بأبي عبد الله ، كوفي ، توفّي سنة سبع وأربعين ومائة وهو ابن إحدى وثمانين سنة ؛ له كتاب يرويه جماعة ، منهم سفيان بن إبراهيم بن يزيد(1) الحارثي ،جش (2) .

صه إلى قوله : ابن القاسم ، إلاّ ابن القاسم أوّلا(3) . وكأنّه سقط من قلمه أوّلا ، أو من نسختنا.

وفيين : عبد المؤمن(4) .

وزادست : ابن القاسم له كتاب ، عمارة بن زياد له كتاب ؛ رواهما حميد ، عن إبراهيم بن سليمان ، عن أبي إسحاق الخزّاز(5) ، عنهما(6) .

أقول : ما ذكرهرحمه‌الله من سقوط ابن القاسم ، هو ساقط في نسختنا منصه ، وكذا في نسخة الحاوي(7) ونسخة النقد أيضا ، فلعلّ الظاهر سقوطه أوّلا.

وفي النقد : فيد : عبد المؤمن بن أبي القاسم ، وكأنّ لفظ أبي زائد(8)

__________________

(1) في المصدر : مرثد.

(2) رجال النجاشي : 249 / 655 ، وفيه وفي الخلاصة : بدل فهد : قهد ، في الموضعين.

(3) الخلاصة : 131 / 14.

(4) رجال الشيخ : 99 / 34.

(5) في نسخة « م » : الخرّاز.

(6) الفهرست : 122 / 556 و 557 ، وفيه : رواهما جميعا حميد ، عن أبي إسحاق إبراهيم بن سليمان الخزّاز ، عنهما.

(7) حاوي الأقوال : 122 / 462.

(8) في نسخة « ش » : زائدة.

٢٥٩

في الكلام(1) .

قلت : لم أجده في نسختي مند إلاّ ابن القاسم(2) ، فلاحظ.

وفيمشكا : ابن القاسم الثقة ، سفيان بن إبراهيم عنه (جش ، إبراهيم ابن سليمان الخزّازست )(3) . ومن عداه لا أصل له ولا كتاب ، فلا إشكال(4) ، انتهى.

أقول : لاحظست وتأمّل.

1821 ـ عبد الملك الأحول :

هو ابن عمرو. وهو غير مذكور في الكتابين بهذا العنوان.

1822 ـ عبد الملك بن أعين :

قال علي بن أحمد العقيقي : إنّه عارف. قالكش : يكنّى أبا الضريس ، وروى ترحّم الصادقعليه‌السلام عليه ، ثمّ روى أنّ الصادقعليه‌السلام قال له : لم سمّيت ابنك ضريسا؟ فقال له : لم سمّاك أبوك جعفرا؟ وروى أبو جعفر بن بابويه أنّ الصادقعليه‌السلام زار قبره بالمدينة مع أصحابه ،صه (5) .

وقالشه : الروايات التي ذكرهاكش في المدح والترحّم والذمّ المقتضي لقلّة الأدب جميعها ضعيفة السند لا يثبت بها حكم ، فأمره على الجهالة بالحال(6) ، انتهى.

__________________

(1) نقد الرجال : 210 / 4.

(2) رجال ابن داود : 132 / 979.

(3) ما بين القوسين لم يرد في المصدر.

(4) هداية المحدّثين : 107.

(5) الخلاصة : 115 / 5.

(6) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 55.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534