الوهمي والحقيقي في سيرة عمر بن الخطاب

الوهمي والحقيقي في سيرة عمر بن الخطاب10%

الوهمي والحقيقي في سيرة عمر بن الخطاب مؤلف:
الناشر: انتشارات دارالتفسير
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 564

الوهمي والحقيقي في سيرة عمر بن الخطاب
  • البداية
  • السابق
  • 564 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 91318 / تحميل: 7655
الحجم الحجم الحجم
الوهمي والحقيقي في سيرة عمر بن الخطاب

الوهمي والحقيقي في سيرة عمر بن الخطاب

مؤلف:
الناشر: انتشارات دارالتفسير
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

أقوال عمر).

نعم! الطّاعة لمن ولاّه الله أمور المسلمين لا من ولّته السّقيفة، وبين الأمرين فرق كبير! ولوجاز ما يروّجون له لكان يزيد بن معاوية أيضا ممّن ولاه الله أمور المسلمين. ومن أعجب ما في هذه المسألة أنّهم من جهة يقولون إن الله تعالى ترك الأمر شورى للمسلمين، ولم يعين شخصا بذاته لا يوم الغدير ولا قبله ولا بعده، وفي نفس الوقت يقولون (من ولاّه الله أمور المسلمين)!

قالوا: وكان عمر بن الخطّاب إذا اجتهد في اليمين قال: والذي تقوم السماء والأرض بأمره أي هي قائمة ثابتة بأمره لها وتسخيره إياها(١) . (من أخبار عمر).

وقال عمر بن الخطّاب للعبّاس: والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحبّ إليّ من إسلام الخطاب لو أسلم، لأنّ إسلامك كان أحبّ إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من إسلام الخطاب(٢) . (من أقوال عمر).

أقول: فاطمة أحب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من عمّه العبّاس، ومع ذلك فقد هدّد عمر بتحريق البيت عليها!.

وقال قتادة: ذكر لنا أن رجلا قال لعمر بن الخطّاب: يا أمير المؤمنين قحط المطر وقنط النّاس فقال عمر: (مطرتم، ثم قرأ:( أَذْهَبْتُمْ طَيّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا ) (٤) . (تناقضات عمر - أليس هو الذي يعزو كثرة احتلامه إلى كثرة أكل الدسم؟!).

____________________

(١) مختصر ابن كثير، ج ٣ ص ٦٤.

(٢) مختصر ابن كثير، ج ٣ ص ٣٢١.

(٣) مختصر ابن كثير، ج ٣ ص ٣٢٢.

(٤) مختصر ابن كثير [ج ٣ - ص ٣٦٦].

٣٤١

وعن عمر بن الخطّاب: (أنه قال: ما عاقبت أحدا عصى الله تعالى فيك بمثل أن تطيع الله تبارك وتعالى وفيه(١) . (من أقوال عمر - لقد أطاع الله تعالى في تهديد فاطمة وأولادها بالتحريق بالنار!).

قال عمر بن الخطاب حين قيل له ألا تستخلف: لو كان أبو عبيدة حياً لاستخلفته ولو كان معاذ حياً لاستخلفته ولو كان سالم حياً لاستخلفته فإني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول أبو عبيدة أمين هذه الأمّة ومعاذ أمّة قانت لله ليس بينه وبين الله يوم الكشاف القيامة إلا المرسلون وسالم شديد الحب لله لو كان لا يخاف الله لم يعصه(٢) . (من أقوال عمر).

أقول: ليت عمر بن الخطاب بيّن للمسلمين أمانة أبي عبيدة في أي يوم وفي أية واقعة؟! وأما سالم مولى أبي حذيفة فإنه كان حاضرا يوم خيبر، وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يومها (لأعطينّ الرّاية غدا رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله.. (ولم يكن ذلك الحبيب غير علي عليه السلام، وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في علي عليه السلام كلاما كثيرا، كما نزل في فضائله أيضا قرآن كثير، ولكن ذلك كلّه لا يعني للخليفة عمر شيئا لأن الأمر كان محسوما، ولم تكن تلك المقالة إلا لذرّ الرماد في العيون، وإلا فأين إنجازات من سمّاهم؟! ولماذا لم يظهر لهم أثر يوم خيبر ولا يوم الخندق ولا غير ذلك من الأيّام التي يتميّز فيها الصّادق بصدقه والأمين بأمانته. ولعلّ الخليفة عمر بن الخطّاب إنّما كان يورد تلك الأسماء وتلك المقالات لينزل من مقام علي عليه السلام في نفوس الأجيال القادمة، لأنّ حسد معاصريه له عليه السلام كان أوضح من نار على علم.

وروي عن عمر بن الخطّاب قوله: لا تظنّنّ بكلمة خرجت من في أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا(٣) . (من أقوال عمر).

____________________

(١) مختصر ابن كثير [ج ٣ - ص ٣٨٤].

(٢) الكامل في التاريخ ج ٢ ص ٤٥٩ والكشاف ج ٢ ص ٥٩٩ وتاريخ مدينة دمشق ج ٥٨ ص ٤٠٤ وتخريج الأحاديث والآثار ج ٢ ص ٢٥٠ ومختصر ابن كثير، ج ٣ ص ٤٩٣.

(٣) الكشاف، الزمخشري، ج ١ ص ٢٣٤.

٣٤٢

أقول: لماذا لم يحمل سؤال صبيغ بن عسل التميمي على محمل الخير؟

قال الزمخشري: وروى عن عمر بن الخطّاب أنه قال: والله لو أمرنا ربنا لفعلنا والحمد لله الذي لم يفعل بنا ذلك(١) . (من أقوال عمر).

أقول: لقد أمره الله بمثل ذلك: ألاّ يولّي دبره من الزّحف وألا يرغب بنفسه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومع ذلك ولّى دبره من الزحف وفرّط في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ تركه بين الأعداء.

قال الزمخشري: وروي أن عمر بن الخطّاب كان إذا جاءه ولي اليتيمة نظر فإن كانت جميلة غنيّة قال: زوّجها غيرك والتمس لها من هو خير منك وإن كانت دميمة ولا مال لها قال: تزوّجها فأنت أحقّ بها(٢) . (من أقوال عمر).!

أقول: لم لم يقل ذلك لعبد الرحمن بن عوف والمغيرة بن شعبة، وقد فعل كل واحد منهما خلاف ما تشتهي نفس عمر؟!).

وفي صحيح ابن حبان أنّ عمر بن الخطّاب قال كنا معشر المهاجرين قوما نغلب نساءنا فإذا الأنصار قوم تغلبهم نساؤهم فأخذ نساؤنا يتأدّبن بأدب نساء الأنصار..(٣) . (أقول لعمر)

أقول: مهاجرون يغلبون نساءهم لكنّهم ساعة الجدّ لا يفكّرون إلاّ في الفرار، بينما الأنصار تغلبهم نساؤهم - على حدّ قول عمر - لكنّهم ساعة الجدّ قلّما يفرّون. وما أسهل أن يغلب المرء زوجته، وليس من شأن أهل المروءة مغالبة النساء.

وعن عبيد بن رفاعة الأنصاري قال تذاكر أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه العزل فاختلفوا فيه فقال عمر رضي الله عنه: قد اختلفتم وأنتم أهل بدر الخيار فكيف بالنّاس بعدكم إذ تناجى رجلان فقال عمر: ما هذه المناجاة؟ قال: إنّ اليهود تزعم أنّها الموءودة الصغرى. فقال عليّ رضي الله عنه: إنّها لا تكون موءودة

____________________

(١) الكشاف، الزمخشري، ج ١ ص ٢٦٢.

(٢) الكشاف، الزمخشري، ج ١ ص ٢٨٥.

(٣) صحيح ابن حبان ج ٩ ص ٤٩٤.

٣٤٣

حتى تمرّ بالتّارات السّبع،( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِن طِينٍ.. ) إلى آخر الآية، فعجب عمررضي‌الله‌عنه من قوله وقال: جزاك الله خيرا(١) . وفي شرح الزرقاني قال عمر لعلي: صدقت أطال الله بقاك، فقيل إنّه أوّل من قالها في الإسلام(٢) . وفي الاستذكار فقال له عمر صدقت أطال الله بقاءك، وهذه أيضا رواية زيد بن أبي الورقاء عن ابن لهيعة. وقيل إنّ أوّل من قال في الإسلام أطال الله بقاءك عمر لعلي - رضي الله عنهما - في هذا الخبر، وروى المقرئ عن ابن لهيعة مثله بإسناده وقال في آخره عمر جزاك الله خيرا(٣) . (أوائل عمر).

وروى الحاكم من طريق ابن شهاب قال: خرج عمر بن الخطّاب إلى الشّام ومعه أبو عبيدة بن الجراح فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين! أأنت تفعل هذا؟! تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاضة؟! ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك! فقال عمر: أوه! لو يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ! إنّا كنا أذلّ قوم فأعزّنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزّ بغير ما أعزّنا الله به أذلّنا الله. قال الألباني: (صحيح) وفي رواية له: يا أمير المؤمنين! تلقاك الجنود وبطارقة الشّام وأنت على حالك هذه؟ فقال عمر: إنا قوم أعزنا الله بالإسلام فلن نبتغي العز بغيره(٤) .

أقول: كيف أعزّ الله تعالى العرب بالإسلام؟ ألم يكن ذلك بمحمد وآل بيته عليهم السلام؟ الم يستشهد أبو عبيدة بن الحارث في بدر وحمزة في أحد وجعفر في مؤتة؟ ألم يقض نبي الرحمةصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عمره الشريف مجاهدا حتى أتاه اليقين؟ فكيف كان جزاء عمر وحزبه لرسول الله وأهل بيته عليهم السلام؟! أليس هو الذي حمل النّار وهمّ بتحريق بيت كان

____________________

(١) شرح مشكل الآثار ج ٥ ص ١٧٤ والتحرير والتنوير، ج ١ ص ٢٨٢.

(٢) شرح الزرقاني ج ٣ ص ٢٩٥.

(٣) الاستذكار، ج ٦ ص ٢٢٧.

(٤) السلسلة الصحيحة، ناصر الدين الألباني، ج ١ ص ١١٧.

٣٤٤

جبريل يستأذن لدخوله؟!

ورووا عن عمر بن الخطّاب أنه قال أشكو إلى الله ضعف الأمين وخيانة القويّ(١) .

يريد أسأله أن يؤيّدني بقويّ امين أستعين به. وفيه شهادة منه على قلّة الأمناء في حاشيته وعمّاله. (من أقوال عمر).

ومُدح رجل عند عمر بن الخطّاب بالخير فقال عمر: هل أريتموه الأبيض والأصفر؟ يعني الدّراهم والدّنانير(٢) .

وروى الحسن عن الأحنف بن قيس أنه سمع عمر بن الخطّاب يقول: لأنا أعلم بخفض العيش، ولو شئت لجعلت أكبادا وصلائق وصنابا وكراكر وأسنمة، ولكني رأيت الله نعى على قوم فقال:( أَذْهَبْتُمْ طَيّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا ) . وإنما أراد عمر بذلك الخشية من أن يشغله ذلك عن واجبه من تدبير أمور الأمّة فيقع في التّفريط ويؤاخذ عليه(٣) . (من أقوال عمر).

وفي تفسير الصنعاني عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين أن عمر بن الخطّاب قال ليس المسكين بالذي لا مال له ولكن المسكين الأخلق الكسب(٤) . (من أقوال عمر).

عبد الرزاق قال أنا ابن عيينة عن رجل عن الحسن في قوله لم يسرفوا ولم يقتروا أن عمر بن الخطّاب قال كفى سرفا ألاّ يشتهي رجل شيئا إلا اشتراه فأكله (من أقوال عمر - قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق(٥) .

أقول: إذا كان ماله حلالا وكانت نيته التقوّي على العبادة فما المانع، على أنّ ما عناه لا يكاد يوجد، فمن هذا الذي لا ينفكّ يتشهّى؟!

وسمع عمر بن الخطّاب رجلا يقول اللهمّ اغفر لي خطاياي فقال: استغفر الله للعمد،

____________________

(١) التحرير والتنوير، ابن عاشور، ج ١ ص ٣١٣٢.

(٢) التحرير والتنوير، ج ١ ص ٣٦٤٧.

(٣) التحرير والتنوير، ج ١ ص ٤٠١١.

(٤) تفسير الصنعاني، ج ٢ ص ٢٨٠.

(٥) تفسير الصنعاني، ج ٣ ص ٧١.

٣٤٥

فأما الخطأ تجوّز عنه(١) .

القتل الخطأ مثلا في نظر عمر لا يحتاج إلى استغفار، وموسى بن عمران قضى على الذي هو من عدوّه دون تعمّد القتل، ومع ذلك استغفر؟! ولقد رووا أن رسول الله كان يستغفر في اليوم أكثر من سبعين مرة، وهو المعصوم.

عن هشام بن عروة في قوله تعالى أذهبتم طيبتكم في حياتكم الدنيا أن عمر بن الخطّاب قال لو شئت أن أذهب طيباتي في حياتي الدنيا لأمرت بجدي سمين فطبخ باللبن(٢) .

طيباتكم لدى عمر بن الخطاب تنحصر في كبش مطبوخ باللبن!.

وعن زيد بن وهبقال: إني لجالس مع عمر بن الخطّاب إذ جاء ابن مسعود فكان الجلوس يوارونه من قصره فضحك عمر حين رآه فجعل عمر يكلّمه ويهلل وجهه ويضاحكه وهو قائم عليه ثم ولى فأتبعه عمر بصره حتى توارى فقال: كنيف ملئ علما(٣) . انظر: سير أعلام النبلاء، ج ١ ص ٤٩١ وطبقات ابن سعد، ج ١ ص ١١٠ والحلية، ج ١ ص ١٢٩.

وقال السيوطي في الإتقان: أخرج ابو عبيد في فضائله عن عمر بن الخطّاب قال تعلّموا اللّحن والفرائض والسّنن كما تعلّمون القرآن(٤) .

أقول: وكيف يتعلّمونها وقد نهى هو نفسه عن روايتها، وضرب بعض الرواة، وجلد بعضا، ونكّل ببعض؟!

قال ابن القاسم وأخبرني مالك أنّ عمر بن الخطّاب نهى عن رطانة الأعاجم وقال: إنها خب أي خبث وغش(٥) .

____________________

(١) تفسير الصنعاني، ج ٣ ص ١١١.

(٢) تفسير الصنعاني، ج ٣ ص ٢١٧.

(٣) مفردات القرآن، ج ١ ص ١٧٥.

(٤) الإتقان، ج ١ ص ٥٢٨.

(٥) مناهل العرفان، ج ٢ - ص ١١٦.

٣٤٦

أقول:

هذا كلام لا يمت إلى الإسلام بصلة، فإن الله تعالى قد جعل اختلاف الألسنة من آياته في الأرض. وأئمة أهل البيت عليهم السلام كانوا يتحدثون الفارسية مع أبناء فارس وهم مطهّرون بنص الكتاب العزيز، ويصلى عليهم في كل فريضة ونافلة!؛ وإنّما شرفت العربيّة بالقرآن الكريم، وشرف العرب برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكتاب الله الكريم، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين.

وقال عمر بن الخطّاب: من خاف الله لم يشف غيظه ومن اتقى الله لم يصنع ما يريد ولولا يوم القيامة لكان غير ما ترون(١) . (من أقوال عمر).

قال السيوطي: وأخرج وكيع والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن المغيرة بن شعبة قال كنا في غزاة فتقدّم رجل فقاتل حتّى قتل فقالوا ألقى بيده إلى التّهلكة فكتب فيه إلى عمر فكتب عمر ليس كما قالوا، هو من الذين قال الله فيهم (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله)(٢) .

وقال عمر بن الخطّاب ما رأيت مثل من يجلس أيما بعد هذه الآية وأنكحوا الأيامى منكم التسموا الغنى في الباه(٣) . (من أقوال عمر - وإنّما أوردت هذا القول لعر تعجبا من ابن تيمية الذي بقي أعزب حتى خرج من الدنيا.

ومن أقوال عمر بن الخطّاب: (تفقهوا قبل أن تسودوا). قال السيوطي: معناه اجتهدوا في كمال أهليتكم وأنتم أتباع قبل أن تصيروا سادة فإنكم إذا صرتم ساد متبوعين امتنعتم من التعلم لارتفاع منزلتكم وكثرة شغلكم(٤) . (من أقوال عمر).

وقد حكى أحمد بن محمد بن الحجاج أن أحمد بن صالح سئل عن السّكران فقال أنا آخذ فيه بما رواه ابن جريج عن عمرو بن دينار عن يعلى بن منية عن أبيه قال سألت

____________________

(١) أحكام القرآن للجصاص، ج ٢ ص ٣٢٥.

(٢) الدر المنثور، ج ١ ص ٥٧٦.

(٣) أحكام القرآن للجصاص، ج ٥ - ص ١٧٩.

(٤) التبيان في آداب حملة القرآن، ج ١ - ص ١٣.

٣٤٧

عمر بن الخطّاب عن حدّ السّكران فقال هو الذي إذا استقرأته سورة لم يقرأها وإذا خلطت ثوبه مع ثياب لم يخرجه(١) .

وعن الشعبي عن ابن عمر قال سمعت عمر بن الخطّاب يخطب على منبر المدينة قال أيها الناس ألا إنّه نزل تحريم الخمر يوم نزل وهي من خمسة من العنب والتّمر والعسل والحنطة والشعير والخمر ما خامر العقل(٢) .

قال النّحاس: وقد يجوز أن يتمنّى الموت من له عمل صالح متخلّصا به من الكبائر، فهذا عمر بن الخطّاب لما استقامت أموره وفتح الله على يديه الفتوح وأسلم ببركته من لا يحصى عدده تمنّى الموت فقال اللهمّ كبرت سنّي ورقّ عظمي وانتشرت رعيّتي فاقبضني إليك غير مفرّط ولا مضيّع(٣) . (من أقوال عمر).

يقول النّحّاس: (له عمل صالح متخلصا به من الكبائر). أقول: هيهات! تلك أمانيهم! وتحسبونه هيّنا وهو عند الله عظيم! إذا لم يكن ذلك التّعامل مع فاطمة من الكبائر فليس هناك كبيرة يحاسب عليها إنسان! ومن زعم أنّه يفهم الإسلام أفضل مما تفهمه فاطمة عليها السلام فليراجع نفسه وليتثبت إن كان فعلا على دين أبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وعن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيّب أنّ عمر بن الخطّاب قال أيّها الناس قد سننت لكم السنن وفرضت لكم الفرائض وتركتكم على الواضحة أن لا تضلوا بالناس يمينا وشمالا وآية الرجم لا تضلوا عنها فإن رسول الله قد رجم ورجمنا وأنها قد أنزلت وقرأناها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموها البتة ولو لا أن يقال زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي(٤) .

عمر بن الخطّاب يتحدث عن نفسه ويخبر أنّه هو الذي سن السنن وفرض الفرائض، فماذا فعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا؟.

____________________

(١) الناسخ والمنسوخ للنحاس، ج ١ - ص ١٥٢.

(٢) الناسخ والمنسوخ للحاس، ج ١ - ص ١٦٣.

(٣) الناسخ والمنسوخ للنحاس، ج ١ - ص ٥٣٣.

(٤) نواسخ القرآن، ج ١ - ص ٣٥.

٣٤٨

وروى مالك في الموطأ عن عمر بن الخطّاب أنّه قال: (أيّها النّاس، قد سنت لكم السّنن، وفرضت لكم الفرائض، وتركتكم على السّنّة الواضحة ليلها كنهارها إلا أن تضلّوا بالنّاس يمينا وشمالا(١) .

أقول:

عمر يتحدث عن نفسه فيدّعي أنه هو الذي سنّ السّنّن وفرض الفرائض، فماذا فعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذاً؟ ثم هو يقول: ليلها كنهارها؟!

عن ابن عباس قال: دخلت على عمر بن الخطّاب حين طعن فقلت أبشر بالجنة يا أمير المؤمنين أسلمت حين كفر الناس وجاهدت مع رسول الله حين خذله الناس وقبض رسول الله وهو عنك راض ولم يختلف في خلافتك اثنان وقتلت شهيدا فقال أعد علي فأعدت عليه فقال والله الذي لا اله غيره لو أن لي ما على الأرض من صفراء وبيضاء لافتديت به من هول المطلع!(٢)

أقول: فأين قوله أكفيكهما يا رسول الله؟ وأين حديث البشارة بالجنّة؟ وحديث أفضل الأمّة بعد اثنين؟! لقد كان عمر بن الخطّاب أعلم بنفسه من العمريّين حين جاءت سكرة الموت بالحقّ..

وعن مكحول قال: قال عمر بن الخطّاب احضروا موتاكم وذكروهم فإنهم يرون ما لا ترون ولقنوهم شهادة أن لا إله إلا الله(٣) .

وعن الأعمش عن أبي الضحى قال حدثني من سمع عمر يقول إذا رأى المغيرة بن شعبة ويحك يا مغيرة والله ما رأيتك قط إلا خشيت أن تنزل علي حجارة من السماء(٤) .

نعم، كان عمر يقول هذا القول كلّما رأى المغيرة بن شعبة لأنه هو الذي درأ عنه

____________________

(١) أضواء البيان ج ٥ ص ٣٦٩، وموطأ مالك ج ٢ ص ٨٢٤ وفتح الباري ج ١٢ ص ١٤٣ والتمهيد لابن عبد البر ج ٢٣ ص ٩٢ والتمهيد لابن عبد البر ج ٢٣ ص ٩٢ والاستذكار ج ٧ ص ٤٨٧ والاعتصام ج ١ ص ٧٧ والاعتصام ج ٢ ص ١٥٥ وجامع بيان العلم وفضله ج ٢ ص ١٨٧ و

(٢) إثبات عذاب القبر، ج ١ ص ١٣١.

(٣) كتاب المحتضرين، ابن أبي الدنيا ج ١ ص ٢٢.

(٤) مصنف ابن أبي شيبة ج ٦ ص ٢٠١ تحت رقم ٣٠٦٦٦.

٣٤٩

الحد، وهو أعلم الناس بفسقه، فإنه هو الذي قال له (أنت رجل فاسق)(١) !

وقال المغيرة (لعمر): يا أمير المؤمنين إنك والله ما تدري ما قدر أجلك فلو حددت لناس حدّاً أو علمت لهم علما يبهتون إليه قال فاستوى عمر جالسا ثم قال: هيه! اجتمعتم فقلتم من ترون أمير المؤمنين مستخلفا؟ فقال قائل (عليا) وقال قائل (عبد الله بن عمر فإن فيه خلفا) قال فلا يأمنوا يسأل عنها رجلان من آل عمر؟ فقلت: أنا لا أعلم لك ذلك. قال: قلت فاستخلف. قال: من؟ قلت: عثمان! قال: أخشى عقده وأثرته. قال قلت: عبد الرحمن بن عوف قال مؤمن ضعيف. قال قلت: فالزبير؟ قال: ضرس. قال قلت: طلحة بن عبيد الله قال رضاؤه رضاء مؤمن وغضبه غضب كافر! أما إنّي لو ولّيتها إيّاه لجعل خاتمه في يد امرأته! قال قلت: فعليّ؟ قال: أما إنّه أحراهم إن كان أن يقيمهم على سنّة نبيهمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد كنّا نعيب عليه مزاحة كانت فيه(٢) .

أقول:

عمر يعترف بأفضليّة عليّ عليه السلام على بقية السّتّة، وإن كان ذلك من تحصيل الحاصل، لكنه يزعم أنّ في عليّ عليه السلام دعابة، فهل منعت الدّعابة عليّا عليه السلام من مواجهة عمرو بن عبد ودّ؟! وهل نفع عمر بن الخطاب جدّه وعبوسه يومها؟!

وعن نافع أنّ عمر قال لرجل من ثقيف قال غير أيّوب وهو المغيرة بن شعبة قال فقال له عمر ما فعل غلامك المولد؟ قال فذلك حين دعاه عمر فسأله عنه فقال: خيرا يا أمير المؤمنين، وقد أنكحته. قال: فلعلّك تخالفه إلى امرأته إذا غاب؟! فقال: لا يا أمير المؤمنين. فقال: لو أخبرتني أنّك تفعل لجعلتك نكالا قال وبلغني أن عليا أشار إليه أن لا يعترف(٣) .

____________________

(١) تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٥٥.

(٢) مصنف عبد الرزاق، ج ٥ ص ٤٤٧.

(٣) مصنف عبد الرزاق، ج ٧ ص ٢١٧ تحت رقم ١٢٨٥٩.

٣٥٠

أقول:

هذه القصة تحمل في طياتها ما يمكن أن يمثل منطلقا لبحث موضوعي في مسألة أبي لؤلؤة.

وعن سفيان بن عيينة حدثني الصعب بن حكيم بن شريك بن نملة عن أبيه عن جده قال ضفت عمر بن الخطابليلة فأطعمني كسورا من رأس بعير بارد وأطعمنا زيتا وقال هذا الزيت المبارك الذي قال الله عزوجل لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) .

وعن(٢) عن عبد الكريم بن رشيد أنّ عمر بن الخطّاب قال: (يا أصحاب رسول الله، تناصحوا فإنّكم إن لا تفعلوا غلبكم عليها يعني الخلافة مثل عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان (!).

قال ابن حجر: ويقال إنّ عمر قال لأهل الشّورى لا تختلفوا فإنّكم إن اختلفتم جاءكم معاوية من الشّام وعبد الله بن أبي ربيعة من اليمن فلا يريان لكم فضلا لسابقتكم؛ وإنّ هذا الأمر لا يصلح للطّلقاء ولا لأبناء الطّلقاء فهذا يقتضي أن يكون عبد الله من مسلمة الفتح (اهـ)(٣) . (من أقوال عمر).

عمر بن الخطّاب أيضا كلام في هذا المعنى رواه ابن عساكر (..) عن عثمان بن مقسم قال: قال المغيرة بن شعبة لعمر: أدلّك على القويّ الأمين؟ قال: بلى قال: عبد الله بن عمر! قال: ما أردت بقولك هذا؟ والله لأن يموت فأكفنه بيديّ أحبّ إليّ من أن أوليّه وأنا أعلم أنّ في النّاس من هو خير منه(٤) .

لكن ابن حجر يقول في فتح الباري: والذي يظهر من سيرة عمر في أمرائه الذين كان يؤمرهم في البلاد انه كان لا يراعي الأفضل في الدّين فقط، بل يضمّ إليه مزيد المعرفة بالسّياسة مع اجتناب ما يخالف الشّرع منها، فلأجل هذا استخلف معاوية

____________________

(١) المعجم الكبير، ج ١ ص ٧٤ تحت رقم ٨٩.

(٢) كتاب الفتن ص ١٢٨ تحت رقم ٣٠٦.

(٣) الإصابة، ابن حجر العسقلاني، ج ٤ ص ٧٩.

(٤) فتح الباري - ابن حجر، ج ١٣ - ص ١٩٨.

٣٥١

والمغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص مع وجود من هو أفضل من كل منهم في أمر الدين والعلم(١) .

قلت: رووا أن من ولي من أمور المسلمين شيئا فأمّر عليهم رجلا وهو يرى أنّ فيهم من هو خير منه فقد خانهم. وعليه يكون عمر قد خان المسلمين في توليته الطّلقاء وأبناء الطّلقاء على المهاجرين والأنصار.

قالوا: وكان عمر يسمي معاوية (كسرى العرب).(٢)

قال رسول الله عن معاوية صعلوك، وقال عنه عمر كسرى العرب، ولا يمكن الجمع بين القولين، والمرء حرّ في اختيار ما يبدو له أصحّ القولين.

وقد سأل عمر أبابكر: أفي كتاب الله هذا؟ وأقول: لعل عمر تشابه عليه ما في القرآن وما في التوراة، والعجيب أن أبابكر قرأ أكثر من آية. ويلاحظ وجود المغيرة دائما إلى جنب أحد الرجلين أو كليهما، وهذا معناه أن المغيرة من أساطين حزب السقيفة.

قال عمر: والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبا بكسر أوله أي ما يملؤها ذهبا حتى يطلع ويسيل لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه أي الله أو عذابه وإنما قال ذلك لغلبة الخوف الذي وقع له في ذلك الوقت من خشية التقصير فيما يجب من حقوق الله أو من الفتنة بمدحهم كذا في فتح الباري وقال الطّيبيّ كأنّه رجح جانب الخوف على الرّجاء لما أشعر من فتن تقع بعده في أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجزع جزعا عليهم وترحما لهم ومن استغناء الله تعالى عن العالمين كما قال عيسى عليه السلام( إِن تُعَذّبْهُمْ فَإِنّهُمْ عِبَادُكَ ) (٣)

____________________

(١) فتح الباري - ابن حجر، ج ١٣ - ص ١٩٨.

(٢) الإصابة في تمييز الصحابة، ج ٦ ص ١٥٣، والاستيعاب، ج ٣ ص ١٤١٧ والبداية والنهاية، ج ٨ ص ١٢٥ وتاريخ الإسلام، ج ٤ ص ٣١١ وسير أعلام النبلاء، ج ٣ ص ١٣٤، وتاريخ الخلفاء، ج ١ ص ١٩٥ وشرح الزرقاني ج ٢ ص ٣١٨ وتاريخ مدينة دمشق، ج ٥٩ ص ١١٤ وجص ١١٥ والفواكه الدواني، ج ١ ص ١٠٥ ونزهة الألباب في الألقاب، ج ٢ ص ١٢٢ وثمار القلوب في المضاف والمنسوب، ج ١ ص ١٦١ وتهذيب الأسماء، ج ٢ ص ٤٠٧ والأمالي في لغة العرب، ج ٢ ص ١٢٢.

(٣) المائدة ١١٨.

٣٥٢

وكان جانب الخوف عليه غالبا فاستمر على ذلك هضما لنفسه وانكسارا ولذلك نسب ما حصل له من الفضيلة إلى منة الله تعالى وإفضاله. وفي الاستيعاب أنّ عمر حين احتضر قال ورأسه في حجر ابنه عبد الله ظلوم لنفسي غير أني مسلم أصلي صلاتي كلها وأصوم.

أقول: تلك أقوال عمر عند الوفاة وهذه تمحّلات المتأوّلين.

وذكر تمام الخبر في الشورى وتقديمه لصهيب في الصلاة وقوله في علي عليه السلام: إن ولّوها الأجلح سلك بهم الطّريق الأجلح المستقيم يعني عليّا. وقوله في عثمان وغيره. فقال له ابن عمر: ما يمنعك أن تقدّم عليا قال: أكره أن أحملها حيا و ميتا(١) .

قلت: إذا كان فعلا يكره أن يتحمّلها حيّا وميتا فلماذا فصّلها على مزاجه وجعل عدد المرشّحين ستة لا أكثر، وأدار إدارتها كما لو كان حيّا بحيث يكون القرار النّهائي بيد عبد الرحمن بن عوف المتزوّج من أربع أمويات؟! أليس قد تحمّلها تمام التحمّل وهو مع ذلك يزعم أنّه لا يتحمّلها؛ هيهات هيهات أن تنفع المغالطات يوم تبلى السرائر. ولو كان عمر يريد للمسلمين الخير لما عدل عن اليقين إلى الظّنّ، ألم يقل أبوبكر ولّيتهم خيرهم في نفسي وقبلها عمر؟! لماذا يقبل نفس المبدأ حينما كان أول منتفع منه ويرفضه حينما يتعلّق بغيره؟ ألا يدخل بذلك في قوله تعالى( وَإِن يَكُن لَهُمُ الْحَقّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ ) .

قالوا: وكان (زياد) أحد الشهود على المغيرة بن شعبة مع أخويه أبي بكرة ونافع وشبل من معبد فلم يقطع بالشّهادة فحدّهم عمر ولم يحدّه وعزله فقال: يا أمير المؤمنين أخبر النّاس أنّك لم تعزلني لخزية. ما عزلتك لخزية ولكن كرهت أن أحمل على النّاس فضل عقلك(٢) .

____________________

(١) الاستيعاب، ج ١ ص ٣٥٧.

(٢) أسد الغابة، ج ١ ص ٣٨٩.

٣٥٣

يريد عمر بقوله هذا أن يوهم النّاس أنّ زيادا كان أعقل أهل زمانه، ولا شكّ أن زيادا كان من الدّهاة لا الأذكياء، فإن الذكاء يعبر به عن القدرات الفكرية المستعملة في الخير وما ينفع، وأما الدهاء فإنه من الشيطنة. وإنما قال عمر ذاك الكلام لزياد لأنّه كان أسرع إلى فهم عبارة عمر من السّيل إلى منتهاه، وبفضله نجا المغيرة بن شعبة في هذه الدنيا؛ وزياد هذا هو الذي شهد على أمّه بالزّنا وعلى أبيه بالدّياثة!

وقال عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر أيضا أن عمر بن الخطّاب قال له في قصّة ذكرها: (يا قبيصة، إنّي أراك شابّا فصيح اللّسان فسيح الصّدر وإنّ الرجل قد يكون فيه عشر خصال، تسع منها حسنة وواحدة سيئة فتفسد الواحدة التّسع؛ فإيّاك وعثرات اللّسان). وفي رواية (وعثرات الشباب)(١) . (من أقوال عمر).

وأخرج البخاريّ في تاريخه من طريق الزهري أنّ عمر بن الخطّاب قال: إذا وليت شيئا من أمر النّاس فلا تبال لومة لائم(٢) .

قال أبو عبيدة معمر بن المثّنى: قال رجل في مجلس يونس: قال عمر بن الخطّاب ذات يوم: لئن بقيت لأمنعنّ فروج العربيّات إلاّ من الأكفاء. فقال يونس: رحم الله عمر لو أدرك تلاعب زياد وبنيه لساءه ذلك(٣) .

قلت: لقد تقدم لخطبة فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو الذي كان ينحني للصنم طيلة ثلاثين سنة، وتكررت منه كبيرة الفرار من الزحف، وكان يضرب بغلظته المثل حتى قيل لا يسلم حتّى يسلم حمار الخطاب، فهل كان يرى نفسه كفؤا لفاطمة عليها السلام. ثم هو نفسه يقول: ما أبالي أي الناس نكحت وأيّهم أنكحت!

وعن عمر قال: ما بلت قائما منذ أسلمت.

أقول: والسياق يدلّ على أنّ عمر يستقبح البول قائما.

____________________

(١) تهذيب الكمال، ج ٢٣ - ص ٤٧٤.

(٢) التاريخ الكبير، البخاريّ، ج ٤ ص ١٩.

(٣) مختصر تاريخ دمشق، ج ١ ص ١٢١١.

٣٥٤

وعن أحمد بن بشير عن عوانة قال: ذكر عمر شيئا فقال المغيرة: الرأي فيه كذا وكذا. فقال: وما أنت والرأي؟! إذا جاء الرّأي غلبك عليه عمرو ومعاوية(١) .

وقال أبو سليمان في حديث عمر أن المغيرة بن شعبة ذكر له عثمان للخلافة فقال أخشى حفده وأثرته(٢) .

أقول: هذا رأي عمر في عثمان ومع ذلك رشحه للخلافة.

عن سماك قال سمعت بن عباس قال دخلت على عمر حين طعن فجعلت أثني عليه فقال بأي شيء تثني علي بالإمرة أو بغيرها قال قلت بكل قال ليتني أخرج منها كفافا لا أجر ولا وزر. وعن مسعر عن سماك الحنفي قال سمعت بن عباس يقول قلت لعمر مصر الله بك الأمصار وفتح بك الفتوح وفعل بك وفعل فقال لوددت أني أنجو منه لا أجر ولا وزر. وعن زيد بن أسلم عن أبيه قال لما حضرت عمر بن الخطّاب الوفاة قال بالإمارة تغبطونني فو الله لوددت أني أنجو كفافا لا علي ولا لي(٣) .

وعن ابن عباس قال: أنا أول من أتى عمر بن الخطّاب حين طعن فقال احفظ مني ثلاثا فإني أخاف أن لا يدركني الناس. أما أنا فلم أقض في الكلالة قضاء ولم أستخلف على الناس خليفة، وكل مملوك لي عتيق. قال فقال له الناس: استخلف. فقال: أي ذلك ما أفعل فقد فعله من هو خير مني؛ إن أترك للناس أمرهم فقد تركه نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبوبكر، فقلت: أبشر بالجنة صاحبت رسول الله فو الله الذي لا إله إلا هو لو أن لي الدنيا وما فيها لافتديت به من هول ما أمامي قبل أن أعلم الخبر! وأما قولك في إمرة المؤمنين فو الله لوددت أن ذلك كفاف لا لي ولا علي وأما ما ذكرت من صحبة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فذاك(٤) .

____________________

(١) تاريخ دمشق، ج ٦٠ ص ٤٩.

(٢) غريب الحديث، الخطابي، ج ٢ ص ١١١.

(٣) الطبقات الكبرى، ابن سعد، ج ٣ ص ٣٥١.

(٤) الطبقات الكبرى، ابن سعد، ج ٣ ص ٣٥٣.

٣٥٥

أقول:

لو كان حديث العشرة المبشرين بالجنة صحيحا لكان عمر بكلامه هذا مكذبا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وعن أبي هلال عن ابن بريدة أن الذي قتل زيد بن الخطّاب سلمة بن صبيح أخو أبي مريم وكان خالد أوفد عشرة إلى أبي بكر فيهم أبو مريم فحسن إسلامه بعد ذلك ويقال إن عمر قال له أقتلت زيدا لا أحبك حتى تحب الأرض الدم. قال: أو يمنعني ذاك حقي عندك؟ قال لا. قال: فلا ضير إذا(١) .

قالوا: كان الترجمان يوم الهرمزان المغيرة بن شعبة إلى أن جاء المترجم وكان المغيرة يفقه شيئا من الفارسية فقال عمر للمغيرة: قل له من أي أرض أنت فقال المغيرة: أز كدام أرضي فقال: مهرجاني فقال: تكلم بحجتك قال: كلام حي أو ميت قال بل كلام حي: قال قد آمنتني قال: خدعتني إن للمخدوع في الحرب حكمه لا والله لا أؤمنك حتى تسلم فأيقن أنه القتل أو الإسلام فأسلم ففرض له على ألفين وأنزله المدينة وقال للمغيرة ما أراك بها حاذقا ما أحسنها منكم أحد إلا خبّ وما خبّ إلا دقّ، إيّاكم وإيّاها فإنّها تنقض الإعراب(٢) .

وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: رأيت عمر بن الخطّاب أخذ تبنة من الأرض فقال: (ليتني كنت هذه التبنة ليتني لم أخلق ليت أمي لم تلدني ليتني لم أك شيئا ليتني كنت نسيا منسيا(٣) .

عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال كان عمر بن الخطّاب يدنى ابن عباس فقال له عبد الرحمن بن عوف إن لنا أبناء مثله فقال إنه من حيث تعلم فسأل عمر ابن عباس عن هذه الآية إذا جاء نصر الله والفتح فقال أجل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اعلمه إياه قال ما اعلم منها إلا ما تعلم(٤) .

____________________

(١) أخبار القضاة ن ج ١ ص ٢٧١.

(٢) تاريخ الطبري، ج ٢ ص ٥٠٢.

(٣) الطبقات الكبرى، محمد بن سعد، ج ٣ ص ٣٦٠.

(٤) صحيح البخاري، ج ٤ ص ١٨٣ - ١٨٤.

٣٥٦

عن الحسن بن الخليل أن عمر بن الخطّاب قال لو يعلم أحدكم في قوله لأخيه جزاك الله خيرا لاستكثر منها(١) .

وعن عبد الرحمن الحجري المصري أن عمر بن الخطّاب كان يقول يصفي لك ود أخيك ثلاث أن تبدأه بالسلام وأن تدعوه بأحب أسمائه إليه وأن توسع له في المجلس وكفى بالمرء عيا أن يجد على الناس فيما يأتي وأن يبدوا لهم فيهم ما يخفى عليه من نفسه وأن يؤذيه في المجلس بما لا يعنيه(٢) .

وعن عمر بن عبد الرحمن بن عطية أبي دلاف عن عمر بن الخطّاب أنه قال: لا تنظروا إلى صوم امرئ ولا إلى صلاته ولكن انظروا إلى من إذا حدث صدق وإذا أؤتمن أدى وإذا أشفى ورع(٣) .

وعن زيد بن عقبة عن سمرة بن جندب قال سمعت عمر بن الخطّاب يقول النساء ثلاثة امرأة هينة لينة عفيفة مسلمة ودود ولود تعين أهلها على الدهر ولا تعين الدهر على أهلها وقل ما تجدها. والثانية امرأة عفيفة مسلمة إنما هي وعاء للولد ليس عندها غير ذلك. والثالثة غل قمل يجعلها الله في عنق من يشاء ولا ينزعها غيره. والرجال ثلاثة: رجل عفيف مسلم عاقل يأتمر في الأمور إذا أقبلت ويسهب فإذا وقعت يخرج منها برأيه. ورجل عفيف مسلم ليس له رأي فإذا وقع الأمر أتى ذا الرأي والمشورة فشاوره واستأمره ثم نزل عند أمره. ورجل جائر حائر لا يأتمر رشدا ولا يطيع مرشدا(٢) .

وعن محمد بن سيرين قال: قال عمر بن الخطّاب ما بقي من أخلاق الجاهلية شيء ألا إني لست أبالي أي المسلمين نكحت وأيهم أنكحت(٤) .

عن ابن عمر قال: قال عمر بن الخطّاب أو قال أبي: لقد أوتي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم زوجه ابنته فولدت

____________________

(١) الجامع في الحديث، ج ١ ص ٢٦٠ تحت رقم ١٧٤.

(٢) الجامع في الحديث، ج ١ ص ٣٢٤ تحت رقم ٢٢٢.

(٣) الجامع في الحديث، ج ٢ ص ٦٢٣ تحت رقم ٥٢٦.

(٤) مصنف ابن أبي شيبة ج ٣ ص ٥٥٩ تحت رقم ١٧١٤٧.

(٥) مصنف ابن أبي شيبة، ج ٤ ص ٢٦ تحت رقم ١٧٤٣٥.

٣٥٧

له وسدّ الأبواب إلا بابه وأعطاه الحربة يوم خيبر(١) .

وعن حصين المزني قال: قال عمر بن الخطّاب إنما مثل العرب مثل جمل أنف اتبع قائده فلينظر قائده حيث يقود فأما أنا فورب الكعبة لأحملنّهم على الطريق(٢) .

عمر يزكّي نفسه والقرآن الكريم يقول: ( لاَ تُزَكّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتّقَى)(٣) .

عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر قال رأيت عمر بن الخطّاب أخذ تبنة من الأرض فقال ليتني هذه التبنة ليتني لم أك شيئا ليت أمي لم تلدني ليتني كنت نسيا منسيا(٤) .

رأي عمر في علي عليه السلام

قال عمر بن الخطاب بعد أن عين أصحاب الشورى: إن ولّوها الأجلح سلك بهم الطّريق الأجلح المستقيم يعني عليّا. وقوله في عثمان وغيره. فقال له ابن عمر: ما يمنعك أن تقدّم عليا قال: أكره أن أحملها حيا وميتا(٥) .

وعن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن القارئ عن أبيه أن عمر بن الخطّاب ورجلا من الأنصار كانا جالسين فجاء عبد الرحمن بن عبد القارئ فجلس إليهما فقال عمر: إنّا لا نحب أن يجالسنا من يرفع حديثنا! فقال له عبد الرحمن: لست أجالس أولئك يا أمير المؤمنين. فقال عمر: بلى، فجالس هؤلاء وهؤلاء ولا ترفع حديثنا. ثم قال عمر للأنصاري: من ترى النّاس يقولون يكون الخليفة بعدي؟ قال فعدّد رجالا من المهاجرين ولم يسمّ عليا! فقال عمر: فما لهم من أبي الحسن، فو الله إنّه لأحراهم إن كان عليهم أن يقيهم على طريقة من الحق(٦) ..

____________________

(١) مصنف ابن أبي شيبة، ج ٦ ص ٣٦٩ تحت رقم ٣٢٠٩٩.

(٢) مصنف ابن أبي شيبة، ج ٦ ص ٤١٠ تحت رقم ٣٢٤٧٣.

(٣) النجم: ٣٢.

(٤) مصنف ابن أبي شيبة، ج ٧ ص ٩٨ تحت رقم ٣٤٤٨٠.

(٥) الاستيعاب، ج ١ ص ٣٥٧.

(٦) مصنف عبد الرزاق، ج ٥ ص ٤٤٦ تحت رقم ٨٧٦١.

٣٥٨

وعن البراء بن عازب وزيد بن أرقم أنّ رسول الله لمّا نزل بغدير خمّ أخذ بيد عليّ فقال ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلى قال ألستم تعلمون أني أولى بكلّ مؤمن من نفسه قالوا بلى قال اللهمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه فلقيه عمر بعد ذلك فقالك له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة(١) . رواه أحمد.

قالوا: قال عمر بن الخطّاب (ردوا الجهالات إلى السنة)(٢) .

وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال عمر أقرؤنا أبيّ وأقضانا علي وإنا لندع من قول أبي.. (أقول هذا القول من عمر وإن كان فيه اعتراف بأعلمية علي عليه السلام فإنه يوهم أن أبيا أقرأ من علي عليه السلام، والحال أن أبيّا فاته كثير من القرآن المكي وأسباب نزوله. وكيف يكون علي عليه السلام أقضاهم إذا لم يكن أعلمهم بالنّاسخ والمنسوخ والمطلق والمقيّد والعامّ والخاصّ؟!).

قال عمر: (حصير في البيت خير من امرأة لا تلد)(٣) .

(أقول: ولم يستثن عمر ابنته حفصة بنت عمر ولا ابنة حليفه عائشة بنت أبي بكر) ولا ندري ما كان ردّ كل واحدة منهما عندما سمعتا هذا عن عمر.

حدثنا علي بن محمد وأبو بكر بن أبي شيبة قالا ثنا وكيع ثنا سفيان ثنا عمرو بن مرة

____________________

(١) مصنف ابن أبي شيبة ج ٦ ص ٣٧٢ وذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ج ١ ص ٦٧ وكنز العمال ج ١٣ ص ٥٨ ومشكاة المصابيح ج ٣ ص ١٧٢٣ ومرقاة المفاتيح ج ١١ ص ٢٥٨ وقول عمر لعلي مذكور في تحفة الأحوذي ج ١٠ ص ١٤٨ وتحفة الأحوذي ج ١٠ ص ١٤٨ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ٢٣٨ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ٢٣٨ وسير أعلام النبلاء ج ١٩ ص ٣٢٨ والنهاية في غريب الأثر ج ٥ ص ٢٢٧ والنهاية في غريب الأثر ج ٥ ص ٢٢٧.

(٢) أضواء البيان، ج ١ ص ١٧٢ والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج ١ ص ٣١٨ وتفسير القرطبي ج ٣ ص ١٩٥ وسنن البيهقي الكبرى ج ٧ ص ٤٤٢ وسنن سعيد بن منصور ١) ج ١ ص ٣٥٥ والسنن الصغرى للبيهقي نسخة الأعظمي) ج ٦ ص ٤٧٧ والتمهيد لابن عبد البر ج ٩ ص ٩١ والكافي في فقه ابن حنبل ج ٣ ص ٣١٨ والكافي في فقه ابن حنبل ج ٤ ص ٤٥١ والمغني ج ٨ ص ١٠٢ وكتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه ج ٣١ ص ٣٩ ومنار السبيل ج ٢ ص ٢٥٣ وشرح الزركشي ج ٣ ص ٣٧٣ والمهذب ج ٢ ص ١٥١.

والمبسوط للسرخسي ج ١٦ ص ٨٤ والاستذكار ج ٥ ص ٤٧٦ وذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ج ١ ص ٨١ وجامع بيان العلم وفضله ج ٢ ص ١٨٧.

(٣) سنن النسائي الكبرى ج ٦ ص ٢٨٩ تحت رقم ١٠٩٩٥.

٣٥٩

عن مرة بن شراحيل قال: قال عمر بن الخطّاب ثلاث لأن يكون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بينهن أحب إلي من الدنيا وما فيها الكلالة والربا والخلافة(١) .

(وهذا القول ينطبق على ابن تيمية تمام الانطباق).

أقول: فمن الذي منعه أن يسأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وعن إبراهيم بن ميسرة قال قال لي طاوس لتنكحن أو لأقولن لك ما قال عمر لأبي الزوائد ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور(٢) .

وعن هشام بن عروة عن أبيه قال: قال عمر لا تكرهوا فتياتكم على الرجل الدّميم فإنهن يحببن من ذلك ما تحبون(٤) .

(للتذكير فإنّ عمر كان آدم أحول أعسر أروح.).

حدثنا أبوبكر قال حدثنا وكيع عن مطيع بن عبد الله قال سمعت الشعبي يحدث عن بن عمر قال: قال عمر لعن اله فلانا فإنه أول من أذن في بيع الخمر فإن التجارة لا تصلح فيما لا يحل أكله وشربه(٣) .

أقول من هو فلان؟! ولماذا لم يصرّحوا باسمه؟!).

وعن إسماعيل عن قيس قال: قال عمر لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام(٢) .

عن أبي عثمان قال: قال عمر إن في المعاريض ما يكف أو يعف الرجل عن الكذب(٣) .

(أقوال نسبت إلى عمر).

____________________

(١) سنن ابن ماجه ج ٢ ص ٩١١ تحت رقم ٢٧٢٧.

(٢) مصنف ابن أبي شيبة ج ٣ ص ٤٥٣ تحت رقم ١٥٩١٠.

(٢) مصنف ابن أبي شيبة ج ٣ ص ٥٥٠ تحت رقم ١٧٠٥٤.

(٢)مصنف ابن أبي شيبة ج ٤ ص ١٩٦ تحت رقم ١٩٢٦٢.

(٣) مصنف ابن أبي شيبة، ج ٤ ص ٤١٢ تحت رقم ٢١٦٢٠.

(٢) مصنف ابن أبي شيبة ج ٥ ص ٢١٦ تحت رقم ٢٥٣٧٦.

(٣) مصنف ابن أبي شيبة ج ٥ ص ٢٨٢ تحت رقم ٢٦٠٩٥.

(٤) مصنف ابن أبي شيبة ج ٥ ص ٢٩٩ تحت رقم ٢٦٢٨٠.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

سورة الضحى

[٤٥٣]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى :( وَالضُّحى * وَاللَّيْلِ إِذا سَجى * ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى ) [١ ـ ٢ ـ ٣].

٨٥٨ ـ أخبرنا أبو منصور البغدادي ، أخبرنا أبو الحسين أحمدُ بن الحسن السَّرَّاجُ ، حدَّثنا الحسين بن المثنَّى بن مُعاذ ، حدَّثنا أبو حذيفةَ ، حدَّثنا سفيان الثوريُّ ، عن الأسود بن قيس ، عن جُنْدُب ، قال :

قالت (امرأة من قريش) للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما أرى شيطانك إلا [قد] ودَّعك. فنزل :( وَالضُّحى * وَاللَّيْلِ إِذا سَجى * ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى ) رواه البخاري ، عن أحمد بن يونس ، عن زهير ، عن الأسود. ورواه مسلم عن محمد بن رافع ، عن يحيى بن آدم ، عن زهير.

__________________

[٨٥٨] أخرجه البخاري في الجهاد (٢٨٠٢) وفي الأدب (٦١٤٦).

وأخرجه مسلم في الجهاد والسير (١١٢ ، ١١٣ / ١٧٩٦) ص ١٤٢١.

والترمذي في التفسير (٣٣٤٥).

وأخرجه الطبراني في الكبير (٢ / ١٧٣).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ٣٦٠) لأحمد وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير والبيهقي وأبي نعيم في الدلائل.

٤٨١

٨٥٩ ـ أخبرنا أبو حامد أحمدُ بن الحسن الكاتبُ ، أخبرنا محمد بن أحمد بن شاذَانَ ، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، حدَّثنا أبو سعيد الأشج ، حدَّثنا أبو معاويةَ ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال :

أبطأ جبريلُ ـعليه‌السلام ـ على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجزع جزعاً شديداً. فقالت [له] خديجةُ : قد قَلَاك ربُّك ، لِمَا يرى [من] جزعك. فأنزل الله تعالى :( وَالضُّحى * وَاللَّيْلِ إِذا سَجى * ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى ) .

٨٦٠ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله ابن زكريا ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدَّغُوليُّ ، حدَّثنا أبو عبد الرحمن محمد بن يونس ، حدَّثنا أبو نُعيم ، حدَّثنا حفص بن سعيد القرشي ، قال :

حدَّثتني أمي ، عن أمها خَوْلة ـ وكانت خادمةَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : إن جِرْواً دخل البيت ، فدخل تحت السرير ، فمات. فمكث نبي الله ـصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أياماً لا ينزل عليه الوحيُ. فقال : يا خولةُ! ما حدث في بيتي؟ جبريلُ ـعليه‌السلام ـ لا يأتيني! قالت خولة : [فقلت] لو هيأتُ البيتَ ، وكنستُه. فأهْوَيْتُ بالمِكْنَسة تحت السرير. فإذا شيءٌ ثقيلٌ ، فلم أزل حتى أخرجتُه ، فإذا جِرْوٌ ميت ، فأخذتُه فألقيتُه خلف الجِدار. فجاء نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم تُرْعَدُ لَحْيَاهُ. وكان إذا نزل عليه الوحي استقبلَتْه الرِّعْدةُ. فقال يا خَوْلَةُ ، دَثِّرِيني ، فأنزل الله تعالى :( وَالضُّحى * وَاللَّيْلِ إِذا سَجى * ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى ) .

[٤٥٤]

قوله تعالى :( وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى ) [٤]

__________________

[٨٥٩] مرسل ، وأخرجه الحاكم من طريق عروة عن خديجةرضي‌الله‌عنها وقال صحيح الإسناد لإرسال فيه ك (٢ / ٦١٠ ـ ٦١١)

[٨٦٠] عزاه في الدر (٦ / ٣٦١) لابن أبي شيبة والطبراني وابن مردويه ، وذكره الحافظ في الإصابة (٤ / ٢٩٤).

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٣٨) وقال : أم حفص لم أعرفها.

٤٨٢

٨٦١ ـ أخبرنا أبو بكر بن أبي الحسن المُسَيَّبيُّ ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد الضَّبِّيُّ ، حدَّثنا أبو عمرو أحمدُ بن محمد بن إسحاق. أخبرنا محمد بن الحسن العسقلانيُّ ، حدَّثنا عصام بن داودَ ، قال : حدَّثني أبي ، حدَّثنا الأوْزاعيُّ ، عن إسماعيل بن عبيد الله ، قال : حدَّثني علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، قال :

رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ما يُفتَحُ على أمَّته من بعده ، فسُر بذلك. فأنزل اللهعزوجل :( وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ) قال : فأعطاه ألف قصر في الجنة من لؤلؤ ، ترابُه المسك ، في كل قصر منها ما ينبغي له [من الأزواج والخدم].

[٤٥٥]

قوله تعالى :( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى ) . [٦].

٨٦٢ ـ أخبرنا الفُضَيْل بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الصوفي ، أخبرنا زاهر بن أحمد ، حدَّثنا عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوريُّ ، حدَّثنا يحيى بن محمد بن يحيى ، حدَّثنا عبد الله بن عبد الله الحَجْبيُّ ، حدَّثنا حماد بن زيد ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبَير ، عن ابن عباس ، قال :

__________________

[٨٦١] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٥٢٦) وصححه وتعقبه الذهبي : تفرد به عصام بن رواد عن أبيه وقد ضعف ، وعزاه في الدر (٦ / ٣٦١) للطبراني في الأوسط والبيهقي في الدلائل وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير وأبي نعيم في الدلائل وابن مردويه.

[٨٦٢] إسناده حسن : عطاء بن السائب : صدوق ولكنه اختلط ، ولكن ذكر الحافظ في ترجمته : قال البخاري في تاريخه قال علي : سماع خالد بن عبد الله من عطاء بن السائب بآخره وسماع حماد بن زيد منه صحيح وقال العقيلي : تغير حفظه وسماع حماد بن زيد منه قبل التغير.

والحديث أخرجه الطبراني في الكبير (١١ / ٤٥٥) من طريق أبي الربيع الزهراني عن حماد بن زيد به وأخرجه البيهقي في الدلائل (٧ / ٦٣) من طريق سليمان بن حرب عن حماد به.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٨ / ٢٥٣) وقال فيه عطاء بن السائب وقد اختلط.

وزاد نسبته في الدر (٦ / ٣٦٢) لابن أبي حاتم والحاكم وأبي نعيم في الدلائل وابن مردويه وابن عساكر.

٤٨٣

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لقد سألتُ ربِّي مسألةً وددت أني لم أكن سألتُه. قلت : يا رب! إنه قد كانت الأنبياء قبلي منهم مَن سخَّرتَ له الريحَ ـ وذكر سليمانَ بن داودَ ـ ومنهم من كان يُحيي الموتى ـ وذكر عيسى ابن مريمَ ـ ومنهم ومنهم. قال : فقال : ألم أجدْك يتيماً فآوَيتك؟! قال : قلت : بلى [يا رب]! قال : ألم أجدْك ضالاً فهديتُك؟! قال قلت : بلى يا رب! قال : ألم أجدْك عائلاً فأغنيتُك؟! قال : قلت : بلى يا رب! قال : ألم أشرحْ لك صدرَك ، ووضعتُ عنك وِزْرَك؟! قال : قلت : بلى يا رب!.]

٤٨٤

سورة العلق

[٤٥٦]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

ذكرنا نزول هذه السورة في أول هذا الكتاب.

[٤٥٧]

قوله تعالى :( فَلْيَدْعُ نادِيَهُ* سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ ) إلى آخر السورة. [١٧ : ١٩].

نزلت في (أبي جهل.

٨٦٣ ـ أخبرنا أبو منصور البغداديُّ ، أخبرنا أبو عبد الله محمدُ بن يزيد الخُوزيُّ ، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدَّثنا أبو سعيد الأشَجُّ ، حدَّثنا أبو خالد بن أبي هند ، عن [عِكْرِمَة ، عن] ابن عباس ، قال :

كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلي ، فجاء أبو جهل فقال : ألم أنْهَك عن هذا؟! فانصرف إليه النبي ـصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فزَبَرَه ، فقال أبو جهل : والله! إنك لَتعلمَ ما بها نادٍ أكثرُ مني. فأنزل الله تعالى :( فَلْيَدْعُ نادِيَهُ* سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ ) قال ابن عباس : والله لو دعا نادِيَه لأخذتْه زَبانِيةُ الله تبارك وتعالى.]

__________________

[٨٦٣] أخرجه الترمذي في التفسير (٣٣٤٩) وقال : حسن غريب صحيح.

وأخرجه النسائي في التفسير (٧٠٤).

وأحمد في مسنده (١ / ٢٥٦).

وابن جرير في تفسيره (٣٠ / ١٦٤).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ٣٦٩) لابن أبي شيبة وابن المنذر والطبراني وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي.

٤٨٥

سورة القدر

[٤٥٨]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى :( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) [١ : ٣].

٨٦٤ ـ أخبرنا أبو بكر التميميُّ ، أخبرنا عبد الله بن حِبانَ ، حدَّثنا أبو يحيى الرازيّ ، حدَّثنا سهل العسكريُّ ، حدَّثنا يحيى بن زائدة ، عن مسلم ، عن ابن أبي نَجِيح ، عن مجاهد ، قال :

ذكر النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ رجلاً من بني إسرائيلَ لبس السلاح في سبيل الله ألفَ شهر ، فتعجب المسلمون من ذلك. فأنزل الله تعالى :( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) . قال : خيرٌ من التي لبس فيها السلاحَ ذلك الرجلُ.

__________________

[٨٦٤] مرسل ، وعزاه في الدر (٦ / ٣٧١) لابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في السنن.

٤٨٦

سورة الزلزلة

[٤٥٩]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

٨٦٥ ـ أخبرنا أبو منصور البغداديُّ ومحمد بن إبراهيم المزكَّي ، قالا : أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، حدَّثنا إبراهيم بن علي الذُّهْليُّ ، حدَّثنا يحيى بن يحيى ، أخبرنا عبد الله بن وهب ، عن حُيَيِّ بن عبد الله ، عن أبي عبد الرحمن الجبليّ ، عن عبد الله بن عمرو ، قال :

نزلت :( إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها ) وأبو بكر الصدِّيقُ ـرضي‌الله‌عنه ـ قاعدٌ ، فبكى أبو بكر ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما يُبْكيك يا أبا بكر؟ قال : أبكاني هذه السورة. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لو أنكم لا تُخطِئُون ولا تُذنِبْون ، لخلقَ الله أمةً من بعدِكم يُخطئُون ويُذنُبون ، فيغفرُ لهم.

[٤٦٠]

قوله تعالى :( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) [٧ ـ ٨].

__________________

[٨٦٥] في إسناده : حُيي بن عبد الله المعافري : مختلف في توثيقه وتضعيفه.

والحديث : ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٤١) وقال : رواه الطبراني وفيه حيي بن عبد الله المعافري وثقه ابن معين وغيره ، وبقية رجاله رجال الصحيح.

٤٨٧

٨٦٦ ـ قال مقاتل : نزلت في رجلين كان أحدهما يأتيه السائلُ فيستقلُّ أن يُعطيَه التمرةَ والكسرةَ والجَوْزةَ ، ويقول : ما هذا بشيء ، وإنما نُؤْجَرُ على ما نُعطِي ونحن نحبُّه. وكان الآخر يتهاونُ بالذنب اليسير : كالكِذْبة والغِيبة والنظرة ، ويقول : ليس عليّ من هذا شيء؟ إنما أوعَدَ اللهُ بالنار على الكبائر. فأنزل اللهعزوجل ـ يُرغبُهم في القليل من الخير ، فإنه يُوشِكُ أَن يكْثُرَ. ويُحذِّرُهم اليسيرَ من الذنب ، فإنه يُوشِك أن يكثُرَ ـ :( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ) إلى آخرها.

__________________

وعزاه السيوطي في الدر (٦ / ٣٨٠) لابن أبي الدنيا في كتاب البكاء وابن جرير والطبراني والبيهقي في الشعب.

[٨٦٦] مرسل.

٤٨٨

سورة العاديات

[٤٦١]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[قوله تعالى :( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) إلى آخر السورة]. [١ : ١١]

٨٦٧ ـ قال مقاتل : بعث رسول الله ـصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ (سَرِيَّةً إلى حيّ من كِنانة) ، واستعمل عليهم (المُنذرَ بن عمرو الأنْصاريَّ). فتأخَّر خبرُهم ، فقال المنافقون : قُتلوا جميعاً. فأخبر الله تعالى عنها ، فأنزل [الله تعالى] :( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) ، يعني : تلك الخيلَ.

٨٦٨ ـ أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسيّ ، أخبرنا أحمد بن محمد البَسْتِيُّ ، حدَّثنا محمد بن مكيٍ ، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيمَ ، حدَّثنا أحمد بن عَبْدةَ ، حدَّثنا حفص بن جَمِيع ، حدَّثنا سِمَاكٌ ، عن عِكْرِمةَ ، عن ابن عباس :

أن رسول الله ـصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بعث خيلاً ، فأَسْهَبَتْ شهراً لم يأته منها خبرٌ. فنزلت :( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) : ضبحتْ بمَناخِرها ، إلى آخر السورة).

ومعنى «أسهبتْ» : أمعنتْ في السُّهُوب ، وهي : الأرض الواسعة ، جمع «سَهْبٍ».

__________________

[٨٦٧] مرسل.

[٨٦٨] إسناده ضعيف : حفص بن جميع ، قال الحافظ في التقريب [١ / ١٨٥] : ضعيف ، وذكره ابن حبان في المجروحين [١ / ٢٥٦].

والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٤٢) وقال : رواه البزار وفيه حفص بن جميع وهو ضعيف.

وزاد نسبته في الدر (٦ / ٣٨٣) لابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والدارقطني في الأفراد.

٤٨٩

سورة التكاثر

[٤٦٢]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى :( أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ* حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ ) [١ ، ٢]

٨٦٩ ـ قال مقاتلٌ والكلبيُّ : نزلت في (حيَّيْنِ من قريش : بني عبد منافٍ وبني سَهْم) ، كان بينهما لحِاءٌ فتعادُّوا السادةَ والأشرافَ أَيُّهم أكثرُ؟ فقال بنو عبد منافٍ : نحن أكثرُ سيداً ، وأعزُّ عزيزاً ، وأعظمُ نَفَراً. وقال بنو سهم مثلَ ذلك ، فكَثَرَهُم بنو عبد مناف. ثم قالوا : نَعُدُّ موتانا ، حتى زاروا القبورَ فعدُّوا موتاهم. فكَثَرَهُم بنو سَهْم : لأنهم كانوا أكثر عدداً في الجاهلية.

٨٦٩ م ـ وقال قتادة : نزلتْ في اليهود، قالوا : نحن أكثر من بني فلانٍ ، وبنو فلانٍ أكثرُ من بني فلانٍ. ألهاهم ذلك حتى ماتوا ضُلَّالاً.

__________________

[٨٦٩] مرسل.

[٨٦٩] م مرسل.

٤٩٠

سورة الفيل

[٤٦٣]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى :( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ؟! ) إلى آخر السورة. [١ : ٥]

نزلت في قصة أصحاب الفِيلِ ، وقَصْدِهم تَخْريبَ الكعبة ، وما فَعل الله تعالى بهم : من إهلاكِهِم وصَرْفِهِم عن البيت. وهي معروفةٌ.

٤٩١

سورة قريش

[٤٦٤]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى :( لِإِيلافِ قُرَيْشٍ ) إلى آخر السورة]. [١ : ٤]

نزلتْ في (قُريشٍ) ، وذِكْرِ مِنَّةِ اللهِ تعالى عليهم.

٨٧٠ ـ أخبرنا القاضي أبو بكر الحِيرِيُّ ، أخبرنا أبو جعفرٍ عبدُ الله بن إسماعيلَ الهاشميُّ ، حدَّثنا سَوَادة بن علي ، حدَّثنا أحمد بن أبي بكر الزُّهْريُّ ، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن ثابتٍ ، حدَّثنا عثمان بن عبد الله بن عَتِيق ، عن سعيد بن عمرو بن جَعْدَةَ ، عن أبيه ، عن جدته أمِّ هانئٍ بنت أبي طالب ، قالت :

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن الله فضَّل (قريشاً) بسبع خصالٍ ـ لم يُعطها أحداً قبلَهم ، ولا يُعطيها أحداً بعدَهم ـ : إن الخلافةَ فيهم ، و [إن] الحِجَابةَ فيهم ، وإن السقَاية فيهم ، وإن النُّبوةَ فيهم ، ونُصِرُوا على الفيل ، وعبدوا الله سبعَ سنين لم يعبدْه أحدٌ غيرهم ، ونزلت فيهم سورةٌ لم يُذْكرْ فيها أحدٌ غيرُهم :( لِإِيلافِ قُرَيْشٍ ) .

__________________

[٨٧٠] إسناده ضعيف جداً : إبراهيم بن محمد بن ثابت قال الذهبي : صاحب مناكير ، والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٥٣٦) وصححه وتعقبه الذهبي بقوله : يعقوب ضعيف وإبراهيم صاحب مناكير هذا أنكرها ، وأخرجه الطبراني في الكبير (٢٤ / ٤٠٩) من طريق إبراهيم به ، وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (١ / ١ / ٣٢١) من طريق إبراهيم به ، وأخرجه مرسلاً عن الزهري وقال : هذا بإرساله أشبه ، وذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية (١ / ٢٩٧) مرسلاً عن سعيد بن المسيب ، والحديث زاد السيوطي نسبته في الدر (٦ / ٣٩٦) لابن مردويه ، والبيهقي في الخلافيات ، وأخرجه الحاكم (٤ / ٥٤) من طريق آخر وسكت عليه ، وانظر تاريخ بغداد (٧ / ١٩٥)

٤٩٢

سورة أرأيت. الماعون

[٤٦٥]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى :( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ؟! ) [١ ، ٢].

٨٧١ ـ قال مقاتلٌ والكلبيُّ : نزلتُ في (العاص بن وائل السَّهْميِّ.

٨٧١ م ـ وقال ابن جُرَيْج : كان (أبو سُفيانَ بن حربٍ) ينَحرُ كلَّ أسبوع جَزُورَيْنِ ، فأتاه يتيمٌ فسأله شيئاً ، فقَرَعه بعصاً. فأنزل الله تعالى :( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ* فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) .

__________________

[٨٧١] مرسل.

[٨٧١] م مرسل.

٤٩٣

سورة الكوثر

[٤٦٦]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى :( إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ) إلى آخر السورة]. [١ : ٣]

٨٧٢ ـ قال ابن عباس : نزلتْ في (العاص [بن وائِلٍ]) ، وذلك : أنه رأى رسول الله ـصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يخرجُ من المسجد ، وهو يدخل ، فالتَقَيا عند باب بني سَهْمٍ ، وتحدَّثنا وأُناسٌ من صناديد قريشٍ في المسجد جلوسٌ. فلما دخل العاص قالوا له : مَن الذي كنتَ تحدِّثُ؟ قال : ذاك الأبْتَر ، يعني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . وكان قد توفي قبلَ ذلك عبدُ الله ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان من خَديجةَ ، وكانوا يُسمُّون مَن ليس له ابنٌ : أبْتَرَ ، فأنزل الله تعالى هذه السورة.

٨٧٣ ـ وأخبر محمد بن موسى بن الفضل ، حدَّثنا محمد بن يعقوب ، حدَّثنا أحمد بن عبد الجبَّار ، حدَّثنا يونُس بن بُكَيْر ، عن محمد بن إسحاقَ ، قال : حدَّثني يزيد بن رُومان ، قال :

كان (العاص بنُ وائلٍ السَّهْميُّ) إذا ذُكِر رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : دعُوه ، فإنَّما هو

__________________

[٨٧٢] بدون إسناد وعزاه في الدر (٦ / ٤٠١) للطستي.

[٨٧٣] مرسل.

٤٩٤

رجلٌ أبْترُ لا عَقِبَ له ، لو هلَك انقطع ذِكرُه واسترحتُم منه. فأنزل الله تعالى في ذلك :( إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ) إلى آخر السورة.

٨٧٣ م ـ وقال عطاءٌ عن ابن عباس : كان (العاص بن وائل) يمرُّ بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويقول : إني لَأشْنَؤك ، وإنك لَأبْتَرُ من الرجال. فأنزل الله تعالى :( إِنَّ شانِئَكَ ) [يعني : العاصَ]( هُوَ الْأَبْتَرُ ) من خير الدنيا والآخرة.

__________________

[٨٧٣] م أخرجه ابن جرير (٣٠ / ٢١٢) من طريق العوفي ، والعوفي ضعيف.

٤٩٥

سورة قل يا أيها الكافرون

[٤٦٧]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى :( قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ) إلى آخر السورة]. [١ : ٦]

٨٧٤ ـ نزلت في (رَهْطٍ من قُريش) ، قالوا : يا محمدُ! هَلُمَّ فاتَّبعْ دينَنا ونتبع دينَك : تعبدُ آلهتَنا سنة ، ونعبدُ إلهك سنة. فإن كان الذي جئتَ به خيراً ممَّا بأيدينا ، [كنا] قد شَرَكْناك فيه ، وأَخذْنا بحظنا منه. وإن كان الذي بأيدينا ، خيراً مما في يَديك ، [كنت] قد شركتنا في أمرنا ، وأخذت بحظك. فقال : معاذَ اللهِ أن أشركَ به غيرَه. فأنزل الله تعالى :( قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ) إلى آخر السورة. فَغَدا رسولُ الله ـصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إلى المسجد الحرام ، وفيه الْمَلأُ من قريش ، فقرأها عليها حتى فَرغ من السورة. فأَيِسُوا منه عند ذلك.

__________________

[٨٧٤] عزاه في الدر (٦ / ٤٠٤) لابن أبي حاتم وابن جرير والطبراني.

٤٩٦

سورة النصر

[٤٦٨]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[قوله تعالى :( إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ) إلى آخر السورة]. [١ : ٣]

نزلتْ في مُنصَرَف النبيِّ ـصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من (غزوة حُنَيْنٍ) ، وعاش بعد نزولها سنتين.

٨٧٥ ـ أخبرنا سعيد بن محمد المؤذِّنُ ، أخبرنا أبو عُمَرَ بن أبي جعفر المقرئ ، أخبرنا الحسن بن سُفيانَ ، حدَّثنا عبد العزيز بن سَلَّام ، حدَّثنا إسحاق بن عبد الله بن كَيْسَانَ ، قال : حدَّثنا أبي عن عِكْرِمَةَ ، عن ابن عباس ، قال : لما أقبَلَ رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من (غزوة حُنَيْنٍ) ، وأنزل الله تعالى :( إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ) ـ قال : يا عليُّ بن أبي طالب ويا فاطمةُ! قد جاء نصرُ الله والفتح ، ورأيتُ الناسَ يدخلون في دين الله أفْوَاجاً ، فسُبحانَ ربيِّ وبحمدِه ، وأستغفرُه إنه كان تواباً!

__________________

[٨٧٥] ضعيف : قال البخاري : عبد الله بن كيسان له ابن يُسمى إسحاق منكر الحديث وقال ابن حبان : يتقى حديث عبد الله بن كيسان من رواية ابنه عنه.

والحديث عزاه السيوطي في الدر (٦ / ٤٠٧) للطبراني.

٤٩٧

سورة تبت

[٤٦٩]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[قوله تعالى :( تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) إلى آخر السورة] [١ : ٥]

٨٧٦ ـ أخبرنا أحمد بن الحسن الحِيرِيُّ ، أخبرنا حاجب بن أحمدَ ، حدَّثنا محمد بن حمادٍ ، حدَّثنا أبو مُعاويةَ ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مُرَّةَ ، عن سعيد بن جُبَيرٍ ، عن ابن عباس ، قال :

صَعِد رسول الله ـصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ (ذاتَ يوم الصَّفَا) ، فقال يا صَبَاحاهُ! فاجتمعتْ إليه (قُريشٌ) فقالوا له : ما لك؟ فقال : أرأَيْتُم لو أخبرتُكم : أن العدوَّ مُصَبِّحُكم أو مُمسِّيكم ، أما كنتم تصدقوني؟! قالوا : بَلَى. قال : فإِنِّي نَذِيرٌ لكم بَيْنَ يَدَيْ عذابٍ شَديدٍ. فقال (أبو لهبٍ) : تَبَّاً لكَ! لهذا دعوتَنا جميعا! فأنزل اللهعزوجل :

__________________

[٨٧٦] أخرجه البخاري في الجنائز (١٣٩٤) وفي المناقب (٣٥٢٥) وفي التفسير (٤٨٠١ ، ٤٩٧٢ ، ٤٩٧٣ ، ٥٩٧١).

وأخرجه مسلم في الإيمان (٣٥٥ ، ٣٥٦ / ٢٠٨) ص ١٩٣ ، ١٩٤.

والترمذي في التفسير (٣٣٦٣).

والنسائي في التفسير (٧٣٤).

والنسائي في عمل اليوم والليلة (٩٨٣) والبيهقي في الدلائل (٢ / ١٨١) وزاد نسبته في الدر (٦ / ٤٠٨) لسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي نعيم.

٤٩٨

( تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ ) إلى آخرها. رواه البخاري عن محمد بن سَلَام ، عن أبي معاويةَ.

ـ أخبرنا سعيد بن محمد العدلُ ، أخبرنا أبو علي بنُ أبي بكرٍ الفقيهُ ، حدَّثنا علي بن عبد الله بن مُبشّر الواسِطيُّ ، حدَّثنا أبو الأشْعَثِ أحمدُ بن المِقْدام ، حدَّثنا يزيد بن زُرَيع ، عن الكلبيِّ ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال :

قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا آلَ غَالبٍ! يا آل لُؤَيّ! يا آلَ مُرَّةَ! يا آلَ كِلابٍ! يا آلَ قُصَي! يا آلَ عبد منافٍ! إِنِّي لا أملكُ لكم من الله شيئاً ولا من الدنيا نصيباً ، إِلَّا أن تقولوا : لا إلهَ إِلَّا اللهُ. فقال (أبو لهب) : تبّاً لك! لهذا دعوتَنا؟! فأنزل الله تعالى :( تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ )

٨٧٨ ـ أخبرنا أبو إسحاق المقرئ ، أخبرنا عبد الله بن حامد ، أخبرنا مكيُّ ابن عَبَدانَ ، حدثنا عبد الله بن هاشم ، حدّثنا عبد الله بن نُمَيْر ، حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مُرَّةَ ، عن سعيد بن جُبَيْرٍ ، عن ابن عباس ، قال :

لما أنزل الله تعالى :( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) أتى رسولُ الله ـصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ (الصَّفا) ، فصَعِدَ عليه ، ثم نادَى : يا صَبَاحاهُ! فاجتَمَع إليه الناسُ : مِنْ بَيْنَ رجلٍ يجيءُ ، ورجلٍ يَبعثُ رسوله. فقال : يا بني عبد المُطَّلِب! يا بني فِهْرٍ! يا بني لُؤَيّ! لو أخبرْتكم : أَنَّ خيلاً بَسفح هذا الجَبَلِ تريد أن تُغِيرَ عليكم صدَّقتموني؟! قالوا : نعمْ. قال : فإني نذيرٌ لكم بَيْنَ يَدَيْ عذابٍ شديدٍ. فقال (أبو لهب) : تبّاً لك سائرَ اليوم! ما دَعَوْتَنا إلَّا لهذا؟! فأنزل الله تعالى :( تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ ) .

__________________

[٨٧٧] ضعيف : الكلبي متهم بالكذب ، وأبو صالح لم يسمع من ابن عباس.

[٨٧٨] انظر (٨٧٦)

٤٩٩

سورة الإخلاص

[٤٧٠]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[قوله تعالى :( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) إلى آخر السورة] [١ : ٤]

٨٧٩ ـ قال قَتادةُ والضَّحَّاكُ ومُقاتِلٌ : جاء (ناسٌ من اليهود) إلى النبي ـصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقالوا : صفْ لنا ربَّكَ ، فإن الله أنزل نَعْتَه في التَّوراة ، فأخبرْنا : مِن أيِّ شيء هو؟ ومن أيِّ جِنْس هو؟ [مِنْ] ذَهبٍ هو ، أَمْ نُحاسٍ أمْ فِضّةٍ؟ وهل يأكلُ ويشربُ؟ وممن وَرِثَ الدنيا؟ ومَنْ يُوَرِّثُها؟ فأنزل الله تبارك وتعالى هذه السورةَ ، وهي نِسْبةُ اللهِ خاصَّةً.

٨٨٠ ـ أخبرنا أبو نصرٍ أحمدُ بن إبراهيم المِهْرجانيُّ ، أخبرنا عُبيد الله بن محمد الزاهدُ حدَّثنا أبو القاسم ابنُ بنت مَنيعٍ ، حدَّثنا جَدِّي أحمدُ بن مَنيع ، حدَّثنا

__________________

[٨٧٩] انظر (٨٨٠)

[٨٨٠] إسناده ضعيف : أبو سعد الصاغاني : اسمه محمد بن مُيَسِّر ، قال الحافظ في التقريب (٢ / ٢١٢) : ضعيف ، وذكره ابن حبان في المجروحين [٢ / ٢٧١] وفي إسناده : أبو جعفر الرازي : قال الحافظ في التقريب : صدوق سيئ الحفظ ، وذكره ابن حبان في المجروحين [٢ / ١٢٠] ونقل عن الإمام أحمد قوله : أبو جعفر الرازي مضطرب الحديث.

والحديث أخرجه الترمذي (٣٣٦٤) من طريق أبي سعد به ، و (٣٣٦٥) من طريق عبيد الله بن موسى عن أبي جعفر الرازي عن أبي العالية عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يذكر أُبي بن كعب ، وقال الترمذي : وهذا أصح من حديث أبي سعد أ. ه.

٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564