ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة15%

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 383

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة
  • البداية
  • السابق
  • 383 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 74645 / تحميل: 5882
الحجم الحجم الحجم
ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

تعقيب صلاة الفجر

هذا وقد ذكروا جملة من التعقيبات بعد صلاة الفجر فمنها ما يلي :

الأول : قراءة سورة القدر ، عشر مرات

في مستدرك الوسائل : ج 5 ص 92 ح 12 و 13 ، عن كتاب الأنوار والأذكار عن الإمام الصادق ، عن أبيه الإمام الباقرعليهما‌السلام ، أنه من قرأ القدر بعد الصبح عشراً ، وحين تزول الشمس عشراً ، وبعد العصر عشراً ، أتعب ألفي كاتب ، ثلاثين سنة.

وروي عن الإمام الصادقعليه‌السلام : ما قرأها ـ أي سورة القدر ـ عبد سبع مرات بعد طلوع الفجر ، إلا صلى عليه سبعون صفاً من الملائكة ، سبعين صلاة ، وترحموا عليه سبعين رحمة.

الثاني : قراءة سورة التوحيد إحدى عشرة مرة

وفي ثواب الأعمال ، الصدوق : ص 129 ، عن عبدالله

٤١

بن حي قال : سمعت أميرالمؤمنينعليه‌السلام يقول : من قرأ قل هو الله أحد ، إحدى عشرة مرة في دبر الفجر لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب وإن رغم أنف الشيطان.

وفي دعائم الإسلام : ج 1 ص 168 ، عن أميرالمؤمنين
عليه‌السلام ، أنه قال : من صلى الفجر وجلس في مجلسه ، فقرأ
(قل هو الله أحد) عشر مرات ، قبل أن تطلع الشمس ، لم
يتبعه ذلك اليوم ذنب ، ولو حرص الشيطان.

الثالث : الاستغفار ، سبعون مرة

في وسائل الشيعة : ج 6 ص 480 ح 15 ، عن جابر
الجعفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من استغفر الله بعد
صلاة الفجر سبعين مرة غفر الله له ولو عمل ذلك اليوم أكثر
من سبعين ألف ذنب ، ومن عمل أكثر من سبعين ألف ذنب
فلا خير فيه. وفي رواية سبعمائة ذنب.

الرابع : قراءة خمسين آية بعد التعقيب

قال الميرزا القمي رحمه الله تعالى في غنائم الأيام : ج 3
ص 93. : وأن يقرأ كل يوم بعد صلاة الصبح خمسين آية من

٤٢

القرآن ، لصحيحة معمر بن يحيى.

وهي رواية معمر بن (خلاد) وهي : عن محمد بن أحمد
ابن يحيى ، عن معاوية بن حكيم ، عن معمر بن خلاد ، عن
الرضا عليه‌السلام قال : سمعته يقول : ينبغي للرجل إذا أصبح أن
يقرأ بعد التعقيب خمسين آية. (التهذيب ، للشيخ الطوسي
ج 2 ص 138 ح 305).

الخامس : من الأدعية الواردة عنهم صلوات الله عليهم

من أدعية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

الأول : للمعافاة من العمى والجنون

من كتاب روضة الواعظين للفتال النيسابوري : ص
475 ، روي عن الباقر عليه‌السلام قال : أتى رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم
يقال له شيبة الهذلي فقال : يا رسول الله إني شيخ قد كبر
سني وضعفت قوتي من عمل كنت عودته نفسي من صلاة
وصيام وحج وجهاد ، فعلمني يا رسول الله كلاماً ينفعني الله
به ، وخفف عليَّ يا رسول الله ، فقال : أعدها فأعادها ثلاث
مرات ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما حولك شجرة ولا مدرة

٤٣

إلا وقد بكت من رحمتك ، فإذا صليت الصبح فقل عشر
مرات : سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ
إِلّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.
فإن الله عزوجل يعافيك بذلك من
العمى والجنون والجذام والفقر والهرم.

الثاني : دعاء اللهم أصلح لي ديني

عن الشيخ الطوسي رحمه الله تعالى في الأمالي :
ص 158 ح 17 ، بإسناده عن أبي بردة الأسلمي ، عن أبيه ،
قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إذا صلى الصبح رفع صوته
حتى يسمع أصحابه ، يقول :

اللّهُمَّ أصْلِحْ لِيْ دِيْنيَ الَّذِيْ جَعَلْتَهُ لِيْ عِصْمَةً (ثلاث مرات).

اللَّهُمَّ أَصلِحْ لِيْ دُنْيَايَ الَّتِيْ جَعَلْتَ فيهَا مَعَاشِي (ثلاث مرات).

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِيْ آخِرَتِيَ الَّتِي جَعَلْتَ إليْهَا مَرْجِعيْ (ثلاث مرات).

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وَأَعُوذُ بِعَفْوِكَ
مِنْ نَقِمَتِكَ
(ثلاث مرات).

اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنكَ ، لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَلاَ مُعْطِيَ

٤٤

لِمَا مَنَعْتَ ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ.

الثالث : دعاء التهليل والتكبير

في مستدرك الوسائل : ج 5 ص 88 ح 2 ، عن كتاب
جعفر بن شريح الحضرمي عن جابر الجعفي ، قال : سمعت
أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : أكثروا من التهليل والتكبير ، ثم قال :
إن رجلاً ذات يوم صلى خلف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الغداة فلما
سلّم ، قال الرجل :

لاَ إِلَهَ إِلّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ،
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من القائل؟ فقيل له : فلان
الأنصاري ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والذي نفسي بيده ،
لقد استبق إليه ثمانية عشر ملكاً ، أيهم يرفعها إلى الرب.

وفي وسائل الشيعة : ج 6 ص 477 ح 6 ، عن عمر بن
محمد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :
من صلى الغداة فقال قبل أن ينفض ركبتيه ، عشر مرات :

٤٥

لاَ إله إلّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ ، يُحْيي وَيُميتُ ، وَيُمِيَتُ وَيُحْيِي ، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيء قَدِيرٌ.

وفي المغرب مثلها ، لم يلق الله عزوجل عبد بعمل أفضل
من عمله إلا من جاء بمثل عمله.

وعن المجازات النبوية للشريف الرضي رحمه الله
تعالى : ص 394 قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قال حين يصبح :
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيى
ويميت ، وهو على كل شيء قدير ، عشر مرات. كتب الله له
بكل واحدة قالها ، عشر حسنات ، وحط عنه بها عشر سيئات ،
ورفعه بها عشر درجات ، وكنَّ له مسلحة من أول نهاره إلى
آخره ، ولم يعمل يومئذ عملاً يقهرهن.

ومما جاء في ثواب هذا الدعاء مارواه الكليني في
الكافي : ج 2 ص 518 ح 1 ، عن عبدالكريم بن عتبة ، عن أبي
عبدالله عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : من قال عشر مرات قبل
أن تطلع الشمس وقبل غروبها :

٤٦

لاَ إِلَهَ إِلّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي
وَيُمِيْتُ ، وَيُمِيْتُ وَيُحْيِى ، وَهُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ ، وَهُوَ
عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.
كانت كفارة لذنوبه ذلك اليوم.

الرابع : دعاء اللهم متعني بسمعي

عن القطب الراوندي في مهج الدعوات : ص 30 : كان
رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا صلى الغداة قال :

اللَّهُمَّ مَتِّعنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي ، وَاجْعَلهُمَا الْوَارِثَيْنِ مِنِّي ،
وَأَرنِي ثَأْرِي في عَدُوِّي.

الخامس : دعاء يوجب المغفرة

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح
السائل : ص 409 : ويقول أيضاً ، بعد
صلاة المغرب ، وبعد صلاة الفجر :

سُبْحَانَكَ لاَ إلَهَ إِلّا أَنْتَ ، اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّها جَميْعَاً ، فَإِنَّهُ
لاَ يَغْفِرُ الذّنُوبَ كُلَّها جَميْعَاً إِلاَّ أَنْتَ.

جاء في الحديث : إن العبد إذا قال ذلك ، قال الله عزوجل

٤٧

للكتبة : اكتبوا لعبدي المغفرة ، بمعرفته أنه لايغفر الذنوب
كلها جميعاً إلا أنا.

من أدعية أمير المؤمنينعليه‌السلام

الأول : الدعاء المعروف بدعاء الصباح

جاء في مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي رحمه الله
تعالى : ص 60 ، وكذلك البحار للعلامة المجلسي رحمه الله
تعالى : ج 84 ص 339 ح 19 ، عن كتاب الاختيار للسيد ابن
الباقي رحمه الله تعالى : كان أميرالمؤمنين عليه‌السلام يدعو بعد
ركعتي الفجر بهذا الدعاء :

بِسمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ يَا مَنْ دَلَعَ لِسَانَ الصَّبَاح
بِنُطْقِ تَبَلُّجِهِ ، وَسَرَّحَ قَطَعَ اللَّيلِ المُظْلِمِ بغَيَاهِبِ تَلَجلَجِهِ ،
وَاتقَنَ صُنْعَ الفَلَك الدَّوَّارِ في مَقَادِيرِ تَبَرُّجِهِ ، وَشَعْشَعَ ضِيَاءَ
الشَّمْسِ بِنُورِ تَأَجُّجِهِ ، يَا مَنْ دَلَّ عَلَى ذَاتِهِ بِذاتِهِ ، وَتَنَزَّهَ عَنْ
مُجَانَسَةِ مَخْلُوقَاتِهِ ، وَجَلَّ عَنْ مُلاَئَمَةِ كيْفيَّاتِهِ ، يَا مَنْ قَرُبَ مِنْ
خَطَرَاتِ الظُّنُونِ ، وَبَعُدَ عَنْ لَحَظَاتِ العُيُونِ ، وَعَلِمَ بِمَا كَانَ
قَبْلَ أَنْ يَكُونَ ، يَا مَنْ أَرْقَدَنِي في مِهَادِ أمنِهِ وَأَمَانِهِ ، وَأيقظَنِي

٤٨

إلى مَا مَنَحَنِي بِهِ مِنْ مِنَنِهِ وَإِحْسَانِهِ ، وَكَفَّ أَكُفَّ السُّوْءِ عَنِّي
بِيَدِهِ وَسُلْطَانِهِ ، صَلِّ اللهُمَّ عَلَى الدَّلِيلِ إِليْكَ في اللّيلِ الأليلِ ،
وَالمَاسِكِ مِنْ أَسبَابِكَ بِحَبْلِ الشَّرَفِ الأطوَلِ ، وَالنَّاصِعِ
الحَسَبِ في ذِرْوَةِ الكَاهِلِ الأعْبَلِ ، وَالثَّابتِ القَدَمِ عَلَى
زَحَالِيفِهَا في الزَّمَنِ الأَوَّلِ ، وَعَلَى آلِهِ الأَخْيَارِ ، المُصْطَفَيْنَ
الأَبرَارِ ، وَافتَحِ اللَّهُمَّ لَنَا مَصَارِيعَ الصَّبَاحِ ، بِمَفاتِيحِ الرَّحْمَةِ
وَالْفَلاحِ ، وَأَلْبسنِي اللَّهُمَّ مِنْ أَفْضَلِ خِلَع الهدَايَةِ وَالصَّلاحِ ،
وَأَغْرِسِ اللَّهُمَّ بِعَظَمَتِكَ في شِرْبِ جَنَانِي يَنَابيعَ الخُشُوعِ ،
وَأَجْرِ اللَّهُمَّ لِهَيْبَتِكَ مِنْ أمَاقِي زَفَرَاتِ الدُّمُوعِ ، وَأدِّبِ اللَّهُمَّ
نَزَقَ الخُرْقِ مِنِّي بِأزِمَّةِ القُنُوع.

إلهي إِنْ لَمْ تبتَدِئْنِي الرَّحْمَةُ مِنْكَ بِحُسْنِ التَّوفِيقِ ، فَمَنِ
السَّالِكُ بِي إلَيْكَ في واضِحِ الطّرِيْق ، وَإنْ أَسْلَمَتْنِي أَنَاتُكَ
لِقَائِدِ الأَمَلِ وَالمُنَى ، فَمَنِ المُقِيْلُ عَثَرَاتِي مِنْ كَبَوَاتِ الهَوَى ،
وَإِنْ خَذَلَنِي نَصْرُكَ عِنْدَ مُحَارَبَةِ النَّفْسِ وَالشّيْطانِ ، فَقَدْ وَكَلَنِي
خِذْلاَنُكَ إِلَى حَيْثُ النَّصَبِ وَالْحِرْمَان.

إِلَهِي أَتَرَانِي مَا أَتيتُكَ إِلاَّ مِنْ حَيْثُ الآمَالُ ، أَمْ عَلِقْتُ

٤٩

بِأَطْرَافِ حِبَالِكَ إِلّا حِينَ بَاعَدَتْنِي ذُنُوبي عَنْ دَار الوِصَالِ ،
فَبِئْسَ المَطِيَّةُ الَّتِي امْتَطَتْ نَفْسِي مِنْ هَوَاهَا ، فَوَاهَاً لَهَا لِمَا
سَوَّلَتْ لَهَا ظُنُونُهَا وَمُنَاهَا ، وَتَبَّاً لَهَا لِجُرأتِهَا عَلَى سَيِّدِهَا وَمَوْلاَهَا.

إِلَهي قَرَعْتُ بَابَ رَحْمَتِكَ بِيَدِ رَجَائِي ، وَهَرَبْتُ إِلَيْكَ
لاَجِئَاً مِنْ فَرْطِ أهْوَائِي ، وَعَلَّقْتُ بِأَطْرَافِ حِبَالِكَ أَنَامِلَ
وَلاَئِي ، فَاصْفَحِ اللَّهُمَّ عَمَّا كُنْتُ أَجْرَمْتُهُ مِنْ زَلَلِي وَخَطَآئِي
وَأَقِلنِي مِنْ صَرْعَةِ ردَائِي ، فَإِنَّكَ سَيِّديْ وَمَوْلاَيَ وَمُعْتَمَدِي
وَرَجَائِي ، وَأَنْتَ غَايَةُ مَطْلُوبِي وَمُنَايَ في مُنْقَلَبِي وَمَثْوَايَ.

إِلَهِي كَيْفَ تَطْرُدُ مِسْكِيْنَاً الْتَجَأَ إِلَيْكَ مِنَ الذُّنُوبِ هَاربَاً ،
أَمْ كَيْفَ تُخَيِّبُ مُستَرْشِدَاً قَصَدَ إِلَى جَنَابِكَ سَاعياً ، أَمْ كَيْفَ
تَرُدُّ ظَمْآنَ وَرَدَ إِلَى حِيَاضِكَ شَارِبَاً ، كَلاَّ وَحيَاضُكَ مُتْرَعَةٌ في
ضَنْكِ الْمُحُولِ ، وَبَابُكَ مَفْتُوحٌ لِلطَّلَبِ وَالوُغُولِ ، وَأَنْتَ غَايَةُ
الْمَسْئُولِ ، وَنِهَايَةُ المَأمُولِ.

إِلهي هَذِهِ أَزِمَّةُ نَفْسِي عَقَلْتُهَا بِعِقَالِ مَشِيَّتِكَ ، وَهَذِهِ أَعْبَاءُ
ذُنُوبي دَرَأتُهَا بِعَفوكَ وَرَحْمَتِكَ ، وَهَذِهِ أَهْوَآئِيَ الْمُضِلَّةُ وَكَلْتُهَا

٥٠

إِلَى جَنَابِ لُطْفِكَ وَرَأفتِكَ ، فَاجْعَلِ اللَّهُمَّ صَبَاحِي هَذَا نَازِلاً
عَلَيَّ بِضِيَاءِ الهُدَى ، وَالسَّلامَةِ في الدِّيْنِ وَالدُّنْيا ، وَمَسَائِي جُنَّةً
مِنْ كَيْدِ الْعِدَى ، وَوِقَايَةً مِنْ مُرّدِيَات الْهَوَى ، إِنَّكَ قَادِرٌ عَلَى مَا
تَشَاءُ ، تُؤتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ ، وَتُعِزُّ
مَنْ تَشَاءُ ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ، بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ
قَدِيْرٌ ، تُوْلِجُ اللَّيْلَ في النَّهَارِ ، وَتُوْلِجُ النَّهَارَ في اللَّيلِ ، وَتُخْرِجُ
الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ، وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ، وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب.

(لا إله إلّا أنتَ) سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ مَنْ ذَا يَعْرفُ
قَدْرَكَ فَلاَ يَخَافُكَ ، وَمَنْ ذَا يَعْلَمُ مَا أَنْتَ فَلاَ يَهَابُكَ ، ألَّفْتَ
بِقُدْرَتِكَ الفِرَقَ ، وَفَلَقْتَ بِلُطفِكَ الْفَلَقَ ، وَأَنَرْتَ بِكَرَمِكَ
دَيَاجِيَ الغَسَقِ ، وَأنْهَرْتَ المِيَاهَ مِنَ الصُّمِّ الصَّيَاخِيدِ عَذْبَاً
وَأُجَاجَاً ، وَأَنْزَلْتَ مِنَ المُعْصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجَاً ، وَجَعَلْتَ
الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لِلْبَرِيَّةِ سِرَاجَاً وَهَّاجَاً ، مِنْ غَيْرِ أَنَ تُمَارِسَ فيمَا
ابْتَدَأتَ بِهِ لُغُوبَاً وَلاَعِلاَجاً.

فَيَا مَنْ تَوَحَّدَ بِالعِزِّ وَالْبَقَاءِ ، وَقَهَرَ عِبَادَهُ بِالْمَوْتِ وَالْفَنَاءِ ، صَلِّ

٥١

عَلَىِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الأَتقِيَآءِ ، وَاسْمَعْ نِدَائِي ، وَاسْتَجِبْ دُعَائِي ،
وَحَقِّقْ بِفَضْلِكَ أَمَلِي وَرَجَائِي ، يَا خَيْرَ مَنْ دُعِيَ لِكَشْفِ الضُّرِّ ،
وَالمَأْمُولِ لِكُلِّ يُسْرٍ وَعُسْرٍ ، بِكَ أَنْزَلْتُ حَاجَتِي ، فَلاَ تَرُدَّنِي
مِنْ سَنِيِّ مَوَاهِبكَ خَائِبَاً ، يَا كَرِيْمُ يَا كَرِيْمُ يَا كَرِيْمُ ، (بِرَحْمَتِكَ
يَا أَرْحَمَ الرَّحِمِيْنَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى خَيْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ
أَجْمَعِيْنَ) ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

ثم يسجد ويقول :

إِلَهي قَلْبِي مَحْجُوبٌ ، وَنَفْسِي مَعْيُوبٌ ، وَعَقْلِي مَغْلُوبٌ ،
وَهَوَآئِي غَالِبٌ ، وَطَاعَتِي قَلِيلةٌ ، وَمَعْصِيَتي كثيرةٌ ، وَلِسَانِي مُقِرٌّ
بِالذُّنُوبِ ، فَكَيْفَ حِيْلَتِي يَاسَتَّارَ الْعُيُوبِ ، وَيَا عَلاَّمَ الغُيُوبِ ،
وَيَا كَاشِفَ الْكُرُوِبِ ، اغْفِرْ ذُنُوبِي كُلَّها بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّد ، يَا غَفَّارُ يَا غَفَّارُ يَا غَفَّارُ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّحِمِينَ.

الثاني : للحفظ من الشرور

في مستدرك الوسائل : ج 5 ص 90 ح 7 ، عن السيد ابن
الباقي رحمه الله تعالى في اختياره : عن سلمان الفارسي ،

٥٢

قال : رأيت على حمائل سيف أمير المؤمنينعليه‌السلام كتابة ،
فقلت : يا أميرالمؤمنين ، ما هذه الكتابة على سيفك؟ فقال :
هذه إحدى عشر كلمة ، علمنيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفتحب أن أعلمك إياها؟ فتُحفظ في سفرك وحضرك ، وليلك ونهارك ،
ومالك وولدك ، فقلت : نعم ، فقال عليه‌السلام : إذا صليت الصبح ،
وفرغت من صلاتك ، فقل :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَاعَالِمَاً بِكُلِّ خَفِيَّةٍ ، يَامَنِ السَّمَاءُ بِقُدْرَتِهِ
مَبْنِيَّةٌ ، يَا مَنِ الأَرْضُ بِقُدْرَتِهِ مَدْحِيَّةٌ ، يَا مَنِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
بِنُورِ جَلاَلِهِ مُضِيْئَةٌ ، يَا مَنِ الْبِحَارُ بِقُدْرَتِهِ مَجْرِيَّةٌ ، يَا مُنْجِيَ يُوسُفَ
مِنْ رِقِّ العُبُودِيَّةِ ، يَا مَنْ يُصْرِفُ كُلَّ نَقِمَةٍ وَبَليِّةٍ ، يَا مَنْ حَوَائِجُ
السَّائِلينَ عِنْدَهُ مَقْضِيَّةٌ ، يَا مَنْ لَيْسَ لَهُ حَاجِبٌ يُخْشَى ، وَلاَ
وَزِيرٌ يُرْشَى ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاحْفَظْنِي في
سَفَرِي وَحَضَرِي ، وَليْلِي وَنَهَارِي ، وَيَقَظَتِي وَمَنَامِي ، وَنَفْسِي
وَأهْلِي ، وَمَالِي وَوَلَدِي ، وَالْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ.

الثالث : لدفع البلاء

في مستدرك الوسائل : ج 5 ص 101 ح 7 ، روي عن

٥٣

إسماعيل بن همام ، عن أبي الحسن ـ يعني الرضاعليه‌السلام قال :
قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : من قال :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ
الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ،
سبع مرات. وهو ثاني رجله بعد المغرب
قبل أن يتكلم ، وبعد الصبح قبل أن يتكلم ، صرف الله تعالى
عنه سبعين نوعاً من أنواع البلاء ، أدناها الجذام والبرص والسلطان والشيطان.

الرابع : بعد الانصراف من الفريضة

في مسند زيد بن علي : ص 160 ، عن علي أمير المؤمنينعليه‌السلام
أنه كان يقول إذا انصرف من الفريضة في الفجر بعد ما يدعو :

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلِ اللَّهُمَّ في قَلْبِي
نُوْرَاً ، وَفِي بَصَري نُوْرَاً ، وَفي سَمْعِي نُوْرَاً ، وَعَلَى لِسَاني نُوْرَاً ،
وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ نُوْرَاً ، وَمِنْ خَلْفِي نُوْرَاً ، وَمِنْ فَوْقِي نُوْرَاً ، وَمِنْ
تَحْتِي نُوْرَاً ، وَعَنْ يَمِيْنِي نُوْرَاً ، وَعَنْ شِمَالِي نُوْرَاً ، اللَّهُمَّ أعْظِمْ
لِىَ النُّوْرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَاجْعَلِ لِّيْ نُوْرَاً أَمْشِي بِهِ في النَّاسِ ، وَلاَ
تَحْرِمْنِي نُوْرِيْ يَوْمَ أَلْقَاكَ لاَ إِلَهَ إِلّا أَنْتَ.

٥٤

من أدعية الإمام الباقرعليه‌السلام

الأول : للحاجة

في قرب الإسناد للحميري : ص 2 ، عن ابن صدقة ، عن
مولانا الإمام الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : إذا غدوت في
حاجتك بعد أن تصلي الغداة بعد التشهد فقل :

اللَّهُمَّ إِنِّي غَدَوْتُ الْتَمِسُ مِنْ فَضْلِكَ كَمَا أَمرْتَنِي ، فَارْزُقْنِي
مِنْ فَضْلِكَ رِزْقَاً حَلاَلاً طَيِّبَاً ، وَأَعْطِنِي فيمَا تَرْزُقُنِي العَافِيَةَ.

تقول ذلك ثلاث مرات.

الثاني : يَا مَنْ هُوَ اَقْرَبُ إِليَّ

قال الشيخ الصدوق رحمه الله في كتابه من لايحضره
الفقيه : ج 1 ص 336 ح 982 ، روى عدة من أصحابنا ، عن أبي
عبدالله عليه‌السلام أنه قال : كان أبيعليه‌السلام يقول إذا صلى الغداة :

يَا مَنْ هُوَ اَقْرَبُ إِليَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ، يَا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ
الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ، يَا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الأَعْلَى ، يَا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، يَا أَجْوَدَ مَنْ سُئِلَ ، وَيَا أَوْسَعَ مَنْ

٥٥

أَعْطَى ، وَيَا خَيْرَ مَدْعُوٍّ ، وَيَا أَفْضَلَ مَرْجُوٍّ ، وَيَا أسْمَعَ السَّامِعِيْنَ ،
وَيَا أَبْصَرَ النَّاظِرِيْنَ ، وَيَا خَيْرَ النَّاصِرِيْنَ ، وَيَا أَسْرَعَ الْحَاسِبيْنَ ،
وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ ، وَيَا أحْكَمَ الْحَاكِمِيْنَ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ
وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأوْسِعْ عَلَيَّ في رِزْقِي ، وَامْدُدُ لِي في عُمْرِي ،
وَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِيْنِكَ وَلاَ
تَسْتَبْدِلْ بِي غَيْرِي ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَكَفَّلْتَ بِرِزْقِي وَرِزْقِ كُلِّ دَابَّةٍ
فَأوْسِعْ عَلَيَّ وَعَلَى عِيَالِي مِنْ رزْقِكَ الْوَاسِع الحَلاَلِ ، وَاكْفِنَا
مِنَ الْفَقرِ. ثم يقول :

مَرْحَبَاً بالحَافِظَيْنِ ، وَحَيَّا كُمَا اللهُ مِنْ كَاتِبَيْنِ ، اكْتُبَا
رَحِمَكُمَا اللهُ ، أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ
لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأشْهَدُ أَنَّ الدِّيْنَ كَمَا
شَرَعَ ، وَأَنَّ الإسلامَ كَمَا وصَفَ ، وَأَنَّ الكِتَابَ كَمَا أَنْزَلَ ،
وَأَنَّ القَوْلَ كَمَا حَدَّثَ ، وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبيْنُ ، اللَّهُمَّ بَلِّغْ
مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ أَفضَلَ التَّحِيَّةِ ، وَأَفْضَلَ السَّلاَمِ ، أَصْبَحْتُ
وَرَبِّي مَحْمُودٌ ، أَصْبَحْتُ لا أُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئَاً ، وَلاَ أَدْعُو مَعَ اللهِ
أَحَدَاً ، وَلاَ أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِيَّاً ، أَصْبَحْتُ عَبْدَاً مَمْلُوكَاً لاَ أَمْلِكُ

٥٦

إِلّا مَا مَلَّكَنِي رَبِّي ، أَصْبَحْتُ لاَ أَسْتَطِيْعُ أَنْ أَسُوقَ إِلَى نَفْسِي
خَيْرَ مَا أَرْجُو ، وَلاَ أَصْرِفَ عَنْهَا شَرَّ مَا أَحْذَرُ ، أَصْبَحْتُ مُرْتَهَنَاً
بِعَمَلِي ، وَأَصْبَحْتُ فَقِيِرَاً لاَ أَجِدُ أَفْقرَ مِنِّي ، بِاللهِ أُصْبِحُ ، وَبِاللهِ
أُمْسِي ، وَبِاللهِ أحْيَا ، وَبِاللهِ أَمُوتُ ، وَاِلَى اللهِ النُّشُورُ.

الثالث : التهليل والتكبير

روي عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن
التسبيح فقال : ما علمت شيئاً موظفاً غير تسبيح فاطمة عليها‌السلام
وعشر مرات بعد الغداة تقول :

لاَ إِلهَ إِلّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي
وَيُمِيْتُ ، وَيُمِيْتُ وَيُحْيِي ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.

ولكن الإنسان يسبح ما شاء تطوعاً. (عن وسائل الشيعة : ج 4
ص 1048 ، الكافي ، الكليني : ج 2 ص 533 ح 34).

الرابع : لطلب الولد

عن ابن سابور الزيات في كتاب طب الأئمةعليهم‌السلام :
ص 129 ، عن مولانا الإمام الباقر عليه‌السلام أن رجلاً شكا إليه

٥٧

قلة الولد ، وأنهَ يطلب الولد من الإماء والحرائر فلا يرزق
له ، وهو ابن ستين سنة ، فقال عليه‌السلام : قل ثلاثة أيام في دبر
صلاتك المكتوبة صلاة العشاء الآخرة ، وفي دبر صلاة
الفجر : ( سُبْحَانَ اللهِ ) سبعين مرة وِ (أَسْتَغْفِرُ اللهَ ) سبعين مرة
وتختمه بقول الله عزوجل : ( استَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّارَاً ،
يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارَاً ، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل
لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَكُمْ أَنْهَارَاً
) ثم واقع امرأتك الليلة الثالثة
فإنك ترزق بإذن الله ذكراً سوياً ، قال : ففعلت ذلك ولم يحل
الحول حتى رزقت قرة عين.

من أدعية الإمام الصادقعليه‌السلام

الأول : لقضاء الدين

في تفسير العياشي : ص 320 ح 181 ، عن عبدالله بن
سنان ، قال : شكوت إلى أبي عبدالله عليه‌السلام ، فقال : ألا
أعلمك شيئاً إذا قلته قضى الله دينك ، وأنعشك وأنعش
حالك؟ فقلت : ما أحوجني إلى ذلك ، فعلمه هذا الدعاء : قل
دبر صلاة الفجر :

٥٨

تَوَكَّلْتُ عَلَى الحَيِّ القَيُوم الَّذِي لاَ يَمُوتُ ، وَالْحَمْدُ للهِ
الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدَاً ، وَلَمْ يَكُن لَهُ شَرِيكٌ في المُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ
لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ، وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُؤْسِ وَالْفَقْرِ ، وَمِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ
وَالسُّقْمِ ، وَأَسأَلَكُ أَنْ تُعِيْنَنِي عَلَى أَدَاءِ حَقِّكَ إِليْكَ وَإِلَى النَّاسِ.

الثاني : لدفع البلاء

في مستدرك الوسائل : ج 5 ص 90 ح 6 ، عن خط الشهيد
رحمه الله تعالى ، بالإسناد عن الشيخ المفيد ، بإسناده عن
محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : من قال بعد
صلاة الصبح ، قبل أن يتكلم :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ العَلِيِّ
الْعَظِيمِ ،
يعيدها سبع مرات. دفع الله عنه سبعين نوعاً من
أنواع البلاء ، أهونها الجذام والبرص.

وفي الكافي : ج 2 ص 531 ح 25 وح 26 ، عن أبي بصير
عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قال في دبر صلاة الفجر ودبر

٥٩

صلاة المغرب سبع مرات :بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ لاَ حَوْلَ
وَلاَ قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.
دفع الله عزوجل عنه سبعين
نوعاً من أنواع البلاء أهونه الريح والبرص والجنون ، وإن
كان شقياً محي من الشقاء وكتب في السعداء.

قال الشيخ الكليني رحمه الله تعالى : وفي رواية سعدان
عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله إلا أنه قال : أهونه
الجنون والجذام والبرص ، وإن كان شقياً رجوت أن يحوّله
الله تعالى إلى السعادة.

وعن الشيخ إبراهيم الكفعمي رحمه الله تعالى في البلد
الأمين : ص 28 ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : من بسمل
وحولق في دبر كل صلاة ، من الفجر والمغرب سبعاً ، دفع الله
تعالى عنه سبعين نوعاً من أنواع البلاء ، أهونها الريح والبرص
والجنون ، ويكتب في ديوان السعداء ، وإن كان شقياً.

الثالث : الصلاة على النبي وآلهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

عن الكفعمي في الجنة الواقية : ص 65 ، عن الإمام الصادقعليه‌السلام ، قال : من قال بعد صلاة الفجر ، وبعد صلاة الظهر :

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

وسلّم مصدّقاً لما قال علي ، فجعلت أقول : عليه ويقول صدق ، وأقول ويقول : صدق. فأمسك بيدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : أتبغض علياً؟ فقلت : نعم ، فقال : لا تبغضه ، وإن كنت تحبّه فازدد له حبّاً ، فوالذي نفسي بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة ). فما كان أحد بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أحبّ إليّ من علي.

قال عبد الله بن بريدة : والله ما في الحديث بيني وبين النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم غير أبي.

( ٨٤٨٣ ) أخبرنا الحسين بن حريث ، قال : حدّثنا الفضل بن موسى ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن وهب ، قال : قال علي في الرحبة : ( أنشد بالله من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم غدير خم يقول : إنّ الله وليي وأنا ولي ، المؤمنين ، ومن كنت وليّه فهذا وليّه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ).

قال : فقال سعيد : قام إلى جنبي ستة ، وقال زيد بن يثيع : قام عندي ستة.

وقال عمرو ذو مرّ : ( أحبّ من أحبّه ، وأبغض من أبغضه ). وساق الحديث. رواه إسرائيل ، عن أبي إسحاق الشيباني ، عن عمرو ذي مرّ : ( أحبّ ).

( ٨٤٨٤ ) أخبرنا علي بن محمّد بن علي ، قال : حدّثنا خلف ، قال : حدّثنا إسرائيل ، قال : حدّثنا أبو إسحاق ، عن عمرو ذي مر قال : ( شهدت علياً بالرحبة ينشد أصحاب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أيّكم سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول يوم غدير خم ما قال؟ فقام أناس فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله

٨١

صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : من كنت مولاه فإنّ علياً مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأحبّ من أحبّه ، وأبغض من أبغضه ، واُنصر من نصره ).

الفرق بين المؤمن والمنافق :

( ٨٤٨٥ ) أخبرنا محمّد بن العلاء ، قال : حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زرّ بن حبيش ، عن علي قال : ( والذي فلق الحبّة ، وبرأ النسمة لعهد النبي الأميصلى‌الله‌عليه‌وسلم إليّ لا يحبّني إلّا مؤمن ، ولا يبغضني إلّا منافق ).

( ٨٤٨٦ ) أخبرنا واصل بن عبد الأعلى ، قال : حدّثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زرّ بن حبيش ، عن علي قال : ( عهد إليّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّ لا يحبّني إلّا مؤمن ، ولا يبغضني إلّا منافق ).

( ٨٤٨٧ ) أخبرنا يوسف بن عيسى ، قال : ( أخبرنا ) الفضل بن موسى ، قال : ( أخبرنا ) الأعمش ، عن عدي ، عن زرّ قال : قال علي : ( إنّه لعهد النبي الأميصلى‌الله‌عليه‌وسلم إليّ إنّه لا يحبّك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلّا منافق ).

ذكر المثل الذي ضربه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي بن أبي طالب

( ٨٤٨٨ ) أخبرنا محمّد بن عبد الله بن المبارك ، قال : حدّثنا يحيى بن معين ، قال : حدّثنا أبو حفص الأبّار ، عن الحكم بن عبد الملك ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي صادق ، عن ربيعة بن ناجد ، عن علي قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا علي فيك مثل من عيسى مثل أبغضته اليهود حتّى بهتوا أمّه

٨٢

وأحبّته النصارى حتّى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به(١) .

ذكر منزلة علي بن أبي طالب ، وقربه من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولزوقه به ، وحبّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم له.

( ٨٤٨٩ ) أخبرنا إسماعيل بن مسعود ، قال : حدّثنا خالد عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن العلاء قال : ( سأل رجل ابن عمر عن عثمان قال : كان من الذين تولّوا يوم التقى الجمعان ، فتاب الله عليه ، ثمّ أصاب ذنباً فقتلوه. وسأله عن علي فقال : لا تسأل عنه ، ألا ترى منزله من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ؟! ).

( ٨٤٩٠ ) أخبرني هلال بن العلاء بن هلال ، قال : حدّثنا حسين ، قال : حدّثنا زهير ، عن أبي إسحاق ، عن العلاء بن عرّار قال : ( سألت عبد الله بن عمر قلت : ألّا تحدّثني عن علي وعثمان؟ قال : أمّا علي فهذا بيته من بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا أحدّثك عنه بغيره. وأمّا عثمان فإنّه أذنب يوم أحد ذنباً عظيماً ، فعفا الله عنه ، وأذنب فيكم صغيراً فقتلتموه )(٢) .

نصّ ماجاء في كنز العمّال للمتقي الهندي :

عن عمران بن حصين قال : ( بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم سرية

__________________

١ ـ إنّ شيعة آل أبي سفيان يقولون : إنّ شيعة علي مغالون وقد يستدلون بهذا على الشيعة ، لكنّا نقول : إنّ المغالي في علي أو أهل بيته أو عيسى أو غيرهم من قال فيهم ، ماليس فيهم ، أمّا من ساق أدلّته من القرآن الكريم والسنّة الصحيحة فهو تبع السنّة وليس مغال ، والشيعة تتبّرأ من المغالين وتنكرهم.

٢ ـ السنن الكبرى ٥ : ١٣٢ ـ ١٣٨.

٨٣

واستعمل عليهم علياً فغنموا ، فصنع علي شيئاً أنكروه. وفي لفظ : فأخذ علي من الغنيمة جارية ، فتعاقد أربعة من الجيش إذا قدموا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّ يعلموه ، وكانوا إذا قدموا من سفر بدؤا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فسلّموا عليه ونظروا إليه ثمّ ينصرفون إلى رحالهم ، فلمّا قدمت السرية سلّموا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله! ألم تر أنّ علياً قد أخذ من الغنيمة جارية؟ فأعرض عنه ، ثمّ قام الثاني فقال مثل ذلك ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الثالث فقال مثل ذلك ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الرابع فأقبل إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يعرف الغضب في وجهه فقال : ما تريدون من علي؟ علي منّي وأنا من علي ، وعلي ولي كلّ مؤمن بعدي )(١) .

نصّ ماجاء في سنن البيهقي :

( قال : ( بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم علياً رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه ليقبض الخمس ، فأخذ منه جارية ، فأصبح ورأسه يقطر قال خالد : لبريدة ألا ترى ما يصنع هذا؟ قال : وكنت أبغض علياً رضي الله عنه ، فذكرت ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا بريدة أتبغض علياً؟ قال : قلت نعم. قال : فأحبّه فإنّ له في الخمس أكثر من ذلك )(٢) .

نصّ ماجاء في مسند أبي يعلى :

__________________

١ ـ كنز العمّال : ج ٣١ ، ص ١٤٢.

٢ ـ السنن الكبرى ٦ : ٣٤٢.

٨٤

عن عمران بن حصين قال : ( بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم سرية واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ، قال له : يا علي السرية. قال عمران : كان المسلمون إذا قدموا من غزوة أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل أنّ يأتوا رحالهم فأخبروه مسيرهم ، قال : فأصاب علي جارية ، فتعاقد أربعة فأخبروه بمسيرهم فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ، وأصاب علي جارية ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الثاني فقال : يا رسول الله صنع علي كذا وكذا ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الثالث فقال : يا رسول الله صنع علي كذا وكذا ، فأعرض عنه ثمّ قام الرابع فقال يا رسول الله : صنع كذا وكذا ، قال فأقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مغضباً الغضب يعرف في وجهه ، فقال : ما تريدون من علي؟ علي منّي وأنا منه ، وهو ولي كلّ مؤمن بعدي )(١) .

نص ماجاء في صحيح ابن حبّان :

عن عمران بن حصين قال : ( بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم سرية واستعمل عليهم علياً ، قال : فمضى علي في السرية فأصاب جارية فأنكر ذلك عليه أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : إذا لقينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبرناه بما صنع علي. قال عمران : وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدؤا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فسلّموا عليه ونظروا إليه ، ثمّ ينصرفون إلى رحالهم. فلمّا قدمت السرية سلّموا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقام أحد الأربعة فقال يا رسول الله : ألم تر أنّ علياً صنع كذا

__________________

١ ـ مسند أبي يعلى : ج ١ ، ص ٢٩٣.

٨٥

وكذا ، فأعرض عنه ، ثمّ قام آخر فقال : يا رسول الله ألم تر أنّ علياً صنع كذا وكذا ، فأعرض عنه ، ثمّ قام آخر فقال : يا رسول الله ألم تر أنّ علياً صنع كذا وكذا ، فأقبل إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم والغضب يعرف في وجهه ، فقال : ما تريدون من علي؟ ثلاثاً إنّ علياً منّي وأنا منه ، وهو ولي كلّ مؤمن بعدي ).

ذكر البيان بأنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان ناصر كلّ ما ناصره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم .

أخبرنا محمّد بن طاهر بن أبي الدميك ، حدّثنا إبراهيم بن زياد ، حدّثنا أبو معاوية ، حدّثنا الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ( من كنت وليّه فعلي وليّه ).

ذكر دعاء المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالولاية لمن ولي علياً ، والمعادة لمن عاداه.

أخبرنا عبد الله بن محمّد الأزدي ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم ، ( أخبرنا ) أبو نعيم ويحيى بن آدم ، قالا : حدّثنا فطر بن خليفة ، عن أبي الطفيل ، قال : قال علي : أنشد الله كلّ امرئ سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول يوم غدير خم لما قام ، فقام أناس فشهدوا أنّهم سمعوه يقول : ألستم تعلمون أنّي أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله : قال : من كنت مولاه فإنّ هذا مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. فخرجت وفي نفسي من ذلك شيء ، فلقيت زيد بن أرقم فذكرت ذلك له ، فقال : قد سمعناه من رسول الله صلّى الله

٨٦

عليه وسلّم يقول ذلك(١) .

نصّ ماجاء في صحيح البخاري :

حدّثنا على بن سويد بن منجوف ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه رضى الله عنه قال : ( بعث النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم علياً إلى خالد ليقبض الخمس ، وكنت أبغض علياً ، وقد اغتسل ، فقلت لخالد : ألا ترى إلى هذا؟ فلمّا قدمنا على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ذكرت ذلك له ، فقال : يا بريدة أتبغض علياً؟ قلت : نعم ، قال : لا تبغضه فإنّ له في الخمس أكثر من ذلك )(٢) .

وقفة تدبّر حول النصوص السابقة :

١ ـ الرواية عن زيد بن أرقم وغيره من الصحابة ، وفي صحاح ومسانيد وسنن معتبرة عند أهل السنّة.

٢ ـ والدليل على أنّ هذه الآية نزلت في حجّة الوداع ماجاء في نصوص كثيرة منها قال : ( لمّا رجع النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم من حجّة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ، ثمّ قال : كأنّي دعيت فأجبت ).

وفي رواية : قال زيد بن أرقم : ( قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : ألستم تعلمون أنّي أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى ، نشهد لأنت أولى بكلّ مؤمن من نفسه. قال : فإنّي من كنت مولاه فهذا مولاه. وأخذ بيد علي ).

وفي رواية : ( فلمّا بلغ غدير خم وقف للناس ، ثمّ ردّ من تبعه ، ولحقه من

__________________

١ ـ صحيح ابن حبّان : ج ١٥ ، ص ٣٧٣.

٢ ـ صحيح البخاري : ج ٥ ، ص ١١٠.

٨٧

تخلّف ، فلمّا اجتمع الناس إليه ، قال : أيّها الناس من وليّكم؟ قالوا : الله ورسوله ، ثلاثاً. ثمّ أخذ بيد علي فأقامه ، فقال : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ).

وفي رواية أخرى : ( ألستم تعلمون أني أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى. قال : فأخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه ، فعلى مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. قال : فلقيه عمر بعد ذلك ، فقال له : هنيئاً يا ابن أبى طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة ).

٣ ـ والنصوص دليل على وجوب التمسّك بالكتاب والعترة : ( وإنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ، فانهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ).

٤ ـ فقلت لزيد : سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ؟ فقال : وإنّه ما كان في الدوحات أحد إلّا رآه بعينه وسمعه بأذنيه.

٥ ـ التأمّل في هذه العبارة : ( فذكرت علياً فتنقّصته ).

( وإذا وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قد احمرّ ).

( من كنت وليّه فعلي وليّه ).

( فجعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يتغيّر وجهه ).

فقال : يا بريدة ، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ).

( فأعرض عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثمّ قام الثاني وقال مثل ذلك ، ثمّ الثالث فقال : مقالته ، ثمّ قام الرابع فقال مثل ما قالوا ، فأقبل إليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم والغضب يبصر في وجهه ، فقال : ما تريدون من علي؟ إنّ علياً منّي وأنا منه ، وهو ولي كلّ مؤمن بعدي ).

٨٨

( لا تبغضن يا بريدة لي علياً ، فإنّ علياً منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي ).

( من سب علياً فقد سبّني ).

( لا تبغضه ، وإن كنت تحبّه فازدد له حبّا ).

( فرأيت الغضب في وجهه ).

( فقال : لا تقع في علي فإنّه منّي وأنا منه ).

( من يتنقص علياً فقد تنقّصني ، ومن فارق علياً فقد فارقني ).

رغم أنّه قد حصل بعض التلاعب أوالتحريف : فبعضهم لم يذكر قوله : ( تنقّصت علياً عند النبي ). ولا قوله : ( أمرني خالد ). ولا : ( علي منّي وأنا من علي ). ولا : ( وهو وليّكم من بعدي ). ولا عبارة : ( ولي كلّ مؤمن بعدي ) جدّاً مهمّة ، وجديرة بالتأمّل ، وخاصة لفظ ( مؤمن ) ولفظ ( بعدي ).

٦ ـ مناشدة الإمام عليعليه‌السلام للصحابة في الرحبة ، وشهادتهم بذلك.

٧ ـ خالد يأمر بريدة أنّ ينال من عليعليه‌السلام .

٨ ـ حدّثنا عبد الله بن بريدة ، قال : حدّثني أبي ، قال : لم أجد من الناس أبغض عليّ من علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، حتّى أحببت رجلاً من قريش ، ولا أحبّه إلّا على بغض علي ، فبعث ذلك الرجل على خيل فصحبته ، ما أصحبه إلّا على بغض علي.

( ياترى من هو هذا الرجل من قريش )؟!

٩ ـ تهنئة عمر لعلي بن أبي طالب بالولاية.

١٠ ـ عبارتهم : ( وثّقه الجمهور وباقيهم رجاله رجال الصحيح ).

١١ ـ ( وقّف الناس ثمّ ردّ من مضى ، ولحقه من تخلّف فلمّا اجتمع الناس إليه ، قال : أيّها الناس هل بلّغت قالوا : نعم ، قال : اللهم اشهد ، ثلاث مرّات يقولها. ثمّ

٨٩

قال : أيّها الناس من وليّكم؟ قالوا : الله ورسوله ، ثلاثاً. ثمّ أخذ بيد علي فأقامه ثمّ قال : من كان الله ورسوله وليّه فهذا وليّه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ).

والعاقل يفهم أهمية الموضوع الذي لأجله أوقف الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله الناس وردّ من مضى منهم ، وأشهدهم ثلاثاً أنّه بلّغ.

١٢ ـ وأمّا عثمان فإنّه أذنب يوم أُحد ذنباً. فماهو الذنب ياترى؟!

جواباتها متروكة للقارئ المنصف بعد التدبّر وإخلاص النية.

٩٠
٩١

محاولات لردّ حديث الغدير

١ ـ يقول بعضهم : ( لا نسلّم بصحّة هذا الحديث ). ومن هؤلاء الفخر الرازي بدعوى أنّ الإمام عليعليه‌السلام لم يكن في حجّة الوداع ، بل كان في اليمن في ذلك الوقت.

الجواب :

أ ـ إنّ الرازي كذّب كلّ حديث ورد فيه أنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله أخذ بيد علي ، وجعل يعرّفه إلى الناس ويقول : ( فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ).

ب ـ لقد ردّ عليه قومه ، كما يقول ابن حجر الهيتمي في الصواعق : ( ولا التفات لمن قدح في صحّته ، ولا لمن ردّه بأنّ عليّاً كان باليمن ، لثبوت رجوعه منها ، وإدراكه الحجّ مع النبي )(١) .

٢ ـ يقول ابن حزم الأندلسي وبعض أتباعه ، ويقول الشيخ سليم البشري المالكي في مراجعته للسيّد شرف الدين ، ( الشيعة متّفقون على اعتبار التواتر فيما يحتجّون به على الإمامة ؛ لأنّها عندهم من أصول الدين ، فما الوجه في احتجاجكم بحديث الغدير مع عدم تواتره عند أهل السنّة؟ وإن كان ثابتاً من طرقهم الصحيحة )؟(٢)

__________________

١ ـ الصواعق المحرقة ١ : ١٠٧.

٢ ـ المراجعات : ٣٧٣ ، المراجعة ـ ٥٥.

٩٢

الجواب :

لا ريب في تواتره من طريق أهل السنّة ، فممن اعترف بتواتره الحافظ الذهبي ، وشمس الدين الجزري ، والسيوطي ، والملا علي القاري ، والألباني ، وغيرهم.

فقال الذهبي معقّباً على أحد طرق : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) : ( هذا حديث حسن عال جدّاً ، ومتنه متواتر )(١) .

وقال أيضاً : ( فهذا ما يسّر الله تعالى جمعه من طرق هذا الحديث ، وأفادنا ذلك العلم بأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال ذلك )(٢) .

وقال شمس الدين الجزري حول أحد الطرق : ( هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح من وجوه كثيرة ، تواتر عن أمير المؤمنين علي ، وهو متواتر أيضاً عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله )(٣) .

وقال الألباني في تصحيحه للحديث ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) : ( وجملة القول أنّ حديث الترجمة حديث صحيح بشرطه ، بل الأوّل منه متواتر عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله كما يظهر لمن تبع أسانيده وطرقه )(٤) .

لكن الذين في قلوبهم مرض مهما أتيت لهم بدليل لا يقنعون ، فمثلاً : عندما فشلوا في ردّ الحديث قالوا : لو سلّمنا أنّ حديث الغدير ينصّ على إمامة عليعليه‌السلام

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء ٨ : ٣٣٥.

٢ ـ رسالة طرق حديث "من كنت مولاه فعلي مولاه" : ١٠١.

٣ ـ أسنى المطالب في مناقب سيّدنا علي بن أبي طالب : ٤٨.

٤ ـ سلسلة الأحاديث الصحيحة ٤ : ٣٤٣ ، التعليق على الحديث رقم ١٧٥٠.

٩٣

فهذا يعني بعد عثمان!

نقول : إنّ مفاد حديث الغدير أنّ علياً أولى بعثمان من نفسه ؛ لأنّ عمر ممن هنّأه بالولاية على كلّ مؤمن ومؤمنة(١) ، والروايات تقول : من بعدي ، لا من بعد الثالث.

٣ ـ قال بعضهم : نعم ، إنّ حديث الغدير يدلّ على إمامة علي ، لكن الإمامة تنقسم إلى قسمين ، هناك إمامة باطنية هي الإمامة في عرف المتصوّفة ، فعلي إمام المسلمين بعد رسول الله بلا فصل ، لكن هو إمام في المعنى ، إمام في القضايا المعنوية ، إمام في الأمور الباطنيّة ، والمشايخ الثلاثة هم أئمّة المسلمين في الظاهر ، ولهم الحكومة.

نقول لهم :

ماهو الدليل على هذا التقسيم؟ والرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله جعل ولاية الإمام عليعليه‌السلام مطلقة ، بدون استثناء ، من دون قيد.

وقد هنّأه عمر وقال : ( بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم )(٢) .

ولكن حبّ الرئاسة والملك ، كما قال الغزالي : ( ولكن أسفرت الحجّة بوجهها ، وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في يوم غدير خم ، باتّفاق الجميع وهو يقول : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ). فقال عمر : بخ بخ لك يا أبا الحسن ، لقد أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن

__________________

١ ـ المصنّف لابن أبي شيبة ٧ : ٥٠٣ ، فضائل علي بن أبي طالب ، حديث ٥٥.

٢ ـ تاريخ بغداد ٨ : ٢٨٤.

٩٤

ومؤمنة. فهذا تسليم ورضا وتحكيم.

ثمّ بعد هذا غلب الهوى بحبّ الرئاسة ، وحمل عمود الخلافة ، وعقود البنود ، وخفقان الهواء في قعقعة الرايات ، واشتباك ازدحام الخيول ، وفتح الأمصار ، وسقاهم كأس الهوى ، فعادوا إلى الخلاف الأوّل ، فنبذوا الحق وراء ظهورهم ، واشتروا به ثمناً قليلاً )(١) .

فلابدّ من التسليم والاعتراف بأنّ أهل البيتعليهم‌السلام ظُلموا وأُخذ حقّهم ، وإلّا فسوف يكون العناد اتّباع للهوى ، فلا فرق بين من ظلم أهل البيتعليهم‌السلام ذلك الزمان ومن أعان عليه الآن.

٤ ـ يقول الشيخ عبد العزيز الدهلوي صاحب كتاب التحفة الاثني عشرية : بأنّ لفظة ( مولى ) لا تجيء بمعنى الأولى بإجماع أهل اللغة.

نقول في الجواب :

أولاً : هناك قاعدة في علم الحديث يعبّرون عنها بقاعدة الحديث يفسّر بعضه بعضاً ، ونحن لاحظنا هذين اللفظين ( من كنت مولاه فإنّ علياً مولاه ) ، ( من كنت وليّه فهذا وليّه ) ، فلو كان هناك إبهام في معنى كلمة المولى ومجيء هذه الكلمة بمعنى الأولى ، فإنّ اللفظ الأوّل يفسّر اللفظ الثاني.

ثانياً : الرواية التي أوردناها سابقاً تقول : ( من كان الله ورسوله وليّه فهذا وليّه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ). فلفظ وليّه جاء لله وللرسول ، فولاية علي سواءً قال مولاه أو وليّه فهي شبيهة بولاية الله ورسوله ، فهي مطلقة ولم تقيّد.

__________________

١ ـ سرّ العالمين ، المقالة الرابعة : ٣٩.

٩٥

ثالثاً : الآية الكريمة في سورة الحديد :( مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) (١) ،( هي مولاكم ) يفسرون الكلمة بـ ( هي أولى بكم )(٢) .

رابعاً : الأشعار العربية الفصيحة ، وكلمات اللغويين تدلّ أنّه لا فرق بين لفظ ( مولاه ) ( ووليّه ) كما في تاج العروس ما هذا نصّه : ( الولي ) الذي يلي عليك أمرك ، وهما بمعنى واحد ، ومنه الحديث : ( أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها ) ، ورواه بعضهم : بغير إذن وليّها وروى ابن سلام عن يونس : ( أنّ المولي ، في الدين هو الولى وذلك قوله تعالى :( ذلك بأنّ الله مولى الذين آمنوا وأنّ الكافرين لا مولى لهم ) ، أي : لا وليّ لهم ، ومنه الحديث : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) أي : من كنت وليّه )(٣) .

خامساً : كثيراً ما كرر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الولاية للإمام عليعليه‌السلام ، مثل : ( أنت ولي كلّ مؤمن بعدي ) ، ( إنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي ) ، ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ، وغيرها مما سنسردها في محلّها إن شاء الله تعالى.

سادساً : لقد خاطب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الناس بأنّه أولى بهم من أنفسهم ، وجعل هذه الولاية لعليعليه‌السلام بدون استثناء شيء من تلك الولاية ، فلو كان هناك استثناء لوضّحهاصلى‌الله‌عليه‌وآله لأنّه يعلم بولايته المطلقة للناس ولكنّه لم يستثني شيئاً منها ، بل سأل الناس هل هو أولى بهم من أنفسهم؟ فلمّا قالوا : نعم ، أثبت لهم أنّ علي مولى لمن والاه بدون استثناء شيء من معاني الولاية المطلقة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

__________________

١ ـ سورة الحديد (٥٧) : ١٥.

٢ ـ جامع البيان عن تأويل آي القرآن ٢٧ : ٢٥٩.

٣ ـ تاج العروس ٢٠ : ٣١١.

٩٦

بعد هذا السرد تبيّن للقارئ العزيز أنّ هذا الحديث قد بلغ حدّ التواتر ، وصار قطعي الصدور من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله رغم ما بذل في سبيل عدم تدوينه والتحدّث به ؛ لأنّ الله متمّ نوره ولو كره الكارهون ، وصار بمنزلة آية.

يقول الشيخ عبد العزيز الدهلوي صاحب كتاب التحفة الاثنى عشرية : ( إنّ الحديث إذا وصل حدّ التواتر وأصبح قطعي الصدور عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان بمنزلة آية قرآنية ، فكما أنّ القرآن الكريم مقطوع الصدور من الله سبحانه وتعالى ، ولا ريب في أنّ هذا القرآن مقطوع الصدور من الله سبحانه وتعالى ، ولا ريب في هذا القرآن وفي ألفاظه ووصول القرآن الكريم إلينا بالتواتر القطعي ، فكلّ حديث يروى عن رسول الله ، ويصل إلينا بأسانيد تفيد القطع واليقين يكون هذا الحديث بحكم الآية القرآنية ، وبمثابة القرآن الكريم )(١) .

إذن أصبح قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ) بمثابة آية قرآنية من حيث إنّه مقطوع الصدور عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فمن كذّبه فكأنّه كذّب آية من القرآن الكريم ، فهل يجرؤ مسلم على ذلك؟

أحاديث أُخرى تدلّ على الولاية :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( اللهم من آمن بي وصدّقني فليتولّ علي بن أبي طالب ، فإنّ ولايته ولايتي ، وولايتي ولاية الله تعالى ). وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( من أحب أنّ يحيا حياتي ، ويموت موتي ، ويسكن جنّة الخلد التي وعدني ربّي ، فإنّ ربّي عزّ وجلّ غرس قضبانها بيده ، فليتولّ علي بن أبي طالب فإنّه لن يخرجكم من

__________________

١ ـ التحفة الاثنا عشرية : ٥٥٧ ، الباب العاشر في مطاعن الخلفاء ، الطعن الثاني عشر من مطاعن أبي بكر.

٩٧

هدى ، ولن يدخلكم في ضلالة )(١) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( من سرّه أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنّة عدن التي غرسها ربّي ، فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليّه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنّهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي فويل للمكذّبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي )(٢) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله في أهل بيته ما يدل على توليّهم والالتفاف حولهم : ( فلا تقدّموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم )(٣) .

وقال ابن حجر في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( فلا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم )(٤) . دليل على أنّ من تأهل منهم للمراتب العلية ، والوظائف الدينية كان مقدّماً على غيره )(٥) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( معرفة آل محمّد براءة من النار ، وحبّ آل محمّد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمّد أمان من العذاب )(٦) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( فلو أنّ رجلاً صفن ـ صفّ قدميه ـ بين الركن والمقام ، فصلّى وصام ، وهو مبغض لآل محمّد دخل النار )(٧) .

__________________

١ ـ كنز العمّال ج ١١ ص ٦١١.

٢ ـ كنز العمّال ج ١ ص ١٨٨.

٣ ـ كنز العمّال ج ١٢ص ١٠٣.

٤ ـ كنز العمّال ١ : ١٨٨.

٥ ـ الصواعق المحرقة ، باب وصية النبي ٢ : ٦٥٤.

٦ ـ ينابيع المودّة ١ : ٧٨.

٧ ـ أورده ابن حجر في الصواعق المحرقة ٢ : ٥٠٥.

٩٨

وكما في مسند أحمد قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن سورة براءة : عن زيد بن يثيع ، عن أبي بكر : ( أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بعثه ببراءة لأهل مكّة لا يحجّ بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنّة إلّا نفس مسلمة ، من كان بينه وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مدّة فأجله إلى مدّته ، والله بريء من المشركين ورسوله ، قال : فسار بها ثلاثاً ، ثمّ قال لعلي رضي الله تعالى عنه : الحقه ، فردّ علي أبا بكر ، وبلّغها أنت ، قال : ففعل ، قال : فلمّا قدم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أبو بكر قال : يا رسول الله ، حدث فيّ شيء؟ قال : ما حدث فيك إلّا خير ، ولكن أمرت أن لا يبلّغه إلّا أنا أو رجل منّي )(١) .

حدّثنا عبد الله ، قال : حدّثني أبي ، قال : ثنا محمّد بن جعفر قال : ( فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف ، وقعوا في رجل له عشر ، وقعوا في رجل ، قال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لأبعثنّ رجلاً لا يخزيه الله أبداً يحبّ الله ورسوله ، قال : فاستشرف لها من استشرف ، قال : أين علي؟ قالوا : هو في الرحل يطحن ، قال : وما كان أحدكم ليطحن؟ قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر ، قال : فنفث في عينيه ، ثمّ هزّ الراية ثلاثاً ، فأعطاها إيّاه ، فجاء بصفية بنت حيي ، قال : ثمّ بعث فلاناً بسورة التوبة ، فبعث علياً خلفه فأخذها منه ، قال : لا يذهب بها إلّا رجل منّى وأنا منه ، قال : وقال : لبني عمّه أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال : وعلي معه جالس ـ فأبوا ، فقال : علي أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، قال : أنت وليى في الدنيا والآخرة ، قال : فتركه ، ثمّ أقبل على رجل منهم ، فقال : أيّكم يوالينى في الدنيا والآخرة؟ فأبوا ، قال : فقال : علي أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، فقال : أنت

__________________

١ ـ مسند احمد ١ : ٣.

٩٩

وليي في الدنيا والآخرة ، قال : وكان أوّل من أسلم من الناس بعد خديجة )(١) .

لاحظ : لماذا ردّ عليعليه‌السلام أبا بكر ، أجب ، لكن بأمانة وإنصاف ، وتأمّل وتدبّر في معاني هذه العبارات : ( وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنّهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذّبين بفضلهم فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ).

( معرفة آل محمّد براءة من النار ، وحبّ آل محمّد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمّد أمان من العذاب ).

فمن تدبرّ وأنصف وأخلص عمله لوجه الله ، وترك ماعليه آباؤه الأوّلين تيقّن أنّ أهل البيتعليهم‌السلام أشخاص معدودين تجب معرفتهم ومحبّتهم وموالاتهم على كلّ مكلّف ، لا يتقدّمهم ولا يتأخّر عنهم إلّا ضال مضل ، فليقرأ القارئ هذه الروايات وهو جامع كلّ حواسّة ليفهم معانيها ومضامينها ، ويعاهد ربّه ونفسه وضميره أن يقرأ بأمانة وإنصاف ، ويتمعّن في كلّ حديث ليرى هل يمكن أن ينطبق على ما تعتقده الشيعة الإمامية أم على ما يعتقده غيرهم؟ ثمّ يحكم بالحق ، والله خير الحاكمين.

وأخيراً مع شاعر الرسول المعروف حسّان بن ثابت الذي استأذن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد إتمام الولاية فأذن له ، فتقدم وقال :

يناديهم يوم الغدير نبيّهم

بخمّ وأسمع بالنبيّ مناديا

وقد جاءه جبريل عن أمر ربّه

بأنّك معصوم فلا تك وانيا

__________________

١ ـ مسند أحمد ٢ : ٥٠٥.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383