• البداية
  • السابق
  • 347 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 27573 / تحميل: 8357
الحجم الحجم الحجم
أدعية أهل البيت عليهم السلام في تعقيب الصلوات

أدعية أهل البيت عليهم السلام في تعقيب الصلوات

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

حكي انه كان في خدمة العزيز بن المعز العبيدي صاحب مصر، وصنف له كتبا، وكان له شعر مطبوع، وكانت وفاته بالحضرة-أي القيروان-سنة ٤ ١٢ (تيب).

و القزاز بالزاءين، كشداد، نسبة الى عمل القز وبيعه، والقيرواني يأتي في القيرواني.

(و قد يطلق القزاز) على أبى القاسم حبيب بن الحسن بن داود، سمع جماعة كثيرة من المشايخ، وروى عنه الدار قطني وابن شاهين، قال الخطيب وحبيب: عندنا من الثقات، وكان يؤثر عنه الصلاح

و قد سألت أبا نعيم عنه فقال: ثقة، توفى سنة ٣ ٥ ٩، وكان ثقة مستورا دفن في الشونيزية، ذكر ان قوما من الرافضة أخرجوه من قبره ليلا، وسلبوه كفنه الى ان اعاد له ابنه كفنا وأعاد دفنه، انتهى ملخصا

(القزوينى)

زكريا بن محمد بن محمود القزويني، ينتهي نسبه الى مالك بن انس خادم رسول اللّه (ص).

كان عالما فاضلا، ولد في قزوين، ورحل الى دمشق، وتولى قضاء واسط والحلة في زمن المستعصم، فسقطت بغداد وهو في ذلك المنصب.

له مؤلفات، اعجبها: عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات وآثار البلاد وأخبار العباد، جمع فيه ما عرف وسمع وشاهد من خصائص البلاد والعباد، ولكن فيه الغث والسمين كما يوجد في امثاله، توفى سنة ٦ ٨٣.

(و القزويني) نسبة الى قزوين، كتقويم وبكسر القاف ايضا مدينة كبيرة في عراق العجم عند قلاع الاسماعيلية، وهى من بلاد الجبل ثغر الديلم وبلاد الجبل مدن بين اذربيجان وعراق العرب وخوزستان وفارس وبلاد الديلم،

٦١

و القزويني زكريا بن محمد كما علمت. وأما القزويني في هذا الشعر:

يا نصير الدين يا جفر

ألف قزويني ولا عمر

لو رماه اللّه في سقر

لاشتكت من ظلمه سقر

هو رجل ظالم ولاّه نصير الدين ابو سعيد جقر بن يعقوب صاحب الجزيرة والموصل بالموصل، فسار سيرة قبيحة، وكثر شكوى الناس منه فعزله وجعل مكانه عمر بن شكلة فأساء في السيرة ايضا، فعمل ابو عبد اللّه الحسين الموصلي هذا الشعر.

و ورد مدح قزوين في النبوي صلّى اللّه عليه وآله الذى وجد في اصل عتيق من اصول اصحابنا بأنه باب من ابواب الجنة، وللرافعي القزوينى كتاب في تاريخ علماء قزوين.

(ثم اعلم): انه ينسب الى قزوين جماعة كثيرة من علمائنا الربانيين لا مجال لذكر بعضهم، فضلا عن كثير منهم، نعم ينبغي لنا الاشارة الى قليل منهم:

(١) السيد الأجل السيد مهدي القزوينى الحلي، ذكره شيخنا صاحب المستدرك في مشايخ إجازته بالتعظيم والتبجيل بعبارات رائقة.

ثم قال: وهو من العصابة الذين فازوا بلقاء من إلى لقائه تمد الأعناق صلوات اللّه عليه ثلاث مرات، وشاهد الآيات البينات والمعجزات الباهرات.

ثم ذكر انه ورث العلم والعمل عن عمه الأجل الأكمل السيد باقر القزويني صاحب سرّ خاله بحر العلوم، وكان عمه أدبه ورباه واطلعه على أسراره، وذكر انه لما هاجر الى الحلة صار ببركة دعوته من داخل الحلة وأطرافها من طوائف الأعراب قريبا من مائة ألف نفس شيعيا إماميا مخلصا مواليا لأولياء اللّه معاديا لأعداء اللّه.

٦٢

ثم ذكر كمالاته النفسانية ومجاهداته وتصانيفه في الدين وغير ذلك، وقال: كنت معه في طريق الحج ذهابا وايابا، وصلينا معه في مسجد الغدير والجحفة، وتوفي (ره) في ١٢ ع ١ سنة ١٣٠٠ (غش) قبل الوصول الى السماوة بخمس فراسخ تقريبا، وظهر منه حينئذ كرامة باهرة بمحضر جماعة من الموافق والمخالف، انتهى ملخصا.

(٢) سلالة الفقهاء وسلافة الادباء ابو المعز السيد محمد بن السيد مهدي بن السيد حسن بن السيد احمد، الذي هو أول من انتقل من قزوين الى العراق وقطن النجف الأشرف ابن محمد بن الحسين بن الأمير ابى القاسم امير الحاج في الدولة الصفوية، ينتهي نسبه الى محمد بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن ابى طالب عليه السلام.

ولد في الحلة سنة ١٢ ٦ ٢، وأخذ في التعلم الى ان راهق البلوغ، فهاجر هو وأخويه الاعلام وهم الميرزا جعفر والسيد حسين المتوفى سنة ١٣٢ ٥ الى النجف مقر العلم والعلماء، ومنتدى الأدب والأدباء، فأتقن العلوم العقلية والنقلية على كثير من الأساتذة العظام والفضلاء الفخام.

و كان بعكس أبيه قليل التأليف والتصنيف، لا يكاد يرتضى ما صنفه حتى يغيره بعد الملاحظة والمراجعة، فظهرت له منظومة في المواريث، ورسالة في علم التجويد، ومنسك في الحج، وديوان شعره.

و له آثار إصلاحية كاصلاح نهر الحلة، وتعمير قبور علماء الحلة، كقبر المحقق، وآل طاوس، وابن ادريس، والشيخ ورّام وغيرهم، ومقام الغيبة وتجديد مقام مشهد الشمس.

و لما خلت الحلة من اعلام هذه الأسرة، واستأصل الموت شأفتهم كتب إليه الحليون وحثّوه على المجيئي فلبى دعوتهم، فهاجر الى الحلة سنة ١٣١٣، فاستقبله جمهورهم على مسافة ميلين، وكان يوما مشهودا كيوم وفاته، وأخذت

٦٣

العلماء والشعراء يفدون عليه ليهنئوه، وكان في الحلة الى ان باغتته المنية وأنشبت فيه اظفارها وذلك في أول سنة ١٣٣ ٥ ، ونقل الى النجف الاشرف ودفن في مقبرة آل قزوين قدس اللّه سره.

(٣) السيد حسين بن ابراهيم بن العالم الكامل الأمير محمد معصوم الحسيني القزويني، وهو كما في المستدرك العالم الجليل والسيد النبيل صاحب الكرامات الباهرة، وصاحب كتاب معارج الاحكام في شرح مسالك الافهام، وشرايع الاسلام، وهو كتاب كبير شريف، له مقدمات حسنة نافعة وغير ذلك، وقبره الشريف بقزوين مزار معروف يتبرك به وتظهر منه الخوارق، ويروي عنه العلامة الطباطبائي بحر العلوم، وهو عن والده، وقد تقدم ذكره في جمال الدين عن جماعة أولهم العلامة المجلسي (ره).

( ٤) قال (ضا) في ذيل احوال السيد الأجل المير السيد علي صاحب الشرح الكبير فيمن روى عنه.

و منهم الاخوان الفاضلان الكاملان الفقيهان الباذلان الحاج مولانا محمد تقي والحاج مولانا محمد صالح البرغيان القزوينيان المعاصران المتوفيان بالشهادة وحتف الأنف مع رعاية الترتيب في اللف والنشر في حدود السبعين والمائتين بعد الألف بفاصلة غير كثير اعني صاحبي المجالس ومخزن البكاء في الموعظة ومقاتل الشهداء، وكتب كثيرة في الفقه والاصول: مثل شرحيهما الكبيرين المعروفين في البلاد على الشرائع والارشاد وغير ذلك من المصنفات الجياد انتهى.

(القسطلانى)

ابو العباس شهاب الدين احمد بن محمد بن ابى بكر بن عبد الملك المصري الفاضل المحدث.

٦٤

اخذ عن خالد الأزهري، والفخر المقسمي، والجلال البكري وغيرهم، كان يعظ بالجامع العمري وغيره.

و كان قليل النظير في الوعظ، صنف التصانيف المقبولة، وشرحه على صحيح البخاري معروف اسمه إرشاد الساري، وله المواهب اللدنية بالمنح المحمدية صلّى اللّه عليه وآله.

يحكى ان السيوطي كان يغض منه، ويزعم انه يأخذ من كتبه ويستمد منها ولا ينسب النقل اليها، وانه ادعى عليه بذلك بين يدي شيخ الاسلام زكريا الانصاري، توفى سنة ٩٢٣ (ظكج).

و قد يطلق القسطلاني على قطب الدين أبي بكر محمد بن احمد المالكي صاحب كتاب عروة الوثيق في النار والحريق، صنف في حريق المسجد النبوي صلّى اللّه عليه وآله والنار الظاهرة في الحجاز.

و القسطلاني: نسبة الى قسطلة بلد بالأندلس.

(القشاشى)

صفي الدين احمد بن محمد بن يونس الحسيني المدني، لزم الشيخ الكبير احمد بن علي الشناوي، وتمذهب بمذهبه، وسلك طريقته، وأخذ عنه الحديث وغيره.

له السمط المجيد في تلقين الذكر، وسلاسل أهل التوحيد، توفى سنة ١٠٧١، (قيل) القشاشي نسبة الى القشاشة، وهي سفط المتاع، كان يبيع ذلك بالمدينة.

(القشيرى)

أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك النيسابوري الفقيه الشافعي الصوفي المحدث الفاضل الاديب، جمع بين الشريعة والحقيقة، أصله من ناحية

٦٥

أستوا(١) من العرب الذين قدموا خراسان.

توفى أبوه وهو صغير، فقرأ الادب في صباه، وكانت له قرية مثقلة الخراج، فسافر الى نيسابور ليتعلم طرفا من الحساب ليتولى الاستيفاء ويحمي قريته من مثقلة الخراج، فاتفق حضوره مجلس الشيخ ابى علي الدقاق، فلما سمع كلامه اعجبه ووقع في قلبه، فرجع عن ذلك العزم وسلك طريق الارادة، فقبله الدقاق وأشار عليه بالاشتغال بالعلم، فأخذ عن ابى بكر محمد بن ابي بكر الطوسي وأبى بكر بن فورك، والحاكم بن البيع والاستاذ ابى اسحاق الاسفرايني، ويحضر مجلس أبى علي الدقاق، فزوجه الدقاق ابنته.

و بعد وفاة الدقاق سلك القشيري مسلك المجاهدة والتجريد وصنف التيسير في علم التفسير والرسالة القشيرية في رجال الطريقة.

حكي عن هذه الرسالة انه كتب في باب الجود والسخاء ان عبد اللّه بن جعفر خرج الى ضيعة فنزل على نخيل قوم وفيهم غلام اسود يعمل عليها إذ أتى الغلام بغذائه وهو ثلاثة اقراص، فرمى بقرص منها الى كلب كان هناك فأكله ثم رمى إليه الثانى والثالث فأكلهما وعبد اللّه بن جعفر ينظر، فقال: يا غلام كم قوتك كل يوم؟ قال: ما رأيت، قال: فلم آثرت هذا الكلب؟ قال ان هذه الارض ليست بأرض كلاب، وانه جاء من مسافة بعيدة جائعا فكرهت ردّه، فقال عبد اللّه بن جعفر: فما انت صانع اليوم؟ قال: اطوي يومي هذا، فقال عبد اللّه بن جعفر لأصحابه: ألام على السخاء وهذا اسخى مني، ثم اشترى الغلام فأعتقه، واشترى الحائط وما فيه ووهب ذلك له انتهى.

و له مجالس الوعظ والتذكير، قال الباخرزي في الثناء عليه: لو قرع الصخر بصوت تحذيره لذاب، ولو ربط ابليس في مجلسه لتاب.

و ذكره الخطيب في تاريخه وقال: قدم علينا-يعني الى بغداد-في سنة

____________________

(١) استوا: بضم أوله وسكون ثانيه ناحية بنيسابور كثيرة القرى.

٦٦

٤٤ ٨، وحدث ببغداد وكتبنا عنه.

و كان ثقة حسن الموعظة مليح الاشارة، وكان يعرف الاصول على مذهب الأشعرى والفروع على مذهب الشافعي انتهى، وحكى عن القشيري انه كان كثيرا ما ينشد لبعضهم:

لو كنت ساعة بيننا ما بيننا

و شهدت كيف تكرر التوديعا

أيقنت ان من الدموع محدثا

و علمت ان من الحديث دموعا

ولد سنة ٣٧ ٦ ، وتوفى بنيسابور سنة ٤٦٥ ، ودفن بالمدرسة تحت شيخه أبى علي الدقاق.

(و ابنه) أبو نصر عبد الرحيم كان إماما كبيرا، اشبه أباه في علومه ومجالسه خرج الى بغداد وعقد بها مجلس وعظ، وحصل له قبول عظيم، وكان يعظ في المدرسة النظامية ورباط شيخ الشيوخ، وحضر الشيخ أبو اسحاق الشيرازى مجلسه، توفى بنيسابور سنة ٥ ١ ٤.

(و سبط القشيري) أبو الحسن عبد الغافر بن اسماعيل بن عبد الغافر الفارسي كان إماما في الحديث والعربية، اخذ عن إمام الحرمين، وسمع على جده القشيري وجدته فاطمة بنت ابى الدقاق، وخاليه أبى علي سعد وأبى سعيد ولدي القشيرى ووالده اسماعيل، ووالدته امة الرحيم بنت القشيرى.

و صنف كتبا منها: المفهم لشرح غريب صحيح مسلم، والسياقى لتاريخ نيسابور، ومجمع الغرائب في غريب الحديث وغير ذلك، توفى بنيسابور سنة ٥ ٢٩ (ثكط).

(و القشيري) بضم القاف وفتح الشين المعجمة نسبة الى قشير بن كعب وهى قبيلة كبيرة.

(القضاعى)

انظر القاضي القضاعي

٦٧

(القطامى)

عمير بن شييم-مصغرا-ابن عمرو التغلبي، شاعر نصراني، كان معاصرا للأخطل، له ديوان يعد من الطبقة الاولى.

حكى انه قدم دمشق في خلافة الوليد بن عبد الملك ليمدحه، فقيل له: انه بخيل لا يعطي الشعراء، والشعر الا ينفق عنده، وهذا عبد الواحد بن سليمان فامدحه، فمدحه، فقال: كم أملت من امير المؤمنين؟ قال: املت ان يعطيني ثلاثين ناقة، فقال: قد امرت لك الخمسين ناقة موقرة برا وتمرا وثيابا، ثم امر بدفع ذلك اليه، توفى سنة ٧١٠ الميلادية.

(و القطامي): بالفتح ويضم الصقر أو اللحم منه، قاله الفيروزابادي، ثم قال: وشاعر كلبي اسمه الحصين بن جمال أبو الشرقي وآخر تغلبي واسمه عمير بن شييم.

(القطان)

يطلق على جماعة كثيرة لا يحصى، (منهم) ابو سعيد يحيى بن سعيد البصري محدث زمانه، عده الشيخ من اصحاب الصادق عليه السلام وقال: كان من أئمة الحديث، وظاهره كونه إماميا.

و عده ابن قتيبة من رجال الشيعة واحتج به اصحاب الصحاح الستة وغيرهم توفى سنة ١٩٨ (قصح).

(و قد يطلق) على ابن ابنه احمد بن محمد بن يحيى بن سعيد البصرى، سكن بغداد، وحدث بها عن جده يحيى بن سعيد وغيره.

روى الخطيب عنه باسناده عن زيد بن اسلم عن ابيه قال: ما رجل ضل بعيره بأرض فلاة بأشد اتباعا لأثر بعده من ابن عمر لعمر، توفى سنة ٢ ٥ ٨.

(و قد يطلق) على احمد بن الحسن القطان المعدل، يروي عنه الشيخ الصدوق

٦٨

(رحمه اللّه) وقال: كان شيخا لأصحاب الحديث ببلد الري، ويعرف بأبي علي بن عبد ربه.

(و قد يطلق) على ابى احمد بن ابى منصور بن علي القطيفي صاحب القصيدة اللامية:

يا أيها المنزل المحيل

عادتك مستحفر هطول

ازرى عليك الزمان لما

شجاك من اهلك الرحيل

لا تغترر بالزمان واعلم

ان يد الدهر تستطيل

فان آجالنا قصار

فيه وآمالنا طويل

تفني الليالي وليس يفني

شوقى ولا حسرتي تزول

لا صاحب منصف فأسلو

به ولا حافظ وصول

(الأبيات)

(و قد يطلق) على ابى بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد بن احمد بن ايوب القطان، سمع من محمد بن جرير الطبري وجماعة كثيرة ذكرهم الخطيب في تاريخه وقال سمعت الازهري ذكره فقال: كان سماعه صحيحا من ابى جعفر الطبرى إلا انه كان رافضيا خبيث المذهب، سألت القاضى ابا بكر محمد بن عمر الداودى عن ابن ايوب فقال: كان ثقة صحيح السماع، قلت: ذكر انه كان سيّئ المذهب في الرفض فقال ما سمعت منه في هذا المعنى شيئا انكره لكني احسبه كان يذهب الى تفضيل علي حسب، توفى سنة ٣٧٨.

(و قد يطلق) على احمد بن محمد بن عبد اللّه بن زياد ابي سهل القطان سكن دار القطن ببغداد، وحدث عن خلق كثير.

ذكره الخطيب في تاريخ بغداد وقال: كان صدوقا اديبا شاعرا راوية للأدب عن ابى العباس ثعلب والمبرد وأبى سعيد السكري، وكان يميل الى التشيع.

٦٩

و روى عنه الدار قطني والمرزباني وغيرهما من المتقدمين، ثم روى عن ابى عبد اللّه ابن بشر القطان قال: ما رأيت رجلا احسن انتزاعا لما اراد من آي القرآن من ابى سهل بن زياد، فقيل له: ما السبب في ذلك؟ فقال: كان جارنا وكان يديم صلاة الليل وتلاوة القرآن، فلكثرة درسه صار كأن القرآن نصب عينيه ينتزع منه ما شاء من غير تعب.

قال الخطيب: وكان في ابى سهل مزاح ودعابة، وقال: سئل ابو بكر البرقاني عن ابى سهل بن زياد فقال صدوق.

و قد روى عنه الدار قطني في الصحيح وإنما كرهوه لمزاح كان فيه، توفى سنة ٣ ٥ ٠ (شن) ودفن بقرب قبر المعروف الكرخي.

(و قد يطلق) على شمس الدين محمد بن شجاع القطان مؤلف كتاب معالم الدين في فقه آل يس، وقد تقدم في ابن القطان، والقطان كشداد بياع القطن.

(قطب الدين الاشكورى)

محمد بن شيخ علي الشريف الديلمي اللاهجي الحكيم العارف المتأله الفاضل صاحب كتاب محبوب القلوب ورسالة في العالم المثالي، تلميذ المحقق الداماد (ره)

(قطب الدين الرازى)

الشيخ الأجل ابو جعفر محمد بن محمد البويهي الحكيم الفقيه المتأله المحقق المدقق صاحب شرح الشمسية، وشرح المطالع، وشرح القواعد والمحاكمات وحاشيتين للكشاف: الأصغر بحر الأصداف، والأكبر تحفة الاشراف وغير ذلك أصله من ورامين الري من جهة المولد والبلد، ينتهي نسبه الى آل بويه سلاطين الديالمة، كما عن الشيخ علي بن عبد العالي، أو إلى بابويه القمي، كما عن بعض إجازات الشهيد الثانى.

٧٠

و نقل عن كتاب محبوب القلوب انه قال: المولى العلامة البهي الألمعى قطب الدين الرازى شمس فضله عن مطلع شرح المطالع طالع ومحكمات حكمة من افق كتاب المحاكمات ساطع.

مولده ومنشأه في الورامين من الري، وبعد استفادته عندجم من الاعلام قد فاز بالتلمذية عند العلامة العلم جمال الملة والدين الحلي طاب ثراه، وقد انتسخ كتاب قواعد الاحكام من مصنفات العلامة بخطه وقرأه عنده.

وقد اجازه العلامة في ظهر كتابه بخطه، وعبر عنه بالشيخ الفقيه العالم الفاضل المحقق المدقق زبدة العلماء والافضل قطب الملة والدين محمد بن الرازى وأرخ الاجازة بثالث شعبان سنة ٧١٣ (ذيج) إنتهى.

ونقل شيخناعن الشهيد محمد بن مكى قدس الله روحه قال: اتفق اجتماعي به بدمشق آخريات شعبان سنة ٧٧٦ (ذعو) فاذابحر لاينزف، وأجازني جميع مايجوزعنه روايته.

ثم توفى في (يب) (قع) من السنة المذكورة بدمشق ودفن بالصالحية، قال: وكان إمامى المذهب بغيرشك وريبة صرح بذلك وسمعته منه، وانقطاعه إلى بقية اهل البيت عليهم السلام معلوم.

وقال الشهيد ايضافي إجازته لابن الخازن: ومنهم الامام العلامة سلطان العلماء وملك الفضلاء الحبر البحرقطب الدين محمد بن محمد الرازى البويهي، فاني حضرت في خدمته قدس الله لطيفته بدمشق عام ثمانية وستين وسبعمائة، واستفدت من انفاسه، وأجازلي جميع مصنقاته في المعقول والمنقول ان أرويها عنه وجميع مروياته، وكان تلميذا خاصا للشيخ الامام جمال الدين المشار إليه إنتهى.

وذكره المحقق الثاني " ره " وقال انه من اجل تلامذه العلامة، ومن اعيان اصحابنا الامامية قدس الله تعالى ارواحهم ورضى عنهم اجمعين.

٧١

(قطب الدين الراوندى)

ابو الحسن سعيدبن هبة الله بن الحسن، العالم المتبحر الفقيه المحدث المفسر المحقق الثقة الجليل صاحب الخرائج والجرائح وقصص الانبياء ولب اللباب وشرح النهج وغيره.

كان من اعاظم محدثي الشيعة، قال شيخنا في المستدرك: فضائل القطب ومناقبه وترويجه للمذهب بأنواع المؤلفات المتعلقة به اظهروأشهر من ان يذكر وكان له ايضا طبع لطيف، ولكن اغفل عن ذكر بعض اشعاره المترجمون له، إنتهى.

وهو احد مشايخ ابن شهراشوب، يروى جماعة كثيرة من المشايخ كأمين الاسلام والسيد المرتضى والرازى وأخيه السيد مجتبى وعماد الدين الطبرى وابن الشجري والآمدى، ووالد المحقق الطوسي، وغيرهم رضوان الله عليهم اجمعين.

ويروي عن الشيخ عبد الرحيم البغدادى المعروف بابن الاخوة، عن الفاضلة الجليلة السيدة النقية بنت السيد المرتضى علم الهدى عن عمها الشريف الرضي (ره) وكان والد القطب الراواندى وجده وأولاده كلهم علماء.

وصرح الشيخ منتجب الدين بأن اباالفضل محمد بن القطب الراوندى وأخاه عماد الدين عليا كانا فقيهين ثقتين.

توفى القطب ٤ شوال سنة ٥٧٣ (ثعج) كمافي البحارنقلا عن خط الشهيد (ره)، وقبره ببلدة قم جوار الحضرة الفاطمية عليها السلام، مزار معروف.

ولا يخفى انه غير سعيد بن هبة الله بن محمد بن الحسين الفاضل المشتهرفي العلوم الحكمية، فانه كان من الاطباء المتميزين في صناعة الطب، خدم المقتدى

٧٢

بأمرالله، والمستظهر بالله بصناعة الطب، وكان يتولى مداواة المرضى في البيمارستان العضدي.

له كتاب المغني في الطب، صنفه للمقتدى، وكتاب خلق الانسان، توفى سنة ٤٩٥.

(قطب الدين الشيرازى)

محمودبن مسعودبن مصلح الكازروني الفارسي الشافعي الفاضل الفهامة الملقب بالعلامة، تلميذ الخواجة نصير الدين الطوسي (ره).

قيل: كان وحيد عصره في المعقول، وكان في غاية الذكاء، وله تلاميذ كثيرة وتصانيف شهيرة، منها: شروحه على القسم الثالث من المفتاح وعلى المختصر الحاجبي، وعلى كليات ابن سينا، كان مولده بشيراز، ودخل بغداد ودمشق واستوطن بالآخرة تبريز.

حكي عن شدة ذكائه انه سئل في مجمع من الشيعة والسنة عن افضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله هل هو أمير المؤمنين عليه السلام أو ابوبكر؟ فأجاب:

خير الورى من بعدالنبي من بنته في بيته

من في دجى ليل العمى ضوء‌الهدى في زيته

(قلت): تقدم في ابن الجوزي مايشبه ذلك، حكي انه كان مواظبا على الجماعة، لا يصلي فرائضه إلا بالجماعة.

توفى بتبريزسنة ٧١٠ (ذي)، ودفن بقرب البيضاوي، ورثاه ابن الوردي بقوله:

لقد عدم الاعلام حبرا مبرزا

كريم السجايا فيه من بعده قرب

عجيب وقد دارت رحى العلم بعده

وهل للرحى دوروقد عدم القطب

٧٣

(قطب الدين الكوشكنارى)

محمد المعروف بالقطب المحيي، استاذ المولى جلال الدواني، المتوفى في اوائل المائة العاشرة.

وهو أحد مشايخ الصوفية السنية، صاحب المكاتبات المعروفة بمكاتبات القطب المحيي بالفارسية.

(قطب الدين الكيدرى)

ابو الحسن محمد بن الحسين بن الحسن البيهقي النيسابورى الامامى، الشيخ الفقيه، الفاضل الماهر، والاديب الاريب، البحر الزاخر، صاحب الاصباح في الفقه، وأنوار العقول في جمع اشعار أمير المؤمنين عليه السلام، وشرح النهج، وغيرذلك.

وله اشعار لطيفة، وكان معاصرا للقطب الراوندي، وتلميذا لابن حمزة الطوسي، فرع من شرحه على النهج سنة ٥٧٦ (ثعو).

والكيدر قرية من قرى بيهق، وعن طراز اللغة للسيد عليخان انه ضبطه بالذال المعجمة، وعدل بعض الاعلام (أي كاشف اللثام) عن ذلك، وضبطه بالنون نسبة إلى كندر قرية بنيسابور وقرية قرب قزوين.

(قطران)

إمام الشعراء أبومنصور التبريزي الترمذي، قيل: كان في أول أمره دهقانا، فاشتغل بنظم الشعرفصار شاعرا معروفا. وقد اشار الى ذلك بقوله:

يكى دهقان بدم شاها شدم شاعر بناداني

مرا از شاعري كردن توكردى باز دهقاني

له اشعار كثيرة في مدح الاميرابى منصور وهسودان الذى كانت له السلطنة

٧٤

في تبريز إلى حدود ٤٥٠، ومن شعره في الشكر:

گر هزار ستم دهان در هر يكى سيصد زبان

شكر نيكيهات نتوانم يكى گفت از هزار

قيل انه توفي سنة ٤٦٥.

(قطرب)

ابوعلي محمد بن المستنير بن احمد البصرى النحوى اللغوى الاديب البارع اخذ الادب عن سيبويه، فصارمن أئمة عصره.

يروى عن الصادق " ع " روى الشيخ في (يب) في باب (النفرمن منى) عن الحسن بن محبوب عنه عن ابى عبد الله " ع " له مصنفات منها كتاب معاني القرآن وكتاب الرد على الملحدين في متشابه القرآن، وكتاب العلل في النحو وغير ذلك، وهو اول من وضع المثلث في اللغة، وكان معلم اولاد ابى دلف العجلى، وينسب إليه هذان البيتان:

إن كنت لست معى فالذ كرمنك معي

يراك قلبي اذا ما غبت عن بصرى

والعين تبصرمن تهوى وتفقده

وباطن القلب لا يخلو من النظر

قال الدميرى في حياة الحيوان: قطرب طائر يجول الليل كله لا ينام وقالوا: اجول من قطرب واسهر من قطرب.

وقطرب لقب محمد بن المستنير النحوى صاحب المثلث وغيره، وكان من اهل العربية، وكان حريصا على الاشتغال والتعلم، فكان يبكرالى سيبوية قبل حضوراحد من التلامذة، فقال له يوما: ماانت إلا قطرب ليل، فبقى عليه هذا اللقلب توفي سنة ست ومائتين.

٧٥

(القطونى)

خالد بن مخلد أبوالهيثم الكوفي، شيخ البخارى في صحيحه، ذكره ابن سعد في محكي طبقاته من الجزء السادس ص ٢٨٣ فقال: وكان متشيعا توفى بالكوفة في النصف من المحرم سنة ٢١٣ في خلافة المأمون، وكان في التشيع مفرطا وكتبواعنه إنتهى.

وعن ابى داودانه ذكره فقال: صدوق لكنه يتشيع، ونقل البخارى ومسلم في مواضع من صحيحيهما، بل اصحاب السنن كلهم يحتجون بحديثه وهم يعلمون بمذهبه.

(القطيفى)

الشيخ ابراهيم بن سليمان البحراني، المجاورحيا وميتا بالغري السريكان عالما فاضلا ورعاصالحا من كبار المجتهدين، وأعلام الفقهاء والمحدثين، كان في غاية الفضل، معاصرا للشيخ نور الدين المحقق الكركي، ويروي عنه بالاجازة ايضا، وكانت بينهما مناظرات.

نقل ان الامام الحجة القائم صلوات الله عليه دخل عليه في صورة رجل كان يعرفه وسأله عن ابلغ آية في الموعظة، فقرأ الشيخ قوله تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا) الآية فقال له الامام عليه السلام: صدقت ياشيخ ثم خرج فسأل عنه اهل بيته فقالوا: مارأينا داخلا ولاخارجا إنتهى.

(وله) مصهفات كثيرة منها: السراج الوهاج، والهادي إلى سبيل الرشاد وكتاب تعيين الفرقة الناجية من اخبار المعصومين (ع) ونفحات الفوائد ورسالة في احكام الرضاع، ورسالة في الصوم، ورسالة في ادعية سعة الرزق وقضاء الدين، وشرح ألفية الشهيد، وشرح اسماء الله الحسنى، فرغ منه سنة ٩٣٤.

٧٦

وكان عندي رسالة منه الموسومة بالنجفية، وكان في آخرها خطه الشريف وتاريخ كتابته سنة ٩٢٧.

قال (ضا): وله اجازة لتلميذه معز الدين محمد بن تقي الدين الاصفهاني يظهر منها ان الشيخ علي بن هلال الجزائري عمه، وتاريخ الاجازة سنة ٩٢٨ وفيها: انه اجازه عدة من المشايخ أوثقهم الشيخ ابراهيم بن حسن الوزاق عن الشيخ علي بن هلال وتاريخها سنة عشرين وتسعمائة إنتهى.

(والقطيفى) نسبة إلى قطيف، كشريف بلد بالبحرين.

(القعبى)

أبوعبد الرحمن عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي المدني، اخذ العلم والحديث عن الامام مالك، وهو من جملة اصحابه وأحد رواة الموطأعنه، وكان يسمى الراهب لعبادته وفضله، وكان يسكن البصرة، وتوفى بها أوبمكة سنة ٢٢١ (ركا).

(القفال الشاشي)

ابوبكر محمد بن علي بن اسماعيل الفقيه الشافعي المحدث اللفوي، الشاعر الاصولي.

رحل إلى خراسان والعراق والحجاز والشام، وأخذعن ابن سريج، وروى عن ابن جرير الطبرى، وروى عنه الحاكم وابن مندة وجماعة كثيرة، وكان من اعيان تلامذته أبوعبد الله محمد بن احمد الخضرى المروزى الفقيه الشافعي الذى يضرب به المثل في قوة الحفظ، وتوفى في عشر الثمانين والثلثمائة وتوفي الفقال المذكور بالشاش في سنة ٣٣٦ وقيل ٣٦٥ وكان والد القاسم صاحب كتاب التقريب (والشاشي) نسبة إلى الشاش مدينة وراء نهر سيحون.

٧٧

(القفال المروزى)

أبوبكر عبد الله بن احمد بن عبد الله الفقيه الشافعي، كان وحيد زمانه، وله في مذهب الامام الشافعي من الآثار ماليس لغيره من ابناء عصره، كان ابتداء إشتغاله بالعلم على كبر السن بعد ماافنى شبيبته في عمل الاقفال، ولذلك قيل له القفال، وكان ماهرا في عملها.

ويقال: انه لماشرع في الفقه كان عمره ثلاثين سنة، توفى سنة ٤١٧ (تيز) ودفن بسجستان، وهو الذى صلى بين يدى السلطان محمود سبكتكين ركعتين على مذهب الشافعي وركعتين على مذهب ابى حنيفة، فاختار السلطان محمود مذهب الشافعي لذلك، وقصته مشهورة ذكرها الدميري وابن خلكان، ونحن ننقلها هاهنا من ابن خلكان: قال في ترجمة يمين الدولة السلطان ناصر الدولة محمود بن سبكتكين المتوفى سنة ٤٣٣ بغزنة نقلا من كتاب مغيث الخلق في اختيار الاحق لامام الحرمين الجويني ان السلطان محمود المذكور كان على مذهب ابى حنيفة.

وكان مولعا بعلم الحديث، وكانوا يسمعون الحديث من الشيوخ بين يديه وهو يسمع.

وكان يستفسر الاحاديث فوجد اكثرها موافقا لمذهب الشافعي فوقع في خلده حكة فجمع الفقهاء من الفريقين في مرو والتمس منهم ماالكلام في ترجيح احد المذهبين على الآخر، فوقع الاتفاق على ان يصلوا بين يديه ركعتين على مذهب الامام الشافعي وعلى مذهب ابى جنيفة لينظر فيه السلطان ويتفكر ويختار ماهو أحسنهما، فصلى القفال المروزى بطهارة مسبغة وشرائط معتبرة من الطهارة والسترة واستقبال القبلة، وأتى بالاركان والهيئات والسنن والآداب والفرائض على وجوه الكمال والتمام، وقال: هذه صلاة لايجوز الامام الشافعي

٧٨

دونها، ثم صلى ركعتين على مايجوز ابوحنيفة رضي الله عنه فلبس جلد كلب مدبوغا ثم لطخ ربعه بالنجاسة وتوضأ بنبيذ التمر، وكان في صميم الصيف في المفازة واجتمع عليه الذباب والبعوض، وكان وضوء‌ه منكسا منعكسا، ثم استقبل القبلة وأحرم بالصلاة من غير نية في الوضوء، وكبر بالفارسية ثم قرأ آية بالفارسية (دوبرك سبز) ثم نقر نقرتين كنقرات الديك من غير فصل ومن غيرركوع وتشهد، وضرط في آخره من غير نية السلام وقال: أيها السلطان هذه صلاة ابى حنيفة.

فقال السلطان: لولم يكن هذه الصلاة ابى حنيفة لقتلتك لان مثل هذه الصلاة لايجوزها ذو دين، فأنكرت الحنفية ان تكون هذه صلاة ابى حنيفة فأمر القفال باخضار كتب ابى حنيفة، وأمر السلطان نصرانيا كاتبا يقرأ المذهبين جميعا فوجدت الصلاة على مذهب ابى حنيفة على ماحكاه القفال، فأعرض السلطان عن مذهب ابى حنيفة، وتمسك بمذهب الشافعي " رضي الله عنهما " إنتهى.

(قفطان)

كقربان، لقب لجماعة، منهم الشيخ احمد بن الشيخ حسن بن الشيخ علي النجفى، الفاضل الاديب الشاعر، له اشعار وقصائد كثيرة، اشار اليها في اعيان الشيعة، وفيه وروى شيخنا الشيخ محمد طه نجف النجفي عنه انه رأى الامام المنتظر عليه السلام فيما يرى النائم وعاتبه، فأجابه بهذين البيتين:

لنا أوبة من بعد غيبتنا العظمى

فنملاها عدلا كماملئت ظلما

سينجز وعدي قل لمن يكفرون لي

لقد كان ذاحقا على ربنا حتما

توفي بالنجف سنة ١٢٩٣ (غرصج) وأخوه الشيخ ابراهيم من الفضلاء المعروفين.

٧٩

(القفطى)

جمال الدين ابو الحسن علي بن يوسف بن ابراهيم الشيبانى الوزير احد الكتاب المشهورين، كان أبوه القاضي الاشرف كاتبا ايضا بمصر.

ولد بقفط سنة ٥٦٣، وسمع الحديث من ابى طاهر بن بنان بمصر وبحلب من جماعة، فصار مشاركا لارباب كل علم من النحو واللغة والفقه والحديث وعلم القرآن والاصول والمنطق والنجوم والهندسة والتاريخ.

أسكنه أبوه القاهرة طفلا ثم خرج إلى الشام فأقام بحلب، وصحب بها الامير الميمون القيصري، وبعد وفاة الامير لزم منزله فألزم بالخدمة في امور الديوان في ايام الملك الظاهر، ولمامات الملك انقطع في منزله فقلده الملك العزيز وزارته سنة ٦٣٣.

حكي انه اجتمع لديه من الكتب مالا يوصف، وكان لا يحب من الدنيا سواها، ولم يكن له دار ولازوجة، وأوصى بكتبه للناصر صاحب حلب وكانت تساوي خمسين ألف دينار، له تاريخ مصر، وأخبا ر العلماء بأخبار الحكماء، توفى سنة ٦٤٦.

(القلقشندى)

شهاب الدين احمد بن علي بن احمد المصري الشافعي، كان اديبا منشيا قوي الحافظة.

له صبح الاعشى في صناعة الانشاء، ونهاية الارب في معرفة قبائل العرب وضوء الصبح المسفر وجني الدوح المثمز، وهو مختصر صبح الاعشى، قال في أوائل الجزء الثاني من صبح الاعشى ماهذا لفظه: ومن غريب مايحكى ان رجلا اخذ خطرا من قوم على ان يغضب معاوية ابن ابى سفيان مع غلبة حلمه، فعمدالى معاوية وهو ساجد في الصلاة فوضع

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي مَا كَانَ صَالِحَاً ، وَأَصْلِحْ مِنِّي مَا كَانَ
فَاسِدَاً ، اللَّهُمَّ لاَ تُسَلِّطْنِي عَلَى فَسَادِ مَا أَصْلَحْتَ مِنِّي ، وَأَصْلِحْ
لِي مَا أَفْسَدْتُهُ مِنْ نَفْسِي.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ قَوِيَ عَلَيْهِ بَدَنِي بِعَافِيَتِكَ ،
وَنَالَتْهُ يَدِي بِفَضْلِ نِعْمَتِكَ ، وَبَسَطْتُ إِلَيْهِ يَدِي بِسِعَةِ رِزْقِكَ ،
وَاحْتَجَبْتُ فيهِ عَنِ النَّاسِ بِسِتْرِكَ ، وَاتَّكَلْتُ فيهِ عَلَى كَرِيمِ عَفْوِكَ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ تُبْتُ إليْكَ مِنْهُ وَنَدِمْتُ
عَلَى فِعْلِهِ ، وَاسْتَحْييْتُ مِنْكَ وَأَنَا عَلَيْهِ ، وَرَهِبْتُكَ وَأَنا فيهِ ،
رَاجَعْتُهُ وَعُدْتُ إِلَيْهِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ عَلِمْتُهُ
أَوْ جَهِلْتُهُ ، ذَكَرْتُهُ أَوْ نَسِيْتُهُ ، أَخْطَأْتُهُ أَوْ تَعمَّدْتُهُ ، هُوَ مِمَّا لاَ
أَشُكُّ أَنَّ نَفْسِي مُرْتَهَنَةٌ بِهِ ، وَإِنْ كُنْتُ أُنْسِيْتُهُ وَغَفَلْتُ عَنْهُ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ جَنَيْتُهُ عَلَيَّ بِيَدِي ،
وآثَرْتُ فيهِ شَهْوَتِي أوْ سَعَيْتُ فيهِ لِغَيْرِي ، أَو اسْتَغْوَيْتُ فيهِ
مَنْ تَابَعَنِي ، أَوْ كَابَرْتُ فيهِ مَنْ مَنَعَنِي ، أَوْ قَهَرْتُهُ بِجَهْلِي ، أَوْ
لَطُفْتُ فيهِ بِحِيْلَةِ غَيْري ، أَوِ اسْتَزَلَّنِي إِلَيْهِ مَيْلِي وَهَوَايَ ، اللَّهُمَّ
إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ شَيءٍ أَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ فَخَالَطَنِي فيهِ مَا

١٢١

لَيْسَ لَكَ ، وَشَارَكَنِي فيهِ مَا لَمْ يَخْلُصْ لَكَ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ بِمَا
عَقَدْتُهُ عَلَى نَفْسِي ، ثُمَّ خَالَفَهُ هَوَايَ ، الَّلهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ
وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَعْتِقْنِي مِنَ النَّارِ ، وَجُدْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ.

اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيْمِ الْبَاقِي الدَّائِمِ الَّذِي أَشْرَقَتْ
بِنُوْرِهِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ ، وَكَشَفْتَ بِهِ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ،
وَدَبَّرْتَ بِهِ أُمُورَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُصْلِحَ شَأْنِي بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّحِمِيْنَ.

من أدعية الإمام زين العابدينعليه‌السلام

عن البرقي في كتاب المحاسن : ص ٢٤٨ ح ٢٥٤ ، عن
أبيه ، رفعه قال : كان علي بن الحسين عليهما السلام يطيل
القعود بعد المغرب ، يسأل الله اليقين.

من أدعية الإمام الصادقعليه‌السلام

الأول : دعاء للدنيا والآخرة ولوجع العين

عن الشيخ المفيد في كتاب الأمالي : ص ١٧٩ : عن محمد
الجعفي ، عن أبيه ، قال : كنت كثيراً ما أشتكي عيني ، فشكوت

١٢٢

ذلك إلى أبي عبداللهعليه‌السلام ، فقال : ألا أعلمك دعاءً لدنياك
وآخرتك ، وتكفى به وجع عينك؟ فقلت : بلى ، فقال : تقول
في دبر الفجر ، ودبر المغرب :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْكَ ، أَنْ
تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَجْعَلَ النُّورَ في بَصَرِي ،
وَالْبَصِيْرَةَ في دِيْنِي ، وَالْيَقِيْنَ في قَلْبِي ، وَالإخْلاَصَ في عَمَلِي ،
وَالسَّلاَمَةَ في نَفْسِي ، وَالسِّعَةَ في رِزْقِي ، وَالشُّكْرَ لَكَ أَبَدَاً مَا أَبْقَيْتَنِي.

الثاني : لدفع البلاء

روى الشيخ الكليني رحمه الله تعالى في الكافي : ج ٢
ص ٥٣١ ح ٢٥ و ٢٦ : عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام
قال : من قال في دبر صلاة الفجر ، ودبر صلاة المغرب سبع
مرات :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ الْعَلِيِّ
الْعَظِيمِ.
دفع الله عزوجل عنه سبعين نوعاً من أنواع البلاء
أهونه الريح والبرص والجنون ، وإن كان شقياً محي من

١٢٣

الشقاء وكتب في السعداء.

قال الشيخ الكليني : وفي رواية سعدان ، عن أبي بصير ،
عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله إلا أنهَ قال : أهونه الجنون
والجذام والبرص ، وإن كان شقياً رجوت أن يحوله الله
تعالى إلى السعادة.

وعن الشيخ إبراهيم الكفعمي في البلد الأمين : ص ٢٨ :
عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : من بسمل وحولق في دبر كل
صلاة ، من الفجر والمغرب سبعاً ، دفع الله تعالى عنه سبعين
نوعاً من أنواع البلاء ، أهونها الريح والبرص والجنون ،
ويكتب في ديوان السعداء ، وإن كان شقياً.

الثالث : دعاء التمسك بدين النبي وأهل بيته عليهم‌السلام

عن السيد ابن طاووس في فلاح السائل ، ص ٤٠٧ : عن
إسحاق واسماعيل ابني محمد بن عجلان ، عن أبيهما قال :
قال أبو عبدالله عليه‌السلام : إذا أمسيت وأصبحت ، فقل في دبر
الفريضة في صلاة المغرب ، وصلاة الفجر :

أَسْتَعِيذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ ، عشر مرات.

١٢٤

ثم قل :

اكْتُبَا رَحِمَكُمَا اللهُ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ ، أَمْسَيْتُ
وَأَصْبَحْتُ بِاللهِ مُؤْمِنَاً ، عَلَى دِيْنِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلهِ
وَسُنَّتِهِ ، وَعَلَى دِيْنِ عَلِيٍّ عَلَيِه السَّلاَمُ وَسُنَّتِهِ ، وَعَلَى دِيْنِ فَاطِمَةَ
عَلَيْهَا السَّلاَمُ وَسُنَّتِهَا ، وَعَلَى دِيْنِ الأَوْصِيَاءِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِمْ وَسُنَّتِهِمْ.

آمَنْتُ بِسِرِّهِمْ وَعَلاَنِيَتِهِمْ ، وَبِغَيْبِهِمْ وَشَهَادَتِهِمْ ، وَأَسْتَعِيذُ
بِاللهِ في ليلَتِي هَذِهِ ، وَيَومِي هَذَا ، مِمَّا اسْتَعَاذَ مِنْهُ مُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ
وَفَاطِمَةُ ، والأَوْصِيَاءُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ، وَأَرْغَبُ إِلَى اللهِ
فيمَا رَغِبُوا فيهِ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ.

الرابع : لحوائج الدنيا والآخرة

في مستدرك الوسائل ، النوري : ج ٥ ص ١٠٠ ح ٦ ، عن
معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قال بعد
صلاة الفجر ، وبعد صلاة المغرب ، قبل أن يثني رجليه ، أو
يكلم أحداً :

(إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا

١٢٥

صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلمُوا تَسْلِيْمَاً) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ ،
وَعَلَى ذُرِّيَّتِهِ ، وَعَلَى أهْلِ بَيْتِهِ. مرة واحدة. قضى الله تعالى له
مائة حاجة ، سبعين منها للآخرة ، وثلاثين للدنيا.

الخامس : دعاء للخير الكثير

روى الشيخ الكليني رحمه الله تعالى في الكافي : ج ٢
ص ٥٤٥ ح ٢ ، بسنده عن الصباح بن سيابة ، عن أبي عبدالله
عليه‌السلام قال : من قال إذا صلى المغرب ثلاث مرات :

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ، وَلاَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ غَيْرُهُ.
أُعطي خيراً كثيراً.

السادس : بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلّا هُوَ

روى الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام : ج ٢ ص
١١٧ ، عن محمد بن مروان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال :
تمسح بيدك اليمنى على جبهتك ووجهك في دبر المغرب والصلوات وتقول :

بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلّا هُوَ عَالِم الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الرَّحْمَنِ

١٢٦

الرَّحِيمِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالْحُزْنِ وَالسُّقْمِ وَالعَدمِ
(و) الصغارِ وَالُّذلِّ وَالْفَوَاحِشِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.

السابع : اللَّهُمَّ بِيَدِكَ مَقَادِيرُ اللَّيْلِ

عن الشيخ الكليني في الكافي : ج ٢ ص ٥٤٦ ح ٣ ، عن
أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، رفعه (عن الإمام الصادق
عليه‌السلام ) قال : يقول بعد العشائين :

اللَّهُمَّ بِيَدِكَ مَقَادِيرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَمَقَادِيرُ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ،
وَمَقَادِيْرُ الْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ ، وَمَقَادِيرُ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ ، ومَقَادِيرُ
النَّصْرِ وَالْخِذْلانِ ، وَمَقَادِيرُ الْغِنَى وَالفَقْرِ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لِي في
دِيْنِي وَدُنْيَايَ ، وَفِي جَسَدِي وَأَهْلِي وَوُلْدِي ، اللَّهُمَّ ادْرَأْ عَنِّي
فَسَقَةَ العَرَبِ وَالعَجَمِ وَالْجِنِّ وَالإِنْسِ ، وَاجْعَلْ مُنْقَلَبِي إِلَى
خَيْرٍ دَائِمٍ وَنَعِيمٍ لاَ يَزُولُ.

قال العلامة المجلسي رحمه الله تعالى في بحار الأنوار :
ج ٨٣ ص ١٢٥ ح ٧ : هذا الدعاء ذكره الأكثر من تعقيب
المغرب ، ولعله كان عندهم بين العشائين كما هو في الفقيه

١٢٧

والتهذيب ، فالأفضل القراءة في الموضعين احتياطاً لتحصيل
الفضل والأجر.

الثامن : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ الْبَشِير

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح السائل :
ص ٤٢٤ ـ ٤٢٧ : ومن تعقيب صلاة المغرب أيضاً ما يختص
بها من رواية معاوية بن عمار عن الصادق عليه‌السلام في تعقيب
الخمس الصلوات المفروضات وهو :

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ ،
الطُّهْرِ الطَّاهِرِ الخَيِّرِ الفَاضِلِ خَاتَمِ أَنْبِيَائِكَ ، وَسَيِّدِ أَصْفِيَائِكَ ،
وَخَالِصِ أَخِلاَّئِكَ ، ذي الْوَجْهِ الْجَمِيْلِ ، وَالشَّرَفِ الأَصِيْلِ
وَالْمِنْبَرِ النَّبيْلِ ، وَالْمَقَامِ المَحْمُودِ ، وَالْمَنْهَلِ الْمَشْهُودِ ،
وَالْحَوْضِ المَوْرُودِ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا بَلَّغَ
رِسَالاَتِكَ وَجَاهَدَ في سَبيلِكَ ، وَنَصَحَ لأَمَّتِهِ ، وَعَبَدَكَ حَتَّى أَتَاهُ
الْيَقِيْنُ ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِيْنَ الأَخْيَارِ ، والأَتْقِيَاءِ
الأَبْرَارِ ، الَّذِيْنَ انْتَجَبْتَهُمْ لِدِيْنِكَ ، وَاصْطَفَيْتَهُمْ مِنْ خَلْقِكَ ،
وَائْتَمَنْتَهُمْ عَلَى وَحْيِكَ ، وَجَعَلْتَهُمْ خَزَائِنَ عِلْمِكَ ، وَتَرَاجِمَةَ

١٢٨

كَلِمَتِكَ ، وَأَعْلاَمَ نُوْرِكَ ، وَحَفَظَةَ سِرِّكَ ، وَأَذْهَبْتَ عَنْهُمُ
الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيْرَاً.

اللَّهُمَّ انْفَعْنَا بِحُبِّهِمْ ، وَاحْشُرْنَا في زُمْرَتِهِمْ ، وَتَحْتَ
لِوَائِهِمْ ، وَلاَ تُفَرِّقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ وَاجعَلْنِي بِهِمْ عِنْدَكَ وَجِيْهاً في
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِيْنَ ، الَّذِيْنَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَهُمْ
يَحْزَنُونَ ، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي ذَهَبَ بِالنَّهَارِ بِقُدْرَتِهِ ، وَجَاءَ بِاللَّيْلِ
بِرَحْمَتِهِ ، خَلْقَاً جَدِيداً ، وَجَعَلهُ لِبَاسَاً وَسكَنَاً ، وَجَعَلَ اللَّيْلَ
وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ لِيُعْلَمَ بِهِمْا عَدَدُ السِّنِيْنَ وَالْحِسَابُ.

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِقْبَالِ اللَّيْلِ وَإِدْبَارِ النَّهَارِ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَصْلِحْ لِي دِيْنِيَ الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي ،
وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فيهَا مَعِيْشَتِي ، وَأَصْلِحْ لِي آخِرتِي الَّتِي
إِلَيْهَا مُنْقَلَبي ، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي في كُلِّ خَيْر ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ
رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ ، وَاكفِنِي أَمْرَ دُنْيَايَ وَآخِرَتِي بِمَا
كَفَيْتَ بِهِ أَوْلِيَاءَكَ وَخِيَرَتَكَ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِيْنَ ، وَاصْرِفْ
عَنِّي شَرَّهُمَا وَوَفقنِي لِمَا يُرْضِيْكَ عَنِّي يَا كَرِيْمُ ، أَمْسَيْتُ
وَالمُلْكُ للهِ الْوَاحِدِ القَهَّارِ ، وَمَا في اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ.

١٢٩

اللَّهُمَّ إِنِّي وَهَذَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ خَلْقَانِ مِنْ خَلْقِكَ ، فَاعْصِمْنِي
فيهمَا بِقُوَّتِكَ ، وَلاَ تُرهِمَا مِنِّي جُرْأَةً عَلَى مَعَاصِيْكَ ، وَلاَ
رُكُوباً مِنِّي لِمَحَارِمِكَ ، واجْعَلْ عَمَلِي فيهمَا مَقْبُولاً وَسَعْيي
مَشْكُورَاً ، وَيَسِّرْ لِي مَا أَخَافُ عُسْرَهُ ، وَسَهِّلْ لِي مَا صَعُبَ
عَلَيَّ أَمْرُهُ ، وَاقْضِ لِي فيهِ بِالحُسْنَى ، وَآمِنِّي مَكْرَكَ ، وَلاَ تَهْتِكْ
عَنِّي سِتْرَكَ ، وَلاَ تُنْسِنِي ذِكْرَكَ ، وَلاَ تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ حَوْلِكَ
وَقُوَّتِكَ ، وَلاَ تَكِلْنِي إِلى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أبداً ، وَلاَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ يَا كَرِيْمُ.

اللَّهُمَّ افْتَحْ مَسَامِعَ قَلْبِي لِذِكْرِكَ حَتَّى أَعِيَ وَحْيَكَ ، وَأَتَّبِعَ
كِتَابَكَ ، وَأُصَدِّقَ رُسُلَكَ ، وَأُؤْمِنَ بِوَعْدِكَ ، وَأَخَافَ وَعِيدَكَ ،
وَأُوفِيَ بِعَهْدِكَ ، وَأَتَّبِعَ أَمْرَكَ ، وَأَجْتَنِبَ نَهْيَك ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلاَ تَصْرِفْ عَنِّي وَجْهَكَ ، وَلاَ تَمْنَعْنِي
فَضْلَكَ ، وَلاَ تَحْرِمْنِي عَفْوَكَ ، وَاجْعَلْنِي أُوَالِي أَوْلِيَاءَكَ ،
وَأُعَادِي أَعْدَاءَكَ وَارْزُقْنِي الرَّهْبَةَ مِنْكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ ،
وَالْخُشُوعَ وَالْوَقَارَ ، وَالتَّسْلِيْمَ لأمْرِكَ ، وَالتَّصْدِيْقَ بِكِتَابِكَ ،
وَاتِّبَاعَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ.

١٣٠

اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لاَ تَقْنَعُ ، وَبَطْنٍ لاَ يَشْبَعُ ، وَعَيْنٍ
لاَ تَدْمَعُ ، وَقَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ ، وَصَلاَةٍ لاَ تُرْفَعُ ، وَعَمَلٍ لاَ يَنْفَعُ ،
وَدُعَاءٍ لاَ يُسْمَعُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوْءِ الْقَضَاءِ وَدَرْك الشَّقَاءِ ،
وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ ، وَجَهْدِ الْبَلاَءِ ، وَمِنْ عَمَلٍ لاَ تَرْضَى ، وَأَعُوذُ
بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ وَالْقَهْرِ وَالغَدْرِ ، وَمِنْ ضِيقِ الصَّدْرِ ،
وَمِنْ شَتَاتِ الأَمْرِ ، وَمِنَ الدَّاءِ العُضَالِ ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ ، وَخَيْبَةِ
المُنْقَلَبِ ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ في النَّفْسِ وَالدِّيْنِ وَالأَهْلِ وَالْمَالِ
وَالْوَلَدِ وَعِنْدَ مُعَايَنَةِ الْمَوْتِ ، وَأعُوذُ بِاللهِ مِنْ إِنْسَانِ سَوْءٍ ،
وَجَارِ سَوْءٍ ، وَقَرِيْنِ سَوْءٍ ، وَيَوْمِ سَوْءٍ ، وسَاعَةِ سَوْءٍ ، وَمِنْ شَرِّ
مَا يَلِجُ في الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ
وَمَا يَعْرُجُ فيهَا ، وَمِنْ شَرِّ طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، إِلّا طَارِقاً يَطْرُقُ
بِخَيْرٍ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَآبَّةٍ رَبِّي آخِذٌ بِنَاصِيَتَهِا ، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ ، فَسَيَكْفِيْكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي
قَضَى عَنِّي صَلاَةً كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً.

١٣١

صلاة الغفيلة بين العشاءين وفضلها

في فلاح السائل للسيد ابن طاووس : ص ٤٣٠ ح ٢ ، عن
إسماعيل بن زياد ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال
رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : صلوا في ساعة الغفلة ولو ركعتين فإنهما
توردان دار الكرامة.

وروي عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن وهب أو السكوني ،
عن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال رسول الله
صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تنفلوا في ساعة الغفلة ولو ركعتين خفيفتين فإنهما
توردان دار الكرامة ، قيل : يا رسول الله وما ساعة الغفلة؟
قال : بين المغرب والعشاء.

صفة صلاة الغفيلة

قال السيد الخوئي رحمه الله تعالى في منهاج الصالحين : ج
١ ص ٢٥٩ ، في ذكر (بعض الصلوات المستحبة) : ومنها : صلاة

١٣٢

الغفيلة ، وهي : ركعتان بين المغرب والعشاء ، يقرأ في الأولى بعد
الحمد : ( وَذَا النُّونِ إذ ذَّهَبَ مُغَاضِبَاً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ، فَنَادَى
في الظُّلُمَاتِ أَنْ لاَ إلهَ إِلّا أَنْتَ ، سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِيْنَ ،
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الغَمِّ ، وَكذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ
) .

وفي الثانية بعد الحمد :( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا
إِلّا هُوَ ، وَيَعْلَمُ مَا في الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلّا
يَعْلَمُهَا ، وَلاَ حَبَّةٍ في ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَرَطْبٍ وَلا َيَابِسٍ إِلّا
في كِتَابٍ مُبِين
) .

ثم يرفع يديه ويقول :اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَفَاتِحِ الْغَيْبِ
الَّتِي لاَ يَعْلَمُهَا إِلّا أَنْتَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ
تَفْعَلَ بِي كذا وكذا.
ويذكر حاجته ، ثم يقول :

اللَّهُمَّ أَنْتَ وَلِيُّ نِعْمَتِي ، وَالْقَادِرُ عَلَى طَلِبَتِي ، تَعْلَمُ حَاجَتِي
فَأَسْأُلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلاَمُ لَمَّا قَضَيْتَهَا
لِي.

ثم يسأل حاجته فإنها تقضى إن شاء الله تعالى ، وقد ورد
أنها تورث دار الكرامة ودار السلام وهي الجنة.

١٣٣

وقال رحمه الله تعالى في المنهاج : مسألة ٩٦٩ ـ يجوز
الإتيان بركعتين من نافلة المغرب بصورة صلاة الغفيلة
فيكون ذلك من تداخل المستحبين.

وفي وسائل الشيعة للحرالعاملي : ج ٨ ص ١٢١ ، وفلاح
السائل للسيد ابن طاووس : ص ٤٣١ ، عن هشام بن سالم عن أبي
عبدالله عليه‌السلام قال : من صلى بين العشائين ركعتين قرأ في الأولى
الحمد ـ إلى أن قال عليه‌السلام : وسأل الله حاجته أعطاه الله ما سأل.

قال الشيخ البهائي العاملي رحمه الله تعالى في مفتاح
الفلاح ، ص ١٩٦ : واعلم أنه قد اشتهر تسمية هاتين الركعتين
بركعتي الغفيلة ، وركعتي الغفلة ، وركعتي ساعة الغفلة ، ووجه
ذلك أن الساعة التي تُصلى هاتان الركعتان فيها وهي ما بين
المغرب والعشاء تسمى ساعة الغفلة ، روى رئيس المحدثين
في الفقيه عن الباقر عليه‌السلام أنه قال : إن إبليس إنما يبث جنوده ،
جنود الليل ، من حين تغيب الشمس إلى مغيب الشفق ، ويبث
جنود النهار من حين يطلع الفجر إلى مطلع الشمس ، وذكر
أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقول : أكثروا ذكر الله عزوجل في هاتين

١٣٤

الساعتين وتعوذوا بالله عزوجل من شر إبليس وجنوده ،
وعوذوا صغاركم في هاتين الساعتين ، فإنهما ساعتا غفلة.

وروى شيخ الطائفة في تهذيب الأحكام : ج ٢ ص ٢٤٣
ح ٣٢ ، عن مولانا الإمام الصادق عليه‌السلام أنه قال : قال رسول
الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تنفلوا في ساعة الغفلة ولو بركعتين خفيفتين ،
فإنهما يورثان دار الكرامة ، قيل : يا رسول الله ، وما ساعة
الغفلة؟ قال : ما بين المغرب والعشاء.

وقال رحمه الله تعالى في هامش الكتاب معلقاً على
ذلك : إنما صار ساعة بث جنود النهار أطول من ساعة بث
جنود الليل ، لأن إغواء الناس وإيقاعهم في المعاصي بالنهار
أكثر منه بالليل ، لأن أكثرهم ينام ، فاحتاج الإغواء في النهار
إلى جنود أكثر من جنود الليل فطالت لذلك مدة بثهم.

وقال رحمه الله تعالى : نقل الطبرسي في مجمع البيان :
(ج ٧ ص ٤٢١) عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى حكاية
عن موسى : ( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا ) أن
دخوله عليه‌السلام كان فيها بين المغرب والعشاء.

١٣٥

تعقيب صلاة العشاء

الأمر الأول : قراءة سورة القدر سبع مرات

في مستدرك الوسائل للنوري : ج ٥ ص ١٠٢ ح ٩ وفلاح
السائل ، للسيد ابن طاووس : ص ٤٤٨ ، عن أبي جعفر محمد بن
علي بن موسى بن جعفر عليهم‌السلام ، قال : من قرأ إنا أنزلناه في ليلة
القدر ، سبع مرات بعد عشاء الآخرة كان في ضمان الله حتى يصبح.

لكن المذكور في فلاح السائل (قبل عشاء الآخرة).

ذكر العلامة المجلسي رحمه الله تعالى في البحار :
ج ٨٣ ص ١٢٧ ، في تعقيب صلاة العشاء عن مصباح الشيخ
الطوسي : ص ١٠٩ ، ومصباح الكفعمي : ص ٤١ ـ ٤٢ ،
واختيار ابن الباقي ، قال : ويستحب أن يقرأ سبع مرات إنا
أنزلناه في ليلة القدر ، ثم تقول :

اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ ، وَرَبَّ الأَرَضِيْنَ

١٣٦

السَّبْعِ وَمَا أَقَلَّتْ ، وَرَبَّ الشَّيَاطِيْنِ وَمَا أَضَلَّتْ ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ
وَمَا ذَرَتْ ، اللَّهُمَّ رَبِّ كُلِّ شَيءٍ ، وَإِلَهَ كُلِّ شَيءٍ ، وَخَالِقَ كُلِّ
شَيءٍ ، وَمَلِيْكَ كُلِّ شَيءٍ ، أَنْتَ اللهُ المُقْتَدِرُ عَلَىِ كُلِّ شَيءٍ ،
أَنْتَ اللهُ الأَولُ فَلاَ شَيءَ قَبْلَكَ ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلاَ شَيءَ بَعْدَكَ ،
وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلاَ شَيءَ فَوْقَكَ ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلاَ شَيءَ دُوْنَكَ ،
وَرَبُّ جَبْرَئِيلَ وَمِيْكَائِيْلَ وَإسْرَافِيْلَ ، وَإِلَهُ إِبْرَاهِيْمَ وَإِسْمَاعِيْلَ
وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّد
وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَوَلاَّنِي بِرَحْمَتِكَ ، وَلاَ تُسَلِّطَ عَلَيَّ أَحَدَاً مِنْ
خَلْقِكَ مِمَّنْ لاَ طَاقَةَ لِي بِهِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَحَبَّبُ إِلَيْكَ فَحَبِّبنِي ،
وَفِي النَّاسِ فَعَزِّزْنِي ، وَمِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ فَسَلِّمْنِي يَا
رَبَّ الْعَالَمِيْنَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ. وادع بما أحببت.

الأمر الثاني : قراءة آية الكرسي

روى العلامة المجلسي رحمه الله تعالى في بحار الأنوار :
ج ٨٣ ص ١٢٥ ح ٨ ، عن كتاب المسلسلات للشيخ جعفر
ابن أحمد القمي ، بسنده عن علي بن يزيد أنه أخبره أن أبا عبد
الرحمان بن القاسم بن عبد الرحمان أخبره ، عن جده أبي

١٣٧

أمامة الباهلي أنه سمع علياًعليه‌السلام يقول : ما أرى رجلاً أدرك
عقله الإسلام وولد في الإسلام يبيت ليلة سوادها ، قلت :
ماسوادها يا أبا أمامة؟ قال : جميعها ، حتى يقرأ هذه الآية
( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) إلى قوله :( وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) .

ثم قال : فلو تعلمون ما هي ، أو قال : ما فيها ، لما تركتموها
على حال ، إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخبرني قال : أعطيت آية
الكرسي من كنز تحت العرش ، ولم يؤتها نبي كان قبلي.

قال عليعليه‌السلام : فما بت ليلة قط منذ سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى أقرأها ، ثم قال : يا أبا أمامة إني أقرأها ثلاث مرات
في ثلاثة أحايين كل ليلة. قلت : وكيف تصنع في قراءتك يا
ابن عم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

قال : أقرأها قبل الركعتين بعد صلاة العشاء الآخرة ،
وأقرأها حيث أخذت مضجعي للنوم ، وأقرأها عند وتري من
السحر ، قال علي عليه‌السلام : فوالله ما تركتها منذ سمعت هذا
الخبر من نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى أخبرتك به.

١٣٨

قال أبو أمامة : فوالله ما تركتها منذ سمعت هذا الخبر من
علي بن أبي طالب عليه‌السلام حتى حدثتك به. قال القاسم : وأنا ما
تركت قراءتها كل ليلة منذ حدثني أبو أمامة بفضلها حتى الآن.
قال علي بن يزيد : وأخبرك أني ما تركت قراءتها في كل ليلة منذ
حدثني القاسم في فضلها. قال ابن أبي عاتكة : وأنا فما تركت
قراءتها كل يوم منذ بلغني في فضل قراءتها ما بلغني. قال ابن
سابور : وأنا ما تركت قراءتها كل ليلة منذ بلغني عن رسول الله
صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في فضلها. قال إبراهيم بن عمر : وأنا ما تركت قراءتها
منذ بلغني عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا الحديث في فضل قراءتها.

قال أبو المفضل : وأنا بنعمة ربي ما تركت منذ سمعت
هذا الحديث من عبيد بن أبي سفيان عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في
فضل قراءتها إلى أن حدثتكم به.

الأمر الثالث : الأدعية الواردة عنهم صلوات الله عليهم

من أدعية الصديقة فاطمة الزهراء عليها‌السلام

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح السائل ،
ص ٤٤٠ ـ ٤٤٤ : ومن المهمات أيضاً بعد صلاة العشاء

١٣٩

الآخرة الدعاء المختص بهذه الفريضة من أدعية مولاتنا فاطمة
صلوات الله عليها ، عقيب الخمس المفروضات ، وهو :

سُبْحَانَ مَنْ تَوَاضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِعَظَمَتِهِ ، سُبْحَانَ مَنْ ذَلَّ كُلُّ
شُيءٍ لِعِزَّتِهِ ، سُبْحَانَ مَنْ خَضَعَ كُلُّ شَيءٍ بِأَمْرِهِ وَمُلْكِهِ ، سُبْحَانَ
مَنِ انقَادَتْ لَهُ الأُمُورُ بِأَزِمَّتِهَا ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي لا يَنْسَى مَنْ
ذَكَرَهُ ، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لاَ يُخَيِّبُ مَنْ دَعَاهُ ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي
مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ ، الحَمْدُ للهِ سَامِكِ السَّمَاءِ ، وَسَاطِحِ
الأَرْضِ ، وَحَاصِرِ الْبِحَارِ ، وَنَاضِدِ الْجِبَالِ ، وَبَارِئ الحَيوَانِ ،
وَخَالِقِ الشَّجَرِ ، وَفَاتِحِ يَنَابِيْعِ الأَرْضِ ، وَمُدَبِّرِ الأُمُورِ ، وَمُسَيِّرِ
السَّحَابِ ، وَمُجْرِي الرِّيْحِ وَالْمَاءِ وَالنَّارِ مِنْ أَغْوَارِ الأَرْضِ
مُتَسَارِعَات في الْهَوَاءِ ، وَمُهْبِطِ الحَرِّ وَالْبَرْدِ ، الَّذِي بِنِعْمَتِهِ
تَتُمُّ الصَّالِحَاتُ ، وَبِشُكْرِهِ تُسْتَوْجَبُ الزِّيَادَاتُ ، وَبِأَمْرِهِ قَامَتِ
السَّمَوَاتُ ، وَبِعِزَّتِهِ استَقَرَّتِ الرَّاسِيَاتُ ، وَسَبَّحَتِ الْوُحُوشُ
في الفَلَوَاتِ ، وَالطَّيْرُ في الْوَكَنَاتِ.

الْحَمْدُ للهِ رَفِيْعِ الدَّرَجَاتِ ، مُنَزِّلِ الآيَاتِ ، وَاسِعِ
الْبَرَكَاتِ ، سَاتِرِ العَوْرَاتِ ، قَابِلِ الحَسَنَاتِ ، مُقِيلِ العَثَرَاتِ ،

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347