• البداية
  • السابق
  • 347 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 27509 / تحميل: 8307
الحجم الحجم الحجم
أدعية أهل البيت عليهم السلام في تعقيب الصلوات

أدعية أهل البيت عليهم السلام في تعقيب الصلوات

مؤلف:
العربية

١
٢

بسم الله الرحمن الرحيم

( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) .

سورة الإنشراح ، الآية : ٧ ـ ٨

روي عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنه قال :

«التعقيب أبلغ في طلب الرزق من الضرب في البلاد».

(وسائل الشيعة : ٦ / ٤٢٩ ح ١)

وروي عن الإمام الهاديعليه‌السلام عن آبائهعليهم‌السلام قال : قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

«من أدّى لله مكتوبة فله في إثرها دعوة مستجابة».

(وسائل الشيعة : ٦ / ٤٣١ ح ١٠)

٣
٤

مقدّمة الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا وشفيع ذنوبنا محمد وآله المنتجبين ، لاسيما بقية الله في الأرضين الحجة المهدي بن الحسن عجل الله فرجه الشريف ، ولعنة الله على أعدائهم أعداء الدين أجمعين ، وبعد :

قال الله الحكيم في كتابه الكريم :( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّيلَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ ) وقال تعالى :( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) وقال عز وجل :( وإذا سألك عبادي عني فإني قريبُ أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ ) فإن من أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى بعد الفرائض هو الدعاء والمناجاة والتضرّع بين

٥

يديه ، فهو سبحانه وتعالى أنيس من ذكره ، وملجأ من استغاث به ، وعصمة من اعتصم به ، بابه مفتوح للسائلين ، ورحمته قريبة من المحسنين ، وهو غوث الهاربين ، وأمان الخائفين ، فمن ذا الذي لا يأنس بذكره ، وهو القائل عز شأنه :( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) وجاء في دعاء أميرالمؤمنين صلوات الله عليه : يا من اسمه دواء ، وذكره شفاء ، وطاعته غنى

فالدعاء سلاح المؤمن ، في الشدة والرخاء ، وفي العسر واليسر ، وفي المرض والصحة ، وفي الفقر والغنى جاء في الحديث الشريف المروي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لايرد القضاء إلا الدعاء.

ومن أفضل أوقات الدعاء هي أدبار الفرائض الخمس ، وذلك لما جاء فيها من أخبار وأحاديث شريفة ، ترغب وتحث على التعقيب بعد كل فريضة بالدعاء إلى الله تعالى والابتهال إليه.

هذا وقد ورد عن النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأهل بيته المنتجبين صلوات الله عليهم الكثير من الأدعية والمناجاة والتسبيح والأذكار بعد الفرائض الخمس ، وقد ذكرتها جلُّ كتب الأدعية والحديث ، وهذا الكتاب أخي الكريم يضم

٦

جملة مما ورد عنهمعليهم‌السلام من التعقيبات الشريفة وما يرتبط بها ، كما ذكرت أيضاً جملة من المستحبات في ذلك ، والتي ذكرها بعض علمائنا تغمدهم الله برحمته.

وأسأل الباري تعالى أن يتقبل مني هذا العمل بأحسن قبول ، ويجعله ذخراً لي يوم فقري وفاقتي في( يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم ) إنه سميع مجيب ، وكما التمس من إخواني المؤمنين أن لا ينسوني ووالديَّ وأهلي من صالح دعائهم.

سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون ، وسلامٌ على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين ، إنه نعم المولى ونعم النصير ، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

يوم الثلاثاء الأول من شهر جمادى الأولى سنة ١٤٢٤ هـ

في جوار كريمة أهل البيت فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر صلوات الله عليهم أجمعين.

عبد الله حسن آل درويش

٧

تنبيه

وننبه هنا أن ما ذكرناه هنا في هذا الكتاب الذي بين يديك هو مأخوذ من كتابنا (تعقيبات الصلوات وأدعية الرزق والعافية والحاجات) جمعناه بهذه الكيفية ليكون أسهل وأيسر في التناول والتداول. والله الموفق.

٨

أدعية أهل البيتعليهم‌السلام

برهان صدق على إمامتهمعليهم‌السلام

تمهيد

قالت الحكماء : النطق أشرف ما خص به الإنسان ، لأنه صورته المعقولة التي باين بها سائر الحيوانات ، ولذلك قال سبحانه :( خَلَقَ الْإِنْسَانَ ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) (١) ، ولم يقل : وعلمه بالواو لأنه سبحانه جعل قوله :( عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) تفسيراً لقوله :( خَلَقَ الْإِنْسَانَ ) ، لا عطفاً عليه ، تنبيهاً على أن خلقه له ، وتخصيصه بالبيان الذي لو توهم مرتفعاً لارتفعت إنسانيته ، ولذلك قيل : ما الإنسان لولا اللسان إلا بهيمة مهملة ، أو صورة ممثلة(٢) .

__________________

(١) سورة الرحمن ، الآية : ٣ و ٤.

(٢) شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد ج ١٨ ص ١٩٦

٩

فالكلامُ يكشف عن شخصية المتكلم وهويته ، وينبئ عن مقدار علمه وثقافته وميوله النفسية ، فإذا ما تكلم امرؤٌ عُرف من خلال كلماته من هو.

قال الأخطل :

إن الكلامَ لفي الفؤاد وإنما

جُعل اللسانُ على الفؤاد دليلا

روي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : قيمة كلِّ امرئ ما يحسن(١) ، وروي أيضاً قالعليه‌السلام : المرءُ مخبوءٌ تحت لسانه(٢) ، وفي رواية : المرءُ مخبوءٌ تحت طي لسانه لا طيلسانه(٣) ، وفي مناقب آل أبي طالب ، عنهعليه‌السلام : المرءُ مخبوٌّ تحت لسانه فإذا تكلم ظهر(٤) .

قال ابن أبي الحديد في شرح النهج في شرح هذه الكلمة البليغة : قد تكرر هذا المعنى مراراً ، فأما هذه اللفظة فلا نظير

__________________

(١) نهج البلاغة : ، خطب الإمام علي عليه‌السلام : ج ٤ ص ١٨ ، ح ٨١.

(٢) المناقب ، الموفق الخوارزمي : ص ٣٧٥.

(٣) تفسير الآلوسي : ١٦ / ٢١٤.

(٤) مناقب آل أبي طالب ، ابن شهر آشوب : ج ١ ص ٣٢٦

١٠

لها في الإيجاز والدلالة على المعنى(١) .

ورويت أيضاً هذه العبارة برواية أخرى : «تكلموا تعرفوا ، فإن المرء مخبوء تحت لسانه» وقال ابن أبي الحديد في شرحها أيضاً : هذه إحدى كلماتهعليه‌السلام التى لا قيمة لها ، ولا يقدر قدرها ، والمعنى قد تداوله الناس ، قال :

وكائن ترى من صامتٍ لك معجبٌ

زيادته أو نقصهُ في التكلّمِ

لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُه

فلم يبق إلا صورةُ اللحمِ والدمِ

وكان يحيى بن خالد يقول : ما جلس إليَّ أحدٌ قط إلا هبته حتى يتكلم ، فإذا تكلم إما أن تزداد الهيبة أو تنقص(٢) .

كلامكم نور

أقول : فإذا كان ماقدمناه آنفاً هو ميزان حق لا يختلف فيه اثنان ، إذن فمن البيّن الواضح الذي لا مرية فيه ولا

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد ج ١٨ ص ٣٥٣.

(٢) شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ج ١٩ ص ٣٤٠.

١١

شبهة تعتريه أن كلام أهل البيتعليهم‌السلام وحديثهم هو أحسن الحديث بعد حديث النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إذ دلت على ذلك الدلائل الواضحة والبراهين الساطعة.

وإذا كان المرء إنما يتميز على غيره بما يحسنه من الكلم ، وما ينبئ منطقه من فكر وعلم ، فإن في بديع كلام أهل البيتعليهم‌السلام ماينبئ عن عظيم مقامهم وجليل خطابهم الذي لايباريهم فيه أحدٌ سواهم ، جاء في الزيارة الجامعة : «كلامكم نور ، وأمركم رشد ، ووصيتكم التقوى ، وفعلكم الخير ، وعادتكم الإحسان ، وسجيتكم الكرم ، وشأنكم الحق والصدق والرفق ، وقولكم حكم وحتم ، ورأيكم علم وحلم وحزم ..» فحقاً إن كلام أهل البيتعليهم‌السلام يأخذ بمجامع القلوب ، فهو فوق كلام المخلوقين ، ودون كلام الخالق.

فهذه أدعيتهم تنطق ببراعة فائقة وتكشف عن علو مقامهم وسمو ذاتهم ، وذلك بما حوته من إعجاز في البلاغة والفصاحة والمعاني البديعة ، وبما اكتنفته من معارف وعلوم غزيرة ، وقد كشفت عن أسرار سائر ملكاتهم النفسية ، ولا عجب في ذلك فهم الراسخون في العلم الذين أوتوا

١٢

الحكمة ، قال تعالى :( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ) (١) .

هذا وقد ورد عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حق عترته وأهل بيتهعليهم‌السلام مافيه بيان وبرهان واضح لمن ألقى السمع وهو شهيد ، جاء في رواية الطبراني عن زيد بن أرقم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (في حديث الثقلين) قال : فلا تقدموهما ـ يعني القرآن والعترة ـ فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم(٢) .

وجاء عن أمير المؤمنينعليه‌السلام في خطبة له يقول في حقهم أيضاً : فيهم كرائمُ القرآن ، وهم كنوزُ الرحمن ، إن نطقوا صدقوا ، وان صمتوا لم يسبقوا(٣) .

وفي نهج البلاغة قالعليه‌السلام : هم عيشُ العلم وموتُ الجهل ،

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٦٩.

(٢) المعجم الكبير ، الطبراني : ج ٥ ص ١٦٧.

(٣) جاء في كتاب نهج السعادة للشيخ المحمودي : ج ٨ ص ٣٨٩ : قال الأستاذ الموفق محمد عبده مفتي الديار المصرية ، في تعليقته على هذا الكلام : الضمير لآل النبيعليهم‌السلام ، والكرائم جمع كريمة ، والمراد أنه قد أنزل في مدحهم آيات كريمات ، والقرآن كريم كله ، وهذه كرائم.

١٣

يخبركم حلمهم عن علمهم ، وصمتهم عن حكم منطقهم ، لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه ، هم دعائم الإسلام ، وولائج الاعتصام ، بهم عاد الحق في نصابه ، وانزاح الباطل عن مقامه ، وانقطع لسانه عن منبته ، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية ، لا عقل سماع ورواية ، فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل(١) .

وروي عن مولانا الإمام أبي جعفر الباقرعليه‌السلام أنه قال لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة : شرِّقا وغرِّبا فلا تجدان علماً صحيحاً إلا شيئاً خرج من عندنا أهل البيت(٢) .

وللأسف إن كثيراً من الناس يجهلون حقيقة أهل البيتعليهم‌السلام وإمامتهم وعلومهم الجمة ، وأحاديثهم الطيبة بسبب ابتعادهم عن هذا المعين الصافي ، فحرموا أنفسهم من هذا العطاء ، روي عن مولانا أبي الحسن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام قال : إن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا(٣) .

__________________

(١) نهج البلاغة ، خطب الإمام عليعليه‌السلام : ج ٢ ص ٢٣٢ ، رقم الخطبة : ٢٣٩.

(٢) الكافي ، الشيخ الكليني : ج ١ ص ٣٩٩ ح ٣.

(٣) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ، الشيخ الصدوق : ج ٢ ص ٢٧٥ ح ٦٩.

١٤

فإذا نظر البصير المنصف في كلمات أهل الكلام من عامة الناس ، ثم عطف العنان على كلمات أهل البيتعليهم‌السلام وحديثهم فسوف يجد الفرق بيّناً ، وأن كلمات غيرهم تسمج عند كلماتهم ، وأن حديثهم يعلو على حديث سائر الناس.

وحسبكمُ هذا التفاوت بيننا

وكل إناءٍ بالذي فيه ينضحُ

«فإن عطفت النظرة إلى كلم الأنبياء والأوصياء الماضين والتابعين لهم بإحسان من ولي صالح ، وحكيم إلهي ، ومتكلم مفوه ، وخطيب مصقع ، وعارف نابه ، وإمام مقتدى من لدن آدمعليه‌السلام وهلم جرا تجدها دون ما نطق به سيدُ من نطق بالضاد ، نبيُّ العظمة ، رسول الكتاب والحكمة ، وأوصياؤه المصطفون ، تقصر لدى كلمهم الكلم ، وعند حكمهم الحكم ، ويعجز عن أن يأتي بمثلها الحكماء البلغاء من السلف والخلف ، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ، ويكلّ عن ندها لسان كلّ طلق ذلق ، ويحسر عن وصفها بيان كل ذرب اللسان منطيق ، ولا يبلغ مداه ، ولا يسعه الاستكناه.

نعم تلكم الكلم الصادرة عن ينابيع الوحي الفياضة من أهل

١٥

بيت العصمة ، وهي آية في البلاغة والفصاحة والمتانة في اللفظ والمعنى ، دون كلام الخالق وفوق مقال البشر ، ومن أمعن فيها يجدها أقوى برهنة ، وأدل دليل على إمامة أولئك السادة القادة أئمة الكلام ، ومدارس الحكمة ، ويراها أكبر معجزة وأعظم كرامة لأولئك النفوس القدسية الطاهرة ، تبقى مدى الأبد تذكر وتشكر.

وحسب أولئك الذرية الطيبة عظمة وفخراً ما خلده صدق منطقهم في الدهر من غرر الآثار ، أو مآثر بثتها ألسنتهم مما نفث الله من الحكمة في روعهم ، يفتقر إليها المجتمع البشري ، وتصلح بها الأمة المسلمة ، ويحتاج إليها كل حكيم بارع ، وعاقل محنك ، وخلقي كريم ، وفيلسوف نابه ، وعارف ناصح ، وإمام مصلح ، ولا منتدح عنها لأي ابن أنثى إن عقل صالحه»(١) .

فهمعليهم‌السلام أهل بيت الحكمة ومعدن الرسالة ، وأرباب الكلام ، فاقوا الناس جميعاً وسبقوهم إلى كل خير ، كما تفرّدوا من بينهم بأبلغ الكلام وأحسنه ، فهذا تراثهم المروي في كتب الحديث والسيرة يفصح عن مدى غزارة علمهم ، وعذوبة

__________________

(١) تحف العقول ، ابن شعبة الحراني : ٦ ، (في المقدمة)

١٦

منطقهم ، وينم عن أدبهم الرفيع ، وما حوته أيضاً من تعاليم قيمة في جميع مناحي الحياة والتي لا غنى لكل الناس عنها.

ومن هذا التراث المعطاء كتاب نهج البلاغة لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، ورسالة الحقوق للإمام زين العابدينعليه‌السلام وما ورد عن سائر أئمة أهل البيتعليهم‌السلام من حكم ومواعظ وأحاديث ، لاتجد لها مثيلاً في التأريخ كله.

ومن بديع الشعر في هذا المعنى ما قاله السيد حسن البغدادي (المتوفى سنة ١٣٦٧ هـ) في وصف (نهج البلاغة) لأمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام :

نهجٌ له كلُّ الأنام قد غدت

خرساً وأهدى للطريق الأعدلِ

فلم نجد أفصح منه منطقاً

سوى لئالى المصحف الغض الجلي

فذا كلامٌ قاله المولى العلي

وذا كلامٌ قاله المولى علي(١)

__________________

(١) أدب الطف ، السيد جواد شبر : ٩ / ٣٢٤.

١٧

فمنهم تعلم الناس الحكمة والفصاحة ، وآداب الكلام ، وبينوا للناس القول الصحيح من غيره ، وقد شهد ببلاغتهم وفصاحتهم وبديع حكمتهم القريب والبعيد ، والمحب والقالي ، فمن ذلك قول معاوية لما قال له محفن بن أبي محفن : جئتك من عند أعيا الناس ، قال له : ويحك! كيف يكون أعيا الناس! فو الله ما سن الفصاحة لقريش غيره.

وقال ابن أبي الحديد في مقدمة كتابه في شرح نهج البلاغة : ويكفي هذا الكتاب الذي نحن شارحوه دلالة على أنه لا يجارى في الفصاحة ، ولا يبارى في البلاغة ، وحسبك أنه لم يدون لأحد من فصحاء الصحابة العشر ، ولا نصف العشر مما دون له ، وكفاك في هذا الباب ما يقوله أبو عثمان الجاحظ في مدحه في كتاب (البيان والتبيين) وفي غيره من كتبه(١) .

ومن ذلك أيضاً قول يزيد في حق الإمام زين العابدينعليه‌السلام لما أراد أن يخطب في أهل الشام في مجلسه ، فقال له بعضهم : وما قدر ما يحسن هذا؟ فقال : إنه من أهل بيت قد

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ج ١ ص ٢٤ ـ ٢٥.

١٨

زقوا العلم زقا(١) .

ومنها أن ملك الروم كتب إلى عبد الملك يتوعده ، فضاق عليه الجواب ، وكتب إلى الحجاج ، وهو إذ ذاك على الحجاز : أن ابعث إلى علي بن الحسين فتوعده وتهدده وأغلظ له ، ثم انظر ماذا يجيبك ، فاكتب به إلي! ففعل الحجاج ذلك ، فقال له علي بن الحسين : إن لله في كل يوم ثلاثمائة وستين لحظة ، وأرجو أن يكفينيك في أول لحظة من لحظاته ، وكتب بذلك إلى عبد الملك ، فكتب به إلى صاحب الروم كتاباً ، فلما قرأه قال : ليس هذا من كلامه ، هذا من كلام عترة نبوية(٢) .

وفي كتاب بلاغات النساء قال بعضهم حينما سمع أم كلثوم بنت أمير المؤمنينعليها‌السلام تخطب بعد مقتل أخيها سيد الشهداء الإمام الحسينعليه‌السلام يصف منطقها وجزيل خطابها : ورأيت أم كلثومعليها‌السلام ولم أر خفرة والله أنطق منها كأنما تنطق وتفرغ على لسان أمير المؤمنينعليه‌السلام (٣) .

__________________

(١) بحار الأنوار ، المجلسي : ج ٤٥ ص ١٣٧ ـ ١٣٨.

(٢) تاريخ اليعقوبي : ج ٢ ص ٣٠٤ ، العقد الفريد : ج ١ ص ١٥٥.

(٣) راجع خطبتها كاملة في كتاب بلاغات النساء ، ابن طيفور : ص ٢٣ و ٢٥.

١٩

إلى غير ذلك من الشواهد التاريخية في هذا المعنى ، ولنعم ماقاله فيهم الشيخ رجب البرسي رحمه الله تعالى :

همُ القومُ أنوارُ النبوةِ فيهمُ

تلوحُ وآثارُ الإمامةِ تلمعُ

مهابطُ وحيِّ الله خزانُ علمهِ

وعندهم سرُّ المهيمنِ مودعُ

إذا جلسوا للحكم فالكلُّ أبكمُ

وإن نطقوا فالدهرُ أذنٌ ومسمعُ(١)

وقال الشيخ حسن الدمستاني رحمه الله تعالى :

إن ينطقوا ذكروا أو يسكتوا فكروا

أو يغضبوا غفروا أو يُقطعوا وصلوا

وقال آخر أيضاً :

إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهباً

وتعرف صدق الناس في نقل أخبارِ

__________________

(١) مشارق أنوار اليقين ، الشيخ رجب البرسي : ٦٧.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

(٣٥) المولى محمد الاردبيلى

محمد بن علي الاردبيلى الغروي الحائري أصله من " اردبيل " وسكن بالنجف وكربلا طول حياته الا بعض أسفاره إلى ايران وبقائه مدة باصبهان للاستفادة من دروس علمائها.

ولد نحو سنة ١٠٥٨.

قرأ على العلامة المجلسي كثيرا من العلوم الديننية والمعارف اليقينية وخاصة كتب الاخبار، فأجازه باجازة مبسوطة في ١٧ ذي القعدة سنة ١٠٩٨.

وتتلمذ أيضا على الشيخ جعفر بن عبدالله القاضي الكمرئي، كما صرح بذلك في كتابه جامع الرواة ١/١٥٣.

له كتاب " جامع الرواة " الذي صنفه في خمس وعشرين سنة، و " تصحيح الاسانيد ".

توفي في شهر ذي القعدة سنة ١١٠١ بكربلا.

(مقدمة جامع الوراة، الفيض القدسى ص ٨٥، الكواكب المنتثرة - مخطوط، زندگينامه علامه مجلسى ٢/٨٧)

١٢١

[٥٢] بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله، وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله خيرة الورى.

أما بعد، فقد قرأ علي وسمع مني المولى الفاضل الكامل الصالح الفالح التقي النقي المتوقد الزكي الالمعي مولانا حاجى محمد الاردبيلي وفقه الله تعالى للعروج على أعلى مدارج الكمال في العلم والعمل وصانه عن الخطأ والخطل، كثيرا من العلوم الدينية والمعارف اليقينية، لاسيما كتب الاخبار المأثورة عن الائمة الاطهار صلوات الله عليهم أجمعين، ثم استجازني فاستخرت الله سبحانه وأجزت له أن يروي عني كل ما صحت لي روايته وجازت لي اجازته مما صنف في الاسلام من مؤلفات الخاص والعام في فنون العلوم من التفسير والحديث والدعاء والكلام والاصول والفقه والتجويد والمنطق والصرف والنحو واللغة والمعاني والبيان، بحق روايتي واجازتي عن مشايخي الكرام وأسلافي الفخام رضوان الله عليهم.

ولما كان طرقي إلى مؤلفيها جمة لاتحصى أثبت له هنا ما هو عندي أوثق وأقوى: (فمن ذلك) ما أخبرني به عدة من الافاضل الكرام وجماعة من العلماء الاعلام ممن قرأت عليهم أو سمعت منهم أو استجزت منهم، منهم والدي العلامة، وشيخه الافضل الاكمل مولانا حسن علي التستري، وسيد الحكماء المتألهين الامير، رفيع

١٢٢

الدين محمد بن الامير حيدر الحسيني الحسني الطباطبائي النائيني، والسيد البارع الفاضل الزكي الامير محمد قاسم بن الامير محمد الطباطبائي القهبائي، والفاضل الكامل الرضي الزكي مولانا محمد شريف الرويدشتى - أفاض الله على مراقدهم الزكية شآبيب الرحمة والغفران.

بحق روايتهم واجازتهم عن شيخ الاسلام والمسلمين بهاء الملة والحق والدين محمد العاملي قدس الله روحه، عن والده الفقيه النبيه عزالدين الحسين بن عبدالصمد الحارثي نور الله ضريحه، عن الشيخ الاعلم الاعظم السعيد الشهيد زين الملة والدين ابن علي بن احمد الشامي رفع الله درجته، عن شيخه الاجل نور الدين علي بن عبدالعالي الميسىرحمه‌الله ، عن الشيخ شمس الدين محمد بن المؤذن الجزينىقدس‌سره ، عن الشيخ الاكمل ضياء الدين علي روح الله روحه، عن والده السعيد الشهيد العلامة أفقه الفقهاء المتبحرين شمس الدين محمد بن مكي حشره الله مع الشهداء الاولين، عن الشيخ المدقق الفهامة فخرالدين أبى طالب محمد نور الله مرقده، عن والده العلامة المشتهر في الافاق جمال الملة والحق والدين الحسن بن يوسف ابن المطهر الحلي نور الله ضريحه، عن شيخه المحقق السعيد السديد نجم الملة والدين ابى القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد قدس الله نفسه، عن السيد الجليل النسابة شمس الدين فخار بن معد الموسوي طهر الله رمسه، عن الشيخ الجليل النبيل ابى الفضل شاذان بن جبرئيل القمي برد الله مضجعه، عن الشيخ الفقيه العماد ابى جعفر محمد بن ابى القاسم الطبري قدس الله سره، عن الشيخ الانجب الاكرم ذي المكارم والمنن ابى علي الحسن رحمة الله تعالى عليه، عن والده الاجل شيخ الطائفة المحقة ومعاذها وملاذها في جميع الاعصار والامصار حشره الله مع مواليه الاخيار، عن الشيخ المحقق المدقق السديد المفيد محمد بن محمد بن النعمان

١٢٣

طيب الله تربته، عن الشيخ الثقة إلى القاسم جعفر بن محمد بن قولويه طاب ثراه، عن الشيخ التمام ثقة الاسلام المقبول بين الخاص والعام ابى جعفر محمد بن يعقوب الكليني شكر الله مساعيه في الاسلام.

وبالاسناد المتقدم عن الشيخ المفيد قدس الله روحه الزكية، عن الشيخ الفقيه رئيس المحدثين أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القميرضي‌الله‌عنه .

(ومنها) ما أخبرني به العدة المتقدم ذكرهم قدس الله أرواحهم بحق روايتهم عن شيخهم العالم العابد الزاهد المدقق الرضي التقي المولى عبدالله بن الحسين التستري روح الله روحه، عن شيخه الجليل النبيل نعمة الله بن احمد بن محمد ابن خاتون العاملي، عن أبيه النبيه احمد، عن جده الامجد محمد رحمة الله عليهم عن الشيخ جمال الدين احمد بن الحاجي علي العيناثي، عن زين الدين، جعفر بن الحسام، عن السيد الاجل الحسن بن أيوب الشهير بابن نجم الدين، عن أفضل العلماء المتورعين الشيخ السعيد الشهيد محمد بن مكي قدس الله أسرارهم - إلى آخر مازبر في اجازته المشهورة وسائر اجازات من تأخر عنه من الافاضل الكرام.

(ومنها) ما أخبرني به السيد الحسيب النسيب الفاضل الكامل الامير شرف الدين علي بن حجة الله الحسني الحسيني الشولستاني المجاور بالمشهد المقدس الغروي حيا وميتاقدس‌سره في ذلك المشهد الشريف في داره، اجازة عن السيد الاجل الامير فيض الله بن الامير عبدالقاهر الحسيني التفرشي قدس الله روحهما، عن شيخه المدقق الفهامة الشيخ محمد، عن والده العلامة أفقه الفقهاء المتأخرين الشيخ حسن بن الشهيد الثاني، عن والده المعظم نور الله ضرائحهم.

وعن جماعة من الافاضل، منهم السيد شرف الدين علي، عن قدوة العلماء المتبحرين السيد السند ميرزا محمد بن الامير علي الاسترابادي، عن الشيخ السعيد

١٢٤

الرضي ابراهيم بن علي بن عبدالعالي الميسي، عن والده العلامة برد الله مضجعهم - إلى آخر السند المذكور.

(ومنها) ما أخبرني عدة من الثقات والافاضل عن السيد الامجد السيد نور الدين علي بن علي بن الحسين بن ابى الحسن الموسوي العاملي المجاور لبيت الله الحرام حيا وميتا طيب الله تربته، وقد كان أجاز لي هذا السيدقدس‌سره بالمراسلة مع الشيخ الثقة علي بن السندي البحراني، عن شيخيه العالمين العاملين جمال الدين ابى منصور الحسن بن الشهيد الثاني والسيد شمس الدين محمد بن علي الحسيني الشهير بابن ابى الحسن قدس الله أسرارهم، بحق روايتهما عن السيد علي بن ابى الحسن والشيخ عزالدين الحسين بن عبدالصمد الحارثي والسيد العابد الزاهد علي بن السيد فخر الدين الهاشميرضي‌الله‌عنهم ، بحق رواية الجميع عن العالم الرباني الشهيد الثاني طيب الله روحه.

(ومنها) ما أخبرني العدة المتقدم ذكرهم أولا نور الله تربتهم، عن المولى الجليل مولانا عبدالله التستري، عن شيخه الاعلم الاكمل الاورع الصفي الزكي مولانا احمد بن محمد الاردبيلي حشرهما الله مع مواليهما، عن السيد علي بن الصائغرحمه‌الله ، عن الشهيد الثاني أعلى الله مقامه.

(ومنها) ما أخبرني به الشيخ الثقة عبدالله بن الشيخ جابر العاملي، عن جد والدي من قبل أمه الشيخ الفاضل المحدث مولانا درويش محمد بن الشيخ حسن برد الله مضاجعهم، عن العالم المدقق النحرير مروج مذهب الامامية الحبر العلامة نور الدين علي بن عبدالعالي الكركي شكر الله سعيه وجزاه عن أهل الايمان خير الجزاء، عن الشيخ نور الدين علي بن هلال الجزائري، عن الشيخ العارف جمال الدين أحمد بن فهد الحلي، عن الشيخين الجليلين علي بن الخازن الحائري والشيخ علي

١٢٥

ابن عبدالحميد النيلي، عن الشيخ الشهيد السعيد محمد بن مكي حشرهم الله مع الائمة الطاهرين.

وطرقي إلى الكتب المشهورة كثيرة، أوردت جلها في الخامس والعشرين من كتاب " بحار الانوار ".

فليرو دام تأييده كل ما علم أنه من مقروء‌اتي أو مسموعاتي أو مجازاتي بتلك الاسانيد وغيرها وجميع مؤلفات مشايخى المتقدم ذكرهم عني عنهم، لاسيما مؤلفات والدي طيب الله لطيفه من شرحي الفقيه وكتاب حديقة المتقين وغيرها.

وليرو عني كلما أفرغته في قالب التصنيف أو نظمته في سلك التأليف، خصوصا كتاب " بحار الانوار " المشتمل على جل أخبار الائمة الاطهار وشرحها، وكتاب " الفرائد الطريفة في شرح الصحيفة الشريفة "، وكتاب " مرآة العقول " شرح الكافي، وكتاب " ملاذ الاخيار لشرح تهذيب الاخبار "، وكتاب " شرح الاربعين "، وكتاب " عين الحياة "، وكتاب " حلية المتقين "، وكتاب " تحفة الزائر "، وكتاب " جلاء العيون "، و " ترجمة توحيد المفضل "، و " ترجمة وصية أمير المؤمنين صلوات الله عليه للاشتر "، و " ترجمة خطبة التوحيد للرضاعليه‌السلام "، و " ترجمة أعمالهعليه‌السلام في طريق خراسان " و " ترجمة دعاء المباهلة "، و " ترجمة دعاء كميل بن زياد "، و " ترجمة دعاء الجوشن "، و " رسالة العقائد "، و " رسالة الشك والسهو "، و " رسالة الاوزان "، و " رسالة الاختيارات "، و " رسالة عقود النكاح "، وسائر مؤلفاتي ورسائلي وأجوبة مسائلي.

وأخذت عليه ما أخذ علي من ملازمة التقوى واتباع ائمة الهدى صلوات الله عليهم، وبذل الجهد في نشر آثارهم وترويج أخبارهم، فانها العروة الوثقى في هذا الزمان بعد كتاب الله تعالى.

كل ذلك خالصا لوجه الله تعالى من غير رياء أو

١٢٦

مراء، أعاذنا الله وسائر المؤمنين منهما.

وألتمس منه أن لاينساني من خالص دعواته في أعقاب صلواته ومظان اجابة دعواته.

كتب بيمينة الجانية الفانية أفقر العباد إلى عفو ربه الغني محمد باقر بن محمد تقي عفى الله عن جرائمهما، في سابع عشر شهر ذي القعدة الحرام من سنة ثمان وتسعين بعد الالف الهجرية، حامدا مصليا مسلما.

(جامع الرواة ٢ / ٥٤٩)

١٢٧

(٣٦) مولانا رفيع الدين محمد الجيلانى

محمد بن فرج الجيلاني المعروف بملا رفيعا،، رفيع الدين علامة جامع للفنون متبحر في مختلف العلوم أديب شاعر، أصله من جيلان وجاور مشهد الرضاعليه‌السلام ، وكان مدرسا مشهورا به اماما للجمعة والجماعة.

من تلامذة العلامة المجلسي وجمال الدين محمد الخوانساري والشيخ جعفر القاضي الكمرئى، وله منهم اجازة الحديث، واجازة المجلسي له بتارخ سابع ذي الحجة سنة ١٠٨٧.

تتلمذ عليه وروى عنه جماعة من أعلام العلماء كالشيخ يوسف البحراني والسيد عبدالله بن نور الدين الجزائري والشيخ حسين بن محمد البارباري.

له مؤلفات كثيرة منها " شرح نهج البلاعة " و " اصل الاصول في حاشية معالم " الاصول " و " كشف المدارك " و " شواهد الاسلام ".

توفي نحو سنة ١١٦٠ بعد عمر طويل ناهز المائة سنة.

(الفيض القدسى ص ٨٩، نجوم السماء ص ٢٣٢، الكواكب المنتثرة - خ، زندگينامه علامه مجلسى ٢ / ٣٢)

١٢٨

١٢٩

[٥٣] بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله الذي جعل لنا من المتقين أئمة وأعلاما، وبين لنا في الدين بهم حكما وأحكاما، وطرق لنا اليهم بالروايات والاجازات طرقا لائحة نسير فيها بأقدام اليقين من الشبه آمنين ليالي وأياما، والصلاة على من رفعه الله من الثرى إلى قاب قوسين أو أدنى تعظيما واكراما، محمد وأهل بيته الاطهرين الذين جعلهم الله للمتقين اماما.

أما بعد: فيقول الفقير إلى عفو ربه الغافر محمد بن محمد تقي المدعو بباقر أوتيا كتابهما يمينا وحوسبا حسابا يسيرا: اني لما شرفت برهة من الزمان بصحبة المولى الاولى الفاضل الكامل الصالح الناصح المتبحر النحرير المتوقد الذكي الالمعي خلاصة الفضلاء وزبدة الاذكياء جامع فنون العلم وأصناف الكمالات حائز قصبات السبق في مضامير السعادات سالك مسالك الخير والتقى مجتنب مهاوي الغي والردى، أعني الاخ في الله الرضى المرضي مولانا رفيع الدين محمد الجيلي، أدام الله تعالى بركات افاداته وزاد الله في افاضاته عليه وهداياته، واستفدت من نتائج أفكاره وانتفعت من غرائب أنظاره وفاوضته في فنون العلوم العقلية والنقلية وجاربته..

١٣٠

المؤمنين منهما، وألتمس منه أن لاينساني في حياتي وبعد وفاتي وجميع مشايخي عند خالص دعواته وأعقاب صلواته.

وكتب بيمناه الوازرة الداثرة في بلدة اصبهان حرسه الله من طوارق الحدثان، في سابع شهر ذي الحجة الحرام من شهور سنة سبع وثمانين بعد الالف الهجرية.

والحمدلله أولا وآخرا، وصلى الله على فخر المرسلين محمد وعترته المقدسين المطهرين.

(في مجموعة من كتاب " گنجينه خطوط " ص ٦٦٧)

١٣١

(٣٧) مولانا محمد بن لاچين

محمد بن لاچين قرأ على العلامة المجلسي كتاب " الكافي " فكتب له انهاء‌ا في آخر الاصول منه في الحادي عشر من شهر جمادي الاخرة سنة ١٠٩٢.

١٣٢

١٣٣

[٥٤] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه المولى الاولى الفاضل الصالح المتوقد الذكي الالمعي مولانا محمد بن الفاضل المغفور المبرور مولانا لاچين وفقه الله تعالى لما يحب ويرضى، سماعا وتصحيحا وتدقيقا وضبطا في مجالس عديدة آخرها حادي عشر شهر جمادى الاخرة من شهور سنة الثنتين وتسعين بعد الالف الهجرية.

فأجزت له دام تأييده أن يروي عني هذا الكتاب بجميع أبوابه وسائر كتب الحديث، لاسيما الكتب الاربعة التي عليها المدار في تلك الاعصار بأسانيدي المتكثرة المتصلة إلى مؤلفيها رضوان الله عليهم مراعيا لشرائط الرواية طالبا أقصى مدارج الفهم والدراية داعيا لي ولمشايخى في مآن الاجابة.

وكتب بيمناه الجانية الفانية أفقر العباد إلى عفو ربه الغني محمد باقر بن محمد تقي عفى الله عن جرائمهما.

والحمدلله أولا وآخرا، وصلى الله على فخر المرسلين وخاتم النبيين محمد وأهل بيته الاقدسين الاكرمين.

(آخر الاصول من " الكافى " في مكتبة السيد الوزيرى بيزد - رقم ٣٠٨١)

١٣٤

(٣٨) الامير بهاء الدين محمد المختارى

محمد بن محمد باقر بن محمد (شمس الدين) بن عبدالرضا الحسينى العبيد لي المختاري السبزواري النائينى، بهاء الدين من أعلام العلماء العظام، موصوف بأنه كان من العلماء والاعيان والفقهاء الاركان أديبا حكيما متكلما.

ولد باصبهان نحو سنة ١٠٨٠.

قرأ على العلامة المجلسي سنين طويلة واستفاد منه شطرا وافيا في العلوم الدينية والمعارف اليقينية، ثم كتب في أول المجلد الاول من كتاب " مرآة العقول " رسالة أدبية ممتازة إلى أستاذه طالبا منه الاجازه فأجازه في شهر رجب سنة ١١٠٤.

كما أنه قرأ على بهاء الدين محمد بن الحسن الاصبهاني المعروف بالفاضل الهندي من الاصول الحديثية الاربعة ما استغني به، ثم استجازه ضمن رسالة أدبية جاء في نفس النسخة السابقة فأجازه في ١٩ ذي الحجة سنة ١١٠٤.

وله اجازة الحديث ايضا من الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي.

له اكثر من ستين مؤلفا، منها " شرح الزيارة الجامعة الكبيرة " و " زواهر الجواهر في نوادر الزواجر " و " شرح بداية الهداية " و " الفوائد البهية في شرح

١٣٥

الصمدية " و " أمان الايمان من أخطار الاذهان " و " حدائق المعارف في طرائق المعارف ".

توفي بعد سنة ١١٣١ التى فرغ فيها من رسالة له في المواريث، واحتمل بعض أن يكون قبره في قرية " شيخ چوپان " من قرى " فريدن " من توابع مدينة اصبهان.

(روضات الجنات ٧ / ١٢١، نجوم السماء ص ٢٢٨، الكواكب المنتثرة - مخطوط)

١٣٦

[٥٥] بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله خيرة الورى وأعلام الهدى.

أما بعد: فان السيد الايد الفاضل الكامل الحسيب النجيب اللبيب الاديب الاريب الصالح الفالح الناجح الرابح التقي الذكي الالمعي اللوذعي الامير بهاء الدين محمد الحسينى وفقه الله تعالى للعروج على أعلى مدارج الكمال في العلم والعمل وصانه عن الخطأ والخطل والزلل قد قرأ علي وسمع مني شطرا وافيا من العلوم الدينية والمعارف اليقينية على غاية التدقيق والتحقيق والاتقان والايقان.

ثم استجازني تأسيا بأسلافنا الصالحين، فاستخرت الله سبحانه وأجزت له أن يروي عني كل ما صحت لي روايته وجازت لي اجازته من مؤلفات أصحابنا رضوان الله عليهم في فنون العلوم العقلية والنقلية والادبية من التفسير والحديث والدعاء والفقه والاصولين والتجويد والرجال وغيرها مما له مدخل في تحصيل العلوم الدينية، لاسيما ما اشتمل عليه فهرس كتاب " بحار الانوار " واجازات الشهيدين والعلامة والشيخ حسن قدس الله أرواحهم، بطرقي المتعددة المتكثرة التى أوردت بعضها في مفتتح

١٣٧

شرح الاربعين وجلها في آخر مجلدات الكتاب الكبير.

وبالجملة أبحت له أن يروي عني كلما علم أنه داخل في مقرواتي أو مسموعاتي أو مجازاتي بطرقي التى أشرت اليها، وكذا أجزت له أن يروي عني مؤلفات والدي العلامة رفع الله مقامه وكل ما أفرغته في قالب التصنيف أو نظمته في سلك التأليف آخذا عليه ما أخذ علي من ملازمة التقوى واتباع آثار أئمة الهدى صلوات الله عليهم وبذل الجهد في ترويج أخبارهم ونشر آثارهم، ومراقبة الله في السر والاعلان وسلوك سبيل الاحتياط في النقل والفتوى فان المفتي على شفير النيران، وملتمسا منه أن لاينساني في مآن اجابة الدعوات، ويدعو لي ولمشايخي بحط السيئات ورفع الدرجات.

وكتب بيمينه الوازرة الداثرة أحقر العباد إلى عفو ربه الغني محمد باقر بن محمد تقي عفى الله عن جرائمهما في شهر رجب الاصب من سنة أربع ومائة بعد الالف الهجرية.

والحمدلله أولا وآخرا والصلاة على سيد المرسلين محمد وعترته الاكرمين الاطهرين الانجبين.

خمتمه البيضوى " محمد باقر العلوم " (بداية نسخة من المجلد الاول من كتاب " مرآة العقول " في المكتبة الرضوية بالمشهد - رقم ٧٩٣٣)

١٣٨

(٣٩) الامير السيد محمد الخلخالى

محمد بن محمد قاسم بن محمد الحسينى (الحسني) الخلخالي قرأ على العلامة المجلسي جملة من كتب الحديث والفقه والدعاء وغيرها.

كتب نسخة من المجلد الاول من كتاب " بحار الانوار " وأتمه في ١٨ شعبان سنة ١٠٨٧ وكتب عليه تعاليق دالة على فضله وعلمه، ثم قرأه على المجلسي فكتب له انهاء‌ا في ١٣ ربيع الاول ١٠٨٨.

وكتب أيضا كتاب " من لايحضره الفقيه " ثم قابله على نسختي العلامة المجلسي ووالده المولى محمد تقي المجلسي، وقرأه على المجلسي فأجازه في آخره بتاريخ غرة جمادى الاولى سنة ١٠٨٨.

(الكواكب المنتثرة - مخطوط، زندگينا علامه مجلسى ٢ / ٨٩)

١٣٩

[٥٦] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه السيد الايد الفاضل الكامل التقي الذكى الامير سيد محمد الحسينى الخلخالي أيده الله تعالى قراء‌ة وتصحيحا وتدقيقا وضبطا في مجالس عديدة [آخرها] ثالث عشر ربيع الاول من شهور سنة ثمان [وثمانين] بعد الالف الهجرية.

فأجزت له زيد توفيقه [أن] يروي عني من مؤلفاتي وغيرها و [آخذ عليه] ما أخذ علي من الاحتياط في النقل [والفتوى]، وألتمس منه أن لاينساني في حياتي وبعد وفاتي.

وكتب [..].

(آخر المجلد الاول من كتاب " بحار الانوار " من كتب السيد المشكاة المهداة إلى المكتبة المركزية بجامعة طهران - رقم ٥٢٧)

[٥٧] بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله خيرة الورى.

أما بعد:

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347