رحلتي من الظلمات إلى النّور

رحلتي من الظلمات إلى النّور12%

رحلتي من الظلمات إلى النّور مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: كتب الأخلاق
الصفحات: 466

رحلتي من الظلمات إلى النّور
  • البداية
  • السابق
  • 466 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 241059 / تحميل: 8322
الحجم الحجم الحجم
رحلتي من الظلمات إلى النّور

رحلتي من الظلمات إلى النّور

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

(٢٢) مولانا على اكبر

علي اكبر قرأ على العلامة مجلسي كتاب " الكافي "، فكتب له انهاء‌ا في الاصول منه في شهر ربيع الاول سنة ١٠٨٠.

٨١

[٣٢] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه المولى الفاضل الصالح الذكي مولانا على اكبر وفقه الله تعالى، سماعا وتصحيحا وضبطا في مجالس آخرها بعض أيام شهر ربيع الاول لسنة ثمانين بعد الالف من الهجرة.

وأجزت له دام تأييده أن يروي ما أخذ عني بأسانيدي المتكثرة المتصلة إلى أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم أجمعين.

وكتب بيمناه الجانية الفانية أحقر عبادالله محمد باقر بن محمد تقي عفي عنهما، حامدا مصليا.

(من كتابات سماحة العلامة السيد ابوالفضل الريحان المدرس السعيدى في يزد)

٨٢

(٢٣) مولانا على نقى

علي نقي بن رمضان علي قرأ على العلامة المجلسي كتاب " تهذيب الاحكام "، فكتب له انهاء‌ا في آخر الجزء الاول منه (كتاب الطهارة) في أواخر جمادى الثانية سنة ١٠٧١.

٨٣

[٣٣] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه المولى التقي الورع مولانا علي نقي أيده الله تعالى سماعا وتحقيقا وضبطا، في مجالس آخرها أواخر شهر جمادى الثانية لسنة احدى وسبعين وألف.

وأجزت له أن يروي عني ما سمعه منى.

نمقه بيمناه الداثرة المفتاق إلى رحمة ربه الغافر ابن محمد تقي محمد باقر عفي عنهما، حامدا مصليا مسلما.

(آخر الجزء الاول من كتاب " تهذيب الاحكام " في مكتبة آية الله المرعشى بقم - رقم ٢٨٨٧)

٨٤

(٢٤) الامير عين العارفين القمى

عين العارفين بن محمد مقيم العلوي الحسينى العاشوري القمي قرأ على العلامة المجلسي جملة من كتب الحديث، منها كتاب " تهذيب الاحكام "، فكتب له انهاء‌ا في آخر كتاب الطهارة منه بتاريخ ١٣ ربيع الاول سنة ١٠٩١، وفي آخر الجزء الاول من كتاب الصلاة بتاريخ ذي القعدة ١٠٩٢، وفي آخر كتاب الصلاة بتاريخ جمادى الاخرة سنة ١٠٩٢، وفي آخر كتاب الصوم بتاريخ ١١ جمادى الاولى سنة ١٠٩٣.

(الفيض القدسى ص ١٠٣، الكواكب المنتثرة - مخطوط، زندگينامه علامه مجلسى ٢ / ٦٥)

٨٥

[٣٤] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه السيد الايد الفاضل الكامل الذكي الامير عين العارفين الحسينى القمي أيده الله تعالى، قراء‌ة وتدقيقا وتصحيحا وضبطا في مجالس عديدة آخرها ثالث عشر شهر ربيع الثاني لسنة احدى وتسعين بعد الالف.

فأجزت له روايته عني بأسانيدي المتصلة إلى أرباب العصمة صلوات الله عليهم وكتب بيمناه الوازرة الداثرة أحقر العباد محمدباقر بن محمد تقي عفي عنهما، حامدا مصليا مسلما.

(آخر كتاب الطهارة من " تهذيب الاحكام " في مكتبة آية الله المرعشى بقم - رقم ٣١٢)

[٣٥] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه السيد الايد الجيد الفاضل الكامل الصالح الفالح الحسيب الحبيب نجل الاكرمين الاميرعين العارفين أيده الله تعالى، قراء‌ة وتصحيحا وتدقيقا في مجالس آخرها بعض أيام ذي القعدة الحرام سنة ١٠٩١.

٨٦

فأجزت له روايته عني بأسانيدي المتصلة إلى أرباب العصمة صلوات الله عليهم وكتب بيمناه الوازرة الداثرة أحقر العباد محمد باقر بن محمد تقي عفي عنهما، حامدا مصليا مسلما.

(آخر الجزء الاول من كتاب الصلاة من نفس النسخة)

[٣٦] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه السيد السند والشريف الامجد والعالم المؤيد جامع الكمالات وحائز قصبات السبق في مضمار السعادات، نجل الاكرمين الامير عين العارفين، وفقه الله سبحانه لاقتفاء آثار آبائه الطاهرين، قراء‌ة وتدقيقا و ضبطا وتحقيقا، في مجالس عديدة آخرها بعض أيام شهر جمادى الاخرة من شهور سنة اثنتين وتسعين بعد الالف الهجرية.

فأجزت له كثرالله أمثاله أن يروي عني كل ما جازت لي اجازته وصحت لي روايته من مؤلفات أصحابنا في فنون العلوم العقلية والنقلية، لاسيما كتب الاخبار المأثورة عن الائمة الاطهار صلوات الله عليهم، بأسانيدي المتكثرة المتصلة إلى مؤلفيها قدس الله أرواحهم: (فمنها) ما أخبرنى عدة من الافاضل الكرام: منهم والدي العلامة نور الله ضرائحهم، عن شيخ الاسلام والمسلمين بهاء الملة والدين، عن والده الشيخ حسين ابن عبدالصمد الحارثى العاملي طيب الله روحهما، عن الشيخ السعيد الشهيد زين الملة والدين الشهير بالشهيد الثاني رفع الله درجته - إلى آخر ما ذكره في اجازته الكبيرة المعروفة التي أجاز بها الشيخ حسين المتقدم ذكرهقدس‌سره .

٨٧

(ومنها) ما أخبرني العدة المتقدم ذكرهم أعظم الله أجرهم، عن المولى العالم المدقق الورع التقي مولانا عبدالله [بن] الحسين التستري طيب الله روحه، عن الشيخ نعمة الله بن احمد بن محمد بن خاتون العاملى، عن أبيه احمد، عن جده محمد نور الله مراقدهم، عن الشيخ جمال الدين احمد بن الحاج علي العيناثي، عن الشيخ زين الدين جعفر بن الحسام، عن السيد الاجل الحسن بن أيوب الشهير بابن نجم الدين، عن أفضل العلماء المتبحرين الشيخ الشهيد شمس الدين محمد بن مكي شكر الله مساعيهم الجميلة - إلى آخر اجازته المشهورة.

(ومنها) ما أخبرني الشيخ الجليل عبدالله بن الشيخ جابر العامليقدس‌سره ، عن المولى الفاضل المحدث مولانا درويش محمد بن الشيخ حسن النطنزي جد والدي من قبل أمه طيب الله تربته، عن الشيخ المحقق مروج المذهب نور الدين علي بن عبدالعالي الكركي نور الله مرقده، عن الشيخ نور الدين علي بن هلال الجزائري، عن الشيخ جمال الدين احمد بن فهد الحلي، عن الشيخ علي بن الخازن الحائري والشيخ علي بن عبدالحميد النيلي، عن الشيخ الشهيد محمد بن مكي بروايته [طيب الله] مضاجعهم - إلى آخر الاسانيد المعروفة في الاجازات المشهورة.

فليرو دام تأييده هذا الكتاب وغيره بتلك الاسانيد وغيرها، مراعيا لشرائط الرواية، داعيا لي ولمشايخي في مآن الاجابة.

وكتب بيمناه الجانية الفانية أفقر العباد إلى عفو ربه الغني محمد باقر بن محمد تقي عفى الله عن جرائمهما وحشرهما مع مواليهما.

والحمدلله أولا وآخرا، وصلى الله على سيد المرسلين محمد وعترته الاكرمين.

(آخر كتاب الصلاة من النسخة الذكورة)

٨٨

[٣٧] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه السيد الايد الحسيب النسيب اللبيب الاريب الفاضل الكامل المتوقد الذكي جامع فنون [الكمالات] حائز قصب السبق في مضامير السعادات الاخ الوفي الامير عين العارفين العلوي القمي، جعله الله سبحانه مقتفيا لاثار أجداده الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، قراء‌ة وتدقيقا وضبطا وتصحيحا في مجالس عديدة آخرها الحادي والعشرون من شهر جمادي الاولى من شهور سنة ثلاث وتسعين وألف من الهجرة المقدسة.

ثم استجازني فاستخرت الله سبحانه وأجزت له أن يروي عني كل ما صح لي روايته و [..] لي اجازته، لاسيما كتب الاخبار المأثورة عن الائمة الاطهار صلوات الله عليهم أجمعين بأسانيدي المتكثرة المتصلة اليهم سلام الله عليهم، آخذا عليه ما أخذ علي من ملازمة التقوى والاحتياط التام في النقل والفتوى، فان المفتي على شفير جهنم.

ملتمسا منه أن لاينساني في حياتي وبعد وفاتي في أعقاب صلواته وسائر مظان اجابة دعواته.

وكتب بيمناه الوازرة الداثرة [أفقر] العباد إلى عفو ربه الغني محمد باقر بن محمد تقي عفي عنهما، حامدا مصليا مسلما.

(آخر كتاب الصوم من " تهذيب الاحكام " في مكتبة آية الله المرعشى بقم - رقم ٢٢٩)

٨٩

٩٠

(٢٥) المولى فضل على بيك

فضل علي بيك قرأ على العلامة المجلسي المجلد الثاني من كتاب " بحار الانوار "، فكتب له انهاء‌ا في آخره بتاريخ ١٢ جمادى الاولى [سنة ١٠٨٤؟].

ولعل هذا هو فضل علي بن شاهوردي بيك بن خلف التوشمال باشي صاحب كتاب " الاوفى " وغيره من المؤلفات.

(زندگينامه علامه مجلسى ٢ / ٦٧، فهرس مخطوطات مكتبة آية الله المرعشى ١ / ٢٥٨)

٩١

[٣٨] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه الاخ في الله المبتغي لمرضاته تعالى المولى الفاضل الباذل الذكي فضل علي بيك جعل الله تعالى أخراه خيرا من أولاه، سماعا وتصحيحا وتدقيقا، في مجالس عديدة آخرها ثاني عشر شهر جمادى الاولى [..].

فأجزت له دام تأييده رواية عني.

وكتب مؤلفه الحقير، حامدا مصليا مسلما.

(آخر المجلد الثانى من كتاب " بحار الانوار " في مكتبة آية الله المرعشى بقم - رقم ٥٣٢)

٩٢

(٢٦) مولانا محمد الاصبهان

محمد الاصبهاني قرأ على العلامة المجلسي بعض المجلدات كتاب " بحار الانوار "، فكتب له انهاء‌ا في هامش صفحة من المجلد الثامن عشر منه في أواسط شهر شعبان سنة ١١٠٠.

٩٣

[٣٩] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه المولى الفاضل الصالح الفالح التقي الذكي الالمعي مولانا محمد الاصبهاني وفقه الله تعالى، سماعا وتصحيحا وضبطا، في مجالس آخرها أواسط شهر شعبان المعظم من سنة ١١٠٠.

وكتب مؤلفه الحقير بيده الجانية الفانية، حامدا مصليا مسلما.

(هامش صفحة من المجلد الثامن عشر من كتاب " بحار الانوار " عند سماحة العلامة السيد عبداللطيف الكوهكمرى بقم)

٩٤

(٢٧) بهاء الدين محمد الجيلى

محمد الجيلي، بهاء الدين قرأ جملة من كتب الاخبار والتفسير والفقه والدعاء على العلامة المجلسي، ومن جملة ما قرأ عليه كتاب " تهذيب الاحكام " فكتب له انهاء‌ا في آخر كتاب الصلاة منه في أواسط شهر ذي القعدة سنة ١٠٧٢ وفي أواخره في رابع جمادى الثانية سنة ١٠٧٥.

وقرأ عليه أيضا كتاب " الكافي " فكتب له انهاء‌ا في آخر كتاب العقل والتوحيد منه في ١٦ شوال سنة ١٠٧٤ وفي آخر كتاب الحجة في ٢٦ صفر سنة ١٠٧٦ وأجازه في آخر كتاب العشرة منه في سابع ذي الحجة ١٠٧٧.

ولعله متفق مع المولى محمد بن أبي الفتح الجيلي المجاز من المجلسي أيضا في سنة ١٠٩٩.

(الكواكب المنتثرة - مخطوط، زندگينامه علامه مجلسى ٢ / ٧٥)

٩٥

[٤٠] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه المولى الفاضل الكامل الورع الذكي الشيخ بهاء الدين محمد الجيلي أيده الله تعالى، سماعا وتحقيقا وضبطا في مجالس آخرها أواسط شهر ذي القعدة الحرام لسنة اثنتين وسبعين وألف.

وأجزت له دام تأييده أن يروي عني ما أخذه مني بأسانيدي المتصلة إلى أرباب العصمة سلام الله عليهم.

كتبه بيمناه الجانية أحقر العباد محمد باقر بن محمد تقي عفي عنهما.

(آخر كتاب الصلاة من " تهذيب الاحكام " في مكتبة آية الله المرعشى بقم - رقم ٦٠١٠)

[٤١] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه المولى الفاضل الصالح التقي الزكي مولانا الشيخ بهاء الدين محمد الجيلي أيده الله تعالى، سماعا وتصحيحا وضبطا في مجالس آخرها رابع شهر جمادى الثانية من شهور سنة خمس وسبعين بعد الالف من الهجرة المقدسة.

٩٦

وأجزت له زيد توفيقه أن يروي عني جميع الكتب الاربعة المشهورة المتواترة من مؤلفيها المشايخ الاجلاء محمد بن يعقوب الكليني وأبي جعفر محمد [بن علي] ابن الحسين [بن] بابويه والشيخ محمد بن الحسن الطوسي رضوان الله عليهم، بأسانيدي المتكثرة المتصلة اليهمرحمهم‌الله ، آخذا عليه ما أخذ علي من سلوك سبيل الاحتياط الذي لايضل سالكه ولايظلم مسالكه.

وكتب بيمناه الجانية الفانية الخاطئ الخاسر ابن محمد تقي محمد باقر عفي عنهما، حامدا مصليا مسلما.

(أواخر كتاب " تهذيب الاحكام " من نسخة كانت عند شيخ الاسلام الزنجانى كما كتبه إلى السيد عبدالحجة البلاغى بخطه المصور في كتاب " گلزار حجة بلاغى ")

[٤٢] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه المولى الفاضل التقي الذكي الالمعي الشيخ بهاء الدين محمد الجيلي أيده الله تعالى قراء‌ة وتصحيحا وضبطا في مجالس آخرها سادس عشر شهر شوال من شهور سنة أربع وسبعين بعد الالف من الهجرة.

وكتب الخاطئ الخاسر ابن محمد تقي محمد باقر عفي عنهما بالنبي وآله المقدسين.

(آخر كتاب العقل والتوحيد من " الكافى " في مكتبة آية الله المرعش بقم - رقم ٥٧٣٣)

٩٧

[٤٣] بسم الله الرحمن الرحيم أنها المولى الفاضل الصالح البارع التقي الذكي الشيخ بهاء الدين محمد الجيلي وفقه الله تعالى قراء‌ة وتحقيقا وتصحيحا وضبطا في مجالس آخرها السادس والعشرون من شهر صفر من شهور سنة ست وسبعين بعد الالف من الهجرة المقدسة، وأجزت له دام تأييده أن يروي عني مايصح لي روايته بأسانيدي المتكثرة المتصلة إلى أصحاب العصمة صلوات الله عليهم.

وكتب بيمناه الجانية الفانية أحقر عبادالله الغني محمد باقر بن محمد تقي عفي عنهما، حامدا مصليا مسلما.

(آخر كتاب الحجة من " الكافى " من نفس النسخة)

[٤٤] بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله وسلام على عباده الذين اصطفى.

أما بعد: فقد قرأ علي المولى الفاضل الكامل الذكي البهي الالعمي الشيخ بهاء الدين محمد الجيلي أيده الله تعالى شطرا وافيا من هذا الكتاب وغيره من كتب الاخبار والتفسير والفقه والدعاء، فاستجازني دام توفيقه، فأجزت له بعد الاستخارة أن يروي عني كل ما صحت لي اجازته وروايتة بأسانيدي المتكثرة المتصلة إلى مؤلفيها رضوان الله عليهم، وقد أوردتها في المجلد الخامس والعشرين من " بحار الانوار "، ولنذكر

٩٨

هنا من طرقي الجمة إلى الكتب الاربعة التي عليها المدار في تلك الاعصار أشرفها وأوثقها وأعلاها، وهو ما أخبرني به عدة من العلماء الاعلام وجماعة من الافاضل الكرام: منهم والدي العلامة الذي وفقه الله لتجديد ما اندرس من آثار الدين وترويج ما كسد من أخبار الائمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، بحق روايتهم قدس الله أرواحهم عن شيخ الاسلام والمسلمين بهاء الملة والحق والدين محمد العاملي، عن والده الجليل الشيخ حسين بن عبدالصمد، عن الشيخ السعيد الشهيد زين الدين [بن] علي بن أحمد الشامي، عن شيخه الاجل نور الدين علي بن عبدالعالي الميسي، عن الشيخ شمس الدين محمد بن المؤذن الجزيني، عن الشيخ ضياء الدين علي، عن والده الوحيد السعيد الشهيد محمد بن مكي، عن الشيخ فخر الدين ابى طالب محمد، عن والده آية الله في العالمين جمال الملة والحق والدين الحسن بن يوسف بن المطهر، عن والده، عن شيخه نجم الملة والدين أبى القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد، عن السيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي، عن الشيخ ابى الفضل شاذان ابن جبرئيل القمي، عن الشيخ العماد أبى جعفر محمد بن ابى القاسم الطبري، عن الشيخ ابى علي الحسن، عن والده شيخ الطائفة المحقة ورئيسها ابى جعفر محمد ابن الحسن الطوسي، عن الشيخ الامام المفيد محمد بن محمد بن النعمان، عن الشيخ ابى القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن الشيخ الجليل ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني قدس الله أرواحهم جميعا وشكر مساعيهم.

وبالاسناد المتقدم عن المفيد، عن الشيخ الصدوق الفقيه ابى جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي نور الله ضريحه.

فليرو عني الاخ الفاضل كل ما صحت لي روايته من مصنفات هؤلاء المشايخ

٩٩

المذكورينرضي‌الله‌عنهم وغيرهم من مؤلفى الخاصة والعامة بتلك الاسانيد وغيرها مما هو مثبت في اجازات الشهيدين والعلامة وغيرهم رحمة الله عليهم.

وليرو عني أيضا كل ما أفرغته في قالب التصنيف ونظمته في سلك التأليف من كتاب " بحار الانوار " وكتاب " مرآة العقول " وكتاب " الفوائد الطريفة " وكتاب " ملاذ الخيار " وكتاب " عين الحياة " وغيرها من رسائلي وتعليقاتي، وأخذت عليه دام فضله ما أخذ علي من ملازمة الطاعة والتقوى والاحتياط التام في النقل والفتوى ومراعاة الاخلاص في تحصيل العلم والعمل ومجانبة المراء والجدل، وألتمس منه أن لاينساني حيا وميتا.

وكتب بيمناه الجانية الفانية أفقر عبادالله إلى رحمة ربه الغني محمد باقر بن محمد تقي عفي عنهما في سابع شهر ذي الحجة الحرام من شهور سنة سبع وسبعين بعد الالف من الهجرة النبوية على هاجرها وآله ألف ألف صلاة وتحية.

(آخر كتاب العشرة من " الكافى " من نفس النسخة)

١٠٠

محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله مصدر الفضائل

وفاء النبي

كان الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله من حيث الوفاء ، لا ينسىٰ احداً قدم له خدمة ، الىٰ آخر لحظة في حياته ، فحليمة السعدية التي كانت مرضعته في الصغر ، كان كلما رآها يناديها يا اماه ، ويحسن اليها قدر استطاعته.

وفي معركة بدر أسر المسلمون مجموعة من المشركين ، وبأمر من الله سبحانه وتعالىٰ تقرر ان يدفع كل اسير فدية لكي يتحرر ، وكان من بين الاسرىٰ ، ابو العاص بن ربيع ، زوج ابنة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله زينب ، وكان قد تزوجها في مكة قبل البعثة ، كانت زينب في مكة ، فعلمت بحكم الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقامت بأعداد فدية لتحرير زوجها أبي العاص ، وارسلتها بيد رجل الىٰ المدينة ، ومن جملة أموال الفدية كانت هناك قلادة لاُمّها خديجةعليها‌السلام اهدتها إليها ليلة زفافها.

وصل الرجل الىٰ المدينة ، فدخل علىٰ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقدم فدية ابي العاص الىٰ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فما ان رأىٰ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قلادة خديجة بين تلك الاموال ، حتىٰ تأثر كثيراً وتذكر حب خديجة واخلاصها ، فانهال من عينيه الدمع.

أجل ، تذكر النبي ان هذه القلادة تعود لخديجة ، تلك الزوجة التي بذلت جميع أموالها في سبيل أهدافه السامية ، تلك الزوجة التي تحملت لوم نساء

١٠١

العرب لحبها اياه ، خديجة تلك الوفية التي وقفت الىٰ جانبه ونصرته في جميع المواقف والابتلاءات ، فكم من ايام الصيف الحارّة التي كان الرسول يأوي فيها الىٰ الصحراء أو الىٰ جبال مكة من شدة الجراحات التي كانت تصيبه من جراء الرمي بالحجارة ، فكانت خديجةعليها‌السلام تحمل كوزاً من الماء وتبحث عنه بين الاحجار أو كثبان الرمل وهي تناديه بصوتها الحنون « حبيبي محمد » ثم تأتي به بكل عطف الىٰ البيت.

والآن ، يرىٰ رسول الله قلادة خديجة تلك امامه ، اذن من حق الرسول ان يتأثر ويذرف الدمع ، فهذا التأثر وذلك الدمع يعبر عن وفاءه ، صحيح انها رحلت إلّا انَّ حبّها لا يزال ثابت في قلب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لقد رحلت خديجة الّا انَّ خدماتها للاسلام ورسوله لا زالت باقية في التاريخ.

النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله معلم الاخلاق

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مثالاً واُسوة في الاخلاق في حياته بين اولئك الناس الخشنين والبعيدين عن أي خلق اجتماعي. فلم يشتم احد علىٰ مدىٰ عمره ، ولم يأذي احداً بكلمة جارحة ، فكان مجلسه علىٰ شكل دائرة كي لا يمتاز احد عن الآخرين ، ولا يجعل للمجلس صدر وذيل ، حتىٰ ركبتيه كانتا عندما يجلس بمستوىٰ ركب الآخرين ، أو في بعض الاحيان متأخرة عنهم بعض الشيء ! ولم يكن يرتب هيئته أو محاسنه أو ملابسه في حضور الآخرين.

ولم يكن يمدّ رجليه في مجلس ، ولم يكن يأكل بشكل يؤدي الىٰ تنفر

١٠٢

الآخرين من الطعام ، ولم يحدد يوماً مكاناً له في مجلس ، حتىٰ انه كان ينهىٰ اصحابه عن ذلك.

وكان يجلس اين ما وجد مكاناً خالياً ، وكان اذا جلس مع أحد لا ينهض حتىٰ ينهض ذلك الشخص ، لا يقهقه اذا ضحك ، يحترم الشيوخ والطاعنين في السنّ بما يناسب مكانتهم ، وينظر بعطف الىٰ الصغار ، لا يقطع كلام أحد ، وهو ايضاً لا يتكلم الّا عند الضرورة ، لا يجادل في الحديث ، ولا يلوم احد لعيب فيه ، بل كان يوصيه برفع ذلك العيب علىٰ انفراد ، واذا كان في مجلس وقاموا بعمل يؤذيه ، كان يتغافل عنه ، لا يتكأ علىٰ شيء عند جلوسه ، يحترم الاشراف والكبار ، ينقل عبد الملك بن هشام في كتاب « السيرة » : عندما جاء المسلمون باسرىٰ قبيلة طي الىٰ المدينة ، كانت بينهم ابنة حاتم الطائي ، فقالت له : يامحمد ، هلك الوالد وغاب الوافد.

كان ذلك في اليوم الأول الذي التقته فيه ، لكنها لم تسمع جواباً منه ، فستيأست من النتيجة ، وفي ثالث يوم حيث التقته ، لم تكن تريد الكلام ، لانها لم تجد كلامها مؤثراً ، لكن الامام علي أمير المؤمنينعليه‌السلام اشار اليها بتكراره ، فقالت وللمرّة الثالثة : هلك الوالد وغاب الوافد.

فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كنت سمعت كلامك وحررتك ، لكني انتظرت قافلة اطمئن اليها كي اودعك معها حتىٰ تعودي الىٰ موطنك ، فعلمت ابنة حاتم الطائي انها نالت العفو منذ اليوم الأول ، وعدم اعطاء الجواب كانت انتظاراً للقافلة تردّها الىٰ موطنها.

١٠٣

تواضع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

رغم جميع تلك القوة والسلطة التي كانت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقد كان متواضعاً مع الناس ، ومع ان قوته كان ترهب الدول العظمىٰ آنذاك ، لكنه كان يسبق الآخرين في السلام ، فلم يرىٰ طول حياته ان يسبقه احد في السلام ( حتىٰ الاطفال ) ، واذا كان ذبح شاة ، كان يذبحها بيده ، وكثيراً ما كان يحدث ان يدعوه الفقراء الذين كانوا يفترشون الارض الىٰ ان يجلس ويأكل معهم ـ وهو في طريقه ـ فكانصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو القائد العظيم ورسول رب العالمين ، يجلس علىٰ الارض الى جانبهم بكل سرور ، ويأكل معهم ، كان يقبل بدعوة غلام اسود لأكل قرص شعير ، ويساعد اهل بيته في ادارة الرحىٰ ، وكان يحلب النعجة بيده ، ويرقع ثوبه أو نعله وعندما كان متجهاً الىٰ حرب خيبر كان يركب حماراً ، لجامه وسرجه من ليف النخل ، وكان ذلك يعبر عن التواضع في ذلك الزمان ، وفي احدىٰ المرّات كل رجلاً يحدثه ويرتجف ، فتألم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من ذلك كثيراً ، وقال له : لماذا تخاف منّي ؟! فأنا لست ملكاً ، انا نبي.

أي انّ الناس يخافون عندما يقفون امام ملوك وجبابرة الارض ، لكن يجب ان لا يخافون من الانبياء والرجال الربانيون ، لأنهم مع قوتهم ، يحبون للناس الحياة.

وعندما دخل عليه عدي بن حاتم قبل ان يسلم ، اجلسه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله علىٰ ردائه وجلس هو علىٰ الارض وهناك نماذج كثيرة علىٰ تواضع رسول الاسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله في حياته ، تجعل القارىء والمشاهد في غاية الحيرة ، أوليس من العجب ان رجلاً يسيطر علىٰ الجزيرة العربية ، وفي قبضته حياة وأموال اهلها ،

١٠٤

يذهب بعد كل صلاة صبح الىٰ طريق ينتهي بأحد آبار الماء ، حتىٰ تأتي النساء اللاتي لهن اطفال صغار ، فيضعن اطفالهن عند الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله والرسول يداعبهم ويلاعبهم حتىٰ تنتهي امهاتهم من سحب الماء من البئر ؟!

جود النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وكرمه

كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله معروفاً بين جميع العرب بجوده وكرمه ، فبالاضافة الىٰ ان بني هاشم معروفين بالسخاء والكرم ، الّا ان الناس ، كانت تنظر بعين اخرىٰ الىٰ الرسول الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويميزونه بالايثار.

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقدم الآخرين على نفسه في الحياة ، وكان يعطي الفقراء من الأكل واللبس الذي يحتاجه هو ، كان يبقىٰ جائعاً لفترات طويلة كي يشبع الآخرين ، وكان يرقع ملابسه لكي العراة قميصاً جديداً ، فلم يسأله احد ورجع مأيوساً ، ولم يأته صاحب حاجة ورجع بيد فارغة.

ولم يكن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله يحلّ مشاكل الناس المالية فقط ، بل كان يسعىٰ في حلّ كل مشكلة يواجهونها.

قضاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

ينقل لنا التاريخ :

جاء رجل ثري من المسلمين يوماً الىٰ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فرآه يرتدي قميصاً مرقعاً ، فأهدىٰ للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله اثنا عشر درهماً يشتري بها قميصاً له ، فأعطاها النبي

١٠٥

لعليعليه‌السلام كي يشتري له قميصاً ، ذهب أمير المؤمنينعليه‌السلام الى سوق واشترىٰ قميصاً من القطن ناعماً بالدراهم ، وجاء به الىٰ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، نظر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الىٰ القميص وتلمس نعومته ، وقال : يا علي ! لا يليق بي ان ألبس هذا القميص الناعم والثمين ، لأنني أمير قوم لا يملك بعضهم الّا قميصاً مرقّعاً ، خذ القميص واذهب للسوق وأقل المعاملة(١) .

فأخذ الامام عليعليه‌السلام القميص الىٰ السوق وأقال المعاملة وجاء بالاثني عشر درهماً فقدمها للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فذهب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مع عليعليه‌السلام الىٰ السوق لكي يشتري قميصاً اقل ثمناً من ذلك ، وفي الطريق شاهد جارية تبكي تذرف الدمع ، وتجول في الطريق تبحث في الارض ، لكنها تزداد في كل لحظة حزناً ، فما أن رأىٰ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك حتىٰ توقفت قدماه عن السير ، فتقدّم إليها وقال لها بعد السلام : ماذا يبكيك وعن اي شيء تبحثين ؟

لم يكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يستطيع ان يرىٰ الجارية تبكي ، لذلك سألها عن سبب بكاءها كي يساعدها في حلّ مشكلتها ، فهل كان الرسول يستطيع المرور منها وهي تبكي دون ان يسأل عن حالها ؟! طبعاً لا.

ولماذا هناك صنف من الناس ، لا يتأثرون من رؤية افجع المشاهد ، ولا يهمهم ان يروا معاقاً ، أو مريضاً ، أو مظلوماً ، أو يتيماً ، أو عرياناً الخ ،

________________

(١) والاقالة ، عبارة عن : اذا ندم المشتري او البائع من المعاملة التي تمت وارجع الاخر لفسخها ، فاذا كانت البضاعة التي تعاملوا عليها خالية من العيب ، يستحب في الاسلام ان يقبل الطرف الذي رجع اليه الفسخ.

١٠٦

مثل هؤلاء الناس يجب ان يشك في انسانيتهم.

والغريب ان البعض الآخر لا يتأثر فقط بمشاهدة احزان الناس وآلامهم ، بل يلتذ من ذلك احياناً ، وهؤلاء ممن ينظرون الىٰ البشرية علىٰ انها مجموعة من الاعداء ، يجب ان تنهش بعضها.

اما النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فكان يتألم اذا راىٰ شخصاً محروماً او يعاني من مشكلة ، لذلك فما ان رأىٰ الجارية تبكي حتىٰ سألها عن سبب بكاءها.

رفعت الجارية رأسها ، ونظرت الىٰ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من خلف سحب الدموع ، وردتعليه‌السلام ، ثم قالت يا رسول الله :

ارسلتني سيدتي بأربعة دراهم كي اشتري بها لحماً ، وقد ضيعتها ، فبحثت عنها كثيراً في الطريق لكني لم اجدها.

فقدّم لها الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله مباشرة اربعة دراهم من تلك الدراهم الاثني عشر ، واتجه من جديد الىٰ السوق ، فرأىٰ في الطريق رجلاً فقيراً يرتدي قميصاً بالياً.

جاء الرجل الىٰ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : يا رسول الله ! قميصي ممزّق ولا يستر جسدي.

فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : تعال معي الىٰ السوق حتىٰ اشتري لك قميصاً ، فذهب الرجل مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الىٰ السوق. فأشترىٰ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بالدراهم الباقية قميصين كل واحد منهما بأربعة دراهم ، فأخذ هو واحداً واعطىٰ الآخر للمسكين ، وتوجه هو الىٰ البيت ، وفي الطريق وجد تلك الجارية بيدها اللحم وهي تبكي ايضاً ، فسألها من جديد عن سبب بكائها ، فقالت : لقد طال خروجي

١٠٧

من البيت واذا رجعت ستعاقبني سيدتي.

فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : تعالي معي لأشفع لك عند سيدتك ، فمشت الجارية خلف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتىٰ وصلوا الىٰ البيت ، طرق الباب ، وسلمّ علىٰ أهل الدار ، فلم يسمع جواباً وللمرّة الثالثة سلّم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فردّت عليه سيدة من داخل البيت ، ثم قالت : ما الذي أوجب ان تأتي يا رسول الله الىٰ دارنا ؟

فقال رسول الله : جئت لاشفع لهذه الجارية عندك ، فلا تعاقبيها.

فقالت المرأة : سوف ان اُعاقبها فقط بشارة بمقدمك الىٰ دارنا ، بل أهبها إليك يا رسول الله.

أمّا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وبعد ان شكر المرأة ، قال للجارية : وانا اعتقك في سبيل الله ، ثم التفت الىٰ عليعليه‌السلام وقال : ما أكثر بركة هذه الدراهم الاثني عشر ، لانها كست عريانين واعتقت جارية.

اجل ، فهذه سيرة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في حياته ، لم يكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يبذل امواله فقط من أجل المحرومين والمستضعفين ، بل كان يبذل كل ما في جهده لحلّ مشاكل الآخرين ، لأنه كان لايطيق ان يرىٰ شخصاً يتألم ولا يشاركه هو آلامه.

هذه النماذج صغيرة لبعض صفات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولو اردنا ان نعدّ جميع فضائله فان اطنان من الورق لا تستوعب جانباً منها.

١٠٨

اصدقائي الاعزاء !

كيف تفكرون انتم بحق مثل هذا الرجل ؟! فلو ان احداً وقف امام مثل هذا الرجل بجميع تلك الفضائل والملكات الاخلاقية التي تفوق تصور البشر ، ماذا عساه ان يفعل ، محباً كان أو مبغضاً ، وصديقاً كان ام عدواً ؟!

ألم يكن أهل الجزيرة العربية محقّون ـ وهم في جهلهم ـ أن يضعوا أرواحهم على أكفَّهُم أمام هذا الرجل ومن أجل بلوغ اهدافه السامية ؟!

أليست هذه الملكات الفاضلة في شخص لم يدرس جملة واحدة علىٰ مدىٰ حياته ولم يتصل بأي من العلماء ، ذلك الرجل الذي عاش في وحل الجزيرة العربية بين ناس لا يعرفون الّا سفك الدماء والنهب ووأد البنات ، وبشكل عام بعيدون عن الانسانية تماماً ، اكبر دليل على حقانيته ؟!

أليس ذلك دليلاً علىٰ صدق كلامه ، الذي يعتبر الله معلمه الوحيد في الحياة. فيقول :

« ادبني ربي فأحسن تأديبي ».

ألا يمكن وبعد مشاهدة تلك التصرفات الاخلاقية في ذلك الرجل ، ان نقول ، ان هذا الرجل ، الهي ، سماوي ، رجل الحق ، والمرسل من قبل الله ؟!

الاصدقاء جميعهم : الحق ما تقوله ، لأنه لم يسبق في تاريخ الانسانية لرجل ان يجمع تلك الصفات والملكات الاخلاقية دون ان يتأثر بالبيئة التي عاش فيها !

الشيخ : والآن اترككم لتحكموا بانفسكم ، هل المعجزات اكثر تأثيراً من

١٠٩

هذا الاسلوب الاخلاقي في تسخير قلوب الناس ؟!

العقيد : أيُّها العمّ ! لقد اقنعتنا منذ بداية كلامك حين قلت : اذا كان نفوذ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في قلوب الناس يعود للمعجزات التي أظهرها لهم ، لكان تقدم الاسلام في مكة قبل المدينة واكثر منها. طبعاً استفدنا كثيراً من الدلائل التي اوردتها في بيان الاسلوب والنهج الاخلاقي الذي اتبعه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مع الناس الذين كانوا فاقدين للصفات الانسانية ، وقد وجدت كلامك مطابقاً لأحدىٰ آيات القرآن الكريم ، حيث يقول :

( وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) (١) .

لأن الله تبارك وتعالىٰ تحدث في هذه العبارة المختصرة والبليغة عن سرّ نفوذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في قلوب الناس آنذاك ، وذلك السرّ هو النهج الاخلاقي الذي اتبعه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وليست المعجزات التي اظهرها.

الطالب الجامعي ( حسن ) : اللعنة علىٰ اولئك الذين ينشرون اباطيلهم كالطاعون في بلادنا ، خاصة بين الشباب والمثقفين ، في حين ان كلامهم ما هو إلّا تُهم وافتراءات وشبهات ، ليبعدوا الناس من الاسلام الذي جاء لسعادة الانسان والمجتمع. والكثير من امثالي ، أمّا غير مطلعين علىٰ العقائد الدينية تماماً ، أو ان اطلاعهم محصور بتلك المواضيع التي تعلموها في الصغر من آبائهم وامهاتهم ، وبالاضافة الىٰ جهلهم بالاسلام ، فهم غير مستعدين لدراسة القضايا الاصولية والعلمية في الاسلام ، أو حتىٰ السؤال من الاشخاص الذين يمتلكون معلومات كافية في هذا المجال ، لكي يسمعوا الجواب المناسب.

________________

(١) سورة آل عمران : ١٥٩.

١١٠

أصدقائي ، الحقيقة انني وقبل كلام هذا العمَّ الفاضل ، كنت اوافق سيادة العميد الرأي بأن نفوذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في الناس بالماضي هو بسبب المعجزات التي أتىٰ بها ، وكما تعلمون فالعلم اليوم لا يصدق المعجزة او اي شيء خارج عن العلل والعوامل الطبيعية ، وذلك كله بسبب شائعات يلقيها اناس مغرضون في المجتمع وبين الشباب خاصةً ، لكني اشكر الله الذي وفقني في هذه السفرة ، لان التقي بهدا الرجل العالم والاستماع الىٰ كلامه ، فعلمت وتيقنت ان نفوذ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في قلوب الناس ، هو واحدة من اكبر الادلة علىٰ نبوته.

حقيبة الدكتور فارغة

واضاف حسن : لكن ومن اجل مزيد الاستفادة ، نرجوا منه ان يتحدث عن المعجزات من زاوية العلوم العصرية ، من اجل ان تحل ـ لربّما ـ هذه القضية بالنسبة لنا أيضاً.

الاصدقاء جميعهم : موافقون.

الدكتور : أيُّها السادة ، ألم تفكروا بالشيخ الذي يتكلم منذ ساعات ، انصفونا قليلاً ، دعونا نأخذ استراحة ونغير جواً ، فمن جاء معه بفاكهة او حلويات. عليه ان يخرجها !

العقيد : دكتور ! يظهر من كلامك انك تعبت ، وتريد ان تأكل ما جلبه الاصدقاء معهم الىٰ طهران ، وتجعلهم يرجعون الىٰ بيوتهم بأيد خالية مثلك ، عند ذاك سيواجهون عصيَّ نساءهم.

١١١

حسن : دكتور ، تريد ان توقعنا في فخَّ ، لكن اطمئن حيلتك لم تنطلي علينا ، وقد نبّهنا العقيد اليها ، وحقك لا نحن تعبون ولا نعطيك من فاكهتنا ولا حلوياتنا.

الدكتور : وبعد ضحكة طويلة ، أقسم انني لست تعباً ولا اُريد اكل شيء ، بل رأفة بهذا الشيخ.

الشيخ : ارجوك يا دكتور دعني وشأني ولا تجعلني سلَّماً الىٰ فاكهتهم وحلوياتهم !

فأنفجر الجميع بالضحك.

الدكتور : عجيبة هذه الشلَّة التي اجتمعت معها ، أيُّها الشيخ ! كان املي الوحيد فيك من بينهم جميعاً ، فلماذا اصبحت معهم ؟! لذلك ومن اجل الدفاع عن نفسي ، سأضطر لان اكون اول من يفتح حقيبته ، لكي تعلموا ان حقيبتي ليست خالية ، ولكن عليكم ان تخرجوا كل ما لديكم.

وبعد تلك العبارة ، نهض الجميع الىٰ حقائبهم ، وارتفع صوت الحقائب وهي تفتح ، لكن وبعد ثوان اتّضح ان حقيبة الدكتور فارغة ، فلا حلويات ولا فاكهة ، وهو أيضاً بهت من ذلك ، فلا يجد شيئاً كلما بحث اكثر في زوايا الحقيبة ، وفجأة ارتفع صوت الجميع بالضحك.

العقيد : دكتور ، الظاهر ان ظنّي كان في محله ، أم ان فاكهتك وحلوياتك غيبية ، لا تراها اعين ابناء الحلال.

الدكتور وهو ضاحكاً : سيادة العقيد ، اللعنة علىٰ ذلك الخادم !

١١٢

اقسم ، انني البارحة كنت في منزل مضيفي ، فأوصىٰ خادمه بأن يذهب للسوق ويشتري لي كيلو من الحلويات وثلاثة كيلوات من انواع الفاكهة ، لأزيل بها مشقّة السفر.

وقد ذهب الخادم ، ثم جاء بعد ساعة وسمعت صوت حقيبتي تفتح ، لذلك كنت مطمئناً الىٰ انني احمل معي حلويات وفاكهة ، والان علمت ان ذلك الخادم فعل فعلته معي ، لانه من جهة انزل النقود في جيبه ومن جهة اُخرىٰ اخجلني امامكم ، لذلك اُقدّم اعتذاري.

في النهاية ، بدأوا يأكلون الحلويات والفاكهة التي جاء بها باقي الاصدقاء ، وقضوا فترة من الوقت علىٰ ذلك.

١١٣

المعجزة برأي العلماء والعلوم العصرية*

حسن : أيُّها العمّ ، أرجوا ان تبدأ البحث الذي وعدتنا ايّاه ، أي المعجزات برأي العلماء والعلوم العصرية.

الشيخ : بديهي أفضل دليلاً علىٰ امكان الشيء وجوده العيني ( الموضوعي ) ، ومع ان اغلب الحقائق الموجودة في العالم لها اسباب وعلل طبيعية ، لكنه لا احد ينكر انه رأىٰ في حياته أموراً غير عادية لا تنسجم والاسباب الطبيعية ، لربما تكونون قد شاهدتم بعض المرضىٰ الذين خضعوا للعلاج العلمي بأشراف اشهر الاخصائيين في الطب ، إلّا انهم لم يصلوا الىٰ نتيجة فقط ، بل سمعوا اجوبة تبعث علىٰ اليأس بصراحة من اطبائهم ، لكن هؤلاء الاشخاص ، شفوا من خلال تحول معنوي دفعة واحدة ، وهذه الحقائق الخارجية كثيرة بحيث لا يستطيع أي شخص انكارها ، ومن تلك الامراض ، العمىٰ الولادي والمعاقون الذين نشاهد ونسمع شفاءهم علىٰ الاقل مرّة أو مرتين في السنة ، في احدىٰ مشاهدة الائمةعليهم‌السلام او سائر المشاهد واماكن الزيارة.

وقبل ان أتناول البحث العلمي في هذا المجال ، سأذكر لكم نماذج علىٰ

________________

(*) على الرغم من أن موضوع المعجزات ، أحد أهم المسائل والمشاكل الدينية المعاصرة ، لكننا طرحنا الموضوع من جهة كونه مورد استناد جميع الأديان الالهية والأنبياء الكرامعليهم‌السلام وهدفنا منه هو اثبات وجود المعجزة فقط.

١١٤

ما قلته وشاهده مئات الناس وله أدلة قطعية.

الاعمىٰ الذي أبصر

لقد رأيت شخصياً ( مثل مئات الناس ) رجلاً أعمىٰ منذ الولادة في مشهد قبل سنوات شفي بعد توسله بالامام الرضاعليه‌السلام ، وقد شاهد ذلك العديد من اهالي مشهد الذين لا يزالون علىٰ قيد الحياة ، والرجل أيضاً حي الآن ، والعديد من اهالي مشهد يعرفونه ، وقد ساعدوه عندما كان أعمىٰ ، هذا الأعمىٰ وبعد أربعين سنة من عمره ، كان في السنوات الاخيرة تقوده ابنته الصغيرة ، وتدور به الشوارع والازقة والصحن الشريف للأستجداء.

وفي احد الايام يكلمه شخص بالباطل في ابنته ، فيحزن بشدّة دفعة واحدة ، ويحدث عنده تحوّل روحي ، فتقوده ابنته وهو يذرف الدمع الىٰ الصحن الشريف ، ويتوسل الىٰ الامام الرضاعليه‌السلام ان يشفي الله بصره ، حتىٰ لا يحتاج في خروجه من البيت الىٰ قيادة ابنته ، ولكي لا يسمع بعد ذلك مثلما سمعه من ذلك الرجل ، بحقِّها ، وفيما لم يمض عليه حتىٰ ساعة من ذلك الانقلاب الروحي ، فجأة يجد نفسه مبصراً ، فيتخلص من تلك الحياة الاليمة ، والرجل حيّ لحد الآن.

الرجل الذي لا يجد لقدمه علاجاً

القصة الثانية ، تخص احد اصدقائي من طلبة العلم ، ففي احد الايام يشعر

١١٥

بألم في رجله ، بحيث لا يستطيع ان يضع كعبه علىٰ الارض ولا المشي إلّا بالاتكاء علىٰ العصىٰ ، وقد رآه العديد من اصدقائه والكثير من أهالي طهران وقم علىٰ تلك الحالة سنين متوالية ، وقد راجع الرجل الكثير من اشهر اطباء طهران ، لكنهم وبعد الصور الشعاعية التي أخذوها لقدمه ( والصور موجودة لحدّ الآن ) قالوا له ان عظم الكعب فاسد وليس له أي علاج ، فيأس المريض نهائياً من العلاج.

بعد سنوات يسافر الرجل للحج ، وبانتهاء الموسم ، يعرّج علىٰ الكاظمية لزيارة الامامين الكاظم والجوادعليهما‌السلام ، هناك يلتقي بأحد اصدقائه الروحانيين ( طلبة العلم ) فيشكو له شدّة الألم التي يعانيها من قدمه ، فيعرّف له صديقه طبيباً يهودياً معروفاً في بغداد.

يقول الرجل : مع انني كنت ضيفاً علىٰ الاماميين موسىٰ بن جعفر الكاظم ومحمد بن علي الجوادعليهما‌السلام فلم اسنحي في ان اراجع رجلاً يهودياً في مرضي ( مع ان الرجوع للطبيب غير المسلم جائز في الاسلام ولا اشكال فيه ).

يقول الرجل كلامه بتمام الاخلاص والنقاء القلبي ، ودون أي تصنّع ، يدير وجهه ويضغط علىٰ عصاه ويدخل الحرم الطاهر ، ويبدأ بالبكاء والتوسل ، وبعد دقائق يرىٰ ـ متعجباً ـ قدمه عادية ، يستطيع ان يقف عليها دون الحاجة الىٰ عصاه ، وفي تلك اللحظة التي تذكر فيها العصىٰ أخذ يبحث عنها فلم يجدها ، لقد ضاعت في زحمة الحرم ، وهو لم يعد بحاجة إليها.

يعجب المريض لذلك الحدث ، ومن اجل ان يطمئن لشفاء قدمه ، يبدأ

١١٦

بالركض في الصحن الشريف ، فيرىٰ نفسه قد شفي حقاً ، وبعد ايّام يعود الىٰ طهران ويذهب الىٰ الاطباء الذين عجزوا عن علاجه ، فيحدثهم بما جرىٰ له ، فيعقد الاطباء لجنة لدراسة وفحص رجله ، فيأيدون شفاءها ويعترفون بأن الذي حدث ما هو إلّا معجزة ولا غير.

علماً ان الرجل واطباءه لا يزالون احياء ويسكنون في طهران.

حدث غريب في زاغ مرز

والاغراب مما ذكرناه ، هو ما حدث في زاغ مرز(١) قبل أربع سنوات ، خلاصته : في احدىٰ الاُسر المحترمة تمرضت طفلة بسن الثامنة مرضاً شديداً ، فكانت تعاني من الحمىٰ والضعف المفرط والصفار.

اخذها أهلها الىٰ اطباء مدينة بهشهر ، ووصفوا لها ادوية كثيرة ، دون ايّة نتيجة ، بعد ذلك اخذوها الىٰ اطباء مدينتي ساري وبابل ( اهم مدن محافظة مازندران في شمال ايران ) ولكن دون نتيجة أيضاً ، فجاءوا بها الىٰ طهران ، وتم تشكيل لجنة طبية لعلاجها ، وبعد فحص واختبارات دقيقة اعطوها بعض الادوية وعاد بها أهلها الىٰ قريتهم ، لكنهم لم يشاهدوا اي تحسن في صحتها ، لذلك اعادوها مرّة اخرىٰ الىٰ طهران ، وبعد فصوحات اخرىٰ وصور شعاعية ادخلوها مستشفىٰ النجمية ، وطبقاً لتوصية ثاني لجنة طبية ، قاموا بعملية جراحية لها ، لكنها أيضاً لم تتحسن بعد رجوعها الىٰ قريتها ، لذلك جاءوا بها للمرّة الثالثة الىٰ طهران وادخلوها غرفة العمليات ثانيةً ، لكنهم لم يشاهدوا أي

________________

(١) قرية تبعد ثلاثون كيلومتراً عن مدينة بهشهر ، احدى مدن شمال ايران.

١١٧

تغيير في حالها ، فحملوها للمرّة الرابعة الىٰ طهران ، وبعد عمليتن جراحيتين وكل تلك الادوية واللجان الطبّيّة ومصرف ما يقرب خمسة عشر الف تومان(١) ، اخبروهم بأن ابنتهم لا تشفىٰ وان عليهم ان يقطعوا الامل بتحسّن حالها وينتظروا ساعة وفاتها.

وطبيعي ان يتألم اهلها كثيراً لسماعهم ذلك الخبر ، لقد ذهبت جميع الاتعاب والمبالغ الكبيرة التي صرفوها سدىٰ ، فأعادوها الىٰ البيت وهم ينتظرون موتها.

ولانه لا بدّ ان يفيق الناس من سباتهم العميق ويتذكروا ربهم من خلال مشاهدة قدرته وعظمته ، ولكي يتم الله حجته علىٰ العقول القاصرة والتي انساها ضجيج العالم المادي كل شيء ، حتىٰ الله.

فنرىٰ تلك المريضة التي يأس منها كل الاطباء والتي تنتظر ساعة موتها ، تقول وهي علىٰ ضعفها وكأنها تتحدث عن عالم الغيب :

« خذوني الىٰ مشهد ، طبيبي الحقيقي ، هو الامام الرضاعليه‌السلام ».

وكان من الواضح ان لا يهتم اهلها بكلامها ، لان مثل هذا المريض الذي يأس منه جميع الاطباء وعجزت جميع الادوية عن علاجه ، لا يؤمن الناس عادة بشفاءه بالطرق المعنوية والسبل غير الطبيعية لذلك لم يتقبل احد حديثها سوىٰ اُمّها المسكينة ، لكن ما عسىٰ تلك الاُم ان تفعل امام معارضة جميع افراد العائلة ؟

________________

(١) ما يعادل ٢١٤٧ دولار وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت. ( المترجم )

١١٨

لكنهم ـ وبعد مداولات كثيرة ـ وافقوا في النهاية ، وهم يرون أنَّ الفتاة لن تبلغ محطة القطار في بهشهر إلّا وهي جثة هامدة ، وكان هذا رأي اطباء بهشهر الذين استشاروهم في الأمر أيضاً ، لكن اصرار اُمّها كان أقوىٰ من جميع ذلك.

حملت الاُم ابنتها الىٰ بهشهر واشترت بطاقة قطار ، وغادرت بهشهر.

وممّا يُذكر ان موظفوا محطة القطار امتنعوا عن بيع المرأة في بداية الامر بطاقة القطار ، لانهم كانوا يرون ان المريضة سوف تموت في الطريق بعد ساعات من تحرك القطار ، لكن مكانة الاسرة المرموقة واحترامها جعلهم يوافقون في النهاية ويبيعوهم البطاقات.

كانوا قد حجزوا لها غرفة هي واُمها وثلاثة نساء اخريات لمداراتها خلال السفر ، وعندما جاء رئيس القطار لضبط البطاقات ، تشاجر مع اُمّها وأراد ان ينزلها في احدىٰ المحطات التي في الطريق ، لانه كان يقول انها ستموت قبل ان يصل القطار الىٰ مشهد. لكنه انصرف عن ذلك بعد مشاهدة بكاء اُمّها وتوسلها به ، حتىٰ وصل القطار الىٰ محطة گرمسار(١) فأنزلت الاُم ابنتها بمساعدة النسوة الثلاثة ، ثم ذهبت لشراء بطاقات الىٰ مشهد ، ومرّة اخرىٰ يمتنع موظف المحطة عن بيعهم بطاقات لانه يقول بأن المريضة ستموت في الطريق ، لكنه وبعد الحاح الاُم ومشاهدة دموعها ، يبيعهم بطاقات فيركبونها ويتحرك القطار نحو المشهد ، وتصل المريضة حيّة الىٰ مشهد ، فيحملونها مباشرة الىٰ الصحن الشريف ويضعونها خلف الشباك الحديدي الذي يقع خلف ضريح الامام الرضاعليه‌السلام والمريضة تلفظ انفاسها الاخيرة ، فيما الاُم تبكي وتذرف الدمع بحرقة وتطلب

________________

(١) احدىٰ المحطات علىٰ طريق مشهد ، حيث يلتقي فيها قطاري مشهد ومازندران.

١١٩

من ثامن الائمةعليهم‌السلام الشفاعة بشفائها من الله تبارك وتعالىٰ.

ثم جاء الليل ، وأوى الناس الىٰ بيوتهم للاستراحة ، قفلت أبواب الحرم والصحن الشريفين ، وذهب حرس وخدم الروضة الرضوية المقدسة الىٰ بيوتهم ، إلّا مجموعة من النساء بقيت خارج الحرم وداخل الصحن الشريف ، وبين الحين الاخر يأتون الىٰ المرأة يسألونها عن حال ابنتها التي لا تزال خلف الشباك الحديدي.

كانت الساعة تشير الىٰ نهايات الليل وقرب طلوع الفجر ، والاُم المسكينة تغط في نوم عميق من شدّة تعب السفر والمآسي التي انهكتها ، وهي علىٰ تلك الحالة ، اذا بيد علىٰ كتفها توقضها بشدة ، وصوت يقول بحنان : اُماه اُماه ! انهضي لقد شفيت ، أنا بصحة جيدة ، لقد شفاني الامام الرضاعليه‌السلام .

فتحت الام المسكينة عينيها بصعوبة ، فرأت ابنتها سليمة ذهب عنها المرض ، لكن المشهد كان مفاجئ بالنسبة لها فسقطت علىٰ الارض مغشياً عليها بعد صيحة عظيمة.

وعلىٰ أثر تلك الصيحة ، يحيط بهم الخدم الذين يحرسون الصحن الشريف ، وبعد دقائق تخرج المرأة من غيبوبتها وينتقل الجميع الىٰ فندق قريب.

كيف فسّرت برقية الشفاء ؟!

وفي أول فرصة ، تبرق الاُم خبر شفاء ابنتها وانطلاقتهم الىٰ البيت ، لكنهم يفسرون البرقية بموت الفتاة المريضة ، ويتصوّرون بأن كلمة شفاء كناية عن

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466