رحلتي من الظلمات إلى النّور

رحلتي من الظلمات إلى النّور12%

رحلتي من الظلمات إلى النّور مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: كتب الأخلاق
الصفحات: 466

رحلتي من الظلمات إلى النّور
  • البداية
  • السابق
  • 466 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 241040 / تحميل: 8321
الحجم الحجم الحجم
رحلتي من الظلمات إلى النّور

رحلتي من الظلمات إلى النّور

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله مصدر الفضائل

وفاء النبي

كان الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله من حيث الوفاء ، لا ينسىٰ احداً قدم له خدمة ، الىٰ آخر لحظة في حياته ، فحليمة السعدية التي كانت مرضعته في الصغر ، كان كلما رآها يناديها يا اماه ، ويحسن اليها قدر استطاعته.

وفي معركة بدر أسر المسلمون مجموعة من المشركين ، وبأمر من الله سبحانه وتعالىٰ تقرر ان يدفع كل اسير فدية لكي يتحرر ، وكان من بين الاسرىٰ ، ابو العاص بن ربيع ، زوج ابنة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله زينب ، وكان قد تزوجها في مكة قبل البعثة ، كانت زينب في مكة ، فعلمت بحكم الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقامت بأعداد فدية لتحرير زوجها أبي العاص ، وارسلتها بيد رجل الىٰ المدينة ، ومن جملة أموال الفدية كانت هناك قلادة لاُمّها خديجةعليها‌السلام اهدتها إليها ليلة زفافها.

وصل الرجل الىٰ المدينة ، فدخل علىٰ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقدم فدية ابي العاص الىٰ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فما ان رأىٰ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قلادة خديجة بين تلك الاموال ، حتىٰ تأثر كثيراً وتذكر حب خديجة واخلاصها ، فانهال من عينيه الدمع.

أجل ، تذكر النبي ان هذه القلادة تعود لخديجة ، تلك الزوجة التي بذلت جميع أموالها في سبيل أهدافه السامية ، تلك الزوجة التي تحملت لوم نساء

١٠١

العرب لحبها اياه ، خديجة تلك الوفية التي وقفت الىٰ جانبه ونصرته في جميع المواقف والابتلاءات ، فكم من ايام الصيف الحارّة التي كان الرسول يأوي فيها الىٰ الصحراء أو الىٰ جبال مكة من شدة الجراحات التي كانت تصيبه من جراء الرمي بالحجارة ، فكانت خديجةعليها‌السلام تحمل كوزاً من الماء وتبحث عنه بين الاحجار أو كثبان الرمل وهي تناديه بصوتها الحنون « حبيبي محمد » ثم تأتي به بكل عطف الىٰ البيت.

والآن ، يرىٰ رسول الله قلادة خديجة تلك امامه ، اذن من حق الرسول ان يتأثر ويذرف الدمع ، فهذا التأثر وذلك الدمع يعبر عن وفاءه ، صحيح انها رحلت إلّا انَّ حبّها لا يزال ثابت في قلب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لقد رحلت خديجة الّا انَّ خدماتها للاسلام ورسوله لا زالت باقية في التاريخ.

النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله معلم الاخلاق

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مثالاً واُسوة في الاخلاق في حياته بين اولئك الناس الخشنين والبعيدين عن أي خلق اجتماعي. فلم يشتم احد علىٰ مدىٰ عمره ، ولم يأذي احداً بكلمة جارحة ، فكان مجلسه علىٰ شكل دائرة كي لا يمتاز احد عن الآخرين ، ولا يجعل للمجلس صدر وذيل ، حتىٰ ركبتيه كانتا عندما يجلس بمستوىٰ ركب الآخرين ، أو في بعض الاحيان متأخرة عنهم بعض الشيء ! ولم يكن يرتب هيئته أو محاسنه أو ملابسه في حضور الآخرين.

ولم يكن يمدّ رجليه في مجلس ، ولم يكن يأكل بشكل يؤدي الىٰ تنفر

١٠٢

الآخرين من الطعام ، ولم يحدد يوماً مكاناً له في مجلس ، حتىٰ انه كان ينهىٰ اصحابه عن ذلك.

وكان يجلس اين ما وجد مكاناً خالياً ، وكان اذا جلس مع أحد لا ينهض حتىٰ ينهض ذلك الشخص ، لا يقهقه اذا ضحك ، يحترم الشيوخ والطاعنين في السنّ بما يناسب مكانتهم ، وينظر بعطف الىٰ الصغار ، لا يقطع كلام أحد ، وهو ايضاً لا يتكلم الّا عند الضرورة ، لا يجادل في الحديث ، ولا يلوم احد لعيب فيه ، بل كان يوصيه برفع ذلك العيب علىٰ انفراد ، واذا كان في مجلس وقاموا بعمل يؤذيه ، كان يتغافل عنه ، لا يتكأ علىٰ شيء عند جلوسه ، يحترم الاشراف والكبار ، ينقل عبد الملك بن هشام في كتاب « السيرة » : عندما جاء المسلمون باسرىٰ قبيلة طي الىٰ المدينة ، كانت بينهم ابنة حاتم الطائي ، فقالت له : يامحمد ، هلك الوالد وغاب الوافد.

كان ذلك في اليوم الأول الذي التقته فيه ، لكنها لم تسمع جواباً منه ، فستيأست من النتيجة ، وفي ثالث يوم حيث التقته ، لم تكن تريد الكلام ، لانها لم تجد كلامها مؤثراً ، لكن الامام علي أمير المؤمنينعليه‌السلام اشار اليها بتكراره ، فقالت وللمرّة الثالثة : هلك الوالد وغاب الوافد.

فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كنت سمعت كلامك وحررتك ، لكني انتظرت قافلة اطمئن اليها كي اودعك معها حتىٰ تعودي الىٰ موطنك ، فعلمت ابنة حاتم الطائي انها نالت العفو منذ اليوم الأول ، وعدم اعطاء الجواب كانت انتظاراً للقافلة تردّها الىٰ موطنها.

١٠٣

تواضع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

رغم جميع تلك القوة والسلطة التي كانت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقد كان متواضعاً مع الناس ، ومع ان قوته كان ترهب الدول العظمىٰ آنذاك ، لكنه كان يسبق الآخرين في السلام ، فلم يرىٰ طول حياته ان يسبقه احد في السلام ( حتىٰ الاطفال ) ، واذا كان ذبح شاة ، كان يذبحها بيده ، وكثيراً ما كان يحدث ان يدعوه الفقراء الذين كانوا يفترشون الارض الىٰ ان يجلس ويأكل معهم ـ وهو في طريقه ـ فكانصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو القائد العظيم ورسول رب العالمين ، يجلس علىٰ الارض الى جانبهم بكل سرور ، ويأكل معهم ، كان يقبل بدعوة غلام اسود لأكل قرص شعير ، ويساعد اهل بيته في ادارة الرحىٰ ، وكان يحلب النعجة بيده ، ويرقع ثوبه أو نعله وعندما كان متجهاً الىٰ حرب خيبر كان يركب حماراً ، لجامه وسرجه من ليف النخل ، وكان ذلك يعبر عن التواضع في ذلك الزمان ، وفي احدىٰ المرّات كل رجلاً يحدثه ويرتجف ، فتألم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من ذلك كثيراً ، وقال له : لماذا تخاف منّي ؟! فأنا لست ملكاً ، انا نبي.

أي انّ الناس يخافون عندما يقفون امام ملوك وجبابرة الارض ، لكن يجب ان لا يخافون من الانبياء والرجال الربانيون ، لأنهم مع قوتهم ، يحبون للناس الحياة.

وعندما دخل عليه عدي بن حاتم قبل ان يسلم ، اجلسه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله علىٰ ردائه وجلس هو علىٰ الارض وهناك نماذج كثيرة علىٰ تواضع رسول الاسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله في حياته ، تجعل القارىء والمشاهد في غاية الحيرة ، أوليس من العجب ان رجلاً يسيطر علىٰ الجزيرة العربية ، وفي قبضته حياة وأموال اهلها ،

١٠٤

يذهب بعد كل صلاة صبح الىٰ طريق ينتهي بأحد آبار الماء ، حتىٰ تأتي النساء اللاتي لهن اطفال صغار ، فيضعن اطفالهن عند الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله والرسول يداعبهم ويلاعبهم حتىٰ تنتهي امهاتهم من سحب الماء من البئر ؟!

جود النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وكرمه

كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله معروفاً بين جميع العرب بجوده وكرمه ، فبالاضافة الىٰ ان بني هاشم معروفين بالسخاء والكرم ، الّا ان الناس ، كانت تنظر بعين اخرىٰ الىٰ الرسول الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويميزونه بالايثار.

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقدم الآخرين على نفسه في الحياة ، وكان يعطي الفقراء من الأكل واللبس الذي يحتاجه هو ، كان يبقىٰ جائعاً لفترات طويلة كي يشبع الآخرين ، وكان يرقع ملابسه لكي العراة قميصاً جديداً ، فلم يسأله احد ورجع مأيوساً ، ولم يأته صاحب حاجة ورجع بيد فارغة.

ولم يكن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله يحلّ مشاكل الناس المالية فقط ، بل كان يسعىٰ في حلّ كل مشكلة يواجهونها.

قضاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

ينقل لنا التاريخ :

جاء رجل ثري من المسلمين يوماً الىٰ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فرآه يرتدي قميصاً مرقعاً ، فأهدىٰ للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله اثنا عشر درهماً يشتري بها قميصاً له ، فأعطاها النبي

١٠٥

لعليعليه‌السلام كي يشتري له قميصاً ، ذهب أمير المؤمنينعليه‌السلام الى سوق واشترىٰ قميصاً من القطن ناعماً بالدراهم ، وجاء به الىٰ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، نظر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الىٰ القميص وتلمس نعومته ، وقال : يا علي ! لا يليق بي ان ألبس هذا القميص الناعم والثمين ، لأنني أمير قوم لا يملك بعضهم الّا قميصاً مرقّعاً ، خذ القميص واذهب للسوق وأقل المعاملة(١) .

فأخذ الامام عليعليه‌السلام القميص الىٰ السوق وأقال المعاملة وجاء بالاثني عشر درهماً فقدمها للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فذهب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مع عليعليه‌السلام الىٰ السوق لكي يشتري قميصاً اقل ثمناً من ذلك ، وفي الطريق شاهد جارية تبكي تذرف الدمع ، وتجول في الطريق تبحث في الارض ، لكنها تزداد في كل لحظة حزناً ، فما أن رأىٰ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك حتىٰ توقفت قدماه عن السير ، فتقدّم إليها وقال لها بعد السلام : ماذا يبكيك وعن اي شيء تبحثين ؟

لم يكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يستطيع ان يرىٰ الجارية تبكي ، لذلك سألها عن سبب بكاءها كي يساعدها في حلّ مشكلتها ، فهل كان الرسول يستطيع المرور منها وهي تبكي دون ان يسأل عن حالها ؟! طبعاً لا.

ولماذا هناك صنف من الناس ، لا يتأثرون من رؤية افجع المشاهد ، ولا يهمهم ان يروا معاقاً ، أو مريضاً ، أو مظلوماً ، أو يتيماً ، أو عرياناً الخ ،

________________

(١) والاقالة ، عبارة عن : اذا ندم المشتري او البائع من المعاملة التي تمت وارجع الاخر لفسخها ، فاذا كانت البضاعة التي تعاملوا عليها خالية من العيب ، يستحب في الاسلام ان يقبل الطرف الذي رجع اليه الفسخ.

١٠٦

مثل هؤلاء الناس يجب ان يشك في انسانيتهم.

والغريب ان البعض الآخر لا يتأثر فقط بمشاهدة احزان الناس وآلامهم ، بل يلتذ من ذلك احياناً ، وهؤلاء ممن ينظرون الىٰ البشرية علىٰ انها مجموعة من الاعداء ، يجب ان تنهش بعضها.

اما النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فكان يتألم اذا راىٰ شخصاً محروماً او يعاني من مشكلة ، لذلك فما ان رأىٰ الجارية تبكي حتىٰ سألها عن سبب بكاءها.

رفعت الجارية رأسها ، ونظرت الىٰ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من خلف سحب الدموع ، وردتعليه‌السلام ، ثم قالت يا رسول الله :

ارسلتني سيدتي بأربعة دراهم كي اشتري بها لحماً ، وقد ضيعتها ، فبحثت عنها كثيراً في الطريق لكني لم اجدها.

فقدّم لها الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله مباشرة اربعة دراهم من تلك الدراهم الاثني عشر ، واتجه من جديد الىٰ السوق ، فرأىٰ في الطريق رجلاً فقيراً يرتدي قميصاً بالياً.

جاء الرجل الىٰ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : يا رسول الله ! قميصي ممزّق ولا يستر جسدي.

فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : تعال معي الىٰ السوق حتىٰ اشتري لك قميصاً ، فذهب الرجل مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الىٰ السوق. فأشترىٰ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بالدراهم الباقية قميصين كل واحد منهما بأربعة دراهم ، فأخذ هو واحداً واعطىٰ الآخر للمسكين ، وتوجه هو الىٰ البيت ، وفي الطريق وجد تلك الجارية بيدها اللحم وهي تبكي ايضاً ، فسألها من جديد عن سبب بكائها ، فقالت : لقد طال خروجي

١٠٧

من البيت واذا رجعت ستعاقبني سيدتي.

فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : تعالي معي لأشفع لك عند سيدتك ، فمشت الجارية خلف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتىٰ وصلوا الىٰ البيت ، طرق الباب ، وسلمّ علىٰ أهل الدار ، فلم يسمع جواباً وللمرّة الثالثة سلّم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فردّت عليه سيدة من داخل البيت ، ثم قالت : ما الذي أوجب ان تأتي يا رسول الله الىٰ دارنا ؟

فقال رسول الله : جئت لاشفع لهذه الجارية عندك ، فلا تعاقبيها.

فقالت المرأة : سوف ان اُعاقبها فقط بشارة بمقدمك الىٰ دارنا ، بل أهبها إليك يا رسول الله.

أمّا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وبعد ان شكر المرأة ، قال للجارية : وانا اعتقك في سبيل الله ، ثم التفت الىٰ عليعليه‌السلام وقال : ما أكثر بركة هذه الدراهم الاثني عشر ، لانها كست عريانين واعتقت جارية.

اجل ، فهذه سيرة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في حياته ، لم يكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يبذل امواله فقط من أجل المحرومين والمستضعفين ، بل كان يبذل كل ما في جهده لحلّ مشاكل الآخرين ، لأنه كان لايطيق ان يرىٰ شخصاً يتألم ولا يشاركه هو آلامه.

هذه النماذج صغيرة لبعض صفات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولو اردنا ان نعدّ جميع فضائله فان اطنان من الورق لا تستوعب جانباً منها.

١٠٨

اصدقائي الاعزاء !

كيف تفكرون انتم بحق مثل هذا الرجل ؟! فلو ان احداً وقف امام مثل هذا الرجل بجميع تلك الفضائل والملكات الاخلاقية التي تفوق تصور البشر ، ماذا عساه ان يفعل ، محباً كان أو مبغضاً ، وصديقاً كان ام عدواً ؟!

ألم يكن أهل الجزيرة العربية محقّون ـ وهم في جهلهم ـ أن يضعوا أرواحهم على أكفَّهُم أمام هذا الرجل ومن أجل بلوغ اهدافه السامية ؟!

أليست هذه الملكات الفاضلة في شخص لم يدرس جملة واحدة علىٰ مدىٰ حياته ولم يتصل بأي من العلماء ، ذلك الرجل الذي عاش في وحل الجزيرة العربية بين ناس لا يعرفون الّا سفك الدماء والنهب ووأد البنات ، وبشكل عام بعيدون عن الانسانية تماماً ، اكبر دليل على حقانيته ؟!

أليس ذلك دليلاً علىٰ صدق كلامه ، الذي يعتبر الله معلمه الوحيد في الحياة. فيقول :

« ادبني ربي فأحسن تأديبي ».

ألا يمكن وبعد مشاهدة تلك التصرفات الاخلاقية في ذلك الرجل ، ان نقول ، ان هذا الرجل ، الهي ، سماوي ، رجل الحق ، والمرسل من قبل الله ؟!

الاصدقاء جميعهم : الحق ما تقوله ، لأنه لم يسبق في تاريخ الانسانية لرجل ان يجمع تلك الصفات والملكات الاخلاقية دون ان يتأثر بالبيئة التي عاش فيها !

الشيخ : والآن اترككم لتحكموا بانفسكم ، هل المعجزات اكثر تأثيراً من

١٠٩

هذا الاسلوب الاخلاقي في تسخير قلوب الناس ؟!

العقيد : أيُّها العمّ ! لقد اقنعتنا منذ بداية كلامك حين قلت : اذا كان نفوذ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في قلوب الناس يعود للمعجزات التي أظهرها لهم ، لكان تقدم الاسلام في مكة قبل المدينة واكثر منها. طبعاً استفدنا كثيراً من الدلائل التي اوردتها في بيان الاسلوب والنهج الاخلاقي الذي اتبعه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مع الناس الذين كانوا فاقدين للصفات الانسانية ، وقد وجدت كلامك مطابقاً لأحدىٰ آيات القرآن الكريم ، حيث يقول :

( وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) (١) .

لأن الله تبارك وتعالىٰ تحدث في هذه العبارة المختصرة والبليغة عن سرّ نفوذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في قلوب الناس آنذاك ، وذلك السرّ هو النهج الاخلاقي الذي اتبعه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وليست المعجزات التي اظهرها.

الطالب الجامعي ( حسن ) : اللعنة علىٰ اولئك الذين ينشرون اباطيلهم كالطاعون في بلادنا ، خاصة بين الشباب والمثقفين ، في حين ان كلامهم ما هو إلّا تُهم وافتراءات وشبهات ، ليبعدوا الناس من الاسلام الذي جاء لسعادة الانسان والمجتمع. والكثير من امثالي ، أمّا غير مطلعين علىٰ العقائد الدينية تماماً ، أو ان اطلاعهم محصور بتلك المواضيع التي تعلموها في الصغر من آبائهم وامهاتهم ، وبالاضافة الىٰ جهلهم بالاسلام ، فهم غير مستعدين لدراسة القضايا الاصولية والعلمية في الاسلام ، أو حتىٰ السؤال من الاشخاص الذين يمتلكون معلومات كافية في هذا المجال ، لكي يسمعوا الجواب المناسب.

________________

(١) سورة آل عمران : ١٥٩.

١١٠

أصدقائي ، الحقيقة انني وقبل كلام هذا العمَّ الفاضل ، كنت اوافق سيادة العميد الرأي بأن نفوذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في الناس بالماضي هو بسبب المعجزات التي أتىٰ بها ، وكما تعلمون فالعلم اليوم لا يصدق المعجزة او اي شيء خارج عن العلل والعوامل الطبيعية ، وذلك كله بسبب شائعات يلقيها اناس مغرضون في المجتمع وبين الشباب خاصةً ، لكني اشكر الله الذي وفقني في هذه السفرة ، لان التقي بهدا الرجل العالم والاستماع الىٰ كلامه ، فعلمت وتيقنت ان نفوذ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في قلوب الناس ، هو واحدة من اكبر الادلة علىٰ نبوته.

حقيبة الدكتور فارغة

واضاف حسن : لكن ومن اجل مزيد الاستفادة ، نرجوا منه ان يتحدث عن المعجزات من زاوية العلوم العصرية ، من اجل ان تحل ـ لربّما ـ هذه القضية بالنسبة لنا أيضاً.

الاصدقاء جميعهم : موافقون.

الدكتور : أيُّها السادة ، ألم تفكروا بالشيخ الذي يتكلم منذ ساعات ، انصفونا قليلاً ، دعونا نأخذ استراحة ونغير جواً ، فمن جاء معه بفاكهة او حلويات. عليه ان يخرجها !

العقيد : دكتور ! يظهر من كلامك انك تعبت ، وتريد ان تأكل ما جلبه الاصدقاء معهم الىٰ طهران ، وتجعلهم يرجعون الىٰ بيوتهم بأيد خالية مثلك ، عند ذاك سيواجهون عصيَّ نساءهم.

١١١

حسن : دكتور ، تريد ان توقعنا في فخَّ ، لكن اطمئن حيلتك لم تنطلي علينا ، وقد نبّهنا العقيد اليها ، وحقك لا نحن تعبون ولا نعطيك من فاكهتنا ولا حلوياتنا.

الدكتور : وبعد ضحكة طويلة ، أقسم انني لست تعباً ولا اُريد اكل شيء ، بل رأفة بهذا الشيخ.

الشيخ : ارجوك يا دكتور دعني وشأني ولا تجعلني سلَّماً الىٰ فاكهتهم وحلوياتهم !

فأنفجر الجميع بالضحك.

الدكتور : عجيبة هذه الشلَّة التي اجتمعت معها ، أيُّها الشيخ ! كان املي الوحيد فيك من بينهم جميعاً ، فلماذا اصبحت معهم ؟! لذلك ومن اجل الدفاع عن نفسي ، سأضطر لان اكون اول من يفتح حقيبته ، لكي تعلموا ان حقيبتي ليست خالية ، ولكن عليكم ان تخرجوا كل ما لديكم.

وبعد تلك العبارة ، نهض الجميع الىٰ حقائبهم ، وارتفع صوت الحقائب وهي تفتح ، لكن وبعد ثوان اتّضح ان حقيبة الدكتور فارغة ، فلا حلويات ولا فاكهة ، وهو أيضاً بهت من ذلك ، فلا يجد شيئاً كلما بحث اكثر في زوايا الحقيبة ، وفجأة ارتفع صوت الجميع بالضحك.

العقيد : دكتور ، الظاهر ان ظنّي كان في محله ، أم ان فاكهتك وحلوياتك غيبية ، لا تراها اعين ابناء الحلال.

الدكتور وهو ضاحكاً : سيادة العقيد ، اللعنة علىٰ ذلك الخادم !

١١٢

اقسم ، انني البارحة كنت في منزل مضيفي ، فأوصىٰ خادمه بأن يذهب للسوق ويشتري لي كيلو من الحلويات وثلاثة كيلوات من انواع الفاكهة ، لأزيل بها مشقّة السفر.

وقد ذهب الخادم ، ثم جاء بعد ساعة وسمعت صوت حقيبتي تفتح ، لذلك كنت مطمئناً الىٰ انني احمل معي حلويات وفاكهة ، والان علمت ان ذلك الخادم فعل فعلته معي ، لانه من جهة انزل النقود في جيبه ومن جهة اُخرىٰ اخجلني امامكم ، لذلك اُقدّم اعتذاري.

في النهاية ، بدأوا يأكلون الحلويات والفاكهة التي جاء بها باقي الاصدقاء ، وقضوا فترة من الوقت علىٰ ذلك.

١١٣

المعجزة برأي العلماء والعلوم العصرية*

حسن : أيُّها العمّ ، أرجوا ان تبدأ البحث الذي وعدتنا ايّاه ، أي المعجزات برأي العلماء والعلوم العصرية.

الشيخ : بديهي أفضل دليلاً علىٰ امكان الشيء وجوده العيني ( الموضوعي ) ، ومع ان اغلب الحقائق الموجودة في العالم لها اسباب وعلل طبيعية ، لكنه لا احد ينكر انه رأىٰ في حياته أموراً غير عادية لا تنسجم والاسباب الطبيعية ، لربما تكونون قد شاهدتم بعض المرضىٰ الذين خضعوا للعلاج العلمي بأشراف اشهر الاخصائيين في الطب ، إلّا انهم لم يصلوا الىٰ نتيجة فقط ، بل سمعوا اجوبة تبعث علىٰ اليأس بصراحة من اطبائهم ، لكن هؤلاء الاشخاص ، شفوا من خلال تحول معنوي دفعة واحدة ، وهذه الحقائق الخارجية كثيرة بحيث لا يستطيع أي شخص انكارها ، ومن تلك الامراض ، العمىٰ الولادي والمعاقون الذين نشاهد ونسمع شفاءهم علىٰ الاقل مرّة أو مرتين في السنة ، في احدىٰ مشاهدة الائمةعليهم‌السلام او سائر المشاهد واماكن الزيارة.

وقبل ان أتناول البحث العلمي في هذا المجال ، سأذكر لكم نماذج علىٰ

________________

(*) على الرغم من أن موضوع المعجزات ، أحد أهم المسائل والمشاكل الدينية المعاصرة ، لكننا طرحنا الموضوع من جهة كونه مورد استناد جميع الأديان الالهية والأنبياء الكرامعليهم‌السلام وهدفنا منه هو اثبات وجود المعجزة فقط.

١١٤

ما قلته وشاهده مئات الناس وله أدلة قطعية.

الاعمىٰ الذي أبصر

لقد رأيت شخصياً ( مثل مئات الناس ) رجلاً أعمىٰ منذ الولادة في مشهد قبل سنوات شفي بعد توسله بالامام الرضاعليه‌السلام ، وقد شاهد ذلك العديد من اهالي مشهد الذين لا يزالون علىٰ قيد الحياة ، والرجل أيضاً حي الآن ، والعديد من اهالي مشهد يعرفونه ، وقد ساعدوه عندما كان أعمىٰ ، هذا الأعمىٰ وبعد أربعين سنة من عمره ، كان في السنوات الاخيرة تقوده ابنته الصغيرة ، وتدور به الشوارع والازقة والصحن الشريف للأستجداء.

وفي احد الايام يكلمه شخص بالباطل في ابنته ، فيحزن بشدّة دفعة واحدة ، ويحدث عنده تحوّل روحي ، فتقوده ابنته وهو يذرف الدمع الىٰ الصحن الشريف ، ويتوسل الىٰ الامام الرضاعليه‌السلام ان يشفي الله بصره ، حتىٰ لا يحتاج في خروجه من البيت الىٰ قيادة ابنته ، ولكي لا يسمع بعد ذلك مثلما سمعه من ذلك الرجل ، بحقِّها ، وفيما لم يمض عليه حتىٰ ساعة من ذلك الانقلاب الروحي ، فجأة يجد نفسه مبصراً ، فيتخلص من تلك الحياة الاليمة ، والرجل حيّ لحد الآن.

الرجل الذي لا يجد لقدمه علاجاً

القصة الثانية ، تخص احد اصدقائي من طلبة العلم ، ففي احد الايام يشعر

١١٥

بألم في رجله ، بحيث لا يستطيع ان يضع كعبه علىٰ الارض ولا المشي إلّا بالاتكاء علىٰ العصىٰ ، وقد رآه العديد من اصدقائه والكثير من أهالي طهران وقم علىٰ تلك الحالة سنين متوالية ، وقد راجع الرجل الكثير من اشهر اطباء طهران ، لكنهم وبعد الصور الشعاعية التي أخذوها لقدمه ( والصور موجودة لحدّ الآن ) قالوا له ان عظم الكعب فاسد وليس له أي علاج ، فيأس المريض نهائياً من العلاج.

بعد سنوات يسافر الرجل للحج ، وبانتهاء الموسم ، يعرّج علىٰ الكاظمية لزيارة الامامين الكاظم والجوادعليهما‌السلام ، هناك يلتقي بأحد اصدقائه الروحانيين ( طلبة العلم ) فيشكو له شدّة الألم التي يعانيها من قدمه ، فيعرّف له صديقه طبيباً يهودياً معروفاً في بغداد.

يقول الرجل : مع انني كنت ضيفاً علىٰ الاماميين موسىٰ بن جعفر الكاظم ومحمد بن علي الجوادعليهما‌السلام فلم اسنحي في ان اراجع رجلاً يهودياً في مرضي ( مع ان الرجوع للطبيب غير المسلم جائز في الاسلام ولا اشكال فيه ).

يقول الرجل كلامه بتمام الاخلاص والنقاء القلبي ، ودون أي تصنّع ، يدير وجهه ويضغط علىٰ عصاه ويدخل الحرم الطاهر ، ويبدأ بالبكاء والتوسل ، وبعد دقائق يرىٰ ـ متعجباً ـ قدمه عادية ، يستطيع ان يقف عليها دون الحاجة الىٰ عصاه ، وفي تلك اللحظة التي تذكر فيها العصىٰ أخذ يبحث عنها فلم يجدها ، لقد ضاعت في زحمة الحرم ، وهو لم يعد بحاجة إليها.

يعجب المريض لذلك الحدث ، ومن اجل ان يطمئن لشفاء قدمه ، يبدأ

١١٦

بالركض في الصحن الشريف ، فيرىٰ نفسه قد شفي حقاً ، وبعد ايّام يعود الىٰ طهران ويذهب الىٰ الاطباء الذين عجزوا عن علاجه ، فيحدثهم بما جرىٰ له ، فيعقد الاطباء لجنة لدراسة وفحص رجله ، فيأيدون شفاءها ويعترفون بأن الذي حدث ما هو إلّا معجزة ولا غير.

علماً ان الرجل واطباءه لا يزالون احياء ويسكنون في طهران.

حدث غريب في زاغ مرز

والاغراب مما ذكرناه ، هو ما حدث في زاغ مرز(١) قبل أربع سنوات ، خلاصته : في احدىٰ الاُسر المحترمة تمرضت طفلة بسن الثامنة مرضاً شديداً ، فكانت تعاني من الحمىٰ والضعف المفرط والصفار.

اخذها أهلها الىٰ اطباء مدينة بهشهر ، ووصفوا لها ادوية كثيرة ، دون ايّة نتيجة ، بعد ذلك اخذوها الىٰ اطباء مدينتي ساري وبابل ( اهم مدن محافظة مازندران في شمال ايران ) ولكن دون نتيجة أيضاً ، فجاءوا بها الىٰ طهران ، وتم تشكيل لجنة طبية لعلاجها ، وبعد فحص واختبارات دقيقة اعطوها بعض الادوية وعاد بها أهلها الىٰ قريتهم ، لكنهم لم يشاهدوا اي تحسن في صحتها ، لذلك اعادوها مرّة اخرىٰ الىٰ طهران ، وبعد فصوحات اخرىٰ وصور شعاعية ادخلوها مستشفىٰ النجمية ، وطبقاً لتوصية ثاني لجنة طبية ، قاموا بعملية جراحية لها ، لكنها أيضاً لم تتحسن بعد رجوعها الىٰ قريتها ، لذلك جاءوا بها للمرّة الثالثة الىٰ طهران وادخلوها غرفة العمليات ثانيةً ، لكنهم لم يشاهدوا أي

________________

(١) قرية تبعد ثلاثون كيلومتراً عن مدينة بهشهر ، احدى مدن شمال ايران.

١١٧

تغيير في حالها ، فحملوها للمرّة الرابعة الىٰ طهران ، وبعد عمليتن جراحيتين وكل تلك الادوية واللجان الطبّيّة ومصرف ما يقرب خمسة عشر الف تومان(١) ، اخبروهم بأن ابنتهم لا تشفىٰ وان عليهم ان يقطعوا الامل بتحسّن حالها وينتظروا ساعة وفاتها.

وطبيعي ان يتألم اهلها كثيراً لسماعهم ذلك الخبر ، لقد ذهبت جميع الاتعاب والمبالغ الكبيرة التي صرفوها سدىٰ ، فأعادوها الىٰ البيت وهم ينتظرون موتها.

ولانه لا بدّ ان يفيق الناس من سباتهم العميق ويتذكروا ربهم من خلال مشاهدة قدرته وعظمته ، ولكي يتم الله حجته علىٰ العقول القاصرة والتي انساها ضجيج العالم المادي كل شيء ، حتىٰ الله.

فنرىٰ تلك المريضة التي يأس منها كل الاطباء والتي تنتظر ساعة موتها ، تقول وهي علىٰ ضعفها وكأنها تتحدث عن عالم الغيب :

« خذوني الىٰ مشهد ، طبيبي الحقيقي ، هو الامام الرضاعليه‌السلام ».

وكان من الواضح ان لا يهتم اهلها بكلامها ، لان مثل هذا المريض الذي يأس منه جميع الاطباء وعجزت جميع الادوية عن علاجه ، لا يؤمن الناس عادة بشفاءه بالطرق المعنوية والسبل غير الطبيعية لذلك لم يتقبل احد حديثها سوىٰ اُمّها المسكينة ، لكن ما عسىٰ تلك الاُم ان تفعل امام معارضة جميع افراد العائلة ؟

________________

(١) ما يعادل ٢١٤٧ دولار وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت. ( المترجم )

١١٨

لكنهم ـ وبعد مداولات كثيرة ـ وافقوا في النهاية ، وهم يرون أنَّ الفتاة لن تبلغ محطة القطار في بهشهر إلّا وهي جثة هامدة ، وكان هذا رأي اطباء بهشهر الذين استشاروهم في الأمر أيضاً ، لكن اصرار اُمّها كان أقوىٰ من جميع ذلك.

حملت الاُم ابنتها الىٰ بهشهر واشترت بطاقة قطار ، وغادرت بهشهر.

وممّا يُذكر ان موظفوا محطة القطار امتنعوا عن بيع المرأة في بداية الامر بطاقة القطار ، لانهم كانوا يرون ان المريضة سوف تموت في الطريق بعد ساعات من تحرك القطار ، لكن مكانة الاسرة المرموقة واحترامها جعلهم يوافقون في النهاية ويبيعوهم البطاقات.

كانوا قد حجزوا لها غرفة هي واُمها وثلاثة نساء اخريات لمداراتها خلال السفر ، وعندما جاء رئيس القطار لضبط البطاقات ، تشاجر مع اُمّها وأراد ان ينزلها في احدىٰ المحطات التي في الطريق ، لانه كان يقول انها ستموت قبل ان يصل القطار الىٰ مشهد. لكنه انصرف عن ذلك بعد مشاهدة بكاء اُمّها وتوسلها به ، حتىٰ وصل القطار الىٰ محطة گرمسار(١) فأنزلت الاُم ابنتها بمساعدة النسوة الثلاثة ، ثم ذهبت لشراء بطاقات الىٰ مشهد ، ومرّة اخرىٰ يمتنع موظف المحطة عن بيعهم بطاقات لانه يقول بأن المريضة ستموت في الطريق ، لكنه وبعد الحاح الاُم ومشاهدة دموعها ، يبيعهم بطاقات فيركبونها ويتحرك القطار نحو المشهد ، وتصل المريضة حيّة الىٰ مشهد ، فيحملونها مباشرة الىٰ الصحن الشريف ويضعونها خلف الشباك الحديدي الذي يقع خلف ضريح الامام الرضاعليه‌السلام والمريضة تلفظ انفاسها الاخيرة ، فيما الاُم تبكي وتذرف الدمع بحرقة وتطلب

________________

(١) احدىٰ المحطات علىٰ طريق مشهد ، حيث يلتقي فيها قطاري مشهد ومازندران.

١١٩

من ثامن الائمةعليهم‌السلام الشفاعة بشفائها من الله تبارك وتعالىٰ.

ثم جاء الليل ، وأوى الناس الىٰ بيوتهم للاستراحة ، قفلت أبواب الحرم والصحن الشريفين ، وذهب حرس وخدم الروضة الرضوية المقدسة الىٰ بيوتهم ، إلّا مجموعة من النساء بقيت خارج الحرم وداخل الصحن الشريف ، وبين الحين الاخر يأتون الىٰ المرأة يسألونها عن حال ابنتها التي لا تزال خلف الشباك الحديدي.

كانت الساعة تشير الىٰ نهايات الليل وقرب طلوع الفجر ، والاُم المسكينة تغط في نوم عميق من شدّة تعب السفر والمآسي التي انهكتها ، وهي علىٰ تلك الحالة ، اذا بيد علىٰ كتفها توقضها بشدة ، وصوت يقول بحنان : اُماه اُماه ! انهضي لقد شفيت ، أنا بصحة جيدة ، لقد شفاني الامام الرضاعليه‌السلام .

فتحت الام المسكينة عينيها بصعوبة ، فرأت ابنتها سليمة ذهب عنها المرض ، لكن المشهد كان مفاجئ بالنسبة لها فسقطت علىٰ الارض مغشياً عليها بعد صيحة عظيمة.

وعلىٰ أثر تلك الصيحة ، يحيط بهم الخدم الذين يحرسون الصحن الشريف ، وبعد دقائق تخرج المرأة من غيبوبتها وينتقل الجميع الىٰ فندق قريب.

كيف فسّرت برقية الشفاء ؟!

وفي أول فرصة ، تبرق الاُم خبر شفاء ابنتها وانطلاقتهم الىٰ البيت ، لكنهم يفسرون البرقية بموت الفتاة المريضة ، ويتصوّرون بأن كلمة شفاء كناية عن

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

المرأة تحيض فتحرم على زوجها أن يأتيها في فرجها إلى أن قال فيستقيم للرجل(١) أن يأتي امرأته وهي حائض فيما دون الفرج ».

١٤ -( باب تحريم الدياثة)

[١٦٨٩٨] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وقد لعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سبعة إلى أن قال والمتغافل عن زوجته، وهو الديوث، وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اقتلوا الديوث ».

وباقي الاخبار تقدم في أبواب المقدمات(١) .

١٥ -( باب تحريم اللواط على الفاعل)

[١٦٨٩٩] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « لما عمل قوم لوط ما عملوا، شكت السماء والأرض إلى الله، فأوحى الله إلى السماء: أن اخصيهم(١) وإلى الأرض: أن اخسفي بهم ».

[١٦٩٠٠] ٢ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في اللوط: « هو ذنب لم يعص الله به إلا ( قوم لوط، وهي )(١) أمة من الأمم، فصنع الله ( بها )(٢) ما ذكر في كتابه من رجمهم بالحجارة، فارجموهم كما فعل الله عز

__________________

(١) في المصدر: « الرجل ».

الباب ١٤

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٣.

(١) تقدم في الباب ١٠٢ من أبواب مقدمات النكاح.

الباب ١٥

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٥ ح ١٥٩٤.

(١) كذا في الطبعة الحجرية، وفي المصدر: أحصبيهم، وهو الصواب ظاهرا، وحصبه: رماه بالحصاء أي بالحجارة ( القاموس المحيط ج ١ ص ٥٥ ).

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٦ ح ١٦٠٢ عن جعفر بن محمدعليه‌السلام .

(١) ليس في المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٣٤١

وجل بهم ».

[١٦٩٠١] ٣ - وعنهعليه‌السلام أنه قال: « القرون أربعة أنا في أفضلها قرنا، ثم الثاني ثم الثالث، فإذا كان الرابع اكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، فإذا كان ذلك قبض الله عز وجل كتابه من صدور بني آدم، ثم يبعث ريحا سوداء ولا يبقي(١) أحدا وهو ولي الله تبارك وتعالى إلا قبضه(٢) ، ثم كان الخسف والمسخ ».

[١٦٩٠٢] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « واتق الزنا واللوط وهو أشد من الزنى والزنى أشد من اللواط، وهما يورثان صاحبهما اثنين وسبعين داء في الدنيا وفي الآخرة.

وقالعليه‌السلام : ومن لاط بغلام فعقوبته أن يحرق بالنار إلى أن قال ويصلب يوم القيامة على شفير جهنم، حتى يفرغ الله من حساب الخلائق، ثم يلقيه في النار فيعذبه بطبق من طبقة منها حتى يؤديه إلى أسفلها فلا يخرج منها أبدا، واعلم أن حرمة الدبر أعظم من حرمة الفرج، لان الله أهلك أمة بحرمة الدبر، ولم يهلك أحدا بحرمة الفرج.

قال: وأما أصل اللواط من قوم لوط، وفرارهم من قرى الأضياف عن مدركة الطريق، وانفرادهم عن النساء، واستغناء الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وكذلك قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أي داء أدوى من البخل! وذكر هذا الحديث، وحرم لما فيه من الفساد، وبطلان ما حض الله عليه وأمر به من النساء، وأروي عن العالمعليه‌السلام ، أنه قال: لو كان ينبغي لاحد أن يرجم مرتين لرجم اللوطي ».

__________________

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٥ ح ١٥٩٥.

(١) في المصدر: تبقي.

(٢) في المصدر: « قبضة ».

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٧.

٣٤٢

[١٦٩٠٣] ٥ - علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن سليمان الديلمي، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في قوله تعالى:( وَأَمْطَرْ‌نَا عَلَيْهَا حِجَارَ‌ةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ مُّسَوَّمَةً ) (١) قال: « ما من عبد يخرج من الدنيا يستحل عمل قوم لوط، إلا رماه الله بحجر(٢) تلك الحجارة تكون منيته فيها، ولكن الخلق لا يرونه ».

ورواه العياشي: عن ( محمد بن )(٣) ميمون اللبان، مثله(٤) .

[١٦٩٠٤] ٦ - وفيه في خبر طويل قال: وكان إبراهيمعليه‌السلام كل من مر به يضيفه، وكان على سبعة فراسخ منه بلاد عامرة كثيرة الشجر والنبات والخير، وكان الطريق عليها، وكان كل من مر بتلك البلاد تناول من ثمارهم وزروعهم، فجزعوا من ذلك، فجاءهم إبليس في صورة شيخ فقال: أدلكم على ما إن فعلتموه لم يمر بكم أحد، فقالوا: ما هو؟ قال: من مر بكم فأنكحوه في دبره، واسلبوا ثيابه، ثم تصور لهم إبليس في صورة أمرد حسن الوجه(١) ، فجاءهم فوثبوا عليه ففجروا به كما أمروا به فاستطابوه، وكانوا يفعلونه بالرجال، واستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، فشكى الناس ذلك إلى إبراهيمعليه‌السلام ، فبعث(٢) إليهم لوطا يحذرهم وينذرهم، فلما نظروا إلى لوطعليه‌السلام ، قالوا: من أنت؟ قال: أنا ابن خال إبراهيم الذي ألقاه الملك في النار فلم يحترق،

__________________

٥ - تفسير القمي ج ١ ص ٣٣٦.

(١) هود ١١: ٨٢، ٨٣.

(٢) في المصدر: « كبده ».

(٣) ليس في المصدر، والظاهر زيادتها « راجع رجال الشيخ ص ٣١٧ ومعجم رجال الحديث ج ١٩ ص ١١٢ وتنقيح المقال ج ٣ ص ٢٦٥ ».

(٤) تفسير العياشي ج ٢ ص ١٥٨ ح ٥٩.

٦ - تفسير القمي ج ١ ص ٣٣٣.

(١) في المصدر زيادة: جميل الثياب.

(٢) في المصدر زيادة: الله.

٣٤٣

وجعلها الله عليه بردا وسلاما، هو بالقرب منكم، فاتقوا الله ولا تفعلوا هذا، فإن الله يهلككم الخبر.

وقال في قوله تعالى:( كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ ) (٣) قال: « كانوا ينكحون الرجال ».

[١٦٩٠٥] ٧ - القطب الراوندي في قصص الأنبياء: بإسناده إلى الصدوق، عن أبيه، ( عن سعد بن عبد الله )(١) عن أحمد بن محمد، عن الحسن عن علي بن فضال، عن داود بن يزيد، عن رجل، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « لما جاءت الملائكة في هلاك قوم لوط، مضوا حتى اتوا لوطا وهو في زراعة له قرب المدينة فسلموا عليه، فلما رآهم رأى هيئة حسنة وعليهم ثياب بيض وعمائم بيض، فقال لهم: المنزل، قالوا: نعم، فتقدمهم ومشوا خلفه، فندم على عرضه عليهم المنزل، فالتفت إليهم فقال: إنكم تأتون شرار خلق الله، وكان جبرئيل قال الله له: لا تعذبهم حتى يشهد عليهم ثلاث شهادات، فقال جبرئيل: هذه واحدة، ثم مشى ساعة فقال: إنكم تأتون شرارا من خلق الله، فقال جبرئيل: هذه ثنتان، فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم فقال: إنكم تأتون شرارا من خلق الله، فقال جبرئيل: هذه ثلاث » الخبر.

[١٦٩٠٦] ٨ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنهم أتوه بغلام وقالوا: إنه قتل مولاه، وشهد الشهود، فقال أمير المؤمنين: « ما تقول يا غلام؟ » قال: يا أمير المؤمنين أنا قتلته، قال: « ولم؟ » قال: لأنه كان يكرهني على الفساد يعني اللواط فدافعته

__________________

(٣) الأنبياء ٢١: ٧٤.

٧ - قصص الأنبياء ص ١٠٥.

(١) أثبتناه من المصدر وهو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١١ ص ٣٦٠ ).

٨ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٢ ص ٤٢٦.

٣٤٤

فأدى إلى القتل، ولم أقصد قتله، وقصدت دفعه فلم ينفع، وغلب علي وعمل بي الفساد، فقتلته حسدا، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « لا بد لك من الشهود » فقال: من أين لي الشهود، رجل في داره في الليلة المظلمة، وأنا في ملكه ويده!؟ فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « لما جرحته، هل سمعت منه توبة؟ » قال: لا، قالعليه‌السلام : « الله أكبر، الساعة يتبين أنك صدقت أو كذبت، اذهبوا فانبشوا قبره، فإن كان في القبر فهذا الغلام كاذب فاقتصوا منه، فإن لم يكن فيه فالغلام صادق فأطلقوا عنه » فقال قوم: العجب من أمر عليعليه‌السلام ، كان يحكم إلى هذا اليوم في الاحياء، واليوم يحكم في الأموات، فذهبوا إلى قبره ونبشوه فلم يجدوه فيه، فرجعوا إليهعليه‌السلام وأخبروه، فقال: « أطلقوا عن الغلام، فإنه صادق » فقالوا: يا أمير المؤمنين، من أين قلت هذا؟ فقال: « سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يقول: من عمل قوم لوط وخرج من الدنيا بغير توبة، ذهب الله به إلى قوم لوط، حتى يكون فيهم ويحشر معهم ».

[١٦٩٠٧] ٩ - ابن شهرآشوب في المناقب: عن أبي القاسم الكوفي، والقاضي نعمان في كتابيهما، قالا: رفع إلى عمر أن عبدا قتل مولاه، فأمر بقتله، فدعاه عليعليه‌السلام ، فقال له: « أقتلت مولاك؟ » قال: نعم، قال: « فلم قتلته؟ » قال غلبني على نفسي، وأتاني في ذاتي، فقالعليه‌السلام لأولياء المقتول: « أدفنتم وليكم؟ » قالوا نعم، قال: « ومتى دفنتموه؟ » قالوا: الساعة، قال لعمر: « احبس هذا الغلام، فلا تحدث فيه حدثا، حتى تمر ثلاثة أيام، ثم قل لأولياء المقتول إذا مضت ثلاثة أيام فاحضرونا » فلما مضت ثلاثة أيام حضروا، فأخذ عليعليه‌السلام بيد عمر وخرجوا، ثم وقف على قبر الرجل المقتول، فقال علي

__________________

٩ - المناقب ٢: ٣٦٤.

٣٤٥

عليه‌السلام لأوليائه: « هذا قبر صاحبكم » قالوا: نعم، قال: « احفروا » فحفروا حتى انتهوا إلى اللحد(١) فلم يجدوه، فأخبروه بذلك، فقال عليعليه‌السلام : « الله أكبر الله أكبر، والله ما كذبت ولا كذبت، ( سمعت )(٢) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: من يعمل من أمتي عمل قوم لوط، ثم يموت على ذلك، فهو مؤجل إلى أن يوضع في لحده، فإذا وضع فيه لم يمكث من ثلاث حتى تقذفه الأرض في جملة قوم لوط المهلكين فيحشر معهم ».

قلت: ظاهر خبر التفسير أن القضية كانت في الكوفة، وصريح هذا الخبر أنها كانت في المدينة، ولا يبعد تعددها، والله العالم.

[١٦٩٠٨] ١٠ - جامع الأخبار: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من نكح امرأة في دبرها، أو غلاما في دبره أو رجلا، حشره الله يوم القيامة أنتن من الجيفة، يتأذى به الناس حتى يدخل جهنم ».

[١٦٩٠٩] ١١ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من لج(١) في وطئ الرجال، لم يمت حتى يدعو الرجال إلى نفسه ».

[١٦٩١٠] ١٢ - الجعفريات: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان قال: كتب إلى محمد بن محمد الأشعث قال: حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول الله

__________________

(١) في المصدر زيادة: « فقال اخرجوا ميتكم فنظروا إلى أكفانه في اللحد ».

(٢) أثبتناه من المصدر.

١٠ - جامع الأخبار ص ١٧٠.

١١ - جامع الأخبار ص ١٧١.

(١) في الطبعة الحجرية: « ولج »والظاهر أن ما أثبتناه هو الصواب، وفي المصدر: ألح.

١٢ - الجعفريات ص ١٣٥.

٣٤٦

صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما عملت قوم لوط ما عملت، شكت(١) السماء والأرض إلى ربهما، فأوحى الله إلى السماء: أن احصبيهم، وأوحى إلى الأرض: اخسفي بهم ».

[١٦٩١١] ١٣ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام ، قال: « تقوم الساعة على قوم يشهدون من غير أن يستشهدوا، وعلى الذين يعملون عمل قوم لوط ».

[١٦٩١٢] ١٤ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ان أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط، فلترتقب أمتي العذاب إذا تكافى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ».

[١٦٩١٣] ١٥ - وعن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا قضى الذكر من الذكر شهوته، صلب يوم القيامة في مصلب رفيع، يعرفه أهل النار بذلك العمل ».

[١٦٩١٤] ١٦ - علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن المحمودي ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن إسماعيل الرازي، عن محمد بن سعيد: أن يحيى بن أكثم سأل موسى بن محمدعليه‌السلام ، عن مسائل، وفيها: أخبرنا عن قول الله عز وجل:( أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَ‌انًا وَإِنَاثًا ) (١) فهل يزوج الله عباده الذكران وقد عاقب قوما فعلوا ذلك؟ فسأل موسى أخاه أبا الحسن العسكريعليه‌السلام ، وكان من جواب أبي الحسنعليه‌السلام : « أما قوله:( أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَ‌انًا وَإِنَاثًا ) فإن الله

__________________

(١) في الطبعة الحجرية: « شكى »وفي المصدر: « شكو »وما أثبتناه هو الصواب.

١٣ - الجعفريات ص ١٤٦.

١٤ - لب اللباب: مخطوط.

١٥ - لب اللباب: مخطوط.

١٦ - تفسير القمي ج ٢ ص ٢٧٨.

(١) الشورى ٤٢: ٥٠.

٣٤٧

تبارك وتعالى، يزوج ذكران المطيعين إناثا من الحور العين، وإناث المطيعات من الانس ذكران المطيعين، ومعاذ الله أن يكون الجليل عنى ما لبست على نفسك، تطلب الرخصة لارتكاب المأثم، ( قال )(٢) :( وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ) (٣) إن لم يتب ».

ورواه الشيخ المفيد في الإختصاص: عن محمد بن عيسى البغدادي، عن موسى بن محمد بن عليعليهما‌السلام ، مثله(٤) .

١٦ -( باب تحريم اللواط على المفعول به)

[١٦٩١٥] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر`بن محمد، عن أبيه، عن جده عليعليهم‌السلام ، قال: « إذا كان الرجل كلامه كلام النساء، ويمكن من نفسه فينكح كما تنكح المرأة، فارجموه ولا تستحيوه ».

[١٦٩١٦] ٢ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام ، قال: « من أمكن الرجال من نفسه طائعا، ألقي عليه شهوة النساء ».

[١٦٩١٧] ٣ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام ، قال: « لعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المخنثين، وقال: « أخرجوهم من بيوتكم ».

[١٦٩١٨] ٤ - وعن محمد قال: أخبرنا محمد بن يزيد المقرئ، حدثنا

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) الفرقان ٢٥: ٦٨ و ٦٩.

(٤) الاخلاص ص ٩٤.

الباب ١٦

١ - الجعفريات ص ١٢٦.

٢ - الجعفريات ص ١٢٦.

٣ - الجعفريات ص ١٢٧.

٤ - الجعفريات ص ١٤٧.

٣٤٨

أيوب بن النجار، حدثنا الطيب بن محمد، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: لعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المخنثين من الرجال، المتشبهين بالنساء الخبر.

[١٦٩١٩] ٥ - كتاب أبي سعيد العصفري عباد: عن العرزمي(١) ، عن ثوير بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن جوير بن نعير الحضرمي قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لعن الله وامنت(٢) الملائكة، على رجل تأنث وامرأة تذكرت ».

[١٦٩٢٠] ٦ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب المانعات: عن عامر بن جذاعة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، يقول: « حرم(١) على كل دبر مستنكح، الجلوس على إستبرق الجنة ».

[١٦٩٢١] ٧ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه لعن المخنثين ( من الرجال )(١) وقال: « أخرجوهم من بيوتكم » ولعن المذكرات من النساء، والمؤنثين من الرجال.

وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « من أمكن من نفسه طائعا، ألقيت عليه شهوة النساء »(٢) .

__________________

٥ - كتاب أبي سعيد العصفري عباد ص ١٨.

(١) في الحجرية « العزرمي »وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ٢٣ ص ١٢٣، ولسان الميزان ج ٧ ص ١٣٥ ).

(٢) في المصدر: ولعنت.

٦ - كتاب المانعات ص ٦٤.

(١) في المصدر: حرم الله.

٧ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٥ ح ١٥٩٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) نفس المصدر ج ٢ ص ٤٥٥ ح ١٥٩٨.

٣٤٩

[١٦٩٢٢] ٨ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا كان الرجل كلامه كلام النساء، ومشيه مشي النساء، ويمكن من نفسه فينكح كما تنكح المرأة، فارجموه ولا تستحيوه ».

[١٦٩٢٣] ٩ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « من أمكن من نفسه طائعا في دبره ثلاثا، ألقى الله عليه شهوة النساء ».

١٧ -( باب تحريم الايقاب في اللواط، وما دونه)

[١٦٩٢٤] ١ - الجعفريات: بالسند المتقدم، عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، في الذي يأتي الرجل بين فخذيه أو في دبره، قال: « أيهما أتى فعليه الحد ».

[١٦٩٢٥] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وفي اللواطة الكبرى ضربة بالسيف، أو هدمة أو طرح الجدار، وهي الايقاب(١) ، وفي الصغرى مائة جلدة، وروي أن اللواط هو الفخذ، وأن على فاعله القتل، والايقاب الكفر بالله » إلى آخره.

[١٦٩٢٦] ٣ - الصدوق في المقنع: واعلم أن اللواط هو ما بين الفخذين، فأما الدبر فهو الكفر بالله العظيم.

__________________

٨ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٥ ح ١٥٩٩.

٩ - لب اللباب: مخطوط.

الباب ١٧

١ - الجعفريات ص ١٣٥.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٧.

(١) الايقاب: غيبوبة حشفة الذكر في دبر أو قبل، وقيل: يكفي بعضها ( مجمع البحرين ج ٢ ص ١٨١ ).

٣ - المقنع ص ١٤٤.

٣٥٠

١٨ -( باب تحريم مقدمات اللواط، من التقبيل والنظر بشهوة ونحوهما)

[١٦٩٢٧] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، ( عن عليعليهم‌السلام (١) ، قال: « إياكم وأولاد الأغنياء والملوك المرد منهم فإن فتنتهم أشد من فتنة العذارى في خدورهن(٢) ».

[١٦٩٢٨] ٢ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من قبل غلاما بشهوة، فكأنما ناكح أمه سبعين مرة، ومن ناكح أمه فكأنما اقتض عذراء بغير مهر، ومن اقتض عذراء بغير مهر، فكأنما قتل سبعين نبيا ».

[١٦٩٢٩] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإذا قبل الرجل غلاما بشهوة، لعنته ملائكة السماء، وملائكة الأرض، وملائكة الرحمة، وملائكة الغضب، وأعد له جهنم وساءت مصيرا ».

وفي خبر آخر: « من قبل غلاما بشهوة، ألجمه الله بلجام من النار ».

[١٦٩٣٠] ٤ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من قبل غلاما بشهوة، عذبه الله ألف عام في النار ».

__________________

الباب ١٨

١ - الجعفريات ص ٩١.

(١) في المصدر: « علي بن الحسين عن أبيه ».

(٢) في نسخة: « خدورها ».

٢ - لب اللباب: مخطوط.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٨.

٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٦٠ ح ٣٧.

٣٥١

١٩ -( باب تحريم نوم الرجال مع الرجل في لحاف واحد مجردين، وأنه ينبغي اخراج المخنثين من البيوت ومن المسجد)

[١٦٩٣١] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن عليعليهم‌السلام : « أنه كان إذا وجد المرأة والرجل في ثوب واحد، جلد كل واحد منهما مائة ( جلدة )(١) ».

[١٦٩٣٢] ٢ - وبهذا الاسناد: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام : « أنه وجدهما ( في ثوب واحد )(١) فجلدهما مائة، ودرأ عنهما الحد، وكانا ثيبين ».

[١٦٩٣٣] ٣ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام ، قال: « لعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، المخنثين وقال: أخرجوهم من بيوتكم ».

[١٦٩٣٤] ٤ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يباشر الرجل الرجل إلا بينهما ثوب ».

[١٦٩٣٥] ٥ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإذا وجد رجلان عراة في ثوب واحد وهما متهمان، فعلى كل واحد منها مائة جلدة ».

__________________

الباب ١٩

١ - الجعفريات ص ١٣٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - الجعفريات ص ١٣٥.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٣ - الجعفريات ص ١٢٧.

٤ - الجعفريات ص ٩٧.

٥ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٧.

٣٥٢

٢٠ -( باب تحريم السحق على الفاعلة والمفعولة بها)

[١٦٩٣٦] ١ - الجعفريات: بالسند المتقدم عن عليعليه‌السلام ، قال: « السحق في النساء بمنزلة اللواط في الرجال ».

[١٦٩٣٧] ٢ - وعن محمد بن محمد بن الأشعث قال: كتب إلي أبي محمد بن الأشعث: حدثنا محمد بن سوار، حدثنا سعيد بن زكريا المدائني، أخبرني عنبسة، عن عبد الرحمن، عن العلاء، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « سحاق النساء بينهن زنى ».

[١٦٩٣٨] ٣ - وعن محمد قال: حدثنا محمد بن بريد المقرئ، حدثنا أيوب بن النجار حدثنا الطيب بن محمد، عن عطا، عن أبي هريرة في خبر قال: لعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، المترجلات من النساء المتشبهات بالرجال.

وتقدم عن كتاب أبي سعيد العصفري، أن الله تعالى لعن على امرأة تذكرت(١) .

[١٦٩٣٩] ٤ - دعائم الاسلام: عن ( أمير المؤمنين )(١) عليه‌السلام ، أنه قال: « السحق في النساء كاللواط في الرجال » الخبر.

[١٦٩٤٠] ٥ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإذا قامت على المرأتين البينة

__________________

الباب ٢٠

١ - الجعفريات ص ١٣٥.

٢ - الجعفريات ص ١٣٦.

٣ - الجعفريات:

(١) تقدم في الحديث ٥ من الباب ١٦ من هذه الأبواب.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٦ ح ١٦٠٣.

(١) في المصدر: « جعفر بن محمد ».

٥ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٨.

٣٥٣

بالسحق إلى وهن الرسيات(١) اللواتي ذكرن في القرآن» .

[١٦٩٤١] ٦ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث: فإذا كان اكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء، قبض الله كتابه من صدور بني آدم، فبعث الله ريحا سوداء، ثم لا يبقى أحد هو لله تعالى إلا قبضه الله إليه ».

[١٦٩٤٢] ٧ - فضل بن شاذان في كتاب الغيبة: عن صفوان بن يحيى، عن محمد بن حمران، عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « القائم منا منصور بالرعب » إلى أن قال: قيل: يا بن رسول الله، متى يخرج قائمكم؟ قال: « إذا تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، وكتفي الرجال بالرجال والنساء بالسناء » الخبر، وعد فيه جملة من المحرمات.

٢١ -( باب تحريم نوم المرأة مع المرأة في لحاف واحد مجردتين)

[١٦٩٤٣] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإذا وجد رجلان عراة في ثوب واحد وهما متهمان، فعلى كل واحد منهما مائة جلدة إلى أن قال(١) وكذلك امرأتان في ثوب واحد ».

[١٦٩٤٤] ٢ - الجعفريات: بالسند المتقدم، عن عليعليه‌السلام ،

__________________

(١) في الطبعة الحجرية: الراسيات، وفي المصدر: الراشيات، وما أثبتناه هو الصواب: فقد جاء في مجمع البحرين ج ٤ ص ٧٥ عن تفسير علي بن إبراهيم: أهل الرس: هن اللواتي باللواتي وهن الرسيات.

٦ - نوادر الراوندي ص ١٦.

٧ - الغيبة للفضل بن شاذان: مخطوط.

الباب ٢١

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٧، وعنه في البحار ج ٧٩ ص ٩٣ ح ٣.

(١) الحديث في المصدر والبحار متصل، والظاهر أن عبارة: إلى أن قال، زائدة.

٢ - الجعفريات ص ٩٧.

٣٥٤

قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ولا تباشر المرأة المرأة إلا وبينهما ثوب ».

٢٢ -( باب تحريم نكاح البهيمة، وإن كانت ملك الفاعل)

[١٦٩٤٥] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « من أتى بهيمة جلد الحد ».

[١٦٩٤٦] ٢ - عوالي اللآلي: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « لعن الله من وقع على بهيمة ».

٢٣ -( باب تحريم الاستمناء)

[١٦٩٤٧] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « أبي قال: سئل الصادقعليه‌السلام ، عن الخضخضة(١) فقال: إثم عظيم قد نهى الله تعالى عنه في كتابه، وفاعله كناكح نفسه، ولو علمت من يفعل ما أكلت معه، فقال السائل: فبين لي يا بن رسول الله، من كتاب الله نهيه، فقال: قول الله:( فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَ‌اءَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) (٢) وهو ما وراء ذلك، فقال الرجل: أيما أكبر الزنى أو هي؟ قال: ذنب عظيم ثم قال للقائل: بعض الذنوب أهون من بعض، والذنوب كلها عظيمة عن الله لأنها معاصي، وأن الله لا يحب من العباد العصيان، وقد نهانا الله عن ذلك، لأنها من عمل

__________________

الباب ٢٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٧ ح ١٦٠٨.

٢ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٨٥ ح ٢٥٨.

الباب ٢٣.

١ - فقه الرضاعليه‌السلام : لم نجده في مظانه، وعنه في البحار ج ١٠٤ ص ٣٠ ح ١.

(١) الخضخضة: الاستمناء باليد، وهو استنزال المني في غير الفرج، وأصل الخضخضة: التحريك ( النهاية ج ٢ ص ٣٩، مجمع البحرين ج ٤ ص ٢٠٢ ).

(٢) المؤمنون ٢٣: ٧.

٣٥٥

الشيطان( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ‌ ) (٣) .

[١٦٩٤٨] ٢ - عوالي اللآلي: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ناكح الكف ملعون» .

٢٤ -( باب التفريق بين النساء والصبيان في المضاجع لعشر سنين)

[١٦٩٤٩] ١ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعا، واضربوهم عليها إذا بلغوا تسعا، وفرقوا بينهم في المضاجع إذا بلغوا عشرا ».

٢٥ -( باب وجوب العفة والورع عن المحرمات، وحفظ الفرج)

[١٦٩٥٠] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أكثر ما تلج به أمتي في النار الأجوفان: البطن، والفرج، وأكثر ما تلج به أمتي في الجنة: تقوى الله، وحسن الخلق ».

[١٦٩٥١] ٢ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من شئ أحب إلى الله تعالى من إيمان به، والعمل الصالح، وترك ما أمر به أن يترك ».

__________________

(٣) فاطر ٣٥: ٦.

٢ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٦٠ ح ٣٨.

الباب ٢٤

١ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٥٢ ح ٨.

الباب ٢٥

١ - الجعفريات ص ١٥٠.

٢ - الجعفريات ص ٩٨.

٣٥٦

[١٦٩٥٢] ٣ - ثقة الاسلام في الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن أبي سعيد المكاري، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، قال: « إن رجلا ركب البحر بأهله فكسر بهم، بهم، فلم ينج ممن كان في السفينة إلا امرأة الرجل، فإنها نجت على لوح من ألواح السفينة، حتى ألجئت إلى جزيرة من جزائر البحر، وكان في تلك الجزيزة رجل يقطع الطريق، ولم يدع لله حرمة إلا انتهكها، فلم يعلم الا والمرأة قائمة على رأسه، فرفع رأسه فقال: إنسية أم جنية؟ فقالت: إنسية، فلم يكلمها كلمة حتى جلس منها مجلس الرجل من أهله، فلما أن هم بها اضطربت، فقال لها: مالك تضطربين؟ فقالت: أفرق من هذا، وأشارت بيدها، إلى أن قال لها فصنعت من هذا شيئا، فقالت: لا وعزته، قال: فأنت تفرقين منه هذا الفرق ولم تصنعي من هذا شيئا، وإنما استكرهتك استكراها، فأنا والله أولى بهذا الفرق والخوف وأحق منك، قال: فقام ولم يحدث شيئا، ورجع إلى أهله وليس له همة إلا التوبة والمراجعة، فبينما هو يمشي إذ صادفه راهب يمشي في الطريق، فحميت عليهما الشمس، فقال الراهب للشاب: ادع الله أن يظلنا بغمامة، فقد حميت علينا الشمس، فقال الشاب: ما أعلم أن لي عند ربي حسنة، فأتجاسر أن أسأله شيئا، قال: فأدعو أنا وتؤمن أنت، قال: نعم فأقبل الراهب يدعو والشاب يؤمن، فما كان بأسرع من أن أظلتهما غمامة، فمشيا تحتها مليا من النهار، ثم انفرقت الجادة جادتين، فأخذ الشاب في واحدة والراهب في واحدة، فإذا السحاب مع الشاب، فقال الراهب: أنت خير مني، لك استجيب ولم يستجب لي، فخبرني ما قصتك؟ فأخبره بخبر المرأة، فقال: غفر لك ما مضى حيث ذهلك الخوف، فانظر كيف تكون فيما تستقبل ».

__________________

٣ - الكافي ج ٢ ص ٥٦ ح ٨.

٣٥٧

[١٦٩٥٣] ٤ - الصدوق في الفقيه: بإسناده عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها من مخافة الله عز وجل، حرم الله عليه النار، وآمنه من الفزع الأكبر ».

[١٦٩٥٤] ٥ - أبو قاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « أحب العفاف إلى الله عفة البطن والفرج ».

[١٦٩٥٥] ٦ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال في قوله تعالى( وَالرَّ‌اسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (١) : « ان الراسخ من استقام قلبه، وصدق لسانه، وبرت يمينه، وعف بطنه وفرجه ».

[١٦٩٥٦] ٧ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، إنه أوصى بعض شيعته فقال: « أما والله إنكم لعلى دين الله ودين ملائكته، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد إلى أن قال والله إنكم كلكم لفي الجنة، ولكن ما أقبح بالرجل منكم أن يكون من أهل الجنة، مع قوم اجتهدوا وعملوا الأعمال الصالحة، ويكون هو بينهم قد هتك ستره وأبدى عورته » قيل: وإن ذلك لكائن يا بن رسول الله، قال: « نعم، ( من )(١) لا يحفظ بطنه ولا فرجه ولا لسنانه ».

وباقي أخبار الباب تقدم في أبواب جهاد النفس.

٢٦ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب النكاح المحرم)

[١٦٩٧٥] ١ - الصدوق في العلل: عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار،

__________________

٤ - من لا يحضره الفقيه ٤ ص ٧.

٥ - الأخلاق: مخطوط.

٦ - لب اللباب: مخطوط.

(١) آل عمران ٣: ٧.

٧ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٦٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ٢٦

١ - علل الشرائع ص ٥٤٧ ح ٢.

٣٥٨

عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أبي جعفر، عن أبي الجوزاء، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الله عز وجل لما(١) أمر آدم أن يهبط هبط آدم وزوجته، وهبط إبليس ولا زوجة له، وهبطت الحية ولا زوج لها، فكان أول من يلوط بنفسه إبليس، فكانت ذريته من نفسه، وكذلك الحية، وكانت ذرية آدم من زوجته، فأخبرها أنهما عدوان لهما ».

[١٦٩٥٨] ٢ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ان العين لتزني، وإن اللسان ليزني، إن القلب ليزني، وإن اليد لتزني، وإن الرجل لتزني، وتصدق ذلك كله وتكذبه الفرج ».

__________________

(١) في المصدر: « حين ».

٢ - لب اللباب: مخطوط.

٣٥٩

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466