رحلتي من الظلمات إلى النّور

رحلتي من الظلمات إلى النّور12%

رحلتي من الظلمات إلى النّور مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: كتب الأخلاق
الصفحات: 466

رحلتي من الظلمات إلى النّور
  • البداية
  • السابق
  • 466 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 241179 / تحميل: 8328
الحجم الحجم الحجم
رحلتي من الظلمات إلى النّور

رحلتي من الظلمات إلى النّور

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

ج ـ النساء المجرمات في امريكا

نقلت إحدىٰ المجلات الصادرة في عددها ٤٥٩ عن مجلة متروبوليس ، خبراً مفاده : حسب احصائيات صحيحة قام بها الاحصائيون الامريكان ، فان عدد المجرمات قد بلغ في غضون عشرة سنوات من عشرة بالمئة الىٰ ثمانين بالمئة !

احصائية عجيبة !!

تحت عنواني « الفتيات والفتيان الامريكان يحطمون الرقم القياسي في الجريمة » و « المدارس والجامعات اماكن العشاق » نشرت احدىٰ المجلات هذه الاحصائيات الرهيبة :

٢٠,٠٠٠ شاب فرنسي مابين سن ١٥ ـ ١٧ عام ارتكبوا جرائم حوكموا عليها ، ١٢٣٧٥ شاب امريكي ارتكبوا جرائم بالسيارات والدرجات والاسلحة النارية ، وهذه الاحصاءات تشمل الموارد التي تدخل فيها البوليس او اكتشفها ، اما تلك التي بقيت خافية عن انظار البوليس فهي كثيرة أيضاً وكما ان عدد الذين ارتكبوا جرائم في امريكا : ٤٦٧٨٥٠ من الشباب و ٩٨٧١٧ من الشابات(١) .

وهذه مجرّد نماذج لاحصائيات الجريمة التي يقوم بها انسان القرن

________________

(١) مجلة أمل ايران ، العدد ٣٤٣. ( بالفارسية )

٢٠١

العشرين في عصره الذهبي وفي البلدان المتحضرة !

ه‍ ـ احصائية عن الجريمة في امريكا :

حسب الاحصائيات المنشورة ، ان كل ٢٥ ثانية يقع في امريكا حادث جريمة ، وفي كل ٢٤ ساعة عملية قتل وخمسين عمل لا اخلاقي وتجاوز بالعنف و ٧٣٠ سرقة كبيرة وما يقرب ثلاثة آلاف سرقة صغيرة ، وبشكل عام تقع سنوياً ما يقرب مليون وخمسين الف جريمة(١) .

وفي تقرير نشره « هاور » رئيس دائرة المباحث الامريكية ، يقول :

ان عدد الجرائم في سنة ١٩٦٠ بلغ ١٨٦١٠٠٠ جريمة ، بزيادة قدرها ٤% عن العام الماضي.

ويضيف « هاور » في تقريره :

انّنا لو قارنّا بين الجرائم التي حدثت سنة ١٩٥٠ و ١٩٦٠ سنجد ان معدلاتها ارتفعت ٩٨ بالمئة ، في حين ان سكان امريكا لم يزدادوا في الفترة نفسها الّا ١٨ بالمئة(٢) .

و ـ احصائية عن السرقة والاختلاس في مهد الحضارة

الجميع يعلمون تطور عمليات السرقة حالياً في اوروبا وامريكا وحداثتها ، وفي امريكا هناك سارقون محترفون يطلق عليهم اسم Gangsters (

________________

(١) كتاب روح البشر : ٤٢. ( بالفارسية )

(٢) صحيفة اطلاعات الايرانية بتاريخ ٣٠ / ٧ / ١٩٦١.

٢٠٢

اعضاء العصابة ) ، وإليكم بعض الاحصائيات فيما يتعلق بهم :

ـ في نيويورك وحدها هناك ١٥٠٠ عصابة يتجاوز عدد افراد كل واحدة منها المئات.

ـ يدفع اهالي شيكاغو سنوياً ١٦٥ مليون دولار رشوة الىٰ السارقين المحترفين ، وفي جميع الولايات المتحدة الاميريكية تبلغ عائدات عصابات السرقة من هذه الرشاوي ١٢ مليار دولار ، ففي نيويورك وحده يحصل « راكتي » الذي يعمل في تزوير الوثائق علىٰ ٤٠٠ مليون دولار سنوياً.

وكان راكت روبرت يسرق اكثر من ثلاثة آلاف سيارة في السنة ويبيعها ، واللأسف الشديد هناك العديد من رجال الدولة شركاءه في ذلك(١) .

ز ـ احصائية عن السرقة في ايران :

طبقاً للأحصائيات الرسمية التي نشرت مؤخراً ، ثم الكشف في دائرة شرطة طهران لوحدها علىٰ ١٩٤ عملية سرقة خلال كانون الثاني ١٩٦١ فقط ، والقي القبض في نفس الفترة علىٰ ٣٤٢ سارق ، وهؤلاء السارقين غير الذين القت القبض عليهم شرطة المباحث ، في كانون الثاني نفسه والذين يقدرون ب‍ ٥٠٠ من اكبر وأهم السارقين(٢) .

________________

(١) مفكرة نور العلم السنوية ، سنة ١٩٥٦.

(٢) صحيفة اطلاعات الايرانية : ٨ / ٥ / ١٩٦١.

٢٠٣

اعدموا السارقين

لقد بلغ وضع الجريمة في عالمنا مستوىٰ ارعب مسؤولي الامن والبوليس والقضاء ، وكانت احدىٰ الصحف قد كتبت ان رئيس دائرة الامن الداخلي والبوليس في احدىٰ الدول الغربية طالب اعضاء البرلمان بتشريع قانون يجيز اعدام السارق.

اعدام المرتشي

وجاء في صحفية نداء الحق العدد ٤٤٣ نقلاً عن وكالة الاسيوشايتدبرس ، خبر مفاده :

« صوّت اعضاء البرلمان في تايلند بشكل أولي علىٰ قانون يوجب الاعدام لموظف الدولة الذي يأخذ رشوة ».

عجباً ، كيف يقبل العالم بأعدام السارق والمرتشي ، وهو الذي كان يعتبر قطع يد السارق وعقابه من اجل اجتثاث هذه الظاهرة من المجتمع عملاً وحشياً يستحق الاستنكار ؟!

أليس غريباً ان يعتبر مجرد قطع يد السارق عملاً وحشياً ، فيما لا يعتبر اعدامه كذلك !!

وكيف تحولت تلك المربيات اللاتي يرين انفسهن اكثر عطفاً من الاُم ولا يرضين بقطع اصابع يد انسان خائن ( طبعاً حسب الشروط التي ذكرها

٢٠٤

الاسلام ) ، الىٰ موجودات قاسيات يحكمن بالاعدام ( القتل ) علىٰ السارق والمرتشي ؟!

وقد عجزت تلك العقول التي لعبت بها الخمرة عن فهم حقيقة مفادها : الاعدام ليس حلاً للسرقة ولا يمكنه اجتثاثها من المجتمع وتأثيره أقل من تأثير قطع اليد. لأن اعدام السارق علىٰ الرغم من شدته ينسىٰ بعد فترة من الوقت ، لكن قطع يده يبقىٰ علامة في المجتمع علىٰ العقاب الذي يطال من يفعل ذلك ، مما يشكل رادعاً للآخرين عن القيام بالسرقة.

اصدقائي الاعزاء !

هل وجدتم في التاريخ شعوباً متملقة ومتحايلة مثل الشعوب الاوروبية والاميركية.

أليس عجيباً ان تثير الدول الاوروبية والاميركية كل هذا الضجيج الاعلامي لقطع اصابع سارق يخلّ بالامن والمصلحة العامة ، لكنها تقوم هي في نفس الوقت وعلىٰ مدىٰ سنين بالسيطرة علىٰ الدول الصغيرة والضعيفة وتمتص دماءها وخيراتها ، دون ان يتحرك ساكن او تدان علىٰ ذلك ؟

أليس هناك أحد يقول لرجال اوروبا وامريكا العطوفين والرؤوفين ! أيّها الذئاب المتوحشة وأيّها المخادعون ، انتم الذين تدّعون الشفقة والرحمة ليد تقطع بحق ، لماذا كل هذا التسابق في صنع تلك الاسلحة المدمرة والفتاكة ، واين عواطفكم واحاسيسكم الرقيقة تلك من استخدام ذلك السلاح ضد الابرياء والعزّل من شعوب العالم التي تريدون ابادتها ؟!

٢٠٥

ويا زعماء الشرق والغرب المتوحشين ، يا زعماء موسكو وواشنطن ولندن هل تتصورون ان العالم نسي المشاهد الدموية التي جرت علىٰ ايديكم في الحربين العالميتين الاُولىٰ والثانية ؟ وهل تُنسىٰ الدماء التي اُريقت والأشلاء التي تناثرت بواسطة قنابلكم وصواريخكم ؟

ان صيحات وآهات المفجوعين من النساء والرجال والشيوخ والاطفال لازالت تدوي في سماء عالمنا المعاصر ، رغم ضجيج اعلامكم ومنجزاتكم المزعومة.

ويا أيّها المخادعون ، كيف تجيزون كل ذلك القتل في حروبكم من اجل السيطرة علىٰ العالم والشعوب وتفجعون الآباء والاُمهات بأبنائهم والنساء بأزواجهن ، دون أن تتأثر لذلك قلوبكم السوداء ، بل تعدونه من مفاخركم وانجازاتكم ، في حين تعتبرون قطع يد سارقة عملاً وحشياً وعقوبة شديدة ، لا يمكن اجرائها ضد البشر(١) .

ضرورة وعي السياسة الغربية والشرقية

من اجل ان يعي بعض ابناء شعبنا واُمّتنا ، المتأثرين بشعارات الشرق والغرب ، حقيقة اولئك المستعمرين الناهبين لثروات الشعوب والمهيمنين علىٰ

________________

(١) بلغت خسائر الحرب العالمية الاُولى : مقتل ١٠ ملايين عسكري ، وجرح ما بين ٢٥ إلى ٣٠ مليون آخرين ، وفي الحرب العالمية الثانية ، حيث الاحصائيات ادق ، فقد بلغ عدد القتلى ٣٥ مليون و ٢٠ مليون معوّق و ١٢ مليون حالة اسقاط جنين ، وتدمير ١٣٠ الف مدرسة ، و ٦ آلاف جامعة و ٨ آلاف مختبر ، وقد اُلقيت أكثر من ٣٩٠ الف مليار قذيفة. راجع : تاريخ الحرب العالمية الثانية ، تأليف الفريق أول نخجوان. ( بالفارسية )

٢٠٦

المستضعفين والمحرومين في العالم ولكي يعلموا ان اولئك المخمورين في اوروبا وامريكا والذي يعتبرون انفسهم قادة العالم وموجهوه ما هم إلّا حفنة من المخادعين القتلة ، ولا بدّ من ذكر نماذج لأعمالهم الدنيئة والبشعة التي يرتكبونها ضد الشعوب الفقيرة.

اقرأوا بدقة اكثر الهند في مخالب بريطانيا !

هنا ، اليكم نموذجاً لتصرفات احدىٰ الدول العطوفة التي لا تقبل بقطع يد السارق وتعد ذلك عملاً وحشياً ، وتلك هي بريطانيا التي فعلت أحط الاعمال مع الشعب الهندي.

لنسمع من أحد المؤرخين الاوروبيين :

يقول الدكتور غوستاف لوبون في كتابه « حضارة الاسلام والعرب » وفي الصفحة ٧٤٣ حول معاملة الانجليز للشعب الهندي :

« صحيح ان بريطانيا تطورت واصبحت غنية ، لكن الناس الذين اخذت منهم هذه الثروات ( الشعب الهندي ) اصبحوا في ادنىٰ مستويات الفقر والفاقة ».

٢٠٧

تقرير السيد غرانديدير(١) عن وضع الشعب الهندي

في تقرير للسيد غرانديدير عن وضع الشعب الهندي خلال استعماره من قبل انجلترا ، يقول :

« كانت طبقة المزارعين الهنود والتي تشكل اغلبية الشعب تدفع في السابق سدس ( ١ / ٦ ) محاصيلها الىٰ امرائها المحليين ، اما في فترة السيطرة الانجليزية فقد كان عليهم أن يدفعوا نصف ( ١ / ٢ ) محاصيلهم اما اذا امتنعوا عن دفع تلك الضرائب ، فان املاكهم واراضيهم تصادر بشكل مأساوي ، وقد أدىٰ هذا الامر الىٰ مآسي وفجائع بالنسبة للمزارعين تفوق مستوىٰ التصور ».

حالة الشعب الهندي نقلاً عن السيد هيندمان(٢)

يقول السيد هيندمان الذي زار الهند في فترة الاستعمار البريطاني :

« لقد قام الانجليز من جهة بالضغط علىٰ الشعب الهندي من خلال الضرائب الباهضة بشكل جعلهم يتضورون جوعاً ومن جهة اخرىٰ قاموا بتدمير مصانعهم وصناعتهم مما ادىٰ الىٰ غلقها وذلك من اجل السيطرة علىٰ السوق الهندية وزيادة صادراتهم ، وبهذه التصرفات فاننا ( الشعب الانجليزي ) نسير

________________

(١) Grandidier

(٢) Hind man

٢٠٨

نحو كارثة ليس لها مثيل في التاريخ ».

وفي مكان آخر من كتاب حضارة الاسلام والعرب ، يتحدث الدكتور غوستاف لوبون عن حالة الشعب الهندي ، فيقول :

« يوجد في ولاية مدرس(١) وحدها وحسب الاحصائيات الرسمية ستة عشر مليون متسول. ولماذا لا يكون كذلك ؟ فالشعب الهندي المسكين كان عليه أن يدفع مصروفات الحرب والتي بلغت اربعمائة مليون باوند وكذلك مصروفات الدوائر الحكومية البريطانية ومبلغها خمسين مليون باوند ، وما عدا تلك المبالغ الضخمة ، كان عليهم أن يدفعوا سنوياً خمسمائة مليون باوند ـ خالصة ـ إلى خزانة الحكومة البريطانية ، وعلى هذا الاساس يكون مجموع ما حصلت عليه بريطانيا خلال فترة عشرين سنة(٢) من سيطرتها على الهند ، يفوق عشرة ملياردات باوند ، طبعاً هذا غير المبالغ العظيمة التي صرفت على المأمورين الانجليز في الهند ، لأن اولئك المأمورين كانوا يتقاضون خلال فترة اقامتهم في الهند مرتبات مساوية لما يتقاضاه الوزير في بريطانيا ».

ثم ينقل الدكتور لوبون عن تقرير السيد هيندمان ، فيقول :

« ومن الاُمور العجيبة والمرعبة هي أن الولايات الشمالية الغربية كانت مجبورة على ارسال محاصيلها من الحبوب إلى الخارج ، في حين أن ثلاثمائة

________________

(١) من ولايات جنوب شرق الهند ، يبلغ عدد سكانها ٤٤ مليون نسمة ، وأهم منتوجاتها الرز والتبغ والشاي والقطن.

(٢) الفترة المذكورة ، حتى تاريخ كتابة « حضارة الاسلام والعرب ».

٢٠٩

شخص ماتوا جوعاً هناك خلال بضعة أشهر.

وفي سنة ١٨٨٧ م مات في ولاية مدرس وحدها ٩٣٥ الف شخص ( حسب الاحصائيات الرسمية ) جوعاً ، وكانت الحالة تزداد سوءً يوماً بعد يوم ، لأن المزارعين كانوا مضطرين إلى زراعة اراضيهم أكثر من الحد الطبيعي لكي يتمكنوا من دفع الضرائب الباهظة التي تأخذها منهم الحكومة الاستعمارية بالقوة ، وبذلك فقدت الاراضي طاقاتها وخربت بشكل تام ».

وبعد أن ينقل الدكتور لوبون ذلك التقرير عن السيد هيندمان ، يعلق ويقول :

« الارقام التي نشرها السيد هنيدمان ، لم تعترض أو تعلق عليها الحكومة البريطانية ، كما انها لم تكذبها أيضاً. والجواب الوحيد الذي أعطته في مجلة « كل خمسة عشر يوماً » حول الخمسمائة مليون باوند التي على الحكومة الهندية أن ترسلها الى خزانة بريطانيا ، هو : « أن هذا المبلغ هو ثمن حكومة منظمة وآمنة اعطيت للشعوب الهندية ».

ويقول لوبون بعد نقله لهذا الجواب القاطع في المجلة المذكورة :

« ولا يخفى أن اطلاق لفظة آمنة على حكومة مسالمة ! بلغت خسائرها من الجوع أكثر من خسائر حرب ضروس ، لم يكن يفسره الشعب الهندي بغير الكذب ».

وهذا التصرّف المشين هو نموذج لسياسة دولة عظمى ومتحضّرة مع الشعب الهندي ، تلك الدولة التي تتحدّث عن حقوق الانسان وعواطفه وتعدّ قطع يد السارق عملاً وحشياً.

٢١٠

اصدقائي الاعزاء

ما ذكرناه من التصرفات والسياسات الوحشية لحكومة بريطانيا الاستعمارية في الهند ، هو جزء يسير من همجيتهم وبربريتهم ، لم يقتصر الأمر على الهند فقط ، بل شمل جميع المناطق التي استعمرتها ( الحقيقة استثمرتها ) تلك الحكومة التي تدّعي الدفاع عن حقوق الانسان ! وبالامكان الحديث عن نماذج اُخرى لوحشيتهم وجرائمهم في العديد من الدول الآسيوية والافريقية التي احتلوها واستعمروها.

٢١١

امريكا وريثة الاستعمار

الىٰ اولئك الجهلة والمسلمين غير الواعين الذين يرجون الدعم الأمريكي من اجل استيفاء حقوقهم الانسانية.

الىٰ الذين لا يزالون يعتبرون امريكا كعبة آمالهم ، فيلهجون بذكرها ويسبحون بحمدها ، ومن أجل ان تعرفوا ان أمريكا لا تقل عن بريطانيا وحشية وبربرية ، وكما يقول المثل « الكلب اخو الذئب » ، اقرأوا الخبر بدقّة ، لكي تعرفوا حقيقة امريكا وريثة الاستعمار البشعة ، من خلف قناع الانسانية الذي تتظاهر به.

سنة ١٩٤٥ م قامت امريكا التي تدفع عن حقوق الانسان والتي تقيم الدنيا وتقعدها من أجل قطع يد سارق بألقاء قنبلتين ذريتين ( صغيرتين !! ) علىٰ مدينتي هيروشيما وناكازاكي في اليابان ، لان اليابان قاومت الهجوم الامريكي ولم تستطع امريكا ان تنتصر عليها رغم استسلام قوات المحور في اوروبا وذلك لبسالة الجنود اليابانيين وشجاعتهم ، وكانت نتيجة ذلك التدمير المدينتين بالكامل ومقتل سبعين ألف شخص.

وقبل فترة قصيرة ، قرأت في احدىٰ المجلات خبراً تحت عنوان « حادث غريب هزّ اوروبا وامريكا » ، كانت هناك صورة لذلك الضابط الشريف !! والشهم !! الذي القىٰ قنبلته الذرية علىٰ الشعب الياباني بأمر من حكومته وهذا التعليق اسفلها :

٢١٢

الطيار الذي ألقىٰ أول قنبلة ذرية علىٰ هيروشيما يعيش حالة من الندم والجنون ، ويشاهد دائماً يتكلم مع البوليس والقضاة : « ألقوا القبض عليّ ، اسجنوني ».

ثمّ تضيف المجلة : « الرائد اترلي يرىٰ كل ليلة في منامه دخاناً برتقالي اللون يتّجه نحوه ويسمع اصوات استغاثات ، واناس كثيرون يصرخون في اذنيه » ، ثمّ تقول المجلة نقلاً عن مجلة « بارس ماج » التي تصدر في باريس : « ان جنون الرائد اترلي من اغرب ألاعيب الطبيعة التي حيّرت الجميع في القرن العشرين ».

اصدقائي الاعزاء :

هذه المجازر الجماعية وتدمير هاتين المدينتين الصناعيتين الكبيرتين ، بجميع معاملهما وشركاتهما ومؤسساتهما وابنيتهما ، نموذج من سلوكيات وتصرفات القادة المصلحين ! المحبين للانسانية في امريكا ، الذين لا يفكرون بشيء سوىٰ تقديم خدمات للدول النامية والشعوب الضعيفة ، وهو ما قدموه لتلك الدولة الشرقية ، اي اليابان ! ولو سنحت فرص اخرىٰ لامريكا المحبّة للبشرية ! امريكا التي تحتل موقع الصدارة في الحضارة المعاصرة ! لكررت ذلك النموذج مع شعوب ضعيفة اُخرىٰ.

وما تكلّمنا عنه للتعريف بحقيقة امريكا ونواياها الشريرة ، هو جزء يسير من جرائهما الكبيرة التي اقترفتها ولا زالت تقترفها بحق البشرية ، والحقيقة ان جرائم هذا الذئب الغدّار الذي ورث الامبراطوريات الاستعمارية بعد الحرب

٢١٣

العالمية الثانية واسعة بشكل بيّضت وجوه جميع من سبقوها في تاريخ الاستعمار والتسلّط ، فبالاضافة الىٰ القتل والدمار والنهب الذي قامت به امريكا علىٰ مدىٰ عشرة سنين في فيتنام والذي قتل فيه عشرات الآلاف من البشر الأبرياء بأبشع الصور.

كما تقوم امريكا بجرائم اقتصادية وسياسية وثقافية وحضارية في العديد من المجتمعات والبلدان اما بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق الحكومات العميلة والمرتبطة بها ، بشكل لم يسبق له مثيل ولم يشاهد ان قام به جزار وسفاك ومجرم قبلها في التاريخ.

وأمريكا التي لم يمض علىٰ ظهورها علىٰ الساحة الدولية إلّا بضع سنين ، تتصرف ببشاعة وجنون في نهب خيرات الشعوب واستضعافها ، ولا يمكن الوقوف امامها إلّا بتوعية الشعوب وتحركها.

تعرّفوا علىٰ فرنسا المخادعة

يا شبابنا المسلم ! الفرنسيون الذين كانوا يعتبرون انفسهم ما قبل قرنين حملة راية الحرية ! والواضعون للبيان العالمي لحقوق الانسان ، هؤلاء العطوفون الذين يرون قطع يد السارق عملاً وحشياً ، تعاملوا مع الشعب الجزائري المسلم بقسوة جعلت كل انسان شريف وصاحب ضمير في حيرة من امره ، ولا يزال الشعب الجزائري بنسائه ورجاله وشيوخه وشبابه يجاهدون ويقفون امام هذا الغول والذئب المتوحش ويقدمون الضحايا تلو الضحايا من اجل ان يحصلوا علىٰ استقلالهم ويحكموا بلادهم بأنفسهم ، لكن الفرنسيين

٢١٤

الوضيعين وكأنما يريدون ان يفقدوا ارض آباءهم واجدادهم ، ليسوا مستعدين للتخلي عن الجزائر ووقف مجازرهم هناك.

لقد قدم الشعب الجزائري المسلم والشجاع مليون شهيداً في سبيل حريته واستقلاله ، ولقد كان تعامل الحكومة الفرنسية بشع حتىٰ مع الاسرىٰ المسلمين المحتجزين في معسكرات الجيش الفرنسي بحيث نقلت وكالات الانباء العالمية اخباراً عن وضع الأسرى المؤسف ، واعترضت على الحكومة الفرنسية بشدّة للكف عن المعاملة اللانسانية مع اولئك الاسرىٰ.

طبعاً لفرنسا مثل الغولين الاستعماريين امريكا وبريطانيا سجل دموي آثم في جميع مستعمراتها في آسيا وافريقيا ، وهو ما يتفق فيه جميع المستعمرين ، فالتاريخ الاستعماري اساساً هو ليس إلّا القتل والنهب والخيانة ، وسحق جميع القيم الثقافية والدينية للشعوب الصغيرة.

وعلىٰ هذا الاساس ، لا يمكن حصر جرائم فرنسا ( وكغيرها من اقرانها المستعمرين ) بنوع ومجال معين ، لأنها واسعة ومتنوعة.

اصدقائي الاعزاء !

هذه النماذج مختصرة وصغيرة من آلاف التصرفات الوحشية التي تقوم بها الدول الكبرىٰ ، مع الشعوب الضعيفة ، تلك الدول العظمىٰ التي تعتبر انفسها مدافعة عن الانسانية وتريد ان تخلّص البشر من وحل الشقاء بعقولها المخمورة ، تلك الدول العظمىٰ الرؤوفة بالانسان والانسانية ، والتي تعتبر قطع يد السارق كعقوبة وفق الشروط التي وضعها الاسلام ، عملاً وحشياً غير جائزاً !

٢١٥

أليس عجيباً ان يحاول هؤلاء المتوحشون الدوليون الحيلولة دون الاعمال الوحشية التي يقوم بها بعض البشر ، وأليس غريباً ان يحاول هؤلاء السارقون المسلحون بالاسلحة الذرية الوقوف امام السرقات والاعتداءات التي يقوم بها البشر ومن المحيّر جداً ان يحاول هؤلاء الجزّارون الذين تلطخت اياديهم بدماء ملايين البشر ، والوقوف امام القتل والجريمة.

هنا وبمشاهدتنا لجميع تلك الجرائم والمجازر الرهيبة التي قامت بها الدول الاوروبية والامريكية المتقدمة علمياً ، لابدّ ان نعترف بان عالمنا المعاصر ارتكب خطأً كبيراً عندما ضحّىٰ بالمعنويات من اجل الماديات ، لأنه وعلىٰ الرغم من التطورات التي شهدها عالمنا في المجالات العلمية والصناعية ، لكن وجود هذه المجازر والانحرافات العلمية والاخلاقية دليل حيّ علىٰ موت الفضيلة والانسانية ، بشكل تام ، وان العاطفة والصفات الانسانية قد اضمحلت ، فالبشرية تخلفت عن قافلة اخلاق والفضيلة بنفس المقدار الذي تقدمت فيه في ميدان العلوم المادية.

التضحية بالمعنويات امام الماديات

يقول الدكتور الكسيس كارل ، الذي مرّ ذكره ، حول انحطاط البشر الاخلاقي في عالم اليوم :

« الحضارة الجديدة ارتكبت خطأً فادحاً بتضحيتها بالمعنويات امام الماديات ، وهذا الخطأ كبير لأنه يحيي عند الناس الشعور بالعصيان ».

ويضيف الدكتور كارل في بحث آخر حول عدم جدوىٰ العلوم المادية

٢١٦

لوحدها ، فيقول :

« لا جدوىٰ من زيادة عدد الاختراعات الميكانيكية ولربما لا تكون الاكتشافات الفيزيائية والكيميائية والنجومية كبيرة جداً ، طبيعي ثابت لدينا ان العلم بحد ذاته غير مضر بالنسبة لنا ، لكنها تحصر بجمالها الباهر جميع نشاطاتنا الفكرية في الموارد غير الحيوية.

وعلىٰ البشرية اليوم ان تركز انتباهها علىٰ نقاط الضعف الاخلاقية والفكرية التي تعاني منها ، فما الفائدة من كثرة وسائل الراحة والزينة والجمال والعظمة وهذه الحضارة إذا لم تكن لنا القدرة في ادارتها بأحسن وجه ، وما هي حصيلة استمرار حالة معيشية تؤدي الىٰ ضعف الاسس الاخلاقية وتدمير عوامل الاعراق الاصيلة ، أليس من الافضل ان نتهم بأنفسنا بدل الغرق في صناعة التلسكوبات العظيمة لدراسة الكواكب والنجوم أو صناعة السفن المتطورة والسيارات الحديثة و الخ.

فلو استطعنا السفر من اوروبا الىٰ الصين خلال بعض ساعات بالطائرة ، فما هو التقدّم الذي حصل في داخلنا ، هل التقدم الفيزيائي والكيميائي و يوجد لدينا اخلاقاً فاضلةً وذكاءً أو صحةً وتعادلاً نفسياً أو أمناً وسلاماً ، علينا ان نركز علىٰ قضايا كثر جدّية من الفيزياء أو الأحياء ، وهي النفس الانسانية والمعنويات ».

اصدقائي الاعزاء !

هذه العبارات هي نص اعتراف احد كبار شخصيات اوروبا حول

٢١٧

انحطاط تلك البلدان ، ومع الأخذ بكل ما ذكرناه من جرائم مرعبة وانحرافات اخلاقية وعلمية في الغرب ، أليس عجباً ان يغتر بعض المسلمين والشرقيين بزخارف الصناعات الاوروبية والامريكية وينسوا انفسهم ويفقدوا هويتهم ، لكي يفتخروا بتقليد اعمىٰ لكل ما موجود في الغرب !!

اصبت بزكام اجنبي

مسكين احد المتغرّبين الايرانيين ، كان قد سمع ان الاوروبيين يسمون الزكام « غريب »(١) ، فأجهد نفسه لكي يتعلم تلك الكلمة حتىٰ يفتخر بأستخدامها عند محادثة الآخرين ! ولربما انتظر فصل الشتاء كثيراً وتمنىٰ لو يصاب بالزكام حتىٰ يلفظ تلك الكلمة عندما يسأله الآخرون عن حالته ، وبعد فترة طويلة حصل له ما كان يتمناه ، فسأله احد اصدقائه عن صحته ، لكن هذا المسكين نسيَ لفظة Grippe وكلما حاول ان يتذكرها خانته ذاكرته ، وفي نفس الوقت لم يكن حاضراً لأن يجيب صديقه بأنه مصاب بالزكام ، فقال لصديقه : اصبت بزكام اجنبي !!

وهنا انفجر الحاضرون بالضحك.

ايها السادة ! لا تعجبوا من ذلك ، فهناك نماذج كثيرة من هذا القبيل في بلادنا ، من الذين ينظرون الىٰ أكثر الاعمال وحشية وانحطاطاً في الغرب علىٰ انها مقدّسة لمجرد صدورها عن الغرب.

________________

(١) Grippe مرض مسري وهو علىٰ نوعين ، الأول الزكام العادي والثاني اخطر منه وهو الذي يسمىٰ انفلونزا Anfluenza

٢١٨

اقول لنفسي بعض الاحيان ، لا يُلام قادة الشعوب الغربية لو منحوا بعض متغربينا اعظم اوسمة الجهل والحماقة ، لانهم لايزالون يتوقعون ان يقوم الغرب بأصلاحات في بلداننا مع ان الغرب ومنذ عشرات السنين يقوم بنهب ثرواتنا والتسلط علىٰ بلداننا ثقافياً وسياسياً ، بشكل جعلنا متخلفين في جميع شؤون الحياة.

اين أجرة الحمار في النهاية !!

هذه السذاجة في التفكير وهذا التوقع من هؤلاء الذئاب ، شبيه بالقصه التي ينقلها المرحوم الشيخ البهائي ، وهي :

كان هناك رجلاً في بغداد قد استقرض كثيراً من الناس ، بحيث كان الجميع يطلبونه ، والحقيقة هو ان الرجل كان متحايلاً غريباً ، حتىٰ اشتكىٰ عليه غرماءه عند القاضي ، فقام القاضي بالكشف عن وضعه المالي مباشرة ، فوجد انه لا يملك شيئاً يمكن استرداده منه ، لذلك فقد شخّصه بانه مفلس وخلّصه من أيدي الطالبين ، ولكن ومن أجل ان لا يتحايل الرجل علىٰ شخص آخر ويستدين منه مالاً ، أمر القاضي بايجار حمار يطاف عليه الرجل في الاسواق ليعرف الناس انه مفلس ولا يقرضه أحد مالاً.

وبعد ان أدىٰ صاحب الحمار عمله المنهمك من الصباح الىٰ وقت المغرب ، طالب الرجل بأجرته ، فأجابه المفلس ضاحكاً : لم اشاهد من هو احمق وأسفه منك ، فأنت تدور بي منذ الصباح في المدينة وتعلن للناس انني مفلس ومدان وان لا يقرضني أحد مالاً ، ومع ذلك تطالبني الآن

٢١٩

بأجرة الحمار؟

يضحك الحاضرون ملياً.

والحقيقة ان توقعنا الحصول علىٰ خدمات ومساعدة من تلك الدول الاوروبية والاميريكية ، يشابه توقع صاحب الحمار من ذلك الرجل المفلس ، لان هؤلاء وبالاضافة الىٰ المآسي التي قاموا بها في بلداننا الاسلامية ، فان مساعداتهم المالية والقروض التي قدموها لنا لم يصلنا من اغلبها الّا الضرر ، فيما ذهبت تلك الاموال في جيوب السماسرة والمسؤولين الحكوميين.

اعتراف غريب للدكتور غوستاف لوبون

في بحث له بهذا الصدد ، يعترف الدكتور غوستاف لوبون بصراحة :

« لم تأت حضارتنا بشيء لشعوب الشرق سوىٰ الشقاء والمآسي ، ومن مصلحتهم ان يقطعوا ارتباطهم بأوروبا وشعوبها ».

ويقول في كتابه حضارة الاسلام والعرب ، بعد بحث معقد ومحيّر :

« ان كتمان هذه الحقيقة لن يؤثر شيئاً ، ولابد ان اقول بصراحة قد لايستسيغها رجال اوروبا ، ان تعاملنا نحن الاوروبيون مع شعوب الشرق ، منحط وقاسي ، بل ووحشي ».

ثم يضيف :

« ومما يؤسف له اكثر من كل شيء ، هو ان تعامل الدول الاوروبية مع الشعوب الشرقية المتحضرة مثل الصينيين والهنود وغيرهم ، ليس بأفضل

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

(٤٥) كتاب : الإفصاح في الإمامة

الحديث :

في ردّه على من استدلّ على إمامة أبي بكر وعمر بحديث : اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر ، أجاب الشيخ المفيد : قيل لهم : هذا حديث موضوع ، فصل آخر : على أنّ أصحاب الحديث قد رووه بلفظين مختلفين ، على وجهين من الإعراب متباينين : أحدهما الخفض ، وقد سلف قولنا بما بيّناه ، والآخر النصب ، وله معنى غيرما ذهب إليه أهل الخلاف.

وذلك إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لمّا دعا الأُمّة إلى التمسّك بكتاب الله تعالى ، وبعترته ( عليهم السلام ) ، حيث يقول : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، وكانا ـ أيّ أبي بكر وعمر ـ هما المناديين بالاتّباع دون أن يكون النداء إليهما على ما شرحناه(١) .

الإفصاح في الإمامة :

نسبه إليه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله(٢) ، والشيخ الطوسي

____________

١ ـ الإفصاح في الإمامة ( مصنّفات الشيخ المفيد مجلّد ٨ ) : ٢١٩ ـ ٢٢٣.

٢ ـ رجال النجاشي : ٣٩٩ [ ١٠٦٧ ] ، وانظر : روضات الجنّات ٦ : ١٥٣ [ ٥٧٦ ].

٤٠١

( ت ٤٦٠ هـ ) في فهرسته(١) ، وابن شهر آشوب ( ٥٨٨ هـ ) في المعالم(٢) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : وقال في كشف الحجب ( إنّه كان هذا الكتاب في دهلي عند بعض الثقات ، وقد نقل عنه والدي العلاّمة بعض عباراته في كتابه برهان السعادة في الإمامة ) ، « أقول » هو متداول في العراق ورأيت منه نسخاً منها نسخة من بقايا موقوفات مكتبة الشيخ عبد الحسين الطهراني ، ونسخة الشيخ الحجّة ميرزا محمّد الطهراني ، ونسخة السيّد الجليل أبي القاسم الموسوي الإصفهاني النجفي ، ونسخة بخطّ العالم السيّد محمّد علي بن محمّد الموسوي اللاريجاني كتابتها سنة ١٢٦٢ في مكتبة آية الله السيّد أبي الحسن الإصفهاني ونسخة في مكتبة الشيخ علي بن الشيخ محمّد رضا آل كاشف الغطاء ، ونسخة في مكتبة الشيخ محمّد السماوي وغيرها(٣) .

وذكر السيّد الطباطبائي عدّة نسخ له وعدّة طبعات(٤) ، وحقّقته مؤسّسة البعثة في قم على ثلاث نسخ خطّية وأُخرى مطبوعة(٥) .

____________

١ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٤ [ ٧١١ ].

٢ ـ معالم العلماء : ١١٢ [ ٧٦٥ ].

٣ ـ الذريعة ٢ : ٢٥٨ [ ١٠٥١ ].

٤ ـ مقالات مؤتمر الشيخ المفيد ( رحمه الله ) ، رقم (١) : ٢١٢.

٥ ـ الإفصاح في الإمامة ( مصنّفات الشيخ المفيد مجلّد ٨ ) : ١٢ ، مقدّمة التحقيق.

٤٠٢

مؤلفات شريف المرتضي علي بن الحسين

الموسوي البغدادي ( ت ٤٣٦ هـ )

(٤٦) كتاب : الشافي في الإمامة

الحديث :

الأوّل : قال الشريف المرتضى في ردّه على القاضي عبد الجبّار(١) عند استدلاله بحديث « اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر »(٢) ، على إمامة أبي بكر في كتاب الإمامة من المغني ـ بعد أن ذكر عدّة ردود على هذا الخبر وغيره ـ : وفيهم من حكى رواية الخبر بالنصب وجعل أبا بكر وعمر على هذه الرواية مناديين مأمورين بالاقتداء بالكتاب والعترة ، وجعل قوله ( اللذين من بعدي ) كناية عن الكتاب والعترة ، واستشهد على صحّة تأويله بأمره ( صلى الله عليه وآله ) في غير هذا الخبر بالتمسّك بهما والرجوع إليهما في قوله : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٣) .

وأورده الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في تلخيص الشافي(٤) .

____________

١ ـ في كتابه المغني.

٢ ـ الشافي في الإمامة ٢ : ٣٠٦.

٣ ـ الشافي في الإمامة ٢ : ٣٠٨.

٤ ـ تلخيص الشافي ٣ : ٣٦.

٤٠٣

الثاني : ما يذكره من مناقشة القاضي عبد الجبّار ( ت ٤١٥ هـ ) في دلالة حديث الثقلين ، قال الشريف المرتضى :

قال صاحب الكتاب(١) : دليل لهم آخر ، وربّما تعلّقوا بما روي عنه ( صلى الله عليه وآله ) من قوله : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، وأنّ ذلك يدلّ على أنّ الإمامة فيهم ، ثمّ قال : وهذا يدلّ على أنّ إجماع العترة لا يكون إلاّ حقّاً

يقال له(٢) : أمّا قوله « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فإنّه دالّ على أنّ إجماع أهل البيت حجّة على ما أقررت به(٣) .

وأورده الطوسي في تلخيص الشافي(٤) .

علم الهدى علي بن الحسين الموسوي البغدادي « الشريف المرتضى » :

قال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : علي بن الحسين بن موسى بن محمّد ابن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، أبو القاسم المرتضى ، حاز من العلوم ما لم يدانيه فيه أحد في زمانه ، وسمع من الحديث فأكثر ، وكان متكلّماً شاعراً

____________

١ ـ القاضي عبد الجبّار صاحب المغني.

٢ ـ جواب الشريف المرتضى.

٣ ـ الشافي في الإمامة ٣ : ١٢٠ ـ ١٢٢ ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٧٠١ ح ١١١ ، والبحار ٢٣ : ١٥٥ ، تتميم ، وسيأتي الكلام في الدلالة مفصّلا.

٤ ـ تلخيص الشافي ٢ : ٢٣٩.

٤٠٤

أديباً ، عظيم المنزلة في العلم والدين والدنيا ، إلى أن قال : مات رضي الله عنه لخمس بقين من شهر ربيع الأوّل سنة ست وثلاثين وأربع مائة ، وصلّى عليه ابنه في داره ودفن فيها ، وتولّيت غسله ومعي الشريف أبو يعلى محمّد ابن الحسن الجعفري وسلاّر بن عبد العزيز(١) .

وقال الشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في رجاله : علي بن الحسين الموسوي ، يكنّى أبا القاسم ، الملقّب بالمرتضى ، ذي المجدين علم الهدى أدام الله تعالى أيّامه ، أكثر أهل زمانه أدباً وفضلا ، متكلّم فقيه جامع للعلوم كلّها مدّ الله في عمره ، يروي عن التلعكبري والحسين بن علي بن بابويه وغيرهم من شيوخنا ، له تصانيف كثيرة ذكرنا بعضها في الفهرست وسمعنا منه أكثر كتبه وقرأناها عليه(٢) .

وقال في الفهرست : على بن الحسين بن موسى بن محمّد بن موسى ابن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين ، كنيته أبو القاسم المرتضى الأجلّ علم الهدى طوّل الله عمره وعضد الإسلام وأهله ببقائه وامتداد أيّامه ، متوحّد في علوم كثيرة ، مجمع على فضله ، مقدّم في علوم ، مثل : علم الكلام والفقه وأُصول الفقه والأدب والنحو والشعر ومعاني الشعر واللغة وغير ذلك ، وله ديوان شعر يزيد على عشرين ألف بيت ، وله من التصانيف ومسائل البلدان شيء كثير يشتمل على ذلك فهرسته المعروف ، غير أنّي أذكر أعيان كتبه وكبارها ، إلى أن قال :

توفّي ( رحمه الله ) في شهر ربيع الأوّل سنة ست وثلاثين وأربع مائة ، وكان

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٢٧٠ [ ٧٠٨ ].

٢ ـ رجال الطوسي : ٤٣٤ [ ٦٢٠٩ ].

٤٠٥

مولده في رجب سنة خمس وخمسين وثلاث مائة ، وسنّه يوم توفّي ثمانون سنة وثمانية أشهر وأيّام ، نضّر الله وجهه(١) .

وقصّة الرؤيا التي رآها المفيد بحقّه وحقّ أخيه ، وقصّة تلقّبه بعلم الهدى مذكورتان في كتب التراجم لم نذكرهما اختصاراً.

الشافي في الإمامة :

نسبه إليه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله(٢) ، وقال الشيخ ( ت ٤٦٠ هـ ) : كتاب الشافي في الإمامة ، نقض كتاب الإمامة من كتاب المغني لعبد الجبّار بن أحمد ، وهو كتاب لم يصنّف مثله في الإمامة(٣) ، ووصفه ابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في المعالم بأنّه حسن(٤) .

وجعله العلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) أحد مصادر كتابه البحار(٥) ، وقال : كتب السيّدين الجليلين(٦) كمؤلّفيها لا تحتاج إلى البيان(٧) .

____________

١ ـ فهرست الطوسي : ٢٨٨ [ ٤٣٢ ] ، وانظر : معالم العلماء : ٦٩ [ ٤٧٧ ] ، رجال ابن داوود : ١٣٦ [ ١٠٣٦ ] ، خلاصة الأقوال : ١٧٩ [ ٥٣٣ ] ، حاوي الأقوال ٢ : ٢٢ [ ٣٥٧ ] ، نقد الرجال ٣ : ٢٥٤ [ ٢٥٥٢ ] ، مجمع الرجال ٤ : ١٨٩ ، أمل الآمل ٢ : ١٨٢ [ ٥٤٩ ] ، رياض العلماء ٤ : ١٤ ، منتهى المقال ٤ : ٣٩٧ [ ٢٠٠٤ ] ، روضات الجنّات ٤ : ٢٩٤ [ ٤٠٠ ] ، بهجة الآمال ٥ : ٤٢١ ، تنقيح المقال ٢ : ٢٨٤ ، معجم رجال الحديث ١٢ : ٤٠ [ ٨٠٧٧ ] ، قاموس الرجال ٧ : ٤٤١ [ ٥١١٣ ] ، بلغة المحدّثين : ٣٨٣ ، جامع الرواة ١ : ٥٧٥ ، لؤلؤة البحرين : ٣١٣ [ ١٠٤ ] ، الدرجات الرفيعة : ٤٥٨ ، الكنى والألقاب ٢ : ٤٨٠.

٢ ـ رجال النجاشي : ٢٧٠ [ ٧٠٨ ].

٣ ـ فهرست الطوسي : ٢٨٨ [ ٤٣٢ ].

٤ ـ معالم العلماء : ٦٩ [ ٤٧٧ ].

٥ ـ البحار ١ : ١٠ ، مصادر الكتاب.

٦ ـ أي الشريف الرضي والمرتضى.

٧ ـ البحار ١ : ٣٠ ، توثيق المصادر.

٤٠٦

وهو مذكور في إجازة المرتضى للبصروي ، والتي رآها الميرزا عبد الله الأفندي في بعض المواضع المعتبرة(١) ولهذا الكتاب قيمة علميّة كبيرة ومكانة مرموقة عند الطائفة.

قال الشيخ محمّد جواد مغنية ( ت ١٤٠٠ هـ ) : ولا أُغالي إذا قلت : إنّ كتاب الشريف هو أوّل كتاب شاف كاف في الدراسات الإسلاميّة الإماميّة بحيث لا يستغني عنه من يريد الكلام في هذا الموضوع(٢) .

وللشافي عدّة مخطوطات ذكرها السيّد الخطيب في مقدّمة تحقيق الكتاب منها :

١ ـ نسخة مكتبة آية الله المرعشي النجفي ٢ ـ نسخة المكتبة الرضويّة ٣ ـ نسخة أُخرى في الرضويّة وغيرها ، ذكرها السيّد الخطيب(٣) .

قال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : الشافي في الإمامة وإبطال حجج العامّة للشريف المرتضى علم الهدى ، طبع في إيران سنة ١٣٠١ هـ ، وقد لخّصه تلميذه شيخ الطائفة الطوسي وسمّاه تلخيص الشافي وطبع أيضاً منضمّاً إلى الشافي(٤) . وطبع أيضاً بتحقيق السيّد حسين بحر العلوم في مجلّدين.

____________

١ ـ رياض العلماء ٤ : ٣٤.

٢ ـ الشيعة في الميزان : ١٢٠.

٣ ـ الشافي في الإمامة ١ : ١٦ ، مقدّمة التحقيق.

٤ ـ الذريعة ١٣ : ٨ [ ١٧ ] و ٤ : ٤٢٣ [ ١٨٦٦ ].

٤٠٧
٤٠٨

(٤٧) كتاب : الانتصار

الحديث :

في ما يذكره في المقدّمة من أنّ الذين يشنّعون على فقه الشيعة ، الأفضل لهم أن يتركوا هذا البحث ; لأّن فقههم مقرون بالقرآن ، قال : مذاهبهم حجّة يرجع إليها ويعوّل عليها ، كالكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه في قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

كتاب الانتصار

نسبه إليه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) بعنوان كتاب مسائل انفرادات الإماميّة وما يظنّ انفرادها به(٢) ، وقال الشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) في الفهرست : مسائل الانفرادات في الفقه تامّة(٣) ، وابن شهرآشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) بعنوان : ما تفرّدت به الإماميّة من المسائل الفقهيّة(٤) .

____________

١ ـ الانتصار : ٨٠.

٢ ـ رجال النجاشي : ٢٧٠ [ ٧٠٨ ].

٣ ـ فهرست الطوسي : ٢٨٨ [ ٤٣٢ ].

٤ ـ معالم العلماء : ٦٩ [ ٤٧٧ ].

٤٠٩

وجعله المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) أحد مصادر كتابه البحار(١) ، وقال : كتب السيّدين الجليلين كمؤلّفيها لا تحتاج إلى البيان(٢) .

وهذا الكتاب ذكر ضمن كتب المرتضى في إجازة البصروي التي رآها الميرزا عبد الله الأفندي ( ت حدود ١١٣٠ هـ ) ، تحت عنوان : الانتصار لما اجتمعت عليه الإماميّة(٣) .

وقال الميرزا الأفندي : قال المولى نظام القرشي في نظام الأقوال : علي بن الحسين بن موسى ، المشهور بالمرتضى علم الهدى ، متوحّد في علوم كثيرة ، وله كتب كثيرة ، منها : الانتصار في الحديث

وأقول : في كلامه نظر من وجوه : منها ما قاله في شرح نسب هذا السيّد فلاحظ ، ومنها قوله « الانتصار في الحديث » ، فإنّه ليس في الحديث ، بل في الفقه في المسائل الفقهيّة التي انفردت بها الإماميّة ، وهو كتاب معروف متداول وعندنا منه أيضاً نسخة(٤) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : الانتصار في انفرادات الإماميّة للسيّد الشريف المرتضى ، إلى أن قال : صنّفه للأمير الوزير عميد الدين في بيان الفروع التي شنّع على الشيعة بأنّهم خالفوا فيها الإجماع ، فأثبت أنّ لهم فيها موافقة من فقهاء سائر المذاهب ، وأنّ لهم عليها حجّة قاطعة من الكتاب والسنّة ، ثمّ قال : طبع بطهران ضمن الجوامع الفقهيّة سنة ١٢٧٦ ، ومنفرداً أيضاً سنة ١٣١٥ ، وتوجد في الخزانة الرضويّة نسخة منها ، تاريخ كتابتها سنة ٥٩٦(٥) .

____________

١ ـ البحار ١ : ١١ ، مصادر الكتاب.

٢ ـ البحار ١ : ٣٠ ، توثيق المصادر.

٣ ـ رياض العلماء ٤ : ٣٤.

٤ ـ رياض العلماء ٤ : ٦١.

٥ ـ الذريعة ٢ : ٣٦٠ [ ١٤٥٥ ] و ٢٠ : ٣٣٦ [ ٣٢٨٦ ].

٤١٠

وتوجد عدّة نسخ خطيّة أُخرى ، منها : في مكتبة السيّد المرعشي النجفي تاريخها سنة ٥٩١ هـ ، نسخة مكتبة گوهرشاد نسخها سنة ١٠٦٨ وغيرها(١) .

ومن محتوى الكتاب ظهر سبب اختلاف تسميته عند علماء الرجال.

____________

١ ـ الانتصار : ٦٣ ، منهج التحقيق.

٤١١
٤١٢

(٤٨) كتاب : الآيات الناسخة والمنسوخة

أو ( رسالة المحكم والمتشابه )

الحديث :

قال في المقدّمة :

الحمد لله العدل ذي العظمة ، وعلى الأئمّة المصطفين ، الذين قرنهم الله بنفسه ونبيّه ، حيث يقول جلّ ثناؤه( طِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) فدلّ سبحانه وأرشد إليهم ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا ، الثقلين : كتاب الله وعترتي ، فإنّ ربّي اللطيف الخبير أنبأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

كتاب الآيات الناسخة والمنسوخة أو ( رسالة المحكم والمتشابه ) :

هذه الرسالة لم تذكر في الكتب القديمة للرجال في ضمن مؤلّفات السيّد المرتضى(٢) ، وكذا لم ترد في فهرست مؤلّفاته التي وردت في إجازته للشيخ البصروي(٣) .

____________

١ ـ الآيات الناسخة والمنسوخة : ٤١ ، المقدّمة ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٥٧١ ح ٤٦٧.

٢ ـ انظر رجال النجاشي : ٢٧٠ [ ٧٠٨ ] ، فهرست الطوسي : ٢٨٨ [ ٤٣٢ ] ، معالم العلماء : ٦٩ ، وغيرها.

٣ ـ رياض العلماء ٤ : ٣٤.

٤١٣

وإنّما ذكرها الحرّ ( ت ١١٠٤ هـ ) في أمل الآمل ، وقال : ومن مؤلّفاته رسالة المحكم والمتشابه ، وكلّها منقولة من تفسير النعماني(١) ، ومثله في خاتمة الوسائل(٢) ، وأورد صاحب اللؤلؤة نفس عبارة الحرّ العاملي(٣) .

وعدّها المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في مصادر البحار من ضمن مؤلّفات المرتضى(٤) ، وأوردها كاملة في كتاب القرآن ، ولكنّه قال في أوّلها : رسالة مفردة مدوّنة كثيرة الفوائد برواية النعماني(٥) ، وقال في فصل مصادره : وكتاب التفسير الذي رواه الصادق ( عليه السلام ) ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) المشتمل على أنواع آيات القرآن وشرح ألفاظه برواية محمّد بن إبراهيم النعماني ، وسيأتي بتمامه في كتاب القرآن(٦) ، ونقل عنه مكرّراً بعنوان ( تفسير النعماني ، وأنّه سيأتي في كتاب القرآن كاملا ) في الجزء الخامس(٧) والسادس(٨) والسابع(٩) ، وهكذا في الأجزاء الأُخرى من البحار.

أقول : لا أعلم هل يعتبرهما اثنان ، أو اشتبه عليه الحال ، مع أنّه لم يرو عن هذه الرسالة بعنوان المحكم والمتشابه في البحار كلّه ، وإنّما يروي عنها بعنوان تفسير النعماني ، كما أشرنا إليه ، رغم أنّه عدّها من مصادر البحار عند ذكره لمؤلّفات المرتضى ، فلاحظ.

____________

١ ـ أمل الآمل ٢ : ١٨٤ ، وانظر : رياض العلماء ٤ : ٤٧.

٢ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٥ [ ٢٣ ].

٣ ـ لؤلؤة البحرين : ٣٢٢ ، وانظر : روضات الجنّات ٤ : ٣٠٣.

٤ ـ البحار ١ : ١١ ، وانظر : رياض العلماء ٤ : ٤٦.

٥ ـ البحار ٩٣ : ١.

٦ ـ البحار ١ : ١٥ ، وانظر : الذريعة ٢٠ : ١٥٤ [ ٢٣٦١ ].

٧ ـ البحار ٥ : ٢٩ ، ١١٠ ، ١٧٤ ، ٢٠٨.

٨ ـ البحار ٦ : ٢٤٥.

٩ ـ البحار ٧ : ٤٢ ، ٦٢ ، ٣١٨.

٤١٤

هذا وقد ذكر الحرّ ( ت ١١٠٤ هـ ) في أمل الآمل أنّه رأى قطعة من تفسير النعماني(١) ، وقال صاحب الذريعة : ولعلّ مراده من القطعة هي الروايات المبسوطة التي رواها النعماني بإسناده إلى الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وجعلها مقدّمة تفسيره ، وهي التي دوّنت مفردة مع خطبة مختصرة وتسمّى بـ ( المحكم والمتشابه ) ، كما يأتي ، وتنسب إلى السيّد المرتضى ، وطبع في الأواخر بإيران ، وقد أوردها بتمامها العلاّمة المجلسي في مجلّد القرآن من البحار(٢) .

ثمّ إنّ الحرّ العاملي ذكر طريقه إليها في خاتمة الوسائل ، وقال : ونروي رسالة ( المحكم والمتشابه ) للسيّد المرتضى : بالإسناد السابق عن الشيخ أبي جعفر الطوسي(٣) ، عن السيّد المرتضى علي بن الحسين الموسوي(٤) .

وقد قال السيّد المرتضى في أوّل الرسالة كما في المطبوع والبحار : قال أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن جعفر النعماني في كتابه تفسير القرآن ، عن أحمد بن محمّد بن سعد بن عقدة ، قال : حدَّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن جابر ، قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد الصادق ( عليه السلام ) ، يقول :(٥) .

ولكن المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) قال في نهاية الرسالة : أقول : وجدت رسالة قديمة مفتتحها ، هكذا : حدَّثنا جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي ( رحمه الله ) ،

____________

١ ـ أمل الآمل : ٢٣٣ [ ٦٩١ ].

٢ ـ الذريعة ٤ : ٣١٨ [ ١٣٤٢ ].

٣ ـ ذكر إسناده عن الشيخ الطوسي في خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٧٦ ، الطريق ١٩.

٤ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٨٠ ، الطريق (٢٤).

٥ ـ الآيات الناسخة والمنسوخة : ٤٦ ، والبحار ٩٣ : ٣.

٤١٥

قال : حدَّثني سعد الأشعري القمّي أبو القاسم ( رحمه الله ) ، وهو مصنّفه : الحمد لله ذي النعماء والآلاء والمجد والعزّ والكبرياء ، وصلّى الله على محمّد سيّد الأنبياء وعلى آله البررة الأتقياء ، روى مشايخنا عن أصحابنا ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « أُنزل القرآن ، » وساق الحديث إلى آخره ، لكنّه غيّر الترتيب ، وفرّقه على الأبواب ، وزاد في ما بين ذلك بعض الأخبار(١) .

وقد نقل المجلسي من هذه الرسالة القديمة بعض الأحاديث ، كما في كتاب القرآن ، الباب السابع(٢) .

ويظهر من كلامه ( قدس سره ) وبقرينة إيراده في نهاية الرسالة الأُولى ، أنّ الثانية هي نفس الأُولى ولكن بسند آخر ، وأنّ الرسالة عبارة عن حديث واحد من أوّلها إلى آخرها ، حيث قال : وساق الحديث إلى آخره ، لكنّه غيّر الترتيب وفرّقه على الأبواب ، وزاد في ما بين ذلك بعض الأخبار.

ولكن بالتأمّل في ما نقله من أوّل الرسالة القديمة ( الثانية ) ، حيث قال : حدّثني سعد الأشعري القمّي أبو القاسم ( رحمه الله ) وهو مصنّفه ، وما نقله منها في الباب السابع من كتاب القرآن ، حيث ورد في ضمنها روايات عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، لا عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كما في أوّل الرسالة ، يتبادر إلى الذهن أنَّ هناك تصنيفاً وتأليفاً وجمعاً ، وعدّة روايات لا روايةً واحدةً طويلة ، ولكن يبقى الاحتمال من أنّ الأشعري لم يفعل إلاّ أن فرّق الرواية على الأبواب ، وأضاف روايات عن الصادق ( عليه السلام ) ، وهي التي أشار إليها المجلسي بقوله : وزاد في ما بين ذلك بعض الأخبار.

ومن هنا يتطرّق الاحتمال أيضاً إلى أنّ ما ذكره المرتضى ( رحمه الله ) عن

____________

١ ـ البحار ٩٣ : ٩٧.

٢ ـ البحار ٩٢ : ٦٠.

٤١٦

تفسير النعماني هل هو رواية واحدة طويلة وما ذكره سنداً لها؟ ، أو أنّها روايات متفرّقة رواها النعماني بسند واحد في تفسيره ، وانتخبها المرتضى منه وضمنها هذه الرسالة؟.

ولا بأس بالإشارة إلى أنّ بعض مقاطع هذه الرسالة ( المحكم والمتشابه ) وردت أيضاً في بداية تفسير القمّي ، ولكن لا دليل على أنّها من رواية القمّي نفسه ، ولا أنّها رواية واحدة أيضاً.

وعلى كلّ فمن المستبعد أن تكون الرسالة رواية واحدة عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، خاصّة وإنّ فيها ردود على فرق لم تكن ظهرت في زمن الإمام علي ( عليه السلام ) ، فربّما تكون من كلام الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، بل إنّ بعضه ربّما يكون من شخص متأخر عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، قد يكون هو النعماني نفسه لو قلنا بأنّ الرسالة مأخوذة كلّها من تفسيره ، كما هو الأرجح والظاهر من قول المرتضى في أوّل الرسالة.

على الرغم من وجود احتمال أنّ هذا البعض ( الكلام ) كلام المرتضى ، ضمّنه ما انتخبه من روايات من تفسير النعماني ، فهو قريب من أُسلوبه في المناظرة والجدل في بقيّة كتبه الأُخرى.

ثمّ إنّ الرسالة سمّيت في النسخ المخطوطة التي اعتمدت في طبع الرسالة بـ ( الآيات الناسخة والمنسوخة ) ونسبت إلى السيّد المرتضى علم الهدى ، كما ذكر ذلك محقّق الرسالة المطبوعة ، حيث ذكر أنَّه عثر على ثلاث نسخ : الأُولى في مكتبة أمير المؤمنين في النجف ، استقرب تاريخها بسنة ١٠٥٠ هـ ، والثانية في مكتبة الإمام السيّد محسن الحكيم ( رحمه الله ) في النجف أيضاً ، واستقرب تاريخها بسنة ١٠٨٠ هـ ، والثالثة في خزانة مكتبة دار الكتب في القاهرة كتبت بتاريخ ١٣٣١ هـ ، وأنّ اثنتين منها ـ هما نسخة مكتبة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ونسخة دار الكتب في القاهرة ـ قد عنونت بهذا

٤١٧

العنوان ، لهذا اعتمده كعنوان للرسالة(١) .

وعلى كلّ فهذه الرسالة نسبت إلى السيّد المرتضى ولم تنسب إلى غيره ، وعليه فتكون المقدّمة القصيرة في بدايتها والتي ورد فيها حديث الثقلين من كلامه هو ( قدس سره ) ، ثمّ أورد بعدها ما انتخبه من تفسير النعماني.

____________

١ ـ الآيات الناسخة والمنسوخة : ١٦ ، عملنا في التحقيق.

٤١٨

(٤٩) المسائل المبادريات

الحديث :

جاء في إجازة السيّد المرتضى للشيخ أبي الحسن محمّد بن محمّد البصروي ذكر تصانيف السيّد ( رحمه الله ) ، ومنها :

المسائل المبادرات وهي أربع وعشرون مسألة :

العشرون : قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي »(١) .

المسائل المبادريات أو البادرانيّات :

ذكرها العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة ، وقال : جوابات المسائل البادرائيّات للسيّد الشريف المرتضى علم الهدى المتوفّى ( ٤٣٦ ) ، أربع وعشرون مسألة ، ذكره النجاشي(٢) ، وبادراياطسوج بنهروان كما في معجم البلدان(٣) .

وجاء تفصيل ما موجود في هذه المسائل في إجازة المرتضى

____________

١ ـ رياض العلماء ٤ : ٣٤ ، إجازة البصروي.

٢ ـ رجال النجاشي : ٢٧٠ [ ٧٠٨ ].

٣ ـ الذريعة ٥ : ٢١٤ [ ١٠٠٧ ] ، ٢٠ : ٣٣٧.

٤١٩

للبصروي التي وجدها صاحب الرياض في بعض المواضع المعتبرة ، ونقلها في الرياض(١) ، وقد ذكر الإجازة أيضاً صاحب الذريعة(٢) .

____________

١ ـ رياض العلماء ٤ : ٣٤.

٢ ـ الذريعة ١ : ٢١٦ [ ١١٣٢ ].

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466