مكتبة العلامة الحلي

مؤلف: السيد عبد العزيز الطباطبائي
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-319-009-9
الصفحات: 263
مؤلف: السيد عبد العزيز الطباطبائي
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-319-009-9
الصفحات: 263
مكتبة العلامة الحلي
تأليف العلامة السيّد عبد العزيز الطباطبائي
بسم الله الرحمن الرحیم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين
فإن الثروة العلمية عند المسلمين تتميز على ثروات أمم العالم بعراقتها وغناها وسعتها.
فقد كان نزول القرآن الكريم وبعثة النبي صلى الله عليه وآله انطلاقة فكرية وحضارية أيقظت العقول وفتحت الأبواب أمام المئات بل الألوف من أصحاب المواهب المسلمين ليقدموا إلى العالم هذا الثروة العلمية التي يعترف علماء الحضارات والتراث بأنها أعرق ثروة قدمتها إلى البشرية أمة من أمم العالم.
وإذا كان الفضل في ذلك يعود إلى جهود علماء المسلمين عامة فإن الفضل الأكبر يعود إلى علماء هذا الطائفة الحقة الذين كانوا الرواد السباقين إلى تأسيس علوم الإسلام وفنونه وإغناء مكتبته وتطويرها.
وإذا كان السبق ميزة للعلماء المؤلفين من تلامذة أهل البيتعليهمالسلام فإن العمق والغني والتنوع هي ميزات أخرى يلمسها من تأمل نتاجهم وخامر بفكره مسائل الإسلام وحقائق الحياة.
ولا غرو في ذلك فإن هؤلاء الافذاء قد وردوا مدينة علم النبي صلى الله عليه وآله من أبوابها واغترفوا من أنهار أهل بيته فوجدوها معنيا لا ينضب وأنهارا فراتا لا يحتاج واردها إلى تلمس الوشل والثماد.
وإن نظرة في نتاج علماء هذه الطائفة تجعل الإنسان يتعجب من وفرة هذه المؤلفات وتنوعها وغنى هذا التراث وأصالته ثم يتعجب كيف وصل إلينا الكثير الوفير من هذه المؤلفات على رغم عصور الظلم والإضطهاد المتمادية ورغم أن عدد هذه الطائفة كان يتناقص في بعض الأدوار والمناطق حتى ليقول القائل انتهت طائفة الشيعة أو كادت !
ولا يسع المجال لأن نستعرض فهارس هؤلاء المؤلفين وفهارس مؤلفاتهم من أول قرون الإسلام إلى يومنا هذا فحسبنا أن نحيل القارى على كتاب ( تأسيس الشيعة لفنون الإسلام ) لمؤلفه المؤرخ آية الله السيد حسن الصدرقدسسره . كما لا يسع المجال أن نستعرض أهم النوابغ والقمم من مؤلفي الشيعة ونحن نقدم كتابا يشمل مكتبة واحد منهم وفهرس مؤلفاته ومخطوطاتها ذلك هو العبقري الفذ العلامة الحليقدسسره ( ت ٧٢٦ ه ) فهو بلا شك شاهد شامخ في هذا الميدان بما خلفه من عطاء غزير كان وما زال مصدرا للباحثين في علم الفقه والأصول والكلام وغيرها من العلوم الإسلامية.
وقصة هذا الكتاب أنه كان أمنية تنضم عليها جوانح فقيدنا العلامة المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائيرحمهالله وقد بذل لها كثيرا من جهده ووقته ودون معلومات هذا الكتاب على بطاقات جمعها من مصادر كثيرة لكن عاجله الأجل المحتوم قبل أن ينظمها ويخرجها الطباعة فرأينا أن من الوفاء لروحه الطهارة أن نرتبها حسب المستطاع لنا فعلا ونصدرها في ذكرى أربعينه لندخل بذلك السرور على روحه الطاهرة ونحفظ جهدا مباركا من جهوده الكثيرة المشكورة.
وقد إعتمدنا في توثيق هذا البطاقات على كتاب المؤلف المخطوط ( أضواء على الذريعة ) كما استفدنا في توثيق الشروح والحواشي من كتابه الآخر المخطوط ( مستدرك الذريعة ).
كما قمنا في هذا الكتاب بمناقشة نسبة جملة من الكتب إلى العلامةقدسسره وأثبتنا عدم صحة نسبة عدد منها مطمئنين بأن ذلك هو منهج المؤلفرحمهالله كما صرح لنا بذلك في حياته.
وقد قام بإعداد هذه التعليقات جناب حجة الاسلام الشيخ فارس الحسون وفقه الله تعالى كما ساهم مساهمة جيدة في تنظيم الكتاب.
ونرى لزاما علينا أن ننبه إلى أن هذا الكتاب عن مكتبة العلامة الحليقدسسره مع أنه الأول من نوعه ومن الآثار المبتكرة لفقيدنا الراحل السيد المحقق الطباطبائيرحمهالله إلا أنه الطبعة الأولى بمناسبة أربعينه ، ونأمل أن يوفقنا الله تعالى لإكمال جهد الفقيد واستقصاء ما يتعلق بمكتبة العلامة بشكل كامل في الطبعة اللاحقة إن شاء الله تعالى.
وفي الختام نأمل أن نكون وفينا بعض الوفاء وقمنا ببعض الحقوق لفقيدنا الراحل حيث أصدرنا في ذكرى أسبوعه كتابا من جهوده هو ( ترجمة الإمام الحسنعليهالسلام من طبقات ابن سعد ) ثم هذا الكتاب في ذكرى أربعينه.
وقد رأينا أن ندرج فيه ترجمة الفقيد المحقق بقلمه
تغمده الله برحمته الواسعة ووفقنا لخدمة تراث أهل البيت الأطهار وعلماء مذهبهم الأبرار أنه سميع مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
مؤسسة آل البيتعليهمالسلام لإحياء التراث
ترجمة المحقق الطباطبائي
ارتأت المؤسسة أن تلحق هذا الكتاب بترجمة لحياة المحققرحمهمالله ووجدت أن خير ترجمة ضافية له هي ما سبق أن ترجمه هو لحياته ، وبقلمه الشريف ، عند تعريفه لكتابه ( على ضفاف الغدير ) وعلى صفحات كتابه الموسوم ب ( الغدير في التراث الإسلامي ) والذي سبق أن نشرت طبعته الثانية في قم سنة ١٤١٥ ه. |
لهذا العبد الفقير إلى الله سبحانه ، عبد العزيز ابن السيد جواد ابن السيد إسماعيل ابن السيد حسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن علي بن علي الطباطبائي اليزدي النجفي ، المولود بها في ضحوة يود الأحد ٢٣ جمادى الأولى سنة ١٣٤٨ ه.
هاجر جدي السيد إسماعيل من يزد إلى النجف الأشرف لإنهاء دروسه العالية في مطلع القرن الرابع عشر وصاهر ابن عمه الفقيه الأعظم آية الله العظمى السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي ، مرجع الطائفة وزعيمها ، المتوفى سنة ١٣٣٧ ه صاحب ( العروة الوثقى ) فولد أبي السيد جواد عام ١٣٠٦ ه وتوفي سنة ١٣٦٣ ه ، فوالدي ابن بنت السيد صاحب العروة ،
وتزوج بنت خاله السيد أحمد ابن السيد صاحب العروة ، فأنا حفيد السيد صاحب العروة من الطرفين ، أبي ابن بنته ، وأمي بنت ابنه ، رحمهم الله جميعا.
نشأت في أسرة علمية وفى بيئة علمية هي النجف الأشرف ، مركز الإشعاع الفكري لشطر مسلمي العالم في الشرق الأرض وغربها.
فقدت أبي في أوائل سن البلوغ واتجهت إلى طلب العلم ودرست عند أساتذه كبار.
قرأت العلوم الأدبية من الصرف والنحو على العلامة المغفور له السيد هاشم الحسينى الطهراني ، المتوفى ليلة عيد الأضحى سنة ١٤١١ ه مؤلف كتاب ( علوم العربية ) المطبوع في ثلاث مجلدات وكتاب ( توضيح المراد ).
وقرأت في المنطق على السيد جليل ابن السيد عبد الحي الطباطبائي اليزدي ، المتوفى ١٠ ربيع الآخر سنة ١٤١٣ هرحمهالله .
وقرأت في الفلسفة ( شرح منظومة السبزواري ) على آية الله الفقيه السيد عبد الأعلى السبزواري ، وتوفيرحمهالله ٢٧ صفر سنة ١٤١٤ ه و ( الأسفار ) عند الحكيم الماهر الشيخ صدرا البادكوبي ، المتوفى ١١ شعبان ١٣٩٢ هرحمهالله .
وقرأت ( الروضة البهية ) على الحجة المغفور لها لسيد ميرزا حسن النبوي الخراساني الكاشمري وعلى العلامة الورع الشيخ ذبيح القوچاني مد الله في عمره ، وقرأت كتاب ( القوانين المحكمة ) على آية السيد علي العلامة الفاني الأصفهاني ، المتوفى ٢٣ شوال سنة ١٤٠٩ ه.
وحضرت دروس السطوح العالية على العلمين الجليلين الشيخ عبد الحسين الرشتي ، المتوفى ١٢ جمادى الآخر ١٣٧٣ ه صاحب شرح الكفاية وكشف الاشتباه المطبوعين ، والشيخ مجتبى اللنكرانى ، المتوفى
في اليوم الثاني من شهر شعبان سنة ١٤٠٦ ه صاحب كتاب ( أوفى البيان ) وكان فاضلا أديبا مشاركا في جملة من العلوم ، قرأت عليه سنين وعاشرته كثيرا وأفدت منه الكثير كما أفدت الكثير أيضا من العلامة الفاضل المشارك الأديب ميرزا محمد علي الأردوبادي ، المتوفى ١٠ صفر سنة ١٣٨٠ ه لصلتي به وملازمتي لهرحمهمالله .
ثم حضرت الدروس العالية في الفقه على الفقيه المدقق آية الله العظمى المرجع الكبير السيد عبد الهادى الشيرازي ، المتوفى سنة ١٣٨٢ هرحمهمالله كما حضرت في الفقه والأصول والتفسير على مرجع الطائفة وزعيمها الإمام الخوئي ـ قدس الله نفسه ـ سنين عدة ، وكنت أتردد خلال الفترة على العلمين العملاقين الشيخين العظيمين : الشيخ صاحب ( الذريعة ) المتوفى سنة ١٣٨٩ ه والشيخ الأميني صاحب ( الغدير ) الأغر ، المتوفى سنة ١٣٩٠ ه ، بل لازمتهما طوال ربع قرن ، وأفدت منهما الكثير ، وتخرجت بهما في اختصاصهما قدر قابليتي واستعدادي ، وكانا يغمراني بالحنان والعطف ، فاتبعت أثرهما في اتجاههما وجعلتهما القدوة والأسوة في أعمالي ونشاطاتي ، فلي استدراك على كتاب الذريعة ، كما ولي تعليقات على موارد منه ، ولي أيضا استدراكات على طبقات أعلام الشيعة ، سميتها معجم أعلام الشيعة ، كما ولي تعليقات عليها ، طبع بعضها مما يخصص القرنين الثالث عشر والرابع عشر ، ثم زيد عليها بعد الطبع زيادات.
وغادرت النجف الأشرف إلى إيران في ذي الحجة من عام ١٣٩٦ ه ، وشاء الله أن أستوطن مدينة قم ، وبدأت بجمع استدراكات وإضافات على الجزء الأول من كتاب ( الغدير ) لا لأن المؤلف قصر في الجمع والاستيعاب حاشاه ، والله يعلم ما عاناه وقاساه في تحصيل هذا الذي حصل عليه ، وهو غاية جهد الباحث قبل ستين عاما لا ، بل لتوفر طبع المخطوطات لم تطبع
من قبل وتوفر مصادر كثيرة لم تتيسر لأحد حينذاك وتأسيس مكتبات عامة أنقذت المخطوطات من التملكات الفردية في البيوت وزوايا الخمول وفهرستها وعرفت بها ليجد كل أحد بغيته منها ، ولا تنس دور تصوير المخطوطات في تسهيل الأمر وجلب المخطوط مصورا من مكتبات العالم في شرق الأرض وغربها ووضعه بين يدي الباحث ، ثم الرحلات والتجولات في مكتبات العراق وإيران والحجاز وسوريا والأردن ولبنان وتركيا وبريطانيا ، كل ذلك وفر لي العثور على مصادر لم تتوفر لشيخنارحمهالله حين تأليف ( الغدير ) قبل ستين عاما ، وتجمع من هنا وهناك من مخطوط ومطبوع ومصور مما لم يكمن في متناول اليد على عهد شيخنا الأمينيرحمهمالله الشئ الكثير.
ومن الخواطر العالقة في ذهني أني دخلت يوما على شيخنا الأميني عائدا له لمرض ألم به وذلك قبل نحو أربعين عاما وقبل تأسيس مكتبة أمير المؤمنينعليهالسلام بسنين فقال لي ـ وهو طريح الفراش ـ : ( إن تاريخ ابن عساكر موجود في المكتبة الظاهرية بدمشق ، وهذا الكتاب وحده مما ينبغي شد الرحال إليه ، ولو سافر أحد من هنا إلى دمشق لهذا الكتاب فحسب كان جديرا بذلك ) وكان لأول مرة يطرق سمعي تاريخ ابن عساكر والمكتبة الظاهرية ، ثم دارت الأيام والليالي وأسس شيخنارحمهمالله المكتبة وأتيحت لي سفرة إلى سوريا في عام ١٣٨٣ ه وبقيت بها أكثر من ثلاثة أشهر ، تذكرت خلالها كلام شيخنارحمهمالله عن تاريخ ابن عساكر فصورته كله ، كما صورت من نفائس مخطوطات الظاهرية ما تيسر ، ورجعت إلى النجف الأشرف ، وأرسلت المصورات من بعدي في طرد بالبريد لمكتبة أمير المؤمنينعليهالسلام العامة ، ورحل هورحمهمالله إلى دمشق في العام بعده ومكث في الظاهرية فترة أفاد من مجاميعها وسائر مخطوطاتها ، وكان يقرأ المخطوط حرفيا وينتفي منه ويسجله
بخطه في دفتر كبير سماه ( ثمرات الأسفار ) كما كان قد فعل ذلك في عام ١٣٨٠ في رحلته إلى الهند.
واتبعت أثرهرحمهمالله في أسفاري إلى تركيا وسوريا وغيرهما ، فكنت أقضي وقتي في المكتبات أقرأ المخطوطات وأنتقي منها وأسجل منتخباتي في دفاتر سميتها ( نتائج الأسفار ).
وحاصل الكلام أنه تجمع من ذلك كله مواد كثيرة لم تتهيأ من قبل وقد طبع مؤخرا من التراث الشئ مما كنا نعده مفقودا ، فعزمت على مقارنة ما يخص منه بحديث الغدير مع الجزء الأول من كتاب ( الغدير ) فكلما وجدت من صحابي أو تابعي ، أو أحد ممن بعدهما من طبقات الرواة من العلماء مما لم أجده في ( الغدير ) كتبته على وفق نهج شيخنارحمهمالله من : ترجمة موجزة ، وتوثيق ، وغير ذلك ورتبته حسب الوفيات ، وسميته : ( على ضفاف الغدير ) ولما يكمل بعد ، وفق الله لإتمامه ، ويسر ذلك بعونه وتوفيقه.
مشايخي في الرواية :
لي الإجازة في رواية أحاديث نبيناصلىاللهعليهوآله والأئمة الطاهرة من عترته صلوات الله عليهم ، عن ثلاثة من كبار مشايخي قدس الله أسرارهم ، وهم :
١ ـ شيخ مشايخ العصر كبير الباحثين والمفهرسين حجة التاريخ محيي آثار السلف مثال الورع والصلاح الشيخ آقا بزرگ الطهرانيرحمهمالله ( ١٢٩٢ ـ ١٣٨٩ ).
٢ ـ المحقق الورع التقي سيد فقهاء عصره آية الله العظمى السيد عبد الهادي الحسيني الشيرازيرحمهمالله ( ١٣٠٥ ـ ١٣٨٢ ).
٣ ـ أستاذ الفقهاء مربي المجتهدين علم التحقيق ، مرجع الطائفة وزعيمها السيد أبو القاسم الموسوي الخوئيرحمهمالله ( ١٣١٧ ـ ١٤١٣ ).
كما إنه استجار مني أيضا عدة.
أسماء المجازين مني في الرواية :
١ ـ الشيخ علي أصغر مرواريد الخراساني ، نزيل طهران.
٢ ـ السيد أحمد الموسوي الحجازي الگلپايگاني.
٣ ـ الشيخ مرتضى فرج پور الخوئي ، نزيل قم حاليا.
٤ ـ ماجد الغرباوي أبو صادق.
٥ ـ عبد الجبار الرفاعي.
٦ ـ الشيخ فارس الحسون.
٧ ـ الشيخ أمين الله الكاظمي.
٨ ـ السيد مرتضى البحراني التوبلي الكتكتاني.
٩ ـ السيد إبراهيم العلوي التبريزي.
١٠ ـ السيد هاشم ناجي الجزائري.
١١ ـ الشيخ أبو الفضل حافظيان المازندراني البابلي.
١٢ ـ السيد محمد ابن السيد سعيد أختر الرضوي.
مع الصحف :
وقد نشرت لي مقالات في الصحف والمجلات العربية والفارسية العراقية والإيرانية والسورية واللبنانية.
وأما رحلاتي :
فقد حججت ـ ولله الحمد ـ ثلاث حجات ، وتجولت في البلاد الإيرانية
والعراقية والأردنية والسورية واللبنانية والتركية والبريطانية والولايات المتحدة.
وفي المؤتمرات :
حضرت المهرجان الألفي للشيخ الطوسى الذي عقدته كلية الإلهيات في جامعة الفردوسي في مشهد سنة ١٣٨٩ ه.
وحضرت المؤتمر الذي عقده ( محمدي تراست ) في لندن باسم ( حسين دي ) أي يوم الحسينعليهالسلام في شوال سنة ١٤٠٤ ه.
والمهرجان ألافي للشريف الرضي الذي عقدته مؤسسة نهج البلاغة في طهران سنة ١٤٠٦ ه.
ومهرجان الإمام علي المنعقد في لندن سنة ١٤١٠ ه بمناسبة مرور أربعة عشر قرنا على واقعة الغدير.
ولي في مجال التأليف :
١ ـ على ضفاف الغدير ، وقد تقدم وصفه.
٢ ـ نتائج الأسفار ، وقد تقدم ذكره.
٣ ـ الغدير في التراث الإسلامي :
نشر في العدد الخاص بالغدير من مجلة ( تراثنا ) في العدد ٢١ سنة ١٤١٠ ه ، ثم طبع مستقلا.
٤ ـ الحسين والسنة :
طبع في قم سنة ١٣٩٧ ه ، وهو مجموعة نصوص قيمة من مصادر قديمة ومهمة لم تكن مطبوعة آنذاك وهي من كتاب ( فضائل الصحابة ) لأحمد
ابن حنبل و ( أنساب الأشراف ) للبلاذري وترجمة الحسين ومسندهعليهالسلام من المعجم الكبير للطبراني.
٥ ـ مستدرك الذريعة :
وقد بدأت بجمع وتحرير ما لم يذكره شيخنارحمهمالله في ( الذريعة ) من كتب أصحابنا ممن تقدم عليه أو تأخر عنه وقد تجاوز حتى الآن الثمانية آلاف كتاب ، نسأل الله التوفيق لإتمامه وطبعه إنه سميع مجيب.
٦ ـ أضواء على الذريعة :
وهو تعليقات على موارد منه فقد يستجد من المعلومات ما يعدله أو يصححه أو يكمله كالعثور على تاريخ وفاة مؤلف لم يذكر وفاته فيه أو على مخطوطة للكتاب أو ذكر طبع ما لم يكن طبع أو تحقيق ما لم يكن يحقق من قبل أو نقل شيء من خطبة الكتاب لم يرد في الذريعة ، أو الإحالة إلى دراسات منشورة حول الكتاب وما شاكل ذلك.
٧ ـ مكتبة العلامة الحلي :
وهو فهرس شامل لما أفرغه العلامة الحلي الشيخ جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه قدس الله نفسه ، في قالب التأليف في مختلف العلوم والفنون والمعارف الإسلامية وإحصاء لمخطوطاتها الموجودة في مكتبات الشرق والغرب مع تعيين أرقامها ومواصفاتها وتاريخ كتابتها إلى نهاية القرن العاشر الهجري.
٨ ـ في رحاب نهج البلاغة :
استعرضت فيه جمع وتدوين خطب أمير المؤمنين وكلماته صلوات الله عليه منذ عهدهعليهالسلام وحتى القرن الثامن وما يوجد من مخطوطاتها القديمة في مكتبات العالم وتعيين طبعات المطبوع منها والإيعاز إلى ترجمة مؤلفيها حسب التسلسل الزمني.
واستقصيت المتبقى الواصل إلينا من مخطوطات نهج البلاغة منذ القرن الخامس وحتى نهاية القرن العاشر وبحثت عن مخطوطاته القديمة في مكتبات العالم شرقه وغربه وما نالته يدي من فهارسها فتجمع من ذلك ما بلغ نحو ١٥٠ مخطوطا كتب من سنة ٤٦٩ إلى سنة ١٠٠٠.
ثم تعرضت لشروح نهج البلاغة القديمة في القرون الثلاثة الأولى السادس والسابع والثامن وترجمت لمؤلفيها ترجمة موسعة واستقصيت مخطوطاتها القديمة في المكتبات ومواصفاتها وأرقامها وتواريخها ، وذكرت طبعات ما طبع منها ثم تطرقت إلى ترجمات نهج البلاغة إلى الفارسية والأردية والإنجليزية وغيرها نشر قسم منه في مجلة ( تراثنا ) الصادرة عن مؤسسة آل البيت لإحياء التراث في قم في عددها الخامس وعددها ( ٧ و ٨ ) وفق الله العاملين عليها.
٩ ـ أنبا السماء برزية كربلا :
وهو كتاب ( سيرتنا وسنتنا ) لشيخنا الحجة العلامة الأميني صاحب ( الغدير ) قدس الله نفسه ، فقد تجمع لدي خلال الفترة زيادات كثيرة عليه من مصادر مخطوطة أو مصادر استجد طبعها لم تر النور في عهدهرحمهمالله فرأيت أن أدمجها في الكتاب وأنظمه بترتيب آخر فربما جاء في ضعف الكتاب وسميته بهذا الاسم والله هو الموفق والمعين وهو يهدي السبيل.
١٠ ـ فهرس المخطوطات العربية في مكتبة أمير المؤمنينعليهالسلام العامة في النجف الأشرف.
١١ ـ فهرس المخطوطات الفارسية في مكتبة أمير المؤمنينعليهالسلام العامة في النجف الأشرف.
١٢ ـ فهرس كتب الحديث في مكتبة الإمام الرضاعليهالسلام في مشهد ، كتبته بالفارسية.
١٣ ـ فهرس الكتب الفقهية في مكتبة الإمام الرضاعليهالسلام في مشهد ، كتبته بالفارسية.
١٤ ـ فهرس المختارات من مخطوطات تركيا :
وهي مخطوطات وقع الاختيار عليها من فهارس مكتبات إسلامبول وبورسها وقونية وغيرها وسجلتها في سجل خاص من أرقامه وتاريخها وبعض ميزاتها لمراجعة المخطوطة نفسها والإفادة منها ونقل نصوص مطولة أو موجزة منها أو تصويرها بكاملها وتم ذلك خلال رحلات متكررة إلى البلاد التركية.
١٥ ـ الفهرس الوصفي للمنتخب من المخطوطات العربية في مكتبات تركيا :
وهي مخطوطات وقفت عليها وتصفحتها وتأملتها ووصفتها في هذا الفهرس وصفا شاملا ونقلت من فوائدها في هذا الفرس إن كانت قليلة ، وفي دفاتر خاصة إن كانت كثيرة وهي المسماة : نتائج الأسافر ، وقيد الأوابد.
وقد شاء الله أن يرفع من هذين الفهرسين المتواضعين فقدر لهما أن تنضما إلى مخطوطات مكتبة المرعشي العامة في قم وتحملا رقم ٤١٧٢ و ٤١٧٣ ذكرا في فهرس المكتبة ج ١١ ص ١٨٣ و ١٨٤.
١٦ ـ معجم أعلام الشيعة :
وهو تراجم أعلام لم يذكرهم شيخنا صاحب الذريعةرحمهمالله في طبقات أعلام الشيعة.
وذلك أني في خلال مراجعاتي لكتب التراجم والمعاجم وما أعثر عليه من تراجم أعلامنا كنت أقارنه بطبقات أعلام الشيعة فإن كان ذكر فيه سجلت المصدر بالهامش فتكون من مجموع ذلك تعليقات كثيرة في كل قرن من الطبقات ، وإن لم أجده فيها كتبته في ورقة ورتبت أوراق التراجم على
الحروف بدل الطبقات فأصبح معجم أعلام الشيعة.
١٧ ـ تعليقات على طبقات أعلام الشيعة :
من ( نوابغ الرواة في رابعة المئات ) وهم أعلام القرن الرابع حتى المجلد الأخير ، وهو نقباء البشر في القرن الرابع عشر.
وقد طبعت التعليقات على القرنين الأخيرين ، الثالث عشر ، والرابع عشر ، في نهايتهما ، في مشهد سنة ١٤٠٣ ه.
والآن بدئ بطبعها مع الأصل من البداية ، من القرن الرابع إلى نهاية القرن الرابع عشر أن شاء الله بهوامش التراجم من قبل دار الزهراء البيروتية. نسأل الله التوفيق والعون إنه ولي ذلك.
١٨ ـ المهدي عليهالسلام في السنة النبوية :
جمعت فيه ما أخرجه الحفاظ والمحدثون السنيون عن النبيصلىاللهعليهوآله في المهديعليهالسلام ، واقتصرت فيه على الأسانيد الصحيحة والطرق الثابتة عندهم من روايات ثقاتهم في الصحاح والسنن والمسانيد والمصادر الموثوقة.
١٩ ـ حياة الشيخ يوسف البحراني :
وهو الفقيه المحدث المتوفى سنة ١١٨٦ ه صاحب كتاب ( الحدائق الناضرة ) في الفقه ، كتبته سنة ١٣٧٧ ه وطبع في مقدمة كتاب الحدائق ومستقلا في النجف الأشرف ، وهو أول عمل طبع لي.
٢٠ ـ قيد الأوابد :
وهو مجموعة فوائد وأحاديث في فضائل أهل البيت ومثالب أعدائهم مستخرجة من مصادر مخطوطة عثرت عليها في المكتبات.
٢١ ـ مخطوطات اللغة العربية :
هو فهرس لكل مخطوطات اللغة العربية في مكتبات إيران ، نسخها ،
أماكن وجودها ، وأرقامها ، ومواصفتها.
٢٢ ـ فهرس المنتقى من مخطوطات الحجاز :
وذلك أن جامعة طهران أوفدت بعثة إلى الحجاز عام ١٣٨٦ ه لتصوير المخطوطات وفيها زميلنا خبير المخطوطات المفهرس المشهور الأستاذ محمد تقي دانش پژوه ، فمر بالنجف الأشرف وصحبته إلى الحجاز وتجولنا في مكتبات الحرمين الشريفين : مكتبة عارف حكمت ، ومكتبة المدينة المنورة ، والمكتبة المحمودية ، ومكتبة الحرم النبوي الشريف ، مكتبة مظهر ، وكان في رباط مظهر ، مقابل البقيع في المدينة المنورة ، ومكتبة الحرم المكي ومكتبة مكة المكرمة في مكة مكرمة.
٢٣ ـ فهرس المنتخب من المخطوطات تبريز : دار الكتب الوطنية ( كتابخانه ملي ) ، ومكتبة القاضي الطباطبائي ، ومكتبة ثقة الإسلام ، ومكتبة الإيرواني.
٢٤ ـ أهل البيت في المكتبة العربية :
وقد نشر على عدة حلقات في مجلة ( تراثنا ).
وفي حقل التحقيق حققت الكتب التالية :
١ ـ فهرست منتجب الدين :
وهو فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنفيهم للشيخ منتجب الدين بن بابويه الرازي من أعلام القرن السادس ، ولد سنة ٥٠٤ ه ، وكان حيا سنة ٦٠٠ ه طبع في قم سنة ١٤٠٤ ه.
٢ ـ الأربعون المنتقى من مناقب المرتضى :
لأبي الخير أحمد بن إسماعيل الطالقاني ، القزويني ، المتوفى سنة
٥٩٠ ه ، نشر في العدد الأول من مجلة ( تراثنا ) الصادرة عن مؤسسة آل البيتعليهالسلام لإحياء التراث ، في قم في سنة ١٤٠٥ ه.
٣ ـ ترجمة الحسن والحسين عليهماالسلام :
من كتاب ( الطبقات الكبير ) لابن سعد ، المتوفى سة ٢٣٠ ه ، وكان مما لم يطبع من كتاب الطبقات.
نشر في العددين ١٠ و ١١ من مجلة ( تراثنا ) سنة ١٤٠٨ ه.
٤ ـ مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام :
لابن أبي الدنيا عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي البغدادي ( ٢٠٨ ـ ٢٨١ ه ) ، نشر في العدد ١٢ من مجلة ( تراثنا ) سنة ١٤٠٨ ه.
٥ ـ مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام :
لأحمد بن حنبل إمام الحنابلة ، المتوفى سنة ٢٤١ ه ، وهو قيد التحقيق.
٦ ـ طرق حديث ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) :
للحافظ الذهبي محمد بن أحمد بن عثمان بن فاعاز الشافعي الدمشقي ( ٦٧٣ ـ ٧٤٨ ه ) ، وهو قيد التحقيق.
٧ ـ ترجمة أمير المؤمنين عليهالسلام :
من تاريخ مدينة دمشق للحافظ ابن عساكر ، وهو أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي الدمشقي ( ٤٩٩ ـ ٥٧١ ه ).
٨ ـ فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين :
لصدر الدين إبراهيم بن محمد بن حمويه الحموئي الشافعي الجويني ( ٦٤٤ ـ ٧٣٣).
ومنها: ما نطَقَ بتقبيل جابر رِجل السجّادعليهالسلام في كربلاء ساعَة ورودهعليهالسلام لزيارة الأربعين(١) .
ومنها: ما ورَد في تقبيل القاسم بن الحسنعليهالسلام يدي الحسينعليهالسلام ورجليه؛ لتحصيل الإذن في الجهاد يوم الطف(٢) .
ــــــــــــــــــ
(١) ذكر العلاّمة المازندرانيرحمهالله المتوفّى (١٣٨٤) في معالي السبطين: ج٢، ص١٨٣، ط قم الشريف الرضي، عن عطيّة العوفي بعدما جاء مع جابر بن عبد الله الأنصاري لزيارة الأربعين بينما كنّا مشغولين بمراسم الزيارة والدعاء، فإذا بسوادٍ قد أقبل علينا من ناحية الشام، فقلت: يا جابر أنّي أرى سواداً عظيماً مقبلاً علينا من ناحية الشام، فالتفتَ جابر إلى غلامه وقال لـه:
انطلق وانظر ما هذا السواد ؟ فإنْ كانوا من أصحاب عبيد الله بن زياد لعلّنا نلجأ إلى ملجأ، وإنْ كان هذا سيّدي ومولاي زين العابدين فأنتَ حرّ لوجه الله، فانطلق الغلام فما كان بأسرع من أنْ رجعَ إلينا وهو يلطم على وجهه وينادي قم يا جابرُ واستقبل حرمَ رسول الله فهذا سيّدي ومولاي عليّ بن الحسينعليهالسلام قد أقبل مع عمّاته وأخواته ليجدّدوا العهدَ بزيارة الحسينعليهالسلام ، فقام جابر ومَنْ معه واستقبلهم بصراخٍ وعويل يكادُ الصخرُ أنْ يتصدّع منه، ولمّا دنى من الإمام انكبّ على أقدامه يُقبلها ويقول: سيّدي عظّم اللهُ لك الأجر بعموتك وأخوتك، فقال الإمامعليهالسلام : أنتَ جابر قال: نعم سيّدي أنا جابر، فقالعليهالسلام : يا جابر هاهنا قُتِلَ أبو عبد الله، يا.جابر هاهنا ذُبِحتْ أطفال أبي.
(٢) قال الشيخ عبّاس القمّيرحمهالله المتوفّى (١٣٥٩هـ) في نَفَس المهموم: ص٢٩٢، ط قم: ( قيل لمّا نظر الحسينعليهالسلام إليه ـ القاسم بن الإمام الحسنعليهالسلام ـ قد برزَ اعتنقه وجعلا يبكيان حتّى غُشِيَ عليهما، ثُمّ استأذن الحسينعليهالسلام في المبارزة، فأبىعليهالسلام أنْ يأذنَ لـه، فلم يزل الغلام يُقبّل يديه ورجليه حتّى أذِنَ لـه...) فراجع مقتل الحسينعليهالسلام للشيخ محمّد حسين كاشف الغطاءرحمهالله المتوفّى (١٣٧٣هـ): ص٥٤، ط قم، ومعالي السبطين للمازندراني: ج١، ص٤٥٣، ومقتل الحسينعليهالسلام أو واقعة الطفّ للسيّد محمّد تقي آل بحر العلوم المتوفّى (١٣٩٣هـ): ص٣٥٦، ط قم.
إلى غير ذلك من الأخبار الحاكِيَة لوقوع التقبيل لأرْجُل الأئمّةعليهمالسلام وعدم منعهمعليهمالسلام المقبِّل عن ذلك(١) ، والذي أظنّ والله العالم إنّ مَنْعَهعليهالسلام
أبا حمزة في الخبر المزبور من تقبيل قَدَميه، معلّلاً بحرمة السجود لغير الله سبحانه إنّما وقع تقيّةً وخوفاً.
ــــــــــــــــــ
(١) منها ما ورد في الكافي: ج٢، ص١٤٥، ح٤، باب التقبيل: (محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحجال، عن يونس ابن يعقوب قال: قلتُ لأبي عبد اللهعليهالسلام : ناولني يدك أُقبلهُا فأعطانيها، فقلتُ: جُعِلتُ فداك رأسك ففعل فقبلّته، فقلتُ: جُعِلتُ فداك رجلاك، فقال أقسمتُ، أقسمتُ، أقسمتُ ثلاثاُ وبقي شيء، وبقي شيءٌ وبقي شيءٌ).
قال السيّد عبد الله شبّررحمهالله في مصابيح الأنوار: ج٢، ص٥٤، ط بيروت: هذا الحديث من الغوامض ويُحتمل وجوهاً: فذكررحمهالله ستّ احتمالات منها:
أنْ يكونَ المعنى أقسمتَ أنتَ أنْ تُقبل الأعضاء الثلاثة وقد قبلّتَ اثنين منها وبقي شيءٌ واحد وهو الرجل فقبّلها لتبرَّ قسمك فخذ قبلّها.
وأيضاً من الأحاديث المجوّزة للتقبيل ما ذكره الكليني في الكافي: ج٢، ص١٨٥، ح٢، باب التقبيل: (عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رفاعة بن موسى، عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: ( لا يُقبّل رأسَ أحدٍ ولا يده إلاّ يدُ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم أو مَنْ أُريد به رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم .
قال السيّد عبد الله شبّر المتوفى (١٣٢٤هـ) في مصابيح الأنوار: ج٢، ص٥٥، ح٢١: (يُحتمل أن يكون المراد بَمنْ أُريد به رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم عترته الطاهرين والأئمّة المعصومين).
وممّا يعضد كلامهرحمهالله الحديث المروي في الكافي: ج٢، ص١٨٥، ح٣، بعده مباشرةً: عن زيد النرسي، عن عليّ بن مزيد صاحب السابري قال: دخلتُ على أبي عبد اللهعليهالسلام فتناولتُ يده فقبّلتُها، فقال: ( أما إنّها لا تصلح إلاّ لنبيٍّ أو وصيّ نبيّ ).
وعلّق قائلاً ـ السيّد شبّرـ: (ويُحتمل أنْ يراد به ما هو أعم من ذلك لسائر صالحي ذرّيّته بل لصالحي المؤمنين أيضاً فإنّ تقبيل يدهم من حيثُ صلاحهم وإيمانهم بالله وبرسول الله وإتباعهم لـه، إنّما اُريد به رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم بل شمول الحكم للعلماء بالله العاملين بأمره الهادين الناس ممّن وافق قولهم فعلهم أولى فإنّهم خلفاء رسول الله كما يدلّ عليه قولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : ( اللهم ارحم خلفائي، بل هم ورثته الروحانيون، فإنّ العلماء ورَثَة الأنبياء ).
وقال العلاّمة المجلسيرحمهالله في البحار: ج٧٣، ص٣٨، ح٣٥، ط بيروت مؤسّسة الوفاء معلّقاً على هذا الحديث الشريف: تبيان: قولهعليهالسلام ( أو مَن أُريد به رسول الله ) من الأئمّةعليهمالسلام إجماعاً وغيرهم من السادات والعلماء على الخلاف، وإنْ لم أرَ في كلام أصحابنا تصريحاً بالحرمة، قال بعض المحقّقين: لعلّ المراد بمَنْ أُريد رسول الله الأئمّة المعصومونعليهمالسلام ، ويُحتمل شمول الحكم العلماء بالله وبأمر الله مع العاملين بعلمهم والهادين للناس.
الدليل الثاني على عدم جواز التقبيل
الثاني:
إنّ تقبيل الأعتاب المقدّسة مستلزم السجود لصاحب العتبة، والسجود لغير الله سبحانه مُحرّم، أمّا الكُبرى فواضحة بالنصوص المتواترة(١) ، وإجماع الشيعة بل المسلمين قاطبة، وأمّا الصغرى؛ فلأنّ السجودَ لغةً: هو الخضوع والانحناء وتَطأطئ الرأس كما ذكره أهل اللغة(٢) ونقله الفقهاء عنهم فعن المعتبر(٣) ، والمنتهى(٤) ، ونهاية الأحكام(٥) وإرشاد الجعفريّة(٦) ، والمقاصد العَليّة(٧) ، والروض(٨) وغيرها أنّ السجودَ لغةً الخُضوع، ومن البيّن تضمّن الهويّ لتقبيل الأعتاب المقدّسة الخضوع، والانحناء وتَطأطئ الرأس.
ــــــــــــــــــ
(١) راجع وسائل الشيعة: ج٦، باب عدم جواز السجود لغير الله.
(٢) قال الفيروز آبادي المتوفى (٨٧١) في القاموس المحيط: ص٣١١، حرف (الدال)، فصل (السين): (سَجَدَ: خَضعَ، وأسجدَ: طأطأ رأسه، وانحنى).
(٣) قال المحقّق الحلّي في المعتبر: ج٢، ص٢٠٦؛ (السجود وهو في اللغة: الخضوع.
(٤) منتهى المطلب للعلاّمة الحلّي: ج٤، ص٣٥١.
(٥) نهاية الأحكام، للعلاّمة الحلّي: ج١، ص٤٨٦، ط: قم إسماعيليان: (السجود لغةً: الانحناء).
(٦) إرشاد الجعفريّة وإرشاد الأذهان للعلاّمة الحلّيرحمهالله : ج١، ص٢٥٥، ط جماعة المدرّسين قم.
(٧) جامع المقاصد للمحقّق الكركيرحمهالله : ج٢، ص٢٩٦، ط مؤسّسة آل البيتعليهمالسلام .
(٨) روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان؛ للشهيد الثانيرحمهالله : ص٢٧٤، قال: السجود: وهو لغةً: الخضوع، وشرعاً: وضعُ الجبهة على الأرض.
والجواب عن ذلك:
أولاً: منعُ كون السجود في اللغة لمطلق الانحناء وتَطأطئ الرأس، بل مع قيد وضع الجبهة على الأرض، ألا ترى إلى تفسير الجوهري في الصحاح(١) ، وابن الأثير في النهاية(٢) ، وصاحب التاج(٣) وغيرهم لـه بوضع الجبهة على الأرض، وكذا الفيّومي في المصباح المُنير حيثُ قال: وسجدَ الرّجلُ وضعَ جبهته على الأرض. انتهى(٤) .
وذلك قرينة على إرادة مَنْ أطلق تفسيره بالخضوع والانحناء وتَطأطئ الرأس الخضوع بِوَضع الجبهة على الأرض.
وثانياً: إنّه لو سُلِّم كونه بمعنى مطلق الانحناء وكونه في خُصوص وضع الجبهة مجازاً، فلا ينبغي التأمّل في بلوغ ذلك في العُرف العام فضلاً عن عُرف المُتشرّعة مبلغ الحقيقة، فلا يُقال في حقّ مَنْ انحنى لقتلِ الحيّة والعقرب، أو لأخذِ شيءٍ من الأرض ونحوهما(٥) ممّا لا وضع فيه للجبهة على الأرض إنّه ركَع أو سجد، بل يُطلق على الانحناء ما لم تصل الجبهةُ الأرضَ بالسجود، وغايته عدم اعتبار مباشرة خُصوص الجبهة للأرض، فيكفي في صِدقهِ وضعها على الأرض بواسطة أو وسائط ما لم يبلغ حدّ العُلوّ المفرط، ومن البيّن عدم تضمّن انحناء المُنحني لتقبيل العتبة والرِّجل وضع الجبهة على الأرض.
ــــــــــــــــــ
(١) قال الجوهري: (السجود وضع الجبهة على الأرض) (الصحاح: ج١، ص٤٨٠).
(٢) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير: ج٢، ص٣٤٢، قال: (وهو وضع الجبهة على الأرض، ولا خضوع أعظم منه).
(٣) تاج العروس للزُبَيدي: ج٢، ص٣٧١، قال: ( وهو وضع الجبهة على الأرض ولا خضوع أعظم منه، والاسم السجدة ).
(٤) المصباح المُنير للفيّومي الّمتوفّى (٧٧٠هـ): ج١، ص٢٦٦، حرف (السين) ط قم دار الهجرة. وهذا ممّا يَتناسب مع معناه الشرعي حيث قال عكرمة: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : ( لا صلاة لمَنْ لا يُصيب أنفه مِن الأرض، ما يُصيب الجَبهة )، وعن ابن عمر: ( إنّ النبي قال: ( إذا سجدتَ فمّكنْ جبهتكَ من الأرض ) ). راجع سنن الدار قطني: ج١، ص٣٤٨، ح٢.
(٥) قال الشيخ جواد الكربلائي في الأنوار الساطعة في شرح الزيارة الجامعة: ( لم تعلم كون الهَوِيّ لتقبيل العتبة من السجدة حتّى يقصد بها سجدة الشكر، وإلاّ لكان مطلق الهويّ لتقبيل زوجته النائمة سجدة...).
وثالثاً: إنّ السجود من الأفعال العقلائيّة المُتشخّصّة عن مُشابهاتها بالقصد، ومن المعلوم أنّ المنحني لتقبيل العتبة أو الرِّجل لم يَقصد الخضوع بإنحائه لنفسه، بل قصدَ الخضوع بتقبيله، وذلك غيرُ مُحرّم؛ للأصل بعدم الدليل على تحريمه(١) ، بل الدليل على جوازه واضح السبيل، وهو الأخبار المزبورة الحاكية لإنكباب الشيعة على أقدام الأئمّةعليهمالسلام للتقبيل وعدم منعهمعليهمالسلام إياهم من ذلك(٢) ، وأقلّ مراتبها الدلالة على الجواز.
ورابعاً: إنّ الإنكباب لتقبيل الأرض المجاورة للإمامعليهالسلام لو كان سجوداً لَمَا صدر من الأئمّةعليهمالسلام الإنكباب على قبر النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقبور الأئمّةعليهمالسلام ، بل قبور بعض أولادهم للتقبيل، ولَمَا أثنى الإمامعليهالسلام على مَنْ قبّل مكان جلوس إمامه كما ورد في الأخبار، ألا ترى إلى ما رواه في البحار، عن رجال الكشّي، عن سليمان بن جعفر قال: قال لي عليّ بن عُبيد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب: أشتهي أنْ أدخل على أبي الحسن الرضاعليهالسلام اُسلّم عليه قلت: فما يمنعك من ذلك؟ قال: الإجلال والهيبة لـه وأتّقي عليه.
قال: فاعتلَّ أبو الحسنعليهالسلام عِلّةً خفيفةً وقد عاده الناس، فلَقيتُ عليَّ بن عُبيد الله، فقلتُ: قد جاءكَ ما تريد، قد اعتلَّ أبو الحسنعليهالسلام علّةً خفيفةً وقد عاده النّاس فإنْ أردتَ الدخول عليه فاليوم، قال: فجاء إلى أبي الحسنعليهالسلام عائداً فلَقيَه أبو الحسنعليهالسلام بكلِّ ما يجب من المنزلة والتعظيم، فَفَرِح بذلك عليّ بن عُبيد الله فرحاً شديداً، ثُمّ مرض عليّ بن عبيد الله فعاده أبو الحسنعليهالسلام وأنا معه، فجلس حتّى خرج مَنْ كان في البيت فلمّا خرجنا أخبرتني مولاةٌ لنا إنّ أمّ سَلَمَة امرأة عليّ بن عُبيد الله كانت من وراء الستر تنظر إليه، فلمّا خَرج خرجَتْ وانكبّت على الموضع الذي كان أبو الحسن فيه جالساً، تقبّله وتَتَمسّح به.
قال سليمان: ثُمّ دخلْتُ على عليّ بن عُبيد الله فأخبرَني بما فَعَلتْ أمُّ سلمة، فخبّرت به أبا الحسنعليهالسلام ، فقال: يا سلمان إنّ عليّ بن عُبيد الله وامرأتهُ وولده من أهل الجنّة يا سليمان إنّ وِلْدَ عليّ وفاطمةعليهمالسلام إذا عرفهم هذا الأمر لم يكونوا كالناس. الحديث(٣) .
ــــــــــــــــــ
(١) لا يوجد دليل على حرمة تقبيل العتبة أو الرجل أو اليد، والأصل الجواز والإباحة، وكلُّ مَنْ يدّعي الحرمة فعليه إبراز الدليل قبل أنْ يتّهمَ الآخرين بعبادة غير الجليل.
(٢) تقدّم ذكر الروايات التي بيّنت كيفيّة التقبيل من الشيعة الكرام لأئمّتهم الأبرارعليهمالسلام .
(٣) رجال الكشّي: ص٤٩٥، رقم (٤٨٥)، عنه البحار: ج٤٩، ص٢٢٣، ح١٥، باب١٦.
انظر: يَرحمُك الله تعالى إلى رضا الإمامعليهالسلام بفعل أمّ سلمة(١) ، وإخباره بأنّها من أهل الجنّة وما ذاك إلاّ لِمَا ذكرنا.
وخامساً: إنّ الإنكباب لتقبيل الأرض المجاورة لهمعليهمالسلام لو كان سُجوداً محرّماً لما قرّرواعليهمالسلام تَقبيل مَن قَبّلَ الأرض قدّامهم، ولَنَهَوا عن ذلك؛ لإتحاد المناط في العتبة والأرض(٢) قدّامهم، ومَنْ راجع الأخبار ظَهَر لـهُ وقوع ذلك من شيعتِهم وغيرهم مراراً وعدم نهيهم عن ذلك، وعدم النهي منهمعليهمالسلام في غير مقام التقيّة تقرير، وقد تقرّر في محلّه حجّيّة تقريرهم كقولهمعليهمالسلام (٣) .
ــــــــــــــــــ
(١) كما لا يخفى أنْ رضا الإمامعليهالسلام وإقراره حجّةٌ كما هو مذكور في علم الأصول.
(٢) اتّحاد المناط أو وحدة المناط: هو تَمييز علّة الحكم عن سائر الأوصاف والحيثيّات المذكورة في الخطاب، ومع تميُّزها تكون النتيجة هي إمكان الاستفادة من العلّة لإثبات نفس الحُكم لموضوعات أُخرى غير الموضوع المنصوص عليه في الخطاب، بمعنى إمكان تَعْدِيَة الحكم من مورد النصّ الذي اكتنف بمجموعة من الأوصاف والحيثيّات إلى موارد أُخرى ليست واجدة لتلك الأوصاف والحيثيّات، ما عدا العلّة المنقّحة.
(٣) سكوت المعصومعليهالسلام إنّه دليلٌ على الإمضاء والموافقة؛ لأنّ المعصومعليهالسلام إذا واجه سُلوكاً معيّناً وتصرّفاً خاصّاً وسكتَ عنه، فهذا السكوت والإمضاء منهعليهالسلام يُعتبر دليلاً على الإمضاء. ومن المعلوم أنّ السكوت إنما يدلُّ على الإمضاء في حالة مواجهة المعصومعليهالسلام لسلوك معيّن يكون على نحوين:
أـ مواجهة سلوك فرد خاصّ يتصرّف أمام المعصوم، كأن يمسح أمام المعصوم منكوساً ويسكت عنه.
ب ـ مواجهة سلوك اجتماعي وهو ما يُسمّى بالسيرة العقلائيّة، كما إذا كان العقلاء بما هم عقلاء يسلكون سلوكاً معيّناً في عصر المعصومعليهالسلام ، فإنّه بحكم تواجده بينهم يكون مواجهاً لسلوكهم العامّ، ويكون سكوته دليلاً على الإمضاء ـ لهذا العمل ـ فمن هنا أمكن الاستدلال بالسيرة العقلائيّة عن طريق استكشاف الإمضاء من سكوت المعصومعليهالسلام .
فبهذا البيان قد تبيّن لك أنّ تقبيلَ أيدي وأرجُل المعصومينعليهالسلام كان سلوكاً اجتماعيّاً وليس فرديّاً يواجهه المعصومعليهالسلام فيقرّه، علماً أنّ هذا العمل كان يصدر من العقلاء بما هم عقلاء، فإذاً هذا الفعل عقلي قبل أنْ يكون شرعي.
الدليل الثالث على عدم جواز التقبيل
الثالث:
إنّ الزيارةَ ومتعلّقاتها عبادةٌ والعبادات أمورٌ توقيفيّة، فلابدَّ من الدليل على رُجحان تقبيل الأعتاب فلا نقول برجحانه.
ردُّ الدليل الثالث:
والجواب:
إنّا إلى الآن كنّا بصدد إثبات الجواز لا الرُجحان وقد عَرَفتَ أنّ الجواز لا غائلة فيه، وأمّا الرُجحان فيُمكن الاستدلال لـهُ بوجوه:
الأوّل: السيّرة المستمرّة التي سُمِعتَ من الشهيدرحمهالله في الدروس حيثُ عبَّر عنها: بأنّ الإماميّة على ذلك(١) .
الثاني: إنّ في ذلك تعظيماً للشعائر، وقد قال الله تعالى:( وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) (٢) .
والمناقشة في التمسّك به بأنّ في تفسيرها اختلافاً عظيماً، فعن ابن زيد: إنّها معالم الدين، وعن مجاهد: إنّها البُدن في الحجّ، وتعظيمها استسمانُها و استحسانُها، وعن ابن عبّاس: أنّ الشعائر جمع شعيرة وهي البُدن إذا أُشعِرَت أي أُعلِمَت عليها بأنْ يُشقّ سنامها من الجانب الأيمن؛ ليُعلم أنّها هدي فالذي يهدي مندوب إلى طلب ( الاثمن )(٣) و الأسمن بالثاء أو بالسين.
وقيل: شعائر الله دين الله تعالى كلّه، وتعظيمها التزامها ومنافعها كركوب ظهورها، وشرب ألبانها إذا احتيج إليها وهو المروي عن الصادقعليهالسلام (٤) ، فلا يبقى للآية إطلاق يُتمسّك به.
ــــــــــــــــــ
(١) الدروس: ج٢، ص٢٥، ط قم جماعة المدرّسين.
(٢) الحجّ: ٣٢.
(٣) بين القوسين في المصدر غير موجود.
(٤) هذا التفسير للآية المباركة ذكره أمينُ الإسلام الطبرسيرحمهالله في مجمع البيان: ج٧، ص١١٣، ط بيروت.ولكن في الأخير قال: (وهو المروي عن أبي جعفرعليهالسلام بينما قال العلاّمة المامقاني: وهو المروي عن الصادقعليهالسلام .
دفعُ الإشكال
مدفوعة بأنّ المحقّق في محلّه إنّ التفسير الوارد لا يُنافي حجيّة إطلاق الآية بعد تضمّن القرآن بطوناً، وكون مورد الآية الهَدْي لا يمنع من حجيّة عُمومها سيّما مع تداول الفقهاء (رضي الله عنهم)، من قديم العصر يداً بيد التمسك بهذه الآية، لإثبات رُجحان كلّ ما يكون تعظيماً للشعائر،(١) بل ببالي القاصر أنّي وقفتُ فيما سَلَف على تمسّك الإمامعليهالسلام بالآية على ذلك(٢) ، فلا ينبغي التأمّل في الاستدلال بها على إثبات رُجحان تقبيل الأعتاب المقدّسة.
الثالث: الآيات(٣) والأخبار المتواترة الآمرة بحبّ ذوي القربى ومودّتهم و مطلوبيّة إظهار آثار الحبّ والوداد(٤) ، وقد أشرنا إلى أنّ تقبيل ما يتعلّق بالمحبوب من ثياب، أو دار، أو قبر أو مكتوب أو غير ذلك إظهاراً للحبِّ لـه ممّا جرت عليه عادة بني آدم، واستمرّت عليه طريقتهم، وعليه ورد تشريع تقبيل الحجر الأسود والبيت وبابه(٥) ، وتقبيل القرآن المجيد، الضرائح المقدّسة، وتقبيل يد(٦) مَنْ اُنتسِب إلى رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم بنسبٍ أو فقهٍ في دينه ونحو ذلك.
ــــــــــــــــــ
(١) قال الشهيد الأوّلرحمهالله في القواعد: ج٢، ص١٥٩، قاعدة ٢٠٩: ( يجوز تعظيم المؤمن بما جرت به عادة الزمان، وإنْ لم يكن منقولاً عن السلف؛ لدلالة العمومات عليه، قال الله تعالى: ( ذلك ومَن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) وقال تعالى: ( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ ) . وأيضاً راجع جواهر الكلام: ج٣، ص٤٧.
(٢) لم أعثر على هذا التمسّك من خلال مراجعتي لأكثر من ٢٠ تفسيراً لهذه الآية الشريفة.
(٣) راجع تفسير قوله تعالى في سورة الشورى آية٢٣:( قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّةَ في القربى ) وللمزيد والوقوف على هذا الموضوع راجع كتابنا (أهل البيتعليهمالسلام في تفاسير السُنّة).
(٤) أخرج السيوطي المتوفّى (٩١١) في إحياء الميّت بفضائل أهل البيت، ص٣٧، ح٤٧، عن الديلمي، عن عليّ، قال: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : ( أثبتكم على الصراطِ أشدُّكم حبّاً لأهل بيتي ).
وأيضاً أخرج ابن المغازلي عن ابن عبّاس، عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : ( لا تزول قدما عبدٍ حتّى يُسأل عن أربع: عن عُمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله فيما أنفقه ومن أين اكتسبه، وعن حبّنا أهل البيت)، مناقب علي بن أبي طالبعليهالسلام : ص١١٩.
وأيضاً أخرج الخطيب البغدادي في تاريخه: ج٢، ص١٤٦، عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : ( شفاعتي لأمّتي مَن أحبّ أهل بيتي ).
(٥) قال المحقّق الحلّيرحمهالله في الشرائع: ج١، ص٢١٢، كتاب الحجّ: ( واستلام الحَجَر على الأصح وتقبيله...).
(٦) إشارة إلى الصحيح عن أبي عبد اللهعليهالسلام إنّه قال: ( لا تُقبّل رأسَ أحدٍ ويدَه، إلاّ يد رسولصلىاللهعليهوآلهوسلم أو مَنْ أُريد به رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم منه عفا الله عنه). تقدّمت الإشارة إلى هذا الحديث الشريف وأخرجناه من الكافي: ج٢، ص١٨٥، ح٢، وذكرنا احتمالات السيّد عبد الله شبّررحمهالله فيه. فراجع.
الرابع: الأخبار الكثيرة الحاكية لإنكباب الأئمّةعليهمالسلام على قبر النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقبور مَن قبلهم من الأئمّةعليهمالسلام وأولادهم(١) وتقبيلهم إيّاه ومسح الخدّين به كما لا يخفى على مَنْ لاحظ أخبار الزيارات(٢) ، وفعلهم لا يكون إلاّ راجحاً وعدم الفرق بين القبر والعتبة واضح، والمناط فيهما متحدّ بلا شبهة.
الخامس: إنّ تقبيل الأرض قدّام الأئمةعليهمالسلام قد صدر من الرّعيّة بالنسبة إليهم ولم ينكروه، بعد عدم الفرق بين العتبة والأرض قدّامهم، ولا بين حياتهم ووفاتهم؛ لأنّهم أحياءٌ عند ربّهم يُرزقون(٣) أمّا الكبرى فواضحة وأمّا الصغرى وهو وقوع التقبيل للأرض قدّامهمعليهمالسلام .
فلِما رواه في الباب التاسع والعشرين والمائة من أبواب العشرة، من كتاب الحجّ من وسائل الشيعة عن الصدوقرحمهالله في العيون مسنداً عن صفوان بن يحيى قال: سألني أبو قرّة صاحب الجاثليق أنْ أوصله إلى الرضاعليهالسلام ، فاستأذنته في ذلك، فقال: دخّله عليَّ فلمّا دخل عليه قبّلَ بساطه وقال: هكذا علينا في ديننا أنْ نفعل بأشراف زماننا. الحديث(٤) .
وليس فيه إنكارٌ لذلك.
ولو لم يكن هذا الأدب مُمضى في شرعنا لمنعَ الإمامعليهالسلام عن ذلك؛ لأنّ الكفّار مكلّفون بالفروع(٥) والسكوت عن المنكر لا يصدر من المعصومعليهالسلام (٦) .
ــــــــــــــــــ
(١) أشار بذلك إلى ما وردَ في زيارة مولانا عليّ الأكبر روحي فداه في الأوّل من رجب والنصف من شعبان بالإنكباب على قبره بعد زيارته ثُمّ تقول: زادكم اللهُ شرفاً إلى آخره. (منه عفى الله عنه).
(٢) راجع المصباح للكفعميرحمهالله المتوفّى (٩٠٠) ص٦٥٢، ط بيروت الأعلمي، هذا في زيارة الإمام الحسين في شهر رجب، وأيضاً في زيارة الإمام الكاظم والجوادعليهماالسلام : ص٦٥٤، وأيضاً في زيارة العسكريّينعليهماالسلام : ص٦٥٦، وزيارة الحسين في ليلة عَرفة: ص٦٦٤، وللمزيد راجع زاد المعاد للعلاّمة المجلسي المتوفّى (١١١١)، ومفاتيح الجنان للشيخ عبّاس القمّي، وغيرها من كتب الأدعية والزيارات.
(٣) إشارة إلى قوله تعالى:( ولا تحسبنَّ الذينَ قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عندَ ربّهم يُرزقون ) (سورة آل عمران: ١٦٩).
(٤) عيون أخبار الرضاعليهالسلام للشيخ الصدوق: ج٢، ص٢٣٠، ح١، وسائل الشيعة: ج١٢، ص٢٢٨، ح١، باب١٢٩، حكم تقبيل البساط بين يدَي الأشراف.
(٥) مكلّفون بها وتجب عليهم ولكن لا تصحُّ منهم لفقدانهم النيّة.
(٦) لو سكتَ المعصوم عن النهي عن المنكر والأمر بالمعروف انتفى الغرض حينئذٍ.
وما رواه الصدوقرحمهالله في محكي كمال الدين، ورواه في البحار في باب ذكر مَنْ رأى الحجّة المنتظر (عجّل الله فرجه) من الخبر المتضمّن لوصول قافلة من قم ورواحهم إلى جعفر، وإرسال ولي العصر (عجّل الله فرجه وجعل أرواحنا فداه) غلامه وجلبه إياهم، وإخباره إياهم بأوصاف ما عندهم من الأموال، ووقوعهم شكراً لله تعالى على أنْ وفّقهم لمعرفة إمام زمانهم، ثُمّ تقبيلهم الأرض قدّام الإمامعليهالسلام تكريماً، وسؤالهم عمّا كانوا يحتاجون إليه من المسائل(١) .
فإنّ ظاهر الخبر أنّ تقبيل الأرض قدّام الإمامعليهالسلام كان مرسوماً وعدم نهيهعليهالسلام لهم عن ذلك في ذلك المحضر الشريف الخالي من الأغيار يدلّ على جوازه، بل رجحانه.
ــــــــــــــــــ
(١) رواه الصدوقرحمهالله المتوفّى (٣٨١) في كمال الدين، ج٢، ص٥٠٣، ح٢٥، باب ذكر مَن شاهد القائمعليهالسلام ، والحديث طويل ولكن نقتطف موضع الحاجة وبيت القصيد: ( لمّا قُبض سيّدنا أبو محمّد الحسن العسكري وفد من قم وفود) إلى أنْ قال: ( فإذا ولده القائم سيّدناعليهالسلام قاعد على سرير كأنّه فلقة قمر، عليه ثياب خُضر، فسلّمنا عليه، فردَّ علينا السلام، ثُمّ قال: ( جملة المال كذا وكذا ديناراً، حمل فلان كذا، وحمل فلان كذا، ولم يزل يصف حتّى وصف الجميع ثُمّ وصف ثيابنا ورحالنا وما كان معنا من الدواب، فخررنا سُجّداً لله عزّ وجلّ شكراً لما عرّفنا، وقبلّنا الأرضَ بين يديه...) رواه العلاّمة المجلسي في البحار: ج٩٢، ص٤٩، ح٣٤، ط مؤسّسة الوفاء.
ويُؤيّد الخبَرَين قصّة الوزير الناصبي لحاكم البحرين المنقول في البحار عند تعداد مَنْ رأى مولانا الحجّة المنتظر (عجّل الله فرجه وجعلنا مِن كلِّ مكروهٍ فداه) المتضمّن بتقبيل محمّد بن عيسى الأرض قدّام الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) وعدم منعه إيّاه من ذلك، وتقريرهم حجّة(١) .
ــــــــــــــــــ
(١) بحار الأنوار للعلاّمة المجلسي: ج٥٢، ص١٧٨، قالرحمهالله : (ومنها ما أخبرني به بعض الأفاضل الكرام، والثقات الأعلام، قال : أخبرني بعض مَنْ أثق به يرويه عمّن يثق به، ويطريه أنّه قال : لما كان بلدة البحرين تحت ولاية الإفرنج، جعلوا واليها رجلاً من المسلمين، ليكون أدعى إلى تعميرها وأصلح بحال أهلها، وكان هذا الوالي من النواصب ولـه وزير أشدُّ نصباً منه يُظِهر العداوةَ لأهل البحرين لحبّهم لأهل البيتعليهمالسلام ويحتال في إهلاكهم وإضرارهم بكلّ حيلة.
فلمّا كان في بعض الأيام دخل الوزير على الوالي وبيده رمّانة فأعطاها الوالي فإذا كان مكتوبا عليها (لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ خلفاء رسول الله) فتأمّل الوالي فرأى الكتابة من أصل الرمانة بحيث لا يُحتمل عنده أنْ يكون من صناعة بشر، فتعجب من ذلك وقال للوزير : هذه آية بيّنة، وحجّة قويّة، على إبطال مذهب الرافضة، فما رأيك في أهل البحرين. فقال لـه : أصلحك الله إنّ هؤلاء جماعة مُتعصّبون، ينكرون البراهين، وينبغي لك أنْ تحضرهم وتريهم هذه الرّمانة، فإنْ قبلوا ورجعوا إلى مذهبنا كان لك الثواب الجزيل بذلك، وإنْ أبَوا إلا المقام على ضلالتهم فخيّرهم بين ثلاث : إمّا أنْ يؤدّوا الجِزية وهُم صاغرون، أو يأتوا بجواب عن هذه الآية البيّنة التي لا مَحيص لهم عنها، أو تَقتل رجالهم وتَسبي نساءهم وأولادهم، وتأخذ بالغنيمة أموالهم.
فاستحسن الوالي رأيه، وأرسل إلى العلماء والأفاضل الأخيار، والنُجَبَاء والسادة الأبرار، من أهل البحرين وأحضرهم وأراهم الرّمانة، وأخبرهم بما رأى فيهم إنْ لم يأتوا بجواب شافٍ: من القتل والأسر وأخذ الأموال أو أخذ الجزية على وجه الصغار كالكفّار، فتحيّروا في أمرها، ولم يقدروا على جواب، وتغيّرت وجوهُهم وارتعدت فرائصُهم. فقال كُبَراؤهم: أمهلنا أيّها الأمير ثلاثة أيّام لعلّنا نأتيك بجواب ترتضيه وإلاّ فاحكم فينا ما شئتَ، فأمهلهم، فخرجوا من عنده خائفين مرعوبين مُتحيّرين. فاجتمعوا في مجلس وأجالوا الرأي في ذلك، فاتّفق رأيهم على أنْ يختاروا من صُلحاء البحرين وزُهّادهم عشرة، ففعلوا، ثمّ اختاروا من العشرة ثلاثة فقالوا لأحدِهم: اخرج الليلة إلى الصحراء واعبُد الله فيها، واستغِث بإمام زماننا، وحجّة الله علينا، لعلّه يُبيّن لك ما هو المخرج من هذه الداهية الدهماء.
فخرج وبات طول ليلته مُتعبّداً خاشعاً داعياً باكياً يدعو الله، ويستغيث بالإمامعليهالسلام ، حتّى أصبح ولم يرَ شيئاً، فأتاهم وأخبرهم فبعثوا في الليلة الثانية الثاني منهم، فرجع كصاحبه ولم يأتهم بخبر، فازداد قلقهم وجزعهم. فأحضروا الثالث وكان تقيّا فاضلا اسمه محمّد بن عيسى، فخرج الليلة الثالثة حافياً حاسر الرأس إلى الصحراء وكانت ليلة مظلمة فدعا وبكى، وتوسّل إلى الله تعالى في خلاص هؤلاء المؤمنين وكشف هذه البليّة عنهم واستغاث بصاحب الزمان. =
= فلما كان آخر الليل، إذا هو بِرَجُلٍ يُخاطبه ويقول: يا.محمّد بن عيسى ما لي أراك على هذه الحالة، ولماذا خرجت إلى هذه البرّيّة ؟ فقال لـه: أيّها الرجل دعني فإنّي خرجتُ لأمرٍ عظيم وخطبٍ جسيم، لا أذكره إلاّ لإمامي ولا أشكوه إلاّ إلى مَنْ يقدر على كشفه عنّي. فقال: يا محمّد بن عيسى ! أنا صاحب الأمر فاذكر حاجتك، فقال: إنْ كنتَ هو فأنت تعلم قصّتي ولا تحتاج إلى أنْ أشرحها لك، فقال لـه: نعم، خرجت لما دهَمَكم من أمر الرّمانة، وما كُتِبَ عليها وما أوعدكم الأمير به، قال: فلمّا سَمِعت ذلك توجّهت إليه وقلت له: نعم يا مولاي، قد تعلم ما أصابنا، وأنت إمامنا وملاذنا والقادر على كشفه عنا.
فقال صلوات الله عليه: يا محمّد بن عيسى إنّ الوزير لعنَه الله في داره شجرة رمّان فلمّا حملت تلك الشجرة صنع شيئا من الطين على هيئة الرّمانة، وجعلها نصفين وكَتَب في داخل كلّ نصف بعض تلك الكتابة ثمّ وضعهما على الرمّانة، وشدّهما عليها وهي صغيرة فأثّر فيها، وصارت هكذا. فإذا مضيتم غداً إلى الوالي، فقل لـه: جئتك بالجواب ولكنّي لا أُبديه إلاّ في دار الوزير فإذا مضيتم إلى داره فانظر عن يَمينك، ترى فيها غرفة، فقل للوالي: لا أُجيبك إلاّ في تلك الغرفة، وسيأبى الوزير عن ذلك، وأنت بالغ في ذلك ولا ترضَ إلاّ بصعودها فإذا صعد فاصعد معه، ولا تتركه وحده يتقدّم عليك، فإذا دخلت الغرفة رأيت كوّة فيها كيس أبيض، فانهض إليه وخذه فترى فيه تلك الطينة التي عملها لهذه الحيلة، ثمّ ضعها أمام الوالي وضع الرمانة فيها لينكشف له حيلة الحال.
وأيضا يا محمّد بن عيسى قل للوالي : إنّ لنا معجزة أُخرى وهي أنّ هذه الرمانة ليس فيها إلاّ الرماد والدخان وإنْ أردت صحّة ذلك فأمر الوزير بكسرها، فإذا كسرها طار الرماد والدخان على وجهه ولحيته. فلمّا سمع محمّد بن عيسى ذلك من الإمام، فرح فرحاً شديداً وقبّلْ بين يدي الإمامعليهالسلام ، وانصرف إلى أهله بالبشارة والسرور.
فلما أصبحوا مضوا إلى الوالي ففعل محمّد بن عيسى كلّ ما أمره الإمام وظهر كلّ ما أخبره، فالتفت الوالي إلى محمّد بن عيسى وقال لـه: مَنْ أخبرك بهذا ؟ فقال : إمام زماننا، وحجّة الله علينا، فقال: ومَنْ إمامكم ؟ فأخبره بالأئمّة واحداً بعد واحد إلى أنْ انتهى إلى صاحب الأمر (صلوات الله عليهم). فقال الوالي: مدّ يدك فأنا أشهد أنْ لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله، وأنّ الخليفة بعده بلا فصل أمير المؤمنين عليّعليهالسلام ثمّ أقرّ بالأئمّة إلى آخرهمعليهمالسلام وحَسُن إيمانه، وأمر بقتل الوزير واعتذر إلى أهل البحرين وأحسن إليهم وأكرمهم.
السادس: الأمر بخصوص تقبيل عتبة أمير المؤمنينعليهالسلام فيما رواه الشيخ المفيدرحمهالله وغيره عن صفوان الجمّال(١) كما لا يخفى على مَنْ راجع البحار(٢) ، وتحفة الزائر وغيرهما من المزارات في الزيارات المطلقة(٣) .
بعد وضوح عدم الفرق بينها وبين سائر الأعتاب المقدّسة، فَبَانَ من ذلك كلِّه أنّ رُجحان تقبيل الأعتاب المقدّسة ممّا لا ينبغي فيه الريب والوَسوَسَة، عصمنا اللهُ تعالى وإيّاكَ من التسويلات المتداولة بين أهل العلم في هذه الأزمنة، بزعم أنّها تحقيقاتٌ رشيقة مع أنّها كَسَراب بقيعة.
نعم الأحوط عدم وضع الجبهة على العتبة إلاّ بقصد سجدة الشكر،(٤) ولا بأس بِمَسحِها عليها تبرّكاً؛ لأنّها غير السجدة.
هذا ما تيسّر لي عاجلاً من الكلام في هذا المقام، قد جرى ذلك بِيَمناه الداثرة.
العبد الفاني (عبد الله المامقاني عفا عنه ربُّهُ) ابن الشيخقدسسره في ليلة الأربعاء التاسع والعشرين من ذي الحجّة الحرام من شهور سنة ألف وثلاثمائة وإحدى وثلاثين من الهجرة الشريفة على مهاجرها وآله آلاف الصلاة والسلام والتحيّة ٢٩/ذج/١٣٣١هـ(٥) .
ــــــــــــــــــ
(١) قال ابن داود في رجاله: ص١١١، رقم ٧٨١: صفوان بن مهران بن المُغيرة الأسدي مولاهم ثُمّ مولى بني كاهل، كوفي ثقة يُكنّى أبا محمّد كان سكن بني خزام بالكوفة، وكان صفوان جمّالاً فباع جماله امتثالاً لأمر الكاظمعليهالسلام .
(٢) أخرجها الشيخ المفيدرحمهالله المتوفّى (٤١٣هـ) في المزار ص٧٦، ط قم مدرسة الإمام المهدي، وابن المشهدي في المزار الكبير: ص٢١٤، ح٥، ط قم نشر قيّوم، والسيّد ابن طاوس في مصباح الزائر: ص٧٧، والكفعمي في المصباح: ص٦٣٣، والعلاّمة المجلسي: ج١٠٠، ص٣٠٤، والشيخ عبّاس القمّي في مفاتيح الجنان: ص٤١٥، وص٤٢٣: قال صفوان: (وردتُ مع سيدي أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّدعليهالسلام ففعل مثل هذا ودعا بهذا الدُّعاء بعد أنْ صلّى وودّع، ثُمّ قال لي: يا صفوان تعاهد هذه الزيارة وادعُ بهذا الدُّعاء وزرهما بهذه الزيارة إلى أنْ قال صفوان: قال أبو عبد اللهعليهالسلام : يا صفوان إذا حدث لك إلى الله حاجة فزُره بهذه الزيارة من حيثُ كنتَ. إلى أنْ قال:
ثُمّ انكبَّ على القبرِ فقبّله وقل: سلامُ الله وسلام ملائكته المقرّبين، والمُسلّمين لك بقلوبهم يا أمير المؤمنين، والناطقين بفضلك...).
(٣) وللمزيد راجع المزار للشهيد الأوّلرحمهالله ، وزاد المعاد، وتحفة الزائر كلاهما للعلاّمة المجلسي، وكامل الزيارات، لابن قولويه، وغيرها من كتب الزيارات.
(٤) وهذا هو ما يحصل ويصدر عادةً من أبناء الفرقة الحقّة لا غير.
(٥) تمَّ تحقيق هذه الرسالة الشريفة في الثالث من ربيع الأوّل ١٤٢٧هـ
في مدينة قم الطيّبة.
نزار الحسن
الفهرست
الإهداء: ٢
١- مقدّمة التحقيق: ٣
الرسالة وعَمَلنا ٣
٢- نُبذة من أحوال المؤلِّف رحمهالله.. ٤
الشيخ المامقاني والإمام المهدي عليهالسلام.... ٥
أهم مؤلّفاته وآثاره: ٦
مقدّمة المؤلِّف: ٩
السجود على الأعتاب.. ١١
الدليل على عدم جواز التقبيل. ١١
مناقشةُ الرواية المانعة من التقبيل. ١٣
وقفةٌ مع هذه الأخبار ١٥
أدلّـةُ التقبيل. ١٧
الدليل الثاني على عدم جواز التقبيل. ٢٣
الدليل الثالث على عدم جواز التقبيل. ٢٧
ردُّ الدليل الثالث: ٢٧
دفعُ الإشكال. ٢٨