رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة12%

رجال الشيعة في أسانيد السنّة مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-6289-76-2
الصفحات: 482

رجال الشيعة في أسانيد السنّة
  • البداية
  • السابق
  • 482 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 158928 / تحميل: 6744
الحجم الحجم الحجم
رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
ISBN: ٩٦٤-٦٢٨٩-٧٦-٢
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

المفرد ومسلم والنسائي وابن ماجة ، وعكرمة مولى ابن عباس في النسائي ، وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب في البخاري ومسلم والنسائي ، وعمارة بن غزية في مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وأبي ميسرة عمرو بن شرحبيل ، وعمرو بن شعيب في النسائي ـ وهو أكبر منه ـ ، والقاسم بن مخيمرة في ما استشهد به البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة ، وقيس بن أبي حازم ، ومجاهد بن جبر في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ومحمد بن كعب القرظي في البخاري والترمذي والنسائي ، ومصعب بن سعد بن أبي وقاص في البخاري ومسلم والنسائي ، ومقسم مولى ابن عباس في النسائي وابن ماجة ، وموسى بن طلحة بن عبيدالله في النسائي ، وميمون بن أبي شبيب في ابن ماجة وأبي داود والنسائي والترمذي ، وميمون بن مهران في مسلم ، ونافع مولى ابن عمر في مسلم وأبي داود والنسائي ، وأبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي الصحابي في البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة ، ويحيى بن الجزار في مسلم وأبي داود والنسائي ، ويزيد بن شريك التيمي في النسائي ، ويزيد بن صهيب الفقير في النسائي ، وأبي بكر بن عبد الرحمان بن الحارث بن هشام في النسائي ، وأبي عمر الصيني في عمل اليوم والليلة ، وأبي محمد البصري في مسند علي ، ويقال : أبي المورع في مسند علي ، وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص في خصائص أمير المؤمنين.

روى عنه : أبان بن تغلب في مسلم وأبي داود ، وأبان بن صالح في أبي داود ، وأبو شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي في الترمذي وابن ماجة ، والأجلح بن عبيدالله بن حجية بن عدي الكندي في الترمذي ، وأشعث بن سوار

١٠١

في النسائي ، وحجاج بن أرطأة في الترمذي وابن ماجة ، وحجاج بن دينار في أبي داود والترمذي وعمل اليوم والليلة وابن ماجة ، والحسن بن الحر في المراسيل ، والحسن ابن عمرو الفقيمي في أبي داود ، وحمزة بن حبيب الزيات في مسلم والنسائي ، وخالد الحذاء ، وزيد بن أبي انيسة في مسلم والنسائي ، وسعيد بن المرزبان أبو سعد البقال ، وسفيان بن حسين في البخاري وأبي داود والترمذي والنسائي ، وسلمة بن تمام أبو عبد الله الشقري في النسائي ، وسليمان الأعمش في مسلم والنسائي ، وسليمان الشيباني ، وشعبة بن الحجاج في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وعبد الرحمان بن عبد الله المسعودي ، وعبد الرحمان بن عمرو الأوزاعي ، وعبد الملك بن حميد بن أبي غنية في البخاري والمراسيل والنسائي ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، وعمرو بن قيس الملائي في مسلم والترمذي والنسائي ، والعلاء بن المسيب في النسائي ، وعيسى بن عبد الرحمان بن أبي ليلى في أبي داود إن كان محفوظا ، وقتادة بن دعامة في مسلم ، ومالك بن مغول في مسلم ، ومحمد بن جحادة في مسلم والنسائي ، ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى في النسائي وابن ماجة ، ومحمد بن قيس الأسدي في أبي داود ، ومسعر بن كدام في البخاري ومسلم ، ومطر الوراق في النسائي ، ومطرف بن طريف في مسلم والنسائي ، ومنصور بن زاذان في النسائي ، ومنصور بن المعتمر في البخاري ومسلم والنسائي ، وأبو إسرائيل الملائي في الترمذي وابن ماجة ، وأبو الحسن الكوفي في أبي داود والترمذي ومسند علي ، وأبو خالد الدلاني في أبي داود ، وأبو عوانة في مسلم(١) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٧ / ١١٥ ـ ١١٧.

١٠٢

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(١) ، ومسلم(٢) ، وسنن أبي داود(٣) ، وابن ماجة(٤) ، والنسائي(٥) ، والترمذي(٦) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام السجاد والباقر والصادقعليهم‌السلام (٧) .

[ ٢٦ ] حكيم بن جبير

١ ـ شخصيته ووثاقته :

حكيم بن جبير الأسدي ، وقيل : مولى آل الحكم بن أبي العاص الثقفي الكوفي(٨) .

__________________

١ ـ صحيح البخاري : ١ / ٣٧ ، باب السمر في العلم. وص ١٩٣ ، باب خدمة الرجل في أهله ، وج ٧ / ١٧ ، باب المن شفاء للعين.

٢ ـ صحيح مسلم : ١ / ١٣٩ ، كتاب الحيض ، الحديث ٢٢.

٣ ـ سنن أبي داود : ١ / ٦٩ ، كتاب الطهارة ، ح ٢٦٤ ، وج ٤ / ٦٧ ، كتاب اللباس ، ح ٤١٢٧.

٤ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٢١٠ ، كتاب الطهارة وسننها ، الحديث ٦٤٠ ، وص ٤٨٤ ، كتاب الجنائز ، الحديث ١٥١١ ، وج ٢ / ٨٢٤ ، كتاب الرهون ، الحديث ٢٤٦٨.

٥ ـ سنن النسائي : ١ / ١٥٣ ، كتاب الطهارة.

٦ ـ سنن الترمذي : ٢ / ٣٥٢ ، أبواب الصلاة ، باب ما جاء في صفة الصلاة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ح ٤٨٣.

٧ ـ رجال الشيخ الطوسي : ١١٢ و ١٣١ و ١٨٤ ، الأرقام ١٠٩٩ و ١٣٣٢ و ٢٢٤٥.

٨ ـ تهذيب الكمال : ٧ / ١٦٥ الرقم ١٤٥٢.

١٠٣

قال عبد الرحمان بن أبي حاتم : سألت أبا زرعة عنه فقال : في رأيه شيء ، قلت : ما محله؟ قال : الصدق إن شاء الله(١) .

٢ ـ تشيّعه :

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي عنه ، فقال : غال في التشيّع(٢) .

وقال ابن حجر : رمي بالتشيع(٣) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الخامسة(٤) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم النخعي في الترمذي ، وجميع بن عمير التيمي في الترمذي ، والحسن بن سعد مولى الحسن بن علي ، وذكوان أبي صالح السمان في الترمذي ، وسالم بن أبي الجعد ، وسعيد بن جبير ، وأبي وائل شقيق بن سلمة ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي ، وعباية بن رفاعة بن رافع بن خديج ، وعبد خير الهمداني ، وعلقمة بن قيس النخعي ، وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ومجاهد ، ومحمد بن عبد الرحمان بن يزيد النخعي في أبي داود وابن ماجة والترمذي والنسائي ، وموسى بن طلحة بن عبيدالله في النسائي ، وأبي جحيفة وهب ابن عبد الله السوائي ، وأبي إدريس المرهبي ، وأبي البختري الطائي.

روى عنه : إسرائيل بن يونس ، وإسماعيل بن سميع ، والحسن بن الزبير والد محمد بن الحسن الأسدي ، وحماد بن شعيب الحماني ، وحنش بن الحارث

__________________

١ و ٢ ـ الجرح والتعديل : ٣ / ٢٠٢ الرقم ٨٧٣.

٣ و ٤ ـ تقريب التهذيب : ١ / ١٩٣.

١٠٤

النخعي ، وزائدة بن قدامة في الترمذي ، وسفيان الثوري في أبي داود وابن ماجة والترمذي والنسائي ، وسفيان بن عيينة في النسائي ، وسليمان الأعمش ، وشريك ابن عبد الله النخعي في الترمذي ، وشعبة بن الحجاج ، وعبد الله بن بكير الغنوي ، وعبد الرحمان بن عبد الله المسعودي ، وعلي بن صالح بن حي في الترمذي ، والعلاء ابن المسيب ، وفطر بن خليفة ، وقيس بن الربيع ، والمنذر بن سلهب العبدي(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن النسائي(٢) ، وابن ماجة(٣) ، وأبي داود(٤) ، والترمذي(٥) .

[ ٢٧ ] حمران بن أعين

١ ـ شخصيته ووثاقته :

حمران بن أعين الكوفي ، مولى بني شيبان ، أخو : عبد الملك بن أعين ،

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٧ / ١٦٦ ـ ١٦٧.

٢ ـ سنن النسائي : ٧ / ١٩٦.

٣ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٥٨٩ ، كتاب الزكاة ، الحديث ١٨٤٠.

٤ ـ سنن أبي داود : ٢ / ١١٦ ، كتاب الزكاة ، الحديث ١٦٢٦ ، باب من يعطى من الصدقة وحد الغني.

٥ ـ سنن الترمذي : ١ / ٢٩٢ ، أبواب الصلاة ، باب ( ١١٨ ) باب ما جاء في التعجيل ، الحديث ١٥٥ ، وج ٥ / ٦٣٦ ، كتاب المناقب ، الحديث ٣٧٢٠ روى قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنينعليه‌السلام : " أنت أخي في الدنيا والآخرة ".

١٠٥

وعبد الأعلى بن أعين ، وبلال بن أعين(١) .

عده ابن حبان في الثقات(٢) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : رمي بالرفض(٣) .

وقال أبو عبيد الآجري : سألت أبا داود عن حمران بن أعين ، فقال : كان رافضيا(٤) .

وقال العقيلي : حدثنا محمد بن عيسى ، قال : حدثنا صالح بن أحمد ، قال : حدثنا عن علي بن المديني ، قال : سمعت سفيان يقول : كانوا ثلاثة إخوة : عبد الملك ابن أعين ، وحمران بن أعين ، وزرارة بن أعين ، كانوا شيعة ، وكان أشدهم في هذا الأمر حمران بن أعين(٥) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الخامسة(٦) .

وقال المزي : روى عن : أبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي في سنن ابن ماجة ، وعبيد بن نضيلة ، وقرأ عليه القرآن ، وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ،

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٧ / ٣٠٦ الرقم ١٤٩٧.

٢ ـ كتاب الثقات : ٤ / ١٧٩.

٣ ـ تقريب التهذيب : ١ / ١٩٨ الرقم ٥٦٠.

٤ ـ تهذيب الكمال : ٧ / ٣٠٦ ، تاريخ الاسلام ، حوادث سنة ( ١٠١ ) ، ص : ٣٤٩.

٥ ـ الضعفاء الكبير : ١ / ٢٨٦ الرقم ٣٤٨.

٦ ـ تقريب التهذيب : ١ / ١٩٨ الرقم ٥٦٠.

١٠٦

وأبي حرب بن أبي الأسود.

روى عنه : حمزة الزيات في سنن ابن ماجة ، وسفيان الثوري في سنن ابن ماجة ، وأبو خالد القماط(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن ابن ماجة(٢) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الباقر والصادقعليهما‌السلام (٣) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٧ / ٣٠٧.

٢ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٤٩ ، كتاب الجنائز ، الحديث ١٥٣٦ ، وج ٢ / ١٠٤٢ ، كتاب المناسك ، الحديث ٣١١٩.

٣ ـ رجال الشيخ الطوسي : ١٣٢ الرقم ١٣٦٢ ، وص ١٩٤ الرقم ٢٤١٥.

١٠٧

حرف الخاء

[ ٢٨ ] خالد بن طهمان

١ ـ شخصيته ووثاقته :

خالد بن طهمان السلولي ، أبو العلاء الخفاف الكوفي ، وهو خالد بن أبي خالد(١) .

قال ابن حجر : صدوق(٢) .

وقال أبو حاتم : محله الصدق(٣) .

وذكره ابن حبان في الثقات(٤) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : رمي بالتشيع(٥) .

وقال أبو حاتم : من عتق الشيعة(٦) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الخامسة(٧) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٨ / ٩٤ الرقم ١٦٢٢. الكاشف : ١ / ٢٢٧ الرقم ١٣٣٨.

٢ و ٥ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٢١٤.

٣ و ٦ ـ الجرح والتعديل : ٣ / ٣٣٧ الرقم ١٥٢١.

٤ ـ كتاب الثقات : ٦ / ٢٥٧.

٧ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٢١٤ الرقم ٤٣.

١٠٨

وقال المزي : روى عن : أنس بن مالك ، وحبيب بن أبي ثابت ، وحبيب بن أبي حبيب البجلي في الترمذي ، وحصين بن عبد الرحمان ، وحصين بن مالك البجلي في الترمذي ، وعطية العوفي في الترمذي ، ونافع بن أبي نافع البزاز في الترمذي ، ونفيع أبي داود الأعمى.

روى عنه : أحمد بن عبد الله بن يونس ، والحسن بن عطية القرشي ، وسفيان الثوري ، وعبد الله بن داود الخريبي ، وعبد الله بن المبارك في الترمذي ، وعبيد الله بن موسى ، وعطاء بن مسلم الخفاف ، وعلي بن قادم ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، ومحمد بن ربيعة الكلابي ، وأبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى بن عباد الضبعي ، وقال في نسبه : خالد بن أبي خالد ، ويحيى بن هاشم السمسار أحد الضعفاء المتروكين(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن الترمذي(٢) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الباقرعليه‌السلام (٣) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٨ / ٩٥.

٢ ـ سنن الترمذي : ٢ / ٨ ، باب ما جاء في افتتاح الصلاة ، ذيل ح ٢٤١.

٣ ـ رجال الشيخ الطوسي : ١٣٣ الرقم ١٣٨٥ ، رجال النجاشي : ١٥١ الرقم ٣٩٧.

١٠٩

حرف الدال

[ ٢٩ ] داود بن أبي عوف

١ ـ شخصيته ووثاقته :

داود بن أبي عوف ، واسمه سويد التميمي البرجمي ، مولاهم ، أبو الجحاف الكوفي(١) .

عن يحيى بن معين : ثقة(٢) .

عن عبد الله بن داود : كان سفيان يوثقه ويعظمه(٣) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن عدي : وهو في جملة متشيعي أهل الكوفة ، وعامة ما يرويه في فضائل أهل البيت ، له أحاديث ، وهو من غالية أهل التشيّع ، وعامة حديثه في أهل البيت ، ولم أر من تكلم في الرجال فيه كلاما ، وهو عندي ليس بالقوي ، ولا ممن يحتج به في الحديث(٤) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٨ / ٤٣٤.

٢ ـ العلل ومعرفة الرجال : ١ / ٤٨٧ الرقم ١١٢١ ، وج ٢ / ٣٦٤ الرقم ٢٦١٣.

٣ ـ الجرح والتعديل : ٣ / ٤٢١ الرقم ١٩٢٢.

٤ ـ الكامل : ٣ / ٩٥٠.

١١٠

وقال الحميدي ، عن سفيان بن عيينة : حدثنا أبو الجحاف ، وكان من الشيعة(١) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السادسة(٢) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح ، مولى ام سلمة زوج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجميع بن عمير التيمي في الترمذي ، وسعيد بن فيروز أبي البختري الطائي ، وسلمان أبي حازم الأشجعي في النسائي وابن ماجة ، وشهر بن حوشب ، وعاصم بن بهدلة ، وعامر الشعبي ، وعطية العوفي في الترمذي ، وعكرمة مولى ابن عباس في الترمذي ، وقيس الخارفي في مسند علي ، ومحمد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، ومعاوية بن ثعلبة ، وموسى بن عمير الأنصاري ، وأبيه أبي عوف التميمي.

روى عنه : إسرائيل بن يونس ، وتليد بن سليمان في الترمذي ، وأبو الجارود زياد بن المنذر ، وسفيان الثوري في النسائي وسنن ابن ماجة ، وسفيان بن عيينة ، وسليمان بن قرم ، وشريك بن عبد الله النخعي في الترمذي ، وطعمة بن عمرو الجعفري ، وعامر بن السمط ، وعبد الله بن مسلم الملائي ، وعبد السلام بن حرب الملائي في الترمذي ، وعلي بن عابس ، وعلي بن هاشم بن البريد ، وأبو الحسين يونس بن أبي فاختة ، أخو ثوير بن أبي فاختة(٣) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٨ / ٤٣٦.

٢ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٢٣٣ الرقم ٣٢.

٣ ـ تهذيب الكمال : ٨ / ٤٣٥.

١١١

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن الترمذي(١) ، وابن ماجة(٢) عن داود بن أبي عوف ، عن أبي هريرة قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني ».

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام (٣) .

[ ٣٠ ] دينار بن عمر الأسدي

١ ـ شخصيته ووثاقته :

دينار بن عمر الأسدي ، أبو عمر البزار الكوفي الأعمى ، مولى بشر بن غالب(٤) .

قال وكيع : ثقة(٥) .

وذكره ابن حبان في الثقات(٦) .

__________________

١ ـ سنن الترمذي : ٥ / ٦١٦ ، كتاب المناقب ، الباب ( ١٧ ) ، الحديث ٣٦٨٠.

٢ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٥١ ، المقدمة ، الحديث ١٤٣. وفي ذيل الحديث : في الزوائد : إسناده صحيح ، رجاله ثقات.

٣ ـ رجال الشيخ الطوسي : ٢٠١ الرقم ٢٥٦٥.

٤ و ٥ ـ تهذيب الكمال : ٨ / ٥٠٥ الرقم ١٨٠٩.

٦ ـ كتاب الثقات : ٦ / ٢٨٩.

١١٢

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : صالح الحديث ، رمي بالرفض(١) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السادسة(٢) .

وقال المزي : روى عن : زيد بن أسلم ، ومحمد بن الحنفية في الأدب المفرد وابن ماجة ، ومسلم البطين.

روى عنه : إسماعيل بن سلمان الأزرق في البخاري وابن ماجة ، وسفيان الثوري ، وعلي بن الحزور(٣) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن ابن ماجة(٤) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الباقر والصادقعليهما‌السلام (٥) .

__________________

١ و ٢ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٢٣٧ الرقم ٦٧.

٣ ـ تهذيب الكمال : ٨ / ٥٠٥.

٤ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٥٠٢ ، كتاب الجنائز ، الحديث ١٥٧٨ ، الأدب المفرد : ١٩٨ ، باب ان الغنم بركة ، الرقم ٥٧٣.

٥ ـ رجال الشيخ الطوسي : ١٣٤ الرقم ١٣٩٣ ، وص ٢٠٣ الرقم ٢٥٨٩.

١١٣

حرف الراء

[ ٣١ ] الربيع بن أنس ( ـ ١٣٩ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

الربيع بن أنس البكري ، ويقال : الحنفي ، البصري ثم الخراساني(١) .

قال العجلي : بصري ، صدوق(٢) .

وقال أبو حاتم : صدوق(٣) .

وقال النسائي : ليس به بأس(٤) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : رمي بالتشيع(٥) .

وعن يحيى بن معين : كان يتشيّع فيفرط(٦) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٩ / ٦٠ الرقم ١٨٥٣.

٢ ـ تاريخ الثقات : ١٥٣ الرقم ٤١٦.

٣ ـ الجرح والتعديل : ٣ / ٤٥٤ الرقم ٢٠٥٤ ، وعنه سير أعلام النبلاء : ٦ / ١٧٠.

٤ ـ تهذيب الكمال : ٩ / ٦١.

٥ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٢٤٣.

٦ ـ تهذيب التهذيب : ٣ / ٢٣٨ الرقم ٤٦١.

١١٤

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الخامسة(١) .

قال المزي : روى عن : أنس بن مالك في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، والحسن البصري ، ورفيع أبي العالية الرياحي في أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة في التفسير ، وجديه في أبي داود وهما زياد وزيد ، وصفوان بن محرز ، وام سلمة زوج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يدركها في أبي داود.

روى عنه : الحسين بن واقد المروزي ، وسفيان الثوري ، وسليمان بن عامر البرزي في النسائي وابن ماجه في التفسير ، وسليمان التيمي في الرد على أهل القدر لأبي داود ، وسليمان الأعمش ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد العزيز بن مسلم القسملي ، وعبيد الله بن زحر الأفريقي ، وعيسى بن عبيد الكندي في الترمذي والنسائي ، وعيسى بن يزيد المروزي الأزرق ، وليث بن أبي سليم في الترمذي ، والمغيرة بن مسلم السراج القسملي ، ومقاتل بن حيان في عمل اليوم والليلة ، ونصر ابن باب ، ونهشل بن سعيد ، ويعقوب بن القعقاع الأزدي ، وأبو جعفر الرازي في سنن أبي داود والترمذي وابن ماجة(٢) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(٣) ، وابن ماجة(٤) ، والترمذي(٥) .

__________________

١ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٢٤٣ الرقم ٣١.

٢ ـ تهذيب الكمال : ٩ / ٦٠ الرقم ١٨٥٣.

٣ ـ سنن أبي داود : ١ / ٣٠٧ ، كتاب الصلاة ، الحديث ١١٨٢.

٤ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٢٧ ، المقدمة ، الحديث ٧٠.

٥ ـ سنن الترمذي : ٥ / ٢٩ ، كتاب العلم ، الحديث ٢٦٤٧.

١١٥

[ ٣٢ ] الربيع بن حبيب ( ـ بين ٥٠ ـ ٦٠ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

الربيع بن حبيب بن الملاح العبسي مولاهم ، أبو هشام الكوفي الأحول(١) .

عن يحيى بن معين : الربيع بن حبيب أخو عائذ بن حبيب يقال لهما : بني الملاح وهما ثقتان(٢) .

٢ ـ تشيّعه :

قال أبو زرعة : كان شيعيا(٣) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السابعة(٤) .

وقال المزي : روى عن : نوفل بن عبد الملك في سنن ابن ماجة ، ويحيى بن قيس الطائفي.

روى عنه : عبيدالله بن موسى في سنن ابن ماجة ، ووكيع بن الجراح(٥) .

__________________

١ و ٥ ـ تهذيب الكمال : ٩ / ٦٧ الرقم ١٨٥٦.

٢ و ٣ ـ تهذيب الكمال : ٩ / ٦٨.

٤ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٢٤٣ الرقم ٣٤.

١١٦

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

قال المزي : روى له ابن ماجة حديثا واحدا ، وقد وقع لنا عاليا من روايته(١) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام (٢) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٩ / ٦٩ ، راجع سنن ابن ماجة : ٢ / ٧٤٤ ، كتاب التجارات ، الحديث ٢٢٠٦.

٢ ـ رجال الشيخ الطوسي : ٢٠٣ الرقم ٢٥٩٨.

١١٧

حرف الزاي

[ ٣٣ ] زاذان أبو عبد الله الكوفي ( ـ ٨٢ ه‍ )

شخصيّة ووثاقته :

زاذان أبو عبد الله ، ويقال : أبو عمر الكندي ، مولاهم ، الكوفي الضرير البزاز(١) .

قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد : سمعت أبا طالب يسأل يحيى بن معين عن زاذان أبي عمر ، فقال : ثقة(٢) .

وقال ابن عدي : أحاديثه لا بأس بها إذا روى عنه ثقة(٣) .

وقال ابن حجر : صدوق(٤) .

٢ ـ تشيّعه :

قال أبو بشر الدولابي : كان فارسيا من شيعة علي(٥) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٩ / ٢٦٣ الرقم ١٩٤٥.

٢ ـ تهذيب الكمال : ٩ / ٢٦٤.

٣ ـ الكامل : ٣ / ١٠٩١.

٤ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٢٥٦ الرقم ١.

٥ ـ الكنى والأسماء : ٢ / ٤٢.

١١٨

وقال ابن حجر : وفيه شيعية(١) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثانية(٢) .

وقال المزي : روى عن : البراء بن عازب في أبي داود والنسائي وابن ماجة ، وجرير بن عبد الله في سنن ابن ماجة ، وحذيفة بن اليمان في الترمذي ، وسلمان الفارسي في سنن أبي داود والترمذي ، وعابس ، ويقال : عبس الغفاري ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب في الأدب المفرد ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وعبد الله ابن مسعود في النسائي ، وعلي بن أبي طالب في أبي داود وخصائص أمير المؤمنين وابن ماجة ، وعمر بن الخطاب ، وأبي هريرة ، وعائشة ام المؤمنين في الأدب المفرد وعمل اليوم والليلة.

روى عنه : ثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي ، وحبيب بن أبي ثابت ، وحبيب بن يسار الكندي ، وحكيم بن الديلم ، وذكوان أبو صالح السمان في الأدب المفرد ومسلم وأبي داود ، وزبيد اليامي ، وسالم بن أبي حفصة ، وشريك البرجمي ، وطارق بن عبد الرحمان البجلي ، وعبد الله بن السائب في النسائي ، وأبو قيس عبد الرحمان بن ثروان الأودي ، وأبو اليقظان عثمان بن عمير في كتاب الرد على أهل القدر والترمذي وابن ماجة ، وعطاء بن السائب في سنن أبي داود وسنن ابن ماجة ، وعمرو بن مرة في مسلم والترمذي والنسائي ، وعياش العامري ، وعيسى المعلم ، وليث بن أبي سليم ، ومحمد بن جحادة ، ومحمد بن سوقة ، ومحمد بن عثمان شيخ لمحمد بن فضيل ، والمنهال بن عمرو في أبي داود والنسائي وابن

__________________

١ و ٢ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٢٥٦ الرقم ١.

١١٩

ماجة ، وهارون بن عنترة ، وهلال بن خباب ، وهلال بن يساف في الأدب المفرد وعمل اليوم والليلة ، وأبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي ، وأبو العنبس الملائي في المراسيل ، وأبو هاشم الرماني في أبي داود والترمذي(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(٢) ، وسنن أبي داود(٣) ، والترمذي(٤) ، والنسائي(٥) .

[ ٣٤ ] زبيد بن الحارث ( ـ ١٢٢ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : زبيد بن الحارث اليامي الكوفي الحافظ ، أحد الأعلام(٦) .

وقال أيضا : من ثقات التابعين(٧)

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٩ / ٢٦٣ الرقم ١٩٥٤.

٢ ـ صحيح مسلم : ٣ / ١٢٧٨ ، كتاب الايمان ، الحديث ٢٩ ، وص ١٥٨٣ ، كتاب الأشربة الحديث ٥٧.

٣ ـ سنن أبي داود : ١ / ٦٥ ، كتاب الطهارة ، باب الغسل من الجنابة ، الحديث ٢٤٩ ، وج ٣ / ٣٤٥ ، كتاب الأطعمة ، الحديث ٣٧٦١.

٤ ـ سنن الترمذي : ٤ / ٢٩٤ ، كتاب الأشربة ، الحديث ١٨٦٨.

٥ ـ سنن النسائي : ٨ / ٣٠٨ ، كتاب الأشربة ، باب تفسير الأوعية.

٦ ـ سير أعلام النبلاء : ٥ / ٢٩٦ الرقم ١٤١.

٧ ـ ميزان الاعتدال : ٢ / ٦٦ الرقم ٢٨٢٩ ، راجع ذكر أسماء التابعين ومن بعدهم للدارقطني : ٢ / ٣٧٣.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

سورة إبراهيم

٢٢

التمثيل الثاني والعشرون

( مَثَلُ الّذِينَ كَفَرُوا بِرَبّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرّيحُ في يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمّا كَسَبُوا عَلى شَيءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيد ) .(١)

تفسير الآية

« العصف » : شدة الريح ، يوم عاصف أي شديد الريح ، وإنّما جعل العصف صفة لليوم مع أنّه صفة للريح لأجل المبالغة ، وكأنّ عصف الريح صار بمنزلة جعل اليوم عاصفاً ، كما يقال : ليل غائم ويوم ماطر.

انّه سبحانه يشبّه عمل الكافرين في عدم الانتفاع به برماد في مهب الريح العاصف ، فكما لا يقدر أحد على جمع ذلك الرماد المتفرق ، فكذلك هؤلاء الكفار لا يقدرون مما كسبوا على شيء فلا ينتفعون بأعمالهم البتة.

وقال سبحانه في آية أخرى :( وَقَدِمْنَا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً ) .(٢)

والمراد من أعمالهم ما يعد صالحاً في نظر العرف كصلة الأرحام وعتق الرقاب

__________________

١ ـ إبراهيم : ١٨.

٢ ـ الفرقان : ٢٣.

١٦١

وفداء الأسارى وإغاثة الملهوفين ، لأنّهم بنوا أعمالهم على غير معرفة الله والإيمان به فلا يستحقون شيئاً عليه.

وأمّا الأعمال التي تعد من المعاصي الموبقة ، فهي خارجة عن مصبّ الآية لوضوح حكمها.والآية دليل على أنّ الكافر لا يثاب بأعماله الصالحة يوم القيامة إذا أتى بها لغير وجه الله.

نعم لو أتى بها طلباً لرضاه ورضوانه فلا غرو في أن يثاب به ويكون سبباً لتخفيف العذاب.

١٦٢

سورة إبراهيم

٢٣

التمثيل الثالث والعشرون

( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيّبَة أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ * تُوَْتي أُكُلَهَا كُلَّ حينٍ بِإذْنِ رِبّهَا وَيَضْرِبُ اللهُ الأمْثالَ لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون ) .(١)

تفسير الآيات

انّه سبحانه تبارك وتعالى مثل للحق والباطل ، أو الكفر والإيمان بتمثيلات مختلفة ، وقد جاء التمثيل في هذه الآية بأنّ مثل الإيمان كشجرة لها الصفات التالية :

أ : انّها طيبة : أي طاهرة ونظيفة في مقابل الخبيثة ، فانّ الشجر على قسمين : منها ما هو طيب الثمار كالتين والنخل والزيتون وغيرها ، ومنها ما هو خبيث الثمار كالحنظل.

ب : أصلها ثابت ، أي لها جذور راسخة في أعماق الأرض لا تزعزعها العواصف الهوجاء ولا الأمواج العاتية.

ج : فرعها في السماء ، أي لها أغصان مرتفعة ، فهي بجذورها الراسخة تحتفظ بأصلها وبفروعها في السماء وتنتفع من نور الشمس والهواء والماء.

__________________

١ ـ إبراهيم : ٢٤ ـ ٢٥.

١٦٣

وهذه الفروع والأغصان من الكثرة بحيث لا يزاحم أحدها الآخر ، كما أنّها لا تتلوث بما على سطح الأرض.

د :( تعطى أكلها كل حين ) أي في كلّ فصل وزمان ، لا بمعنى كلّ يوم وكل شهرحتى يقال بأنّه ليس على وجه البسيطة شجرة مثمرة من هذا النوع.

وبعبارة أخرى : انّ مثل هذه الشجرة لا تبخس في عطائها ، بل هي دائمة الأثمار في كل وقت وقّته الله لاثمارها.

هذا حال المشبه به ، وأمّا حال المشبه ، فقد اختلفت كلمتهم إلى أقوال لا يدعمها الدليل ، والظاهر انّ المراد من المشبه هو الاعتقاد الحقّ الثابت ، أعني التوحيد والعدل وما يلازمهما من القول بالمعاد.

فهذه عقيدة ثابتة طيبة لا يشوبها شيء من الشرك والضلال ولها ثمارها في الحياتين.

والذي يدل على ذلك هو انّه سبحانه ذكر في الآية التالية ، قوله :( يُثَبّتُ اللهُ الّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآخِرَةِ ) (١) ، وهذا القول الثابت عبارة عن العقيدة الصالحة التي تمثلها كلمة التوحيد والشهادة بالمعاد وغيرهما ، قال السيد الطباطبائي :

القول بالوحدانية والاستقامة عليه ، هو حقّ القول الذي له أصل ثابت محفوظ عن كلّ تغير وزوال وبطلان ، وهو الله عزّ اسمه أو أرض الحقائق ، وله فروع نشأت ونمت من غير عائق يعوقه عن ذلك من عقائد حقة فرعية وأخلاق زاكية وأعمال صالحة يحيا بها المؤمن حياته الطيبة ويعمر بها العالم الإنساني حق

__________________

١ ـ إبراهيم : ٢٧.

١٦٤

عمارته ، وهي التي تلائم سير النظام الكوني الذي أدى إلى ظهور الإنسان بوجوده المنظور على الاعتقاد الحق والعمل الصالح.(١)

ثمّ إنّه سبحانه ختم الآية بقوله :( وَيَضْرِبُ اللهُ الأمْثال للنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون ) ، أي ليرجعوا إلى فطرتهم فيتحقّقوا من أنّ السعادة رهن الاعتقاد الصحيح المثمر في الحياتين.

وبذلك يعلم انّ ما ذكره بعض المفسرين بأنّ المراد كلمة التوحيد لا يخالف ما ذكرنا ، لأنّ المراد هو التمثل بكلمة التوحيد لا التلفظ بها وحده حتى أنّ قوله سبحانه :( إِنَّ الّذينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوفٌ عََلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُون ) (٢) يراد منه التحقّق بقوله( ربّنا الله ) لا التلفظ بها ، وقد أشار سبحانه إلى العقيدة الصحيحة ، بقوله :( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيّبُ وَالْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ ) (٣) .

فالكلم الطيّب هو العقيدة ، والعمل الصالح يرفع تلك العقيدة.

وبذلك يعلم أنّ كلّ عقيدة صحيحةلها جذور في القلوب ، ولها فروع وأغصان في حياة الإنسان ولهذه الفروع ثمار ، فالاعتقاد بالواجب العادل الحكيم المعيد للإنسان بعد الموت يورث التثبت في الحياة والاجتناب عن الظلم والعبث والفساد إلى غير ذلك من العقائد الصالحة التي لها فروع.

إلى هنا تمّ المثل الأوّل للمؤمن والكافر أو للإيمان والكفر.

____________

١ ـ الميزان : ١٢ / ٥٢.

٢ ـ الأحقاف : ١٣.

٣ ـ فاطر : ١٠.

١٦٥

وربما يقال : الرجال العظام من المؤمنين هم كلمة الله الطيبة ، وحياتهم أصل البركة ، ودعوتهم توجب الحركة ، آثارهم وكلماتهم وأقوالهم وكتبهم وتلاميذهم وتاريخهم وحتى قبورهم جميعها ملهمة وحيّة ومربّية.

ولكن سياق الآيات لا يؤيده ، لأنّه سبحانه يفسر الكلمة الطيبة بما عرفت ، أعني قوله :( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) .

والمراد من القول الثابت هو الكلمة الطيبة ، وقلب المؤمن هو الأرض الطيبة التي ترسخ فيها جذور تلك الشجرة.

١٦٦

سورة إبراهيم

٢٤

التمثيل الرابع و العشرون

( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ منْ فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَار ) .(١)

تفسير الآية

مثّل سبحانه تبارك وتعالى للعقيدة الصالحة بالمثل السابق ومقتضى الحال أن يمثل للعقيدة الباطلة بضد المثل السابق ، فهي على طرف النقيض مما ذكر في الآية السابقة ، وإليك البيان :

فالكفر كشجرة لها هذه الأوصاف :

أ : انّها خبيثة مقابلة الطيبة ، أي لا يطيب ثمارها كشجرة الحنظل.

ب :( اجتثت من فوق الأرض ) في مقابل قوله( أصلها ثابت ) وحقيقة الاجتثاث هي اقتلاع الشيء من أصله ، أي اقتطعت واستؤصلت واقتلعت جذورها من الأرض.

ج :( ما لها من قرار ) أي ليس لتلك الشجرة من ثبات ، فالريح تنسفها وتذهب بها ، وبالتالي ليس لها فروع وأغصان أو ثمار.

__________________

١ ـ إبراهيم : ٢٦.

١٦٧

هذا هو المشبه به ، وأمّا المشبه فهو عبارة عن العقيدة الضالة الكافرة التي لا تعتمد على برهان ولا دليل ، يزعزعها أدنى شبهة وشك.

فينطبق صدر الآية التالية على التمثيل الأوّل ، وذيله على التمثيل التالي ، أعني : قوله :( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) هذا هو المنطبق على التمثيل الأوّل

وأمّا المنطبق على التمثيل الثاني فهو قوله :( وَيُضِلُّ الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) أي يضل أهل الكتاب بحرمانهم من الهداية ، وذلك لأجل قصورهم في الاستفادة عن الهداية العامة التي هي متوفرة لكل إنسان ، أعني : الفطرة ودعوة الأنبياء

وقوله :( يفعل الله ما يشاء ) بمعنى انّه تعلّقت مشيئته بتثبيت المؤمنين وتأييدهم وإضلال الظالمين وخذلانهم ، ولم تكن مشيئته عبثاً وإنّما نابعة من حكمة بالغة.

١٦٨

سورة إبراهيم

٢٥

التمثيل الخامس والعشرون

( وَأَنذِرِ النّاسَ يَوم يَأْتِيهِمُ العَذَابُ فَيَقُولُ الّذينَ ظَلَمُوا رَبّنَا أَخّرْنَا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَ لَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ * وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَكُمُ الأمْثالَ * وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لتَزُولَ مِنْهُ الجِبال ) .(١)

تفسير الآيات

إنّ الآية تمثل حال قوم شاهدوا نزول جزء من العذاب والبلاء فعادوا يظهرون الندم على أعمالهم البغيضة ويطلبون الإمهال حتى يتلافوا ما فاتهم من الإيمان والعمل الصالح ، كما يحكي عنه سبحانه ، ويقول :( وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب ) أي مشاهدة نزول العذاب في الدنيا بشهادة استمهالهم ، كما في قوله تعالى :( فَيَقول الذين ظلموا ربّنا أخّرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل ) .

فيرد دعوتهم بأنّ هذا الطلب ليس طلباً صادقاً وإنّما ألجأهم إليه رؤية

__________________

١ ـ إبراهيم : ٤٤ ـ ٤٦.

١٦٩

العذاب.

فيخاطبهم سبحانه بقوله :( أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال ) .

وعلى ما ذكرنا يكون مفاد الآية : حلفتم قبل نزول العذاب بأنّه ليس لكم زوال من الراحة إلى العذاب ، وظننتم انّكم بما تمتلكون من القوة والسطوة أمّة خالدة مالكة لزمام الأمور ، فلماذا تستمهلون ؟ ثمّ يخاطبهم بجواب آخر وهو قوله :( وَسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبيّن لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال ) أي سكنتم ديار من كذب الرسل فأهلكهم الله وعرفتم ما نزل بهم من البلاء والهلاك والعذاب كقوم عاد وثمود ، وضربنا لكم الأمثال وأخبرناكم بأحوال الماضين لتعتبروا فلم تتعظوا.

وعلى ذلك فالمشبه به هو حال الأمم الهالكة بأفعالهم الظالمة.

والمشبه هو الأمم اللاحقة لهم الذين رأوا العذاب فاستمهلوا الأجل وندموا ولات حين مناص.

١٧٠

النحل

٢٦

التمثيل السادس والعشرون

( وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمّا رَزَقْناهُمٍ تَاللهِ لَتُسئَلُنَّ عَمّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ * وَيَجْعَلُونَ للهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَه وَلَهُمْ ما يَشْتَهون * وإِذا بُشّرَ أَحَدُهُمْ بِالاَُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيم * يَتوارَى مِنَ القَومِ مِنْ سُوءِ ما بُشّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُون * لِلَّذينَ لا يُوَْمِنُونَ بِالآخِرَة مثلُ السَّوءِ وَللهِ المَثَلُ الأعلى وَهُوَ العَزِيزُ الحَكيم ) .(١)

تفسير الآيات

إنّ الله سبحانه هو الواجب الغني عن كل من سواه ، قال سبحانه :( يا أَيُّهَا النّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيد ) (٢) فلا يصحّ وصفه بما يستشمُّ منه الفقر والحاجة ، لكن المشركين غير العارفين بالله كانوا يصفونه بصفات فيها وصمة الفقر والحاجة ، وقد حكاها سبحانه في غير واحد من الآيات ، فقال :( وَجَعَلُوا للهِ مِمّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالاََنْعامِ نَصِيباً فَقَالُوا هذا للهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا فَمَا كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلى اللهِ وَمَا كانَ للهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ سَاءَ ما يَحْكُمُون ) .(٣)

__________________

١ ـ النحل : ٥٦ ـ ٦٠.

٢ ـ فاطر : ١٥.

٣ ـ الأنعام : ١٣٦.

١٧١

فقد أخطأوا في أمرين :

أ : فرز نصيب لله من الحرث والأنعام ، وكأنّه سبحانه فقير يجعلون له نصيباً ممّا يحرثون ويربّون من أنعامهم.

ب : الجور في التقسيم والقضاء ، فيعطون ما لله إلى الشركاء دون العكس ، وما هذا إلاّ لجهلهم بمنزلته سبحانه وأسمائه وصفاته.

وقد أشار إلى ما جاء تفصيله في سورة الأنعام على وجه موجز في المقام ، وقال :( وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمّا رَزَقْناهُمْ تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمّا كُنْتُمْ تَفتَرُون ) .

ونظير ما سبق انّهم كانوا يبغضون البنات ويجعلونها لله ، ويحبون البنين ويجعلونهم لأنفسهم ، وإليه يشير سبحانه بقوله :( وَيَجْعَلُونَ للهِ البَناتِ سُبحانهُ وَلَهُم ما يَشتَهُون ) والمراد من الموصول في( ما يشتهون ) هو البنون ، وبذلك تبيّن معنى قوله سبحانه :( لِلّذِينَ لا يُوَْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوء ) أي انّ المشركين المنكرين للآخرة يصفونه سبحانه بصفات السوء التي يستقبحها العقل ويذمّها ، وقد عرفت كيفية وصفهم له فوصفوه عند التحليل بالفقر والحاجة والنقص والاِمكان ، والله سبحانه هو الغني المطلق ، فهو أعلى من أن يوصف بأمثال السوء ، ولكن الموحّد يصفه بالكمال كالحياة والعلم والقدرة والعزّة والعظمة والكبرياء ، والله سبحانه عند المؤمنين( هُوَ الْمَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ الْمُوَْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الجَبّارُ الْمتَكَبّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبَارِئ الْمُصَوّرُ لَهُ الأسْماءُ الْحُسْنى ) (١) ويقول سبحانه :( وَلَهُ المَثَلُ الأعلى فِي

__________________

١ ـ الحشر : ٢٣ ـ ٢٤.

١٧٢

السَّموات وَالأرض ) (١) وقال :( لَهُ الاََسماءُ الحُسْنى ) .(٢)

ومنه يظهر جواب سؤال طرحه الطبرسي في « مجمع البيان » ، وقال : كيف يمكن الجمع بين قوله سبحانه( وَلله المثل الأعلى ) وقوله :( فَلاَ تَضْرِبُوا للهِ الأمْثالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُون ) .(٣)

والجواب انّ المراد من ضرب الأمثال هو وصفه بما يدل على فقره وحاجته أو تشبيهه بأُمور مادية ، وقد تقدم انّ المشركين جعلوا له نصيباً من الحرث والأنعام ، كما جعلوا الملائكة بناتاً له ، يقول سبحانه :( وَجَعَلُوا المَلائِكَةَ الّذينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمن اناثاً ) ،(٤) ويقول سبحانه :( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجِنّة نَسباً ) .(٥) إلى غير ذلك من الصفات التي يتنزه عنها سبحانه ، فهذا النوع من التمثيل أمر محظور ، وهو المراد من قوله( فَلا تَضْرِبُوا لله الأمْثال ) .

وأمّا التمثيل لله سبحانه بما يناسبه كالعزّة والكبرياء والعلم والقدرة إلى غير ذلك ، فقد أجاب عليه القرآن ولم ير فيه منعاً وحظراً ، بشهادة انّه سبحانه بعد هذا الحظر أتى بتمثيلين لنفسه ، كما سيتضح في التمثيل الآتي.

وربما يذكر في الجواب بأنّ الأمثال في الآية جمع « المِثْل » بمعنى « الند » ، فوزان قوله( لا تضربوا لله الأمثال ) كوزان قوله :( فَلا تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَاداً ) (٦) ، ولكنّه معنى بعيد ، فانّ المثل بفتح العين يستعمل مع الضرب ، دون المثل بسكون

____________

١ ـ الروم : ٢٧.

٢ ـ طه : ٨.

٣ ـ النحل : ٧٤.

٤ ـ الزخرف : ١٩.

٥ ـ الصافات : ١٥٨.

٦ ـ البقرة : ٢٢.

١٧٣

العين بمعنى الند فلم يشاهد اقترانه بكلمة الضرب.

ويقرب ممّا ذكرنا كلام الشيخ الطبرسي حيث يقول :

إنّ المراد بالأمثال الاَشباه ، أي لا تشبّهوا الله بشيء ، والمراد بالمثل الأعلى هنا الوصف الأعلى الذي هو كونه قديماً قادراً عالماً حياً ليس كمثله شيء.

وقيل إنّ المراد بقوله :( المثل الأعلى ) : المثل المضروب بالحق ، وبقوله :( فلا تضربوا لله الأمثال ) : الأمثال المضروبة بالباطل.(١)

وفي الختام نودُّ أن نشير إلى نكتة ، وهي انّ عدّ قوله سبحانه( للّذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم ) من قبيل الأمثال القرآنية لا يخلو من غموض ، لأنّ الآية بصدد بيان نفي وصفه بصفات قبيحة سيئة دون وصفه بصفات عليا فأين التمثيل ؟

إلاّ أن يقال : إنّ التشبيه ينتزع من مجموع ما وصف به المشركون ، حيث شبّهوه بإنسان له حاجة ماسّة إلى الزرع والأنعام وله بنات ونسبة مع الجن إلى غير ذلك من أمثال السوء ، فالآية بصدد ردّ هذا النوع من التمثيل ، وفي الحقيقة سلب التمثيل ، أو سوق المؤمن إلى وصفه سبحانه بالأسماء الحسنى والصفات العليا.

__________________

١ ـ مجمع البيان : ٣ / ٣٦٧.

١٧٤

النحل

٢٧

التمثيل السابع والعشرون

( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالأرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ * فَلا تَضْرِبُوا للهِ الأمْثالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ * ضَرَبَ الله مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَمن رَزَقْناهُ مِنّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَستَوون الحمدُ للهِ بَلْ أَكْثَرهُمْ لا يَعْلَمُون ) .(١)

تفسير الآيات

ندّد سبحانه بعمل المشركين الذين يعبدون غير الله سبحانه ، بأنّ معبوداتهم لا تملك لهم رزقاً ولا نفعاً ولا ضراً ، فكيف يعبدونها مع أنّها أشبه بجماد لا يرجى منها الخير والشر ، وإنّما العبادة للإله الرازق المعطى المجيب للدعوة ؟

هذا هو المفهوم من الآية الأولى.

ثمّ إنّه سبحانه يمثّل لمعبود المشركين والمعبود الحق بالتمثيل التالي :

افرض مملوكاً لا يقدر على شيء ولا يملك شيئاً حتى نفسه ، فهو بتمام معنى الكلمة مظهر الفقر والحاجة ، ومالكاً يملك الرزق ويقدر على التصرف فيه ، فيتصرف في ماله كيف شاء وينعم كيف شاء. فهل هذان متساويان ؟ كلاّ.

____________

١ ـ النحل : ٧٣ ـ ٧٥.

١٧٥

وعلى ضوء ذلك تمثّل معبوداتهم الكاذبة مثل العبد الرق المملوك غير المالك لشيء ، ومثله سبحانه كمثل المالك للنعمة الباذل لها المتصرف فيها كيف شاء.

وذلك لأنّ صفة الوجود الإمكاني ـ أي ما سوى الله ـ نفس الفقر والحاجة لا يملك شيئاً ولا يستطيع على شيء.

وأمّا الله سبحانه فهو المحمود بكلّ حمد والمنعم لكلّ شيء ، فهو المالك للخلق والرزق والرحمة والمغفرة والإحسان والإنعام ، فله كلّ ثناء جميل ، فهو الربّ ودونه هو المربوب ، فأيّهما يصلح للخضوع والعبادة ؟

ويدل على ما ذكرنا انّه سبحانه حصر الحمد لنفسه ، وقال : الحمد لله أي لا لغيره ، فالحمد والثناء ليس إلاّ لله سبحانه ، ومع ذلك نرى صحة حمد الآخرين بأفعالهم المحمودة الاختيارية ، فنحمد المعطي بعطائه والمعلم لتعليمه والوالد لما يقوم به في تربية أولاده.

وكيفية الجمع انّ حمد هؤلاء تحميد مجازى ، لأنّ ما بذله المنعم أو المعلم أو الوالد لم يكن مالكاً له ، وإنّما يملكه سبحانه فهو أقدرهم على هذه الأعمال ، فحمد هؤلاء يرجع إلى حمده وثنائه سبحانه ، ولذلك صح أن نقول : إنّ الحمد منحصر بالله لا بغيره. ولذلك يقول سبحانه في تلك الآية :( وَالحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرهُمْ لا يَعْلَمُون ) أي الشكر لله على نعمه ، يقول الطبرسي : وفيه إشارة إلى أنّ النعم كلّها منه.(١)

__________________

١ ـ مجمع البيان : ٣ / ٣٧٥.

١٧٦

النحل

٢٨

التمثيل الثامن والعشرون

( وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ أَينَمَا يُوَجّههُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقيم ) .(١)

تفسير الآية

كان التمثيل السابق يبيّن موقف الآلهة الكاذبة بالنسبة إلى العبادة والخضوع وموقفه تبارك وتعالى حيالها ، ولكن هذا التمثيل جاء لبيان موقف عبدة الأصنام والمشركين وموقف المؤمنين والصادقين ، فيشبّه الأوّل بالعبد الأبكم الذي لا يقدر على شيء ، ويشبّه الآخر بإنسان حرّ يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم.

نفترض عبداً رِقاً له هذه الصفات :

أ : أبكم لا ينطق وبالطبع لا يسمع لما في الملازمة بين البكم وعدم السماع ، بل الأوّل نتيجة الثاني ، فإذا عطل جهاز السمع يسري العطل إلى اللسان أيضاً ، لأنّه إذا فقد السمع فليس بمقدوره أن يتعلم اللغة.

ب : عاجز لا يقدر على شيء ، ولو قلنا بإطلاق هذا القيد فهو أيضاً لا

____________

١ ـ النحل : ٧٦.

١٧٧

يبصر ، إذ لو أبصر لا يصح في حقّه انّه لا يقدر على شيء.

ج :( كَلّ على مولاه ) : أي ثقل ووبال على وليّه الذي يتولّى أمره.

د :( أَينما يُوجّهه لا يَأْتِ بِخَير ) لعدم استطاعته أن يجلب الخير ، فلا ينفع مولاه ، فلو أرسل إلى أمر لا يرجع بخير.

فهذا الرق الفاقد لكلّ كمال لا يرجى نفعه ولا يرجع بخير.

وهناك إنسان حرٌّ له الوصفان التاليان :

أ : يأمر بالعدل.

ب : وهو على صراط مستقيم.

أمّا الأوّل ، فهو حاك عن كونه ذا لسان ناطق ، وإرادة قوية ، وشهامة عالية يريد إصلاح المجتمع ، فمثل هذا يكون مجمعاً لصفات عليا ، فليس هو أبكمَ ولا جباناً ولا ضعيفاً ولا غير مدرك لما يصلح الأمة والمجتمع. فلو كان يأمر بالعدل فهو لعلمه به فيكون معتدلاً في حياته وعبادته ومعاشرته التي هي رمز الحياة.

وأمّا الثاني : أي كونه على صراط مستقيم ، أي يتمتع بسيرة صالحة ودين قويم.

فهذا المثل يبيّن موقف المؤمن والكافر من الهداية الإلهية ، وقد أشار سبحانه إلى مغزى هذا التمثيل في آية أخرى ، وقال :( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلى الحَقِّ أحَقُّ أن يُتَّبَعَ أَمَّن لا يَهِدِّي إلاّ أن يُهَدى فَما لكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُون ) .(١)

هذا التفسير مبني على أنّ التمثيل بصدد بيان موقف الكافر والمؤمن غير انّ هناك احتمالاً آخر ، وهو انّ التمثيل تأكيد للتمثيل السابق وهو تبيين موقف الآلهة الكاذبة والإله الحق.

__________________

١ ـ يونس : ٣٥.

١٧٨

النحل

٢٩

التمثيل التاسع والعشرون

( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأيْمَانَ بَعْدَ تَوكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُون * وَلا تَكُونُوا كالّتي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوةٍ أَنكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمّةٌ هِي أَرْبى مِنْ أُمّةٍ إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ وَلَيُبَيّننَّ لَكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون ) .(١)

تفسير الآيات

التوكيد : التشديد ، يقال أوكدها عقدك ، أي شدّك ، وهي لغة أهل الحجاز و « الأنكاث » : الأنقاض ، وكلّ شيء نقض بعد الفتح ، فقد انكاث حبلاً كان أو غزلاً.

و « الدخل » ما أُدخل في الشيء على فساد ، وربما يطلق على الخديعة ، وإنّما استعمل لفظ الدخل في نقض العهد ، لأنّه داخل القلب على ترك البقاء ، وقد نقل عن أبي عبيدة ، انّه قال : كلّ أمر لم يكن صحيحاً فهو دخل ، وكلّ ما دخله عيب فهو مدخول.

هذا ما يرجع إلى تفسير لغات الآية وجملها.

____________

١ ـ النحل : ٩١ ـ ٩٢.

١٧٩

وأمّا شأن نزولها فقد نقل عن الكلبي أنّها امرأة حمقاء من قريش كانت تغزل مع جواريها إلى انتصاف النهار ، ثمّ تأمرهنَّ أن ينقضن ما غزلن ولا يزال ذلك دأبها ، واسمها « ريطة » بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة ، وكانت تسمّى فرقاء مكة.(١)

إنّ لزوم العمل بالميثاق من الأمور الفطرية التي جُبل عليها الإنسان ، ولذلك نرى أنّ الوالد إذا وعد ولده شيئاً ، ولم يف به فسوف يعترض عليه الولد ، وهذا كاشف انّ لزوم العمل بالمواثيق والعهود أمر فطر عليه الإنسان.

ولذلك صار العمل بالميثاق من المحاسن الاَخلاقية التي اتّفق عليها كافة العقلاء.

وقد تضافرت الآيات على لزوم العمل به خصوصاً إذا كان العهد لله ، قال سبحانه :( وَأوفُوا بِالعَهْدِ إِنَّ العَهْدَ كانَ مَسْؤولاً ) (٢)

وقال تعالى :( وَالّذِينَ هُمْ لأماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُون ) .(٣)

وفي آية ثالثة :( وَأوفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ) .(٤)

وفيما نحن فيه يأمر بشيء وينهى عن آخر.

أ : فيقول( أَوفُوا بِعَهْدِ اللهِ إذا عاهَدْتُمْ ) فيأمر بالوفاء بعهد الله ، أي العهود التي يقطعها الناس مع الله تعالى. ومثله العهد الذي يعهده مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأئمة المسلمين ، فكلّ ذلك عهود إلهية وبيعة في طريق طاعة الله سبحانه.

____________

١ ـ الميزان : ١٢ / ٣٣٥.

٢ ـ الإسراء : ٣٤.

٣ ـ المؤمنون : ٨.

٤ ـ البقرة : ٤٠.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482