رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة12%

رجال الشيعة في أسانيد السنّة مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-6289-76-2
الصفحات: 482

رجال الشيعة في أسانيد السنّة
  • البداية
  • السابق
  • 482 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 158503 / تحميل: 6706
الحجم الحجم الحجم
رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
ISBN: ٩٦٤-٦٢٨٩-٧٦-٢
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

أخيه أحمد بن رشد بن خثيم الهلالي ، وأحمد بن محمد بن حنبل ، وإسحاق بن موسى الأنصاري ، وأبو معمر إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهذلي ، وإسماعيل بن موسى الفزاري في الترمذي ، والحسين بن يزيد الطحان ، وخالد بن يزيد الأسدي الكاهلي ، وخلاد بن أسلم ، وأبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ، وعبد الله بن محمد النفيلي ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة ، وعلي بن العباس الكوفي ، وعمرو بن محمد بن بكير الناقد ، وأبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي ، ومحمد بن بكير الحضرمي ، ومحمد بن الصلت الأسدي ، ومحمد ابن عبيد المحاربي في سنن النسائي ، ومحمد بن عمران بن أبي ليلي ، ومحمد بن عيسى الصائغ ، وأبو الأزهر منصور بن موسى بن لاحق ، ويحيى بن عبد الحميد الحماني ، ويحيى بن يحيى النيسابوري(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة

سنن الترمذي(٢) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام (٣) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٠ / ٤١٣ ـ ٤١٤.

٢ ـ سنن الترمذي : ٥ / ٤٩٩ كتاب الدعوات ، الحديث ٣٤٤٣.

٣ ـ رجال الشيخ الطوسي : ٢١٣ الرقم ٢٧٨٢. راجع رجال النجاشي : ١٨٠ الرقم ٤٧٤.

١٤١

[ ٤٢ ] سعيد بن عمرو الكوفي ( ـ ١٢٠ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

سعيد بن عمرو بن أشوع الهمداني ، الكوفي ، القاضي.

قال ابن حجر : ثقة(١) .

وقال العجلي : كوفي ، ثقة(٢) .

وقال النسائي : ليس به بأس(٣) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : رمي بالتشيع(٤) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السادسة(٥) .

وقال المزي : روى عن : بشر بن غالب ، وحبيش بن المعتمر الكناني ، وربيعة ابن أبيض ، وشريح بن النعمان الصائدي ، وشريح بن هانئ ، وعامر الشعبي في البخاري ومسلم ، وعبد الله بن يسار الجهني ، وعلقمة بن وائل بن حجر ، ووراد

__________________

١ و ٤ و ٥ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٠٢ الرقم ٢٢٩.

٢ ـ تاريخ الثقات : ١٨٦ الرقم ٥٥٩.

٣ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ١٦.

١٤٢

كاتب المغيرة بن شعبة ـ والمحفوظ أن بينهما الشعبي ـ ، وعن يزيد بن سلمة الجعفي في الترمذي ـ ولم يدركه ـ ، وأبي بردة بن أبي موسى الأشعري ، وأبي سلمة بن عبد الرحمان ، وأبي ليلى مولى الأنصار.

روى عنه : أشعث بن سوار ، والحارث بن حصيرة ، وحبيب بن أبي ثابت ، والحجاج بن أرطاة ، وخالد الحذاء في البخاري ومسلم ، وزكريا بن أبي زائدة في البخاري ومسلم ، وسعيد بن مسروق الثوري في الترمذي ، وابنه سفيان الثوري ، وسفيان بن حسين الواسطي ، وسلمة بن كهيل ، وصالح بن صالح بن حي ، وعبد الله بن عمران ، وعبد الملك بن عمير ـ وهو أكبر منه ـ ، وعبيد بن أبي امية الطنافسي ، وعمر بن يزيد ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ـ وهو أكبر منه ـ ، وعيسى بن عبد الرحمان السلمي ، والقاسم بن حبيب التمار ، وقيس بن الربيع ، وليث بن أبي سليم ، وأبو الزعراء يحيى بن الوليد الكوفي ، ويمان العجلي والد يحيى بن يمان ، وأبو يعفور العبدي(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(٢) ، ومسلم(٣) ، وسنن الترمذي(٤) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ١٥ الرقم ٢٣٣٠.

٢ ـ صحيح البخاري : ٣ / ١٦٢ ، كتاب الشهادات ، باب من أمر بانجاز الوعد ، وج ٢ / ١٣١.

٣ ـ صحيح مسلم : ٣ / ١٣٠٨ ، كتاب القسامة ، باب ( ١٠ ) الرقم ٣٣.

٤ ـ سنن الترمذي : ٥ / ٤٩ ، كتاب العلم ، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة الرقم ٢٦٨٣.

١٤٣

[ ٤٣ ] سعيد بن فيروز ( ـ ٨٣ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : أبو البختري ، الطائي ، مولاهم الكوفي الفقيه ، أحد العباد ، اسمه سعيد بن فيروز ، وكان مقدم الصالحين(١) .

قال هلال بن خباب : كان من أفاضل أهل الكوفة(٢) .

وقال العجلي : تابعي ، ثقة(٣) .

وقال ابن حجر : ثقة ، ثبت(٤) .

عن يحيى بن معين : كوفي ، ثقة(٥) .

٢ ـ تشيّعه :

قال العجلي : فيه تشيع قليل(٦) .

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٤ / ٢٧٩ الرقم ١٠١ ، راجع تاريخ البخاري : ٣ / ٥٠٦ ، وتهذيب التهذيب : ٤ / ٧٢ ، وشذرات الذهب : ١ / ٩٢.

٢ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ٣٤.

٣ ـ تاريخ الثقات : ١٨٧ الرقم ٥٦٠ ، وفي هامش الكتاب : متفق على توثيقه.

٤ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٠٣ الرقم ٢٤٢.

٥ ـ الجرح والتعديل : ٤ / ٥٥ الرقم ٢٤١.

٦ ـ تاريخ الثقات : ١٨٧ الرقم ٥٦٠.

١٤٤

وعن ابن حجر : فيه تشيع قليل(١) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثالثة(٢) .

قال المزي : روى عن : الحارث الأعور في مسند علي ، وحبيب بن أبي مليكة ، وحذيفة بن اليمان مرسل ، وسلمان الفارسي في الترمذي كذلك ، وعبد الله بن عباس في البخاري ومسلم ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب في البخاري ، وعبد الله بن مسعود في كتاب الرد على أهل القدر مرسل ، وعبد الرحمان اليحصبي ، وعبيدة السلماني في النسائي ، وعلي بن أبي طالب مرسل في الترمذي وخصائص أمير المؤمنين وابن ماجة ، وعمر بن الخطاب كذلك ، وأبيه فيروز ، ويعلى بن مرة في الرد على أهل القدر ، وأبي برزة الأسلمي في النسائي ، وأبي سعيد الخدري في أبي داود والنسائي وابن ماجة ، وأبي صالح السمان ، وأبي عبد الرحمان السلمي في مسند علي وابن ماجة ، وأبي كبشة الأنماري في الترمذي.

روى عنه : حبيب بن أبي ثابت ، وأبو الجحاف داود بن أبي عوف ، وزيد بن جبير ، وسلمة بن كهيل ، وعبد الأعلى بن عامر في الترمذي ومسند علي وابن ماجة ، وعبد الملك بن المغيرة الطائفي ، وعطاء بن السائب في الرد على أهل القدر والترمذي والنسائي ، وعمرو بن مرة في الكتب الستة ، ومسلم البطين ، وهلال بن خباب ، ويزيد بن أبي زياد ، ويونس بن خباب في الترمذي(٣) .

__________________

١ و ٢ تقريب التهذيب : ١ / ٣٠٣ ، الرقم ٢٤٢

٣ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ٣٢ الرقم ٢٣٤٢.

١٤٥

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(١) ، ومسلم(٢) ، وسنن الترمذي(٣) ، وابن ماجة(٤) .

[ ٤٤ ] سعيد بن محمد الجرمي الكوفي ( ـ ٢٣٠ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : الامام المحدث الصدوق ، أبو عبيدالله ، سعيد بن محمد بن سعيد الجرمي الكوفي(٥) .

وقال أيضا : وهو ثقة(٦)

وقال أبو داود : هو ثقة(٧) .

وعده ابن حبان في الثقات(٨) .

وسئل أحمد بن حنبل عنه فقال : صدوق ، كان يطلب معنا الحديث(٩) .

__________________

١ ـ صحيح البخاري : ٣ / ٤٥ ، باب السلم في النخل.

٢ ـ صحيح مسلم : ٢ / ٧٦٥ ، كتاب الصيام ، الحديث ٢٩.

٣ ـ سنن الترمذي : ٤ / ١١٩ ، كتاب السير ، الحديث ١٥٤٨.

٤ ـ سنن ابن ماجة : ٢ / ٧٧٤ ، كتاب الصيام ، باب ذكر القضاة ، الحديث ٢٣١٠.

٥ ـ سير أعلام النبلاء : ١٠ / ٦٣٧ الرقم ٢٢٢.

٦ ـ ميزان الاعتدال : ٢ / ١٥٧ الرقم ٣٢٦٤.

٧ ـ سير أعلام النبلاء : ١٠ / ٦٣٨ ، تاريخ بغداد : ٩ / ٨٨.

٨ ـ كتاب الثقات : ٨ / ٢٦٨.

٩ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ٤٦.

١٤٦

٢ ـ تشيّعه :

قال الذهبي : شيعي(١) .

وقال ابن حجر : رمي بالتشيع(٢) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الحادية عشرة(٣) .

قال المزي : روى عن : إبراهيم بن المختار ، وإبراهيم بن يزيد بن مردانبة ، وبكر بن يزيد الطويل ، وحاتم بن إسماعيل المدني ، وحفص بن عمر بن أبي العطاف ، وأبي اسامة حماد بن اسامة في مسلم ، وحماد بن خالد الخياط ، وشريك ابن عبد الله النخعي ، وعبد الله بن صالح العجلي ، وأبي ذؤيب عبد الله بن مصعب بن منظور بن زيد بن خالد الجهني ، وعبد الحميد بن عبد الرحمان الحماني ، وعبد الرحمان بن عبد الملك بن أبجر في مسلم ، وأبي عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد ، وعلي بن غراب ، وعلي بن القاسم الكندي ، وعمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز ، وعمرو بن عطية العوفي ، وقبيصة بن الليث الأسدي ، ومحبوب بن محرز التميمي ، والمطلب بن زياد في ابن ماجة ، ومعن بن عيسى ، والوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني ، ويحيى بن سعيد الأموي ، وأبي ثميلة يحيى بن واضح في مسلم وأبي داود ، ويزيد بن سليمان البكائي ، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري في البخاري ، وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي ، ويعقوب بن أبي المتئد خال سفيان بن عيينة.

روى عنه : البخاري ، ومسلم ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، وإبراهيم بن

__________________

١ ـ ميزان الاعتدال : ٢ / ١٥٧.

٢ و ٣ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٠٤ الرقم ٢٤٩.

١٤٧

عبد الله بن أيوب المخرمي ، وجعفر بن محمد بن عمران بن بزيق البزاز ، وعباس بن محمد الدوري ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وعبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى ، وأبو زرعة عبيدالله بن عبد الكريم الرازي ، وعلي بن أحمد ، ومحمد بن عبيد بن عتبة الكندي ، ومحمد بن مروان الكوفي ، ومحمد بن هارون الفلاس ، ومحمد بن يحيى الذهلي في أبي داود وابن ماجة ، وأبو قبيصة(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(٢) ، ومسلم(٣) ، وسنن أبي داود(٤) ، وابن ماجة(٥) .

[ ٤٥ ] سلمة بن الفضل ( ـ ١٩١ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : سلمة بن الفضل الرازي الأبرش ، الامام قاضي الري ، أبو

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ٤٥ الرقم ٢٣٤٨.

٢ ـ صحيح البخاري : ٣ / ٢٣٣ ، باب قتال الترك.

٣ ـ صحيح مسلم : ٣ / ١٤٤٨ ، كتاب الجهاد والسير ، باب عدد غزوات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الحديث ١٤٦.

٤ ـ سنن أبي داود : ١ / ١٧٢ ، كتاب الصلاة ، باب من قال تيزر به إذا كان ضيقا ، الحديث ٦٣٦.

٥ ـ سنن ابن ماجة : ٢ / ٨٤٥ ، كتاب العتق ، باب من أعتق عبدا وله مال ، الحديث ٢٥٣٠.

١٤٨

عبد الله(١) .

عن الحسين بن الحسن الرازي قال : سألت يحيى بن معين عن سلمة الأبرش فقال : ثقة قد كتبنا عنه ، كان كيسا ، مغازيه أتم ، ليس في الكتب أتم من كتابه(٢) . قال ابن سعد : كان ثقة ، صدوقا(٣)

وقال علي بن الحسم الهسنجاني ، عن يحيى بن معين : سمعت جريرا يقول : ليس من لدن بغداد إلى أن تبلغ خراسان أثبت في ابن إسحاق من سلمة بن الفضل(٤) .

٢ ـ تشيّعه :

قال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : كتبت عنه ، وليس به بأس ، وكان يتشيّع(٥) .

وقال ابن معين : كان يتشيّع ، وكان معلم كتاب(٦) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة التاسعة(٧) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن طهمان ، وإبراهيم بن محمد بن أبي

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٩ / ٤٩ الرقم ١٤.

٢ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ٣٠٧ الرقم ٢٤٦٤ ، الجرح والتعديل : ٤ / ١٦٩ الرقم ٧٣٩.

٣ ـ الطبقات الكبرى : ٧ / ٣٨١.

٤ و ٥ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ٣٠٧ ، الرقم ٢٤٦٤.

٦ ـ سير أعلام النبلاء : ٩ / ٥٠ الرقم ١٤.

٧ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣١٨ الرقم ٣٧٧.

١٤٩

يحيى الأسلمي ، وإسحاق بن راشد الجزري ، وإسماعيل بن مسلم المكي ، وأيمن بن نابل المكي ، والجراح بن الضحاك الكندي ، وحجاج بن أرطاة ، وزكريا بن سلام العتبي ، وأبي خيثمة زهير بن معاوية الجعفي ، وسفيان الثوري ، وسليمان بن قرم ، وعبد الله بن زياد بن سمعان ، وعزرة بن ثابت ، وعمرو بن أبي قيس الرازي ، وعمران بن وهب الطائي ، وأبي الأزهر مبارك بن مجاهد الخراساني ، ومحمد بن إسحاق بن يسار في أبي داود والترمذي ، وميكال ، وأبي جعفر الرازي في ما أخرجه ابن ماجة في كتاب التفسير ، وأبي حمزة السكري.

روى عنه : إبراهيم بن مصعب المروزي ـ نزيل بغداد ـ ، والحسن بن عمر بن شقيق الجرمي البصري ، والحسين بن عيسى بن ميسرة الرازي ، وعبد الله بن عمر بن أبان الكوفي ، وعبد الله بن محمد المسندي ، وكاتبه عبد الرحمان بن سلمة الرازي ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة ، وعلي بن بحر بن بري ، وعلي بن هاشم بن مرزوق الرازي ، وعمار بن الحسن النسائي ، وعمرو بن رافع القزويني ، ومحمد بن امية الساوي ، ومحمد بن الحسن بن الأجلح ، ومحمد بن حميد الرازي في الترمذي وما أخرجه ابن ماجة في كتاب التفسير ، ومحمد بن عمرو زنيج في أبي داود ، ومحمد ابن عيسى الدامغاني ، ومقاتل بن محمد الرازي ، وهشام بن عبيدالله الرازي ، ووثيمة ابن موسى المصري ، ويحيى بن معين ، وأبو خالد يزيد بن المبارك الفسوي الفارسي ، ويوسف بن موسى القطان في أبي داود(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(٢) ، والترمذي(٣) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ٣٠٥ الرقم ٢٤٦٤.

٢ ـ سنن أبي داود : ٣ / ٨٣ ، كتاب الجهاد ، ح ٢٧٦١.

٣ ـ سنن الترمذي : ١ / ٨٦ ، أبواب الطهارة ، الحديث ٥٨.

١٥٠

[ ٤٦ ] سلمة بن كهيل ( ٤٠ ـ ١٢١ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : سلمة بن كهيل بن حصين ، الإمام الثبت الحافظ أبو يحيى الحضرمي ثم التنعي الكوفي(١) .

قال يعقوب بن شيبة : ثقة(٢)

وقال جرير بن عبد الحميد : لما قدم شعبة البصرة قالوا : حدثنا عن ثقات أصحابك؟ فقال : إن حدثتكم عن ثقات أصحابي ، فإنما أحدثكم عن نفر يسير من هذه الشيعة : الحكم ، وسلمة بن كهيل(٣) .

وقال العجلي : تابعي ، ثقة ، ثبت في الحديث(٤)

وقال الصفدي : من علماء الكوفة الأثبات(٥) .

وعن أحمد بن حنبل : متقن للحديث(٦) .

وقال النسائي : ثقة ، ثبت(٧) .

وعن أبي زرعة : ثقة ، مأمون ، ذكي(٨) .

__________________

١ ـ ٣ ـ سير أعلام النبلاء : ٥ / ٢٩٩ الرقم ١٤٢.

٤ ـ تاريخ الثقات : ١٩٧ الرقم ٥٩١ ، راجع تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين : ١٥٠ الرقم ٤٥٤.

٥ ـ الوافي بالوفيات : ١٥ / ٣٢٢ الرقم ٤٥٤.

٦ و ٨ ـ الجرح والتعديل : ٤ / ١٧١ الرقم ٧٤٢.

٧ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ٣١٦.

١٥١

٢ ـ تشيّعه :

قال يعقوب بن شيبة : ثبت على تشيّعه(١) .

وعن العجلي : وفيه تشيع قليل ، وحديثه أقل من مئتي حديث(٢) .

وقال الصفدي : من علماء الكوفة الأثبات على تشيع كان فيه(٣) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الرابعة(٤) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن سويد النخعي في سنن النسائي ، وابراهيم بن يزيد التيمي في ابن ماجة ، وبكير بن عبد الله الكوفي الطويل في مسلم ، وجندب بن عبد الله البجلي في مسلم والبخاري وابن ماجة ، وحبة بن جوين العرني في خصائص أمير المؤمنين للنسائي ، وحجر بن العنبس الحضرمي في كتاب القراءة خلف الامام للبخاري وأبي داود والترمذي ، وحجية بن عدي الكندي في الترمذي والنسائي وابن ماجة ، والحسن العرني في أبي داود والنسائي وابن ماجة ، وذر بن عبد الله الهمداني في مسلم وأبي داود والنسائي ، وزيد بن وهب الجهني في مسلم وأبي داود والنسائي ، وسعيد بن جبير في مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وسعيد بن عبد الرحمان بن أبزى في أبي داود والنسائي ، وسويد بن غفلة في الكتب الستة ، وأبي وائل شقيق بن سلمة ، وعامر بن شراحيل الشعبي في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي ، وعبد الله بن أبي أوفى في

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٥ / ٢٩٩ الرقم ١٤٢.

٢ ـ تاريخ الثقات : ١٩٧.

٣ ـ الوافي بالوفيات : ١٥ / ٣٢٢ الرقم ٤٥٤.

٤ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣١٨ الرقم ٣٨١.

١٥٢

عمل اليوم والليلة وابن ماجة ، وعبد الله بن عبد الرحمان بن أبزى في النسائي ، وخاله أبي الزعراء عبد الله بن هانئ الكندي في الترمذي والنسائي ، وعبد الرحمان ابن يزيد النخعي في مسلم ، وعطاء بن أبي رباح في الكتب الستة ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعلقمة بن قيس النخعي في النسائي ، وعلقمة بن وائل بن حجر الخضرمي في أبي داود ، وعمران أبي الحكم السلمي في النسائي ، وأبي الأحوص عوف بن مالك بن نضلة الجشمي ، وعياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وعيسى بن عاصم الأسدي في الأدب المفرد وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، والقاسم بن مخيمرة في النسائي وابن ماجة ، وكريب مولى ابن عباس في البخاري ومسلم وأبي داود وكتاب الشمائل والنسائي وابن ماجة ، وأبيه كهيل بن حصين الحضرمي ، ومجاهد بن جبر المكي في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، ومحمد بن عبد الرحمان بن يزيد النخعي في النسائي ، ومسلم البطين في مسلم والنسائي ، ومعاوية بن سويد بن مقرن في مسلم وأبي داود والنسائي ، وأبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي في البخاري ومسلم ، وأبي إدريس المرهبي في الترمذي وابن ماجة ، وأبي سلمة بن عبد الرحمان بن عوف في مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وأبي مالك الغفاري في أبي داود والنسائي.

روى عنه : الأجلح بن عبد الله الكندي ، وإسماعيل بن أبي خالد في البخاري ، والحسن بن صالح بن حي في الأدب المفرد ومسند علي ، وحماد بن سلمة في مسلم وأبي داود ، وزيد بن أبي أنيسة في مسلم ، وسعيد بن مسروق الثوري في مسلم والنسائي وابنه سفيان بن سعيد الثوري في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وسليمان الأعمش في مسلم ، وشعبة بن الحجاج في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، وصالح بن صالح بن حي في أبي داود والنسائي وابن ماجة ، وعبد الله بن الأجلح بن عبد الله الكندي ، وعبد الرحمان بن عبد الله المسعودي ، وعبد الملك بن أبي سليمان في مسلم وأبي داود ، وعقيل بن

١٥٣

خالد الأيلي في مسلم ، وعلي بن صالح بن حي في مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وعنبة بن الأزهر في النسائي ، والعوام بن حوشب في النسائي ، والعلاء ابن صالح في الترمذي ، والقاسم بن حبيب الثمار ، وقيس بن الربيع ، وابنه محمد بن سلمة بن كهيل ، ومسعر بن كدام ، ومطرف بن طريف في النسائي ، ومنصور بن المعتمر ، وموسى بن قيس الخضرمي في أبي داود وخصائص أمير المؤمنين ، وهلال ابن يساف في عمل اليوم والليلة ، والوليد بن حرب في مسلم ، وابنه يحيى بن سلمة ابن كهيل في الترمذي ، وأبو المحياة يحيى بن يعلى التميمي في مسلم والنسائي(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(٢) ، ومسلم(٣) ، وسنن أبي داود(٤) ، والنسائي(٥) ، وابن

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ٣١٣ ـ ٣١٥.

٢ ـ صحيح البخاري : ٢ / ٢٤٠ ، باب من مات وعليه صوم ، وج ٣ / ٤٢ ، باب بيع المدبر ، وص ٦١ ، باب الوكالة في قضاء الديون ، وص ٨٣ ، باب استقراض الإبل ، وص ٩٥ ، باب هل يأخذ اللقطة ولا يدعها ، وص ١٤٠ ، باب من اهدي له هدية ، وج ٧ / ١٨٩ ، باب الرياء والسمعة ، وج ٨ / ٢١ ، باب رجم المحصن ، وص ١١٧ ، باب بيع الامام على الناس أموالهم.

٣ ـ صحيح مسلم : ١ / ٥٢٥ ، كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، الحديث ١٨١ ، وص ٥٢٩ ذيل الحديث ١٨٧ ، و ١٨٨ ، و ١٨٩ ، وج ٢ / ٨٠٤ ، كتاب الصيام ، ذيل الحديث ١٥٥ ، وص ٩٣٧ ، كتاب الحج ، الحديث ٢٨٨ ، وص ٩٣٨ ، كتاب الحج ، الحديث ٢٩٠ ، وص ٩٤٣ ، الحديث ٣٠٩ ، وص ١١١٨ ، كتاب الطلاق ، الحديث ٤٤.

٤ ـ سنن أبي داود : ١ / ٨٨ ، كتاب الطهارة ، باب التيمم ، الحديث ٣٢٢ ، ٣٢٣ ، ٣٢٤ ، وص ١٣٢ ، كتاب الصلاة ، الحديث ٤٨٧ ، وص ٢٤٦ ، الحديث ٩٣٢ ، باب التأمين وراء الامام ، وص ٢٦٢ ، الحديث ٩٩٧ ، وج ٤ / ٢٤٤ ، كتاب السنة ، الحديث ٤٧٦٨.

٥ ـ سنن النسائي : ١ / ٢٣٩ ، باب صلاة المغرب ، وص ٢٤٠ ، وج ٢ / ١٦ ، باب الاقامة لمن جمع بين الصلاتين ، وص ٢١٨ ، باب الدعاء في السجود ، وج ٣ / ٢٤٥ ، وج ٥ / ٤٩ ، باب فرض صدقة الفطر ، وص ١٥٣ ، و ٢٧١ ، و ٢٧٣ ، باب المكان الذي ترمى منه جمرة العقبة ،

١٥٤

ماجة(١) ، والترمذي(٢) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام أمير المؤمنين ، والامام زين العابدين ، والامام الباقرعليهم‌السلام (٣) .

[ ٤٧ ] سليمان بن صرد الخزاعي ( ـ ٦٥ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : سليمان بن صرد الأمير أبو مطرف الخزاعي الكوفي الصحابي

__________________

وص ٢٧٧ ، باب ما يحل للمحرم بعد رمي الجمار ، وج ٦ / ١٨٤ ، و ٢١٣ ، وج ٧ / ٢١٧ و ٢٩١ ، باب استسلاف الحيوان ، وص ٣٠٤ ، باب بيع المدبر ، وص ٣١٨ ، باب الترغيب في حسن القضاء ، وج ٨ / ٢٤٦ ، و ٣٢٢ ، و ٣٣٥.

١ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ١٦٩ ، كتاب الطهارة وسننها ، الحديث ٥٠٨ ، وص ١٧٠ ، وص ١٨٤ ، الحديث ٥٥٤ ، وص ١٨٩ ، الحديث ٥٧٠ ، وص ٢٧٨ ، كتاب إقامة الصلاة ، الحديث ٨٥٤ ، وص ٦٥٠ ، الحديث ٢٠١٦ ، كتاب الطلاق ، وج ٢ / ٨٠٩ ، كتاب الصدقات ، الحديث ٢٤٢٣ ، وص ٨٣٧ ، كتاب اللقطة ، الحديث ٢٥٠٦ ، وص ٨٤٠ ، كتاب العتق ، الحديث ٢٥١٢ ، وص ١٠٠٧ ، كتاب المناسك ، الحديث ٣٠٢٥ ، وص ١٠١١ ، الحديث ٣٠٤١ ، وص ١٠٥٠ ، كتاب الأضاحي ، الحديث ٣١٤٣ ، وص ١٤٠٧ ، كتاب الزهد ، الحديث ٤٢٠٧.

٢ ـ سنن الترمذي : ٢ / ٢٧ ، أبواب الصلاة ، باب ١٨٤ ، الحديث ٢٤٨ ، وج ٣ / ٩٥ ، كتاب الصوم ، باب ٢٢ ، الحديث ٧١٦ ، وص ٦٠٧ ، كتاب البيوع ، باب ٧٥ ، الحديث ١٣١٦ ، وص ٦٠٨ ، الحديث ١٣١٧ ، وج ٥ / ٦٣٧ ، كتاب المناقب ، الحديث ٣٧٢٣.

٣ ـ رجال الشيخ الطوسي : ٦٦ الرقم ٥٩٣ ، وص ١١٤ الرقم ١٣٩ ، وص ٢١٩ الرقم ٢٩٠٨.

١٥٥

كان دينا عابدا ، خرج في جيش تابوا إلى الله من خذلانهم الحسين الشهيد(١) .

وقال ابن الأثير : وكان خيرا فاضلا له دين وعبادة ، سكن الكوفة أول ما نزلها المسلمون ، وكان له قدر وشرف في قومه ، وشهد مع علي بن أبي طالب مشاهده كلها(٢) .

٢ ـ تشيّعه :

قال الذهبي : من شيعة علي ومن كبار أصحابه(٣) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

قال المزي : روى عن : النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في الكتب الستة ، وعن أبي بن كعب في أبي داود وعمل اليوم والليلة ، وجبير بن مطعم في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، والحسن بن علي بن أبي طالب ، وأبيه علي بن أبي طالب.

روى عنه : تميم بن سلمة ، وشقير العبدي ، وشمر ، وضبثم الضبي ، وعبد الله بن يسار الجهني في النسائي ، وعدي بن ثابت في البخاري ومسلم وأبي داود وعمل اليوم والليلة ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي في الكتب الستة ، وأبو الضحى مسلم بن صبيح ، ويحيى بن يعمر في أبي داود ، وأبو حنيفة والد عبد الأكرم بن أبي حنيفة في ابن ماجة ، وأبو عبد الله الجدلي(٤) .

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٣ / ٣٩٤ الرقم ٦١.

٢ ـ اسد الغابة : ٢ / ٣٥١ ، راجع الاستيعاب : ٢ / ٦٥٠.

٣ ـ تاريخ الاسلام ، حوادث سنة ٦١ : ص ٤٦.

٤ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ٤٥٤ الرقم ٢٥٣١.

١٥٦

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(١) ، ومسلم(٢) ، وسنن أبي داود(٣) ، وابن ماجة(٤) ، والترمذي(٥) ، والنسائي(٦) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والامام الحسن بن علي ، والامام أمير المؤمنينعليهما‌السلام (٧) .

[ ٤٨ ] سليمان بن طرخان ( ـ ١٤٣ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : سليمان بن طرخان ، الامام شيخ الاسلام ، أبو المعتمر التيمي

__________________

١ ـ صحيح البخاري : ١ / ٦٩ ، باب من أفاض على رأسه ثلاثا ، وج ٤ / ٩٣ ، وج ٥ / ٤٨ ، وج ٧ / ٨٤ ، وص ٩٩ ، باب الحذر من الغضب.

٢ ـ صحيح مسلم : ١ / ٢٥٨ ، كتاب الحيض ، الحديث ٥٤ ، وص ٢٥٩ ، الحديث ٥٥.

٣ ـ سنن أبي داود : ١ / ٦٢ ، كتاب الطهارة ، باب الغسل من الجنابة ، الحديث ٢٣٩ ، وج ٤ / ٢٤٩ ، كتاب الأدب ، باب ما يقال عند الغضب ، الحديث ٤٧٨١.

٤ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ١٩٠ ، كتاب الطهارة ، باب الغسل من الجنابة ، الحديث ٢٣٩ ، وج ٢ / ٨٩٧ ، كتاب الديات ، الحديث ٢٦٨٩ ، وص ١٣٨٩ ، الحديث ٤١٤٩.

٥ ـ سنن الترمذي : ٣ / ٣٧٧ ، كتاب الجنائز ، باب ما جاء في الشهداء من هم ، الحديث ١٠٦٤.

٦ ـ سنن النسائي : ١ / ١٣٥ ، باب ذكر ما يكفي الجنب من إفاضة الماء على رأسه ، وص ٢٠٧ ، باب ما يكفي الجنب من إفاضة الماء عليه.

٧ ـ رجال الشيخ الطوسي : ٤٠ الرقم ٢٥٥ ، وص ٦٦ الرقم ٥٩٧ ، وص ٩٤ الرقم ٩٣٦.

١٥٧

البصري(١)

قال أحمد بن حنبل : هو ثقة(٢)

وقال البخاري : وكان عندنا من أهل الحديث(٣) .

وقال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين ، والنسائي : ثقة(٤) .

وقال ابن سعد : وكان ثقة ، كثير الحديث ، وكان من العباد المجتهدين(٥)

وقال العجلي : تابعي ، ثقة ، وكان من خيار أهل البصرة(٦) .

وقال الذهبي : الامام ، أحد الأثبات(٧) .

٢ ـ تشيّعه :

عده ابن قتيبة من رجال الشيعة(٨) .

وقال ابن سعد : وكان سليمان مائلا إلى علي بن أبي طالب(٩) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر من الطبقة الرابعة(١٠) .

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٦ / ١٩٥ الرقم ٩٢.

٢ ـ الجرح والتعديل : ٤ / ١٢٥ الرقم ٥٣٩.

٣ ـ التاريخ الكبير : ٤ / ٢٠.

٤ ـ تهذيب الكمال : ١٢ / ٨.

٥ ـ الطبقات الكبرى : ٧ / ٢٥٢.

٦ ـ تاريخ الثقات : ٢٠٣ الرقم ٦١٣.

٧ ـ ميزان الاعتدال : ٢ / ٢١٢ الرقم ٣٤٨١.

٨ ـ المعارف : ٦٢٤.

٩ ـ الطبقات الكبرى : ٧ / ٢٥٢ ، تهذيب الكمال : ١٢ / ٩.

١٠ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٢٦ الرقم ٤٥٤.

١٥٨

وقال علي بن المديني : له نحو مائتي حديث(١) .

وقال المزي : روى عن : أسلم العجلي في أبي داود والترمذي والنسائي ، وأنس بن مالك في الكتب الستة ، وبركة أبي الوليد في ابن ماجة ، وبكر بن عبد الله المزني في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وثابت البناني في مسلم والنسائي ، والحسن البصري في مسلم ، وأبي علي حسين بن قيس الرحبي في الترمذي وابن ماجة ، والحضرمي بن لاحق في الناسخ والمنسوخ ، وخالد الأثبج في مسلم ، وخداش العبدي في الترمذي ، والربيع بن أنس في الرد على أهل القدر ، ورقبة بن مصقلة في مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة في التفسير ، وسعيد بن أبي الحسن البصري في أبي داود ، وسعيد القيسي في الأدب المفرد ، وسليمان الأعمش في الترمذي ـ وهو من أقرانه ـ ، والسميط السدوسي في مسلم والنسائي ، وأبي حاجب سوادة بن عاصم العنزي في النسائي ، وأبي المنهال سيار ابن سلامة في مسلم والنسائي وابن ماجة ، وسيار الشامي في الترمذي ، وأبي السليل ضريب بن نقير في مسلم والنسائي ، وطاووس بن كيسان في مسلم والترمذي والنسائي ، وطلق بن حبيب في النسائي ، وعبد الرحمان بن آدم في مسلم صاحب السقاية ، وغنيم بن قيس في مسلم ، وقتادة بن دعامة في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وقيس بن هبار في النسائي ، وقيل : ابن همام ، ومغيد بن هلال في مسلم ونعيم بن أبي هند في مسلم والنسائي ، وأبي مجلز لاحق ابن حميد في البخاري ومسلم والنسائي ، ويحيى بن يعمر في مسلم ، ويزيد بن عبد الله بن

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٦ / ١٩٦.

١٥٩

الشخير في مسلم والمراسيل والترمذي والنسائي ، وأبي إسحاق السبيعي في الترمذي والنسائي ، وأبي بكر بن أنس بن مالك في مسلم ، وأبي تميمة الهجيمي في البخاري والنسائي ، وأبي عثمان النهدي في الكتب الستة ، وأبي عثمان في أبي داود والنسائي وابن ماجة ـ وليس بالنهدي ـ ، وأبي عمرو في النسائي ، وأبي عمران الجوني في مسلم ، وأبي نضرة العبدي في مسلم والترمذي والنسائي وما أخرجه في كتاب التفسير ، وأسماء بنت يزيد القيسية البصرية في النسائي ، ورميثة في ابن ماجة.

روى عنه : إبراهيم بن سعد في الترمذي ، وأسباط بن محمد في الترمذي ، واسماعيل بن علية في البخاري ومسلم ، وجرير بن عبد الحميد في مسلم والنسائي ، وحفص بن غياث في مسلم ، وحماد بن سلمة في مسلم والنسائي ، وحيان في كتاب التفسير ، وخالد بن عبد الله في النسائي ، وزائدة بن قدامة في البخاري ، وزهير بن معاوية في البخاري وأبي داود ، والسري بن يحيى ، وسعير بن الخمس في الترمذي في عمل اليوم والليلة ، وسفيان الثوري في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، وسفيان بن حبيب في النسائي ، وسفيان بن عيينة في مسلم والترمذي ، وسليم بن أخضر في مسلم والنسائي ، وسيف بن هارون في الترمذي وابن ماجة ، وشعبة بن الحجاج في البخاري ومسلم ، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ، وأبو زبيد عبثر بن القاسم في مسلم والنسائي ، وعبد الله بن المبارك في البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة وعبد الوارث بن سعيد في النسائي وابن ماجة ، وعلي بن عاصم الواسطي في التفسير لابن ماجة ، وعمران القطان ، وعيسى ابن يونس في مسلم والنسائي ، وأبو همام محمد بن الزبرقان الأهوازي في أبي داود ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري في أفعال العباد للبخاري ، ومحمد بن أبي عدي

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

الابتعاد عن إيذاء المؤمنين

يقول الحسين بن أبي العلاء: كنَّا في نحو عشرين نفراً عزمنا على الحَجِّ إلى بيت الله الحرام في مصاريف مُشتركة. وكنت أذبح لهم شاة في كل منزل ننزل فيه. وفي يوم، ونحن في السفر، زرت الإمام الصادق (عليه السلام)، فقال لي: (يا حسين، أُتذلُّ المؤمنين؟!).

قلت: أعوذ بالله مِن ذلك.

فقال (عليه السلام): (بلغني أنَّك تذبح لهم في كلِّ منزل شاةً).

فقلت: يا مولاي، والله ما أردت بذلك غير وجه الله تعالى.

فقال (عليه السلام): (أما كنت ترى أنَّ فيهم مَن يُحبُّ أنْ يفعل مثل أفعالك فلا يبلغ مقدرته ذلك، فيتقاصر إليه نفسه؟!).

قلت: يا ابن رسول الله، أستغفر الله ولا أعود.

لم يكن الحسين بن العلاء يرى مِن عمله سوى قرى رفاق سفره، دون أنْ ينتبه لما في ذلك في تحقير للآخرين، فبيَّن له الإمام الصادق عيبه الأخلاقي، فتنبَّه الرجل إلى ذلك فوراً، ولم يعد لمثله (1) .

____________________

(1) الأخلاق، ج1.

٣٢١

اتَّق الله ولا تَعجل

عن جرير بن مرزام قال:

قلت لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام): إنِّي أُريد العُمرة، فأوصني.

قال: (اتَّق الله ولا تَعجل).

فقلت: أوصني. فلم يزد على هذا.

إنَّ العجلة والتسرُّع كانا واضحين في أُسلوب تفكيره، فهو في أول منزل مِن منازل سفره يُصادف مجهولاً ويسمع منه ما لا يُحبُّ أن يسمع. وبدلاً مِن أنْ يُناقش الرجل ويُصحِّح له خطأه، يُقرِّر مُنازلته وقتله، ولكنَّه يلتزم وصية الإمام الصادق (عليه السلام) ويُمسك نفسه عن تنفيذ قراره.

كان مُعلِّم الأخلاق الإسلاميَّة يعرف عيب جرير الخلقي، فاستثمر فرصة طلبه النصح فأوصاه بعدم التسرّع الذي كان مِن أهمِّ عُيوبه، وبذلك نجَّاه مِن خطر السقوط.

٣٢٢

الإسراف مذموم

كان منصور بن عمّار مارَّاً قرب بيت قاضي بغداد، وكان باب البيت مفتوح، فوقف منصور أمام الباب وأخذ ينظر إلى داخل البيت واسع وضخم، ولفت نظره الغرف المفروشة والأواني الفاخرة، وتعدُّد الغُلمان والخُدَّام، وتعجَّب مِن هذه الزخارف والزينة.

طلب منصور ماءً للوضوء، فملأ أحد الغُلمان إبريقاً كبيراً وجاء به إليه، وعندما جلس ليتوضَّأ أراق ماء الإبريق كلَّه، وشاهده قاضي بغداد فقال له:

يا منصور، لماذا هذا الإسراف في الماء؟

أجاب منصور: أيَّها القاضي، أنت تُحاسبي في الماء المُباح للوضوء، ولا تُحاسب نفسك على هذا الإسراف العجيب في البناء!

والله يعلم مِن أين جاءتك هذه الأموال، ولم تكتف بمنزل صغير وخادم؟!

لماذا كلُّ هذا الإسراف وتحمُّل المعصية؟!

انتبه قاضي بغداد مِن غفلته بسبب كلام منصور، واعتدل بعد ذلك في صرف الأموال (1) .

____________________

(1) الأخلاق، ج1.

٣٢٣

الشيطان لن ينصح مُسلماً

هناك حديث مرويٌّ عن الإمام الصادق (عليه السلام) يدور حوله حوار يجري بين النبي يَحيى (عليه السلام)، وإبليس العدوِّ اللدود لبني آدم، فيُمعن النبيُّ يحيى (عليه السلام) النظر في أقوال إبليس ويستفيد منها.

قال يحيى: (فهل ظفرت بيَ ساعة قطُّ؟).

قال: لا، ولكنْ فيك خِصلة تُعجبني.

قال يحيى: (فما هي؟).

قال: أنت رجل أكول، فإذا أفطرت أكلت وبشمت، فيمنعك ذلك مِن صلاتك وقيامك بالليل.

قال يحيى: (فإنِّي أُعطي الله بهذا (عهداً) أنِّي لا أشبع مِن الطعام حتَّى ألقاه).

قال له إبليس: وإنِّي أُعطي الله عهداً أنِّي لا أنصح مسلماً حتَّى ألقاه (1) .

____________________

(1) الأخلاق، ج1.

٣٢٤

لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ

أرسل الخليفة العباسي عبد الله بن طاهر والياً على خراسان، فدخل هذا بجنوده مدينة نيسابور، واستقرَّ بهم في المواضع المُخصَّصة لهم، إلا أنَّها لم تتَّسع لهم جميعاً، فوزَّع بعض جنوده على الأهالي وأجبرهم على استضافتهم، فأثار فيهم موجة مِن السخط والتذمُّر.

واتَّفق لأحد الجنود أنْ يسُكن مع رجل غيور زوجته جميلة، فاضطرَّ الرجل إلى أنْ يترك عمله ليبقى في البيت رقيباً لئلا تتعرَّض زوجه لاعتداء مِن الجنديِّ الشابِّ.

في أحد الأيَّام طلب الجندي من صاحب البيت أنْ يأخذ فرسه ليورده الماء غير أنَّ الرجل الذي لم يكن - مِن جِهة - يجرؤ على ترك زوجه مع الجنديِّ وحدهما في البيت، ويخاف - مِن جِهة أُخرى - رفض طلب الجندي، قال لزوجه أنْ تأخذ هي الفرس إلى الماء، ويبقى هو للمُحافظة على أثاث البيت، فأخذت الزوجة بزمام الفرس واتَّجهت نحو موضع الماء.

وفي تلك اللحظة اتَّفق أنْ مَرَّ عبد الله بن طاهر مِن ذلك المكان، فرأى امرأة وقوراً جميلة تقود فرساً نحو الماء، فعُجب مِن ذلك، واستدعى المرأة وقال لها: لا أراك مِن اللواتي يوردن الخيل، فما الذي دعاك إلى هذا؟!

قالت المرأة بغضب: هذا نتيجة عمل عبد الله بن طاهر الظالم، ثمَّ شرحت له الأمر.

تأثَّر عبد الله مِن قول المرأة وغَضب على نفسه؛ لأنَّه كان سبباً في أنْ يَشعر أهل نيسابور بالتعاسة والشقاء، فأمر المُنادين أنْ ينادوا في البلدة أنْ على جميع الجنود الخروج مِن المدينة حتَّى الغروب مِن ذلك اليوم، ومَن بات منهم في المدينة يُهدر

٣٢٥

ماله ودمه.

وترك هو المدينة إلى (شادياخ) القريبة مِن نيسابور حيث لحق به جنوده، فبنى في تلك المنطقة الواسعة لنفسه قصراً ولجنوده مقرَّات يسكنونها.

هذه المرأة التي كانت حياتها عُرضة للخطر ذكرت عبد الله بن طاهر بالسوء، فكان مِن أثر هذا الكلام والذَّمِّ الموجع أنْ حلَّ العُقدة ورفع الظلم، لا عن نفسها وزوجها فحسب، بلْ إنَّه قد أنقذ سائر الناس مِن التعسُّف والجور، وَوُضِع حَدٌّ للحالة المُزرية التي مَرَّت بها مدينة نيسابور.

وهذا هو مصداق الآية القرآنيَّة: ( لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ... ) (النساء: 148) (1) .

____________________

(1) الأخلاق، ج1.

٣٢٦

اللَّهمَّ إنِّي أمسيت عنه راضياً فارضَ عنه

ومثلما يسعى الناس بدافع مِمَّا فيهم مِن أنانيَّة ورغبة في الحياة، إلى مُعالجة أمراضهم الجسميَّة، ويبحثون عن الدواء والعلاج، كذلك يسعى الذين يتمسَّكون بالحياة الإنسانيَّة والمعنويَّة بدافع مِن حُبِّ الذات وعِشق السموِّ والكمال، مِن أجل إصلاح أفكارهم وأخلاقهم، ويُباشرون بإرادة قويَّة بمُعالجة أنفسهم، فيقومون بواجباتهم، دون أنْ يُبالوا بالمشقَّات والصعاب. هؤلاء يستطيعون تزكية أنفسهم بما يبذلونه مِن سَعي وجُهد، ويتخلَّقون بمكارم الأخلاق والسجايا الإنسانيَّة، ليبلغوا في النهاية الكمال اللائق بمقام الإنسان.

أمثال هؤلاء كثيرون بين المسلمين، مُنذ عهد الرسول حتَّى العصر الحاضر، مِن الرجال والنساء مِن ذوي الإرادة القويَّة والعزم الراسخ، وعلى الرغم مِن أنْ أكثريَّة هؤلاء مجهلون، إلاَّ أنَّ التاريخ احتفظ لنا ببعض الأسماء، وفيها اسم عبد الله ذي البِجادَين.

كان عبد الله مِن قبيلة (هزينة) وكان اسمه عبد العُزَّى - والعُزَّى هو أحد أصنام عرب الجاهليَّة - مات أبوه وهو صغير، فكفله عَمُّه العابد للأصنام فعَني به وربَّاه حتَّى بلغ سِنَّ الشباب، فوهب له بعض أمواله وأغنامه. يومئذ كان الإسلام قد بدأ يُثير الحماس والتحرُّك في الناس، وكان كلام يدور في كلِّ مكان على هذا الدين الجديد، فكان أنْ أخذ عبد العُزَّى الشابّ يبحث عن حقيقة أمر هذا الدين بكلِّ حَماس وعِشق، مُتابعاً جميع الشؤون الإسلاميَّة، وعلى أثر سماعه كلام نبيِّ الإسلام والتعرُّف على التعاليم الإلهيَّة، أدرك فساد المُعتقدات التي كان هو وقبيلته يتَّبعونه، فعافت نفسه الأصنام وعبادتها والعادات الجاهليَّة، وآمن في قلبه بدين الله ولكنَّه لم يُظهر ذلك علانيَّة رعاية لعَمِّه.

٣٢٧

ظلَّت الحال على هذا المنوال بعض الوقت. وبعد فتح مَكَّة قال يوماً لعمِّه: ظللت أنتظرك طويلاً أنْ تعود إلى نفسك فتُسلِم وأُسلم معك، ولكنِّي أراك لا تُريد أنْ تترك عبادة الأصنام، وما تزال تُصرُّ على دينك الباطل، فاسمح لي أنْ أعتنق أنا الإسلام وألتحق بركب المسلمين. كان عَمُّه قد طرق سمعه مِن قِبل ميول ابن أخيه إلى الإسلام؛ لذلك غضب عند سماع كلامه غضباً شديداً، وقال: إنَّه لن يسمح له أبداً بذلك، وأقسم أنَّه إذا خالفه واعتنق الإسلام فسوف يسترجع منه كلَّ ما كان قد وهبه له.

كان الرجل يظنُّ أنَّ ابن أخيه الشابَّ سوف يرجع عن رأيه في الإسلام إذا هدَّده بانتزاع كلِّ شيء منه، وأنَّه سوف يطرد فكرة اعتناق الإسلام مِن رأسه، ويبقى عاكفاً على عبادة الأصنام. ولكنَّ الشابَّ كان مسلماً حقيقيَّاً، لا يُمكن أنْ تتزلزل عقيدته بالتهديد والوعيد، ولا أنْ يرجع عمَّا عزم عليه، فأعلن إسلامه بكلِّ جُرأة وصراحة، ولم يعبأ بالتهديدات الماليَّة.

عند ذلك لم يجد العمُّ إزاء مقالة الشابِّ إلاّ أنْ يُنفِّذ تهديده، فاسترجع منه كلَّ الأموال التي كان قد أعطاها له، ونزع عنه حتَّى الثوب الذي كان يرتديه، فانطلق الشابُّ عارياً إلى أُمِّه وقال لها: أحمل هوى الإسلام، ولا أطلب منك سوى إكساء العُريان. فأعطته أُمُّه قطعة مِن قماش كتَّان عندها، فشقَّها نِصفين كسا عُريِّه بهما واتَّخذ سبيله في الطريق إلى المدينة للتشرّف برؤية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

كان الفتى قد فُتِن بالحقيقة التي اكتشفها، فامتلأ قلبه بالثورة والحماس، والطهارة والخلوص، والصدق والصفاء. كان يغذُّ السير، كطائر أُطلق مِن سجنه وأصبح حُرَّاً يُحلِّق حيث يشاء، يُريد أنْ يرى رسول الإسلام بأسرع ما يستطيع؛ ليعُبَّ مِن عذب نمير تعاليمه الإلهيَّة المُحيية؛ ليصنع نفسه كما يليق به، ولينال السعادة الحقيقية والكمال الإنسانيِّ المنشود.

دخل المسجد بين الطلوعين عندما كان المسلمون قد اجتمعوا لأداء فريضة

٣٢٨

صلاة الصبح، فأدَّاها جماعة معهم بإمامة رسول الله. وبعد الصلاة استدعاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسأله عمَّن يكون، فقال له: اسمي عبد العُزَّى.

ثمَّ سرد عليه ما جرى له. فقال الرسول: (اسمك عبد الله).

وإذ رآه يلفُّ نفسه بتينك القطعتين مِن القماش لقَّبه بذي البِجادَين. ومُنذ ذلك اليوم عرفه الناس باسم عبد الله ذي البِجادَين.

وخرج عبد الله ذو البِجادَين مع المسلمين في حرب تبوك مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتوفَّاه الله في هذه الغزوة. وعند دفنه قام النبي بنفسه بإنزال جسده إلى القبر. وبعد الانتهاء مِن مراسم الدفن، اتَّجه إلى القبلة، ورفع يديه نحو السماء ودعا له قائلاً: (اللَّهمَّ، إنِّي أمسيت عنه راضياً فارضَ عنه).

٣٢٩

التضرُّع إلى الله وأسباب الانتصار

في إحدى الحروب الإسلاميَّة حاصر جُند الإسلام إحدى قِلاع العدوِّ، بهدف الاستيلاء عليها بالقوَّة العسكريَّة، غير أنَّ القلعة كانت حصينة وطالت أيَّام الحصار. وعلى الرغم مِن أنَّ جُند الإسلام بذلوا خلال تلك المُدَّة جهوداً جبَّارة ومساعي حميدة؛ فإنَّهم لم ينجحوا في اقتحام الحِصن، فأخذت معنويَّات الجيش تهبط شيئاً فشيئاً، ويضعف عزمهم على الاستمرار .

وإذ وجد قائد الجيش أنَّ انتصاره في تلك الظروف مُستبعَد جِدَّاً، توجَّه إلى الله تعالى واستعاذ به مِن ذِلِّ النكوص فصام أيَّاماً، ورفع يديه بالدعاء إلى الله مُخلصاً صادقاً، طالباً الانتصار على العدوِّ، فتقبَّل الله تعالى دعواته، وسُرعان ما استجاب له .

كان القائد في أحد الأيَّام جالساً، فشاهد كلباً أسود يركض بين المُعسكر فشدَّ ذلك انتباهه وراح يُدقِّق فيه. وبعد ساعات وجد الكلب نفسه على حائط القلعة، فأدرك أنَّ للقلعة طريقاً إلى الخارج، وأنَّ الكلب يأتي مِن القلعة إلى المُعسكر بحثاً عن طعام ويعود إليه. فكلَّف بعض الجُند بتقصِّي مسير الكلب لمعرفة الطريق الذي يسلكه، ولكنَّهم لم يوفَّقوا للعثور على الطريق. فأمر بجراب أنْ يلوَّث بالسمن لإغراء الكلب به، ويملأ بالدفن ويُثقب في عِدَّة مواضع لينساب منه الحَبُّ فيما يجرُّ الكلب الجراب إلى حيث يُريد. ففعلوا ما أمر به، وألقوا بالجراب في المُعسكر في طريق الكلب .

وفي اليوم التالي خرج الكلب مِن القلعة مُتَّجهاً إلى المُعسكر حتَّى وصل إلى الجراب المدهون، فعضَّ عليه بأسنانه وكَرَّ راجعاً إلى القلعة، مُخلِّفاً وراءه حبَّات الدفن التي كانت تسقط مِن ثقوب الجراب. وبعد ساعة تتبَّع الجُند آثار الدفن على الأرض حتَّى وصلوا في النهاية إلى نقب كبير كان

٣٣٠

يسمح بالدخول إلى القلعة بيُسر وسهولة. فعيَّن القائد موعداً لجنده فاجتازوا النقب إلى داخل القلعة، وهاجموا العدوَّ الذي لم يجد بُدَّاً مِن الاستسلام، وانتهى الحصار بانتصار الإسلام .

لقد كان هذا الكلب دائم التردُّد على المُعسكر، ولكنَّ أحداً مِن الضباط والجنود لم يلتفت إليه؛ لأنَّ أحداً منهم لم يخطر له أنْ يكون هذا الحيوان سبباً لفتح القلعة ولانتصار المسلمين، ولكنَّ الله سبحانه وتعالى عندما استجاب دعوة القائد، أوقع في قلبه أنْ يتنبَّه إلى الكلب كسبب مِن أسباب الانتصار، وبذلك أخرج المسلمين مِن مُشكلتهم الكُبرى، وفتح أمامهم باب الظفر، وأنقذهم مِن ذِلِّ الهزيمة والانكسار (1 ) .

____________________

( 1) الأخلاق، ج1 .

٣٣١

يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاَماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ

إنَّ الله تعالى قد يشاء أنْ يصون المؤمنين مِن الأخطار والبلايا، بطُرق خارقة للعادة عن طريق إزالة العِلَّة التي تتهدَّدهم بالخطر، ومِن ذلك صيانة خليل الرحمان مِن الاحتراق بنيران عَبدة الأصنام .

لقد حطَّم النبي إبراهيم (عليه السلام) أصنام المُشركين، فأثار غضبهم، فقرَّروا أنْ يُحرقوه دفاعاً عن أصنامهم، فأوقدوا ناراً عظيمة وألقوا به فيها .

في مثل هذه الحالة لم يكن أمام إبراهيم الخليل مفرٌّ مِن الاحتراق في تلك النيران ليستحيل رماداً، ولكنَّ الله لم يُرِدْ له ذلك، بلْ أراد أنْ يصونه مِن نيرانهم، فقال للنار: ( ... يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاَماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) (الأنبياء: 69 ).

فانقلبت النار المُحرقة برداً وسلاماً عليه بمشية الله تعالى الخاصَّة، وتبدَّل ذلك السعير المُلتهب إلى جوٍّ مِن السلامة خالٍ مِن كلِّ خطرٍ، وانهارت خُطَّة المُشركين في إحراق نبيِّ الله، وظلَّ سليماً في حفظ الله وصيانته (1 ) .

____________________

( 1) الأخلاق، ج1 .

٣٣٢

لا يَخرج الرجل عن مَسقط رأسه بالدَّين

إنَّ محمد بن أبي عمير كان رجلاً بزَّازاً فذهب ماله وافتقر، وكان له على رجل عشرة آلاف درهم، فباع داراً له كان يسكنها بعشرة آلاف درهم، وحمل المال إلى بابه، فخرج إليه محمد بن أبي عمير فقال: ما هذا؟

قال: هذا مالك الذي عليَّ .

قال: ورثته؟

قال: لا .

قال: وهِبَ لك؟

قال: لا .

قال: فهل هو ثمن ضيعة بعتها؟

قال: لا .

قال: فما هو؟

قال: بعت داري التي أسكنها لأقضي دَيني .

فقال محمد بن أبي عمير: حدَّثني ذريح المُحاربي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لا يخرج الرجل عن مَسقط رأسه بالدَّين) (1 ) .

____________________

( 1) الأخلاق، ج1 .

٣٣٣

أذلُّ الناس مَن أهان الناس

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (أذلُّ الناس مَن أهان الناس ).

روي أنَّ عمر بن عبد العزيز دخل إليه رجل، فذكر عنده عن رجلٍ شيئاً .

فقال عمر: إنْ شئتَ نظرنا في أمرك، فإنْ كنت كاذباً فأنت مِن أهل هذه الآية: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ) (الحجرات: 6)، وإنْ كنت صادقاً فأنت مِن أهل هذه الآية: ( هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ ) (القلم: 11)، وإنْ شئتَ عَفونا عنك؟

فقال: العفو، لا أعود إلى مثل ذلك أبداً (1 ) .

____________________

( 1) الأخلاق، ج1 .

٣٣٤

البادئ أظلم

كان مُعاوية بن أبي سفيان مِن بني أُميَّّة، وعقيل مِن بني هاشم، وكان آل هاشم سادات قريش، مُكرَّمين ومُحترمين، بينما كان آل أُميَّة يشعرون قِبالهم بالصِّغار والضِّعة، فكان ذلك مُدعاة لحِقدهم على آل هاشم، والسعي لمُعاداتهم والانتقام منهم .

كان مجلس مُعاوية في الشام يوماً مُكتظَّاً بالحاضرين، ومنهم عقيل، فأراد مُعاوية أنْ ينتهز الفرصة لينتقص منه، فالتفت إلى الحاضرين وسألهم، أتدرون مَن أبو لهب؟ الذي قال عنه القرآن: ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ... ) (المسد: 1) إنَّه عَمُّ عقيل هذا .

فبادر عقيل قائلاً: أتدرون مَن كانت زوج أبي لهب؟ التي قال عنها القرآن: ( وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ ) (المسد: 4 - 5) إنَّها عَمَّة مُعاوية هذا .

كان مُعاوية يومئذ في أوج سُلطانه وفي يده أزمَّة الأُمور في البلاد الإسلاميَّة الشاسعة، فلم يكن أحد ليجرؤ على إهانته، ولكنَّه بكلامه المُهين الذي قاله في عقيل، مزَّق ستار الاحترام عن نفسه وجرَّأ عقيلاً على أنْ يُكلِّمه بغِلظة، وأنْ يردَّ إهانته بمِثلها ويُحقِّره أمام الحاضرين (1 ) .

____________________

( 1) الأخلاق، ج1 .

٣٣٥

لعنة الله على الظالمين

كان الحَكم مِن ألدِّ أعداء الإسلام، وساهم مع مُشركي مَكَّة في إيذاء الرسول والمسلمين، وبعد هِجرة الرسول إلى المدينة، ظلَّ الحَكم في صفوف أعداء الإسلام ولم يترك إيذاء المسلمين، وعندما فتح جُند الإسلام مَكَّة تظاهر باعتناق الإسلام، وترك مَكَّة إلى المدينة، ولكنَّه لم يكفَّ هناك عن أعماله القبيحة، فاضطرَّ الرسول إلى نفيه إلى الطائف حيث ظلَّ حتَّى حُكم عثمان .

بعد موت يزيد بن مُعاوية، تسلَّم مروان بن الحَكم كرسيَّ الخلافة في الشام، وراح يدير شؤون البلاد، غير أنَّ أهل مَكَّة والمدينة لم يُبايعوه؛ لأنَّهم كانوا قد بايعوا عبد الله بن الزبير بالخلافة على نجد والحِجاز .

وبعد موت مروان خَلَفه ابنه عبد الملك، فصمَّم هذا على القضاء علىخلافة عبد الله بن الزبير عن طريق الحرب؛ ليبسط سُلطانه على تلك البلاد أيضاً، فأرسل الحَجَّاج بن يوسف على رأس جيش إلى مَكَّة، حيث اندلعت حرب ضَروس، انتصر فيها الحَجَّاج، وقتل عبد الله بن الزبير، ودخلت منطقة نجد والحِجاز الواسعة في مُلك عبد الملك القويِّ .

كان لعبد الله بن الزبير ولد اسمه ثابت اشتهر بالخطابة، حتَّى سمَّوه بلسان آل الزبير، وفي أحد الأيَّام دخل ثابت على عبد الملك، خليفة بني مروان المُقتدر مبعوثاً مِن قبل شخصٍ ما. فبادر عبد الملك إلى تحقيره وذكر مثالب آل الزبير، وقال له: إنَّ أباك كان يعرفك يوم سبَّك وشتمك .

فغضب ثابت مِن كلامه، وقال له: يا خليفة، أتدري لِمَ كان أبي يسبُّني؟

قال: كلا .

قال ثابت: لأنِّي كنت أنصحه بألاَّ يدخل الحرب اعتماداً على مُساندة أهل مَكَّة؛ لأنَّ الله لا ينصر بهم أحد؛ ولأنَّ أهل مَكَّة هُمْ الذين آذوا الرسول وأخرجوه منها،

٣٣٦

ثمَّ جاؤوا إلى المدينة واستمرُّوا في فسادهم وقبيح أعمالهم، حتَّى نفاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منها عقاباً لهم .

كان هذا تعريفاً مِن ثابت بن عبد الله بالحَكم بن أبي العاص، جَدِّ عبد الملك قصد به رَدَّ إهانته والانتقام منه لما تفوّه به عنه، فغضب عبد الملك، وقال: لعنة الله عليك .

فردَّ ثابت في الحال: لعنة الله على الظالمين، كما لعنهم الله في القرآن الكريم .

وكان هذا تعريفاً آخر بعبد الملك، فاشتدَّ غضبه وأمر بسجن ثابت .

عبد الملك بن مروان، الخليفة القويُّ المُقتدر، بذكره مثالب ثابت بن عبد الله عرَّض نفسه لإهانته وتحقيره، وبلعنه زاد مِن جُرأة ثابت على رَدِّ اللعنة، وإنْ كان مِن دون تصريح، وبسجنه دلَّ على ضعفه وكَشف عن عجزه، وكأنَّه في الحقيقة قد اعترف بهزيمته (1 ) .

____________________

( 1) الأخلاق، ج1 .

٣٣٧

ما كان أحسن ترتيبه لنفسه ولصاحبه

كان ليزيد بن أبي مسلم مقامٌ رفيعٌ في حكومة الحَجَّاج، إذ كان كاتبه الخاصَّ، ولكنَّه كان يتدخَّل في كلِّ أمر. وفي أيَّام خلافة سليمان بن عبد الملك طُرِد مِن وظيفته وأصبح غير مرغوب فيه .

وفي يوم مِن الأيَّام أُدخل على سليمان بن عبد الملك وهو مُكبَّل بالحديد، فلمَّا رآه ازدراه، فقال :

ما رأيت كاليوم قطُّ. لعنَ الله رجلاً أجرك رَسنه وحَكَّمك في أمره .

فقال له يزيد: لا تفعل يا أمير المؤمنين، فإنَّك رأيتني والأمر عنِّي مُدبر، وعليك مُقبل، ولو رأيتني والأمر مُقبل عليَّ لأستعظمت منِّي ما استصغرت، ولأستجللت منِّي ما استحقرت .

قال: صدقت، فاجلِس، لا أُمَّ لك .

فلمَّا استقرَّ به المجلس، قال سليمان: عزمت عليك لتُخبرني عن الحَجَّاج، ما ظنُّك به؟ أتراه يهوي في جهنَّم، أمْ قد استقرَّ فيها؟

قال: يا أمير المؤمنين، لا تقلُ هذا في الحَجَّاج، فقد بذل لكم نصَفه وأحقن دونكم دمه، وأمَّن وليكم، وأخاف عدوَّكم، وإنَّ يوم القيامة لعن يمين أبيك عبد الملك ويسار أخيك الوليد، فاجعله حيث شئت .

فصاح سليمان: أُخرج عنِّي إلى لعنة الله .

ثمَّ التفت إلى جلسائه فقال: قبَّحه الله! ما كان أحسن ترتيبه لنفسه ولصاحبه، ولقد أحسن المُكافأة، خلُّوا سبيله (1 ) .

____________________

( 1) الأخلاق، ج1 .

٣٣٨

لا تذيعَنَّ شيئاً على أخيك تَهدم به مروَّته

محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الأوَّل (عليه السلام)، قال :

قلت له: الرجل مِن إخواني يبلغني عنه الشيء الذي أكرهه، فأسأله ذلك فيُنكره، وقد أخبرني قوم ثقات .

قال لي: (يا محمد، كَذِّب سمعك وبصرك على أخيك، فإنْ شهد عندك قَسَّامة قالوا لك قولاً فصدِّقه وكذِّبهم، ولا تُذيعن عليه شيئاً تُشينه به وتهدم به مروَّته، فتكون مِن الذين قال الله تعالى فيهم: ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ... ) ) (النور: 19) (1) .

____________________

( 1) الأخلاق، ج1 .

٣٣٩

مُروءة قائدٍ

كان إسماعيل بن أحمد الساماني يحكُم بلاد ما وراء النهر، فعزم عمرو بن الليث الصفاري على أنْ يُحاربه، ويُخرجه مِن ما وراء النهر، ويضمَّ أرضه إلى أرض بلدته التي يحكمها، فجهَّز جيشاً كبيراً في نيسابور، ثمَّ انطلق نحو بلخ، فبعث إليه إسماعيل بن أحمد برسالة قائلاً:

إنَّك تحكم أرضاً واسعة بينما لا أحكم أنا إلاَّ على منطقة صغيرة مِن ما وراء النهر، فاقنع بما عندك واترك لي ما عندي. ولكن عمرو بن الليث لم يلتفت إلى قوله، وواصل سيره وعبر نهر جيحون وطوى المنازل حتَّى بلغ بلخ.

هناك اختار مكاناً لجيشه، حيث حفر الخنادق وأعدَّ المراصد وقضى بضعة أيَّام يتهيَّأ للقتال، بينما ظلَّت فرق جيشه تتوافد وتستقرُّ في المكان المُخصَّص لها.

أمَّا قوَّاد إسماعيل بن أحمد وحاشيته، الذين كانوا قد سمعوا بشجاعة عمرو بن الليث، فعندما شاهدوا كثرة جنوده المُدجَّجين بالسلاح ارتعبوا وتشاوروا فيما بينهم قائلين: إنَّنا إنْ دخلنا الحرب مع عمرو وجنوده الأشدَّاء فإمَّا أنْ نُقتل عن آخرنا، وإمَّا أنْ نولِّي الأدبار عندما يَحمى وطيس الحرب ونرضى بذِلِّ الفرار، وكلا هذين الأمرين ليس فيهما عقل ولا صلاح، فمِن الخير - إذنْ - أنْ نغتنم الفرصة فنتقرَّب إليه ونطلب منه الأمان قبل أنْ تقع الهزيمة المُحتَّمة فهو رجل عاقل وقويٌّ، ولا يُنتظر منه أنْ تشوَّه سمعته بقتل هذا وذاك وهو سلاح العجزة والحَمقى.

فقال أحد الحاضرين: هذا كلام معقول ونصحُ شفوق فلا بُدَّ مِن العمل به.

فتقرَّر أنْ يجتمعوا في ليلة مُعيَّنة؛ لينفذُّوا ما عزموا عليه، وفي الليلة المُعيَّنة اجتمعوا وكتب كلٌّ منهم رسالة إلى عمرو يَعرضون عليه إخلاصهم ووفاءهم له طالبين منه الأمان، ووصلت الرسائل إلى يد عمرو، فقرأها واطّلع على مضامينها، ووضعها في خُرجه وختمه بختمه وأرسل إليهم بالأمان الذي طلبوه.

ودارت رَحى الحرب وانتصر إسماعيل بن أحمد بخلاف ما كان قوَّاده يتوقَّعون،

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482