رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة12%

رجال الشيعة في أسانيد السنّة مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-6289-76-2
الصفحات: 482

رجال الشيعة في أسانيد السنّة
  • البداية
  • السابق
  • 482 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 159028 / تحميل: 6745
الحجم الحجم الحجم
رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
ISBN: ٩٦٤-٦٢٨٩-٧٦-٢
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

المحسوسة الدالة على وجوده وقيامه بمهام الإمامة في غيبته(١) .

وتمثل التوقيعات إحدى وسائل اتصال الإمام بالمؤمنين وإيصال توجيهاته إليهم بحكم أوضاع عصر الغيبة التي حددت الاتصالات المباشرة، ومما ساعد على إتباع هذه الوسيلة وقوّة تأثيرها في المؤمنين تمهيد آبائهعليهم‌السلام لذلك باتباع هذا الاسلوب في وقت مبكر خاصةً في عصر الإمام الكاظمعليه‌السلام الذي قضى شطراً كبيراً من مدة إمامته التي ناهزت خمسة وثلاثين عاماً في سجون العباسيين أو تحت مراقبتهم الشديدة وتعرضهم للأذى الشديد لأصحابه، فكان يتصل بالمؤمنين ويجيب على اسئلتهم الدينية ويتوددهم ويوصل إليهم توجيهاته عبر الرسائل التي لم تنقطع حتى عندما كان في السجن عبر وسائل مبتكرة واشخاص فشلت السلطات العباسية في التعرف على ولائهم للإمام الحقعليه‌السلام .

وقد اشتدّ العمل بهذا الاسلوب في عهد الامامين الهادي والعسكريعليهما‌السلام ، وذلك بسبب ازدياد المراقبة التي فرضتها السلطات العباسية عليهما إذ جعجعت بهما الى (سرّ من رأى) عاصمة الامبراطورية العباسية يومذاك والتي كانت أشبه ما تكون بالقلعة العسكرية، ولذلك كانت تسمى أيضاً «العسكر»، وجعلتهما أشبه ما يكونان بالسجينين في هذه القلعة. وإضافة لذلك فإن تأكيدهما على استخدام هذا الاسلوب جاء كتمهيد مباشر لغيبة ولدهما المهدي ـ عجل الله فرجه ـ من خلال تعويد المؤمنين على هذا الاسلوب دفعاً للشبهات وإتماماً للحجة ولكي يتقبلوا العمل بما يرد في الرسائل بتسليم إيماني راسخ، خاصةً وأن الإمامعليه‌السلام كان يستخدم الخط نفسه

ـــــــــــ

(١) راجع نماذجها في المجلد الثاني من كتاب معادن الحكمة. لمحمد بن الفيض الكاشاني وكتاب الصحيفة المهدية لوالده وغيرها من كتب الغيبة.

١٢١

الذي كان يستخدمه أبوه في رسائله وذلك تثبيتاً للايمان في قلوب المؤمنين به; وقطعاً للطريق على المستغلين(١) .

وقد جاء قسم من هذه التوقيعات جواباً على أسئلة من المؤمنين عبر السفراء الأربعة، والقسم الآخر كان بمبادرة من الإمام نفسه فيما يرتبط ببعض القضايا المهمة كحمايته للمؤمنين والوكلاء كما رأينا، أو فيما يرتبط بالكشف عن انحراف بعض الوكلاء أو زيف ادعاء منتحلي الوكالة، أو فيما يرتبط بالنص على تعيين السفراء وغير ذلك.

كما اشتملت على ما يحتاجه المؤمنون من معارف الإسلام الحق وأحكامه في مختلف شؤونهم الحياتية عقائدية وفقهية وتربوية وأخلاقية وأدعية وغير ذلك، وما تحتاجه الأمة في عصر الغيبة كالإرجاع الى الفقهاء العدول، والتأكيد على استمرار رعايته في غيبته وتحديد علائم ظهوره وغير ذلك مما سنتعرف على بعض نماذجه في فصل لاحق. كما أن في بعضها نماذج تطبيقية لاستنباط الحكم الشرعي من الأحاديث المروية تعويداً للأمة على العمل الإجتهادي في عصر الغيبة الكبرى(٢) ، وبعبارة جامعة يمكن القول إن هذه التوقيعات كانت من جهة وسيلة لقيادة المؤمنين وحفظ كيانهم; ومن جهة أخرى وسيلة لإكمال ما يحتاجونه في عصر الغيبة الكبرى من حقائق الإسلام وأحكامه.

ـــــــــــ

(١) الغيبة للطوسي : ٢٢٠.

(٢) راجع مثلاً توقيعاته عليه‌السلام لمحمد بن عبدالله الحميري المروية في كتاب الاحتجاج : ٢ / ٤٨٣ وما بعدها.

١٢٢

لقاء الإمام المهديعليه‌السلام بأتباعه المؤمنين

روت المصادر الروائية المعتبرة الكثير من الروايات التي تتحدث عن التقاء المؤمنين بالإمام المهديعليه‌السلام في غيبته الصغرى، فلايكاد يخلو كتاب من الكتب المصنفة في تواريخ الأئمة أو الإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ خاصة، من ذكر مجموعة من هذه الروايات. وقد روى الشيخ الصدوق عن محمد بن أبي عبد الله احصائية لعدد لقاءاته من مختلف أرجاء العالم الإسلامي، فذكر ثمانية وستين شخصاً(١) وأوصل الميرزا النوري العدد الى (٣٠٤) اشخاص استناداً الى الروايات الواردة في المصادر المعتبرة(٢) وفيها المروية بأسانيد صحيحة، ومعظمهم التقوه في الغيبة الصغرى وبعضهم في حياة أبيهعليهما‌السلام وهذه الروايات تخص الذين رأوه وعرفوه وليس الذين لم يعرفوه.

ويُستفاد من هذه الروايات أنهعليه‌السلام كان يبادر الى الالتقاء بالمؤمنين في الكثير من الحالات ويظهر على يديه المعجزات والدلائل بحيث يجعلهم يؤمنون بأنه هو الإمام ويثبت لهم وجودهعليه‌السلام وإمامته، وهذا ما يصرح به لعيسى الجوهري الذي التقاه في سنة (٢٦٨ هـ) في صابر قرب المدينة المنورة حيث قال له في نهاية اللقاء وبعد ما أراه من الدلائل ما جعله على يقين من هويتهعليه‌السلام :

«يا عيسى ما كان لك أن تراني لولا المكذِّبون القائلون بأين هو؟ ومتى كان؟ وأين ولد؟ ومن رآه؟ وما الذي خرج إليكم منه؟ وبأيِّ شيء نبّأكم؟ وأيَّ معجز أتاكم؟ أما والله لقد دفعوا أمير المؤمنين مع مارووه وقدَّموا عليه، وكادوه وقتلوه، وكذلك آبائي عليهم السَّلام ولم يصدِّقوهم ونسبوهم إلى السحر وخدمة الجنِّ إلى ما تبيّن.

ياعيسى فخبّر أولياءنا ما رأيت، وإيّاك أن تخبر عدوَّنا فتسلبه. فقلت: يا مولاي ادع لي بالثبات فقال: لو لم يثبّتك الله ما رأيتني، وامض بنجحك راشداً. فخرجت أكثر

ـــــــــــ

(١) كمال الدين : ٢٤٢ .

(٢) النجم الثاقب : ٢ / ٤٤ ـ ٤٨ من الترجمة العربية.

١٢٣

حمداً لله وشكراً»(١) .

ويتضح من روايات التشرف بلقياه في الغيبة الصغرى أنه كان يقوم خلالها أيضاً بقضاء حوائج المؤمنين إقتفاءً لسنّة آبائهِ الطاهرينعليهم‌السلام ، كما كان يقوم خلالها بتوضيح بعض القضايا العقائدية المرتبطة بغيبته الكبرىعليه‌السلام ويقدم لهم الإرشادات التربوية والأدعية المسنونة المرتبطة بغيبته وتوثيق الارتباط بهعليه‌السلام فيها والتي تشتمل أيضاً على توضيح ما سيحققه الله على يديه عند ظهوره.

كما يُستفاد منها أن الكثير من المؤمنين كان يجتهدون في طلب لقياه ويسعون إليه خاصة في موسم الحج لما روي أنه يحضره كل سنة(٢) . وقد دلت بعض الروايات على وقوع الالتقاء به بالفعل في الموسم. كما كان البعض يلجأون الى السفراء الأربعة للفوز بذلك، فكان يسمح للمخلصين منهم بذلك. فمثلاً روى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة فقال:

روى محمد بن يعقوب ـ رفعه عن الزُّهريّ ـ قال: طلبت هذا الأمر طلباً شاقاً حتى ذهب لي فيه مال صالح فوقعت إلى العمريّ وخدمته ولزمته وسألته بعد ذلك عن صاحب الزمان فقال لي: ليس إلى ذلك وصول فخضعت فقال لي: بكر بالغداة، فوافيت واستقبلني ومعه شابّ من أحسن الناس وجهاً، وأطيبهم رائحة بهيئة التجّار، وفي كمّه شيء كهيئة التجّار.

فلمّا نظرت إليه دنوت من العمريّ فأومأ إليَّ فعدلت إليه وسألته فأجابني عن كل ما أردت ثم مرَّ ليدخل الدار وكانت من الدُّور التي لا نكترث لها فقال العمريُّ: إذ أردت أن تسأل سل فإنّك لا تراه بعد ذا، فذهبت لأسأل فلم

ـــــــــــ

(١) تبصرة الولي : ١٩٧.

(٢) الكافي : ١ / ٣٣٧ ـ ٣٣٩، الغيبة للنعماني : ١٧٥ .

١٢٤

يسمع ودخل الدّار، وما كلّمني بأكثر من أن قال: ملعون ملعون من أخّر العشاء الى أن تشتبك النجوم، ملعون ملعون من أخّر الغداة إلى أن تنقضي النجوم ودخل الدار»(١) .

إعلان انتهاء الغيبة الصغرى

قبل ستة أيام من وفاة السفير الرابع أخرج للمؤمنين توقيعاً من الإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ يعلن فيه انتهاء الغيبة الصغرى وعهد السفراء المعينين من قبل الإمام مباشرة إيذاناً ببدء الغيبة الكبرى ونص التوقيع هو:

«بسم الله الرحمن الرحيم، ياعلي بن محمد السمري، أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فأجمع أمرك ولا توص الى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك. فقد وقعت الغيبة التامة. فلا ظهور إلاّ بإذن الله تعالى ذكره وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلب وإمتلاء الارض جوراً. وسيأتي لشيعتي من يدّعي المشاهدة ألا فمَن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم»(٢) .

وكان هذا آخر توقيع صدر عن الإمام في الغيبة الصغرى وهو بمثابة إعلان عن تحقيق تحركه فيها للأهداف المرجوة منها كمرحلة تمهيدية للغيبة الكبرى، فقد ظهر للناس خلالها منهعليه‌السلام مباشرة أو عبر سفرائه من البينات ما يثبت وجوده وإمامته وصحة غيبته الكبرى. وقد تم تدوينها في هذه الفترة من قبل عدد من وجوه العلماء(٣) ، واتضح للاُمة انتفاع الناس من وجوده

ـــــــــــ

(١) الغيبة للطوسي : ١٦٤، الاحتجاج للطبرسي: ٢ / ٢٩٨، وسائل الشيعة : ٣/١٤٧.

(٢) كمال الدين : ٥١٦، غيبة الطوسي : ٢٤٢.

(٣) يُلاحظ هنا مثلاً أن كتاب الكافي للشيخ الكليني رحمه‌الله وهو من أهم مصادر تراث أهل البيت عليهم‌السلام في المجالات العقائدية والفقهية تم تدوينه خلال فترة الغيبة الصغرى، فقد توفي الشيخ الكليني رحمه‌الله سنة٣٢٩ هـ وهي نفس سنة وفاة الشيخ السمري آخر السفراء أي في نفس سنة انتهاء الغيبة الصغرى.

١٢٥

خلالها ورعايته لمسيرتهم من خلف أستارها، وأمر فيه بالرجوع الى الفقهاء في الحوادث الواقعة وصرح بأن وجوده أمان لأهل الأرض(١) ، كما أن الجيل الذي كان قد عاصر زمان الأئمة كان قد انتهى وظهرت أجيال اعتادت عصر الغيبة وفكرة القيادة النائبة، لذلك فقد تأهلت الأمة للدخول في عصر الغيبة الكبرى(٢) .

ـــــــــــ

(١) كما صرح بذلك عليه‌السلام في توقيعه الذي أجاب فيه على أسئلة إسحاق بن يعقوب، راجع كمال الدين: ٤٨٣، غيبة الطوسي : ١٧٦.

(٢) تأريخ الغيبة الصغرى: ٦٣٠ ـ ٦٥٤ وفيه توضيحات مهمة بشأن نص التوقيع المهدوي الشريف للسمري.

١٢٦

الباب الرابع: وفيه فصول:

الفصل الأول: الغيبة الكبرى للإمام المهديعليه‌السلام وأسبابها .

الفصل الثاني: إنجازات الإمام المهديعليه‌السلام في الغيبة الكبرى .

الفصل الثالث: تكاليف عصر الغيبة الكبرى .

الفصل الأول: الغيبة الكبرى للإمام المهديعليه‌السلام وأسبابها

الاطار العام لتحرك الامامعليه‌السلام

إنّ الهدف العام لتحرك الإمام المهديعليه‌السلام في فترة الغيبة الكبرى، هو رعاية مسيرة الأمة الإسلامية وتأهيلها لظهوره والقيام بالمهمة الكبرى المتمثلة بإنهاء الظلم والجور وإقامة الدولة الإلهية العادلة في كل أرجاء الأرض وتأسيس المجتمع التوحيدي الخالص كما سنفصل الحديث عن ذلك في الفصل الخاص بسيرته بعد ظهورهعليه‌السلام .

وبعبارة أخرى فإن الإطار العام لسيرته ـ عجل الله فرجه ـ في هذه الفترة هو التمهيد لظهوره بما يشتمل عليه ذلك من رعاية الوجود الإيماني وحفظه وتسديد نشاطاته وتطويره عبر الأجيال المتعاقبة التي يعاصرها، وحفظ الرسالة الخاتمة من التحريف إضافة الى القيام بالميسور من مهام الإمامة الأخرى وإن كان ذلك بأساليب أكثر خفاءً مما كان عليه الحال في الغيبة الصغرى، وبذلك يتحقق الانتفاع من وجودهعليه‌السلام كما ينتفع بالشمس إذا غيّبها السحاب.

وهذا الهدف العام لسيرته في هذه الغيبة الكبرى نلاحظه بوضوح فيما ورد بشأن تحركه في هذه الغيبة.

وقبل التطرق لنماذج من هذا التحرك، نلقي نظرة عامة على بعض ما أشارت إليه الأحاديث الشريفة بشأن علة الغيبة وأسرارها، إذ إن من الواضح أن التمهيد للظهور يكون بإزالة الأسباب التي أدت للغيبة، لذا فإن التعرف على أسباب الغيبة يلقي الأضواء على طبيعة تحرك الإمام المهديعليه‌السلام خلالها.

١٢٧

علل الغيبة في الأحاديث الشريفة

لقد تناولت مجموعة من الأحاديث الشريفة علل وقوع الغيبة. نذكر أولاً نماذج منها استناداً الى العلل التي تذكرها: مشيرين الى أن لكل نموذج نظائر عديدة رواها المحدثون بأسانيد متعددة:

١ ـ روى سدير عن أبيه عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال: «ان للقائم منّا غيبة يطول أمدها فقلت له: يابن رسول الله ولم ذاك قال: لأن الله عز وجل أبى إلاّ أن يجعل فيه سنن الأنبياءعليهم‌السلام في غيبا تهم، وانه لابدّ له يا سدير من استيفاء مدة غيباتهم، قال الله تعالى: (لتركبنّ طبقاً عن طبق)، أي سنن مَن كان قبلكم(١) .

وروى عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: سمعت الصادق جعفر بن محمدعليه‌السلام يقول: «إن لصاحب هذا الأمر غيبة لابدّ منها، يرتاب فيها كل مبطل، فقلت له: ولم جُعلت فداك؟ قال: لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم قلت: فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال: وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدم من حجج الله تعالى ذكره، إنّ وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلاّ بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضرعليه‌السلام إلاّ بعد افتراقهما، يابن الفضل ان هذا الأمر من أمر الله وسرّ من سرّ الله، وغيب من غيب الله، ومتى علمنا ان الله عز وجل حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها

ـــــــــــ

(١) اثبات الهداة: ٣ / ٤٨٦ ـ ٤٨٧.

١٢٨

حكمة، وان كان وجهها غير منكشف»(١) .

٢ ـ ومنها مارواه زرارة عن الإمام الباقرعليه‌السلام قال: «إن للقائم غيبة قبل ظهوره، قلت: ولِمَ؟ قال: يخاف ـ وأومى بيده الى بطنه، قال زرارة يعني: القتل»(٢) .

ومنها ماروي عن عبد الله بن عطا، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: «قلت له إن شيعتك بالعراق كثيرة والله مافي أهل بيتك مثلك; فكيف لا تخرج؟ قال: فقال: يا عبد الله بن عطاء! قد اخذت تفرش اذنيك للنوكى، إي والله ما أنا بصاحبكم، قال: قلت له: فمن صاحبنا؟ قال: انظروا من عمى على الناس ولادته; فذاك صاحبكم; إنّه ليس منا احد يشار إليه بالاصبع ويمضغ بالالسن إلاّ مات غيظاً أو رغم أنفه»(٣) .

٣ ـ ومنها ما روي عن الحسن بن محبوب بن ابراهيم الكرخي قال:

«قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام أو قال له رجل: أصلحك الله ألم يكن علي قوياً في دين الله؟ قال: بلى قال: فكيف ظهر عليه القوم وكيف لم يمنعهم ومامنعه من ذلك؟ قال: آية في كتاب الله عز وجل منعته، قال: قلت؟ وأيّ آية هي؟ قال: قول الله عز وجل: (لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً اليماً). انه كان لله عز وجل ودائع مؤمنون في اصلاب قوم كافرين ومنافقين، فلم يكن عليّ ليقتل الآباء حتى تخرج الودائع، فلما خرجت الودائع ظهر على مَن ظهر فقاتله، وكذلك قائمنا أهل البيت لن يظهر أبداً حتى تظهر ودائع الله عز وجل فاذا ظهرت ظهر على مَن ظهر فقاتله»(٤) .

٤ ـ ومنها ماروي عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال: «والله لا يكون الذي تمدون

ـــــــــــ

(١) كمال الدين: ٤٨١، علل الشرائع: ١/ ٢٤٥.

(٢) علل الشرائع: ١ / ٢٤٦، غيبة النعماني: ١٧٦، غيبة الطوسي: ٢٠١.

(٣) الكافي: ١ / ٣٤٢، غيبة النعماني: ١٦٧ ـ ١٦٨.

(٤) علل الشرائع: ١٤٧، كمال الدين: ٦٤١.

١٢٩

إليه أعناقكم حتى تميّزوا وتمحّصوا، ثم يذهب من كل عشرة شيء ولا يبقى منكم إلاّ الأندر، ثم تلا هذه الآية: أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين»(١) .

٥ ـ ومنها ماروي عن الإمام الباقرعليه‌السلام أنّه قال:

«دولتنا آخر الدول، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلاّ ملكوا قبلنا، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا، إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء، وهو قول الله عز وجل: (والعاقبة للمتقين)»(٢) .

٦ ـ ومنها ما روي عن الإمام الرضاعليه‌السلام أنّه قال ـ في جواب من سأله عن علة الغيبة ـ : «لئلا يكون في عنقه بيعة اذا قام بالسيف»(٣) .

وهذا المعنى مروي عن كثير من الأئمة بألفاظ متقاربة، منها ما روي عن المهديعليه‌السلام نفسه أنه قال في توقيعه الى اسحق بن يعقوب في جواب أسئلته: «... وأما علة ما وقع من الغيبة، فإن الله عز وجل يقول: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم). إنه لم يكن أحد من آبائيعليهم‌السلام إلاّ وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي»(٤) .

٧ ـ ويقول ـ عجل الله فرجه ـ في رسالته الأولى للشيخ المفيد: «نحن، وإن كنا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين حسب الذي أرانا الله تعالى لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك، مادامت دولة الدنيا للفاسقين»(٥) .

٨ ـ ويقولعليه‌السلام في رسالته الثانية للشيخ المفيد: «ولو أن أشياعنا ـ وفقهم الله لطاعته ـ على اجتماع من القلوب في الوفاء بالحمد عليهم، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا،

ـــــــــــ

(١) قرب الأسناد للحميري: ١٦٢ وعنه في بحار الانوار: ٥٢/ ١١٣.

(٢) الآية في سورة الاعراف: ١٢٨، والحديث في غيبة الطوسي: ٢٨٢.

(٣) علل الشرائع: ١/ ٢٤٥، عيون الأخبار الرضا: ١ / ٢٧٣

(٤) كمال الدين: ٤٨٣، غيبة الطوسي: ١٧٦.

(٥) معادن الحكمة: ٢/ ٣٠٣، بحار الانوار: ٥٣/ ١٧٤.

١٣٠

ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا فما يحبسنا عنهم إلاّ ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم...»(١) .

هذه نماذج لابرز الأحاديث الشريفة المروية بشأن علل الغيبة، والأسباب التي تذكرها فيها بعض التداخل، نشير إليها ضمن النقاط الثمانية التالية:

١ ـ استجماع تجارب الأمم السابقة

إن الحكمة الإلهية في تدبير شؤون خلقه تبارك وتعالى اقتضت غيبة الإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ للحكمةِ نفسها التي اقتضت غيبات الأنبياء في الاُمم السابقة، لأن ما جرى في هذه الاُمم مجتمعة يجري على الاُمة الاسلامية صاحبة الشريعة الخاتمة. فمثلما اقتضى تحقيق أهداف الرسالات السماوية غيبة بعض أنبيائها بدليل عدم استعداد الاُمم السابقة لتحقق هذه الأهداف، كذلك الحال مع الأمة الإسلامية فإن تحقق أهداف شريعتها الخاتمة اقتضى غيبة خاتم أوصيائها الإمام المهديعليه‌السلام حتى تتأهل بشكل كامل لتحقق هذه الأهداف، وواضح أن هذا السبب مجمل بل إنه يشكل الإطار العام لعلل الغيبة التي تذكرها الطوائف الأخرى من الأحاديث الشريفة.

والملاحظ في هذه الطائفة من الأحاديث أنّها تعتبر أمر الغيبة من الأسرار الإلهية التي لا تتضح إلاّ بعد انتهاء الغيبة وظهور الإمام والتي لم يُؤذن بكشفها قبل ذلك، الأمر الذي يشير الى أن ما تذكره الأحاديث الشريفة لا يمثل كل العلل الموجبة للغيبة بل بعضها وثمة علل أخرى ليس من الصالح كشفها قبل الظهور ـ للجميع على الأقل ـ، ولكن الإيمان بها فرع الإيمان بحكمة الله تبارك وتعالى وأنه الحكيم الذي لا يفعل إلاّ ما فيه صلاح عباده.

ـــــــــــ

(١) الاحتجاج: ٢/٣٢٥ وعنه في معادن الحكمة: ٢/ ٣٠٦ وبحار الأنوار: ٣٥/ ١٧٦.

١٣١

٢ ـ العامل الأمني

مخافة القتل كما جرى مع غيبات أنبياء الله موسى وعيسى وغيرهمعليهم‌السلام ، والأمر في غاية الوضوح مع الإمام المهديعليه‌السلام الذي كانت السلطات العباسية تسعى سعياً حثيثاً لقتله كما رأينا سابقاً. وهذا السبب يصدق بشكل كامل على أصل وقوع الغيبة وفي الغيبة الصغرى على الأقل.

ومعلوم أن المقصود هو حفظ وجود الإمام لكونه حجة الله على خلقه ولكي لا تخلو الأرض من قائم لله بحجته وهاد بأمره إليه تبارك وتعالى.

أما ما هو سبب اختصاص الغيبة بالإمام الثاني عشر لحفظ وجوده مع أن أباءه الطاهرينعليهم‌السلام كانوا أيضاً حجج الله على خلقه وقد تعرّضوا أيضاً للمطاردة والاغتيال فلم يمت أي منهم إلاّ بالسيف أو السم(١) ؟

فالجواب واضح، فهو ـ عجل الله فرجه ـ آخر الأئمة المعصومينعليهم‌السلام وهو المكلف بإقامة الدولة الإسلامية العالمية وعلى يديه يحقق الله عز وجل وعده بإظهار الإسلام على الدين كله وتوريث الأرض للصالحين، فلابد من حفظ وجوده حتى ينجز هذه المهمة. يُضاف الى ذلك أن السلطات العباسية كانت عازمة على قتله وهو في المهد لعلمها بطبيعة مهمته الإصلاحية العامة.

أما في الغيبة الكبرى فهذه العلة تبقى مؤثرة مالم تتوفر جميع العوامل اللازمة لإنجاز مهمته مثل توفر الأنصار وغير ذلك، لأنه سيبقى غرضاً لسهام مساعي حكام الجور لإبادته قبل أن ينجز هذه المهمة الإصلاحية الكبرى كما جرى على آبائِهِعليهم‌السلام . وهذا الأمر واضح للغاية ويفهم من توضيحات الإمام الباقرعليه‌السلام لعبد الله بن عطاء في الحديث الثاني من هذه الطائفة.

ـــــــــــ

(١) اعتقادات الصدوق: ٩٩ وعنه في اعلام الورى للطبرسي: ٢/٢٩٧ ب٥ المسألة الاُولى من المسائل السبع في الغيبة، الفصول المهمة: ٢٧٢، .

١٣٢

٣ ـ السماح بوصول الحق للجميع لخروج ودائع الله

إنّ إخراج ودائع الله، المؤمنين من أصلاب قوم كافرين يشكّل عاملاً آخر، ولعل المقصود منه إعطاء الفرصة لوصول الدين الحق للجميع كي تتضح لهم أحقية الرسالة الإسلامية التي يحملها الإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ وبالتالي تبني أشخاص ينتمون الى المدارس الضالة والأخلاف المنحرفين، للأهداف المهدوية والانتقال بهم الى صفوف أنصار المهدي المنتظر ـ عجل الله فرجه ـ .

وواضح أن هذه العلة تفسر تأخير ظهورهعليه‌السلام ، بصورة واضحة، مباشرة، وبالتالي تفسّر بصورة غير مباشرة ـ غيبته الى حين توفر هذا العامل من العوامل اللازمة لظهوره ـ عجل الله فرجه ـ، باعتبار أنّ ظهوره مقترن بالبدء الفوري في تنفيذ مهمته الإصلاحية الكبرى، التي تتضمن نزول العذاب الأليم على المنحرفين.

٤ ـ التمحيص الاعدادي لجيل الظهور

إنّ التمييز والتمحيص الإعدادي للمؤمنين بهعليه‌السلام يتحقّق من خلال الأوضاع الصعبة الملازمة لغيبتهعليه‌السلام ، ومعلوم أن الإيمان به وبغيبته هو بحدِّ ذاته عامل مهمّ في تمحيص الإيمان وتقوية الثابتين عليه لأنه يمثل مرتبة سامية من مراتب التحرر من أسر التصديق بالمحسوسات المادية فقط. ولذلك كان الإيمان بالغيب اُولى صفات المتقين كما تذكره الآيات الأولى من سورة البقرة، وقد طبقت الأحاديث الشريفة هذه الصفة على الإيمان بالإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ في غيبته باعتباره من أوضح مصاديقها لا سيما إذا لاحظنا طول أمدها(١) .

ولذلك نلاحظ في الأحاديث الشريفة مدحاً بالغاً لمؤمني عصر الغيبة الثابتين على الالتزام بالشريعة السمحاء والنهج المهدوي رغم التشكيكات العقائدية الناتجة عن عدم ظهوره المشهود(٢) .

ـــــــــــ

(١) كفاية الأثر ٥٦، ينابيع المودة: ٤٤٢.

(٢) راجع مثل ماروي عن الكاظم عليه‌السلام في وصف المؤمنين الثابتين في عصر الغيبة: «اُولئك منّا ونحن منهم، قد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة، فطوبى لهم ثم طوبى لهم وهم والله معنا في درجتنا يوم القيامة». كمال الدين: ٣٦١، كفاية الأثر: ٢٦٥.

١٣٣

واستناداً الى هذه العلة نفهم أن الغيبة عامل إعداد لأنصار المهدي ـ عجل الله فرجه ـ من خلال ترسيخ هذا الإيمان بالغيب الذي يتضمن التحرر من أسر الماديات والذي يؤهلهم لنصرة المهدي في إنجاز مهمته الإصلاحية الكبرى.

٥ ـ اتضاح عجز المدارس الاخرى

إنّ إثبات عجز المدارس الأخرى عن تحقيق السعادة والكمال المنشود للمجتمع البشري، فيه تأهيل واضح للمجتمع البشري عموماً للتفاعل الإيجابي مع المهمة الإصلاحية الكبرى للإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ، فهو يزيل العقبات الصادّة عن هذا التفاعل المطلوب لتحقق الأهداف الإلهية خاصة فيما يرتبط بالانخداع بشعارات المدارس الأخرى المادية أو ذات الأصول السماوية والمنحرفة عنها بمرور الزمن .

٦ ـ حفظ روح الرفض للظلم

إنّ الامام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، فيزيل حكام الجور وحاكمية الفساد بالسيف بعد إتمام الحجة كاملة على المنحرفين خلال الغيبة الكبرى وما قبلها كما أشرنا الى ذلك في النقطة السابقة. فظهورهعليه‌السلام مقترن بالتحرك الجهادي الحاسم، فلا هدنة مع المنحرفين، ومن هنا يلزم توفر هذه الصفة في أتباعه أيضاً، ولعل هذا هو المقصود من تعبير الأحاديث الشريفة «لئلا يكون في عنقه بيعة لطاغية».

وواضح أن هذا الدور الحاسم يجعل تكالب الظالمين عليه أشد إذا كان وجوده ظاهراً قبل تحركه الإصلاحي الشامل وقبل توفر الظروف المناسبة لتحركه والعدد اللازم من الأنصار، فهو في هذه الحالة إما أن يهادن الظلمة ويجمّد أي نشاط له ولو كان غير حاسم كما كان حال آبائهعليهم‌السلام ، وفي ذلك أخطار كثيرة مثل إضعاف روح الرفض للظلم لدى المؤمنين وهم يرون أن إمامهم المكلف بإزالة الظلم بصورة كاملة صامت تجاهه، فضلاً عن أن هذا الموقف السلبي لن يوقف كيد الظالمين ومساعيهم المستمرة لقتله تخلصاً من هاجس دوره المرتقب; وإما أن يتحرك لإنجاز مهمته قبل توفر العوامل اللازمة لنجاحها وهذا الأمر يعني مقتله قبل أن يحقق شيئاً من مهمته الكبرى.

١٣٤

لذا فلابد من تجنب الظهور قبل اكتمال الأوضاع اللازمة لتحركه الإصلاحي الأكبر والاستتار في اسلوب الغيبة بما يمكنه من الاستمرار في نشاطه على صعيد توفير العوامل اللازمة لنجاح مهمته الكبرى عند الظهور.

٧ ـ صلاح أمره وأمر المؤمنين به

إن في الغيبة صلاح أمرهعليه‌السلام وأمر المؤمنين به، وهذه علة مجملة تحدد أحد أوجه الحكمة الإلهية في الأمر بالغيبة بأن في ذلك صلاح أمر الإمامة; ولعله بمعنى أن الغيبة هي أفضل اسلوب ممكن لقيام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ بمهام الإمامة في ظل الأوضاع المضادة لأهداف الثورة المهدوية كما تقدم في الفقرة السادسة، وبأن فيها صلاح شيعته والمؤمنين به; ولعله بمعنى فتح آفاق التكامل والتمحيص في صفوفهم وأجيالهم المتلاحقة كما تقدم في الفقرة الرابعة حتى يُعد الجيل القادر ـ كماً وكيفاً ـ على الاستجابة لمقتضيات الثورة المهدوية الكبرى، أو أن يكون المقصود صلاحهم في حفظ وجودهم من الإبادة قبل تحقق المهمة الإصلاحية المطلوبة أو عجزهم عن نصرة الإمام بالصورة المطلوبة عند قيامه ـ دونما غيبة ـ كما جرى في موقف المسلمين من ثورة الإمام الحسينعليه‌السلام وقبله من خلافة أخيه الإمام الحسن وأبيه أمير المؤمنين ـ سلام الله عليهم ـ .

٨ ـ عدم توفّر العدد المطلوب من الأنصار

والعامل الأخير هو عدم توفر العدد اللازم كماً والمناسب كيفاً من الأنصار لهعليه‌السلام في مهمته الإصلاحية الكبرى التي تحتاج الى عدد كاف من الأنصار وعلى مستويات عالية من الإخلاص للشريعة المحمدية وأهدافها والعلم بها وبمكائد أعدائها بحيث يمتلكون التجربة الجهادية اللازمة لخوض حركة الصراع الحاسمة مع الكفر والشرك والفسق والنفاق. وهذه العلة مكملة للعلة المذكورة في الفقرة الرابعة.

١٣٥

الفصل الثاني: إنجازات الإمام المهديعليه‌السلام في غيبته الكبرى

كما أشرنا في مقدمة الحديث فإن سيرة الإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ وتحركاته في غيبته الكبرى تتمحور حول هدف التمهيد لظهوره والمساهمة في ازالة العلل الموجبة لغيبته، وعليه يمكننا القول بأنّه يعمل في سبيل ترشيد الأمة واستجماعها لخبرات أجيالها المتعاقبة; وفي سبيل إيصال الحق الى الجميع ودعم وتأييد العاملين من أجل نشر الإسلام النقي وحفظه، وهو يرعى عملية التمييز والتمحيص الإعدادي لجيل الظهور، ويكشف فشل المدارس الأخرى وعجزها عن تحقيق السعادة المنشودة للبشرية، ويساهم في حفظ روح الرفض للظلم ويحبط المساعي لقتلها. إنهعليه‌السلام يقوم بكل ذلك ولكن بأساليب خفية غير ظاهرة قد يتضح الكثير منها عند ظهوره كما يتضح دورهعليه‌السلام في الكثير من الحوادث الواقعة التي تصب في صالح تحقق الأهداف المتقدمة والتي لم تُعرف أسباب وقوعها أو أنّ ما عُرض من الأسباب لم يكن كافياً في تفسيرها.

رعايته للكيان الإسلامي

يقول الإمام المهديعليه‌السلام في رسالته الاُولى للشيخ المفيد: «... فإنّا نحيط علماً بأنبائكم ولا يعزب عنّا شيء من أخباركم، ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم مُذ جنح كثير منكم الى ما كان السلف الصالح عنه شاسعاً ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون.إنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء وأصطلمكم الأعداء»(١) .

إن الإمام يتابع أوضاع المؤمنين ويحيط علماً بالتطورات التي تحصل لهم ومحاولات الاستئصال والإبادة التي يتعرّضون لها ويتخذ الإجراءات اللازمة لدفع الأخطار عنهم بمختلف أشكالها، وهذه الرعاية هي أحد العوامل الأساسية التي تفسر حفظ أتباع مذهب أهل البيتعليهم‌السلام واستمرار وجودهم وتناميه على مدى الأجيال على الرغم من شدة الحملات التصفوية التي عرضوا لها والإرهاب الفكري الحاد الذي مورس ضدهم لقرون طويلة. فهذه التصفيات الجسدية والمحاربة الفكرية الواسعة التي شهدها التأريخ الإسلامي كانت قادرة ولا شك على إنهاء وجودهم جسدياً وفكرياً لولا الرعاية المهدوية.

ـــــــــــ

(١) الاحتجاج: ١/٣٢٣ وعنه في معادن الحكمة: ٢/ ٣٠٣.

١٣٦

حفظ الاسلام الصحيح وتسديد العمل الاجتهادي

إنّ الإمام المهديعليه‌السلام يقوم أيضاً في غيبته الكبرى بحفظ الإسلام النقي الذي يحمله مذهب أهل البيتعليهم‌السلام . وهذه المهمة من المهام الرئيسة للإمامة، ومن مظاهر قيامهعليه‌السلام بها في غيبته تسديد العمل الاجتهادي للعلماء والفقهاء ومنع إجماعهم على باطل بطريقة أو باُخرى: «لأن هذه الآثار والنصوص في الأحكام موجودة مع مَن لا يستحيل منه الغلط والنسيان، ومسموعة بنقل من يجوز عليه الترك والكتمان. وإذا جاز ذلك عليهم لم يؤمن وقوعه منهم إلاّ بوجود معصوم يكون من ورائهم، شاهد لأحوالهم، عالم بأخبارهم، إن غلطوا هداههم، أو نسوا ذكّرهم أو كتموا، علم الحق من دونهم.

وإمام الزمانعليه‌السلام وإن كان مستتراً عنهم بحيث لا يعرفون شخصه، فهو موجود بينهم، يشاهد أحوالهم ويعلم أخبارهم، فلو انصرفوا عن النقل، أو ضلّوا عن الحق لما وسعته التقية ولأظهره الله سبحانه ومنع منه الى أن يبين الحق وتثبت الحجة على الخلق»(١) .

والمقصود من الظهور هنا ليس الظهور العام بل المحدود لبعض العلماء وبالمقدار اللازم لتبيان الحق، وهذه من القضايا التي بحثها العلماء في باب الإجماع، فمثلاً يقول العلاّمة السيد محمد المجاهد في كتابه مفاتيح الأصول: «... البناء على قاعدة اللطف التي لأجلها وجب على الله نصب الإمام فإنها تقضي ردهم لو اتفقوا على الباطل فإنه من أعظم الألطاف، فإن امتنع حصوله بالطرق الظاهرة فبالأسباب )الخفية( إن وجود الإمامعليه‌السلام في زمن الغيبة لطف قطعاً; فيثبت فيه كل ما أمكن; لوجود المقتضي وانتفاء المانع. وإن هذا اللطف قد ثبت وجوبه قبل الغيبة فيبقى بعده بمقتضى الأصل )إضافة الى( أن النقل المتواتر قد دل على بقائه.

وقد ورد ذلك عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمةعليهم‌السلام بألفاظ ومعان متقاربة، فعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ لكل بدعة يُكاذب بها الإيمان ولياً من أهل بيتي موكلاً يذب عنه ويعلن الحق ويرد كيد الكائدين«، وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعن أهل البيت «أن فيهم في كل خلف عدولاً ينفون عن الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين«.

ـــــــــــ

(١) كنز الفوائد للعلامة الكراجكي: ٢/ ٢١٩.

١٣٧

وفي المستفيض عنهمعليهم‌السلام «إن الارض لا تخلو إلاّ وفيها عالم اذا زاد المؤمنون شيئاً ردهم الى الحق وإن نقصوا شيئاً تمم ذلك ولولا ذلك لالتبس عليهم أمرهم ولم يفرقوا بين الحق والباطل».

وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام في عدة طرق: «اللَّهُمَّ إنك لا تخلي الارض من قائم بحجة إما ظاهر مشهور أو خائف مغمور لئلا تبطل حججك وبيناتك..»، وفي بعضها: «لابد لأرضك من حجة لك على خلقك يهديهم الى دينك ويعلمهم علمك لئلا تبطل حجتك ولئلا يضل تُبّع أوليائك بعد إذ هديتهم به، إما ظاهر ليس بالمطاع أو مكتتم أو مترقب إن غاب عن الناس شخصه في حال هدايتهم فإنّ علمه وآدابه في قلوب المؤمنين مثبتة فيهم، بها عاملون».

وفي تفسير قوله تعالى:( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) )ورد (في عدّة روايات: «أن المنذر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي كل زمان إمام منا يهديهم الى ماجاء به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »، وفي بعضها )عن أئمة أهل البيتعليهم‌السلام في الآية(: «والله ماذهبت منا ومازالت فينا الى الساعة».

وعن أبي عبد الله ) الامام الصادقعليه‌السلام (قال: «ولم تخل الارض مُنذ خلقها الله تعالى من حجة له فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور ولن تخلو الى أن تقوم الساعة ولولا ذلك لم يعبد الله، قيل: كيف ينتفع الناس بالغائب المستور؟! قالعليه‌السلام : كما ينتفعون بالشمس إذا سترها سحاب».

وعن الحجة القائمعليه‌السلام قال: «وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأنظار السحاب، وإني لأمان أهل الارض كما أن النجوم أمان أهل السماء».

والاخبار في هذا المعنى أكثر من أن تُحصى، ومقتضاها تحقق الرد عن الباطل والهداية الى الحق; من الإمام في زمن الغيبة والمراد حصولها بالاسباب

١٣٨

الخفية كما يشعر به حديث السحاب )الانتفاع بالإمام كالانتفاع بالشمس إذا غيبها السحاب( دون الظاهرة فانها منتفية بالضرورة، ولا ينافي ذلك تضمن بعضها الاعلان بالحق فانه من باب الاسناد الى السبب...»(١) .

تسديد الفقهاء في عصر الغيبة

وكما أشرنا عند الحديث عن نظام «السفارة والنيابة الخاصة» في الغيبة الصغرى، فإن هذا النظام كان تمهيداً لإرجاع الأمة في الغيبة الكبرى الى الفقهاء العدول كممثلين لهعليه‌السلام ينوبون عنهم كقيادة ظاهرة أمر بالرجوع إليها في توقيعه الصادر الى إسحاق بن يعقوب: «وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم».

وقد أشار الأئمةعليهم‌السلام من قبل الى هذا الدور المهم للعلماء في عصر الغيبة الكبرى، فمثلاً روي عن الامام علي الهاديعليه‌السلام أنه قال: «لولا مَن يبقى بعد غيبة قائمكم عليه الصلاة والسلام من العلماء الداعين إليه والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومَردته، ومِن فخاخ النواصب; لما بقي أحد إلاّ ارتدّ عن دينه. ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها، أولئك هم الأفضلون عند الله»(٢) .

والمستفاد من قولهعليه‌السلام «فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم» أن الفقهاء العدول يمثلون في الواقع واسطة بين الاُمة والإمام ـ عجل الله فرجه ـ الأمر الذي يعني أن يحظى بعضهم ـ وخاصةً الذين يحظون بمكانة خاصة في توجيه الاُمة ودور خاص فكري أو سياسي في قيادتها ـ بتسديد من قبل

ـــــــــــ

(١) مفاتيح الأصول: ٤٩٦ ـ ٤٩٧، باب الاجماع.

(٢) الاحتجاج: ٢/٢٦٠ .

١٣٩

الإمام ـ عجل الله فرجه ـ بصورة مباشرة أو غير مباشرة وبالخصوص في التحركات ذات التأثير على مسيرة الأمة وحركة الإسلام، فهو يتدخل بما يجعل هذه التحركات في صالح الأمة أو بما يدفع عنها الاخطار الشديدة الماحقة، وقد نقلت الكثير من الروايات الكاشفة عن بعض هذه التدخلات والتي لم تنقل أو لم تدون أكثر بكثير. وقسم منها يكون التدخل من قبل الإمام بصورة مباشرة وقسم آخر يكون بصورة غير مباشرة عبر أحد أوليائه(١) .

أصحاب الإمامعليه‌السلام في غيبته الكبرى

يُستفاد من عدد من الأحاديث الشريفة أن للامام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ جماعة من الأولياء المخلصين يلتقون به باستمرار في غيبته الكبرى ومن أهل كل عصر، وتصرح بعض الأحاديث الشريفة بأن عددهم ثلاثين شخصاً، فقد روى الشيخ الكليني في الكافي والشيخ الطوسي في الغيبة بأسانيدهما عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال: «لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة ولابد له في غيبته من عزلة ونعم المنزل طيبة وما بثلاثين من وحشة»(٢) ، وروى الكليني بسنده عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال: «للقائم غيبتان إحداهما قصيرة والاُخرى طويلة، الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه إلاّ خاصة شيعته والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلاّ خاصة مواليه»(٣) ، وتصرح بعض الأحاديث الشريفة بأن الخضرعليه‌السلام من مرافقيه في غيبته(٤) . ولعلهعليه‌السلام يستعين بهؤلاء الأولياء ـ ذوي المراتب العالية في الاخلاص ـ في

ـــــــــــ

(١) جمع الشيخ كريمي الجهرمي مجموعة من هذه الروايات في كتاب ترجمه للعربية تحت عنوان: «رعاية الامام المهدي للمراجع والعلماء الاعلام» منشورات دار ياسين البيروتية والكتاب مطبوع بالفارسية في قم.

(٢) الكافي: ١/ ٣٤٠، غيبة النعماني: ١٨٨، تقريب المعارف للحلبي: ١٩٠.

(٣) الكافي: ١/ ٣٤٠، غيبة النعماني: ١٧٠، تقريب المعارف: ١٩٠.

(٤) كمال الدين: ٣٩٠ وعنه في اثبات الهداة: ٣/ ٤٨٠.

١٤٠

أخيه أحمد بن رشد بن خثيم الهلالي ، وأحمد بن محمد بن حنبل ، وإسحاق بن موسى الأنصاري ، وأبو معمر إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهذلي ، وإسماعيل بن موسى الفزاري في الترمذي ، والحسين بن يزيد الطحان ، وخالد بن يزيد الأسدي الكاهلي ، وخلاد بن أسلم ، وأبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ، وعبد الله بن محمد النفيلي ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة ، وعلي بن العباس الكوفي ، وعمرو بن محمد بن بكير الناقد ، وأبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي ، ومحمد بن بكير الحضرمي ، ومحمد بن الصلت الأسدي ، ومحمد ابن عبيد المحاربي في سنن النسائي ، ومحمد بن عمران بن أبي ليلي ، ومحمد بن عيسى الصائغ ، وأبو الأزهر منصور بن موسى بن لاحق ، ويحيى بن عبد الحميد الحماني ، ويحيى بن يحيى النيسابوري(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة

سنن الترمذي(٢) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام (٣) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٠ / ٤١٣ ـ ٤١٤.

٢ ـ سنن الترمذي : ٥ / ٤٩٩ كتاب الدعوات ، الحديث ٣٤٤٣.

٣ ـ رجال الشيخ الطوسي : ٢١٣ الرقم ٢٧٨٢. راجع رجال النجاشي : ١٨٠ الرقم ٤٧٤.

١٤١

[ ٤٢ ] سعيد بن عمرو الكوفي ( ـ ١٢٠ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

سعيد بن عمرو بن أشوع الهمداني ، الكوفي ، القاضي.

قال ابن حجر : ثقة(١) .

وقال العجلي : كوفي ، ثقة(٢) .

وقال النسائي : ليس به بأس(٣) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : رمي بالتشيع(٤) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السادسة(٥) .

وقال المزي : روى عن : بشر بن غالب ، وحبيش بن المعتمر الكناني ، وربيعة ابن أبيض ، وشريح بن النعمان الصائدي ، وشريح بن هانئ ، وعامر الشعبي في البخاري ومسلم ، وعبد الله بن يسار الجهني ، وعلقمة بن وائل بن حجر ، ووراد

__________________

١ و ٤ و ٥ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٠٢ الرقم ٢٢٩.

٢ ـ تاريخ الثقات : ١٨٦ الرقم ٥٥٩.

٣ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ١٦.

١٤٢

كاتب المغيرة بن شعبة ـ والمحفوظ أن بينهما الشعبي ـ ، وعن يزيد بن سلمة الجعفي في الترمذي ـ ولم يدركه ـ ، وأبي بردة بن أبي موسى الأشعري ، وأبي سلمة بن عبد الرحمان ، وأبي ليلى مولى الأنصار.

روى عنه : أشعث بن سوار ، والحارث بن حصيرة ، وحبيب بن أبي ثابت ، والحجاج بن أرطاة ، وخالد الحذاء في البخاري ومسلم ، وزكريا بن أبي زائدة في البخاري ومسلم ، وسعيد بن مسروق الثوري في الترمذي ، وابنه سفيان الثوري ، وسفيان بن حسين الواسطي ، وسلمة بن كهيل ، وصالح بن صالح بن حي ، وعبد الله بن عمران ، وعبد الملك بن عمير ـ وهو أكبر منه ـ ، وعبيد بن أبي امية الطنافسي ، وعمر بن يزيد ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ـ وهو أكبر منه ـ ، وعيسى بن عبد الرحمان السلمي ، والقاسم بن حبيب التمار ، وقيس بن الربيع ، وليث بن أبي سليم ، وأبو الزعراء يحيى بن الوليد الكوفي ، ويمان العجلي والد يحيى بن يمان ، وأبو يعفور العبدي(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(٢) ، ومسلم(٣) ، وسنن الترمذي(٤) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ١٥ الرقم ٢٣٣٠.

٢ ـ صحيح البخاري : ٣ / ١٦٢ ، كتاب الشهادات ، باب من أمر بانجاز الوعد ، وج ٢ / ١٣١.

٣ ـ صحيح مسلم : ٣ / ١٣٠٨ ، كتاب القسامة ، باب ( ١٠ ) الرقم ٣٣.

٤ ـ سنن الترمذي : ٥ / ٤٩ ، كتاب العلم ، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة الرقم ٢٦٨٣.

١٤٣

[ ٤٣ ] سعيد بن فيروز ( ـ ٨٣ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : أبو البختري ، الطائي ، مولاهم الكوفي الفقيه ، أحد العباد ، اسمه سعيد بن فيروز ، وكان مقدم الصالحين(١) .

قال هلال بن خباب : كان من أفاضل أهل الكوفة(٢) .

وقال العجلي : تابعي ، ثقة(٣) .

وقال ابن حجر : ثقة ، ثبت(٤) .

عن يحيى بن معين : كوفي ، ثقة(٥) .

٢ ـ تشيّعه :

قال العجلي : فيه تشيع قليل(٦) .

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٤ / ٢٧٩ الرقم ١٠١ ، راجع تاريخ البخاري : ٣ / ٥٠٦ ، وتهذيب التهذيب : ٤ / ٧٢ ، وشذرات الذهب : ١ / ٩٢.

٢ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ٣٤.

٣ ـ تاريخ الثقات : ١٨٧ الرقم ٥٦٠ ، وفي هامش الكتاب : متفق على توثيقه.

٤ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٠٣ الرقم ٢٤٢.

٥ ـ الجرح والتعديل : ٤ / ٥٥ الرقم ٢٤١.

٦ ـ تاريخ الثقات : ١٨٧ الرقم ٥٦٠.

١٤٤

وعن ابن حجر : فيه تشيع قليل(١) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثالثة(٢) .

قال المزي : روى عن : الحارث الأعور في مسند علي ، وحبيب بن أبي مليكة ، وحذيفة بن اليمان مرسل ، وسلمان الفارسي في الترمذي كذلك ، وعبد الله بن عباس في البخاري ومسلم ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب في البخاري ، وعبد الله بن مسعود في كتاب الرد على أهل القدر مرسل ، وعبد الرحمان اليحصبي ، وعبيدة السلماني في النسائي ، وعلي بن أبي طالب مرسل في الترمذي وخصائص أمير المؤمنين وابن ماجة ، وعمر بن الخطاب كذلك ، وأبيه فيروز ، ويعلى بن مرة في الرد على أهل القدر ، وأبي برزة الأسلمي في النسائي ، وأبي سعيد الخدري في أبي داود والنسائي وابن ماجة ، وأبي صالح السمان ، وأبي عبد الرحمان السلمي في مسند علي وابن ماجة ، وأبي كبشة الأنماري في الترمذي.

روى عنه : حبيب بن أبي ثابت ، وأبو الجحاف داود بن أبي عوف ، وزيد بن جبير ، وسلمة بن كهيل ، وعبد الأعلى بن عامر في الترمذي ومسند علي وابن ماجة ، وعبد الملك بن المغيرة الطائفي ، وعطاء بن السائب في الرد على أهل القدر والترمذي والنسائي ، وعمرو بن مرة في الكتب الستة ، ومسلم البطين ، وهلال بن خباب ، ويزيد بن أبي زياد ، ويونس بن خباب في الترمذي(٣) .

__________________

١ و ٢ تقريب التهذيب : ١ / ٣٠٣ ، الرقم ٢٤٢

٣ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ٣٢ الرقم ٢٣٤٢.

١٤٥

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(١) ، ومسلم(٢) ، وسنن الترمذي(٣) ، وابن ماجة(٤) .

[ ٤٤ ] سعيد بن محمد الجرمي الكوفي ( ـ ٢٣٠ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : الامام المحدث الصدوق ، أبو عبيدالله ، سعيد بن محمد بن سعيد الجرمي الكوفي(٥) .

وقال أيضا : وهو ثقة(٦)

وقال أبو داود : هو ثقة(٧) .

وعده ابن حبان في الثقات(٨) .

وسئل أحمد بن حنبل عنه فقال : صدوق ، كان يطلب معنا الحديث(٩) .

__________________

١ ـ صحيح البخاري : ٣ / ٤٥ ، باب السلم في النخل.

٢ ـ صحيح مسلم : ٢ / ٧٦٥ ، كتاب الصيام ، الحديث ٢٩.

٣ ـ سنن الترمذي : ٤ / ١١٩ ، كتاب السير ، الحديث ١٥٤٨.

٤ ـ سنن ابن ماجة : ٢ / ٧٧٤ ، كتاب الصيام ، باب ذكر القضاة ، الحديث ٢٣١٠.

٥ ـ سير أعلام النبلاء : ١٠ / ٦٣٧ الرقم ٢٢٢.

٦ ـ ميزان الاعتدال : ٢ / ١٥٧ الرقم ٣٢٦٤.

٧ ـ سير أعلام النبلاء : ١٠ / ٦٣٨ ، تاريخ بغداد : ٩ / ٨٨.

٨ ـ كتاب الثقات : ٨ / ٢٦٨.

٩ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ٤٦.

١٤٦

٢ ـ تشيّعه :

قال الذهبي : شيعي(١) .

وقال ابن حجر : رمي بالتشيع(٢) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الحادية عشرة(٣) .

قال المزي : روى عن : إبراهيم بن المختار ، وإبراهيم بن يزيد بن مردانبة ، وبكر بن يزيد الطويل ، وحاتم بن إسماعيل المدني ، وحفص بن عمر بن أبي العطاف ، وأبي اسامة حماد بن اسامة في مسلم ، وحماد بن خالد الخياط ، وشريك ابن عبد الله النخعي ، وعبد الله بن صالح العجلي ، وأبي ذؤيب عبد الله بن مصعب بن منظور بن زيد بن خالد الجهني ، وعبد الحميد بن عبد الرحمان الحماني ، وعبد الرحمان بن عبد الملك بن أبجر في مسلم ، وأبي عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد ، وعلي بن غراب ، وعلي بن القاسم الكندي ، وعمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز ، وعمرو بن عطية العوفي ، وقبيصة بن الليث الأسدي ، ومحبوب بن محرز التميمي ، والمطلب بن زياد في ابن ماجة ، ومعن بن عيسى ، والوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني ، ويحيى بن سعيد الأموي ، وأبي ثميلة يحيى بن واضح في مسلم وأبي داود ، ويزيد بن سليمان البكائي ، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري في البخاري ، وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي ، ويعقوب بن أبي المتئد خال سفيان بن عيينة.

روى عنه : البخاري ، ومسلم ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، وإبراهيم بن

__________________

١ ـ ميزان الاعتدال : ٢ / ١٥٧.

٢ و ٣ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٠٤ الرقم ٢٤٩.

١٤٧

عبد الله بن أيوب المخرمي ، وجعفر بن محمد بن عمران بن بزيق البزاز ، وعباس بن محمد الدوري ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وعبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى ، وأبو زرعة عبيدالله بن عبد الكريم الرازي ، وعلي بن أحمد ، ومحمد بن عبيد بن عتبة الكندي ، ومحمد بن مروان الكوفي ، ومحمد بن هارون الفلاس ، ومحمد بن يحيى الذهلي في أبي داود وابن ماجة ، وأبو قبيصة(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(٢) ، ومسلم(٣) ، وسنن أبي داود(٤) ، وابن ماجة(٥) .

[ ٤٥ ] سلمة بن الفضل ( ـ ١٩١ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : سلمة بن الفضل الرازي الأبرش ، الامام قاضي الري ، أبو

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ٤٥ الرقم ٢٣٤٨.

٢ ـ صحيح البخاري : ٣ / ٢٣٣ ، باب قتال الترك.

٣ ـ صحيح مسلم : ٣ / ١٤٤٨ ، كتاب الجهاد والسير ، باب عدد غزوات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الحديث ١٤٦.

٤ ـ سنن أبي داود : ١ / ١٧٢ ، كتاب الصلاة ، باب من قال تيزر به إذا كان ضيقا ، الحديث ٦٣٦.

٥ ـ سنن ابن ماجة : ٢ / ٨٤٥ ، كتاب العتق ، باب من أعتق عبدا وله مال ، الحديث ٢٥٣٠.

١٤٨

عبد الله(١) .

عن الحسين بن الحسن الرازي قال : سألت يحيى بن معين عن سلمة الأبرش فقال : ثقة قد كتبنا عنه ، كان كيسا ، مغازيه أتم ، ليس في الكتب أتم من كتابه(٢) . قال ابن سعد : كان ثقة ، صدوقا(٣)

وقال علي بن الحسم الهسنجاني ، عن يحيى بن معين : سمعت جريرا يقول : ليس من لدن بغداد إلى أن تبلغ خراسان أثبت في ابن إسحاق من سلمة بن الفضل(٤) .

٢ ـ تشيّعه :

قال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : كتبت عنه ، وليس به بأس ، وكان يتشيّع(٥) .

وقال ابن معين : كان يتشيّع ، وكان معلم كتاب(٦) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة التاسعة(٧) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن طهمان ، وإبراهيم بن محمد بن أبي

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٩ / ٤٩ الرقم ١٤.

٢ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ٣٠٧ الرقم ٢٤٦٤ ، الجرح والتعديل : ٤ / ١٦٩ الرقم ٧٣٩.

٣ ـ الطبقات الكبرى : ٧ / ٣٨١.

٤ و ٥ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ٣٠٧ ، الرقم ٢٤٦٤.

٦ ـ سير أعلام النبلاء : ٩ / ٥٠ الرقم ١٤.

٧ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣١٨ الرقم ٣٧٧.

١٤٩

يحيى الأسلمي ، وإسحاق بن راشد الجزري ، وإسماعيل بن مسلم المكي ، وأيمن بن نابل المكي ، والجراح بن الضحاك الكندي ، وحجاج بن أرطاة ، وزكريا بن سلام العتبي ، وأبي خيثمة زهير بن معاوية الجعفي ، وسفيان الثوري ، وسليمان بن قرم ، وعبد الله بن زياد بن سمعان ، وعزرة بن ثابت ، وعمرو بن أبي قيس الرازي ، وعمران بن وهب الطائي ، وأبي الأزهر مبارك بن مجاهد الخراساني ، ومحمد بن إسحاق بن يسار في أبي داود والترمذي ، وميكال ، وأبي جعفر الرازي في ما أخرجه ابن ماجة في كتاب التفسير ، وأبي حمزة السكري.

روى عنه : إبراهيم بن مصعب المروزي ـ نزيل بغداد ـ ، والحسن بن عمر بن شقيق الجرمي البصري ، والحسين بن عيسى بن ميسرة الرازي ، وعبد الله بن عمر بن أبان الكوفي ، وعبد الله بن محمد المسندي ، وكاتبه عبد الرحمان بن سلمة الرازي ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة ، وعلي بن بحر بن بري ، وعلي بن هاشم بن مرزوق الرازي ، وعمار بن الحسن النسائي ، وعمرو بن رافع القزويني ، ومحمد بن امية الساوي ، ومحمد بن الحسن بن الأجلح ، ومحمد بن حميد الرازي في الترمذي وما أخرجه ابن ماجة في كتاب التفسير ، ومحمد بن عمرو زنيج في أبي داود ، ومحمد ابن عيسى الدامغاني ، ومقاتل بن محمد الرازي ، وهشام بن عبيدالله الرازي ، ووثيمة ابن موسى المصري ، ويحيى بن معين ، وأبو خالد يزيد بن المبارك الفسوي الفارسي ، ويوسف بن موسى القطان في أبي داود(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(٢) ، والترمذي(٣) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ٣٠٥ الرقم ٢٤٦٤.

٢ ـ سنن أبي داود : ٣ / ٨٣ ، كتاب الجهاد ، ح ٢٧٦١.

٣ ـ سنن الترمذي : ١ / ٨٦ ، أبواب الطهارة ، الحديث ٥٨.

١٥٠

[ ٤٦ ] سلمة بن كهيل ( ٤٠ ـ ١٢١ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : سلمة بن كهيل بن حصين ، الإمام الثبت الحافظ أبو يحيى الحضرمي ثم التنعي الكوفي(١) .

قال يعقوب بن شيبة : ثقة(٢)

وقال جرير بن عبد الحميد : لما قدم شعبة البصرة قالوا : حدثنا عن ثقات أصحابك؟ فقال : إن حدثتكم عن ثقات أصحابي ، فإنما أحدثكم عن نفر يسير من هذه الشيعة : الحكم ، وسلمة بن كهيل(٣) .

وقال العجلي : تابعي ، ثقة ، ثبت في الحديث(٤)

وقال الصفدي : من علماء الكوفة الأثبات(٥) .

وعن أحمد بن حنبل : متقن للحديث(٦) .

وقال النسائي : ثقة ، ثبت(٧) .

وعن أبي زرعة : ثقة ، مأمون ، ذكي(٨) .

__________________

١ ـ ٣ ـ سير أعلام النبلاء : ٥ / ٢٩٩ الرقم ١٤٢.

٤ ـ تاريخ الثقات : ١٩٧ الرقم ٥٩١ ، راجع تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين : ١٥٠ الرقم ٤٥٤.

٥ ـ الوافي بالوفيات : ١٥ / ٣٢٢ الرقم ٤٥٤.

٦ و ٨ ـ الجرح والتعديل : ٤ / ١٧١ الرقم ٧٤٢.

٧ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ٣١٦.

١٥١

٢ ـ تشيّعه :

قال يعقوب بن شيبة : ثبت على تشيّعه(١) .

وعن العجلي : وفيه تشيع قليل ، وحديثه أقل من مئتي حديث(٢) .

وقال الصفدي : من علماء الكوفة الأثبات على تشيع كان فيه(٣) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الرابعة(٤) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن سويد النخعي في سنن النسائي ، وابراهيم بن يزيد التيمي في ابن ماجة ، وبكير بن عبد الله الكوفي الطويل في مسلم ، وجندب بن عبد الله البجلي في مسلم والبخاري وابن ماجة ، وحبة بن جوين العرني في خصائص أمير المؤمنين للنسائي ، وحجر بن العنبس الحضرمي في كتاب القراءة خلف الامام للبخاري وأبي داود والترمذي ، وحجية بن عدي الكندي في الترمذي والنسائي وابن ماجة ، والحسن العرني في أبي داود والنسائي وابن ماجة ، وذر بن عبد الله الهمداني في مسلم وأبي داود والنسائي ، وزيد بن وهب الجهني في مسلم وأبي داود والنسائي ، وسعيد بن جبير في مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وسعيد بن عبد الرحمان بن أبزى في أبي داود والنسائي ، وسويد بن غفلة في الكتب الستة ، وأبي وائل شقيق بن سلمة ، وعامر بن شراحيل الشعبي في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي ، وعبد الله بن أبي أوفى في

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٥ / ٢٩٩ الرقم ١٤٢.

٢ ـ تاريخ الثقات : ١٩٧.

٣ ـ الوافي بالوفيات : ١٥ / ٣٢٢ الرقم ٤٥٤.

٤ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣١٨ الرقم ٣٨١.

١٥٢

عمل اليوم والليلة وابن ماجة ، وعبد الله بن عبد الرحمان بن أبزى في النسائي ، وخاله أبي الزعراء عبد الله بن هانئ الكندي في الترمذي والنسائي ، وعبد الرحمان ابن يزيد النخعي في مسلم ، وعطاء بن أبي رباح في الكتب الستة ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعلقمة بن قيس النخعي في النسائي ، وعلقمة بن وائل بن حجر الخضرمي في أبي داود ، وعمران أبي الحكم السلمي في النسائي ، وأبي الأحوص عوف بن مالك بن نضلة الجشمي ، وعياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وعيسى بن عاصم الأسدي في الأدب المفرد وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، والقاسم بن مخيمرة في النسائي وابن ماجة ، وكريب مولى ابن عباس في البخاري ومسلم وأبي داود وكتاب الشمائل والنسائي وابن ماجة ، وأبيه كهيل بن حصين الحضرمي ، ومجاهد بن جبر المكي في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، ومحمد بن عبد الرحمان بن يزيد النخعي في النسائي ، ومسلم البطين في مسلم والنسائي ، ومعاوية بن سويد بن مقرن في مسلم وأبي داود والنسائي ، وأبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي في البخاري ومسلم ، وأبي إدريس المرهبي في الترمذي وابن ماجة ، وأبي سلمة بن عبد الرحمان بن عوف في مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وأبي مالك الغفاري في أبي داود والنسائي.

روى عنه : الأجلح بن عبد الله الكندي ، وإسماعيل بن أبي خالد في البخاري ، والحسن بن صالح بن حي في الأدب المفرد ومسند علي ، وحماد بن سلمة في مسلم وأبي داود ، وزيد بن أبي أنيسة في مسلم ، وسعيد بن مسروق الثوري في مسلم والنسائي وابنه سفيان بن سعيد الثوري في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وسليمان الأعمش في مسلم ، وشعبة بن الحجاج في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، وصالح بن صالح بن حي في أبي داود والنسائي وابن ماجة ، وعبد الله بن الأجلح بن عبد الله الكندي ، وعبد الرحمان بن عبد الله المسعودي ، وعبد الملك بن أبي سليمان في مسلم وأبي داود ، وعقيل بن

١٥٣

خالد الأيلي في مسلم ، وعلي بن صالح بن حي في مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وعنبة بن الأزهر في النسائي ، والعوام بن حوشب في النسائي ، والعلاء ابن صالح في الترمذي ، والقاسم بن حبيب الثمار ، وقيس بن الربيع ، وابنه محمد بن سلمة بن كهيل ، ومسعر بن كدام ، ومطرف بن طريف في النسائي ، ومنصور بن المعتمر ، وموسى بن قيس الخضرمي في أبي داود وخصائص أمير المؤمنين ، وهلال ابن يساف في عمل اليوم والليلة ، والوليد بن حرب في مسلم ، وابنه يحيى بن سلمة ابن كهيل في الترمذي ، وأبو المحياة يحيى بن يعلى التميمي في مسلم والنسائي(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(٢) ، ومسلم(٣) ، وسنن أبي داود(٤) ، والنسائي(٥) ، وابن

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ٣١٣ ـ ٣١٥.

٢ ـ صحيح البخاري : ٢ / ٢٤٠ ، باب من مات وعليه صوم ، وج ٣ / ٤٢ ، باب بيع المدبر ، وص ٦١ ، باب الوكالة في قضاء الديون ، وص ٨٣ ، باب استقراض الإبل ، وص ٩٥ ، باب هل يأخذ اللقطة ولا يدعها ، وص ١٤٠ ، باب من اهدي له هدية ، وج ٧ / ١٨٩ ، باب الرياء والسمعة ، وج ٨ / ٢١ ، باب رجم المحصن ، وص ١١٧ ، باب بيع الامام على الناس أموالهم.

٣ ـ صحيح مسلم : ١ / ٥٢٥ ، كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، الحديث ١٨١ ، وص ٥٢٩ ذيل الحديث ١٨٧ ، و ١٨٨ ، و ١٨٩ ، وج ٢ / ٨٠٤ ، كتاب الصيام ، ذيل الحديث ١٥٥ ، وص ٩٣٧ ، كتاب الحج ، الحديث ٢٨٨ ، وص ٩٣٨ ، كتاب الحج ، الحديث ٢٩٠ ، وص ٩٤٣ ، الحديث ٣٠٩ ، وص ١١١٨ ، كتاب الطلاق ، الحديث ٤٤.

٤ ـ سنن أبي داود : ١ / ٨٨ ، كتاب الطهارة ، باب التيمم ، الحديث ٣٢٢ ، ٣٢٣ ، ٣٢٤ ، وص ١٣٢ ، كتاب الصلاة ، الحديث ٤٨٧ ، وص ٢٤٦ ، الحديث ٩٣٢ ، باب التأمين وراء الامام ، وص ٢٦٢ ، الحديث ٩٩٧ ، وج ٤ / ٢٤٤ ، كتاب السنة ، الحديث ٤٧٦٨.

٥ ـ سنن النسائي : ١ / ٢٣٩ ، باب صلاة المغرب ، وص ٢٤٠ ، وج ٢ / ١٦ ، باب الاقامة لمن جمع بين الصلاتين ، وص ٢١٨ ، باب الدعاء في السجود ، وج ٣ / ٢٤٥ ، وج ٥ / ٤٩ ، باب فرض صدقة الفطر ، وص ١٥٣ ، و ٢٧١ ، و ٢٧٣ ، باب المكان الذي ترمى منه جمرة العقبة ،

١٥٤

ماجة(١) ، والترمذي(٢) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام أمير المؤمنين ، والامام زين العابدين ، والامام الباقرعليهم‌السلام (٣) .

[ ٤٧ ] سليمان بن صرد الخزاعي ( ـ ٦٥ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : سليمان بن صرد الأمير أبو مطرف الخزاعي الكوفي الصحابي

__________________

وص ٢٧٧ ، باب ما يحل للمحرم بعد رمي الجمار ، وج ٦ / ١٨٤ ، و ٢١٣ ، وج ٧ / ٢١٧ و ٢٩١ ، باب استسلاف الحيوان ، وص ٣٠٤ ، باب بيع المدبر ، وص ٣١٨ ، باب الترغيب في حسن القضاء ، وج ٨ / ٢٤٦ ، و ٣٢٢ ، و ٣٣٥.

١ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ١٦٩ ، كتاب الطهارة وسننها ، الحديث ٥٠٨ ، وص ١٧٠ ، وص ١٨٤ ، الحديث ٥٥٤ ، وص ١٨٩ ، الحديث ٥٧٠ ، وص ٢٧٨ ، كتاب إقامة الصلاة ، الحديث ٨٥٤ ، وص ٦٥٠ ، الحديث ٢٠١٦ ، كتاب الطلاق ، وج ٢ / ٨٠٩ ، كتاب الصدقات ، الحديث ٢٤٢٣ ، وص ٨٣٧ ، كتاب اللقطة ، الحديث ٢٥٠٦ ، وص ٨٤٠ ، كتاب العتق ، الحديث ٢٥١٢ ، وص ١٠٠٧ ، كتاب المناسك ، الحديث ٣٠٢٥ ، وص ١٠١١ ، الحديث ٣٠٤١ ، وص ١٠٥٠ ، كتاب الأضاحي ، الحديث ٣١٤٣ ، وص ١٤٠٧ ، كتاب الزهد ، الحديث ٤٢٠٧.

٢ ـ سنن الترمذي : ٢ / ٢٧ ، أبواب الصلاة ، باب ١٨٤ ، الحديث ٢٤٨ ، وج ٣ / ٩٥ ، كتاب الصوم ، باب ٢٢ ، الحديث ٧١٦ ، وص ٦٠٧ ، كتاب البيوع ، باب ٧٥ ، الحديث ١٣١٦ ، وص ٦٠٨ ، الحديث ١٣١٧ ، وج ٥ / ٦٣٧ ، كتاب المناقب ، الحديث ٣٧٢٣.

٣ ـ رجال الشيخ الطوسي : ٦٦ الرقم ٥٩٣ ، وص ١١٤ الرقم ١٣٩ ، وص ٢١٩ الرقم ٢٩٠٨.

١٥٥

كان دينا عابدا ، خرج في جيش تابوا إلى الله من خذلانهم الحسين الشهيد(١) .

وقال ابن الأثير : وكان خيرا فاضلا له دين وعبادة ، سكن الكوفة أول ما نزلها المسلمون ، وكان له قدر وشرف في قومه ، وشهد مع علي بن أبي طالب مشاهده كلها(٢) .

٢ ـ تشيّعه :

قال الذهبي : من شيعة علي ومن كبار أصحابه(٣) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

قال المزي : روى عن : النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في الكتب الستة ، وعن أبي بن كعب في أبي داود وعمل اليوم والليلة ، وجبير بن مطعم في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، والحسن بن علي بن أبي طالب ، وأبيه علي بن أبي طالب.

روى عنه : تميم بن سلمة ، وشقير العبدي ، وشمر ، وضبثم الضبي ، وعبد الله بن يسار الجهني في النسائي ، وعدي بن ثابت في البخاري ومسلم وأبي داود وعمل اليوم والليلة ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي في الكتب الستة ، وأبو الضحى مسلم بن صبيح ، ويحيى بن يعمر في أبي داود ، وأبو حنيفة والد عبد الأكرم بن أبي حنيفة في ابن ماجة ، وأبو عبد الله الجدلي(٤) .

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٣ / ٣٩٤ الرقم ٦١.

٢ ـ اسد الغابة : ٢ / ٣٥١ ، راجع الاستيعاب : ٢ / ٦٥٠.

٣ ـ تاريخ الاسلام ، حوادث سنة ٦١ : ص ٤٦.

٤ ـ تهذيب الكمال : ١١ / ٤٥٤ الرقم ٢٥٣١.

١٥٦

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(١) ، ومسلم(٢) ، وسنن أبي داود(٣) ، وابن ماجة(٤) ، والترمذي(٥) ، والنسائي(٦) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والامام الحسن بن علي ، والامام أمير المؤمنينعليهما‌السلام (٧) .

[ ٤٨ ] سليمان بن طرخان ( ـ ١٤٣ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : سليمان بن طرخان ، الامام شيخ الاسلام ، أبو المعتمر التيمي

__________________

١ ـ صحيح البخاري : ١ / ٦٩ ، باب من أفاض على رأسه ثلاثا ، وج ٤ / ٩٣ ، وج ٥ / ٤٨ ، وج ٧ / ٨٤ ، وص ٩٩ ، باب الحذر من الغضب.

٢ ـ صحيح مسلم : ١ / ٢٥٨ ، كتاب الحيض ، الحديث ٥٤ ، وص ٢٥٩ ، الحديث ٥٥.

٣ ـ سنن أبي داود : ١ / ٦٢ ، كتاب الطهارة ، باب الغسل من الجنابة ، الحديث ٢٣٩ ، وج ٤ / ٢٤٩ ، كتاب الأدب ، باب ما يقال عند الغضب ، الحديث ٤٧٨١.

٤ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ١٩٠ ، كتاب الطهارة ، باب الغسل من الجنابة ، الحديث ٢٣٩ ، وج ٢ / ٨٩٧ ، كتاب الديات ، الحديث ٢٦٨٩ ، وص ١٣٨٩ ، الحديث ٤١٤٩.

٥ ـ سنن الترمذي : ٣ / ٣٧٧ ، كتاب الجنائز ، باب ما جاء في الشهداء من هم ، الحديث ١٠٦٤.

٦ ـ سنن النسائي : ١ / ١٣٥ ، باب ذكر ما يكفي الجنب من إفاضة الماء على رأسه ، وص ٢٠٧ ، باب ما يكفي الجنب من إفاضة الماء عليه.

٧ ـ رجال الشيخ الطوسي : ٤٠ الرقم ٢٥٥ ، وص ٦٦ الرقم ٥٩٧ ، وص ٩٤ الرقم ٩٣٦.

١٥٧

البصري(١)

قال أحمد بن حنبل : هو ثقة(٢)

وقال البخاري : وكان عندنا من أهل الحديث(٣) .

وقال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين ، والنسائي : ثقة(٤) .

وقال ابن سعد : وكان ثقة ، كثير الحديث ، وكان من العباد المجتهدين(٥)

وقال العجلي : تابعي ، ثقة ، وكان من خيار أهل البصرة(٦) .

وقال الذهبي : الامام ، أحد الأثبات(٧) .

٢ ـ تشيّعه :

عده ابن قتيبة من رجال الشيعة(٨) .

وقال ابن سعد : وكان سليمان مائلا إلى علي بن أبي طالب(٩) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر من الطبقة الرابعة(١٠) .

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٦ / ١٩٥ الرقم ٩٢.

٢ ـ الجرح والتعديل : ٤ / ١٢٥ الرقم ٥٣٩.

٣ ـ التاريخ الكبير : ٤ / ٢٠.

٤ ـ تهذيب الكمال : ١٢ / ٨.

٥ ـ الطبقات الكبرى : ٧ / ٢٥٢.

٦ ـ تاريخ الثقات : ٢٠٣ الرقم ٦١٣.

٧ ـ ميزان الاعتدال : ٢ / ٢١٢ الرقم ٣٤٨١.

٨ ـ المعارف : ٦٢٤.

٩ ـ الطبقات الكبرى : ٧ / ٢٥٢ ، تهذيب الكمال : ١٢ / ٩.

١٠ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٢٦ الرقم ٤٥٤.

١٥٨

وقال علي بن المديني : له نحو مائتي حديث(١) .

وقال المزي : روى عن : أسلم العجلي في أبي داود والترمذي والنسائي ، وأنس بن مالك في الكتب الستة ، وبركة أبي الوليد في ابن ماجة ، وبكر بن عبد الله المزني في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وثابت البناني في مسلم والنسائي ، والحسن البصري في مسلم ، وأبي علي حسين بن قيس الرحبي في الترمذي وابن ماجة ، والحضرمي بن لاحق في الناسخ والمنسوخ ، وخالد الأثبج في مسلم ، وخداش العبدي في الترمذي ، والربيع بن أنس في الرد على أهل القدر ، ورقبة بن مصقلة في مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة في التفسير ، وسعيد بن أبي الحسن البصري في أبي داود ، وسعيد القيسي في الأدب المفرد ، وسليمان الأعمش في الترمذي ـ وهو من أقرانه ـ ، والسميط السدوسي في مسلم والنسائي ، وأبي حاجب سوادة بن عاصم العنزي في النسائي ، وأبي المنهال سيار ابن سلامة في مسلم والنسائي وابن ماجة ، وسيار الشامي في الترمذي ، وأبي السليل ضريب بن نقير في مسلم والنسائي ، وطاووس بن كيسان في مسلم والترمذي والنسائي ، وطلق بن حبيب في النسائي ، وعبد الرحمان بن آدم في مسلم صاحب السقاية ، وغنيم بن قيس في مسلم ، وقتادة بن دعامة في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وقيس بن هبار في النسائي ، وقيل : ابن همام ، ومغيد بن هلال في مسلم ونعيم بن أبي هند في مسلم والنسائي ، وأبي مجلز لاحق ابن حميد في البخاري ومسلم والنسائي ، ويحيى بن يعمر في مسلم ، ويزيد بن عبد الله بن

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٦ / ١٩٦.

١٥٩

الشخير في مسلم والمراسيل والترمذي والنسائي ، وأبي إسحاق السبيعي في الترمذي والنسائي ، وأبي بكر بن أنس بن مالك في مسلم ، وأبي تميمة الهجيمي في البخاري والنسائي ، وأبي عثمان النهدي في الكتب الستة ، وأبي عثمان في أبي داود والنسائي وابن ماجة ـ وليس بالنهدي ـ ، وأبي عمرو في النسائي ، وأبي عمران الجوني في مسلم ، وأبي نضرة العبدي في مسلم والترمذي والنسائي وما أخرجه في كتاب التفسير ، وأسماء بنت يزيد القيسية البصرية في النسائي ، ورميثة في ابن ماجة.

روى عنه : إبراهيم بن سعد في الترمذي ، وأسباط بن محمد في الترمذي ، واسماعيل بن علية في البخاري ومسلم ، وجرير بن عبد الحميد في مسلم والنسائي ، وحفص بن غياث في مسلم ، وحماد بن سلمة في مسلم والنسائي ، وحيان في كتاب التفسير ، وخالد بن عبد الله في النسائي ، وزائدة بن قدامة في البخاري ، وزهير بن معاوية في البخاري وأبي داود ، والسري بن يحيى ، وسعير بن الخمس في الترمذي في عمل اليوم والليلة ، وسفيان الثوري في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، وسفيان بن حبيب في النسائي ، وسفيان بن عيينة في مسلم والترمذي ، وسليم بن أخضر في مسلم والنسائي ، وسيف بن هارون في الترمذي وابن ماجة ، وشعبة بن الحجاج في البخاري ومسلم ، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ، وأبو زبيد عبثر بن القاسم في مسلم والنسائي ، وعبد الله بن المبارك في البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة وعبد الوارث بن سعيد في النسائي وابن ماجة ، وعلي بن عاصم الواسطي في التفسير لابن ماجة ، وعمران القطان ، وعيسى ابن يونس في مسلم والنسائي ، وأبو همام محمد بن الزبرقان الأهوازي في أبي داود ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري في أفعال العباد للبخاري ، ومحمد بن أبي عدي

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482