رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة12%

رجال الشيعة في أسانيد السنّة مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-6289-76-2
الصفحات: 482

رجال الشيعة في أسانيد السنّة
  • البداية
  • السابق
  • 482 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 158803 / تحميل: 6731
الحجم الحجم الحجم
رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
ISBN: ٩٦٤-٦٢٨٩-٧٦-٢
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

المقصد الثاني

وهو يشتمل على وقائع الطريق حتى ورود الرَّكْب الحسيني أرض الشام

ويكون على فصلين:

الفصل الأول

الركب الحسينيّ في الكوفة

٨١

٨٢

الفصل الأول

« الرَّكْب الحسينيّ في الكوفة »

الرأس المقدّس يسبق الركْب إلى الكوفة:

مرّ بنا أنّ الطبري من المؤرّخين الذين رووا أنّ عمر بن سعد أرسل برأس الإمامعليه‌السلام - بعد قتله مباشرة - مع خولّي بن يزيد، وحميد بن مسلم الأزدي إلى عبيد الله ابن زياد، لكنّه حينما يواصل روايته(١) . يقول: (فأقبل به خولّي، فأراد القصر فوجد باب القصر مُغلقاً، فأتى منزله(٢) ، فوضعه تحت أُجانه في منزله، وله امرأتان، امرأة من بني أسد، والأُخرى من الحضرميين، يُقال لها: النوّار ابنة مالك بن عقرب، وكانت تلك الليلة ليلة الحضرميّة.

قال هشام: فحدّثني أبي، عن النوّار بنت مالك قالت: أقبل خوّلي برأس الحسين فوضعه تحت أُجانة في الدار، ثمّ دخل البيت فأوى إلى فراشه، فقلت له: ما الخبر عندك؟ قال: جئتك بغنى الدهر! هذا رأس الحسين معك في الدار! قالت:

____________________

(١) تُلاحَظ هنا ثغرة تأريخية؛ إذ لا نعلم كيف انفرد خولّي بالرأس، وكيف اختفى حميد بن مسلم الأزدي عن مسرح قصّة حمْل الرأس إلى ابن زياد!

(٢) وكان منزله على فرسخ من الكوفة. (راجع مقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٣٠٤، ورياض الأحزان: ١٦).

٨٣

فقلت: ويلَك! جاء الناس بالذهب والفضّة، وجئت برأس ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ! لا والله، لا يجمع رأسي ورأسك بيتٌ أبداً!

قالت: فقمت من فراشي فخرجت إلى الدار، فدعا الأسدية فأدخلها إليه، وجلست انظر، فوالله، ما زلت أنظر إلى نور يسطع مثل العمود من السماء إلى الأُجانة! ورأيت طيراً بيضاً تُرفرف حولها!

قال: فلما أصبح غدا بالرأس إلى عبيد الله بن زياد ...)(١).

أمّا السيّد هاشم البحراني فيقول: (إنّ عبيد الله بن زياد لعنه الله، بعدما عُرِض عليه رأس الحسينعليه‌السلام ، دعا بخولّي بن يزيد الأصبحي وقال له: خُذْ هذا الرأس حتّى أسألك عنه.

فقال: سمعاً وطاعة.

فأخذ الرأس وانطلق به إلى منزله، وكان له امرأتان، إحداهما ثعلبية، والأُخرى مُضَرية، فدخل على المضريّة، فقالت: ما هذا؟!

فقال: هذا رأس الحسين بن عليّ وفيه مُلك الدنيا!

فقالت له: أبشِر! فإنّ خصمك غداً جدّه محمّد المصطفى!

ثم قالت: والله، لا كنت لي ببعْل، ولا أنا لك بأهل! ثمّ أخذت عموداً من حديد وأوجعت به دماغه!

فانصرف من عندها وأتى به إلى الثعلبية، فقالت: ما هذا الرأس الذي معك؟

قال: هذا رأس خارجيّ، خرج على عبيد الله بن زياد.

فقالت: وما اسمه؟

فأبى أن يُخبرها ما اسمه، ثمّ تركه على التراب وجعل عليه أُجانة.

قال: فخرجت امرأته في الليل، فرأت نوراً ساطعاً من الرأس إلى عنان السماء! فجاءت إلى الأجانة، فسمعت أنيناً وهو يقرأ! إلى طلوع الفجر! وكان آخر ما قرأ:

____________________

(١) تأريخ الطبري: ٣: ٣٣٥.

٨٤

( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) ، وسمعت حول الرأس دويّاً كدويّ الرعد! فعلمت أنّه تسبيح الملائكة!

فجاءت إلى بعْلها وقالت: رأيت كذا وكذا، فأيّ شيء تحت الأجانة؟!

فقال: رأس خارجي، فقتله الأمير عبيد الله بن زياد، وأُريد أن أذهب به إلى يزيد بن معاوية؛ ليُعطيني عليه مالاً كثيراً!

قالت: ومَن هو؟!

قال: الحسين بن عليّ!

فصاحت وخرّت مغشيّة عليها! فلما أفاقت قالت: يا ويلك! يا شرّ المجوس! لقد آذيت محمّداً في عترته! أما خفت من إله الأرض والسماء؛ حيث تطلب الجائزة على رأس ابن سيّدة نساء العالمين؟!

ثمّ خرجت من عنده باكية، فلما قامت رفعت الرأس وقبّلته ووضعته في حِجْرها وجعلت تُقبّله وتقول: لعن الله قاتلك! وخصمه جدّك المصطفى!

فلما جَنّ الليل غلب عليها النوم، فرأت كأنّ البيت قد انشقّ بنصفين وغشيَه نور! فجاءت سحابة بيضاء، فخرج منها امرأتان، فأخذتا الرأس من حِجْرها وبكَتا!

قالت: فقلت لهما: بالله، مَن أنتما؟

قالت إحداهما: أنا خديجة بنت خويلد! وهذه ابنتي فاطمة الزهراء! ولقد شكرناك، وشكر الله لك عملك، وأنت رفيقتنا في درجة القدس في الجنّة!

قال: فانتبهت من النوم والرأس في حِجرها، فلما أصبح الصبح جاء بعْلُها لأخذ الرأس، فلم تدفعه إليه وقالت: ويلك! طلّقني! فوالله، لا جمعني وإيّاك بيت!

فقال: ادفعي لي الرأس وافعلي ما شئت!

فقالت: لا والله، لا أدفعه إليك!

٨٥

فقتلها وأخذ الرأس، فعجّل الله بروحها إلى الجنّة في جوار سيّدة النساء)(١).

منازل الطريق من كربلاء إلى الكوفة (٢) :

لم نجد في المصادر التأريخيّة - في ضوء مُتابعتنا - ذكراً وتفصيلاً لما جرى على الركب الحسيني في الطريق بين كربلاء والكوفة، غير أنّ هناك خبراً كاشفاً، عن أنّ (الحنّانة) كانت أحد هذه المنازل، يقول الشهيد الأوّل (ره): (فإذا نزلتَ الثويّة، وهي الآن تلّ بقُرب الحنّانة، عن يسار الطريق لمن يقصد من الكوفة إلى المشهد، فصلّ عندها ركعتين، كما روي أنّ جماعة من خواصّ أمير المؤمنينعليه‌السلام دُفنوا هناك، وقُلْ ما تقوله عند رؤية القبّة الشريفة، فإذا بلغت العَلَمَ وهي الحنّانة، فصلّ ركعتين، فقد روى محمّد بن أبي عمير، عن المفضّل قال: جاز الصادقعليه‌السلام بالقائم المائل في طريق الغريّ فصلّى ركعتين، فقيل له: ما هذه الصلاة؟

____________________

(١) مدينة المعاجز: ٤: ١٢٤ رقم ١٨٥، وانظر: ص١١٤، وهذه الرواية بهذا النحو رواها المرحوم السيّد البحراني مُرسلة، ولعلّه قد انفرد بها.

(٢) قال البراقي: كانت الكوفة واسعة كبيرة تتّصل قُراها وجباباتها إلى الفرات الأصلي وقُرى العذار، فهي تبلغ ستّة عشر ميلاً وثُلُثي ميل.

وقال البراقي أيضاً: أحد حدودها خندق الكوفة المعروف (بكري سعد)، والحدّ الآخر القاضي الذي هو بقرب القائم إلى أن يصل قريباً من القرية المعروفة اليوم بـ (الشنافيّة)، والحدّ الآخر الفرات، الذي هو مُمتدّ من الديوانية إلى الحسكة إلى القرية المعروفة اليوم بـ (أبو قوارير) وهي منزل الرماحيّة، والحدّ الرابع قرى العذار التي هي من نواحي الحلّة السيفيّة. (راجع: تاريخ الكوفة: ١٣٤).

وقال ياقوت الحموي: ذكر أنّ فيها من الدور خمسين ألف دار للعرب من ربيعة ومضر، وأربعة وعشرين ألف دار لسائر العرب، وستّة آلاف دار لليمن. (مُعجم البلدان: ٤: ٤٩٢).

٨٦

فقال:(هذا موضع رأس جدّي الحسين بن عليّ عليهما‌السلام ، وضعوه هاهنا لما توجّهوا من كربلاء، ثمّ حملوه إلى عبيد الله بن زياد لعنة الله عليه ...) (١) .

وقال الشيخ محمّد مهدي الحائري: (وقال المرحوم - وحيد عصره - شيخنا النوري نوّر الله مضجعه: إنّه كان قريباً من النجف الأشرف ميل من الجص والآجر، ويقال له: القائم. ويسمّونه: بالعَلَمْ. فلما قُبض أمير المؤمنينعليه‌السلام وجاءوا إلى النجف الأشرف، فلما وصلوا إلى العَلَم والقائم انحنى تعظيماً لأمير المؤمنين كالراكع فسمّوه بالحنّانة، وزيد في شرفه أنّه لما جيء برأس الحسينعليه‌السلام إلى الكوفة ووصل هناك وقد مضى من الليل شطره، فوضع اللعين الحامل الرأس المبارك في ذلك المقام، وهذا أوّل منزل نزل به رأس الحسينعليه‌السلام في طريق الكوفة، بقي غريباً وحيداً في ذلك المقام، ثمّ بنوا مسجداً في ذلك المكان وسُمِّي بمسجد الحنّانة، ويُستحب فيه الدعاء والزيارة وقيل: سُمّي بالحنانة؛ لأنّه لما وضِع رأس الحسينعليه‌السلام في ذلك الموضع سُمِع من الرأس الشريف حنين وأنين إلى الصباح، والله العالم)(٢) .

بقيّة الركب الحسينيّ:

تفاوتت المصادر التأريخية في عدد الباقين من الركب الحسينيّ، وفي أسماء الأسرى منهم، حينما أُخذوا من كربلاء إلى الكوفة، فقد قال ابن سعد في طبقاته: (ولم يفلت من أهل بيت الحسين بن عليّ الذين معه إلاّ خمسة نفر: عليّ بن

____________________

(١) المزار: ٦٩، وانظر: جواهر الكلام: ٢٠: ٩٣.

(٢) معالى السبطين: ٢: ٩٦.

٨٧

الحسين الأصغر، وهو أبو بقيّة وِلْد الحسين بن عليّ اليوم، وكان مريضاً فكان مع النساء، وحسن بن حسن بن عليّ،(١) وله بقيّة، وعمرو بن حسن بن عليّ ولا بقيّة له، والقاسم بن عبد الله بن جعفر، ومحمّد بن عقيل الأصغر، فإنّ هؤلاء استُضعفوا، فقدم بهم وبنساء الحسين بن عليّ وهنّ: زينب، وفاطمة ابنتا عليّ بن أبي طالب، وفاطمة، وسكينة ابنتا الحسين بن علي، والرباب بنت أنيف(٢) الكلبية امرأة الحسين بن علي، وهي أمّ سكينة وعبد الله المقتول ابنَي الحسين بن علي، وأمّ محمّد بنت حسن بن عليّ امرأة عليّ بن حسين، وموالي لهم ومماليك عبيد وإماء، قدم بهم على عبيد الله بن زياد مع رأس الحسين بن علي ورؤوس مَن قُتِل معه رضي الله عنه وعنهم)(٣) .

وقال الطبري: (وأقام عمر بن سعد يومه ذلك والغد، ثمّ أمر حميد بن بكير الأحمري، فأذّن في الناس بالرحيل إلى الكوفة، وحمل معه بنات الحسين وأخواته

____________________

(١) قال السيّد ابن طاووس (ره): (وروى مُصنِّف كتاب المصابيح: أنّ الحسن بن الحسن المثنّى قَتل بين يدي عمّه الحسينعليه‌السلام في ذلك اليوم سبعة عشر نفساً، وأصابته ثماني عشرة جراحة، فوقع فأخذه خاله أسماء بن خارجة، فحمله إلى الكوفة وداواه حتّى برئ وحملَه إلى المدينة) (راجع: اللهوف: ١٩١).

ومفاد ظاهر هذا الخبر، أنّ الحسن المثنّى لم يكن مع الأسرى في الركب الحسينيّ، الذين أُخذوا من كربلاء إلى الكوفة.

(٢) المشهور أنّ الربابّ بنت امرئ القيس.

(٣) ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ومقتله / من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد / تحقيق السيّد عبد العزيز الطباطبائي (ره): ص٧٨، وانظر: سير أعلام النبلاء للذهبي: ٣: ٣٠٣ في نقله عن طبقات ابن سعد. وانظر: تسمية مَن قُتِل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥٧.

٨٨

ومَن كان معه من الصبيان وعليّ بن الحسين مريض)(١) .

وفي مقاتل الطالبيين: (وحمل أهله أسرى، وفيهم عمرو، وزيد، والحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، وكان الحسن بن الحسن بن عليّ قد ارتثّ جريحاً، فحُمل معهم، وعليّ بن الحسين الذي أمّه أمّ ولد، وزينب العقيلة، وأمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب، وسكينة بنت الحسين ...)(٢) .

وقال الشيخ عماد الدين الطبري في كامل البهائي: (وكنّ جميعهنّ عشرين نسوة، وكان لزين العابدين في ذلك اليوم اثنان وعشرون سنة، ولمحمّد الباقر أربع، وكانا كلاهما في كربلاء وحفظهما الله تعالى)(٣) .

ويُستفاد من (الفائدة الثالثة) التي ذكرها المحقِّق السماوي في كتابه إبصار العين: أنّ زوجة الشهيد جنادة بن الحرث السلمانيرضي‌الله‌عنه كانت في الركب الحسيني أيضاً، وهي أمّ الشهيد عمرو بن جنادةرضي‌الله‌عنه الغلام ذي الإحدى عشرة سنة من العمر، وكذلك كانت عائلة الشهيد مسلم بن عوسجةرضي‌الله‌عنه (٤) في هذا الركب، وأمّ الشهيد وهب الذي كان نصرانيّاًرضي‌الله‌عنه (٥) ، وآخرون قد يكشف عنهم التحقيق الدقيق.

____________________

(١) تاريخ الطبري: ٣: ٣٣٥، وانظر: الكامل في التاريخ: ٣: ٢٩٦، ومقتل الحسينعليه‌السلام / للخوارزمي: ٢: ٤٤، ومُثير الأحزان: ٨٣ وفيه أيضاً في ص ٩٨: (قال علي بن الحسينعليه‌السلام :(أُدخلنا على يزيد ونحن اثنا عشر رجلاً مغلَّلون ...) .

(٢) مقاتل الطالبيين: ١١٩، وانظر: اللهوف: ١٩١، وانظر: تاريخ أبي الفداء: ١: ٢٦٦ وفيه: (ثمّ بعث ابن زياد بالرؤوس وبالنساء والأطفال إلى يزيد بن معاوية وفيهنّ ابنة عقيل بن أبي طالب ...).

(٣) الكامل البهائي لعماد الدين الطبري: ٢٩٠.

(٤) راجع: إبصار العين: ٢٢٠.

(٥) راجع: أمالي الصدوق: ١٣٧ المجلس ٣٠، حديث رقم ١.

٨٩

متى دخل الركب الحسينيّ الكوفة؟

أكثر المصادر التأريخيّة، تذكر أنّ عمر بن سعد كان قد ارتحل من كربلاء إلى الكوفة في اليوم الحادي عشر بعد الزوال، حاملاً معه بقايا الركب الحسينيّ، وفي ضوء حساب المسافة وسرعة الدوابّ في ذلك العصر، فإنّ الأرجح أنّ عمر بن سعد ومَن معه يُمسون عند مشارف الكوفة أوّل الليل - أيّ ليلة الثاني عشر - هذا إذا كان قد جدّوا السير إلى الكوفة.

من هنا؛ فإنَّ الأرجح أنَّ الركب الحسينيّ قد بات ليلة الثاني عشر في صحبة عسكر ابن سعد، في منزل من منازل الطريق القريبة جدّاً من الكوفة أو على مشارفها، والظاهر أنّ عمر بن سعد كان قد دخل الكوفة نهار اليوم الثاني عشر مع عسكره وبقيّة الركب الحسيني أسرى وسبايا، ودخوله الكوفة نهاراً لا ليلاً أمرٌ يقتضيه العامل الإعلامي، وزهو الانتصار، والمباهاة بالظفر، في صدر كلٍّ من ابن زياد وابن سعد وأعوانهما.

وهناك أيضاً إشارات تأريخية، تؤكِّد أنّ دخول عمر بن سعد الكوفة كان في النهار، منها: ما رواه سهل بن حبيب الشهرزوري قال: فدخلتُ الكوفة فوجدت الأسواق مُعطّلة، والدكاكين مُغلّقة، والناس مجتمعون خلقاً كثيراً، حلقاً حلقاً، منهم مَن يبكي سرّاً، ومنهم مَن يضحك جهراً، فتقدّمت إلى شيخ منهم وقلت له: يا شيخ، ما نزل بكم؟! أراكم مُجتمعين كتائب! ألكم عيد لستُ أعرفه للمسلمين؟!

فأخذ بيدي وعدل بي ناحية عن الناس، وقال: يا سيّدي، ما لنا عيد! ثمّ بكى بحرقة ونحيب!

فقلت: أخبرني يرحمك الله؟!

قال: بسبب عسكرين أحدهما منصور، والآخر مهزوم مقهور!

فقلت: لمن هذان العسكران؟!

٩٠

فقال: عسكر ابن زياد، وهو ظافر منصور! وعسكر الحسين بن عليّعليهما‌السلام ، وهو مهزوم مكسور!

ثمّ قال: وا حرقتاه! أن يدخل علينا رأس الحسين!

فما استتمّ إذ سمعت البوقات تُضرب، والرايات تخفق قد أقبلت، فمددت طرْفي وإذا بالعسكر قد أقبل ودخل الكوفة)(١) .

إعلان حالة الطوارئ القصوى في الكوفة!

لما وصل إلى ابن زياد خبر عودة جيشه، بقيادة عمر بن سعد إلى الكوفة، أمر أن لا يحمل أحدٌ من الناس السلاح في الكوفة، كما أمر عشرة آلاف فارس أن يأخذوا السكك والأسواق، والطرُق والشوارع؛ خوفاً من النّاس أن يتحرّكوا حميّة وغيرة على أهل البيتعليهم‌السلام ، إذا رأوا بقيّتهم بتلك الحالة من الأسر والسبي، وأمر أن تُجعل الرؤوس في أوساط المحامل أمام النساء، وأن يُطاف بهم في الشوارع والأسواق؛ حتّى يغلب على الناس الخوف والخشية.(٢)

كما أمر عبيد الله بن زياد أن يضعوا الرأس المقدّس على الرمح، ويُطاف به في سكك الكوفة وقبائلها، واجتمع مئة ألف إنسان للنظر إليه، منهم مَن كان يُهنِّئ، ومنهم مَن كان يُعزّي!(٣).

____________________

(١) مدينة المعاجز: ٤: ١٢١.

(٢) راجع: معالي السبطين: ٢: ٥٧، وروضة الشهداء: ٢٨٨.

(٣) راجع: كامل البهائي: ٢٩٠ / ولا يخفى على المتتبّع العارف أنّ عدد نفوس أهل الكوفة آنذاك (سنة ٦١ هـ ق) قد يربو على ثلاثمئة ألف نسمة؛ ذلك لأنّ الكوفيين الذين كاتبوا الإمام الحسينعليه‌السلام في سنة ٦٠ هـ بعد موت معاوية، ذكروا له عن وجود مئة ألف مقاتل! فلو أنّ كلّ =

٩١

كيف استقبلت الكوفة بقيّة الركب الحسينيّ؟!

كانت الكوفة قد خرجت عن بكرة أبيها؛ لتشهد احتفال ابن زياد بمقدم جيشه الظافر في الظاهر! ولتشهد بقايا العسكر الذي قاتله جيش عمر بن سعد، ولتتصفّح وجوه السبايا!

ومن أهل الكوفة مَن كان يعلم بحقيقة مجرى الأحداث، ويُدرك عُظم المصاب وفظاعة الجناية التي ارتكبتها الكوفة بالأساس، ويدري أنّ السبايا المحمولين مع عمر بن سعد هم بقيّة آل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّ الرؤوس المشالات على أطراف الأسنّة هي رؤوس ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته وأصحابه، وهم خير أهل الأرض يومذاك، فكان يبكي لعُظم الرزيّة!

ومنهم مَن كان أُمويّ الميل والهوى، أو جاهلاً لم يعلم بحقائق الأحداث، مُتوهّماً أنّ والي الكوفة وأميرها قد فتح فتحاً جديداً على ثغْر من ثغور المسلمين! وجيء إليه بسبايا من غير المسلمين، فكان يضحك جهراً ويُهنِّئ مَن يلقاه بهذه المناسبة!!

قال صاحب رياض الأحزان: (وقد مُلئت شوارعها - أي الكوفة - وسككها وأزقَّتها من الرجال والنسوان، والشيوخ والشبّان، والصبايا والصبيان، من الموالف

____________________

= واحد من هؤلاء ينتمي إلى عائلة من ثلاثة أفراد (في ضوء حساب المعدّل)، لكان مجموع نفوس الكوفة آنذاك حوالي ثلاثمئة ألف نسمة، ويُساعد على ما ذهبنا إليه، أنّ عمر بن الخطّاب في سنة ٢٢ هـ. ق كان قد صرّح بصدد أهل الكوفة قائلاً: وأيّ شيء أعظم من مئة ألف لا يرضون عن أمير ولا يرضى عنهم أمير؟! وأُحيطت الكوفة على مئة ألف مقاتل. (راجع: الكامل في التاريخ: ٣: ٣٢)، وهذا في سنة ٢٢ هـ؛ فلا شكّ أن نفوسهم بعد ٣٨ سنة قد بلغ حوالي ثلاثة أمثال عددهم سنة ٢٢ هـ.

٩٢

والمخالف، وحزب الرحمان، وأولياء الشيطان، منهم باكٍ ومُنتحب، ومنهم ضاحك وطرِب، منهم عارف بالواقعة العظمى، وأنّها جرت على آل النبيّ محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومنهم جاهل غافل عن البلوى)(١) .

وروى الشيخ الطوسي بسنده، عن حذلم بن ستير(٢) ، قال: (قدمت الكوفة في المحرّم سنة إحدى وستّين، مُنصرف عليّ بن الحسينعليهما‌السلام بالنسوة من كربلاء، ومعهم الأجناد يُحيطون بهم، وقد خرج الناس للنظر إليهم، فلما أقبل على الجِمال بغير وطاء جعل نساء الكوفة يبكين ويلتدمْن!(٣) ، فسمعت عليّ بن الحسينعليهما‌السلام وهو يقول بصوت ضئيل - وقد نهكته العلّة! وفي عنُقه الجامعة! ويده مغلولة إلى عنقه! -:(إنّ هؤلاء النسوة يبكين! فمَن قتلنا؟!) (٤) .

ويقول اليعقوبي في تاريخه: (وحملوهنّ إلى الكوفة، فلما دخلن إليها خرجت نساء الكوفة يصرخن ويبكين! فقال عليّ بن الحسين:(هؤلاء يبكين! فمَن

____________________

(١) رياض الأحزان: ٤٨ /، ونقل أيضاً عن تذكرة الأئمّة للعلاّمة المجلسي أنهّ (قال بعض النظّار والمتفرّجين لبعض شماتةً بهم: إنّ الله تعالى نِعْمَ ما كافى هؤلاء به عمّا أحدثوه وأبدعوه وفعلوه!

وكان هو في ذلك، إذ طارت من السماء حجارة وأصابت فمه وسقط ميّتاً لعنه الله).

(٢) في رجال الشيخ الطوسي: ١١٣ ورد اسمه (حذيم بن شريك الأسدي)، وروى الطبرسي في كتابه الاحتجاج عنه حديث ورد الإمام السجّادعليه‌السلام الكوفة مع أهل البيت، وخطبة زينب الكبرى في الكوفة. (راجع: الاحتجاج: ٢: ٣٢٠ رقم ٣٢٢)، وفي البحار: ٤٥: ١٠٨ (بشير بن خزيم الأسدي)، وفي مُستدركات علم رجال الحديث: ٢: ٣٧: (بشير بن جزيم الأسدي: لم يذكروه، وهو راوي خطبة مولاتنا زينبعليها‌السلام بالكوفة.).

(٣) التدمتْ المرأة: ضربت صدرها في النياحة، وقيل: ضربت وجهها في المآتم.

(٤) أمالي الطوسي: ٩١، واللهوف: ١٩٢، وأمالي المفيد: ٣٢٠، والفصول المهمّة: ١٩٢، والمنتخب للطريحي: ٣٥٠.

٩٣

قتلَنا؟!) (١) .

ويقول ابن أعثم الكوفي: (وساق القوم حُرَم رسول الله من كربلاء، كما تُساق الأُسارى! حتّى إذا بلغوا بهم إلى الكوفة خرج الناس إليهم فجعلوا يبكون وينوحون ...)(٢) .

وقال السيد ابن طاووس (ره): (قال الراوي: فأشرفت امرأة من الكوفيّات فقالت: من أيّ الأُسارى أنتنّ؟ فقلن: نحن أُسارى آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله !!

فنزلت المرأة من سطحها، فجمعت لهنّ مُلاء وأُزُراً ومقانع، وأعطتهنّ فتغطّين)(٣) .

ويصف حاجب عبَيد الله بن زياد حال الناس ذلك اليوم فيقول: (.. ثمّ أمر بعليّ بن الحسينعليه‌السلام فغُلّ، وحُمل مع النسوة والسبايا إلى السجن، وكنت معهم، فما مررنا بزقاق إلاّ وجدناه ملاء رجالاً ونساء يضربون وجوههم ويبكون ...!!)(٤) .

مسلم الجصّاص يصف حال الكوفة يومذاك!

قال العلاّمة المجلسي (ره): (رأيت في بعض الكُتب المعتبرة(٥) ، روى مُرسلاً عن مسلم الجصاص، قال: دعاني ابن زياد لإصلاح دار الإمارة بالكوفة، فبينما أنا

____________________

(١) تاريخ اليعقوبي: ٢: ١٧٧.

(٢) الفتوح: ٥: ١٣٩.

(٣) اللهوف: ١٩١.

(٤) أمالي الشيخ الصدوق: ١٤٠ المجلس ٣١ حديث رقم ٣.

(٥) لا يُعرَف السرّ في عدم ذكر العلاّمة المجلسي (ره) اسم هذا الكتاب الذي وصفه من الكُتب المعتبرة.

٩٤

أُجصّص الأبواب، وإذا أنا بالزعقات(١) قد ارتفعت من جنبات الكوفة! فأقبلت على خادم كان معنا، فقلت: ما لي أرى الكوفة تضجّ؟!

قال: الساعة أتَوا برأس خارجيّ خرج على يزيد.

فقلت: مَن هذا الخارجي؟!

فقال: الحسين بن علي!

قال: فتركت الخادم حتّى خرج، ولطمت وجهي حتّى خشيت على عيني أن تذهب!(٢) ، وغسلت يدي من الجصّ، وخرجت من ظَهر القصر وأتيت إلى الكُناس، فبينما أنا واقف والناس يتوقَّعون وصول السبايا والرؤوس، إذ أقبلت نحو أربعين شِقّة(٣) تُحمل على أربعين جَملاً، فيها الحرم والنساء وأولاد فاطمةعليها‌السلام ، وإذا بعليّ بن الحسينعليه‌السلام على بعير بغير وطاء! وأوداجه تشخب دماً! وهو مع ذلك يبكي ويقول:

يا أُمّة السوء لا سَقياً لربعكم

يا أُمّة لم تراعِ جدّنا فينا

لو أنّنا ورسول الله يجمعنا

يوم القيامة ما كنتم تقولونا

تُسيّرونا على الأقتاب عارية

كأنّنا لم نُشيِّد فيكم دينا

بني أُميّة ما هذا الوقوف على

تلك المصائب لا تُلبُّون داعينا(٤)

تُصفِّقون علينا كفَّكم فرحاً

وأنتم في فجاج الأرض تسْبونا

أليس جدّي رسول الله ويلكم

أهدى البريّة من سُبل المضلِّينا

____________________

(١) قال ابن منظور: والزعق: الصياح. (لسان العرب: ٦: ٤٦).

(٢) وفي هذا إشارة إلى أنّ مسلماً الجصّاص كان من مُحبيّ أهل البيتعليهم‌السلام .

(٣) والشِّقّة: الشظيّة أو القطعة المشقوقة من لوح أو خشب أو غيره. (لسان العرب: ١٠: ١٨٢).

(٤) يُلاحَظ في هذا البيت وما بعده ضعف وركاكة ظاهرة، ولعلّ هذه الأبيات من نظم آخرين ثمّ ألحقت بالأبيات الثلاثة الأُولى، والله العالم.

٩٥

يا وقعة الطفّ قد أورثتني حزناً

والله يهتك أستار المسيئينا

قال: وصار أهل الكوفة يُناولون الأطفال الذين على المحامل بعض التمر والخبز والجوز، فصاحت بهم أمّ كلثوم، وقالت: يا أهل الكوفة، إنّ الصدقة علينا حرام!

وصارت تأخذ ذلك من أيدي الأطفال وأفواهم وترمي به إلى الأرض.

قال: كلّ ذلك والنّاس يبكون على ما أصابهم!

ثمّ إنّ أمّ كلثوم أطلعت رأسها من المحمل، وقالت لهم:

صهٍ يا أهل الكوفة! تقتلنا رجالكم وتبكينا نساؤكم؟! فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء!

فبينما هي تُخاطبهنّ إذا بضجّة قد ارتفعت، فإذا هم أتوا بالرؤوس يقدمهم رأس الحسينعليه‌السلام (١) ، وهو رأسٌ زهريٌّ قمرىٌّ، أشبه الخلْق برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولحيته كسواد السّبج(٢) قد انتصل منها الخضاب، ووجهه دارة قمر طالع! والرمح تلعب بها (كذا) يميناً وشمالاً، فالتفتت زينب، فرأت رأس أخيها، فنطحت جبينها بمُقدّم المحمِل، حتّى رأينا الدّم يخرج من تحت قناعها، وأومأت إليه بحرقة وجعلت تقول:

يا هلالاً لما استتمّ كمالا

غاله خسفه فأبدى غروبا

ما توهّمت يا شقيق فؤادي

كان هذا مُقدَّراً مكتوبا

يا أخي فاطم الصغيرة كلِّمها

فقد كاد قلبها أن يذوبا

____________________

(١) ظاهر هذا الخبر يُخالف الأخبار التي مضت قبل هذا، والمصرِّحة بأنّ رأس الإمامعليه‌السلام أُخذ من ساعته إلى ابن زياد بيد خولّي وحميد بن مسلم، إلاّ أنّ الرؤوس المقدّسة جيء من القصر بها إلى حيث يمرّ الركب تلك الساعة داخل الكوفة. والله العالم.

(٢) السَّبَج: حجر أسود شديد السواد برّاق.

٩٦

يـا أخـي قـلبك الشفيق علينا

مـا لـه قد قسا وصار صليبا

يا أخي لو ترى عليّاً لدى الأسر

مـع الـيُتْم لا يُـطيق وجوبا

كـلّما أوجـعوه بالضرب نادا

ك بـذلٍّ يـغيض دمعاً سكوبا

يـا أخـي ضُـمَّه إليك وقرِّبه

وسـكِّـن فؤاده الـمرعوبا

مـا أذلّ الـيتيم حـين يُنادي

بـأبيه ولا يراه مُجيبا) (١) .

إشارة:

لا شكّ بأنّ الصدقة الواجبة حرام على أهل البيتعليهم‌السلام وعلى ذراريهم، وهي - كما ورد في الأثر(٢) - أوساخ الناس، وأنّها لا تحلّ على محمّد ولا آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ إنّه لا خلاف في عدم تحريم الصدقة المندوبة، فلماذا منعَتْ السيّدة أمّ كلثوم أو زينبعليها‌السلام الأطفال من أخذ ما كان يُقدِّمه لهم أهل الكوفة من تمر وخبز وجوز؟ ألأنّ ذلك كان صدقة واجبة وهي محرّمة عليهم؟ أمْ كان ذلك احتياطاً، فلرّبما كان بعض ذلك من الصدقة الواجبة؟ أمْ كان ذلك محمولاً على الكراهة أو الحُرمة بتعليل خاص؟

يقول الشيخ الأنصاري (ره) في كتاب الزكاة(٣) ما نصّه: (ثمّ إنّه لا خلاف في عدم تحريم الصدقة المندوبة، وبه وردت أخبار كثيرة، إلاّ أنّ في بعض الأخبار ما يدلّ

____________________

(١) بحار الأنوار: ٤٥: ١١٤ - ١١٥.

(٢) قال ابن عبّاس: (وكان (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كثيراً ما يقول عن الصدقة: هي أوساخ النّاس، وأنّها لا تحلّ لمحمّد ولا آل محمّد. (كشف الغمّة عن هذه الأمّة للشعراني: ١٥٤). وانظر: وسائل الشيعة: ٦: ١٨٥ باب ٢٩ من أبواب المستحقّين للزكاة.

(٣) كتاب الزكاة: ٣٥٢.

٩٧

على نهي الإمامعليه‌السلام عن ماء المسجد؛ مُعلّلاً بأنّها صدقة، وقد اشتُهر حكاية منع سيدتنا زينب أو أمّ كلثومعليها‌السلام للسبايا عن أخذ صدقات أهل الكوفة؛ مُعلِّلتين بكونها صدقة، ويمكن حملها على الكراهة أو الحرمة، إذا كان الدفع على وجه المهانة كما احتمله في شرح المفاتيح).

وفي طول ذلك، يمكن أن نقول: بأنّ من المحتمل أيضاً، أنّ سيدتناعليها‌السلام أرادت من وراء ردّ عطايا أهل الكوفة ومنع السبايا منها - مع فرض الكراهة - أن تُعرِّف النّاس بأنّ سبايا هذا الركب ليسوا من أيّ الناس، بل هم آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الذين فرض الله مودّتهم واتِّباعهم، وأنّ يزيد بن معاوية وعامله ابن زياد قد عصيا الله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله بارتكاب ما ارتكبا من آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتّى ينكشف للنّاس من أهل الكوفة عُظم الجريمة والرزيّة، وفظاعة ما اجترحوه من ذنب الانقياد ليزيد وابن زياد وأتباعهما.

خُطبة بطلة كربلاءعليها‌السلام :

ولما رأت العقيلة زينبعليها‌السلام الحشود الكثيرة من أهالي الكوفة، قد ملأت الشوارع والطرق والسكك، اندفعت إلى الخطابة وإلى التبليغ وإلى تبيان ما جرى على أهل بيت النبوّة، وأخذت تُحمِّل أهل الكوفة مسؤولية نقض العهد والبيعة وقتل ريحانة رسول الله، وتُوخِز ضمائرهم وتُحرق قلوبهم، بتعريفهم عُظم ما اجترحوا من جُرم، وقبح ما ألبسوا أنفسهم من عارٍ لا يُغسَل أبد الدهر!

قال السيّد ابن طاووس (ره): (قال بشير بن خزيم الأسدي: ونظرت إلى زينب بنت عليّ يومئذٍ، ولم أرَ خَفرةً - والله - أنطق منها! كأنّها تُفرغ من لسان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ! وقد أومأت إلى النّاس أن اسكتوا فارتدّت الأنفاس

٩٨

وسكنت الأجراس!! ثمّ قالت:

الحمد لله، والصلاة على أبي محمّد وآله الطيّبين الأخيار! أمّا بعد، يا أهل الكوفة! يا أهل الختل والغدر! أتبكون؟! فلا رقأت الدمعة، ولا هدأت الرنّة! إنّما مَثَلكم كمَثل الذي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً، تتّخذون أيمانكم دخَلاً بينكم! ألا وهل فيكم إلاّ الصَّلف النَّطف، والصدر الشّنف، وملق الإماء، وغمز الأعداء، أو كمرعى على دِمنة، أو كفضّة (كقصّة خ ل) على ملحودة!؟! ألا ساء ما قدّمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون!

أتبكون وتنتحبون؟! إي والله، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً! وأنّى ترحضون قتل سليل خاتم النبوّة، ومعدن الرسالة، وسيّد شباب أهل الجنّة، وملاذ خيرتكم، ومفزع نازلتكم، ومنار حجّتكم، ومدره ألسنتكم؟! ألا ساء ما تزرون، وبُعداً لكم وسحقاً، فلقد خاب السعي، وتبّت الأيدي، وخسرت الصفقة، وبؤتم بغضب من الله، وضُربت عليكم الذّلة والمسكنة!

ويلكم يا أهل الكوفة! أتدرون أيّ كبد لرسول الله فريتم؟! وأيّ كريمة له أبرزتم؟! وأيّ دم له سفكتم؟! وأيّ حُرمة له انتهكتم؟! ولقد جئتم بها صلعاء عنقاء سوداء فقماء - وفي بعضها - خرقاء شوهاء، كطلاع الأرض أو ملاء السماء!

أفعجبتم أن مطرت السماء دماً؟! ولعذاب الآخرة أخزى وأنتم لا تُنصرون! فلا يستخفّنكم المهل، فإنّه لا يَحفزه البدار، ولا يخاف فوت الثار، وإنّ ربّكم لبالمرصاد!

٩٩

قال الراوي: فوالله، لقد رأيت النّاس يومئذٍ حيارى يبكون، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم! ورأيت شيخاً واقفاً إلى جنبي حتّى اخضلّت لحيته! وهو يقول: بأبي أنتم وأمّي! كهولكم خير الكهول! وشبابكم خير الشباب! ونساؤكم خير النساء! ونسلكم خير نسل، لا يخزى ولا يُبزى!)(١) .

____________________

(١) اللهوف: ١٩٢، وانظر: أمالي المفيد: ٣٢١، والفتوح: ٥: ١٣٩، وأمالي الطوسي: ١: ٩٠، ومُثير الأحزان: ٨٦، ومناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١١٥، والبحار: ٤٥: ١٦٢.

وروى المرحوم الطبرسي هذه الخطبة الغرّاء، بتفاوت وفيه زيادة: ثمّ أنشأت تقول:

مـاذا تـقولون إنّ قال النبيّ لكم

مـاذا صـنعتم وأنـتم آخر الأُمم

بـأهل بـيتي وأولادي تـكرمتي

مـنهم أُسارى ومنهم ضُرِّجوا بدم

ما كان ذاك جزائي إذ نصحت لكم

أن تخلفوني بسوءٍ في ذوي رحمي

إنّـي لأخشى عليكم أن يحلّ بكم

مثل العذاب الذي أودى على إرَم

ثمّ ولّت عنهم.

وفيه أيضاً: فقال علي بن الحسينعليه‌السلام :

(يا عمّة اسكتي! ففي الباقي عن الماضي اعتبار، وأنت بحمد الله عالمة غير مُعلّمة، فهمةٌ غير مُفهَّمة، إنّ البكاء والحنين لا يردّان مَن قد أباده الدهر!) .

فسكتت، ثمّ نزلعليه‌السلام وضرب فسطاطه، وأنزل نساءه، ودخل الفسطاط.

الاحتجاج: ٢: ١٠٩ / ويُلاحظ في إضافة الطبرسي (ره) أنّ قوله: (ثمّ نزل وضرب فسطاطه وأنزل نساءه ودخل الفسطاط) كاشف عن أنّ ما نقله من قول الإمام السجادعليه‌السلام ، كان قد صدر منه إلى عمّتهعليها‌السلام عند مشارف المدينة المنوّرة حين العودة إليها - على احتمال أقوى - أو في كربلاء، عند عودتهم إليها من الشام.

ذلك؛ لأنّهعليه‌السلام لم يكن له فسطاط في مسير السبي والأسر، ولم يكن له أن يُنزل النساء باختياره حيث يشاء! فتأمّل!

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(١) ، ومسلم(٢) ، وسنن أبي داود(٣) ، والترمذي(٤) ، وابن ماجة(٥) ، والنسائي(٦) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام علي بن الحسينعليه‌السلام (٧) .

__________________

١ ـ صحيح البخاري : ١ / ٦١ ، باب ما جاء في غسل البول ، وص ٨٥ ، باب المرأة تحيض بعد الإفاضة ، وج ٢ / ٩٨ ، باب الجريد في القبر ، وج ٣ / ١٨ و ٢٣ ، باب بيع الطعام قبل أن يقبض ، وص ٢٧ ، باب هل يبيع حاضر لباد ، وص ٢١٠ ، باب وجوب النفير وما يجب من الجهاد ، وج ٤ / ٧٢ ، باب إثم الغادر للبر والفاجر ، وج ٨ / ١٤ ، باب الحجم في السفر ، وص ٣٦ ، باب جيب القميص.

٢ ـ صحيح مسلم : ١ / ٣٠٣ ، كتاب الصلاة ، الحديث ٦١ ، وص ٤١٣ ، كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، الحديث ١٣٤ ، وص ٤٢٥ ، الحديث ١٦٥ ، وج ٢ / ٦٢٧ ، كتاب الكسوف ، الحديث ١٨ ، وص ٩٨٦ ، كتاب الحج ، باب تحريم مكة وصيدها ، الحديث ٨٢ ، وص ٩٦٣ ، الحديث ٣٨٠.

٣ ـ سنن أبي داود : ٣ / ٢٣٥ ، كتاب الايمان والنذور ، الحديث ٣٣٠٢ ، وص ٢٤٦ ، الحديث ٣٣٤٠ ، وج ١ / ٢٠١ ، كتاب الصلاة ، الحديث ٧٥٩ ، وص ٢٠٥ ، الحديث ٧٧١ ، وص ٢٥٦ ، الحديث ٩٧٤.

٤ ـ سنن الترمذي : ٣ / ١٨٥ ، كتاب الحج ، باب ما جاء في التمتع ، الحديث ٨٢٢ ، وص ١٩٨ ، كتاب الحج ، باب ( ٢٢ ) ما جاء في الحجامة للمحرم ، الحديث ٨٣٩ ، وص ٢١٧ ، الباب ( ٣٩ ) باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة ، الحديث ٨٦٣.

٥ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ١٢٥ ، كتاب الطهارة وسننها ، باب التشديد في البول ، الحديث ٣٤٧ ، وص ٣٣١ ، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، الحديث ١٠٤٠ ، وج ٢ / ١١٩٨ ، كتاب اللباس ، الحديث ٣٦٢٧ ، وص ١٣١٢ ، كتاب الفتن ، الحديث ٣٩٦٧.

٦ ـ سنن النسائي : ٥ / ١٢٣ ، كتاب مناسك الحج ، وص ١٢٥ و ١٧٩ و ١٨٤ و ٢٠٣ و ٢٠٤ و ٢٢١ و ٢٤٥.

٧ ـ رجال الشيخ الطوسي : ١١٦ الرقم ١١٦٦.

٢٠١

حرف الظاء

[ ٥٥ ] ظالم بن عمرو الدؤلي ( ـ ٦٩ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : أبو الأسود الدؤلي ، ويقال : الديلي ، العلامة ، الفاضل ، قاضي البصرة. واسمه : ظالم بن عمرو ـ على الأشهر ـ. ولد في أيام النبوة(١) .

وقال ابن خلكان : وكان من أكمل الرجال رأيا ، وأسدهم عقلا(٢) .

وقال ابن منظور : وكان أبو الأسود من أفصح الناس(٣) .

وعن يحيى بن معين : ثقة(٤) .

وقال ابن منجويه : شهد مع علي صفين(٥) .

وقال ابن حجر : ثقة ، فاضل ، مخضرم(٦)

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٤ / ٨١ الرقم ٢٨.

٢ ـ وفيات الأعيان : ٢ / ٥٣٥ الرقم ٣١٣ ، بغية الوعاة : ٢ / ٢٢ الرقم ١٣٣٤ ، معجم الادباء : ١٢ / ٣٤ الرقم ٣٤.

٣ ـ تاريخ مدينة دمشق : ٢٥ / ١٩٠ ، مختصر تاريخ دمشق : ١١ / ٢٢٦ الرقم ١٢٤.

٤ ـ الجرح والتعديل : ٤ / ٥٠٣ الرقم ٢٢١٤.

٥ ـ رجال صحيح مسلم : ١ / ٣٣٣ الرقم ٧٢٥.

٦ ـ تقريب التهذيب : ٢ / ٣٩١ الرقم ٥٢.

٢٠٢

٢ ـ تشيّعه :

قال الذهبي : وكان من وجوه الشيعة ، ومن أكملهم عقلا ورأيا(١) .

وقال الجاحظ : أبو الأسود مقدم في طبقات الناس ، كان معدودا في : الفقهاء ، والشعراء ، والمحدثين ، والأشراف ، والفرسان ، والامراء ، والدهاة ، والنحاة ، والحاضري الجواب ، والشيعة(٢) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

قال المزي : روى عن : أبي بن كعب في كتاب الرد على أهل القدر ، والزبير ابن العوام ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن مسعود في الرد على أهل القدر ، وعلي ابن أبي طالب في سنن أبي داود والترمذي وخصائص أمير المؤمنين وابن ماجة ، وعمر بن الخطاب في البخاري والترمذي وسنن النسائي ، وعمران بن حصين في صحيح مسلم وفي كتاب الرد على أهل القدر ، ومعاذ بن جبل في سنن أبي داود ، وأبي ذر الغفاري في الكتب الستة ، وأبي موسى الأشعري في مسلم.

روى عنه : سعيد بن عبد الرحمان بن رقيش في كتاب الرد على أهل القدر ، وعبد الله بن بريدة في البخاري والترمذي وابن ماجة والنسائي وأبي داود ، وعمر بن عبد الله مولى غفرة في كتاب الرد على أهل القدر ، ويحيى بن يعمر في البخاري ومسلم وأبي داود وابن ماجة ، وابنه أبو حرب بن أبي الأسود في مسلم وأبي داود والترمذي وخصائص أمير المؤمنين وابن ماجة(٣) .

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٤ / ٨١ ، راجع تاريخ الاسلام ، حوادث سنة ( ٦١ ) ، ص ٢٧٨.

٢ ـ سير أعلام النبلاء : ٤ / ٨٤.

٣ ـ تهذيب الكمال : ٣٣ / ٣٧.

٢٠٣

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(١) ، ومسلم(٢) ، وسنن أبي داود(٣) ، والترمذي(٤) ، والنسائي(٥) ، وابن ماجة(٦) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي فيمن روى عن الامام أمير المؤمنينعليه‌السلام (٧) .

__________________

صحيح البخاري : ٢ / ١٠٠ ، كتاب الجنائز ، وج ٣ / ١٤٩ ، كتاب الشهادات.

٢ ـ صحيح مسلم : ١ / ٩٥ ، كتاب الايمان ، الباب ( ٤٠ ) الحديث ١٥٤ ، وج ٢ / ٦٩٧ ، كتاب الزكاة ، الحديث ٥٣.

٣ ـ سنن أبي داود : ٢ / ٢٧ ، كتاب الصلاة ، باب صلاة الضحى ، الحديث ١٢٨٦.

٤ ـ سنن الترمذي : ٤ / ٢٣٢ ، كتاب اللباس ، الباب ( ٢٠ ) الحديث ١٧٥٣.

٥ ـ سنن النسائي : ٤ / ٥١ ، كتاب الجنائز.

٦ ـ سنن ابن ماجة : ٢ / ١١٩٦ ، كتاب اللباس ، باب الخضاب بالحناء ، الحديث ٣٦٢٢.

٧ ـ رجال الشيخ الطوسي : ٧٠ الرقم ٦٣٦.

٢٠٤

حرف العين

[ ٥٦ ] عائذ بن حبيب الكوفي ( ـ ١٩٠ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال المزي : عائذ بن حبيب بن الملاح العبسي ، ويقال : القرشي ، مولاهم ، أبو أحمد ، ويقال : أبو هشام الكوفي(١) .

وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : ثقة(٢) .

وقال أبو بكر الأثرم : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل ذكر عائذ بن حبيب ، فأحسن الثناء عليه ، وقال : كان شيخا جليلا عاقلا(٣) .

وذكره ابن حبان في الثقات(٤) .

٢ ـ تشيّعه :

قال الذهبي : شيعي جلد(٥) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ٩٥.

٢ و ٣ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ٩٦.

٤ ـ كتاب الثقات : ٧ / ٢٩٧.

٥ ـ ميزان الاعتدال : ٢ / ٣٦٣.

٢٠٥

وقال ابن حجر : رمي بالتشيع(١) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة التاسعة(٢) .

قال المزي : روى عن : إسماعيل بن أبي خالد ، وأشعث بن سوار ، وبكر ابن ربيعة ، وحجاج بن أرطاة ، وحميد الطويل في سنن النسائي وابن ماجة ، وزرارة بن أعين الكوفي ، وسعيد بن أبي عروبة ، وصالح بن حسان في سنن ابن ماجة ، وعامر ابن السمط في مسند علي ، ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، وأبي حنيفة النعمان بن ثابت ، وهشام بن عروة ، ويحيى بن قيس الطائفي.

روى عنه : أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه في سنن النسائي ، والحسن ابن بشر البجلي ، والحسين بن يزيد الطحان ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، وأبو نعيم ضرار بن صرد ، وأبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ، وأبو جعفر عبد الله بن محمد النفيلي ، وعبد الرحمان بن صالح الأزدي ، ومحمد بن جميل ، ومحمد بن حماد بن زيد الحارثي ، ومحمد بن الصباح الجرجرائي في ابن ماجة ، ومحمد بن طريف البجلي في ابن ماجة ، ومحمد بن عباد بن موسى العكلي ، ومحمد بن عبيد المحاربي ، وأبو كريب محمد بن العلاء في ابن ماجة ، ومحمد بن عيسى بن الطباع ، ومحمد بن يحيى بن كثير الحراني في مسند علي ، ونائل بن نجيح ، ويوسف ابن موسى(٣) .

__________________

١ و ٢ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٩٠ الرقم ٧٧.

٣ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ٩٥.

٢٠٦

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن ابن ماجة(١) ، والنسائي(٢) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام (٣) .

[ ٥٧ ] عاصم بن عمرو البجلي

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال المزي : عاصم بن عمرو ، ويقال : ابن عوف البجلي الكوفي ، أحد الشيعة(٤)

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي عنه ، فقال : هو صدوق ، وكتبه البخاري في كتاب الضعفاء فسمعت أبي يقول : يحول من هناك(٥) .

وقال ابن حجر : صدوق(٦) .

__________________

١ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٢٥١ ، كتاب المساجد والجماعات ، الحديث ٧٦٢.

٢ ـ سنن النسائي : ٢ / ٥٢ ، باب تخليق المساجد.

٣ ـ رجال الشيخ الطوسي : ٢٦٢ الرقم ٣٧٤٧.

٤ ـ تهذيب الكمال : ١٣ / ٥٣٣ الرقم ٣٠٢٢.

٥ ـ الجرح والتعديل : ٦ / ٣٤٨ الرقم ١٩٢١.

٦ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٨٥ الرقم ٢٣.

٢٠٧

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن منظور : أحد الشيعة(١)

وقال ابن حجر : رمي بالتشيع(٢) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثالثة(٣) .

وقال المزي : روي عن : أبي امامة صدي بن عجلان الباهلي ، وعمر بن الخطاب مرسلا في سنن ابن ماجة ، وعمرو بن شرحبيل ، وعمير مولى عمر بن الخطاب في ابن ماجة.

روى عنه : حجاج بن أرطاة ، وشعبة بن الحجاج ، وطارق بن عبد الرحمان البجلي في ابن ماجة ، وعامر الشعبي ، وعبد الرحمان بن عبد الله المسعودي ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي في سنن ابن ماجة ، وفرقد السبخي ، والقاسم أبو عبد الرحمان الشامي ، ومالك بن مغول ، ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، ومرزوق بن عبد الله الشامي(٤) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن ابن ماجة(٥) .

__________________

١ ـ مختصر تاريخ دمشق : ١٢ / ٢٤٠ الرقم ١٣٩ ، وراجع تاريخ مدينة دمشق : ٢٥ / ٢٨٣ الرقم ٣٠٢٠.

٢ و ٣ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٨٥.

٤ ـ تهذيب الكمال : ١٣ / ٥٣٣.

٥ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٤٣٧ ، الحديث ١٣٧٥ ، باب ما جاء في التطوع في البيت.

٢٠٨

[ ٥٨ ] عامر بن واثلة ( ـ ١٠٧ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : خاتم من رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الدنيا ، واستمر الحال على ذلك في عصر التابعين وكان أبو الطفيل ثقة فيما ينقله ، صادقا ، عالما ، شاعرا ، فارسا ، عمر دهرا طويلا ، وشهد مع علي حروبه(١) .

وقال ابن عدي : وكان الخوارج يذمونه باتصاله بعلي بن أبي طالب وقوله بفضله وفضل أهله ، وليس برواياته بأس(٢) .

٢ ـ تشيّعه :

عن محمد بن نعيم الضبي قال : سمعت أبا عبد الله بن الأحرم الحافظ وسئل : لم ترك البخاري حديث أبي الطفيل؟(٣) قال : لأنه كان يفرط في التشيّع(٤) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

قال المزي : روى عن : النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في الأدب المفرد ومسلم ، وعن بكر بن قرواش الكوفي ، وأبي سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري في مسلم وابن ماجة

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٣ / ٤٦٧ و ٤٧٠.

٢ ـ الكامل : ٥ / ٨٧ الرقم ١٢٦٤.

٣ ـ سيوافيك حديث البخاري عنه قريبا.

٤ ـ الكفاية في علم الدراية للخطيب البغدادي : ١٣١.

٢٠٩

والترمذي والنسائي وأبي داود ، وحذيفة بن اليمان في مسلم والترمذي ، وحلام بن جزل ، ابن أخي أبي ذر ، وزيد بن أرقم في الترمذي والنسائي ، وأبي سعيد سعد بن مالك الخدري في ابن ماجة ، وسلمان الفارسي ، وعبد الله بن عباس في مسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، وأبي بكر عبد الله بن أبي قحافة الصديق في أبي داود ، وعبد الله بن مسعود في مسلم وفي كتاب الرد على أهل القدر ، وعبد الملك بن أخي أبي ذر ، وعلي بن أبي طالب في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ـ وكان من شيعته ـ ، وعمار بن ياسر ، وعمر بن الخطاب في مسلم وابن ماجة ، وعمرو بن ضليع في الأدب المفرد ، ومجمع بن جارية الأنصاري في ابن ماجة ، ومعاذ بن جبل في مسلم وابن ماجة والترمذي والنسائي وأبي داود ، ونافع بن عبد الحارث الخزاعي في مسلم وابن ماجة.

روى عنه : إسماعيل بن مسلم المكي ، وجابر بن يزيد الجعفي ، وجرير بن حازم ، وحبيب بن أبي ثابت ، وحمران بن أعين في ابن ماجة ، وسعيد بن إياس الجريري في الأدب المفرد ومسلم وأبي داود والترمذي ، وابنه سلمة بن أبي الطفيل الليثي ، وسيف بن وهب في الأدب المفرد ، وعبد الله بن عبد الرحمان بن أبي حسين في الأدب المفرد ومسلم ومسند علي ، وعبد الله بن عثمان بن خيثم في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وعبد الله بن عطاء المكي ، وعبد العزيز بن رفيع في مسلم ، وعبد الملك بن سعيد بن أبجر في مسلم ، وعبيد الله بن أبي زياد القداح ، وعبيد الله بن أبي طلحة المكي في كتاب الرد على أهل القدر ، وعثمان بن عبيد الراسبي ، وعكرمة بن خالد المخزومي في مسلم ، وعلي بن زيد بن جدعان ، وعمارة بن ثوبان في الأدب المفرد وأبي داود ، وعمرو بن دينار في مسلم ، وفرات القزاز في مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وفطر بن

٢١٠

خليفة ، والقاسم بن أبي بزة في الأدب المفرد ومسلم وأبي داود والنسائي ، وقتادة في مسلم ، وكلثوم بن جبر في مسلم وفي كتاب الرد على أهل القدر ، وكهمس بن الحسن ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري في مسلم وابن ماجة ، وأبو الزبير محمد بن مسلم المكي في مسلم وأبي داود وابن ماجة والترمذي والنسائي ، ومعروف بن خربوذ في البخاري ومسلم وأبي داود وابن ماجة ، ومنصور بن حيان في مسلم والنسائي ، ومهدي بن عمران البصري ، والوليد بن عبد الله بن جميع في مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، ووهب بن عبد الله بن أبي ذبي في مسند علي ، ويحيى بن عبد الله بن الأدرع في مسند علي ، ويزيد بن بلال ، ويزيد بن أبي حبيب في أبي داود والترمذي ، وأبو عاصم الغنوي في أبي داود(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(٢) ، ومسلم(٣) ، وسنن أبي داود(٤) ، وابن ماجة(٥) ، والترمذي(٦) ، والنسائي(٧) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ٧٩ ـ ٨١.

٢ ـ صحيح البخاري : ١ / ٤١ ، كتاب العلم ، باب من خص بالعلم قوما دون قوم.

٣ ـ صحيح مسلم : ٢ / ٩٢٧ ، كتاب الحج ، الحديث ١٢٧٥.

٤ ـ سنن أبي داود : ٤ / ٢٦٧ ، كتاب الأدب ، الحديث ٤٨٦٤.

٥ ـ سنن ابن ماجة : ٢ / ٩٨٣ ، كتاب المناسك ، الحديث ٢٩٤٩.

٦ ـ سنن الترمذي : ٥ / ٦٣٣ ، كتاب المناقب ، الحديث ٣٧١٣.

٧ ـ سنن النسائي : ١ / ٢٨٥ ، كتاب المواقيت ، الوقت الذي يجمع فيه المسافر بين الظهر والعصر.

٢١١

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في من روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمير المؤمنين ، والحسن ابن علي ، وعلي بن الحسينعليهم‌السلام (١) .

[ ٥٩ ] عباد بن العوام ( ـ ١٨٣ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : عباد بن العوام بن عمر بن عبد الله بن المنذر ، الامام المحدث الصدوق ، أبو سهل الكلابي الواسطي(٢) .

قال المفضل بن غسان الغلابي ، وعبد الخالق بن منصور ، عن يحيى بن معين : ثقة(٣) .

وقال ابن خراش : صدوق(٤) .

وقال ابن حجر : ثقة(٥) .

وقال ابن سعد : وكان ثقة(٦) .

__________________

١ ـ رجال الشيخ الطوسي : ٤٤ الرقم ٣٣٠ وص ٧٠ الرقم ٦٤٦ ، وص ٩٥ الرقم ٩٤١ ، وص ١١٨ الرقم ١١٩٢.

٢ ـ سير أعلام النبلاء : ٨ / ٥١١ الرقم ١٣٤.

٣ و ٤ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ١٤٣.

٥ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٩٣.

٦ ـ الطبقات الكبرى : ٧ / ٣٣٠.

٢١٢

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن سعد : وكان يتشيّع ، فأخذه هارون فحبسه زمانا(١) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثامنة(٢) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن مسلم الهجري ، وإسماعيل بن أبي خالد في البخاري ، وأشعث بن سوار ، وأبي بكر جبريل بن أحمر في النسائي ، وحجاج ابن أرطاة في الترمذي وابن ماجة ، وحسين بن ذكوان المعلم في النسائي ، وحصين ابن عبد الرحمان السلمي في مسلم ، وحميد الطويل في كتاب الشمائل ، وسعيد بن إياس الجريري في النسائي وابن ماجة ، وسعيد بن أبي عروبة في كتاب الشمائل والنسائي ، وأبي مسلمة سعيد بن يزيد في مسلم ، وسفيان بن حسين الواسطي في كتاب القراءة خلف الامام للبخاري وفي أبي داود والترمذي والنسائي ، وشريك بن عبد الله النخعي في كتاب المراسيل ، وعبد الله بن عون في البخاري ، وعبد الله بن أبي نجيح ، حديثا واحدا ، وعبيد الله بن العيزار ، وعمر بن إبراهيم العبدي في ابن ماجة ، وعمر بن عامر ، وعوف الأعرابي في ابن ماجة ، ومحمد بن عمرو بن علقمة في ابن ماجة ، وميمون بن أبي حمزة الأعور في الترمذي ، وهارون بن عنترة ، وهلال بن خباب في أبي داود والترمذي ، وواصل مولى أبي عيينة ، حديثا واحدا ، ويحيى بن أبي إسحاق الحضرمي في البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة ، ويحيى بن عبيدالله بن موهب التيمي ، ويونس بن عبيد ، وأبي إسحاق الشيباني في البخاري

__________________

١ ـ الطبقات الكبرى : ٧ / ٣٣٠.

٢ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٩٣.

٢١٣

ومسلم وابن ماجة ، وأبي مالك الأشجعي في مسلم وأبي داود.

روى عنه : إبراهيم بن زياد سبلان ، وإبراهيم بن عبيدالله بن حاتم الهروي في الترمذي وابن ماجة ، وإبراهيم بن موسى الرازي في كتاب القراءة خلف الإمام للبخاري وفي ابن ماجة ، وأحمد بن حنبل في أبي داود ، وأحمد بن منيع في الترمذي والنسائي ، وإسماعيل بن توبة القزويني في ابن ماجة ، وإسماعيل بن سالم الصائغ ، وإسماعيل بن علية في البخاري ـ وهو من أقرانه ـ ، وإسماعيل بن عيسى العطار ، والحسن بن عرفة ، وداود بن رشيد في أبي داود ، وزكريا بن يحيى زحمويه الواسطي ، وزياد بن أيوب الطوسي في الترمذي ، وسعيد بن سليمان الواسطي سعدويه في البخاري والنسائي والترمذي وابن ماجة وأبي داود ، وأبو الربيع سليمان ابن داود الزهراني في مسلم ، وعباد بن موسى الختلي في كتاب المراسيل ، وعباد ابن يعقوب الرواجني في البخاري ، وعبد الله بن محمد بن الربيع الكرماني في النسائي ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة في مسلم وابن ماجة ، وعبد الله بن محمد النفيلي في أبي داود ، وعبد المتعالي بن طالب ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة ، وعلي بن مسلم الطوسي في أبي داود ، وعمر بن يزيد السياري في أبي داود ، وعمرو بن عون الواسطي ، وعمرو بن محمد الناقد ، وعمران بن ميسرة المنقري في البخاري ، والعلاء بن هلال الرقي في النسائي ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، ومحمد ابن حاتم بن سليمان المؤدب ، ومحمد بن الصباح الدولابي ، ومحمد بن الصباح الجرجرائي في ابن ماجة ، ومحمد بن عيسى بن الطباع في كتاب الشمائل وسنن النسائي ، ومحمد بن كامل المروزي في الترمذي ، ومحمد بن معاوية بن مالج الأنماطي في النسائي ، وأبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي القاضي ، ومحمود بن

٢١٤

خداش الطالقاني في الترمذي(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(٢) ، ومسلم(٣) ، وسنن أبي داود(٤) ، والنسائي(٥) ، وابن ماجة(٦) ، والترمذي(٧) .

[ ٦٠ ] عباد بن يعقوب ( ـ ٢٥٠ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : الشيخ العالم الصدوق ، محدث الشيعة ، أبو سعيد عباد بن يعقوب الأسدي الرواجني الكوفي(٨) .

وقال أبو حاتم : كوفي ثقة(٩) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ١٤١ ـ ١٤٢.

٢ ـ صحيح البخاري : ٣ / ٣١ ، كتاب البيوع ، باب بيع الذهب بالورق يدا بيد.

٣ ـ صحيح مسلم : ٣ / ١٢٤٣ ، كتاب الهبات ، باب كراهة تفضيل بعض الأولاد في الهبة.

٤ ـ سنن أبي داود : ٢ / ٩٨ ، كتاب الزكاة ، باب في زكاة السائمة ، الحديث ١٥٦٨.

٥ ـ سنن النسائي : ٧ / ٣٧ ، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع.

٦ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ١٥٠ ، كتاب الطهارة وسننها ، باب ما جاء في مسح الرأس ، الحديث ٤٣٥.

٧ ـ سنن الترمذي : ٢ / ٢٢٠ ، الباب ( ٢٨٠ ) من أبواب الصلاة ، الحديث ٣٨١.

٨ ـ سير أعلام النبلاء : ١١ / ٥٣٦ الرقم ١٥٥.

٩ ـ الجرح والتعديل : ٦ / ٨٨ الرقم ٤٤٧.

٢١٥

وقال الدارقطني : صدوق(١) .

وقال ابن حجر : صدوق(٢) .

وقال الذهبي : صادق في الحديث(٣) .

وقال الحاكم أبو عبد الله : كان أبو بكر بن خزيمة يقول : حدثنا الثقة في روايته ، المتهم في دينه عباد بن يعقوب(٤) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن عدي : عباد بن يعقوب معروف في أهل الكوفة ، وفيه غلو فيما فيه من التشيّع ، وروى أحاديث انكرت عليه في فضائل أهل البيت وفي مثالب غيرهم(٥) .

وقال الدارقطني : شيعي(٦) .

وقال ابن حجر : رافضي(٧) .

وقال الذهبي : من غلاة الشيعة ورؤوس البدع(٨) .

وقال علي بن محمد المروزي : سمعت صالحا يقول : سمعت عباد بن يعقوب يقول الله أعدل من أن يدخل طلحة والزبير الجنة ، قلت : ويلك ولم؟ قال : لأنهما

__________________

١ ـ ميزان الاعتدال : ٢ / ٣٨٠.

٢ و ٧ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٩٤ الرقم ١١٨.

٣ و ٨ ـ ميزان الاعتدال : ٢ / ٣٧٩ الرقم ٤١٤٩.

٤ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ١٧٧. أقول : ولا شك بأن الاتهام في الدين ليس إلا التشيع.

٥ ـ الكامل : ٤ / ١٦٥٣.

٦ ـ تهذيب التهذيب : ٥ / ١١٠ الرقم ١٨٣.

٢١٦

قاتلا علي بن أبي طالب بعد أن بايعاه(١) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة العاشرة(٢) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي ، وإسماعيل بن عياش ، وثابت بن الوليد بن عبد الله بن جميع ، وحاتم بن إسماعيل المدني ، والحسين بن زيد بن علي العلوي في ابن ماجة ، والحكم بن ظهير ، وحماد ابن عيسى العبسي ، وحنان بن سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي ، وسلم بن المغيرة الكوفي ، وشريك بن عبد الله النخعي ، وعباد بن العوام في البخاري ، وعبد الله ابن عبد القدوس في الترمذي ، وأبي عبد الرحمان عبد الله بن عبد الملك بن أبي عبيدة ابن عبد الله بن مسعود المسعودي ، وعبد الرحمان بن محمد بن عبيد العرزمي ، وعبيد ابن محمد بن قيس البجلي ، وعلي بن عابس الأسدي ، وعلي بن هاشم بن البريد ، وعمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز ، وعيسى بن راشد الكوفي ، وعيسى بن عبد الرحمان ، شيخ يروي عن أبيه عن جده عن علي ، والقاسم بن محمد بن عبد الله ابن محمد بن عقيل ، ومحمد بن الفضل بن عطية في الترمذي ، ومحمد بن فضل بن غزوان ، وموسى بن عمير القرشي ، والوليد بن أبي ثور في الترمذي ، وأبي المحياة يحيى بن يعلى التيمي ، ويحيى بن يعلى الأسلمي ، ويونس بن أبي يعفور العبدي.

روى عنه : البخاري حديثا واحدا مقرونا بغيره ، والترمذي ، وابن ماجة ، وإبراهيم بن جعفر الاستراباذي ، وإبراهيم بن محمد بن الحسن السامري ، وإبراهيم

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ١٧٨.

٢ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٣٩٤ الرقم ١١٨.

٢١٧

ابن محمد العمراني الكوفي ، وأحمد بن إسحاق بن بهلول التنوخي ، وأبو بكر أحمد ابن عمرو بن عبد الخالق البزاز ، وإسحاق بن محمد بن الضحاك الكوفي ، وجعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي ، والحسين بن إسحاق التستري ، وصالح بن محمد البغدادي الحافظ ، وأبو بكر عبد الله بن أبي داود ، وعلي بن الحسين بن أبي قربة العجلي ، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي ، وعلي بن العباس البجلي المقانعي ، والقاسم بن زكريا المطرز ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق ابن خزيمة ، ومحمد بن العباس بن أيوب الأصبهاني الأخرم ، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي ، وأبو جعفر محمد بن منصور المرادي الكوفي ، ويحيى بن الحسن ابن جعفر العلوي النسابة ، ويحيى بن محمد بن صاعد(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(٢) ، وسنن الترمذي(٣) ، وابن ماجة(٤) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ١٧٦ ـ ١٧٧.

٢ ـ صحيح البخاري : ٨ / ٢١٢ ، كتاب التوحيد ، راجع رجال صحيح البخاري : ٢ / ٨٦٣ الرقم ١٤٥٩.

٣ ـ سنن الترمذي : ٥ / ٥٩٣ ، كتاب المناقب ، الباب (٦) الحديث ٣٦٢٦.

٤ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٤٧١ ، كتاب الجنائز ، الباب (١٠) الحديث ١٤٦٨.

٢١٨

[ ٦١ ] عبد الله بن الجهم الرازي

١ ـ شخصيته ووثاقته :

عبد الله بن الجهم الرازي ، كنيته أبو عبد الرحمان. قال أبو زرعة : وكان صدوقا(١) .

وقال ابن حجر : صدوق(٢) .

وعده ابن حبان في الثقات(٣) .

٢ ـ تشيّعه :

قال أبو حاتم : وكان يتشيّع(٤) .

وقال ابن حجر : صدوق(٥) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة العاشرة(٦) .

وقال المزي : روى عن : جرير بن عبد الحميد ، وحكام بن سلم الرازي ،

__________________

١ ـ الجرح والتعديل : ٥ / ٢٧ الرقم ١٢١.

٢ و ٥ و ٦ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٤٠٧.

٣ ـ كتاب الثقات : ٨ / ٣٤٤.

٤ ـ نقله عنه الذهبي في ميزان الاعتدال : ٢ / ٤٠٤.

٢١٩

وزكريا بن سلام العتبي الكوفي الأصم ، وعبد الله بن العلاء بن خالد بن وردان البصري ، وعبد الله بن المبارك ، وعكرمة بن إبراهيم الأزدي قاضي الري ، وعمرو بن أبي قيس الرازي في أبي داود ، والعلاء بن حصين ، ويحيى بن الضريس الرازي ، وأبي تميلة يحيى بن واضح.

روى عنه : أحمد بن أبي سريج الرازي في أبي داود ، وعلي بن شهاب الرازي ، ومحمد بن بكير الحضرمي ، وأبو هارون محمد بن خالد بن يزيد الرازي الخراز ، وموسى بن سفيان بن زياد الجنديسابوري السكري ، ونوح بن أنس الرازي المقرئ ، ويوسف بن موسى القطان(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة : سنن أبي داود(٢) .

[ ٦٢ ] عبد الله بن داود الخريبي ( ١٢٦ ـ ٢١٣ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : عبد الله بن داود بن عامر بن ربيع ، الامام ، الحافظ ، القدوة ، أبو عبد الرحمن الهمداني ، ثم الشعبي الكوفي ، ثم البصري ، المشهور بالخريبي لنزوله

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٤ / ٣٨٩.

٢ ـ سنن أبي داود : ١ / ٨٣ ، كتاب الطهارة ، باب المستحاضة يغشاها زوجها ، الحديث ٣١٠.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482