رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة12%

رجال الشيعة في أسانيد السنّة مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-6289-76-2
الصفحات: 482

رجال الشيعة في أسانيد السنّة
  • البداية
  • السابق
  • 482 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 159171 / تحميل: 6763
الحجم الحجم الحجم
رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
ISBN: ٩٦٤-٦٢٨٩-٧٦-٢
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

بالعبادة والصلاح ، لكنه من رؤوس الشيعة(١) .

وقال ابن حجر : ثقة ، يتشيّع(٢) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة التاسعة(٣) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع في ابن ماجة ، واسامة بن زيد الليثي في مسلم ، وإسرائيل بن يونس في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، وإسماعيل بن أبي خالد في البخاري ، وإسماعيل بن سلمان الأزرق ، وإسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيراء في ابن ماجة ، وأيمن بن نابل المكي ، وبشير بن ربيعة في مسند علي ، ويقال : محمد بن ربيعة البجلي في مسند علي ، والحسن بن صالح بن حي في مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي في البخاري ، وخارجة بن مصعب ، والربيع بن حبيب في ابن ماجة ، وزائدة بن قدامة ، وزكريا بن أبي زائدة في البخاري ، وزهير بن معاوية ، وسالم الخياط في الترمذي ، وسعد بن أوس العبسي في ابن ماجة ، وسعيد بن عبد الرحمان البصري أخي أبي حرة ، وسفيان الثوري في مسلم والترمذي ، وسفيان ابن عيينة في البخاري ، وسلمة بن نبيط ، وسليمان الأعمش في البخاري ، وشعبة ابن الحجاج ، وشيبان بن عبد الرحمن في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، والضحاك بن نبراس ، وطلحة بن جبر ، وطلحة بن عمرو الحضرمي المكي ،

__________________

١ ـ شذرات الذهب : ٢ / ٢٩.

٢ و ٣ ـ تقريب التهذيب : ١ / ٥٣٩.

٢٦١

وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله في النسائي ، وعبد الأعلى بن أعين في ابن ماجة ، وعبد الرحمان بن عمرو الأوزاعي في البخاري وابن ماجة ، وعبد العزيز بن سياه في الترمذي والنسائي وابن ماجة ، وعبد الملك بن جريج في النسائي ، وعبيد الله بن أبي زياد القداح ، وأبي سيدان عبيد بن الطفيل ، وعثمان بن الأسود في البخاري وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، وعقبة بن أبي صالح ، والعلاء بن صالح في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وأبي محرز عيسى بن صدقة ، وعيسى بن عبد الرحمان السلمي ، وعيسى بن عمر القارئ ، وعيسى بن أبي عيسى الحناط ، وأبي بشر غالب بن نجيح الكوفي ، وفطر بن خليفة ، وقيس بن الربيع ، وكيسان أبي عمر القصار في التفسير ، ومالك بن مغول ، ومبارك بن حسان السلمي في الأدب المفرد وابن ماجة ، ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، ومسعر بن كدام ، ومصعب ابن سليم ، ومطر الإسكاف ، ومعروف بن خربوذ في البخاري ، وموسى بن عبيدة الربذي في الترمذي وابن ماجة ، وموسى بن عمير العنبري ، وأبيه موسى بن أبي المختار ، ونصر بن علي الجهضمي الكبير في ابن ماجة ، ونعيم بن حكيم المدائني في مسند علي ، وهارون بن سلمان الفراء في أبي داود والترمذي ، وهانئ بن أيوب الحنفي في النسائي ، وهشام بن عروة في البخاري ، ويعقوب بن عبد الله القمي في النسائي ، ويوسف بن صهيب الكندي في أبي داود والنسائي ، ويونس بن أبي إسحاق ، وأبي باذام المحاربي في الأدب المفرد ، وأبي إسرائيل الملائي ، وأبي جعفر الرازي في الترمذي ، وأبي الربيع السمان في ابن ماجة ، وأبي سعد البقال.

روى عنه : البخاري في الترمذي ، وإبراهيم بن دينار البغدادي في مسلم ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، وإبراهيم بن يونس بن محمد المؤدب

٢٦٢

في النسائي ، وأحمد بن ابراهيم الدورقي في أبي داود ، وأحمد بن إسحاق البخاري السرماري في البخاري ، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة ، وأحمد بن حنبل ، وأحمد ابن أبي شريح الرازي في البخاري ، وأحمد بن سعيد الرباطي ، وأحمد بن سليمان الرهاوي في النسائي ، وأحمد بن عبد الله بن صالح العجلي ، وأحمد بن عبيدالله بن إدريس النرسي ، وأحمد بن عثمان بن حكيم الأودي في النسائي ، وأحمد بن فضالة ابن إبراهيم النسائي في النسائي ، وأحمد بن نصر النيسابوري ، وأحمد بن يوسف السلمي في ابن ماجة ، وإسحاق بن راهويه ، وإسحاق بن منصور الكوسج في مسلم ، وأبو بشر بكر بن خلف في ابن ماجة ، والحارث بن محمد بن أبي اسامة التميمي ، وحجاج بن الشاعر في مسلم ، والحسن بن إسحاق المروزي في النسائي ، والحسن بن سلام السواق ، والحسن بن علي بن حرب الموصلي ، والحسن بن علي ابن عفان العامري ، والحسين بن أبي السري العسقلاني في ابن ماجة ، والحسين بن علي بن الأسود العجلي في أبي داود ، والحسين بن محمد الحريري البلخي في الترمذي ، وخالد بن حميد المهري ـ وهو أكبر منه ـ ، وزياد بن أيوب الطوسي في أبي داود ، وسفيان بن وكيع بن الجراح في الترمذي ، وسهل بن زنجلة الرازي في ابن ماجة ، وصالح بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان في ابن ماجة ، وعباس بن عبد العظيم العنبري في أبي داود ، وعباس بن محمد الدوري في الترمذي والنسائي ، وعبد الله بن الجراح القهستاني في أبي داود ، وعبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني في أبي داود والترمذي ، وأبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ، وعبد الله بن الصباح العطار في كتاب الشمائل ، وعبد الله بن عبد الرحمان الدارمي في مسلم والترمذي ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة في البخاري ومسلم وابن ماجة ،

٢٦٣

وعبد الله بن محمد المسندي في الترمذي ، وعبد الله بن منير المروزي في الترمذي ، وعبد بن حميد في مسلم والترمذي ، وعبيد بن يعيش ، وعثمان بن أبي شيبة في أبي داود ، وعلي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي ، وعلي بن سعيد بن جرير النسائي وعلي بن سلمة اللبقي ، وعلي بن محمد الطنافسي في ابن ماجة ، والقاسم بن زكريا ابن دينار الكوفي في مسلم والترمذي والنسائي ، ومحمد بن أحمد بن مدويه الترمذي في سنن الترمذي ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ، ومحمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي في ابن ماجة ، ومحمد بن إسماعيل بن أبي ضرار الرازي في ابن ماجة ، ومحمد بن حاتم بن بزيع في أبي داود ، ومحمد بن الحسين بن اشكاب في البخاري ، ومحمد بن خلف العسقلاني في ابن ماجة ، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي ، ومحمد بن سليمان بن الحارث الباغندي الكبير ، ومحمد بن سهل بن عسكر البخاري في النسائي ، ومحمد ابن عبد الله بن نمير في مسلم والترمذي ، ومحمد بن عثمان بن كرامة في أبي داود والترمذي ، ومحمد بن علي بن عفان العامري ، ومحمد بن عمر بن هياج الكوفي في ابن ماجة ، ومحمد بن عوف الطائي الحمصي في مسند علي ، ومحمد بن الفرج الأزرق ، وأبو موسى محمد بن المثنى في النسائي ، ومحمد بن يحيى الذهلي في البخاري وأبي داود وابن ماجة ، ومحمد بن يونس الكديمي ، ومحمود بن غيلان المروزي في البخاري ، ومعاوية بن صالح الأشعري الدمشقي ، ويحيى بن معين ، ويعقوب بن سيفيان الفارسي ، ويعقوب بن شيبة السدوسي ، ويوسف بن موسى القطان في البخاري(١) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٩ / ١٦٤ ـ ١٦٧.

٢٦٤

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(١) ، ومسلم(٢) ، وسنن أبي داود(٣) ، وابن ماجة(٤) ،

__________________

١ ـ صحيح البخاري : ١ / ٨١ ، كتاب الايمان ، وص ٢٢ ، باب القراءة والعرض على المحدث ، وص ٤٠ ، باب من ترك الاختيار ، وص ٤١ ، باب من خص بالعلم قوما دون قوم ، وص ٩٤ ، باب الصلاة في الثوب ، وص ١٣٠ ، باب المرأة تطرح عن المصلي شيئا من الأذى ، وج ٢ / ٢١٠ ، باب خروج النساء إلى المساجد ، وص ٢٣٠ ، باب قوله تعالى :( احل لكم ليلة الصيام ) ، وج ٣ / ٧٢ ، باب ما كان أصحاب النبي يواسي بعضهم بعضا ، وص ١١٧ ، باب أي الرقاب أفضل ، وص ١٦٨ ، باب كيف يكتب هذا ما صالح فلان ابن فلان ، وج ٤ / ١١٢ ، باب قوله تعالى( واتخذ الله إبراهيم خليلا ) ، وج ٥ / ٢٦ ، باب قتل أبي رافع ، وص ٢٩ ، باب غزوة أحد ، وص ٦٢ ، باب غزوة الحديبية ، وص ٨٤ ، باب عمرة القضاء ، وج ٥ / ١٥٦ ، باب قوله تعالى :( كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ) وص ٢٢٢ ، باب قوله :( ولقد آتيناك سبعا من المثاني ) ، وج ٦ / ٤٥ ، باب( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ) ، وص ٦٥ ، باب( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم ) ، وص ٧١ ، باب( عتل بعد ذلك زنيم ) ، وص ٧٦ ، باب( ان علينا جمعه وقرآنه ) وص ٩٦ ، باب كيف نزول الوحي ، وص ٩٩ ، باب كاتب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وص ١٣٨ ، باب الشروط التي لا تحل في النكاح ، وص ٢٣٢ ، باب الوسم والعلم في الصورة ، وج ٧ / ٤٤ ، باب مس الحرير من غير لبس ، وص ١٠٩ ، باب ما يكره أن يكون الغالب على الانسان ، وص ١٩٧ ، باب من نوقش الحساب عذب ، وج ٨ / ٣٥ ، كتاب الديات ، وص ٤٨ ، كتاب استتابة المرتدين ، وص ٨٩ ، باب ظهور الفتن ، وص ١٤٩ ، باب قول النبي : « لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق » ، وص ٢٠٢ ، باب كلام الرب عزوجل.

٢ ـ صحيح مسلم : ١ / ٤٤ ، كتاب الايمان ، ح ١٧ ، وص ٢٢٢ ، ح ٥٢ ، وص ٢٨٧ ، كتاب الصلاة ، ذيل ح ٧ ، وج ٢ / ٦٦١ ، كتاب الجنائز ، ذيل ح ٨١ ، وص ٨٤٢ ، كتاب الحج ، ذيل ح ٢٠ ، وج ٣ / ١١٥٩ ، كتاب الجهاد والسير ، ح ٩.

٣ ـ سنن أبي داود : ١ / ١٢٣ ، كتاب الصلاة ، باب في بناء المساجد ، ح ٤٥٢ ، وج ٢ / ٣٣ ، كتاب الصلاة ، باب قيام الليل ، ح ١٣٠٩ ، وص ٧٠ ، كتاب الصلاة ، باب الحث على قيام الليل ، ح ١٤٥١ ، وص ٣٢٤ ، كتاب الصوم ، باب في صوم شوال ، ح ٢٤٣٢ ، وج ٣ / ٣٧ ، كتاب الجهاد ، باب في دعاء المشركين ، وص ٢٩٥ ، من كتاب البيوع ، باب في الرقبى ، ح ٣٥٦٠.

٤ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٢٧ ، المقدمة ، ذيل ح ٧٠ ، وص ٤٤ ح ١٢٠ عن العلاء بن صالح ، عن

٢٦٥

والترمذي(١) ، والنسائي(٢)

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام (٣) .

[ ٧٧ ] عثمان بن عمير ( ـ حدود ١٥٠ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

عثمان بن عمير البجلي ، أبو اليقظان الكوفي الأعمى(٤) .

__________________

المنهال ، عن عباد بن عبد الله قال : قال علي : « أنا عبد الله ، وأخو رسوله ، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا كذاب. وص ٥٢ ح ١٤٨ ، وص ١١٧ من كتاب الطهارة وسننها ح ٣٢٣ ، وص ١٢١ ح ٣٣٥ ، وص ٢١٢ ح ٦٤٦ ، وص ٢٨٩ ح ٨٩٤ ، وص ٤٢١ ح ١٣٢٨ ، وج ٢ / ٧٤٤ ، كتاب التجارات ح ٢٢٠٦ ، وص ٧٥٦ ح ٢٢٥٠ ، وص ٩٠٤ ، كتاب الوصايا ح ٢٧١٠ ، وص ٩٢٠ ، كتاب الجهاد ح ٢٧٥٤ ، وص ٩٣٩ ح ٢٨١٠ ، وص ٩٨٥ ، كتاب المناسك ح ٢٩٥٥ ، وص ١٠١٧ ح ٣٠٦١ ، وص ١٠٣٥ ح ٣١٠١ ، وص ١٢٨٢ ، كتاب تعبير الرؤيا ح ٣٨٩٥ ، وص ١٣٥٣ ، كتاب الفتن ح ٤٠٧٠ ، وص ١٤٠٢ ، كتاب الزهد ، ح ٤١٩٠.

١ ـ سنن الترمذي : ٣ / ١١٨ ، كتاب الصوم ، باب ما جاء في صوم يوم الجمعة ، ح ٧٤٢ ، وص ١٢٣ ، باب ما جاء في صوم يوم الأربعاء والخميس ، ح ٧٤٨ ، وج ٥ / ٦٣٥ ، باب ٢١ ح ٣٧١٦ ، وص ٦٣٦ ، باب ٢١ ح ٣٧٢١ ، وص ٦٥٤ ، باب مناقب جعفر بن أبي طالب ، ح ٣٧٦٥ ، وص ٦٦٨ ، من كتاب المناقب ، باب مناقب عمار بن ياسر ح ٣٧٩٩.

٢ ـ سنن النسائي : ٣ / ٦٤ ، باب السلام باليدين.

٣ ـ رجال الشيخ الطوسي : ٢٣٥ الرقم ٣٢٠٠.

٤ ـ تهذيب الكمال : ١٩ / ٤٦٩ الرقم ٣٨٥١.

٢٦٦

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن عدي : ردئ المذهب ، غال في التشيّع ، يؤمن بالرجعة ، على أن الثقات قد رووا عنه ، وله غير ما ذكرت ، ويكتب حديثه على ضعفه(١) .

وقال محمد بن عمرو بن عقبة ، عن عمرو بن عبد الغفار : سمعت شعبة يقول : كان عثمان بن عمير صديقا للحكم بن عتيبة ، والحكم دلهم عليه ، وكان عثمان بن عمير يغلو في التشيّع(٢) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السابعة(٣) .

قال المزي : روى عن : إبراهيم النخعي ، وأنس بن مالك ، وأبي بشر جعفر بن أبي وحشية ، وحصين بن يزيد التغلبي ، وزاذان أبي عمر البزاز في كتاب الرد على أهل القدر والترمذي وابن ماجة ، وزيد بن وهب الجهني ، وأبي وائل شقيق بن سلمة الأسدي ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي ، وعبد الله بن مليل ، وعدي بن ثابت في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وأبي حرب بن أبي الأسود في الترمذي.

روى عنه : أبو حمزة الثمالي ثابت بن أبي صفية ، وحجاج بن أرطاة ، وحصين بن عبد الرحمان السلمي ـ وهو من أقرانه ـ ، وسفيان الثوري في الترمذي ، وسليمان الأعمش في كتاب الرد على أهل القدر والترمذي وابن ماجة ، وشريك بن عبد الله في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وشعبة بن الحجاج ، وعلي بن الحكم

__________________

١ ـ الكامل : ٥ / ١٨١٦ و ١٨١٤.

٢ ـ تهذيب الكمال : ١٩ / ٤٧٢.

٣ ـ تقريب التهذيب : ٢ / ١٣ الرقم ١٠١.

٢٦٧

البناني ، وعنبسة بن سعيد الرازي ، وغيلان بن جامع ، وليث بن أبي سليم ، ومهدي ابن ميمون(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(٢) ، والترمذي(٣) ، وابن ماجة(٤) .

[ ٧٨ ] عدي بن ثابت ( ـ ١١٦ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : الامام الحافظ الواعظ الأنصاري ، سبط عبد الله بن يزيد الخطمي(٥) .

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : ثقة(٦) .

وقال أبو حاتم : صدوق(٧) .

وقال ابن حجر : ثقة(٨) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٩ / ٤٧٠.

٢ ـ سنن أبي داود : ١ / ٨٠ ، كتاب الطهارة ، الحديث ٢٩٧.

٣ ـ سنن الترمذي : ٥ / ٦٦٩ ، كتاب المناقب ، الحديث ٣٨٠١.

٤ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٥٥ ، المقدمة ، الحديث ١٥٦.

٥ ـ سير أعلام النبلاء : ٥ / ١٨٨ الرقم ٦٨.

٦ و ٧ ـ الجرح والتعديل : ٧ / ٢ الرقم ٥.

٨ ـ تقريب التهذيب : ٢ / ١٦.

٢٦٨

٢ ـ تشيّعه :

قال الذهبي : عالم الشيعة وصادقهم وقاصهم وإمام مسجدهم ، ولو كانت الشيعة مثله لقل شرهم(١) .

وقال أبو حاتم : وكان إمام مسجد الشيعة وقاصهم(٢) .

وقال يعقوب بن سفيان : شيعي(٣) .

ونقل ابن حجر عن الدار قطني أنه كان يغلو في التشيّع(٤) .

قال عواد في هامش تهذيب الكمال ( ١٩ / ٥٢٤ ) : لم أجد له ذكرا في كتب الشيعة. ولم أجد لهم عنه رواية في كتبهم المعتبرة ، فينظر في أمر تشيعه.

فيرى المتتبع ان الأمر غير ما ذهب إليه الرجل.

فقد ذكر الشيخ المفيد المتوفى ( ٤١٣ ه‍ ) في الإرشاد : ١ / ٣٩ : بسنده عن الأعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش قال : رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام على المنبر فسمعته يقول : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق(٥) .

وله ذكر في أمالي الشيخ الطوسي ، راجع مستدركات علم رجال الحديث : ٥ / ٢٢٨.

__________________

١ ـ ميزان الاعتدال : ٣ / ٦١ الرقم ٥٥٩١.

٢ ـ الجرح والتعديل : ٧ / ٢ الرقم ٥.

٣ ـ المعرفة والتاريخ : ٣ / ١٣٢.

٤ ـ مقدمة فتح الباري : ٤٢٣.

٥ ـ راجع في هذا الحديث إلى : مسند الامام أحمد بن حنبل : ١ / ٩٥ ، سنن ابن ماجة : ١ / ٤٢ ، سنن النسائي : ٨ / ١١٧ ، تاريخ بغداد : ٢ / ٢٥٥ ، وج ١٤ / ٤٢٦.

٢٦٩

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الرابعة(١) .

وقال المزي : روى عن : البراء بن عازب في الكتب الستة ، وأبيه ثابت في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وزر بن حبيش الأسدي في مسلم وأبي داود وابن ماجة والنسائي والترمذي ، وزيد بن وهب الجهني في النسائي ، وسعيد بن جبير في الكتب الستة ، وأبي حازم سلمان الأشجعي في الكتب الستة ، وسليمان بن صرد في البخاري ومسلم وأبي داود وعمل اليوم والليلة ، وعبد الله بن أبي أوفى في البخاري ومسلم ، وجده لأمه عبد الله بن يزيد الخطمي في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، ويزيد بن البراء بن عازب في أبي داود والنسائي ، وأبي بردة ابن أبي موسى الأشعري ، وأبي راشد في أبي داود ـ صاحب عمار بن ياسر ـ.

روى عنه : أبان بن تغلب في ابن ماجة ، وأبان بن عبد الله البجلي في المراسيل ، وإسماعيل بن عبد الرحمان السدي في النسائي وابن ماجة ، وأشعث بن سوار في الترمذي والنسائي وابن ماجة ، وحجاج بن أرطاة في ابن ماجة ، والحسن ابن الحكم النخعي في أبي داود ، والركين بن الربيع في النسائي ، وزيد بن أبي انيسة في مسلم وأبي داود والنسائي ، وسليمان الأعمش في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وسليمان أبو إسحاق الشيباني في ما استشهد به البخاري في الصحيح وسنن النسائي ، وشعبة بن الحجاج في الكتب الستة ، وعبد الجبار بن العباس الشبامي في الأدب المفرد ، وأبو اليقظان عثمان بن عمير في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وعلي بن زيد بن جدعان في ابن ماجة ، وأبو إسحاق عمرو ابن عبد الله السبيعي في أبي داود ، والعلاء بن صالح في أبي داود والنسائي ، وفضيل

__________________

١ ـ تقريب التهذيب : ٢ / ١٦ الرقم ١٣٥.

٢٧٠

ابن مرزوق في كتاب رفع اليدين في الصلاة للبخاري وفي مسلم والترمذي ، ومسعر ابن كدام في البخاري ومسلم وابن ماجة ، ومغراء العبدي في أبي داود ، ويحيى بن سعيد الأنصاري في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وأبو خالد شيخ لابن جريج في أبي داود(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(٢) ، ومسلم(٣) ، وسنن أبي داود(٤) ، والترمذي(٥) ، وابن ماجة(٦) .

[ ٧٩ ] عطية بن سعد ( ـ ١١١ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : عطية بن سعد بن جنادة العوفي أبو الحسن الكوفي من

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ١٩ / ٥٢٣ الرقم ٣٨٨٣.

٢ ـ صحيح البخاري : ١ / ٢٠ ، كتاب الايمان ، باب ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة.

٣ ـ صحيح مسلم : ١ / ٨٦ ، كتاب الايمان ، الحديث ١٣١.

٤ ـ سنن أبي داود : ٣ / ١١١ ، كتاب الصيد ، الحديث ٢٨٦٠.

٥ ـ سنن الترمذي : ٥ / ٧١٢ ، كتاب المناقب ، الحديث ٣٩٠٠.

٦ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٤٢ ، المقدمة ، الحديث ١١٤ ، باب فضل علي بن أبي طالبعليه‌السلام . روى عنه عن البراء بن عازب قال : أقبلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حجته التي حج ، فنزل في بعض الطريق. فأمر الصلاة جامعة ، فأخذ بيد علي فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى. قال : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى. قال : فهذا ولي من أنا مولاه ، اللهم وال من والاه ، اللهم عاد من عاداه.

٢٧١

مشاهير التابعين(١) .

وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : صالح(٢) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن عدي : كان من شيعة الكوفة(٣) .

وقال الذهبي : كان شيعيا(٤) .

وعده ابن قتيبة من رجال الشيعة(٥) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثالثة(٦) .

وقال المزي : روى عن : زيد بن أرقم ، وعبد الله بن عباس في ابن ماجة ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وعبد الرحمان بن جندب ويقال : ابن خباب ، وعدي بن ثابت الأنصاري ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وأبي سعيد الخدري في الأدب المفرد وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، وأبي هريرة.

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٥ / ٣٢٥ ـ ٣٢٦ الرقم ١٥٩ ، راجع الكاشف : ٢ / ٢٦٣ الرقم ٣٨٦٤.

٢ ـ تهذيب الكمال : ٢٠ / ١٤٧.

٣ ـ الكامل : ٥ / ٢٠٠٧.

٤ ـ سير أعلام النبلاء : ٥ / ٣٢٦.

٥ ـ المعارف : ٦٢٤.

٦ ـ تقريب التهذيب : ٢ / ٢٤ الرقم ٢١٦.

٢٧٢

روى عنه : أبان بن تغلب المقرئ في أبي داود ، وإدريس بن يزيد الأودي في كتاب التفسير ، وإسماعيل بن أبي خالد ، والأغر الرقاشي في ابن ماجة ، يقال : إنه فضيل بن مرزوق ، والحجاج بن أرطاة في الترمذي وابن ماجة ، وابنه الحسن بن عطية العوفي في أبي داود ، وأبو العلاء خالد بن طهمان الخفاف في الترمذي ، وأبو الجحاف داود بن أبي عوف في الترمذي ، وزكريا بن أبي زائدة في الترمذي وابن ماجة ، وزياد بن خيثمة الجعفي في ابن ماجة ، وأبو الجارود زياد بن المنذر الأعمى في الترمذي ، وسالم بن أبي حفصة في الترمذي ، وسعد أبو مجاهد الطائي في أبي داود وابن ماجة ، وسليمان الأعمش في الترمذي وابن ماجة ، وصالح بن مسلم ، والصبي بن الأشعث بن سالم السلولي ، وعبد الله بن جابر البصري في أبي داود ، وعبد الله بن صهبان الأسدي في الترمذي ، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمان بن أبي ليلى في ابن ماجة ، وعبيد الله بن الوليد الوصافي في الترمذي وابن ماجة ، وعبيد ابن الطفيل أبو سيدان ، وعثمان بن الأسود ، وعصام بن قدامة ، وقيل : بينهما عبيدالله ابن الوليد الوصافي ، وعمار الدهني ، وابنه عمرو بن عطية العوفي ، وعمرو بن قيس الملائي في فضائل الأنصار والترمذي وابن ماجة ، وعمران البارقي في أبي داود ، وفراس بن يحيى الهمداني في الأدب المفرد وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، وفضيل بن مرزوق الأغر الرقاشي في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وقرة بن خالد السدوسي ، وكثير أبو إسماعيل النواء في الترمذي ، ومالك بن مغول ، ومحمد ابن جحادة في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى في الترمذي وابن ماجة ، ومحمد بن عبيدالله العرزمي في كتاب التفسير ، ومسعر بن كدام ، ومسلم بن عقيل البرجمي الكوفي ، ومطرف بن طريف في الترمذي وابن

٢٧٣

ماجة والنسائي ، ومهدي بن الأسود الكندي ، وموسى بن عمير القرشي(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(٢) ، وابن ماجة(٣) ، والترمذي(٤) .

[ ٨٠ ] العلاء بن صالح التيمي

١ ـ شخصيته ووثاقته :

العلاء بن صالح التيمي ، ويقال : الأسدي الكوفي(٥) .

قال عباس الدوري ، وأبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين ، وأبو داود : ثقة(٦) .

وقال يعقوب بن سفيان : كوفي ، ثقة(٧) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٢٠ / ١٤٦ ـ ١٤٧.

٢ ـ سنن أبي داود : ٣ / ٢٧٦ ، باب السلف لا يحول ، الحديث ٣٤٦٨ ، وج ٤ / ٣٤ ، كتاب الحروف والقراءات ، الحديث ٣٩٨٧.

٣ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ١٤ الحديث ٣٧ ، وص ٣٧ الحديث ٩٦ ، وج ٢ / ٩٢٠ ، كتاب الجهاد باب فضل الجهاد في سبيل الله ، الحديث ٢٧٥٤ ، وص ١١٨٢ ، كتاب اللباس ، الحديث ٣٥٧٠ ، وص ١٣٨٣ ، كتاب الزهد ، الحديث ٤١٢٩ ، وص ١٤١٩ ، باب ذكر التوبة ، الحديث ٤٢٤٩ ، وص ١٤٤٨ ، الحديث ٤٣٢٩.

٤ ـ سنن الترمذي : ٥ / ٦٠٧ ، كتاب المناقب ، الباب ( ١٤ ) الحديث ٣٦٥٨.

٥ و ٦ ـ تهذيب الكمال : ٢٢ / ٥١١.

٧ ـ المعرفة والتاريخ : ٣ / ١٣٢.

٢٧٤

وقال ابن شاهين : ثقة(١) .

٢ ـ تشيّعه :

قال أبو حاتم : كان من عتق الشيعة(٢) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر من الطبقة السابعة(٣) .

وقال المزي : روى عن : بريد بن أبي مريم ، وجميع بن عمير ، والحكم ابن عتيبة ، وزبيد اليامي ، وزرعة بن عبد الرحمان الكوفي في أبي داود ، وسلمة ابن كهيل في الترمذي ، وأبي الحسن عبيد بن الحسن ، وعدي بن ثابت الأنصاري في أبي داود والنسائي ، وعلي بن ربيعة الوالبي ، والمنهال ابن عمرو في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ونهشل بن سعيد ، وأبي سلمان المؤذن.

روى عنه : عبد الله بن نمير في أبي داود والترمذي ، وعبيد الله بن موسى في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وعلي بن هاشم بن البريد في النسائي ، وأبو نعيم الفضل ابن دكين ، ومحمد بن بشر العبدي ، ويحيى بن أبي بكير ، ويحيى بن يعلى الأسلمي ، وأبو أحمد الزبيري في أبي داود(٤) .

__________________

١ ـ تاريخ أسماء الثقات : ٢٥١ الرقم ٩٩٥.

٢ ـ الجرح والتعديل : ٦ / ٣٥٦ الرقم ١٩٧١.

٣ ـ تقريب التهذيب : ٢ / ٩٢ الرقم ٨٢١.

٤ ـ تهذيب الكمال : ٢٢ / ٥١١.

٢٧٥

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(١) ، والترمذي(٢) ، وابن ماجة عنه ، عن المنهال ، عن عباد بن عبد الله ، قال : قال علي : « أنا عبد الله وأخو رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا كذاب ، صليت قبل الناس بسبع سنين(٣) .

[ ٨١ ] علي بن بذيمة ( ـ ١٣٣ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

علي بن بذيمة الحراني ، أبو عبد الله السوائي ، مولى جابر بن سمرة ، كوفي الأصل(٤) .

قال ابن سعد : كان ثقة(٥) .

وقال النسائي : ثقة(٦) .

وقال عبد الله بن أحمد ، عن أبيه : صالح الحديث(٧) .

__________________

١ ـ سنن أبي داود : ١ / ٢٠٠ ، كتاب الصلاة ، الحديث ٧٥٤.

٢ ـ سنن الترمذي : ٢ / ٢٩ ، أبواب الصلاة ، الحديث ٢٤٩.

٣ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٤٤ ، المقدمة ، الحديث ١٢٠ ، وفي ذيل الحديث : في الزوائد هذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات. رواه الحاكم في المستدرك عن المنهال وقال : صحيح على شرط الشيخين. لاحظ خصائص النسائي : ٢٤ الرقم ٧.

٤ ـ تهذيب الكمال : ٢٠ / ٣٢٨.

٥ و ٦ ـ تهذيب الكمال : ٢٠ / ٣٢٩ ، راجع تهذيب التهذيب : ٧ / ٢٥٢ الرقم ٤٩٦.

٧ ـ ميزان الاعتدال : ٣ / ١١٥ الرقم ٥٧٩٠.

٢٧٦

وقال أبو زرعة : ثقة(١) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن منظور : كان شيعيا ، وكان ينال من عثمان(٢) .

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : كان رأسا في التشيّع(٣) .

وقال ابن حجر : رمي بالتشيع(٤) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السادسة(٥) .

وقال المزي : روى عن : سعيد بن جبير في النسائي ، وعامر الشعبي ، وعكرمة مولى ابن عباس في النسائي ، وقيس بن حبتر في أبي داود ، ومجاهد في كتاب الرد على أهل القدر والنسائي ، ومقسم ، وميمون بن مهران ، ويزيد بن الأصم ، وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود في أبي داود والترمذي وابن ماجة.

روى عنه : إسرائيل بن يونس ، والحسن بن صالح بن حي ، وسفيان الثوري في ابن ماجة والترمذي والنسائي وأبي داود ، وسليمان الأعمش ، وشريك بن عبد الله في الترمذي ، وشعبة بن الحجاج ، وعبد الرحمان بن عبد الله المسعودي في

__________________

١ ـ الجرح والتعديل : ٦ / ١٧٦ الرقم ٩٦٢.

٢ ـ مختصر تاريخ دمشق : ١٧ / ٢٠٥ الرقم ٩١.

٣ ـ تهذيب الكمال : ٢٠ / ٣٢٩ ، راجع الجامع في العلل ومعرفة الرجال : ٢ / ١٢٦ الرقم ١١٤٣ ، ومعرفة الرواة للذهبي : ١٤٥ ـ ١٥٠ الرقم ٢٤٧.

٤ و ٥ ـ تقريب التهذيب : ٢ / ٣٢ الرقم ٢٩٧.

٢٧٧

ابن ماجة ، وعبد الرحمان بن يزيد بن تميم في النسائي ، وعبد الرحمان بن يزيد بن جابر ، وعتاب بن بشير ، وعيسى بن راشد ، ومحمد بن عبد الله بن علاثة ، ومسعر بن كدام ، ومعمر بن راشد ، وموسى بن أعين ، ويونس بن راشد الجزري في أبي داود ، وأبو الأحوص الحنفي ، وأبو إسرائيل الملائي ، وأبو سعيد المؤدب في الترمذي والنسائي وابن ماجة ، وأبو العميس المسعودي ، وأبو مالك النخعي(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(٢) ، وابن ماجة(٣) ، والترمذي(٤) .

[ ٨٢ ] علي بن ثابت ( ـ ٢١٩ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

علي بن ثابت الدهان العطار الكوفي(٥) .

وقال الذهبي : صدوق(٦) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٢٠ / ٣٢٨.

٢ ـ سنن أبي داود : ٣ / ٣٣١ ، كتاب الأشربة ، باب الأوعية ، الحديث ٣٦٩٦ ، وج ٤ / ١٢١ ، كتاب الملاحم ، الحديث ٤٣٣٦.

٣ ـ سنن ابن ماجة : ٢ / ١٣٢٧ ، كتاب الفتن ، الحديث ٤٠٠٦ ، وص ١٣٢٨.

٤ ـ سنن الترمذي : ٥ / ٢٥٢ ، كتاب تفسير القرآن ، الحديث ٣٠٤٨.

٥ ـ تهذيب الكمال : ٢٠ / ٣٣٩ الرقم ٤٠٣٣.

٦ ـ ميزان الاعتدال : ٣ / ١١٦ الرقم ٥٧٩٥.

٢٧٨

وقال ابن حجر : صدوق(١) .

وذكره ابن حبان في الثقات(٢) .

٢ ـ تشيّعه :

قال الذهبي : شيعي معروف. وقيل : كان ممن يسكن في تشيّعه ولا يغلو(٣) . وقال البزار : كوفي ، غال في التشيع.

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر من كبار الطبقة العاشرة(٤) .

وقال المزي : روى عن : أسباط بن نصر الهمداني ، والحكم بن عبد الملك في ابن ماجة ، وسعاد بن سليمان في ابن ماجة ، وأبي مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري ، وعلي بن صالح بن حي ، وعمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز ، وفضيل ابن عياض ، والقاسم بن ميمون الجعفي ، وقيس بن الربيع ، ومحمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي ، ومسعود بن سعد الجعفي ، وأبي حماد المفضل بن صدقة الحنفي ، ومندل بن علي العنزي ، ومنصور بن أبي الأسود في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وأبي قتيبة نعيم بن ثابت البصري ، ويعقوب بن عبد الله القمي ، وأبي بكر النهشلي.

روى عنه : أبو شيبة إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة ، وإبراهيم بن الوليد بن

__________________

١ و ٤ ـ تقريب التهذيب : ٢ / ٣٣ الرقم ٣٠٢.

٢ ـ كتاب الثقات : ٨ / ٤٥٧.

٣ ـ ميزان الاعتدال : ٣ / ١١٦.

٢٧٩

حماد ، وأحمد بن إسحاق بن موسى الكوفي الحمار ، وأبو عمرو أحمد بن حازم ابن أبي غزرة ، وأحمد بن عثمان بن حكيم الأودي في ابن ماجة ، وأحمد بن موسى الشطوي ، وأحمد بن الهيثم بن خالد البزاز ، وأحمد بن يحيى الصوفي ، وأبو إبراهيم إسماعيل بن عبد الرحمان الأعرج ، والعباس بن جعفر بن الزبرقان في ابن ماجة ، وأبو أسامة عبد الله بن اسامة الكلبي الكوفي ، وأبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري ، وعبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وعثمان بن معبد بن نوح البغدادي المقرئ ، وعيسى بن دلويه البغدادي ، والفضل بن يوسف القصباني ، ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني ، ومحمد بن إسماعيل بن إسحاق الراشدي ، ومحمد بن الحسين بن أبي الحنين الحنيني ، ومحمد بن عبد الرحيم البزاز ، ومحمد بن غالب بن حرب تمتام ، ومحمد ابن عبيد بن عتبة الكندي في ابن ماجة ، ومحمد بن منصور الطوسي(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

روى له ابن ماجة فقط(٢) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام زين العابدينعليه‌السلام (٣) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٢٠ / ٣٣٩.

٢ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٣٩٥ ، كتاب إقامة الصلاة وسننها ، الحديث ١٢٤٦.

٣ ـ رجال الشيخ الطوسي : ١١٨ الرقم ١١٩٤.

٢٨٠

يَكُن لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا ) (١) عن مقاتل قوله: الشفاعة إلى الله انّما هي دعوة المسلم(٢) .

وقال الإمام الرازي في تفسير قوله سبحانه:( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ العَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الجَحِيمِ ) (٣) انّ هذه الآية تدل على حصول الشفاعة للمذنبين، والاستغفار طلب المغفرة، والمغفرة لا تذكر إلّا في إسقاط العقاب، أمّا طلب النفع الزائد فانّه لا يسمّى استغفاراً، وقال: قوله تعالى:( وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) يدل على أنّهم يستغفرون لكل أهل الإيمان، فإذا دللنا على أنّ صاحب الكبيرة مؤمن وجب دخوله تحت هذه الشفاعة(٤) .

وهذه الجمل تفيد أنّ الإمام الرازي جعل قول الملائكة في حق المؤمنين والتائبين من أقسام الشفاعة، وفسر قوله:( فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا ) بالشفاعة وهذا دليل واضح على أنّ الدعاء في حق المؤمن، شفاعة في حقه، وطلبه منه طلب الشفاعة منه، ويوضح ذلك ويؤيده ما رواه مسلم في صحيحه عن النبي: « ما من ميت يصلّي عليه أُمّة من المسلمين يبلغون مائة كلّهم يشفعون له إلّا شفّعوا فيه »(٥) .

وفسّر الشارح قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يشفعون له » بقوله: أي يدعون له، كما فسّر قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إلّا شفّعوا فيه » بقوله: أي قبلت شفاعتهم.

__________________

(١) النساء: ٨٥.

(٢) تفسير النيسابوري: ١ والمطبوع في إيران غير مرقم.

(٣) غافر: ٧.

(٤) مفاتيح الغيب: ٧ / ٢٨٥ ـ ٢٨٦، طبعة مصر في ثمانية أجزاء.

(٥) صحيح مسلم: ٣ / ٥٣، طبعة مصر، مكتبة محمد علي صبيح وأولاده.

٢٨١

وروي أيضاً عن عبد الله بن عباس أنّه قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: « ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلّا شفّعهم الله فيه »(١) أي قبلت شفاعتهم في حق ذلك الميت فيغفر له.

وعلى ذلك فلا وجه لمنع الاستشفاع من الصالحين إذا كان مآله إلى طلب الدعاء، ولو كان للشفاعة معنى آخر من التصرف التكويني في قلوب المذنبين، وتصفيتهم في البرزخ، ومواقف القيامة فهو أمر عقلي لا يتوجه إليه إلّا الأوحدي من الناس، فكل من يطلب من النبي الشفاعة لا يقصد منه إلّا المعنى الرائج.

الثاني: انّ الأحاديث الإسلامية وسيرة المسلمين تكشفان عن جواز هذا الطلب، ووجوده في زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقد روى الترمذي في صحيحه عن أنس قوله: سألت النبي أن يشفع لي يوم القيامة، فقال: « أنا فاعل »، قال: قلت: يا رسول الله فأين أطلبك ؟ فقال: « اطلبني أوّل ما تطلبني على الصراط »(٢) .

فإنّ السائل يطلب بصفاء ذهنه، وسلامة فطرته من النبي الأعظم، الشفاعة من دون أن يخطر بباله أنّ في هذا الطلب نوع عبادة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كما زعمه الوهابيون.

وهذا سواد بن قارب، أحد أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول مخاطباً إياه :

فكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة

بمغن فتيلا عن سواد بن قارب(٣)

وروى أصحاب السير والتاريخ، انّ رجلاً من قبيلة حمير عرف أنه سيولد في أرض مكة نبي الإسلام الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولـمّا خاف أن لا يدركه، كتب رسالة وسلّمها لأحد أقاربه حتى يسلّمها إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حينما يبعث، وممّا جاء في تلك

__________________

(١) نفس المصدر.

(٢) صحيح الترمذي: ٤ / ٦٢١، كتاب صفة القيامة، الباب ٩.

(٣) نقله « زيني دحلان » عن الطبراني في الكبير كما في التوصل إلى حقيقة التوسل: ٢٩٨.

٢٨٢

الرسالة قوله: « وإن لم أدركك فاشفع لي يوم القيامة ولا تنسني »(١) . ولـمّا وصلت الرسالة إلى يد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « مرحباً بتبّع الأخ الصالح » فإنّ توصيف طالب الشفاعة من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالأخ الصالح، أوضح دليل على أنّه أمر لا يصادم أُصول التوحيد.

وروي أنّ أعرابياً قال للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : جهدت الأنفس، وجاع العيال، وهلك المال، فادع الله لنا، فإنّا نستشفع بالله عليك، وبك على الله، فسبح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه وقال: « ويحك أنّ الله لا يستشفع به على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك »(٢) . وأنت إذا تدبرت في الرواية ترى أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أقرّه على شيء وأنكر عليه شيئاً آخر، أقرّه على قوله: إنّا نستشفع بك على الله، وأنكر عليه: نستشفع بالله عليك، لأنّ الشافع يسأل المشفوع إليه، والعبد يسأل ربه، ويستشفع إليه، والرب تعالى لا يسأل العبد، ولا يستشفع به.

وروى المفيد عن ابن عباس أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام لما غسّل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وكفّنه، كشف عن وجهه وقال: « بأبي أنت وأُمي طبت حياً وطبت ميتاً اذكرنا عند ربك »(٣) .

وروي أنّه لـمّا توفي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أقبل أبو بكر فكشف عن وجهه، ثمّ أكبّ عليه فقبّله، وقال: بأبي أنت وأُمّي طبت حياً وميتاً، اذكرنا يا محمد عند ربك ولنكن من بالك(٤) .

وهذا استشفاع من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في دار الدنيا بعد موته.

__________________

(١) مناقب ابن شهر آشوب: ١ / ١٢، السيرة الحلبية: ٢ / ٨٨.

(٢) كشف الارتياب: ٢٦٤، نقلاً عن زيارة القبور: ١٠٠.

(٣) مجالس المفيد: ١٠٣، المجلس الثاني عشر.

(٤) كشف الارتياب: ٢٦٥ نقلاً عن خلاصة الكلام.

٢٨٣

ونقل عن شرح المواهب للزرقاني انّ الداعي إذا قال: أللّهمّ إنّي استشفع إليك بنبيك يا نبي الرحمة اشفع لي عند ربك، استجيب له(١) .

وقد روى الجمهور في أدب الزائر إنّه إذا جاء لزيارة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: جئناك لقضاء حقّك، والاستشفاع بك، فليس لنا يا رسول الله شفيع غيرك، فاستغفر لنا واشفع لنا(٢) .

كل هذه النصوص تدل على أنّ طلب الشفاعة من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان أمراً جائزاً ورائجاً، وذلك لأنّهم يرونه مثل طلب الدعاء منه، ولا فرق بينها وبينه إلّا في اللفظ، وقد عرفت صحة إطلاق لفظ الشفاعة على الدعاء والاستشفاع على طلب الدعاء حتى أنّ صحيح البخاري عقد بابين بهذين العنوانين :

إذا استشفعوا ليستسقى لهم لم يردهم.

إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط.

فنرى أنّ البخاري يطلق لفظ الشفاعة والاستشفاع على الدعاء وطلبه من الإمام في العام المجدب من دون أن يخطر بباله أنّ هذا التعبير غير صحيح.

وعلى الجملة انّ طلب الشفاعة من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله داخل فيما ورد من الآيات التالية :

( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيمًا ) (٣) .

( قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ *قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ) (٤) .

__________________

(١) نفس المصدر.

(٢) الغدير: ٥ / ١٢٤ ـ ١٢٧، وقد نقله عن جمع لا يستهان بعدتهم.

(٣) النساء: ٦٤.

(٤) يوسف: ٩٧ ـ ٩٨.

٢٨٤

وقوله سبحانه:( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُسْتَكْبِرُونَ ) (١) .

فكلّما يدل على جواز طلب الدعاء من المؤمن الصالح يمكن الاستدلال به على صحة ذلك.

وقد عقد الكاتب محمد نسيب الرفاعي مؤسس الدعوة السلفية والمدافع القوي عن الوهابية باباً تحت عنوان: « توسل المؤمن إلى الله تعالى بدعاء أخيه المؤمن له ». واستدل بالقرآن والسنّة الصحيحة، فإذا كان ذلك جائزاً فلم لا يجوز طلب الشفاعة من النبي وآله بعد كون الجميع مصداقاً لطلب الدعاء.

وليعلم أنّ البحث هنا مركّز على طلب الشفاعة من الأخيار، وأمّا التوسل بذواتهم أو بمقامهم أو غير ذلك فخارج عن موضوع بحثنا، وقد أفردنا لجواز تلك التوسلات رسالة مفردة أشبعنا الكلام فيها قرآناً وحديثاً، وقد طبعت وانتشرت.

وإذا وقفت على ذلك فهلمّ معي إلى ما لفّقه القوم وزعموه دلائل قاطعة على حرمة طلب الشفاعة من الأولياء، ونحن ننقلها واحداً بعد واحد على سبيل الإجمال، وقد أتينا ببعض الكلام في الجزء الأوّل من هذه الموسوعة(٢) .

ما استدل به على حرمة طلب الشفاعة

استدل القائلون بحرمة طلب الشفاعة بوجوه :

١. انّ طلب الشفاعة من الشفعاء عبادة لهم وهي موجبة للشرك، أي الشرك في العبادة، فإنّك إذا قلت يا محمد اشفع لنا عند الله، فقد عبدته بدعائك ،

__________________

(١) المنافقون: ٥.

(٢) راجع معالم التوحيد: ٤٩١ ـ ٥٠١.

٢٨٥

والدعاء مخ العبادة، فيجب عليك أن تقول: أللّهمّ اجعلنا ممن تناله شفاعة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

والجواب عن هذا الاستدلال واضح كل الوضوح بعد الوقوف على ما أوردناه في الجزء الأوّل من هذه الحلقات، حيث قلنا: إنّ حقيقة العبادة ليست مطلق الدعاء، ولا مطلق الخضوع، ولا مطلق طلب الحاجة، بل هو عبارة عن الدعاء أو الخضوع أمام من يعتقد بإلوهيته وربوبيته وانّه الفاعل المختار والمتصرف بلا منازع في الأمور التي ترجع إلى الله سبحانه.

وإن شئت قلت: العبادة هي الخضوع عن اعتقاد بإلوهية المسؤول وربوبيته واستقلاله في ذاته أو في فعله.

وبعبارة ثالثة: العبادة هي الخضوع اللفظي أو العملي أمام من يعتقد بأنّه يملك شأناً من شؤون وجوده وحياته وعاجله وآجله.

إلى غير ذلك من التعابير التي توضح لنا مفهوم العبادة وحقيقتها.

فمن الغريب أن نفسّر العبادة بمطلق الخضوع أو الخضوع النهائي وإن كان غير صادر عن الاعتقاد بإلوهية المدعو وربوبيته وإلاّ يلزم أن يكون خضوع الملائكة أمام آدم، وخضوع الإنسان أمام والديه من الشرك الواضح.

وما ورد في الحديث من أنّ الدعاء مخ العبادة، فليس المراد منه مطلق الدعاء، بل المراد دعاء الله مخ العبادة، وما ورد في الروايات من أنّه: من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان ينطق عن الله فقد عبد الله، وان كان ينطق عن غير الله فقد عبد غير الله(١) . فليس المراد من العبادة هنا: العبادة المصطلحة، بل استعيرت في المقام لمن يجعل نفسه تحت اختيار الناطق.

__________________

(١) الكافي: ٦ / ٤٣٤، الحديث ٤، وعيون أخبار الرضا: ١ / ٣٠٣، الحديث ٦٣، الوسائل: ١٨ الباب ١٠ من أبواب صفات القاضي، الحديث ٩ و ١٣.

٢٨٦

وعلى ذلك فطلب الشفاعة إنّما يعد عبادة للشفيع إذا كان مقروناً بالاعتقاد بإلوهيته وربوبيته وانّه مالك لمقام الشفاعة. أو مفوض إليه، يتصرف فيها كيف يشاء، وأما إذا كان الطلب مقروناً باعتقاد أنّه عبد من عباد الله الصالحين يتصرف بإذنه سبحانه للشفاعة، وارتضائه للمشفوع له، فلا يعد عبادة للمدعو، بل يكون وزانه وزان سائر الطلبات من المخلوقين، فلا تعد عبادة بل طلباً محضاً غاية الأمر لو كان المدعو قادراً على المطلوب يكون الدعاء أمراً صحيحاً عقلاً، وإلاّ فيكون أمراً لغواً فلو تردّى الإنسان وسقط في قعر البئر وطلب العون من الواقف عند البئر القادر على نجدته وإنقاذه، يعد الطلب أمراً صحيحاً ولو طلبه من الأحجار المنضودة حول البئر يكون الدعاء والطلب منها لغواً مع كون الدعاء والطلب هذا غير مقترن بشيء من الإلوهية والربوبية في حق الواقف عند البئر، ولا الأحجار المنضودة حوله.

هذا من جانب، ومن جانب آخر نرى أنّه سبحانه حثّ على ابتغاء الوسيلة وقال:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الوَسِيلَةَ ) (١) ومن المعلوم انّ المراد من الوسيلة ليست الأسباب الدنيوية الموصلة للإنسان إلى غاياته المادية، إذ ليس هذا أمراً خفياً على الإنسان حتى يحثّه عليه القرآن كما أنّه ليس من الأمور التي يكسل عنها الإنسان حتى يحض عليه، بل المراد: التوسل بالأسباب الموصلة إلى الأمور المعنوية ومن المعلوم إنّ أحد الأسباب هو التوسل بدعاء الأخ المؤمن، والولي الصالح، وعلى ذلك فيرجع طلب الشفاعة إلى طلب الدعاء، الذي اتفق المسلمون قاطبة على جوازه.

وإن شئت قلت إنّه سبحانه يقول:( وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلا مَن شَهِدَ بِالحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) (٢) .

__________________

(١) المائدة: ٣٥.

(٢) الزخرف: ٨٦.

٢٨٧

ومن الواضح إنّ جملة( إِلا مَن شَهِدَ بِالحَقِّ ) تدل على أنّ الطائفة الموحدة لله تملك الشفاعة بإذنه سبحانه، وعندئذ فلماذا لا يصح طلبها ممن يملك الشفاعة بإذنه ؟ غاية الأمر إنّ الطالب لو كان في عداد من ارتضاه سبحانه نفعه الاستشفاع وإلاّ فلا، ومن العجب قول محمد بن عبد الوهاب: « إنّ الله أعطى النبي الشفاعة ونهاك عن هذا وقال:( فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً ) وأيضاً الشفاعة أُعطيها غير النبي فصح أنّ الملائكة والأولياء يشفعون فإن قلت: الله أعطاهم الشفاعة، وأطلبها منهم، رجعت [ عندئذ ] إلى عبادة الصالحين، التي ذكرها الله تعالى في كتابه »(١) إذ هذه الكلمة من العجائب فإنّه إذا أعطاه الله سبحانه الشفاعة فكيف يمنع طلبها منه ؟! وهذا بمنزلة من ملّك أحداً شيئاً ليستفيد منه الآخرون ولكن منع الآخرين عن طلبه منه، فهذا لو كان صحيحاً عقلاً فهو غير متعارف عرفاً.

أضف إليه انّه في أي آية وأي حديث منع طلب الشفاعة عنهم. وتصور انّ طلبها عبادة قد عرفت الإجابة عنها، وانّ العبادة عبارة عن الطلب اللفظي أو الخضوع العملي عمن يعتقد بنحو من الأنحاء بإلوهيته وربوبيته، وذلك الاعتقاد لا ينفك عن الاعتقاد في استقلال المطلوب منه ذاتاً وفعلاً، وكونه متصرفاً في الأمور الإلهية تصرفاً بلا منازع، وليس هذا الاعتقاد موجوداً في الاستشفاعات المتعارفة بين المسلمين.

٢. انّ طلب الشفاعة يشبه عمل عبدة الأصنام في طلبهم الشفاعة من آلهتهم الكاذبة الباطلة وقد حكى القرآن ذلك العمل منهم، قال سبحانه:( وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللهِ ) (٢) وعلى ذلك فالاستشفاع من غيره سبحانه عبادة لهذا الغير.

__________________

(١) كشف الشبهات: ٦ / ٩.

(٢) يونس: ١٨.

٢٨٨

والجواب عن هذا بيّن أيضاً، فانّك إذا أمعنت النظر في مفاد الآية لا تجد فيها أيّة دلالة على أنّ شركهم كان لأجل الاستشفاع بالأصنام وكان هذا هو المحقق لشركهم وجعلهم في عداد المشركين، وإليك توضيح ذلك فنقول :

إنّ المشركين كانوا يقومون بعملين: ( العبادة ) ويدل عليه( وَيَعْبُدُونَ ) و ( طلب الشفاعة ) ويدل عليه:( وَيَقُولُونَ ) وكان علة اتصافهم بالشرك هو الأوّل لا الثاني، ولو كان الاستشفاع بالأصنام عبادة لها بالحقيقة، لما كان هناك مبرر للإتيان بجملة أُخرى، أعني قوله:( وَيَقُولُونَ هَٰؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا ) بعد قوله:( وَيَعْبُدُونَ ) إذ لا فائدة لهذا التكرار، وتوهم انّ الجملة الثانية توضيح للأولى خلاف الظاهر، فإنّ عطف الجملة الثانية على الأولى يدل على المغايرة بينهما إذ لا دلالة للآية على أنّ الاستشفاع بالأصنام كان عبادة فضلاً عن كون الاستشفاع بالأولياء المقربين عبادة لهم.

نعم ثبت بأدلّة أُخرى ( لا من الآية ) بأنّ طلب الاستشفاع بالأصنام يعد عبادة لهم وذلك لما قلنا من أنّ المشركين كانوا يعتقدون بإلوهيتها وربوبيتها واستقلالها في الأفعال(١) .

٣. طلب الحاجة من غيره سبحانه حرام، فإنّ ذلك دعاء لغير الله وهو حرام قال سبحانه:( فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً ) (٢) وإذا كانت الشفاعة ثابتة لأوليائه وكان طلب الحاجة من غيره حراماً فالجمع بين الأمرين يتحقق بانحصار جواز طلبها عن الله سبحانه خاصة، ويوضح ذلك قوله سبحانه:( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) (٣) ، فقد عبر عن

__________________

(١) وان أردت المزيد من التوضيح، فلاحظ الجزء الأوّل من هذه الحلقات: معالم التوحيد في القرآن: ٤٩٣ ـ ٥٠١.

(٢) الجن: ١٨.

(٣) غافر: ٦٠.

٢٨٩

العبادة في الآية بلفظ الدعوة في صدرها وبلفظ العبادة في ذيلها، وهذا يكشف عن وحدة التعبيرين في المعنى، وقد مر قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الدعاء مخ العبادة ».

والجواب بوجوه: أوّلاً: أنّ المراد من الدعاء في قوله تعالى:( فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً ) ليس مطلق دعوة الغير بل الدعوة الخاصة المحدودة المرادفة للعبادة، ويدل عليه قوله سبحانه في نفس هذه الآية( وَأَنَّ المَسَاجِدَ للهِ ) .

وعلى ذلك فيكون المراد من النهي عن دعوة الغير هو الدعوة الخاصة المقترنة بالاعتقاد بكون المدعو ذا اختيار تام في التصرف في الكون وفي شأن من شؤونه سبحانه.

فإذا كان طلب الشفاعة مقترناً بهذه العقيدة يعد عبادة للمشفوع إليه. وإلاّ فيكون طلب الحاجة كسائر الطلبات من غيره سبحانه الذي لا يشك ذو مسكة في عدم كونها عبادة.

وثانياً: أنّ المنهي عنه هو دعوة الغير بجعله في رتبته سبحانه كما يفصح عنه قوله:( مَعَ اللهِ ) وعلى ذلك فالمنهي هو دعوة الغير، وجعله مع الله، لا ما إذا دعا الغير معتقداً بأنّه عبد من عباده لا يملك لنفسه ولا لغيره ضراً ولا نفعاً ولا حياة ولا بعثاً ولا نشوراً إلّا بما يملكه من الله سبحانه ويتفضّل عليه بإذنه ويقدر عليه بمشيئته، فعند ذاك فالطلب منه بهذا الوصف يرجع إلى الله سبحانه، وبذلك يظهر أنّ ما تدل عليه الآيات القرآنية من أنّ طلب الحاجة من الأصنام كان شركاً في العبادة، فلأجل انّ المدعو عند الداعي كان إلهاً أو رباً مستقلاً في شأن من شؤون وجوده أو فعله قال سبحانه:( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ ) (١) وقال سبحانه:( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ

__________________

(١) الأعراف: ١٩٧.

٢٩٠

عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ) (١) . ترى أنّه سبحانه يستنكر دعاءهم بقوله:( لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ ) وقوله:( عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ) مذكّر بأنّ عقيدتهم في حق هؤلاء عقيدة كاذبة وباطلة، فإنّ الأصنام لا تستطيع نصر أحد، وهذا يكشف عن أنّ الداعين كانوا من جانب النقيض من تلك العقيدة، وكانوا يعتقدون بتملّك الأصنام لنصرهم وقضاء حوائجهم من عند أنفسهم.

وثالثاً: أنّ الدعاء ليس مرادفاً للعبادة وما ورد في الآية والحديث من تفسير الدعاء بالعبادة في ذيلهما لا يدل على ما يرتئيه المستدل، فإنّ المراد من الدعاء فيهما قسم خاص منه، وهو الدعاء المقترن باعتقاد الإلوهية في المدعو والربوبية في المطلوب منه كما عرفت.

٤. الشفاعة حق مختص بالله سبحانه لا يملكه غيره وعلى ذلك فطلبها من غير مالكها أمر غير صحيح، قال سبحانه:( أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ *قُل للهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً ) (٢) .

والجواب: انّ المراد من قوله سبحانه:( قُل للهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً ) ليس انّه سبحانه هو الشفيع دون غيره، إذ من الواضح انّه سبحانه لا يشفع عند غيره، بل المراد انّ المالك لمقام الشفاعة هو سبحانه وانّه لا يشفع أحد في حق أحد إلّا بإذنه للشفيع وارتضائه للمشفوع له، ولكن هذا المقام ثابت لله سبحانه بالأصالة والاستقلال ولغيره بالاكتساب والإجازة، قال سبحانه:( وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلا مَن شَهِدَ بِالحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) (٣) فالآية صريحة في أنّ من شهد بالحق يملك الشفاعة ولكن تمليكاً منه سبحانه وفي طول ملكه. وعلى ذلك

__________________

(١) الأعراف: ١٩٤.

(٢) الزمر: ٤٣ ـ ٤٤.

(٣) الزخرف: ٨٦.

٢٩١

فالآية أجنبية عن طلب الشفاعة من الأولياء الصالحين الذين شهدوا بالحق وملكوا الشفاعة، وأُجيزوا في أمرها في حق من ارتضاهم لها.

هذا وكما أنّ الشفاعة التشريعية مختصة بالله سبحانه وانّه المالك لها بالأصالة وانّما يملكها الغير بإذن منه، هكذا الشفاعة في عالم التكوين وعالم العلل والمعاليل والأسباب والمسببات، قال سبحانه:( اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى العَرْشِ مَا لَكُم مِن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ ) (١) والمراد من الشفيع في الآية هو الشفيع في عالم التكوين بقرينة انّ البحث يدور حول خلق السماوات والأرض ثم الاستواء على العرش ويعود معنى الآية إلى أنّ الأسباب والمسببات الخارجية إذا كان بعضها شفيعاً لبعض في تتميم الأثر ( كالسحاب والمطر والشمس والقمر وغيرها شفعاء للنبات ) فموجد الأسباب وأجزائها هو الشفيع بالحقيقة التي يتم نقصها ويقيم صلبها فانّه سبحانه هو الشفيع بالحقيقة لا شفيع غيره(٢) .

وإن شئت قلت: إنّ الآية بصدد نقد عقيدة المشركين حيث كانوا يعتقدون بأنّ الأصنام والأوثان تملك الشفاعة، فأراد سبحانه أن يوقظ شعورهم بأنّ مالكية الأصنام لها فرع كونها ذا عقل وشعور حتى يمكن أن تستفيد من هذا الحق في شأن الشفعاء، وتلك الآلهة لا تعقل ولا تشعر شيئاً، كما يدل عليه قوله سبحانه:( قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ *قُل للهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً ) .

٥. طلب الشفاعة من الميت أمر باطل، ولعل هذا آخر سهم في كنانتهم فجعلوا طلب الشفاعة من أوليائه الصالحين أمراً لغواً، لأنّهم أموات غير أحياء لا يسمعون ولا يعقلون.

__________________

(١) السجدة: ٤.

(٢) الميزان: ١٦ / ٢٥٨.

٢٩٢

والاستدلال باطل من وجوه :

أمّا أوّلاً: فلأنّ البراهين الفلسفية قد أثبتت تجرد النفس الإنسانية وبقاءها بعد مفارقة الروح البدن، وقد أثبت الفلاسفة ذلك بأدلة كثيرة لا مجال لذكرها في هذه الصفحات، وقد جئنا ببعضها في ما حرّرناه حول الروح في رسالة خاصة، ولعلّنا نقوم ببيانها عند البحث عن المعاد في القرآن الكريم.

وثانياً: أنّ الآيات صريحة في أنّ المقتولين في سبيل الله أحياء يرزقون قال سبحانه:( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ *فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِنْ خَلْفِهِمْ إلّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) (١) وهل يجد الوهابي مبرراً لتأويل الآية مع هذه الصراحة التي لا تتصور فوقها صراحة حيث أخبرت الآية عن حياتهم ورزقهم عند ربّهم وما يحل بهم من الأفراح وما يقدمون عليه من الاستبشار بالذين لم يلحقوا بهم، وما يتفوّهون به في حقهم بقولهم كما يحكيه سبحانه:( إلّاخَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) .

وعلى ذلك فلو كان الشفيع أحد الشهداء في سبيل الله تعالى، فهل يكون هذا الطلب لغواً ؟!

وثالثاً: أنّ القرآن يعد النبي شهيداً على الأمم جمعاء، ويقول سبحانه:( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلاءِ شَهِيداً ) (٢) فالآية تصرّح بأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله شاهد على الشهود الذين يشهدون على أُممهم، فإذا كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله شاهداً على الأمم جمعاء أو على شهودهم فهل تعقل الشهادة بدون

__________________

(١) آل عمران: ١٦٩ ـ ١٧٠.

(٢) النساء: ٤١.

٢٩٣

الحياة، أو بدون الاطّلاع على ما تجري بينهم من الأمور من الكفر والإيمان والطاعة والعصيان ؟!

ولا يصح لك أن تفسّر شهادة النبي بشهادته على معاصريه ومن زامنوه، وذلك لأنّه سبحانه عدّ النبي شاهداً في عداد كونه مبشراً ونذيراً، وهل يتصوّر أحد أن يختص الوصفان الأخيران بمن كان يعاصره النبي ؟! كلا لا، فإذن لا وجه لتخصيص كونه شاهداً بالأمّة المعاصرة للنبي.

فعند ذلك يكون طلب الشفاعة من النبي الأكرم الذي هو حي بنص القرآن أمراً صحيحاً معقولاً، وأنت إذا لاحظت الآيات القرآنية تقف على أنّها تصرح بامتداد حياة الإنسان إلى ما بعد موته، يقول سبحانه في حق الكافرين:( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ *لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) (١) . فهذه الآية تصرح بامتداد الحياة الإنسانية إلى عالم البرزخ، وانّ هذا وعاء للإنسان يعذّب فيها من يعذّب وينعّم فيها من ينعّم، أما التنعّم فقد عرفت التصريح به في الآية الواردة في حق الشهداء، وأمّا العقوبة فيقول سبحانه:( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَابِ ) (٢) .

وهناك آيات أُخر تدل على امتداد الحياة إلى ما بعد الموت نرجئ نقلها إلى مكانها الخاص بل هناك آيات تدل بصراحة على ارتباطهم بنا، وارتباط بعضنا من ذوي النفوس القوية بهم.

وأمّا الأحاديث الواردة في هذا المورد فحدث عنها ولا حرج، وقد روى المحدّثون قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما من أحد يسلّم عليّ إلّا رد الله روحي حتى أرد عليه

__________________

(١) المؤمنون: ٩٩ ـ ١٠٠.

(٢) غافر: ٤٦.

٢٩٤

السلام »(١) . كما نقلوا قوله: « إنّ لله ملائكة سياحين في الأرض يبلّغوني من أُمّتي السلام »(٢) .

وفي الختام نرى أنّه سبحانه يسلم على أنبيائه في آيات كثيرة، ويقول:( سَلامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي العَالَمِينَ ) ( سَلامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ) ( سَلامٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ ) ( سَلامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ ) و( سَلامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ ) (٣) .

كما يأمرنا بالتسليم على نبيه والصلوات عليه ويقول بصريح القول:( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (٤) ، فلو كان الأنبياء والأولياء أمواتاً غير شاعرين بهذه التسليمات والصلوات، فأي فائدة في التسليم عليهم، وفي أمر المؤمنين بالصلوات والسلام على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ والمسلمون أجمع يسلمون على النبي في صلواتهم بلفظ الخطاب، ويقولون: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، وحمل ذلك على الشعار الأجوف والتحية الجوفاء، أمر لا يجترئ عليه من له إلمام بالقرآن والحديث.

٦. انّ القرآن يصرح بوضوح انّ الموتى لا يسمعون ولا يبصرون قال سبحانه:( إِنَّكَ لا تُسْمِعُ المَوْتَىٰ وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ) (٥) فالآية تعرّف المشركين بأنّهم أموات ويشبههم بها، ومن المعلوم أنّ صحة التشبيه تتوقف على وجود وجه الشبه في المشبه به بوجه أقوى وليس وجه الشبه إلّا أنّهم لا يسمعون، فعند ذلك تصبح النتيجة: انّ الأموات مطلقاً غير قابلين للإفهام ويدل

__________________

(١) وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى: ٤ / ١٣٤٩، نقله عن أئمّة الحديث مثل أبي داود والبيهقي قال: وقد صدر به البيهقي باب زيارة قبر النبي.

(٢) المصدر السابق: ١٣٥٠ نقلاً عن النسائي وغيره.

(٣) الصافات: ٧٩، ١٠٩، ١٢٠، ١٣٠، ١٨١.

(٤) الأحزاب: ٥٦.

(٥) النمل: ٨٠.

٢٩٥

على ذلك أيضاً قوله سبحانه:( إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَن فِي القُبُورِ ) (١) ، والاستدلال بالآيتين على نسق واحد.

والجواب أوّلاً: أنّ الآية تنفي السماع والإفهام عن الأموات المدفونين في القبور، فإنّهم أصبحوا بعد الموت كالجماد لا يفهمون ولا يسمعون، وهذا غير القول بأنّ الأرواح المفارقة عن هذه الأبدان غير قابلة للإفهام ولا للإسماع والآيتان دالتان على عدم إمكان إسماع الأموات والمدفونين في القبور، ولا تدلان على عدم إمكان تفهيم الأرواح المفارقة عن الأبدان، العائشة في البرزخ عند ربهم كما دلت عليه الآيات السابقة.

ومن المعلوم أنّ خطاب الزائر النبي بقوله: يا محمد اشفع لنا عند الله، لا يشير إلى جسده المطهر، بل إلى روحه الزكية الحية العائشة عند ربّها، إلى غير ذلك من الصفات التي يضفيها عليه القرآن الكريم وعلى سائر الشهداء.

والشاهد على ذلك انّا نرى: انّ المسلمين مع وقوفهم على هذه الآيات وتلاوتهم لها كانوا يتوجهون إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد وفاته حيث روى الطبراني في الكبير عن عثمان بن حنيف انّ رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان، في حاجة له، وكان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقى ابن حنيف فشكا إليه ذلك، فقال له ابن حنيف: ائت الميضاة، فتوضأ، ثم ائت المسجد فصل ركعتين، ثم قل: أللّهمّ إنّي أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد نبي الرحمة، يا محمد إنّي أتوجه بك إلى ربك أن تقضي حاجتي، وتذكر حاجتك، فانطلق الرجل فصنع ما قال، ثم أتى باب عثمان فجاءه البواب حتى أخذ بيده، فأُدخل على عثمان فأجلسه معه على الطنفسة فقال: حاجتك ؟ فذكر حاجته وقضى له، ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كانت الساعة، وقال: ما كانت لك من حاجة فاذكرها، ثم إنّ الرجل خرج من

__________________

(١) فاطر: ٢٢.

٢٩٦

عنده، فلقي ابن حنيف، فقال له: جزاك الله خيراً، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إليّ حتى كلّمته فيّ، فقال ابن حنيف: والله ما كلّمته، ولكن شهدت رسول الله، وأتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن شئت دعوت أو تصبر »، فقال: يا رسول الله، انّه ليس لي قائد وقد شق علي، فقال له النبي: « ائت الميضاة، فتوضأ، ثمّ صلّ ركعتين، ثم ادع بهذه الدعوات »، قال ابن حنيف: فوالله ما تفرّقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل، كأنّه لم يكن به ضر(١) .

وثانياً: أنّ الاستدلال بالآيتين على ما يرتئيه المستدل غفلة عمّا تهدف إليه الآيتان، فإنّ الآيتين في مقام بيان أمر آخر، وهو انّ المراد من الإسماع هنا هو الهداية، وهي تتصور على قسمين: هداية مستقلة، وهداية معتمدة على إذنه سبحانه، والآيتان بصدد بيان انّ النبي غير قادر على القسم الأوّل من الهدايتين، بل هي من خصائصه سبحانه وإنّما المقدور له هو الهداية المعتمدة على إذنه تعالى، ويدل على ذلك نفس الآية الواردة في سورة فاطر حيث يقول:( وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَىٰ وَالبَصِيرُ *وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ *وَلَا الظِّلُّ وَلا الحَرُورُ *وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلا الأَمْوَاتُ إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَن فِي الْقُبُورِ *إِنْ أَنتَ إِلا نَذِيرٌ ) (٢) .

والمستدل أخذ بالجملة الوسطى، أعني قوله:( وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَن فِي الْقُبُورِ ) وغفل أو تغافل عن الجملتين الحافّتين بها، فإنّك إذا لاحظت قوله:( إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ ) تقف على أنّ المراد من قوله:( وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَن فِي الْقُبُورِ ) هو نفي الإسماع أو الهداية المستقلة من دون مشيئته سبحانه، فكأنّه يقول: لست أيّها النبي بقادر على الهداية بل الهادي هو الله سبحانه، ولأجل ذلك

__________________

(١) وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى: ٤ / ١٣٧٣، ورواه البيهقي من طريقين.

(٢) فاطر: ١٩ ـ ٢٣.

٢٩٧

يعود فيصف النبي في الجملة الأخيرة بأنّه « ليس إلّا نذير » لا المتصرف في عالم الوجود مستقلاً ومعتمداً على إرادته.

والحاصل: انّ كون الآية بصدد بيان أنّ النبي ليس بقادر على إسماع الموتى وهدايتهم، شيء، وكونها بصدد أنّ النبي لا يقدر على الهداية والإسماع مستقلاً ومعتمداً على إرادة نفسه، شيء آخر، والآية بصدد الأمر الثاني لا الأوّل، والذي يفيد المستدل هو الأوّل، ويدل على ذلك قوله سبحانه:( لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ) (١) وقال سبحانه:( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ) (٢) وقال سبحانه:( وَاللهُ يَقُولُ الحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ) (٣) فهذه الآيات قرينة على أنّ الغاية التي تهدف إليها تلك الآية هو سلب استقلال النبي بأمر الهداية وإسماعهم وان كان يقدر على ذلك بإذنه، بقرينة قوله سبحانه:( إِن تُسْمِعُ إِلا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُسْلِمُونَ ) (٤) ، وقال سبحانه:( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ) (٥) بل يصفه سبحانه بقوله:( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (٦) وبذلك تحصل انّ استدلال المستدل غفلة عن هدف الآية.

وإن شئت قلت: إنّ الظاهر من الآيات انّ النبي الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله كان حريصاً على هداية الناس وكان راغباً في إسعادهم كما يحكي عنه قوله تعالى:( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ) (٧) ، وقال تعالى:( وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ

__________________

(١) البقرة: ٢٧٢.

(٢) القصص: ٥٦.

(٣) الأحزاب: ٤.

(٤) النمل: ٨١، والروم: ٥٣.

(٥) السجدة: ٢٤.

(٦) الشورى: ٥٢.

(٧) القصص: ٥٦.

٢٩٨

وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ) (١) وقال سبحانه:( لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ ) (٢) وقال سبحانه:( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) (٣) ، كل هذه الآيات تشهد على إصرار النبي وعلاقته بهداية أُمّته، وعلى ذلك فيكون المراد من الآيات الناظرة إلى ما يطلبه النبي في أمر الأمّة، هو نفي كون النبي قائماً بذلك الأمر على وجه الاستقلال، وعلى نحو الإطلاق، سواء أشاء الله أم لم يشأ، بل انّما تنفذ إرادته وعلاقته بهدايتهم إذا وقعت في إطار إرادته سبحانه ومشيئته من غير فرق في ذلك بين الموتى والأحياء، بإسماع الموتى وهداية الأحياء.

وبذلك يظهر ما تهدف إليه آية سورة النمل، فإنّ المقصود من قوله:( إِنَّكَ لا تُسْمِعُ المَوْتَىٰ وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ) (٤) هو انّك لا تقوم بإسماع الميت الواقعي، أو ميت الأحياء كالمشركين والمنافقين مستقلاً، وإنّما المقدور لك هو ما تعلّقت مشيئته سبحانه بهدايتهم، ولأجل ذلك يقول:( وَمَا أَنتَ بِهَادِي العُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُسْلِمُونَ ) (٥) .

وقد وقفت في هذا الفصل الذي أفردناه عن الفصول السابقة على الإشكالات التي نسجتها الأوهام حول الشفاعة وعرفت ضآلتها بوجه واضح، وفي ختام هذا الفصل نعطف نظر القارئ الكريم إلى نكتة، وهي انّ الشفاعة وما يرجع إليها من الأبحاث من الأمور المسلّمة بين المسلمين، ولو كان هناك خلاف فإنّما هو في أثر الشفاعة، وإنّه هل هو رفع العقاب أو ترفيع الدرجة كما أنّه لو كان

__________________

(١) يوسف: ١٠٣.

(٢) آل عمران: ١٢٨.

(٣) الشعراء: ٣.

(٤) النمل: ٨٠.

(٥) النمل: ٨١.

٢٩٩

هناك خلاف آخر فإنّما هو في الإشكال العاشر، فإنّ الوهابيين يمنعون طلب الشفاعة ممن أُعطي الشفاعة، والناظر في أبحاثهم وكلماتهم وتحليلاتهم يقف على أنّهم أعداء الإنسان الكامل، ولأجل ذلك يصرفون هممهم للحط من شخصيته، ومكانته، ويتصورون أنّ التوحيد لا يتم إلّا بتنقيصهم، وكأنّ التوحيد لا يتم إلّا بحط مكانتهم أو شخصيتهم ومنازلهم المعنوية.

بقي هنا بحثان يتم بهما بحث الشفاعة :

الأوّل: الشفاعة في الأدب العربي.

الثاني: الشفاعة في الأحاديث الإسلامية.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482