رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة12%

رجال الشيعة في أسانيد السنّة مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-6289-76-2
الصفحات: 482

رجال الشيعة في أسانيد السنّة
  • البداية
  • السابق
  • 482 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 158869 / تحميل: 6738
الحجم الحجم الحجم
رجال الشيعة في أسانيد السنّة

رجال الشيعة في أسانيد السنّة

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
ISBN: ٩٦٤-٦٢٨٩-٧٦-٢
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

[ ٢٠ ] جعفر بن سليمان ( ـ ١٧٨ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : الشيخ العالم الزاهد أبو سليمان الضبعي البصري(١) .

قال ابن سعد : كان ثقة(٢) .

وقال العجلي : ثقة(٣) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن سعد : وكان يتشيّع(٤) .

وقال العجلي : وكان يتشيّع(٥) .

وقال الذهبي : وهو من زهاد الشيعة(٦) .

وقال أيضا : محدث الشيعة(٧) .

وقال ابن عدي : وهو معروف بالتشيع(٨) .

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٨ / ١٩٧ الرقم ٣٦.

٢ و ٤ ـ الطبقات الكبرى : ٧ / ٢٨٨.

٣ و ٥ ـ تاريخ الثقات : ٩٧ الرقم ٢١٢.

٦ ـ الكاشف : ١ / ١٢٩ الرقم ٨٠١.

٧ ـ سير أعلام النبلاء : ٨ / ١٩٧.

٨ ـ الكامل : ٢ / ٥٧٢.

٨١

وقال الخضر بن محمد بن شجاع الجزري(١) : قيل لجعفر بن سليمان : بلغنا انك تشتم أبا بكر وعمر ، فقال : أما الشتم فلا ، ولكن بغضا يا لك(٢) .

وقال أبو طالب أحمد بن حميد ، عن أحمد بن حنبل وإنما كان يتشيّع ، وكان يحدث بأحاديث في فضل عليعليه‌السلام (٣) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثامنة(٤) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن عمر بن كيسان الصنعاني ، وإبراهيم بن عيسى اليشكري ، وبكر بن خنيس ، وثابت البناني في الأدب المفرد ومسلم والترمذي وأبي داود والنسائي ، والجعد أبي عثمان اليشكري في مسلم والترمذي وسنن النسائي ، وحبيب أبي محمد العجمي ، وحرب بن شداد في سنن النسائي ، وحفص بن حسان في سنن النسائي ، وحميد بن قيس الأعرج في سنن أبي داود ، وحوشب بن مسلم الثقفي ، والخليل بن مرة ، وسعيد بن إياس الجريري في مسلم ، وأبي عامر صالح بن رستم الخزاز ، والصلت بن دينار ، وطالب الراوي عن يزيد الضبي ، وطلحة صاحب عطاء الخراساني ، وعبد الله بن عبد الرحمان بن أبي حسين ، وعبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك وعبد الصمد بن معقل بن منبه ،

__________________

١ ـ قال ابن حجر : صدوق من العاشرة ، مات سنة إحدى وعشرين. تقريب التهذيب : ١ / ٢٢٤.

٢ ـ تهذيب الكمال : ٥ / ٤٨ ، ميزان الاعتدال : ١ / ٤٠٨ ، الضعفاء الكبير : ١ / ٤٠٩ الرقم ١٥٠٥.

٣ ـ تهذيب الكمال : ٥ / ٤٦.

٤ ـ تقريب التهذيب : ١ / ١٣١ الرقم ٨٣.

٨٢

وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، وعيينة الضرير في مسند علي لأبي داود ، وعطاء بن السائب في كتاب عمل اليوم والليلة ، وعلي بن الحكم البناني في سنن أبي داود ، وعلي بن زيد بن جدعان في الترمذي ، وعلي بن علي الرفاعي في أبي داود والترمذي وابن ماجة والنسائي ، وعمر بن فروخ صاحب الساج ، وعمرو بن دينار قهرمان آل الزبير ، وعمران بن مسلم القصير ، وعوف الأعرابي في أبي داود والترمذي وفي كتاب عمل اليوم والليلة ، وفائد أبي الورقاء ، وفرقد السبخي ، وكثير بن زناد أبي سهل البرساني ، وكهمس بن الحسن في الترمذي والنسائي ، ومالك بن دينار في كتاب الشمائل ، ومحمد بن ثابت البناني ، ومحمد بن سوقة ، ومحمد بن المنكدر ، ومطر الوراق ، والمعلى بن زياد القردوسي في أبي داود وابن ماجة ، والنضر بن حميد الكندي ، وهارون بن رئاب الاسدي ، وهارون بن موسى النحوي في الترمذي والنسائي ، وهشام بن حسان ، وهشام بن عروة في النسائي ، ويزيد الرشك في مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة والترمذي ، وأبي التياح يزيد بن حميد الضبعي ، وأبي سنان القسملي ، وأبي طارق في الترمذي ، وأبي عمران الجوني في مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وأبي موسى الهلالي في أبي داود ، وأبي هارون العبدي في الترمذي.

روى عنه : إسحاق بن أبي إسرائيل ، وإسحاق بن سليمان الرازي ، وبشار بن موسى الخفاف ، وبشر بن هلال الصواف في الترمذي وابن ماجة والنسائي وأبي داود ، وحبان بن هلال ، والحسن بن الربيع البوراني ، والحسن بن عمر بن شقيق ، وحميد بن مسعدة في ابن ماجة ، وخالد بن خداش ، وزيد بن الحباب في النسائي وابن ماجة ، وسعيد بن سليمان بن نشيط النشيطي ، وسفيان الثوري ـ ومات قبله ـ ، وسيار بن حاتم في الترمذي والنسائي وابن ماجة ، وصالح بن عبد الله الترمذي في

٨٣

الترمذي ، والصلت بن مسعود الجحدري ، وعبد الله بن أبي بكر المقدمي ، وعبد الله ابن المبارك ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الأسود في الأدب المفرد ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الرزاق بن همام في أبي داود والترمذي والنسائي ، وأبو ظفر عبد السلام بن مطهر في الأدب المفرد وأبي داود ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، وأبو نصر عمار بن هارون المستملي البصري ، وأبو كامل الفضيل بن الحسين الجحدري ، وقتيبة بن سعيد في مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وقطن بن نسير في مسلم وأبي داود والترمذي ، وقيس بن حفص الدارمي ، ومحمد ابن سليمان لوين ، ومحمد بن عبد الله الرقاشي في عمل اليوم والليلة ، ومحمد بن عبيد بن حساب في مسلم ، ومحمد بن كثير العبدي في أبي داود والترمذي وعمل اليوم والليلة ، ومحمد بن موسى الحرشي في الترمذي والنسائي ، ومحمد بن النضر ابن مساور المروزي في النسائي ، ومسدد بن مسرهد في أبي داود ، وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ، ووهب بن بقية الواسطي ، ويحيى بن سعيد العطار الحمصي ، ويحيى بن عبد الحميد الحماني ، ويحيى بن يحيى النيسابوري في مسلم(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(٢) ، وسنن ابن ماجة(٣) ، والنسائي(٤) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٥ / ٤٤ ـ ٤٦.

٢ ـ صحيح مسلم : ١ / ٣٤٢ ، كتاب الصلاة ، الباب ( ٣٧ ) ، الحديث ١٩١.

٣ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ١٠٨ ، كتاب الطهارة ، الحديث ٢٩٥.

٤ ـ سنن النسائي : ٥ / ٦٣٥ ، كتاب المناقب ، الباب ( ٢١ ) ، الحديث ٣٧١٧ ، وقد روى الترمذي عنه حديث الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إن عليا مني وأنا منه ».

٨٤

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام وقال : ثقة(١) .

[ ٢١ ] جميع بن عمير

١ ـ شخصيته ووثاقته :

جميع بن عمير بن عفاق التيمي ، أبو الأسود الكوفي من بني تيم الله بن ثعلبة(٢) .

قال أبو حاتم : محله الصدق ، صالح الحديث ، كوفي من التابعين(٣) .

وقال الذهبي : كوفي ، جليل(٤) .

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن حبان : كان رافضيا يضع الحديث(٥) .

وقال ابن حجر : يتشيّع(٦) .

__________________

١ ـ رجال الشيخ : ١٧٦ الرقم ٢٠٨١.

٢ ـ تهذيب الكمال : ٥ / ١٢٤ الرقم ٩٦٦.

٣ ـ الجرح والتعديل : ٢ / ٥٣٢ الرقم ٢٢٠٨.

٤ ـ تاريخ الاسلام : حوادث سنة ( ١٠١ ) ص ٤٣ الرقم ٢٧.

٥ ـ المجروحين : ١ / ٢١٨. وفيه عن ابن نمير يقول : جميع بن عمير من أكذب الناس وكان يقول : الكراكي تفرخ في السماء ولا تقع فراخها؟!

٦ ـ تقريب التهذيب : ١ / ١٣٣ الرقم ١١١.

٨٥

وقال أبو حاتم : من عتق الشيعة(١) .

وقال ابن عدي : وعامة ما يرويه أحاديث لا يتابعه غيره عليه(٢) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثالثة(٣) .

قال المزي : روى عن : عبد الله بن عمر بن الخطاب في سنن أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وأبي بردة بن نيار الأنصاري ، وعائشة ام المؤمنين في سنن أبي داود والترمذي وابن ماجة والنسائي ، وروى أيضا عن عمته ، عنها.

روى عنه : حرملة الضبي ، وحكيم بن جبير في سنن الترمذي ، وأبو الجحاف داود بن أبي عوف في سنن الترمذي ، وسالم بن أبي حفصة ، وسليمان الأعمش ، وسليمان أبو إسحاق الشيباني في كتاب خصائص أمير المؤمنين ، وصدقة ابن سعيد الحنفي في سنن أبي داود والنسائي وابن ماجة ، والصلت بن بهرام ، والعوام بن حوشب ، والعلاء بن صالح ، وكثير النواء في سنن الترمذي ، وابنه محمد ابن جميع بن عمير ، ووائل بن داود(٤) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن الترمذي ، عن ابن عمر : آخى رسول الله بين أصحابه فجاء علي تدمع

__________________

١ ـ الجرح والتعديل : ٢ / ٥٣٢ الرقم ٢٢٠٨.

٢ ـ الكامل : ٢ / ٥٨٨ ، أقول : ومن جملة أحاديثه حديث أورده ابن عدي نفسه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لأمير المؤمنينعليه‌السلام : « أنت أخي في الدنيا والآخرة ».

٣ ـ تقريب التهذيب : ١ / ١٣٣ الرقم ١١١.

٤ ـ تهذيب الكمال : ٥ / ١٢٥.

٨٦

عيناه ، فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنت أخي في الدنيا والآخرة »(١) .

وسنن أبي داود(٢) ، وابن ماجة(٣) ، والنسائي(٤) ، والترمذي(٥) .

أقول : وقع الرجل في طريق الكليني في الكافي(٦) ، والشيخ الصدوق في معاني الأخبار(٧) .

__________________

١ ـ سنن الترمذي : ٥ / ٦٣٦ ، كتاب المناقب ، الحديث ٣٧٢٠.

٢ ـ سنن أبي داود : ١ / ٦٣ ، كتاب الطهارة ، باب الغسل من الجنابة ، الحديث ٢٤١.

٣ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ١٩٠ ، كتاب الطهارة ، باب ما جاء في الغسل من الجنابة ، الحديث ٥٧٣ ، وج ٢ / ٧٥٣ ، كتاب التجارات ، الحديث ٢٢٤٠.

٤ ـ سنن النسائي : ١ / ١٨٩ ، كتاب الحيض.

٥ ـ سنن الترمذي : ٥ / ٦٣٦ ، كتاب المناقب ، الحديث ٣٧٢٠ ، وص ٥٧٠١ الحديث ٣٨٧٤.

٦ ـ الكافي : ١ / ١١٨ باب معاني الأسماء ، الحديث ٩.

٧ ـ معاني الأخبار : ١١ باب ( ١١ ) ، الحديث ١.

٨٧

حرف الحاء

[ ٢٢ ] الحارث بن عبد الله الهمداني ( ـ ٦٥ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : هو العلامة الإمام أبو زهير ، الحارث بن عبد الله بن كعب بن أسد الهمداني الكوفي صاحب علي وابن مسعود ، كان فقيها كثير العلم على لين في حديثه قد كان من أوعية العلم ، ومن الشيعة الأول(١) .

قال عثمان بن سعيد الدارمي : سألت يحيى بن معين ، قلت : أي شيء حال الحارث في علي؟ قال : ثقة ، قال عثمان : ليس يتابع عليه(٢) .

وقال أبو بكر بن أبي داود : كان أفقه الناس ، وأفرض الناس ، وأحسب الناس ، تعلم الفرائض من علي(٣) .

وقال أيضا : وحديث الحارث في السنن الأربعة والنسائي مع تعنته في الرجال فقد احتج به وقوى أمره(٤) .

قال أحمد بن صالح المصري : الحارث الأعور ثقة ما أحفظه ، وما أحسن ما

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٤ / ١٥٢ الرقم ٥٤.

٢ ـ تهذيب الكمال : ٥ / ٢٤٩ الرقم ١٠٢٥.

٣ ـ تاريخ الاسلام : ٩٠ ، حوادث سنة ( ٧٠ ).

٤ ـ ميزان الاعتدال : ١ / ٤٣٧.

٨٨

روى عن علي. فقيل له : فقد قال الشعبي : كان يكذب ، قال : لم يكن يكذب في الحديث إنما كان كذبه في رأيه(١) .

وقال الذهبي : فأما قول الشعبي : « الحارث كذاب » فمحمول على أنه عنى بالكذب الخطأ لا التعمد ، وإلا فلماذا يروي عنه ويعتقده بتعمد الكذب في الدين(٢) ؟

٢ ـ تشيّعه :

قال ابن حبان : كان غاليا في التشيّع(٣) .

وقال ابن حجر : ورمي بالرفض(٤) .

وعده ابن قتيبة من رجال الشيعة(٥) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

قال المزي : روى عن : زيد بن ثابت ، وعبد الله بن مسعود في سنن النسائي ، وعلي بن أبي طالب في سنن أبي داود والترمذي وابن ماجة والنسائي ، وبقيرة امرأة سلمان الفارسي.

روى عنه : أبو السفر سعيد بن يحمد الهمداني ، والضحاك بن مزاحم ، وعامر الشعبي في سنن أبي داود والترمذي وابن ماجة والنسائي ، وعبد الله بن مرة في سنن النسائي ، وعبد الكريم أبو امية البصري ، وعطاء بن أبي رباح في مسند علي ،

__________________

١ ـ تاريخ أسماء الثقات : ١٠٨ الرقم ٢٦٩.

٢ ـ سير أعلام النبلاء : ٤ / ١٥٣ ، تاريخ الاسلام : ٩٠ حوادث سنة ( ٧٠ ).

٣ ـ ميزان الاعتدال : ١ / ٤٣٦ الرقم ١٦٢٧.

٤ ـ تقريب التهذيب : ١ / ١٤١ الرقم ٤٠.

٥ ـ المعارف : ٦٢٤.

٨٩

وعمرو بن مرة ، وأبو إسحاق الهمداني ، وأبو البحتري الطائي في مسند علي ، وابن أخيه في الترمذي ومسند علي ولم يسم(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(٢) ، والترمذي(٣) ، وابن ماجة(٤) ، والنسائي(٥) .

[ ٢٣ ] حبيب بن أبي ثابت ( ـ ١١٩ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : الامام الحافظ(٦) ، فقيه الكوفة ، أبو يحيى القرشي الأسدي ، مولاهم ، واسم أبيه قيس بن دينار ، وقيل : قيس بن هند ، ويقال : هند(٧) .

وقال العجلي : تابعي ، ثقة ، وكان مفتي الكوفة قبل حماد بن أبي سليمان(٨) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٥ / ٢٤٥ الرقم ١٠٢٥.

٢ ـ سنن أبي داود : ١ / ٢٣٩ ، كتاب الصلاة ، باب النهي عن التلقين ، الحديث ٩٠٨.

٣ ـ سنن الترمذي : ٥ / ١٧٢ الرقم ٢٩٠٦ ، كتاب فضائل القرآن.

٤ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ١٣٩ ، كتاب الطهارة ، باب ( ٤٠ ) ، الحديث ٣٩٦.

٥ ـ سنن النسائي : ٨ / ١٤٧ ، كتاب الزينة.

٦ ـ قال التهانوي في تعريف الحافظ : هو الذي أحاط علمه بمائة ألف حديث راجع : قواعد في علوم الحديث : ٢٩ ، ومنهج النقد في علوم الحديث للدكتور نور الدين عتر ص ٧٧.

٧ ـ سير أعلام النبلاء : ٥ / ٢٨٨ الرقم ١٣٧.

٨ ـ تاريخ الثقات : ١٠٥ الرقم ٢٤٤. راجع حول حماد بن أبي سليمان : سير أعلام النبلاء : ٥ / ٢٣١.

٩٠

وقال أبو بكر بن عياش ، عن أبي يحيى القتات : قدمت الطائف مع حبيب بن أبي ثابت ، وكأنما قدم عليهم نبي(١) .

وقال البخاري عن علي بن المديني : له نحو مائتي حديث(٢) .

وقال ابن عدي : وحبيب بن أبي ثابت هو أشهر وأكثر حديثا من أن أحتاج أن أذكر من حديثه شيئا وقد حدث عنه الأئمة ، مثل : الأعمش ، والثوري ، وشعبة ، وغيرهم ، وهو ثقة كما قاله ابن معين(٣) .

٢ ـ تشيّعه :

عده ابن قتيبة والشهرستاني من رجال الشيعة(٤) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثالثة(٥) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص في البخاري ومسلم ، والأغر أبي مسلم ، وأنس بن مالك ، وثعلبة بن يزيد الحماني في مسند علي ، وحكيم بن حزام في سنن الترمذي.

قال الترمذي : ولم يسمع عندي منه ـ وجميل بن عبد الرحمان في الأدب المفرد ، وذر بن عبد الله الهمداني في الترمذي وعمل اليوم والليلة ـ وهو من أقرانه ـ ،

__________________

١ و ٢ ـ تهذيب الكمال : ٥ / ٣٦١.

٣ ـ الكامل : ٢ / ٨١٥.

٤ ـ المعارف : ٦٢٤ ، الملل والنحل : ١ / ١٧٠.

٥ ـ تقريب التهذيب : ١ / ١٤٨ الرقم ١٠٦.

٩١

وذكوان أبي صالح السمان في الترمذي والنسائي وابن ماجة ، وزيد بن أرقم في الترمذي ، وزيد بن وهب الجهني في البخاري والترمذي ، وأبي العباس السائب بن فروخ المكي في الكتب الستة ، وسعيد بن جبير في الكتب الستة ، وسعيد بن عبد الرحمان بن أبزى في عمل اليوم والليلة ، وأبي الشعثاء سليم بن أسود المحاربي في البخاري ، وأبي وائل شقيق بن سلمة الأسدي في البخاري ومسلم والنسائي ، والضحاك المشرفي في مسلم وخصائص أمير المؤمنين ، وطاوس بن كيسان في مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وعاصم بن ضمرة السلولي في أبي داود وابن ماجة ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي ، وعبد الله بن باباه في ابن ماجة ، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي ، وعبد الله بن عباس في ابن ماجة ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب في الترمذي والنسائي وابن ماجة وأبي داود ، وعبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو في النسائي ، وأبي المنهال عبد الرحمن بن مطعم في البخاري ومسلم والنسائي ، وعبدة بن أبي لبابة في النسائي وابن ماجة ـ وهو من أقرانه ـ ، وعروة بن الزبير في الترمذي وابن ماجة ـ حديث المستحاضة ـ وقيل : الصحيح ، عن عروة المزني في أبي داود ، وعروة بن عامر القرشي في أبي داود ، وعطاء بن أبي رباح في أبي داود والنسائي ، وعطاء بن يسار في مسلم ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زين العابدين في النسائي ، وعمارة ابن عمير في أبي داود والنسائي ـ وهو من أقرانه ـ ، والقاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام في النسائي ، وكريب مولى ابن عباس في أبي داود والنسائي ، ومجاهد بن جبر في مسلم ، ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس في مسلم وأبي داود والنسائي ـ وهو من أقرانه ـ ، وميمون بن أبي شبيب في الأدب المفرد والكتب الستة ومقدمة صحيح مسلم ، ونافع بن جبير بن مطعم في النسائي

٩٢

وابن ماجة ، ووهب أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد في أبي داود ، وأبي أرطاة في النسائي ، وأبي المطوس في الكتب الستة ، وأبي موسى الحذاء في النسائي ، وام سلمة ام المؤمنين في ابن ماجة ـ ولم يسمع منها ـ.

روى عنه : الأجلح بن عبد الله الكندي في خصائص أمير المؤمنين ، وإسماعيل بن سالم في الأدب المفرد ، وأبو يونس حاتم بن أبي صغيرة في عمل اليوم والليلة ، وحصين بن عبد الرحمن السلمي في مسلم ـ وهو من أقرانه ـ ، وحماد ابن شعيب الحماني ، وحمزة بن حبيب الزيات في الترمذي ، وأبو العلاء خالد بن طهمان الخفاف ، وزيد بن أبي انيسة في النسائي ، وأبو سنان سعيد بن سنان الشيباني في الترمذي وابن ماجة ، وسعير بن الخمس في الترمذي ، وسفيان الثوري في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وسليمان الأعمش في الكتب الستة(١) ، وسليمان أبو إسحاق الشيباني في مسلم والنسائي ، وشعبة بن الحجاج في البخاري ومسلم والنسائي ، وطعمة بن عمرو الجعفري في الترمذي ، وعبد الله بن عون ، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي في النسائي وابن ماجة ، وعبد العزيز بن رفيع في النسائي ، وعبد العزيز بن سياه في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج في النسائي ، وعبيد بن أبي امية والد عمر بن عبيد الطنافسي ، وأبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي في الترمذي ، وعطاء بن أبي رباح في النسائي وابن ماجة ـ وهو من شيوخه ـ ، وعمرو بن خالد الواسطي في ابن ماجة ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ـ وهو من أقرانه ـ ، والعوام بن حوشب في أبي داود ، وقيس بن الربيع ، وكامل أبو العلاء في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وأبو الزبير محمد بن مسلم المكي ـ وهو من أقرانه ـ ، ومسعر

__________________

١ ـ في المصدر ( م ع ).

٩٣

ابن كدام في البخاري ومسلم ، ومطرف بن طريف في النسائي ، ومنصور بن المعتمر ، ويزيد بن زياد بن أبي الجعد في النسائي ، وأبو بكر بن عياش المقرئ ، وأبو بكر النهشلي في النسائي ، وأبو هاشم الرماني في ابن ماجة ، وأبو يحيى القتات(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(٢) ، ومسلم(٣) ، وسنن أبي داود(٤) ، والنسائي(٥) ، وابن ماجة(٦) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام أمير المؤمنين والسجاد والباقر والصادقعليهم‌السلام (٧) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٥ / ٣٥٨ ـ ٣٦١ الرقم ١٠٧٩.

٢ ـ صحيح البخاري ٢ / ٢٤٦ ، باب صوم داودعليه‌السلام ، وج ٤ / ١٦١ ، كتاب المناقب ، باب من انتسب إلى آبائه في الاسلام ، وج ٧ / ٢٠ ، باب ما يذكر في الطاعون ، وج ٨ / ١٠٠.

٣ ـ صحيح مسلم : ٢ / ٦٦٦ ، كتاب الجنائز ، الحديث ٩٣ ، وص ٨١٥ ، كتاب الصيام ، الحديث ١٨٧ ، وص ٧٤٧ ، كتاب الزكاة ، الحديث ١٥٣ ، وج ٣ / ١٤١١ ، كتاب الجهاد والسير ، الحديث ٩٤ ، وص ١٥٧٩ ، كتاب الأشربة ، الحديث ٤٠ ، وج ٤ / ١٩٧٥ ، كتاب البر والصلة والآداب ، الحديث ٢٥٤٩.

٤ ـ سنن أبي داود : ٣ / ١٧ ، كتاب الجهاد ، الحديث ٢٥٢٩.

٥ ـ سنن النسائي : ٥ / ٦٦٨ ، كتاب المناقب ، الحديث ٣٧٩٩ ، وج ٧ / ٢٧١ ، بيع السنبل حتى يبيض.

٦ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٥٢ المقدمة ، الحديث ١٤٨.

٧ ـ رجال الشيخ : ٦١ الرقم ٥٣٣ ، وص ١١٢ الرقم ١١٠٠ ، وص ١٨٥ الرقم ٢٢٥٧.

٩٤

[ ٢٤ ] الحسن بن صالح الثوري ( ١٠٠ ـ ١٩٦ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : الحسن بن صالح بن حي الامام الكبير ، أحد الأعلام ، أبو عبد الله الهمداني الثوري الكوفي ، الفقيه العابد ، أخو الامام علي بن صالح هو من أئمة الاسلام(١) .

قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، عن يحيى : ثقة ، مأمون(٢) .

وقال أبو حاتم : ثقة ، متقن ، حافظ(٣) .

وقال العجلي : كوفي ، ثقة ، متعبد ، رجل صالح(٤) .

وقال ابن شاهين : ثقة ، ليس به بأس ، قاله يحيى(٥) .

٢ ـ تشيّعه :

قال الذهبي : فيه بدعة تشيع قليل(٦) .

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٧ / ٣٦١ الرقم ١٣٤.

٢ ـ تهذيب الكمال : ٦ / ١٨٦.

٣ ـ الجرح والتعديل : ٣ / ١٨ الرقم ٦٨.

٤ ـ تاريخ الثقات : ١١٥ الرقم ٢٨٠.

٥ ـ تاريخ أسماء الثقات : ٩٣ الرقم ١٨٧.

٦ ـ ميزان الاعتدال : ١ / ٤٩٦ الرقم ١٨٦٩.

٩٥

وقال ابن حجر : رمي بالتشيع(١) .

وعده ابن قتيبة من رجال الشيعة(٢) .

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السابعة(٣) .

وقال المزي : روى عن : أبان بن أبي عياش البصري ، وإبراهيم بن مهاجر البجلي ، والأجلح بن عبد الله الكندي ، وإسماعيل بن عبد الرحمان السدي في مسلم وأبي داود والنسائي ، وأشعث بن سوار ، وبكير بن عامر البجلي في أبي داود ، وأبي بشر بيان بن بشر الأحمسي في مسند علي ، وجابر بن يزيد الجعفي في ابن ماجة ، والحسن بن عمرو الفقيمي ، وخالد بن الفزر في أبي داود ، وسعيد بن أبي عروبة في سنن النسائي ، وسلمة بن كهيل في الأدب المفرد ومسند علي ، وسماك بن حرب في مسلم ، وسهيل بن أبي صالح ، وشعبة بن الحجاج في سنن النسائي ، وأبيه صالح بن صالح بن حي في أبي داود وعمل اليوم والليلة ، وعاصم بن بهدلة في سنن النسائي ، وعاصم بن عبيدالله العمري ، وعاصم الأحول ، في مسلم ، وعبد الله بن دينار ، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمان بن أبي ليلي في سنن النسائي ، وعبد الله بن محمد بن عقيل في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وعبد الجبار بن العباس الشبامي ، وعبد العزيز بن رفيع في المراسيل ، وعبد الكريم بن سليط ، وعبيدة بن معتب الضبي ، وعثمان بن عبد الله بن موهب ، وعطاء بن السائب ، وعلي بن الأقمر ، وعمر بن سعيد في سنن ابن ماجة ، ويقال : محمد بن سعيد ، وعمرو بن دينار في

__________________

١ و ٣ ـ تقريب التهذيب : ١ / ١٦٧.

٢ ـ المعارف : ٦٢٤.

٩٦

سنن النسائي ، وأبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي في سنن النسائي ، وفراس بن يحيى الهمداني ، وقيس بن مسلم ، وليث بن أبي سليم في سنن الترمذي ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، ومحمد بن سالم الكوفي ، ومحمد بن عجلان ، ومحمد بن عمرو ابن علقمة في سنن النسائي ، ومسلم بن كيسان الملائي الأعور في سنن ابن ماجة ، وأبي المهلب مطرح بن يزيد ، ومنصور بن المعتمر في سنن النسائي ، وموسى الجهني في الخصائص ، وهارون بن سعد العجلي في مسلم ، وهارون أبي محمد في الترمذي ، ويزيد بن طهمان في المراسيل ، وأبي ربيعة الإيادي في الترمذي ، وأبي هارون العبدي.

روى عنه : أحمد بن عبد الله بن يونس في أبي داود ، وإسحاق بن منصور السلولي في سنن النسائي ، وأسود بن عامر شاذان في أبي داود والنسائي ، والجراح ابن مليح الرؤاسي ـ وهو من أقرانه ـ ، والحسن بن عطية القرشي ، وحميد بن عبد الرحمان الرؤاسي في مسلم والمراسيل والترمذي ومسند علي ، وسلمة بن عبد الملك العوصي في سنن النسائي ، وطلق بن غنام النخعي ، وعبد الله بن داود الخريبي في سنن النسائي ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الرحمان بن مصعب القطان ، وعبد العزيز بن الخطاب ، وعبيد الله بن موسى في مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وعثمان بن حكيم الأودي في سنن النسائي ، وعثمان بن سعيد بن مرة المري ، وعلي بن الجعد ، وأخوه علي بن صالح بن حي ، وعمر بن أيوب الموصلي ، وعمرو بن جميع قاضي حلوان ، وأبو نعيم الفضل بن دكين في سنن النسائي ، وقبيصة بن عقبة ، وأبو غسان مالك بن إسماعيل في سنن ابن ماجة ، وأبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري ، ومصعب بن المقدام في الترمذي والنسائي ، ووكيع بن الجراح في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، ويحيى بن آدم في الأدب

٩٧

المفرد ومسلم وأبي داود والترمذي وعمل اليوم والليلة ، ويحيى بن أبي بكير ، ويحيى بن فضيل ، ويونس بن أرقم(١) .

٤ ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(٢) ، ومسلم(٣) ، وسنن أبي داود(٤) ، وابن ماجة(٥) ، والنسائي(٦) ، والترمذي(٧) .

٥ ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب محمد بن علي بن الحسين وجعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام (٨) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال : ٦ / ١٧٨.

٢ ـ صحيح البخاري : ٣ / ١٥٨ ، كتاب الشهادات ، باب بلوغ الصبيان وشهادتهم.

٣ ـ صحيح مسلم : ٤ / ٢١٨٩ ، كتاب الجنة ، الحديث ٤٤.

٤ ـ سنن أبي داود : ١ / ٤٠ ، كتاب الطهارة ، الحديث ١٥٦ ، وج ٣ / ١٤٦ ، كتاب الخراج ، الحديث ٢٩٨١.

٥ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ١٥١ ، كتاب الطهارة وسننها ، باب ما جاء في مسح الأذنين الحديث ٤٤١ ، وص ٢٧٧ ، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، الحديث ٨٥٠.

٦ ـ سنن النسائي : ٨ / ١٧٣ كتاب الزينة.

٧ ـ سنن الترمذي : ٥ / ١١٣ ، كتاب الأدب ، باب ما جاء في دخول الحمام ، الحديث ٢٨٠١ ، فقد روى عن أبي ربيعة الايادي ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة : علي وعمار وسلمان ». راجع سنن الترمذي : ٥ / ٦٦٧ ، كتاب المناقب الباب ( ٣٤ ) ، الحديث ٣٧٩٧.

٨ ـ رجال الشيخ : ١٣٠ الرقم ١٣٢٧ وص ١٨٠ الرقم ٢١٥٠.

٩٨

[ ٢٥ ] الحكم بن عتيبة الكندي ( ٥٠ ـ ١١٣ ه‍ )

١ ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : الامام الكبير عالم أهل الكوفة ، أبو محمد الكندي ، مولاهم الكوفي ، ويقال : أبو عمرو ، ويقال : أبو عبد الله(١) .

قال ابن سعد : وكان الحكم بن عتيبة ثقة ، فقيها ، عالما ، رفيعا ، كثير الحديث(٢) .

وقال العجلي : ثقة ، ثبت في الحديث(٣) .

٢ ـ تشيّعه :

قال العجلي : وكان فيه تشيع ، إلا أن ذلك لم يظهر منه إلا بعد موته(٤) .

وقال سليمان الشاذكوني : حدثنا يحيى بن سعيد ، سمعت شعبة يقول : كان الحكم يفضل عليا على أبي بكر وعمر(٥) .

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء : ٥ / ٢٠٨ الرقم ٨٣. وقال المزي : وليس الحكم هذا هو الحكم بن عتيبة بن النهاس العجلي الذي كان قاضيا بالكوفة ، فإن ذاك لم يرو عنه شي من الحديث ( تهذيب الكمال : ٤ / ١١٤ ) ، ومن جملة أوهام البخاري جعل الحكم بن عتيبة النهاس مع الحكم بن عتيبة الكندي واحدا. لا حظ هامش سير أعلام النبلاء : ٥ / ٢٠٨.

٢ ـ الطبقات الكبرى : ٦ / ٣٣٢.

٣ ـ ٥ ـ تاريخ الثقات : ١٢٦ الرقم ٣١٥ ، تاريخ الاسلام ، حوادث سنة ( ١٠١ ) ص : ٣٤٦.

٩٩

٣ ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الخامسة(١) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم التيمي في أبي داود ، وإبراهيم النخعي في الكتب الستة ، وحجية بن عدي الكندي في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، والحسن العرني في البخاري ومسلم وسنن النسائي ، وحنش الكناني في أبي داود والترمذي ، وخيثمة بن عبد الرحمان ، وذر بن عبد الله الهمداني في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وذكوان أبي صالح السمان في البخاري ومسلم وابن ماجة ، ورجاء بن حياة ، وزيد بن أرقم ـ وقيل : لم يسمع منه ـ ، وسالم بن أبي الجعد في النسائي ، وسعد بن عبيدة في عمل اليوم والليلة ، وسعيد بن جبير في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وسعيد بن عبد الرحمان بن أبزي في مسلم والنسائي ، وشريح بن الحارث القاضي ، وأبي وائل شقيق بن سلمة في سنن النسائي ، وشهر بن حوشب في أبي داود ، وطاوس بن كيسان اليماني ، وعامر الشعبي في مسلم ، وعبد الله بن أبي أوفى في ابن ماجة ، وعبد الله بن شداد بن الهاد في المراسيل والنسائي وابن ماجة ، وعبد الله بن نافع مولى بني هاشم في أبي داود ومسند علي ، وعبد الحميد بن عبد الرحمان بن زيد بن الخطاب في أبي داود والنسائي وابن ماجة ، وعبد الرحمان بن أبي ليلى في الكتب الستة ، وعبيد الله بن أبي رافع في أبي داود والترمذي والنسائي ، وعراك بن مالك في البخاري ومسلم ، وعروة بن النزال التميمي في النسائي ، وعطاء بن أبي رباح في الأدب

__________________

١ ـ تقريب التهذيب : ١ / ١٩٢ الرقم ٤٩٤.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

وتُستباح حرُماته ، وإمّا أنْ يُقتلَ عزيزاً كريماً ، فاختار المنيّة للحفاظ على كرامته وكرامة الاُمّة ومقدّساتها.

وصيته لابن عباس :

وأقبل الحُسين على ابن عباس فعهد إليه بهذه الوصية قائلاً : «وأنت يابن عباس ابن عمّ أبي ، لمْ تزل تأمر بالخير منذ عرفتك ، وكنت مع أبي تشير عليه بما فيه الرشاد والسداد ، وقد كان أبي يستصحبك ويستنصحك ويستشيرك وتشير عليه بالصواب ، فامض إلى المدينة في حفظ الله ولا تخفِ عليّ شيئاً مِنْ أخبارك ؛ فإنّي مستوطن هذا الحرم ومقيم به ما رأيت أهله يحبّونني وينصرونني ، فإذا همْ خذلوني استبدلت بهم غيرهم ، واستعصمت بالكلمة التي قالها إبراهيم يوم اُلقي في النّار : حسبي الله ونعم الوكيل. فكانت النار عليه برداً وسلاماً»(1) .

رسائله إلى زعماء البصرة :

وكتب الإمام إلى رؤساء الأخماس بالبصرة يستنهضهم على نصرته والأخذ بحقّه ، وقد كتب إلى الأشراف ، ومِنْ بينهم :

1 ـ مالك بن مسمع البكري.

2 ـ الأحنف بن قيس.

3 ـ المنذر بن الجارود.

4 ـ مسعود بن عمرو.

__________________

(1) مقتل الخوارزمي 1 / 193.

٣٢١

5 ـ قيس بن الهيثم.

6 ـ عمر بن عبيد الله بن معمر(1) .

وقد أرسل كتاباً إليهم بنسخة واحدة ، وهذا نصه : «أمّا بعد ، فإنّ الله اصطفى محمّداً (صلّى الله عليه وآله) مِنْ خلقه وأكرمه بنبوّته واختاره لرسالته ، ثمّ قبضه إليه وقد نصح لعباده وبلّغ ما اُرسل به ، وكنّا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأحقّ الناس بمقامه ، فاستأثر علينا قومنا بذلك فرضينا ، وكرهنا الفرقة وأحببنا العافية ، ونحن نعلم أنّا أحقّ بذلك الحقّ المستحق علينا ممّن تولاه ، وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه ؛ فإنّ السنّة قد اُميتت ، والبدعة قد اُحييت ، فإنْ تسمعوا قولي أهدكم إلى سبيل الرشاد»(2) .

وألقت هذه الرسالة الأضواء على الخلافة الإسلاميّة فهي حسب تصريح الإمام حقّ لأهل البيت (عليهم السّلام) ؛ لأنّهم ألصق الناس برسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأكثرهم وعياً لأهدافه ، إلاّ أنّ القوم استأثروا بها فلمْ يسع العترة الطاهرة إلاّ الصبر كراهة للفتنة وحفظاً على وحدة المسلمين.

كما حفلت هذه الرسالة بالدعوة إلى الحقّ بجميع رحابه ومفاهيمه ، فدعت إلى إحياء كتاب الله وسنّة نبيّه ، فإنّ الحكم الاُموي عمد إلى إقصائهما عن واقع الحياة.

وعلّق بعض الكتّاب على دعوة الإمام لأهل البصرة لبيعته ، فقال : إنّ رسالة الحُسين إلى أهل البصرة تُرينا كيف كان يعرف مسؤوليته ويمضي معها ، فأهل البصرة لمْ يكتبوا إليه ولمْ يدعوه إلى بلدهم كما فعل أهل الكوفة ، ومع هذا فهو يكتب إليهم ويعدّهم للمجابهة المحتومة ،

__________________

(1) تاريخ ابن الأثير 3 / 268.

(2) تاريخ الطبري 6 / 200.

٣٢٢

ذلك أنّه حين قرّر أنْ ينهض بتبعات دينه واُمّته كان قراره هذا آتياً مِنْ أعماق روحه وضميره ، وليس مِنْ حركة أهل الكوفة ودعوتهم إيّاه.

وعلى أي حالٍ ، فقد بعث الإمام كتبه لأهل البصرة بيد مولى له يُقال له سليمان ، ويُكني أبا رزين ، وقد جدّ في السير حتّى انتهى إلى البصرة ، فسلّم الكتب إلى أربابها.

جواب الأحنف بن قيس :

وأجاب الأحنف بن قيس زعيم العراق الإمام برسالةٍ كتب فيها هذه الآية الكريمة ، ولمْ يزد عليها (فَاصْبِرْ إِنّ وَعْدَ اللّهِ حَقّ وَلاَ يَسْتَخِفّنّكَ الّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ)(1) . وقد طلب مِنْ الإمام الخلود إلى الصبر ، ولا يستخفّه الذين لا يوقنون بالله ولا يرجون له وقاراً.

جريمة المنذر :

أمّا المنذر بن الجارود العبدي فقد كان مِنْ أجلاف العرب وحُقرائهم ، فقد عمد إلى رسول الإمام فبعثه مخفوراً إلى ابن زياد ، وكان زوج ابنته ليظهر له الإخلاص والولاء فقتله ابن مرجانة ، وصلبه عشية الليلة التي خرج في صبيحتها إلى الكوفة(2) .

واعتذر بعض المؤرّخين عن المنذر ، أو هو اعتذر عن نفسه بأنّه خشي أنْ يكون الرسول مِنْ قبل ابن مرجانة

__________________

(1) سير أعلام النبلاء 3 / 200.

(2) تاريخ الطبري 6 / 200.

٣٢٣

لاختباره فلذا سلّمه إليه ، وهو اعتذار مهلهل ؛ فإنّ اللازم كان إجراء التحقيق معه حتّى يستبين له الأمر.

استجابة يزيد بن مسعود :

واستجاب الزعيم الكبير يزيد بن مسعود النهشلي إلى تلبية نداء الحقّ ، فاندفع بوحي مِنْ إيمانه وعقيدته إلى نصرة الإمام ، فعقد مؤتمراً عاماً دعا فيه القبائل العربية الموالية له ، وهي :

1 ـ بنو تميم.

2 ـ بنو حنظلة.

3 ـ بنو سعد.

ولمّا اجتمعت هذه القبائل انبرى فيهم خطيباً ، فوجّه خطابه أولاً إلى بني تميم ، فقال لهم : يا بني تميم ، كيف ترون موضعي فيكم وحسبي منكم؟ وتعالت أصوات بني تميم وهي تعلن ولاءها المطلق وإكبارها له ، قائلين بلسان واحد : بخٍ بخٍ! أنت والله فقرة الظهر ورأس الفخر ؛ حللت في الشرف وسطاً ، وتقدّمت فيه فرطاً.

وسرّه تأييدهم ، فانطلق يقول : إنّي جمعتكم لأمر اُريد أنْ اُشاوركم ، وأستعين بكم عليه. واندفعوا جميعاً يظهرون له الولاء والطاعة ، قائلين : إنّا والله ، نمنحك النصيحة ونجهد لك الرأى ، فقل حتّى نسمع.

٣٢٤

وتطاولت الأعناق واشرأبت النفوس لتسمع ما يقول الزعيم الكبير ، وانبرى قائلاً : إنّ معاوية مات ، فأهون به والله هالكاً ومفقوداً ، ألا إنّه قد انكسر باب الجور والإثم وتضعضعت أركان الظلم ، وكان قد أحدث بيعة عقد بها أمراً ظن أنّه قد أحكمه ، وهيهات الذي أراد! اجتهد والله ففشل ، وشاور فخذل ، وقد قام يزيد شارب الخمور ورأس الفجور يدّعي الخلافة على المسلمين ، ويتأمّر عليهم بغير رضى منهم مع قصر حلم وقلّة علم ، لا يعرف مِن الحقّ موطأ قدميه ، فاُقسم بالله قسماً مبروراً لَجهاده على الدين أفضل مِنْ جهاد المشركين.

وهذا الحُسين بن علي وابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، ذو الشرف الأصيل والرأي الأثيل(1) ، له فضل لا يوصف وعلم لا ينزف ، وهو أولى بهذا الأمر لسابقته وسنّه وقدمه وقرابته ، يعطف على الصغير ويُحسن إلى الكبير ، فأكرم به راعي رعية ، وإمام قوم وجبت لله به الحجّة وبلغت به الموعظة ، فلا تعشوا عن نور الحقّ ولا تسكعوا في وهد الباطل ، فقد كان صخر بن قيس انخذل بكم يوم الجمل فاغسلوها بخروجكم إلى ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ونصرته ، والله ، لا يقصّر أحدكم عن نصرته إلاّ أورثه الله الذلّ في ولْده والقلّة في عشيرته.

وها أنا ذا قد لبست للحرب لامتها وادّرعت لها بدرعها. مَنْ لمْ يُقتل يمت ، ومَنْ يهرب لمْ يفت ، فأحسنوا رحمكم الله ردّ الجواب.

وحفل هذا الخطاب الرائع بأمور بالغة الأهمية ، وهي :

أولاً : الاستهانة بهلاك معاوية ، وإنّه قد انكسر بموته باب الظلم والجور.

__________________

(1) الرأي الأثيل : الأصيل.

٣٢٥

ثانياً : القدح في بيعة معاوية ليزيد.

ثالثاً : عرض الصفات الشريرة الماثلة في يزيد مِن الإدمان على الخمر ، وفقد الحلم وعدم العلم وعدم التبصّر بالحقّ.

رابعاً : الدعوة إلى الالتفات حول الإمام الحُسين (عليه السّلام) ؛ وذلك لما يتمتّع به مِن الصفات الشريفة ، كأصالة الفكر وغزارة العلم وكبر السنّ ، والعطف على الكبير والصغير وغير ذلك مِن النزعات الكريمة التي تجعله أهلاً لإمامة المسلمين.

خامساً : إنّه عرض للجماهير عن استعداده الكامل للقيام بنصرة الإمام والذبّ عنه.

ولمّا أنهى الزعيم العظيم خطابه انبرى وجهاء بني حنظلة فأظهروا الدعم الكامل له ، قائلين : يا أبا خالد ، نحن نبلُ كنانتك وفرسان عشيرتك. إنْ رميت بنا أصبت وإنْ غزوت بنا فتحت. لا تخوض والله غمرة إلاّ خضناها ولا تلقى والله شدّة إلاّ لقيناها ؛ ننصرك بأسيافنا ونقيك بأبداننا إذا شئت.

وكان منطقاً مشرّفاً دلّ على تعاطفهم ووقوفهم إلى جانبه ، وقام مِنْ بعدهم بنو عامر فأعربوا عن ولائهم العميق له ، قائلين : يا أبا خالد ، نحن بنو أبيك وحلفاؤك ؛ لا نرضى إنْ غضبت ، ولا نبقى إنْ ظعنت ، والأمر إليك فادعنا إذا شئت.

وأمّا بنو سعيد فأظهروا التردد وعدم الرغبة فيما دعاهم إليه ، قائلين : يا أبا خالد ، إنّ أبغض الأشياء إلينا خلافك والخروج عن رأيك ، وقد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال يوم الجمل فحمدنا أمرنا وبقي عزّنا فينا ، فأمهلنا نراجع المشورة ونأتيك برأينا.

وساءه تخاذلهم فاندفع يندّد بهم قائلاً :

٣٢٦

لئن فعلتموها لا رفع الله السيف عنكم أبداً ولا زال سيفكم فيكم.

جوابه للإمام (عليه السّلام) :

ورفع يزيد بن مسعود رسالة للإمام دلّت على شرفه ونبله واستجابته لدعوته ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فقد وصل إليّ كتابك وفهمت ما ندبتني إليه ، ودعوتني له مِن الأخذ بحظّي مِنْ طاعتك والفوز بنصيبي مِنْ نصرتك ، وإنّ الله لمْ يُخلِ الأرض قطّ مِنْ عامل بخير ودليل على سبيل نجاة ، وأنتم حجّة الله على خلقه ووديعته في أرضه. تفرعتم مِنْ زيتونة أحمدية ، هو أصلها وأنتم فرعها ، فاقدم سعدت بأسعد طائر فقد ذلّت لك أعناق بني تميم ، وتركتهم أشدّ تتابعاً في طاعتك مِن الإبل الظماء لورود الماء يوم خمسها(1) ، وقد ذلّت لك رقاب بني سعد وغسلت درن قلوبها بماء سحابة مزن حين استهلّ برقها فلمع.

وحفلت هذه الرسالة بسموّ أدبه وكريم طباعه وتقديره البالغ للإمام.

ويقول بعض المؤرّخين : إنّها انتهت إلى الإمام في اليوم العاشر مِن المحرّم بعد مقتل أصحابه وأهل بيته ، وهو وحيد فريد ، قد أحاطت به القوى الغادرة ، فلمّا قرأ الرسالة طفق يقول : «ما لك! آمنك الله مِن الخوف ، وأرواك يوم العطش الأكبر».

ولمّا تجهّز ابن مسعود لنصرة الإمام بلغه قتله فجزع لذلك وذابت

__________________

(1) خمسها : بالكسر الإبل الضماء التي ترعى ثلاثة أيام وترد الرابع.

٣٢٧

نفسه أسى وحسرات(1) .

استجابة يزيد البصري :

ولبّى نداء الحقّ يزيد بن نبيط البصري ، وكان ـ فيما يقول المؤرّخون ـ يتردّد إلى دار مارية ابنة سعد أو منقذ ، وكانت دارها مِنْ منتديات الشيعة ، وفيها تذاع فضائل أهل البيت (عليهم السّلام) وتنشر مآثرهم.

ولمّا وجّه الإمام دعوته إلى أهل البصرة لنصرته استجاب لها يزيد بن نبيط ، ولحق به مِنْ أولاده العشرة عبد الله وعبيد الله ، وخاف عليه أصحابه أنْ يدركه الطلب مِنْ شرطة ابن زياد ، فقال لهم : لو استوت أخفافها بالجدد لهان عليّ طلب مَنْ طلبني(2) واستوى على جواده مع ولديه ، وصحبه مولاه عامر وسيف بن مالك والأدهم بن اُميّة فلحقوا بالإمام في مكّة وصحبوه إلى العراق ، واستشهدوا بين يديه في كربلاء(3) .

نقمة العراق على الاُمويِّين :

وكره العراقيون بصورة عامّة حكم الاُمويِّين وبغضوا سلطانهم ، وفيما نحسب أنّ الأسباب في ذلك ما يلي :

1 ـ إنّ العراق أيّام معاوية أصبح يُساس بالروح العسكرية ، والأحكام العرفية التي لا تتقيد بالقانون ، خصوصاً أيام زياد بن سميّة ، فقد كان يأخذ

__________________

(1) اللهوف / 16 ـ 19.

(2) تاريخ الطبري 6 / 198.

(3) مقتل المقرم / 158 نقلاً عن ذخيرة الدارين / 224.

٣٢٨

البريء بالسقيم ، والمقبل بالمدبر ، ويقتل على الظنّة والتّهمة ، ممّا أدى إلى إشاعة الكراهية للأمويين.

2 ـ إنّ الكوفة كانت في عهد الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) عاصمة الدولة الإسلاميّة ، وفي أيام معاوية أصبحت دمشق العاصمة ومركز الحكم ، وأصبح العراق مصراً كسائر الأمصار ، وانتقلت عنه الخزينة المركزية ، وقد أخذ الكوفيون يندبون حظّهم التعيس بعد تحوّل الخلافة عنهم ، وأصبح اسم الإمام عندهم رمزاً إلى دولتهم المفقودة ، وتعلّقت آمالهم بأبناء الإمام فكانوا ينظرون إليهم إنّهم الأبطال لاستقلال بلادهم السياسي وتحررها مِن التبعية لدمشق.

فقد كره أهل العراق الخضوع لأهل الشام ، كما كره أهل الشام الخضوع والسيطرة لأهل العراق ، وقد صوّر شاعر الشام هذه النزعة بقوله :

أرى الشامَ تكره مُلكَ العراقِ

وأهلَ العراقِ لهم كارهونا

وقالوا عليٌّ إمامٌ لنا

فقلنا رضينا ابنَ هندٍ رضينا

وصوّر شاعر العراق هذه النزعة السائدة عند العراقيِّين بقوله مخاطباً أهل الشام :

أتاكمْ عليٌّ بأهلِ العراقِ

وأهلِ الحجاز فما تصنعونا

فإنْ يكره القومُ مُلكَ العراقِ

فقدماً رضينا الذي تكرهونا(1)

وكانت الثورات المتلاحقة التي قام بها العراق إنّما هي لكراهية أهل الشام والتخلّص مِنْ حكم الاُمويِّين.

3 ـ إنّ السياسة الخاطئة التي تبعها معاوية مع زعماء الشيعة الذين تبنّوا القضايا المصيرية للشعب العراقي وكافة الشعوب الإسلاميّة ، وما عانوه مِن القتل والتنكيل قد هزّت مشاعر الكوفيِّين ، وأوغرت صدورهم بالحقد

__________________

(1) الأخبار الطوال / 70 طبع ليدن.

٣٢٩

على الاُمويِّين ، كما إنّ سبّ الإمام على المنابر قد زاد في بغضهم للأمويين ، وأشعل جذوة المعارضة في نفوسهم.

4 ـ إنّ الاُمويِّين كانوا ينظرون إلى أهل الكوفة إنّهم الجبهة المعارضة لحكمهم ، وإنّهم المصدر الخطير الذي يهدد دولتهم فقابلوهم بمزيد مِن القسوة والإرهاب ، ممّا دعى الكوفيين إلى العمل المستمر لمناهضة الحكم الاُموي وتقويض سلطانه.

هذه بعض الأسباب التي أدّت إلى نقمة العراق على الحكم الاُموي وبغضهم له.

إعلان التمرّد في العراق :

وبعد هلاك معاوية أيقن العراقيون بانهيار الدولة الاُمويّة ، وقد رؤوا أنّ في تقليد يزيد مهام الخلافة إنّما هو استمرار للحكم الاُموي الذي جهد على إذلالهم وقهرهم.

وقد أجمعت الشيعة في الكوفة على مناجزته والخروج على سلطانه ، ورأوا أنّ في كفاحهم له جهاداً دينياً حسب ما يقول (جولد تسهير)(1) . ويرى (كريمر) إنّ الأخيار والصلحاء مِن الشيعة كانوا ينظرون إلى يزيد نظرتهم إلى ورثة أعداء الإسلام ، وخلفاء أبي سفيان(2) .

وعلى أيّ حالٍ ، فإنّ شيعة الكوفة لمْ ترضَ بحكم يزيد ، وأجمعت على خلعه والبيعة للإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وقد قاموا بما يلي :

__________________

(1) (2) العقيدة والشريعة في الإسلام / 69.

٣٣٠

المؤتمر العام :

وعقدت الشيعة بعد هلاك معاوية مؤتمراً عاماً في بيت أكبر زعمائهما سليمان بن صرد الخزاعي ، واندفعوا اندفاعاً كلياً في إلقاء الخطب الحماسية التي تظهر مساوئ الحكم الاُموي وفضائحه ، كما أشادوا بالإمام الحُسين ودعوا إلى البيعة له.

خطبة سليمان :

واعتلى سليمان بن صرد منصّة الخطابة ، فافتتح أولى جلساتهم بهذا الخطاب ، وقد جاء فيه : إنّ معاوية قد هلك ، وإنّ حُسيناً قد قبض على القوم ببيعته ، وقد خرج إلى مكّة وأنتم شيعته وشيعة أبيه ، فإنْ كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدوا عدوه فاكتبوا إليه ، وإنْ خفتم الوهن والفشل فلا تغرّوا الرجل مِنْ نفسه.

وتعالت أصواتهم مِنْ كلّ جانب وهم يقولون بحماس بالغ : نقتل أنفسنا دونه ، لا بل نقاتل عدوه(1) . وأظهروا رغبتهم الملحّة ودعمهم الكامل للإمام ، وقرّروا ما يلي :

1 ـ خلع بيعة يزيد.

2 ـ إرسال وفد للإمام يدعونه للقدوم إليهم.

__________________

(1) الإرشاد / 223 ـ 224.

٣٣١

3 ـ بعث الرسائل للإمام مِنْ مختلف الطبقات الشعبية التي تمثّل رغبة الجماهير الحاشدة لحكم الإمام.

وفد الكوفة :

وأوفدت الكوفة وفداً إلى الإمام يدعوه إلى القدوم إليهم ، ومِنْ بين ذلك الوفد عبد الله الجدلي(1) ، ولمّا مثل الوفد عند الإمام عرض عليه اجماع أهل الكوفة على نصرته والأخذ بحقّه ، وإنّه ليس لهم إمام غيره وحثّوه على القدوم إليهم.

الرسائل :

وعمد أهل الكوفة بعد مؤتمرهم فكتبوا الرسائل إلى الإمام (عليه السّلام) وهي تعرب عن إخلاصهم وولائهم له ، وتحثّه على القدوم إليهم ليتولّى قيادة الاُمّة ، وهذه بعضها :

1 ـ قد جاء فيما بعد البسملة ما نصّه : مِنْ سليمان بن صرد والمسيب بن نجيّة ، ورفاعة بن شدّاد وحبيب بن مظاهر ، وشيعته والمسلمين مِنْ أهل الكوفة.

أمّا بعد ، فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبّار العنيد ـ يعني معاوية ـ الذي انتزى على هذه الاُمّة فابتزّها أمرها واغتصبها فيئها وتأمّر عليها بغير رضى منها ، ثمّ قتل خيارها واستبقى شرارها ، وجعل مال الله دُولَة بين جبابرتها وأغنيائها ، فبعداً له كما بعُدت ثمود! إنّه ليس علينا إمام

__________________

(1) مقاتل الطالبيِّين / 95.

٣٣٢

فاقبلْ لعلّ الله يجمعنا بك على الحقّ ، والنعمان بن بشير في قصر الإمارة لسنا نجتمع معه في جمعة ولا نخرج معه إلى عيد ، ولو بلغنا أنّك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتّى نلحقه بالشام إنْ شاء الله. والسّلام عليك ورحمة الله وبركاته(1) .

وكتبت هذه الرسالة في أواخر شهر شعبان ، وحملها عبد الله الهمداني وعبد الله بن وائل الهمداني ، وقد أمروهما بالإسراع والحذر مِن العدو. وأخذا يجذّان في السير لا يلويان على شيء ، وقدما مكّة لعشر مضين مِنْ رمضان(2) ، وسلّما الرسالة للإمام وعرّفاه بشوق الناس إلى قدومه.

وقد عرضت هذه الرسالة مساوئ الحكم الاُموي ، فوصفت معاوية بالجبّار العنيد ، وأنّه ابتز أمر الاُمّة بالقهر والغلبة وتأمّر عليها بغير رضى منها ، وقد قتل خيارها وصلحاءها وجعل العطاء خاصة للأغنياء والوجوه ، وحرم منه بقيّة طوائف الشعب ، كما عرضت إلى مقاطعة الشيعة لحاكم الكوفة النعمان بن بشير ، وإنّهم إذا بلغهم قدوم الإمام قاموا بإقصائه عن الكوفة وإلحاقه بدمشق.

2 ـ وقد أرسل الرسالة الثانية جماعة مِنْ أهل الكوفة ، وهذا نصها : إلى الحُسين بن علي مِنْ شيعته والمسلمين. أمّا بعد ، فحي هلا(3) ، فإنّ الناس ينتظرونك ولا رأي لهم غيرك(4) ، فالعجل ثمّ العجل ، والسّلام(5)

__________________

(1) أنساب الأشراف 1 / ق 1 ، الإمامة والسياسة ـ ابن قتيبة الدينوري 2 / 3 ـ 4.

(2) الفتوح 5 / 44.

(3) حي هلا : اسم فعل بمعنى أقبل وعجّل.

(4) في تاريخ اليعقوبي 2 / 215 ، لا إمام لهم غيرك.

(5) الإرشاد / 224.

٣٣٣

وحمل هذه الرسالة قيس بن مسهر الصيداوي مِنْ بني أسد ، وعبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي وعمارة بن عبد الله السلولي ، كما حملوا معهم نحواً مِنْ خمسين صحيفة مِن الرجُل والاثنين والثلاثة والأربعة(1) ، وهي تحث الإمام على الإسراع إليهم والترحيب بقدومه ، وتعلن دعمهم الكامل له.

3 ـ وأرسل هذه الرسالة جماعة مِن الانتهازيين الذين لا يؤمنون بالله ، وهم شبث بن ربعي اليربوعي ومحمّد بن عمر التميمي ، وحجّار بن أبجر العجلي ويزيد بن الحارث الشيباني ، وعزرة بن قيس الأحمسي وعمرو بن الحجّاج الزبيدي ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فقد اخضرّ الجناب وأينعت الثمار وطمّت الجمام(2) ، فاقدم على جند لك مجنّدة. والسّلام عليك(3) .

وأعربت هذه الرسالة عن شيوع الأمل وازدهار الحياة ، وتهيأة البلاد عسكريّاً للأخذ بحقّ الإمام ومناجزة خصومه ، وقد وقعّها أولئك الأشخاص الذين كانوا في طليعة القوى التي زجّها ابن مرجانة لحرب الإمام.

ومِن المؤكّد أنّهم لمْ يكونوا مؤمنين بحقّه ، وإنّما اندفعوا لمساومة السلطة الاُمويّة ، والحصول منها على الأموال ومتع الحياة ، كما صرح الإمام الحُسين بذلك أمام أصحابه.

4 ـ ومِنْ بين تلك الرسائل : إنّا قد حبسنا أنفسنا عليك ولسنا نحضر الصلاة مع الولاة ، فاقدم علينا فنحن في مئة ألف سيف ، فقد فشا فينا الجور وعمل فينا بغير كتاب الله وسنّة نبيّه ، ونرجوا أنْ يجمعنا

__________________

(1) أنساب الأشراف 4 / ق 1.

(2) الجمام : الآبار.

(3) أنساب الأشراف 1 / ق 1 ، مطالب السؤول في مناقب آل الرسول / 74.

٣٣٤

الله بك على الحقّ وينفي عنّا بك الظلم ، فأنت أحقّ بهذا الأمر مِنْ يزيد وأبيه الذي غضب الاُمّة وشرب الخمور ، ولعب بالقرود والطنابير وتلاعب بالدين(1) .

5 ـ وكتب جمهور أهل الكوفة الرسالة الآتية ووقّعوها ، وهذا نصها : للحُسين بن علي أمير المؤمنين مِنْ شيعة أبيه (عليه السّلام). أمّا بعد ، فإنّ الناس ينتظرونك لا رأي لهم في غيرك ، العجل العجل يا بن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ؛ لعلّ الله أنْ يجمعنا بك على الحقّ ويؤيد بك المسلمين والإسلام. بعد أجزل السّلام وأتمّه عليك ورحمة الله وبركاته(2) .

6 ـ وكتب إليه جماعة هذه الرسالة الموجزة : إنّا معك ومعنا مئة ألف سيف(3) .

7 ـ وكانت آخر الرسائل التي وصلت إليه هذه الرسالة : عجّل القدوم يابن رسول الله ، فإنّ لك بالكوفة مئة ألف سيف فلا تتأخّر(4) .

وقد تتابعت عليه الرسائل ما ملأ منها خرجين.

ويقول المؤرّخون : إنّه اجتمع عنده في نوب متفرّقة اثنا عشر ألف كتاب(5) ، ووردت إليه قائمة فيها مئة وأربعون ألف اسم يعربون عن نصرتهم له حال ما يصل إلى

__________________

(1) تذكرة الخواصّ / 248 ، الصراط السوي في مناقب آل النّبي ـ السيّد محمود القادي ، مِنْ مصوّرات مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وبصورة موجزة رواه المسعودي في مروج الذهب 3 / 4.

(2) وسيلة المال / 185 ، الفصول المهمّة ـ ابن الصباغ / 170.

(3) أنساب الأشراف 1 / ق 1.

(4) بحار الأنوار 10 / 180.

(5) اللهوف / 19.

٣٣٥

الكوفة(1) ، كما وردت عليه في يوم واحد ستمئة كتاب(2) .

وعلى أيّ حالٍ ، فقد كثرت كتب أهل الكوفة إلى الإمام ، وقد وقّع فيها الأشراف وقرآء المصر ، وهي تمثّل تعطّشهم لقدوم الإمام ؛ ليكون منقذاً لهم مِنْ طغمة الحكم الاُموي ، ولكن بمزيد الأسف فقد انطوت صحيفة ذلك الأمل ، وانقلب الوضع وتغيّرت الحالة ، وإذا بالكوفة تنتظر الحُسين لتسقي سيوفها مِنْ دمه وتُطعم نبالها مِنْ لحمه. تريد أنْ تحتضنَ جسد الحُسين لتوزّعه السيوف وتطعنه الرماح وتسحقه الخيول بحوافراها.

الكوفة تنتظر الحُسين لتثب عليه وثبة الأسد ، وتنشب أظفارها بذلك الجسد الطاهر. الكوفة تنتظر الحُسين لتسبي عياله بدل أنْ تحميهم ، وتروّع أطفاله بدل أنْ تؤويهم(3) . وهكذا شاءت المقادير ، ولا راد لأمر الله على نكث القوم لبيعة الإمام وإجماعهم على حربه.

ويقول المؤرّخون : إنّ الإمام بعد ما وافته هذه الرسائل عزم على أن يلبّي أهل الكوفة ، ويوفد إليهم ممثّله العظيم مسلم بن عقيل.

__________________

(1) الوافي في المسألة الشرقية 1 / 43.

(2) الدر المسلوك في أحوال الأنبياء والأوصياء 1 / 107 من مخطوطات مكتبة الإمام الحكيم.

(3) مع الحسين في نهضته / 157.

٣٣٦

إيفاد مسلم إلى العراق

٣٣٧
٣٣٨

وتتابعت كتب أهل الكوفة كالسيل إلى الإمام الحُسين وهي تحثّه على المسير والقدوم إليهم ؛ لإنقاذهم مِنْ ظلم الاُمويِّين وعنفهم ، وكانت بعض تلك الرسائل تحمّله المسؤولية أمام الله والاُمّة إنْ تأخّير عن إجابتهم.

ورأى الإمام قبل كلّ شيء أنْ يختار للقياهم سفيراً له يعرّفه باتّجاهاتهم وصدق نيّاتهم ، فإنْ رأى منهم نيّة صادقة وعزيمة مصمّمة فيأخذ البيعة منهم ثمّ يتوجّه إليهم بعد ذلك. وقد اختار لسفارته ثقته وكبير أهل بيته والمبرز بالفضل فيهم مسلم بن عقيل ، وهو مِنْ أفذاذ التاريخ ومِنْ أمهر الساسة وأكثرهم قابلية على مواجهة الظروف ، وللصمود أمام الأحداث ، وعرض عليه الإمام القيام بهذه المهمّة فاستجاب له عن رضى ورغبة ، وزوّده برسالة رويت بصور متعدّدة وهي :

الأولى : رواها أبو حنيفة الدينوري ، وهذا نصّها : «مِن الحُسين بن علي إلى مَنْ بلغه كتابي هذا مِنْ أوليائه وشيعته بالكوفة ، سلام عليكم. أما بعد ، فقد أتتني كتبكم وفهمت ما ذكرتم مِنْ محبّتكم لقدومي عليكم ، وأنا باعث إليكم بأخي وابن عمّي وثقتي مِنْ أهلي مسلم بن عقيل ؛ ليعلم لي كنه أمركم ، ويكتب إليّ بما يتبيّن له مِن اجتماعكم ؛ فإنْ كان أمركم على ما أتتني به كتبكم وأخبرتني به رسلكم أسرعت القدوم إليكم إنْ شاء الله ، والسّلام»(1) .

الثانية : رواها صفي الدين ، وقد جاء فيها بعد البسملة : «أمّا بعد ، فقد وصلتني كتبكم وفهمت ما اقتضته آراؤكم ، وقد بعثت إليكم ثقتي وابن عمّي مسلم بن عقيل ، وسأقدم عليكم وشيكاً في إثره إن شاء الله»(2) .

__________________

(1) الأخبار الطوال / 210.

(2) وسيلة المال / 186 من مصوّرات مكتبة الإمام الحكيم.

٣٣٩

وهذه الرواية شاذّة ؛ إذ لم يذكر فيها مهمّة مسلم في إيفاده إليهم مِنْ أخذ البيعة له وغير ذلك ، ممّا هو مِنْ صميم الموضوع في إرسال مسلم.

الثالثة : رواها الطبري ، وقد جاء فيها بعد البسملة : «مِن الحُسين بن علي إلى الملأ مِن المؤمنين والمسلمين. أمّا بعد ، فإنّ هانئاً وسعيداً(1) قدما عليّ بكتبكم ، وكانا آخر مَنْ قدم عليّ مِنْ رسلكم ، وقد فهمت كلّ الذي اقتصصتم وذكرتم ، ومقالة جلّكم : أنّه ليس علينا إمام فأقبل ؛ لعلّ الله يجمعنا بك على الهدى والحقّ.

وقد بعثت لكم أخي وابن عمّي وثقتي مِنْ أهل بيتي ، وأمرته أنْ يكتب إليّ بحالكم وأمركم ورأيكم ؛ فإنْ كتب أنّه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الفضل والحجا مِنكم على مثل ما قدمت عليّ به رسلكم وقرأت في كتبكم ، أقدم عليكم وشيكاً إنْ شاء الله. فلعمري ، ما الإمام إلاّ العامل بالكتاب ، والآخذ بالقسط ، والدائن بالحقّ ، والحابس نفسه على ذات الله. والسّلام»(2) .

وحفلت هذه الرسالة حسب نص الطبري بالاُمور التالية :

1 ـ توثيق مسلم والتدليل على سموّ مكانته ، فهو ثقة الحُسين.

2 ـ تحديد صلاحية مسلم باستكشاف الأوضاع الراهنة ، ومعرفة التيارات السياسية ومدى صدق القوم في دعواهم. ومِن الطبيعي أنّه لا تُناط معرفة هذه الأمور الحساسة إلاّ بمَنْ كانت له المعرفة التامّة بشؤون المجتمع وأحوال الناس.

3 ـ إنّه أوقف قدومه عليهم بتعريف مسلم له بإجماع الجماهير ورجال الفكر على بيعته ، فلا يقدم عليهم حتّى يعرّفه سفيره بذلك.

__________________

(1) هما : هانئ بن هانئ السّبيعي ، وسعيد بن عبد الله الحنفي.

(2) تاريخ الطبري 6 / 197.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482