منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ١

منتهى المقال في أحوال الرّجال15%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المترجم: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-89-2
الصفحات: 390

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 390 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 195164 / تحميل: 6575
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٨٩-٢
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

ويظهر منه : انّ من سوى جماعة من المتأخّرين يقول بوثاقته ، وعدم ناووسيّته ، كما صرّح به قبيل كلامه هذا ، حيث قال ـ بعد نقل ما اشتهر نقله من سؤال فخر المحقّقين والده العلاّمة ـ أجزل الله إكرامه وإكرامه ـ عن أبان ، وقوله : الأقرب عدم قبول روايته ، لقوله تعالى( إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ ) (١) الآية ، ولا فسق أعظم من عدم الايمان ـ ما لفظه : الظاهر أنّ حكمه بعدم إيمانه لقول ابن فضّال ، وأنت خبير بحال ابن فضّال هذا ، فلا يعارض قوله الإجماع المذكور الثابت بنقل الكشّي. على أنّ من قبل كلام ابن فضّال ، يلزمه قبول قول أبان ، لاشتراكهما في عدم الايمان ، وتصريح الأصحاب بتوثيقهما(٢) ، انتهى.

وما سبق فيتعق من قوله : حكاية إجماع العصابة الى آخره ، عجيب بعد ذكره آنفا في معنى هذا الإجماع عن بعض : الإجماع على توثيق الجماعة ، وهو الذي اختاره جماعة ، فيكون أبان ثقة عند كلّ من فسّر العبارة المذكورة بالمعنى المذكور ، بل وعند من فسّرها بالمعنى المشهور أيضا ، لما سيعترف به دام فضله في ترجمة السكوني : من أنّ الأصحابرحمهم‌الله لا يجمعون على العمل برواية غير الثقة ، وأنّ من ادّعى الإجماع على العمل بروايته ، ثقة عند أهل الإجماع ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن عثمان الناووسي المجمع على تصحيح ما يصحّ عنه ، عنه : عباس بن عامر ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر ، وسنديّ بن محمّد البزّاز ، وبكر بن محمّد الأزدي ، ومحمّد بن سعيد بن أبي نصر ، والحجّال ، وجعفر بن بشير ، وأيّوب بن الحر ـ لم أجد روايته عنه ، لكنّ‌

__________________

(١) سورة الحجرات آية : ٦.

(٢) حاوي الأقوال : ٣٢ / ٩٧.

١٤١

شيخنا ذكرها ، وهي محتملة ، لأنّهما في طبقة واحدة لرواية ابن الحر(١) ـ ومحسن بن محمّد(٢) ، والحسن بن عليّ الوشّاء عنه ، وعنه فضالة بن أيّوب ، والقاسم بن محمّد الجوهري ، وعليّ بن الحكم الكوفي ، وظريف بن ناصح ، وصفوان بن يحيى ، وعبد الله بن المغيرة ، ومحمّد بن أبي عمير ، وعبيس بن هشام.

وفي التهذيب ، رواية أحمد بن حمزة والقاسم بن محمّد ، عن أبان بن عثمان(٣) .

فقال بعض العلماء : هو أحمد بن اليسع القمّي الثقة ، وتوهّم اشتراكه هنا فاسد. ولم يثبت التعدّد ، انتهى.

أقول : فيهما نظر.

وقد وقع في كتابي الشيخرحمه‌الله ، رواية الحسين بن سعيد ، عن أبان بن عثمان(٤) .

وهو سهو ، لأنّ المعهود المتكرّر توسّط فضالة بن أيّوب بينهما.

ووقع فيهما رواية موسى بن القاسم ، عن أبان بن عثمان(٥) أيضا في مواضع.

وهو سهو أيضا.

ويظهر بالتصفّح أنّ الواسطة المحذوفة بينهما : عبّاس بن عامر ، فإنّه واقع بينهما كثيرا.

__________________

(١) لرواية ابن الحر ، لم ترد في المصدر.

(٢) في المصدر : محسن بن أحمد ، وبكر بن محمّد الأزدي.

(٣) التهذيب ١ : ٧٥ / ١٩٠.

(٤) التهذيب ٢ : ٣٦٢ / ١٤٩٨.

(٥) التهذيب ٥ : ٨٦ / ٢٨٣ ، و ٤٢١ / ١٤٦١ ، والاستبصار ٢ : ١٧١ / ٥٦٥.

١٤٢

وفي التهذيب في كتاب الحج ، سند هذه صورته : محمّد بن القاسم ، عن أبان ، عن عبد الرحمن ، عن الصادقعليه‌السلام (١) .

قال في المنتقى : ومحلّ التصحيف فيه(٢) : ومحمّد بن القاسم ، فانّ كونه تصحيفا لموسى بن القاسم ، ممّا لا ريب فيه. وفي الطريق خلل آخر وهو ترك الواسطة بين موسى وأبان ، والممارسة تقتضي ثبوتها ، وهي : عبّاس ابن عامر(٣) ، انتهى.

ويعرف أيضا بروايته عن أبي بصير ـ كأبان بن تغلب ـ وعن أبي مريم عبد الغفّار ، وعن الحارث بن المغيرة ، وبريد بن معاوية بن عمّار(٤) ، ومحمّد الحلبي ، وزرارة ، وإسماعيل بن الفضل ، وعبد الرحمن بن أبي عبد الله ، والفضيل بن يسار ، وأبي العبّاس الفضل بن عبد الملك ، وعن ميسر(٥) ، انتهى.

١٧ ـ أبان بن عمر الأسدي :

ختن آل ميثم بن يحيى التمّار ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ،صه (٦) ،جش (٧) .

ق ، الى قوله : ميثم التمّار الكوفي(٨) .

ثمّ زادجش : لم يرو عنه إلاّ عبيس بن هشام الناشري.

__________________

(١) التهذيب ٥ : ٤١٠ / ١٤٢٦.

(٢) في هداية المحدثين زيادة : قوله.

(٣) منتقى الجمان : ٣ / ٤٧٨.

(٤) في المصدر : أو معاوية بن عمّار.

(٥) هداية المحدثين : ٧.

(٦) الخلاصة : ٢١ / ٢.

(٧) رجال النجاشي : ١٤ / ١٠.

(٨) رجال الشيخ : ١٥١ / ١٨٢.

١٤٣

وفي د ، علّم عليه : لم(١) . وهو سهو.

أقول : فيمشكا : ابن عمر الأسدي ، عنه عبيس بن هشام(٢) .

١٨ ـ أبان بن محمّد البجلي :

وهو المعروف بالسندي البزّاز ، أحمد بن محمّد القلانسي(٣) عنه بكتاب النوادر. وهو ابن أخت صفوان بن يحيى ، قاله ابن نوح ،جش (٤) .

ويأتي في سندي توثيقه عنه وعن غيره.

وفيتعق : قال شيخنا البهائيرحمه‌الله في حاشيته علىصه : جش ظنّهما اثنين ، وذكر أبان بن محمّد في باب الألف ، والسنديّ بن محمّد في حرف السين ، ووثّق الثاني دون الأوّل.

قلت : لا إشعار فيجش على ظنّه التعدّد ، بل الظاهر منه بناؤه على الاتّحاد. وعدم توثيقه أوّلا لعلّه لعدم ثبوته حينئذ ، أو للحوالة على ما ذكره في باب السين ، فتأمّل(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد البجلي المعروف بالسندي الثقة ، عنه أحمد بن محمّد القلانسي ، ومحمّد بن عليّ بن محبوب ، والصفّار ، وأحمد ابن أبي عبد الله عنه.

وحيث يعسر التمييز ـ كرواية عليّ بن الحكم عن أبان ـ تقف الرواية على مذهب من تأخّر فلا تغفل ، فإنّ أبان مشترك بين تسعة عشر رجلا فيهم الثقة وغيره ، على تقدير أن يكون الخثعمي غير الكوفي(٦) ، انتهى.

__________________

(١) رجال ابن داود : ٣٠ / ٨.

(٢) هداية المحدثين : ٨.

(٣) في المصدر : محمد بن أحمد القلانسي.

(٤) رجال النجاشي : ١٤ / ١١.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٩.

(٦) هداية المحدثين : ٨.

١٤٤

١٩ ـ إبراهيم أبو رافع :

عتيق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثقة ، شهد مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مشاهده ، ولزم أمير المؤمنينعليه‌السلام بعده ، وكان من خيار الشيعة ، أعمل على روايته ،صه (١) .

وفيجش : أبو رافع ، مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، اسمه : أسلم ، كان للعباس بن عبد المطلب ، فوهبه للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا بشّر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بإسلام العبّاس أعتقه.

ثمّ قال : وأخبرنا محمّد بن جعفر الأديب ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد في تاريخه أنّه يقال : إنّ اسم أبي رافع : إبراهيم.

وأسلم أبو رافع قديما بمكّة ، وهاجر إلى المدينة ، وشهد مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مشاهده ، ولزم أمير المؤمنينعليه‌السلام من بعده ، وكان من خيار الشيعة ، وشهد معه حروبه ، وكان صاحب بيت مالهعليه‌السلام بالكوفة ، وابناه : علي وعبيد الله ، كاتبا أمير المؤمنينعليه‌السلام (٢) .

ثم ذكر ما يدلّ على نهاية جلالته وعلوّ مرتبته.

وفيتعق : في نسخة : ابن أبي رافع ، وكذا يظهر من شيخنا البهائي ، والظاهر أنّه سهو من النسّاخ(٣) .

أقول : فيمشكا : أبو رافع الثقة عتيق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عنه(٤) ، انتهى.

__________________

(١) الخلاصة : ٣ / ٢.

(٢) رجال النجاشي : ٤ / ١.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٩.

(٤) هداية المحدثين : ٩.

١٤٥

٢٠ ـ إبراهيم أبو السفاتج :

يأتي في إسحاق بن عبد العزيز.

٢١ ـ إبراهيم بن أبي بكر :

محمّد بن الربيع ، ثقة ، هو وأخوه إسماعيل بن أبي سمّال رويا عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، وكانا من الواقفة ،جش (١) .

وفيه أيضا : إنّ محمّدا يكنّى أبا بكر ، وأبا السمال ، كما يأتي.

وفيتعق : فيه ما سيجي‌ء في إبراهيم بن أبي سمّال(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي بكر محمّد بن الربيع الثقة الواقفي ، عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام حيث لا مشارك(٣) .

٢٢ ـ إبراهيم بن أبي البلاد :

واسم أبي البلاد : يحيى بن سليم ، وقيل : ابن سليمان ، مولى بني عبد الله بن غطفان(٤) . يكنّى أبا يحيى ، كان ثقة ، قارئا ، أديبا.

وكان أبو البلاد ضريرا ، وكان راوية الشعر ، وله يقول الفرزدق :

يا لهف نفسي على

عينيك من رجل

وروى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام .

ولإبراهيم : محمّد ويحيى ، رويا الحديث.

وروى إبراهيم عن أبي عبد الله وأبي الحسن والرضاعليهم‌السلام ، وعمّر دهرا ، وكان للرّضاعليه‌السلام إليه رسالة ، وأثنى عليه.

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢١ / ٣٠.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٩.

(٣) هداية المحدثين : ٩.

(٤) في رجال النجاشي والخلاصة : غطفان.

١٤٦

له كتاب ، يرويه عنه جماعة ، محمّد بن سهل بن اليسع عنه ،جش (١) .

وفيضا : كوفي ، ثقة(٢) .

وفيصه : يكنّى أبا الحسن ـ وقال ابن بابويه في كتاب الفقيه إنّه : يكنّى أبا إسماعيل(٣) ـ روى عن الصادق والكاظم والرضاعليهم‌السلام ، وعمّر دهرا ، وكان للرّضاعليه‌السلام إليه رسالة ، وأثنى عليه ، ثقة ، أعمل على روايته(٤) .

وفيست : له أصل ، أخبرنا(٥) ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن أبي الصهبان(٦) ـ واسمه عبد الجبّار ـ عن أبي القاسم عبد الرحمن بن حمّاد ، عن محمّد بن سهل بن اليسع ، عنه(٧) .

وفيتعق : غطفان بالمعجمة ثمّ المهملة المفتوحتين.

وفي الكافي في باب النبيذ الحرام(٨) ، ثمّ نقل حديثا وقال : يظهر منه مضافا إلى نباهة شأنه : دركه الجوادعليه‌السلام أيضا ، وتكنّيه بأبي إسماعيل(٩) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي البلاد يحيى بن سليم وقيل : ابن سليمان ، الثقة ، عنه محمّد بن سهل بن اليسع ، والحسن بن عليّ بن يقطين ، ومحمّد‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٢ / ٣٢.

(٢) رجال الشيخ : ٣٦٨ / ١٨.

(٣) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٦٨.

(٤) الخلاصة : ٣ ـ ٤ / ٤.

(٥) في المصدر : أخبرنا به.

(٦) في المصدر : عن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن أبي الصهبان.

(٧) الفهرست : ٩ / ٢٢.

(٨) الكافي ٦ : ٤١٦ / ٥.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٩.

١٤٧

ابن الحسين بن أبي الخطّاب ، والحسين بن سعيد ، وموسى بن القاسم.

وهو عن الباقر والصادق والكاظم والرضاعليهم‌السلام (١) ، انتهى.

٢٣ ـ إبراهيم بن أبي حفص :

أبو إسحاق الكاتب ، شيخ من أصحاب أبي محمّدعليه‌السلام ، ثقة ، وجيه ،صه (٢) .

وزادجش : له كتاب(٣) .

وزاد ست علىصه : له كتب(٤) .

ود عدّه من أصحاب العسكريعليه‌السلام (٥) . كما هو الظاهر من أبي محمّد ، وصرّح به في بعض نسخ ست.

٢٤ ـ إبراهيم بن أبي زياد الكرخي :

في الفقيه : في الصحيح عن ابن أبي عمير ، عنه(٦) .

وفيتعق : وكذا في التوحيد(٧) ، ويروي عنه صفوان بن يحيى(٨) أيضا ، والحسن بن محبوب(٩) ، وكل ذلك يشعر بوثاقته.

وهو يروي عن الصادق والكاظمعليهما‌السلام .

وحكم خالي بحسنه(١٠) ، لأنّ للصدوق طريقا إليه.

__________________

(١) هداية المحدثين : ٩.

(٢) الخلاصة : ٥ / ١٢.

(٣) رجال النجاشي : ١٩ / ٢٢.

(٤) الفهرست : ٧ / ١٠.

(٥) رجال ابن داود : ٣٠ / ١٠.

(٦) الفقيه ـ المشيخة ـ ٤ : ٦١.

(٧) التوحيد : ١٩ / ٥.

(٨) الكافي ٦ : ٣٠ / ١.

(٩) الكافي ٨ : ٣٧٠ / ٥٦٠.

(١٠) الوجيزة : ٣٦٧ / ٤.

١٤٨

وقال جدّي : هو كثير الرواية(١) .

قلت : وحكم بعض المعاصرين بأنّه : ابن زياد الكوفي الآتي أبو أيّوب الخراز ، الثقة. وقال : في الأكثر : ابن زياد.

ويمكن أن يستشهد له بأنّ صفوان(٢) ، وابن أبي عمير(٣) ، والحسن بن محبوب(٤) ، يروون عن أبي أيّوب.

وإنّ في الأمالي ـ على ما في نسختي ـ روى عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن زياد الكرخي ، عن الصادقعليه‌السلام : لو أنّ عدوّ عليّعليه‌السلام جاء إلى الفرات وهو يرج رجيجا(٥) ، قد أشرف ماؤه على جنبيه(٦) ، فتناول منه شربة فقال : بسم الله ، وإذا شربها قال : الحمد لله ، ما كان ذلك إلاّ ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير(٧) (٨) .

وفي آخر كمال الدين ، عنه ، قلت للصادقعليه‌السلام : ألم يكن عليعليه‌السلام قويّا في دين الله؟ قال : بلى ، قلت : فكيف ظهر عليه القوم ولم(٩) يدفعهم؟ إلى أن قالعليه‌السلام : ولم يكن عليعليه‌السلام ليقتل الآباء حتى يخرج الودائع. ، وكذلك قائمنا(١٠) عليه‌السلام لم(١١) يظهر أبدا‌

__________________

(١) روضة المتقين : ١٤ / ٢٥.

(٢) الفهرست : ٨ / ١٣.

(٣) التهذيب ٣ : ٢٩٣ / ٨٨٨.

(٤) التهذيب ٤ : ١٢٣ / ٣٥٥.

(٥) في المصدر : يزخ زخيخا.

(٦) في المصدر : جنبتيه.

(٧) أمالي الصدوق : ٥٢٣ / ٨.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٩.

(٩) في المصدر : وكيف لم.

(١٠) في المصدر : قائمنا أهل البيت.

(١١) في المصدر : لن.

١٤٩

حتى يظهر(١) ودائع الله عزّ وجل ، فإذا ظهرت ، ظهر على من ظهر فيقتلهم(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي زياد الكرخي ، عنه ابن أبي عمير(٣) .

٢٥ ـ إبراهيم بن أبي سمّال :

بالسين المهملة واللام ، واقفي ، لا أعتمد على روايته.

وقالجش : إنّه ثقة ،صه (٤) .

وفيجش : إبراهيم بن أبي بكر محمّد بن الربيع ، يكنّى بأبي بكر محمّد بن السمّال(٥) ، إلى أن قال : ثقة هو وأخوه إسماعيل بن أبي سمّال ، رويا عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، وكانا من الواقفة.

وذكركش عنهما في كتاب الرجال حديثا ، شكّا ، ووقفا عن القول بالوقف. وله كتاب نوادر ، عنه به محمّد بن حسّان(٦) .

وفيست : إبراهيم بن أبي بكر بن سمّال ، له كتاب ، أخبرنا به ابن عبدون ، عن ابن الزبير ، عن عليّ بن الحسن بن فضّال ، عن أخويه ، عن أبيهما الحسن بن عليّ بن فضّال ، عنه(٧) ، انتهى.

وفيكش ، ما يدلّ على موته واقفيّا ، شاكا(٨) .

__________________

(١) في المصدر : تظهر.

(٢) كمال الدين : ٢ / ٦٤٢ ، وفيه : ظهر على من يظهر فقتله.

(٣) هداية المحدثين : ٩.

(٤) الخلاصة : ١٩٨ / ٣.

(٥) في المصدر : يكنى : بأبي بكر بن أبي السمّال.

(٦) رجال النجاشي : ٢١ / ٣٠.

(٧) الفهرست : ٩ / ٢٤.

(٨) رجال الكشي : ٤٧١ / ٨٩٧.

١٥٠

وفيتعق : في ضح ضبطه بالكاف ، ثمّ قال : وقيل : باللام(١) .

والذي يوجد ويشاهد باللام ، وسنذكر ما يشهد له ، نعم في فهرست الفقيه بالكاف(٢) . وربّما يوجد في بعض نسخ الحديث أيضا(٣) ، ولا يبعد أن يكون وهما.

والظاهر أنّ عدم قبولصه روايته لعدم قبوله كلامجش ، ولعلّه لذا حكم في المدارك بأنّه : مجهول ، وفي المسالك بأنّه : ضعيف ، على ما نقل عنهما(٤) ، مع إمكان توجيه كلام شه ، واحتمال الغفلة منهما.

وفيجش في ترجمة داود بن فرقد : روى عنه هذا الكتاب جماعة(٥) من أصحابنارحمهم‌الله كثيرة ، منهم أيضا إبراهيم بن أبي بكر محمّد بن عبد الله النجاشي ، المعروف بابن أبي سمّال(٦) (٧) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي سمّال(٨) الموثّق ، عنه محمّد بن حسّان ، والحسن بن عليّ بن فضّال.

وهو عن الكاظمعليه‌السلام حيث لا مشارك(٩) .

٢٦ ـ إبراهيم بن أبي الكرام :

بفتح الكاف وتشديد الراء ، الجعفريرحمه‌الله ، كان خيّرا ، روى عن‌

__________________

(١) إيضاح الاشتباه : ٨٦ / ١٩.

(٢) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٦٤.

(٣) التهذيب ٣ : ٨٦ / ٢٤٤.

(٤) معراج أهل الكمال : ٣٠.

(٥) في المصدر : جماعات.

(٦) رجال النجاشي : ١٥٨ / ٤١٨.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٠.

(٨) في المصدر زيادة : الواقفي.

(٩) هداية المحدثين : ٩.

١٥١

الرضاعليه‌السلام ،صه (١) ،جش إلاّ الترحّم وترجمة الحروف.

وزاد : له كتاب ، محمّد بن حسّان ، عن ابن أبي عمران موسى بن رنجويه(٢) الأرمني(٣) ، به(٤) .

أقول : الظاهر زيادة كلمة : ابن ، لما يأتي في ترجمة موسى من رواية محمّد بن حسّان ، عنه ، وتكنّيه بأبي عمران ، فلاحظ.

هذا وفي الوجيزة : ممدوح(٥) .

وفي الحاوي ذكره في قسم الحسان(٦) .

وفيمشكا : ابن أبي الكرام الجعفري الممدوح ، عنه ابن أبي عمران موسى بن رنجويه(٧) الأرمني(٨) .

٢٧ ـ إبراهيم بن أبي محمود الخراساني :

مولى ، روى عن الرضاعليه‌السلام ، ثقة ، أعتمد على روايته ،صه (٩) .

وفيجش : ثقة ، روى عن الرضاعليه‌السلام ، له كتاب ، يرويه أحمد ابن محمّد بن عيسى(١٠) .

__________________

(١) الخلاصة : ٦ / ١٨.

(٢) في المصدر : عن أبي عمران موسى بن زنجويه.

(٣) في المصدر زيادة : عن إبراهيم.

(٤) رجال النجاشي : ٢١ / ٢٩.

(٥) الوجيزة : ١٤٢ / ١٧.

(٦) حاوي الأقوال : ١٧٩.

(٧) في المصدر : زنجويه.

(٨) هداية المحدثين : ١٠.

(٩) الخلاصة : ٣ / ٣.

(١٠) رجال النجاشي : ٢٥ / ٤٣.

١٥٢

وفي ظم : له مسائل(١) .

وزادست : أخبرنا بها عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد والحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عنه(٢) .

وفيكش ، حديث معتبر عن الجوادعليه‌السلام في جلالة قدره(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي محمود الثقة ، عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ، والحسن بن أحمد المالكي ، والحسن بن موسى الخشّاب ، وإبراهيم بن هاشم.

وهو عن الكاظم والرضا والجوادعليهم‌السلام (٤) .

٢٨ ـ إبراهيم بن أبي يحيى المدني :

روى عنه في الفقيه ، في الموثّق بالحسن بن عليّ بن فضّال(٥) .

وكأنّه ابن محمّد بن أبي يحيى المدني الآتي.

وفيتعق : هذا هو الظاهر ، كما لا يخفى على المتأمّل. ويروي عنه حمّاد(٦) ، وفيه إيماء إلى الاعتماد(٧) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي يحيى ، عنه ظريف بن ناصح.

وهو عن الصادقعليه‌السلام (٨) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٤٣ / ٢٠.

(٢) الفهرست : ٨ / ١٥.

(٣) رجال الكشي : ٥٦٧ / ١٠٧٢ ، ١٠٧٣.

(٤) هداية المحدثين : ١٠.

(٥) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٩٧ ، وفيه : المدايني.

(٦) الكافي ٥ : ٣٧٦ / ٦.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٠.

(٨) هداية المحدثين : ١٠.

١٥٣

٢٩ ـ إبراهيم بن أحمد بن محمّد :

أبو إسحاق المقرئ العدل ، الطبري ، له المناقب ، ب(١) .

أقول : الظاهر أنّ هذا هو الذي قال فيه ابن أبي الحديد : ذكر أبو الفرج ابن الجوزي في التاريخ في وفاة الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري الفقيه المالكي ، قال : كان شيخ الشهود المعدّلين ببغداد ، ومتقدّمهم ، سمع الحديث الكثير ، وكان كريما ، مفضلا على أهل العلم ، وعليه قرأ الشريف الرضيرضي‌الله‌عنه القرآن ، وهو شاب حدث(٢) . إلى آخره.

٣٠ ـ إبراهيم بن أحمد بن محمّد :

الحسيني الموسوي الرومي ، نزيل دار النقابة بالري ، فاضل ، مقرئ ، عه(٣) .

٣١ ـ إبراهيم بن إسحاق :

ثقة ، دي(٤) .

٣٢ ـ إبراهيم بن إسحاق الأحمري :

النهاوندي ، له كتب ، وهو ضعيف ، لم(٥) .

وفيجش : كان ضعيفا في حديثه ، متهوما ، له كتب ، أخبرنا بها أبو القاسم عليّ بن شبل(٦) بن أسد ، قال : حدّثنا أبو منصور ظفر بن حمدون‌

__________________

(١) معالم العلماء : ٧ / ٢٩.

(٢) شرح نهج البلاغة : ١ / ٣٤ ، باختلاف يسير.

(٣) فهرست منتجب الدين : ١٩ / ٢٥.

(٤) رجال الشيخ : ٤٠٩ / ٦.

(٥) رجال الشيخ : ٤٥١ / ٧٥.

(٦) في نسخة « م » : سهل.

١٥٤

البادرائي ، عنه ، بها(١) .

وفيست : إبراهيم بن إسحاق الأحمري ، ويكنّى أبا إسحاق النهاوندي ، كان ضعيفا في حديثه ، متّهما في دينه(٢) .

وزادصه : في مذهبه ارتفاع ، وأمره مختلط ، لا أعتمد(٣) على شي‌ء ممّا يرويه.

وقد ضعّفه الشيخ في ست ، وقال في كتاب الرجال في دي : إبراهيم ابن إسحاق ثقة ، فإن يك هو هذا فلا تعويل على روايته(٤) .

ثمّ فيجش ـ بعد ما مرّ ـ : قال أبو عبد الله بن شاذان : حدّثنا عليّ ابن حاتم ، قال : أطلق لي أبو أحمد القاسم بن محمّد الهمداني ، عن إبراهيم بن إسحاق ، وسمع منه سنة تسع وستين ومائتين(٥) .

وفي ست ـ بعد ما مرّ ـ : صنّف كتبا جماعة(٦) قريبة من السداد ، أخبرني أبو القاسم عليّ بن شبل بن أسد الوكيل ، عن ظفر بن حمدون بن شدّاد البادرائي ، عنه.

وأخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن التلعكبري ، عن أبي سليمان أحمد ابن نصر(٧) بن سعيد الباهلي ـ المعروف بابن أبي هراسة ـ عنه(٨) .

وفيتعق : يروي عنه أحمد بن محمّد بن عيسى مع كثرة غمزه في‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ١٩ / ٢١.

(٢) الفهرست : ٧ / ٩.

(٣) في المصدر : لا أعمل.

(٤) الخلاصة : ١٩٨ / ٤.

(٥) رجال النجاشي : ١٩ / ٢١.

(٦) في نسخة من المصدر : جملتها.

(٧) في الفهرست : نصير ، وفي نسخة منه : نصر.

(٨) الفهرست : ٧ / ٩ ، وفيه : المعروف بابن هراسة.

١٥٥

الرواة ، بل والأجلّة ، وطعنه فيمن يروي عن الضعفاء ، وأخرج من قم جمعا لذلك ، ولم يرو عن ابن محبوب وابن المغيرة والحسن بن خرزاد كما يأتي فيه(١) .

وقوله : أطلق لي ، أي : رخّص لي.

ويحتمل أن يكون القاسم هو الوكيل الجليل ، فيكون في سماعه منه شهادة على الاعتماد ، ويؤكّده كثرة الرواية عنه ، وكذا رواية الصفّار وعليّ بن شبل الجليلين(٢) .

وربّما كان سبب تضعيفهم إيراده الروايات التي يظنّون دلالتها على الغلو ، ولذا اتّهموه في دينه ، ومرّ الكلام في ذلك في صدر الكتاب(٣) .

أقول : الظاهر تغاير المذكور في دي مع هذا ، ويشير إليه كونه : لم ، ويدلّ عليه رواية الشيخ وجش ـ كما ترى ـ عن هذا بواسطتين ، وهما : عليّ ابن شبل ، وظفر بن حمدون. فيلزم بناء على الاتّحاد روايتهما رحمهما الله عن الجوادعليه‌السلام بثلاث وسائط ، وهو كما ترى.

واستظهر شه أيضا التغاير ، واحتمل كون المذكور في دي هو الآتي عن قي(٤) (٥) .

وجزم في الرواشح بالمغايرة وقال : يروي عن الثقة محمّد بن خالد البرقي ، وعن الضعيف أبو سليمان المعروف بابن أبي هراسة(٦) .

__________________

(١) راجع رجال الكشي : ٥١٢ / ٩٨٩.

(٢) كما في الفهرست : ٧ / ٩.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٠.

(٤) رجال البرقي : ٥٨ إبراهيم بن إسحاق بن أزور.

(٥) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٩٣.

(٦) الرواشح. ، ونقل ذلك أيضا في تنقيح المقال : ١ / ١٤ برقم ٦٤.

١٥٦

وفيمشكا : الأحمري الثقة ، عنه محمّد بن الحسن الصفّار ، وأحمد ابن سعيد بن نصر الباهلي(١) ، وظفر بن حمدون ، والقاسم بن محمّد الهمداني(٢) .

٣٣ ـ إبراهيم بن إسحاق بن أزور :

شيخ لا بأس به ، قي(٣) .

أقول : مضى ذكره في الذي قبيله ، ويأتي في الذي بعد بعده.

٣٤ ـ إبراهيم بن إسماعيل الخلنجي الجرجاني :

يظهر من كشف الغمّة مدحه(٤) ،تعق (٥) .

٣٥ ـ إبراهيم الأعجمي :

من أهل نهاوند ، له كتاب ، أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل الشيباني ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن إبراهيم الأعجميرحمه‌الله ، ست(٦) .

وفيلم : روى عنه البرقي(٧) .

وفيتعق : قرّب في التلخيص والنقد(٨) ، كونه الأحمريّ المتقدّم ، وفي ست ترحّم عليه ، وهو يأباه ، وكذا ذكره على حدة في لم ، وإنّ ما ذكره‌

__________________

(١) في المصدر : أحمد بن نصر بن سعيد.

(٢) هداية المحدثين : ١٦٦.

(٣) رجال البرقي : ٥٨.

(٤) كشف الغمة : ٢ / ٤٢٧.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢١.

(٦) الفهرست : ٨ / ١٦ ، ولم يرد الترحم فيه.

(٧) رجال الشيخ : ٤٥١ / ٧٨.

(٨) نقد الرجال : ١١ / ٧٢.

١٥٧

فيه غير ما ذكره في الأحمر ، ثمّ إنّ ترحّم ست دليل على حسن حاله(١) .

أقول : ظاهر الحاوي أيضا اتّحاده مع الأحمري(٢) ، بل اتّحاد المذكور عن قي أيضا معهما(٣) .

وجزم في الرواشح باتّحاده مع الذي في قي ، وتغايره مع الأحمري ، حيث قال ـ بعد ما مرّ عنه ـ : ولنا أيضا : إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، يقال له : إبراهيم العجمي ، يروي عنه : أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، ذكره الشيخ أيضا في لم(٤) ، بعد ذكر الأحمري النهاوندي الضعيف(٥) ، وهو الذي قال قي فيه : إبراهيم بن إسحاق بن أزور شيخ لا بأس به(٦) ، انتهى(٧) .

وفيمشكا : الأعجمي ، عنه أحمد بن أبي عبد الله البرقي(٨) .

٣٦ ـ إبراهيم بن حمويه :

روى عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ، ولم تستثن روايته ، وفيه إشعار بالاعتماد عليه ،تعق (٩) .

٣٧ ـ إبراهيم الخارقي :

في الأصح كأنّه ابن زياد الآتي ، أو ابن هارون(١٠) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢١.

(٢) حاوي الأقوال : ١٠ / ٧.

(٣) حاوي الأقوال : ٢١٣ / ١١٠٦.

(٤) رجال الشيخ : ٤٥١ / ٧٨.

(٥) رجال الشيخ : ٤٥١ / ٧٥.

(٦) رجال البرقي : ٥٨.

(٧) الرواشح السماوية. ، راجع تنقيح المقال : ١ / ١٤ برقم ٦٤.

(٨) هداية المحدثين : ١٠.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢١.

(١٠) هذه الترجمة لم ترد في نسخة « م ».

١٥٨

٣٨ ـ إبراهيم بن رجاء الجحدري :

من بني قيس بن ثعلبة ، رجل ثقة ، من أصحابنا البصريّين ،صه (١) ،جش (٢) .

وزادست : أخبرنا أحمد بن عبدون ، عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيرضي‌الله‌عنه ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عنه(٣) .

أقول : فيمشكا : الجحدري الثقة ، عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عنه(٤) .

٣٩ ـ إبراهيم بن رجاء الشيباني :

أبو إسحاق المعروف بابن أبي هراسة. وهراسة أمّه ، عامّي ،جش (٥) .

وزادصه : بالراء والسين المهملة ، لا أعتمد على ما يرويه(٦) .

ثم زادجش : روى عن الحسن بن عليّ بن الحسين(٧) ، وعبد الله بن محمّد بن عمر بن علي ، وجعفر بن محمّد ، وله عن جعفر نسخة. روى عنه هارون بن مسلم(٨) ، انتهى.

وكلام الشيخ في الكتابين خال عن لفظة : أبي.

ففي ق : إبراهيم ابن رجاء ، أبو إسحاق ، المعروف بابن هراسة‌

__________________

(١) الخلاصة : ٤ / ٧.

(٢) رجال النجاشي : ١٦ / ١٦.

(٣) الفهرست : ٤ / ٥.

(٤) هداية المحدثين : ١٦٦.

(٥) رجال النجاشي : ٢٣ / ٣٤.

(٦) الخلاصة : ١٩٨ / ٥.

(٧) في نسختنا من رجال النجاشي : عن الحسين بن علي بن الحسين.

(٨) رجال النجاشي : ٢٣ / ٣٤.

١٥٩

الشيباني الكوفي(١) .

وفيست : إبراهيم بن هراسة ، له كتاب ، أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل الشيباني ، عن ابن بطّة القمّي ، عن أبي عبد الله محمّد بن القاسم ، عن إبراهيم بن هراسة(٢) ، انتهى.

وهذا القول أنسب بقولهم : هراسة أمّه.

وربّما يظهر من كلام الشيخ أنّ ابن أبي هراسة غير هذا ، فإنّه قال في باب من عرف بلقبه : ابن أبي هراسة ، له كتاب الإيمان والكفر والتوبة(٣) .

وفي لم : أحمد بن أبي نصر(٤) الى أن قال : المعروف بابن أبي هراسة(٥) . ولعلّ هذا أثبت.

وفيتعق على قوله : أنسب : في القاموس : إبراهيم بن هراسة كسحابة ـ وهو : متروك الحديث(٦) ، فتأمّل(٧) .

أقول : قال في الحاوي : لا يخفى أنّ لفظ : أبي ، في كتابجش وصه ثابت فيما وجدناه من النسخ ، والظاهر منافاة ذلك لكون هراسة أمّه(٨) ، انتهى.

ويظهر من الميرزا أنّ الذي في لم في باب أحمد ، أحمد بن أبي‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٤٦ / ٧٠.

(٢) الفهرست : ٩ / ١٩.

(٣) الفهرست : ١٩٣ / ٩٠١.

(٤) في نسختنا من المصدر : أحمد بن النضر.

(٥) رجال الشيخ : ٤٤٢ / ٣١.

(٦) القاموس المحيط : ٢ / ٢٥٩.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢١.

(٨) حاوي الأقوال : ٢١٣ / ١١٠٩.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

يحيى عن سعيد بن المسيب قال: جاء صبيغ التميمي إلى عمر فسأله عن الذاريات الحديث، وفيه فأمر به عمر فضرب مائة سوط فلما برئ دعاه فضربه مائة أخرى ثمّ حمله على قتب وكتب إلى أبي موسى حرّم على النّاس مجالسته، فلم يزل كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف له أنّه لا يجد في نفسه شيئا، فكتب إلى عمر فكتب إليه خلّ بينه وبين النّاس. غريب تفرّد به ابن أبي سبرة. قلت: وهو ضعيف والراوي عنه أضعف منه ولكن أخرجه ابن السكن من وجه آخر عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد عن عمر بسند صحيح، وفيه فلم يزل صبيغ وضيعا في قومه بعد أن كان سيّدا فيهم. قلت وهذا يدلّ على أنّه كان في زمن عمر رجلا كبيرا. وأخرجه الإسماعيلي في حديث يحيى بن سعيد من هذا الوجه وأخرجه أبو زرعة الدمشقي من وجه آخر من رواية سليمان التميمي عن أبي عثمان ألنهدي به وأخرجه الدار قطني في الأفراد مطولا قال أبو أحمد العسكري أتّهمه عمر برأي الخوارج(1) .

هذا ما ذكره ابن حجر، وقد تناول القصّة كثيرون غيره بين مفصّل ومختصر(2) ، وقد اعتمد عليها الفقهاء والمفسّرون وغيرهم في استنباط أحكام يتوقّعون أن تكون مقبولة عند الله تعالى لأنها تستند إلى شخص حاكم، حجته الوحيدة فيما يقوم به هي أنه حاكم. قال السمعاني في معرض ذكر عبد الرحمن بن ملجم المرادي: ويقال هو أي عبد الرحمن بن ملجم الذي كان أرسل صبيغ بن عسل التّميمي إلى عمر بن الخطاب فسأله عما سأله من معجم القرآن، وقيل إن عمر بن الخطّابرضي‌الله‌عنه كتب إلى عمرو بن العاص أن قرّب دار عبد الرّحمن بن ملجم من المسجد ليعلّم الناس القرآن والفقه، فوسّع له مكان داره التي في الرّاية في الزيارتين إلى جانب دار ابن عديس البلوي قاتل

____________________

(1) الإصابة، ابن حجر، ج 3 ص 458، رقم 4127، دار الجيل بيروت 1412 هـ.

(2) إكمال الكمال لابن ماكولا، ج 5 ص 221: دار الكتاب الإسلامي القاهرة، و وج 6 ص 206، وهامش سير أعلام النبلاء الذهبي ج 10 ص 29 تحقيق شعيب الأرنؤط ومحمد نعيم العرقسوسي: والإصابة، 2 ج ص 198 ومعجم البلدان، ياقوت الحموي ج 4 ص 124 وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج 23 ص 408 والاشتقاق لابن دريد ص 228 والوافي بالوفيات ج 16 ص 283 والدر المنثور للسيوطي، ج 2 ص 152 ومسائل الإمام أحمد ج 1 ص 477.

٢٠١

عثمان(1) .

واستفاد المفسّرون من الواقعة على طريقة من يقدّس الحاكم، فأثنوا على عمر بن الخطّاب مبلغ ما استطاعوا، وتهجّموا على صبيغ جهد ما استطاعوا. قال الزرقاني بعد أن أورد قصة صبيغ: والدّبرة بفتحات ثلاث هي قرحة الدّابّة في أصل الوضع اللّغويّ والمراد هنا أنه صيّر في ظهره من الضّرب جرحا داميا كأنّه قرحة في دابّة [!]، ورضي الله عن عمر فإنّ هذا الأثر يدلّ على أن ابن صبيغ فتح أو حاول أن يفتح باب فتنة بتتبعه متشابهات القرآن يكثر الكلام فيها ويسأل الناس عنها(2) . وقال في مناهل العرفان أيضا: ثم إن كلامهم بهذه الصورة (الكلام في متشابه الصفات) فيه تلبيس على العامّة وفتنة لهم فكيف يواجهونهم به ويحملونهم عليه وفي ذلك ما فيه من الإضلال وتمزيق وحدة الأمّة الأمر الذي نهانا القرآن عنه والذي جعل عمر يفعل ما يفعل بصبغ أو بابن صبيغ وجعل مالكا يقول ما يقول ويفعل ما يفعل بالذي سأله عن الاستواء(3) . وقال السيوطي في الإتقان: وأخرج الدارمي عن عمر بن الخطّاب قال إنه سيأتيكم ناس يجادلونكم بمشتبهات القرآن فخذوهم بالسّنن فإنّ اصحاب السّنن أعلم بكتاب الله. فهذه الأحاديث والآثار تدل على أن المتشابه مما لا يعلمه إلا الله وأن الخوض فيه مذموم(4) .

وقال الآلوسيّ بعد أن أورد قصة صبيغ مع عمر: ويدلّ هذا أنّ الرّجل لم يكن سليم القلب، وأنّ سؤاله لم يكن طلبا للعلم وإلاّ لم يصنع به عمررضي‌الله‌عنه ما صنع(5) .

وأقول: بناء على قول الآلوسيّ يحق للمسلمين أن يحمدوا الله تعالى على أن أشرك معه عمر بن الخطّاب في علم النيّات والاطّلاع على القلوب! فقد اطلع عمر على قلب صبيغ وعلم أن نيّته لم تكن سليمة.

____________________

(1) الأنساب، السمعاني، ج 1 ص 451.

(2) مناهل العرفان في علوم القرآن، الزرقاني، ج 2 ص 207.

(3) مناهل العرفان ج 2 ص 210.

(4) الإتقان في علوم القرآن، السيوطي، ج 2 ص 9.

(5) روح المعاني، الآلوسيّ، ج 27 ص 2.

٢٠٢

وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى( أَمّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ) : وهذه الآية تعمّ كلّ طائفة من كافر وزنديق وجاهل وصاحب بدعة، وإن كانت الإشارة بها في ذلك الوقت إلى نصارى نجران. وقال قتادة في تفسير قوله تعالى:( فَأَمّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ) إن لم يكونوا الحروريّة وأنواع الخوارج فلا أدرى من هم. قلت: قد مرّ هذا التّفسير عن أبي أمامة مرفوعا وحسبك. السّادسة قوله تعالى( فَيَتّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ) قال شيخنا أبو العبّاس رحمة الله عليه: متبعو المتشابه لا يخلو أن يتّبعوه ويجمعوه طلبا للتّشكيك في القرآن وإضلال العوامّ كما فعلته الزنادقة والقرامطة الطاعنون في القرآن، أو طلبا لاعتقاد ظواهر المتشابه كما فعلته المجسمة الذين جمعوا ما في الكتاب والسنة مما ظاهره الجسمية حتى اعتقدوا أن البارئ تعالى جسم مجسم وصورة مصورة ذات وجه وعين ويد وجنب ورجل وأصبع تعالى الله عن ذلك، أو يتّبعوه على جهة إبداء تأويلاتها وإيضاح معانيها أو كما فعل صبيغ حين أكثر على عمر فيه السؤال. فهذه أربعة أقسام.. (إلى أن قال).. أن صبيغ بن عسل قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن وعن أشياء فبلغ ذلك عمررضي‌الله‌عنه فبعث إليه عمر فأحضره وقد أعدّ له عراجين من عراجين النّخل، فلمّا حضر قال له عمر: من أنت قال أنا عبد الله صبيغ فقال عمررضي‌الله‌عنه : وأنا عبد الله عمر. ثمّ قام إليه فضرب رأسه بعرجون فشجه ثمّ تابع ضربه حتى سال دمه على وجهه فقال حسبك يا أمير المؤمنين فقد والله ذهب ما كنت أجد في رأسي قد اختلفت الروايات في أدبه وسيأتي ذكرها في الذّاريات ثمّ إن الله تعالى ألهمه التّوبة وقذفها في قلبه فتاب وحسنت توبته(1) .

هذا مع أنهم قد رووا أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يسأل عن تفسير الآية فيفسرها، ومن السائلين عمر بن الخطّاب نفسه! قال السيوطي: وأخرج مالك في الموطأ وأحمد وعبد بن حميد والبخاريّ في تاريخه وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن جرير وابن

____________________

(1) الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، ج 4 ص 13.

٢٠٣

المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والآجري في (الشريعة) وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه واللالكائي والبيهقي في (الأسماء والصفات) عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطّاب سئل عن هذه الآية( وَإِذْ أَخَذَ رَبّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرّيّتَهُمْ ) .. الآية، فقال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سئل عنها فقال: إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال الرجل: يا رسول الله ففيم العمل؟ فقال: إنّ الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنّة حتّى يموت على عمل من أعمال أهل الجنّة فيدخله الله الجنة، وإذا خلق العبد للنّار استعمله بعمل أهل النّار حتّى يموت على عمل من أعمال أهل النّار فيدخله الله النار(1) .

إذا، سئل عنها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمحضر عمر ولم يعنف السائل ولا جلده بجريد النخل!

قال السيوطي: وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في الإيمان عن عمر بن الخطّاب قال: الجبت السّاحر والطّاغوت الشّيطان(2) .

وهذه بعض أخبار عمر وهو يجيب السائلين عن آيات القرآن بغير ما أجاب به صبيغ بن عسل التميمي:

نقل السيوطي عن الطبري عن أبي محمد رجل من أهل المدينة قال سألت عمر بن الخطّاب عن قوله( وَإِذْ أَخَذَ رَبّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرّيّتَهُمْ ) قال: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما سألتني فقال: خلق الله آدم بيده ونفخ فيه من روحه ثم أجلسه

____________________

(1) الدر المنثور، ج 3 ص 601.

(2) الدر المنثور ج 2 ص 564.

٢٠٤

فمسح ظهره بيده اليمنى فأخرج ذرا فقال: ذرء ذرأتهم للجنة. ثم مسح ظهره بيده الأخرى - وكلتا يديه يمين - فقال ذرء ذرأتهم للنار يعملون فيما شئت من عمل ثم أختم بأسوأ أعمالهم فأدخلهم النار(1) . وهذا يعني أن عمر نفسه سأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنها ولم يضربه بجريد النخل؟!).

وفي تفسير الطبري: قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس وعمرو بن الحارث عن ابن شهاب أنّ أنس بن مالك حدّثه أنّه سمع عمر بن الخطّابرضي‌الله‌عنه يقول: قال الله( وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً ) كلّ هذا قد علمناه فما الأب؟ ثم ضرب بيده ثم قال: لعمرك إن هذا لهو التكلف. اتبعوا ما يتبين لكم في هذا الكتاب قال عمر: وما يتبين فعليكم به وما لا فدعوه. وقال آخرون: الأبّ الثّمار الرطبة(2) ..

قال الشّوكانيّ: وقد أخرج مالك في الموطّأ وأحمد في المسند وعبد بن حميد والبخاريّ في تاريخه وأبو داود والتّرمذي وحسه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان في صحيحه وأبو الشّيخ والحاكم وابن مردويه والبيهقي في (الأسماء والصفات) والضياء في (المختارة): أنّ عمر بن الخطّاب سئل عن هذه الآية( وَإِذْ أَخَذَ رَبّكَ ) الآية فقال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يسأل عنها فقال: إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل: يا رسول الله ففيم العمل؟ فقال: إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله النار(3) .

____________________

(1) الدر المنثور، ج 3 ص 600.

(2) تفسير الطبري ج 12 ص 451.

(3) فتح القدير، الشوكانيّ، ج 2 ص 383.

٢٠٥

قال الشّوكانيّ في تفسير قوله تعالى( وَالّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ) : قرأ عمر بن الخطّابرضي‌الله‌عنه :( الّذِينَ اتّبَعُوهُم ) محذوف الواو وصفا للأنصار على قراءته برفع الأنصار فراجعه في ذلك زيد بن ثابت فسأل أبي بن كعب فصدق زيدا فرجع عمر عن القراءة المذكورة(1) .

أقول:

أليس هو القائل كما في تفسير القرطبي: من أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت(2) ؟!

قال الشّوكانيّ: وأخرج وكيع وأبو سعيد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن عمر بن الخطّاب أنّه كان يقرأ - صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالّين(3) .

قال السيوطي في الدّرّ المنثور(4) : وأخرج ابن جرير وأبو الشّيخ عن محمّد بن كعب القرظيّ قال مرّ عمر (برجل يقرأ: السابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار، فأخذ عمر بيده فقال: من أقرأك هذا؟ قال أبيّ بن كعب. قال: لا تفارقني حتّى أذهب بك إليه، فلما جاءه قال عمر: أنت أقرأت هذا هذه الآية هكذا؟ قال نعم. قال وسمعتها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال نعم. قال: لقد كنت أرى أنّا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا!! فقال أبيّ: تصديق ذلك في أوّل سورة الجمعة( وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ) ، وفي سورة الحشر( وَالّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ) ، وفي الأنفال( وَالّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنكُمْ ) . وأخرج أبو الشّيخ عن أبي أسامة ومحمّد بن إبراهيم التيميّ قالا: مرّ عمر بن الخطّاب برجل وهو يقرأ والسابقون الأوّلون... وأورد رواية الحاكم!

____________________

(1) فتح القدير، الشّوكانيّ، ج 2 ص 577.

(2) تفسير القرطبي، ج 18 ص 20.

(3) فتح القدير، الشوكانيّ، ج 1 ص 38.

(4) الدر المنثور السيوطي، ج 3 ص 269.

٢٠٦

آيات منسوخة التلاوة!!

قالوا: لم يبين هنا هل جعل لهن سبيلا أو لا ولكنه بين في مواضع أخر أنه جعل لهن السبيل بالحد كقوله في البكر الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما وقوله في الثّيب الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم، لأن هذه الآية باقية الحكم كما صح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطّابرضي‌الله‌عنه وأرضاه وإن كانت منسوخة التلاوة(1) .

أقول:

ومنسوخ التّلاوة من أعجب ما يلاقيه الباحثون؛ وههنا كلام آخر في هذا المعنى، أوردوه تصحيحا منهم لما يذهب إليه عمر من نسخ التلاوة. قال القرطبي في تفسيره: فقد كان الكلام مباحا في الصلاة وقد روي في هذه القصة أنه كان مما يقرأ أفرأيتم اللاّت والعزى ومناة الثالثة الأخرى والغرانقة العلا وإنّ شفاعتهن لترتجى. روي معناه عن مجاهد. وقال الحسن أراد بالغرانيق العلا الملائكة، وبهذا فسر الكلبي الغرانقة أنّها الملائكة، وذلك أنّ الكفّار كانوا يعتقدون أن الأوثان والملائكة بنات الله كما حكى الله تعالى عنهم وردّ عليهم في هذه السورة بقوله( أَلَكُمُ الذّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى ) فأنكر الله كل هذا من قولهم ورجاء الشفاعة من الملائكة صحيح. فلما تأوله المشركون على أن المراد بهذا الذكر آلهتهم ولبس عليهم الشيطان بذلك نسخ الله ما ألقى الشيطان وأحكم الله آياته ورفع تلاوة تلك اللفظتين اللتين وجد الشيطان بهما سبيلا للتلبيس كما نسخ كثير من القرآن ورفعت تلاوته(2) .

قال الشّوكانيّ: وأخرج البيهقي في سننه عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر قال: قرأ عمر بن الخطّاب هذه الآية( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدّينِ مِنْ حَرَجٍ ) ثم قال لي:

____________________

(1) أضواء البيان، ج 1 ص 229.

(2) تفسير القرطبي، ج 12، ص 85.

٢٠٧

ادع لي رجلا من بني مدلج قال عمر: ما الحرج فيكم؟ قال: الضيق(1) .

وقال: أخرج مالك والشافعي والبخاريّ ومسلم وابن حبّان والبيهقيّ في سننه عن عمر بن الخطّاب قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاستمتعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكدت أساوره في الصلاة! فتصبّرت حتّى سلّم فلبّبته بردائه(2) فقلت: من أقرأك هذه السّورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلت: كذبت فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أرسله، أقرئنا هشام. فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كذلك أنزلت، ثم قال: أقرئنا عمر، فقرأت القراءة التي أقرأني فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه(3) .

وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن المغيرة قال: سئل عمر بن الخطّاب عن (نسبا وصهرا) فقال: ما أراكم إلا وقد عرفتم النّسب وأما الصّهر: فالأختان والصّحابة(4) .

وعن ابن عبّاس أنّ عمر بن الخطّاب قام فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: أمّا بعد أيّها الناس إنّ الله بعث محمّدا بالحقّ وأنزل عليه الكتاب فكان في ما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها ووعيناها: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة. ورجم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ورجمنا بعده فأخشى أن يطول بالنّاس زمان أن يقول قائل: لا نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلّوا بترك فريضة أنزلها الله(5) .

____________________

(1) فتح القدير، الشّوكانيّ، ج 3 ص 673.

(2) قال ابن منظور في لسان العرب (ج 1 ص 734) يقال لببت الرجل ولببته إذا جعلت في عنقه ثوبا أو غيره وجررته به والتلبيب مجمع ما في موضع اللبب من ثياب الرجل وفي الحديث أنه أمر بإخراج المنافقين من المسجد فقام أبو أيوب إلى رافع بن وديعة فلببه بردائه ثم نتره نترا شديداً.

(3) فتح القدير الشّوكانيّ، ج 4 ص 86.

(4) فتح القدير، الشّوكانيّ، ج 4 ص 118.

(5) صحيح البخاريّ ج 6 ص 2504، وصحيح مسلم ج 3 ص 1317 وصحيح ابن حبان ج 2 ص 154 وج 10 ص 273 وسنن النسائي الكبرى ج 4 ص 273 وج 4 ص 274 وسنن ابن ماجه ج 2 ص 853 وسنن البيهقي الكبرى ج 8 ص 210

٢٠٨

وعن مالك عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: قال عمر إيّاكم أن تهلكوا عن آية الرّجم أن يقول قائل لا أجد حدين في كتاب الله فقد رجم رسول الله ورجمنا والذي نفسي بيده لو لا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة فإنا قد قرأناها(1) .

عن حذيفة قال: قال لي عمر بن الخطّاب: كم تعدون سورة الأحزاب؟ قلت: اثنتين أو ثلاث وسبعين قال: إن كانت لتقارب سورة البقرة [!] وإن كان فيها لآية الرجم(2) .

وأخرج البخاريّ في تاريخه عن حذيفة قال: قرأت سورة الأحزاب على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنسيت منها سبعين آية ما وجدتها(3) . وأخرج أبو بعيد في الفضائل وابن الأنباري وابن مردويه عن عائشة قالت: كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مائتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقرّر منها إلا على ما هو الآن(4) .

قال الرازي: أما قوله تعالى( فَجاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ) فقوله على استحياء في موضع الحال أي مستحيية قال عمر بن الخطّاب قد استترت بكم قميصها(5) .

قال الشّوكانيّ: وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وإسحاق بن راهويه وابن المنذر والبيهقي في دلائله عن بجالة قال: مرّ عمر بن الخطّاب بغلام وهو يقرأ في المصحف النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم فقال يا غلام حكّها فقال: هذا مصحف أبي؛ فذهب إليه فسأله فقال: إنّه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصفق في الأسواق(6) .

____________________

وج 8 ص 212 وتلخيص الحبير ج 4 ص 51 وسنن الدارمي ج 2 ص 234 وسنن أبي داود ج 4 ص 144 ومسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 40.

(1) اختلاف الحديث، ج 1 ص 533.

(2) فتح القدير ج 4 ص 259 وكنز العمال ج 2 ص 203.

(3) التاريخ الكبير ج 4 ص 241.

(4) فتح القدير ج 4 ص 259.

(5) التفسير الكبير، الرازي، ج 24 ص 206.

(6) فتح القدير، الشّوكانيّ، ج 4 ص 372.

٢٠٩

أقول: ومع ذلك فإنّ قوله وهو أب لهم لا توجد في مصحف القرآن الكريم الذي بين أيدي النّاس اليوم!

قال البغويّ: روى هارون بن عنترة عن أبيه قال: لما نزلت هذه الآية بكى عمررضي‌الله‌عنه فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما يبكيك يا عمر؟ فقال: أبكاني أنّا كنّا في زيادة من ديننا فأما إذا كمل فإنّه لم يكمل شيء قطّ إلاّ نقص قال: صدقت(1) .

أقول:

عجبا لهؤلاء المفسّرين أعماهم اسم عمر بن الخطّاب حتى غدوا يمجّدون الضّلال، وإلاّ فكيف يمكن أن ينقص شيء أكمله الله تعالى؟ وما هي هذه القوّة التي تتجاوز قوّة الله تعالى وقدرته وتنقص ما أكمله؟ وكيف يحتجّ الله تعالى على الخلائق يوم القيامة بدين ناقص؟!

قال الآلوسيّ: وأخرج مالك في الموطّأ وأحمد وعبد بن حميد والبخاريّ في التاريخ وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن جرير وخلق كثير عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطّابرضي‌الله‌عنه سئل عن هذه الآية( وَإِذْ أَخَذَ رَبّكَ.. ) الخ فقال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سئل عنها فقال: إن الله تعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرّيّة فقال: خلقت هؤلاء للجنّة وبعمل أهل الجنّة يعملون ثمّ مسح ظهره فاستخرج منه ذريّة فقال: خلقت هؤلاء للنّار وبعمل أهل النّار يعملون فقال الرّجل: يا رسول الله ففيم العمل؟ فقال: إذا خلق العبد للجنّة استعمله بعمل أهل الجنّة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنّة فيدخله الله الجنّة؛ وإذا خلق العبد للنّاراستعمله بعمل أهل النّار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النّار، فيدخله الله تعالى النّار(2) ..

أقول:

هذا هو الأدب النبوي الشريف في إجابة السائلين، وكان على عمر أن يجيب صبيغا

____________________

(1) تفسير البغوي، ج 1 ص 10.

(2) روح المعاني، الآلوسيّ، ج 9 ص 103.

٢١٠

كما أجاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا السائل؛ بل كما أجاب عمر في هذه المرّة.

قال الآلوسيّ: ولا يأبى هذه الإشارة عند التأمل ما أخرجه الترمذي وحسنه وأبو يعلى وابن مردويه وغيرهم عن عمر بن الخطّابرضي‌الله‌عنه قال لما نزلت( فَمِنْهُمْ شَقِيّ وَسَعِيدٌ ) قلت: يا رسول الله فعلام نعمل؟ على شيء قد فرغ منه أو على شيء لم يفرغ منه؟ قال: بل على شيء قد فرغ منه وجرت به الأقلام يا عمر، ولكن كلّ ميسّر لما خلق له(1) .

قال الرازي: المسألة الثالثة روي أن عمر بن الخطّابرضي‌الله‌عنه كان يقرأ( وَالسّابِقُونَ الْأَوّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ) فكان يعطف قوله الأنصار على قوله رحيم والسّابقون وكان يحذف الواو من قوله( وَالّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ) ويجعله وصفا للأنصار. وروي أن عمر كان يقرأ هذه الآية على هذا الوجه، قال أبي: والله لقد أقرأنيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على هذا الوجه وإنك لتبيع القرظ يومئذ ببقيع المدينة، فقال عمررضي‌الله‌عنه : صدقت؛ شهدتم وغبنا وفرغتم وشغلنا ولئن شئت لتقولن نحن أوينا ونصرنا. وروي أنه جرت هذه المناظرة بين عمر وبين زيد بن ثابت واستشهد زيد بأبي بن كعب والتفاوت أن على قراءة عمر يكون التعظيم الحاصل من قوله والسّابقون الأولون مختصا بالمهاجرين ولا يشاركهم الأنصار فيها فوجب مزيد التعظيم للمهاجرين والله أعلم وروي أن أبيّا احتجّ على صحّة القراءة المشهورة بآخر الأنفال وهو قوله( وَالّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا ) بعد تقدّم ذكر المهاجرين والأنصار في الآية الأولى وبأواسط سورة الحشر وهو قوله( وَالّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ ) وبأوّل سورة الجمعة وهو قوله( وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ) (2) .

وقال الغرناطيّ في التّسهيل: وقرأ عمر بن الخطّاب فامضوا إلى ذكر الله، وهذا تفسير للسعي فهو بخلاف السعي في قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا نودي للصلاة فلا تأتونها وأنتم

____________________

(1) روح المعاني، الآلوسيّ، ج 12 ص 147.

(2) التفسير الكبير، الرازي، ج 16 ص 136.

٢١١

تسعون(1) . وقال: سأل عمر بن الخطّاب جماعة من الصّحابةرضي‌الله‌عنه عن معنى هذه السّورة فقالوا إن الله أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالتسبيح والاستغفار عند النّصر والفتح وذلك على ظاهر لفظها، فقال لابن عبّاس بمحضرهم: يا عبد الله ما تقول أنت؟ قال: هو أجل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعلمه الله بقربه إذا رأى النصر والفتح. فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما علمت(2) .

أقول: هذا حجّة على عمر بخصوص ما جرى بينه وبين صبيغ، فإنّه لا يمكن أن يجوز لعمر ما لا يجوز لصبيغ وهما تابعان لدين واحد؛ فكما جاز لعمر أن يسأل عن معنى الآية يجوز لغير عمر ذلك أيضا، والمسلمون سواسية كأسنان المشط. وفي هذا وأمثاله لا تنفع عمر بن الخطاب تأويلات المتأوّلين وتعديلات المعدّلين.

وينفرد عمر بن الخطاب في قراءة الفاتحة أيضا، علما أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقرؤها مرات كل يوم، فمهما اختلف المسلمون لا يعقل أن يختلفوا في شيء يسمعونه من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ست مرّات كل يوم(3) . أخرج وكيع وأبو عبيد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي داود وابن الأنباري كلاهما في المصاحف من طرق عمر بن الخطّاب أنّه كان يقرأ: (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين)(4) .

قال السّيوطيّ: وأخرج عبد الرزاق وأحمد وابن حبان عن عمر بن الخطّاب قال إن الله بعث محمّدا بالحقّ وأنزل معه الكتاب فكان في ما أنزل عليه آية الرّجم فرجم ورجمنا بعده؛ ثمّ قال: قد كنا نقرأ ولا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم وأخرج الطيالسي وأبو عبيد والطبراني عن عمر بن الخطّاب قال كنا نقرأ في ما نقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ثم قال لزيد بن ثابت أكذلك يا زيد؟ قال نعم.

____________________

(1) التسهيل لعلوم التنزيل، ج 4 ص 119.

(2) التسهيل لعلوم التنزيل، ج 4 ص 221.

(3) ست مرات هي مواضع الجهر بالفاتحة يوميا، صلاة الصبح وصلاة المغرب وصلاة العشاء.

(4) قاله السيوطي في الدر المنثور، ج 1 ص 40..

٢١٢

وأخرج ابن عبد البر في التمهيد من طريق عدي بن عدي بن عمير بن قزوة عن أبيه عن جده عمير بن قزوة أن عمر بن الخطّاب قال لأبي: أوليس كنا نقرأ في ما نقرأ من كتاب الله غن انتفاءكم من آبائكم كفر بكم؟ فقال: بلى؛ ثم قال: أوليس كنا نقرأ الولد للفراش وللعاهر الحجر في ما فقدنا من كتاب الله؟ فقال أبي: بلى! وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن الأنباري عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر لعبد الرّحمن بن عوف: ألم تجد في ما أنزل علينا أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة؟ فإنّا لا نجدها! قال: أسقطت من القرآن. وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عمر قال: لا يقولنّ أحدكم قد أخذت القرآن كلّه ما يدريه ما كلّه؟ قد ذهب منه قرآن كثير! ولكن ليقل قد أخذت ما ظهر منه(1) .

أقول:

اختلط على عمر ما كان يقرأه من التّوراة وما كان يسمعه من التّنزيل فانفرد بآيات لا هي قرآن محض ولا هي توراة صرفة، ولو صحّ شيء مما يقوله لما غاب ذلك عن باب مدينة العلم.

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عمر بن الخطّاب أنه خطب فقال: إنّ من آخر القرآن نزولا آية الربا، وإنّه قد مات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم يبيّنه لنا! فدعوا ما يريبكم إلى ما لا يريبكم(2) .

أقول: قال الله تعالى( أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذّكْرَ لِتُبَيّنَ لِلنّاسِ مَا نُزّلَ إِلَيْهِمْ ) وقال عمر بن الخطّاب: مات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم يبيّنه لنا.

قال الآلوسي: قال عمر بن الخطّاب: قلت: يا رسول الله أي جمع يهزم؟ فلمّا كان يوم بدر وانهزمت قريش نظرت إلى رسول الله في آثارهم مصلتا بالسّيف وهو يقول: سيهزم الجمع ويولّون الدّبر، فكانت ليوم بدر(3) .

____________________

(1) الدر المنثور، السيوطي، ج 1 ص 258.

(2) الدر المنثور، السيوطي، ج 2 ص 104.

(3) روح المعاني، الآلوسي، ج 27 ص 73.

٢١٣

أقول:

إن صحّ كلام عمر فهو يعني أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يكن في العريش!

قالوا: واختلف في معنى الطاغوت فقال عمر بن الخطّاب وغيره: هو الشيطان وقيل هو الساحر وقيل الكاهن وقيل الأصنام(1) .

أقول: يحتاج قول عمر إلى مزيد من الدقّة في البيان، فغن الله تعالى يقول:( شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى‏ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ) .

وكان (أي عمر) لا يفهم معنى قوله تعالى( أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى‏ تَخَوّفٍ ) فوقف به فتى فقال: إنّ أبي يتخوّفني حقّي؛ فقال عمر: الله أكبر(2) .

لماذا ينتظر عمر حتى يأتي هذا الفتى ويفهمه معنى التّخوف؟ لماذا لم يسأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ لعلّه كان مشغولا عن ذلك بالصّفق في الأسواق كما شهد به هو على نفسه. وقد ذكر الثعالبي القصّة مرّة أخرى في موطن آخر من تفسيره فقال: روي أنّ عمر بن الخطّابرضي‌الله‌عنه خفي عليه معنى التخوف في هذه الآية وأراد الكتب إلى الأمصار يسأل عن ذلك فيروى أنه جاءه فتى من العرب فقال: يا أمير المؤمنين إنّ أبي يتخوفنى مالي فقال عمر الله اكبر.

وأنت ترى أنّه يريد أن يكتب إلى الأمصار في معنى التخوف ويحاسب صبيغا على سؤاله الصّحابة عن قوله تعالى والذّاريات ذروا.

قال الداودي: بينما عمر بن الخطّاب بطريق مكّة ليلا إذا ركب مقبلين من جهة فقال لبعض من معه: سلهم من أين اقبلوا؛ فقال له أحدهم: من الفجّ العميق يريد البلد العتيق. فأخبر عمر بذلك فقال: أوقعوا في هذا قل لهم: فما أعظم آية في كتاب الله وأحكم آية في كتاب الله وأعدل آية في كتاب الله وأرجى آية في كتاب الله وأخوف آية في كتاب الله؟ فقال له قائلهم: أعظم آية في كتاب الله آية الكرسي، وأحكم آية في كتاب الله (إن

____________________

(1) تفسير الثعالبي، ج 1 ص 203.

(2) تفسير الثعالبي، ج 1 ص 16.

٢١٤

الله يأمر بالعدل والإحسان، وأعدل آية في كتاب الله (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) وأرجى آية في كتاب الله( إِنّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً ) وأخوف آية في كتاب الله (من يعمل سواء يجز به) فأخبر عمر بذلك فقال لهم عمر: أفيكم ابن أمّ عبد؟ فقالوا: نعم، وهو الذي كلّمك. قال عمر كنيف(1) ملئ علما آثرنا به أهل القادسية على أنفسنا(2) !

يقول عمر بن الخطاب عن عبد الله بن مسعود كنيف والكنيف في لغة العربية معلوم(3) !!.

قال الثعالبي: قرأ عمر بن الخطّاب وغيره قل هو الله الواحد الصمد(4) .

وقال ابن كثير: وروى أنس عن عمر بن الخطّاب أنه قرأ على المنبر (وفاكهة وأبا) فقال: هذا الفاكهة قد عرفناها فما الأبّ؟ ثمّ رجع إلى نفسه فقال: إنّ هذا لهو التّكلّف يا عمر(5) .

هكذا تساءل صبيغ بن عسل فقال: ما هي الذاريات؟ تماما كما تساءل عمر بن الخطّاب فقال ما هو الأب؟ وما على عمر من بأس أن يتساءل ثم يتراجع عن تساؤله ويصفه بالتكلّف، أمّا صبيغ فيكلّفه تساؤله مائتا سوط بجريد النخل على القدر المتيقن وفق ما ذكرته الرّوايات.

قال البخاري: قال عمر بن الخطّاب يوما لأصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في من ترون هذه

____________________

(1) لفظ الكنيف في لغة العرب يدل على مكان مستقذر، ولا يحقّ لمن يدافع عن عدالة جميع الصّحابة أن يسكت ههنا لمجرّد أن القائل هو عمر.

(2) تفسير الثعالبي، ج 4 ص 434.

(3) في المغرب في ترتيب المعرب ج 2 ص 235، الكنيف المستراح، وفي المعجم الوسيط ج 1 ص 381 المستراح: الكنيف أو بيت الخلاء. وفي تاج العروس ج 24 ص 336: ومنه سمّي المرحاض كنيفا وهو الذي تقضى فيه حاجة الإنسان كأنّه كنف في أستر النواحي. وفي المطلع على أبواب المقنع ج 1 ص 11: الخلاء ممدودا المكان الذي تقضي فيه الحاجة عن الجوهري وسمي بذلك لأنه يتخلى فيه أي ينفرد وقال أبو عبيد يقال لموضع الغائط الخلاء والمذهب والمرفق والمرحاض ويقال له أيضا الكنيف للاستشار فيه وكل ما ستر من بناء وغيره فهو كنيف وفي المصباح المنير ج 2 ص 542) والكنف الساتر ويسمى الترس كنيفا لأنه يستر قاضي الحاجة والجمع كنف.

(4) تفسير الثعالبي، ج 4 ص 450.

(5) مختصر ابن كثير، ج 1 ص 5.

٢١٥

الآية نزلت( أَيَوَدّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنّةٌ مِن نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ) ؟ قالوا: الله أعلم فغضب عمر فقال: قولوا: نعلم أو لا نعلم! فقال ابن عبّاس: في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين. فقال عمر: يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك. فقال ابن عبّاسرضي‌الله‌عنه : ضربت مثلا بعمل قال عمر: أي عمل؟ قال ابن عبّاس: لرجل غني يعمل(1) ..

وعن أبي سعيد الخدري قال: خطبنا عمر بن الخطّاب (فقال: إني لعلّي أنهاكم عن أشياء تصلح لكم، وآمركم بأشياء لا تصلح لكم(2) ..

أقول: نعم الآمر الناهي من كان كذلك!

ويكفي ألاّ يعجب السؤال عمر كيما يضرب السائل بالدرة. فعن ابن سيرين قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطّاب فسأله عن آية فكرهه فضربه بالدرة فسأله آخر عن هذه الآية:( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً ) ثم قال: مثل هذا فاسألوا ثم قال: هذه المرأة تكون عند الرجل قد خلا من سنّها في تزوج المرأة الشابة يلتمس ولدها فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز(3) .

وعن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطّاب سئل عن هذه الآية:( وَإِذْ أَخَذَ رَبّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرّيّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى‏ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبّكُمْ قَالُوا بَلَى‏ ) الآية فقال عمر بن الخطّاب: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سئل عنها فقال: إن الله خلق آدم عليه السلام ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية(4) ..

لماذا لم يضرب عمر الرّجل السائل كما ضرب صبيغا؟ أليسا على دين واحد لهما

____________________

(1) صحيح البخاري ج 4 ص 1650 والمستدرك على الصحيحين ج 3 ص 625 وإعلام الموقعين ج 1 ص 185 و تفسير ابن كثير ج 1 ص 320 وتفسير البغوي ج 1 ص 253 وتفسير السمعاني ج 1 ص 271 وتفسير الطبري ج 3 ص 76 وتفسير القرطبي ج 3 ص 318 وروح المعاني ج 3 ص 38 ومعاني القرآن ج 1 ص 294 والإتقان في علوم القرآن ج 2 ص 346.

(2) مختصر ابن كثير، ج 1 ص 191.

(3) مختصر ابن كثير، ج 1 ص 322.

(4) سنن أبي داود ج 4 ص 226 وصحيح ابن حبان ج 14 ص 37 وسنن الترمذي ج 5 ص 266 وسنن النسائي الكبرى ج 6 ص 347 والأحاديث المختارة ج 1 ص 407 والتفسير الكبير ج 15 ص 39 والدر المنثور ج 3 ص 601 وموارد الظمآن ج 1 ص 447.

٢١٦

نفس الحقوق وعليهما نفس الواجبات؟!

وقال سفيان الثوري عن عمر بن الخطّاب في قوله:( أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذِينَ بَدّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً ) قال: هم الأفجران من قريش: بنو المغيرة وبنو أمية فأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين. وكذا رواه حمزة الزيات عن عمرو بن مرة قال: قال ابن عبّاس لعمر بن الخطّاب: يا أمير المؤمنين هذه الآية:( أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذِينَ بَدّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ) قال: هم الأفجران من قريش أخوالي وأعمامك. فأما أخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر وأما أعمامك فأملى الله لهم(1) .

قال ابن عاشور: وقد سأل عمر بن الخطّاب أهل العلم عن معاني آيات كثيرة ولم يشترط عليهم أن يرووا له ما بلغهم في تفسيرها عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (2) .

وفي صحيح البخاريّ وغيره أن عمر بن الخطاب قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ في الصلاة سورة الفرقان في حياة رسول الله، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله، فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلبّبته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله. فقلت: كذبت فإن رسول الله أقرأنيها على غير ما قرأت(3) !

أقول:

كاد عمر يساوره في الصّلاة، وقال له كذبت، وتبيّن فيما بعد أن الرجل كان صادقا ولم يثبت أنّ عمر اعتذر إليه! وتراه يلبّب كلّ من يخالفه حتى لو كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويتصور أنّ كلّ ما غاب عنه باطل لا أصل له، ويتّهم الصّحابة في القرآن الكريم وكأنّه قيّم عليه، ومع ذلك فهو أحد الذين تنتهي إليهم القراءات العشر.

____________________

(1) مختصر ابن كثير، ج 2 ص 425.

(2) التحرير والتنوير، ابن عاشور، ج 1 ص 14.

(3) صحيح البخاري ج 4 ص 1923 وصحيح البخاري ج 6 ص 2744 وصحيح مسلم ج 1 ص 561 وسنن الترمذي ج 5 ص 193 وسنن النسائي المجتبى ج 2 ص 151 والتمهيد لابن عبد البر ج 8 ص 272.

٢١٧

وفي صحيح البخاري وموطإ مالك وغيرهما عن عمر أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يسير في بعض أسفاره أي منصرفه من الحديبية ليلا وعمر بن الخطّاب يسير معه فسأله عمر بن الخطّاب عن شيء فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه فقال: عمر ثكلت أمّ عمر نزرت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك. قال عمر: فحركت بعيري وتقدمت أمام الناس وخشيت أن ينزل في القرآن فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل في قرآن فجئت رسول الله فسلمت عليه فقال: لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس ثم قرأ( إِنّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) (1) .

هذا مبلغ ظن عمر بنفسه، يخشى أن ينزل فيه قرآن، وفيه إفحام لمن يحبّون أن يظهروا عمريّين أكثر من عمر نفسه.

في الصحيح عن ابن عبّاس قال: مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطّاب عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجع ببعض الطريق قلت: يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على رسول الله من أزواجه؟ فقال: تلك حفصة وعائشة وساق القصة بطولها(2) .

وروى عبدالرزاق عن ابن سيرين قال: كان عمر بن الخطّاب إذا قرأ (يبين الله لكم أن تضلوا) قال من بينت له في الكلاله فلم تبين لي(3) .

قال النحاس: وقرأ عمر بن الخطّابرضي‌الله‌عنه القيّام(4) .

وقال الزركشي: وقوى هذا الوجه عن الشعبي عن قرظة بن كعب قال لما

____________________

(1) صحيح البخاري ج 4 ص 1531 وصحيح البخاري ج 4 ص 1829 وصحيح البخاري ج 4 ص 1915 و موطأ مالك ج 1 ص 203 وصحيح ابن حبان ج 14 ص 320 وسنن الترمذي ج 5 ص 385 ومسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 31 والتمهيد لابن عبد البر ج 3 ص 263 والاستذكار ج 2 ص 495.

(2) التحرير والتنوير، ج 1 ص 4475.

(3) تفسير الصنعاني، ج 1 ص 178.

(4) معاني القرآن، النحاس، ج 1 ص 260.

٢١٨

خرجنا إلى العراق خرج معنا عمر بن الخطّاب يشيعنا فقال إنكم تأتون أهل قرية لهم دويّ بالقرآن كدويّ النحل فلا تشغلوهم بالأحاديث فتصدوهم جرّدوا القرآن. قال فهذا معناه أي لا تخلطوا معه غيره(1) .

أقول:

أين الضّرر في أن يتعلم المسلمون حديث نبيّهم ويسجّلوه قبل أن يقدم العهد ويموت من المحدّثين من يموت وينسى من ينسى. وكيف يكون فقيها من يعرف القرآن الكريم ولا يعرف من الحديث شيئا؟! ولو أنّ الصّحابة رووا وحدّثوا كلّ ما سمعوا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا نسدّت الأبواب في وجوه الوضّاعين؛ لكن عمر بن الخطاب له نظرته الخاصة في كل شيء وهو دائما على حقّ.

قال المقري في الناسخ والمنسوخ: وأما ما نسخ خطّه وبقي حكمه فمثل ما روي عن عمر بن الخطّاب (أنّه قال لو لا أن أخشى أن يقول النّاس قد زاد عمر في القرآن ما ليس فيه لكتبت آية الرّجم وأثبتّها في المصحف و والله لقد قرأناها على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا ترغبوا عن آبائكم فانّ ذلك كفر بكم الشّيخ والشّيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة نكالا من الله والله عزيز حكيم(2) .

العجيب في هذه القصة هو إجماع الصحابة على ترك آية قرأوها على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهذا بناء على قول عمر لقد قرأناها على عهد رسول الله؛ فإنّ يكونوا تركوها بأمر من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا معنى لكلام عمر، وإن يكونوا تركوها بدون أمر من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينفتح عليهم باب واسع للنقد بخصوص نقل القرآن الكريم.

قال المقري: وأما ما نسخ خطه وبقي حكمه فمثل ما روي عن عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه أنه قال لو لا أن أخشى أن يقول الناس قد زاد عمر في القرآن ما ليس فيه لكتبت آية الرجم وأثبتها في المصحف ووالله لقد قرأناها على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا ترغبوا

____________________

(1) البرهان في علوم القرآن، الزركشي، ج 1 ص 480.

(2) الناسخ والمنسوخ، المقري، ج 1 ص 21.

٢١٩

عن آبائكم فان ذلك كفر بكم الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم فهذا منسوخ الخط ثابت الحكم(1) .

وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه سمع عبد الله بن عباس يقول: قال عمر بن الخطاب وهو جالس على منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن الله قد بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها، فرجم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف(2) .

قال السيوطي: وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن الأنباري عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف ألم تجد فيما أنزل علينا إن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة فإنا لا نجدها قال أسقطت من القرآن(3) . وهذا يعني أن قرآن قريش أسقط منه شيء كثير؟ والخبر نفسه يرويه ابن عساكر بزيادة؛ قال: أخبرناه أعلى من هذا بأربع درجات أبوبكر بن المزرفي (نا) أبو الحسين بن المهتدي (نا) عيسى بن علي (أنا) عبد الله بن محمد نا دواد بن عمرو (نا) نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر بن الخطاب لعبد الرحمن بن عوف: ألم تجد في ما أنزل الله جاهدوا كما جاهدتم أوّل مرّة؟ قال: بلى. قال: فإنّا لا نجدها. قال: أسقطت في ما أسقط من القرآن. قال: أتخشى أن يرجع الناس كفارا؟ قال: ما شاء الله! قال: لئن رجع الناس كفارا ليكوننّ أمراؤهم بني فلان ووزراؤهم بني فلان!

قالوا (في رواية عن عائشة): ثم جاء أبوبكر يستأذن فقال ما لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يا عائشة؟ فقلت: أغمي عليه منذ ساعة. فكشف عن وجهه فوضع فمه بين عينيه ووضع

____________________

(1) الناسخ والمنسوخ للمقري ج 1 ص 21.

(2) صحيح مسلم، ج 3 ص 1317.

(3) الدر المنثور، السيوطي، ج 1 ص 258. والإتقان في علوم القرآن ج 2 ص 68 وكنز العمال ج 2 ص 240.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390