منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ١

منتهى المقال في أحوال الرّجال20%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المترجم: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-89-2
الصفحات: 390

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 390 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 194960 / تحميل: 6559
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٨٩-٢
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

الصفحة الأخيرة من نسخة ( ب )

٢١

الصفحة الأُولى من نسخة ( د )

٢٢

الصفحة الأخيرة من نسخة ( د )

٢٣

 [ مقدّمة المؤلّف ]

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على محمّدٍ خاتم النبيّين ، وعلى آله الطاهرين .

أمّا بعد ، فإنّه لمّا استولى سلطان الشهوة والغضب على الآدميين ، ومحبّة كلّ منهم لنفسه ، واشتغاله عن آخرته ورمسه ، عملت هذا الكتاب وسمّيته بـ (إرشاد القلوب إلى الصواب المُنجي مَنْ عمل به مِن أليم العقاب ) .

واعلموا رحمكم الله تعالى أنّ الله عزّ وجلّ لم يخلق العالم عبثاً فتركه سداً ، بل جعل لهم عقولاً دلّهم(١) بها على معرفته ، وأبان لهم بها شواهد قدرته ودلائل وحدانيّته ، وأعطاهم قوى مكّنهم بها من طاعته ، والانتهاء عن معصيته لئلاّ تجب لهم الحجّة عليه .

فأرسل إليهم أنبياء وختمهم بسيّد المرسلين محمد بن عبد الله الصادق الأمين ، صلوات الله وسلامه عليه وآله وعليهم أجمعين ، وأنزل عليهم كتبه بالوعد والوعيد

____________

(١) في ( ب ) : دلّوا .

٢٤

والترهيب ، فحذّر وأنذر وزجر فأعذر(١) ، فقال جلّ من قائل :

( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) (٢) .

وقال سبحانه :( وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى ) (٣) .

وقال سبحانه :( وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولاً ) (٤) .

وقال :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) (٥) .

وقال سبحانه :( ويحذّركم الله نفسه ) (٦) .

وقال :( واعلموا أنّ الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه ) (٧) .

وقال سبحانه :( وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ ) (٨) .

وقال :( واتقون يا أولي الألباب ) (٩) .

وقال تعالى :( وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) (١٠) .

وقال سبحانه :( وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ ) (١١) .

____________

(١) في ( ب ) : فحذروا وأنذروا وزجروا فأعذروا .

(٢) النساء : ١٦٥ .

(٣) طه : ١٣٤ .

(٤) الإسراء : ١٥ .

(٥) يونس : ٥٧ .

(٦) آل عمران : ٢٨ .

(٧) البقرة : ٢٣٥ .

(٨) البقرة : ٢٢٣ .

(٩) البقرة : ١٩٧ .

(١٠) البقرة : ٢٨١ .

(١١) البقرة : ١٢٣ .

٢٥

وقال سبحانه :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ ) (١) .

وقال سبحانه :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ) (٢) .

وقال سبحانه :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً ) (٣) .

وقال عزّ وجلّ :( يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ) (٤) .

وقال سبحانه :( فاتقوا النّار التي وقودها الناس والحجارة ) (٥) .

وقال جلّ من قائل :( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ) (٦) .

وقال سبحانه :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) (٧) .

وقال جلّ وعزّ من قائل :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) (٨) .

وقال سبحانه :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ) (٩) .

____________

(١) لقمان : ٣٣ .

(٢) الحج : ١ .

(٣) النساء : ١ .

(٤) الزمر : ١٦ .

(٥) البقرة : ٢٤ .

(٦) الأنبياء : ١ ـ ٢ .

(٧) النور : ٢١ .

(٨) التحريم : ٦ .

(٩) الأحزاب : ٧٠ .

٢٦

وقال :( يا أيّها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدّمت لغدٍ واتقوا الله إنّ الله خبير بما تعملون ) (١) .

وقال :( واتقوا الله إنّ الله شديد العقاب ) (٢) .

وقال :( يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم ) (٣) .

وقال :( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ) (٤) .

وقال :( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ) (٥) .

وقال :( أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ) (٦) .

وقال :( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ ) (٧) .

وقال :( فأمّا مَن طغى * وآثر الحياة الدنيا * فإنّ الجحيم هي المأوى * وأمّا مَن خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى * فإنّ الجنّة هي المأوى ) (٨) .

وقال :( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ) (٩) .

وقال :( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ) (١٠) .

وقال :( وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (١١) .

____________

(١) الحشر : ١٨ .

(٢) المائدة : ٢ .

(٣) الانفطار : ٦ .

(٤) الحديد : ١٦ .

(٥) المؤمنون : ١١٥ .

(٦) القيامة : ٣٦ـ٣٧ .

(٧) الأعراف : ٩٧ـ٩٨ .

(٨) النازعات : ٣٧ـ٤١ .

(٩) فاطر : ٣٧ .

(١٠) الزمر : ٥٤ .

(١١) النور : ٣١ .

٢٧

وقال :( يا أيّها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبةً نصوحاً ) (١) .

وقال :( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ) (٢) .

ثم خوّفهم سبحانه وتعالى أحوال القيامة وزلزالها وعظيم أخطارها ، وسمّاها لهم بعظيم الأسماء وكثير(٣) البلاء وطول العناء ، ليحذروها ويعتدّوا لها بعظيم الزاد ، وحسن الارتياد(٤) .

سّماها الواقعة ، والراجفة ، والطّامة ، والصّاخّة ، والحاقّة ، والساعة ، ويوم النشور ، ويوم الحسرة ، ويوم الندامة ، ويوم المسألة ، ويوم الندم ، ويوم الفصل ، ويوم الحق ، ويوم الحساب ، ويوم المحاسبة ، ويوم التلاق ، وقال :( يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلاّ مَن أتى الله بقلبٍ سليم ) (٥) .

وقال :( وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاّ مَنْ شَاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ * وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ) (٦) .

وقال :( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ) (٧) .

وقال :( وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) (٨) .

____________

(١) التحريم : ٨ .

(٢) المائدة : ٧٤ .

(٣) في ( ج ) : كبير .

(٤) في ( ب ) و( ج ) : الازدياد .

(٥) الشعراء : ٨٨ و٨٩ .

(٦) النمل : ٨٧ ـ ٨٨ .

(٧) الأحقاف : ٣٥ .

(٨) ق : ٤١ و٤٢ .

٢٨

وقال :( يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً * وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً * فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) (١) .

وقال :( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ) (٢) .

وقال :( يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ * وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً * يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ ) (٣) .

وقال :( يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً ) (٤) .

وقال :( فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً * السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً ) (٥) .

وقال :( إلى ربّك يومئذٍ المساق ) (٦) .

وقال :( إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ * يُنَبَّأُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ) (٧) .

وقال :( هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ * وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ) (٨) .

وقال :( هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالأَوَّلِينَ * فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ ) (٩) .

وقال :( إنّ يوم الفصل كان ميقاتاً * يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجاً * وفتحت السماء فكانت أبواباً * وسيّرت الجبال فكانت سراباً * إنّ جهنّم كانت مرصاداً

____________

(١) الطور : ٩ ـ ١١ .

(٢) القلم : ٤٢ ـ ٤٣ .

(٣) المعارج : ٨ ـ ١٤ .

(٤) المزمل : ١٤ .

(٥) المزمل : ١٧ ـ ١٨ .

(٦) القيامة : ٣٠ .

(٧) القيامة : ١٢ و١٣ .

(٨) المرسلات : ٣٥ ـ ٣٦ .

(٩) المرسلات : ٣٨ ـ ٣٩ .

٢٩

* للطاغين مآباً * لابثين فيها أحقاباً * لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً * إلاّ حميماً وغسّاقاً * جزآءً وفاقاً ) (١) .

وقال :( يوم يقوم الروح والملائكة صفّاً لا يتكلّمون إلاّ مَن أذن له الرحمن وقال صواباً * ذلك اليوم الحق فمَن شاء اتخذ إلى ربّه مآباً * إنّا أنذرناكم عذاباً قريباً يوم ينظر المرء ما قدّمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً ) (٢) .

وقال :( يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة * قلوب يومئذٍ واجفة * أبصارها خاشعة ) (٣) .

وقال :( يوم يتذكّر الإنسان ما سعى * وبرّزت الجحيم لمَن يرى ) (٤) .

وقال :( يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ * فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ ) (٥) .

وقال :( يوم نقول لجهنّم هل امتلأت وتقول هل من مزيد ) (٦) .

وقال :( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاّ أَحْصَاهَا ) (٧) .

وكرّر سبحانه وتعالى ذكرها في مواضع كثيرة ، ولم تخل سورة من القرآن إلاّ وذكرها فيها ليكون ذلك أبلغ في تخويف الناس ، وأوكد في وجوب الحجّة عليهم ، وتبصرة لهم وشفقة عليهم ، وإنذاراً وإعذاراً إليهم وموعظة لهم .

____________

(١) النبأ : ١٧ ـ ٢٦ .

(٢) النبأ : ٣٨ ـ ٤٠ .

(٣) النازعات : ٦ ـ ٩ .

(٤) النازعات : ٣٥ ـ ٣٦ .

(٥) القارعة : ٤ ـ ١١ .

(٦) ق : ٣٠ .

(٧) الكهف : ٤٩ .

٣٠

فتدبروها وفرّغوا قلوبكم لها ، ولا تكونوا من الغافلين ، فإنّ الله تعالى يقول :( أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها ) (١) .

فافتحوا أقفالها بالتدبّر والتفكر والتبصّر والاعتبار ، فإنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :أتتكم الفتن كقطع الليل المظلم ، قالوا : يا رسول الله ففيم النجاة ؟

قال :عليكم بالقرآن ، فإنّه مَن جعله أمامه قاده إلى الجنّة ، ومن جعله خلفه ساقه (٢) إلى النار ، وهو أوضح دليل إلى خير سبيل ، مَن قال به صدق ، ومَن حكم به عدل ، ومَن أخذ به أوجز ، (٣) ومَن عمل به وفّق (٤) .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام مادحاً للمؤمن العامل به :قد ألزم الكتاب زمامه فهو قائده ودليله ، يحلّ حيث حلّ ثقله ، وينزل حيث كان منزله ، لا يدع للخير غاية إلاّ أمّها ، ولا منزلة إلاّ قصدها (٥)

وقالعليه‌السلام :القرآن ظاهره أنيق ، (٦) وباطنه عميق ، لا تفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولا تكشف الظلمات إلاّ به (٧)

فتفكّروا وانزجروا بقوله تعالى :

( وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ ) (٨) .

وقال سبحانه :( وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا

____________

(١) محمد : ٢٤ .

(٢) في ( ج ) : قاده .

(٣) في ( ب ) : أُجر .

(٤) راجع الكافي ٢ : ٥٩٨ ح٢ بتفصيل أكثر .

(٥) نحوه في البحار : ٢ : ٥٦ ضمن حديث ٣٦ .

(٦) أنيق : حسن معجب .

(٧) نهج البلاغة : خطبة ١٨ ، عنه البحار : ٢ :٢٨٤ ح١ .

(٨) غافر : ١٨ .

٣١

يُؤْمِنُونَ ) (١) .

وقال :( أَزِفَتِ الآَزِفَةُ * لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللهِ كَاشِفَةٌ ) (٢) .

وقال :( وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ * وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ ) (٣) .

وقال تعالى :( أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِين ) (٤) .

وقال :( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ) (٥) .

وقال :( يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ ) (٦) .

وقال :( يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً * السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً ) (٧) .

فاحذروا عباد الله يوم يشيب فيه رؤوس الصغار ، ويسكر الكبار ، وتضع(٨) الحبالى ، وقال :

( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ) (٩) .

____________

(١) مريم : ٣٩ .

(٢) النجم : ٥٧ ـ ٥٨ .

(٣) إبراهيم : ٤٤ ـ ٤٥ .

(٤) المطففين : ٤ ـ ٦ .

(٥) آل عمران : ٣٠ .

(٦) الحج : ٢ .

(٧) المزمّل : ١٧ ـ ١٨ .

(٨) في ( ألف ) : يوضع .

(٩) آل عمران : ١٠٦ .

٣٢

وقال :( يومئذ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم * فمَن يعمل مثقال ذرّةٍ خيراً يره * ومَن يعمل مثقال ذرّةٍ شرّاً يره ) (١) .

وقال :( يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ ) (٢) .

وقال :( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) (٣) .

وقال :( يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) (٤) .

وقال :( يوم ينظر المرء ما قدّمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً ) (٥) .

وقال :( يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) (٦) .

وقال :( وجيء يومئذ بجهنّم يومئذ يتذكر الإنسان وأنّى له الذكرى * يقول يا ليتني قدّمت لحياتي * فيومئذٍ لا يعذّب عذابه أحد * ولا يوثق وثاقه أحد ) (٧) .

وقال :( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) (٨) .

وقال :( وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً * وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً ) (٩) .

( . . وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ

____________

(١) الزلزلة : ٦ ـ ٨ .

(٢) الطور : ٤٦ .

(٣) عبس : ٣٤ و٣٧ .

(٤) النحل : ١١١ .

(٥) النبأ : ٤٠ .

(٦) غافر : ٥٢ .

(٧) الفجر : ٢٣ ـ ٢٦ .

(٨) إبراهيم : ٤٨ .

(٩) الكهف : ٤٧ ـ ٤٨ .

٣٣

زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ) (١) .

وقال :( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ) (٢) .

وقال :( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (٣) .

وقال :( ويخافون يوماً كان شرّه مستطيراً ) (٤) .

وقال :( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) (٥) .

وقال :( يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ) (٦) .

وأكّده بالقسم بنفسه فقال :( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (٧) .

وقال :( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ) (٨) .

وقال :( وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) (٩) .

وقال :( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) (١٠) .

____________

(١) الأنعام : ٩٤ .

(٢) الأنبياء : ١٠٤ .

(٣) النور : ٢٤ .

(٤) الإنسان : ٧ .

(٥) الأنبياء : ٤٧ .

(٦) لقمان : ١٦ .

(٧) الحجر : ٩٢ و٩٣ .

(٨) الأعراف : ٦ و٧ .

(٩) يس : ١٢ .

(١٠) المجادلة : ٦ .

٣٤

وقال :( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ) (١) .

ثمّ إنّه سبحانه لم يؤيّس مَن أساء إلى نفسه وظلمها من رحمته ، ووعده بقبول التوبة والمحبّة عليها إذا تاب وأناب ، فقال سبحانه :( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً ) (٢) .

وقال :( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (٣) .

وقال :( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) (٤) .

وقال :( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً ) (٥) .

ودعاهم سبحانه بألطف الكلام وأرجاه وأقربه إلى قلوبهم ، تلطّفاً منه ورحمة وترغيباً ، فقال سبحانه :

( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (٦) .

وقال :( إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمَن يشاء ) (٧) .

____________

(١) الفرقان : ٢٧ .

(٢) النساء : ١١٠ .

(٣) الأنعام : ٥٤ .

(٤) آل عمران : ١٣٥ .

(٥) النساء : ٦٤ .

(٦) الزمر : ٥٣ .

(٧) النساء : ٤٨ .

٣٥

وقال سبحانه :( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ ) (١) .

وقال سبحانه :( ادعوني أستجب لكم ) (٢) .

فوعدهم بالإجابة ومدحهم سبحانه في كتابه : العاملين بالطاعات ، المسارعين إلى الخيرات ، ليرغّب العباد في عملها ، كما رهّب في فعل السيّئات ليتناهى الناس عنها ، فقال :

( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) (٣) .

وقال سبحانه :( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً ) (٤) .

وقال سبحانه :( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً ) (٥) .

وقال سبحانه :( الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (٦) .

وقال سبحانه :( قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) (٧) .

وقال :( يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ) (٨) .

وقال :( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ

____________

(١) آل عمران : ١٣٣ .

(٢) غافر : ٦٠ .

(٣) الطلاق : ٢ ـ ٣ .

(٤) الطلاق : ٤ .

(٥) الطلاق : ٥ .

(٦) يونس : ٦٣ ـ ٦٤ .

(٧) يونس : ٥٨ .

(٨) الزخرف : ٦٨ ـ ٧٠ .

٣٦

* مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ) (١) .

فلم يقنط أحداً من فضله ورحمته ، وبسط العفو والرحمة ، ووعد وتوّعد ليكون العبد مترجّحاً بين الخوف والرجاء ، كما روي أنّه لو وُزن خوف العبد ورجاؤه لم يرجح أحدهما على الآخر .

فإذا عظم الخوف كان أدعى إلى السلامة ، فإنّه روي أنّ الله تعالى أنزل في بعض كتبه :وعزّتي وجلالي لا أجمع لعبدي المؤمن بين خوفين وأمنين ، إذا خافني في الدنيا أمنته في الآخرة ، وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة (٢) .

والدليل على ذلك من القرآن المجيد كثير ، منه قوله تعالى :( ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ) (٣) .

وقوله تعالى :( وأمّا مَن خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى * فإنّ الجنّة هي المأوى ) (٤) .

وقوله تعالى :( ولمَن خاف مقام ربّه جنّتان ) (٥) .

وقوله تعالى :( إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) (٦) .

وقوله تعالى :( وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ( يعني عن وجه السلامة )* قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ( يعني خائفين )* فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ) (٧) .

وقوله تعالى :( قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ

____________

(١) ق : ٣١ ـ ٣٣ .

(٢) الخصال : ٧٩ ح ١٢٧; عنه البحار ٧٠ :٣٧٩ ح ٢٨ .

(٣) إبراهيم : ١٤ .

(٤) النازعات : ٤٠ ـ ٤١ .

(٥) الرحمن : ٤٦ .

(٦) فاطر : ٢٨ .

(٧) الطور : ٢٥ ـ ٢٧ .

٣٧

الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ) (١) ، يعني مدحهم بذلك .

وقال سبحانه :( ويدعوننا رغباً ورهباً ) (٢) .

وقال سبحانه عن هابيل يروي قوله لأخيه :( إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) (٣) .

وقال :( وأمّا مَن خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى * فإنّ الجنّة هي المأوى ) (٤) .

وقال :( واتقون يا أُولي الألباب ) (٥) .

والآيات في ذلك كثيرة ، يعتبر بها ويتفكّر فيها مَن أسعده الله تعالى بالذكر ، وأيقظه بالتبصرة ، ولم يخلد إلى الأماني والكلام به ، فإنّ قوماً غرّتهم أماني المغفرة والعفو خرجوا من الدنيا بغير زاد مبلغ ، ولا عمل نافع ، فخسرت تجارتهم ، وبارت صفقتهم ، وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ، فلنسأل من الله توفيقاً وتسديداً يوقظنا به من الغفلة ، ويرشدنا إلى طريق الهدى والرشاد .

يقول العبد الفقير إلى رحمة ربّه ورضوانه ، أبو محمد الحسن بن أبي الحسن بن محمد الديلمي ، جامع هذه الآيات من الذكر الحكيم :

إنّما بدأت بالموعظة من كتاب الله تعالى لأنّه أحسن الذكر ، وأبلغ الموعظة ، وسأُتبعه إن شاء الله بكلام عن سيّدنا ومولانا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المؤيّد بالوحي ، المسدّد بالعصمة ، الجامع من الإيجاز والبلاغة ما لم يبلغه أحد من العالمين ، فقد قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :أوتيت جوامع الكلم .

____________

(١) المائدة : ٢٣ .

(٢) الأنبياء : ٩٠ .

(٣) المائدة : ٢٨ .

(٤) النازعات : ٤٠ و٤١ .

(٥) البقرة : ١٩٧ .

٣٨

وقد صدق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإنّه إذا فكّر العبد في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( أكثروا من ذكر هادم اللذّات ) علم أنه قد أتى بهذه اللفظة على جوامع العظة ، وبلاغة التذكرة ، دلّ على ذلك قول الله تعالى في امتنانه على إبراهيم وذرّيّته عليه وعليهم السلام :( إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ ) (١) .

وفي قولهعليه‌السلام :( إيّاك وما يُعتذر منه ) فقد دخل في هذه اللفظة جميع آداب الدنيا ، وفي قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) زجر(٢) عن كلّ الشبهات ، وقوله :( الأمور ثلاثة : أمر استبان رشده فاتبعوه ، وأمر استبان غيّه فاجتنبوه ، وأمر اشتبه عليكم فردّوه إلى الله ) ، وفي قوله :( إيّاك وما يسوء الأدب ) فقد استوفى بهذا كلّ مكروه ومذموم .

وفي أحاديثهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من المواعظ والزواجر ما هو أبلغ من كلّ كلام مخلوق ، وأنا أذكر إن شاء الله من ذلك ما تيسّر إيراده بحذف الأسانيد لشهرتها في كتب أسانيدها ، وأُتبع ذلك بكلام أهل بيتهعليهم‌السلام ومَن تابعهم من الصالحين .

قال أنس بن مالك : جاء رجل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله ، أشكو إليك قسوة قلبي ، فقال له :اطلع إلى القبور ، واعتبر بيوم النشور .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :عودوا المرضى ، واتبعوا الجنائز ، يذكركم الآخرة (٣) وقد حثّ الله تعالى في الموعظة وندب إليها وأمر نبيّه بها ، فقال : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) (٤) .

____________

(١) ص : ٤٦ .

(٢) في ( ج ) : زجر نفسه .

(٣) راجع البحار ٨١ : ٢٦٦ ح ٢٤ .

(٤) النحل : ١٢٥ .

٣٩

وقال سبحانه :( وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً ) (١) .

وقال :( وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين ) (٢) .

وقال :( وذكّرهم بأيّام الله ) (٣) ، يعني يوم القيامة ، ويوم الموت ، ويوم الحساب ، ويوم مساءلة القبر ، ويوم النشور ، وسلامة هذه الأيّام سأل الله عيسىعليه‌السلام بقوله :( وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً ) ، وإذا كان قوله : يوم ولدت وقد سأل [ أنواع الشكر على ](٤) سلامته منه يدلّ على شدّة المشقّة فيه أيضاً .

قال مصنّف هذا الكتاب : وقد رتّبت هذا الكتاب على خمسة وخمسون باباً .

____________

(١) النساء : ٦٣ .

(٢) الذاريات : ٥٥ .

(٣) إبراهيم : ٥ .

(٤) أثبتناه من ( ج ) و( ب ) .

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

نصر(١) .

ويأتي عن ب أيضا ، لكنّه لم ينقل عن لم هناك إلاّ : ابن نصر ، فلاحظ(٢) .

وفيمشكا : الشيباني ، عنه محمّد بن القاسم ، وهو عن الحسن بن عليّ بن الحسين ، وعبد الله بن محمّد بن عمر بن علي ، وجعفر بن محمّد(٣) .

٤٠ ـ إبراهيم بن الزبرقان التيمي الكوفي :

أسند عنه ، ق(٤) .

٤١ ـ إبراهيم بن زياد :

أبو أيّوب الخزّاز ، الكوفي ، ق(٥) .

وقيل : هذا ابن عثمان ، وقيل : ابن عيسى ، ويأتي.

٤٢ ـ إبراهيم بن زياد الخارقي :

الكوفي ، ق(٦) .

وفيكش : جعفر بن أحمد ، عن نوح بن إبراهيم الخارقي(٧) ، قال : وصفت الأئمّةعليهم‌السلام (٨) ، فقلت : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله عبده ورسوله(٩) ، وأنّ عليّا عليه‌

__________________

(١) منهج المقال : ٢١.

(٢) معالم العلماء : ١٤٣ / ١٠٠٣ ، وفيه : ابن أبي هراسة بن هودة ، واسمه أحمد بن أبي نصر الباهلي ، له الأيمان والكفر والتوبة.

(٣) هداية المحدثين : ١٦٦.

(٤) رجال الشيخ : ١٤٤ / ٤٠.

(٥) رجال الشيخ : ١٤٦ / ٧٩.

(٦) رجال الشيخ : ١٤٥ / ٥٦ ، وفيه : الحارثي ، وفي نسخة منه : الخارفي ، بدل : الخارقي.

(٧) في المصدر : المخارقي.

(٨) في المصدر : وصفت الأئمة لأبي عبد اللهعليه‌السلام .

(٩) في المصدر : وأن محمّدا رسول الله.

١٦١

السلام إمام ، ثمّ الحسنعليه‌السلام ، ثمّ الحسينعليه‌السلام ، ثمّ عليّ ابن الحسينعليه‌السلام ، ثمّ محمّد بن عليعليه‌السلام ، ثمّ أنت ، فقال : رحمك الله ، ثمّ(١) اتّقوا الله ، اتّقوا الله ، عليكم بالورع وصدق الحديث(٢) وعفّة البطن والفرج(٣) .

وفي بعض النسخ : المخارقي.

وفيتعق : ما يأتي في إبراهيم المخارقي(٤) .

٤٣ ـ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم :

ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني ، ق(٥) .

وفي قب : الزهري ، أبو إسحاق المدني ، نزيل بغداد ، ثقة ، حجّة ، تكلّم فيه بلا قادح ، ومات سنة خمس وثمانين ومائة(٦) .

أقول : يأتي ما فيه في الذي يليه فلاحظ.

٤٤ ـ إبراهيم بن سعيد المدني :

أسند عنه ، ق(٧) .

وفيتعق : الظاهر من بعض اتّحاده مع ابن سعد الماضي ، وهو محتمل(٨) .

__________________

(١) في المصدر : ثم قال.

(٢) في المصدر زيادة : وأداء الأمانة.

(٣) رجال الكشي : ٤١٩ / ٧٩٤.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٧.

(٥) رجال الشيخ : ١٤٤ / ٢٨.

(٦) تقريب التهذيب ١ : ٣٥ / ٢٠٢.

(٧) رجال الشيخ : ١٤٤ / ٤١.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢١.

١٦٢

٤٥ ـ إبراهيم بن سلام نيسابوري :

وكيل ،ضا (١) .

وفيصه : ابن سلامة نيشابوري ، وكيل ، من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، لم يقل الشيخ فيه غير ذلك. والأقوى عندي قبول روايته(٢) ، انتهى.

وفيتعق : قال شيخنا البهائي : وذلك لأنّهمعليهم‌السلام لا يجعلون الفاسق وكيلا(٣) .

ويأتي الكلام فيه في الفائدة الثانية(٤) .

أقول : قالشه : قال د : هو ابن سلام بغير هاء ، وإنّه من أصحاب الرضاعليه‌السلام . ونسب ما ذكره من الأمرين إلى الضعف(٥) .

وفي الحاوي : لا يخفى أنّ قول العلاّمةرحمه‌الله إنّه : من رجال الكاظمعليه‌السلام ، وهم ، إذ لم يذكره الشيخ في رجال الكاظمعليه‌السلام ولا أحد غيره من أصحاب الأصول ، إلى آخر كلامه(٦) .

٤٦ ـ إبراهيم بن سليمان بن أبي داحة :

المزني ، مولى آل طلحة بن عبيد الله ، أبو إسحاق ، وكان وجه أصحابنا البصريّين في الفقه والكلام والأدب والشعر ، والجاحظ يحكي عنه.

وقال الجاحظ : ابن داحة ، عن محمّد بن أبي عمير(٧) ، له كتب ،

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٦٩ / ٣٧ ، وفيه : ابن سلامة ، وفي نسخة : سلام.

(٢) الخلاصة : ٤ / ٥.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢١.

(٤) يأتي في خاتمة المنتهى.

(٥) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٦ ، رجال ابن داود : ٣١ / ٢٠.

(٦) حاوي الأقوال : ٢١٣ / ١١١٠.

(٧) البيان والتبيين : ١ / ٨٨.

١٦٣

ذكرها بعض أصحابنا في الفهرستات ، لم أر منها شيئا.جش (١) .

ونحوه ست ، إلاّ أنّ فيه : ابن داحة ، وزاد : ذكر أنّه روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وذكر أنّه صنّف كتبا ، ولم نر منها شيئا ، رحمة الله عليه ورضوانه(٢) .

وفيصه : ابن سليمان بن أبي داحة(٣) ، وداحة : امّه ، وقيل : كانت جارية لأبيه نسب إليها(٤) .

وقيل : أبوه إسحاق بن أبي سليمان ، فوقع الاشتباه ، فحوّل لفظ : أبي سليمان ، الى داحة.

قال الشيخ : ذكر أنّه روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وكان وجه أصحابنا بالبصرة فقها وكلاما وأدبا وشعرا(٥) ، انتهى.

ولا يخفى أنّ ما مرّ من كون داحة امّه أو جارية لأبيه نسب إليها ، يؤيّد قول ست بظاهره ، وإن احتمل أن يكون نسب أبوه إليها فقيل لأبي سليمان : أبو داحة ، كما هو عادة العرب في مثله كأبي ريشة ونحوه ، ثمّ نسب هو إلى أبيه فقيل : ابن أبي داحة ، والقول الآخر فيها بعيد غير واضح.

وفيتعق : ربّما يستفاد من وجاهته في الفقه وثاقته. ويأتي في ابن أبي عمير عنجش : ابن داحة(٦) ، كما في ست. فالظاهر أنّ : أبي ، سهو ،

__________________

(١) رجال النجاشي : ١٥ / ١٤.

(٢) الفهرست : ٤ / ٣ ، الاّ أنّ التّرحم والترضية لم ترد ، ووردت في مجمع الرجال : ١ / ٤٤ ، نقلا عن الفهرست.

(٣) في المصدر زيادة : المدني ( المزني ) ست.

(٤) في المصدر : ربّته فنسب إليها.

(٥) الخلاصة : ٤ / ٨.

(٦) رجال النجاشي : ٣٢٦ / ٨٨٧.

١٦٤

فتأمّل(١) .

أقول : قوله دام فضله : ربّما يستفاد. الى آخره ، لا يخفى أنّ في استفادة الوثاقة ما لا يخفى ، نعم الظاهر إفادة الحسن.

ولذا في الوجيزة أنّه : ممدوح(٢) .

وفي الحاوي ذكره في قسم الحسان(٣) .

وقوله : يأتي عنجش : ابن داحة ، لا يخفى أنّ ما يأتي نقل ذلك عن الجاحظ ، كما نقله عنه هنا أيضا ، فلاحظ.

وقول الميرزارحمه‌الله : وإن احتمل أن يكون نسب. إلى آخره.

هنا احتمال آخر ، وهو أن يكون منسوبا الى أبي داحة أبي أمّه ، ومثله أكثر كثير.

وفيمشكا : ابن أبي داحة الممدوح ، عن الصادقعليه‌السلام (٤) .

٤٧ ـ إبراهيم بن سليمان بن عبد الله :

ابن حيّان النهمي الخزّاز.

فيصه : قال الشيخ : إنّه كان ثقة في الحديث ، وضعّفهغض فقال : إنّه يروي عن الضعفاء وفي مذهبه ضعف ، وجش وثّقه أيضا كالشيخ ، وحينئذ يقوى عندي العمل بما يرويه(٥) ، انتهى.

وفيست : كان ثقة في الحديث(٦) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢١ ـ ٢٢.

(٢) الوجيزة : ١٤٣ / ٢٧.

(٣) حاوي الأقوال : ١٧٩ / ٨٩٧.

(٤) هداية المحدثين : ١٦٧.

(٥) الخلاصة : ٥ / ١١.

(٦) الفهرست : ٦ / ٨.

١٦٥

وكذاجش إلاّ أنّ فيه : ابن عبيد الله ، كما في ضح(١) ، وبدل حيّان : خالد(٢) .

وفيما زاد ست وجش : أخبرنا أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد ، عنه(٣) . إلاّ أنّ فيجش بدل أبي طالب الأنباري : عليّ بن حبشي.

أقول : فيمشكا : ابن سليمان بن عبد الله بن حيّان الثقة ، عنه حميد ابن زياد(٤) .

٤٨ ـ إبراهيم بن شعيب العقرقوفي :

ضا(٥) . وفي ظم : ابن شعيب واقفي(٦) .

وزادصه : لا أعتمد على روايته(٧) .

وفيكش : حدّثنا حمدويه ، قال : حدّثنا الحسن بن موسى ، قال : حدّثنا عليّ بن خطّاب ـ وكان واقفيّا ـ ثمّ ذكر أيضا ما يدلّ على وقفه(٨) .

وفي د : إبراهيم بن شعيب ،م ،جخ ، واقفي ،كش ، وفي رجوعه خلاف(٩) ، انتهى.

ولا أدري من أين فهم الخلاف.

__________________

(١) إيضاح الاشتباه : ٨٥ / ١٥.

(٢) رجال النجاشي : ١٨ / ٢٠.

(٣) الفهرست : ٦ / ٨ ، وفيه : عن أبي طالب الأنباري عن ابن أبي جيد ، عنه.

(٤) هداية المحدثين : ١٦٧.

(٥) رجال الشيخ : ٣٦٩ / ٢٨.

(٦) رجال الشيخ : ٣٤٤ / ٢٥.

(٧) الخلاصة : ١٩٧ / ٢.

(٨) رجال الكشي : ٤٦٩ / ٨٩٥.

(٩) رجال ابن داود : ٢٢٦ / ٨.

١٦٦

٤٩ ـ إبراهيم بن شعيب الكوفي :

ق(١) . ولا يبعد اتّحاده مع الواقفي الماضي.

وفيتعق : لا يبعد اتّحاده مع المزني وابن ميثم الآتيين ، كما احتمله في النقد(٢) .

وفي الكافي في باب الدعاء للإخوان بظهر الغيب ، بسنده إلى إبراهيم ابن أبي البلاد أو عبد الله بن جندب ، قال : كنت في الموقف فلمّا أفضت لقيت إبراهيم بن شعيب فسلّمت عليه ، وكان مصابا بإحدى عينيه ، وإذا عينه الصحيحة حمراء كأنّها(٣) علقة دم ، فقلت له : قد أصبت بإحدى عينيك وأنا والله مشفق على الأخرى ، فلو قصّرت من البكاء قليلا ، فقال : لا والله يا أبا محمّد. الحديث(٤) (٥) .

أقول : في الوجيزة : ابن شعيب الكوفي ، ضعيف(٦) .

وهو يعطي اتّحاده عنده مع السابق ، وكيف كان ، فهذا الخبر مما يؤنس بحاله.

ولم نذكر المزني وابن ميثم ، لجهالتهما.

٥٠ ـ إبراهيم الشعيري :

يروي عنه ابن أبي عمير(٧) ، وفيه إشعار بوثاقته. ولا يبعد كونه أخا‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٤٥ / ٤٦.

(٢) نقد الرجال : ٩ / ٥٤.

(٣) في النسختين الخطية : كأنّه ، والمثبت من الطبعة الحجرية والمصدر.

(٤) الكافي ٢ : ٣٦٨ / ٦ ، باختلاف فيه ، وقد ورد نصّا في الكافي ٤ : ٤٦٥ ـ ٤٦٦ / ٩ ، في باب الوقف بعرفة وحدّ الموقف.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢.

(٦) الوجيزة : ١٤٣ / ٢٨.

(٧) الكافي ٣ : ١٢٦ / ١ ، التهذيب ١ : ٢٨٥ / ٨٣٣.

١٦٧

إسماعيل بن أبي زياد السكوني الشعيري ، إلاّ أنّ في بعض الروايات ، عن ابن أبي عمير ، عن صاحب الشعير(١) ،تعق (٢) .

٥١ ـ إبراهيم بن صالح الأنماطي :

يكنّى بأبي إسحاق ، كوفي ، ثقة لا بأس به. قال لي أبو العبّاس أحمد ابن عليّ بن نوح : انقرضت كتبه ، فليس أعرف منها إلاّ كتاب الغيبة ، أخبرنا به عن أحمد بن جعفر ، قال : حدّثنا حميد بن زياد ، عن عبيد الله بن أحمد ابن نهيك ، عنه ،جش (٣) .

ثمّ فيه : إبراهيم بن صالح الأنماطي الأسدي ، ثقة ، روى عن أبي الحسنعليه‌السلام ووقف.

له كتاب ، يرويه عدّة ، أخبرنا محمّد ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك ، قال : حدّثني إبراهيم بن صالح(٤) .

وفيست : كوفيّ ، يعرف بالأنماطي ، يكنّى أبا إسحاق ، ثقة ، ذكر أصحابنا أنّ كتبه انقرضت ، والذي أعرفه(٥) من كتبه كتاب الغيبة ، أخبرنا به الحسين بن عبيد الله ، قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر(٦) ، قال : حدّثنا حميد بن زياد ، قال : حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك ، عن إبراهيم الأنماطي(٧) .

وفيه أيضا : إبراهيم بن صالح ، له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل عن‌

__________________

(١) الكافي ٨ : ٣٠٤ / ٤٧٢.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢.

(٣) رجال النجاشي : ١٥ / ١٣.

(٤) رجال النجاشي : ٢٤ / ٣٧.

(٥) في المصدر : أعرف.

(٦) في المصدر : أحمد بن جعفر.

(٧) الفهرست : ٣ / ٢.

١٦٨

ابن نهيك ، عن إبراهيم بن صالح(١) .

وفي بعض النسخ : عنه ، وهو ثقة.

والإسناد : أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد بن زياد(٢) .

وفيضا : ابن صالح(٣) . وزاد قر : الأنماطي(٤) . وزاد لم : روى عنه أحمد بن نهيك(٥) .

ولا يخفى أنّ الراوي عنه : عبيد الله بن أحمد ، لا أحمد.

وفيصه : قال الشيخ : إنّه ثقة ، وكذا قالجش ، إلاّ أنّه قال : ثقة لا بأس(٦) .

وقال في باب إبراهيم ـ أيضا ـ : إنّ إبراهيم بن صالح الأنماطي الأسدي ثقة ، روى عن أبي الحسنعليه‌السلام ووقف.

والظاهر أنّهما واحد ، مع احتمال تعدّدهما ، فعندي تردّد(٧) فيما يرويه(٨) ، انتهى.

وفيتعق : اعترض عليه المحقق البحراني بمنع ما ادّعاه من الظهور ، بل الظاهر المغايرة ، مع أنّ مع الاتّحاد لا وجه لتوقّفه ، إذ لو اعتبر الإيمان في الراوي ـ كما صرّح به في الأصول ، وفي مواضع كثيرة من كتبه الاستدلاليّة ،

__________________

(١) الفهرست : ١٠ / ٢٦.

(٢) ورد الإسناد في ترجمة : إبراهيم بن خالد العطار ، الفهرست : ١٠ / ٢٥.

(٣) رجال الشيخ : ٣٦٨ / ١٧.

(٤) رجال الشيخ : ١٠٤ / ١٣.

(٥) رجال الشيخ : ٤٥٠ / ٧١.

(٦) في المصدر : لا بأس به.

(٧) في المصدر : فعندي توقف.

(٨) الخلاصة : ١٩٨ / ٦.

١٦٩

وكتابصه ـ ففيه :

أوّلا : إنّه مناف لإيراده كثيرا من أهل العقائد الفاسدة في القسم الأوّل ، وتصريحه بالاعتماد على رواياتهم ، مثل : الحسن بن عليّ بن فضّال ، وابنه(١) ، وغيرهما.

وثانيا : إنّ الواجب حينئذ ترك حديثه لا التردّد.

وإن لم يعتبر ، فالواجب حينئذ قبول رواياته ، فالتوقّف لا وجه له على أيّ حال(٢) .

أقول : بملاحظة الأب والنسبة ، وما ذكره الشيخ في كتبه ، يحصل الظنّ بالاتّحاد.

ونقل هورحمه‌الله عن بعض محقّقي هذا الفن أنّ : الظاهر من الشيخ في كتبه اتّحاد الكل(٣) .

وذكر الشيخ في لم ، واخرى في قر ، واخرى في ضا ، بعد ملاحظة حال الشيخ في كتب رجاله عموما ، وفي لم خصوصا ، كما سيجي‌ء في عدّة مواضع.

وكذا بعد ملاحظة أنّجش قال في الموضعين : روى عنه عبيد الله بن أحمد بن نهيك(٤) . لا يحصل ظنّ يصادم ما ذكرنا.

والظاهر أنّ الشيخرحمه‌الله متى كان يرى رجلا بعنوان في بادئ نظره ذكره لأجل التثبّت ، كما أشير إليه في آدم بن المتوكّل. والغفلة في مثل هذا عنجش متحقّقة ، لكن لندرتها منه يضعف الظن ، ولذا قالرحمه‌الله : مع‌

__________________

(١) الخلاصة : ٣٧ / ٢ ، ٩٣ / ١٠٥.

(٢) معراج أهل الكمال : ٥٣ ـ ٥٤ / ١٦.

(٣) معراج أهل الكمال : ٥٥.

(٤) رجال النجاشي : ١٥ / ١٣ ، ٢٤ / ٣٧.

١٧٠

احتمال تعدّدهما ، إشارة إلى ضعف الظهور ، على أنّه لا أقلّ من التردّد.

قوله : إذ لو اعتبر(١) . إلى آخره.

نختار أوّلا : الاعتبار ، كما صرّح به في مواضع.

قوله : هو مناف. الى آخره.

فيه : أنّ اعتبارهم الأمور من باب الأصل والقاعدة ، يعني : أنّ الأصل عدم اعتبار رواية غير المؤمن من حيث أنّه غير مؤمن ، أمّا لو انجبر وأيّد بما يجبر ويؤيّد ، فلا شبهة في عملهم بها واعتبارهم لها ، كما هو معلوم. وقد مرّ بعض الكلام في الفوائد.

فلعلّ اعتماده على روايات مثل : الحسن بن علي وابنه ، لما ظهر له من الجوابر والمؤيدات ، وهذا هو الظاهر منهرحمه‌الله ، ويشير إليه التأمّل فيما ذكره ونقل بالنسبة إليهم في صه.

ونقل عنهرحمه‌الله أنّه قال في عبد الله بن بكير : إنّه ممّن أجمعت العصابة(٢) . والذي أراه : عدم جواز العمل على الموثّق إلاّ أن يعتضد بقرينة ، ومنه الإجماع المذكور ، انتهى.

قوله : والواجب حينئذ. إلى آخره.

وجوبه عليه فرع الظهور المعتدّ به ، وهو بعد في التردّد والتأمّل ، مع أنّ تردّده عبارة عن عدم وثوقه واعتباره ، فيرجع إلى الترك ، والمناقشة غير المثمرة لا تناسب الفقيه.

فإن قلت : يحتمل أن يكون حصل لهم العلم في أخبار غير العدول فعملوا بها.

__________________

(١) في النسخة الخطية : اعتبرت.

(٢) الخلاصة : ١٠٧ / ٢٤.

١٧١

قلت : هذا الاحتمال قطعيّ الفساد كما لا يخفى على المتتبّع ، ومرّ في الفوائد ما يشير إليه.

وثانيا : عدم الاعتبار.

قوله : فالواجب. إلى آخره.

ممنوع ، إذ لا يلزم من عدم الاعتبار : اعتبار مجرّد التوثيق في فاسد الاعتقاد ، إذ لعلّه يعتبر في الاعتماد والعمل وثوقا واعتدادا معتدّا به ، ولعلّه لم يحصل له من مجرّد التوثيق ، بملاحظة أنّ فساد الاعتقاد ناشئ عن التقصير في أمر الدين ، ولذا يكون مستحقّا للعقاب.

فإن قلت : اعتراضنا عليه من جهة أنّهرحمه‌الله ربما يعتمد على فاسد المذهب ويدخله في القسم الأوّل بمجرّد التوثيق ، من دون إظهار الجابر والمؤيّد.

قلت : ما ذكرت ممنوع ، فإنّ عليّ بن الحسن بن فضّال ، ونظائره : كأبيه ، وحميد بن زياد ، وعليّ بن أسباط ، ومن ماثلهم ، فيهم من المؤيّدات والجوابر ما لا يخفى على المطّلع بأحوالهم ، ولذا تراه أخرج أحمد بن الحسن عن القسم الأوّل(١) مع حكمه بتوثيقه ، حيث لم يجد فيه ما وجده في أخيه علي ، وأضرابه.

على أنّا نقول : عدم إظهاره الجابر ليس دليلا على عدمه ، بل ديدنه فيصه في الغالب الترجيح والبناء من دون إظهار المنشأ ، إلاّ أنّه ربما يرجّحجش على الشيخ وكش وغض وغيرهم ، وربما يرجّح الشيخ علىجش وكش ، وربما يرجّحغض على غيره ، وهكذا.

ولم يبرز في الأكثر منشأ ترجيحه وبنائه والظاهر وجدانه المنشأ وترجحه‌

__________________

(١) الخلاصة : ٢٠٣ / ١٠.

١٧٢

في نفسه من الخارج والبناء عليه ، فتتبّع وتأمّل وأنصف(١) .

وربما يظهر من عبارته المنشأ ولا يظهر كونه منشأ ، من ذلك ما في ابن بكير ، قال : قال الشيخ : إنّه فطحيّ المذهب إلاّ أنّه ثقة. إلى أن قال : فأنا أعتمد على روايته وإن كان فاسد المذهب(٢) . نعم قال في مواضع أخر ما مرّ.

وممّا ذكر اندفع كثير من اعتراضات كثير ـ كالشهيد الثاني وأمثاله ـ على صه.

فإن قلت : إنّهم ذكروا للعمل بخبر الواحد شروطا ، وذكروا من جملتها : العدالة ، وهذا ظاهر في اشتراطها مطلقا.

قلت : الظاهر من دليلهم وكيفية استدلالهم في كتبهم الاستدلاليّة والرجاليّة : أنّ هذا الشرط شرط لقبول الخبر والعمل به ، من دون حاجة الى التثبّت والتوقّف على التفحّص ، لا أنّهم بعد التثبّت في خبر غير العدل وحصول الوثوق به وظهور حقيقته لا يعملون به أيضا ، كيف وكتبهم مشحونة من عملهم بمثله وتصريحهم بقبوله ، إلاّ أنّ حالاتهم مختلفة في الوثوق ، وربّما يعبّرون عنه بالمقبول ، والمعتبر ، والمعمول به ، والقوي. فصحيحهم من جملة ما يعملون به ، لا هو هو بعينه.

وظنّي أنّ إطلاقهم الصحيح على خبر العادل من جهة عدم احتياجه إلى الجابر أو الجبيرة ، نعم ربما يسامحون فيطلقون الصحيح على مقبولهم ، وذلك بناء على مشاركته له في الحجيّة والاعتداد ، نظرا إلى أنّه لا مشاحّة في الإطلاق بعد عدم التفاوت في الثمرة.

__________________

(١) نهاية المقطع الأول من تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢ ، ٥٩.

(٢) الخلاصة : ١٠٦ / ٢٤.

١٧٣

وبهذا تندفع اعتراضات كثيرة ، ويظهر عدم صحّة الاحتجاج بتصحيحهم على توثيقهم ، فتدبّر.

فإن قلت : لعلّ قبولهم قول غير العدل وعملهم بغير الصحيح بناء على حجّية الجابر في نفسه ، فيكون العمل في الحقيقة بالجابر ، أو يحصل لهم بواسطة الجابر القطع بمضمونه ، فيخرج بسببه عن خبر الواحد الذي ذكروا الشروط لاعتباره.

قلت : يظهر من ملاحظة كتبهم وأقوالهم : أنّ جوابهم ليست بحيث تكون حجّة برأسها ، ولا بحيث يحصل القطع منها منفردة أو منضمّة إلى الضعف ، وليس بناؤهم على ما ذكرت بغير خفاء.

فإن(١) قلت : لعلّ قبوله وقبول غيره قول غير العدل وعملهم بالأحاديث الضعيفة ، غفلة منه أو تغيّر رأي.

قلت : إكثارهم ذلك ، وكثرة امتزاج مقبولهم مع مردودهم بأنّهم يقبلون ويردّون وهكذا ، يأبى عمّا ذكرت ، سيّما مع اتّفاقهم على ذلك والعمل كذلك ، وخصوصا مع التصريحات الواردة منهم ، كما أشرنا إلى شي‌ء منه في الفوائد.

هذا ومضافا الى شناعة ما ذكرت وعدم مناسبة نسبتهم إليه ، على أنّ في توجيه كلامهم وإثبات خطئهم لأجل الردّ عليهم ما لا يخفى ، مع أنّ تغيّر الرأي لعلّه لا اعتراض فيه ، فتأمل(٢) .

أقول : فيمشكا : الأنماطي الثقة أو الموثّق ، عنه عبد الله بن أحمد ابن نهيك(٣) .

__________________

(١) بداية المقطع الثاني من تعليقة الوحيد البهبهاني.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٩.

(٣) في المصدر : عبيد الله بن أحمد بن نهيك ، وهو الصواب.

١٧٤

وهو عن الكاظمعليه‌السلام (١) .

٥٢ ـ إبراهيم بن عبد الحميد الأسدي :

مولاهم البزّاز ، ق(٢) .

وفيظم : ابن عبد الحميد ، واقفي(٣) .

وفيضا : من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أدرك الرضاعليه‌السلام ولم يسمع منه على قول سعد بن عبد الله ، واقفي ، له كتاب(٤) .

وفيست : ثقة ، له أصل ، أخبرنا به أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين بن عبيد الله ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين ابن بابويه ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وإبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير وصفوان ، عن إبراهيم.

وله كتاب النوادر ، رواه حميد بن زياد ، عن عوانة بن الحسين البزّاز ، عنه(٥) .

وفيجش : هو أخو محمّد بن عبد الله بن زرارة لأمّه. روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وأخواه الصباح وإسماعيل ابنا عبد الحميد ، له كتاب نوادر ، يرويه عنه جماعة ، عنه : محمّد بن أبي عمير(٦) .

وفيصه : وثّقه الشيخ في ست ، وقال في كتاب الرجال : إنّه واقفي ،

__________________

(١) هداية المحدثين : ١٦٧.

(٢) رجال الشيخ : ١٤٦ / ٧٨.

(٣) رجال الشيخ : ٣٤٤ / ٢٦.

(٤) رجال الشيخ : ٣٦٦ / ١.

(٥) الفهرست : ٧ / ١٢.

(٦) رجال النجاشي : ٢٠ / ٢٧.

١٧٥

من أصحاب الصادقعليه‌السلام .

قال سعد بن عبد الله : أدرك(١) الرضاعليه‌السلام ولم يسمع منه ، وتركت(٢) روايته لذلك.

وقال الفضل بن شاذان : إنّه صالح(٣) ، انتهى.

وقال شه : لا منافاة بين حكم الشيخ بكونه واقفيّا وكونه ثقة ، وكذلك قول الفضل : إنّه صالح ، وحينئذ فلا يعارض القول بكونه واقفيّا(٤) ، انتهى.

وفيكش : إبراهيم بن عبد الحميد الصنعاني ، ذكر الفضل بن شاذان أنّه صالح.

وقال نصر بن الصباح : إبراهيم روى(٥) عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، وعن الرضاعليه‌السلام ، وعن أبي جعفرعليه‌السلام ، وهو واقف على أبي الحسنعليه‌السلام ، وكان يجلس في المسجد ويقول : أخبرني أبو إسحاق كذا وفعل أبو إسحاق كذا ـ يعني أبا عبد اللهعليه‌السلام ـ كما كان غيره يقول : حدّثني الصادقعليه‌السلام ، وحدّثني العالم ، وحدّثني الشيخ ، وحدّثني أبو عبد اللهعليه‌السلام ، وكان في مسجد الكوفة خلق كثير من أصحابنا ، فكلّ واحد منهم يكنّى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام باسم(٦) ، انتهى ملخّصا.

وفيتعق ، على قول شه : فلا تعارض : لا يخفى تحقّق التعارض ،

__________________

(١) في المصدر : أنّه أدرك.

(٢) في المصدر : فتركت.

(٣) الخلاصة : ١٩٧ / ١.

(٤) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٩٣.

(٥) في المصدر : يروي.

(٦) رجال الكشي : ٤٤٦ / ٨٣٩.

١٧٦

فإنّ ذكرهرحمه‌الله إيّاه في أربعة مواضع من رجاله وعدم توثيقه في شي‌ء منها ، مضافا إلى تصريحه بأنّه واقفي مكرّرا ، في غاية الظهور في عدم وثاقته عنده ، سيّما بعد ملاحظة رويّته. وتوثيقه في ست من دون إشارة إلى وقفه ، ظاهره عدم كونه واقفيّا عنده. وكذا الحال بالنسبة إلى كلام الفضل. ودفعه يحتاج إلى نوع عناية ، سيّما بالنسبة إلى الفضل بن شاذان.

والأظهر عدم كونه واقفيّا لظاهر ست ، وكلام الفضل ، وكونه من أصحاب الرضاعليه‌السلام والجوادعليه‌السلام ، لما صرّح به بعض المحقّقين من أنّ الواقفة ما كانوا يروون عن الرضاعليه‌السلام ومن بعده ، ويأتي في أحمد بن الحسن بن إسماعيل توقّفجش في وقفه لذلك(١) .

وقال جدّي : روايته عن الرضاعليه‌السلام ومن بعده يدلّ على رجوعه(٢) .

ومما يؤيّد عدم وقفه : تصحيح المعتبر حديث وضع عائشة القمقمة في الشمس(٣) ، مع أنّه في سنده.

ويأتي عن العلاّمة في عيسى بن أبي منصور عدّ حديثه حسنا. ويظهر منه اعتمادكش وحمدويه والفضل وابن أبي عمير على روايته(٤) . مع أنّه أكثر من الرواية عنه.

ولعلّ نسبة الوقف إليه فيجخ من كلام سعد أو كلام نصر ، وكلامه مع أنّه غير صريح ولا ظاهر وكلام نصر مع عدم حجيّته عند مثل شه ، كيف يقاوم جميع ما ذكرنا ، سيّما بعد ملاحظة التدافع بينه وبين كلام سعد ، وملاحظة‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٧٤ / ١٧٩.

(٢) روضة المتقين : ١٤ / ٤٣.

(٣) المعتبر : ١ / ٣٩.

(٤) الخلاصة : ١٢٢ / ٢.

١٧٧

ما أشرنا إليه من عدم رواية الواقفي عن الرضاعليه‌السلام ومن بعده.

وبالجملة بعد ملاحظة ما في ضا وكلام نصر ، لا يبقى وثوق بعدم كون نسبة الوقف فيجخ من جهتها ، وقد عرفت ما فيهما. ووجوب الجمع ولو بالتوجيه والتأويل البعيد على تقدير التسليم ، فإنّما هو مع المقاومة.

وبالجملة الأقرب عندي كونه من الثقات ، والله يعلم(١) .

أقول : ظاهر الشيخ في ست وإن كان عدم الوقف ، إلاّ أنّ كلامهرحمه‌الله فيجخ صريح فيه. مضافا الى ب ، حيث قال : إبراهيم بن عبد الحميد ثقة ، من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، إلاّ أنّه واقفي ، له أصل وكتاب النوادر(٢) .

فيجب إرجاع الظاهر الى الصريح ، وكلام الفضل بن شاذان لا ينافي سوء العقيدة أصلا.

وأمّا كلام بعض المحقّقين فبعد تسليمه ، لم يثبت بعد روايته عن الرضاعليه‌السلام ، وكونه من أصحابهعليه‌السلام لا يستلزمها ، بل رأيت تصريح سعد بعدم سماعه منه ، وهو ظاهر الشيخرحمه‌الله في ضا. نعم ذكر نصر بن الصباح ذلك ، وهو لا يعارض كلام سعد ، مع أنّه كما ذكر ذلك ذكر وقفه أيضا.

وقول سعد : ـ ولم يسمع منهعليه‌السلام وتركت روايته لذلك ـ ينادي بوقفه ، إذ لو كان عدم السماع لعدم الوقف لما تركت روايته.

وأمّا تصحيح المعتبر حديثه ، ففيه : عدم ثبوت إرادتهرحمه‌الله من الصحيح المعنى المصطلح ، بل الظاهر عدمه ، كيف وفي سند الرواية :

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٩.

(٢) معالم العلماء : ٧ / ٢٨.

١٧٨

درست ، ولا كلام في عدم وثاقته ، وصرّح هو سلّمه الله تعالى بأنّ المحقّق وغيره من المتأخّرين أيضا يطلقون الصحيح على المقبول كما مرّ.

وأمّا ما يأتي من عدّ العلاّمة حديثه حسنا ، ففي خلاف مطلوبه أظهر ، إذ لو كان إبراهيم عنده ثقة إماميّا لحكم بصحّة حديثه ، إذ ليس فيه من يتوقّف فيه سواه ، فالمراد بالحسن المعنى الأعم لا محالة.

وما ذكره سلّمه الله تعالى من المؤيّدات ، غير مناف للوقف ، وقصاراه الوثاقة بالمعنى الأعم ، فتدبّر.

ولذا في الوجيزة : ثقة ، غير إمامي(١) .

وذكره في الحاوي في الموثّقين(٢) وإن ذكره في الثقات أيضا(٣) ، لكنّه صرّح بأنّ ذلك لاحتمال التعدّد.

وفيمشكا : ابن عبد الحميد الواقفي الثقة(٤) ، عنه ابن أبي عمير ، وصفوان ، وعوانة بن الحسين البزّاز ، ودرست(٥) .

٥٣ ـ إبراهيم بن عبد الرحمن بن أميّة :

ابن محمّد بن عبد الله بن ربيعة الخزاعي ، أبو محمّد المدني ، أسند عنه ، ق(٦) .

٥٤ ـ إبراهيم بن عبد الله القاري :

من القارة ، من خواصّ عليّعليه‌السلام من مضر ، كما في ي(٧) ،

__________________

(١) الوجيزة : ١٤٣ / ٣٠.

(٢) حاوي الأقوال : ٩٥ / ١٠٣٧.

(٣) حاوي الأقوال : ١١ / ١١.

(٤) في المصدر : الموثّق.

(٥) هداية المحدثين : ١٠.

(٦) رجال الشيخ : ١٤٦ / ٧٥.

(٧) رجال الشيخ : ٣٥ / ٣ وفيه : إبراهيم بن عبد الله القاري من القارة.

١٧٩

وقي(١) ، وصه عنه(٢) .

٥٥ ـ إبراهيم بن عبدة :

قال أبو عمرو الكشّي : حكي عن بعض الثقات بنيسابور ، وذكر توقيعا فيه طول(٣) ، يتضمّن العتب على إسحاق بن إسماعيل وذمّ سيرته ، وإقامة إبراهيم بن عبدة والدعاء له ، وأمر ابن عبدة أن يحمل ما يحمل إليه من حقوقه الى الرازي ،صه ، في باب إبراهيم(٤) .

وفي الكنى : قال أبو عمرو الكشّي : حكى بعض الثقات(٥) . وهو الصحيح.

وفيكش ، توقيع طويل يتضمّن مدحه ونهاية جلالته ، يأتي بعضه في إسحاق بن إسماعيل(٦) .

وفيتعق : قوله وهو الصحيح.

أقول : في طس أيضا كما في صه.

وفي الحاشية : هكذا بخط السيّد ، والذي في نسختين عندي للاختيار إحداهما مقروءة على السيّد : حكى بعض الثقات(٧) ، انتهى.

والظاهر أنّ ما في خطّ السيّدرحمه‌الله سهو من قلمه ، وتبعه العلاّمة غفلة لحسن ظنّه به ، فتأمّل(٨) .

__________________

(١) رجال البرقي : ٥.

(٢) الخلاصة : ١٩٢ ، وفي نسختنا منها : ابن عبيد الله القارئ.

(٣) في النسخ الخطية : في طول.

(٤) الخلاصة : ٧ / ٢٤.

(٥) الخلاصة : ١٩٠ / ٣٢.

(٦) رجال الكشي : ٥٧٥ ـ ٥٧٩ / ١٠٨٨.

(٧) التحرير الطاووسي : ١٩.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390