منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-90-6
الصفحات: 500

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 258993 / تحميل: 5418
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٠-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

قبائل شتّى اجتمعوا على النصرانيّة بالحيرة(١) .

٤٤٠ ـ بزيع :

فيكش : سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن خالد الطيالسي ، عن ابن أبي نجران ، عن ابن سنان ، قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّا أهل بيت صادقون ، لا نخلو من كذّاب يكذب علينا ، فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس.

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أصدق البريّة لهجة ، وكان مسيلمة(٢) يكذب عليه.

وكان أمير المؤمنينعليه‌السلام أصدق من برأ الله من بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب عبد الله بن سبإ لعنه الله.

وكان أبو عبد الله(٣) عليه‌السلام قد ابتلي بالمختار.

ثمّ ذكرعليه‌السلام الحارث الشامي وبنان(٤) فقال : كانا يكذبان على عليّ بن الحسينعليه‌السلام .

ثمّ ذكر المغيرة بن سعيد وبزيعا والسري وأبا الخطّاب ومعمرا وبشّار الأشعري وحمزة الزبيدي(٥) وصائد النهدي وقال : لعنهم الله ، وأذاقهم الله حرّ الحديد(٦) .

__________________

(١) القاموس المحيط : ١ / ٣١١.

(٢) في نسخة « م » : مسلمة.

(٣) في المصدر زيادة : الحسين بن علي.

(٤) في المصدر : وبيان.

(٥) في المصدر : البربري.

(٦) رجال الكشّي : ٣٠٥ / ٥٤٩ ، وزاد قبل وأذاقهم الله : إنّا لا نخلو من كذّاب أو عاجز الرأي ، كفاتا الله مؤنة كل كذّاب.

١٤١

وفيصه : روي بهذا الطريق المتقدّم ـ أي هذا الطريق المتقدم ـ أنّ الصادقعليه‌السلام لعنه له ولبنان(١) .

أقول : ويأتي في الألقاب إن شاء الله(٢) .

٤٤١ ـ بسّام بن عبد الله الصيرفي :

الأسدي ، مولاهم ، أسند عنه ،ق (٣) .

وفيقر : يكنّى أبا عبد الله ، مولى بني هاشم(٤) .

وفيكش في بسّام الصيرفي ، ثمّ ذكر ما مرّ في إسماعيل بن جعفرعليه‌السلام (٥) .

وفيطس : الحديث غير معتبر(٦) .

وفيقب : بسّام بن عبد الله الصيرفي الكوفي ، صدوق من الخامسة(٧) .

وفي تهذيب الكمال بعد الصيرفي : أبو الحسن الكوفي ، روى عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، وجعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، وزيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، والحسن بن‌

__________________

(١) الخلاصة : ٢٠٩ / ٥.

(٢) يأتي في الألقاب في البزيعية.

(٣) رجال الشيخ : ١٥٩ / ٨٤ ، وفيه : أبو عبد الله الأسدي.

(٤) رجال الشيخ : ١١٠ / ٢٤.

(٥) رجال الكشّي : ٢٤٤ / ٤٤٩ ، وفيه : عن عنبسة العابد قال : كنت مع جعفر بن محمّدعليهما‌السلام بباب الخليفة أبي جعفر بالحيرة حين أتي ببسّام وإسماعيل بن جعفر بن محمّد ، فادخلا على أبي جعفر ، قال : فأخرج بسّام مقتولا. إلى آخره.

(٦) التحرير الطاووسي : ٨٤ / ٥٤.

(٧) تقريب التهذيب ١ : ٩٦ / ٣١ ، وزاد بعد الكوفي : أبو الحسن.

١٤٢

عمرو العقمي(١) ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي ، ويحيى بن بسّام. ثمّ قال :

قال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : صالح.

وقال عياش(٢) ، عن يحيى : ثقة.

وقال أبو حاتم : صالح الحديث ، لا بأس به(٣) .

(أقول : يظهر من مجموع ما ذكر حسنه ، مضافا إلى كونه : أسند عنه ؛ ولذا في الوجيزة : ممدوح(٤) )(٥) .

٤٤٢ ـ بسر بن أرطاة :

وقيل : ابن أبي أرطاة ، القرشي لعنه الله(٦) ، هو الذي قتل ابني عبد الله ابن العبّاس ، ل(٧) .

وزادصه : قثم وعبد الرحمن ، وفيها : ابني عبيد الله ، وهو الصواب.

وليس فيها : وقيل ابن أبي أرطاة(٨) وفي د : ابني عبد الله(٩) .

أقول : كان عبيد الله بن العبّاس عامل عليّعليه‌السلام على اليمن ، فبعث معاوية بسرا هذا إليها ليقتل من بها من شيعتهعليه‌السلام ، وهرب‌

__________________

(١) في المصدر : الفقيمي.

(٢) في المصدر : عباس.

(٣) تهذيب الكمال : ٥٨ / ٦٦٤.

(٤) الوجيزة : ١٦٨ / ٢٧٤.

(٥) ما بين القوسين ، لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) لعنه الله ، لم يرد في المصدر.

(٧) رجال الشيخ : ١٠ / ١٨ ، وفيه : بشر.

(٨) الخلاصة : ٢٠٨ / ١.

(٩) رجال ابن داود : ٢٣٣ / ٧٤.

١٤٣

عبيد الله ؛ ووجد ولديه المذكورين ، فقتلهما(١) .

وفي شرح ابن أبي الحديد : كان عليّعليه‌السلام يقنت في الفجر والمغرب ويلعن معاوية وعمرا والمغيرة والوليد بن عقبة(٢) وأبا الأعور والضحّاك بن قيس وبسر بن أرطاة وحبيب بن مسلمة وأبا موسى الأشعري ومروان بن الحكم.

وكان هؤلاء يقنتون عليه ويلعنونه(٣) .

وذكر جملة من أحوال هذا الزنديق ، وذهابه إلى الحرمين الشريفين ، وقتل الجمّ الغفير من شيعتهعليه‌السلام ، وحرق بيوتهم ، ونهب أموالهم(٤) .

ثمّ قال : ودعا عليّعليه‌السلام على بسر فقال : اللهمّ إنّ بسرا باع دينه بالدنيا ، وانتهك محارمك ، وكانت طاعة مخلوق فاجر آثر عنده من طاعتك(٥) ؛ اللهمّ لا(٦) تمته حتّى تسلبه عقله ، ولا توجب له رحمتك ولا ساعة من نهار ، اللهمّ العن بسرا ومعاوية وعمرا ، وليحلّ عليهم غضبك ، ولتنزل بهم نقمتك ، وليصبهم بأسك وزجرك(٧) الذي لا تردّه عن القوم المجرمين.

فلم يلبث بسر بعد ذلك إلاّ يسيرا حتّى وسوس وذهب عقله.

وكان يهذي بالسيف ، ويقول : أعطوني سيفي أقتل به(٨) ، حتّى اتّخذ‌

__________________

(١) تاريخ الطبري : ٥ / ١٤٠ ، الكامل في التاريخ : ٣ / ٣٨٣.

(٢) في نسخة « ش » : عتبة.

(٣) شرح بن أبي الحديد : ٤ / ٧٩.

(٤) شرح بن أبي الحديد : ٢ / ٣ ـ ١٨.

(٥) في المصدر : مما عندك.

(٦) في المصدر : فلا.

(٧) في المصدر : ورجزك.

(٨) في المصدر : سيفا أقتل به ، لا يزال يردّد ذلك.

١٤٤

له سيف من خشب. وكانوا يدنون منه المرفقة ، فلا يزال يضربها حتّى يغشى عليه. فلبث كذلك حتّى مات(١) .

٤٤٣ ـ بسطام بن الحصين :

الجعفي ، الكوفي ،ق (٢) .

وفيصه : ابن الحصين بن عبد الرحمن الجعفي ـ ابن أخي خيثمة وإسماعيل ـ كان وجها في أصحابنا ، وأبوه وعمومته ، وكان أوجههم إسماعيل(٣) .

وزادجش : وهم بيت بالكوفة من جعفي ، يقال لهم : بنو أبي سبرة ، منهم خيثمة بن عبد الرحمن صاحب عبد الله بن مسعود.

له كتاب ، محمّد بن عمرو بن النعمان العجلي(٤) ، عنه به(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن الحصين الممدوح ، عنه محمّد بن عمرو بن النعمان(٦) .

٤٤٤ ـ بسطام بن سابور الزيّات :

أبو الحسين(٧) الواسطي ؛ مولى ، ثقة. وإخوته ـ زكريّا وزياد وحفص ـ كلّهم ثقات ، رووا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وأبي الحسنعليه‌السلام ، ذكرهم أبو العبّاس وغيره ،صه (٨) .

__________________

(١) شرح ابن أبي الحديد : ٢ / ١٨.

(٢) رجال الشيخ : ١٥٩ / ٧٦.

(٣) الخلاصة : ٢٦ / ٢ ، وفيها بدل وجها : وجيها.

(٤) في المصدر : الجعفي.

(٥) رجال النجاشي : ١١٠ / ٢٨١.

(٦) هداية المحدّثين : ٢٤.

(٧) في المصدر : أبو الحسن.

(٨) الخلاصة : ٢٦ / ١.

١٤٥

وزادجش : في الرجال ؛ له كتاب ، صفوان ، عنه به(١) .

ثمّ فيه : بسطام بن سابور ؛ له كتاب ، محمّد بن أبي حمزة ، عنه به(٢) .

وفيق : بسطام بن سابور ، أبو الحسن الواسطي الزيّات(٣) .

ثمّ فيهم أيضا : بسطام الزيّات ، أبو الحسن الواسطي(٤) .

وفيست : بسطام بن الزيّات ، يكنّى أبا الحسين الواسطي.

له كتاب ، عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن عليّ بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن عليّ بن إسماعيل ، عن صفوان ، عنه(٥) .

بسطام بن سابور ، له كتاب ، محمّد بن أبي حمزة ، عنه.

وأخبرنا أحمد بن عبدون ، عن الأنباري ، عن حميد ، عن النهيكي ، عنه(٦) .

وكما ترى ظاهر كلام الشيخ في الكتابين التعدّدكجش ، إلاّ أنّ ظاهرق أنّه هو الزيّات ، وفيست أنّ أباه الزيّات ، وصرّحجش أنّ كلا منهما ابن سابور.

ومقتضى المجموع أن يكون كلا منهما : ابن سابور ، أبو الحسن أو أبو الحسين ، الزيّات أو ابن الزيّات ، وهو ربما قرب الاتّحاد.

__________________

(١) رجال النجاشي : ١١٠ / ٢٨٠.

(٢) رجال النجاشي : ١١١ / ٢٨٣.

(٣) رجال الشيخ : ١٩٥ / ٧٥.

(٤) رجال الشيخ : ١٦٠ / ٩٣ ، وفيه : أبو الحسين.

(٥) الفهرست : ٤٠ / ١٣١.

(٦) الفهرست : ٤٠ / ١٣٢ ، وفيه : عن ابن الأنباري.

١٤٦

أقول : جزم في الوسيط بالاتّحاد(١) ، وكذا في الحاوي(٢) ، وهو الظاهر ، والتكرار لا يثبت.

وفيمشكا : ابن سابور الثقة ، عنه صفوان بن يحيى ، ومحمّد بن أبي حمزة ، والنهيكي(٣) .

٤٤٥ ـ بسطام بن علي :

أبو عليّ ، وكيل ، من أهل همدان ،صه (٤) .

وفيتعق : يأتي في محمّد بن عليّ بن إبراهيم أنّه وكيل(٥) ، وفيه شهادة على الجلالة ، بل العدالة(٦) .

أقول : في الوجيزة : من وكلاء الناحية(٧) .

وذكره في الحاوي في الضعاف(٨) .

٤٤٦ ـ بشّار بن بشّار :

يأتي في ابن يسار(٩) ،تعق (١٠) .

٤٤٧ ـ بشّار الأشعري :

لعنه الصادقعليه‌السلام ،صه (١١) .

__________________

(١) الوسيط : ٣٣.

(٢) حاوي الأقوال : ٢٣٣ / ١٢٤٨.

(٣) هداية المحدّثين : ٢٤.

(٤) الخلاصة : ٢٦ / ٣.

(٥) منهج المقال : ٣٠٥ ، وراجع رجال النجاشي : ٣٤٤ / ٩٢٨.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٦٨.

(٧) الوجيزة : ١٦٨ / ٢٧٨.

(٨) حاوي الأقوال : ٢٣٣ / ١٢٤٩.

(٩) راجع منهج المقال : ٦٩ ، ورجال النجاشي : ١١٣ / ٢٩٠.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٦٨.

(١١) الخلاصة : ٢٠٨ / ٢.

١٤٧

والظاهر أنّه الشعيري الآتي ، وإن روي الأشعري أيضا ، كما سبق في بزيع(١) .

٤٤٨ ـ بشّار الشعيري :

حمدويه ، عن يعقوب ، عن ابن أبي عمير ، عن عليّ بن يقطين ، عن المدائني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : قال لي(٢) يا مرازم من بشّار؟

قلت : الشعيري ، بيّاع الشعير. قال : لعن الله بشّارا.

يا مرازم ، قل لهم : ويلكم توبوا إلى الله ، فإنّكم كافرون مشركون(٣) .

وفيه نحوه وأعظم منه(٤) .

وسبق منصه : الأشعري ، والصحيح هذا. إلاّ أنّ فيكش حديث فيه لعن بشّار الأشعري(٥) .

أقول : يأتي في الألقاب مع العلياويّة ذكره.

وفيطس : بشّار الأشعري ، لعنه أبو عبد اللهعليه‌السلام (٦) .

٤٤٩ ـ بشّار بن يسار الضبيعي :

أخو سعيد ، مولى بني ضبيعة بن عجل ، أبو عمرو.

قالجش : إنّه ثقة ، روى هو وأخوه عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام .

قالكش : حدّثني محمّد بن مسعود ، قال : سألت عليّ بن الحسن بن‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ٣٠٥ / ٥٤٩.

(٢) لي ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٣) رجال الكشّي : ٣٩٨ / ٧٤٣.

(٤) رجال الكشّي : ٣٩٨ / ٧٤٤.

(٥) رجال الكشّي : ٣٠٥ / ٥٤٩.

(٦) التحرير الطاووسي : ٨٥ / ٥٥.

١٤٨

فضّال عن بشّار بن يسار الذي يروي عن أبان بن عثمان ، قال : هو خير من أبان ، وليس به بأس ،صه (١) .

وفيكش ما ذكره ، إلاّ أنّ فيه : بشّار بن بشّار(٢) .

وكذا فيجش : ابن بشّار(٣) الضبعي ، أخو سعيد ، مولى بني ضبعة(٤) ابن عجل ، ثقة روى هو وأخوه عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام .

له كتاب ، رواه عنه محمّد بن أبي عمير(٥) .

وفيست : بشر بن مسلمة ، له أصل. وبشّار بن يسار ، له أصل.

أخبرنا بهما الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عنه(٦) .

وضبطه في د : ابن يسار ، بالمثنّاة(٧) .

أقول : فيمشكا : ابن يسار الضبيعي أو الضبعي الثقة(٨) ، عنه ابن أبي عمير. وهو عن أبان بن عثمان(٩) .

٤٥٠ ـ بشر بن إسماعيل بن عمّار :

من وجوه من روى الحديث ، جش.

وفي نسخة : بشير(١٠) .

__________________

(١) الخلاصة : ٢٧ / ٣.

(٢) رجال الكشّي : ٤١١ / ٧٧٣.

(٣) في المصدر : يسار.

(٤) في المصدر : ضبيعة.

(٥) رجال النجاشي : ١١٣ / ٢٩٠.

(٦) الفهرست : ٤٠ / ١٢٩ و ١٣٠ ، وفيه بدل عنه : عنهما.

(٧) رجال ابن داود : ٥٦ / ٢٤٣.

(٨) الثقة ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٩) هداية المحدّثين : ٢٥.

(١٠) في نسخة « ش » : ابن بشير.

١٤٩

أقول : ذكر ذلك في ترجمة إسحاق بن عمّار(١) ، كما تقدّم.

وفيق : بشر بن إسماعيل ، كوفي(٢) .

ويحتمل اتّحاده معه ، وفاقا للحاوي(٣) ، وسيشير إليه الميرزا(٤) .

وفي الوجيزة : بشير(٥) . ويأتي.

٤٥١ ـ بشر بن البراء بن معرور :

آخى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بينه وبين واقد بن عبد الله التميمي حليف بني عدي ، شهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية(٦) ، وأكل مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم خيبر(٧) من الشاة المسمومة ، وقيل : إنّه مات منه ،صه (٨) .

وزادل بعد الحديبية : وخيبر(٩) .

وفيتعق : عن تهذيب الأسماء : إنّ الحديبية بالتخفيف ، وأكثر المحدّثين على تشديدها(١٠) (١١) .

أقول : في القاموس : الحديبية ـ كدويهية وقد تشدّد ـ : بئر قرب مكّة‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٧١ / ١٦٩.

(٢) رجال الشيخ : ١٥٥ / ١٢ ، وفيه : الكوفي.

(٣) حاوي الأقوال : ٢٣٢ / ١٢٣٥.

(٤) منهج المقال : ٦٩.

(٥) الوجيزة : ١٦٩ / ٢٨٥.

(٦) في المصدر زيادة : وخيبر.

(٧) يوم خيبر ، لم ترد في المصدر.

(٨) الخلاصة : ٢٥ / ١.

(٩) رجال الشيخ : ٩ / ١٧.

(١٠) تهذيب الأسماء واللغات : ٣ / ٨١.

(١١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٦٨.

١٥٠

حرسها الله(١) .

٤٥٢ ـ بشر بن جعفر الكوفي :

ق(٢) . وفيقر : ابن جعفر الجعفي ، أبو الوليد(٣) ، روى عنه أحمد ابن الحارث الأنماطي(٤) .

وفيتعق : في التهذيب ـ في الموثّق ـ عن صفوان بن يحيى ، عن بشر ابن جعفر ، عن أبي أسامة الحنّاط(٥) (٦) .

ثمّ ذكر ما يدلّ على تشيّعه.

وفي رواية صفوان عنه إيماء إلى وثاقته.

وفي نسختي من التهذيب : بشير ، بالياء(٧) .

٤٥٣ ـ بشر بن الربيع :

بتري ،صه (٨) ، د(٩) .

٤٥٤ ـ بشر بن زاذان الجزري :

أسند عنه ،ق (١٠) .

__________________

(١) القاموس المحيط : ١ / ٥٣.

(٢) رجال الشيخ : ١٥٥ / ٧.

(٣) في نسخة « ش » : ابن الوليد.

(٤) رجال الشيخ : ١٠٧ / ١.

(٥) في نسخة « ش » والتعليقة : الخياط.

(٦) الإستبصار ٣ : ٢٩٠ / ١٠٢٤ ، إلاّ أنّ في التهذيب ٨ : ٥٧ / ١٨٥ عن صفوان بن يحيى ، عن جعفر بن بشير ، عن أبي أسامة الشحّام. ومتن الحديثين واحد.

(٧) لم يرد في النسخة المطبوعة من التعليقة ، وذكر في النسخة الخطيّة من التعليقة : ٩٢.

(٨) الخلاصة : ٢٠٨ / ٣.

(٩) رجال ابن داود : ٢٣٣ / ٧٧.

(١٠) رجال الشيخ : ١٥٦ / ١٨.

١٥١

٤٥٥ ـ بشر بن سلمة :

في كتب الأخبار : عن ابن أبي عمير ـ في الصحيح ـ عن بشر بن سلمة ، عن مسمع(١) .

وجدّي جزم باتّحاده مع ابن مسلمة ، فقال : الأكثر بزيادة الميم(٢) .

ويؤيّده رواية ابن أبي عمير عنه(٣) ، وفيه إشعار بالوثاقة ،تعق (٤) .

أقول : في الوجيزة : بشر بن سلمة ثقة(٥) . ولم أعرف المأخذ.

وقد ذكر ابن مسلمة أيضا بعد اسمين(٦) ، فلاحظ.

٤٥٦ ـ بشر بن سليمان النخّاس :

من ولد أبي أيّوب الأنصاري ، أحد موالي أبي الحسن وأبي محمّدعليهما‌السلام . هو الذي أمره أبو الحسنعليه‌السلام بشراء أمّ القائمعليه‌السلام ، فتولّى شراءها.

وقالعليه‌السلام فيه : أنتم ثقاتنا أهل البيت ، وإنّي مزكّيك ومشرّفك بفضيلة تسبق بها سائر الشيعة(٧) ،تعق (٨) .

٤٥٧ ـ بشر بن طرخان النخّاس :

روىكش في كتابه حديثا في طريقه محمّد بن عيسى أنّ أبا عبد الله‌

__________________

(١) الكافي ٤ : ٦ / ٧.

(٢) روضة المتقين : ١٤ / ٣٣٧.

(٣) روى عنه كما في رجال النجاشي في ترجمته : ١١٠ / ٢٨٥ ، والفهرست : ٤٠ / ١٢٩.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٦٩.

(٥) الوجيزة : ١٦٨ / ٢٨١.

(٦) الوجيزة : ١٦٩ / ٢٨٤.

(٧) كمال الدين : ٤١٨ / ١.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٦٩.

١٥٢

عليه‌السلام (١) دعا له بكثرة المال والولد ،صه (٢) .

وقالشه : الطريق ضعيف ، والدعاء لا يدلّ على توثيق ، بل ربما دلّ على مدح لو صحّ الطريق(٣) ، انتهى.

وفي المدح أيضا تأمّل ، لما روي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهمّ ارزق محمّدا وآل محمّد الكفاف والعفاف ، وارزق عدوّ آل محمّد كثرة المال والولد(٤) . بل ربما أفاد نوع ذم ، فتدبّر.

وفيكش : حمدويه وإبراهيم ابنا نصير ، عن محمّد بن عيسى ، عن الحسن الوشّاء ، عن بشر بن طرخان ، قال : لمّا قدم أبو عبد اللهعليه‌السلام الحرّة(٥) أتيته ، فسألني عن صناعتي ، فقلت : نخّاس ، فقال : نخّاس الدواب؟ فقلت : نعم ـ وكنت رثّ الحال ـ فقال : اطلب لي بغلة فضحاء(٦) بيضاء الأعفاج بيضاء البطن. إلى أن قال : ثمّ دعا لي فقال : أنمى الله ولدك ، وكثّر مالك. فرزقت من ذلك ببركة دعائهعليه‌السلام نشب(٧) من الأولاد ما قصرت عنه الامنية(٨) .

وفيتعق : ليس في السند من يتوقّف فيه سوى محمّد بن عيسى ، وهو من الثقات كما يأتي ، وقد رجّح العلاّمة أيضا قبول روايته(٩) ، مع أنّه محصّل‌

__________________

(١)عليه‌السلام ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٢) الخلاصة : ٢٥ / ٣.

(٣) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ١٦.

(٤) الكافي ٢ : ١١٣ / ٣.

(٥) في المصدر : الحيرة.

(٦) في نسخة « ش » : فضخاء.

(٧) في المصدر : ونشبت.

(٨) رجال الكشّي : ٣١١ / ٥٦٣.

(٩) الخلاصة : ١٤١ / ٢٢.

١٥٣

للظن النافع في أمثال المقام.

وقولشه : والدعاء لا يدل. إلى آخره.

فيه : أنّه لم يظهر منهرحمه‌الله إرادة التوثيق ، بل الظاهر خلافه.

وقول المصنّف : ربما أفاد نوع ذم ، خلاف الظاهر ، كيف والدعاء جزاء لخدمته ونصيحة لنصيحته(١) ، مع ورود الحثّ في الدعاء في طلب الولد وسعة الرزق والمال ، والمقامات مختلفة.

واعترض أيضا بأنّه شهادة لنفسه.

وفيه : أنّهم يعتدّون بها لحصول الظن ؛ مع أنّ الظاهر أنّ مراده ليس التزكية ، بل إظهار استجابة دعائهعليه‌السلام ، وشكر صنيعه(٢) عليه‌السلام ، وما رزق من بركة دعائه.

هذا ، والوارد في الكافي : أنّ الصادقعليه‌السلام دعا لطرخان بكثرة المال والولد(٣) ، فتأمّل(٤) .

أقول : فيطس : بشر بن طرخان النخّاس ، روي أنّ أبا عبد اللهعليه‌السلام دعا له بكثرة المال والولد.

الطريق فيه : محمّد بن عيسى(٥) .

وفي الوجيزة : ابن طرخان : ممدوح(٦) .

وفيمشكا : ابن طرخان ، عنه الحسن الوشّاء(٧) .

__________________

(١) في نسخة « ش » بدل ونصيحة لنصيحته : ونصيحته.

(٢) في التعليقة : صنيعته.

(٣) الكافي ٦ : ٥٣٧ / ٣.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٦٩.

(٥) التحرير الطاووسي : ٨٦ / ٥٦.

(٦) الوجيزة : ١٦٨ / ٢٨٢.

(٧) هداية المحدّثين : ٢٥.

١٥٤

٤٥٨ ـ بشر بن كثير :

فيكش : عن الفضل بن شاذان : إنه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام (١) .

٤٥٩ ـ بشر بن مروان الكلابي :

الجعفري ، أسند عنه ،ق (٢) .

٤٦٠ ـ بشر بن مسلمة :

كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتاب ، رواه ابن أبي عمير ،جش (٣) .

وفيصه : ابن مسلمة ، يكنّى أبا صدقة ، كوفي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثقة(٤) .

وفيظم : ابن مسلمة ، ثقة ، يكنّى أبا صدقة(٥) .

وسبق عنست مع بشار(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن مسلمة الثقة ، عنه محمّد بن أبي عمير(٧) .

٤٦١ ـ بشر بن ميمون الوابشي :

النبّال ، كوفي ،ق (٨) .

__________________

(١) رجال الكشّي : ٣٨ / ٧٨.

(٢) رجال الشيخ : ١٥٥ / ٥ ، وفيه بعد الجعفري : الكوفي أبو عمر.

(٣) رجال النجاشي : ١١١ / ٢٨٥.

(٤) الخلاصة : ٢٥ / ٢.

(٥) رجال الشيخ : ٣٤٥ / ٣.

(٦) الفهرست : ٤٠ / ١٢٩.

(٧) هداية المحدّثين : ٢٥ ، وفي نسخة « ش » : عنه ابن أبي عمير.

(٨) رجال الشيخ : ١٥٦ / ١٧ ، وفيه : الكوفي.

١٥٥

وزادقر : وأخوه شمرة(١) ، وهما ابنا أبي أراكة ، واسمه ميمون الوابشي(٢) ، وهو ميمون بن سنجار(٣) .

ويأتي : بشير ، بالياء.

٤٦٢ ـ بشير بن إسماعيل بن عمّار :

من وجوه من روى الحديث ،جش ، في إسحاق بن عمّار(٤) .

وفي نسخة : بشر ، كما تقدّم عنق أيضا(٥) .

أقول : في الوجيزة : بشير بن إسماعيل بن عمّار : ممدوح(٦) .

وفي الحاوي ذكره في الضعاف(٧) ، فتأمّل.

٤٦٣ ـ بشير بن سعد الأنصاري :

شهد بدرا ، وقتل في خلافة أبي بكر باليمن في إمارة خالد بن الوليد ،صه (٨) ؛ ل(٩) .

وفيتعق : ذكره في المقبولين ـ مع أنّه أوّل من بائع في السقيفة أبا بكر من الأنصار ، وقصّته مشهورة(١٠) ـ غريب. وكذا فعلرحمه‌الله في جرير بن‌

__________________

(١) في المصدر : شجرة.

(٢) في المصدر : ميمون مولى بني وابش.

(٣) رجال الشيخ : ١٠٨ / ٤ ، وفيه : الوابشي الهمداني.

(٤) رجال النجاشي : ٧١ / ١٦٩ ، وفيه : بشر.

(٥) رجال الشيخ : ١٥٥ / ١٢ : بشر بن إسماعيل الكوفي.

(٦) الوجيزة : ١٦٩ / ٢٨٥.

(٧) حاوي الأقوال : ٢٣٢ / ١٢٣٥.

(٨) الخلاصة : ٢٥ / ٢ ، وفيه : ابن سعيد.

(٩) رجال الشيخ : ٩ / ٧.

(١٠) راجع شرح ابن أبي الحديد : ٢ / ٥٣.

١٥٦

عبد الله(١) (٢) .

٤٦٤ ـ بشير الكناسي :

في الروضة : يحيى الحلبي ، عن بشير الكناسي ، قال : سمعت الصادقعليه‌السلام يقول : وصلتم وقطع الناس ، وأحببتم وأبغض الناس ، وعرفتم وأنكر الناس(٣) .

وفي الكافي ، في باب فرض طاعة الإمام : حمّاد بن عثمان ، عن بشير العطّار ، عن الصادقعليه‌السلام نحوه(٤) .

فالظاهر اتّصافه بالكناسي والعطّار ، وأنّه معروف.

وفي رواية الحلبي وحمّاد عنه إشعار بالاعتماد عليه ،تعق (٥) .

٤٦٥ ـ بشير النبّال :

روىكش حديثا في طريقه محمّد بن سنان وصالح بن حمّاد(٦) ، وليس صريحا في تعديله ، فأنا في روايته متوقّف ،صه (٧) .

وفيكش ما يأتي في محمّد بن زيد الشحّام(٨) .

وفي د :قر ،ق ،كش ، ممدوح(٩) .

__________________

(١) حيث عدّه في القسم الأول من الخلاصة : ٣٦ / ٢ ؛ وهو من المنحرفين عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وقد هدم عليّعليه‌السلام داره. راجع شرح ابن أبي الحديد : ٤ / ٧٤.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧٠.

(٣) روضة الكافي ٨ : ١٤٦ / ١٢٣.

(٤) الكافي ١ : ١٤٣ / ٣.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧٠.

(٦) في المصدر : ابن أبي حماد.

(٧) الخلاصة : ٢٥ / ٤.

(٨) رجال الكشّي : ٣٦٩ / ٦٨٩.

(٩) رجال ابن داود : ٥٧ / ٢٥٦.

١٥٧

وفيتعق : قال الصدوق في كمال الدين : إنّه من حملة الحديث ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) (٢) .

أقول : في الوجيزة : بشير بن ميمون النبّال : ممدوح(٣) .

٤٦٦ ـ بكّار بن أبي بكر الحضرمي :

الكوفي ،ق (٤) . وفيتعق : روى عنه صفوان بن يحيى بواسطة منذر(٥) ، وفيه نوع اعتماد.

وفي الكافي : بكّار بن بكر ، روى عنه يونس(٦) ، فتأمّل(٧) .

٤٦٧ ـ بكّار بن أحمد بن زياد :

روى عنه ابن الزبير ، لم(٨) .

وفيست : له كتاب الجنائز ، أخبرنا به أحمد بن عبدون ، عن عليّ ابن محمّد بن الزبير القرشي ، عن عليّ بن العبّاس ، عنه.

وله كتاب الزكاة وكتاب الطهارة(٩) ، رواهما عليّ بن العبّاس المقانعي ، عنه.

وله كتاب الحج وكتاب الجامع ، رواهما الحسين بن عبد الكريم‌

__________________

(١) كمال الدين : ٢ / ٣٦٨.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧٠.

(٣) الوجيزة : ١٦٩ / ٢٨٦.

(٤) رجال الشيخ : ١٥٨ / ٤٩.

(٥) التهذيب ٨ : ٣٢٤ / ١٢٠٣ ، وفيه : صفوان ، عن منذر بن جيفر ، عن أبي بكر الحضرمي ، وليس عن ابنه بكّار.

(٦) الكافي ١ : ٢٠٨ / ٢.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧٠.

(٨) رجال الشيخ : ٤٥٦ / ٢.

(٩) كذا ورد في نسخة بدل كما في هامش المصدر ، وفي المتن : الطهور.

١٥٨

الزعفراني ، عنه(١) .

أقول : ظاهره كونه من العلماء ، وكذا عند : ب ، حيث ذكره وعدّ كتبه ولم يشر إلى قدح(٢) .

٤٦٨ ـ بكّار بن عبد الله بن مصعب :

في العيون : أنّه استحلف زبير بن بكّار رجلا من الطالبيّين على شي‌ء بين القبر والمنبر ، فحلف وبرص.

وأبوه بكّار ظلم الرضاعليه‌السلام في شي‌ء ؛ فدعا عليه ، فسقط في وقت دعائه(٣) عليه [ حجر ](٤) من قصر فاندقت عنقه.

وأبوه عبد الله بن مصعب مزّق عهد يحيى بن عبد الله بن الحسن وأمانه(٥) بين يدي الرشيد ، وقال : اقتله يا أمير المؤمنين ، فحمّ من وقته ومات بعد ثلاث ، فانخسف قبره مرّات كثيرة(٦) .

٤٦٩ ـ بكّار بن كردم :

الكوفي ،ق (٧) .

وفيتعق : قيل : كردم ، بفتح الكاف وسكون الراء وفتح الدال المهملة ، يروي عنه ابن أبي عمير(٨) ، ويونس بن عبد الرحمن(٩) .

__________________

(١) الفهرست : ٣٩ / ١٢٨.

(٢) معالم العلماء : ٢٨ / ١٤٦.

(٣) في نسخة « ش » زيادة :عليه‌السلام .

(٤) أثبتناه من المصدر.

(٥) في المصدر : وأهانه.

(٦) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ٢٢٤ / ١.

(٧) رجال الشيخ : ١٥٨ / ٥٢.

(٨) الكافي ٥ : ٣٢١ / ٧.

(٩) الكافي ١ : ١١٩ / ٣.

١٥٩

ويظهر من أخباره حسن عقيدته.

وحكم خالي بحسنه(١) ، لأنّ للصدوق طريقا إليه(٢) .

٤٧٠ ـ بكر بن أحمد بن إبراهيم :

ابن زياد بن موسى بن مالك بن يزيد الأشج ، أبو محمّد ـ الذي يقال له : أشج بني أعصر ، الوارد على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في وفد عبد القيس ـ روى عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، وهو ضعيف.

له كتب ، أبو الحسن عليّ بن محمّد بن جعفر بن رويدة العسكري الحدّاد ، عنه بها ،جش (٣) .

صه إلى قوله : عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، وفيها : أبو عبد الله محمّد ، و : أشج بن عصر. وزاد : يكنّى أبا محمّد العصري ، يزعم أنّه من ولد أشج بن عصر ، يروي الغرائب ، ويعتمد المجاهيل ، وهو ضعيف ، وأمره مظلم(٤) .

أقول : لا يخفى أنّ قول العلاّمةرحمه‌الله : يزعم أنّه من ولد أشج ، ينافي بظاهره سوق نسبه إليه أوّلا ، والسرّ في ذلك أنّهرحمه‌الله جمع بين كلاميجش وغض ، فإنّ الزائد المذكور كلامغض بتمامه كما نقله في النقد(٥) والمجمع(٦) ، فوقع الخلاف بين صدر الكلام وذيله ، فتدبّر.

__________________

(١) الوجيزة : ٣٧٦ / ٧٧.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧٠.

(٣) رجال النجاشي : ١٠٩ / ٢٧٨.

(٤) الخلاصة : ٢٠٨ / ٤ ، وفيها : مالك بن يزيد بن الأشج.

(٥) نقد الرجال : ٥٨ / ٤.

(٦) مجمع الرجال : ١ / ٢٧٢.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

ولعلّ هذه الجملة إشارة إلى القيامة الوارد ذكرها آنفا ، أو أنّها إشارة إلى القرآن ، لأنّه ورد التعبير عنه بـ «الحديث» في بعض الآيات كما في الآية ٣٤ من سورة الطور ، أو أنّ المراد من «الحديث» هو ما جاء من القصص عن هلاك الأمم السابقة أو جميع هذه المعاني.

ثمّ يقول مخاطبا :( وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ وَأَنْتُمْ سامِدُونَ ) أي في غفلة مستمرّة ولهو وتكالب على الدنيا ، مع أنّه لا مجال للضحك هنا ولا الغفلة والجهل ، بل ينبغي أن يبكى على الفرص الفائتة والطاعات المتروكة ، والمعاصي المرتكبة ، وأخيرا فلا بدّ من التوبة والرجوع إلى ظلّ الله ورحمته!

وكلمة سامدون مشتقّة من سمود على وزن جمود ـ ومعناه اللهو والانشغال ورفع الرأس للأعلى تكبّرا وغرورا ، وهي في أصل استعمالها تطلق على البعير حين يرفل في سيره ويرفع رأسه غير مكترث بمن حوله.

فهؤلاء المتكبّرون المغرورون كالحيوانات همّهم الأكل والنوم ، وهم غارقون باللذائذ جاهلون عمّا يحدق بهم من الخطر والعواقب الوخيمة والجزاء الشديد الذي سينالهم.

ويقول القرآن في آخر آية من الآيات محلّ البحث ـ وهي آخر آية من سورة النجم أيضا ـ بعد أن بيّن أبحاثا متعدّدة حول إثبات التوحيد ونفي الشرك :( فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ) .

فإذا أردتم أن تسيروا في الصراط المستقيم والسبيل الحقّ فاسجدوا لذاته المقدّسة فحسب ، إذ لله وحده تنتهي الخطوط في عالم الوجود ، وإذا أردتم النجاة من العواقب الوخيمة التي أصابت الأمم السالفة لشركهم وكفرهم فوقعوا في قبضة عذاب الله ، فاعبدوا الله وحده.

الذي يجلب النظر ـ كما جاء في روايات متعدّدة ـ أنّ النّبي عند ما تلا هذه الآية وسمعها المؤمنون والكافرون سجدوا لها جميعا.

٢٨١

ووفقا لبعض الرّوايات أن الوحيد الذي لم يسجد لهذه الآية عند سماعها هو «الوليد بن المغيرة» [لعلّه لم يستطع أن ينحني للسجود] فأخذ قبضة من التراب ووضعها على جبهته فكان سجوده بهذه الصورة.

ولا مكان للتعجّب أن يسجد لهذه الآية حتى المشركون وعبدة الأصنام ، لأنّ لحن الآيات البليغ من جهة ، ومحتواها المؤثّر من جهة اخرى وما فيها من تهديد للمشركين من جهة ثالثة ، وتلاوة هذه الآيات على لسان النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المرحلة الاولى من نزول الآيات عن لسان الوحي من جهة رابعة كلّ هذه الأمور كان لها دور في التأثير والنفوذ إلى القلوب حتّى أنّه لم يبق أيّ قلب إلّا اهتزّ لجلال آيات الله وألقى عنه. ستار الضلال وحجب العناد ـ ولو مؤقتا ـ ودخله نور التوحيد المشعّ!.

وإذا تلونا الآية ـ بأنفسنا ـ وأنعمنا النظر فيها بكلّ دقّة وتأمّل وحضور قلب وتصوّرنا أنفسنا أمام النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي جوّ نزول الآيات وبقطع النظر ـ عن اعتقادنا الإسلامي ـ نجد أنفسنا ملزمين على السجود عند تلاوتنا لهذه الآية وأنّ نحني رؤوسنا إجلالا لربّ الجلال!

وليست هذه هي المرّة الاولى التي يترك القرآن بها أثره في قلوب المنكرين ويجذبهم إليه دون اختيارهم ، إذ ورد في قصّة «الوليد بن المغيرة» أنّه لمّا سمع آيات فصّلت وبلغ النّبي (في قوله) إلى الآية :( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ ) قام من مجلسه واهتزّ لها وجاء إلى البيت فظنّ جماعة من المشركين أنّه صبا إلى دين محمّد.

فبناء على هذا ، لا حاجة أن نقول بأنّ جماعة من الشياطين أو جماعة من المشركين الخبثاء حضروا عند النّبي ولمّا سمعوا النّبي يتلو الآية :( أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى ) بسطوا ألسنتهم وقالوا : تلك الغرانيق العلى!! ولذلك انجذب المشركون لهذه الآيات فسجدوا أيضا عند تلاوة النّبي آية السجدة!

٢٨٢

لأنّنا كما أشرنا آنفا في تفسير هذه الآيات. انّ الآيات التي تلت هذه الآيات عنّفت المشركين ولم تدع مجالا للشكّ والتردّد والخطأ لأي أحد (في مفهوم الآية) [لمزيد الإيضاح يراجع تفسير الآيتين ١٩ و٢٠ من هذه السورة].

وينبغي الالتفات أيضا إلى أنّ الآية الآنفة يجب السجود عند تلاوتها ، ولحن الآية التي جاءت مبتدئة بصيغة الأمر ـ والأمر دالّ على الوجوب ـ شاهد على هذا المعنى.

وهكذا فإنّ هذه السورة ثالثة السور الوارد فيها سجود واجب ، أي هي بعد سورة الم السجدة ، وحم السجدة وإن كان بعضهم يرى بأنّ أوّل سورة فيها سجود واجب نزلت على النّبي من الناحية التاريخية ـ هي هذه السورة.

اللهمّ أنر قلوبنا بأنوار معرفتك لئلّا نعبد سواك شيئا ولا نسجد إلّا لك.

اللهمّ إنّ مفاتيح الرحمة والخير كلّها بيد قدرتك ، فارزقنا من خير مواهبك وعطاياك ، أي رضاك يا ربّ العالمين.

اللهمّ ارزقنا بصيرة في العبر ـ لنعتبر بالأمم السالفة وعاقبة ظلمها وأن نحذر الاقتفاء على آثارهم

آمين يا ربّ العالمين.

* * *

انتهت سورة النجّم

٢٨٣
٢٨٤

سورة

القمر

مكّية

وعدد آياتها خمس وخمسون آية

٢٨٥
٢٨٦

«سورة القمر»

محتوى السورة :

تحوي هذه السّورة خصوصيات السور المكيّة التي تتناول الأبحاث الأساسيّة حول المبدأ والمعاد ، وخصوصا العقوبات التي نزلت بالأمم السالفة ، وذلك نتيجة عنادهم ولجاجتهم في طريق الكفر والظلم والفساد ممّا أدّى بها الواحدة تلو الاخرى إلى الابتلاء بالعذاب الإلهي الشديد ، وسبّب لهم الدمار العظيم.

ونلاحظ في هذه السورة تكرار قوله تعالى :( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) وذلك بعد كلّ مشهد من مشاهد العذاب الذي يحلّ بالأمم لكي يكون درسا وعظة للمسلمين والكفّار.

ويمكن تلخيص أبحاث هذه السورة في عدّة أقسام هي :

١ ـ تبدأ السورة بالحديث عن قرب وقوع يوم القيامة ، وموضوع شقّ القمر ، وإصرار وعناد المخالفين في إنكار الآيات الإلهيّة.

٢ ـ والقسم الثاني يبحث بتركيز واختصار عن أوّل قوم تمرّدوا على الأوامر الإلهيّة ، وهم قوم نوح ، وكيفيّة نزول البلاء عليهم.

٣ ـ أمّا القسم الثالث فإنّه يتعرّض إلى قصّة قوم «عاد» وأليم العذاب الذي حلّ بهم.

٤ ـ وفي القسم الرابع تتحدّث الآيات عن قوم «ثمود» ومعارضتهم لنبيّهم صالحعليه‌السلام وبيان معجزة الناقة ، وأخيرا ابتلاؤهم بالصيحة السماوية.

٥ ـ تتطرّق الآيات بعد ذلك إلى الحديث عن قوم «لوط» ضمن بيان واف

٢٨٧

لانحرافهم الأخلاقي ثمّ عن السخط الإلهي عليهم وابتلائهم بالعقاب الرّباني.

٦ ـ وفي القسم السادس تركّز الآيات الكريمة ـ بصورة موجزة ـ الحديث عن آل فرعون ، وما نزل بهم من العذاب الأليم جزاء كفرهم وضلالهم.

٧ ـ وفي القسم الأخير تعرض مقارنة بين هذه الأمم ومشركي مكّة ومخالفي الرّسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمستقبل الخطير الذي ينتظر مشركي مكّة فيما إذا استمرّوا على عنادهم وإصرارهم في رفض الدعوة الإلهيّة.

وتنتهي السورة ببيان صور ومشاهد من معاقبة المشركين ، وجزاء وأجر المؤمنين والمتّقين.

وسورة القمر تتميّز آياتها بالقصر والقوّة والحركية.

وقد سمّيت هذه السورة بـ (سورة القمر) لأنّ الآية الاولى منها تتحدّث عن شقّ القمر.

فضيلة تلاوة سورة القمر :

ورد عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال :

«من قرأ سورة اقتربت الساعة في كلّ غبّ بعث يوم القيامة ووجهه على صورة القمر ليلة البدر ، ومن قرأها كلّ ليلة كان أفضل وجاء يوم القيامة ووجهه مسفر على وجوه الخلائق»(١) .

ومن الطبيعي أن تكون النورانية التي تتّسم بها هذه الوجوه تعبيرا عن الحالة الإيمانية الراسخة في قلوبهم نتيجة التأمّل والتفكّر في آيات هذه السورة المباركة والعمل بها بعيدا عن التلاوة السطحية الفارغة من التدبّر في آيات الله.

* * *

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ٩ (بداية سورة القمر).

٢٨٨

الآيات

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (٣) )

التّفسير

شقّ القمر!!

يتناول الحديث في الآية الاولى حادثتين مهمّتين :

أحدهما : قرب وقوع يوم القيامة ، والذي يقترن بأعظم تغيير في عالم الخلق ، وبداية لحياة جديدة في عالم آخر ، ذلك العالم الذي يقصر فكرنا عن إدراكه نتيجة محدودية علمنا واستيعابنا للمعرفة الكونية.

والحادثة الثانية التي تتحدّث الآية الكريمة عنها هي معجزة انشقاق القمر العظيمة التي تدلّل على قدرة البارئعزوجل المطلقة ، وكذلك تدلّ ـ أيضا ـ على صدق دعوة الرّسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال تعالى :( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ) .

٢٨٩

وجدير بالذكر أنّ سورة النجم التي أنهت آياتها المباركة بالحديث عن يوم القيامة( أَزِفَتِ الْآزِفَةُ ) تستقبل آيات سورة القمر بهذا المعنى أيضا ، ممّا يؤكّد قرب وقوع اليوم الموعود رغم أنّه عند ما يقاس بالمقياس الدنيوي فقد يستغرق آلاف السنين ويتوضّح هذا المفهوم ، حينما نتصوّر مجموع عمر عالمنا هذا من جهة ، ومن جهة اخرى عند ما نقارن جميع عمر الدنيا في مقابل عمر الآخرة فانّها لا تكون سوى لحظة واحدة.

إنّ اقتران ذكر هاتين الحادثتين في الآية الكريمة : «انشقاق القمر واقتراب الساعة» دليل على قرب وقوع يوم القيامة ، كما ذكر ذلك قسم من المفسّرين حيث أنّ ظهور الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وهو آخر الأنبياء ـ قرينة على قرب وقوع اليوم المشهود قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «بعثت أنا والساعة كهاتين»(١) مشيرا إلى إصبعيه الكريمين.

ومن جهة اخرى ، فإنّ انشقاق القمر دليل على إمكانية اضطراب النظام الكوني ، ونموذج مصغّر للحوادث العظيمة التي تسبق وقوع يوم القيامة في هذا العالم ، حيث اندثار الكواكب والنجوم والأرض يعني حدوث عالم جديد ، استنادا إلى الرّوايات المشهورة التي ادّعى البعض تواترها.

قال ابن عبّاس : اجتمع المشركون إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالوا : إن كنت صادقا فشقّ لنا القمر فلقتين ، فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إن فعلت تؤمنون؟» قالوا : نعم ، وكانت ليلة بدر فسأل رسول الله ربّه أن يعطيه ما قالوا ، فانشقّ القمر فلقتين ورسول الله ينادي : «يا فلان يا فلان ، اشهدوا»(٢) .

ولعلّ التساؤل يثار هنا عن كيفية حصول هذه الظاهرة الكونية : (انشقاق هذا الجرم السماوي العظيم) وعن مدى تأثيره على الكرة الأرضية والمنظومة

__________________

(١) تفسير الفخر الرازي ، ج ٢٩ ، ص ٢٩.

(٢) ذكر في مجمع البيان وكتب تفسير اخرى في هامش تفسير الآية مورد البحث.

٢٩٠

الشمسية ، وكذلك عن طبيعة القوّة الجاذبة التي أعادت فلقتي القمر إلى وضعهما السابق ، وعن كيفيّة حصول مثل هذا الحدث؟ ولماذا لم يتطرّق التاريخ إلى ذكر شيء عنه؟ بالإضافة إلى مجموعة تساؤلات اخرى حول هذا الموضوع والتي سنجيب عليها بصورة تفصيليّة في هذا البحث إن شاء الله.

والنقطة الجديرة بالذكر هنا أنّ بعض المفسّرين الذين تأثّروا بوجهات نظر غير سليمة ، وأنكروا كلّ معجزة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عدا القرآن الكريم ، عند ما التفتوا إلى وضوح الآية الكريمة محلّ البحث والرّوايات الكثيرة التي وردت في كتب علماء الإسلام في هذا المجال ، واجهوا عناءا في توجيه هذه المعجزة الربّانية ، وحاولوا نفي الظاهرة الإعجازية لهذا الحادث

والحقيقة أنّ مسألة «انشقاق القمر» كانت معجزة ، والآيات اللاحقة تحمل الدلائل الواضحة على صحّة هذا الأمر كما سنرى ذلك إن شاء الله.

لقد كان جديرا بهؤلاء أن يصحّحوا وجهات نظرهم تلك ، ليعلموا أنّ للرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معجزات عديدة أيضا.

وإذا أريد الاستفادة من الآيات القرآنية لنفي المعجزات فإنّها تنفي المعجزات المقترحة من قبل المشركين المعاندين الذين لم يقصدوا قبول دعوة الحقّ من أوّل الأمر ولم يستجيبوا للرسول الأكرم بعد إنجاز المعجز ، لكن المعجزات التي تطلب من الرّسول من أجل الاطمئنان إلى الحقّ والإيمان به كانت تنجز من قبله ، ولدينا دلائل عديدة على هذا الأمر في تأريخ حياة الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

يقول سبحانه :( وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ) .

والمراد من قوله تعالى «مستمر» أنّهم شاهدوا من الرّسول الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معجزات عديدة ، وشقّ القمر هو استمرار لهذه المعاجز ، وأنّهم كانوا يبرّرون إعراضهم عن الإيمان وعدم الاستسلام لدعوة الحقّ وذلك بقولهم : إنّ هذه المعاجز كانت «سحر مستمر».

٢٩١

وهنالك بعض المفسّرين من فسّر «مستمر» بمعنى «قوي» كما قالوا : (حبل مرير) أي : محكم ، والبعض فسّرها بمعنى : الطارئ وغير الثابت ، ولكن التّفسير الأنسب هو التّفسير الأوّل.

أمّا قوله تعالى :( وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ) فإنّه يشير إلى سبب مخالفتهم وعنادهم وسوء العاقبة التي تنتظرهم نتيجة لهذا الإصرار.

إنّ مصدر خلاف هؤلاء وتكذيبهم للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو تكذيب معاجزه ودلائله ، وكذلك تكذيب يوم القيامة ، هو اتّباع هوى النفس.

إنّ حالة التعصّب والعناد وحبّ الذات لم تسمح لهم بالاستسلام للحقّ ، ومن جهة اخرى فإنّ المشركين ركنوا للملذّات الرخيصة بعيدا عن ضوابط المسؤولية ، وذلك إشباعا لرغباتهم وشهواتهم ، وكذلك فإنّ تلوّث نفوسهم بالآثام حال دون استجابتهم لدعوة الحقّ ، لأنّ قبول هذه الدعوة يفرض عليهم التزامات ومسئوليات الإيمان والاستجابة للتكاليف

نعم إنّ هوى النفس كان وسيبقى السبب الرئيسي في إبعاد الناس عن مسير الحقّ

وبالنسبة لقوله تعالى :( وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ) ، يعني أنّ كلّ إنسان يجازى بعمله وفعله ، فالصالحون سيكون مستقرّهم صالحا ، والأشرار سيكون مستقرّهم الشرّ.

ويحتمل أن يكون المراد في هذا التعبير هو أنّ كلّ شيء في هذا العالم لا يفنى ولا يزول ، فالأعمال الصالحة أو السيّئة تبقى مع الإنسان حتّى يرى جزاء ما فعل.

ويحتمل أن يكون تفسير الآية السابقة أنّ الأكاذيب والاتّهامات لا تقوى على الاستمرار الأبدي في إطفاء نور الحقّ والتكتّم عليه ، حيث إنّ كلّ شيء (خير أو شرّ) يسير بالاتّجاه الذي يصبّ في المكان الملائم له ، حيث إنّ الحقّ سيظهر وجهه الناصح مهما حاول المغرضون إطفاءه ، كما أنّ وجه الباطل القبيح سيظهر قبحه كذلك ، وهذه سنّة إلهيّة في عالم الوجود.

٢٩٢

وهذه التفاسير لا تتنافى فيما بينها ، حيث يمكن جمعها في مفهوم هذه الآية الكريمة.

* * *

بحوث

١ ـ شقّ القمر معجزة كبيرة للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومع ذلك فإنّ بعض الأشخاص السطحيين يصرّون على إخراج هذا الحادث من حالة الإعجاز ، حيث قالوا : إنّ الآية الكريمة تحدّثنا فقط عن المستقبل وعن أشراط الساعة ، وهي الحوادث التي تسبق وقوع يوم القيامة

لقد غاب عن هؤلاء أنّ الأدلّة العديدة الموجودة في الآية تؤكّد على حدوث هذه المعجزة ، ومن ضمنها ذكر الفعل (انشقّ) بصيغة الماضي ، وهذا يعني أنّ (أشقّ القمر) شيء قد حدث كما أنّ قرب وقوع يوم القيامة قد تحقّق ، وذلك بظهور آخر الأنبياء محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

بالإضافة إلى ذلك ، إن لم تكن الآية قد تحدّثت عن وقوع معجزة ، فلا يوجد أي تناسب أو انسجام بينها وبين ما ورد في الآية اللاحقة حول افترائهم على الرّسول بأنّه (ساحر) وكذلك قوله :( وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ ) والتي تخبر الآية هنا عن تكذيبهم للرسالة والرّسول ومعاجزه.

إضافة إلى ذلك فإنّ الرّوايات العديدة المذكورة في الكتب الإسلامية ، والتي بلغت حدّ التواتر نقلت وقوع هذه المعجزة ، وبذلك أصبحت غير قابلة للإنكار.

ونشير هنا إلى روايتين منها :

الاولى : أوردها الفخر الرازي أحد المفسّرين السنّة ، والاخرى للعلّامة الطبرسي أحد المفسّرين الشيعة.

يقول الفخر الرازي : «والمفسّرون بأسرهم على أنّ المراد أنّ القمر انشقّ

٢٩٣

وحصل فيه الإنشقاق ، ودلّت الأخبار على حديث الإنشقاق ، وفي الصحيح خبر مشهور رواه جمع من الصحابة والقرآن أدلّ دليل وأقوى مثبت له وإمكانه لا يشكّ فيه ، وقد أخبر عنه الصادق فيجب إعتقاد وقوعه»(١) .

أمّا عن نظرية بطليموس والقائلة بأنّ (الأفلاك السماوية ليس بإمكانها أن تنفصل أو تلتئم) فإنّها باطلة وليس لها أي أساس أو سند علمي ، حيث إنّه ثبت من خلال الأدلّة العقليّة أنّ انفصال الكواكب في السماء أمر ممكن.

ويقول العلّامة الطبرسي في (مجمع البيان) : لقد أجمع المفسّرون والمحدّثون سوى عطاء والحسين والبلخي الذين ذكرهم ذكرا عابرا ، أنّ معجزة شقّ القمر كانت في زمن الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ونقل أنّ حذيفة ـ وهو أحد الصحابة المعروفين ـ ذكر قصّة شقّ القمر في جمع غفير في مسجد المدائن ولم يعترض عليه أحد من الحاضرين ، مع العلم أنّ كثيرا منهم قد عاصر زمن الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (ونقل هذا الحديث في هامش الآية المذكورة في الدرّ المنثور والقرطبي).

وممّا تقدّم يتّضح جيّدا أنّ مسألة شقّ القمر أمر غير قابل للإنكار ، سواء من الآية نفسها والقرائن الموجودة فيها ، أو من خلال الأحاديث والرّوايات ، أو أقوال المفسّرين ، ومن الطبيعي أن تطرح أسئلة اخرى حول الموضوع سنجيب عنها إن شاء الله فيما بعد.

٢ ـ مسألة شقّ القمر والعلم الحديث :

السؤال المهمّ المطروح في هذا البحث هو : هل أنّ الأجرام السماوية يمكنها أن تنفصل وتنشقّ؟ وما موقف العلم الحديث من ذلك؟

__________________

(١) التّفسير الكبير ، الفخر الرازي ، ج ٢٩ ، ص ٢٨ ، أوّل سورة القمر.

٢٩٤

وللإجابة على هذا السؤال وبناء على النتائج التي توصّل إليها العلماء الفلكيون ، فإنّ مثل هذا الأمر في نظرهم ليس بدرجة من التعقيد بحيث يستحيل تصوّره إنّ الاكتشافات العلمية التي توصّل إليها الباحثون تؤكّد أنّ مثل هذه الحوادث مضافا إلى أنّها ليست مستحيلة فقد لوحظت نماذج عديدة من هذا القبيل ولعدّة مرّات مع اختلاف العوامل المؤثّرة في كلّ حالة.

وبعبارة اخرى : فقد لوحظ أنّ مجموعة انفجارات وانشقاقات قد وقعت في المنظومة الشمسية ، بل في سائر الأجرام السماوية.

ويمكن ذكر بعض النماذج كشواهد على هذه الظواهر

أ ـ ظهور المنظومة الشمسية :

إنّ هذه النظرية المقبولة لدى جميع العلماء تقول : إنّ جميع كرات المنظومة الشمسية كانت في الأصل جزءا من الشمس ثمّ انفصلت عنها ، حيث أصبحت كلّ واحدة منها تدور في مدارها الخاصّ بها غاية الأمر هناك كلام في السبب لهذا الانفصال

يعتقد (لا پلاس) أنّ العامل المسبّب لانفصال القطع الصغيرة من الشمس هي : (القوّة الطاردة) التي توجد في المنطقة الإستوائية لها ، حيث أنّ الشمس كانت تعتبر ولحدّ الآن كتلة ملتهبة ، وضمن دورانها حول نفسها فإنّ السرعة الموجودة في المنطقة الإستوائية لها تسبّب تناثر بعض القطع منها في الفضاء ممّا يجعل هذه القطع تدور حول مركزها الأصلي (الشمس).

ولكن العلماء الذين جاءوا بعد (لا پلاس) توصّلوا من خلال تحقيقاتهم إلى فرضية اخرى تقول : إنّ السبب الأساس لحدوث الانفصال في الأجرام السماوية عن الشمس هو حالة المدّ والجزر الشديدين التي حدثت على سطح الشمس نتيجة عبور نجمة عظيمة بالقرب منها.

٢٩٥

الأشخاص المؤيّدون لهذه النظرية الذين يرون أنّ الحركة الوضعية للشمس في ذلك الوقت لا تستطيع أن تعطي الجواب الشافعي لأسباب هذا الانفصال ، قالوا : إنّ حالة المدّ والجزر الحاصلة في الشمس أحدثت أمواجا عظيمة على سطحها. كما في سقوط حجر كبير في مياه المحيط ، وبسبب ذلك تناثرت قطع من الشمس الواحدة تلو الاخرى إلى الخارج ، ودارت ضمن مدار الكرة الامّ (الشمس).

وعلى كلّ حال فإنّ العامل المسبّب لهذا الانفصال أيّا كان لا يمنعنا من الإعتقاد أنّ ظهور المنظومة الشمسية كان عن طريق الإنشقاق والانفصال.

ب ـ (الأستروئيدات):

الأستروئيدات : هي قطع من الصخور السماوية العظيمة تدور حول المنظومة الشمسية ، ويطلق عليها في بعض الأحيان بـ (الكرات الصغيرة) و (شبه الكواكب السيارة) يبلغ قطر كبراها (٢٥) كم ، لكن الغالبية منها أصغر من ذلك.

ويعتقد العلماء أنّ «الأستروئيدات» هي بقايا كوكب عظيم كان يدور في مدار بين مداري المريخ والمشتري تعرّض إلى عوامل غير واضحة ممّا أدّى إلى انفجاره وتناثره.

لقد ثمّ اكتشاف ومشاهدة أكثر من خمسة آلاف من (الأستروئيدات) لحدّ الآن ، وقد تمّ تسمية عدد كثير من هذه القطع الكبيرة ، وتمّ حساب حجمها ومقدار ومدّة حركتها حول الشمس ، ويعلّق علماء الفضاء أهميّة بالغه على الأستروئيدات ، حيث يعتقدون أنّ بالإمكان الاستفادة منها في بعض الأحيان كمحطّات للسفر إلى المناطق الفضائية النائية.

كان هذا نموذج آخر لانشقاق الأجرام السماوية.

٢٩٦

ج ـ الشهب :

الشهب : أحجار سماوية صغيرة جدّا ، حتّى أنّ البعض منها لا يتجاوز حجم (البندقة) ، وهي تسير بسرعة فائقة في مدار خاصّ حول الشمس وقد يتقاطع مسيرها مع مدار الأرض أحيانا فتنجذب إلى الأرض ، ونظرا لسرعتها الخاطفة التي تتميّز بها ـ تصطدم بشدّة مع الهواء المحيط بالأرض ، فترتفع درجة حرارتها بشدّة فتشتعل وتتبيّن لنا كخطّ مضيء وهّاج بين طبقات الجوّ ويسمّى بالشهاب.

وأحيانا نتصوّر أنّ كلّ واحدة منها تمثّل نجمة نائية في حالة سقوط ، إلّا أنّها في الحقيقة عبارة عن شهاب صغير مشتعل على مسافة قريبة يتحوّل فيما بعد إلى رماد.

ويلتقي مداري الشهب والكرة الأرضية في نقطتين هما نقطتا تقاطع المدارين وذلك في شهري (آب وكانون الثاني) حيث يصبح بالإمكان رؤية الشهب بصورة أكثر في هذين الشهرين.

ويقول العلماء : إنّ الشهب هي بقايا نجمة مذنّبة انفجرت وتناثرت أجزاؤها بسبب جملة عوامل غير واضحة وهذا نموذج آخر من الإنشقاق في الأجرام السماوية.

وعلى كلّ حال ، فإنّ الإنفجار والإنشقاق في الكرات السماوية ليس بالأمر الجديد ، وليس بالأمر المستحيل من الناحية العلمية ، ومن هنا فلا معنى حينئذ للقول بأنّ الإعجاز لا يمكن أن يتعلّق بالحال.

هذا كلّه عن مسألة الإنشقاق.

أمّا موضوع رجوع القطعتين المنفصلتين إلى وضعهما الطبيعي السابق تحت تأثير قوى الجاذبية التي تربط القطعتين فهو الآخر أمر ممكن.

ورغم أنّ الإعتقاد السائد قديما في علم الهيئة القديم طبق نظرية (بطليموس) واعتقاده بالأفلاك التسعة التي هي بمثابة قشور البصل في تركيبها ـ الواحدة على

٢٩٧

الاخرى ـ فأيّ جسم لا يستطيع أن يخترقها صعودا أو نزولا ، ولذلك فانّ أتباع هذه النظرية ينكرون المعراج الجسماني واختراقه للأفلاك التسعد ، كما أنّه لا يمكن وفقا لهذه النظريات انشقاق القمر ، ومن ثمّ التئامه ، ولذلك أنكروا مسألة شقّ القمر ، ولكن اليوم أصبحت فرضية (بطليموس) أقرب للخيال والأساطير منها للواقع ، ولم يبق أثر للأفلاك التسعة ، وأصبحت الأجواء لا تساعد لتقبّل مثل هذه الآراء.

وغني عن القول أنّ ظاهرة شقّ القمر كانت معجزة ، ولذا فإنّها لم تتأثّر بعامل طبيعي اعتيادي ، والشيء الذي يراد توضيحه هنا هو بيان إمكانية هذه الحادثة ، لأنّ المعجزة لا تتعلّق بالأمر المحال.

٣ ـ شقّ القمر تاريخيّا :

لقد طرح البعض من غير المطّلعين إشكالا آخر على مسألة شقّ القمر ، حيث ذكروا أنّ مسألة شقّ القمر لها أهميّة بالغة ، فإذا كانت حقيقيّة فلما ذا لم تذكر في كتب التأريخ؟

ومن أجل أن تتوضّح أهميّة هذا الإشكال لا بدّ من الإلمام والدراسة الدقيقة لمختلف جوانب هذا الموضوع ، وهو كما يلي :

أ ـ يجب الالتفات إلى أنّ القمر يرى في نصف الكرة الأرضية فقط ، وليس في جميعها ، ولذا فلا بدّ من إسقاط نصف مجموع سكّان الكرة الأرضية من إمكانية رؤية حادثة شقّ القمر وقت حصولها.

ب ـ وفي نصف الكرة الأرضية التي يرى فيها القمر فإنّ أكثر الناس في حالة سبات وذلك لحدوث هذه الظاهرة بعد منتصف الليل.

ج ـ ليس هنالك ما يمنع من أن تكون الغيوم قد حجبت قسما كبيرا من السماء ، وبذلك يتعذّر رؤية القمر لسكّان تلك المناطق.

٢٩٨

د ـ إنّ الحوادث السماوية التي تلفت انتباه الناس تكون غالبا مصحوبة بصوت أو عتمة كما في الصاعقة التي تقترن بصوت شديد أو الخسوف والكسوف الكليين الذي يقترن كلّ منها بانعدام الضوء تقريبا ولمدّة طويلة.

لذلك فإنّ الحالات التي يكون فيها الخسوف جزئيا أو خفيفا نلاحظ أنّ الغالبية من الناس لم تحط به علما ، اللهمّ إلّا عن طريق التنبيه المسبق عنه من قبل المنجّمين ، بل يحدث أحيانا خسوف كلّي وقسم كبير من الناس لا يعلمون به.

لذا فإنّ علماء الفلك الذين يقومون بر صد الكواكب أو الأشخاص الذين يتّفق وقوع نظرهم في السماء وقت الحادث هم الذين يطّلعون على هذا الأمر ويخبرون الآخرين به.

وبناء على هذا ونظرا لقصر مدّة المعجزة (شقّ القمر) فلن يكون بالمقدور أن تلفت الأنظار إليها على الصعيد العالمي ، خصوصا وأنّ غالبية الناس في ذلك الوقت لم تكن مهتّمة بمتابعة الأجرام السماوية.

ه ـ وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الوسائل المستخدمة في تثبيت نشر الحوادث التأريخية في ذلك الوقت ، ومحدودية الطبقة المتعلّمة ، وكذلك طبيعة الكتب الخطيّة التي لم تكن بصورة كافية كما هو الحال في هذا العصر حيث تنشر الحوادث المهمّة بسرعة فائقة بمختلف الوسائل الإعلامية في كلّ أنحاء العالم عن طريق الإذاعة والتلفزيون والصحف كلّ هذه الأمور لا بدّ من أخذها بنظر الإعتبار في محدودية الاطلاع على حادثة (شقّ القمر).

ومع ملاحظة هذا الأمر والأمور الاخرى السابقة فلا عجب أبدا من عدم تثبيت هذه الحادثة في التواريخ غير الإسلامية ، ولا يمكن اعتبار ذلك دليلا على نفيها.

٢٩٩

٤ ـ تأريخ وقوع هذه المعجزة :

من الواضح أنّه لا خلاف بين المفسّرين ورواة الحديث حول حدوث ظاهرة شقّ القمر في مكّة وقبل هجرة الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لكن الذي يستفاد من بعض الرّوايات هو أنّ حدوث هذا الأمر كان في بداية بعثة الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) . في حين يستفاد من البعض الآخر أنّ حدوث هذا الأمر قد وقع قرب هجرة الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي آخر عهده بمكّة ، وكان استجابة لطلب جماعة قدموا من المدينة لمعرفة الحقّ وأتباعه ، إذ أنّهم بعد رؤيتهم لهذه المعجزة آمنوا وبايعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في العقبة(٢) .

ونقرأ في بعض الرّوايات أيضا أنّ سبب اقتراح شقّ القمر كان من أجل المزيد من الاطمئنان بمعاجز الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنّها لم تكن سحرا لأنّ السحر عادة يكون في الأمور الأرضية(٣) . ومع ذلك فإنّ قسما من المتعصّبين والمعاندين لم يؤمنوا برغم مشاهدتهم لهذا الإعجاز ، وتتعلّلوا بأنّهم ينتظرون قوافل الشام واليمن ، فإنّ أيّدوا هذا الحادث ورؤيتهم له آمنوا ومع إخبار المسافرين لهم بذلك ، إلّا أنّهم بقوا مصرّين على الكفر رافضين للإيمان(٤) .

والنقطة الأخيرة الجديرة بالذكر أنّ هذه المعجزة العظيمة والكثير من المعاجز الاخرى ذكرت في التواريخ والرّوايات الضعيفة مقترنة ببعض الخرافات والأساطير ، ممّا أدّى إلى حصول تشويش في أذهان العلماء بشأنها ، كما في نزول قطعة من القمر إلى الأرض. لذا فإنّ من الضروري فصل هذه الخرافات وعزلها بدقّة وغربلة الصحيح من غيره ، حتّى تبقى الحقائق بعيدة عن التشويش ومحتفظة بمقوّماتها الموضوعية.

* * *

__________________

(١) بحار الأنوار ، ج ١٧ ، ص ٣٥٤ حديث (٨).

(٢) بحار الأنوار ، ج ١٧ ، ص ٣٥٢ حديث (١).

(٣) بحار الأنوار ، ج ١٧ ، ص ٣٥٥ حديث (١٠).

(٤) الدرّ المنثور ، ج ٦ ، ص ١٢٣.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500