منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-90-6
الصفحات: 500

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 258810 / تحميل: 5399
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٠-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

قبائل شتّى اجتمعوا على النصرانيّة بالحيرة(١) .

٤٤٠ ـ بزيع :

فيكش : سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن خالد الطيالسي ، عن ابن أبي نجران ، عن ابن سنان ، قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّا أهل بيت صادقون ، لا نخلو من كذّاب يكذب علينا ، فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس.

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أصدق البريّة لهجة ، وكان مسيلمة(٢) يكذب عليه.

وكان أمير المؤمنينعليه‌السلام أصدق من برأ الله من بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب عبد الله بن سبإ لعنه الله.

وكان أبو عبد الله(٣) عليه‌السلام قد ابتلي بالمختار.

ثمّ ذكرعليه‌السلام الحارث الشامي وبنان(٤) فقال : كانا يكذبان على عليّ بن الحسينعليه‌السلام .

ثمّ ذكر المغيرة بن سعيد وبزيعا والسري وأبا الخطّاب ومعمرا وبشّار الأشعري وحمزة الزبيدي(٥) وصائد النهدي وقال : لعنهم الله ، وأذاقهم الله حرّ الحديد(٦) .

__________________

(١) القاموس المحيط : ١ / ٣١١.

(٢) في نسخة « م » : مسلمة.

(٣) في المصدر زيادة : الحسين بن علي.

(٤) في المصدر : وبيان.

(٥) في المصدر : البربري.

(٦) رجال الكشّي : ٣٠٥ / ٥٤٩ ، وزاد قبل وأذاقهم الله : إنّا لا نخلو من كذّاب أو عاجز الرأي ، كفاتا الله مؤنة كل كذّاب.

١٤١

وفيصه : روي بهذا الطريق المتقدّم ـ أي هذا الطريق المتقدم ـ أنّ الصادقعليه‌السلام لعنه له ولبنان(١) .

أقول : ويأتي في الألقاب إن شاء الله(٢) .

٤٤١ ـ بسّام بن عبد الله الصيرفي :

الأسدي ، مولاهم ، أسند عنه ،ق (٣) .

وفيقر : يكنّى أبا عبد الله ، مولى بني هاشم(٤) .

وفيكش في بسّام الصيرفي ، ثمّ ذكر ما مرّ في إسماعيل بن جعفرعليه‌السلام (٥) .

وفيطس : الحديث غير معتبر(٦) .

وفيقب : بسّام بن عبد الله الصيرفي الكوفي ، صدوق من الخامسة(٧) .

وفي تهذيب الكمال بعد الصيرفي : أبو الحسن الكوفي ، روى عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، وجعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، وزيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، والحسن بن‌

__________________

(١) الخلاصة : ٢٠٩ / ٥.

(٢) يأتي في الألقاب في البزيعية.

(٣) رجال الشيخ : ١٥٩ / ٨٤ ، وفيه : أبو عبد الله الأسدي.

(٤) رجال الشيخ : ١١٠ / ٢٤.

(٥) رجال الكشّي : ٢٤٤ / ٤٤٩ ، وفيه : عن عنبسة العابد قال : كنت مع جعفر بن محمّدعليهما‌السلام بباب الخليفة أبي جعفر بالحيرة حين أتي ببسّام وإسماعيل بن جعفر بن محمّد ، فادخلا على أبي جعفر ، قال : فأخرج بسّام مقتولا. إلى آخره.

(٦) التحرير الطاووسي : ٨٤ / ٥٤.

(٧) تقريب التهذيب ١ : ٩٦ / ٣١ ، وزاد بعد الكوفي : أبو الحسن.

١٤٢

عمرو العقمي(١) ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي ، ويحيى بن بسّام. ثمّ قال :

قال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : صالح.

وقال عياش(٢) ، عن يحيى : ثقة.

وقال أبو حاتم : صالح الحديث ، لا بأس به(٣) .

(أقول : يظهر من مجموع ما ذكر حسنه ، مضافا إلى كونه : أسند عنه ؛ ولذا في الوجيزة : ممدوح(٤) )(٥) .

٤٤٢ ـ بسر بن أرطاة :

وقيل : ابن أبي أرطاة ، القرشي لعنه الله(٦) ، هو الذي قتل ابني عبد الله ابن العبّاس ، ل(٧) .

وزادصه : قثم وعبد الرحمن ، وفيها : ابني عبيد الله ، وهو الصواب.

وليس فيها : وقيل ابن أبي أرطاة(٨) وفي د : ابني عبد الله(٩) .

أقول : كان عبيد الله بن العبّاس عامل عليّعليه‌السلام على اليمن ، فبعث معاوية بسرا هذا إليها ليقتل من بها من شيعتهعليه‌السلام ، وهرب‌

__________________

(١) في المصدر : الفقيمي.

(٢) في المصدر : عباس.

(٣) تهذيب الكمال : ٥٨ / ٦٦٤.

(٤) الوجيزة : ١٦٨ / ٢٧٤.

(٥) ما بين القوسين ، لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) لعنه الله ، لم يرد في المصدر.

(٧) رجال الشيخ : ١٠ / ١٨ ، وفيه : بشر.

(٨) الخلاصة : ٢٠٨ / ١.

(٩) رجال ابن داود : ٢٣٣ / ٧٤.

١٤٣

عبيد الله ؛ ووجد ولديه المذكورين ، فقتلهما(١) .

وفي شرح ابن أبي الحديد : كان عليّعليه‌السلام يقنت في الفجر والمغرب ويلعن معاوية وعمرا والمغيرة والوليد بن عقبة(٢) وأبا الأعور والضحّاك بن قيس وبسر بن أرطاة وحبيب بن مسلمة وأبا موسى الأشعري ومروان بن الحكم.

وكان هؤلاء يقنتون عليه ويلعنونه(٣) .

وذكر جملة من أحوال هذا الزنديق ، وذهابه إلى الحرمين الشريفين ، وقتل الجمّ الغفير من شيعتهعليه‌السلام ، وحرق بيوتهم ، ونهب أموالهم(٤) .

ثمّ قال : ودعا عليّعليه‌السلام على بسر فقال : اللهمّ إنّ بسرا باع دينه بالدنيا ، وانتهك محارمك ، وكانت طاعة مخلوق فاجر آثر عنده من طاعتك(٥) ؛ اللهمّ لا(٦) تمته حتّى تسلبه عقله ، ولا توجب له رحمتك ولا ساعة من نهار ، اللهمّ العن بسرا ومعاوية وعمرا ، وليحلّ عليهم غضبك ، ولتنزل بهم نقمتك ، وليصبهم بأسك وزجرك(٧) الذي لا تردّه عن القوم المجرمين.

فلم يلبث بسر بعد ذلك إلاّ يسيرا حتّى وسوس وذهب عقله.

وكان يهذي بالسيف ، ويقول : أعطوني سيفي أقتل به(٨) ، حتّى اتّخذ‌

__________________

(١) تاريخ الطبري : ٥ / ١٤٠ ، الكامل في التاريخ : ٣ / ٣٨٣.

(٢) في نسخة « ش » : عتبة.

(٣) شرح بن أبي الحديد : ٤ / ٧٩.

(٤) شرح بن أبي الحديد : ٢ / ٣ ـ ١٨.

(٥) في المصدر : مما عندك.

(٦) في المصدر : فلا.

(٧) في المصدر : ورجزك.

(٨) في المصدر : سيفا أقتل به ، لا يزال يردّد ذلك.

١٤٤

له سيف من خشب. وكانوا يدنون منه المرفقة ، فلا يزال يضربها حتّى يغشى عليه. فلبث كذلك حتّى مات(١) .

٤٤٣ ـ بسطام بن الحصين :

الجعفي ، الكوفي ،ق (٢) .

وفيصه : ابن الحصين بن عبد الرحمن الجعفي ـ ابن أخي خيثمة وإسماعيل ـ كان وجها في أصحابنا ، وأبوه وعمومته ، وكان أوجههم إسماعيل(٣) .

وزادجش : وهم بيت بالكوفة من جعفي ، يقال لهم : بنو أبي سبرة ، منهم خيثمة بن عبد الرحمن صاحب عبد الله بن مسعود.

له كتاب ، محمّد بن عمرو بن النعمان العجلي(٤) ، عنه به(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن الحصين الممدوح ، عنه محمّد بن عمرو بن النعمان(٦) .

٤٤٤ ـ بسطام بن سابور الزيّات :

أبو الحسين(٧) الواسطي ؛ مولى ، ثقة. وإخوته ـ زكريّا وزياد وحفص ـ كلّهم ثقات ، رووا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وأبي الحسنعليه‌السلام ، ذكرهم أبو العبّاس وغيره ،صه (٨) .

__________________

(١) شرح ابن أبي الحديد : ٢ / ١٨.

(٢) رجال الشيخ : ١٥٩ / ٧٦.

(٣) الخلاصة : ٢٦ / ٢ ، وفيها بدل وجها : وجيها.

(٤) في المصدر : الجعفي.

(٥) رجال النجاشي : ١١٠ / ٢٨١.

(٦) هداية المحدّثين : ٢٤.

(٧) في المصدر : أبو الحسن.

(٨) الخلاصة : ٢٦ / ١.

١٤٥

وزادجش : في الرجال ؛ له كتاب ، صفوان ، عنه به(١) .

ثمّ فيه : بسطام بن سابور ؛ له كتاب ، محمّد بن أبي حمزة ، عنه به(٢) .

وفيق : بسطام بن سابور ، أبو الحسن الواسطي الزيّات(٣) .

ثمّ فيهم أيضا : بسطام الزيّات ، أبو الحسن الواسطي(٤) .

وفيست : بسطام بن الزيّات ، يكنّى أبا الحسين الواسطي.

له كتاب ، عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن عليّ بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن عليّ بن إسماعيل ، عن صفوان ، عنه(٥) .

بسطام بن سابور ، له كتاب ، محمّد بن أبي حمزة ، عنه.

وأخبرنا أحمد بن عبدون ، عن الأنباري ، عن حميد ، عن النهيكي ، عنه(٦) .

وكما ترى ظاهر كلام الشيخ في الكتابين التعدّدكجش ، إلاّ أنّ ظاهرق أنّه هو الزيّات ، وفيست أنّ أباه الزيّات ، وصرّحجش أنّ كلا منهما ابن سابور.

ومقتضى المجموع أن يكون كلا منهما : ابن سابور ، أبو الحسن أو أبو الحسين ، الزيّات أو ابن الزيّات ، وهو ربما قرب الاتّحاد.

__________________

(١) رجال النجاشي : ١١٠ / ٢٨٠.

(٢) رجال النجاشي : ١١١ / ٢٨٣.

(٣) رجال الشيخ : ١٩٥ / ٧٥.

(٤) رجال الشيخ : ١٦٠ / ٩٣ ، وفيه : أبو الحسين.

(٥) الفهرست : ٤٠ / ١٣١.

(٦) الفهرست : ٤٠ / ١٣٢ ، وفيه : عن ابن الأنباري.

١٤٦

أقول : جزم في الوسيط بالاتّحاد(١) ، وكذا في الحاوي(٢) ، وهو الظاهر ، والتكرار لا يثبت.

وفيمشكا : ابن سابور الثقة ، عنه صفوان بن يحيى ، ومحمّد بن أبي حمزة ، والنهيكي(٣) .

٤٤٥ ـ بسطام بن علي :

أبو عليّ ، وكيل ، من أهل همدان ،صه (٤) .

وفيتعق : يأتي في محمّد بن عليّ بن إبراهيم أنّه وكيل(٥) ، وفيه شهادة على الجلالة ، بل العدالة(٦) .

أقول : في الوجيزة : من وكلاء الناحية(٧) .

وذكره في الحاوي في الضعاف(٨) .

٤٤٦ ـ بشّار بن بشّار :

يأتي في ابن يسار(٩) ،تعق (١٠) .

٤٤٧ ـ بشّار الأشعري :

لعنه الصادقعليه‌السلام ،صه (١١) .

__________________

(١) الوسيط : ٣٣.

(٢) حاوي الأقوال : ٢٣٣ / ١٢٤٨.

(٣) هداية المحدّثين : ٢٤.

(٤) الخلاصة : ٢٦ / ٣.

(٥) منهج المقال : ٣٠٥ ، وراجع رجال النجاشي : ٣٤٤ / ٩٢٨.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٦٨.

(٧) الوجيزة : ١٦٨ / ٢٧٨.

(٨) حاوي الأقوال : ٢٣٣ / ١٢٤٩.

(٩) راجع منهج المقال : ٦٩ ، ورجال النجاشي : ١١٣ / ٢٩٠.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٦٨.

(١١) الخلاصة : ٢٠٨ / ٢.

١٤٧

والظاهر أنّه الشعيري الآتي ، وإن روي الأشعري أيضا ، كما سبق في بزيع(١) .

٤٤٨ ـ بشّار الشعيري :

حمدويه ، عن يعقوب ، عن ابن أبي عمير ، عن عليّ بن يقطين ، عن المدائني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : قال لي(٢) يا مرازم من بشّار؟

قلت : الشعيري ، بيّاع الشعير. قال : لعن الله بشّارا.

يا مرازم ، قل لهم : ويلكم توبوا إلى الله ، فإنّكم كافرون مشركون(٣) .

وفيه نحوه وأعظم منه(٤) .

وسبق منصه : الأشعري ، والصحيح هذا. إلاّ أنّ فيكش حديث فيه لعن بشّار الأشعري(٥) .

أقول : يأتي في الألقاب مع العلياويّة ذكره.

وفيطس : بشّار الأشعري ، لعنه أبو عبد اللهعليه‌السلام (٦) .

٤٤٩ ـ بشّار بن يسار الضبيعي :

أخو سعيد ، مولى بني ضبيعة بن عجل ، أبو عمرو.

قالجش : إنّه ثقة ، روى هو وأخوه عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام .

قالكش : حدّثني محمّد بن مسعود ، قال : سألت عليّ بن الحسن بن‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ٣٠٥ / ٥٤٩.

(٢) لي ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٣) رجال الكشّي : ٣٩٨ / ٧٤٣.

(٤) رجال الكشّي : ٣٩٨ / ٧٤٤.

(٥) رجال الكشّي : ٣٠٥ / ٥٤٩.

(٦) التحرير الطاووسي : ٨٥ / ٥٥.

١٤٨

فضّال عن بشّار بن يسار الذي يروي عن أبان بن عثمان ، قال : هو خير من أبان ، وليس به بأس ،صه (١) .

وفيكش ما ذكره ، إلاّ أنّ فيه : بشّار بن بشّار(٢) .

وكذا فيجش : ابن بشّار(٣) الضبعي ، أخو سعيد ، مولى بني ضبعة(٤) ابن عجل ، ثقة روى هو وأخوه عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام .

له كتاب ، رواه عنه محمّد بن أبي عمير(٥) .

وفيست : بشر بن مسلمة ، له أصل. وبشّار بن يسار ، له أصل.

أخبرنا بهما الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عنه(٦) .

وضبطه في د : ابن يسار ، بالمثنّاة(٧) .

أقول : فيمشكا : ابن يسار الضبيعي أو الضبعي الثقة(٨) ، عنه ابن أبي عمير. وهو عن أبان بن عثمان(٩) .

٤٥٠ ـ بشر بن إسماعيل بن عمّار :

من وجوه من روى الحديث ، جش.

وفي نسخة : بشير(١٠) .

__________________

(١) الخلاصة : ٢٧ / ٣.

(٢) رجال الكشّي : ٤١١ / ٧٧٣.

(٣) في المصدر : يسار.

(٤) في المصدر : ضبيعة.

(٥) رجال النجاشي : ١١٣ / ٢٩٠.

(٦) الفهرست : ٤٠ / ١٢٩ و ١٣٠ ، وفيه بدل عنه : عنهما.

(٧) رجال ابن داود : ٥٦ / ٢٤٣.

(٨) الثقة ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٩) هداية المحدّثين : ٢٥.

(١٠) في نسخة « ش » : ابن بشير.

١٤٩

أقول : ذكر ذلك في ترجمة إسحاق بن عمّار(١) ، كما تقدّم.

وفيق : بشر بن إسماعيل ، كوفي(٢) .

ويحتمل اتّحاده معه ، وفاقا للحاوي(٣) ، وسيشير إليه الميرزا(٤) .

وفي الوجيزة : بشير(٥) . ويأتي.

٤٥١ ـ بشر بن البراء بن معرور :

آخى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بينه وبين واقد بن عبد الله التميمي حليف بني عدي ، شهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية(٦) ، وأكل مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم خيبر(٧) من الشاة المسمومة ، وقيل : إنّه مات منه ،صه (٨) .

وزادل بعد الحديبية : وخيبر(٩) .

وفيتعق : عن تهذيب الأسماء : إنّ الحديبية بالتخفيف ، وأكثر المحدّثين على تشديدها(١٠) (١١) .

أقول : في القاموس : الحديبية ـ كدويهية وقد تشدّد ـ : بئر قرب مكّة‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٧١ / ١٦٩.

(٢) رجال الشيخ : ١٥٥ / ١٢ ، وفيه : الكوفي.

(٣) حاوي الأقوال : ٢٣٢ / ١٢٣٥.

(٤) منهج المقال : ٦٩.

(٥) الوجيزة : ١٦٩ / ٢٨٥.

(٦) في المصدر زيادة : وخيبر.

(٧) يوم خيبر ، لم ترد في المصدر.

(٨) الخلاصة : ٢٥ / ١.

(٩) رجال الشيخ : ٩ / ١٧.

(١٠) تهذيب الأسماء واللغات : ٣ / ٨١.

(١١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٦٨.

١٥٠

حرسها الله(١) .

٤٥٢ ـ بشر بن جعفر الكوفي :

ق(٢) . وفيقر : ابن جعفر الجعفي ، أبو الوليد(٣) ، روى عنه أحمد ابن الحارث الأنماطي(٤) .

وفيتعق : في التهذيب ـ في الموثّق ـ عن صفوان بن يحيى ، عن بشر ابن جعفر ، عن أبي أسامة الحنّاط(٥) (٦) .

ثمّ ذكر ما يدلّ على تشيّعه.

وفي رواية صفوان عنه إيماء إلى وثاقته.

وفي نسختي من التهذيب : بشير ، بالياء(٧) .

٤٥٣ ـ بشر بن الربيع :

بتري ،صه (٨) ، د(٩) .

٤٥٤ ـ بشر بن زاذان الجزري :

أسند عنه ،ق (١٠) .

__________________

(١) القاموس المحيط : ١ / ٥٣.

(٢) رجال الشيخ : ١٥٥ / ٧.

(٣) في نسخة « ش » : ابن الوليد.

(٤) رجال الشيخ : ١٠٧ / ١.

(٥) في نسخة « ش » والتعليقة : الخياط.

(٦) الإستبصار ٣ : ٢٩٠ / ١٠٢٤ ، إلاّ أنّ في التهذيب ٨ : ٥٧ / ١٨٥ عن صفوان بن يحيى ، عن جعفر بن بشير ، عن أبي أسامة الشحّام. ومتن الحديثين واحد.

(٧) لم يرد في النسخة المطبوعة من التعليقة ، وذكر في النسخة الخطيّة من التعليقة : ٩٢.

(٨) الخلاصة : ٢٠٨ / ٣.

(٩) رجال ابن داود : ٢٣٣ / ٧٧.

(١٠) رجال الشيخ : ١٥٦ / ١٨.

١٥١

٤٥٥ ـ بشر بن سلمة :

في كتب الأخبار : عن ابن أبي عمير ـ في الصحيح ـ عن بشر بن سلمة ، عن مسمع(١) .

وجدّي جزم باتّحاده مع ابن مسلمة ، فقال : الأكثر بزيادة الميم(٢) .

ويؤيّده رواية ابن أبي عمير عنه(٣) ، وفيه إشعار بالوثاقة ،تعق (٤) .

أقول : في الوجيزة : بشر بن سلمة ثقة(٥) . ولم أعرف المأخذ.

وقد ذكر ابن مسلمة أيضا بعد اسمين(٦) ، فلاحظ.

٤٥٦ ـ بشر بن سليمان النخّاس :

من ولد أبي أيّوب الأنصاري ، أحد موالي أبي الحسن وأبي محمّدعليهما‌السلام . هو الذي أمره أبو الحسنعليه‌السلام بشراء أمّ القائمعليه‌السلام ، فتولّى شراءها.

وقالعليه‌السلام فيه : أنتم ثقاتنا أهل البيت ، وإنّي مزكّيك ومشرّفك بفضيلة تسبق بها سائر الشيعة(٧) ،تعق (٨) .

٤٥٧ ـ بشر بن طرخان النخّاس :

روىكش في كتابه حديثا في طريقه محمّد بن عيسى أنّ أبا عبد الله‌

__________________

(١) الكافي ٤ : ٦ / ٧.

(٢) روضة المتقين : ١٤ / ٣٣٧.

(٣) روى عنه كما في رجال النجاشي في ترجمته : ١١٠ / ٢٨٥ ، والفهرست : ٤٠ / ١٢٩.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٦٩.

(٥) الوجيزة : ١٦٨ / ٢٨١.

(٦) الوجيزة : ١٦٩ / ٢٨٤.

(٧) كمال الدين : ٤١٨ / ١.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٦٩.

١٥٢

عليه‌السلام (١) دعا له بكثرة المال والولد ،صه (٢) .

وقالشه : الطريق ضعيف ، والدعاء لا يدلّ على توثيق ، بل ربما دلّ على مدح لو صحّ الطريق(٣) ، انتهى.

وفي المدح أيضا تأمّل ، لما روي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهمّ ارزق محمّدا وآل محمّد الكفاف والعفاف ، وارزق عدوّ آل محمّد كثرة المال والولد(٤) . بل ربما أفاد نوع ذم ، فتدبّر.

وفيكش : حمدويه وإبراهيم ابنا نصير ، عن محمّد بن عيسى ، عن الحسن الوشّاء ، عن بشر بن طرخان ، قال : لمّا قدم أبو عبد اللهعليه‌السلام الحرّة(٥) أتيته ، فسألني عن صناعتي ، فقلت : نخّاس ، فقال : نخّاس الدواب؟ فقلت : نعم ـ وكنت رثّ الحال ـ فقال : اطلب لي بغلة فضحاء(٦) بيضاء الأعفاج بيضاء البطن. إلى أن قال : ثمّ دعا لي فقال : أنمى الله ولدك ، وكثّر مالك. فرزقت من ذلك ببركة دعائهعليه‌السلام نشب(٧) من الأولاد ما قصرت عنه الامنية(٨) .

وفيتعق : ليس في السند من يتوقّف فيه سوى محمّد بن عيسى ، وهو من الثقات كما يأتي ، وقد رجّح العلاّمة أيضا قبول روايته(٩) ، مع أنّه محصّل‌

__________________

(١)عليه‌السلام ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٢) الخلاصة : ٢٥ / ٣.

(٣) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ١٦.

(٤) الكافي ٢ : ١١٣ / ٣.

(٥) في المصدر : الحيرة.

(٦) في نسخة « ش » : فضخاء.

(٧) في المصدر : ونشبت.

(٨) رجال الكشّي : ٣١١ / ٥٦٣.

(٩) الخلاصة : ١٤١ / ٢٢.

١٥٣

للظن النافع في أمثال المقام.

وقولشه : والدعاء لا يدل. إلى آخره.

فيه : أنّه لم يظهر منهرحمه‌الله إرادة التوثيق ، بل الظاهر خلافه.

وقول المصنّف : ربما أفاد نوع ذم ، خلاف الظاهر ، كيف والدعاء جزاء لخدمته ونصيحة لنصيحته(١) ، مع ورود الحثّ في الدعاء في طلب الولد وسعة الرزق والمال ، والمقامات مختلفة.

واعترض أيضا بأنّه شهادة لنفسه.

وفيه : أنّهم يعتدّون بها لحصول الظن ؛ مع أنّ الظاهر أنّ مراده ليس التزكية ، بل إظهار استجابة دعائهعليه‌السلام ، وشكر صنيعه(٢) عليه‌السلام ، وما رزق من بركة دعائه.

هذا ، والوارد في الكافي : أنّ الصادقعليه‌السلام دعا لطرخان بكثرة المال والولد(٣) ، فتأمّل(٤) .

أقول : فيطس : بشر بن طرخان النخّاس ، روي أنّ أبا عبد اللهعليه‌السلام دعا له بكثرة المال والولد.

الطريق فيه : محمّد بن عيسى(٥) .

وفي الوجيزة : ابن طرخان : ممدوح(٦) .

وفيمشكا : ابن طرخان ، عنه الحسن الوشّاء(٧) .

__________________

(١) في نسخة « ش » بدل ونصيحة لنصيحته : ونصيحته.

(٢) في التعليقة : صنيعته.

(٣) الكافي ٦ : ٥٣٧ / ٣.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٦٩.

(٥) التحرير الطاووسي : ٨٦ / ٥٦.

(٦) الوجيزة : ١٦٨ / ٢٨٢.

(٧) هداية المحدّثين : ٢٥.

١٥٤

٤٥٨ ـ بشر بن كثير :

فيكش : عن الفضل بن شاذان : إنه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام (١) .

٤٥٩ ـ بشر بن مروان الكلابي :

الجعفري ، أسند عنه ،ق (٢) .

٤٦٠ ـ بشر بن مسلمة :

كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتاب ، رواه ابن أبي عمير ،جش (٣) .

وفيصه : ابن مسلمة ، يكنّى أبا صدقة ، كوفي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثقة(٤) .

وفيظم : ابن مسلمة ، ثقة ، يكنّى أبا صدقة(٥) .

وسبق عنست مع بشار(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن مسلمة الثقة ، عنه محمّد بن أبي عمير(٧) .

٤٦١ ـ بشر بن ميمون الوابشي :

النبّال ، كوفي ،ق (٨) .

__________________

(١) رجال الكشّي : ٣٨ / ٧٨.

(٢) رجال الشيخ : ١٥٥ / ٥ ، وفيه بعد الجعفري : الكوفي أبو عمر.

(٣) رجال النجاشي : ١١١ / ٢٨٥.

(٤) الخلاصة : ٢٥ / ٢.

(٥) رجال الشيخ : ٣٤٥ / ٣.

(٦) الفهرست : ٤٠ / ١٢٩.

(٧) هداية المحدّثين : ٢٥ ، وفي نسخة « ش » : عنه ابن أبي عمير.

(٨) رجال الشيخ : ١٥٦ / ١٧ ، وفيه : الكوفي.

١٥٥

وزادقر : وأخوه شمرة(١) ، وهما ابنا أبي أراكة ، واسمه ميمون الوابشي(٢) ، وهو ميمون بن سنجار(٣) .

ويأتي : بشير ، بالياء.

٤٦٢ ـ بشير بن إسماعيل بن عمّار :

من وجوه من روى الحديث ،جش ، في إسحاق بن عمّار(٤) .

وفي نسخة : بشر ، كما تقدّم عنق أيضا(٥) .

أقول : في الوجيزة : بشير بن إسماعيل بن عمّار : ممدوح(٦) .

وفي الحاوي ذكره في الضعاف(٧) ، فتأمّل.

٤٦٣ ـ بشير بن سعد الأنصاري :

شهد بدرا ، وقتل في خلافة أبي بكر باليمن في إمارة خالد بن الوليد ،صه (٨) ؛ ل(٩) .

وفيتعق : ذكره في المقبولين ـ مع أنّه أوّل من بائع في السقيفة أبا بكر من الأنصار ، وقصّته مشهورة(١٠) ـ غريب. وكذا فعلرحمه‌الله في جرير بن‌

__________________

(١) في المصدر : شجرة.

(٢) في المصدر : ميمون مولى بني وابش.

(٣) رجال الشيخ : ١٠٨ / ٤ ، وفيه : الوابشي الهمداني.

(٤) رجال النجاشي : ٧١ / ١٦٩ ، وفيه : بشر.

(٥) رجال الشيخ : ١٥٥ / ١٢ : بشر بن إسماعيل الكوفي.

(٦) الوجيزة : ١٦٩ / ٢٨٥.

(٧) حاوي الأقوال : ٢٣٢ / ١٢٣٥.

(٨) الخلاصة : ٢٥ / ٢ ، وفيه : ابن سعيد.

(٩) رجال الشيخ : ٩ / ٧.

(١٠) راجع شرح ابن أبي الحديد : ٢ / ٥٣.

١٥٦

عبد الله(١) (٢) .

٤٦٤ ـ بشير الكناسي :

في الروضة : يحيى الحلبي ، عن بشير الكناسي ، قال : سمعت الصادقعليه‌السلام يقول : وصلتم وقطع الناس ، وأحببتم وأبغض الناس ، وعرفتم وأنكر الناس(٣) .

وفي الكافي ، في باب فرض طاعة الإمام : حمّاد بن عثمان ، عن بشير العطّار ، عن الصادقعليه‌السلام نحوه(٤) .

فالظاهر اتّصافه بالكناسي والعطّار ، وأنّه معروف.

وفي رواية الحلبي وحمّاد عنه إشعار بالاعتماد عليه ،تعق (٥) .

٤٦٥ ـ بشير النبّال :

روىكش حديثا في طريقه محمّد بن سنان وصالح بن حمّاد(٦) ، وليس صريحا في تعديله ، فأنا في روايته متوقّف ،صه (٧) .

وفيكش ما يأتي في محمّد بن زيد الشحّام(٨) .

وفي د :قر ،ق ،كش ، ممدوح(٩) .

__________________

(١) حيث عدّه في القسم الأول من الخلاصة : ٣٦ / ٢ ؛ وهو من المنحرفين عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وقد هدم عليّعليه‌السلام داره. راجع شرح ابن أبي الحديد : ٤ / ٧٤.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧٠.

(٣) روضة الكافي ٨ : ١٤٦ / ١٢٣.

(٤) الكافي ١ : ١٤٣ / ٣.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧٠.

(٦) في المصدر : ابن أبي حماد.

(٧) الخلاصة : ٢٥ / ٤.

(٨) رجال الكشّي : ٣٦٩ / ٦٨٩.

(٩) رجال ابن داود : ٥٧ / ٢٥٦.

١٥٧

وفيتعق : قال الصدوق في كمال الدين : إنّه من حملة الحديث ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) (٢) .

أقول : في الوجيزة : بشير بن ميمون النبّال : ممدوح(٣) .

٤٦٦ ـ بكّار بن أبي بكر الحضرمي :

الكوفي ،ق (٤) . وفيتعق : روى عنه صفوان بن يحيى بواسطة منذر(٥) ، وفيه نوع اعتماد.

وفي الكافي : بكّار بن بكر ، روى عنه يونس(٦) ، فتأمّل(٧) .

٤٦٧ ـ بكّار بن أحمد بن زياد :

روى عنه ابن الزبير ، لم(٨) .

وفيست : له كتاب الجنائز ، أخبرنا به أحمد بن عبدون ، عن عليّ ابن محمّد بن الزبير القرشي ، عن عليّ بن العبّاس ، عنه.

وله كتاب الزكاة وكتاب الطهارة(٩) ، رواهما عليّ بن العبّاس المقانعي ، عنه.

وله كتاب الحج وكتاب الجامع ، رواهما الحسين بن عبد الكريم‌

__________________

(١) كمال الدين : ٢ / ٣٦٨.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧٠.

(٣) الوجيزة : ١٦٩ / ٢٨٦.

(٤) رجال الشيخ : ١٥٨ / ٤٩.

(٥) التهذيب ٨ : ٣٢٤ / ١٢٠٣ ، وفيه : صفوان ، عن منذر بن جيفر ، عن أبي بكر الحضرمي ، وليس عن ابنه بكّار.

(٦) الكافي ١ : ٢٠٨ / ٢.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧٠.

(٨) رجال الشيخ : ٤٥٦ / ٢.

(٩) كذا ورد في نسخة بدل كما في هامش المصدر ، وفي المتن : الطهور.

١٥٨

الزعفراني ، عنه(١) .

أقول : ظاهره كونه من العلماء ، وكذا عند : ب ، حيث ذكره وعدّ كتبه ولم يشر إلى قدح(٢) .

٤٦٨ ـ بكّار بن عبد الله بن مصعب :

في العيون : أنّه استحلف زبير بن بكّار رجلا من الطالبيّين على شي‌ء بين القبر والمنبر ، فحلف وبرص.

وأبوه بكّار ظلم الرضاعليه‌السلام في شي‌ء ؛ فدعا عليه ، فسقط في وقت دعائه(٣) عليه [ حجر ](٤) من قصر فاندقت عنقه.

وأبوه عبد الله بن مصعب مزّق عهد يحيى بن عبد الله بن الحسن وأمانه(٥) بين يدي الرشيد ، وقال : اقتله يا أمير المؤمنين ، فحمّ من وقته ومات بعد ثلاث ، فانخسف قبره مرّات كثيرة(٦) .

٤٦٩ ـ بكّار بن كردم :

الكوفي ،ق (٧) .

وفيتعق : قيل : كردم ، بفتح الكاف وسكون الراء وفتح الدال المهملة ، يروي عنه ابن أبي عمير(٨) ، ويونس بن عبد الرحمن(٩) .

__________________

(١) الفهرست : ٣٩ / ١٢٨.

(٢) معالم العلماء : ٢٨ / ١٤٦.

(٣) في نسخة « ش » زيادة :عليه‌السلام .

(٤) أثبتناه من المصدر.

(٥) في المصدر : وأهانه.

(٦) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ٢٢٤ / ١.

(٧) رجال الشيخ : ١٥٨ / ٥٢.

(٨) الكافي ٥ : ٣٢١ / ٧.

(٩) الكافي ١ : ١١٩ / ٣.

١٥٩

ويظهر من أخباره حسن عقيدته.

وحكم خالي بحسنه(١) ، لأنّ للصدوق طريقا إليه(٢) .

٤٧٠ ـ بكر بن أحمد بن إبراهيم :

ابن زياد بن موسى بن مالك بن يزيد الأشج ، أبو محمّد ـ الذي يقال له : أشج بني أعصر ، الوارد على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في وفد عبد القيس ـ روى عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، وهو ضعيف.

له كتب ، أبو الحسن عليّ بن محمّد بن جعفر بن رويدة العسكري الحدّاد ، عنه بها ،جش (٣) .

صه إلى قوله : عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، وفيها : أبو عبد الله محمّد ، و : أشج بن عصر. وزاد : يكنّى أبا محمّد العصري ، يزعم أنّه من ولد أشج بن عصر ، يروي الغرائب ، ويعتمد المجاهيل ، وهو ضعيف ، وأمره مظلم(٤) .

أقول : لا يخفى أنّ قول العلاّمةرحمه‌الله : يزعم أنّه من ولد أشج ، ينافي بظاهره سوق نسبه إليه أوّلا ، والسرّ في ذلك أنّهرحمه‌الله جمع بين كلاميجش وغض ، فإنّ الزائد المذكور كلامغض بتمامه كما نقله في النقد(٥) والمجمع(٦) ، فوقع الخلاف بين صدر الكلام وذيله ، فتدبّر.

__________________

(١) الوجيزة : ٣٧٦ / ٧٧.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧٠.

(٣) رجال النجاشي : ١٠٩ / ٢٧٨.

(٤) الخلاصة : ٢٠٨ / ٤ ، وفيها : مالك بن يزيد بن الأشج.

(٥) نقد الرجال : ٥٨ / ٤.

(٦) مجمع الرجال : ١ / ٢٧٢.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

أنّ الحدود كانت تجرى على المنافقين غالبا.

الجدير بالذكر أنّ الآية السابقة وردت أيضا وبنفس النصّ في سورة التوبة الآية ٧٣.

ومن أجل أن يعطي الله تعالى درسا عمليا حيّا إلى زوجات الرّسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عاد مرّة اخرى يذكر بالعاقبة السيّئة لزوجتين غير تقيتين من زوجات نبيين عظيمين من أنبياء الله ، وكذلك يذكر بالعاقبة الحسنة والمصير الرائع لامرأتين مؤمنتين مضحيتين كانتا في بيتين من بيوت الجبابرة ، حيث يقول أوّلا :( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما ، فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) (١) .

وبناء على هذا فإنّ القرآن يحذّر زوجتي الرّسول اللتين اشتركتا في إذاعة سرّه ، بأنّكما سوف لن تنجوا من العذاب لمجرّد كونكما من أزواج النبي كما فعلت زوجتا نوح ولوط فواجهتا العذاب الإلهي.

كما تتضمّن الآيات الشريفة تحذيرا لكلّ المؤمنين بأنّ القرب من أولياء الله والانتساب إليهم لا يكفي لمنع نزول عذاب الله ومجازاته.

وورد في كلمات بعض المفسّرين أنّ زوجة نوح كانت تدعى «والهة» وزوجة لوط «والعة»(٢) بينما ذكر آخرون عكس ذلك أي أنّ زوجة لوط اسمها (والهة) وزوجة نوح اسمها (والعة)(٣) .

وعلى أيّة حال فإنّ هاتين المرأتين خانتا نبيّين عظيمين من أنبياء الله.

__________________

(١) «ضرب» أخذ هنا مفعولين ، الأوّل «امرأة نوح» ذكره مؤخّرا ، والثاني «مثلا» ، ويحتمل أن «ضرب» أخذت مفعولا واحدا وهو «مثلا» وكلمة «امرأة نوح» بدل. (البيان في غريب اعراب القرآن ، ج ٢ ، ص ٤٤٩).

(٢) «القرطبي» ج ١٠ ، ص ٦٦٨٠.

(٣) «روح المعاني» ج ٢٨ ، ص ١٤٢ (وقيل أنّ اسم امرأة نوح «واغلة» أو «والغة»).

٤٦١

والخيانة هنا لا تعني الانحراف عن جادّة العفّة والنجابة ، لأنّهما زوجتا نبيّين ولا يمكن أن تخون زوجة نبي بهذا المعنى للخيانة ، فقد جاء عن الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ما بغت امرأة نبي قطّ».

كانت خيانة زوجة لوط هي أن أفشت أسرار هذا النبي العظيم إلى أعدائه ، وكذلك كانت زوجة نوحعليه‌السلام .

وذهب الراغب في «المفردات» إلى أنّ للخيانة والنفاق معنى واحدا وحقيقة واحدة ، ولكن الخيانة تأتي في مقابل العهد والأمانة ، والنفاق يأتي في الأمور الدينية وما تقدّم من سبب النزول ومشابهته لقصّة هاتين المرأتين توجب كون المقصود من الخيانة هنا هو نفس هذا المعنى.

وعلى كلّ حال فإنّ الآية السابقة تبدّد أحلام الذين يرتكبون ما شاء لهم أن يرتكبوا من الذنوب ويعتقدون أنّ مجرّد قربهم من أحد العظماء كاف لتخليصهم من عذاب الله ، ومن أجل أن لا يظنّ أحد أنّه ناج من العذاب لقربه من أحد الأولياء ، جاء في نهاية الآية السابقة :( فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) .

ثمّ يذكر القرآن الكريم نموذجين مؤمنين صالحين فيقول :( وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ ) .

من المعروف أنّ اسم زوجة فرعون (آسية) واسم أبوها (مزاحم) وقد آمنت منذ أن رأت معجزة موسىعليه‌السلام أمام السحرة ، واستقرّ قلبها على الإيمان ، لكنّها حاولت أن تكتم إيمانها ، غير أنّ الإيمان برسالة موسى وحبّ الله ليس شيئا يسهل كتمانه ، وبمجرّد أن اطّلع فرعون على إيمانها نهاها مرّات عديدة وأصرّ عليها أن تتخلّى عن رسالة موسى وربّه ، غير أنّ هذه المرأة الصالحة رفضت الاستسلام إطلاقا.

وأخيرا أمر فرعون أن تثبت يداها ورجلاها بالمسامير ، وتترك تحت أشعة

٤٦٢

الشمس الحارقة ، بعد أن توضع فوق صدرها صخرة كبيرة. وفي تلك اللحظات الأخيرة كانت امرأة فرعون بهذا الدعاء إذ قالت :( رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) وقد استجاب لها ربّها وجعلها من أفضل نساء العالم إذ يذكرها في صفّ مريم.

في رواية عن الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أفضل نساء أهل الجنّة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد ومريم بنت عمران ، وآسيا بنت مزاحم امرأة فرعون(١) .

ومن الطريف أنّ امرأة فرعون كانت تستصغر بيت فرعون ولا تعتبره شيئا مقابل بيت في الجنّة وفي جواره تعالى ، وبذلك أجابت على نصائح الناصحين في أنّها ستخسر كلّ تلك المكاسب وتحرم من منصب الملكة (ملكة مصر) وما إلى ذلك. لسبب واحد هو أنّها آمنت برجل راع كموسى.

وفي عبارة( وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) تضرب مثلا رائعا للمرأة المؤمنة التي ترفض أن تخضع لضغوط الحياة ، أو تتخلّى عن إيمانها مقابل مكاسب زائلة في هذه الدنيا.

لم تستطع بهارج الدنيا وزخارفها التي كانت تنعم بها في ظلّ فرعون ، والتي بلغت حدّا ليس له مثيل. لم تستطع كلّ تلك المغريات أن تثنيها عن نهج الحقّ ، كما لم تخضع أمام الضغوط وألوان العذاب التي مارسها فرعون. وقد واصلت هذه المرأة المؤمنة طريقها الذي اختارته رغم كلّ الصعاب واتّجهت نحو الله معشوقها الحقيقي.

وتجدر الإشارة إلى أنّها كانت ترجوا أن يبني الله لها بيتا عنده في الجنّة لتحقيق بعدين ومعنيين : المعنى المادّي الذي أشارت إليه بكلمة «في الجنّة» ، والبعد المعنوي وهو القرب من الله «عندك» وقد جمعتهما في عبارة صغيرة

__________________

(١) الدرّ المنثور ، ج ٦ ، ص ٢٤٦.

٤٦٣

موجزة.

ثمّ يضرب الله تعالى مثلا آخر للنساء المؤمنات الصالحات ، حيث يقول جلّ من قائل :( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا ) (١) .

فهي امرأة لا زوج لها أنجبت ولدا صار نبيّا من أنبياء الله العظام (من اولي العزم).

ويضيف تعالى قائلا :( وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ ) و( كانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ ) .

كانت في القمّة من حيث الإيمان ، إذ آمنت بجميع الكتب السماوية والتعاليم الإلهية ، ثمّ إنّها كانت قد أخضعت قلبها لله ، وحملت قلبها على كفّها وهي على أتمّ الاستعداد لتنفيذ أوامر الباري جلّ شأنه.

ويمكن أن يكون التعبير بـ (الكتب) إشارة إلى كلّ الكتب السماوية التي نزلت على الأنبياء ، بينما التعبير بـ (كلمات) إشارة إلى الوحي الذي لا يكون على شكل كتاب.

ونظرا لرفعة مقام مريم وشدّة إيمانها بكلمات الله ، فقد وصفها القرآن الكريم في الآية (٧٥) من سورة المائدة (صدّيقة).

وقد أشار القرآن إلى مقام هذه المرأة العظيمة في آيات عديدة ، منها ما جاء في السورة التي سمّيت باسمها أي (سورة مريم).

على أيّة حال فإنّ القرآن الكريم تصدّى للشبهات التي أثارها بعض اليهود المجرمين حول شخصية هذه المرأة العظيمة ، ونفى عنها كلّ التّهم الرخيصة حول عفافها وطهارتها وكلّ ما يتعلّق بشخصيتها الطاهرة.

والتعبير بـ( فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا ) لإظهار عظمة وعلو هذه الروح ، كما أشرنا إلى ذلك سابقا. أو بعبارة اخرى : إنّ إضافة كلمة (روح) إلى «الله» إضافة

__________________

(١) يوجد شرح مفصّل في كتابنا هذا في ذيل الآية (٩١) من سورة الأنبياء يتعلّق بما هو المقصود من تعبير «الفرج».

٤٦٤

تشريفية لبيان عظمة شيء مثل إضافة «بيت» إلى «الله».

ومن الغريب ما كتبه بعض المفسّرين من اعتبارهم عائشة أفضل النساء ، وأنّها أعظم من غيرها من النساء ذوات القدر الكبير والشأن عند الله. ولقد كان حريّا بهم أن لا يتطرّقوا إلى هذا الحديث في هذه السورة ، التي نزلت لتعلن خلاف ما ذهبوا إليه وبشكل صريح لا يقبل الجدل. فإنّ كثيرا من مفسّري ومؤرّخي أهل السنّة أكّدوا على أنّ اللوم والتوبيخ اللذين وردا في الآيات السابقة كانا موجّهين إلى زوجتي الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «حفصة» و «عائشة» ومنها ما جاء في صحيح البخاري الجزء السادس صفحة ١٩٥ ونحن ندعو بهذه المناسبة أهل التفكير الحرّ جميعا لأن يعيدوا تلاوة آيات هذه السورة ثمّ ليتعرّفوا على قيمة وجدارة مثل هذه الأحاديث.

اللهمّ جنّبنا الحبّ الأعمى والبغض الأعمى الذي لا يقوم على البرهان بقدر ما يقوم على العصبية ، واجعلنا من المستسلمين الخاضعين بكلّ وجودنا إلى آيات قرآنك المجيد.

ربّنا ولا تجعلنا من الذين غضب عليهم الرّسول فلم يرض أعمالهم وطريقة حياتهم.

اللهمّ هب لنا استقامة لا نتأثّر معها بالضغوط ، ولا نخضع لعذاب الفراعنة وجبابرة العصر.

آمين ربّ العالمين

نهاية سورة التحريم

* * *

٤٦٥
٤٦٦

بداية الجزء التاسع والعشرون

من

القرآن الكريم

سورة الملك

مكيّة

وعدد آياتها ثلاثون آية

٤٦٧
٤٦٨

«سورة الملك»

محتوى سورة الملك :

تمثّل هذه السورة بداية الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم ، وهي من السور التي نزلت جميع آياتها في مكّة المكرّمة على المشهور ، كما هو شأن غالبية سور هذا الجزء ، إن لم يكن جميعها كما يذهب إلى ذلك بعض المفسّرين(١) ، بخلاف ما عليه سور الجزء السابق حيث كانت مدنية.

ولكن كما سنرى لا حقا أنّ سورة الدهر (سورة الإنسان) من السور المدنية.

وتسمّى سورة الملك أيضا بـ (المنجية) ، وكذلك تسمّى بـ (الواقية) أو (المانعة) بلحاظ أنّها تحفظ الإنسان الذي يتلوها من العذاب الإلهي أو عذاب القبر ، وهي من السور التي لها فضائل عديدة ، وقد طرحت في هذه السورة مسائل قرآنية مختلفة ، إلّا أنّ الأصل فيها يدور حول ثلاثة محاور هي :

١ ـ أبحاث حول المبدأ ، وصفات الله سبحانه ، ونظام الخلق العجيب والمدهش ، خصوصا خلق السموات والنجوم والأرض وما فيها من كنوز عظيمة وكذلك ما يتعلّق بخلق الطيور والمياه الجارية والحواس كالاذن والعين ، بالإضافة إلى وسائل المعرفة الاخرى.

٢ ـ وفي المحور الثاني تتحدّث الآيات الكريمة عن المعاد وعذاب الآخرة ،

__________________

(١) في ظلال القرآن ، ج ٨ ، ص ١٨٠.

٤٦٩

والحوار الذي يدور بين ملائكة العذاب الإلهي وأهل جهنّم ، بالإضافة إلى امور اخرى في هذا الصدد.

٣ ـ وأخيرا فإنّ آيات المحور الثالث تدور حول التهديد والإنذار الإلهي بألوان العذاب الدنيوي والاخروي للكفّار والظالمين.

ويذهب بعض المفسّرين إلى أنّ المحور الأساس لجميع هذه السورة يدور حول مالكية الله سبحانه وحاكميته والتي وردت في أوّل آية منها(١) .

فضيلة تلاوة السورة :

نقلت روايات عديدة عن الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأئمّة أهل البيتعليهم‌السلام في فضيلة تلاوة هذه السورة نقرأ منها ما يلي :

عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : «من قرأ سورة تبارك فكأنّما أحيى ليلة القدر»(٢) .

وجاء في حديث آخر عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «وددت أن تبارك الملك في قلب كلّ مؤمن»(٣) .

وجاء في حديث عن الإمام محمّد بن علي الباقرعليه‌السلام أنّه قال : «سورة الملك هي المانعة ، تمنع من عذاب القبر ، وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك ، ومن قرأها في ليلة فقد أكثر وأطاب ولم يكتب من الغافلين»(٤) .

والأحاديث كثيرة في هذا المجال.

__________________

(١) في ظلال القرآن ، ج ٨ ، ص ١٨٤.

(٢) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٣٢٠.

(٣) المصدر السابق.

(٤) المصدر السابق.

٤٧٠

ومن الطبيعي أنّ جميع هذه الآثار العظيمة لا تكون إلّا من خلال التدبّر في قراءة آيات هذه السورة والعمل بها ، والاستلهام من محتوياتها في الممارسات الحياتية المختلفة.

* * *

٤٧١

الآيات

( تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (٢) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ (٣) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (٤) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ (٥) )

التّفسير

عالم الوجود المتكامل :

تبدأ آيات هذه السورة بمسألة مالكية وحاكمية الله سبحانه ، وخلود ذاته المقدّسة ، وهي في الواقع مفتاح جميع أبحاث هذه السورة المباركة(١) .

__________________

(١) هذه السورة هي ثاني سورة تبدأ بكلمة (تبارك) وسورة الفرقان هي الاخرى بدأت بـ( تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى )

٤٧٢

يقول تعالى :( تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .

«تبارك» : من مادّة (بركة) في الأصل من (برك) على وزن (ترك) بمعنى (صدر البعير) ، وعند ما يقال : (برك البعير) يعني وضع صدره على الأرض. ثمّ استعملت الكلمة بمعنى الدوام والبقاء وعدم الزوال ، وأطلقت كذلك على كلّ نعمة باقية ودائمة ، ومن هنا يقال لمحلّ خزن الماء (بركة) لأنّ الماء يبقى فيها مدّة طويلة.

وقد ذكرت الآية أعلاه دليلا ضمنيّا على أنّ الذات الإلهية مباركة ، وهو مالكيته وحاكميته على الوجود ، وقدرته على كلّ شيء ، ولهذا السبب فإنّ وجوده تعالى كثير البركة ولا يعتريه الزوال.

ثمّ يشير سبحانه في الآية اللاحقة إلى الهدف من خلق الإنسان وموته وحياته ، وهي من شؤون مالكيته وحاكميته تعالى فيقول :( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) .

«الموت» : حقيقته الانتقال من عالم إلى عالم آخر ، وهذا الأمر وجودي يمكن أن يكون مخلوقا ، لأنّ الخلقة ترتبط بالأمور الوجودية ، وهذا هو المقصود من الموت في الآية الشريفة ، أمّا الموت بمعنى الفناء والعدم فليس مخلوقا ، لذا فإنّه غير مقصود.

ثمّ إنّ ذكر الموت هنا قبل الحياة هو بلحاظ التأثير العميق الذي يتركه الالتفات إلى الموت ، وما يترتّب على ذلك من سلوك قويم وأعمال مقترنة بالطاعة والالتزام ، إضافة إلى أنّ الموت كان في حقيقته قبل الحياة.

أمّا الهدف من الامتحان فهو تربية الإنسان كي يجسّد الاستقامة والتقوى والطهر في الميدان العملي ليكون لائقا للقرب من الله سبحانه ، وقد بحثنا ذلك مفصّلا فيما سبق(١) .

__________________

( عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً ) .

(١) يمكن مراجعة الشرح الوافي حول الامتحانات الإلهية في تفسير الآية (١٥٥) من سورة البقرة.

٤٧٣

كما أنّ الجدير بالملاحظة في قوله «أحسن عملا» هو التأكيد على جانب (حسن العمل) ، ولم تؤكّد الآية على كثرته ، وهذا دليل على أنّ الإسلام يعير اهتماما (للكيفية) لا (للكميّة) ، فالمهمّ أن يكون العمل خالصا لوجهه الكريم ، ونافعا للجميع حتّى ولو كان محدود الكمية.

لذا ورد في تفسير (أحسن عملا) ، روايات عدّة ، فعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : «أتمّكم عقلا ، أشدّكم لله خوفا ، وأحسنكم فيما أمر الله به ، ونهى عنه نظرا ، وإن كان أقلّكم تطوّعا»(١) .

حيث أنّ العقل الكامل يطهّر العمل ، ويجعل النيّة أكثر خلوصا للهعزوجل ويضاعف الأجر.

وجاء في حديث عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال حول تفسير (أحسن عملا): «ليس يعني أكثر عملا ، ولكن أصوبكم عملا ، وإنّا الإصابة خشية الله والنيّة الصادقة. ثمّ قال : الإبقاء على العمل حتّى يخلص ، أشدّ من العمل ، والعمل الخالص هو الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلّا اللهعزوجل »(٢) .

وتحدّثنا في تفسير الآية :( وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) (٣) ، وقلنا : أنّ الهدف من خلق الإنسان في تلك الآية هو العبودية للهعزوجل ، وهنا نجد الهدف : (اختباره بحسن العمل). وممّا لا شكّ فيه أنّ مسألة الاختبار والامتحان لا تنفكّ عن مسألة العبودية لله سبحانه ، كما أنّ لكمال العقل والخوف من الله تعالى والنيّة الخالصة لوجهه الكريم ـ والتي أشير لها في الروايات أعلاه ، أثرا في تكامل روح العبودية.

ومن هنا نعلم أنّ العالم ميدان الامتحان الكبير لجميع البشر ، ووسيلة هذا

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٣٢٢.

(٢) تفسير الصافي ، الآيات مورد البحث.

(٣) الذاريات ، الآية ٥٦.

٤٧٤

الامتحان هو الموت والحياة ، والهدف منه هو الوصول إلى حسن العمل الذي مفهومه تكامل المعرفة ، وإخلاص النيّة ، وإنجاز كلّ عمل خيّر.

وإذا لا حظنا أنّ بعض المفسّرين فسّر (أحسن عملا) بمعنى ذكر الموت أو التهيّؤ وما شابه ذلك ، فإنّ هذا في الحقيقة إشارة إلى مصاديق من المعنى الكلّي.

وبما أنّ الإنسان يتعرّض لأخطاء كثيرة في مرحلة الامتحان الكبير الذي يمرّ به ، فيجدر به ألّا يكون متشائما ويائسا من عون الله سبحانه ومغفرته له ، وذلك من خلال العزم على معالجة أخطائه ونزواته النفسية وإصلاحها ، حيث يقول تعالى :( وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) .

نعم ، إنّه قادر على كلّ شيء ، وغفّار لكلّ من يتوب إليه.

وبعد استعراض نظام الموت والحياة الذي تناولته الآية السابقة ، تتناول الآية اللاحقة النظام الكلّي للعالم ، وتدعو الإنسان إلى التأمّل في عالم الوجود ، والتهيّؤ لمخاض الامتحان الكبير عن طريق التدبّر في آيات هذا الكون العظيم ، يقول تعالى :( الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ) .

بالنسبة إلى موضوع السموات السبع فقد استعرضنا شيئا حولها في تفسير الآية (١٢) من سورة الطلاق ، ونضيف هنا أنّ المقصود من (طباقا) هو أنّ السموات السبع ، كلا منها فوق الاخرى ، إذ أنّ معنى (المطابقة) في الأصل هو الشيء فوق شيء آخر.

ويمكن اعتبار «السموات السبع» إشارة إلى الكرات السبع للمنظومة الشمسية ، والتي يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة ، حيث تبعد كلّ منها مسافة معيّنة عن الشمس أو تكون كلّ منها فوق الاخرى.

أمّا إذا اعتبرنا أنّ جميع ما نراه من النجوم الثابتة والسيارة ضمن السماء الاولى ، فيتّضح لنا أنّ هنالك عوالم اخرى في المراحل العليا ، حيث أنّ كلّ واحد منها يكون فوق الآخر.

٤٧٥

ثمّ يضيف سبحانه :( ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ ) .

إنّ الآية أعلاه تبيّن لنا أنّ عالم الوجود ـ بكلّ ما يحيطه من العظمة ـ قائم وفق نظام مستحكم ، وقوانين منسجمة ، ومقادير محسوبة ، ودقّة متناهية ، ولو وقع أي خلل في جزء من هذا العالم الفسيح لأدّى إلى دماره وفنائه.

وهذه الدقّة المتناهية ، والنظام المحيّر ، والخلق العجيب ، يتجسّد لنا في كلّ شيء ، ابتداء من الذرّة الصغيرة وما تحويه من الإلكترونات والنيوترونات والبروتونات ، وانتهاء بالنظم الحاكمة على جميع المنظومة الشمسية والمنظومات الاخرى ، كالمجرّات وغيرها إذ أنّ جميع ذلك يخضع لسيطرة قوانين متناهية في الدقّة ، ويسير وفق نظام خاصّ.

وخلاصة القول أنّ كلّ شيء في الوجود له قانون وبرنامج ، وكلّ شيء له نظام محسوب.

ثمّ يضيف تعالى مؤكّدا :( فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ ) .

«فطور» من مادّة (فطر) ، على وزن (سطر) بمعنى الشقّ من الطول ، كما تأتي بمعنى الكسر (كإفطار الصيام) والخلل والإفساد ، وقد جاءت بهذا المعنى في الآية مورد البحث.

ويقصد بذلك أنّ الإنسان كلّما دقّق وتدبّر في عالم الخلق والوجود ، فإنّه لا يستطيع أن يرى أي خلل أو اضطراب فيه.

لذا يضيف سبحانه مؤكّدا هذا المعنى في الآية اللاحقة حيث يقول :( ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ ) .

«كرّتين» من مادّة (كر) على وزن (شرّ) بمعنى التوجّه والرجوع إلى شيء معيّن ، و (كرّة) بمعنى التكرار و (كرّتين) مثنّاها.

إلّا أنّ بعض المفسّرين ذكر أنّ المقصود من ال (كرّتين) هنا ليس التثنية ، بل الالتفات والتوجّه المتكرّر المتعاقب والمتعدّد.

٤٧٦

وبناء على هذا فإنّ القرآن الكريم يأمر الناس في هذه الآيات أن يتطلّعوا ويتأمّلوا ويدقّقوا النظر في عالم الوجود ثلاث مرّات ـ كحدّ أدنى ـ ويتدبّروا أسرار الخلق. وبمعنى آخر فإنّ على الإنسان أن يدقّق في خلق الله سبحانه مرّات ومرّات ، وعند ما لا يجد أي خلل أو نقص في هذا النظام العجيب والمحيّر لخلق الكون ، فإنّ ذلك سيؤدّي إلى معرفة خالق هذا الوجود العظيم ومدى علمه وقدرته اللامتناهية ، ممّا يؤدّي إلى عمق الإيمان به سبحانه والقرب من حضرته المقدّسة.

«خاسئ» من مادّة (خسأ) و (خسوء) على وزن (مدح ، وخشوع) وإذا كان مورد استعمالها العين ، فيقصد بهما التعب والعجز ، أمّا إذا استعملت للكلب فيقصد منها طرده وإبعاده.

«حسير» من مادّة (حسر) ، على وزن (قصر) بمعنى جعل الشيء عاريا ، وإذا ما فقد الإنسان قدرته واستطاعته بسبب التعب ، فإنّه يكون عاريا من قواه ، لذا فإنّها جاءت بمعنى التعب والعجز.

وبناء على هذا فإنّ كلمتي (خاسئ) و (حسير) اللتين وردتا في الآية أعلاه ، تعطيان معنى واحدا في التأكيد على عجز العين ، وبيان عدم مقدرتها على مشاهدة أي خلل أو نقص في نظام عالم الوجود.

وفرّق البعض بين معنى الكلمتين ، إذ قال : إن (خاسئ) تعني المحروم وغير الموفّق ، و (حسير) بمعنى العاجز.

وعلى كلّ حال فيمكن استنتاج أساسين من الآيات المتقدّمة :

الأوّل : أنّ القرآن الكريم يأمر جميع السائرين في درب الحقّ أن يتدبّروا ويتأمّلوا كثيرا في أسرار عالم الوجود وما فيه من عجائب الخلق ، وأن لا يكتفوا بالنظر إلى هذه المخلوقات مرّة واحدة أو مرّتين ، حيث أنّ هنالك أسرارا كثيرة وعظيمة لا تتجلّى ولا تظهر من خلال النظرة الاولى أو الثانية. بل تستدعي النظر الثاقب والمتعاقب والدقّة الكثيرة ، حتّى تتّضح الأسرار وتتبيّن الحقائق.

٤٧٧

الأمر الثّاني : الذي يتبيّن لنا من خلال التدقيق في هذا النظام ، هو إدراك طبيعة الانسجام العظيم بين مختلف جوانب الوجود ، بالإضافة إلى خلوه من كلّ نقص وعيب وخلل.

وإذا ما لوحظ في النظرة الأوّلية لبعض الظواهر الموجودة في هذا العالم (كالزلازل والسيول ، والأمراض ، والكوارث الطبيعية الاخرى ، والتي تصيب البشر أحيانا في حياتهم) واعتبرت شرورا وآفات وفسادا ، فإنّه من خلال الدراسات والتدقيقات المتأمّلة يتبيّن لنا أنّ هذه الأمور هي الاخرى تمثّل أسرارا أساسية غاية في الدقّة(١) .

إنّ لهذه الآيات دلالة واضحة على دقّة النظام الكوني ، حيث معناها أنّ وجود النظام في كلّ شيء دليل على وجود العلم والقدرة على خلق ذلك الشيء ، وإلّا ، فإنّ حصول حوادث عشوائية غير محسوبة لا يمكن أبدا أن تكون منطلقا للنظام ومبدأ للحساب.

يقول الإمام الصادقعليه‌السلام في حديث مفضّل المعروف عنه «إنّ الإهمال لا يأتي بالصواب ، والتضادّ لا يأتي بالنظام»(٢) .

ثمّ تتناول الآية التالية صفحة السماء التي يتجسّد فيها الجمال والروعة ، حيث النجوم المتلألئة في جوّ السماء المشعّة بضوئها الساحر في جمال ولطافة ، حيث يقول سبحانه :( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ ) .

إنّ نظرة متأمّلة في ليلة مظلمة خالية من الغيوم إلى جوّ السماء المليء بالنجوم كاف لإثارة الانتباه فينا إلى تلك العوالم العظيمة ، وخاصّة طبيعة النظم

__________________

(١) ذكرنا شرحا لهذا الموضوع في مباحث (إثبات وجود الله) وذلك عند جوابنا على أدلّة الماديين في موضوع (الآفات والبلايا) ، يرجى مراجعة كتاب (خالق العالم).

(٢) بحار الأنوار ، ج ٣ ، ص ٦٣.

٤٧٨

الحاكمة عليها ، والروعة المتناهية في جمالها ولطافتها وعظمتها ، وسكونها المقترن بالأسرار العجيبة ، والهيبة التي تلقي بظلالها على جميع العوالم ، ممّا يجعل الإنسان أمام عالم مليء بالمعرفة ونور الحقّ ، ويدفعه باتّجاه عشق البارئعزوجل الذي لا يمكن وصفه والتعبير عنه بأي لسان.

وتؤكّد الآية الكريمة ـ مرّة اخرى ـ الحقيقة القائلة بأنّ جميع النجوم التي نشاهدها ما هي إلّا جزء من المساء الاولى ، والتي هي أقرب إلينا من أي سماء اخرى من السموات السبع ، لذا أطلق عليها اسم (السماء الدنيا) أي السماء القريبة والتي هي أسفل جميع السموات الاخرى.

«الرجوم» بمعنى (الرصاص) وهي إشارة إلى الشهب التي تقذف كرصاصة من جهة إلى اخرى من السماء ، كما أنّ (الشهب) هي بقايا النجوم المتلاشية والتي تأثّرت بحوادث معيّنة ، وبناء على هذا ، فإنّ المقصود بجعل الكواكب رجوما للشياطين ، هو هذه الصخور المتبقّية.

أمّا كيفية رجم الشياطين برصاصات الشهب (الأحجار الصغيرة) التي تسير بصورة غير هادفة في جو السماء ، فقد بيّناه بشكل تفصيلي في التّفسير الأمثل في تفسير الآية (١٨) من سورة الحجر ، وكذلك في تفسير الآية (٢٠) من سورة الصافات.

* * *

ملاحظة

عظمة عالم الخلق :

بالرغم من أنّ القرآن الكريم نزل في مجتمع الجاهلية والتأخّر إلّا أنّنا عند ما نلاحظ آياته نراها غالبا ما تدعو المسلمين إلى التفكّر والتأمّل بالأسرار العظيمة التي يزخر بها عالم الوجود ، الأمر الذي لم يكن مفهوما في ذلك العصر ،

٤٧٩

وهذا دليل واضح على أنّ القرآن الكريم صادر من مبدأ آخر ، وأنّ العلم والمعارف الإنسانية كلّما تقدّمت فإنّها تؤكّد عظمة القرآن الكريم أكثر فأكثر.

فالكرة الأرضية التي نعيش عليها ـ مع كبر حجمها وسعتها ـ صغيرة في مقابل مركز المنظومة الشمسية (قرص الشمس) ، بحيث أنّها تساوى مليون ومائتي ألف كرة أرضية مثل أرضنا.

هذا من جهة ، ومن جهة اخرى فإنّ منظومتنا الشمسية جزء من مجرّة عظيمة ، يطلق عليها اسم «درب التبانة»(١) .

وطبقا لحسابات العلماء الفلكيين فإنّه يوجد في مجرتنا فقط (٠٠٠) ـ مائة مليارد ـ نجمة ، حيث تكون الشمس ومع ما عليها من عظمة إحدى نجومها المتوسطة.

ومن جهة ثالثة فإنّ في هذا العالم الواسع مجرّات كثيرة إلى حدّ أنّها تخرج عن الحساب والعدد ، وكلّما تطوّرت التلسكوبات الفلكية العظيمة تمّ كشف مجرّات اخرى عديدة.

فما أعظم قدرة هذا الربّ الذي وضع هذه الأسرار الكبيرة مع ذلك النظام الدقيق «العظمة لله الواحد القهّار».

* * *

__________________

(١) (المجرّات) هي : مجاميع من النجوم تعرف باسم (مدن النجوم) ، ومع أنّ بعضها قريب من البعض الآخر نسبيا ، إلّا أنّ الفاصلة بين بعضها والبعض الآخر تكون أحيانا ملايين السنين الضوئية.

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500