منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-90-6
الصفحات: 500

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 263176 / تحميل: 5613
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٠-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

ويظهر من كتب السير وغيرها(١) فضله وجلالته وعلوّ(٢) رتبته.

ذكر في مجالس المؤمنين شطرا من مقاماته مع المخالفين ومناظراته مع أعداء الدين ، منها :

أنّه سمع أبا حنيفة يقول : إنّ جعفر بن محمّد ـعليه‌السلام ـ يقول بثلاثة أشياء لا أرتضيها.

يقول : إنّ(٣) الشيطان يعذّب بالنار ، كيف وهو من النار!؟

ويقول : إنّ الله لا يرى ولا تصحّ عليه الرؤية ، وكيف لا تصحّ الرؤية على موجود!؟

ويقول : إنّ العبد هو الفاعل لفعله ، والنصوص بخلافه.

فأخذ البهلول حجرا وضربه به فأوجعه ، فذهب أبو حنيفة إلى هارون ، واستحضروا البهلول ووبّخوه على ذلك.

فقال لأبي حنيفة : أرني الوجع الذي تدّعيه وإلاّ فأنت كاذب ، وأيضا فأنت من تراب كيف تألمت من تراب!؟ ثمّ ما الذي أذنبته إليك والفاعل ليس هو العبد بل الله. فسكت أبو حنيفة وقام خجلا.

ونقل عن كتاب الإيضاح لمحمّد بن جرير بن رستم الطبري أنّ البهلول قال لعمر بن عطاء العدوي في مجلس محمّد بن سليمان العبّاسي ابن عم الرشيد : لم سمّى جدّك عمر أبا بكر صدّيقا ، ألم يكن في زمانه سواه صدّيق؟ قال : لا.

قال : كذبت وخالفت قول الله :( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ

__________________

(١) وغيرها ، لم ترد في نسخة « م ».

(٢) في نسخة « ش » : وحسن.

(٣) إنّ ، لم ترد في نسخة « م ».

١٨١

هُمُ الصِّدِّيقُونَ ) (١) ، وحديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا فعلت الخير كنت صدّيقا.

قال العدوي : سمّوه صدّيقا لأنّه أوّل من صدّق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

قال : مع أنّ ذلك ممنوع التخصيص ، خطأ في اللغة ، ومخالفة للآية.

فغالطه العدوي وقال : قل لي من إمامك يا بهلول؟

قال : إمامي(٢) من سبّح في كفّه الحصى ، وكلّمه الذئب إذ عوى ، وردّت له الشمس بين الملإ ، وأوجب الرسول ـصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ على الخلق له الولا ، فتكاملت فيه الخيرات ، وتنزّه عن الخلق الدنيّات ، فذلك إمامي وإمام البريّات.

فقال العدوي : ويلك أليس هارون إمامك!؟

قال : بل الويل لك ، حيث لم تر أمير المؤمنين لهذه المحامد أهلا! وما إخالك إلاّ عدوّا له ، تظهر طاعته ، وتضمر مخالفته ، ولئن بلغه مقالك ليؤدّبنّك.

فضحك العبّاسي وأمر بإخراج العدوي ، وقال لبهلول : ما الفضل إلاّ فيك ، وما العقل إلاّ من عندك ، والمجنون من سمّاك مجنونا.

أخبرني عليّ أفضل أو أبو بكر؟

قال : أصلح الله الأمير إنّ عليا من النبيّ ـصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ كالشي‌ء من الشي‌ء والصنو من الصنو كالفصل من الذراع(٣) ، وأبو بكر ليس‌

__________________

(١) الحديد آية ١٩.

(٢) إمامي ، لم ترد في نسخة « م ».

(٣) في المصدر : إنّ عليّا من النبيّ كالضوء من الضوء وكالعضد عن الذراع.

١٨٢

منه ، ولا يوازيه في فضله إلاّ مثله ، ولكلّ فاصل فاصلة(١) .

قال : أخبرني بنو عليّ أحقّ بالخلافة أو بنو العبّاس؟ فسكت البهلول.

وقال : لم سكتّ؟ قال : ما للمجانين وهذا التحقيق والتمييز. ثمّ خرج وهو يقول :

إن كنت تهواهم حقّا بلا كذب

فالزم حياتك(٢) في جدّ وفي لعب

إيّاك من أن يقولوا(٣) عاقل فطن

فتبتلى بطويل الكدّ والنصب

مولاك يعلم ما تطويه من خلق

فما يضرّك إن سمّوك(٤) بالكذب

فقال العبّاسي : لا إله إلاّ الله ، لقد رزق الله عليّ بن أبي طالب لبّ كلّ ذي لب ، انتهى.

وقبرهرحمه‌الله في بغداد(٥) .

٤٩٣ ـ بيان الجزري :

كوفي ، أبو أحمد ، مولى ، قال محمّد بن عبد الحميد : كان خيّرا فاضلا ،صه (٦) .

وزادجش : له كتاب ، يحيى بن محمّد العليمي ، عنه به(٧) .

وفي د : بيان : بالمفردة والمثنّاة تحت(٨) .

__________________

(١) في المصدر : ولكلّ فاضل فاضلة.

(٢) في المصدر : جنونك.

(٣) في المصدر : تقولوا.

(٤) في المصدر : سبّوك.

(٥) مجالس المؤمنين : ٢ / ١٤.

(٦) الخلاصة : ٢٨ / ٤ ، وفيه : بيان الخرزي كوفي أبو محمّد.

(٧) رجال النجاشي : ١١٣ / ٢٨٩.

(٨) رجال ابن داود : ٥٨ / ٢٦٩.

١٨٣

أقول : كذا فيضح ، وزاد : والنون بعد الألف ، الجزري : بفتح الجيم والزاي بعدها(١) .

وفي الوجيزة : ممدوح(٢) .

وفي الحاوي ذكره في الحسان(٣) .

__________________

(١) إيضاح الاشتباه : ١٢٢ / ١١٣.

(٢) الوجيزة : ١٧١ / ٣٠٧.

(٣) حاوي الأقوال : ١٨١ / ٩٠٨.

١٨٤

باب التاء‌

٤٩٤ ـ تقي بن نجم الحلبي :

أبو الصلاحرحمه‌الله ، ثقة ، عين ، له تصانيف حسنة ذكرناها في الكتاب الكبير. قرأ على الشيخ الطوسي وعلى المرتضى رحمهما الله ،صه (١) .

وفي لم : تقيّ بن نجم الحلبي ، ثقة ، له كتب ، قرأ علينا وعلى المرتضى ، يكنّى أبا الصلاح(٢) .

أقول : فيعه : الشيخ التقي بن نجم الحلبي ، فقيه عين ثقة ، قرأ على الأجلّ المرتضى علم الهدى نضّر الله وجهه وعلى الشيخ الموفّق أبي جعفر ، وله تصانيف ، منها : الكافي(٣) ، انتهى.

وفي ب : أبو الصلاح تقيّ بن نجم الحلبي ، من تلامذة المرتضى قدّس الله روحه ، له : البداية في الفقه ، الكافي في الفقه ، وشرح الذخيرة للمرتضىرضي‌الله‌عنه (٤) .

وفي إجازةشه : الشيخ الفقيه السعيد خليفة المرتضى في البلاد الحلبيّة أبو الصلاح تقيّ بن نجم الحلبي(٥) .

__________________

(١) الخلاصة : ٢٨ / ١.

(٢) رجال الشيخ : ٤٥٧ / ١ ، ولم يرد فيه : يكنّى أبا الصلاح.

(٣) فهرست منتجب الدين : ٣٠ / ٦٠.

(٤) معالم العلماء : ٢٩ / ١٥٥.

(٥) بحار الأنوار : ١٠٨ / ١٥٨.

١٨٥

٤٩٥ ـ تليد بن سليمان :

أبو إدريس المحاربي ،ق (١) .

وزادجش : روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ذكره أبو العبّاس.

له كتاب يرويه عنه جماعة ، الحسين بن محمّد بن علي الأزدي ، عنه به(٢) .

وفيصه بعد أبي عبد اللهعليه‌السلام : لم نقف لأحد(٣) من علمائنا على جرحه ولا على تعديله ، لكن قال ابن عقدة : حدّثنا أحمد ، عن محمّد ابن عبد الله بن سليمان ، قال : سمعت ابن نمير يقول : أبو الجحاف ثقة ، وليس(٤) أعتمد بما يروي عنه(٥) تليد(٦) ، انتهى.

وقال أبو داود : رافضي ، يشتم أبا بكر وعمر(٧) .

وفيقب : رافضيّ ضعيف ، مات بعد سنة تسعين ومائة(٨) .

وفيهب : ابن سليمان الكوفي الشيعي ، عن عبد الملك بن عمير ونحوه ، وعنه : أحمد وابن نمير ، ضعيف(٩) .

وفيتعق : في الوجيزة : ممدوح(١٠) ، ولا يخلو من قرب ، يشير إليه‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٦٠ / ١ ، وفيه : المحاربي الكوفي.

(٢) رجال النجاشي : ١١٥ / ٢٩٥. وفي نسخة « م » : له كتب.

(٣) في المصدر : لم يقف أحد.

(٤) في المصدر : ولست.

(٥) في نسخة « ش » : عن.

(٦) الخلاصة : ٢٠٩ / ٢.

(٧) ميزان الاعتدال ١ : ٣٥٨ / ١٣٣٩.

(٨) تقريب التهذيب ١ : ١١٢ / ٦ ، وفيه : مات سنة تسعين ومائة.

(٩) الكاشف ١ : ١١٣ / ٦٧٧.

(١٠) الوجيزة : ١٧١ / ٣١٠.

١٨٦

التأمّل فيما فيهب وقب ، على أنّ قوله : يرويه عنه جماعة ، يشير إلى الاعتماد ويشعر بالجلالة(١) .

أقول : وعن كتاب ميزان الاعتدال : قال أحمد : تليد شيعي ، لم نر به بأسا ، وهو كوفي(٢) .

٤٩٦ ـ تميم بن حذلم :

بالحاء المهملة والذال المعجمة ، الناجي ، شهد مع عليّعليه‌السلام ،صه (٣) .

ثمّ في خواصّهعليه‌السلام : ابن خزيم : بالمعجمتين والياء قبل الميم ، الناجي : بالنون والجيم ، وقد شهد مع عليّعليه‌السلام (٤) .

وفيي : ابن حذيم الناجي ، شهد معهعليه‌السلام (٥) .

وفيد : ابن حذيم : بكسر المهملة وسكون المعجمة وفتح المثنّاة تحت ، الناجي ، ي ،جخ ، شهد معهعليه‌السلام ، وكان من خواصّه ، كذا أثبته الشيخ بخطّه.

ورأيت بعض أصحابنا قد أثبت : حذلم باللام ، وهو أقرب.

قال الجوهري : تميم بن حذلم من التابعين.

ورأيت هذا المصنّف أثبت هذا الاسم بعينه في خواصّ أمير المؤمنينعليه‌السلام : تميم بن خزيم ، وهو وهم(٦) ، انتهى.

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧٣ ، وفيها : يشعر بالاعتماد ويشير إلى الجلالة.

(٢) ميزان الاعتدال ١ : ٣٥٨ / ١٣٣٩. وقوله : وهو كوفي ، لم ترد فيه عن أحمد بل أثبتها في العنوان.

(٣) الخلاصة : ٢٨ / ٢.

(٤) الخلاصة : ١٩٢.

(٥) رجال الشيخ : ٣٦ / ١.

(٦) رجال ابن داود : ٥٩ / ٢٧٣ ، والصحاح للجوهري : ٥ / ١٨٩٥.

١٨٧

والصواب : حذلم.

وفيقب : ابن خذلم ـ بمهملة ـ الضبي ، أبو سلمة الكوفي ، ثقة من الثانية(١) .

ونحوه في تهذيب الكمال(٢) .

وفي القاموس : تميم بن حذلم تابعي(٣) .

٤٩٧ ـ تميم بن عبد الله بن تميم.

القرشي ، الذي روى عنه أبو جعفر محمّد بن بابويه ، ضعيف ،صه (٤) .

وفي د :لم ،كش ، ضعيف(٥) .

ولم أجده فيه.

وفيتعق : يروي عنه الصدوق مترضّيا ، وأكثر من الرواية عنه كذلك(٦) ، ولقّبه بالحميري وكنّاه بأبي الفضل ، ومنشأ تضعيفصه غير ظاهر(٧) .

أقول : تضعيفه منغض ، بل هذه عبارته بعينها كما نقله في المجمع(٨) .

__________________

(١) تقريب التهذيب ١ : ١١٣ / ١٠.

(٢) تهذيب الكمال ٤ : ٣٢٨ / ٨٠١ ، والوارد في نسخ كتاب المنتهى بدل تهذيب الكمال :تهذيب الأسماء ، وما أثبتناه نحن موافق لمنهج المقال.

(٣) القاموس المحيط : ٤ / ٩٤.

(٤) الخلاصة : ٢٠٩ / ١.

(٥) رجال ابن داود : ٢٣٤ / ٨٤ ، والمذكور فيه بدل لم كش : غض.

(٦) عيون أخبار الرضا ١ : ١٦ / ٣ ، ٢٠ / ٢ ، ٢٧٥ / ١٢.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧٣.

(٨) مجمع الرجال : ١ / ٢٨٨.

١٨٨

وقال بعض الفضلاء : كلّما يذكره الصدوق ـرضي‌الله‌عنه (١) ـ يقول :رضي‌الله‌عنه ، وقال مكرّرا : إنّ كلّ ما ينقله فهو صحيح من حيث الرجال. والصدوق أعرف بالرجال منغض ، وصه تبعه ، فتدبّر. مع أنّه من مشايخ الإجازة ، انتهى.

هذا مضافا إلى ملاقاة الصدوقرحمه‌الله له ، واطّلاعه على حاله ، ورفع الوثوق عن تضعيف غض.

فما في الوجيزة من أنّه ضعيف(٢) ، فيه تأمّل ظاهر.

هذا ، والصواب في د بدلكش :غض ، لما عرفت.

٤٩٨ ـ تميم بن عمرو :

يكنّى أبا حبش ، كان عامل أمير المؤمنينعليه‌السلام على مدينة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى قدم سهل بن حنيف ، ي(٣) ،صه (٤) .

٤٩٩ ـ تميم مولى خداش :

بكسر المعجمة بعدها مهملة والشين المعجمة ، ابن الصمة ، شهد بدرا وأحدا ،صه (٥) ، ل إلاّ الترجمة ، وفيه : خراش(٦) .

ودكصه (٧) .

__________________

(١) في نسخة « م » بدلرضي‌الله‌عنه : مترضّيا.

(٢) الوجيزة : ١٧١ / ٣١١.

(٣) رجال الشيخ : ٣٦ / ٢.

(٤) الخلاصة : ٢٨ / ٣.

(٥) الخلاصة : ٢٨ / ١.

(٦) رجال الشيخ : ١٠ / ١.

(٧) رجال ابن داود : ٥٩ / ٢٧٢.

١٨٩
١٩٠

باب الثاء‌

٥٠٠ ـ ثابت بن توبة :

أبو هارون السنجي ، يأتي في الكنى(١) ،تعق (٢) .

٥٠١ ـ ثابت البناني :

يكنّى أبا فضالة ، من أهل بدر ، قتل معهعليه‌السلام بصفّين ، ي(٣) .

وزادصه بعد بدر : من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ثقة(٤) .

وليس : ثقة ، في نسخةشه (٥) وبعض غيرها ، وهو الذي ينبغي على الظاهر من نقله من جخ. وليس في د أيضا(٦) .

أقول : الظاهر اختصاص لفظة ثقة بنسختهرحمه‌الله ، ولم أرها في نسخةصه ، ولم ينقلها عنها في الحاوي ، ولذا ذكره في الضعاف(٧) .

ولم يذكره في الوجيزة أصلا ، فتتبّع.

٥٠٢ ـ ثابت الحدّاد :

أبو المقدام ، هو ابن هرمز ، ويأتي.

٥٠٣ ـ ثابت بن دينار :

يكنّى دينار أبا صفيّة ، وكنية ثابت أبو حمزة الثمالي. روى عن عليّ‌

__________________

(١) منهج المقال : ٣٩٥.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧٣.

(٣) رجال الشيخ : ٣٦ / ٣ ، وفيه : ثابت الأنصاري البناني.

(٤) الخلاصة : ٢٩ / ٤ ، ولم يرد فيها : ثقة.

(٥) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ١٧.

(٦) رجال ابن داود : ٥٩ / ٢٧٥.

(٧) حاوي الأقوال : ٢٣٤ / ١٢٧١.

١٩١

ابن الحسينعليه‌السلام ومن بعده ، واختلف في بقائه إلى وقت أبي الحسن موسىعليه‌السلام . كان ثقة ، وكان عربيّا أزديّا.

قالكش : وجدت بخطّ أبي عبد الله محمّد بن نعيم الشاذاني قال : سمعت الفضل بن شاذان قال : سمعت الثقة يقول : سمعت الرضاعليه‌السلام يقول : أبو حمزة في زمانه كلقمان في زمانه ، وذلك أنّه قدم(١) أربعة منّا : عليّ بن الحسين ومحمّد بن علي وجعفر بن محمّدعليهم‌السلام وبرهة من عصر موسى بن جعفرعليه‌السلام ، ويونس بن عبد الرحمن هو سلمان في زمانه.

وروى عنه العامّة ، ومات سنة خمسين ومائة.

وأولاده : نوح ومنصور وحمزة قتلوا مع زيد بن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام (٢) ،صه (٣) .

وبخطّشه على لفظ قدم : كذا في جميع نسخ الكتاب ، وكذا بخطّطس من كتابكش (٤) ، والذي فيكش في ترجمة يونس : أبو حمزة الثمالي في زمانه كسلمان في زمانه ، وذلك أنّه خدم. إلى آخره(٥) ، انتهى. وهو الصواب.

وفيجش : ابن أبي صفيّة أبو حمزة الثمالي ، واسم أبي صفيّة : دينار. مولى كوفيّ ثقة. وأولاده : نوح ومنصور وحمزة قتلوا مع زيد.

لقي عليّ بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبد الله وأبا الحسنعليهم‌السلام وروى عنهم ، وكان من خيار أصحابنا وثقاتهم ومعتمديهم في الرواية‌

__________________

(١) في المصدر : خدم.

(٢) في نسخة « م » : مع زيد بن عليعليه‌السلام .

(٣) الخلاصة : ٢٩ / ٥.

(٤) التحرير الطاووسي : ١٠٢.

(٥) رجال الكشّي : ٤٨٥ / ٩١٩.

١٩٢

والحديث.

وروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال : أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه ، وروى عنه العامّة ، ومات سنة خمسين ومائة(١) .

له كتاب تفسير القرآن ، عنه عبد ربّه ، وكتاب النوادر ، رواية الحسن بن محبوب ، ورسالة الحقوق عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، محمّد بن الفضيل(٢) ، عنه به(٣) .

وفيست : ابن دينار يكنّى أبا حمزة الثمالي ، وكنية دينار أبو صفيّة. ثقة ، له كتاب ، عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن وموسى بن المتوكّل ، عن سعد بن عبد الله والحميري ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عنه.

وعنه يونس بن عليّ العطّار.

وله كتاب النوادر وكتاب الزهد ، محمّد بن عيّاش بن عيسى أبي جعفر ، عنه(٤) .

وفيظم : اختلف في بقائه إلى وقتهعليه‌السلام ، روى عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ومن بعده(٥) .

وفي ين وق : مات سنة خمسين ومائة(٦) .

وفيكش : محمّد بن مسعود(٧) قال : سألت عليّ بن الحسن بن‌

__________________

(١) في نسخة « ش » : مائة وخمسين.

(٢) في نسخة « ش » : الفضل.

(٣) رجال النجاشي : ١١٥ / ٢٩٦.

(٤) الفهرست : ٤١ / ١٣٧.

(٥) رجال الشيخ : ٣٤٥ / ١ ، وفيه زيادة : له كتاب.

(٦) رجال الشيخ : ٨٤ / ٣ ، ١٦٠ / ٢.

(٧) محمّد بن مسعود ، لم يرد في نسخة « ش ».

١٩٣

فضّال عن الحديث الذي روي عن عبد الملك بن أعين وتسمية ابنه الضريس ، قال : رواه أبو حمزة ، وإصبع من عبد الملك(١) خير من أبي حمزة ، وكان أبو حمزة يشرب النبيذ ومتّهما به. إلاّ أنّه قال : ترك قبل موته.

وزعم أنّ أبا حمزة وزرارة ومحمّد بن مسلم ماتوا سنة واحدة(٢) ، بعد أبي عبد اللهعليه‌السلام بسنة أو نحوا(٣) منه(٤) .

حدّثني عليّ بن محمّد بن قتيبة أبو محمّد ومحمّد بن موسى الهمداني ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، قال : كنت أنا وعامر ابن عبد الله بن جذاعة الأسدي(٥) وحجر بن زائدة جلوسا على باب الفيل إذ دخل أبو حمزة الثمالي فقال لعامر بن عبد الملك : أنت حرّشت عليّ أبا عبد اللهعليه‌السلام فقلت : أبو حمزة يشرب النبيذ؟ فقال : ما حرّشت عليك ولكن سألته ـعليه‌السلام ـ عن المسكر فقال : كلّ مسكر حرام.

وقال : ولكنّ أبا حمزة يشرب النبيذ.

فقال أبو حمزة : أستغفر الله الآن وأتوب إليه(٦) .

وفيه : وجدت بخطّ. إلى آخر ما ذكرهصه (٧) .

وفي ترجمة يونس ذكره بعينه ، وبدل قدم : خدم(٨) .

__________________

(١) في المصدر : وأصبغ بن عبد الملك.

(٢) في نسخة « ش » : زعم علي بن الحسن بن فضّال أنّ أبا حمزة وزرارة ومحمّد بن مسلم ماتوا في سنة ( خ ل ).

(٣) في المصدر : أو بنحو.

(٤) رجال الكشّي : ٢٠١ / ٣٥٣.

(٥) في المصدر : الأزدي.

(٦) رجال الكشّي : ٢٠١ / ٣٥٤.

(٧) رجال الكشّي : ٢٠٣ / ٣٥٧ ، وفيه : خدم ( خ ل ).

(٨) رجال الكشّي : ٤٨٥ / ٩١٩.

١٩٤

وفي بعض النسخ : أبو حمزة الثمالي في زمانه كسلمان(١) في زمانه ، كما نقلهشه (٢) .

وفيتعق : يأتي في ابنيه علي والحسين عنكش أيضا توثيقه(٣) . وهو في الجلالة بحيث لا يحتاج إلى بيان ، ولا يقدح فيه أمثال ما ذكر ، مع أنّ الراوي لذلك محمّد بن موسى الهمداني ، وورد فيه ما ورد.

وربما يستفاد من كلام عليّ بن الحسن بن فضّال مع فطحيّته أنّه كان متّهما به.

وعلى تقدير الصحّة يمكن أن يكون لم يعرف حرمته ، يرشد إليه كثرة سؤال أصحابهمعليهم‌السلام عن حرمته ، ومنه هذا الخبر ، أو كان يشربه لعلّه معتقدا حلّيته للعلّة ، كما نحوه في ابن أبي يعفور(٤) ، أو أنّه كان يشرب الحلال منه فنمّوا إليهعليه‌السلام ، ويكون استغفاره من سوء ظنّه بعامر ، ولعلّه هو الظاهر ، إذ لا دخل لعدم تحريش عامر في الاستغفار عن شربه ، فتأمّل.

أو يكون الاستغفار من ارتكابه بجهله وظهور خطأ اجتهاده.

أو كان ذلك قبل وثاقته ، فيكون حاله في إخباره حال ابن أبي نصر ونظائره من الأجلّة الّذين كانوا فاسدي العقيدة ثمّ رجعوا ، وأشرنا إليه في الفوائد(٥) .

أقول : ما ذكره دام مجده في غاية الجودة ، والرجل في أعلى درجات‌

__________________

(١) في نسخة « ش » زيادة : الفارسي.

(٢) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ١٨.

(٣) رجال الكشي : ٢٠٣ / ٣٥٧ ، ٤٠٦ / ٧٦١.

(٤) رجال الكشي : ٢٤٧ / ٤٥٩.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧٣.

١٩٥

العدالة ، وصرّح بتوثيقه أيضا الصدوق في أسانيد الفقيه(١) ، إلاّ أنّ بعض إعذاره سلّمه الله لا تخلو من تكلّف.

أمّا الطعن في السند بمحمّد بن موسى ، فلاشتراكه مع عليّ بن محمّد ، وهو من الأجلّة.

وأمّا قوله : وربما يستفاد من كلام عليّ بن فضّال مع فطحيّته أنّه كان متّهما ، ففيه : أنّ الظاهر من كلام عليّ بن فضّال القدح فيه وعدم الاعتناء بروايته لشربه وتهمته بالشرب ، لا أنّه مكذوب عليه ومجرّد تهمة ، يرشد إليه قوله : وإصبع من عبد الملك(٢) خير من أبي حمزة.

وقوله : إذ لا دخل إلى آخره ، فيه : أنّه ظاهره أنّه لمّا علم بعلم الإمامعليه‌السلام بشربه وفشى ذلك استغفر وتاب بحضورهم(٣) ليبرّئوه بعد ذلك.

وأمّا قوله : قبل وثاقته ، ففيه : أنّ صريح عليّ بن فضّال أنّه تاب قبل موته ، وظاهر ذلك أنّه بمدّة قليلة ، وعلى هذا فتسقط أحاديثه بأجمعها عن درجة الاعتبار ، ولا يكون حينئذ حاله حال ابن أبي نصر وأضرابه.

فالذي ينبغي أن يقال : إنّه لا خلاف بين الطائفة في عدالته ، وأمثال هذه الأخبار لا تنهض للمعارضة ، مع أنّ الخبر الثاني مرسل ، والحاكي غير معلوم ، إذ ليس هو محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب لا محالة ، فإنّ محمّدا يروي عن عامر بن عبد الله بن جذاعة بواسطتين : صفوان عن ابن مسكان ، نبّه عليه الميرزا في حواشي الكتاب والمحقّق الشيخ حسن في‌

__________________

(١) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٣٦.

(٢) في رجال الكشّي : وأصبغ بن عبد الملك.

(٣) بحضورهم ، لم ترد في نسخة « ش ».

١٩٦

حواشيطس (١) .

وفيمشكا : ابن دينار الثقة ، عنه عبد ربّه ، والمفضّل بن عمر ـ كما في الفقيه ـ(٢) .

والحسن بن محبوب ، وعليّ بن الحكم الثقة ، وعليّ بن رئاب ، ومنصور بن يونس بزرج ، وإسماعيل بن الفضل ، كما في الفقيه(٣) .

وفيه : رواية(٤) العلاء عن الثمالي(٥) .

وعنه يونس بن عليّ العطّار ، وابن عيّاش ، وعبد الله بن سنان ، والحسن بن راشد ، وسيف بن عميرة ، وهشام بن سالم ، ومحمّد بن عذافر ، ومالك بن عطيّة الثقة ، وصفوان بن يحيى ، وإبراهيم بن عمر اليماني ، ومحمّد بن الفضل ، وأبو أيّوب الخزّاز(٦) .

٥٠٤ ـ ثابت بن شريح :

أبو إسماعيل الصائغ الأنباري ، مولى الأزد ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وأكثر عن أبي بصير وعن الحسين بن أبي العلاء ،صه (٧) .

وزادجش : وابنه محمّد بن ثابت. له كتاب في أنواع الفقه ، عبيس بن هشام ، عن ثابت به(٨) .

__________________

(١) التحرير الطاووسي : ١٠٠.

(٢) الفقيه ٤ : ٢٩٨ / ٨٩٨.

(٣) الفقيه ٢ : ٣٧٦ / ١٢٢٦.

(٤) في المصدر : وفيه : وفي رواية.

(٥) الفقيه ٤ : ٦٧ / ١٩٩.

(٦) هداية المحدّثين : ٢٧.

(٧) الخلاصة : ٢٩ / ٦.

(٨) رجال النجاشي : ١١٦ / ٢٩٧.

١٩٧

وفيق : ابن شريح الكوفي الصائغ(١) .

وفي لم : ابن شريح ، روى عنه عبيس بن هشام(٢) .

وفيست : له كتاب ، ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الحسن بن متيل ، عن الحسن بن عليّ الكوفي ، عن عبيس بن هشام ، عنه.

ورواه حميد ، عن ابن نهيك ، عنه.

وأبو شعيب خالد بن صالح ، عنه(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن شريح الثقة ، عنه عبيس بن هشام ، وابن نهيك ، وأبو شعيب خالد بن صالح. وهو عن أبي بصير ، والحسين(٤) بن أبي العلاء(٥) .

٥٠٥ ـ الشيخ الإمام أبو الفضل ثابت بن عبد الله :

ابن ثابت اليشكري ، من أولاد ثابت البناني ، فاضل ، عالم ، ثقة ، قرأ على الأجل المرتضى علم الهدى.

وله كتاب الحجّة في الإمامة ، وكتاب منهاج الرشاد في الأصول والفروع ،عه (٦) .

وهو غير مذكور في الكتابين.

٥٠٦ ـ ثابت بن قيس الشمّاس :

الخزرجي ، خطيب الأنصار ، سكن المدينة ، قتل يوم اليمامة ،

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٦٠ / ٣.

(٢) رجال الشيخ : ٤٥٧ / ١.

(٣) الفهرست : ٤٢ / ١٣٩.

(٤) في نسخة « م » : وعن الحسين.

(٥) هداية المحدّثين : ٢٧.

(٦) فهرست منتجب الدين : ٣٥ / ٦٥.

١٩٨

صه(١) ،ل (٢) .

وبخطّشه : كان خطيب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وشهد لهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالجنّة ، استشهد سنة إحدى عشرة باليمامة ، انتهى(٣) .

وفيقب : من كبار الصحابة ، بشّره النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بالجنّة(٤) .

٥٠٧ ـ ثابت بن هرمز الفارسي :

أبو المقدام العجلي ، الحدّاد ، مولى بني عجل ، ين(٥) . ونحوهق (٦) وقر(٧) .

وفي بعض نسخ الأخير : زيديّ بتريّ.

وفيصه : زيديّ بتريّ(٨) .

وفيجش : روى نسخة عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، رواها عنه ابنه عمرو بن ثابت(٩) .

ويأتي عنكش في سلمة بن كهيل ، وفي كثير النواء(١٠) ، وفي البتريّة(١١) .

__________________

(١) الخلاصة : ٢٩ / ١ ، وفيه : ثابت بن قيس بن الشمائل أو الشمال.

(٢) رجال الشيخ : ١١ / ١ ، وفيه : ثابت بن قيس بن الشمّاس.

(٣) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ١٧.

(٤) تقريب التهذيب ١ : ١١٦ / ١٦.

(٥) رجال الشيخ : ٨٤ / ٢.

(٦) رجال الشيخ : ١٦٠ / ١.

(٧) رجال الشيخ : ١١٠ / ١.

(٨) الخلاصة : ٢٠٩ / ١.

(٩) رجال النجاشي : ١١٦ / ٢٩٨.

(١٠) رجال الكشّي : ٢٣٦ / ٤٢٩.

(١١) رجال الكشّي : ٢٣٢ / ٤٢٢.

١٩٩

أقول : فيمشكا : ابن هرمز البتريّ الضعيف ، عنه عمرو(١) بن ثابت(٢) .

٥٠٨ ـ ثبيت بن محمّد :

أبو محمّد العسكري ، صاحب أبي عيسى الورّاق ، متكلّم حاذق ، من أصحابنا العسكريّين ، وكان أيضا له اطّلاع بالحديث والرواية والفقه.

له كتب ، منها كتاب توليدات بني أميّة في الحديث ، وذكر الأحاديث الموضوعة.

والكتاب الذي يعزى إلى أبي عيسى الورّاق في نقض العثمانيّة له.

وله كتاب الأسفار ، ودلائل الأئمّةعليهم‌السلام .

ثبيت ، ممّن كان يروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وله عنه أحاديث ، وما أعرفها مدوّنة ، روى عنه أبو أيّوب الخزّاز. وأبو أيّوب عن أبي بصير عن ثبيت عن معاذ بن كثير ،جش (٣) .

صه إلى قوله : والفقه ، ثمّ قال : والكتاب الذي يعزى إلى أبي عيسى الورّاق في نقض العثمانيّة له ، وله كتاب توليدات(٤) بني أميّة في الحديث(٥) .

أقول : يظهر ممّا ذكر جلالته.

وفي الوجيزة : ممدوح(٦) .

__________________

(١) في النسخ الخطّية : عمر.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٧.

(٣) في النسخة المطبوعة من رجال النجاشي : ١١٧ / ٣٠٠ و ٣٠١ جعل لكلّ من عنوان : ثبيت ابن محمّد وعنوان : ثبيت ، ترجمة على حدة ، وفي بعض كتب الرجال كما فعل المصنّف أيضا أدرجا تحت ترجمة واحدة.

(٤) في المصدر : تولدات.

(٥) الخلاصة : ٣٠ / ٣.

(٦) الوجيزة : ١٧٢ / ٣١٥.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

(وفي رواية) إن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال لعمته : اسكتي يا عمّة حتى أكلّمه.ثم أقبل عليه ، فقال : أبالقتل تهددني يابن زياد ، أما علمت أن القتل لنا عادة ، وكرامتنا الشهادة!.

٣٢٣ ـ محاولة ابن زياد قتل زين العابدينعليه‌السلام لو لا زينبعليها‌السلام :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٦٨ ط ٢ نجف)

وقال هشام بن محمّد : لما حضر علي بن الحسين الأصغرعليه‌السلام مع النساء عند ابن زياد ، وكان مريضا ؛ قال ابن زياد : كيف سلم هذا اقتلوه. فصاحت زينب بنت عليعليهما‌السلام : يابن زياد ، حسبك من دمائنا ، إن قتلته فاقتلني معه.

وقال عليعليه‌السلام : يابن زياد إن كنت قاتلي ، فانظر إلى هذه النسوة من بينهن وبينه قرابة يكون معهن. فقال ابن زياد : أنت وذاك.

قال الواقدي : وإنما استبقوا علي بن الحسينعليه‌السلام لأنه لما قتل أبوه كان مريضا ، فمرّ به شمر ، فقال : اقتلوه. ثم جاء عمر بن سعد ، فلما رآه قال :

لا تتعرضوا لهذا الغلام. ثم قال لشمر : ويحك من للحرم؟.

٣٢٤ ـ ابن زياد يمثّل بالرأس الشريف ويقورّه :

(تذكرة الخواص ، ص ٢٧٠ ط ٢ نجف)

وذكر عبد الله بن عمرو الورّاق في كتاب (المقتل) أنه لما حضر الرأس بين يدي ابن زياد ، أمر حجّاما فقال : قوّره ، فقوّره ، وأخرج لغاديده(١) ونخاعه ، وما حوله من اللحم.

فقام عمرو بن حريث المخزومي ، فقال لابن زياد : قد بلغت حاجتك من هذا الرأس ، فهب لي ما ألقيت منه. فقال : ما تصنع به؟. فقال : أواريه. فقال : خذه ، فجمعه في مطرف خزّ كان عليه ، وحمله إلى داره ، فغسّله وطيّبه وكفّنه ، ودفنه عنده في داره ، وهي بالكوفة تعرف بدار الخز ، دار عمرو بن حريث المخزومي.

يقول اليافعي في (مرآة الجنان) ج ١ ص ١٣٥ ط ١ :

وذكروا مع ذلك ما يعظم من الزندقة والفجور ، وهو أن عبيد الله بن زياد أمر أن

__________________

(١) اللغاديد : ما بين الحنك وصفحة العنق من اللحم.

٢٨١

يقوّر الرأس المشرف المكرم حتى ينصب في الرمح ، فتحامى الناس عن ذلك. فقام من بين الناس رجل يقال له طارق بن المبارك [بل هو ابن المشؤوم المذموم] فقوّره ، ونصبه بباب المسجد الجامع ، وخطب خطبة لا يحلّ ذكرها.

وذكر الخوارزمي في مقتله هذه الرواية ، ج ٢ ص ٥٢ ، وقال : إنه نصبه على باب داره.

٣٢٥ ـ حمل زين العابدين والسباياعليهم‌السلام إلى السجن :

يقول السيد المقرم في مقتله ، ص ٤٢٤ :

ولما وضح لابن زياد ولولة الناس ولغط أهل المجلس ، خصوصا لمّا تكلمت معه زينب العقيلةعليها‌السلام ، خاف هياج الناس ، فأمر الشرطة بحبس الأسارى في دار إلى جنب المسجد الأعظم(١) .

قال حاجب ابن زياد : كنت معهم حين أمر بهم إلى السجن ، فما مررنا بزقاق إلا وجدناه مملوءا رجالا ونساء ، يضربون وجوههم ويبكون. فحبسوا في سجن ، وضيّق عليهم(٢) .

فصاحت زينبعليها‌السلام بالناس : لا تدخل علينا (عربية) إلا مملوكة أو أم ولد ، فإنهن سبين كما سبينا [تقصد أن المملوكة التي سبيت سابقا لا تشمت بسبايا أهل البيتعليهم‌السلام لأنها ذاقت ذل السبي ، فلا بأس بدخولها عليهن ، بخلاف الحرة العربية التي يمكن أن تشمت بهن].

وفي (الأمالي) للشيخ الصدوق : ثم أمر بعلي بن الحسينعليهما‌السلام فغلّ ، وحمل مع النسوة والسبايا إلى السجن.

٣٢٦ ـ شماتة ابن زياد أمام أم كلثوم

(الأنوار النعمانية ، ج ٢ ص ٢٤٥)

وأرسل ابن زياد إلى أم كلثوم بنت الحسينعليهما‌السلام ، فقال : الحمد لله الّذي قتل رجالكم ، فكيف ترين ما فعل الله بكم؟. فقالتعليها‌السلام : يابن زياد لئن قرّت عينك

__________________

(١) اللهوف ، ص ٩١ ؛ ومقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٤٣.

(٢) روضة الواعظين ، ص ١٦٣.

٢٨٢

بقتل الحسينعليه‌السلام فطالما قرّت عين جدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم به ، وكان يقبّله ويلثم شفتيه ويضعه على عاتقه. يابن زياد أعدّ لجده جوابا ، فإنه خصمك غدا!.

دفن الشهداءعليهم‌السلام

٣٢٧ ـ حال أجساد الشهداء المطهرة بعد يوم عاشوراء :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤١٢)

ذكر أهل السير والتواريخ أن سيد الشهداءعليه‌السلام أفرد خيمة في حومة الميدان(١) ، وكان يأمر بحمل من قتل من صحبه وأهل بيته إليها. وكلما يؤتى بشهيد يقولعليه‌السلام : قتلة مثل قتلة النبيّين وآل النبيّين(٢) .

إلا أخاه أبا الفضل العباسعليه‌السلام تركه في محل سقوطه قريبا من شط الفرات.

ولما ارتحل عمر بن سعد بحرم الرسالة إلى الكوفة ، ترك أشلاء الشهداء على وجه الصعيد ، تصهرهم الشمس ، ويزورهم وحش الفلا. وبينهم سيد شباب أهل الجنة ، بحالة تفطّر الصخر الأصمّ ، غير أن الأنوار الإلهية تسطع من جوانبه ، والأرواح العطرة تفوح من نواحيه».

وظل جسد الحسين الشريف ملقى على وجه الرمال بلا دفن ثلاثة أيام ، وقد قال الشاعر :

ما إن بقيت من الهوان على الثرى

ملقى ثلاثا في ربى ووهاد

لكن لكي تقضي عليك صلاتها

زمر الملائك فوق سبع شداد

وقال الشريف الرضي أشعر الطالبيين ، في وصفه :

كأنّ بيض المواضي وهي تنهبه

نار تحكّم في جسم من النور

لله ملقى على الرمضاء غصّ به

فم الردى بعد إقدام وتشمير

تحنو عليه الرّبى ظلا وتستره

عن النواظر أذيال الأعاصير

تهابه الوحش أن تدنو لمصرعه

وقد أقام ثلاثا غير مقبور

__________________

(١) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٥٦ ؛ وكامل ابن الأثير ، ج ٤ ص ٣٠ ؛ وإرشاد المفيد.

(٢) بحار الأنوار ، ج ١٠ ص ٢١١ وج ١٣ ص ١٣٥ عن غيبة النعماني.

٢٨٣

٣٢٨ ـ لا يلزم تغسيل الشهداءعليهم‌السلام (المنتخب للطريحي ، ص ٣٧ ط ٢)

يقول الطريحي : ورد في الخبر عن سيد البشرصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : رمّلوهم بدمائهم ، فإنهم يحشرون يوم القيامة ، تشخب أوداجهم دما ؛ اللون لون الدم ، والريح ريح المسك.

٣٢٩ ـ دفن الأجساد الطاهرة(العيون العبرى للميانجي ، ص ٢١٤)

يقول الميانجي : ولما انفصل ابن سعد عن كربلا ، خرج قوم من بني أسد ، كانوا نزولا بالغاضرية ، إلى الحسينعليه‌السلام وأصحابه ، فصلوا عليهم ودفنوا الحسينعليه‌السلام حيث قبره الآن ، ودفنوا ابنه علي بن الحسين الأكبرعليه‌السلام عند رجليه ، وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه الذين صرعوا حوله ، مما يلي رجلي الحسينعليه‌السلام . وجمعوهم ودفنوهم جميعا معا.

ودفنوا العباس بن عليعليه‌السلام في موضعه الّذي قتل فيه على طريق الغاضرية ، حيث قبره الآن.

ودفنت بنو أسد (حبيبا) عند رأس الحسينعليه‌السلام حيث قبره الآن ، اعتناء بشأنه.

ودفن الحرّ أقاربه في موضعه الّذي قتل فيه.

وقد دفن بنو أسد القتلى بعد ما قتلوا بثلاثة أيام (كما في تاريخ الطبري) ، وبعد يوم (كما عن المسعودي وابن شهر اشوب).

وفي (بغية النبلاء في تاريخ كربلاء) ص ٥٧ :

واستحال على بني أسد نقل جثمان الحسينعليه‌السلام دفعة واحدة من محل مقتله إلى حفرته ، إذ كان مقطّعا إربا إربا ، ووضعوه فوق حصير بورياء ورفعوا أطرافه.وكدّسوا بقية الأشلاء(١) من غير ما فارق بين ضجيع وضجيع ، وبعضهم فوق بعض ، وهالوا عليهم التربة.

٣٣٠ ـ لا يلي دفن الإمام إلا إمام مثله(مقتل المقرم ، ص ٤١٤)

قال السيد المقرم : وفي اليوم الثالث عشر من المحرم ، أقبل زين العابدينعليه‌السلام لدفن أبيه الشهيدعليه‌السلام ، لأن الإمام لا يلي أمره إلا إمام مثله(٢) .

__________________

(١) الشّلو : العضو من أعضاء الجسم ، جمعها أشلاء : وهي أعضاء الإنسان بعد البلى والتفرق.

(٢) إثبات الوصبة للمسعودي ، ص ١٧٣.

٢٨٤

وقال العلامة المجلسي : روي عن الإمام الرضاعليه‌السلام أن علي بن الحسينعليهما‌السلام جاء إلى كربلاء خفية ، فصلى على أبيه ودفنه بيده.

ولما أقبل الإمام السجّادعليه‌السلام [يوم الثالث عشر من المحرم من الكوفة إلى كربلاء] وجد بني أسد مجتمعين عند القتلى ، متحيّرين لا يدرون ما يصنعون ، ولم يهتدوا إلى معرفتهم وقد فرّق القوم بين رؤوسهم وأبدانهم. وربما يسألون من أهلهم وعشيرتهم. فأخبرهمعليه‌السلام عما جاء إليه من مواراة هذه الجسوم الطاهرة ، وأوقفهم على أسمائهم ، كما عرّفهم بالهاشميين من الأصحاب.

٣٣١ ـ دفن جسد الحسينعليه‌السلام (أسرار الشهادة ، ص ٤٠٦ ط ٢)

نقل الدربندي في (أسرار الشهادة) قال :

لما أقبل بنو أسد إلى كربلاء لمواراة جسد الحسينعليه‌السلام وأجساد أصحابه ، صارت همّتهم أولا أن يواروا جثة الحسينعليه‌السلام ثم الباقين. فجعلوا ينظرون الجثث في المعركة ، فلم يعرفوا جثة الحسينعليه‌السلام من بين تلك الجثث ، لأنها بلا رؤوس ، وقد غيّرتها الشموس.

فبينا هم كذلك وإذا بفارس أقبل إليهم ، حتى إذا قاربهم قال : وما بالكم؟.قالوا : إنا أتينا لنواري جثة الحسينعليه‌السلام وجثث ولده وأنصاره ، ولم نعرف جثة الحسينعليه‌السلام !. فلما سمع ذلك حنّ وأنّ ، وجعل ينادي : وا أبتاه ، وا أبا عبد الله ، ليتك حاضرا وتراني أسيرا ذليلا.

ثم قال لهمعليه‌السلام : أنا أرشدكم. فنزل عن جواده ، وجعل يتخطى القتلى ، فوقع نظره على جسد الحسينعليه‌السلام فاحتضنه وهو يبكي ويقول : يا أبتاه ، بقتلك قرّت عيون الشامتين ، يا أبتاه بقتلك فرحت بنو أمية ، يا أبتاه بعدك طال حزننا ، يا أبتاه بعدك طال كربنا.

ثم إنه مشى قريبا من جثتهعليه‌السلام ، فأهال يسيرا من التراب ، فبان قبر محفور ولحد مشقوق ، فنزّل الجثة الشريفة وواراها في ذلك المرقد الشريف ، كما هو الآن.

يقول الشيخ محمّد حسين الأعلمي في (دائرة المعارف) ج ٢٣ ص ٢٠١ :

حفر القبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما يظهر من حديث أم سلمة رضي الله عنها.

٢٨٥

٣٣٢ ـ كيف دفن الإمام السجّاد جسد أبيه الحسينعليه‌السلام :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤١٦)

ثم مشى الإمام زين العابدينعليه‌السلام إلى جسد أبيهعليه‌السلام واعتنقه وبكى بكاء عاليا. وأتى إلى موضع القبر ورفع قليلا من التراب ، فبان قبر محفور وضريح مشقوق ، فبسط كفيه تحت ظهره وقال : «بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله ، هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله. ما شاء الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم».

وأنزله وحده ولما أقرّه في لحده وضع خده على منحره الشريف قائلا :

" طوبى لأرض تضمّنت جسدك الطاهر ، فإن الدنيا بعدك مظلمة ، والآخرة بنورك مشرقة. أما الليل فمسهّد ، والحزن فسرمد ، حتى يختار الله لأهل بيتك دارك التي أنت بها مقيم ، وعليك مني السلام يابن رسول الله ورحمة الله وبركاته». وكتب على القبر : هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالبعليهما‌السلام الّذي قتلوه عطشانا غريبا.

٣٣٣ ـ دفن العباسعليه‌السلام (دائرة المعارف للأعلمي ، ج ٢٣ ص ٢٠٣)

ثم التفت إليناعليه‌السلام وقال : انظروا هل بقي أحد؟. فقالوا : نعم يا أخا العرب ، بطل مطروح حول المسنّاة على نهر العلقمي ، وحوله جثّتان ، وكلما حملنا جانبا منه سقط الآخر ، لكثرة ضرب السيوف والسهام!. فقال : امضوا بنا إليه ، فمضينا. فلما رآه انكبّ عليه يقبّله ويقول : على الدنيا بعدك العفا يا قمر بني هاشم ، وعليك مني السلام من شهيد محتسب ، ورحمة الله وبركاته. ثم أمرنا أن نشقّ له ضريحا ، ففعلنا. ثم أنزله وحده ولم يشرك معه أحدا منا. ثم أهال عليه التراب.

ثم أمرنا بدفن الجثتين ، وهما من ولد أمير المؤمنينعليه‌السلام أيضا.

٣٣٤ ـ دفن بقية الشهداءعليهم‌السلام (مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤١٧)

ثم عيّن لبني أسد موضعين ، وأمرهم أن يحفروا حفرتين ، وضع في الأولى بني هاشم ، وفي الثانية الأصحاب(١) .

وكان أقرب الشهداء إلى الحسينعليه‌السلام ولده علي الأكبر الّذي قبره عند رجليه.

__________________

(١) الكبريت الأحمر ، وأسرار الشهادة ، والإيقاد.

٢٨٦

وفي (العيون العبرى) للميانجي ، ص ٢١٦ :

عن (الأسرار)و (دار السلام) عن الجزائري ، أن السجّادعليه‌السلام جعل يقول : هذا فلان وهذا فلان ، والأسديون يوارونهم. فلما فرغ مشى إلى جثة العباسعليه‌السلام فدفنه هناك. ثم عطف على جثث الأنصار ، وحفر لهم حفيرة واحدة وواراهم فيها ، إلا حبيب بن مظاهر ، حيث أبى بعض بني عمه ذلك ، ودفنه في ناحية عن الشهداء.

٣٣٥ ـ مواراة الحر بن يزيد رضي الله عنه :(دائرة المعارف للأعلمي ، ج ٢٣ ص ٢٠٢)

فلما فرغ الأسديون من مواراتهم ، قال لهم زين العابدينعليه‌السلام : هلموا لنواري جثة الحر الرياحي ، فتمشّى وهم خلفه حتى وقف عليه ، فقال : أما أنت فقد قبل الله توبتك ، وزاد في سعادتك ، ببذلك نفسك أمام ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وأراد الأسديون حمله إلى محل الشهداء ، فقال : لا ، بل في مكانه واروه.

وفي (العيون العبرى) للميانجي ، ص ٢١٦ :

فلما فرغوا ركب الفارس جواده ، فتعلق به الأسديون وقالوا له : بحقّ من واريته بيدك ، من أنت؟. قالعليه‌السلام : أنا حجة الله عليكم ، أنا علي بن الحسينعليهما‌السلام ، جئت لأواري جثة أبي ومن معه والآن أنا راجع إلى سجن عبيد الله بن زياد ..فودّعهم وانصرف عنهم.

٣٣٦ ـ رواية الشيخ المفيد عن دفن الشهداءعليهم‌السلام :

(الإرشاد للمفيد ، ص ٢٤٣ ط نجف)

قال الشيخ المفيد : ولما رحل ابن سعد خرج قوم من بني أسد كانوا نزولا بالغاضرية إلى الحسينعليه‌السلام وأصحابه فصلّوا عليهم ، ودفنوا الحسينعليه‌السلام حيث قبره الآن ، ودفنوا ابنه علي بن الحسين الأصغرعليه‌السلام عند رجليه ، وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه الذين صرعوا حوله ، مما يلي رجلي الحسينعليه‌السلام ، وجمعوهم فدفنوهم جميعا معا. ودفنوا العباس بن عليعليه‌السلام في موضعه الّذي قتل فيه على طريق الغاضرية ، حيث قبره الآن.

ثم قال الشيخ المفيد ، ص ٢٤٩ :

وكل شهداء أهل البيتعليهم‌السلام مدفونون مما يلي رجلي الحسينعليه‌السلام في مشهده ، حفر لهم حفيرة وألقوا فيها جميعا ، وسوّي عليهم التراب إلا

٢٨٧

العباسعليه‌السلام ، فإنه دفن في موضع مقتله على المسنّاة بطريق الغاضرية ، وقبره ظاهر.

وليس لقبور إخوته وأهله الذين سمّيناهم أثر ، وإنما يزورهم الزائر من عند قبر الحسينعليه‌السلام ويومئ إلى الأرض التي نحو رجليه بالسلام عليهم ، وعلى علي بن الحسينعليه‌السلام في جملتهم ، ويقال : إنه أقربهم دفنا إلى الحسينعليه‌السلام .

فأما أصحاب الحسينعليه‌السلام رحمة الله عليهم ، الذين قتلوا معه ، فإنهم دفنوا حوله ، ولسنا نحصّل لهم أجداثا على التحقيق والتفصيل ، إلا أنا لا نشك أن الحائر الحسيني محيط بهم ، رضي الله عنهم وأرضاهم وأسكنهم جنات النعيم.

اليوم الرابع عشر من المحرم وما بعده

٣٣٧ ـ الرباب زوجة الحسينعليه‌السلام تحتضن الرأس الشريف وتقبّله :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤٢٥)

ودعا ابن زياد بالسبايا مرة أخرى ، فلما دخلوا عليه رأين رأس الحسينعليه‌السلام بين يديه ، والأنوار الإلهية تتصاعد [منه] إلى عنان السماء ، فلم تتمالك الرباب

[بنت امرئ القيس] زوجة الحسينعليه‌السلام دون أن وقعت عليه ، وأخذت الرأس المقدس ووضعته في حجرها وقبّلته ، وقالت :

وا حسينا فلا نسيت حسينا

أقصدته أسنّة الأعداء

غادروه بكربلاء صريعا

لا سقى الله جانبي كربلاء

والرباب هذه بعد رجوعها إلى المدينة خطبها الأشراف من قريش ، فقالت : والله لا كان لي حمو بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وعاشت بعد الحسينعليه‌السلام سنة ثم ماتت كمدا عليه ، ولم تستظل بعده بسقف(١) .

٣٣٨ ـ إحضار ابن زياد المختار الثقفي ليفتخر أمامه بمقتل الحسينعليه‌السلام :

(وسيلة الدارين ، ص ٣٦٣)

ذكر الفاضل المازندراني في (معالي السبطين) ج ٢ ص ١٠٩ نقلا عن بعض

__________________

(١) انظر لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ١٩٦ ط نجف ؛ وتذكرة الخواص ، ص ٢٧٠ ط ٢ نجف.

٢٨٨

الكتب : أن ابن زياد استخرج المختار من الحبس ، وكان محبوسا عنده من يوم قتل مسلم بن عقيلعليه‌السلام . فبقي في السجن حتى جيء برأس الحسينعليه‌السلام ووضع بين يديه ، فغطّاه بمنديل. ثم استخرج المختار من الحبس ، وجعل يستهزئ عليه. فقال المختار : ويلك أتستهزئ عليّ ، وقد قرّب الله فرجه!. فقال ابن زياد : من أين يأتيك الفرج يا مختار؟. قال : بلغني أن سيدي ومولاي الحسينعليه‌السلام قد توجّه نحو العراق ، فلا بدّ أن يكون خلاصي على يده. قال ابن زياد : لقد خاب ظنك ورجاؤك يا مختار ، إنا قتلنا الحسين. قال : صه فضّ الله فاك ، ومن يقدر على قتل سيدي ومولاي الحسينعليه‌السلام ؟. قال له : يا مختار انظر ، هذا رأس الحسين!. فرفع المنديل ، وإذا بالرأس الشريف بين يديه في طشت من الذهب. فلما نظر المختار إلى الرأس الشريف جعل يلطم على رأسه ، وينادي : وا سيداه!. وا مظلوماه!.

نهاية عمر بن سعد

٣٣٩ ـ نهاية عمر بن سعد :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٦٩ ط ٢ نجف)

ثم قام عمر بن سعد من عند ابن زياد يريد منزله إلى أهله ، وهو يقول في طريقه :ما رجع أحد مثلما رجعت ، أطعت الفاسق ابن زياد ، الظالم ابن الفاجر ، وعصيت الحاكم العدل ، وقطعت القرابة الشريفة.

وهجره الناس ، وكان كلما مرّ على ملأ من الناس أعرضوا عنه ، وكلما دخل المسجد خرج الناس منه ، وكل من رآه قد سبّه. فلزم بيته إلى أن قتل.

٣٤٠ ـ ندم عمر بن سعد حيث لا ينفع الندم :

(الأخبار الطوال للدينوري ، ص ٢٦٠)

روي عن حميد بن مسلم قال : كان عمر بن سعد لي صديقا ، فأتيته عند منصرفه من قتال الحسينعليه‌السلام ، فسألته عن حاله ، فقال : لا تسأل عن حالي ، فإنه ما رجع غائب إلى منزله بشرّ مما رجعت به. قطعت القرابة القريبة ، وارتكبت الأمر العظيم». ولكن هيهات ينفع الندم.

وفي (كامل ابن الأثير) ج ٤ ص ٩٣ :

ثم إن ابن زياد قال لعمر بن سعد بعد عوده من قتل الحسين : يا عمر؟. ائتني

٢٨٩

بالكتاب الّذي كتبته إليك في قتل الحسين (ومناجزته). قال : مضيت لأمرك وضاع الكتاب. قال : لتجيئني به. قال : ضاع. قال : لتجيئني به!. قال : ترك والله يقرأ على عجائز قريش بالمدينة ، اعتذارا إليهنّ.

٣٤١ ـ مجادلة عبيد الله بن زياد مع عمر بن سعد حول ملك الريّ :

(المنتخب للطريحي ، ص ٣٣٠ ط ٢)

قال فخر الدين الطريحي : حكي أنه لما فرغ عمر بن سعد من حرب الحسينعليه‌السلام وأدخلت الرؤوس والأسارى إلى عبيد الله بن زياد ، جاء عمر بن سعد ودخل على عبيد الله بن زياد يريد منه أن يمكّنه من ملك الرّي. فقال له ابن زياد : آتني بكتابي الّذي كتبته لك في معنى قتل الحسين وملك الري. فقال له عمر بن سعد : والله إنه قد ضاع مني ولا أعلم أين هو. فقال له ابن زياد : لا بدّ أن تجيئني به في هذا اليوم ، وإن لم تأتني به فليس لك عندي جائزة أبدا ، لأني كنت أراك مستحييا معتذرا في أيام الحرب من عجائز قريش. ألست أنت القائل؟ :

فو الله ما أدري وإني لصادق

أفكّر في أمري على خطرين

أأترك ملك الرّي والريّ منيتي

أم ارجع مأثوما بقتل حسين

وهذا كلام معتذر مستح متردد في رأيه.

٣٤٢ ـ ابن زياد يتلاعب على عمر بن سعد ويتنصّل من كتابه :

(المصدر السابق)

فقال عمر بن سعد : والله يا أمير لقد نصحتك في حرب الحسين نصيحة صادقة ، لو ندبني إليها أبي سعد ، لما كنت أدّيته حقه كما أديت حقك في حرب الحسين.فقال له عبيد الله بن زياد : كذبت يا لكع [أي يا لئيم أو يا أحمق].

فقال عثمان بن زياد [أخو عبيد الله بن زياد] : والله يا أخي لقد صدق عمر ابن سعد في مقالته. وإني لوددت أنه ليس من بني زياد رجل إلا وفي أنفه خزامة

[هي حلقة توضع في الأنف بعد ثقبه ، كناية عن الإذلال والاستعباد] إلى يوم القيامة ، وأن حسينا لم يقتل أبدا.

٣٤٣ ـ عمر بن سعد يرجع بخفّي حنين(المصدر السابق)

فقال عمر بن سعد : فو الله يابن زياد ما رجع أحد من قتلة الحسين بشرّ مما رجعت

٢٩٠

به أنا!. فقال له : وكيف ذلك؟. فقال : لأني عصيت الله وأطعت عبيد الله ، وخذلت الحسين بن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ونصرت أعداء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وبعد ذلك إني قطعت رحمي ووصلت خصمي وخالفت ربي. فيا عظيم ذنبي ،

ويا طول كربي في الدنيا والآخرة. ثم نهض من مجلسه مغضبا مغموما ، وهو يقول : و( ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ ) (١١) [الحج : ١١].

يقول الطريحي : وقد كان الإمام عليعليه‌السلام نبّأه بهذه النتيجة ، وأنه لن يهنأ بملك الري ، ولكنه لم يعتبر. كما نبأه الإمام عليعليه‌السلام بنوع قتلته ، فكان كما قال ، إذ بعث المختار له من ذبحه وهو على فراشه.

خبر عبد الله بن عفيف الأزدي

٣٤٤ ـ مجابهة عبد الله بن عفيف الأزدي لابن زياد :

(اللهوف لابن طاووس ، ص ٦٩ ؛ ومقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤٢٦)

قال ابن أبي الدنيا : ثم جمع ابن زياد الناس في المسجد ، فصعد المنبر وخطب فقال : الحمد لله الّذي أظهر الحق وأهله ، ونصر أمير المؤمنين يزيد وحزبه ، وقتل الكذّاب ابن الكذاب الحسين بن علي وشيعته(١) . فما زاد على الكلام شيئا.

يقول السيد المقرم في مقتله : فلم ينكر عليه أحد من أولئك الجمع الّذي غمره الضلال ، إلا عبد الله بن عفيف الأزدي ثم الغامدي أحد بني والبة ، وكان من خيار الشيعة وزهّادها ، وكانت عينه اليسرى ذهبت يوم الجمل ، والأخرى في يوم صفين.وكان يلازم المسجد الأعظم ، يصلي فيه الليل. فقال :

يابن زياد ؛ الكذّاب ابن الكذاب ، أنت وأبوك ، والذي ولّاك وأبوه. يابن مرجانة ، أتقتلون أبناء النبيين وتتكلمون بكلام الصدّيقين(٢) على منابر المؤمنين!.

قال الراوي : فغضب ابن زياد ، وقال : من هذا المتكلم؟.

فقال ابن عفيف : أنا المتكلم يا عدوّ الله ، أتقتل الذرية الطاهرة التي قد أذهب الله عنها الرجس ، وتزعم أنك على دين الإسلام؟!. وا غوثاه ، أين أولاد

__________________

(١) كامل ابن الأثير ، ج ٤ ص ٨٢.

(٢) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٦٣.

٢٩١

المهاجرين والأنصار ، لينتقموا من طاغيتك اللعين ابن اللعين ، على لسان رسول رب العالمين؟.

فازداد غضب ابن زياد حتى انتفخت أوداجه ، وقال : عليّ به. فقامت إليه الجلاوذة (الشرطة) من كل ناحية ليأخذوه.

فنادى ابن عفيف بشعار الأزد (يا مبرور) ، فوثب إليه منهم سبعمائة رجل ، فانتزعوه من أيدي الجلاوذة ، وأخرجوه من باب المسجد ، وانطلقوا به إلى منزله.

٣٤٥ ـ مقتل الشهيد السعيد عبد الله بن عفيف(المصدران السابقان)

فقال ابن زياد : اذهبوا إلى هذا الأعمى ، الّذي أعمى الله قلبه كما أعمى عينيه ، فأتوني به. قال : فانطلقوا إليه.

فلما بلغ ذلك الأزد اجتمعوا واجتمعت معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم. وبلغ ذلك ابن زياد ، فجمع قبائل مضر ، وضمهم إلى محمّد بن الأشعث ، وأمرهم بقتال القوم.

قال الراوي : فاقتتلوا قتالا شديدا ، حتى قتل من الفريقين جماعة. ووصل أصحاب ابن الأشعث إلى دار ابن عفيف ، فكسروا الباب واقتحموا عليه الدار.فصاحت ابنته : أتاك القوم من حيث تحذر. فقال لها : لا عليك ، ناوليني سيفي.

قال : فناولته إياه ، فجعل يذبّ عن نفسه ، ويقول :

أنا ابن ذي الفضل العفيف الطاهر

عفيف شيخي وابن أم عامر

كم دارع من جمعكم وحاسر

وبطل جدّلته مغادر

قال : وجعلت ابنته تقول له : يا أبت ليتني كنت رجلا أذبّ بين يديك هؤلاء الفجرة ، قاتلي العترة البررة.

قال : وجعل القوم يدورون عليه من كل جهة ، وهو يذبّ عن نفسه ، فلم يقدر عليه أحد. وكلما جاؤوه من جهة ، قالت له ابنته : يا أبت جاؤوك من جهة كذا ، حتى تكاثروا عليه وأحاطوا به. فقالت ابنته : وا ذلاه ، يحاط بأبي وليس له ناصر يستعين به. فجعل يدور بسيفه ويقول :

أقسم لو يفسح لي عن بصري

ضاق عليكم موردي ومصدري

قال الراوي : فما زالوا به حتى أخذوه ، وأتوا به إلى ابن زياد. فلما رآه قال ابن

٢٩٢

زياد : الحمد لله الّذي أعمى عينيك. فقال ابن عفيف : الحمد لله الّذي أعمى قلبك.

فقال ابن زياد : يا عدوّ الله ما تقول في عثمان بن عفان؟. فشتمه ابن عفيف وقال:يا عبد بني علاج ، يابن مرجانة ، ما أنت وعثمان بن عفان ؛ أساء أو أحسن ، وأصلح أم أفسد!. وإن الله تبارك وتعالى وليّ خلقه ، يقضي بينهم وبين عثمان بالعدل والحق. ولكن سلني عن أبيك وعنك ، وعن يزيد وأبيه!.

فقال ابن زياد : لا سألتك عن شيء أو تذوق الموت غصّة بعد غصة.

فقال عبد الله بن عفيف : الحمد لله رب العالمين. أما إني قد كنت أسأل الله ربي أن يرزقني الشهادة من قبل أن تلدك أمك ، وسألت الله أن يجعل ذلك على يدي ألعن خلقه وأبغضهم إليه. فلما كفّ بصري يئست من الشهادة ، والآن فالحمد لله الّذي رزقنيها بعد اليأس منها ، وعرّفني الإجابة منه في قديم دعائي.

فقال ابن زياد : اضربوا عنقه. فضربت عنقه ، وصلب في السبخة. رضوان الله عليه.

٣٤٦ ـ إطلاق سراح النساء الأسرى غير الهاشميات :

يقول السيد إبراهيم الزنجاني في (وسيلة الدارين في أنصار الحسين) :

لم يسب في الكوفة إلا النساء الهاشميات ، وأما غيرهن فقد شفع فيهن أقرباؤهن من القبائل وأطلق سراحهن.

٣٤٧ ـ تطويف رأس الحسينعليه‌السلام في سكك الكوفة :

(وسيلة الدارين ، ص ٣٦٦)

ثم أمر ابن زياد برأس الحسينعليه‌السلام فطيف به في سكك الكوفة كلها وقبائلها.

قال زيد بن أرقم : لما مرّ به عليّ وهو على رمح ، وأنا في غرفة لي ، فلما حاذاني سمعته يقرأ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) . فوقف والله شعري عليّ ، وناديت : رأسك والله يابن رسول الله وأمرك أعجب وأعجب.

فلما فرغ القوم من التطواف به في الكوفة ردّوه إلى باب القصر.

٣٤٨ ـ نصب الرؤوس بالكوفة :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٧٠ ط ٢ نجف)

ثم إن ابن زياد نصب الرؤوس كلها بالكوفة على الخشب ، وكانت زيادة على

٢٩٣

سبعين رأسا ، وهي أول رؤوس نصبت في الإسلام ، بعد رأس مسلم بن عقيل بالكوفة.

كلام الرأس المقدّس

ـ تعليق حول كلام الرأس المقدس وهو على الرمح :

(المجالس السّنيّة للسيد الأمين ، ج ٣ مجلس ١٨٦)

لما كانت معركة صفّين ، وأيقن معاوية من الهزيمة ، لم يجد غير اتخاذ الحيلة ، فرفع عمرو بن العاص المصاحف على رؤوس الرماح ، ليوهم أهل العراق بأنه يحتكم إلى القرآن. فحذّر الإمام عليعليه‌السلام أصحابه من حيلة أهل الشام ، وقال لهم : أنا كتاب الله الناطق ، وهذا المصحف كتاب الله الصامت ، فأيهما أحقّ بالاحتكام إليه؟.

فلم يصغوا إليه!.

ثم كانت معركة كربلاء ، وقتلوا الحسينعليه‌السلام ورفعوا رأسه على السنان.فتذكرت عند ذلك رفع معاوية للقرآن على رؤوس الرماح يوم صفين ، فقلت :

ما أشدّ الشبه بين الحالين ؛ فهناك رفعوا القرآن على الرمح وهو كتاب الله الصامت ، وهنا رفعوا رأس الحسين على السنان وهو كتاب الله الناطق ، فنطق بالحجة حتى وهو مقطوع في أكثر من موضع ، كاشفا عن معجزته وكرامته.

٣٤٩ ـ تكلم الرأس الشريف في عدة مواضع :

يقول المحقق السيد عبد العزيز المقرّم في مقتله :

لم يزل السبط الشهيد حليف القرآن منذ أنشأ الله كيانه ، لأنهما ثقلا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخليفتاه على أمته. وقد نصّ الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض. فبذلك كان الحسينعليه‌السلام غير مبارح تلاوة القرآن طيلة حياته ، وحتى بعد مماته. وكما قال الشاعر :

لهفي لرأسك فوق مسلوب القنا

يكسوه من أنواره جلبابا

يتلو الكتاب على السنان وإنما

رفعوا به فوق السنان كتابا

ويقول الفاضل الدربندي في (أسرار الشهادة) ص ٤٨٨ :

٢٩٤

عن مسلمة بن كهيل قال : رأيت رأس الحسينعليه‌السلام على قناة وهو يقرأ :

( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) [البقرة : ١٣٧].

قال هلال بن معاوية : رأيت رجلا يحمل رأس الحسينعليه‌السلام والرأس يخاطبه :فرّقت بين رأسي وبدني ، فرّق الله بين لحمك وعظمك ، وجعلك آية ونكالا للعالمين. فرفع السوط وأخذ يضرب الرأس ، حتى سكت.

٣٥٠ ـ رأس الحسينعليه‌السلام يتلو من سورة الكهف :

يقول السيد المقرم في مقتله ص ٤٣٣ :

ولما نصب الرأس الأقدس في موضع (الصيارفة) وهناك لغط المارة وضوضاء المتعاملين ، فأراد سيد الشهداءعليه‌السلام توجيه النفوس نحوه ، ليسمعوا بليغ عظاته.فتنحنح تنحنحا عاليا ، فاتجهت إليه الناس ، واعترتهم الدهشة ، حيث لم يسمعوا رأسا مقطوعا يتنحنح قبل يوم الحسينعليه‌السلام ، فعندها قرأ سورة الكهف إلى قوله تعالى :( إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً ) [الكهف : ١٣] ، فلم يزدهم إلا ضلالا.

وفي (مناقب آل أبي طالب) لابن شهر اشوب ، ج ٣ ص ٢١٨ ط نجف :

إنهم لما صلبوا الرأس الشريف على شجرة خارج الكوفة سمع منه :

( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) [الشعراء : ٢٢٧].

وفي (تظلّم الزهراء) للقزويني ، عن الحارث بن وكيدة ، قال : كنت فيمن حمل رأس الحسينعليه‌السلام فسمعته يقرأ سورة الكهف ، فجعلت أشكّ في نفسي وأنا أسمع نغمة أبي عبد الله. فترك الحسينعليه‌السلام القراءة والتفت إليّ يخاطبني : يابن وكيدة ، أما علمت أنّا معاشر الأئمة أحياء عند ربنا نرزق؟!.

قال ابن وكيدة : فقلت في نفسي أسرق رأسه وأدفنه ، فإذا الخطاب من الرأس الأزهر: يابن وكيدة ، ليس لك إلى ذلك سبيل ، إنّ سفكهم دمي أعظم عند الله تعالى من تسييرهم إياي على الرمح ، فذرهم فسوف يعلمون( إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ ) (٧١) [غافر : ٧١].

٢٩٥

ولنعم ما قال الشاعر ، وهو رزق الله بن عبد الوهاب الجبّائي في الحسينعليه‌السلام (١) :

رأس ابن بنت محمّد ووصيّه

للناظرين على قناة يرفع

والمسلمون بمسمع وبمنظر

لا منكر منهم ولا متفجّع

كحلت بمنظرك العيون عماية

وأصمّ رزؤك كلّ أذن تسمع

أيقظت أجفانا وكنت لها كرى

وأنمت عينا لم تكن بك تهجع

ما روضة إلا تمنّت أنها

لك تربة ولخطّ قبرك مضجع

٣٥١ ـ حجر يقع في سجن السبايا ينبئهم بأن مصيرهم إما القتل أو التسيير إلى يزيد :

ظل الإمام السجّادعليه‌السلام مع سبايا أهل البيتعليهم‌السلام في سجن ابن زياد حتى ١٩ محرم [أي حوالي ستة أيام] وهم لا يعرفون المصير الّذي يترصّدهم ، بعد أن بعث ابن زياد إلى يزيد يسأله ماذا يفعل بهم؟.

وفي الأثناء ألقي إليهم حجر معه كتاب مربوط ، وفيه : خرج البريد بأمركم إلى يزيد في يوم كذا ، وهو سائر كذا يوما ، وراجع في كذا يوم. فإن سمعتم التكبير فأيقنوا بالقتل ، وإن لم تسمعوا تكبيرا فهو الأمان.

وقبل قدوم البريد بيومين ، ألقي حجر في السجن ومعه كتاب وموسى ، وفي الكتاب: أوصوا واعهدوا ، فإنما ينتظر البريد يوم كذا.

فجاء البريد ، ولم يسمع التكبير. وفي كتاب يزيد الأمر بأن يسرّحهم ابن زياد إلى دمشق(٢) .

٣٥٢ ـ كم مكثوا في السجن؟ :

(مع الحسين في نهضته للسيد أسد حيدر ، ص ٣٠٨)

اختلفت الأقوال في تحديد اليوم الّذي انفصل فيه ركب آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الكوفة إلى الشام. كما اختلفت الأقوال في يوم ورودهم إلى الكوفة. ومن هذا لا نعلم بالضبط مدة بقائهم في سجن ابن زياد.

وقد ذهب البعض إلى أنهم لم يمكثوا أكثر من أسبوع.

__________________

(١) سمط النجوم العوالي في أبناء الأوائل والتوالي لعبد الملك المكي ، ج ٣ ص ٧٩.

(٢) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٦٦.

٢٩٦

٣٥٣ ـ استجواب ابن زياد لعبيد الله بن الحر الجعفي :

(مقتل أبي مخنف المقتبس من الطبري ، ص ٢٤٤ و ٢٤٥)

قال أبو مخنف : حدّثني عبد الرحمن بن جندب الأزدي ، أن عبيد الله بن زياد بعد قتل الحسينعليه‌السلام تفقّد أشراف الكوفة ، فلم ير عبيد الله بن الحر. ثم جاءه بعد أيام حتى دخل عليه ، فقال : أين كنت يابن الحر؟. قال : كنت مريضا. قال : مريض القلب أو مريض البدن؟. قال : أما قلبي فلم يمرض ، وأما بدني فقد منّ الله عليّ بالعافية. فقال له ابن زياد : كذبت ؛ ولكنك كنت مع عدونا. قال : لو كنت مع عدوّك لرئي مكاني ، وما كان مثل مكاني يخفى.

قال : وغفل عنه ابن زياد غفلة ، فخرج ابن الحر فقعد على فرسه. فقال ابن زياد :أين ابن الحر؟. قالوا : خرج الساعة. قال : عليّ به. فأحضرت الشّرط فقالوا له :أجب الأمير. فدفع فرسه ، ثم قال : أبلغوه أني لا آتيه والله طائعا أبدا.

ثم خرج حتى أتى منزل أحمر بن زياد الطائي ، فاجتمع إليه في منزله أصحابه.

ثم خرج حتى أتى كربلاء ، فنظر إلى مصارع القوم ، فاستغفر لهم هو وأصحابه.

ثم مضى حتى نزل المدائن. وقال في ذلك :

يقول أمير غادر حقّ غادر :

ألا كنت قاتلت الشهيد ابن فاطمه؟

ونفسي على خذلانه واعتزاله

وبيعة هذا الناكث العهد لائمه

فيا ندمي أن لا أكون نصرته

ألا كل نفس لا تسدّد نادمه

وإني لأني لم أكن من حماته

لذو حسرة ما إن تفارق لازمه

سقى الله أرواح الذين تآزروا

على نصره سقيا من الغيث دائمه

وقفت على أجداثهم ومحالهم

فكاد الحشى ينقضّ والعين ساجمه

لعمري لقد كانوا مصاليت في الوغى

سراعا إلى الهيجا حماة خضارمه

تأسّوا على نصر ابن بنت نبيّهم

بأسيافهم آساد غيل ضراغمه

فإن يقتلوا في كل نفس بقية

عليا لأرض قد أضحت لذلك واجمه

وما إن رأى الراؤون أفضل منهم

لدى الموت سادات وزهرا قماقمه

أتقتلهم ظلما وترجو ودادنا

فدع خطّة ليست لنا بملائمه

لعمري لقد أرغمتمونا بقتلهم

فكم ناقم منا عليكم وناقمه

أهمّ مرارا أن أسير بجحفل

إلى فئة زاغت عن الحق ظالمه

٢٩٧

فكفّوا وإلا زرتكم في كتائب

أشدّ عليكم من زحوف الديالمه

وسوف ترد هذه القصيدة في مناسبة ثانية ، في الفقرة ٦٦٥ من هذا الجزء ، في أول من زار قبر الحسينعليه‌السلام ورثاه.

قصة ولدي مسلم بن عقيلعليه‌السلام

٣٥٤ ـ قصة الغلامين محمّد وإبراهيمعليهما‌السلام :

هما غلامان من أولاد أهل البيتعليهم‌السلام لم يبلغا الحلم ، أسرا في الكوفة أو في كربلاء ، وحاولا الهرب والنجاة. وقد اختلف في نسبتهما.

قال الطبري وصاحب (كفاية الطالب) : إن محمّدا وإبراهيم هما : إما من ولد عبد الله بن جعفرعليه‌السلام أو من ولد مسلم بن عقيل بن أبي طالبعليه‌السلام ، على اختلاف الروايات فيهما.

وقد أورد هذه القصة الخوارزمي في مقتله ، واعتبر أن الغلامين هربا من عسكر ابن زياد ، وهما من أولاد جعفر الطيارعليه‌السلام . وعندما هربا وجدا امرأة تستسقي فالتجآ إليها ، فلما تعرّفت عليهما أحسنت إليهما ، لكن زوجها كان عميلا لابن زياد ، وكان ابن زياد قد طرح جائزة لمن يأتي بهما.

أما بقية المقاتل فذكرت القصة منسوبة إلى ولدي مسلم بن عقيلعليه‌السلام ، وهما محمّد [وعمره إحدى عشرة سنة] ، والثاني إبراهيم [وعمره تسع سنين] ، وذلك بروايتين مختلفتين :

الرواية الأولى : في (معالي السبطين) للمازندراني ، نقلا عن (الناسخ) : أن مسلم بن عقيلعليه‌السلام قبل مقتله بالكوفة كان هذان الطفلان معه ، فأودعهما عند شريح القاضي وأوصاه بهما. فلما قتل مسلم رأى شريح القاضي تسفيرهما إلى المدينة.وفي طريقهما إلى القافلة أخذهما أهل الكوفة وسلّموهما إلى ابن زياد إلى آخر القصة.

والرواية الثانية : أنهما أخذا أسيرين إلى الكوفة ، وأودعا السجن ، ثم فرّا منه.وهي مشابهة لرواية الخوارزمي. وهي قصة تنبئ عن براءة الأطفال ، ووحشية الكبار ، وأن الطمع يعمي القلب ، ويدفع الإنسان إلى ارتكاب كل جريمة ، كما فعل الحارث بن عروة كما تبيّن أن هناك في كل عصر وموقع رجالا مؤمنين صدقوا

٢٩٨

ما عاهدوا الله عليه ، وأنهم مستعدون للتضحية بكل غال ونفيس فداء للمبدأ والعقيدة التي آمنوا بها ، حتى ولو استدعى ذلك إلى بذل نفوسهم وأرواحهم.

وإليك القصة بالروايتين :

الرواية الأولى

٣٥٥ ـ قصة الغلامين ولدي مسلم بن عقيلعليه‌السلام :

(معالي السبطين للمازندراني ، ج ٢ ص ٧١)

قال صاحب (الناسخ) : إن هانئ بن عروة لما أخذ وحبس ، وخرج مسلم بن عقيلعليه‌السلام من دار هانئ ، وجمع شيعته ، واجتمعوا حوله وخرجوا على عبيد الله بن زياد ، دعا مسلم بن عقيلعليه‌السلام بابنيه محمّد وإبراهيم وكانا معه ، وسلّمهما إلى شريح القاضي ، وأوصاه بهما ، وكانا في داره حتى قتل مسلمعليه‌السلام . فأخبر ابن زياد بأن ابني مسلم محمدا وإبراهيم كانا مع مسلم ، وقد اختفيا في البلد. فأمر فنودي : من له علم بخبر ابني مسلم ولم يخبرنا فهو مهدور الدم. ولما سمع شريح أحضرهما وأشفق عليهما وبكى. فقالا : يا شريح ما هذا البكاء؟ فقال : لقد قتل أبوكما مسلم. فلما سمعا بكيا بكاء شديدا ، وناديا بالويل والثبور ، وصاحا : وا أبتاه وا غربتاه!. فجعل يسلّي خاطرهما ويعزّيهما بأبيهما. ثم أخبرهما بخبر عبيد الله بن زياد ، فخافا وسكتا. فقال شريح : أنتما قرة عيني وثمرة فؤادي ، ولا أدع أن يظفر بكما أحد ، من ابن زياد ولا غيره ، وأرى أن أسلّمكما إلى رجل أمين حتى يوصلكما إلى المدينة.

ثم دعا بابن له يقال له الأسد ، وقال : بلغني أن قافلة شدّوا على رحالهم يريدون المدينة ، فخذ هذين الصبيين وسلّمهما إلى رجل أمين ، كي يوصلهما إلى المدينة.ثم قبّلهما وأعطى لكل واحد منهما خمسين دينارا ، وودّعهما.

فلما مضى من الليل شطره حملهما ابن القاضي إلى ظهر الكوفة ، ومضى بهما أميالا. ثم قال : أيا ولديّ إن القافلة قد رحلت ومضت ، وهذا سوادها. امضيا حتى تلحقا بها وعجّلا في المشي. ثم ودّعهما ورجع.

ومضى الغلامان في سواد الليل وجعلا يسرعان حتى تعبا ، وإذا بنفر من أهل الكوفة قد عارضوهما وأخذوهما ، وجاؤوا بهما إلى عبيد الله بن زياد. فدعا عبيد الله بالسجّان وسلّمهما إليه. وكتب إلى يزيد كتابا وأخبره بقصتهما.

٢٩٩

وكان السجّان من محبّي أهل البيتعليهم‌السلام واسمه (مشكور). وكان الغلامان في السجن وهما باكيان حزينان ، والسجّان لمّا عرفهما أشفق عليهما وأحسن إليهما ، وأحضر لهما الطعام والشراب ، وأخرجهما من الحبس في جوف الليل ، وأعطاهما خاتمه ، وقال : أيا ولديّ إذا وصلتما إلى (القادسية) عرّفا أنفسكما إلى أخي ، واعرضا عليه خاتمي علامة ، فهو يكرمكما ويوقفكما على الطريق ، بل ويوصلكما إلى المدينة.

وخرج الغلامان إلى القادسية ، ومضيا في جوف الليل ، وهما غير خبيرين بالطريق. فلما أصبحا إذا هما حول الكوفة ، فخافا ومضيا إلى حديقة فيها نخيل وماء وشجر ، فصعدا على نخلة. فجاءت جارية حبشية لتستقي ماء ، فرأت عكس صورهما في الماء ، نظرت وإذا بغلامين صغيرين كأن الله لم يخلق مثلهما. وجعلت تلاطف بهما حتى نزلا من النخلة. وأتت بهما إلى دارها وأخبرت سيدتها بهما.فلما رأتهما [أي سيدة الدار] اعتنقتهما وقبّلتهما ، وقالت : يا حبيبيّ من أنتما؟.قالا : نحن من عترة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وولد مسلم بن عقيل. فلما عرفتهما زادت في إكرامهما ، وأحضرت لهما الطعام والشراب ، وأعتقت جاريتها سرورا بهذه العطية ، وأوصتها بأن لا يطّلع زوجها على ذلك ، لأنها كانت تعرفه بالشر.

وأما عبيد الله بن زياد ، لما بلغه الخبر بأن مشكورا أطلق ولدي مسلم وأخرجهما من الحبس ، دعاه وقال له : ويلك أين الغلامان؟. قال : لما عرفتهما أطلقتهما كرامة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقال : أأمنت من سطوتي؟ أما خفت من عقوبتي!. فقال : بل خفت من عقوبة ربي. ويلك يابن مرجانة ، قتلت أباهما وأيتمتهما على صغر سنهما ، فما تريد منهما؟. فغضب عبيد الله ودعا بالسياط ، وقال : اجلدوه خمسمائة جلدة ، واضربوا عنقه. فقال مشكور : هذا في الله وفي حبّ أهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قليل.فجلدوه خمسمائة جلدة. وجعل يسبّح الله ويقدّسه ، ويقول : الله م أستعين بك وأطلب منك الفرج والروح والصبر ، فإني قتلت في حب أهل بيت نبيك. الله م ألحقني بنبيّك وآله. ثم سكت حتى ضربوه خمسمائة سوط ، وقد بلغت روحه التراقي ، فقال بضعيف صوته : اسقوني ماء. فقال ابن زياد : لا تسقوه ، بل اقتلوه عطشانا. فتقدم عمرو بن الحارث وتشفّع فيه عند ابن زياد ، وحمله إلى داره ليداويه ، ففتح مشكور عينيه ، وقال : والله لقد شربت شرابا من الكوثر ، لا أظمأ بعده أبدا.ثم فارقت روحه.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500