منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-90-6
الصفحات: 500

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 260347 / تحميل: 5462
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٠-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

وذكره في الحاوي في الضعاف(١) ، وليس في محلّه.

وفيمشكا : ابن محمّد أبو محمّد المتكلّم الحاذق ، عنه أبو أيّوب الخزّاز ، وأبو بصير(٢) .

٥٠٩ ـ ثعلبة بن عمرو :

أبو عمرة الأنصاري ، ل(٣) .

وفيهب : بدريّ ، عنه ابنه عبد الرحمن(٤) . ثمّ في الكنى : صحابي ، قتل مع عليّعليه‌السلام (٥) .

ويأتي في الحصين بن المنذر مدحه ، وفي الكنى أيضا(٦) .

أقول : لم يذكره في الحاوي(٧) ولا في الوجيزة ، وهو عجيب سيّما من الثاني.

٥١٠ ـ ثعلبة بن ميمون :

مولى بني أسد ، ثمّ مولى بني سلامة منهم ، أبو إسحاق النحوي ، كان وجها في أصحابنا ، وكان قارئا فقيها نحويّا لغويّا راوية ، وكان حسن العمل كثير العبادة والزهد ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ،جش (٨) .

صه إلاّ قوله : منهم أبو إسحاق النحوي ، وزاد(٩) : وكان فاضلا متقدّما‌

__________________

(١) حاوي الأقوال : ٢٣٥ / ١٢٨٠.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٨.

(٣) رجال الشيخ : ١٢ / ١٣ ، وفيه : أبو عميرة.

(٤) الكاشف ١ : ١١٨ / ٧١٧.

(٥) الكاشف ٣ : ٣١٩ / ٣٠٣.

(٦) يأتي ذلك نقلا عن الكشّي : ٧ / ١٤ ، ٨ / ١٧ ، ١١ / ٢٤.

(٧) بل ذكره في حاوي الأقوال : ٣٦٩ / ٢١٨٥ في باب الكنى بعنوان : أبو عمرة الأنصاري.

(٨) رجال النجاشي : ١١٧ / ٣٠٢.

(٩) في نسخة « ش » : وزاد صه.

٢٠١

معدودا في العلماء والفقهاء(١) الأجلّة في هذه العصابة ، سمعه هارون الرشيد يدعو في الوتر فأعجبه(٢) .

ثمّ زادجش : له كتاب ، عنه به عبد الله بن المزخرف الحجّال.

وفيكش : حمدويه ، عن محمّد بن عيسى : أنّ ثعلبة بن ميمون مولى محمّد بن قيس الأنصاري ، وهو ثقة خيّر فاضل مقدّم معلوم معدود في العلماء والفقهاء الأجلّة(٣) من هذه العصابة(٤) ، انتهى.

واعلم أنّه يقال له : أبو إسحاق الفقيه كما في جميل(٥) ، وأبو إسحاق النحوي كما فيجش .

وفيتعق : في الوجيزة : ثقة(٦) .

قلت : هو من أعاظم الثقات والزهّاد والعبّاد والفقهاء والعلماء الأمجاد.

وربما يتأمّل في وثاقته لعدم ذكرها بلفظها ـ وما فيكش الظاهر أنّه من محمّد بن عيسى ـ وهذا التأمّل في غاية الركاكة.

ولعمري إنّجش لم يكن يدري بأنّه سيجي‌ء من يقنع بمجرّد ثقة بل بمجرّد رجحانه ، ولا يكفيه جميع ما ذكر ، على أنّ محمّد بن عيسى من الثقات الأجلّة كما ستعرف ، مع أنّ ذكركش ذلك ليس مجرّد حكاية ، بل هو في مقام الاعتماد والاعتداد. ومرّ في الفوائد ماله دخل(٧) .

__________________

(١) في المصدر : الفضلاء ، القضاة ( خ ل ).

(٢) الخلاصة : ٣٠ / ١.

(٣) كذا ورد في هامش المصدر عن نسخة ، وفي المتن : والفقهاء والأجلّة.

(٤) رجال الكشّي : ٤١٢ / ٧٧٦ ، وقوله : معدود ، لم ترد فيه.

(٥) راجع رجال الكشّي : ٣٧٥ / ٧٠٥ في تسمية الفقهاء من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(٦) الوجيزة : ١٧٢ / ٣١٧.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧٦.

٢٠٢

واحتمل بعض أن يكون : وهو ثقة. إلى آخره ، من كلامكش ، قال : وهو خلاف الظاهر.

أقول : واحتمل في الحاوي كونه من كلام حمدويه(١) .

ولا يخفى أنّ المتأمّل في وثاقته متأمّل في وثاقة محمّد ، كما يظهر من كلامه ، وعليه فلا كلام معه.

وأمّا سائر الأوصاف السابقة عنجش فلا تفيد أكثر من الحسن ، والوثاقة مأخوذ فيها مضافا إلى العدالة الضبط. نعم على القول بوثاقة محمّد ـ كما هو الصحيح ـ لا مجال للتوقّف في وثاقته إن قلنا بكون التعديل من باب الإخبار أو الظنون الاجتهادية.

وقد ذكره في الحاوي ـ مع ما عرف من طريقته ـ في الثقات.

وفيمشكا : ابن ميمون الثقة ، عنه أبو محمّد عبد الله بن محمّد المزخرف الحجّال ، وابن أبي عمير ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، وعليّ ابن الحكم.

وهو عن زرارة ، وأبي بكر الحضرمي ، والصادق والكاظمعليهما‌السلام (٢) .

٥١١ ـ ثوير بن أبي فاختة :

واسم أبي فاختة : سعيد بن علاقة. روىكش عن محمّد بن قولويه ، عن محمّد بن عباد بن بشير ، عن ثوير ، قال : أشفقت على أبي جعفرعليه‌السلام من مسائل هيّأها له عمرو بن ذر وابن قيس الماصر والصلت بن بهرام.

__________________

(١) حاوي الأقوال : ٣٨ / ١١٦.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٨.

٢٠٣

وهذا لا يقتضي مدحا ولا قدحا ، فنحن في روايته من المتوقّفين ،صه (١) .

وقالشه : دلالة الخبر على القدح أظهر ، لأنّه يدلّ على عدم علمه بحقيقة الإمامعليه‌السلام على ما ينبغي(٢) .

وفيجش : ابن أبي فاختة ، أبو جهم الكوفي ، واسم أبي فاختة سعيد ابن علاقة ، يروي عن أبيه ، وكان مولى أم هاني بنت أبي طالب.

قال ابن نوح : حدّثني جدّي ، عن بكر بن أحمد ، عن محمّد بن عبد الله البزّاز ، عن محمود بن غيلان ، عن شبابة بن سوّار ، قال : قلت ليونس ابن أبي إسحاق : مالك لا تروي عن ثوير؟ فإنّ إسرائيل يروي عنه. قال : ما أصنع به ، كان رافضيّا(٣) .

وفيقر : ابن أبي فاختة سعيد بن جهمان مولى أم هاني(٤) .

وزادق بعد جهمان : الهاشمي(٥) .

وزادين علىق : تابعي(٦) .

وفيقب : ابن أبي فاختة ـ بمعجمة مكسورة ومثنّاة ـ سعيد بن علاقة ـ بكسر المهملة ـ الكوفي ، أبو الجهم ، ضعيف ، رمي بالرفض ، من الرابعة(٧) .

__________________

(١) الخلاصة : ٣٠ / ٢.

(٢) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ١٨.

(٣) رجال النجاشي : ١١٨ / ٣٠٣.

(٤) رجال الشيخ : ١١١ / ٥.

(٥) رجال الشيخ : ١٦١ / ١٠ ، وفيه بعد أم هاني : كوفي.

(٦) رجال الشيخ : ٨٥ / ٥ ، والصواب ـ كما في رجال الميرزا ـ بدلق : قر.

(٧) تقريب التهذيب ١ : ١٢١ / ٥٤.

٢٠٤

وفيكش : محمّد بن قولويه القمّي ، قال : حدّثني محمّد بن عباد بن بشير(١) ، عن ثوير بن أبي فاختة ، قال : خرجت حاجّا ، فصحبني عمرو(٢) بن ذر القاضي وابن قيس الماصر والصلت بن بهرام ، فكانوا إذا نزلوا منزلا قالوا : انظر الآن فقد حرّرنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفرعليه‌السلام عنها(٣) عن ثلاثين كلّ يوم ، وقد قلّدناك ذلك.

قال ثوير : فغمّني ذلك. حتّى إذا دخلت(٤) المدينة افترقنا ، فنزلت أنا على أبي جعفرعليه‌السلام ، فقلت له : جعلت فداك إنّ ابن ذر وابن قيس الماصر والصلت صحبوني ، وكنت أسمعهم يقولون : قد حرّرنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفرعليه‌السلام عنها ، فغمّني ذلك!

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : ما يغمّك من ذلك ، إذ جاءوا فأذن لهم. الحديث(٥) .

وفيتعق : قيل : ويقال : ثور ، والظاهر أنّه يذكر مكبّرا ومصغّرا ، كما يأتي في الحسين بن ثور(٦) .

وقولشه : دلالة الخبر. إلى آخره ، لا تأمّل في كونه من مشاهير الشيعة ، يظهر بملاحظة ما ذكر وغيره ، وحكاية الإشفاق لا تضرّ بالنسبة إلى‌

__________________

(١) في المصدر : محمّد بن قولويه القمّي ، قال : حدّثني محمّد بن بندار القمّي ، عن أحمد بن محمّد البرقي ، عن أبيه محمّد بن خالد ، عن أحمد بن النضر الجعفي ، عن عباد بن بشير. إلى آخره ، وسيشير إليه المصنّف في آخر الترجمة.

(٢) في المصدر : عمر.

(٣) في المصدر : منها.

(٤) في المصدر : دخلنا.

(٥) رجال الكشي : ٢١٩ / ٣٩٤.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٤.

٢٠٥

شيعة ذلك الزمان ، وفي جهم بن أبي الجهم(١) ما له ربط(٢) .

أقول : عن كتاب ميزان الاعتدال : ثوير بن أبي فاختة من الروافض(٣) .

وفي الوجيزة : فيه مدح وذمّ(٤) ، فتأمّل.

ثمّ إنّ الإشفاق لا يستلزم ظنّه عجزهعليه‌السلام ليكون غير عارف بحقيقة الإمامعليه‌السلام ، بل لعلّه لإشفاقه عليهعليه‌السلام أن يتأذى لخبثهم ورداءة لسانهم ، أو لعدم تمكّنهعليه‌السلام من إظهار الحقّ تقيّة منهم ؛ فلا يتوجّه إليه ذمّ أصلا.

هذا ، ولا يخفى ما في سند الرواية من السقط فيصه ورجال الميرزا(٥) وسبقهماطس (٦) ، لأنّ ثوير ينقر ق فكيف يروي عنه محمّد بن قولويه بواسطة واحدة.

والذي في نسختي من الاختيار ونقله في المجمع عنكش هكذا : محمّد بن قولويه ، عن محمّد بن بندار القميّ ، عن أحمد بن محمّد البرقي ، عن أبيه محمّد بن خالد ، عن أحمد بن النضر الجعفي ، عن عبّاد‌

__________________

(١) قال في التعليقة : ٨٩ في ترجمته : ذكر في ترجمة سعيد بن أبي الجهم أنّ آل أبي الجهم بيت كبير في الكوفة. ولعلّ أبا الجهم هذا هو ثوير بن أبي فاختة ، وجهم هذا هو والد هارون بن الجهم الثقة ، فيكون : جهم ابن ثوير بن أبي فاختة. فعلى هذا يظهر جلالة ثوير وأبيه سعيد. إلى آخره.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧٦.

(٣) ميزان الاعتدال ١ : ٣٧٥ / ١٤٠٨.

(٤) الوجيزة : ١٧٢ / ٣٢٢.

(٥) منهج المقال : ٧٦.

(٦) التحرير الطاووسي : ١٠٤ / ٧١.

٢٠٦

ابن بشير ، عن ثوير بن أبي فاختة. إلى آخره(١) .

٥١٢ ـ ثوير بن عمرو :

ابن عبد الله المرهبي(٢) الهمداني ، أسند عنه ،ق (٣) .

__________________

(١) رجال الكشّي : ٢١٩ / ٣٩٤ ، مجمع الرجال : ١ / ٣٠٢ ، وفيه بدل النضر : النصر.

(٢) في نسخة « م » : الرهبي.

(٣) رجال الشيخ : ١٦١ / ١١ ، وفيه بعد الهمداني زيادة : الكوفي.

٢٠٧
٢٠٨

باب الجيم‌

٥١٣ ـ جابر بن شمير :

الأسدي ، كوفي ، أبو العلاء ، أسند عنه ،ق (١) .

٥١٤ ـ جابر بن عبد الله :

الأنصاري ، ن(٢) ، سين(٣) .

وزاد ين قبل الأنصاري : ابن حرام ، وبعده : صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٤) . ونحوهقر (٥) .

وفيي : المدني ، العربي ، الخزرجي(٦) .

وفيل : شهد بدرا وثماني عشرة غزوة مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مات سنة ثمان وسبعين(٧) .

وفيقب : ابن حرام ، بمهملة وراء(٨) .

وفيصه : أوردكش في مدحه روايات كثيرة من غير أن يورد ما يخالفها ، وقد ذكرناها في الكتاب الكبير.

قال الفضل بن شاذان : إنّه من السابقين الّذين رجعوا إلى أمير‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٦٣ / ٣٤.

(٢) رجال الشيخ : ٦٦ / ١.

(٣) رجال الشيخ : ٧٢ / ١.

(٤) رجال الشيخ : ٨٥ / ١ ، وفيه : ابن عمرو بن حزام.

(٥) رجال الشيخ : ١١١ / ١.

(٦) رجال الشيخ : ٣٧ / ٣.

(٧) رجال الشيخ : ١٢ / ٢.

(٨) تقريب التهذيب ١ : ١٢٢ / ٩.

٢٠٩

المؤمنينعليه‌السلام .

وقال ابن عقدة : أنّه منقطع إلى أهل البيتعليهم‌السلام .

وروي مدحه عن محمّد بن مفضل ، عن محمّد بن سنان ، عن حريز ، عن الصادقعليه‌السلام (١) ، انتهى.

وفيكش حديث السابقين(٢) .

وفيه أيضا : حمدويه وإبراهيم ابنا نصير ، عن أيّوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي الزبير المكّي ، قال : سألت جابر بن عبد الله فقلت : أخبرني أيّ رجل كان عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ؟ فرفع حاجبيه(٣) عن عينيه ـ وقد كان سقط على عينيه ـ فقال : ذلك(٤) خير البشر ، أما والله إن(٥) كنّا لنعرف المنافقين على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ببغضهم إيّاه(٦) .

محمّد بن مسعود ، عن عليّ بن محمّد ، عن أحمد بن يحيى(٧) ، عن محمّد المنقري(٨) ، عن عليّ بن الحكم ، عن فضيل بن عثمان(٩) ، عن أبي‌

__________________

(١) الخلاصة : ٣٤ / ١.

(٢) رجال الكشّي : ٣٨ / ٧٨ نقل عن الفضل بن شاذان أنّه قال : إنّ من السابقين الّذين رجعوا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام : أبو الهيتم بن التيهان ، وأبو أيّوب ، وخزيمة بن ثابت ، وجابر ابن عبد الله.

(٣) في نسخة « م » : حاجبه.

(٤) في المصدر : ذاك.

(٥) في المصدر : إنّا ( خ‌

(٦) رجال الكشّي : ٤٠ / ٨٦.

(٧) في المصدر : عن محمّد بن أحمد بن يحيى.

(٨) في المصدر : عن محمّد بن السفري.

(٩) في المصدر : عن فضل بن عثمان.

٢١٠

الزبير المكّي ، قال : رأيت جابرا يتوكّأ على عصاه وهو يدور سكك(١) المدينة ومجالسهم ويقول : عليّ خير البشر من أبى فقد كفر ، معاشر الأنصار أدّبوا أولادكم على حبّ علي ، فمن أبى فلينظر في شأن أمّه(٢) .

أبو محمّد جعفر بن معروف ، عن الحسن بن عليّ بن النعمان ، عن أبيه ، عن عاصم الحنّاط ، عن محمّد بن مسلم ، قال : قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ لأبي مناقب ما هي(٣) لآبائي ، إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لجابر بن عبد الله الأنصاري : إنّك تدرك محمّد بن علي ، فأقرئه منّي السلام.

فأتى جابر منزل عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، فطلب محمّد بن عليّعليه‌السلام ، فقال(٤) : هو في الكتّاب ، أرسل لك إليه؟ قال(٥) : لا ، ولكنّي أذهب إليه.

فذهب في طلبه ، فقال للمعلّم : أين محمّد بن علي؟ قال : هو في تلك الرفقة ، أرسل لك إليه؟ قال : لا ، ولكنّي أذهب إليه.

فجاءه والتزمه(٦) وقبّل رأسه وقال : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أرسلني إليك برسالة ، أن أقرئك السلام.

قال : عليه وعليك السلام.

ثمّ قال له جابر : بأبي أنت وأمّي اضمن لي أنت الشفاعة يوم القيامة.

__________________

(١) في المصدر : في سكك.

(٢) رجال الكشّي : ٤٤ / ٩٣.

(٣) في المصدر : ما هنّ.

(٤) في المصدر : فقال له عليّعليه‌السلام .

(٥) في نسخة « ش » : فقال.

(٦) في المصدر : فالتزمه.

٢١١

قال : قد فعلت ذلك يا جابر(١) .

وفيه أحاديث أخر في مدحه.

وفيتعق : في آخر الباب الأوّل منصه عن قي : أنّه من الأصفياء(٢) .

ولا يخفى أنّه من الجلالة بمكان لا يحتاج إلى التوثيق.

ووثّقه خالي(٣) .

وقيل : لا يبعد استفادة توثيقه من وجوه كثيرة(٤) .

أقول : الظاهر أنّه الفاضل عبد النبي الجزائري ، فإنّه مع ما عرفت من طريقته ذكره في الثقات وقال : حاله في الانقطاع إلى أهل البيتعليهم‌السلام والجلالة أشهر من أن يذكر ، ولا يبعد استفادة توثيقه من وجوه كثيرة(٥) ، انتهى.

وفيطس نحو ما فيصه إلاّ النقل عن ابن عقدة(٦) .

ويأتي في أبيه(٧) وفي وردان مدحه(٨) .

٥١٥ ـ جابر المكفوف :

الكوفي ،ق (٩) .

__________________

(١) رجال الكشّي : ٤٢ / ٨٩.

(٢) الخلاصة : ١٩٢ ، رجال البرقي : ٣.

(٣) الوجيزة : ١٧٣ / ٣٢٤.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧٧.

(٥) حاوي الأقوال : ٤٣ / ١٤٠.

(٦) التحرير الطاووسي : ١١٦ / ٨٣.

(٧) وفيه نقلا عن رجال الكشّي : ٤١ / ٨٧ عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : كان عبد الله أبو جابر ابن عبد الله من السبعين ومن الاثني عشر ، وجابر من السبعين وليس من الاثني عشر.

(٨) في رجال الكشّي : ١٢٣ / ١٩٤ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : ارتدّ الناس بعد قتل الحسينعليه‌السلام إلاّ ثلاثة : أبو خالد الكابلي ويحيى بن أم الطويل وجبير بن مطعم.

وعن حمزة بن محمّد الطيّار مثله وزاد فيه : جابر بن عبد الله الأنصاري.

(٩) رجال الشيخ : ١٦٣ / ٣٢.

٢١٢

وفيصه : روىكش عن محمّد بن مسعود ، عن عليّ بن الحسن(١) ، عن العبّاس ، عن جابر المكفوف : أنّ الصادقعليه‌السلام وصله بثلاثين دينارا وعرض بمدحه.

وروى ابن عقدة عن عليّ بن الحسن ، عن عبّاس بن عامر ، عن جابر المكفوف ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : دخلت عليهعليه‌السلام فقال : أما يصلونك؟ فقلت : ربما فعلوا. فوصلني بثلاثين دينارا ، ثمّ قال : يا جابر ، كم من عد إن غاب لم يفقدوه وإن شهد لم يعرفوه ، في أطمار(٢) ، لو أقسم على الله لأبرّ قسمه(٣) ، انتهى.

وفيكش : محمّد بن مسعود ، قال : حدّثني عليّ بن الحسن. إلى آخر ما نقله عن ابن عقدة(٤) .

أقول : الروايتان واحدة إلاّ أنّ الذي فيكش بدل ابن عقدة : محمّد ابن مسعود ، والثانية بلفظها والأولى بمعناها ، كما فيطس أيضا(٥) .

هذا ، وفي الوجيزة : ممدوح(٦) .

٥١٦ ـ جابر بن يزيد :

روىكش فيه مدحا وبعض الذم ، والطريقان ضعيفان ، ذكرناهما في الكتاب الكبير.

وقال السيّد عليّ بن أحمد العقيقي العلوي : روى أبي ، عن عمّار بن‌

__________________

(١) في نسخة « ش » : عن محمّد عن علي بن الحسن.

(٢) أطمار جمع طمر بالكسر ، وهو الثوب الخلق ، تاج العروس : ٣ / ٣٦٠.

(٣) الخلاصة : ٣٥ / ٣.

(٤) رجال الكشّي : ٣٣٥ / ٦١٣.

(٥) التحرير الطاووسي : ١١٥ / ٨٢.

(٦) الوجيزة : ١٧٣ / ٣٢٥.

٢١٣

أبان(١) ، عن الحسين بن أبي العلاء : أنّ الصادقعليه‌السلام ترحّم عليه وقال : إنّه كان يصدق علينا.

وقال ابن عقدة : روى محمّد بن أحمد(٢) بن البرّاء الصائغ ، عن أحمد ابن الفضل ، عن(٣) حنّان بن سدير ، عن زياد بن أبي الحلال : أنّ الصادقعليه‌السلام ترحّم على جابر وقال : إنّه كان(٤) يصدق علينا ، ولعن المغيرة وقال : إنّه كان يكذب علينا.

وقالغض : جابر بن يزيد الجعفي الكوفي ثقة في نفسه ولكن جلّ من روى عنه ضعيف فممّن أكثر عنه من الضعفاء عمرو بن شمر الجعفي ، ومفضّل بن صالح السكوني(٥) ، ومنخل بن جميل الأسدي. وأرى الترك لما روى هؤلاء عنه والوقف في الباقي إلاّ ما خرج شاهدا.

وقالجش : جابر بن يزيد الجعفي لقي أبا جعفر وأبا عبد اللهعليهما‌السلام ، ومات في أيّامه سنة ثمان وعشرين ومائة ، روى عنه جماعة غمز فيهم وضعّفوا ، منهم : عمرو(٦) بن شمر ، ومفضّل بن صالح ، ومنخل بن جميل ، ويوسف بن يعقوب ، وكان في نفسه مختلطا.

وكان شيخنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان ينشدنا أشعارا كثيرة في معناه تدلّ على الاختلاط ، ليس هذا موضعا لذكرها.

والأقوى عندي الوقف(٧) فيما يرويه هؤلاء عنه كما قاله الشيخ ابن‌

__________________

(١) في المصدر : روي عن أبي عمّار بن أبان.

(٢) في المصدر : أحمد بن محمّد.

(٣) في المصدر : ابن.

(٤) كان ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٥) في المصدر : والسكوني.

(٦) في نسخة « م » : عمر.

(٧) في المصدر : التوقّف.

٢١٤

الغضائري ،صه (١) .

وفيجش : ابن يزيد أبو عبد الله وقيل : أبو محمّد الجعفي ، عربيّ قديم. نسبه(٢) : بني(٣) الحارث بن عبد يغوث بن كعب بن الحارث بن معاوية بن وائل بن مرار بن(٤) جعفي. لقي أبا جعفر وأبا عبد اللهعليهما‌السلام . إلى آخره(٥) .

وزاد بعد لذكرها : وقلّ ما يورد عنه شي‌ء في الحلال والحرام.

له كتب ، منها التفسير ، الربيع بن زكريّا الورّاق ، عن عبد الله بن محمّد ، عنه به.

وهذا عبد الله بن محمّد يقال له : الجعفي ، ضعيف.

ثمّ ذكر له عدّة من الكتب وجملة من الطرق(٦) .

وفيست : له أصل ، ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن المفضّل ابن صالح ، عنه.

ورواه حميد ، عن إبراهيم بن سليمان ، عنه.

وله كتاب التفسير ، عمّار(٧) بن مروان ، عن منخل بن جميل ، عنه به(٨) .

__________________

(١) الخلاصة : ٣٥ / ٢.

(٢) في نسخة « ش » : نسبته.

(٣) في المصدر : ابن.

(٤) ابن ، لم ترد في نسخة « م ».

(٥) إلى آخره ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) رجال النجاشي : ١٢٨ / ٣٣٢.

(٧) كذا ورد في فهرست طبعة مشهد : ٧٣ / ١٣٩ والمصادر التي تنقل عنه ، والموجود في طبعه النجف : ٤٥ / ١٥٧ : عثمان.

(٨) الفهرست : ٤٥ / ١٥٧.

٢١٥

وفيقر : ابن يزيد بن حارث بن عبد يغوث الجعفي ، توفّي سنة ثمان وعشرين ومائة على ما ذكر ابن حنبل ، وقال يحيى بن معين : مات سنة اثنين وثلاثين(١) .

وفيق : تابعي ؛ أسند عنه ، روى عنهما(٢) .

وفيهب : عنه شعبة والسفيانان ، من أكبر علماء الشيعة ، وثّقه شعبة فشذّ وتركه الحفّاظ(٣) .

وفيقب : ضعيف ، رافضي ، من الخامسة ، مات سنة سبع وعشرين ومائة ، وقيل : سنة اثنين وثلاثين(٤) .

واعلم أنّ قولصه : التوقّف فيما يرويه هؤلاء ، مشعر بقبول ما يرويه عنه الثقات ، ولعلّه الصواب ، فإنّ(٥) تلك الإشعار إن كان ممّا(٦) قيلت فيه فلعلّه لسخافة ما نقله عنه هؤلاء الضعفاء ، وإن نقلت عنه أو مضمونها فلعلّ ذلك أيضا من فعل هؤلاء ؛ على أنّ قائلها غير معلوم. وكأنّ مستند نسبة الاختلاط ليس إلاّ هذا ، والله العالم.

وفيكش : حمدويه وإبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن زياد بن أبي الحلال ، قال : اختلف أصحابنا في أحاديث جابر الجعفي ، فقلت : أنا(٧) أسأل أبا عبد اللهعليه‌السلام . فلمّا دخلت ابتدأني وقال : رحم الله جابر الجعفي كان يصدق علينا ، لعن الله المغيرة بن سعيد‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ١١١ / ٦.

(٢) رجال الشيخ : ١٦٣ / ٣٠.

(٣) الكاشف ١ : ١٢٢ / ٧٤٨.

(٤) تقريب التهذيب ١ : ١٢٣ / ١٧.

(٥) في نسخة « ش » : لأنّ.

(٦) في نسخة « ش » : فيما.

(٧) في المصدر : لهم.

٢١٦

كان يكذب علينا(١) .

جبرئيل بن أحمد ، حدّثني محمّد بن عيسى ، عن عبد الله بن جبلّة الكناني ، عن ذريح المحاربي ، قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن جابر الجعفي وما روى ، فلم يجبني ـ وأظنّه قال : سألته بجمع فلم يجبني ـ فسألته الثانية ، فقال لي : يا ذريح ، دع ذكر جابر ، فإنّ السفلة إذا سمعوا بأحاديثه شيّعوا(٢) ـ أو قال : أذاعوا ـ(٣) .

وروي عن سفيان الثوري أنّه قال : جابر الجعفي صدوق في الحديث إلاّ أنّه كان يتشيّع(٤) . وحكي عنه أنّه قال : ما رأيت أورع بالحديث من جابر(٥) .

وفيتعق : قولجش : روى عنه جماعة غمز فيهم وضعّفوا ، الظاهر أنّه يشير إلى غمزغض وتضعيفه(٦) ولم يسندهما إلى نفسه ، ويشير إليه أنّه لم يطعن في بعضهم في ترجمته.

وقوله : قال(٧) شيخنا أبو عبد الله ، الظاهر من عبارته في الردّ على الصدوق الآتية في زياد بن المنذر وثاقته(٨) .

وقال جدّي : الظاهر أنّه كان من أصحاب أسرارهماعليهما‌السلام ، وكان يذكر بعض المعجزات التي لا تدركها عقول الضعفاء ، فنسبوا إليه ما‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ١٩١ / ٣٣٦.

(٢) في المصدر : شنّعوا.

(٣) رجال الكشّي : ١٩٣ / ٣٤٠.

(٤) في نسخة « م » : تشيّع.

(٥) رجال الكشّي : ١٩٥ / ٣٤٦.

(٦) وتضعيفه ، لم ترد في نسخة « م ».

(٧) في التعليقة : وكان.

(٨) الرسالة العددية ـ ضمن مصنفات الشيخ المفيد ـ : ٩ / ٣٥.

٢١٧

نسبوا ، سيّما الغلاة والعامّة.

وروى مسلم في أوّل كتابه ذموما كثيرة في جابر(١) ، والكلّ يرجع إلى الرفض وإلى القول بالرجعة(٢) .

ووثّقه خالي(٣) .

وغض مع إكثاره في الطعن في الأجلّة قال فيه : ثقة في نفسه(٤) . وهذا ينادي بكمال وثاقته.

وقولصه : كما قال الشيخ ابن الغضائري ، فيه شي‌ء إلاّ أنّ الأمر فيه سهل.

وببالي أنّ الكفعمي عدّه من البوّابين لهمعليهم‌السلام (٥) .

وقوله : اختلف أصحابنا في أحاديث جابر ، نقله في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن زياد بن أبي الحلال ، قال : اختلف الناس في جابر بن يزيد وأحاديثه وأعاجيبه. إلى آخره(٦) .

وهذا يدلّ على أنّ منشأ الاختلاف نقل الأعاجيب عنهمعليهم‌السلام (٧) .

ويأتي في خالد بن نجيح ونصر بن الصباح ما له ربط.

أقول : ذكره في الحاوي في الضعاف ، قال(٨) : لقدحجش فيه ،

__________________

(١) صحيح مسلم : ١ / ٢٠.

(٢) روضة المتقين : ١٤ / ٧٦.

(٣) الوجيزة : ١٧٣ / ٣٢٦.

(٤) راجع الخلاصة : ٣٥ / ٢.

(٥) مصباح الكفعمي : ٢ / ٢١٨.

(٦) بصائر الدرجات : ٤٧٩ / ٤ ، باختلاف كثير ، ولم نجد عين النصّ فيه.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧٧.

(٨) في نسخة « ش » : وقال.

٢١٨

وتوثيقغض لا يصلح لمعارضته(١) .

قلت : كلامجش ليس صريحا في ضعفه ، وعلى فرضه فالترجيح للتوثيق لترحّم الإمامعليه‌السلام عليه بل تزكيته ، وعدم مقاومتها لقدحجش طريف ، والسند كما ترى صحيح ، مضافا إلى الحديث الآخر الصريح في جلالته أيضا والسند أيضا معتبر.

ويأتي في يونس بن عبد الرحمن : أنّ علم الأئمّةعليهم‌السلام انتهى إلى أربعة أحدهم جابر(٢) .

وفي حاشية المجمع من المصنّف عن ميزان الاعتدال : جابر بن يزيد(٣) الجعفي الكوفي أحد علماء الشيعة ، ورع في الحديث ما رأيت أورع منه ، صدوق. وذكر ذمّه كثيرا في التشيّع(٤) .

والذي نقله في مجالس المؤمنين عن الميزان هكذا : جابر بن يزيد الجعفي أحد علماء الشيعة. وعن ابن مهدي : أنّه كان ورعا في الحديث ما رأيت أورع منه. قال الشعبي : صدوق. وعدّه يحيى بن أبي بكر من أوثق الناس. وقال : وكيع : ثقة. وروى عبد الحاكم(٥) عن الشافعي : أنّ سفيان الثوري كان يقول للشعبي : إن قلت في جابر قلت فيك(٦) ، انتهى. أي : إن طعنت فيه طعنت فيك.

وأمّا الاستناد إلى الأشعار فعجيب من مثلجش ، كانت منه أو فيه.

__________________

(١) حاوي الأقوال : ٢٤١ / ١٣٢٤.

(٢) رجال الكشّي : ٤٨٥ / ٩١٧.

(٣) في المصدر زيادة : ابن الحارث.

(٤) مجمع الرجال : ٢ / ٧ ، والذي فيه : وذكر ذمّه أيضا كثيرا.

(٥) في الميزان والمجالس : الحكم.

(٦) مجالس المؤمنين : ١ / ٣٠٦.

٢١٩

وما مرّ عنتعق : من أنّ قولصه فيه شي‌ء ، هو : أنّ الذي حكم بهغض ترك ما يرويه هؤلاء والوقف في الباقي ، لا الوقف فيما يرويه هؤلاء كما أورده الفاضل عبد النبي الجزائري أيضا وكذا المحقّق الشيخ محمّد على العلاّمةرحمه‌الله .

والجواب : أنّ المراد من الوقف الترك ، كما اعترف به الأخير.

والمراد بالمماثلة في خصوص هذا المقدار لا غير ، وإليه الإشارة في قوله دام فضله : إلاّ أنّ الأمر سهل.

وفيمشكا : ابن يزيد الجعفي ، عنه عمرو بن شمر ، وعبد الرحمن بن كثير ، وحريز ، وأبو جميلة المفضّل بن صالح ، والسكوني(١) ، وعبد الله بن محمّد ، والمنخل بن جميل الأسدي ، ويوسف بن يعقوب ، وإبراهيم بن سليمان(٢) .

٥١٧ ـ الجارود بن المنذر :

أبو المنذر الكندي ، النخّاس ، الكوفي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثقة ثقة ،صه (٣) .

وزادجش : له كتاب ، عليّ بن الحسن بن رباط ، عنه به(٤) .

وفيست : ابن المنذر له كتاب ، ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عنه(٥) .

__________________

(١) في المصدر : وأبو جميلة المفضّل بن صالح السكوني.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٨.

(٣) الخلاصة : ٣٧ / ٦. وفيها : الكندي ، أبو المنذر ، النخّاس ، كوفي.

(٤) رجال النجاشي : ١٣٠ / ٣٣٤.

(٥) الفهرست : ٤٥ / ١٥٨.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440
٤٤١

سورة

التّكوير

مكيّة

وعدد آياتها تسع وعشرون آية

٤٤٢

«سورة التكوير»

محتوى السورة :

كثير من القرائن المختلفة في السورة تدل على أنّها مكّية : نسبة الجنون إلى النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قبل أعداء الإسلام ، وهذا ما كان يحدث كثيرا في مكّة ، خصوصا في بداية الدعوة المحمّدية ، لتصور الأعداء أنّهم بافتراءتهم تلك سيصرفون أنظار الناس عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودعوته الإلهية.

وعلى أيّة حال ، فالسورة تدور حول محورين أساسيين :

المحور الأوّل : هو ما شرعت به السورة من تبيان علائم يوم القيامة ، وما يواجه العالم من تغييرات قبيل يوم القيامة.

المحور الثّاني : الحديث عن عظمة القرآن ومن جاء به ، وأثره على النفس الإنسانية ، بالإضافة إلى تكرار اليمين والقسم في آيات عدّة لإيقاظ الإنسان من غفلته.

فضيلة السورة :

وردت أحاديث كثيرة تبيّن أهمية السورة وفضل تلاوتها ، ومنها : ما روي عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : «من قرأ سورة :( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) أعاذه الله تعالى أن يفضحه حين تنشر صحيفته»(١) .

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٤٤١.

٤٤٣

وفي حديث آخر ، أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «من أحبّ أن ينظر إليّ يوم القيامة فليقرأ :( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) »(١) .

وروي الحديث بشكل آخر : «من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة (كأنّه رأي عين) فليقرأ :( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) و( إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ ) و( إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ ) ». (لأنّ هذه السور تعرض علائم يوم القيامة وأحداثه بشكل وكأنّ التالي لها يشاهد يوم القيامة بعينه).(٢)

وفي حديث آخر ، سئل النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن ظهور آثار كبر السن عليه ، فقال : «شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعمّ يتساءلون وإذا الشمس كورت».(٣)

وعن الإمام الصّادقعليه‌السلام أنّه قال : «من قرأ عبس وتولّى وإذا الشمس كوّرت كان كان تحت جناح الله من الخيانة وفي ظلّ الله وكرامته ، وفي جنانه ، ولا يعظم ذلك على ربّه إن شاء الله».

وتلاوة القرآن المقصودة في الأحاديث أعلاه ، ينبغي أن يكون بشروطها من : التأمل ، الإيمان ، والعمل.

* * *

__________________

(١) المصدر السابق.

(٢) تفسير القرطبي ، ج ١٠ ، ص ٧٠١٧ ، ويحتمل أن يكون معنى هذا الحديث شامل للحديث السابق.

(٣) تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٥١٣.

٤٤٤

الآيات

( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (٢) وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ (٤) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (٥) وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (٦) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (٧) وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩) )

التّفسير

يوم تطوى الكائنات فيه!

نواجه في بداية السورة ، إشارات قصيرة ، مثيرة ومرعبة لما سيجري لنهاية العالم المذهلة ـ بداية يوم القيامة ـ فتنقل الإنسان في فكره وأحاسيسه إلى مفاجئات ذلك اليوم الرهيب ، قد تحدثت تلك الإشارات عن ثمانية علائم من ويوم القيامة.

وأول مشهد عرضته عدسة العرض القرآني ، هو :( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) .

«كورت» : من (التكوير) ، بمعنى الطي والجمع واللّف (مثل لف العمامة على الرأس) ، وأخذ هذا المعنى من كتب اللغة والتفسير والمختلفة.

واستعملت كذلك بمعنى : (الرومي) أو (إطفاء شيء) والمعنيان ـ كما يبدو ـ

٤٤٥

مستمدان من المعنى الأصلي.

وعلى أيّة حال ، فالمقصود هو : خود نور الشمس وذهابه ، وتغيّر نظام تكوينها.

وكما بات معلوما فالشمس في وضعها الحالي ، عبارة عن كرة مشتعلة ، على هيئة غازية ملتهبة ، وتتفجر الغازات على سطحها بصورة شعلات هائلة محرقة ، قد يصل ارتفاعها إلى مئات الآلاف من الكيلو مترات!

ولو قدّر وضع الكرة الأرضية وسط شعلة منها ، فإنّها تستحيل فورا إلى رماد وكتلة من الغازات!!

ولكن عند حلول وقت نهاية العالم ، والاقتراب من يوم القيامة ، سيخمد ذلك اللهب المروع ، وستجمع تلك الشعلات ، فيطفأ نور الشمس ، ويصغر جمها وهو ما أشير إليه بالتكوير.

وجاء في (لسان العرب) : (كورت الشمس : جمع ضوءها ولف كما تلف العمامة).

وقد أيّد العلم الحديث هذه الحقيقة ، من خلال اعتقاده وبعد دراسات علمية كثيرة ، بأنّ الشمس تسير تدريجيا نحو الظلام والانطفاء.

ويأتي المشهد الثّاني :( وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ) .

«انكدرت» : من (الانكدار) ، بمعنى السقوط والتناثر ، واشتق من (الكدورة) ، وهي السواد والظلام.

ويمكن جمع المعنيين في الآية ، لأنّ النجوم في يوم القيامة ستفقد إشعاعها وتتناثر وتسقط في هاوية الفناء ، كما تشير إلى ذلك الآية (٢) من سورة الإنفطار :

( وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ ) ، والآية (٨) من سورة المرسلات :( فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ) .

والمشهد الثّالث :( وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ ) .

٤٤٦

وقد ذكرنا مراحل فناء الجبال ، ابتداء من السير والحركة وانتهاء بتحولها إلى غبار متناثر (فراجع تفسير الآية (٢٠) من سورة النبأ).

وثمّ يأتي در والمشهد الرّابع :( وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ ) .

«العشار» : جمع (عشراء) ، وهي الناقة التي مرّ على حملها عشرة أشهر ، فأضحت على أبواب الولادة ، بعد ما امتلأت أثداؤها باللبن.

وهي من أحبّ وأثمن النوق لدى العرب زمن نزول الآية المباركة.

«عطلت) : تركت لا راعي لها.

فهول ووحشة القيامة ، سينسى الإنسان أحبّ وأثمن ما يمتلكه.

وقال العلّامة الطبرسي في مجمع البيان : وقيل : العشار ، السحاب تعطل فلا تمطر. أي : إنّ الغيوم ستظهر في ذلك اليوم ، ولكن لا تمطر (ويمكن أن يكون الغيوم ناشئة من الغازات والمختلفة ، أو تكون غيوما ذرية ، أو طبقات من الغبار الناتج من تدمير الجبال وكلّ ذلك لا تمطر).

ويضيف الطبرسي قائلا : قال الأزهري : لا أعرف هذا في اللغة.

وثمّة علاقة بين ما ذهب إلى الشيخ الطريحي في (مجمع البحرين) بقوله : العشار : بمعنى الناقة الحامل ثمّ اطلق على كلّ حامل ، وبين إطلاقها في الآية. فلا غيوم غالبا ما تكون محملة بالأمطار ، ولكن الغيوم التي ستظهر في السماء على أعتاب ذلك اليوم سوف لا تكون حاملة بالمطر ـ فتأمل.

وقيل : «العشار» : هي البيوت أو الأراضي الزراعية التي ستتعطل بذلك اليوم ، وستخلو من الناس والزراعة.

وأشهر ما فسّرت به الآية هو التفسير الأوّل.

وينتقل المشهد الخامس إلى الوحوش :( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ) .

فالحيوانات الوحشية التي تراها في الحالات العادية تبتعد الواحدة عن الأخرى خوفا من الافتراس والبطش ، ستراها وقد جمعت في محفل واحد ، وكلّ

٤٤٧

منها لا يلتفت إلى ما حوله لما سيطاب به من رهبة وأهوال ذلك اليوم الخطير ، وكأنّها تقصد من اجتماعها هذا التخفيف عن شدّة خوفها وفزعها!!

ونقول : إذا اضمحلت كلّ خصائص الوحشية للحيوانات غير الأليفة نتيجة لأهوال يوم القيامة ، فما سيكون مصير الإنسان حينئذ؟!

ويعتقد كثير من المفسّرين بأنّ الآية تشير إلى حشر الحيوانات الوحشية في عرصة يوم القيامة لمحاسبتها على قدر ما تحمل من إدراك ، ويستدلون بالآية (٣٨) من سورة الأنعام على ذلك ، والتي تقول :( وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) (١) .

وما يمكننا قوله : إنّ الآية تتحدث عن علائم نهاية الدنيا المهولة ، وبداية عالم الآخرة ، وعليه فالتّفسير الأوّل أنسب.

وتصوّر البحار في المشهد السادس :( وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ ) .

«سجّرت» : من (التسجير) ، بمعنى إضرام النّار.

وإذا خالج القدماء التعجب والاستغراب لهذا الوصف القرآني ، فقد بات اليوم من البديهيات الكسبية ، لما يتركب منه الماء من عنصري الأوكسجين والهيدروجين ، القابلات للاشتعال بسرعة ، ولا يستبعد أن يوضع الماء ـ في إرهاصات يوم القيامة ـ تحت ضغط شديد ممّا يؤدي إلى تجزئة وتفكيك عناصره ، وعند ما سيتحول إلى كتلة ملتهبة من النّار.

وقيل : «سجّرت» : بمعنى (امتلأت) ، كما يقال للنور الممتلئ بالنّار (مسجّر) ، وعلى ضوء هذا المعنى ، يمكننا أن نتصور امتلاء البحار ممّا سيتسبب من الزلازل الحادثة وتدمير الجبال في إرهاصات يوم القيامة ، أو ستمتلئ بما

__________________

(١) بحثنا موضوع حشر وحساب الحيوانات في هذا التفسير ذيل الآية (٣٨) من سورة الأنعام ، فراجع.

٤٤٨

يتساقط من أحجار وصخور سماوية ، فيفيض ماؤها على اليابسة ليغرق كلّ شيء.

ويأتي درو المشهد السابع :( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) .

فتبدأ المآلفة بخلاف حال الدنيا فالصالحون مع الصالحين ، والمسيؤون مع المسيئين ، وأصحاب اليمين مع أصحاب اليمين ، وأصحاب الشمال مع أصحاب الشمال ، فإذا ما جاور المؤمن مشركا ، أو تزوج الصالح من غير الصالحة في الحياة الدنيا ، فتصنيف يوم لقيامة غير ذلك ، فهو يوم الفصل الحق.

وثمّة احتمالات اخرى ، منها :

ردّ الأرواح إلى أجسادها

زواج الصالحين بالحور العين

قرن الضالين بالشياطين

لحوق الإنسان بحميمه ، بعد أن فرّق الموت بينهما

قرن الإنسان بأعماله.

والتّفسير الأوّل أقرب ، بدلالة الآيات (٧ ـ ١١) من سورة الواقعة :( وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ، وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) .

فبعد أن تحدثت الآيات السابقة لهذه الآية عن ستة تحولات ، كمقدمات يوم القيامة ، تأتي الآية أعلاه لتخبر عن اولى خطوات يوم القيامة ، المتمثلة بالتحاق كلّ شخص بقرينه.

ونصل إلى المشهد الثّامن :( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) .

«الموءودة» : من (الوأد) على وزن (وعد) ، بمعنى دفن البنت حيّة بعد ولادتها.

وقيل : الوأد بمعنى الثقل ، وتوسع معناه (لما ذكر) ، لما فيه من دفن البنات في

٤٤٩

القبر وإلقاء التراب عليهن.

وأطلق الأئمّة الأطهارعليهم‌السلام مفهوم الوأد ، ليشمل كلّ قطع رحم وقطع مودّة حينما سئل الإمام الباقرعليه‌السلام عن معنى الآية ، قال : «من قتل في مودّتنا».(١)

وفي رواية اخرى : إنّ الدليل على ذلك هو آية القربى :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٢) .

ولا شك أنّ التفسير الأوّل ينسجم مع ظاهر الآية ، ولكن المفهوم والملاك قابلان للتوسع والشمول.

* * *

ملاحظات

١ ـ وأد البنات

تعتبر عادة (الوأد) ـ والتي أشار إليها القرآن الكريم مرارا ـ من أقبح جرائم وعادات عصر جاهلية ما قبل الإسلام.

وإذا كان البعض قد حصرها في قبيلة (كندة) أو بعض القبائل الصغيرة المتناثرة هنا وهناك دون بقية القبائل العربية الاخرى ، فالمسلم به إنّها كانت من الشيوع بحيث تناول القرآن الكريم ذكرها لأكثر من مرّة وبتأكيد شديد.

ولكن ، حتى مع افتراضنا لندرة هذا العمل القبيح ، فإنّه من القباحة والشناعة ما يدعونا لبحثه ودراسته

يقول المفسّرون : كانت المرأة في الجاهلية إذا ما حان وقت ولادتها ، حفرت حفرة وقعدت على رأسها ، فإن ولدت بنتا رمت بها في الحفرة ، وإن ولدت غلاما حبسته ، وقال شاعرهم مفتخرا :

__________________

(١) تفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ٤٣٢ ، ح ١١.

(٢) المصدر السابق ، ح ٧.

٤٥٠

سميتها إذا ولدت (تموت)

والقبر صهر ضامن ذميت(١)

وثمّة أسباب كثيرة وراء هذه الجريمة البشعة ، منها :

احتقار المجتمع الجاهلي للمرأة

وجود الفقر الشديد في تلك الحقبة الزمنية ، والمرأة كانت مستهلكة غير منتجة ، إضافة لعدم اشتراكها في الغارات التي تقوم بها القبيلة لتوفير لقمة العيش.

الخوف من وقع النساء أسرى في شباك الأعداء ، نتيجة للمعارك التي كانت دائرة على الدوام بين القبائل ، لأنّ في هكذا أسر جرح للشرف وإذلال شديد.

وتجمعت هذه الأسباب (بالإضافة لأسباب اخرى) فأدت إلى ظهور عادة (الوأد) الوحشية بين أفراد القبائل في ذلك العصر القابع تحت ظلام الجهل المقيت.

وممّا يؤسف له ، إنّ جاهلية القرون الأخيرة قد كررت تلك الممارسات البشعة وبصور اخرى ، حتى وصل ببعض الدول تدّعي التمدن والتحضر لأنّ تقنن وتقرّ (حرية) إسقاط الجنين! نعم ، فالحال واحدة فإذا كان أهل الجاهلية الاولى يقتلون البنت ، فمتمدني هذا العصر يقتلون الأطفال وهم في بطون أمهاتهم (بنتا أو ابنا)!!

وللحصول على تفاصيل هذا الموضوع ، راجع ذيل الآية (٥٩) من سورة النحل.

٢ ـ أهمية المرأة في الإسلام

بإمكان أن نستشف مدى اهتمام الإسلام بالمرأة وبالدم الإنساني (خصوصا دم الأبرياء) ، من خلال اهتمام الباري جلّ شأنه بمسألة وأد البنات ، ويكفي

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٤٤٤.

٤٥١

القرآن الكريم دلالة على أن قدّم ذكر بحث مسألة الوأد في محكمة العدل الإلهي يوم القيامة على مسألة نشر صحف الأعمال وبقية المسائل الأخرى ، لما فيها من قباحة وشناعة في حق المرأة كإنسانة لها حقّ الحياة كما للرجل من حقّ.

٣ ـ من الإنسان الموءودة أم الوائد؟

لو أمعنا النظر في أسلوب كلام الآية ، لرأينا أنّ السؤال سيوجه يوم القيامة إلى الموءودة دون الرائد على الذنب الذي قتلت من أجله ، وكأنّ القاتل لا قيمة له حتى يسأل عن قباحة جريمته ، بالإضافة إلى الاكتفاء بشهادة الموءودة لإثبات جريمة الوائد عليه فالموءودة تعامل يوم القيامة باعتبارها إنسان محترم له حقوقه ، والرائد مهمل مهان.

* * *

٤٥٢

الآيات

( وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (١٠) وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ (١١) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (١٢) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (١٣) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ (١٤) )

التّفسير

يوم يرى الإنسان ما قدّم!!

فبعد مرحلة الفناء العام ، تأتي مرحلة الظهور الجديد للعالم ، لتقام محكمة العدل الالهي. ومن خطوط هذه المرحلة :( وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ) .

«الصحف» : جمع (صحيفة) بمعنى المبسوط من الشيء ، كصحيفة الوجه ، والصحيفة التي يكتب عليها.

فستنشر الصحف التي دوّنت فيها أعمال الناس من قبل الملائكة وكلّ سيعرف جزاءه بعد الاطلاع على صحيفة أعماله ، كما تشير إلى ذلك الآية (١٤) من سورة الإسراء :( اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ) .

وسيكون نشر الصحف أمام الملأ العام لتقرّ عيون المحسنين سرورا ، ويقاسي المسيؤون العذاب النفسي.

ثمّ يضيف :( وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ ) .

٤٥٣

«كشطت» : من (الكشط) على وزن (كشف) ، بمعنى قلع جلد الناقة ، كما قال الراغب في مفرداته ، وأمّا في (لسان العرب) فتعني : كشف الغطاء عن الشيء ، و «تكشط السحاب» أي ، تقطع وتفرّق.

وما يراد من «كشطت» في الآية ، هو : رفع الحجب الفاصلة بين العالمين الدنيوي والعلوي ، التي تمنع رؤية الناس للملائكة أو الجنّة والنّار ، فيرى الإنسان حينها عالم الوجود شاخص أمام ناظريه شخوصا حقيقيا ، وكما تصور الآيات التالية ذلك ، حيث أنّ الجنّة ستقترب من الإنسان ليرى نعيمها ، وتزداد النّار سعيرا لاهبة.

نعم ، أو ليس يوم القيامة (يوم البروز) فلا الحقائق ستخفى ، ولا يكون للحجب أثرا.

فالآية وما سبقها وسيلحقا إذن (حسب التفسير أعلاه) قد تحدثت عن المرحلة الثّانية للقيامة ـ مرحلة ما بعد البعث ـ فما ذكره كثير من المفسرين ، من كون الآية تشير إلى انهيار وتحطم السماوات ، والمتعلق بحوادث المرحلة الاولى للقيامة (مرحلة الفناء العام) ، يبدو أنّه بعيد ، لأنّه لا ينسجم مع معنى «كشطت» من جهة اخرى.

ويتأكد ذلك بوضوح من خلال الآية :( وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ) .

فجهنّم موجودة في كل الأوقات ، ولكنّ حجب الدنيا هي المانعة من رؤيتها ، فالآية على سياق الآية (٤٩) من سورة التوبة :( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ ) ، وكما أنّ جهنّم موجودة فالجنّة كذلك بدلالة آيات قرآنية كثيرة(١) .

ويبّين البيان القرآني بذات السياق السابق :( وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ) .

وهذا المعنى هو تكرار لما جاء في الآية (٩٠) من سورة الشعراء :( وَأُزْلِفَتِ

__________________

(١) آل عمران ، الآية ١٣٣ ؛ والحديد ، الآية ٢١ إلخ.

٤٥٤

الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ) .

«أزلفت» : من (زلف) على وزن (حرف) و «زلفى» : على وزن (كبرى) ، بمعنى القرب ، فيمكن أن يكون المراد هو : القرب المكاني ، أو القرب الزماني ، أو القرب من حيث الأسباب والمقدمات ، ويمكن أيضا أن تحمل الكلمة جميع ما ذكر من معان.

فستكون الجنّة قريبة من المؤمنين من حيث : المكان ، زمان دخولها ، من حيث تسهيل أسبابها لهم.

وقد تجلت مكانة المؤمنين عند الله حينما صرحّت الآية باقتراب الجنّة من المؤمنين ، ولم تقل : اقترب المؤمنين من الجنّة.

وكما قلنا آنفا فالجنّة والنّار موجودتان في كلّ وقت ، ولكن مع حلول يوم القيامة تكون الجنّة والنّار أشدّ اشتعالا من أي وقت مضى.

وتأتي الآية الأخيرة (من الآيات المبحوثة) لتتم ما جاء قبلها من جمل ، حيث تمثل جزاء الشرط للجمل السابقة والتي وردت في (١٢) آية :( عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ ) .

فستحضر أعمال الإنسان كاملة ، ولا من محيص من العلم والاطلاع بها في عالم الشهود والمشاهدة.

وقد ذكر القرآن الكريم هذه الحقيقة مرات عديدة في آيات مباركات ، منها الآية (٤٩) من سورة الكهف :( وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً ) ، والآية الأخيرة من سورة الزلزال :( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) .

فالآية إذن تبيّن مسألة (تجسم الأعمال) في يوم القيامة ، فأعمالنا التي نتصورها قد انتهت وفنت في عالمنا الدنيوي ، هي ليست كذلك ، فكل عمل قمنا به سيتجسم بصورة ما ، ليحضر أمام أعيننا في عرصة المحشر الرهبية.

* * *

٤٥٥

بحثان

١ ـ تناسق الآيات

تمّت الإشارة إلى (١٢) حادثة من حوادث يوم القيامة ، فالحوادث الستة الأولى قد ارتبطت بمرحلة الفناء العام للعالم (المرحلة الأولى) ، والستة الثّانية قد اختصت بمرحلة عودة الحياة بعد الموت من جديد.

وكان الحديث في الستة الأولى عن : ذهاب ضوء الشمس ، تساقط وتناثر النجوم ، إزالة الجبال عن واقعها وتحولها إلى غبار منتشر ، إضرام البحار نارا ، نسيان المال والثروة ، اجتماع الحيوانات الوحشية في مكان واحد

فيما كان الحديث في لستة الثانية عن : حشر الناس فرادى ، سؤال الموءودة عن ذنبها الذي قتلت من أجله! ، ونشر الصحف ، ارتفاع الحجب عن صفحة السماء ، اشتعال أوار جهنّم واقترب الجنّة ، واطلاع الإنسان على كل أعماله مجسدة.

ورغم قصر جمل الآيات إلّا أنّها حملت الكثير من المعاني وبأسلوب مثير يعمل على تحريك ضمير الإنسان ويدفعه للتوغل في أعماق التأمل والفكر

وقد جسّمت الآيات نهاية العالم بتصوير رائع ، بحيث قربت إلى الأذهان كيفية حدوث القيامة ، كل ذلك في عبارات وجيزة وبألفاظ سهلة ، وكلّ هذا يعطي مدى قوّة بيان وبلاغة القرآن الكريم فما أجمل وأعذب القرآنية ، وما أغزرها بالمعاني والإشارات!!

٢ ـ هل ستنطفئ المنظومة الشمسية ، وهل ستخمد النجوم؟؟

قبل البدء بالإجابة لا بدّ من بيان بعض ما توصل إليه العلم الحديث بخصوص المنظومة الشمسية :

إنّ الشمس (التي تعتبر مركز المنظومة الشمسية) متوسطة الحجم نسبة إلى

٤٥٦

بقية النجوم السابحة في السماء ، ولكنّها نسبة إلى الأرض كبيرة جدّا ، حيث قدّر العلماء حجمها بما يعادل (٠٠٠ ، ٣٠٠ ، ١) مرة بقدر حجم الأرض ، ونظرا لبعدها عن الأرض ، (حيث قدرت بـ (٠٠٠ ، ٠٠٠ ، ١٥٠) كيلومتر) ، فترى لناظرينا بهذا الحجم المحدود

ويكفينا أن نتلمس عظمة حجم الشمس ، فيما لو فرضنا بإدخال الكرة الأرضية مع القمر في باطن الشمس وبذات الفاصلة الموجودة حاليا ما بين الأرض والقمر ، ففي هذه الحال. سوف لا يواجه القمر أية صعوبة بالدوران حول الأرض من دون أن يخرج من سطح الشمس!

أمّا درجة حرارة سطح الشمس فتبلغ (٠٠٠ ، ٦) درجة مئوية ، وتصل درجة حرارة أعماق الشمس إلى عدّة ملايين درجة مئوية!!

وإذا ما أردنا أن نزن الشمس بالأطنان ، فسيواجهنا العدد (٢) وبيمينه (٢٧) صفرا ، أي (ملياري مليار مليار طن)!

وتصل ألسنة نيران سطح الشمس في بعض الأوقات إلى ارتفاع (٠٠٠ ، ٦٠) كيلومتر ، وبإمكان تلك الألسنة أن تلف الأرض وما عليها وبكل يسر ، لأنّ قطر الكرة الأرضية لا يتجاوز ال (٠٠٠ ، ١٢) كيلومتر.

ومصدر حرارة ونور الشمس الخارجة منها ، على خلاف ما يتصوره البعض من كونهما ناشئين من احتراق شي ما ، وكما يقول مؤلف كتاب (ولادة وموت الشمس) ، أن لو كانت الشمس ، عبارة عن جرم من الفحم الحجري الخالص ، لما استمرت لهذا اليوم ، ولو قدّرنا بدأ احتراقها منذ عصر أول فراعنة مصر ، لكان في يومنا المعاش قد احتراق بأكمله ونفد ، وإذا ما قيل بأيّة مادة أخرى غير الفحم الحجري ، فلا تغيّر من النتيجة الحاصلة.

وحقيقة الأمر ، أنّ مفهوم الاحتراق لا ينطبق على الشمس ، بقدر ما ينطبق عليها مفهوم الطاقة الحاصلة من التجزئة الذريّة ، ولمّا كانت الطاقة عظيمة جدّا ،

٤٥٧

فذرات الشمس في حالة تجزئة وتبديل إلى طاقة وبشكل مستمر.

واستنادا إلى حسابات العلماء : فإنّ كلّ ثانية تمرّ من عمر الشمس ينتقص من وزنها ما يقارب «اربعة ملايين طنا»! أمّا حجمها فلم يمسسه أيّ شي من التغيير رغم مرور السنين المديدة على عمرها!

وينبغي التسليم أنّ خاتمة الشمس لا بدّ منها ، وعجلة الزمن الدائبة ستوصل إلى ذلك الحدث ، ولا بدّ من مجيء ذلك اليوم الذي سيشهد اضمحلال حجم هذا الجرم الكبير وإخماد نوره ، كما هو حال وشأن بقية النجوم(١) .

فالعلم الحديث إذن ، قد أثبت الحقائق العلمية التي طرحها قبل ألف وأربعمائة سنة إلّا دليل قاطع على ما نقول.

* * *

__________________

(١) اقتبس هذا الكلام من ثلاثة كتب : (ولادة وموت الشمس) ، (النجوم من دون تلسكوب) و (بناء الشمس).

٤٥٨

الآيات

( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (١٦) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (١٧) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (١٨) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١) وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (٢٢) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣) وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤) وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (٢٥) )

التّفسير

نزل به رسول كريم :

بعد أن تناولت الآيات السابقة مواضيع : المعاد ، مقدمات يوم القيامة ، وحوادث يوم القيامة تأتي الآيات أعلاه لتطرق عن : أحقّية القرآن وصدق نبوّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والآيات في حقيقتها تأكيد على ما جاء في الآيات السابقة لموضوع «المعاد» ، إضافة لذكرها صور بيانية منبهة على هذه الحقيقة.

وتشرع الآيات بـ :( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١) ، الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) .

«الخنّس» : جمع (خانس) ، من (خنس) وهو الانقباض والاختفاء ، ويقال

__________________

(١) تعرض المفسّرون في بحوث عديدة لكلمة «لا» ، هل هي : نافية ، زائدة ، للتأكيد وقد تناولنا ذلك مفصلا في أول سورة القيامة (في نفس هذا الجزء) ، فراجع.

٤٥٩

للشيطان : «الخنّاس» ، لأنّه إذا ذكر الله تعالى ، وكما ورد في الحديث الشريف : «الشيطان يوسوس إلى العبد فإذا ذكر الله خنس».(١)

«الجوار» : جمع (جارية) ، وهي الشيء الذي تتحرك بسرعة.

«الكنّس» : جمع (كانس) ، من (كنس) ، على وزن (شمس) ، وهو الاختفاء ، و «كناس» الطير والوحش : بيت يتخذه.

ولكن ما هي الأشياء المقصودة بهذا القسم؟

يعتقد كثير من المفسّرين ، إنّها الكواكب(٢) الخمسة السيارة التي في منظومتنا الشمسية ، والتي يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة (عطارد ، الزهرة ، المريخ ، المشتري وزحل).

ونقول توضيحا : لو تأملنا السماء عدّة ليال ، لرأينا أنّ نجوم السماء أو القبة السماوية تظهر وتغيب بشكل جماعي من دون أن تتغير الفواصل والمسافات فيما بينها ، وكأنّها لئالئ خيطت على قطعة قماش داكن الألوان ، وهذه القطعة تتحرك من المشرق إلى المغرب ، إلّا خمسة كواكب قد خرجت عن هذه القاعدة ، فنراها تتحرك وليس بينها وبين بقية النجوم فواصل ثابتة ، وكأنّها لئالئ قد وضعت على تلك القطعة وضعا ، من دون أن تخيّط بها!

وهذه الكواكب الخمس هي المقصود في هذا التفسير ، وما نلاحظه من حركتها إنّما تكون لقربها منّا لا نتمكن من تمييز حركات بقية النجوم لعظم المسافة فيما بيننا وبينها.

ومن جهة أخرى : ينبغي التنويه إلى أنّ علماء الفلك يطلقون على هذه الكواكب اسم (الكواكب المتحيرة) ، لأنّها لا تتحرك على خط مستقيم ثابت ،

__________________

(١) لسان العرب : مادة (خنس).

(٢) الفرق بين النجوم والكواكب ، إنّ الأولى شموس كشمسنا ، والثانية عبارة عن أجسام باردة كالأرض ، تنعكس عليها أشعة الشمس فتضيء ، ويمكن تمييزها على صفحة السماء بثبوت نورها ، في حين تكون النجوم متلألئة بالنور.

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500