منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-90-6
الصفحات: 500

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 258572 / تحميل: 5387
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٠-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

بغلوّه. مضافا إلى ما ذكرناه في الفوائد(١) .

ولا يبعد كونه من مشايخ الإجازة المشير إلى الوثاقة(٢) .

٣٠١ ـ إسحاق بن شعيب بن ميثم :

الأسدي ، مولاهم ، التمّار الكوفي ، أسند عنه ،ق (٣) .

٣٠٢ ـ إسحاق بن عبد العزيز البزّاز :

كوفي ، يكنّى أبا يعقوب ، ويلقّب أبا السفاتج ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

قال ابن الغضائري : يعرف حديثه تارة وينكر اخرى ، ويجوز أن يخرج شاهدا ،صه (٤) .

وفيق : إبراهيم أبو السفاتج ، يكنّى أبا إسحاق. وقيل : إنّه يكنّى أبا يعقوب ، ومن قال هذا قال : إنّ اسمه إسحاق بن عبد العزيز(٥) ، انتهى.

وكأنّ العلاّمةرحمه‌الله اختار هذا القول.

وفي الكافي في باب النهي عن القول بغير علم ـ في الحسن ـ عن أبي يعقوب إسحاق بن عبد الله ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (٦) .

وفيتعق : وفيه في كتاب الحجّة عن إسحاق بن عبد العزيز أبي السفاتج ، عن جابر ، عن الباقرعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٢.

(٣) رجال الشيخ : ١٤٩ / ١٤٠ ، وفيه : الكوفي التمّار.

(٤) الخلاصة : ٢٠١ / ٧ ، وفيها بدل يكنّى أبا يعقوب ويلقّب أبا السفاتج : يكنّى أبا السفاتج.

(٥) رجال الشيخ : ١٥٤ / ٢٣٧.

(٦) الكافي ١ : ٣٤ / ٨.

(٧) الكافي ١ : ١٣٤ / ٤.

٢١

ونذكر في الكنى ما يتعلّق بالمقام(١) (٢) .

٣٠٣ ـ إسحاق بن عبد الله بن سعد :

ابن مالك الأشعري ، قمّي ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وابنه أحمد بن إسحاق مشهور ،صه (٣) .

وزادجش : حميد ، عن عليّ بن بزرج ، عنه(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري القمّي الثقة ، عنه يونس بن يعقوب ، وعليّ بن بزرج ، وأحمد بن زيد الخزاعي ، وابن أبي عمير(٥) .

٣٠٤ ـ إسحاق بن عمّار بن حيّان :

مولى بني تغلب ، أبو يعقوب الصيرفي ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ، وإخوته : يونس ويوسف وقيس وإسماعيل ، وهو في بيت كبير من الشيعة. وابنا أخيه : عليّ بن إسماعيل وبشر بن إسماعيل كانا من وجوه من روى الحديث.

روى إسحاق عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وأبي الحسنعليه‌السلام ، ذكر ذلك أحمد بن محمّد بن سعيد في رجاله.

له كتاب نوادر ، عنه غياث بن كلوب ،جش (٦) .

وفيق : إسحاق بن عمّار الكوفي الصيرفي(٧) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٩٠.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٢.

(٣) الخلاصة : ١١ / ٦.

(٤) رجال النجاشي : ٧٣ / ١٧٤.

(٥) هداية المحدثين : ١٨٠.

(٦) رجال النجاشي : ٧١ / ١٦٩.

(٧) رجال الشيخ : ١٤٩ / ١٣٥.

٢٢

وفيظم : إسحاق بن عمّار ، ثقة له كتاب(١) .

وفيكش : في إسحاق وإسماعيل ابني عمّار.

محمّد بن مسعود ، عن محمّد بن نصير ، عن محمّد بن عيسى ، عن زياد القندي ، قال : كان أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا رأى إسحاق بن عمّار وإسماعيل بن عمّار قال : وقد يجمعهما لأقوام(٢) ، يعني : الدنيا والآخرة(٣) .

وفيه أحاديث أخر تدلّ على مدح له(٤) كلّها ضعاف.

وقالطس : يبعد أن يقول الصادقعليه‌السلام هذا ، لأنّ إسحاق بن عمّار كان فطحيّا ، والرواية في طريقها ضعف بالعبيدي وزياد ، لأنّ زياد ابن مروان القندي واقفي(٥) .

أقول : أوّل من اشتبه عليه الأمر هذا السيّد الجليل ، ثمّ آية الله العلاّمة(٦) ، ثمّ تبعهما من تأخّر عنهما(٧) ، فجعلوا الرجلين رجلا ، وإنّما هما اثنان : ابن عمّار بن حيّان الثقة وهو هذا ، وابن عمّار بن موسى الساباطي الآتي.

وقد جعل لهما الميرزا ترجمة واحدة ـ كأكثر الجامعين ـ عن اشتباه(٨) ، ويأتي في الذي يليه تمام الكلام.

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٤٢ / ٣.

(٢) في المصدر : الأقوام ( لأقوام خ ل ).

(٣) رجال الكشي : ٤٠٢ / ٧٥١.

(٤) رجال الكشي : ٣٢٥ / ٥٨٩.

(٥) التحرير الطاووسي : ٤٠.

(٦) الخلاصة : ٢٠٠ / ١.

(٧) رجال ابن داود : ٤٨ / ١٦٤ ، نقد الرجال : ٤٠ / ٢٤ ، جامع الرواة : ١ / ٨٢.

(٨) منهج المقال : ٥٢.

٢٣

٣٠٥ ـ إسحاق بن عمّار الساباطي :

له أصل ، وكان فطحيّا إلاّ أنّه ثقة وأصله معتمد عليه ، أخبرنا به الشيخ والحسين بن عبيد الله ، عن أبي جعفر بن بابويه ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن ابن أبي عمير ، عن إسحاق هذا ،ست (١) .

ومضى ما فيظم في الذي قبيله(٢) (٣) .

وفيصه : ابن عمّار بن حيّان ، مولى بني تغلب ، أبو يعقوب الصيرفي ، كان شيخا من أصحابنا ثقة ، روى عن الصادق والكاظمعليهما‌السلام ، وكان فطحيّا.

قال الشيخ : إلاّ أنّه ثقة وأصله معتمد عليه ، وكذا قال النجاشي ، فالأولى عندي التوقّف فيما ينفرد به(٤) .

وفيتعق : الفطحي ـ كما فيست ـ ابن عمّار بن موسى الساباطي ، وهو غير ابن حيّان ، ولا منشأ للاتّحاد غير أنّجش لم يذكر ابن موسى ، وست لم يذكر ابن حيّان ، والحكم به بمجرّد هذا مشكل.

مع أنّ كلامجش في غاية الظهور في كون ابن حيّان غير ابن موسى ، وأنّه إماميّ معروف مشهور هو واخوته وابنا أخيه ، وأنّهم طائفة على حدة ، لا طائفة عمّار الساباطي المعروف المشهور في نفسه وطائفته وفطحيّته.

وعدم عثور النجاشي على فطحيّة ابن موسى مضافا إلى ظهور كونه إماميّا عنده بعيد ، والعثور وعدم الذكر هنا مضافا إلى ذكر ما يدلّ على إماميّته‌

__________________

(١) الفهرست : ١٥ / ٥٢.

(٢) في نسخة « ش » : قبله.

(٣) رجال الشيخ : ٣٤٢ / ٣.

(٤) الخلاصة : ٢٠٠ / ١.

٢٤

أبعد.

ومن ثمّ ذهب جمع من المحقّقين إلى التغاير وكون ابن حيّان ثقة وابن موسى موثّقا(١) ، منهم المصنّف في الوسيط(٢) .

وممّا يؤيّد : عدم اتّصاف أحد من إخوة ابن حيّان بالساباطيّة لا في الرجال ولا غيره ، وكذا عدم نسبة أحد منهم إلى موسى ، وكذا ابنا أخيه عليّ وبشر ، بل حيثما ذكر أحدهم وصف بالصيرفي والكوفي وابن حيّان ، كما أنّ الصباح وقيسا أخوي عمّار الساباطي لم يوصفا قط ـ كأخيهما ـ بالكوفيّة والتغلبيّة(٣) ، ولم ينسبوا إلى حيّان قط ، بل بالساباطيّة وابن موسى.

وسيجي‌ء عليّ بن محمّد بن يعقوب بن إسحاق بن عمّار الصيرفي الذي أجاز التلعكبري(٤) ، ومحمّد بن إسحاق بن عمّار بن حيّان التغلبي من أصحاب الكاظمعليه‌السلام وثقاته وخاصّته(٥) ، وهما يشيران إلى التعدّد ، سيّما الأخير ، فإنّ عمّار بن موسى من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، فكيف ابن ابنه يكون من أصحابهعليه‌السلام وخاصّته.

وممّا يؤيّد : عدم نسبة أحد من علماء الرجال إلى يونس ويوسف وقيس وإسماعيل الفطحيّة ، بل الظاهر العدم ، مع أنّ المقرّر بقاء عمّار وطائفته على الفطحيّة. على أنّ كون الأب والجد فطحيّين بل ومن أركانها وعمدها ، ووجود ابن يخالفهما في زمانهما بحيث يصير من ثقات الكاظمعليه‌السلام

__________________

(١) راجع مجمع الرجال : ١ / ١٨٨ وما بعدها ، روضة المتّقين : ١٤ / ٥١.

(٢) الوسيط : ٢٤ ، إلاّ أنّه لم يظهر منه التغاير ، بل العكس حيث يظهر منه الاتّحاد. وسينبّه عليه المصنّف فيما بعد.

(٣) في نسخة « ش » : أو التغلبية.

(٤) رجال الشيخ : ٤٨١ / ٢٥.

(٥) الإرشاد : ٢ / ٢٤٨.

٢٥

وخاصّته ، ولم يشر إلى هذا مشير أصلا ، ربما لا يخلو من غرابة.

ويأتي في إسماعيل ما يشير إلى التعدّد من وجوه متعدّدة.

وممّا يؤيّد : أنّ يونس وإسماعيل ذكرا فيق (١) (٢) ، وعمّار من أصحاب الكاظمعليه‌السلام (٣) .

وقال جدّي : الظاهر أنّهما متغايران ، ولمّا أشكل التمييز بينهما فهو في حكم الموثّق كالصحيح(٤) . وفيه ما لا يخفى.

وفي شرح الإرشاد للمحقّق الأردبيلي : إنّ في المنتهى قال بصحّة رواية الحلبي في مطهّريّة الأرض(٥) ، وفي سندها إسحاق بن عمّار(٦) .

إذا عرفت هذا فيعيّن أحدهما بالأمارات.

ورواية غياث عنه قرينة كونه ابن حيّان ، كما هو ظاهرجش .

ومن القرائن رواية أحد إخوته أو أولاد أخيه أو أحد من أقاربهم عنه ، أو روايته عن عمّار بن حيّان.

ومن القرائن المعيّنة للصيرفي رواية زكريّا المؤذّن عنه.

وربما يحصل الظن بكون الراوي عن الصادق هو.

ومن القرائن رواية صفوان بن يحيى ، وكذا عبد الرحمن بن أبي نجران.

قلت : ومرّ في الفوائد بعض الأمارات المعيّنة(٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٧.

(٢) رجال الشيخ : ١٤٨ / ١٢٥.

(٣) رجال الشيخ : ٣٥٤ / ١٥.

(٤) روضة المتقين : ١٤ / ٥١.

(٥) منتهى المطلب : ١ / ١٧٩.

(٦) مجمع الفائدة والبرهان : ١ / ٣٥٩.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٢.

٢٦

وفيمشكا : ابن عمّار الموثّق ، عنه غياث بن كلوب ، والحسن بن عديس ، وابن أبي عمير ، وعليّ بن إسماعيل بن عمّار ، وعبد الله بن جبلة ، وأبو عبد الله المؤمن زكريّا بن محمّد ، ويونس بن عبد الرحمن ، وابن محبوب ـ كما في الفقيه مرّتين(١) ـ ، وحمّاد بن عيسى ، وأبو جميلة ـ كما في الفقيه(٢) ـ والحسين الرواسي ـ كما في الفقيه(٣) ، وفي الأصل : الرقاشي(٤) ، ولكنّه غير مذكور ـ ومحمّد بن وضاح ، ومحمّد بن سليمان الديلمي ، ومحمّد بن أبي حمزة الثمالي ، وعثمان بن عيسى ، وعبد الرحمن ابن سالم.

وهو عن الصادق والكاظمعليهما‌السلام (٥) ، انتهى.

أقول : ما ذكره مبنيّ على اتّحاد ابني(٦) عمّار ، وليس كذلك بل هما اثنان.

وممّن ذهب إلى التعدّد شيخنا يوسف البحراني(٧) ، وقبله شيخنا البهائيرحمه‌الله في مشرق الشمسين(٨) ، وتلميذه العلاّمة الشيخ عليّ بن سليمان في حواشي الحديث ، على ما نقله عنهما(٩) . وذهب إليه المولى محسن‌

__________________

(١) الفقيه ٣ : ١٤٦ / ٦٤٤ ، ٤ : ١١٨ / ٤٠٨.

(٢) الفقيه ٤ : ١١٨ / ٤٠٧ و ٢٠٥ / ٦٨٤.

(٣) الفقيه ٤ : ١٢٦ / ٤٤٥.

(٤) في نسخة « ش » : الرفاشي.

(٥) هداية المحدثين : ١٧.

(٦) في نسخة « ش » : ابن.

(٧) الدرر النجفيّة : ١٣٠.

(٨) مشرق الشمسين : ٢٧٧.

(٩) الدرر النجفيّة : ١٣٠.

٢٧

الكاشاني(١) ، والمولى عناية الله صاحب مجمع الرجال(٢) .

وأمّا الميرزا في الوسيط فلم يظهر منه ذلك ، بل ظاهره الاتّحاد(٣) . اللهم إلاّ أن يكون رجع في حاشية الكتاب كما سمعته من الأستاذ العلاّمة دام علاه مشافهة.

٣٠٦ ـ إسحاق بن غالب الأسدي :

والبي عربي صليب ، ثقة ، وأخوه عبد الله كذلك ، وكانا شاعرين ، رويا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (٤) .

وزادجش : له كتاب ، عنه به صفوان(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن غالب الثقة ، عنه صفوان(٦) .

٣٠٧ ـ إسحاق بن الفضل بن يعقوب :

ابن الفضل بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلّب ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ،قر (٧) .

ويأتي في الحسن(٨) بن محمّد بن الفضل روايته عن الكاظمعليه‌السلام أيضا.

قلت : يأتي في الحسين بن محمّد بن الفضل عنجش بعد توثيقه :

__________________

(١) الوافي : ١ / ٢١.

(٢) مجمع الرجال : ١ / ١٨٨ وما بعدها.

(٣) الوسيط : ٢٤.

(٤) الخلاصة : ١١ / ٥.

(٥) رجال النجاشي : ٧٢ / ١٧٣.

(٦) هداية المحدثين : ١٨.

(٧) رجال الشيخ : ١٠٥ / ٢٨.

(٨) كذا ، والظاهر : الحسين ( منه قده ).

٢٨

وعمومته كذلك ، إسحاق ويعقوب وإسماعيل(١) . ولا يبعد(٢) استفادة توثيقه منه.

وصرّحشه في شرح البداية بتوثيق الثلاثة المذكورين(٣) .

وقال المحقّق الشيخ محمّد : استفاده من عبارة جش. ثمّ احتمل كون الإشارة للرواية عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وقال : إلاّ أنّ الظاهر ما فهمه جدّيقدس‌سره .

وذكره في الحاوي في خاتمة قسم الثقات ـ وقد عقدها لمن لم ينصّ على توثيقه بل يستفاد من قرائن ومواضع أخر ـ وذكر توثيق الشهيد الثاني واستفادته من كلامجش ، واستبعده(٤) . فتدبّر.

٣٠٨ ـ إسحاق القمّي :

قر (٥) . وزادست : له كتاب ، ابن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد بن زياد ، عن أحمد بن زيد الخزاعي ، عنه(٦) .

أقول : الظاهر أنّه ابن عبد الله الثقة المذكور ، والطبقة تساعده جدّا ، ونفى عنه البعد في الوسيط(٧) .

٣٠٩ ـ إسحاق بن مبارك :

روى عن أبي إبراهيمعليه‌السلام ، روى عنه صفوان بن يحيى(٨) . لم‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٥٦ / ١٣١.

(٢) في نسخة « ش » : فلا يبعد.

(٣) الرعاية في علم الدراية : ٣٩٨.

(٤) حاوي الأقوال : ١٧٠ / ٧٠١.

(٥) رجال الشيخ : ١٠٧ / ٤٧.

(٦) الفهرست : ١٦ / ٥٥.

(٧) الوسيط : ٢٤.

(٨) التهذيب ٤ : ٧٢ / ١٩٩.

٢٩

يذكره أصحاب الرجال.

قلت : في رواية صفوان عنه إشعار بالوثاقة لما يأتي في ترجمته ، وديدن الأستاذ العلاّمة على ذلك.

٣١٠ ـ إسحاق بن محمّد :

ثقة ،ظم (١) .

وزادصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام (٢) .

٣١١ ـ إسحاق بن محمّد بن أحمد :

ابن أبان بن مرّار بن عبد الله ـ يعرف عبد الله : عقبة وعقاب ـ بن الحارث النخعي ، أخو الأشتر ، وهو معدن التخليط ، له كتب(٣) في التخليط. عنه الجرمي ،جش (٤) .

صه ، إلى : في التخليط ؛ وزاد بعد مرّار : بالراء المشدّدة وبعد الألف راء أيضا ، وبعد عقبة : بالمهملة المضمومة والقاف والباء الموحّدة ، وبعد الأشتر : يكنّي أبا يعقوب(٥) . ثمّ زاد : لا أقبل روايته.

قال ابن الغضائري : إنّه كان فاسد المذهب ، كذّابا في الرواية ، وضّاعا في الحديث(٦) ، لا يلتفت إلى ما رواه ، ولا يرتفع(٧) بحديثه ، وللعياشي معه خبر في وضعه للحديث مشهور ، والاسحاقيّة تنسب إليه(٨) ،

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٤٢ / ٢.

(٢) الخلاصة : ١١ / ١‌

(٣) في نسخة « ش » : كتاب.

(٤) رجال النجاشي : ٧٣ / ١٧٧.

(٥) في المصدر زيادة : الأحمر.

(٦) في المصدر : وضّاعا للحديث.

(٧) في المصدر : ينتفع.

(٨) الخلاصة : ٢٠١ / ٥.

٣٠

انتهى.

ويحتمل أن يكون ما ذكر من تكنّيه بأبي يعقوب وخبر العياشي معه لابن محمّد البصري ، وذكر هنا لاشتباه.

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن أبان المخلّط ، عنه الجرمي.

وأمّا غيره فلم نظفر له بأصل ولا كتاب(١) .

٣١٢ ـ إسحاق بن محمّد البصري :

رمي بالغلو ، من أصحاب الجوادعليه‌السلام ،صه (٢) .

وفيكش في ترجمة سلمانرضي‌الله‌عنه : نصر بن الصباح ـ وهو غال ـ قال : حدّثني إسحاق بن محمّد البصري ، وهو متّهم(٣) .

وفي ترجمة المفضّل بن عمر : إنّه من أهل الارتفاع(٤) .

وفي موضع آخر : وهو غال ، وكان من أركانهم أيضا(٥) .

وفي موضع آخر : قال أبو عمرو : سألت أبا النضر محمّد بن مسعود عن جميع هؤلاء ، فقال : أمّا أبو(٦) يعقوب إسحاق بن محمّد البصري فإنّه كان غاليا ، وصرت إليه إلى بغداد لأكتب عنه ، وسألته كتابا نسخه(٧) ، فأخرج إليّ من أحاديث المفضّل بن عمر في التفويض ، فلم أرغب فيه ، فأخرج إليّ أحاديث مشيخته(٨) من الثقات. ورأيته مولعا بالحمامات المراعيش ،

__________________

(١) هداية المحدثين : ١٨٠.

(٢) الخلاصة : ٢٠٠ / ٣ ، وفيها : يرمى بالغلو.

(٣) رجال الكشي : ١٨ / ٤٢ ، وفي نسخة « ش » : وهو منهم.

(٤) رجال الكشي : ٣٢٦ / ٥٩١.

(٥) رجال الكشي : ٣٢٢ / ٥٨٤.

(٦) أبو ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٧) في المصدر : أنسخه.

(٨) في المصدر : منتسخة.

٣١

ويمسكها ، ويروي في فضل إمساكها أحاديث. وهو أحفظ من لقيته(١) ، انتهى.

وفيتعق : احتمل في النقد اتّحاده مع السابق(٢) .

ولعلّ رميه بالغلو لاعتقاده الجميل بالمفضّل ، وروايته الحديث في جلالته ، واعتنائه بما نقل عنه في التفويض ، وهذا لا يوجب طعنا ولا غلوّا ، وإن كان عند القدماء أدون منه غلوّا ، كنفي السهو عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورواياته صريحة في خلاف الغلو ، وهي من الكثرة بمكان(٣) .

وفي سهل بن زياد ما يزيد بيانا.

قلت : لعلّ الأمر فيه كما أفاده ، إلاّ أنّ ذلك يخرج الرجل من الضعف إلى الجهالة.

ويمكن أن يصحّح ما يرويه عنه محمّد بن مسعود ، فتدبّر.

وفي نسختي منطس : النصري(٤) .

٣١٣ ـ إسحاق بن محمّد الحضيني :

ضا (٥) . وربما كان هو الثقة المتقدّم عنظم (٦) .

وفيتعق : يحتمل اتّحاده مع ابن إبراهيم الحضيني كما أشرنا ، فراجع(٧) .

__________________

(١) رجال الكشي : ٥٣٠ / ١٠١٤.

(٢) نقد الرجال : ٤٠ / ٣٠.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٤.

(٤) التحرير الطاووسي : ٤٣ / ٢٣ هامش رقم (١).

(٥) رجال الشيخ : ٣٦٩ / ٢٦.

(٦) رجال الشيخ : ٣٤٢ / ٢.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٤.

٣٢

٣١٤ ـ إسحاق المدائني :

هو ابن عمّار الساباطي ، لأنّ ساباط من قرى المدائن ،تعق (١) .

٣١٥ ـ إسحاق بن هلال :

عنه ابن أبي عمير(٢) كما قيل ؛ ففيه إشعار بوثاقته ،تعق (٣) .

٣١٦ ـ إسحاق بن يزيد بن إسماعيل :

الطائي ، على ما فيصه (٤) ، تقدّم بالموحّدة.

وفيتعق : حكم خالي بحسنه(٥) ، والظاهر لأنّ للصدوق طريقا إليه.

والظاهر أنّه : ابن بريد ـ بالموحّدة ـ كما تقدّم.

ولا يبعد أن يقال لإسحاق بن جرير : ابن يزيد ، نسبة إلى الجد ، كما اتّفق في أخيه خالد ، فتأمّل(٦) .

٣١٧ ـ إسحاق بن يعقوب :

في كتاب الغيبة للشيخ : أخبرني جماعة ، عن جعفر بن محمّد بن قولويه وأبي غالب الزراري ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن إسحاق بن يعقوب ، قال : سألت محمّد بن عثمان العمريرضي‌الله‌عنه (٧) أن يوصل لي كتابا فيه مسائل أشكلتعليّ ، فورد التوقيع بخطّ مولانا صاحب الدارعليه‌السلام :

أمّا ما سألت عنه ـ أرشدك الله وثبّتك ـ من أمر المنكرين لي من أهل‌

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٤.

(٢) الفقيه ٣ : ٣٧٦ / ١٧٧٥.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٥.

(٤) الخلاصة : ١١ / ٤.

(٥) الوجيزة : ٣٧٣ / ٥٦. وفي التعليقة : حكم خالي بكونه ممدوحا.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٥.

(٧) في المصدر :رحمه‌الله .

٣٣

بيتنا وبني عمّنا ، فاعلم أنّه ليس بين الله عزّ وجلّ وبين أحد قرابة ، ومن أنكرني فليس منّي ، وسبيله سبيل ابن نوح. إلى أن قال :

وأمّا وجه الانتفاع في غيبتي ، فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها السحاب عن الأبصار(١) . إلى أن قال :

وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإنّ ذلك فرجكم ، والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتّبع الهدى(٢) .

وهو توقيع طويل يتضمّن جملة من المسائل.

قلت : في الوسيط : قد يستفاد ممّا يتضمّنه علوّ رتبة الرجل ، فتدبّر(٣) .

قلت : هو الظاهر ، ولا يضرّ كونه هو(٤) الراوي بعد اعتناء المشايخ به ، ورواية جماعة من المشايخ له.

٣١٨ ـ أسد بن أبي العلاء :

قالكش : إنّه يروي المناكير ،صه (٥) ، د(٦) .

ذكركش ذلك في ترجمة المفضّل(٧) .

وفيظم : أسيد بن أبي العلاء(٨) .

وفيتعق : سنشير إلى حاله في ترجمة خالد بن نجيح(٩) ، ونذكر في‌

__________________

(١) في المصدر : فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبتها عن الأبصار السحاب.

(٢) الغيبة : ٢٩٠ / ٢٤٧.

(٣) الوسيط : ٢٤.

(٤) هو ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٥) الخلاصة : ٢٠٧ / ٦.

(٦) رجال ابن داود : ٢٣١ / ٥٣.

(٧) رجال الكشي : ٣٢٢ / ٥٨٥.

(٨) رجال الشيخ : ٣٤٣ / ١٦.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٠.

٣٤

المفضّل(١) التأمّل فيما ذكرهكش (٢) .

٣١٩ ـ أسد بن عفر :

بالمهملة المضمومة ، من شيوخ أصحاب الحديث الثقات ،صه (٣) ،(٤) . وكذاجش في ابنه داود(٥) .

أقول : إلاّ أنّ الذي فيه : أعفر ، كما وجدناه.

وفي الحاوي أيضا : فيما وجدناه من نسخجش : أعفر(٦) .

وفي نسختي منضح : عفير(٧) ، مصغّرا.

وفي الحاوي : إنّ النسخ متّفقة على ذلك(٨) ، فتدبّر.

وفي الوجيزة : أسد بن عفر ، ثقة(٩) .

٣٢٠ ـ أسد بن معلى بن أسد :

العمّي(١٠) البصري ، رجل من أصحابنا ، إخباري ، بصري ، له كتاب أخبار صاحب الزنج ،جش (١١) .

أقول : هذا الذي ينبغي ، والذي عثرت عليه من رجال الميرزا فيه أنّه‌

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٠.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٠.

(٣) الخلاصة : ٢٤ / ١٢.

(٤) رجال ابن داود : ٤٩ / ١٦٧.

(٥) رجال النجاشي : ١٥٧ / ٤١٤.

(٦) حاوي الأقوال : ٣٣ / ١٠١.

(٧) إيضاح الاشتباه : ١٧٦ / ٢٦٢.

(٨) حاوي الأقوال : ٣٣ / ١٠١.

(٩) الوجيزة : ١٥٩ / ١٧٩.

(١٠) في نسخة « ش » : القمي.

(١١) رجال النجاشي : ١٠٦ / ٢٦٦.

٣٥

بدلجش :لم (١) . وهو سهو من الكتّاب.

هذا ، وفي نسخة صحيحة منجش : جلّ ـ أي جليل ـ والناسخ ربما لا يفهم المعنى فيزعم سقوط الراء.

وفي الوجيزة : ممدوح(٢) .

٣٢١ ـ أسعد بن زرارة :

أبو أمامة الخزرجي ، وهو من النقباء الثلاثة ليلة العقبة ،صه (٣) ، ل(٤) .

٣٢٢ ـ إسكندر بن دربيس :

غير مذكور في الكتابين.

وفيعه : الأمير الزاهد صارم الدين إسكندر بن دربيس بن عكبر الورشيدي الخرقاني ـ من أولاد مالك بن الحارث الأشتر النخعي ـ صالح ، ورع ، ثقة ، انتهى(٥) .

ويأتي ذكره في هارون بن موسى التلعكبري.

٣٢٣ ـ أسلم المكّي القوّاس :

قر(٦) ،ق (٧) .

وفيصه : أسلم المكّي مولى محمّد بن الحنفيّة ، روي أنّه أفشى سرّ‌

__________________

(١) منهج المقال : ٥٤.

(٢) الوجيزة : ١٥٩ / ١٨٠.

(٣) الخلاصة : ٢٣ / ٤.

(٤) رجال الشيخ : ٥ / ٣٣.

(٥) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٦ / ١٦.

(٦) رجال الشيخ : ١٠٧ / ٣٩.

(٧) رجال الشيخ : ١٥٢ / ١٩٨ ، وفيه القوّاس المكّي.

٣٦

محمّد بن عليّ الباقرعليهما‌السلام ، وأنّه قال : لو كان الناس كلّهم شيعة(١) لكان ثلثهم شكّاكا(٢) والربع الآخر أحمق ، رواهكش عن حمدويه ، عن أيّوب ابن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن سلاّر بن سعيد الجمحي.

ولا يحضرني الآن حال سلاّر ، فإن كان ثقة صحّ الحديث(٣) ، وإلاّ فالتوقّف في روايته متعيّن(٤) .

وفيكش بالسند المذكور عن أسلم ـ مولى محمّد بن الحنفيّة ـ قال : قال أبو جعفرعليه‌السلام : أما إنّه ـ يعني محمّد بن عبد الله بن الحسن ـ سيظهر ويقتل في حال مضيعة.

ثمّ قال : يا أسلم لا تحدّث بهذا الحديث أحدا ، فإنّه عندك أمانة.

قال : فحدّثت به معروف بن خربوذ ، وأخذت عليه مثل ما أخذ عليّ.

( فسأله معروف عن ذلك ، فالتفت إلى أسلم ، فقال أسلم : جعلت فداك أخذت عليه مثل الذي أخذت عليّ )(٥) .

فقالعليه‌السلام : لو كان الناس كلّهم لنا شيعة ، لكان ثلاثة أرباعهم شكّاكا والربع الآخر أحمق(٦) .

وفيتعق : فيه إشعار بنزاهته عن الشكّ في دين الله ، وصفاء عقيدته ، وكونه من خواصّهمعليهم‌السلام ، حيث أخبره بما لم يرض يطّلع عليه غيره ،

__________________

(١) في المصدر : لنا شيعة.

(٢) في المصدر : ثلاثة أرباعهم شكاكا وهو الصواب.

(٣) في المصدر : صح سند الحديث.

(٤) الخلاصة : ٢٠٧ / ٧.

(٥) ما بين القوسين لم يرد في نسخة : « ش ».

(٦) رجال الكشي : ٢٠٤ / ٣٥٩.

٣٧

ولو مثل معروف الجليل.

ولعلّه لذا قال : فإن كان ثقة صحّ. إلى آخره ، فتأمّل(١) .

أقول : الظاهر منصه أنّه فهم من الرواية الذم ، ولذا ذكره في القسم الثاني.

وقوله : روي أنّه أفشى. إلى آخره ، ينادي بذلك.

وقوله : فإنّ كان ثقة صحّ الحديث وإلاّ فالتوقّف متعيّن ، يريد أنّ مع صحّة الحديث يردّ حديثه لثبوت ذمّه وهو إفشاء السر ، وإلاّ فيتوقّف فيه.

وفي الحاوي : لا وجه للتوقّف في روايته على الحالين ، بل طرحها متعيّن(٢) .

وفي الوجيزة : فيه ذم(٣) .

وفيطس : أسلم المكّي. إلى قوله : عن سلاّر بن سعيد الجمحي(٤) ، من غير تفاوت حتّى في الاشتباه الواقع في العبارة ، فإنّه منهرحمه‌الله تبعه فيهصه كما في أكثر المواضع.

هذا ، والحقّ أنّه لا دلالة فيه على الذم ، وأمّا المدح ـ كما ظنّه دام فضله ـ فمقطوع بفساده.

٣٢٤ ـ إسماعيل بن آدم بن عبد الله :

ابن سعد الأشعري ، وجه من القمّيّين ، ثقة ،صه (٥) .

وزادجش : عنه محمّد بن أبي الصهبان(٦) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٥.

(٢) حاوي الأقوال : ٢٣١ / ١٢٢٧.

(٣) الوجيزة : ١٥٩ / ١٨٣.

(٤) التحرير الطاووسي : ٧٥ / ٤٦.

(٥) الخلاصة : ٩ / ١٣.

(٦) رجال النجاشي : ٢٧ / ٥٢.

٣٨

أقول : قال :شه : لا يبعد كونه ابن سعد الآتي عن الشيخ ، وربما كان اختصارا في النسب لا للمغايرة(١) .

وجزم ولده المحقّق بذلك ، وقال : فيجتمع له تزكية الشيخ وجش(٢) .

وفيمشكا : ابن آدم الثقة ، عنه محمّد بن أبي الصهبان(٣) .

٣٢٥ ـ إسماعيل بن إبراهيم القصير :

كوفي ،ق (٤) .

وفيصه : إسماعيل القصير بن إبراهيم بن بزة(٥) ، كوفيّ ثقة(٦) .

وكذاجش ، وزاد : عنه عليّ بن الحسن ، إلاّ أنّ فيه : ابن بز ، من غير هاء(٧) . ولعلّها سقطت من النسخة.

وفي نسخة الشهيد على ما نقلهشه : برّة ، بفتح الموحّدة وتشديد المهملة.

وفي نسخة أخرى : بضمّ الموحّدة وتشديد المهملة ، نقلهشه أيضا معلما عليه :ق (٨) .

وفيضح : بالموحّدة والزاي المخفّفة(٩) .

__________________

(١) نقلها المامقاني في التنقيح : ١ / ١٢٦ عن تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة ، ولم نجدها في نسختنا من التعليقة.

(٢) راجع منتقى الجمان : ١ / ٣٨ ، الفائدة السابعة ، وفيه إشارة إلى المطلب.

(٣) هداية المحدثين : ١٨.

(٤) رجال الشيخ : ١٤٧ / ٩٦ ، وفيه : إسماعيل بن إبراهيم بن برّة القصير الكوفي.

(٥) في المصدر : برّة.

(٦) الخلاصة : ١٠ / ١٨.

(٧) رجال النجاشي : ٣٠ / ٦١ ، وفيه : ابن بزّة.

(٨) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٩ ، باختلاف ، ونقل مضمون هذا الكلام المامقاني في التنقيح : ١ / ١٢٦.

(٩) إيضاح الاشتباه : ٩١ / ٣١.

٣٩

وفي د : بفتح الموحّدة والراء(١) .

وفيست : إسماعيل القصير ، له كتاب ، عدّة من أصحابنا ، عن هارون بن موسى ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن عمر بن كيسبة(٢) ، عن الطاطري ، عن محمّد بن زياد ، عنه(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن إبراهيم بن بزة الثقة ، عنه عليّ بن الحسن ، ومحمّد بن زياد(٤) .

٣٢٦ ـ إسماعيل بن أبي خالد محمّد :

ابن مهاجر بن عبيد ـ بضمّ العين ـ الأزدي ، روى أبوه عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وروى هو عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وهما ثقتان من أهل الكوفة من أصحابنا ،صه (٥) .

جش ، إلاّ : بضمّ العين(٦) .

وزادست : ولهذا إسماعيل(٧) كتاب القضايا ، مبوّب ، أخبرنا به أحمد ابن محمّد بن موسى ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن محمّد بن سالم ابن عبد الرحمن ، عن الحسين(٨) بن محمّد بن عليّ الأزدي ، عن أبيه ، عنه(٩) .

__________________

(١) رجال ابن داود : ٤٩ / ١٧٣.

(٢) في نسخة « ش » : أحمد بن عمر بن كليب كيسبة.

(٣) الفهرست : ١٤ / ٤٥.

(٤) هداية المحدثين : ١٨.

(٥) الخلاصة : ٨ / ٥ ، وفيها : إسماعيل بن أبي خالد بن محمّد.

(٦) رجال النجاشي : ٢٥ / ٤٦.

(٧) في الفهرست : ولإسماعيل.

(٨) في نسخة « ش » : الحسن.

(٩) الفهرست : ١٠ / ٣.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

ولعلّ هذه الجملة إشارة إلى القيامة الوارد ذكرها آنفا ، أو أنّها إشارة إلى القرآن ، لأنّه ورد التعبير عنه بـ «الحديث» في بعض الآيات كما في الآية ٣٤ من سورة الطور ، أو أنّ المراد من «الحديث» هو ما جاء من القصص عن هلاك الأمم السابقة أو جميع هذه المعاني.

ثمّ يقول مخاطبا :( وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ وَأَنْتُمْ سامِدُونَ ) أي في غفلة مستمرّة ولهو وتكالب على الدنيا ، مع أنّه لا مجال للضحك هنا ولا الغفلة والجهل ، بل ينبغي أن يبكى على الفرص الفائتة والطاعات المتروكة ، والمعاصي المرتكبة ، وأخيرا فلا بدّ من التوبة والرجوع إلى ظلّ الله ورحمته!

وكلمة سامدون مشتقّة من سمود على وزن جمود ـ ومعناه اللهو والانشغال ورفع الرأس للأعلى تكبّرا وغرورا ، وهي في أصل استعمالها تطلق على البعير حين يرفل في سيره ويرفع رأسه غير مكترث بمن حوله.

فهؤلاء المتكبّرون المغرورون كالحيوانات همّهم الأكل والنوم ، وهم غارقون باللذائذ جاهلون عمّا يحدق بهم من الخطر والعواقب الوخيمة والجزاء الشديد الذي سينالهم.

ويقول القرآن في آخر آية من الآيات محلّ البحث ـ وهي آخر آية من سورة النجم أيضا ـ بعد أن بيّن أبحاثا متعدّدة حول إثبات التوحيد ونفي الشرك :( فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ) .

فإذا أردتم أن تسيروا في الصراط المستقيم والسبيل الحقّ فاسجدوا لذاته المقدّسة فحسب ، إذ لله وحده تنتهي الخطوط في عالم الوجود ، وإذا أردتم النجاة من العواقب الوخيمة التي أصابت الأمم السالفة لشركهم وكفرهم فوقعوا في قبضة عذاب الله ، فاعبدوا الله وحده.

الذي يجلب النظر ـ كما جاء في روايات متعدّدة ـ أنّ النّبي عند ما تلا هذه الآية وسمعها المؤمنون والكافرون سجدوا لها جميعا.

٢٨١

ووفقا لبعض الرّوايات أن الوحيد الذي لم يسجد لهذه الآية عند سماعها هو «الوليد بن المغيرة» [لعلّه لم يستطع أن ينحني للسجود] فأخذ قبضة من التراب ووضعها على جبهته فكان سجوده بهذه الصورة.

ولا مكان للتعجّب أن يسجد لهذه الآية حتى المشركون وعبدة الأصنام ، لأنّ لحن الآيات البليغ من جهة ، ومحتواها المؤثّر من جهة اخرى وما فيها من تهديد للمشركين من جهة ثالثة ، وتلاوة هذه الآيات على لسان النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المرحلة الاولى من نزول الآيات عن لسان الوحي من جهة رابعة كلّ هذه الأمور كان لها دور في التأثير والنفوذ إلى القلوب حتّى أنّه لم يبق أيّ قلب إلّا اهتزّ لجلال آيات الله وألقى عنه. ستار الضلال وحجب العناد ـ ولو مؤقتا ـ ودخله نور التوحيد المشعّ!.

وإذا تلونا الآية ـ بأنفسنا ـ وأنعمنا النظر فيها بكلّ دقّة وتأمّل وحضور قلب وتصوّرنا أنفسنا أمام النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي جوّ نزول الآيات وبقطع النظر ـ عن اعتقادنا الإسلامي ـ نجد أنفسنا ملزمين على السجود عند تلاوتنا لهذه الآية وأنّ نحني رؤوسنا إجلالا لربّ الجلال!

وليست هذه هي المرّة الاولى التي يترك القرآن بها أثره في قلوب المنكرين ويجذبهم إليه دون اختيارهم ، إذ ورد في قصّة «الوليد بن المغيرة» أنّه لمّا سمع آيات فصّلت وبلغ النّبي (في قوله) إلى الآية :( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ ) قام من مجلسه واهتزّ لها وجاء إلى البيت فظنّ جماعة من المشركين أنّه صبا إلى دين محمّد.

فبناء على هذا ، لا حاجة أن نقول بأنّ جماعة من الشياطين أو جماعة من المشركين الخبثاء حضروا عند النّبي ولمّا سمعوا النّبي يتلو الآية :( أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى ) بسطوا ألسنتهم وقالوا : تلك الغرانيق العلى!! ولذلك انجذب المشركون لهذه الآيات فسجدوا أيضا عند تلاوة النّبي آية السجدة!

٢٨٢

لأنّنا كما أشرنا آنفا في تفسير هذه الآيات. انّ الآيات التي تلت هذه الآيات عنّفت المشركين ولم تدع مجالا للشكّ والتردّد والخطأ لأي أحد (في مفهوم الآية) [لمزيد الإيضاح يراجع تفسير الآيتين ١٩ و٢٠ من هذه السورة].

وينبغي الالتفات أيضا إلى أنّ الآية الآنفة يجب السجود عند تلاوتها ، ولحن الآية التي جاءت مبتدئة بصيغة الأمر ـ والأمر دالّ على الوجوب ـ شاهد على هذا المعنى.

وهكذا فإنّ هذه السورة ثالثة السور الوارد فيها سجود واجب ، أي هي بعد سورة الم السجدة ، وحم السجدة وإن كان بعضهم يرى بأنّ أوّل سورة فيها سجود واجب نزلت على النّبي من الناحية التاريخية ـ هي هذه السورة.

اللهمّ أنر قلوبنا بأنوار معرفتك لئلّا نعبد سواك شيئا ولا نسجد إلّا لك.

اللهمّ إنّ مفاتيح الرحمة والخير كلّها بيد قدرتك ، فارزقنا من خير مواهبك وعطاياك ، أي رضاك يا ربّ العالمين.

اللهمّ ارزقنا بصيرة في العبر ـ لنعتبر بالأمم السالفة وعاقبة ظلمها وأن نحذر الاقتفاء على آثارهم

آمين يا ربّ العالمين.

* * *

انتهت سورة النجّم

٢٨٣
٢٨٤

سورة

القمر

مكّية

وعدد آياتها خمس وخمسون آية

٢٨٥
٢٨٦

«سورة القمر»

محتوى السورة :

تحوي هذه السّورة خصوصيات السور المكيّة التي تتناول الأبحاث الأساسيّة حول المبدأ والمعاد ، وخصوصا العقوبات التي نزلت بالأمم السالفة ، وذلك نتيجة عنادهم ولجاجتهم في طريق الكفر والظلم والفساد ممّا أدّى بها الواحدة تلو الاخرى إلى الابتلاء بالعذاب الإلهي الشديد ، وسبّب لهم الدمار العظيم.

ونلاحظ في هذه السورة تكرار قوله تعالى :( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) وذلك بعد كلّ مشهد من مشاهد العذاب الذي يحلّ بالأمم لكي يكون درسا وعظة للمسلمين والكفّار.

ويمكن تلخيص أبحاث هذه السورة في عدّة أقسام هي :

١ ـ تبدأ السورة بالحديث عن قرب وقوع يوم القيامة ، وموضوع شقّ القمر ، وإصرار وعناد المخالفين في إنكار الآيات الإلهيّة.

٢ ـ والقسم الثاني يبحث بتركيز واختصار عن أوّل قوم تمرّدوا على الأوامر الإلهيّة ، وهم قوم نوح ، وكيفيّة نزول البلاء عليهم.

٣ ـ أمّا القسم الثالث فإنّه يتعرّض إلى قصّة قوم «عاد» وأليم العذاب الذي حلّ بهم.

٤ ـ وفي القسم الرابع تتحدّث الآيات عن قوم «ثمود» ومعارضتهم لنبيّهم صالحعليه‌السلام وبيان معجزة الناقة ، وأخيرا ابتلاؤهم بالصيحة السماوية.

٥ ـ تتطرّق الآيات بعد ذلك إلى الحديث عن قوم «لوط» ضمن بيان واف

٢٨٧

لانحرافهم الأخلاقي ثمّ عن السخط الإلهي عليهم وابتلائهم بالعقاب الرّباني.

٦ ـ وفي القسم السادس تركّز الآيات الكريمة ـ بصورة موجزة ـ الحديث عن آل فرعون ، وما نزل بهم من العذاب الأليم جزاء كفرهم وضلالهم.

٧ ـ وفي القسم الأخير تعرض مقارنة بين هذه الأمم ومشركي مكّة ومخالفي الرّسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمستقبل الخطير الذي ينتظر مشركي مكّة فيما إذا استمرّوا على عنادهم وإصرارهم في رفض الدعوة الإلهيّة.

وتنتهي السورة ببيان صور ومشاهد من معاقبة المشركين ، وجزاء وأجر المؤمنين والمتّقين.

وسورة القمر تتميّز آياتها بالقصر والقوّة والحركية.

وقد سمّيت هذه السورة بـ (سورة القمر) لأنّ الآية الاولى منها تتحدّث عن شقّ القمر.

فضيلة تلاوة سورة القمر :

ورد عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال :

«من قرأ سورة اقتربت الساعة في كلّ غبّ بعث يوم القيامة ووجهه على صورة القمر ليلة البدر ، ومن قرأها كلّ ليلة كان أفضل وجاء يوم القيامة ووجهه مسفر على وجوه الخلائق»(١) .

ومن الطبيعي أن تكون النورانية التي تتّسم بها هذه الوجوه تعبيرا عن الحالة الإيمانية الراسخة في قلوبهم نتيجة التأمّل والتفكّر في آيات هذه السورة المباركة والعمل بها بعيدا عن التلاوة السطحية الفارغة من التدبّر في آيات الله.

* * *

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ٩ (بداية سورة القمر).

٢٨٨

الآيات

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (٣) )

التّفسير

شقّ القمر!!

يتناول الحديث في الآية الاولى حادثتين مهمّتين :

أحدهما : قرب وقوع يوم القيامة ، والذي يقترن بأعظم تغيير في عالم الخلق ، وبداية لحياة جديدة في عالم آخر ، ذلك العالم الذي يقصر فكرنا عن إدراكه نتيجة محدودية علمنا واستيعابنا للمعرفة الكونية.

والحادثة الثانية التي تتحدّث الآية الكريمة عنها هي معجزة انشقاق القمر العظيمة التي تدلّل على قدرة البارئعزوجل المطلقة ، وكذلك تدلّ ـ أيضا ـ على صدق دعوة الرّسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال تعالى :( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ) .

٢٨٩

وجدير بالذكر أنّ سورة النجم التي أنهت آياتها المباركة بالحديث عن يوم القيامة( أَزِفَتِ الْآزِفَةُ ) تستقبل آيات سورة القمر بهذا المعنى أيضا ، ممّا يؤكّد قرب وقوع اليوم الموعود رغم أنّه عند ما يقاس بالمقياس الدنيوي فقد يستغرق آلاف السنين ويتوضّح هذا المفهوم ، حينما نتصوّر مجموع عمر عالمنا هذا من جهة ، ومن جهة اخرى عند ما نقارن جميع عمر الدنيا في مقابل عمر الآخرة فانّها لا تكون سوى لحظة واحدة.

إنّ اقتران ذكر هاتين الحادثتين في الآية الكريمة : «انشقاق القمر واقتراب الساعة» دليل على قرب وقوع يوم القيامة ، كما ذكر ذلك قسم من المفسّرين حيث أنّ ظهور الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وهو آخر الأنبياء ـ قرينة على قرب وقوع اليوم المشهود قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «بعثت أنا والساعة كهاتين»(١) مشيرا إلى إصبعيه الكريمين.

ومن جهة اخرى ، فإنّ انشقاق القمر دليل على إمكانية اضطراب النظام الكوني ، ونموذج مصغّر للحوادث العظيمة التي تسبق وقوع يوم القيامة في هذا العالم ، حيث اندثار الكواكب والنجوم والأرض يعني حدوث عالم جديد ، استنادا إلى الرّوايات المشهورة التي ادّعى البعض تواترها.

قال ابن عبّاس : اجتمع المشركون إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالوا : إن كنت صادقا فشقّ لنا القمر فلقتين ، فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إن فعلت تؤمنون؟» قالوا : نعم ، وكانت ليلة بدر فسأل رسول الله ربّه أن يعطيه ما قالوا ، فانشقّ القمر فلقتين ورسول الله ينادي : «يا فلان يا فلان ، اشهدوا»(٢) .

ولعلّ التساؤل يثار هنا عن كيفية حصول هذه الظاهرة الكونية : (انشقاق هذا الجرم السماوي العظيم) وعن مدى تأثيره على الكرة الأرضية والمنظومة

__________________

(١) تفسير الفخر الرازي ، ج ٢٩ ، ص ٢٩.

(٢) ذكر في مجمع البيان وكتب تفسير اخرى في هامش تفسير الآية مورد البحث.

٢٩٠

الشمسية ، وكذلك عن طبيعة القوّة الجاذبة التي أعادت فلقتي القمر إلى وضعهما السابق ، وعن كيفيّة حصول مثل هذا الحدث؟ ولماذا لم يتطرّق التاريخ إلى ذكر شيء عنه؟ بالإضافة إلى مجموعة تساؤلات اخرى حول هذا الموضوع والتي سنجيب عليها بصورة تفصيليّة في هذا البحث إن شاء الله.

والنقطة الجديرة بالذكر هنا أنّ بعض المفسّرين الذين تأثّروا بوجهات نظر غير سليمة ، وأنكروا كلّ معجزة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عدا القرآن الكريم ، عند ما التفتوا إلى وضوح الآية الكريمة محلّ البحث والرّوايات الكثيرة التي وردت في كتب علماء الإسلام في هذا المجال ، واجهوا عناءا في توجيه هذه المعجزة الربّانية ، وحاولوا نفي الظاهرة الإعجازية لهذا الحادث

والحقيقة أنّ مسألة «انشقاق القمر» كانت معجزة ، والآيات اللاحقة تحمل الدلائل الواضحة على صحّة هذا الأمر كما سنرى ذلك إن شاء الله.

لقد كان جديرا بهؤلاء أن يصحّحوا وجهات نظرهم تلك ، ليعلموا أنّ للرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معجزات عديدة أيضا.

وإذا أريد الاستفادة من الآيات القرآنية لنفي المعجزات فإنّها تنفي المعجزات المقترحة من قبل المشركين المعاندين الذين لم يقصدوا قبول دعوة الحقّ من أوّل الأمر ولم يستجيبوا للرسول الأكرم بعد إنجاز المعجز ، لكن المعجزات التي تطلب من الرّسول من أجل الاطمئنان إلى الحقّ والإيمان به كانت تنجز من قبله ، ولدينا دلائل عديدة على هذا الأمر في تأريخ حياة الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

يقول سبحانه :( وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ) .

والمراد من قوله تعالى «مستمر» أنّهم شاهدوا من الرّسول الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معجزات عديدة ، وشقّ القمر هو استمرار لهذه المعاجز ، وأنّهم كانوا يبرّرون إعراضهم عن الإيمان وعدم الاستسلام لدعوة الحقّ وذلك بقولهم : إنّ هذه المعاجز كانت «سحر مستمر».

٢٩١

وهنالك بعض المفسّرين من فسّر «مستمر» بمعنى «قوي» كما قالوا : (حبل مرير) أي : محكم ، والبعض فسّرها بمعنى : الطارئ وغير الثابت ، ولكن التّفسير الأنسب هو التّفسير الأوّل.

أمّا قوله تعالى :( وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ) فإنّه يشير إلى سبب مخالفتهم وعنادهم وسوء العاقبة التي تنتظرهم نتيجة لهذا الإصرار.

إنّ مصدر خلاف هؤلاء وتكذيبهم للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو تكذيب معاجزه ودلائله ، وكذلك تكذيب يوم القيامة ، هو اتّباع هوى النفس.

إنّ حالة التعصّب والعناد وحبّ الذات لم تسمح لهم بالاستسلام للحقّ ، ومن جهة اخرى فإنّ المشركين ركنوا للملذّات الرخيصة بعيدا عن ضوابط المسؤولية ، وذلك إشباعا لرغباتهم وشهواتهم ، وكذلك فإنّ تلوّث نفوسهم بالآثام حال دون استجابتهم لدعوة الحقّ ، لأنّ قبول هذه الدعوة يفرض عليهم التزامات ومسئوليات الإيمان والاستجابة للتكاليف

نعم إنّ هوى النفس كان وسيبقى السبب الرئيسي في إبعاد الناس عن مسير الحقّ

وبالنسبة لقوله تعالى :( وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ) ، يعني أنّ كلّ إنسان يجازى بعمله وفعله ، فالصالحون سيكون مستقرّهم صالحا ، والأشرار سيكون مستقرّهم الشرّ.

ويحتمل أن يكون المراد في هذا التعبير هو أنّ كلّ شيء في هذا العالم لا يفنى ولا يزول ، فالأعمال الصالحة أو السيّئة تبقى مع الإنسان حتّى يرى جزاء ما فعل.

ويحتمل أن يكون تفسير الآية السابقة أنّ الأكاذيب والاتّهامات لا تقوى على الاستمرار الأبدي في إطفاء نور الحقّ والتكتّم عليه ، حيث إنّ كلّ شيء (خير أو شرّ) يسير بالاتّجاه الذي يصبّ في المكان الملائم له ، حيث إنّ الحقّ سيظهر وجهه الناصح مهما حاول المغرضون إطفاءه ، كما أنّ وجه الباطل القبيح سيظهر قبحه كذلك ، وهذه سنّة إلهيّة في عالم الوجود.

٢٩٢

وهذه التفاسير لا تتنافى فيما بينها ، حيث يمكن جمعها في مفهوم هذه الآية الكريمة.

* * *

بحوث

١ ـ شقّ القمر معجزة كبيرة للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومع ذلك فإنّ بعض الأشخاص السطحيين يصرّون على إخراج هذا الحادث من حالة الإعجاز ، حيث قالوا : إنّ الآية الكريمة تحدّثنا فقط عن المستقبل وعن أشراط الساعة ، وهي الحوادث التي تسبق وقوع يوم القيامة

لقد غاب عن هؤلاء أنّ الأدلّة العديدة الموجودة في الآية تؤكّد على حدوث هذه المعجزة ، ومن ضمنها ذكر الفعل (انشقّ) بصيغة الماضي ، وهذا يعني أنّ (أشقّ القمر) شيء قد حدث كما أنّ قرب وقوع يوم القيامة قد تحقّق ، وذلك بظهور آخر الأنبياء محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

بالإضافة إلى ذلك ، إن لم تكن الآية قد تحدّثت عن وقوع معجزة ، فلا يوجد أي تناسب أو انسجام بينها وبين ما ورد في الآية اللاحقة حول افترائهم على الرّسول بأنّه (ساحر) وكذلك قوله :( وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ ) والتي تخبر الآية هنا عن تكذيبهم للرسالة والرّسول ومعاجزه.

إضافة إلى ذلك فإنّ الرّوايات العديدة المذكورة في الكتب الإسلامية ، والتي بلغت حدّ التواتر نقلت وقوع هذه المعجزة ، وبذلك أصبحت غير قابلة للإنكار.

ونشير هنا إلى روايتين منها :

الاولى : أوردها الفخر الرازي أحد المفسّرين السنّة ، والاخرى للعلّامة الطبرسي أحد المفسّرين الشيعة.

يقول الفخر الرازي : «والمفسّرون بأسرهم على أنّ المراد أنّ القمر انشقّ

٢٩٣

وحصل فيه الإنشقاق ، ودلّت الأخبار على حديث الإنشقاق ، وفي الصحيح خبر مشهور رواه جمع من الصحابة والقرآن أدلّ دليل وأقوى مثبت له وإمكانه لا يشكّ فيه ، وقد أخبر عنه الصادق فيجب إعتقاد وقوعه»(١) .

أمّا عن نظرية بطليموس والقائلة بأنّ (الأفلاك السماوية ليس بإمكانها أن تنفصل أو تلتئم) فإنّها باطلة وليس لها أي أساس أو سند علمي ، حيث إنّه ثبت من خلال الأدلّة العقليّة أنّ انفصال الكواكب في السماء أمر ممكن.

ويقول العلّامة الطبرسي في (مجمع البيان) : لقد أجمع المفسّرون والمحدّثون سوى عطاء والحسين والبلخي الذين ذكرهم ذكرا عابرا ، أنّ معجزة شقّ القمر كانت في زمن الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ونقل أنّ حذيفة ـ وهو أحد الصحابة المعروفين ـ ذكر قصّة شقّ القمر في جمع غفير في مسجد المدائن ولم يعترض عليه أحد من الحاضرين ، مع العلم أنّ كثيرا منهم قد عاصر زمن الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (ونقل هذا الحديث في هامش الآية المذكورة في الدرّ المنثور والقرطبي).

وممّا تقدّم يتّضح جيّدا أنّ مسألة شقّ القمر أمر غير قابل للإنكار ، سواء من الآية نفسها والقرائن الموجودة فيها ، أو من خلال الأحاديث والرّوايات ، أو أقوال المفسّرين ، ومن الطبيعي أن تطرح أسئلة اخرى حول الموضوع سنجيب عنها إن شاء الله فيما بعد.

٢ ـ مسألة شقّ القمر والعلم الحديث :

السؤال المهمّ المطروح في هذا البحث هو : هل أنّ الأجرام السماوية يمكنها أن تنفصل وتنشقّ؟ وما موقف العلم الحديث من ذلك؟

__________________

(١) التّفسير الكبير ، الفخر الرازي ، ج ٢٩ ، ص ٢٨ ، أوّل سورة القمر.

٢٩٤

وللإجابة على هذا السؤال وبناء على النتائج التي توصّل إليها العلماء الفلكيون ، فإنّ مثل هذا الأمر في نظرهم ليس بدرجة من التعقيد بحيث يستحيل تصوّره إنّ الاكتشافات العلمية التي توصّل إليها الباحثون تؤكّد أنّ مثل هذه الحوادث مضافا إلى أنّها ليست مستحيلة فقد لوحظت نماذج عديدة من هذا القبيل ولعدّة مرّات مع اختلاف العوامل المؤثّرة في كلّ حالة.

وبعبارة اخرى : فقد لوحظ أنّ مجموعة انفجارات وانشقاقات قد وقعت في المنظومة الشمسية ، بل في سائر الأجرام السماوية.

ويمكن ذكر بعض النماذج كشواهد على هذه الظواهر

أ ـ ظهور المنظومة الشمسية :

إنّ هذه النظرية المقبولة لدى جميع العلماء تقول : إنّ جميع كرات المنظومة الشمسية كانت في الأصل جزءا من الشمس ثمّ انفصلت عنها ، حيث أصبحت كلّ واحدة منها تدور في مدارها الخاصّ بها غاية الأمر هناك كلام في السبب لهذا الانفصال

يعتقد (لا پلاس) أنّ العامل المسبّب لانفصال القطع الصغيرة من الشمس هي : (القوّة الطاردة) التي توجد في المنطقة الإستوائية لها ، حيث أنّ الشمس كانت تعتبر ولحدّ الآن كتلة ملتهبة ، وضمن دورانها حول نفسها فإنّ السرعة الموجودة في المنطقة الإستوائية لها تسبّب تناثر بعض القطع منها في الفضاء ممّا يجعل هذه القطع تدور حول مركزها الأصلي (الشمس).

ولكن العلماء الذين جاءوا بعد (لا پلاس) توصّلوا من خلال تحقيقاتهم إلى فرضية اخرى تقول : إنّ السبب الأساس لحدوث الانفصال في الأجرام السماوية عن الشمس هو حالة المدّ والجزر الشديدين التي حدثت على سطح الشمس نتيجة عبور نجمة عظيمة بالقرب منها.

٢٩٥

الأشخاص المؤيّدون لهذه النظرية الذين يرون أنّ الحركة الوضعية للشمس في ذلك الوقت لا تستطيع أن تعطي الجواب الشافعي لأسباب هذا الانفصال ، قالوا : إنّ حالة المدّ والجزر الحاصلة في الشمس أحدثت أمواجا عظيمة على سطحها. كما في سقوط حجر كبير في مياه المحيط ، وبسبب ذلك تناثرت قطع من الشمس الواحدة تلو الاخرى إلى الخارج ، ودارت ضمن مدار الكرة الامّ (الشمس).

وعلى كلّ حال فإنّ العامل المسبّب لهذا الانفصال أيّا كان لا يمنعنا من الإعتقاد أنّ ظهور المنظومة الشمسية كان عن طريق الإنشقاق والانفصال.

ب ـ (الأستروئيدات):

الأستروئيدات : هي قطع من الصخور السماوية العظيمة تدور حول المنظومة الشمسية ، ويطلق عليها في بعض الأحيان بـ (الكرات الصغيرة) و (شبه الكواكب السيارة) يبلغ قطر كبراها (٢٥) كم ، لكن الغالبية منها أصغر من ذلك.

ويعتقد العلماء أنّ «الأستروئيدات» هي بقايا كوكب عظيم كان يدور في مدار بين مداري المريخ والمشتري تعرّض إلى عوامل غير واضحة ممّا أدّى إلى انفجاره وتناثره.

لقد ثمّ اكتشاف ومشاهدة أكثر من خمسة آلاف من (الأستروئيدات) لحدّ الآن ، وقد تمّ تسمية عدد كثير من هذه القطع الكبيرة ، وتمّ حساب حجمها ومقدار ومدّة حركتها حول الشمس ، ويعلّق علماء الفضاء أهميّة بالغه على الأستروئيدات ، حيث يعتقدون أنّ بالإمكان الاستفادة منها في بعض الأحيان كمحطّات للسفر إلى المناطق الفضائية النائية.

كان هذا نموذج آخر لانشقاق الأجرام السماوية.

٢٩٦

ج ـ الشهب :

الشهب : أحجار سماوية صغيرة جدّا ، حتّى أنّ البعض منها لا يتجاوز حجم (البندقة) ، وهي تسير بسرعة فائقة في مدار خاصّ حول الشمس وقد يتقاطع مسيرها مع مدار الأرض أحيانا فتنجذب إلى الأرض ، ونظرا لسرعتها الخاطفة التي تتميّز بها ـ تصطدم بشدّة مع الهواء المحيط بالأرض ، فترتفع درجة حرارتها بشدّة فتشتعل وتتبيّن لنا كخطّ مضيء وهّاج بين طبقات الجوّ ويسمّى بالشهاب.

وأحيانا نتصوّر أنّ كلّ واحدة منها تمثّل نجمة نائية في حالة سقوط ، إلّا أنّها في الحقيقة عبارة عن شهاب صغير مشتعل على مسافة قريبة يتحوّل فيما بعد إلى رماد.

ويلتقي مداري الشهب والكرة الأرضية في نقطتين هما نقطتا تقاطع المدارين وذلك في شهري (آب وكانون الثاني) حيث يصبح بالإمكان رؤية الشهب بصورة أكثر في هذين الشهرين.

ويقول العلماء : إنّ الشهب هي بقايا نجمة مذنّبة انفجرت وتناثرت أجزاؤها بسبب جملة عوامل غير واضحة وهذا نموذج آخر من الإنشقاق في الأجرام السماوية.

وعلى كلّ حال ، فإنّ الإنفجار والإنشقاق في الكرات السماوية ليس بالأمر الجديد ، وليس بالأمر المستحيل من الناحية العلمية ، ومن هنا فلا معنى حينئذ للقول بأنّ الإعجاز لا يمكن أن يتعلّق بالحال.

هذا كلّه عن مسألة الإنشقاق.

أمّا موضوع رجوع القطعتين المنفصلتين إلى وضعهما الطبيعي السابق تحت تأثير قوى الجاذبية التي تربط القطعتين فهو الآخر أمر ممكن.

ورغم أنّ الإعتقاد السائد قديما في علم الهيئة القديم طبق نظرية (بطليموس) واعتقاده بالأفلاك التسعة التي هي بمثابة قشور البصل في تركيبها ـ الواحدة على

٢٩٧

الاخرى ـ فأيّ جسم لا يستطيع أن يخترقها صعودا أو نزولا ، ولذلك فانّ أتباع هذه النظرية ينكرون المعراج الجسماني واختراقه للأفلاك التسعد ، كما أنّه لا يمكن وفقا لهذه النظريات انشقاق القمر ، ومن ثمّ التئامه ، ولذلك أنكروا مسألة شقّ القمر ، ولكن اليوم أصبحت فرضية (بطليموس) أقرب للخيال والأساطير منها للواقع ، ولم يبق أثر للأفلاك التسعة ، وأصبحت الأجواء لا تساعد لتقبّل مثل هذه الآراء.

وغني عن القول أنّ ظاهرة شقّ القمر كانت معجزة ، ولذا فإنّها لم تتأثّر بعامل طبيعي اعتيادي ، والشيء الذي يراد توضيحه هنا هو بيان إمكانية هذه الحادثة ، لأنّ المعجزة لا تتعلّق بالأمر المحال.

٣ ـ شقّ القمر تاريخيّا :

لقد طرح البعض من غير المطّلعين إشكالا آخر على مسألة شقّ القمر ، حيث ذكروا أنّ مسألة شقّ القمر لها أهميّة بالغة ، فإذا كانت حقيقيّة فلما ذا لم تذكر في كتب التأريخ؟

ومن أجل أن تتوضّح أهميّة هذا الإشكال لا بدّ من الإلمام والدراسة الدقيقة لمختلف جوانب هذا الموضوع ، وهو كما يلي :

أ ـ يجب الالتفات إلى أنّ القمر يرى في نصف الكرة الأرضية فقط ، وليس في جميعها ، ولذا فلا بدّ من إسقاط نصف مجموع سكّان الكرة الأرضية من إمكانية رؤية حادثة شقّ القمر وقت حصولها.

ب ـ وفي نصف الكرة الأرضية التي يرى فيها القمر فإنّ أكثر الناس في حالة سبات وذلك لحدوث هذه الظاهرة بعد منتصف الليل.

ج ـ ليس هنالك ما يمنع من أن تكون الغيوم قد حجبت قسما كبيرا من السماء ، وبذلك يتعذّر رؤية القمر لسكّان تلك المناطق.

٢٩٨

د ـ إنّ الحوادث السماوية التي تلفت انتباه الناس تكون غالبا مصحوبة بصوت أو عتمة كما في الصاعقة التي تقترن بصوت شديد أو الخسوف والكسوف الكليين الذي يقترن كلّ منها بانعدام الضوء تقريبا ولمدّة طويلة.

لذلك فإنّ الحالات التي يكون فيها الخسوف جزئيا أو خفيفا نلاحظ أنّ الغالبية من الناس لم تحط به علما ، اللهمّ إلّا عن طريق التنبيه المسبق عنه من قبل المنجّمين ، بل يحدث أحيانا خسوف كلّي وقسم كبير من الناس لا يعلمون به.

لذا فإنّ علماء الفلك الذين يقومون بر صد الكواكب أو الأشخاص الذين يتّفق وقوع نظرهم في السماء وقت الحادث هم الذين يطّلعون على هذا الأمر ويخبرون الآخرين به.

وبناء على هذا ونظرا لقصر مدّة المعجزة (شقّ القمر) فلن يكون بالمقدور أن تلفت الأنظار إليها على الصعيد العالمي ، خصوصا وأنّ غالبية الناس في ذلك الوقت لم تكن مهتّمة بمتابعة الأجرام السماوية.

ه ـ وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الوسائل المستخدمة في تثبيت نشر الحوادث التأريخية في ذلك الوقت ، ومحدودية الطبقة المتعلّمة ، وكذلك طبيعة الكتب الخطيّة التي لم تكن بصورة كافية كما هو الحال في هذا العصر حيث تنشر الحوادث المهمّة بسرعة فائقة بمختلف الوسائل الإعلامية في كلّ أنحاء العالم عن طريق الإذاعة والتلفزيون والصحف كلّ هذه الأمور لا بدّ من أخذها بنظر الإعتبار في محدودية الاطلاع على حادثة (شقّ القمر).

ومع ملاحظة هذا الأمر والأمور الاخرى السابقة فلا عجب أبدا من عدم تثبيت هذه الحادثة في التواريخ غير الإسلامية ، ولا يمكن اعتبار ذلك دليلا على نفيها.

٢٩٩

٤ ـ تأريخ وقوع هذه المعجزة :

من الواضح أنّه لا خلاف بين المفسّرين ورواة الحديث حول حدوث ظاهرة شقّ القمر في مكّة وقبل هجرة الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لكن الذي يستفاد من بعض الرّوايات هو أنّ حدوث هذا الأمر كان في بداية بعثة الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) . في حين يستفاد من البعض الآخر أنّ حدوث هذا الأمر قد وقع قرب هجرة الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي آخر عهده بمكّة ، وكان استجابة لطلب جماعة قدموا من المدينة لمعرفة الحقّ وأتباعه ، إذ أنّهم بعد رؤيتهم لهذه المعجزة آمنوا وبايعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في العقبة(٢) .

ونقرأ في بعض الرّوايات أيضا أنّ سبب اقتراح شقّ القمر كان من أجل المزيد من الاطمئنان بمعاجز الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنّها لم تكن سحرا لأنّ السحر عادة يكون في الأمور الأرضية(٣) . ومع ذلك فإنّ قسما من المتعصّبين والمعاندين لم يؤمنوا برغم مشاهدتهم لهذا الإعجاز ، وتتعلّلوا بأنّهم ينتظرون قوافل الشام واليمن ، فإنّ أيّدوا هذا الحادث ورؤيتهم له آمنوا ومع إخبار المسافرين لهم بذلك ، إلّا أنّهم بقوا مصرّين على الكفر رافضين للإيمان(٤) .

والنقطة الأخيرة الجديرة بالذكر أنّ هذه المعجزة العظيمة والكثير من المعاجز الاخرى ذكرت في التواريخ والرّوايات الضعيفة مقترنة ببعض الخرافات والأساطير ، ممّا أدّى إلى حصول تشويش في أذهان العلماء بشأنها ، كما في نزول قطعة من القمر إلى الأرض. لذا فإنّ من الضروري فصل هذه الخرافات وعزلها بدقّة وغربلة الصحيح من غيره ، حتّى تبقى الحقائق بعيدة عن التشويش ومحتفظة بمقوّماتها الموضوعية.

* * *

__________________

(١) بحار الأنوار ، ج ١٧ ، ص ٣٥٤ حديث (٨).

(٢) بحار الأنوار ، ج ١٧ ، ص ٣٥٢ حديث (١).

(٣) بحار الأنوار ، ج ١٧ ، ص ٣٥٥ حديث (١٠).

(٤) الدرّ المنثور ، ج ٦ ، ص ١٢٣.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500