منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-90-6
الصفحات: 500

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 259632 / تحميل: 5427
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٠-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

وهذا مردود؛ حيث إنه من الواضح أن فاعل العزم هو الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والظهور العرفي (1) شاهد على أن المراد هو تصميم نفس فاعل العزم؛ أي بعد أن نظرتَ أنت إلى هذه الأقوال المختلفة والآراء المتضادة، فاختر منها ما شئت، واستصوب منها ما تراه مناسباً واعزم.

ويؤيد ذلك ما ورد في الأمر بالتوكل على اللَّه وعدم خشية الآخرين؛ أي أن مورد العزم قد يكون على خلاف ما عليه أراء الأكثرية؛ فتوكَّلْ على اللَّه فيما عزمت مهما كان ذلك، وإن كان على خلاف ما يرونه. وواضح أن الآيات الكريمة وردت في غزوة أُحد حيث ظهر فرار بعض المسلمين وتخلَّف البعض الأخر عن ميدان الحرب، وطمعهم في الغنائم، وسوء ظنِّهم باللَّه بعد ذلك، وتصديقهم موت رسول اللَّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهذا كله يدلُّ على أن الرأي هو ما اختاره الرسول الأكرم وما عزم عليه، بغض النظر أنه وافق الأكثرية أم لا.

مضافاً إلى أن الرسول الأكرم هو القسطاس المستقيم ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ) ، والجادة الواضحة، والذي يجب أن يتبعه الآخرون. وقد أمره اللَّه عزَّوجل ( فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ) عندما يحيدون عن جادة الصواب، فكيف يُتصوَّر بمَن يكون بهذه المرتبة وبهذا المقام أنه ملزَم بأن يتَّبع رأي الأكثرية والأغلبية وإن كان رأيها على خطأ.

____________________

(1) بقرينة ما قدمناه مفصَّلا؛ مثل: العفو عنهم والاستغفار لهم الدال على خطئهم مثل قوله تعالى: ( وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ ) فهذه شهادة من الله تعالى بخطأهم في كثير من الموارد، وكذا لينه لهم المذكور في الآية الدال على مقام المربي لمَن تحت يده صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وغيرها من القرائن فراجع، مع أن المعنى على إدعاء صاحب تفسير المنار مؤدَّاه لزوم طاعته صلى‌الله‌عليه‌وآله لِمَا يريدوه، وهو باطل. وكلٌّ لِمَا ذكرناه من أن الشورى، معنى ومادة، عنوان للفعل الفكري للنفس، وهم يجعلونه عنواناً للفعل العملي للنفس كالإرادة والسلطة والقدرة، فيتناقض عندهم الكلام.

١٨١

الخلاصة:

إن لفظ الشورى مشتق من تشاور واشتور، والإشارة والمشورة هي إراءة المصلحة، وشاورته في كذا راجعته لأرى رأيه، وشرت العسل أشوره جنيته، وأشار بيده إشارة أي لوح بشي‏ء يفهم من النطق.

فمادة الشورى تعطي معنى الاستفادة من الخبرات والعقول الأخرى؛ لكي يكون العزم على بصيرة تامة، فهي نظير ما جاء من أن أعقل الناس مَن جمع عقول الناس إلى عقله، وأعلم الناس مَن جمع علوم الناس على علمه، فهي توصية بجمع الخبرات وتنضيج وتسديد الرأي وتصويبه بكشف كل زواياه الواقعية عبر الأذهان المختلفة، وقريب من ذلك ما قاله اللُّغويون: إنها استخراج الرأي بالمفواضة في الكلام ليظهر الحق.

إن استبداد الإنسان برأيه يؤدِّي به إلى الجهالة، سواء كان الأمر بيده وحده أم لا، كما هو الحال في سلطة الإنسان على أمواله إذا أراد أن يقدم على بيع أو عقد معاملي، بخلاف ما إذا اعتمد المشورة والاستشارة، ولكن ذلك لا يعني في وجه من الوجوه قط: سلطة المشير على المستشير، أو سلطة المشير مع المستشير، وإنما يعني اعتماد الوالي على منهج العقل الجماعي في استكشاف الموضوعات والواقعيات العارضة، وهذا هو مفاد الروايات المستفيضة في باب الإشارة والمشورة والاستشارة والشورى؛ أي التوصية باعتماد تجميع الخبرات والعقول، لا جعل السلطة بيد المجموع، بل الفصل والنقض والإبرام والترجيح بين وجهات النظر يكون للولي على الشي‏ء بعد اطلاعه على الآراء المختلفة، كما هو دارج قديماً وحديثاً في

١٨٢

الزعامات الوضعية البشرية؛ حيث تعتمد على لجان وخبرات (مستشارين) (1) في كل حقل ومجال، مع عدم إفادة ذلك - لدى المدرسة العقلية البشرية - ولايةً لأفرادِ تلك اللجان يشاركون فيها ذلك الزعيم.

ولذلك عدَّ الفقهاء تلك الروايات المستفيضة أحد أنواع الاستخارة، بل أفضلها، والاستخارة هي طلب الخير، لا تولية المشيرين مع المستشير، فلا يُتوهَّم أن فتح باب الاستشارة والشورى في الرأي، إن لم يكن بمعنى التشريك في الولاية وتحكيم سلطة المستشارين، فهو لغو؛ إذ أي فائدة أبلغ وأتم من استكشاف الوالي واقع الأشياء وحقائق الأمور عبر مجموع الخبرات والعقول، واعتماده منهج جمع العلوم إلى علمه؟ فإن ذلك يصيّره نافذ البصيرة، سواء كان ذلك على الصعيد الفردي كولاية الفرد على أمواله أم على الصعيد الاجتماعي كولاية الشخص على المجتمع.

من هنا فإن مجيء مادة المشورة في ‏قوله تعالى، يعطي هذه التوصية للمؤمنين في التدبير، بأن يكون البتُّ فيه بعد استخراج الرأي الصائب من العقول المختلفة بالمداولة والمفاوضة مع العقول الأخرى. أمَّا مَن يكون له الرأي النهائي، فليست الآية في ‏صدده؛ لاختلاف ذلك التعبير مع ( وَأَمْرُهُمْ شُورَى ) حيث إن اليد هي من أقرب الكنايات عن السلطة، وكذلك يختلف مع التعبير في قوله تعالى: ( وأُولُوا الارْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ ) ، وغيرها من التعبيرات القرآنية والمتعرضة للولاية في الأصعدة المختلفة.

وممَّا يعزِّز ما تقدم، قوله تعالى: ( فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ) فإنه تعالى ندب إلى التشاور بين الزوجين في رضاعة الطفل، مع أن

____________________

(1) كالمستشارين العسكريين والماليين والسياسيين والاجتماعيين وغيرهم.

١٨٣

ولاية الرضاعة ذات الأجرة بيد الزوج فقط، وإن كانت الحضانة في غير ذلك من حق الزوجة.

وكذا قوله تعالى: ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) ففيه ندبة من اللَّه للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى مشورة المسلمين في سياق الرأفة والرحمة بهم واللين معهم والعفو عنهم والاستغفار لهم، لا لتحكيم ولايتهم عليه‏(صلَّى الله عليه وآله ) (والعياذ باللَّه)؛ إذ ذيل الآية صرّح بأن العزم على الفعل مخصوص به صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل إن الأمر بالتوكُّل فيه إشعار بنفوذ عزمه وحكمه صلى‌الله‌عليه‌وآله وإن خالف آراءهم؛ ولذلك ذكر أكثر المفسِّرين وجوهاً في أمره بالمشاورة:

الأوَّل: أن ذلك لتطييب أنفسهم والتألُّف لهم والرفع من قدرهم.

الثاني: أن يُقتدى به في المشاورة، كي لا تُعد نقيصة، وليتميَّز الناصح من الغاش كتشاوره صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل واقعة بدر - الكبرى والصغرى - وغيرها من‏ الوقائع.

الثالث: لتشجيعهم وتحفيزهم على الأدوار المختلفة، والتسابق إلى الخيرات والأعمال الخطيرة المهمة، وتنضيج عقول المسلمين وتنميتها، ولكي يتعرَّفوا على حكمة قرارات الرسول وأفعاله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

ومن الغفلة الاستدلال بمورد نزول الآية في غزوة أحد على كون الشورى ملزمة له صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ بدعوى أن رأيه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله كان هو اللبث في المدينة وعدم الخروج، ورأي بقية أصحابه على الخروج، ومع ذلك تابع رأي الأكثرية وخرج إلى جبل أُحد. وقدمنا مفصَّلاً خطأ هذا الاعتقاد.

وممَّا يستأنس لكون معنى الشورى بمعنى المشورة والاستشارة، لا تحكيم السلطة الجماعية، أن الآية مكية ولم يكن ثمَّة كيان سياسي للمسلمين، بل إن ظاهر

١٨٤

الآية - حين نزولها - ترغيب المؤمنين في الاتصاف بتلك الصفات، فيكف يلتئم مفاد السلطة الجماعية مع ولاية الرسول‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله المطلقة؟ ولذلك ترى أن كثيراً من مفسِّري العامة فسروا الآية بمعنى الاستشارة واستخراج الرأي، لا تحكيم السلطة الجماعية.

مناقشة الاستدلال على نظرية التلفيق بين النص والشورى

قام بعض المفكِّرين بمحاولة الجمع بين أدلة التعيين والنصب - ككثير من الآيات القرآنية الدالة على أن الإمامة عهد وجعل إلهي، وأن المنصوب هو علي‏ عليه‌السلام وذرِّيته - وبين ما يُزعم من مفاد آية الشورى ودلالتها على أن السلطة للأمة، بأنَّ مورد الأدلة الأولى هو مع وجود المعصوم‏ عليه‌السلام وتقلُّده للزعامة الاجتماعية السياسية، ومورد الثانية هو مع عدم وجوده عليه‌السلام كما في زمن الغيبة. وهذا الرأي مردود؛ لأنه إن جُعل المدار لسلطة الأمة والشورى، وعدم تَقلُّد المعصوم الزعامة بالفعل، فذلك يعني شرعية سلطة الأمة في الفترة التي كان فيها علي‏ عليه‌السلام مُبعداً عن السلطة، وكذلك في فترة ما بعد صلح الحسن‏ عليه‌السلام إلى عصر الغيبة؛ حيث إنهم عليهم‌السلام ‏لم يكونوا متقلِّدين بالفعل زمام الحكم، وهذا مناقض لمبدأ النص و جعل المدار على وجودهم عليهم‌السلام ‏وإن لم يتقلَّدوا زمام الأمور و

الحكم بالفعل، فوجودهم لا تخلو منه الأرض (اللَّهُم بلى، لا تخلو الأرض من قائم للَّه بحججه، إمَّا ظاهر مشهور أو خائفاً مغمور، لكي لا تبطل حجج اللَّه وبيِّناته) (1) .

____________________

(1) رواه الصدوق في الإكمال بأسانيد مستفيضة عن كميل عن عليٍّ عليه‌السلام ، وأسانيد أخرى في الخصال والأمالي، والحديث موجود في النهج وتحف العقول وكتاب الغارات،بل هذا المضمون روي في أحاديث متواترة في أكثر كتبنا الروائية.

١٨٥

ولا فرق بين حضور الإمام وغيبته بعد كون عدم تقلُّده زمام الأمور بالفعل غير مؤثِّر في كونه إماماً بالفعل - بما للإمامة من عهد إلهيٍّ معهود ذا شؤون عظيمة بالغة - كما في الحديث النبوي المروي عن الفريقين: (الحسن والحسين إمامان إن قاما أو قعدا) فقعودهما عليهما‌السلام ‏بسبب جور الأمة لا يفقدهما الجعل الإلهي والخلافة الإلهية على الأمة.

وهل من الإمكان إبداء الاحتمال أنه(عج) في غيبته يفقد هذا المنصب والجعل الإلهي؟! إذ هذا لا ينسجم مع مبدأ النص والتعيين. ومن هنا كان تمسُّك الفقهاء في نيابتهم في عصر الغيبة الكبرى بنصبه لهم نوَّاباً في قوله المروي مسنداً في غيبة الشيخ الطوسي: (وأمَّا الحوادث الواقعة، فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا؛ فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة اللَّه) فقوله‏ عليه‌السلام : (فإنهم حجتي عليكم) استنابة منه‏ عليه‌السلام للفقهاء.

وهل يُتعقَّل أن يكون للَّه حجتان بالأصل في عرض واحد بالفعل؛ بأن يكون الحجة(عج) في غيبته حجة بالأصل، ومُنْتَخَب الأمة حجة أخرى بالأصل، ولكن بالانتخاب لا بالنيابة عنه؟! ومن هنا كان دأب فقهاء الإمامية - على ضوء مبدأ النص والتعيين - على القول أن ولاية الفقيه مستمدة، في الغيبة، منه‏(عليه السلام وعجَّل اللَّه فرجه الشريف)، لا أنها للفقيه بالأصالة مع خلعه‏ عليه‌السلام عن ذلك المنصب.

هذا؛ ولا يغفل عن أن سبب عدم تقلُّده(عج) زمام الأمور والحكم وعدم الظهور، هو المذكور في قوله‏ عليه‌السلام : (لو كنتم على اجتماع من أمركم؛ لعُجِّل لكم الفرج) ولذلك قال السيد المرتضى والخواجة وغيرهما أن سبب غيبته منَّا نحن.

نعم، إذا أمكن أن تخلو الأرض من الحجة المعصوم، وأن يتْرُك اللَّه البشر وحالهم مع قوانين دينه على ‏أوراق، وتكون - والعياذ باللَّه تعالى - يد اللَّه مغلولة، أمكن حينئذ ذلك الاحتمال والجمع المزعوم بين الأدلة.

ومن الطريف أن الدعوى المزبورة تُذعن في طيَّاتها بشروط المرشَّح بالانتخاب؛

١٨٦

من الفقاهة والكفاءة والأمانة والعدالة والضبط وسلامة الحواس إلى غير ذلك من الشروط التي لا تتوفَّر بنحو الإطلاق والسعة وبنحو الثبات الذي لا تزلزل فيه إلاّ في المعصوم عليه‌السلام ، وكأن ذلك أوْبٌ إلى النص مرة أخرى؛ إذ الاشتراط في جذوره تعيين.

نعم، نصبه(عج) للفقهاء كنوّاب بالنيابة العامة قد استُفيد من قوله: (فارجعوا) الإيكال للأمة في اختيار أحد مصاديق النائب العام ‏الجامع للشرائط، ولا يعني ذلك أن النصب بالأصالة من الأمة بالذات، بل منه(عج) بالأصالة ومن الأمة بتبع إيكال وتولية المعصوم لها، كما هو الحال في القضاء والإفتاء عند التساوي في الأوصاف.

ولا يُتوهَّم أن تولية الأمة ذلك يلزمه إمكان توليتها السلطة على نفسها بالأصالة من اللَّه تعالى في اختيار خليفة اللَّه في أرضه، إذ بين المقامين فيصل فاصل وفاروق فارق؛ حيث إنه لابدَّ من العصمة في قمة الهرم الإداري للمجتمع دون بقيَّة درجات ذلك الهرم، إذ بصلاح القمة يصلح مجموع الهيكل.

كما لا يُتوهَّم أنه حيث لابدَّ للناس من أمير برّ أو فاجر تدار به رحى إدارة النظام الاجتماعي البشري، وهذه اللَّابدَّية والضرورة العقلية التي نبَّه عليها علي‏ عليه‌السلام في النهج تقتضي تنصيب الأمير على الناس بالذات بالأصالة؛ من دون حديث النيابة عن المعصوم.

ووجه اندفاع التوهُّم: أن الضرورة العقلية تقتصي الزعيم. أمَّا شرائط كونه أمير برّ لا فاجر، فهو كون إمارته من تشريع اللَّه تعالى وإذنه؛ إذ الولاية للَّه تعالى الحق، والإمارة تجري على يد الفرد البشري المخوَّل منه تعالى في ذلك؛ ولذلك ترى أن عدة من الفقهاء(قدس سرُّهم‏ا) استدلوا بتلك الضرورة في الكشف عن إذنه وتنصيبه للفقهاء باعتبار أنهم القدر المتيقن، أو غير ذلك من التقريبات المذكورة

١٨٧

في كلماتهم.

وبذلك ننتهي إلى أن الآية هي في صدد الإشادة بصفة ممدوحة مهمة في المؤمنين؛ وهي عدم الاستبداد بالرأي، واعتماد العقل المجموعي في استخراج الرأي الصائب وفتح الأفق. وأما أين هي منطقة السلطة الجماعية؟ وأين هي منطقة السلطة الفردية؟ ومَن هو منهم؟ فذلك يتم استكشافه من مبدأ السلطات، وهو اللَّه تعالى، ومن ثُمَّ رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخلفائه المعصومين، بالوقوف على حدود نصوص الجعل والتنصيب كما ذكرنا لذلك مثالاً في النائب العام والقاضي والمفتي.

والمهم التركيز على‏ هذه الجهة في الآية: أن مادة الشورى هي لاستطلاع الرأي الصائب والمداولة مع بقية العقول، وفرق بين استطلاع رأي الآخرين وبين جمع إرادة الآخرين؛ فالأول هو موازنة بين الأفكار والآراء من المستطلِع والمستشير، والثاني سلطة جماعية، فلا يمكن إغفال التباين الماهوي بين الفكر والإرادة، وأن الشركة في الأول لا تعني الشركة في الثاني بتاتاً.

فالتوصية في الآية هي في اعتماد التلاقح الفكري في إعداد الفكرة. أما مرحلة البتّ والعزم والإرادة، فلا نظر إليها من قريب ولا من بعيد، ومجرد إضافة الأمر إلى ضمير الجماعة، لا يعني كونها في المقام الثاني، بعد كون مادة المشورة صريحة في المقام الأول، بل غاية ذلك هي أهمية اعتماد المفاوضة في استصواب الرأي في الموضوعات التي تخصُّ وتتعلق بمجموعهم، هذا لو جمدْنا على استظهار الموضوع المتعلق بالمجموع من لفظة (أمرهم)، ولم نستظهر معنى الشأن من الأمر - كما استظهره كثير من المفسِّرين - أي بمعنى: شأنهم وعادتهم ودأبهم على عدم الاستبداد بالرأي في الولاية والأمر بالمعروف، واعتماد طريقة الاستعانة بالمستشارين.

ونكتة الإضافة إلى ضمير الجماعة هي وحدة سَوق الأفعال في الآيات كما في:

١٨٨

( وَأَقِيمُوا الْصَّلاَةَ ) ( وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ ) ( وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ ) . وأمَّا لفظة (بينهم)، فهي ظرف لغوٍ متعلق بمادة الشورى؛ لكونها مداولة بين الآراء ومفاوضة لا تقلُّ عن كونها بين اثنين، فهي فعل بينيٌّ وفيما بينهم.

بعد هذا الاستعراض المطوَّل للطائفة الأولى من أدلة نظرية الشورى بالمعنى المصطلح؛ وهي ما ورد من الآيات والروايات من مادة الشورى والاستشارة، توصَّلنا إلى نتيجة: أن مفاد الشورى هو بيان منهج عقلائي؛ وهو جمع الخبرات والتجارب والاستضاءة بمعلومات الآخرين، وأن لا يكون إقدام على مهام الأمور إلاّ بعد المداولة الفكرية، وهي بعيدة عن تشريع سلطة للجماعة، بل تبقى السلطة لذلك الفرد الذي يقوم بغربلة هذه الآراء واختيار الأصح منها والأوفق مع ما عليه قواعد الدين. وهذا المنهج أصبح ألان منهجاً حضارياً مُتَّبعاً، بعيداً عن الدكتاتورية المطلقة والاستبداد بالرأي الواحد.

ثانياً: عنوان الولاية والأمر بالمعروف

وقد ورد ذلك في آيتين:

أ - قوله تعالى: ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضَهُمْ أَولِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (1) .

إن الظاهر من الآية الكريمة إسناد الولاية إلى الكل، فالمولى هو الكل، والمولى عليه كذلك؛ فهي ولاية الكل على الكل، وهذا يعني أن أمر الأمة بيدهم، وهذه الولاية تعمُّ ولاية النصرة (2) وولاية الأخوة والمودة. والأمر بالمعروف معنى عام شامل

____________________

(1) التوبة 71: 9.

(2) المنار، ج10، ص542 و105.

١٨٩

(ويذهب محمد رشيد رضا إلى أن الولاية معنى عام يشمل كلَّ معنى يحتمله، ولا يختص بأمر دون آخر) ويدخل في هذا السياق جميع الآيات الواردة فيها معنى الولاية كما في الأنفال 8 / 73.

ب - ( وَلِتَكُن مِنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (1) .

فهو أمر لكل المسلمين بأن تكون منهم جماعة خاصة وقوة معينة تأمر بالمعروف وتدير فيهم دفَّة الأمور؛ حيث إن الأمر بالمعروف عام يشمل كل ما فيه صلاح الأمة الإسلامية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في درجاته الأولى مُثبِت لنحو من الولاية من الآمر والناهي على الطرف الآخر، فكيف في درجاته القصوى المستلزمة للضرب أو المنع الخارجي بالقوة؟

وبتقريب آخر: أن الأمر بالمعروف له صورتان:

أحدهما: صِرف الأمر والنهي الإنشائي والقولي.

  والأخر: أن يراد منه الأمر التنفيذي وتطبيق ذلك المعروف والردع عن المنكر.

فإن كان الأمر الأول، فلا خصوصية فيه حتّى تختص به طائفة معينة، بل هو عام شامل لجميع المسلمين، فلابدَّ أن يكون المراد منه هو الصورة الثانية، وحينئذ يُتعقَّل تخصيصه بجماعة خاصة تقوم بهذا الأمر، بل إن محمد رشيد رضا (2)يرى أن هذه الآية في دلالتها على كون الشورى أصل الحكم في الإسلام أقوى من دلالة آيتي الشورى.

وفي كل ما ذُكر نظر؛ بيان ذلك:

1 - مادة (أولياء) و(ولي) ورد استعمالها في القران في موارد كثيرة جداً (3)

____________________

(1) آل عمران 3: 104.

(2) المنار، ج4، 45.

(3) راجع: معجم ألفاظ القرآن الكريم، ج2، 840.

١٩٠

واختلفت معانيها تبعاً لموارد استخدامها، ويمكن من خلال نظرة عامة إلى تلك الموارد القول: إنّ أكثر مواردها التي بصيغة الجمع كان معناها النصرة والمحبة. والمراد من هذه الآية هو ذلك بقرينة نفس الآيات المحيطة بهذه الآية، فإنها قد وردت ضمن آيات يقارِن فيها الحقُ تعالى بين فئتين من الناس؛ هم المنافقون والمؤمنون، ومورد هذه المقارنة في غزوة تبوك (1) حيث تخلَّفوا عنه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله واستهزؤوا به، فذكر ابتداءً وصف المنافقين؛ بأنّ بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، ويستمر في ذكر صفاتهم وبُعدهم عن الحق تعالى والعذاب في الآخرة. وفي قبال هذه الفئة يقف المؤمنون، وهم كالبنيان المرصوص في توادِّهم وتناصرهم وتحابِّهم، ويذكر صفاتهم التي هي على طرف النقيض من المنافقين، فهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وعندما يقال: المؤمن ولي المؤمن. معناه: أنه ينصر أولياء اللَّه وينصر دينه، واللَّه وليه بمعنى: أولى بتدبيره وتصريفه وفرض طاعته عليه.

وبقية الصفات المذكورة من عباداتهم؛ إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وإطاعة اللَّه ورسوله، والنتيجة الأخروية، وهي رحمة اللَّه تعالى والوعد بالجنة، وهذه كلها في قبال صفات المنافقين.

فالمنافقون يأمرون بالمنكر، والمؤمنون يأمرون بالمعروف.

والمنافقون ينهون عن المعروف، والمؤمنون ينهون عن المنكر.

والمنافقون يقبضون أيديهم، والمؤمنون يؤتون الزكاة.

والمنافقون نسوا اللَّه فنسيهم، والمؤمنون يطيعون اللَّه ورسوله وسيرحمهم اللَّه.

والمنافقون وعدهم نار جهنم، والمؤمنون وعدهم جنات تجري من تحتها

____________________

(1) البيان في تفسير القرآن، ج5، 257.

١٩١

الأنهار.

فالمنافقون كتلة واحدة لهم نفس الوصف والجزاء، والمؤمنون ينصر بعضهم بعصاً ولهم نفس الوصف والجزاء.

فالآية الكريمة غير ناظرة إلى الولاية بمعنى الحكم وإدارة الشؤون كما هو مورد الاستشهاد بها.

وممَّا يدل على ما ذكرناه أيضاً أن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة أعمال فردية، وليست متفرِّعة عن ولاية البعض على البعض. مضافاً إلى أن ذيل الآية: ويطيعون اللَّه ورسوله، فإذا كانت بصدد بيان سلطة الجماعة على مجموع الأمة، فكيف يلتئم مع الحثِّ على طاعة الرسول‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله وانصياعهم ومتابعتهم؟

2 - أمَّا الآية الثانية، فإن غاية ما تدل عليه أن الأمة يجب عليها تشكيل مثْل هذه الجماعة لتدير دفة الدولة، ولكن هذا لا يفيد أن السلطة من الأمة، بل السلطة تكون من قبل اللَّه تعالى، وأن التولية الفعلية العملية هي بيد الأمة، وهذه وظيفتهم من حيث أن الحكم وظيفة يقوم بها الحاكم والمحكوم، فالحاكم تكون سلطته من قبل اللَّه تعالى، وعلى المحكوم الرجوع وتمكين الحاكم من ذلك.

وبتعبير آخر: أن الآية تبيِّن الدور الذي يجب أن تقوم به الأمة في مجال الحكومة، وهو تمكين صاحب الصلاحية والسلطة، لا أن التشريع والقدرة هو بيد الأمة، فالآية لا تتعرض لهذا المقام، بل تذكر ما هو تكليف الأمة وكيف تتعامل مع مسألة الحكم وتمكين الحاكم.

3 - أن هذا الدور لا يعني أنّ لها تخويل مَن تشاء وتسلِّطه على نفسها، كيف والآية تصف الجماعة الآخذة بزمام الأمور أنها داعية إلى الخير كل الخير؛ لمكان اللام الجنسية أو الاستغراقية، آمرة بالمعروف كل المعروف؛ لمكان اللام أيضاً، ناهين عن المنكر كل المنكر؛ لذلك أيضاً، بما فيه المنكر الاعتقادي أو الاقتصادي أو المالي أو

١٩٢

الاجتماعي في كل المجالات والشؤون؟ ومن الظاهر أن الداعي إلى كل سبل الخير والآمر بكل معروف، دقَّ أو جلَّ وعظُم، وتوقُّفه، خبر بماهية المنكر، وحائز على العصمة العملية، كي لا يتوانى عن الأمر بكل معروف والنهي عن كل منكر، لا تأخذ في اللَّه لومة لائم، ولا يعدل به هوى عن ذلك؛ فتنحصر وظيفتهم - أي الأمة - في التكوين والرجوع الخارجي إلى تلك الجماعة غير المغضوب عليهم ولا الضالين.

4 - أن الآيات الحاصرة للولاية في فئة خاصة تكون مفسِّرة وحاكمة في الدلالة، ومبينة للفئة الخاصة التي يجب على الأمة الرجوع إليها وتمكينها خارجاً.

5 - أن في الآية احتمالاً آخر؛ وهو كونها في صدد بيان الوجوب الكفائي للآمر بالمعروف غير المشروط بالعلم بالمعروف، بل العلم قيد واجب فيه؛ وهو مغاير للوجوب الاستغراقي المشروط بالعلم بالمعروف؛ نظير: وجوب الحج الكفائي - غير المشروط - على كل المسلمين في كل سنة؛ أن يقيموا هذه الشعيرة لئلا يخلو البيت، وهو مغاير للوجوب الاستغراقي العيني المشورط بالاستطاعة.

ويمكن تقريبه بأن الشرط العام الذي يذكره الفقهاء في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو العلم بأحكام الشريعة، فالجاهل لا يتأتى منه ذلك. فاشتراط العلم هو شرط وجوب، وبضميمة أن التعلُّم لجميع الأحكام، أو غالباً غير ما يبتلى به نفس المكلف، واجب كفائي، فهذا يعني أن الواجب هو قيام فئة من المجتمع بالتعلُّم المزبور، فيتحقق موضوع الوجوب الآخر المشروط به؛ وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فمن المحتمل أن تكون الآية الكريمة بصدد الإشارة إلى ضرورة حصول ذلك التوجه لدى فئة من المجتمع للقيام بهذه الوظيفة؛ نظير: الوجوب الكفائي، لإقامة الحجج غير المشروط بالاستطاعة؛ لئلاّ يخلو بيت اللَّه الحرام عن إقامة هذه الشعيرة ولئلاّ يعطّل.

وبتعبير آخر: أننا تارة ننظر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمعنى إقامة

١٩٣

العدل والحدود وحفظ النظام الذي هو وظيفة الدولة، وتارة ننظر إليه بنحو شامل وعام لجميع الأفراد، والآية ناظرة إلى الثاني؛ والدليل على ذلك هو ما سبق الآية من قوله تعالى: ( يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُم مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا ) وهذه كلها ناظرة إلى تكاليف اجتماعية يقوم بها أفراد المجتمع، ويتوجَّب على المجتمع إقامتها والعمل على إيجادها خارجاً، وأن الآية ليست في صدد بيان واجبات الدولة اتجاه المجتمع.

وقد ورد في تفسير هذه الآية قوله‏ عليه‌السلام : (إنما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على العالم). فوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على هذا الاحتمال وجوب كفائي؛ وهو واجب على الأمة بنحو الكفاية.

ثالثاً: آيات البيعة

1 - ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَن أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ) (1) .

2 - ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لاَ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (2) .

تقريب الاستدلال:

ينطلق المُستدِل من المعنى اللغوي للبيعة؛ فالبيعة: الصفقة على إيجاب البيع، وبايعته من البيع، والمبايعة: عبارة عن المعاقدة والمعاهدة، كأن كل واحد منهما باع

____________________

(1) الفتح 48: 10.

(2) الممتحنة 60:12.

١٩٤

ما عنده من صاحبه وأعطاه خالصة نفسه (1) .

فالبيع تمليك من جهة البايع للمشتري، ونقل الولاية على هذه العين للمشتري، ولا يصح البيع إلاّ ممَّن له الولاية والصلاحية للتصرُّف في المبيع. والبيعة هي إنشاء ولاية من المبايِع للمبايَع على نفسه، وإسناد هذه المبايعة للأمة يدل على أن الولاية هي للأمة، وهي تنقلها إلى الرسول‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله أو للمعصوم في نظرية النص.

وقد استدل من الروايات:

ـ عن موسى بن جعفر عليه‌السلام قال: (ثلاث موبقات: نكث الصفقة، وترك السنة، وفراق الجماعة) (2) . وقال العلامة المجلسي: نكث الصفقة نقض البيعة، وإنما سُمِّيت البيعة صفقة؛ لأن المتبايعَين يضع أحدهما يده في يد الأخر عندها. ويؤيِّد ما مضى السبر التأريخي؛ حيث نرى الالتزام بالبيعة، فبيعة العقبة الأولى والثانية، وبيعة الإمام علي وأبنيه الحسن والحسين عليهم‌السلام ، ومبايعة الإمام الرضا عليه‌السلام ، وما ورد في مبايعة الإمام المهدي(عجل اللَّه تعالى فرجه) (3) .

وتقريب الاستدلال بالروايات:

1 - نفس المعنى اللغوي المتقدم والذي يجعل البيعة نوع تولية وإنشاء ولاية، فالطاعة وإنشاء الولاية للحاكم في مقابل تقسيم بيت المال والغنائم كما يظهر من مفردات الراغب، وقد ذكر ابن خلدون في مقدمته/ الفصل الثالث/ فصل 29: أن

____________________

(1) لسان العرب، ج8، ص26؛ مادة: بيع.

(2) بحار الأنوار، ج2، ب32، ح26.

(3) سيرة ابن هشام، ج2، ص66 - 73، والكامل لابن الأثير، ج2، ص252، والإرشاد، ص116 - 170 ـ186، والاحتجاج، ج1، ص34، ونهج البلاغة، الخطب، ص137 - 229، وفي الغيبة للنعماني، ص175 - 176 في أمر الحجة عليه‌السلام : (فوالله، لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام؛ يبايع الناس بأمر جديد، وكتاب جديد، وسلطان جديد من السماء).

١٩٥

البيعة هي العهد على الطاعة؛ كأنما المبايع يعاهد أميره على أن يُسلم له النظر في أمر نفسه وأمور المسلمين. وكانوا إذا بايعوا الأمير وعقدوا عهداً، جعلوا أيديهم في يده تأكيد للعهد، فأشبه فعل البايع والمشتري، فسُمِّي بيعة؛ مصدر باع، وصارت البيعة مصافحة بالأيدي.

2 - ما ورد من التعبير أنه عهد اللَّه، وهذا ينسجم مع قوله تعالى: ( لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، ومنه يعلم أن الإمامة والحاكمية تنوجد وتتولَّد من البيعة.

3 - أن السيرة العقلائية الجارية في فترة ما قبل الإسلام مقتضاها أن البيعة وسيلة لعقد التولية وتأمير الحاكم، وهذه الحقيقة والماهية أمضاها الإسلام.

4 - من تكرُّر السيرة على أخذ البيعة عند الاستخلاف يدل على ضرورة وجود نوع من المناسبة بين البيعة وبين تسليط وتأمير الآخرين، وهذا يدل على أنه كما ننشئ بالتأمير والولاية بالنص فإنها تنشأ بالبيعة، فكأنه يوجد طريقان لحصول التأمير والاستخلاف؛ أحدهما: النص، والأخر: البيعة، فإذا ما وجدا معاً، فإنه يكون من باب التأكيد والثبوت، كما في تولية الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله حيث لم يقل أحد أن تولِّيه كان بالبيعة، بل بنص اللَّه عزَّوجلَّ الذي أوجب حاكمية الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، كما أوجب رسالته ونبوته. أما كون البعية له هي المنشئة لتولِّيه وإمرته، فهي بعيدة عن أقوال العامة والخاصة، ومَن ادعى ذلك من المتأخرين، فهو عن غفلة عن تلك النصوص ومخالفة لضرورة الذين عند الفريقين.

وفي هذا الاستدلال تأمل من جهات:

1 - إننا ننطلق من نفس مدلول البيع؛ فإن المحققين والفقهاء (1) نصُّوا على أن البيع ليس من الأسباب الأولية لحصول الملكية، فهو ليس والابتكار

____________________

(1) يراجع: الشيخ الأنصاري، المكاسب، أول كتاب البيع، كما نصَّ على ذلك السنهوري في الوسيط.

١٩٦

والإرث، بل هو يكون فرعاً عن ملكية سابقة، ففي الرتبة السابقة يجب أن يكون للبايع (المبايع) صلاحية وسلطان معين على مورد المبايعة، ثم ينقله إلى آخر. فنفس دليل البيعة لا يدل على وجود تلك الملكية السابقة والسيادة السابقة للأمة؛ إي إذا فرض كون سيادة موجودة، فحينئذ تكون المبايعة نقل لتلك السيادة من الأمة إلى الحاكم (1)؛ ويؤيِّد ذلك أن نفس المعاني التي ذكرها اللُّغويُّون بعيدة عن إنشاء الإمرة والحاكمية، بل غاية ما تدل عليه هو الالتزام ببذل الطاعة. وفي مسند أحمد بن حنبل؛ قلت لسلمة بن الأكوع: على أي شي‏ء بايعتم رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الحديبية؟ قال: بايعته على الموت. فلم تكن المبايعة على الترشيح أو التولية.

2 - لو لاحظنا ما ذُكر في الآيتين الكريمتين من مورد البيعة، وأن المسلمين عندما بايعوا على ماذا بايعوا؟ وأن المؤمنات عندما بايعن على ماذا بايعن؟ هل بايعوا على أمور لهم صلاحية تركها والالتزام بها، فاختاروا الثاني؟ أم أن المبايعة كانت على الحاكمية؟

إننا نلاحظ أنه في الآيتين - وفي غيرها - لم يرد ذكر للحاكمية على الإطلاق، بل وردت المبايعة على المناصرة والالتزام بأمور أوجبها الإسلام كعدم الشرك وترك الزنا وعدم العصيان، وهي أمور يجب الالتزام بها ويحرم عليهم تركها، فما الذي أفادته البيعة؟! إذن... البيعة تعبير ظاهري وخارجي عن ذلك الالتزام؛ فهي أولاً: لم يكن موردها الحاكمية، فإن حاكمية الرسول هي من اللَّه، وثانياً: لم تكن فيه عملية نقل أو إنشاء ولاية على الإطلاق، وهذا يعني أن للبيعة معنى آخر ليس هو نفس المعنى المأخوذ في البيع.

____________________

(1) ويمكن التنظير بالدليل التعليقي التقديري، فإنه يثبت الحكم على فرض وجود موضوعه، ولا يتعرَّض لحالات الموضوع، فإذا ورد دليل يتعرَّض لنفي الموضوع للحكم المزبور في مورد معين، فإنه لا يعارض ذلك الدليل؛ لأنه لا يتعرَّض للموضوع، بل للمحمول فقط.

١٩٧

3 - النقض بالنذر والعهد واليمين؛ فإن مورد هذه الأمور قد يكون المباحات وقد يكون الواجبات أيضاً، فالصلاة الواجبة والثابت وجوبها قبل النذر يجعلها المكلف مورداً للنذر، وحينئذٍ يكون الوجوب آكد، ويكون وجوبان؛ أحدهما: سابق على النذر، والآخر: لاحق عليه، ويفسِّر الفقهاء ذلك بأنه إنشاء عهد للَّه عزَّوجل. ومورد البيعة قد لا يكون أمراً بيد المكلف اختياره، بل يكون من الواجبات ويكون النذر بها تعهُّداً زائداً، والبيعة كذلك؛ فالمبايع يُنشئ التعهد بالتزام حاكمية ذلك المبايَع مع أن أصل الحاكمية ثابت في‏ رتبة سابقة، وليس سبب الحاكمية هو المبايعة، بل قد تكون في بعض صورها أداء لأمر واجب عليهم كما في مبايعة الرسول‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله والإمام عليه‌السلام .

إذن، فالبيعة تكون نوعُ توثيقٍ وزيادة تعهُّدٍ وتغليظ للتكليف والثبات على مَن نُصَّ على ولايته، وغاية ما يفرق بينها وبين النذر وأخويه، أن الأخير في الأمور العبادية، والأول في الأمور الاجتماعية والسياسية. ويشير لذلك عدة من الروايات؛ منها: موثَّقة مسعدة بن صدقة، عن جعفر عن أبيه عليهما‌السلام أنه قال له: (إن الإيمان قد يجوز بالقلب دون اللسان؟) فقال له: (إن كان ذلك كما تقول، فقد حرم علينا قتال المشركين، وذلك أنَّا لا ندري بزعمك لعل ضميره الإيمان، فهذا القول نقض لامتحان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مَن كان يجيئه يريد الإسلام، وأخذه إياه بالبيعة عليه وشروطه وشدة التأكيد) قال مسعدة: ومن قال بهذا فقد كفر البتة مِن حيث لا يعلم) (البحار/ ج68 / ص241) نقلاً عن قرب الإسناد للحميري( ومفاده: أن الإيمان لو كان في القلب دون اللسان لتوجَّه النقض - والعياذ باللَّه - على رسول اللَّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله في قتاله للمشركين؛ إذ قد يكون آمن وتحقَّق الإيمان في قلبه دون لسانه. ونقض آخر: أنه لم يطالب‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله مَن أتاه يريد الإسلام بالتشهد بالشهادتين وأخذ البيعة بعد تشهده التي هي زيادة استيثاق وتأكيد للالتزام بالتشهد.

١٩٨

4 - إن ما ذُكر من موارد المبايعة في الآيتين، أمور يجب على المبايع الالتزام بها عند إنشائه للشهادتين ودخوله في الإسلام، ولا تحتاج إلى البيعة لأجل إيجابها عليه، ففي بيعة الشجرة كان الجهاد مفروضاً على المسلمين قبلها، وكان واجباً عليهم الإطاعة ممَّا يدل على أن البيعة لم تُنشأ أصل الالتزام، بل هو تغليظ وتعهُّد ظاهري.

5 - من المسلمات والبديهيات الدينية أن منشأ السلطة هو الله عزَّوجل ( إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ ) ، وهذا لا يتلائم مع ما استدل به المدعي من أنّ ماهية البيعة هي نقل سلطة الفرد للمبايَع، وهذا يعني وجود سلطنة للفرد على مورد البيعة في رتبة سابقة، وهذا ينافي تلك المسلمة البديهية وأن السلطنة للَّه عزَّوجلَّ وقد استخلف الرسول‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله في أيَّام حياته.

6 - إن القائل بالبيعة لا يقول بها بنحو مطلق، بل يجعلها مقيَّدة بقيود أوجبها الشارع والعقل، فلا تجوز بيعة الظالمين، وكذلك يجب توافر الشروط التي أوجبها الشارع في الوالي وتدور حول محورين، هما: الكفاءة والأمانة، وهاتان الصفتان لا تكونان بنحوٍ واحد عند كل الأفراد، بل تختلف بنحوٍ متفاوت، فإذا انطبقت على أحدهما دون الآخر، فإن العقل سوف يعيِّن مَن هو أكفأ وأكثر أمانة. وإذا ثبت توفر الصفتين بنحو تام الكمال إلى حد العصمة بأدلة أخرى ونصوص تامة السند والدلالة - طبقاً لنظرية النص - فإنها سوف تكون هي المعينة. وعلى كل حال... فإنّ التعيين، إما أن يكون للعقل أو الشرع.

فيعود الأمر إلى أن الشارع هو الذي يعطي الصلاحية لا الفرد، ويكون دور الفرد هو الكاشفية فقط.

7 - إن الروايات طافحة بعبائر أمثال: (الأمر للَّه يضعه حيث يشاء)، وهذا يعني أن البيعة ليست تولية، وخصوصاً إذا لاحظنا ما دار بين الرسول‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله وبين عامر بن

١٩٩

صعصعة حيث دعاهم إلى اللَّه وعرض عليهم نفسه، فقال له رجل منهم: إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك اللَّه على مَن خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله : (الأمر للَّه يضعه حيث يشاء).

8 - إن البيعة نوع من العقود والعهود، وهذا يعني أنها تصنَّف في باب المعاملات، فيجب أن نعود قليلاً إلى الأدلة الواردة في باب المعاملات. فإن الفقهاء يصنِّفون الأدلة هناك إلى قسمين: أدلة صحة، وأدلة لزوم. ويعنون بأدلة الصحة: هي الأدلة التي تتعرَّض إلى ماهية المعاملة وحقيقتها وأنها صحيحة أم لا، والثانية تتعرَّض إلى المعاملة الصحيحة وأنها لازمة ولا يجوز فسخها.

وبتعبير آخر؛ الفرق بينهما موضوعاً ومحمولاً:

أما موضوعاً، فموضوع أدلة الصحة هي الماهية المعاملية، بفرض وجودها عند متعارف العقلاء، وموضوع أدلة اللزوم هو المعاملة الصحيحة عند الشرع.

أما محمولاً، ففي أدلة الصحة المحمول هو صحة المعاملة، وإثبات وجودها الاعتباري في اعتبار الشارع. أما أدلة اللزوم، فمحمولها هو لزوم المعاملة وعدم جواز فسخها. والتفريق بين هذين الصنفين من الأدلة مهم جداً؛ حيث لا يمكن التمسَّك بـ (المؤمنون عند شروطهم) إذا شك في صحة ماهية معاملية، فهي ليست من أدلة الصحة، بل من أدلة اللزوم التي يؤخذ في موضوعها ماهية معاملية أولية صحيحة ويتعرض لوصف يطرأ عليها، وهو وصف اللزوم.

وبناء عليه يطرح التساؤل: أين يمكن تصنيف أدلة البيعة أفي أدلة الصحة أم في أدلة اللزوم؟ بمقتضى التعاريف اللغوية وأنها بمعنى العهد، فإنها تصنَّف في الثانية، وهذا يعني أن هذه الأدلة لا تتعرَّض لمورد البيعة وأن المبايعة لهذا الوالي صحيحة أم لا، بل يجب أن يثبت في مرتبة سابقة، ومن خلال أدلة أخرى، أنّ التولية لهذا الشخص ممكنة وواجبة، ثم تكون البيعة نوع توثيق وتوكيد لذلك الأمر الثابت

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

وفين : ابن المنذر(١) . وزادق : الكندي(٢) . وفيقر : يكنّى أبا المنذر(٣) .

أقول : يظهر منجخ دركه خمسة من الأئمّةعليهم‌السلام ، ولعلّه بعيد سيّما مع عدم ذكرجش إلاّ روايته عن الصادقعليه‌السلام ، مع أنّ الشيخ لم يذكره في سين وين ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن المنذر ، عنه عليّ بن الحسن بن رباط ، ومحمّد بن أبي حمزة. وهو عن الصادقعليه‌السلام (٤) .

٥١٨ ـ جارية بن قدامة السعدي :

عمّ الأحنف ، ي على نسخة(٥) .

وزادل : وقيل(٦) : ابن عمّه ، نزل البصرة(٧) .

وفيقب : صحابيّ على الصحيح ، مات في ولاية يزيد(٨) .

قلت : في القاموس : جارية بن قدامة من رجال الصحيحين(٩) .

وقوله : على نسخة ، الأخرى : حارثة ، ويأتي.

٥١٩ ـ جبرئيل بن أحمد :

الفارابي ، أبو محمّد ؛ كان مقيما بكش ، كثير الرواية من(١٠) العلماء‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٦٧ / ٣.

(٢) رجال الشيخ : ١٦٥ / ٧٦.

(٣) رجال الشيخ : ١١٢ / ٧.

(٤) هداية المحدّثين : ٢٩.

(٥) رجال الشيخ : ٣٧ / ١٣.

(٦) في نسخة « ش » : قيل.

(٧) رجال الشيخ : ١٤ / ٢٧.

(٨) تقريب التهذيب ١ : ١٢٤ / ٢٤.

(٩) القاموس المحيط : ٤ / ٣١٢.

(١٠) في المصدر : عن.

٢٢١

بالعراق وقم وخراسان ،لم (١) . ونقله د(٢) .

وفيتعق : عدّه خالي ممدوحا(٣) ، والظاهر أنّه لأنّه(٤) كثير الرواية ، ومرّ في الفوائد.

وأيضا هو معتمدكش حتّى على ما وجد بخطّه(٥) ، ويشعر ذلك بالجلالة بل الوثاقة(٦) .

أقول : في حواشي المجمع من المصنّف : يظهر من ذكره ـ أيكش ـ والنقل عنه اعتباره والاعتماد عليه وعلى خطّه وكتابه(٧) .

٥٢٠ ـ جبلة بن حنان بن أبخر :

الكناني ، الكوفي ، أسند عنه ،ق (٨) .

وفيجش : جلبة(٩) . ويأتي.

قلت : ذلك في بعض نسخه ، وفي نسخة عندي : جبلة ـ كما فيق ـ وهو الصحيح ، فإنّه والد عبد الله بن جبلة ، وتقديم اللاّم غلط ، ولم يشر أحد هناك إلى خلاف أصلا كما يأتي ، والعجب من عدم تنبّه الميرزا له.

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٥٨ / ٩ ، وكش : قرية على ثلاث فراسخ من جرجان على الجبل ( مراصد الاطلاع : ٣ / ١١٦٧ ).

(٢) رجال ابن داود : ٦١ / ٢٩٣.

(٣) الوجيزة : ١٧٣ / ٣٢٨.

(٤) في المصدر : لقوله.

(٥) راجع رجال الكشّي : ٣١٧ / ٥٧٣.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٠.

(٧) مجمع الرجال : ٢ / ١٦.

(٨) رجال الشيخ : ١٦٤ / ٥١ ، وفيه : جبلة بن جنان بن أبحر.

(٩) رجال النجاشي : ١٢٨ / ٣٣١ ، وفيه : جلبة بن حيّان.

٢٢٢

٥٢١ ـ جبير بن حفص الغمشاني :

الكوفي ، أبو الأسود ، أسند عنه ،ق (١) .

٥٢٢ ـ جبير بن مطعم :

روىكش عن محمّد بن قولويه ـ إلى آخر ما مضى في أويس ـ : أنّه من حواريّ عليّ بن الحسينعليه‌السلام ،صه (٢) .

هو كذلك ، وقد تقدّم في أويس(٣) . ويأتي في وردان أيضا مدحه(٤) .

وفي ل : مات سنة ثمان وخمسين(٥) .

أقول : في الوجيزة : ممدوح(٦) .

وفي الحاوي ذكره في الضعاف(٧) ، فتأمّل.

٥٢٣ ـ جحدر بن المغيرة :

الطائي ، كوفي ، روى عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام ، ذكر ذلك الجماعة.

له كتاب ، محمّد بن إدريس صاحب الكرابيس ، عنه به ،جش (٨) .

وفيصه بعد كوفي : يروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (٩) . قالغض : إنّه كان خطّابيا في مذهبه ، ضعيفا في حديثه ، وكتابه لم يرو إلاّ من‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٦٤ / ٥٨ ، وفيه : العشمائي.

(٢) الخلاصة : ٣٦ / ٣.

(٣) رجال الكشّي : ٩ / ٢٠.

(٤) عن رجال الكشّي : ١٢٣ / ١٩٤.

(٥) رجال الشيخ : ١٤ / ٢٣.

(٦) الوجيزة : ١٧٤ / ٣٣٥.

(٧) حاوي الأقوال : ٢٤٣ / ١٣٣٧.

(٨) رجال النجاشي : ١٣٠ / ٣٣٦.

(٩) في المصدر زيادة : وله عنه كتاب.

٢٢٣

طريق واحد(١) .

٥٢٤ ـ جرّاح المدائني :

قر(٢) ،ق (٣) .

وزادجش : روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ذكره أبو العبّاس ، له كتاب يرويه عنه جماعة ، منهم النضر بن سويد(٤) .

وفيتعق : عدّه خالي ممدوحا(٥) ، ولعلّه لأنّ للصدوق طريقا إليه ، أو لأنّه كثير الرواية ؛ ورواياته متلقّاة بالقبول ، ويؤيّده : قولجش : يرويه عنه جماعة منهم النضر بن سويد(٦) .

أقول : الذي في الوجيزة : جرّاح مجهول(٧) ، فلاحظ.

وذكره في الحاوي في الضعاف(٨) ، فتأمّل.

وفيمشكا : جرّاح المدائني له كتاب يرويه عنه جماعة ، منهم النضر ابن سويد ، وإنّما ذكرناه لكثرة وروده ليتميّز عن غيره(٩) .

٥٢٥ ـ جرير بن الحكيم الأزدي :

المدائني ، أخو مرازم ،ق (١٠) .

وفيتعق : في الظنّ أنّه مصحّف : حديد ، وهو والد عليّ بن حديد ،

__________________

(١) الخلاصة : ٢١١ / ٤.

(٢) رجال الشيخ : ١١٢ / ١١.

(٣) رجال الشيخ : ١٦٥ / ٨٠.

(٤) رجال النجاشي : ١٣٠ / ٣٣٥.

(٥) الوجيزة : ٣٧٧ / ٨٨.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨١.

(٧) الوجيزة : ١٧٤ / ٣٣٩.

(٨) حاوي الأقوال : ٢٤٢ / ١٣٣٥.

(٩) هداية المحدّثين : ٢٩.

(١٠) رجال الشيخ : ١٦٥ / ٧٩ ، وفيه بدل الحكيم : حكيم.

٢٢٤

وفي ترجمة مرازم أنّ له أخوين(١) : حديد ومحمّد ، وفي محمّد بن حكيم الساباطي : له أخوة : محمّد ومرازم وحديد(٢) .

وسيأتي حديد موثّقا(٣) .

قلت : سيأتي ما في مرازم(٤) ، ولم نذكر محمّدا لجهالته ، وهو مذكور فيق منجخ كما ذكر بزيادة : الأزدي(٥) ، بعد الساباطي ، و : بنو حكيم ، بعد حديد(٦) .

٥٢٦ ـ جرير بن عبد الله البجلي :

ي (٧) . وزادصه : قدم الشام برسالة أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى معاوية(٨) .

وزادل : وأسلم في السنة التي توفّي فيها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله (٩) .

وقالشه : إرسال عليّعليه‌السلام وإن دلّ على مدح أوّلا لكن مفارقته لهعليه‌السلام ولحوقه بمعاوية ثانيا ـ كما هو مشهور ـ يدفع هذا المدح ويخرجه من هذا القسم ، وسيرته وتخريب عليّعليه‌السلام داره بالكوفة(١٠) مشهورة(١١) .

__________________

(١) في النسخ : أخين.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨١.

(٣) رجال النجاشي : ١٤٨ / ٣٨٥.

(٤) عن رجال النجاشي : ٤٢٤ / ١١٣٨.

(٥) الأزدي ، لم ترد في المصدر.

(٦) رجال الشيخ : ٢٨٥ / ٧٨.

(٧) رجال الشيخ : ٣٧ / ٨.

(٨) الخلاصة : ٣٦ / ٢.

(٩) رجال الشيخ : ١٣ / ١٨ ، وفيه : جرير بن عبد الله أبو عمرو ، ويقال : أبو عبد الله البجلي ، سكن الكوفة ، وقدم الشام.

(١٠) في المصدر زيادة : بعد لحوقه لمعاوية.

(١١) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٢١.

٢٢٥

قلت : وكذلك ما روي من أنّ مسجده بالكوفة من المساجد المحدثة فرحا بقتل الحسينعليه‌السلام (١) ، وكذلك انحرافه عن أهل البيتعليهم‌السلام ، وروايته عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله رؤية الله سبحانه(٢) . وخلط في عقله في آخر عمرة.

أقول : في شرح ابن أبي الحديد : قالوا : وكان الأشعث بن قيس الكندي وجرير بن عبد الله البجلي يبغضانهعليه‌السلام . وهدم عليّعليه‌السلام دار جرير بن عبد الله.

قال إسماعيل بن جرير : هدم عليّ دارنا مرّتين.

وروى الحارث بن الحصين(٣) أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله دفع إلى جرير بن عبد الله نعلين من نعاله وقال : احتفظ بهما فإنّ ذهابهما ذهاب دينك.

فلمّا كان يوم الجمل ذهبت إحداهما ، فلمّا أرسله عليّعليه‌السلام إلى معاوية ذهبت الأخرى. ثمّ فارق عليّا واعتزل الحرب(٤) ، انتهى.

وفي الوجيزة : مجهول(٥) . وليس بمكانه.

٥٢٧ ـ جرير بن عثمان :

ق(٦) .أقول : في شرح ابن أبي الحديد : قد كان من المحدّثين من يبغضه ـ يعني عليّاعليه‌السلام ـ ويروي فيه الأحاديث المنكرة ، منهم جرير ابن عثمان ، وكان يبغضه وينقصه(٧) ويروي فيه أخبارا مكذوبة.

__________________

(١) الكافي ٣ : ٤٩٠ / ٢ ، ٣ ، التهذيب ٣ : ٢٥٠ / ٦٨٧.

(٢) المسند الجامع ٤ : ٤٩٦ / ٣١٤٣ ـ ١٣ ، وقد أخرجه عن عدّة مصادر ذكرها في الهامش.

(٣) في المصدر : الحارث بن حصين.

(٤) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٧٤.

(٥) الوجيزة : ١٧٤ / ٣٤٤.

(٦) رجال الشيخ : ١٦٥ / ٧٥.

(٧) في المصدر : وينتقصه.

٢٢٦

قال محفوظ : قلت ليحيى بن صالح : قد رويت عن مشايخ نظراء جرير فما بالك لم تحمل عن جرير؟ قال : إنّي أتيته فناولني كتابا فإذا فيه : حدّثني فلان عن فلان أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا حضرته الوفاة أوصى بقطع يد عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فرددت الكتاب.

قال أبو بكر : حدّثني أبو جعفر قال : حدّثني إبراهيم قال : حدّثني محمّد بن عاصم صاحب الحانات(١) قال : قال لنا جرير بن عثمان : أنتم يا أهل العراق تحبّون عليّ بن أبي طالب ونحن نبغضه ،قلت : لم؟ قال : لأنّه قتل أجدادنا(٢) ، انتهى.

ويأتي عن غيره : حريز ، بالمهملة ، فتدبّر.

٥٢٨ ـ جعدة بن هبيرة المخزومي :

يقال : إنّه ولد على(٣) عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وليست له صحبة ، نزل الكوفة ، ل(٤) .

وفي ي بعد المخزومي : ابن أخت أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أمّه أم هاني بنت أبي طالب(٥) .

وفيتعق : في محمّد بن أبي بكر ما يظهر منه حسنه(٦) (٧) .

__________________

(١) في المصدر : الخانات.

(٢) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٦٩ ، وفيه بدل جرير : حريز ، في المواضع كلها.

(٣) في المصدر : في.

(٤) رجال الشيخ : ١٤ / ٢٦.

(٥) رجال الشيخ : ٣٧ / ١٤.

(٦) رجال الكشّي : ٦٣ / ١١١.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨١.

٢٢٧

٥٢٩ ـ جعفر بن إبراهيم الجعفري :

الهاشمي ، المدني ، ين(١) .

وكأنّه ابن محمّد الآتي فيق (٢) .

أقول : ظاهر المجمع الاتّحاد(٣) . وكذا الوجيزة(٤) . إلاّ أنّ في الحاوي : إنّ الاتّحاد غير معلوم ، وربما توهّمه بعضهم(٥) ، انتهى.

والظاهر أنّه كما قاله.

٥٣٠ ـ جعفر بن إبراهيم :

دي (٦) .أقول : يأتي ذكره في الذي بعيده.

٥٣١ ـ جعفر بن إبراهيم بن محمّد الهمداني :

روى الصدوق بإسناده عنه مترضّيا مترحّما عليه(٧) .

وأبوه إبراهيم هو الوكيل الجليل ، ويأتي في فارس بن حاتم اعتماده عليه(٨) .

ولعلّ الظاهر اتّحاده مع المذكور عندي (٩) ، والآتي عن كر(١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٨٦ / ٣.

(٢) رجال الشيخ : ١٦١ / ٣.

(٣) مجمع الرجال : ٢ / ٢١.

(٤) الوجيزة : ١٧٤ / ٣٤٦.

(٥) حاوي الأقوال : ٣٨ / ١٢٠.

(٦) رجال الشيخ : ٤١١ / ٢.

(٧) ذكره مترحّما في عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٣٠٩ / ٧٣.

(٨) أي : اعتماد الأب عليه ، راجع رجال الكشّي : ٥٢٦ / ١٠٠٩.

(٩) رجال الشيخ : ٤١١ / ٢.

(١٠) رجال الشيخ : ٤٢٩ / ٢ ، وفيه : جعفر بن إبراهيم بن نوح.

٢٢٨

ويروي(١) عنه محمّد بن أحمد بن يحيى(٢) ، ولم تستثن روايته ،تعق (٣) .

٥٣٢ ـ جعفر بن إبراهيم بن محمّد :

ابن عليّ بن عبد الله بن جعفر الطيّار ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثقة ،صه (٤) .

وفيق بعد جعفر : ابن أبي طالب ، المدني(٥) .

ويأتي في ابنه سليمان توثيقه عنجش أيضا(٦) .

قلت : في الحاوي : الظاهر أنّه المعنون في بعض الأخبار بالجعفري كما ذكرهشه في شرح الشرائع في باب تحريم الصدقة على بني هاشم(٧) (٨) ، انتهى. ونحوه قال المحقّق الشيخ محمّد.

وفيمشكا : ابن إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيّار الثقة ، عنه عبد الرحمن بن الحجّاج. وهو عن الصادقعليه‌السلام (٩) .

٥٣٣ ـ جعفر بن أبي طالب :

قتل بمؤتة ،رضي‌الله‌عنه وأرضاه ،صه (١٠) .

__________________

(١) في نسخة « ش » : يروي.

(٢) الفقيه ٢ : ١١٥ / ٣.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨١.

(٤) الخلاصة : ٣٣ / ٢٤.

(٥) رجال الشيخ : ١٦١ / ٣.

(٦) رجال النجاشي : ١٨٢ / ٤٨٣.

(٧) مسالك الافهام : ٥ / ٤١١.

(٨) حاوي الأقوال : ٣٨ / ١٢٠.

(٩) هداية المحدّثين : ١٨٢.

(١٠) الخلاصة : ٣٠ / ١.

٢٢٩

وفيل :رحمه‌الله ، قتل بمؤتة(١) .

قلت : هي(٢) اسم أرض بالبلقاء بالقرب من الشام.

وفي القاموس : مؤتة بالضم : موضع بمشارق الشام قتل فيه(٣) جعفر ابن أبي طالب ، وفيه كان يعمل السيوف(٤) ، انتهى.

هذا(٥) ، وفي الوجيزة : من سادات الشهداء(٦) .

وذكره في الحاوي في الثقات ، وقال : هو أجلّ من أن يوصف(٧) .

٥٣٤ ـ جعفر بن أحمد بن أيّوب :

السمرقندي ، أبو سعيد ، يقال له : ابن العاجز ، بالجيم والزاي. كان صحيح الحديث والمذهب ، روى عنه محمّد بن مسعود العياشي ،صه (٨) .

جش إلاّ الترجمة ، وزاد : ذكر أحمد بن الحسينرحمه‌الله أنّ له كتاب الردّ على من زعم أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله على دين قومه قبل النبوّة.

طريقنا إليه شيخنا أبو عبد الله ، عن جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي ، عنه(٩) ، انتهى.

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٢ / ١ ، وفيه : جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد منافرحمه‌الله قتل بمؤتة.

(٢) في نسخة « ش » : مؤتة.

(٣) في نسخة « م » : به.

(٤) القاموس المحيط : ١ / ١٥٧. وهي الآن جنوب الأردن وله مزار معروف بها.

(٥) هذا ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) الوجيزة : ١٧٤ / ٣٤٧.

(٧) حاوي الأقوال : ٣٨ / ١١٧.

(٨) الخلاصة : ٣٢ / ١٤.

(٩) رجال النجاشي : ١٢١ / ٣١٠ ، وفيه : عنه به.

٢٣٠

وفيد : يقال له : ابن التاجر ، كذا رأيته بخطّ الشيخرحمه‌الله (١) ، انتهى.

والموجود في نسخلم : ابن محمّد بن أيّوب يعرف بابن التاجر ، من أهل سمرقند ، متكلّم ، له كتب(٢) .

لكن في سندكش : ابن أحمد ، كثيرا(٣) .

وفيتعق : في الوجيزة : ممدوح كالصحيح(٤) . وكش يروي عنه معتمدا عليه(٥) (٦) .

أقول : في نسختي منجخ ـ أيضا ـ في لم : ابن محمّد. لكن نقل في الحاوي والمجمع عنه : ابن أحمد(٧) .

وفيب : ابن محمّد بن أيّوب بن(٨) التاجر السمرقندي ، متكلّم ، له كتب(٩) .

هذا ، والظاهر عود ضمير : عنه ، في آخر كلامجش إلى محمّد بن مسعود السابق ذكره ، فانّكش لا يروي عن ابن التاجر إلاّ بواسطة. وظنّ في المجمع عوده إلى ابن التاجر وحكم بحذف الواسطة من كلامجش (١٠) .

__________________

(١) رجال ابن داود : ٦٢ / ٣٠٠.

(٢) رجال الشيخ : ٤٥٨ / ٧.

(٣) رجال الكشّي : ١٠٥ / ١٦٨ ، ٢١٨ / ٣٩٢ ، ٢٩١ / ٥١٣ ، ٣٤٨ / ٦٤٩ ، ٤٩٥ / ٩٥٠ ، ٦٠٦ / ١١٢٨.

(٤) الوجيزة : ١٧٤ / ٣٤٨.

(٥) رجال الكشّي : ٤١٨ / ٧٩٢ ، ٤١٩ / ٧٩٤ ، ٤٢٠ / ٧٩٥.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨١.

(٧) حاوي الأقوال : ٣٨ / ١١٨ ، مجمع الرجال : ٢ / ٢٢.

(٨) في المصدر زيادة : محمّد.

(٩) معالم العلماء : ٣١ / ١٧١.

(١٠) مجمع الرجال : ٢ / ٢٣.

٢٣١

ثمّ إنّ في الحاوي ذكره في الثقات(١) مع ذكره الآتي بعيدة وجملة من أمثاله في الضعاف ، ولا يخلو من إفراط وتفريط.

وفيمشكا : ابن أحمد ، عنه الكشي ، ومحمّد بن مسعود(٢) .

٥٣٥ ـ جعفر بن أحمد :

ابن وندك ـ بالنون والدال المهملة والكاف ـ الرازي ، أبو عبد الله ، من أصحابنا المتكلّمين والمحدّثين ، له كتاب في الإمامة كبير ،صه (٣) ؛جش إلاّ الترجمة(٤) .

وما مرّ عندي (٥) يحتمله.

وفي د : لم ، من أصحابنا المتكلّمين(٦) . ولم نجده فيهم.

أقول : نبّهناك مرارا على أنّه لا يريد بقوله : لم ، ذكره في لم منجخ ، بل كونه ممّن لم يرو عنهمعليهم‌السلام .

واحتمال اتّحاده مع المذكور عندي بعيد لأنّ ظاهرجش أنّه : لم ، كما فهمه د.

هذا ، وفيضح : بفتح الواو وإسكان النون وفتح الدال المهملة(٧) .

وفي الوجيزة : ممدوح(٨) .

__________________

(١) حاوي الأقوال : ٣٨ / ١١٨.

(٢) هداية المحدّثين : ٣٠.

(٣) الخلاصة : ٣٣ / ١٩.

(٤) رجال النجاشي : ١٢٣ / ٣١٦.

(٥) رجال الشيخ : ٤١١ / ٤. وهذا إنّما مرّ ذكره في رجال الميرزا ، ولم يتقدّم ذكره في هذا الكتاب.

(٦) رجال ابن داود : ٦٢ / ٣٠١.

(٧) إيضاح الاشتباه : ١٣٢ / ١٣٣.

(٨) الوجيزة : ١٧٥ / ٣٤٩.

٢٣٢

٥٣٦ ـ جعفر بن أحمد بن يوسف :

الأودي ، أبو عبد الله ، شيخ من أصحابنا الكوفيّين ، ثقة ،صه (١) .

وزادجش : روى عنه ابن عقدة. له كتاب المناقب ، أخبرنا محمّد بن جعفر التميمي ، عن محمّد بن جعفر الذهلي ، عنه به(٢) .

وفيتعق : في الوجيزة : ثقة(٣) ، وليس ببعيد(٤) .

أقول : لمّا كانت كلمة : ثقة ، ساقطة من نسخته دام فضله من رجال الميرزا ظنّ اختصاص الوجيزة بها ، وهي موجودة في جميع نسخجش وصه وسائر نسخ رجال الميرزا ، فلاحظ.

٥٣٧ ـ جعفر الأزدي :

له كتاب ، عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن جعفر الأزدي ،ست (٥) .

أقول : لم يذكر(٦) الميرزا إلاّ الأودي كما يأتي عن جش.

وفيب : جعفر الأزدي أبو محمّد ، له كتاب(٧) .

فهو عندهما من الإماميّة.

ورواية ابن أبي عمير عنه دليل الوثاقة.

٥٣٨ ـ جعفر بن إسماعيل المقري :

كوفي ، روى عنه حميد بن زياد وابن رباح.

__________________

(١) الخلاصة : ٣٣ / ١٨.

(٢) رجال النجاشي : ١٢٣ / ٣١٥.

(٣) الوجيزة : ١٧٥ / ٣٥٠.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨١.

(٥) الفهرست : ٤٤ / ١٥١.

(٦) في النسخ الخطّية : يذكره.

(٧) معالم العلماء : ٣١ / ١٧٠.

٢٣٣

قالغض : إنّه كان غاليا كذّابا ،صه (١) .

وفيجش : ابن إسماعيل المنقري ، له نوادر ، حميد ، عنه بها(٢) .

وفي بعض نسخ د : المقري(٣) ـ كصه ـ وبعضها : المنقري ـ كجش ـ وكأنّه الأصح.

أقول : صرّح فيضح أيضا بأنّه : المنقري ، بكسر الميم والنون الساكنة وفتح القاف والراء(٤) .

وفي المجمع عنغض أيضا : المنقري(٥) .

٥٣٩ ـ جعفر الأودي :

كوفي ، له كتاب ، محمّد بن أبي عمير ، عنه به ،جش (٦) .

أقول : فيمشكا : الأودي الكوفي ، عنه محمّد(٧) بن أبي عمير(٨) .

٥٤٠ ـ جعفر بن أيّوب :

و(٩) هو ابن أحمد ،تعق (١٠) .

٥٤١ ـ جعفر بن بشير :

أبو محمّد البجلي ، الوشّاء ، من زهّاد أصحابنا وعبّادهم ونسّاكهم ، وكان ثقة.

__________________

(١) الخلاصة : ٢١١ / ٨.

(٢) رجال النجاشي : ١٢٠ / ٣٠٨.

(٣) رجال ابن داود : ٢٣٥ / ٨٨.

(٤) إيضاح الاشتباه : ١٢٩ / ١٢٧.

(٥) مجمع الرجال : ٢ / ٢٤.

(٦) رجال النجاشي : ١٢٥ / ٣٢١.

(٧) محمّد ، لم ترد في نسخة « م ».

(٨) هداية المحدّثين : ٣٠.

(٩) الواو ، لم ترد في نسخة « ش ».

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨١.

٢٣٤

وله مسجد بالكوفة باق في بجيلة إلى اليوم ، وأنا وكثير من أصحابنا إذا وردنا الكوفة نصلّي فيه مع المساجد التي ترغّب الصلاة فيها ،جش (١) .

وزادصه بعد ثقة : قالجش : إنّ له مسجدا. إلى آخره. ثمّ زاد : وكان ثقة جليل القدر.

قالكش : قال نصر : أخذ جعفر بن بشير فضرب ولقي شدّة حتّى خلّصه الله. ومات في طريق مكّة. وصاحبه المأمون(٢) بعد موت الرضا عليه. السلام.

وكان يعرف بقفّة العلم ، لأنّه كان كثير العلم(٣) . ثقة ، روى عن الثقات ورووا عنه.

له كتاب المشيخة ، مثل كتاب الحسن بن محبوب إلاّ أنّه أصغر منه ، وله كتب أخر(٤) ذكرناها في الكتاب الكبير.

ومات بالأبواء سنة ثمان ومائتينرحمه‌الله (٥) ، انتهى.

وزادجش على ما مرّ : ومات جعفررحمه‌الله بالأبواء سنة ثمان(٦) ومائتين.

كان أبو العبّاس بن نوح يقول : كان يلقّب فقحة العلم ، روى عن الثقات. إلى قوله : أصغر منه ، ثمّ زاد : عنه محمّد بن مفضّل بن إبراهيم ، وله نوادر ، رواها ابن أبي الخطّاب(٧) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ١١٩ / ٣٠٤.

(٢) في المصدر : وصاحب المأمون.

(٣) في نسخة « ش » : العمل.

(٤) في نسخة « ش » : وله كتاب آخر.

(٥) الخلاصة : ٣١ / ٧.

(٦) في النسخ الخطيّة : لسنة ثماني.

(٧) رجال النجاشي : ١١٩ / ٣٠٤.

٢٣٥

وفيكش : قال نصر. إلى قوله : موت الرضاعليه‌السلام ، وزاد : مات بالأبواء سنة ثمان ومائتين(١) .

وبخطّشه علىصه : الذي ذكره المصنّف فيضح : فقحة العلم ، بالفاء والقاف والحاء المهملة ، ثمّ حكى عن السيّد صفيّ الدين بن معد أنّه : نفحة العلم ، بالنون والفاء(٢) .

وفيضا : جعفر بن بشير البجلي(٣) (٤) .

وزادست : ثقة جليل القدر ، له كتاب ، ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار والحسن بن متيل ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عنه به(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن بشير الثقة ، عنه محمّد بن مفضّل بن إبراهيم ، ومحمّد بن جمهور القمّي(٦) ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب.

وهو عن أديم بن الحر ، وعن ذريح ، وعن عليّ بن موسىعليه‌السلام (٧) .

٥٤٢ ـ جعفر بن الحارث :

أبو الأشهب النخعي ، الكوفي(٨) ، أسند عنه ،ق (٩) .

__________________

(١) رجال الكشّي : ٦٠٥ / ١١٢٥.

(٢) إيضاح الاشتباه : ١٢٨ / ١٢٥ ، تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ١٩.

(٣) رجال الشيخ : ٣٧٠ / ٣.

(٤) في نسخة « ش » زيادة : ثقة.

(٥) الفهرست : ٤٣ / ١٤١. ولفظة به ، لم ترد في نسخة « م ».

(٦) ومحمّد بن جمهور القمي ، لم ترد في المصدر.

(٧) هداية المحدّثين : ٣٠.

(٨) الكوفي ، لم ترد في نسخة « م ».

(٩) رجال الشيخ : ١٦٢ / ٢١.

٢٣٦

٥٤٣ ـ جعفر بن الحسن بن علي :

ابن شهريار ، أبو محمّد المؤمن ، القمّي ، شيخ من أصحابنا القمّيين ، ثقة ، انتقل إلى الكوفة ومات بها سنة أربعين وثلاثمائة ،صه (١) .

جش ، إلاّ أنّ فيه : ابن الحسين ، و : أقام ، بدل مات ، وزاد : وصنّف كتابا(٢) في المزار وفضل الكوفة ومساجدها ، وله كتاب النوادر ، عدّة من أصحابنارحمهم‌الله ، عن أبي الحسين ابن تمّام ، عنه.

وتوفّي بالكوفة سنة أربعين وثلاثمائة(٣) .

وفيتعق : يأتي عن لم في محمّد بن الحسن بن أحمد : ابن الحسن ، مكبرا(٤) . لكن في كتب الحديث : ابن الحسين(٥) ، وكذا ذكره في الوجيزة(٦) ، وكذا يروي عنه الصدوق مترضّيا(٧) (٨) .

٥٤٤ ـ جعفر بن الحسن بن يحيى :

ابن سعيد الحلّي ، شيخنا نجم الدين أبو القاسم ، المحقّق المدقّق ، الإمام العلاّمة ، واحد عصره. كان ألسن أهل زمانه ، وأقومهم بالحجّة ، وأسرعهم استحضارا.

وقرأت عليه ، وربّاني صغيرا ، وكان له عليّ إحسان عظيم والتفات ، وأجاز لي جميع ما صنّفه وقرأه ورواه وكلّ ما يصحّ روايته عنه.

__________________

(١) الخلاصة : ٣٣ / ٢٠.

(٢) في نسخة « ش » كتبا.

(٣) رجال النجاشي : ١٢٣ / ٣١٧.

(٤) رجال الشيخ : ٤٩٥ / ٢٣.

(٥) الاختصاص : ٥ و ٩.

(٦) الوجيزة : ١٧٥ / ٣٥٤.

(٧) الأمالي المجلس الحادي والستون : ٣١٦ / ٨ ، من دون الترضي.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨٢.

٢٣٧

توفّي في شهر ربيع الآخر سنةستّ وسبعين وستمائة.

وله تصانيف محقّقة ، محرّرة ، عذبة. فمنها.

كتاب شرائع الإسلام ، مجلّدان ، كتاب النافع في مختصرها(١) ، مجلّد ؛ كتاب المعتبر في شرح المختصر ـ لم يتم ـ مجلّدان ؛ كتاب نكت النهاية ، مجلّدان(٢) ؛ كتاب المسائل الغريّة ، مجلّد ؛ كتاب المسائل المصريّة ، مجلّد ، كتاب المسلك في أصول الدين ، مجلّد ، كتاب المعارج في أصول الفقه ، مجلّد ؛ كتاب الكهنة في المنطق ، مجلّد. وله كتب غير ذلك ، ليس هذا موضع استيفائها ، فأمرها ظاهر.

وله تلاميذ فقهاء فضلاء ،رحمه‌الله ، د(٣) .

أقول : منها أيضا رسالة التياسر في القبلة ، جيّدة وجيزة ، ومنها كتاب نهج الوصول إلى علم الأصول.

ذكره في مل وغيره ، وقال فيه فيه : الشيخ الأجل المحقّق(٤) نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلّي ، حاله في الفضل والعلم والثقة والجلالة والتحقيق والتدقيق والفصاحة والشعر والأدب والإنشاء وجميع العلوم والفضائل والمحاسن أشهر من أن يذكر ، وكان عظيم الشأن جليل القدر رفيع المنزلة ، لا نظير له في زمانه. ثمّ نقل كتبه المذكورة ، وقال :

نقل أنّ المحقّق الطوسي نصير الدين حضر مجلس درسه ( فقطع‌

__________________

(١) في المصدر : مختصرة.

(٢) في المصدر : مجلد.

(٣) رجال ابن داود : ٦٢ / ٣٠٤.

(٤) الشيخ الأجل المحقّق ، لم ترد في المصدر ، وذكرها في الأعيان : ٤ / ٨٩ نقلا عن أمل الآمل.

٢٣٨

الدرس تعظيما له وإجلالا لمنزلته )(١) فأمرهم بإكمال الدرس ، فجرى البحث في مسألة استحباب التياسر.

فقال المحقّق الطوسي : لا وجه لهذا الاستحباب ، لأنّ التياسر إن كان من القبلة إلى غيرها فهو حرام ، وإن كان من غيرها إليها فواجب.

فقال المحقّق : بل منها إليها. فسكت المحقّق الطوسي.

ثمّ ألّف المحقّق في ذلك رسالة لطيفة ـ أوردها الشيخ أحمد بن فهد في المهذّب بتمامها(٢) ـ وأرسلها إلى المحقّق الطوسي ، فاستحسنها(٣) ، انتهى.

وقال العلاّمة طيّب الله ثراه في إجازته الكبيرة عند ذكره : كان أفضل أهل زمانه في الفقه(٤) .

وقال المحقّق الشيخ حسن : لو ترك التقييد بأهل زمانه كان أصوب(٥) .

قلت : ولو ترك التخصيص بالفقه كان أصوب.

وفي إجازة شيخ يوسف البحراني الكبيرة : أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلّي الهذلي الملقّب بالمحقّق. كان محقّق الفضلاء(٦) ومدقّق العلماء ، وحاله(٧) في الفضل والنبالة والعلم والفقه والجلالة والفصاحة والشعر والأدب والإنشاء أشهر من أن يذكر وأظهر من أن يسطر.

__________________

(١) ما بين القوسين ، لم ترد في المصدر.

(٢) المهذب البارع : ١ / ٣١٢.

(٣) أمل الآمل ٢ : ٤٨ / ١٢٧.

(٤) بحار الأنوار : ١٠٧ / ٦٣.

(٥) بحار الأنوار : ١٠٩ / ١١.

(٦) في المصدر : الفقهاء.

(٧) في نسخة « م » : حاله.

٢٣٩

وكان أبوه الحسن من الفضلاء المذكورين ، وجدّه يحيى من العلماء الأجلاّء المشهورين. ثمّ قال :

قال بعض الأجلاّء الأعلام من متأخري المتأخّرين : رأيت بخطّ بعض الأفاضل ما صورة عبارته : في صبح يوم الخميس ثالث عشر ربيع الآخر سنةستّ وسبعين وستمائة سقط الشيخ الفقيه أبو القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد الحلّيرحمه‌الله من أعلى درجة في داره ، فخرّ ميّتا لوقته من غير نطق ولا حركة.

فتفجّع الناس لوفاته ، واجتمع لجنازته خلق كثير ، وحمل إلى مشهد أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وسئل عن مولده فقال : سنة اثنتين وستمائة.

أقول : وعلى ما ذكره هذا الفاضل يكون عمر المحقّق المذكور أربعا وسبعين سنة تقريبا(١) ، انتهى.

وما نقلهرحمه‌الله من حمله إلى مشهد أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عجيب ، فإن الشائع عند الخاصّ والعام أنّ قبره طاب ثراه بالحلّة ، وهو مزار معروف وعليه قبّة ، وله خدّام يخدمون قبره ، يتوارثون ذلك أبا عن جدّ.

وقد خربت عمارته منذ سنين فأمر الأستاذ العلاّمة دام علاه بعض أهل الحلّة فعمّروها. وقد تشرّفت بزيارته قبل ذلك وبعده ، والله العالم.

٥٤٥ ـ جعفر بن الحسين بن حسكة :

أبو الحسين القمّي ، روى عن أبي جعفر بن بابويه ، روى عنه الشيخ الطوسي.

وفيتعق : يأتي في ترجمة الصدوقرحمه‌الله عن الشيخ على وجه‌

__________________

(١) لؤلؤة البحرين : ٢٢٧ / ٨٣.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500