منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-90-6
الصفحات: 500

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 258954 / تحميل: 5410
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٠-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

بغلوّه. مضافا إلى ما ذكرناه في الفوائد(١) .

ولا يبعد كونه من مشايخ الإجازة المشير إلى الوثاقة(٢) .

٣٠١ ـ إسحاق بن شعيب بن ميثم :

الأسدي ، مولاهم ، التمّار الكوفي ، أسند عنه ،ق (٣) .

٣٠٢ ـ إسحاق بن عبد العزيز البزّاز :

كوفي ، يكنّى أبا يعقوب ، ويلقّب أبا السفاتج ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

قال ابن الغضائري : يعرف حديثه تارة وينكر اخرى ، ويجوز أن يخرج شاهدا ،صه (٤) .

وفيق : إبراهيم أبو السفاتج ، يكنّى أبا إسحاق. وقيل : إنّه يكنّى أبا يعقوب ، ومن قال هذا قال : إنّ اسمه إسحاق بن عبد العزيز(٥) ، انتهى.

وكأنّ العلاّمةرحمه‌الله اختار هذا القول.

وفي الكافي في باب النهي عن القول بغير علم ـ في الحسن ـ عن أبي يعقوب إسحاق بن عبد الله ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (٦) .

وفيتعق : وفيه في كتاب الحجّة عن إسحاق بن عبد العزيز أبي السفاتج ، عن جابر ، عن الباقرعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٨.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٢.

(٣) رجال الشيخ : ١٤٩ / ١٤٠ ، وفيه : الكوفي التمّار.

(٤) الخلاصة : ٢٠١ / ٧ ، وفيها بدل يكنّى أبا يعقوب ويلقّب أبا السفاتج : يكنّى أبا السفاتج.

(٥) رجال الشيخ : ١٥٤ / ٢٣٧.

(٦) الكافي ١ : ٣٤ / ٨.

(٧) الكافي ١ : ١٣٤ / ٤.

٢١

ونذكر في الكنى ما يتعلّق بالمقام(١) (٢) .

٣٠٣ ـ إسحاق بن عبد الله بن سعد :

ابن مالك الأشعري ، قمّي ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وابنه أحمد بن إسحاق مشهور ،صه (٣) .

وزادجش : حميد ، عن عليّ بن بزرج ، عنه(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري القمّي الثقة ، عنه يونس بن يعقوب ، وعليّ بن بزرج ، وأحمد بن زيد الخزاعي ، وابن أبي عمير(٥) .

٣٠٤ ـ إسحاق بن عمّار بن حيّان :

مولى بني تغلب ، أبو يعقوب الصيرفي ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ، وإخوته : يونس ويوسف وقيس وإسماعيل ، وهو في بيت كبير من الشيعة. وابنا أخيه : عليّ بن إسماعيل وبشر بن إسماعيل كانا من وجوه من روى الحديث.

روى إسحاق عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وأبي الحسنعليه‌السلام ، ذكر ذلك أحمد بن محمّد بن سعيد في رجاله.

له كتاب نوادر ، عنه غياث بن كلوب ،جش (٦) .

وفيق : إسحاق بن عمّار الكوفي الصيرفي(٧) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٩٠.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٢.

(٣) الخلاصة : ١١ / ٦.

(٤) رجال النجاشي : ٧٣ / ١٧٤.

(٥) هداية المحدثين : ١٨٠.

(٦) رجال النجاشي : ٧١ / ١٦٩.

(٧) رجال الشيخ : ١٤٩ / ١٣٥.

٢٢

وفيظم : إسحاق بن عمّار ، ثقة له كتاب(١) .

وفيكش : في إسحاق وإسماعيل ابني عمّار.

محمّد بن مسعود ، عن محمّد بن نصير ، عن محمّد بن عيسى ، عن زياد القندي ، قال : كان أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا رأى إسحاق بن عمّار وإسماعيل بن عمّار قال : وقد يجمعهما لأقوام(٢) ، يعني : الدنيا والآخرة(٣) .

وفيه أحاديث أخر تدلّ على مدح له(٤) كلّها ضعاف.

وقالطس : يبعد أن يقول الصادقعليه‌السلام هذا ، لأنّ إسحاق بن عمّار كان فطحيّا ، والرواية في طريقها ضعف بالعبيدي وزياد ، لأنّ زياد ابن مروان القندي واقفي(٥) .

أقول : أوّل من اشتبه عليه الأمر هذا السيّد الجليل ، ثمّ آية الله العلاّمة(٦) ، ثمّ تبعهما من تأخّر عنهما(٧) ، فجعلوا الرجلين رجلا ، وإنّما هما اثنان : ابن عمّار بن حيّان الثقة وهو هذا ، وابن عمّار بن موسى الساباطي الآتي.

وقد جعل لهما الميرزا ترجمة واحدة ـ كأكثر الجامعين ـ عن اشتباه(٨) ، ويأتي في الذي يليه تمام الكلام.

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٤٢ / ٣.

(٢) في المصدر : الأقوام ( لأقوام خ ل ).

(٣) رجال الكشي : ٤٠٢ / ٧٥١.

(٤) رجال الكشي : ٣٢٥ / ٥٨٩.

(٥) التحرير الطاووسي : ٤٠.

(٦) الخلاصة : ٢٠٠ / ١.

(٧) رجال ابن داود : ٤٨ / ١٦٤ ، نقد الرجال : ٤٠ / ٢٤ ، جامع الرواة : ١ / ٨٢.

(٨) منهج المقال : ٥٢.

٢٣

٣٠٥ ـ إسحاق بن عمّار الساباطي :

له أصل ، وكان فطحيّا إلاّ أنّه ثقة وأصله معتمد عليه ، أخبرنا به الشيخ والحسين بن عبيد الله ، عن أبي جعفر بن بابويه ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن ابن أبي عمير ، عن إسحاق هذا ،ست (١) .

ومضى ما فيظم في الذي قبيله(٢) (٣) .

وفيصه : ابن عمّار بن حيّان ، مولى بني تغلب ، أبو يعقوب الصيرفي ، كان شيخا من أصحابنا ثقة ، روى عن الصادق والكاظمعليهما‌السلام ، وكان فطحيّا.

قال الشيخ : إلاّ أنّه ثقة وأصله معتمد عليه ، وكذا قال النجاشي ، فالأولى عندي التوقّف فيما ينفرد به(٤) .

وفيتعق : الفطحي ـ كما فيست ـ ابن عمّار بن موسى الساباطي ، وهو غير ابن حيّان ، ولا منشأ للاتّحاد غير أنّجش لم يذكر ابن موسى ، وست لم يذكر ابن حيّان ، والحكم به بمجرّد هذا مشكل.

مع أنّ كلامجش في غاية الظهور في كون ابن حيّان غير ابن موسى ، وأنّه إماميّ معروف مشهور هو واخوته وابنا أخيه ، وأنّهم طائفة على حدة ، لا طائفة عمّار الساباطي المعروف المشهور في نفسه وطائفته وفطحيّته.

وعدم عثور النجاشي على فطحيّة ابن موسى مضافا إلى ظهور كونه إماميّا عنده بعيد ، والعثور وعدم الذكر هنا مضافا إلى ذكر ما يدلّ على إماميّته‌

__________________

(١) الفهرست : ١٥ / ٥٢.

(٢) في نسخة « ش » : قبله.

(٣) رجال الشيخ : ٣٤٢ / ٣.

(٤) الخلاصة : ٢٠٠ / ١.

٢٤

أبعد.

ومن ثمّ ذهب جمع من المحقّقين إلى التغاير وكون ابن حيّان ثقة وابن موسى موثّقا(١) ، منهم المصنّف في الوسيط(٢) .

وممّا يؤيّد : عدم اتّصاف أحد من إخوة ابن حيّان بالساباطيّة لا في الرجال ولا غيره ، وكذا عدم نسبة أحد منهم إلى موسى ، وكذا ابنا أخيه عليّ وبشر ، بل حيثما ذكر أحدهم وصف بالصيرفي والكوفي وابن حيّان ، كما أنّ الصباح وقيسا أخوي عمّار الساباطي لم يوصفا قط ـ كأخيهما ـ بالكوفيّة والتغلبيّة(٣) ، ولم ينسبوا إلى حيّان قط ، بل بالساباطيّة وابن موسى.

وسيجي‌ء عليّ بن محمّد بن يعقوب بن إسحاق بن عمّار الصيرفي الذي أجاز التلعكبري(٤) ، ومحمّد بن إسحاق بن عمّار بن حيّان التغلبي من أصحاب الكاظمعليه‌السلام وثقاته وخاصّته(٥) ، وهما يشيران إلى التعدّد ، سيّما الأخير ، فإنّ عمّار بن موسى من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، فكيف ابن ابنه يكون من أصحابهعليه‌السلام وخاصّته.

وممّا يؤيّد : عدم نسبة أحد من علماء الرجال إلى يونس ويوسف وقيس وإسماعيل الفطحيّة ، بل الظاهر العدم ، مع أنّ المقرّر بقاء عمّار وطائفته على الفطحيّة. على أنّ كون الأب والجد فطحيّين بل ومن أركانها وعمدها ، ووجود ابن يخالفهما في زمانهما بحيث يصير من ثقات الكاظمعليه‌السلام

__________________

(١) راجع مجمع الرجال : ١ / ١٨٨ وما بعدها ، روضة المتّقين : ١٤ / ٥١.

(٢) الوسيط : ٢٤ ، إلاّ أنّه لم يظهر منه التغاير ، بل العكس حيث يظهر منه الاتّحاد. وسينبّه عليه المصنّف فيما بعد.

(٣) في نسخة « ش » : أو التغلبية.

(٤) رجال الشيخ : ٤٨١ / ٢٥.

(٥) الإرشاد : ٢ / ٢٤٨.

٢٥

وخاصّته ، ولم يشر إلى هذا مشير أصلا ، ربما لا يخلو من غرابة.

ويأتي في إسماعيل ما يشير إلى التعدّد من وجوه متعدّدة.

وممّا يؤيّد : أنّ يونس وإسماعيل ذكرا فيق (١) (٢) ، وعمّار من أصحاب الكاظمعليه‌السلام (٣) .

وقال جدّي : الظاهر أنّهما متغايران ، ولمّا أشكل التمييز بينهما فهو في حكم الموثّق كالصحيح(٤) . وفيه ما لا يخفى.

وفي شرح الإرشاد للمحقّق الأردبيلي : إنّ في المنتهى قال بصحّة رواية الحلبي في مطهّريّة الأرض(٥) ، وفي سندها إسحاق بن عمّار(٦) .

إذا عرفت هذا فيعيّن أحدهما بالأمارات.

ورواية غياث عنه قرينة كونه ابن حيّان ، كما هو ظاهرجش .

ومن القرائن رواية أحد إخوته أو أولاد أخيه أو أحد من أقاربهم عنه ، أو روايته عن عمّار بن حيّان.

ومن القرائن المعيّنة للصيرفي رواية زكريّا المؤذّن عنه.

وربما يحصل الظن بكون الراوي عن الصادق هو.

ومن القرائن رواية صفوان بن يحيى ، وكذا عبد الرحمن بن أبي نجران.

قلت : ومرّ في الفوائد بعض الأمارات المعيّنة(٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٧.

(٢) رجال الشيخ : ١٤٨ / ١٢٥.

(٣) رجال الشيخ : ٣٥٤ / ١٥.

(٤) روضة المتقين : ١٤ / ٥١.

(٥) منتهى المطلب : ١ / ١٧٩.

(٦) مجمع الفائدة والبرهان : ١ / ٣٥٩.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٢.

٢٦

وفيمشكا : ابن عمّار الموثّق ، عنه غياث بن كلوب ، والحسن بن عديس ، وابن أبي عمير ، وعليّ بن إسماعيل بن عمّار ، وعبد الله بن جبلة ، وأبو عبد الله المؤمن زكريّا بن محمّد ، ويونس بن عبد الرحمن ، وابن محبوب ـ كما في الفقيه مرّتين(١) ـ ، وحمّاد بن عيسى ، وأبو جميلة ـ كما في الفقيه(٢) ـ والحسين الرواسي ـ كما في الفقيه(٣) ، وفي الأصل : الرقاشي(٤) ، ولكنّه غير مذكور ـ ومحمّد بن وضاح ، ومحمّد بن سليمان الديلمي ، ومحمّد بن أبي حمزة الثمالي ، وعثمان بن عيسى ، وعبد الرحمن ابن سالم.

وهو عن الصادق والكاظمعليهما‌السلام (٥) ، انتهى.

أقول : ما ذكره مبنيّ على اتّحاد ابني(٦) عمّار ، وليس كذلك بل هما اثنان.

وممّن ذهب إلى التعدّد شيخنا يوسف البحراني(٧) ، وقبله شيخنا البهائيرحمه‌الله في مشرق الشمسين(٨) ، وتلميذه العلاّمة الشيخ عليّ بن سليمان في حواشي الحديث ، على ما نقله عنهما(٩) . وذهب إليه المولى محسن‌

__________________

(١) الفقيه ٣ : ١٤٦ / ٦٤٤ ، ٤ : ١١٨ / ٤٠٨.

(٢) الفقيه ٤ : ١١٨ / ٤٠٧ و ٢٠٥ / ٦٨٤.

(٣) الفقيه ٤ : ١٢٦ / ٤٤٥.

(٤) في نسخة « ش » : الرفاشي.

(٥) هداية المحدثين : ١٧.

(٦) في نسخة « ش » : ابن.

(٧) الدرر النجفيّة : ١٣٠.

(٨) مشرق الشمسين : ٢٧٧.

(٩) الدرر النجفيّة : ١٣٠.

٢٧

الكاشاني(١) ، والمولى عناية الله صاحب مجمع الرجال(٢) .

وأمّا الميرزا في الوسيط فلم يظهر منه ذلك ، بل ظاهره الاتّحاد(٣) . اللهم إلاّ أن يكون رجع في حاشية الكتاب كما سمعته من الأستاذ العلاّمة دام علاه مشافهة.

٣٠٦ ـ إسحاق بن غالب الأسدي :

والبي عربي صليب ، ثقة ، وأخوه عبد الله كذلك ، وكانا شاعرين ، رويا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (٤) .

وزادجش : له كتاب ، عنه به صفوان(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن غالب الثقة ، عنه صفوان(٦) .

٣٠٧ ـ إسحاق بن الفضل بن يعقوب :

ابن الفضل بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلّب ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ،قر (٧) .

ويأتي في الحسن(٨) بن محمّد بن الفضل روايته عن الكاظمعليه‌السلام أيضا.

قلت : يأتي في الحسين بن محمّد بن الفضل عنجش بعد توثيقه :

__________________

(١) الوافي : ١ / ٢١.

(٢) مجمع الرجال : ١ / ١٨٨ وما بعدها.

(٣) الوسيط : ٢٤.

(٤) الخلاصة : ١١ / ٥.

(٥) رجال النجاشي : ٧٢ / ١٧٣.

(٦) هداية المحدثين : ١٨.

(٧) رجال الشيخ : ١٠٥ / ٢٨.

(٨) كذا ، والظاهر : الحسين ( منه قده ).

٢٨

وعمومته كذلك ، إسحاق ويعقوب وإسماعيل(١) . ولا يبعد(٢) استفادة توثيقه منه.

وصرّحشه في شرح البداية بتوثيق الثلاثة المذكورين(٣) .

وقال المحقّق الشيخ محمّد : استفاده من عبارة جش. ثمّ احتمل كون الإشارة للرواية عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وقال : إلاّ أنّ الظاهر ما فهمه جدّيقدس‌سره .

وذكره في الحاوي في خاتمة قسم الثقات ـ وقد عقدها لمن لم ينصّ على توثيقه بل يستفاد من قرائن ومواضع أخر ـ وذكر توثيق الشهيد الثاني واستفادته من كلامجش ، واستبعده(٤) . فتدبّر.

٣٠٨ ـ إسحاق القمّي :

قر (٥) . وزادست : له كتاب ، ابن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد بن زياد ، عن أحمد بن زيد الخزاعي ، عنه(٦) .

أقول : الظاهر أنّه ابن عبد الله الثقة المذكور ، والطبقة تساعده جدّا ، ونفى عنه البعد في الوسيط(٧) .

٣٠٩ ـ إسحاق بن مبارك :

روى عن أبي إبراهيمعليه‌السلام ، روى عنه صفوان بن يحيى(٨) . لم‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٥٦ / ١٣١.

(٢) في نسخة « ش » : فلا يبعد.

(٣) الرعاية في علم الدراية : ٣٩٨.

(٤) حاوي الأقوال : ١٧٠ / ٧٠١.

(٥) رجال الشيخ : ١٠٧ / ٤٧.

(٦) الفهرست : ١٦ / ٥٥.

(٧) الوسيط : ٢٤.

(٨) التهذيب ٤ : ٧٢ / ١٩٩.

٢٩

يذكره أصحاب الرجال.

قلت : في رواية صفوان عنه إشعار بالوثاقة لما يأتي في ترجمته ، وديدن الأستاذ العلاّمة على ذلك.

٣١٠ ـ إسحاق بن محمّد :

ثقة ،ظم (١) .

وزادصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام (٢) .

٣١١ ـ إسحاق بن محمّد بن أحمد :

ابن أبان بن مرّار بن عبد الله ـ يعرف عبد الله : عقبة وعقاب ـ بن الحارث النخعي ، أخو الأشتر ، وهو معدن التخليط ، له كتب(٣) في التخليط. عنه الجرمي ،جش (٤) .

صه ، إلى : في التخليط ؛ وزاد بعد مرّار : بالراء المشدّدة وبعد الألف راء أيضا ، وبعد عقبة : بالمهملة المضمومة والقاف والباء الموحّدة ، وبعد الأشتر : يكنّي أبا يعقوب(٥) . ثمّ زاد : لا أقبل روايته.

قال ابن الغضائري : إنّه كان فاسد المذهب ، كذّابا في الرواية ، وضّاعا في الحديث(٦) ، لا يلتفت إلى ما رواه ، ولا يرتفع(٧) بحديثه ، وللعياشي معه خبر في وضعه للحديث مشهور ، والاسحاقيّة تنسب إليه(٨) ،

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٤٢ / ٢.

(٢) الخلاصة : ١١ / ١‌

(٣) في نسخة « ش » : كتاب.

(٤) رجال النجاشي : ٧٣ / ١٧٧.

(٥) في المصدر زيادة : الأحمر.

(٦) في المصدر : وضّاعا للحديث.

(٧) في المصدر : ينتفع.

(٨) الخلاصة : ٢٠١ / ٥.

٣٠

انتهى.

ويحتمل أن يكون ما ذكر من تكنّيه بأبي يعقوب وخبر العياشي معه لابن محمّد البصري ، وذكر هنا لاشتباه.

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن أبان المخلّط ، عنه الجرمي.

وأمّا غيره فلم نظفر له بأصل ولا كتاب(١) .

٣١٢ ـ إسحاق بن محمّد البصري :

رمي بالغلو ، من أصحاب الجوادعليه‌السلام ،صه (٢) .

وفيكش في ترجمة سلمانرضي‌الله‌عنه : نصر بن الصباح ـ وهو غال ـ قال : حدّثني إسحاق بن محمّد البصري ، وهو متّهم(٣) .

وفي ترجمة المفضّل بن عمر : إنّه من أهل الارتفاع(٤) .

وفي موضع آخر : وهو غال ، وكان من أركانهم أيضا(٥) .

وفي موضع آخر : قال أبو عمرو : سألت أبا النضر محمّد بن مسعود عن جميع هؤلاء ، فقال : أمّا أبو(٦) يعقوب إسحاق بن محمّد البصري فإنّه كان غاليا ، وصرت إليه إلى بغداد لأكتب عنه ، وسألته كتابا نسخه(٧) ، فأخرج إليّ من أحاديث المفضّل بن عمر في التفويض ، فلم أرغب فيه ، فأخرج إليّ أحاديث مشيخته(٨) من الثقات. ورأيته مولعا بالحمامات المراعيش ،

__________________

(١) هداية المحدثين : ١٨٠.

(٢) الخلاصة : ٢٠٠ / ٣ ، وفيها : يرمى بالغلو.

(٣) رجال الكشي : ١٨ / ٤٢ ، وفي نسخة « ش » : وهو منهم.

(٤) رجال الكشي : ٣٢٦ / ٥٩١.

(٥) رجال الكشي : ٣٢٢ / ٥٨٤.

(٦) أبو ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٧) في المصدر : أنسخه.

(٨) في المصدر : منتسخة.

٣١

ويمسكها ، ويروي في فضل إمساكها أحاديث. وهو أحفظ من لقيته(١) ، انتهى.

وفيتعق : احتمل في النقد اتّحاده مع السابق(٢) .

ولعلّ رميه بالغلو لاعتقاده الجميل بالمفضّل ، وروايته الحديث في جلالته ، واعتنائه بما نقل عنه في التفويض ، وهذا لا يوجب طعنا ولا غلوّا ، وإن كان عند القدماء أدون منه غلوّا ، كنفي السهو عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورواياته صريحة في خلاف الغلو ، وهي من الكثرة بمكان(٣) .

وفي سهل بن زياد ما يزيد بيانا.

قلت : لعلّ الأمر فيه كما أفاده ، إلاّ أنّ ذلك يخرج الرجل من الضعف إلى الجهالة.

ويمكن أن يصحّح ما يرويه عنه محمّد بن مسعود ، فتدبّر.

وفي نسختي منطس : النصري(٤) .

٣١٣ ـ إسحاق بن محمّد الحضيني :

ضا (٥) . وربما كان هو الثقة المتقدّم عنظم (٦) .

وفيتعق : يحتمل اتّحاده مع ابن إبراهيم الحضيني كما أشرنا ، فراجع(٧) .

__________________

(١) رجال الكشي : ٥٣٠ / ١٠١٤.

(٢) نقد الرجال : ٤٠ / ٣٠.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٤.

(٤) التحرير الطاووسي : ٤٣ / ٢٣ هامش رقم (١).

(٥) رجال الشيخ : ٣٦٩ / ٢٦.

(٦) رجال الشيخ : ٣٤٢ / ٢.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٤.

٣٢

٣١٤ ـ إسحاق المدائني :

هو ابن عمّار الساباطي ، لأنّ ساباط من قرى المدائن ،تعق (١) .

٣١٥ ـ إسحاق بن هلال :

عنه ابن أبي عمير(٢) كما قيل ؛ ففيه إشعار بوثاقته ،تعق (٣) .

٣١٦ ـ إسحاق بن يزيد بن إسماعيل :

الطائي ، على ما فيصه (٤) ، تقدّم بالموحّدة.

وفيتعق : حكم خالي بحسنه(٥) ، والظاهر لأنّ للصدوق طريقا إليه.

والظاهر أنّه : ابن بريد ـ بالموحّدة ـ كما تقدّم.

ولا يبعد أن يقال لإسحاق بن جرير : ابن يزيد ، نسبة إلى الجد ، كما اتّفق في أخيه خالد ، فتأمّل(٦) .

٣١٧ ـ إسحاق بن يعقوب :

في كتاب الغيبة للشيخ : أخبرني جماعة ، عن جعفر بن محمّد بن قولويه وأبي غالب الزراري ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن إسحاق بن يعقوب ، قال : سألت محمّد بن عثمان العمريرضي‌الله‌عنه (٧) أن يوصل لي كتابا فيه مسائل أشكلتعليّ ، فورد التوقيع بخطّ مولانا صاحب الدارعليه‌السلام :

أمّا ما سألت عنه ـ أرشدك الله وثبّتك ـ من أمر المنكرين لي من أهل‌

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٤.

(٢) الفقيه ٣ : ٣٧٦ / ١٧٧٥.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٥.

(٤) الخلاصة : ١١ / ٤.

(٥) الوجيزة : ٣٧٣ / ٥٦. وفي التعليقة : حكم خالي بكونه ممدوحا.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٥.

(٧) في المصدر :رحمه‌الله .

٣٣

بيتنا وبني عمّنا ، فاعلم أنّه ليس بين الله عزّ وجلّ وبين أحد قرابة ، ومن أنكرني فليس منّي ، وسبيله سبيل ابن نوح. إلى أن قال :

وأمّا وجه الانتفاع في غيبتي ، فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها السحاب عن الأبصار(١) . إلى أن قال :

وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإنّ ذلك فرجكم ، والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتّبع الهدى(٢) .

وهو توقيع طويل يتضمّن جملة من المسائل.

قلت : في الوسيط : قد يستفاد ممّا يتضمّنه علوّ رتبة الرجل ، فتدبّر(٣) .

قلت : هو الظاهر ، ولا يضرّ كونه هو(٤) الراوي بعد اعتناء المشايخ به ، ورواية جماعة من المشايخ له.

٣١٨ ـ أسد بن أبي العلاء :

قالكش : إنّه يروي المناكير ،صه (٥) ، د(٦) .

ذكركش ذلك في ترجمة المفضّل(٧) .

وفيظم : أسيد بن أبي العلاء(٨) .

وفيتعق : سنشير إلى حاله في ترجمة خالد بن نجيح(٩) ، ونذكر في‌

__________________

(١) في المصدر : فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبتها عن الأبصار السحاب.

(٢) الغيبة : ٢٩٠ / ٢٤٧.

(٣) الوسيط : ٢٤.

(٤) هو ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٥) الخلاصة : ٢٠٧ / ٦.

(٦) رجال ابن داود : ٢٣١ / ٥٣.

(٧) رجال الكشي : ٣٢٢ / ٥٨٥.

(٨) رجال الشيخ : ٣٤٣ / ١٦.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٠.

٣٤

المفضّل(١) التأمّل فيما ذكرهكش (٢) .

٣١٩ ـ أسد بن عفر :

بالمهملة المضمومة ، من شيوخ أصحاب الحديث الثقات ،صه (٣) ،(٤) . وكذاجش في ابنه داود(٥) .

أقول : إلاّ أنّ الذي فيه : أعفر ، كما وجدناه.

وفي الحاوي أيضا : فيما وجدناه من نسخجش : أعفر(٦) .

وفي نسختي منضح : عفير(٧) ، مصغّرا.

وفي الحاوي : إنّ النسخ متّفقة على ذلك(٨) ، فتدبّر.

وفي الوجيزة : أسد بن عفر ، ثقة(٩) .

٣٢٠ ـ أسد بن معلى بن أسد :

العمّي(١٠) البصري ، رجل من أصحابنا ، إخباري ، بصري ، له كتاب أخبار صاحب الزنج ،جش (١١) .

أقول : هذا الذي ينبغي ، والذي عثرت عليه من رجال الميرزا فيه أنّه‌

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٠.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٠.

(٣) الخلاصة : ٢٤ / ١٢.

(٤) رجال ابن داود : ٤٩ / ١٦٧.

(٥) رجال النجاشي : ١٥٧ / ٤١٤.

(٦) حاوي الأقوال : ٣٣ / ١٠١.

(٧) إيضاح الاشتباه : ١٧٦ / ٢٦٢.

(٨) حاوي الأقوال : ٣٣ / ١٠١.

(٩) الوجيزة : ١٥٩ / ١٧٩.

(١٠) في نسخة « ش » : القمي.

(١١) رجال النجاشي : ١٠٦ / ٢٦٦.

٣٥

بدلجش :لم (١) . وهو سهو من الكتّاب.

هذا ، وفي نسخة صحيحة منجش : جلّ ـ أي جليل ـ والناسخ ربما لا يفهم المعنى فيزعم سقوط الراء.

وفي الوجيزة : ممدوح(٢) .

٣٢١ ـ أسعد بن زرارة :

أبو أمامة الخزرجي ، وهو من النقباء الثلاثة ليلة العقبة ،صه (٣) ، ل(٤) .

٣٢٢ ـ إسكندر بن دربيس :

غير مذكور في الكتابين.

وفيعه : الأمير الزاهد صارم الدين إسكندر بن دربيس بن عكبر الورشيدي الخرقاني ـ من أولاد مالك بن الحارث الأشتر النخعي ـ صالح ، ورع ، ثقة ، انتهى(٥) .

ويأتي ذكره في هارون بن موسى التلعكبري.

٣٢٣ ـ أسلم المكّي القوّاس :

قر(٦) ،ق (٧) .

وفيصه : أسلم المكّي مولى محمّد بن الحنفيّة ، روي أنّه أفشى سرّ‌

__________________

(١) منهج المقال : ٥٤.

(٢) الوجيزة : ١٥٩ / ١٨٠.

(٣) الخلاصة : ٢٣ / ٤.

(٤) رجال الشيخ : ٥ / ٣٣.

(٥) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٦ / ١٦.

(٦) رجال الشيخ : ١٠٧ / ٣٩.

(٧) رجال الشيخ : ١٥٢ / ١٩٨ ، وفيه القوّاس المكّي.

٣٦

محمّد بن عليّ الباقرعليهما‌السلام ، وأنّه قال : لو كان الناس كلّهم شيعة(١) لكان ثلثهم شكّاكا(٢) والربع الآخر أحمق ، رواهكش عن حمدويه ، عن أيّوب ابن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن سلاّر بن سعيد الجمحي.

ولا يحضرني الآن حال سلاّر ، فإن كان ثقة صحّ الحديث(٣) ، وإلاّ فالتوقّف في روايته متعيّن(٤) .

وفيكش بالسند المذكور عن أسلم ـ مولى محمّد بن الحنفيّة ـ قال : قال أبو جعفرعليه‌السلام : أما إنّه ـ يعني محمّد بن عبد الله بن الحسن ـ سيظهر ويقتل في حال مضيعة.

ثمّ قال : يا أسلم لا تحدّث بهذا الحديث أحدا ، فإنّه عندك أمانة.

قال : فحدّثت به معروف بن خربوذ ، وأخذت عليه مثل ما أخذ عليّ.

( فسأله معروف عن ذلك ، فالتفت إلى أسلم ، فقال أسلم : جعلت فداك أخذت عليه مثل الذي أخذت عليّ )(٥) .

فقالعليه‌السلام : لو كان الناس كلّهم لنا شيعة ، لكان ثلاثة أرباعهم شكّاكا والربع الآخر أحمق(٦) .

وفيتعق : فيه إشعار بنزاهته عن الشكّ في دين الله ، وصفاء عقيدته ، وكونه من خواصّهمعليهم‌السلام ، حيث أخبره بما لم يرض يطّلع عليه غيره ،

__________________

(١) في المصدر : لنا شيعة.

(٢) في المصدر : ثلاثة أرباعهم شكاكا وهو الصواب.

(٣) في المصدر : صح سند الحديث.

(٤) الخلاصة : ٢٠٧ / ٧.

(٥) ما بين القوسين لم يرد في نسخة : « ش ».

(٦) رجال الكشي : ٢٠٤ / ٣٥٩.

٣٧

ولو مثل معروف الجليل.

ولعلّه لذا قال : فإن كان ثقة صحّ. إلى آخره ، فتأمّل(١) .

أقول : الظاهر منصه أنّه فهم من الرواية الذم ، ولذا ذكره في القسم الثاني.

وقوله : روي أنّه أفشى. إلى آخره ، ينادي بذلك.

وقوله : فإنّ كان ثقة صحّ الحديث وإلاّ فالتوقّف متعيّن ، يريد أنّ مع صحّة الحديث يردّ حديثه لثبوت ذمّه وهو إفشاء السر ، وإلاّ فيتوقّف فيه.

وفي الحاوي : لا وجه للتوقّف في روايته على الحالين ، بل طرحها متعيّن(٢) .

وفي الوجيزة : فيه ذم(٣) .

وفيطس : أسلم المكّي. إلى قوله : عن سلاّر بن سعيد الجمحي(٤) ، من غير تفاوت حتّى في الاشتباه الواقع في العبارة ، فإنّه منهرحمه‌الله تبعه فيهصه كما في أكثر المواضع.

هذا ، والحقّ أنّه لا دلالة فيه على الذم ، وأمّا المدح ـ كما ظنّه دام فضله ـ فمقطوع بفساده.

٣٢٤ ـ إسماعيل بن آدم بن عبد الله :

ابن سعد الأشعري ، وجه من القمّيّين ، ثقة ،صه (٥) .

وزادجش : عنه محمّد بن أبي الصهبان(٦) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٥٥.

(٢) حاوي الأقوال : ٢٣١ / ١٢٢٧.

(٣) الوجيزة : ١٥٩ / ١٨٣.

(٤) التحرير الطاووسي : ٧٥ / ٤٦.

(٥) الخلاصة : ٩ / ١٣.

(٦) رجال النجاشي : ٢٧ / ٥٢.

٣٨

أقول : قال :شه : لا يبعد كونه ابن سعد الآتي عن الشيخ ، وربما كان اختصارا في النسب لا للمغايرة(١) .

وجزم ولده المحقّق بذلك ، وقال : فيجتمع له تزكية الشيخ وجش(٢) .

وفيمشكا : ابن آدم الثقة ، عنه محمّد بن أبي الصهبان(٣) .

٣٢٥ ـ إسماعيل بن إبراهيم القصير :

كوفي ،ق (٤) .

وفيصه : إسماعيل القصير بن إبراهيم بن بزة(٥) ، كوفيّ ثقة(٦) .

وكذاجش ، وزاد : عنه عليّ بن الحسن ، إلاّ أنّ فيه : ابن بز ، من غير هاء(٧) . ولعلّها سقطت من النسخة.

وفي نسخة الشهيد على ما نقلهشه : برّة ، بفتح الموحّدة وتشديد المهملة.

وفي نسخة أخرى : بضمّ الموحّدة وتشديد المهملة ، نقلهشه أيضا معلما عليه :ق (٨) .

وفيضح : بالموحّدة والزاي المخفّفة(٩) .

__________________

(١) نقلها المامقاني في التنقيح : ١ / ١٢٦ عن تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة ، ولم نجدها في نسختنا من التعليقة.

(٢) راجع منتقى الجمان : ١ / ٣٨ ، الفائدة السابعة ، وفيه إشارة إلى المطلب.

(٣) هداية المحدثين : ١٨.

(٤) رجال الشيخ : ١٤٧ / ٩٦ ، وفيه : إسماعيل بن إبراهيم بن برّة القصير الكوفي.

(٥) في المصدر : برّة.

(٦) الخلاصة : ١٠ / ١٨.

(٧) رجال النجاشي : ٣٠ / ٦١ ، وفيه : ابن بزّة.

(٨) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٩ ، باختلاف ، ونقل مضمون هذا الكلام المامقاني في التنقيح : ١ / ١٢٦.

(٩) إيضاح الاشتباه : ٩١ / ٣١.

٣٩

وفي د : بفتح الموحّدة والراء(١) .

وفيست : إسماعيل القصير ، له كتاب ، عدّة من أصحابنا ، عن هارون بن موسى ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن عمر بن كيسبة(٢) ، عن الطاطري ، عن محمّد بن زياد ، عنه(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن إبراهيم بن بزة الثقة ، عنه عليّ بن الحسن ، ومحمّد بن زياد(٤) .

٣٢٦ ـ إسماعيل بن أبي خالد محمّد :

ابن مهاجر بن عبيد ـ بضمّ العين ـ الأزدي ، روى أبوه عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وروى هو عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وهما ثقتان من أهل الكوفة من أصحابنا ،صه (٥) .

جش ، إلاّ : بضمّ العين(٦) .

وزادست : ولهذا إسماعيل(٧) كتاب القضايا ، مبوّب ، أخبرنا به أحمد ابن محمّد بن موسى ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن محمّد بن سالم ابن عبد الرحمن ، عن الحسين(٨) بن محمّد بن عليّ الأزدي ، عن أبيه ، عنه(٩) .

__________________

(١) رجال ابن داود : ٤٩ / ١٧٣.

(٢) في نسخة « ش » : أحمد بن عمر بن كليب كيسبة.

(٣) الفهرست : ١٤ / ٤٥.

(٤) هداية المحدثين : ١٨.

(٥) الخلاصة : ٨ / ٥ ، وفيها : إسماعيل بن أبي خالد بن محمّد.

(٦) رجال النجاشي : ٢٥ / ٤٦.

(٧) في الفهرست : ولإسماعيل.

(٨) في نسخة « ش » : الحسن.

(٩) الفهرست : ١٠ / ٣.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

(17)

واستقلال الخير وإن كثر من قولي وفعلي

واستكثار الشرّ وإن قلّ من قولي وفعلي

  استقلال الخير: عدّة قليلاً، واعتبار ما صدر من الإنسان من الخيرات شيئاً يسيراً، وإن كان في الواقع كثيراً، سواء الخير من أقواله أم أفعاله.

  واستكثار الشرّ: عدّة كثيراً، وإن كان في الواقع قليلاً نادراً، سواء في قول الشرّ أم عمله.

وهذه من الخصال المحمودة التي هي حيلةٌ وزينة.

ليس فقط لا يحدّث الإنسان الناس بخيراته وأعماله الخيّرة، بل يعدّها عنه نفسه نزراً يسيراً.

وفي مقابله إن صدر منه شيرٌ قليل، ليس فحسب لا يتهاون به، بل يعدّه عند نفسه كثيراً.

وهذا الاستقلال والاستكثار مفيدان غاية الفائدة في تهذيب النفس، وتزكية الروح، وذلك:

  أمّا استقلال الخير من نفسه، ففائدته عدم استيلاء العُجب عليه.

٢٢١

والعجب هو: استعظام العمل الصالح واستكثاره، والإدلال به، وأن يرى الإنسان نفسه خارجاً عن حدّ التقصير.

وهو يوجب سقوط العمل عن القبول، وهو مذموم، كما تلاحظ ذمّه في الأحاديث الشريفة، ومنها: ـ

1 ـ حديث الإمام الصادق عليه السلام قال: ـ

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ـ بينما موسى عليه السلام جالساً، إذ أقبل إبليس وعليه برنس ذو ألوان، فلمّا دنى من موسى عليه السلام خلع البرنس، وقام إلى موسى فسلّم عليه.

فقال له موسى: مَن أنت؟

فقال: أنا إبليس.

فقال له: أنت، فلا قرّب الله دارك.

قال: إنّي جئت لاُسلّم عليك كلمكانك من الله.

فقال له موسى عليه السلام: فما هذا البُرنس؟

قال: به أختطفُ قلوب بني آدم.

فقال موسى: فأخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذتَ عليه؟

قال: إذا أعجبته نفسه، واستكثر عمله، وصغر في عينه ذنبه (1).

2 ـ حديث الإمام الصادق عليه السلام قال:

قال داود النبيّ عليه السلام: لأعبدنَّ الله عبادة، ولأقرأنَّ قراءةً لم أفعل مثلها قطّ، فدخل في محرابه، ففعل.

فلمّا فرغ من صلاته، إذا هو بضفدع في المحراب، فقال لداود: ـ أعجبَكَ اليوم ما فعلت من عبادتك وقراءتك؟

__________________

(1) اُصول الكافي / ج 2 / ص 237 / ح 8.

٢٢٢

فقال: نعم.

فقال: لا يعجبنّك، فإنّي اُسبّح لله في كلّ ليلةٍ ألف تسبيحة، يتشعّب لي مع كلّ تسبيحة ثلاثة آلاف تحميدة، وأنّي لأكون في قعر الماء فيصوّت الطير في الهواء، فأحسبه جائعاً، فأطفوا له على الماء ليأكلني وما لي من ذنب (1) .

3 ـ حديث رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: ـ

تصعد الحفَظَة بعملِ العبد يزهر كالكوكب الدرّيّ في السماء، له دويٌّ بالتسبيح، والصوم، والحجّ، فيمرّ به إلى ملك السماء الرابعة فيقول له: قِف، فاضرب بهذا العمل وجة صاحِبه وبطنَه، أنا مَلَك العُجب، إنّه كان يعجبُ بنفسه، وأنّه عمل وأدخل نفسه العُجب، أمرني ربّي أن لا أدع عملَه يتجاوزني إلى غيري، فاضرب به وجه صاحبه (2) .

فاستقلال الإنسان الخير من نفسه يفيد الإنسان التحذّر عن هذا العجب المفسد لذلك العمل الخيّر.

  وأمّا استكثار الشرّ من نفسه، ففائدته عدم التهاون بالمعصية.

والتهاون بالمعصية هو جعلها هيّنةً، وعدم الاهتمام بها، وهو يوجب الجرأة على عصيان الله العظيم، عصيان جبّار السماء والأرض، وهو مذموم ممقوت كما تلاحظه في الأحاديث الشريفة منها: ـ

1 ـ حديث الإمام الصادق عليه السلام قال: ـ

إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله نزل بأرضٍ قرعاء ـ أي لا نبات ولا شجر فيها ـ فقال لأصحابه: ائتوا بحطب.

__________________

(1) بحار الأنوار / ج 71 / ص 230 / ح 7.

(2) مستدرك الوسائل / ج 1 / ص 141 / ح 17، ولاحظ قضيّة ابن الماوردي في كون العجب مقروناً بالجهل، في سفينة البحار / ج 6 / ص 156.

٢٢٣

فقالوا: يا رسول الله، نحن بأرضٍ قرعاء، ما بها من حطب.

قال: فليأت كلّ إنسن بما قدر عليه.

فجاؤوا به، حتّى رَمَوا بين يديه بعضه على بعض.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هكذا تجتمع الذنوب.

ثمّ قال: إيّاكم والمحقّرات من الذنوب... (1).

2 ـ حديث أمير المؤمنين عليه السلام: ـ

(أشدّ الذنوب ما استهان به صاحبه) (2) .

3 ـ حديث وصيّة النبيّ صلى الله عليه وآله لأبي ذرّ الغفاري رضوان الله عليه: ـ

يا أبا ذرّ.. إنّ المؤمن ليرى ذنبه كأنّه تحت صخرة، يخاف أن يقع عليه، وإنّ الكافر ليرى ذنبه كأنّه ذباباٌ مرَّ على أنفه.

يا أبا ذرّ، إنّ الله تعالى إذا أراد بعبدٍ خيراً جعل ذنوبه بين عينيه ممثّلة، والإثم عليه ثقيلاً وبيلاً، وإذا أراد بعبدٍ شرّاً أنساه ذنوبه.

يا أبا ذرّ، إنّ نفس المؤمن ارتكاضاً ـ أي اضطراباً ـ من ال خطيئة من العصفور حين يقذف في شَرَكه (3) .

فإذا استكثر الإنسان الشرّ من نفسه، لم يتهاون به، بل اشتدّ اجتنابه عنه.

فاللّازم علنيا في مكارم أخلاقنا أن نستقلّ الخير من أنفسنا في أقوالنا وأفعالنا وإن كثرت.

وأن نستكثر الشرّ من أنفسنا في أقوالنا وأفعالنا وإن قلّت.

__________________

(1) اُصول الكافي / ج 2 / ص 218 / ح 3.

(2) غرر الحكم ودرر الكلم / ج 1 / ص 192 / ح 318.

(3) بحار الأنوار / ج 77 / ص 79.

٢٢٤

وفي حديث الإمام الكاظم عليه السلام: ـ

(لا تستكثروا كثير الخير، ولا تستقلّوا قليل الذنوب، فإنّ قليل الذنوب يجتمع حتّى يكون كثيراً) (1) .

فالمفروض علينا أن نهذّب أنفسنا ونروّضها على هاتين الخصلتين، فنفكّر في خيرات وعبادات ومواعظ أولياء الله تعالى، فتصغر في أعيننا خيرنا وعبادتنا وأقوالنا.

ونفكّر في نزاهة أولياء الله من الشرور والذنوب في قولٍ أو فعلٍ منهم، فتكثر في أعيينا شرورنا ومعاصينا.

وأهل البيت عليهم السلام لم يكن لهم شرٌّ في الحياة في آنٍ من الآنات، وكانت حياتهم مليئة بالخيرات والطيّبات من أقوالهم وأفعالهم، وبالرغم من ذلك كانوا يستقلّون خير أنفهسم، كما مرّ عليك في حديث الأعرابي الذي وفدَ على الإمام الحسين عليه السلام حين أغناه بأربعة آلاف دينار، ومع ذلك كان يعتذر إليه بقلّة النفقة منه (2) .

__________________

(1) بحار الأنوار / ج 73 / ص 346.

(2) بحار الأنوار / ج 44 / ص 190.

٢٢٥

٢٢٦

(18)

وأكمِلْ ذلكَ لي بدوام الطاعة

الطاعة هي: موافقة الأمر، وامتثاله والانقياد له.

كامتثال أوامر الله تعالى ونواهيه، فإنّه طاعةٌ لله تعالى.

ودوام الطاعة: استمرارها، مضافاً إلى إيجادها وتحقّقها.

والسعادة العظمى في الدُّنيا والآخرة هي إطاعة الله تعالى، وإطاعة من أمرنا الله تعالى بإطاعتهم.

وهم الرسول الأعظم وأهل بيته الكرام عليهم السلام فو قوله عزّ اسمه: ـ

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) (1) .

وقد تظافرت الأحاديث من الفريقين في تفسير اُولي الأمر بأهل البيت الطيّبين، الأئمّة المعصومين عليهم السلام (2) .

وهذه الإطاعة فوز الدُّنيا والآخرة، وسعادة الدارين الاُولى والاُخرى.

__________________

(1) سورة النساء: الآية 59.

(2) لاحظ تفسير البرهان / ج / ص /. وإحقاق الحقّ / ج 3 / ص 424.

٢٢٧

قال تعالى: ( يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) (1) .

وقال عزّ اسمه: ـ ( وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا ) (2) .

وذكرت الأحاديث الشريفة فضلها وفضيلتها في جملة منها مثل: ـ

1 ـ حديث رسول الله صلى الله عليه وآله: ـ

(... إنّ طاعة الله نجاحُ كلّ خيرٍ يُبتغى، ونجاةٌ من كلّ شرٍّ يُتّقى، وإنّ الله العظيم يعصم من أطاعه، ولا يعتصم منه من عصاه) (3) .

2 ـ حديث الإمام الرضا عليه السلام في قوله تعالى: ( يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) (4) قال عليه السلام: ـ (لقد كان ابنه، ولكن لمّا عصى الله عزّوجلّ نفاه الله عن أبيه.

كذا من كان منّا لم يطع الله فليس منّا.

وأنت إذا أطعت الله فأنت منّا أهل البيت) (5) .

فإطاعة الله تعالى هو الإكسير الأعظم، والفوز الأتمّ، بخير الدارين، وسعادة النشأتين والاستمرار عليها.

وإطاعة الإنسان لربّه، وللرسول صلى الله عليه وآله، ولأهل البيت عليهم السلام، عجيبة في النتيجة، من حيث إنّها توجب أن يكون الإنسان من أولياء الله المقرّبين، ومن مظاهر قدرة ربّ العالمين، حتّى أنّها توجب نيل الكرامات وإطاعة المخلوقات للإنسان كما تلاحظه في مثل: ـ

1 ـ الصاحبي الجليل سلمان المحمّدي رضوان الله تعالى عليه، وقضاياه التي

__________________

(1) سورة الأحزاب: الآية 71.

(2) سورة النساء: الآية 69.

(3) بحار الأنوار / ج 77 / ص 69.

(4) سورة هود: الآية 46.

(5) بحار الأنوار / ج 43 / ص 230.

٢٢٨

تلاحظها في مثل حديث القدر المغلي (1) ، وحديث طينته (2) .

2 ـ جابر الجُعفي رضوان الله تعالى عليه، وقضاياه التي تجدها في مثل طيّ الأرض له، وسفره إلى أرض السواد (3) .

وهذه الفقرة من الدّعاء الشريف يُطلب فيها من الله تعالى تكميل تلك المكارم الأخلاقيّة المتقدّمة: بسط العدل، وكظم الغيظ.. إلخ، بدوام طاعة الله تعالى، وعدم عصيانه.

فإنّ ترك الطاعة وارتكاب المعصية، نقضٌ لتلك المكارم الأخلاقيّة، بل موجبٌ لارتكاب الاُمور المذمومة، والأفعال المحرّمة.

فيُطلب دوام الطاعة في الأوامر والنواهي الإلهيّة، وفي الصفات المرغوبة الأخلاقيّة.

وهذا يحتاج إلى الطلب من الله تعالى؛ لأنّ البقاء على العمل أصعب من نفس إتيان العمل، ومستلزمٌ للصبر وتحمّل المشقّة.

  والمثل الأعلى في دوام الطاعة، وعدم الخروج عنها طرفة عين هم أهل البيت عليهم السلام الذين لم يعصوا ولا يعصون الله تعالى فيما أمرهم، ولا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.

لم يخالفوا الله تعالى في صفيرةٍ ولا كبيرة، في شدّةٍ ولا رخاء، حتّى أنّهم لم يفعلوا ما كان الأولى تركه، ولم يتركوا ما كان الأولى فعله.

فاتّصفوا بالعصمة الكبرى والطهارة العظمى، كما تدلّ عليه أدلّة الكتاب والسنّة مثل: آية التطهير، وأحاديث العصمة المرويّة من طرق الفريقين (4).

__________________

(1) رجال الكشّي / ص 19.

(2) الاختصاص / ص 221.

(3) رجال الكشّي / ص 172.

(4) لاحظ تحقيقه ومصادره في كتاب العقائد الحقّة / ص 349 / مبحث العصمة.

٢٢٩

فيلزم علينا الاقتداء بأهل البيت عليهم السلام، وتكميلاً للصفات الحسنة التي هي حلية الصالحين وزينة المتّقين، وترويض النفس على الصبر عليها، وعدم إبداء السخط منها، لكي يحصل لنا الكمال بتلك الصفات، والأجر بالصبر عليها، وعدم الندامة من تركها.

فإنّ تركها يوجب الندم، وإظهار السخط منها يوجب الخجل، كما في قضيّة ذلك العالم المحقّق الذي أبدى السخط، ولم يصبر عند تأخير حاجته، فحصلت له الندامة.

فقد حكى بعض السادة الأجلّاء الثقات عن أحد العلماء المحقّقين الذي كان يؤلّف كتاباً في الدفاع عن أهل البيت عليهم السلام الذي هو من أهمّ الوظائف الشرعيّة على علماء الدِّين، وأصحاب القلم من المحقّقين.

فاحتاج هذا العالم في مصادر كتابه إلى كتاب كان نادر الوجود، وكلّما بحث عنه في النجف الأشرف لم يعثر عليه، وكان يعلم أنّه موجود في النجف، لكن لم يعرف أنّه عندَ مَن.

فتوسّل بالإمام أمير الؤمنين عليه السلام أن يهيّئ له ذلك الكتاب، حتّى يستعيره ويستفيد منه وينقل عنه.

ودام التوسّل بالإمام عليه السلام ستّة أشهر متواصلة، لكن لم تحصل له النتيجة.

وبعد هذه المدّة الكثيرة، وبينما هو أمام الضريح المقدّس، وملتصقٌ به، ويتوسّل بالإمام ويطلب منه الكتاب ويقول:

(أنت مولاي، وتعلم بإذن الله تعالى أين يوجد الكتاب، وأنا محتاج إليه، فارشدني إلى موضعه).

بينما هو يقول هذا، إذ سمع من الطرف الآخر من الضريح لمقدّس، شخصاّ

٢٣٠

آخر يطلب من الإمام عليه السلام حاجته، ويبدو من لسانه أنّه شخصٌ قرويّ، ويقول بلهجةٍ حادّة للإمام عليه السلام: ـ

(لو لم تعطني حاجتي لا أزورك بعد هذا أبداً).

ومرّت سبعة أيّام على هذه القضيّة، وبينا أنا أيضاً مقابل للضريح الشريف أطلب حاجتي، إذ سمعت ذلك القروي يقول للأمير عليه السلام بلهجته الخاصّة: ـ

(أروح لك فدوه يا علي، أعطيتني حاجتي، كفو، كفو، كفو).

قال ذلك العالم: لمّا رأيت أنا ذلك هاجت نفسي، وخرجتُ عن الطبيعة، ونفذ صبري، وصرتُ أقول للإمام عليه السلام بخشونة شديدة.

(شنو حاجة هذا المعيدي غير الدُّنيا، تعطيه سريعاً، ولا تعطيني حاجتي وهي للدفاع عنكم وكتابة فضائلكم).

وخرجت من الحرم الشريف شبه الزعلان، وبحالة الغضب ـ وهذا هو محلّ الصبر على الطاعة وعلى تلك المكارم الأخلاقيّة، وامتحان من يدوم له لين العريكة ومن لا يدوم ـ.

ولمّا وصلت إلى داري ندمتُ كثيراً على أنّه لماذا تجاسرت بخدمة الإمام عليه السلام وهو خلاف الأدب.

وخصوصاً وبيما أنا كذلك، إذ طرق باب الدار جارٌ لنا، فذهب ولدي وفتح الباب، ودخل عَليَّ جارنا، فرحّبت به، وجلس عندي، ودار الكلام عندنا فقال الجار: نحن في حالة انتقال إلى دارٍ جديد، وقد نظّفنا دارنا الفعلي لنحوّله إلى المشتري، وفي أثناء تنظيف رفوف الدار عثرتُ في الرفّ الأعلى على كتابٍ أنا لا أستفيد منه لأنّي لا أعرف القراءة والكتابة..

فقلتُ لابني: ـ إذهب بهذا الكتاب، واجعله في المسجد.

فقال ابني: ـ لا يا أبه، لا تجعله في المسجد، بل أعطه لجارنا العالم ـ حتّى

٢٣١

يستفيد منه، وهو هذا الكتاب، جئت به إليك هديّة لك.

قال ذلك العالم: فأخذتُ منه الكتاب، فإذا هو نفس الكتاب الذي طلبته من أمير المؤمنين عليه السلام، طلبتُ منه أن يرشدني إليه لأستعيره، لكن ذلك الكريم صلوات الله عليه أهداه لي، وملّكه بدل الاستعارة.

فذهبت واعتذرت من أمير المؤمنين عليه السلام على سوء أدبي، وعدم صبري، وتشكّرت منه على لطفه وإحسانه.

وعليه فالمطلوب تكميل مكارم الأخلاق بدوام الطاعة واستمرارها، وعدم النقض بالمعاصي والمحرّمات، أما بما يخالف الأخلاقيّات.

فيُستدام على الطاعات بصبر، ويستمرّ على المكارم والأخلاقيّات بتحمّل، فيحصل بذلك الكمال الكامل، والفضل الشامل.

٢٣٢

(19)

ولزوم الجماعة

اللّزوم هو: الملازمة، وعدم المفارقة.

والجماعة هي: جماعة الناس..

والمراد بها جماعة المؤمنين المتّفقين على المذهب الحقّ، لا كلّ جماعةٍ وإن كانت باطلة.

و «أل» فيها عهديّة، والمعهود في الدّعاء جماعة أهل الحقّ..

نظير «أل» العهديّة في القرآن الكريم في قوله تعالى: ( النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ) (1) حيث إنّ المعهود فيها نبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله.

وقوله عليه السالم: (ولزوم الجماعة) معطوف على قوله: (بدوام الطاعة) أي واكمل لي ذلك بلزوم الجماعة.

فتكمل المكارم الأخلاقيّة المتقدّمة بدوام طاعة الله تعالى والاستمرار عليها، وملازمة جماعة أهل الحقّ وعدم مفارقتهم.

بل عدم مفارقتهم ولو لحظةً واحدة حتّى يدصق التلازم وعدم الافتراق، كما

__________________

(1) سورة الأحزاب: الآية 6.

٢٣٣

تلاحظه في الملازمة بين طلوع الشمس ووجود النهار، فإنّهما لا يفترقان أبداً.

حيث إنّ المفارقة عن الحقّ لا يعني إلّا الدخول في الباطل، فإنّه ليس بعد الحقّ إلّا الضلال.

ويدلّ على كون المراد بالجماعة جماعة أهل الحقّ، الحديث الصادقي الشريف:

(سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله: ما جماعة اُمّتك؟

فقال: ـ جماعةُ اُمّتي أهل الحقّ، وإن قلّوا).

وفي حديثٍ آخر: (فقال: من كان على الحقّ، وإن كانوا عشرة) (1) .

فمفاد الدعاء الشريف طلب ملازمة جماعة أهل الحقّ التي هي الفضائل المكمّلة لمكارم الأخلاق، ومعالي الصفات.

فهي التي تكون حلية الصالحين، وزينة المتّقين، وإلّا فملازمة أهل الباطل رذيلة ومعيبة، وليست حلية وزيزنة.

والجدير بالبيان هو معرفة أنّه:

مَن هم جماعة أهل الحقّ الذين يلزم متابعتهم وملازمتهم؟

الجواب: هم الذين بيّنهم الرسول الأعظم، ونصّ عليهم صاحب هذا الدِّين، النبيّ الأمين صلى الله عليه وآله، فقال في الأحاديث المتظافرة المتّفق عليها بين الفريقين: ـ

(عليٌّ مع الحقّ والحقّ معه، يدور حيثما دار) (2) .

(أهل بيتي مع الحقّ، والحقّ معهم، لا يفارقهم ولا يفارقوه) (3) .

فمحور الحقّ هم عليٌّ وأهل البيت عليهم السلام، فإذا أردنا أن نعرف أنّه هل هذا الشخص على الحقّ أو على الباطل؟

__________________

(1) رياض السالكين / ص 224.

(2) غاية المرام / ص 539.

(3) إحقاق الحقّ / ج 9 / ص 479.

٢٣٤

يكون المحك هو عليّ عليه السلام.. فإن كان الشخص مع عليّ عليه السلام فهو على حقّ، وإلّا فهو على باطل.

فأمير المؤمنين عليه السلام (هو فارق بين الحقّ والباطل) كما نصّ عليه رسول الله صلى الله عليه وآله (1) .

ولذلك عبّر عنه الرسول في واقعة الخندق بالإيمان كلّه، ومنحه أعظم وسام بقوله صلوات الله عليه وآله: ـ (برز الإيمان كلّه).

فكلّه حقّ لأنّ كلّه إيمان، فمن كان معه كان مع الحقّ ومن أهل الإيمان، ومن لم يكن معه فهو على باطل وعلى غير إيمان.

فيتّضح جيّداً أنّ المراد بالجماعة في الدعاء الشريف هم جماعة عليّ وأهل البيت عليهم السلام فهم جماعة أهل الحقّ الذي تكون ملازمتهم فضيلة وحلية.

وقد عقد العلّامة المجلسي أعلى الله مقامه باباً في البحار في لزوم الجماعة بأحاديث شريفة منها: ـ

حديث علي بن جعفر عن أخيه الإمام موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلام قال: ـ

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ـ

من فارق جماعة المسلمين فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه.

قيل: يا رسول الله وما جماعة المسلمين؟

قال: جماعة أهل الحقّ وإن قلّوا (2) .

وفائدة ملازمة أهل البيت عليهم السلام هي سعادة الدُّنيا والآخرة.

ففي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله: ـ

(إلزموا عليّ بن أبي طالب، فاز من لزمه) (3) .

__________________

(1) إحقاق الحقّ / ج 4 / ص 26.

(2) بحار الأنوار / ج 29 / ص 68 / ب 3 / ح 1.

(3) إحقاق الحقّ / ج 4 / ص 26، و ص 149.

٢٣٥

وفي حديث الإمام الرضا عليه السلام: ـ

(مَن لزمنا لزمناه، ومن فارقَنا فارقناه) (1) .

وفي حديث الزيارة الجامعة المباركة: ـ

(فاز مَن تمسّك بكم، وأمِنَ مَن لجأ إليكم، وسَلِم مَن صدّقكم، وهُدي من اعتصم بكم) (2) .

فنسأل الله تعالى أن يرزقنا ملازمتهم، ويديم لنا موالاتهم، ويمنّ علينا بالجنّة معهم كما في بشارة رسول الله صلى الله عليه وآله: ـ

(من أحبَّ أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، ويدخل الجنّة التي وعدني ربّي، فليتولّ عليّاً بعدي، فإنّه لن يخرجكم من هدى، ولن يدخلكم في ردى) (3) .

__________________

(1) وسائل الشيعة / ج 18 / ص / ب / ح.

(2) عيون الأخبار / ج 2 / ص 277.

(3) أمالي الشيخ الطوسي / ج 2 / ص 107.

٢٣٦

(20)

ورفضِ أهلِ البِدَع ومستعملي الرأي المخترَع

الرفض هو الترك، والردّ، وعدم القبول.

والبدَع: جمع بدعة، وهي اسمٌ من الابتداع بمعنى الإحداث والإختراع.

قال في المجمع: ـ (البدعة: بالكسر فالسكون: الحدثُ في الدِّين وما ليس له أصلٌ في كتابٍ ولا سنّة.

وإنّما سمّيت بدعة لأنّ قائلها ابتدعها من نفسه) (1) .

وقال في المرآة: ـ (البدعة في عرف الشرع ما حدث بعد الرسول صلى الله عليه وآله، ولم يَرد فيه نصٌّ على الخصوص، ولا كيون داخلاً في بعض المعلومات، أو ورد فيه نهيٌ عنه خصوصاً أو عموماً) (2) .

ويؤيّده الحديث الشريف: ـ السُنّة ما سنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله، والبدعة ما اُحدث من بعده) (3) .

__________________

(1) مجمع البحرين / ص 370.

(2) مرآة الأنوار / ص 78.

(3) بحار الأنوار / ج 2 / ص 266.

٢٣٧

وعُرّفت في الاصطلاح الفقهي بأنّها هي: ـ

(إدخال ما ليس من الدِّين في الدِّين، نظير إدخال التكتّف في الصلاة.

ومثله إخراج ما ثبت في الدٍّين من الدِّين، نظير إسقاط حيَّ على خير العمل من الأذان).

وقد حدثت هذه البِدَع المذمومة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بواسطة الغاصبين والظالمين والمنحرفين.

وقد ذكر السيّد الجليل شرف الدِّين أعلى الله مقامه في كتابه الخاصّ بذلك (النصّ والاجتهاد) 71 مورداً من بدع الغاصبين، منها: ـ

1 ـ غصب نحلة الزهراء عليها السلام، وبدعتهم أنّ الرسول لم يورّث، وهذه بدعة الأوّل والثاني.

2 ـ قتل مانعي الزكاة بما جناه خالد بن الوليد في مالك بن نويرة، وهذه بدعة الأوّل.

3 ـ تحريم متعة الحجّ، ومتعة النساء، وهذه كانت من قِبَل الثاني.

4 ـ إسقاط طواف النساء من الحجّ.

5 ـ إسقاط (حيّ على خير العمل) من الأذان.

6 ـ إدخال الصلاة خيرٌ من النوم في أذان الصبح.

7 ـ تشريع الطلاق ثلاثاً مؤبّداً في مجلسٍ واحد.

8 ـ تشريع صلاة التراويح.

9 ـ حكم الثاني بسقوط الصلاة عند فقدان الماء.

10 ـ تقديم الثالث رأيه على نصوص الكتاب والسنّة، كإتمامه الصلاة في السفر، وإعطاءه الخمس لغير بني هاشم، بل للطريد مروان بن الحكم (1) .

__________________

(1) لاحظ للاستقصاء كتاب الغدير / ج 6 / فصل نوادر الأثر، خصوصاً الصفحات: ـ 83، 108، 187، 282، 294.

٢٣٨

هذه هي البدع المبتدعة التي يأتي بيان فسادها وذمّها في الأحاديث الشريفة.

وفي هذا الدعاء الشريف يُطلب من الله تعالى التكميل برفض أهل البدع، وتركهم، وعدم القبول منهم.

أي واكمل لي ذلك برفض أهل البدع.

  قوله عليه السلام: ـ (ومستعملي الرأي المخترع) عطفٌ على أهل البدَع، أي واكمل لي ذلك برفض مستعملي الرأي المخترع.

ومستعملي الرأي المخترع هم الذين اخترعوا رأياً من عند أنفسهم، وبناقص عقولهم، ثمّ عملوا به وأفتوا على طبقه، كاختراع القياس في الدِّين.

والرأي المخترع قسمٌ من البدعة، لأنّه إدخال ما ليس من الدِّين في الدِّين، خصّص بالذمّ، وأكّد بالردع.

ومذموميّة البدعة واختراع الرأي ممّا تظافرت به الأدلّة المعتبرة، والأحاديث الشريفة.

فتكون صفةً مذمومة منافية للتقوى والصلاح، فيلزم تركها، والابتعاد عنها في سبيل تحصيل التقوى، وتزيين الصالحين.

وممّا ورد في ذمّ البدعة والرأي المخترّع: ـ

1 / حديث الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما السلام قالا: ـ

(كلّ بدعة ضلال، وكلّ ضلالة سبيلها إلى النار) (1).

2 / حديث الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: ـ

(لا تصحبوا أهل البدع، ولا تجالسوهم، فتصيروا عند الناس كواحدٍ منهم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المرء على دين خليله) (2) .

__________________

(1) اُصول الكافي / ج 1 / ص 45.

(2) اُصول الكافي / ج 2 / ص 278.

٢٣٩

3 / حديث أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: ـ

(من مشى إلى صاحب بدعةٍ فوقّره، فقد مشى في هدم الإسلام) (1) .

4 / حديث رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: ـ

(من أحدث في الإسلام، أو آوى مُحدِثاً، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) (2) .

5 / حديث الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: ـ

(إنّ أصحاب المقاييس طلبوا العلم بالمقاييس، فلم تزدهم المقاييس من الحقّ إلّا بُعداً، وإنّ دين الله لا يُصاب بالعقول) (3) .

وعليه فالبدعة وإحداث الرأي المخترَع من الضلال والباطل، وقد ارتكب أشنعه أهل الخلاف كما ذكر شيٌ منها في الفصل الثالث من كتابنا: شيعة أهل البيت عليهم السلام.

فقد حكى الزمخشري عن يوسف بن أسباط أنّه قال: ردّ أبو حنيفة على النبيّ أربعمائة حديث...

قيل: مثل ماذا؟

قال: مثل هذا: ـ

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «للفرس سهمان».

وقال أبو حنيفة: لا أجعل سهم بهيمة أكثر من سهم المؤمن (4) .

وأشعر رسول الله صلى الله عليه وآله البُدن.

__________________

(1) عقاب الأعمال / ص 307.

(2) مستدرك الوسائل / ج 12 / ص 322.

(3) اُصول الكافي / ج 1 / ص 56 / ح 7. وفي الحديث 20 (أوّل من قاس إبليس).

(4) يردّه أنّ سهمي الفرس من غنائم الحرب يكون لنفس الفارس، لعنائه، وتكلّفه مؤونة فرسه، ومأكله واصطبله، لا لنفس الفرس حتّى يكون سهماً للبهيمة كما توهّم.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500