منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

منتهى المقال في أحوال الرّجال16%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-90-6
الصفحات: 500

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 263174 / تحميل: 5612
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٠-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

٣ ـ المستشهدون من الأصحاب بالمبارزة

٣٤ ـ خروج مسلم بن عوسجة ونافع بن هلال للقتال :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ٢ ص ١٤)

ثم خرج مسلم بن عوسجة الأسدي وهو يقول :

إن تسألوا عني فإني ذو لبد

من فرع قوم من ذرى بني أسد

فمن بغاني حائد عن الرشد

وكافر بدين جبار صمد

ثم تابعه نافع بن هلال الجملي وهو يقول :

أنا على دين علي

ابن هلال الجملي

أضربكم بمنصلي

تحت عجاج القسطل

فخرج لنافع رجل من بني قطيعة ، فقال لنافع : أنا على دين عثمان. فقال نافع :

إذن أنت على دين الشيطان ، وحمل عليه فقتله. فأخذ نافع ومسلم يجولان في ميمنة ابن سعد.

٣٥ ـ تشجيع عمرو بن الحجاج لقومه ، واعترافه بشجاعة أصحاب الحسينعليه‌السلام :

(مقتل المقرم ، ص ٢٩٦)

وأخذ أصحاب الحسينعليه‌السلام بعد أن قلّ عددهم وبان النقص فيهم ، يبرز الرجل بعد الرجل ، فأكثروا القتل في أهل الكوفة. فصاح عمرو بن الحجاج بأصحابه :أتدرون من تقاتلون؟!. تقاتلون فرسان المصر وأهل البصائر وقوما مستميتين ، لا يبرز إليهم أحد منكم إلا قتلوه على قلتهم. والله لو لم ترموهم إلا بالحجارة لقتلتموهم.

فقال عمر بن سعد : صدقت ، الرأي ما رأيت. أرسل في الناس من يعزم عليهم أن لا يبارزهم رجل منكم ، ولو خرجتم إليهم وحدانا لأتوا عليكم(١) .

__________________

(١) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٤٩.

٦١

زحف الميمنة

٣٦ ـ عمرو بن الحجاج يزحف على ميمنة الحسينعليه‌السلام :

(الإرشاد للمفيد ، ص ٢٣٦)

وحمل عمرو بن الحجاج على ميمنة أصحاب الحسينعليه‌السلام فيمن كان معه من أهل الكوفة. فلما دنا من أصحاب الحسينعليه‌السلام جثوا له على الرّكب ، وأشرعوا بالرماح نحوهم ، فلم تقدم خيلهم على الرماح ، فذهبت الخيل لترجع ، فرشقهم أصحاب الحسينعليه‌السلام بالنبل ، فصرعوا منهم رجالا وجرحوا منهم آخرين(١) .

وكان عمرو بن الحجاج يقول لأصحابه : قاتلوا من مرق من الدين ، وفارق الجماعة. فصاح الحسينعليه‌السلام : ويحك يا حجّاج أعليّ تحرّض الناس؟. أنحن مرقنا من الدين وأنت تقيم عليه؟!. ستعلمون إذا فارقت أرواحنا أجسادنا من أولى بصليّ النار(٢) !.

٣٧ ـ عمرو بن الحجاج يتهم الحسينعليه‌السلام بالمروق من الدين ، وجواب الحسينعليه‌السلام له :

(مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ١٥)

ثم دنا عمرو بن الحجاج من أصحاب الحسينعليه‌السلام . ثم صاح بقومه : يا أهل الكوفة الزموا طاعتكم وجماعتكم ، ولا ترتابوا في قتل من مرق من الدين ، وخالف إمام المسلمين. فقال له الحسينعليه‌السلام : يابن الحجاج أعلي تحرّض الناس؟.أنحن مرقنا من الدين وأنتم ثبتّم عليه؟!. والله لتعلمنّ أيّنا المارق من الدين ، ومن هو أولى بصليّ النار(٣) .

مصرع مسلم بن عوسجة الأسدي

__________________

(١) كامل ابن الأثير ، ج ٤ ص ٢٧.

(٢) البداية والنهاية لابن كثير ، ج ٨ ص ١٨٢.

(٣) مقتل المقرم ، ص ٢٩٦ عن كامل ابن الأثير ، ج ٤ ص ٢٧.

٦٢

٣٨ ـ مصرع مسلم بن عوسجة الأسدي ووصيته لحبيب بن مظاهر ، وما شهده شبث بن ربعي بمسلم :(مقتل الحسين للمقرم ، ص ٢٩٧)

ثم حمل عمرو بن الحجاج من نحو الفرات فاقتتلوا ساعة ، وفيها قاتل مسلم ابن عوسجة ، فشدّ عليه مسلم بن عبد الله الضبابي وعبد الله بن خشكارة البجلي(١) وثارت لشدة الجلاد غبرة شديدة ، وما انجلت الغبرة إلا ومسلم صريعا وبه رمق.فمشى إليه الحسينعليه‌السلام ومعه حبيب بن مظاهر الأسدي ، فقال له الحسينعليه‌السلام :رحمك الله يا مسلم( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) [الأحزاب :٢٣]. ودنا منه حبيب وقال : عزّ عليّ مصرعك يا مسلم ، أبشر بالجنة. فقال قولا ضعيفا : بشّرك الله بخير. قال حبيب : لو لم أعلم أني في الأثر لأحببت أن توصي إليّ بكل ما أهمّك [حتى أحفظك في ذلك ، لما أنت أهله في القرابة والدين(٢) ].فقال له مسلم : بل أوصيك بهذا [وأشار إلى الحسينعليه‌السلام ] أن تموت دونه. فقال :أفعل وربّ الكعبة(٣) فما أسرع من أن مات. [وفي اللهوف ، ص ٦٠ أنه قال :لأنعمنّك عينا ثم مات] رضوان الله عليه.

وفي (مقتل الخوارزمي) ج ٢ ص ١٦ :

فصاحت جارية له : يا سيداه!. يابن عوسجتاه!.

فنادى أصحاب عمر بن سعد مستبشرين : قتلنا مسلم بن عوسجة. فقال شبث بن ربعي لبعض من حوله : ثكلتكم أمهاتكم ، أما إنكم تقتلون أنفسكم بأيديكم ، وتذلّون عزّكم [وفي رواية ابن الأثير : وتذلّون أنفسكم لغيركم]. أتفرحون أن يقتل مثل مسلم بن عوسجة؟!. أما والذي أسلمت له ، لربّ موقف له في المسلمين كريم. والله لقد رأيته يوم (سلق أذربيجان) ، قتل ستة من المشركين قبل أن تلتئم خيول المسلمين [أفيقتل مثله وتفرحون؟!].

__________________

(١) في مناقب ابن شهر اشوب أن الّذي قتله : مسلم الضبابي وعبد الرحمن البجلي.

(٢) مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٢٣.

(٣) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٤٩ ، وقد اعتبر شهادة مسلم أول الأصحاب.

٦٣

زحف الميسرة

٣٩ ـ زحف شمر بن ذي الجوشن على ميسرة الحسينعليه‌السلام :

(الإرشاد للمفيد ، ص ٢٣٧)

ثم تراجع القوم إلى الحسينعليه‌السلام ، فحمل شمر بن ذي الجوشن في الميسرة ، على أهل الميسرة ، فثبتوا له وطاعنوه. وحمل على الحسينعليه‌السلام وأصحابه من كل جانب. وقاتلهم أصحاب الحسينعليه‌السلام قتالا شديدا ، فأخذت خيلهم تحمل ، وإنما هي اثنان وثلاثون فارسا ، فلا تحمل على جانب من خيل الكوفة إلا كشفته.

٤٠ ـ خبر عبد الله بن عمير الكلبي ومقاتلته :

(تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٤٥ ط أولى مصر)

كان عبد الله بن عمير الكلبي (بالنّخيلة) فرأى القوم يعرضون ليسرحوا إلى قتال الحسينعليه‌السلام . فقال : والله لقد كنت على جهاد أهل الشرك حريصا ، وإني لأرجو ألا يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيهم أيسر ثوابا عند الله من ثوابه إياي في جهاد المشركين. فدخل إلى امرأته فأخبرها بما سمع ، وأعلمها بما يريد.فقالت : أصبت أصاب الله بك أرشد أمورك ، افعل وأخرجني معك. فخرج بها حتى أتى حسيناعليه‌السلام فأقام معه. فلما دنا عمر بن سعد ورمى بسهم ارتمى الناس.فخرج يسار مولى زياد بن أبي سفيان وسالم مولى عبيد الله بن زياد ، فقالا : من يبارز؟. ليخرج إلينا بعضكم. فوثب حبيب بن مظاهر وبرير بن خضير ، فقال لهما حسين : اجلسا. فقام عبد الله ابن عمير هذا ، فاستأذن الحسين بالخروج فأذن له ، وكان رجلا آدم طويلا شديد الساعدين بعيد ما بين المنكبين. فخرج وقاتل قتالا مريرا.

فلما برز قال له يسار : من أنت؟. فانتسب له. فقال له : لست أعرفك ، ليخرج إليّ زهير بن القين أو حبيب بن مظاهر أو برير بن خضير.

فقال له ابن عمير : يابن الفاعلة [وفي رواية : يابن الزانية] ، وبك رغبة عن مبارزة أحد من الناس ، ولا يبرز إليك أحد إلا وهو خير منك!.

ثم شدّ عليه فضربه بسيفه حتى برد ، وهو أول من قتل من أصحاب ابن سعد. فإنه لمشتغل بضربه إذ شدّ عليه سالم مولى عبيد الله ، فصاح به أصحابه : قد رهقك العبد ، فلم يعبأ به حتى غشيه ، فبدره بضربة اتّقاها ابن عمير بيده اليسرى فأطارت

٦٤

أصابع كفه ، ومال عليه عبد الله فضربه حتى قتله. فرجع وقد قتلهما جميعا ، وهو يرتجز ويقول :

إن تنكروني فأنا ابن كلب

حسبي ببيتي في عليم حسبي

إني امرؤ ذو مرّة وعضب

ولست بالخوّار(١) عند النكب

إني زعيم لك أمّ وهب

بالطعن فيهم صادقا والضرب

ضرب غلام مؤمن بالربّ

مصرع عبد الله بن عمير الكلبيرحمهما‌الله

٤١ ـ مصرع عبد الله بن عمير الكلبي ، وزوجته أم وهب (رض):

(مقتل الحسين للمقرم ، ص ٢٩٧)

وحمل الشمر في جماعة من أصحابه على ميسرة الحسين فثبتوا لهم حتى كشفوهم ، وفيها قاتل عبد الله بن عمير الكلبي [وهو عبد الله بن عمير بن عباس بن عبد قيس بن عليم بن جناب الكلبي العليمي أبو وهب] فقتل تسعة عشر فارسا واثني عشر راجلا ، وشدّ عليه هانئ بن ثبيت الحضرمي فقطع يده اليمنى ، وقطع بكر بن حي ساقه ، فأخذ أسيرا وقتل صبرا(٢) . وذكر الطبري في تاريخه أنه كان القتيل الثاني من أصحاب الحسينعليه‌السلام .

فمشت إليه زوجته أم وهب (بنت عبد الله من النمر بن قاسط) وجلست عند رأسه تمسح الدم عنه وتقول : هنيئا لك الجنة ، أسأل الله الّذي رزقك الجنة أن يصحبني معك. فقال الشمر لغلامه رستم : اضرب رأسها بالعمود ، فشدخه وماتت(٣) وهي

__________________

(١) ذو مرّة : أي ذو قوة. والخوّار : الضعيف.

(٢) كامل ابن الأثير. والذي يقتل صبرا : هو كل من يقتل في غير معركة ولا حرب كالأسير ، فانه مقتول صبرا.

(٣) الظاهر أنه وقع خلط من المؤرخين بين قصة عبد الله بن عمير الكلبي هذا ، وبين قصة وهب بن حباب الكلبي الّذي سيأتي ذكره ، ومردّ الاشتباه أن زوجة عبد الله بن عمير اسمها (أم وهب) كما نصّ على ذلك الطبري وابن الأثير.

٦٥

أول امرأة قتلت من أصحاب الحسينعليه‌السلام (١) . وقطع رأس عبد الله ورمي به إلى جهة الحسينعليه‌السلام ، فأخذته أمه ومسحت الدم عنه ، ثم أخذت عمود خيمة وبرزت إلى الأعداء ، فردّها الحسينعليه‌السلام وقال : ارجعي رحمك الله ، فقد وضع عنك الجهاد. فرجعت وهي تقول : اللهم لا تقطع رجائي. فقال الحسينعليه‌السلام : لا يقطع الله رجاءك(٢) .

توضيح :

حصل خلط كبير عند المؤرخين بين اسمين هنا : عبد الله بن عمير بن جناب الكلبي ، وبين وهب بن عبد الله بن حباب الكلبي ، وذلك للتشابه بين (جناب)و (حباب) من جهة ، ولأن زوجة عبد الله بن عمير لقبها (أم وهب).

والذي أرجحه أن هناك شخصين مختلفين وكل واحد منهما استشهد على حدة ؛ الأول خرج من الكوفة إلى (النّخيلة) إلى كربلاء ، وهو عبد الله بن عمير ، والثاني كان نصرانيا فلقي الحسينعليه‌السلام في طريقه وأسلم ، وصحبه إلى كربلاء ، وهو وهب بن حباب.

والذي يقوّي رأيي هذا ، أن هناك روايتين مختلفتين لاستشهاد (عبد الله) أو (وهب) وزوجته أو أمه (أم وهب). إحداهما تحكي أنه قتل وجاءت زوجته فجلست عند رأسه تمسح الدم عنه. والثانية أن الأعداء احتوشوه فأخذوه أسيرا ، وقطعوا رأسه ، ثم رموا به إلى عسكر الحسينعليه‌السلام ، فأخذته زوجته وضربت به خيمة للأعداء فهدمتها.

والرواية الأولى تثبت أن زوجته (أم وهب) استشهدت بعده ، حيث ضربها أحدهم بعمود من حديد على رأسها. بينما تشير الثانية إلى أنها حاولت القتال ، ولكن الحسينعليه‌السلام ردّها إلى المخيم.

وسوف تأتيك قصة استشهاد وهب بن حباب الكلبي ، الّذي أسلم مع أمه وزوجته ، بعد قليل.

__________________

(١) مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ١٣ ونسب ذلك إلى أم وهب بن جناب الكلبي.

(٢) مقتل المقرم ، ص ٩٨ ، نقلا عن تظلم الزهراء ، ص ١١٣.

٦٦

٤٢ ـ الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ، والموت جسر المؤمن إلى الجنة :

(مثير الأحزان للجواهري ، ص ٧٣)

روي عن أبي جعفر الثاني (الإمام محمّد الجواد) عن آبائه (قال) قال علي بن الحسينعليه‌السلام : لما اشتدّ الأمر بأبي الحسينعليه‌السلام نظر إليه من كان معه ، فإذا هو بخلافهم ، لأنهم كلما اشتد الأمر تغيّرت ألوانهم وارتعدت فرائصهم ووجلت قلوبهم ، وكان الحسينعليه‌السلام وبعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم ، وتهدأ جوارحهم ، وتسكن نفوسهم. فقال بعض لبعض : انظروا لا يبالي بالموت.

فقال لهم الحسينعليه‌السلام : صبرا بني الكرام ، فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائم. فأيكم يكره أن ينتقل من سجن [أي الدنيا] إلى قصر [أي الجنة]! ، وهي لأعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب. إن أبي حدثني عن رسول الله (ص) : أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ، والموت جسر هؤلاء إلى جناتهم ، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم. ما كذبت ولا كذّبت.

طلب النجدة والمدد

٤٣ ـ عزرة بن قيس يستنجد بابن سعد ، واعتراف شبث بن ربعي بضلال أصحابه :(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٢٩٩)

ولما رأى عزرة بن قيس وهو على الخيل الوهن في أصحابه والفشل كلما يحملون ، بعث إلى عمر بن سعد يستمده الرجال. فقال ابن سعد لشبث بن ربعي :ألا تقدم إليهم؟. قال : سبحان الله ، تكلف شيخ المصر ، وعندك من يجزي عنه؟.ولم يزل شبث بن ربعي كارها لقتال الحسين ، وقد سمع يقول في إمارة مصعب :قاتلنا مع علي بن أبي طالب ومع ابنه من بعده [يعني الحسن] آل أبي سفيان خمس سنين ، ثم عدونا على ولده وهو خير أهل الأرض ، نقاتله مع آل معاوية وابن سمية الزانية؟! ضلال يا لك من ضلال. والله لا يعطي الله أهل هذا المصر خيرا أبدا ، ولا يسددهم لرشد(١) .

فمدّه بالحصين بن نمير في خمسمائة من الرماة.

__________________

(١) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٥١.

٦٧

٤٤ ـ وصف أحدهم لبسالة الحسينعليه‌السلام وأصحابه الأبطال :

(الحسين في طريقه إلى الشهادة ، ص ١٤٧)

ذكر ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح نهج البلاغة) ج ٣ ص ٣٠٧ ط مصر : أنه قيل لرجل شهد يوم الطف مع عمر بن سعد : ويحك ، أقتلتم ذرية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم !. فقال : عضضت بالجندل(١) إنك لو شهدت ما شهدنا لفعلت ما فعلنا!.ثارت علينا عصابة [يعني جماعة الحسينعليه‌السلام ] أيديها في مقابض سيوفها ، كالأسود الضارية ، تحتطم الفرسان يمينا وشمالا ، وتلقي أنفسها على الموت ، لا تقبل الأمان ولا ترغب في المال ، ولا يحول حائل بينها وبين الورود على حياض المنية أو الاستيلاء على الملك ، فلو كففنا عنها رويدا لأتت على نفوس العسكر بحذافيرها ، فما كنا فاعلين لا أمّ لك!.

مصرع أبي الشعثاء الكنديرحمه‌الله

٤٥ ـ عدول أبي الشعثاء الكندي إلى الحسينعليه‌السلام واستشهاده :

(مقتل الحسين للمقرم ، ص ٣٠٠)

وكان أبو الشعثاء الكندي ـ وهو يزيد بن زياد بن مهاصر الكندي ـ مع ابن سعد ، فلما ردّوا الشروط على الحسينعليه‌السلام صار معه. فقاتل بين يديه ، وجعل يرتجز ويقول(٢) :

أنا يزيد وأبي مهاصر

أشجع من ليث بغيل(٣) خادر

يا ربّ إني للحسين ناصر

ولابن سعد تارك وهاجر

وكان راميا ، فجثا على ركبتيه بين يدي الحسينعليه‌السلام ورمى بمئة سهم ما أخطأ منها بخمسة أسهم ، والحسينعليه‌السلام يقول : اللهم سدّد رميته ، واجعل ثوابه الجنة.

__________________

(١) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٣٩ ط أولى مصر. والجندل : الصخر العظيم.

(٢) لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ١٣٧.

(٣) أسد خادر : مقيم في خدره ، والخدر : أجمة الأسد. والغيل : موضع الأسد.

٦٨

فلما نفدت سهامه قام وهو يقول : لقد تبيّن لي أني قتلت منهم خمسة(١) . ثم حمل على القوم فقتل تسعة نفر حتى قتلرحمه‌الله (٢) .

٤٦ ـ مبارزة برير بن خضير ليزيد بن معقل ومباهلتهما ، ثم مصرع برير على يد كعب بن جابر ، وقيل بحير الضبّي :(مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ١١)

ثم برز برير بن خضير الهمداني وهو يقول :

أنا برير وأبي خضير

لا خير فيمن ليس فيه خير

وفي رواية مقتل الخوارزمي :

أنا برير وفتى خضير

أضربكم ولا أرى من ضير

يعرف فيّ الخير أهل الخير

كذاك فعل الخير من برير

مصرع بربر بن خضير الهمداني

وكان برير من عباد الله الصالحين ، وكان زاهدا عابدا ، وكان أقرأ أهل زمانه ، وكان يقال له سيّد القرّاء ، وكان شيخا تابعيا ، وله في الهمدانيين شرف وقدر. فحمل وقاتل قتالا شديدا ، وجعل ينادي فيهم : اقتربوا مني يا قتلة المؤمنين ، اقتربوا مني يا قتلة أولاد البدريين ، اقتربوا مني يا قتلة عترة خير المرسلين. فبرز إليه رجل يقال له يزيد بن معقل [وفي رواية : يزيد بن المغفل(٣) ].

وذكر المقرّم هذا الكلام بشيء من التفصيل(٤) قال :

ونادى يزيد بن معقل : يا برير كيف ترى صنع الله بك؟. فقال : صنع الله بي خيرا

__________________

(١) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٥٥.

(٢) أمالي الصدوق ص ٨٧ مجلس ٣٠ ؛ وفي مقتل الخوارزمي أنه قتل في آخر الأصحاب ؛ وفي لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ١٤٠ أنه كان أول من قتل.

(٣) اللهوف على قتلى الطفوف ، ص ١٥٩.

(٤) مقتل المقرم ، ص ٣٠٩ نقلا عن تاريخ الطبري ج ٦ ص ٢٤٧ ، وذكر الطبري أنه برير بن (حضير) بالحاء وليس بالخاء.

٦٩

وصنع بك شرا. فقال يزيد : كذبت وقبل اليوم ما كنت كذّابا ، أتذكر يوم كنت أماشيك في (بني لوذان) وأنت تقول : كان معاوية ضالا وإن إمام الهدى علي بن أبي طالب؟. قال برير : بلى أشهد أن هذا رأيي. فقال يزيد : وأنا أشهد أنك من الضالين. فدعاه برير إلى المباهلة ، فرفعا أيديهما إلى الله سبحانه يدعوانه أن يلعن الكاذب ويقتله. ثم تضاربا فضربه برير على رأسه ضربة قدّت المغفر والدماغ ، فخرّ كأنما هوى من شاهق ، وسيف برير ثابت في رأسه. وبينا هو يريد أن يخرجه إذ حمل عليه (رضي بن منقذ العبدي) واعتنق بريرا واعتركا ، فصرعه برير وجلس على صدره ، فاستغاث رضي العبدي بأصحابه ، فذهب كعب بن جابر الأزدي ليحمل على برير ، فصاح به زهير بن أبي الأخنس : هذا برير بن خضير القارئ الّذي كان يقرئنا القرآن في جامع الكوفة ، فلم يلتفت إليه وطعن بريرا في ظهره ، فبرك برير على رضي العبدي وعضّ وجهه وقطع طرف أنفه ، وألقاه كعب برمحه عنه وضربه بسيفه فقتله رضوان الله عليه. وقام العبدي ينفض التراب عن قبائه وهو يقول : لقد أنعمت عليّ يا أخا الأزد نعمة لا أنساها أبدا.

وذكر الخوارزمي أن الّذي قتله هو بحير بن أوس الضبّي.

ترجمة برير بن خضير الهمداني المشرقي

بنو مشرق بطن من همدان ، قال الرواة : كان برير شيخا تابعيا ناسكا قارئا للقرآن ومن شيوخ القرّاء في الكوفة. وكان من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكان من أشراف أهل الكوفة من الهمدانيين. ذكر أرباب السير أن بريرا لما بلغه امتناع الحسينعليه‌السلام من البيعة ليزيد الطاغية ، خرج من الكوفة حتى أتى مكة وصحب الحسينعليه‌السلام حتى استشهد معه رضوان الله عليه.

٤٧ ـ مبارزة الحر بن يزيد الرياحي :(مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ١٠)

ثم قال الحر للحسينعليه‌السلام : يابن رسول الله ، كنت أول خارج عليك فاذن لي أن أكون أول قتيل بين يديك(١) فلعلي أن أكون ممن يصافح جدك محمدا (ص) غدا

__________________

(١) لا يخفى أن مقتضى بعض الروايات أنه قتل جماعة قبل مصرع الحر ، وهو المستفاد من تاريخ ابن الأثير ، فلذلك حمل على أن المراد من [أول قتيل] أول قتيل من المبارزين.

٧٠

في القيامة. فقال له الحسينعليه‌السلام : إن شئت فأنت ممن تاب الله عليه ، وهو التواب الرحيم. فكان أول من تقدم إلى براز القوم وهو يرتجز ويقول :

إني أنا الحر ومأوى الضيف

أضرب في أعناقكم بالسيف

عن خير من حلّ بوادي الخيف(١)

أضربكم ولا أرى من حيف

وروي أنه كان يرتجز أيضا ويقول :

آليت لا أقتل حتى أقتلا

ولن أصاب اليوم إلا مقبلا

أضربهم بالسيف ضربا معضلا

لا ناكلا عنهم ولا معلّلا

لا عاجزا عنهم ولا مبدّلا

أحمي الحسين الماجد المؤمّلا(٢)

وخرج الحر بن يزيد الرياحي ومعه زهير بن القين يحمي ظهره ، فكان إذا شدّ أحدهما واستلحم شدّ الآخر واستنقذه ، ففعلا ذلك ساعة(٣) .

وفي رواية (مقتل الحسين) لأبي مخنف ، ص ٧٧ :

ثم تقدم الحر إلى الحسينعليه‌السلام وقال : يا مولاي أريد أن تأذن لي بالبراز إلى الميدان ، فإني أول من خرج إليك ، وأحب أن أقتل بين يديك!. فقال لهعليه‌السلام :ابرز بارك الله فيك ، فبرز الحر وهو يقول :

أكون أميرا غادرا وابن غادر

إذا كنت قاتلت الحسين بن فاطمه

وروحي على خذلانه واعتزاله

وبيعة هذا الناكث العهد لائمه

فيا ندمي أن لا أكون نصرته

ألا كل نفس لا تواسيه نادمه

أهمّ مرارا أن أسير بجحفل

إلى فئة زاغت عن الحق ظالمه

فكفوّا وإلا زرتكم بكتائب

أشدّ عليكم من زحوف الديالمه

سقى الله أرواح الذين توازروا

على نصره سحا من الغيث دائمه

وقفت على أجسادهم وقبورهم

فكاد الحشا ينفتّ والعين ساجمه

لعمري لقد كانوا مصاليت في الوغى

سراعا إلى الهيجا ليوثا ضراغمه

تواسوا على نصر ابن بنت نبيهم

بأسيافهم آساد خيل قشاعمه

__________________

(١) الحيف : الظلم. وادي الخيف : يقصد بها مكة المكرمة.

(٢) لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ١٤٨ ط ٤.

(٣) مقتل المقرم ص ٣٠٢ عن تاريخ الطبري ج ٦ ص ٢٥٢ ، والبداية ج ٨ ص ١٨٣.

٧١

ثم حمل على القوم وغاص في أوساطهم ، فقتل رجالا ونكّس أبطالا ، حتى قتل مائة فارس ، ورجع إلى الحسينعليه‌السلام .

ثم حمل على القوم وهو يقول :

هو الموت فاصنع ويك ما أنت صانع

فأنت بكأس الموت لا شكّ كارع

وحام عن ابن المصطفى وحريمه

لعلك تلقى حصد ما أنت زارع

لقد خاب قوم خالفوا الله ربهم

يريدون هدم الدين والدين شارع

يريدون عمدا قتل آل محمّد

وجدّهم يوم القيامة شافع

٤٨ ـ مبارزة الحر ليزيد بن سفيان ومصرعه :(مقدمة مرآة العقول ، ج ٢ ص ٢٥٣)

وروي عن أبي زهير العبسي أن الحر بن يزيد لما لحق بالحسينعليه‌السلام ، قال يزيد بن سفيان من بني شقرة وهم بنو الحارث بن تميم : أما والله لو أني رأيت الحر بن يزيد حين خرج لأتبعته السنان.

قال : فبينا الناس يتجاولون ويقتتلون ، والحر بن يزيد يحمل على القوم مقدما ، ويتمثل بقول عنترة :

ما زلت أرميهم بثغرة نحره

ولبانه(١) حتى تسربل بالدم

وإن فرسه لمضروب على أذنيه وحاجبه ، وإن دماءه لتسيل. فقال الحصين ابن تميم ـ وكان على شرطة عبيد الله ـ ليزيد بن سفيان : هذا الحر بن يزيد الّذي كنت تتمنى [قتله ، فهل لك به]!. قال : نعم. فخرج إليه ، فقال له : هل لك يا حر بن يزيد في المبارزة؟. قال : نعم قد شئت ، فبرز له. قال : فأنا سمعت الحصين بن تميم يقول : والله لبرز له فكأنما كانت نفسه في يده ، فما لبّثه الحر حين خرج إليه أن قتله [وقتل أربعين فارسا وراجلا(٢) ].

مصرع الحر بن يزيد الرياحيرحمه‌الله

__________________

(١) اللّبان : الصدر.

(٢) مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ١١.

٧٢

٤٩ ـ مصرع الحر بن يزيد الرياحي (رض):

(مقتل الحسين للمقرم ص ٣٠٢)

ثم رمى أيوب بن مشرح الخيواني فرس الحر بسهم فعقره وشبّ به الفرس ، فوثب عنه كأنه ليث(١) وبيده السيف. فقاتلهم راجلا قتالا شديدا وهو يقول :

إن تعقروا بي فأنا ابن الحرّ

أشجع من ذي لبد هزبر

وفي رواية أنه كان يرتجز ويقول :

إني أنا الحر ونجل الحرّ

أشجع من ذي لبد هزبر

ولست بالخوّار عند الكرّ

لكنني الثابت عند الفرّ

وجعل يضربهم بسيفه حتى قتل نيفا وأربعين رجلا(٢) .

ثم حملت الرجالة على الحر وتكاثروا عليه ، فاشترك في قتله أيوب بن مشرح ، فاحتمله أصحاب الحسينعليه‌السلام حتى وضعوه أمام الفسطاط الّذي يقاتلون دونه وهكذا كان يؤتى بكل قتيل إلى هذا الفسطاط ، والحسينعليه‌السلام يقول :قتلة مثل قتلة النبيين وآل النبيين(٣) .

ثم التفت الحسينعليه‌السلام إلى الحر وكان به رمق ، فقال له وهو يمسح الدم عنه :أنت الحر كما سمّتك أمك ، وأنت الحرّ في الدنيا والآخرة.

ورثاه رجل من أصحاب الحسينعليه‌السلام ، وقيل علي بن الحسينعليه‌السلام ، وقيل إنها من إنشاء الإمام الحسينعليه‌السلام خاصة(٤) فقال :

لنعم الحرّ حرّ بني رياح

صبور عند مشتبك الرماح

ونعم الحر إذ نادى حسين

فجاد بنفسه عند الصياح

وفي (طبقات ابن سعد) أنه المتوكل الليثي(٥) .

__________________

(١) مقتل المقرّم ، ص ٣٠٢ عن تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٤٨ و ٢٥٠.

(٢) مقتل المقرّم ، ص ٣٠٢ عن مناقب ابن شهر اشوب ، ج ٢ ص ٢١٧ ط إيران.

(٣) مقتل المقرّم ، ص ٣٠٢ عن تظلم الزهراء ، ص ١١٨ ؛ والبحار ، ج ١٠ ص ١١٧.

(٤) مقتل المقرّم ، ص ٣٠٣ عن روضة الواعظين ص ١٦٠ ؛ وأمالي الصدوق ، ص ٩٧ مجلس ٣٠.

(٥) مجلة تراثنا الصادرة في قم ، العدد ١٠ ص ١٨١.

٧٣

ترجمة الحر بن يزيد التميمي الرياحي

هو الّذي جعجع بالحسينعليه‌السلام وكان أول خارج عليه ، ثم بعد ذلك أدركته السعادة وحظي بشرف الشهادة ، فكان من أول المستشهدين بين يدي الحسينعليه‌السلام يوم الطف وذكر أرباب السير أنه لما استشهد الحر أخرج الحسينعليه‌السلام منديله وعصب به رأس الحر.

وذكر الشيخ السماوي ومثله العلامة المظفر قال : وإنما دفنت بنو تميم الحر بن يزيد على نحو ميل من الحسينعليه‌السلام حيث قبره الآن اعتناء به.ولعل بنو تميم هم الذين تكتّلوا يوم الحادي عشر من المحرم ومنعوا الناس من قطع رأس الحر وحمله ، كما فعلوا ببقية الرؤوس ، إذ قطعوها من الأبدان وحملوها على أطراف الرماح. وللحر بن يزيد الرياحي اليوم مشهد يزار خارج مدينة كربلاء ، في الموضع الّذي كان قديما يدعى النواويس (انظر الشكل).

(الشكل ٥) : مرقد الحر بن يزيد الرياحي في ضاحية كربلاء

٧٤

٥٠ ـ الردّ على الذين اتهموا الحر بالارتداد عن الدين ، وأن توبته

لم تقبل : (الأنوار النعمانية لنعمة الله الجزائري ، ج ٣ ص ٢٦٥)

قال السيد نعمة الله الجزائري : لقد حدثني جماعة من الثقاة أن الشاه إسماعيل الصفوي لما ملك بغداد ، وأتى إلى مشهد الحسينعليه‌السلام ، وسمع من بعض الناس الطعن على الحر بن يزيد ؛ أتى إلى قبره ، وأمر بنبشه ، فرأوه نائما كهيئته لما قتل ، ورأوا على رأسه عصابة مشدودا بها رأسه. فأراد الشاه أخذ تلك العصابة ، لما نقل في كتب السير أن تلك العصابة هي منديل الحسينعليه‌السلام شدّ به رأسه لما أصيب في تلك الواقعة ، ودفن على تلك الهيئة. فلما حلّوا تلك العصابة جرى الدم من رأسه حتى امتلأ منه القبر ، فلما شدّوا عليه تلك العصابة انقطع الدم. فأمر فبنى على قبره بناء ، وعيّن له خادما يخدم قبره. وتبيّن له أن شهادته كانت على حقّ ، وأنه معدود في الشهداء.

* * *

* مدخل إلى البحث التالي (انتصار العقيدة على العاطفة):

عندما تتغلب العقيدة على العاطفة يستهين الإنسان بالحياة ، وهذا ما فعله أصحاب الحسينعليه‌السلام ، حتى أن الواحد منهم كان يقدّم ابنه للقتل أو أخاه ، وكانت المرأة تقدّم ابنها للشهادة أو زوجها. فكان الحسينعليه‌السلام يردّ الغلام الّذي حضرت أمه معه (مثل عمرو بن جنادة الأنصاري) ، فيقول الغلام : أمي أمرتني بذلك.

ومن أروع أشكال هذا الانتصار للعقيدة على العاطفة ، تلك الأم التي أسلمت على يد الحسين (ع) ، ثم قدّمت ابنها (وهب) للشهادة في سبيل الله. فلمثل هذا فليعمل العاملون ، وفي مثل ذلك فليتنافس المتنافسون.

شهادة وهب ابن حباب الكلبيرحمه‌الله

٧٥

٥١ ـ مصرع وهب بن حباب الكلبي :

(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ١٤٦ ط ٤)

ثم برز وهب بن حباب الكلبي ، ويقال إنه كان نصرانيا فأسلم هو وأمه على يد الحسينعليه‌السلام ، وكانت معه أمه وزوجته. فقالت أمه : قم يا بني فانصر ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقال : أفعل يا أمّاه ولا أقصّر(١) ، فبرز وهو يقول :

إن تنكروني فأنا ابن الكلبي

سوف تروني وترون ضربي

وحملتي وصولتي في الحرب

أدرك ثاري بعد ثار صحبي

وأدفع الكرب أمام الكرب

ليس جهادي في الوغى باللعب

ثم حمل وهب ولم يزل يقاتل حتى قتل جماعة. ثم رجع إلى امرأته وأمه وقال :يا أماه أرضيت؟. فقالت : ما رضيت حتى تقتل بين يدي الحسينعليه‌السلام ، فقالت امرأته : بالله عليك لا تفجعني بنفسك.

فقالت له أمه : يا بني اعزب عن قولها ، وارجع فقاتل بين يدي ابن بنت نبيك تنل شفاعة جده يوم القيامة. فرجع فلم يزل يقاتل حتى قطعت يداه. وأخذت امرأته عمودا وأقبلت نحوه وهي تقول : فداك أبي وأمي ، قاتل دون الطيبين حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فأقبل كي يردّها إلى النساء ، فأخذت بجانب ثوبه وقالت : لن أعود دون أن أموت معك. فقال الحسينعليه‌السلام : جزيتم من أهل بيت خيرا ، ارجعي إلى النساء رحمك الله ، فانصرفت إليهن. ولم يزل الكلبي يقاتل حتى قتل رضوان الله عليه.

توضيح :

لما حصل الالتباس بين (عبد الله بن عمير بن جناب الكلبي)و (وهب بن عبد الله ابن حباب الكلبي) نجد أن نفس القصة يرويها بعضهم تحت الاسم الأول ، وبعضهم تحت الاسم الثاني.

فالطبري يذكر فقط عبد الله بن عمير الكلبي ، وكذلك ابن الأثير. بينما في (الفتوح) لابن أعثم يذكر وهب بن عبد الله بن عمير الكلبي. وفي (مثير الأحزان)

__________________

(١) مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ١٢ ، ونسب ذلك إلى وهب بن عبد الله بن جناب الكلبي.

٧٦

لابن نما و (اللهوف) لابن طاووس : وهب بن جناب الكلبي. وفي (مناقب ابن شهر اشوب) : وهب بن عبد الله الكلبي.

وفي (العيون العبرى) للميانجي يقول : يذكر الشيخ السماوي في (إبصار العين) :عبد الله بن عمير الكلبي ، ولم يذكر وهب الكلبي ؛ والخوارزمي على العكس.

ويذكر الخوارزمي في مقتله : أن وهب بن عبد الله هذا كان نصرانيا فأسلم هو وأمه على يد الحسينعليه‌السلام .

أما السيد الأمين في لواعجه فقد اعتبرهما شخصين مختلفين ، وهذا ما اعتمدناه ونوّهنا عنه عند شهادة عبد الله بن عمير الكلبي [توضيح بعد الفقرة ٤١]. وهذا أيضا ما ذهب إليه السيد محمّد تقي آل بحر العلوم في مقتله.

تقويض أبنية الحسينعليه‌السلام وحرقها

٥٢ ـ عمر بن سعد يأمر بتقويض أبنية الحسينعليه‌السلام وحرقها بالنار :

(تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٤٧ ط ١ مصر)

يقول الطبري : وقاتلوهم حتى انتصف النهار ، أشدّ قتال خلقه الله. وأخذوا لا يقدرون على أن يأتوهم إلا من وجه واحد لاجتماع أبنيتهم وتقاربها. فلما رأى ذلك عمر بن سعد أرسل رجالا يقوّضونها (عن أيمانهم وعن شمائلهم) ليحيطوا بهم. فكان أصحاب الحسينعليه‌السلام يشدّون على كل من دخل يقوّضها وينهبها ، فيقتلونه ويرمونه من قريب (فيعقرونه).

فأمر ابن سعد بإحراقها فأحرقوها (فصاحت النساء ودهشت الأطفال). فقال الحسينعليه‌السلام : دعوهم فليحرقوها ، فإنهم لو قد حرقوها لم يستطيعوا أن يجوزوا إليكم منها ، وكان كذلك.

٥٣ ـ الشمر يطعن فسطاط الحسينعليه‌السلام ويحاول تحريق الخيام :

(مقتل أبي مخنف ، ص ٦٤)

وحمل القوم بعضهم على بعض ، واشتد بينهم القتال. فصبر لهم الحسينعليه‌السلام وأصحابه ، حتى انتصف النهار ، وهم يقاتلون من جهة واحدة. فلما رأى ابن سعد ذلك أمر بإحراق الخيم. فقال الحسينعليه‌السلام لأصحابه : دعوهم فإنهم لن يصلوا

٧٧

إليكم. ثم حمل الشمر حتى طعن فسطاط الحسين ، ونادى : عليّ بالنار لأحرق بيوت الظالمين (فصحن النساء وخرجن من الفسطاط). فحمل عليه أصحاب الحسين حتى كشفوه عن الخيمة. فناداه الحسينعليه‌السلام : ويلك

يا شمر تريد أن تحرق خيمة رسول الله؟!. قال : نعم. فرفع الحسين طرفه إلى السماء ، وقال : اللهم لا يعجزك شمر أن تحرقه بالنار يوم القيامة(١) .

٥٤ ـ استنكار حميد بن مسلم لفعل الشمر :

(مقدمة مرآة العقول ، ج ٢ ص ٢٥٤)

وروي عن حميد بن مسلم (قال) قلت لشمر بن ذي الجوشن : سبحان الله ، إن هذا لا يصلح لك ؛ أتريد أن تجمع على نفسك خصلتين : تعذّب بعذاب الله ، وتقتل الولدان والنساء؟!. والله إن في قتلك الرجال لما ترضي به أميرك. (قال) فقال : من أنت؟.(قال) قلت : لا أخبرك من أنا. قال : وخشيت والله أن لو عرفني أن يضرني عند السلطان!.

٥٥ ـ زجر شبث بن ربعي للشمر :

(المصدر السابق ، ص ٢٥٥)

قال : فجاءه رجل كان أطوع له مني (شبث بن ربعي) فقال له : ما رأيت مقالا أسوأ من قولك ، ولا موقفا أقبح من موقفك!. أمرعبا للنساء صرت!. قال : فأشهد أنه استحيا فذهب لينصرف.

٥٦ ـ حملة زهير لاستنقاذ البيوت :

(المصدر السابق)

وحمل عليه زهير بن القين في رجال من أصحابه عشرة ، فشدّ على شمر بن ذي الجوشن وأصحابه ؛ فكشفهم عن البيوت ، حتى ارتفعوا عنها.

مصرع عمرو بن خالد الأزدي وابنهرحمهما‌الله

__________________

(١) اللهوف ، ص ٦٩ ؛ ومقتل المقرم ، ص ٢٩٨ عن تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٥١.

٧٨

٥٧ ـ شهادة عمرو بن خالد الأزدي ، وابنه خالد :

(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ١٤٢)

وبرز عمرو بن خالد الأزدي وهو يقول :

إليك يا نفس إلى الرحمن

فأبشري بالرّوح والرّيحان

اليوم تجزين على الإحسان

قد كان منك غابر الزمان

ما خطّ في اللوح لدى الديّان

لا تجزعي فكل حيّ فان

والصبر أحظى لك بالإيمان

يا معشر الأزد بني قحطان

ثم قاتل حتى قتل رحمة الله عليه.

فتقدم ابنه خالد بن عمرو ، وهو يرتجز ويقول :

صبرا على الموت بني قحطان

كيما تكونوا في رضيا لرحمن

ذي المجد والعزة والبرهان

وذي العليو الطوّل والإحسان

يا أبتا قد صرت في الجنان

في قصر درّ حسن البنيان

فلم يزل يقاتل حتى قتل رحمة الله عليه.

توضيح :

حصل خلط بين عمرو بن خالد الأزدي السابق ، وبين عمرو بن خالد الصيداوي الّذي سيأتي ذكره في الفقرة التالية. وأغلب المصادر ذكرت الأخير (عمرو) ما عدا السيد الأمين في اللواعج الّذي ذكره (عمر). فالذي استشهد في جماعة أربعة مع مولاه وصديقيه هو عمر بن خالد الصيداوي.

وقد ذكر السيد الأمين في (اللواعج) ص ١٣٢ شخصا ثالثا باسم مشابه وهو (عمرو بن خالد الصيداوي) وقد استشهد بعد جون.

قال : وبرز عمرو بن خالد الصيداوي ، فقال للحسينعليه‌السلام : يا أبا عبد الله ، قد هممت أن ألحق بأصحابي ، وكرهت أن أتخلف وأراك وحيدا من أهلك قتيلا. فقال له الحسينعليه‌السلام : تقدّم فإنا لاحقون بك عن ساعة ، فتقدم فقاتل حتى قتل.

٥٨ ـ استشهاد جماعة :

(تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٥٥)

وأما عمرو بن خالد الصيداوي وسعد مولاه ، وجابر بن الحارث السلماني

٧٩

ومجمع بن عبد الله العائذي ، فإنهم قاتلوا في أول القتال ، فشدّوا مقدمين بأسيافهم على أهل الكوفة ، فلما أوغلوا فيهم عطف عليهم الناس وقطعوهم عن أصحابهم ، فندب إليهم الحسينعليه‌السلام أخاه العباسعليه‌السلام فاستنقذهم بسيفه وقد جرحوا بأجمعهم. وفي أثناء الطريق اقترب منهم العدو فشدوا بأسيافهم مع ما بهم من الجراح ، وقاتلوا حتى قتلوا أول الأمر في مكان واحد.

وعاد العباسعليه‌السلام إلى أخيه وأخبرهم بخبرهم.

وكان هؤلاء الأربعة من مخلصي الشيعة في الكوفة ، التحقوا بالحسينعليه‌السلام بالعذيب قبل وصوله إلى كربلاء.

ترجمة عمرو بن خالد الأسدي الصيداوي

(أدب الطف للسيد جواد شبّر ، ص ٨١)

كان عمرو من أشراف الكوفة ، مخلص الولاء لأهل البيتعليهم‌السلام . قام مع مسلم بن عقيل ، حتى إذا خانته الكوفة لم يسعه إلا الاختفاء. فلما سمع بمقتل قيس بن مسهر ، وأخبر أن الحسينعليه‌السلام صار بالحاجر ، خرج إليه مع سعد مولاه ، وجابر بن الحارث السلماني ومجمع بن عبد الله العائذي ، وابنه خالد ؛ واتّبعهم غلام لنافع البجلي بفرسه المدعو (الكامل) فجنبوه. وأخذوا دليلا لهم الطرماح بن عدي الطائي ، وكان جاء إلى الكوفة يمتار لأهله طعاما. فخرج بهم على طريق متنكبة ، وسار سيرا عنيفا من الخوف ، حتى انتهوا إلى الحسينعليه‌السلام وهو بعذيب الهجانات ، فاستقبلهم. وقالعليه‌السلام :أما والله إني لأرجو أن يكون خيرا ما أراد الله بنا ؛ قتلنا أو ظفرنا.

٥٩ ـ احتدام القتال إلى زوال الشمس :

(الإرشاد للشيخ المفيد ، ص ٢٣٨)

وكان القتل يبين في أصحاب الحسينعليه‌السلام لقلة عددهم ، ولا يبين في أصحاب عمر بن سعد لكثرتهم. واشتدّ القتال والتحم ، وكثر القتل والجراح في أصحاب أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام إلى أن زالت الشمس.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

المؤمنينعليه‌السلام من القرآن. قرأت عليه فوائد كثيرة ، وقرئ عليه وأنا أسمع. ومات(١) .

وفيتعق : ترحّم عليهجش ، وسيأتي في عليّ بن أحمد بن أبي القاسم(٢) .

والظاهر جلالته ، والغمز عليه في بعض رواياته غير ظاهر في الغمز عليه في نفسه ، نعم(٣) ، هذا عند القدماء لعلّه من أسباب الضعف كما أشرنا إليه وإلى حاله في الفوائد(٤) .

أقول : الأمر كما ذكره سلمه الله ، فإنّ قولجش : سيّد في هذه الطائفة ، مدح معتدّ به ، والغامز غير معروف ، مع أنّ ظاهرجش عدم الاعتناء به ، للسماع منه إلى أن مات.

فذكر الحاوي إيّاه في القسم الرابع(٥) لا وجه له ، وكذا ما في الوجيزة : ممدوح وفيه ذمّ(٦) . ولذا ذكره فيصه في القسم الأوّل.

٧٠٤ ـ الحسن بن أحمد بن محمّد :

ابن الهيثم ، العجلي ، أبو محمّد ، ثقة ، من وجوه أصحابنا ، وأبوه وجدّه ثقتان ، وهم من أهل الرّي ،صه (٧) .

وزادجش : جاور في آخر عمره بالكوفة ، ورأيته بها ، وله كتب ، منها :

__________________

(١) رجال النجاشي : ٦٥ / ١٥٢.

(٢) رجال النجاشي : ٢٦٥ / ٦٩١.

(٣) في نسخة « ش » بدل نعم : و.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٤.

(٥) حاوي الأقوال : ٢٤٣ / ١٣٣٨.

(٦) الوجيزة : ١٨٥ / ٤٦١.

(٧) الخلاصة : ٤٤ / ٤٦.

٣٦١

كتاب المثاني ، وكتاب الجامع(١) .

٧٠٥ ـ الحسن بن أسد :

بصري ،ضا (٢) .

وفيدي : الحسين بن أسد البصري(٣) .

وفيج : الحسين بن أسد ، ثقة صحيح(٤) .

فالظاهر الاتّحاد وأنّه الحسين ، ويأتي.

وفيتعق : يحتمل كونه الطفاوي كما يأتي عنغض (٥) وطس(٦) في الحسن بن راشد(٧) .

٧٠٦ ـ الحسن بن أيّوب :

ابن نوح. في آخر الكتاب ما يظهر منه كونه من رؤساء الشيعة(٨) ،تعق (٩) .

٧٠٧ ـ الحسن بن أيّوب :

ظم (١٠) . وزادجش : له كتاب(١١) ، قال ابن الجنيد : حدّثنا حميد بن‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٦٥ / ١٥١.

(٢) رجال الشيخ : ٣٧٥ / ٤٥.

(٣) رجال الشيخ : ٤١٣ / ٧.

(٤) رجال الشيخ : ٤٠٠ / ٤.

(٥) مجمع الرجال : ٢ / ٩٨.

(٦) التحرير الطاووسي : ٦٢٦.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٤.

(٨) منهج المقال : ٤٠٣ ، الفائدة الخامسة.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٤.

(١٠) رجال الشيخ : ٣٤٨ / ٢٠.

(١١) في المصدر : له كتاب أصل ، كما سيشير إليها في التعليقة.

٣٦٢

زياد ، عن محمّد بن عبد الله بن غالب ، عنه(١) .

وفيست : له كتاب رويناه بالإسناد الأوّل ، عن حميد ، عن أحمد بن ميثم بن الفضل بن دكين ، عنه(٢) .

والإسناد : ابن عبدون ، عن الأنباري ، عن حميد(٣) .

وفيست أيضا : ابن أيّوب بن أبي عقيلة(٤) ، له كتاب النوادر ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن حميد ، عن أحمد بن عليّ الصيدي الحموي ، عنه(٥) ، انتهى. والإسناد الإسناد.

وفيتعق : في النقد عنجش : له كتاب أصل(٦) ، وكذا عن خالي(٧) .

وفي البلغة : له أصل ، وقد يستفاد منه مدحه لكنّه غير صريح فيه ، ولذا تركنا التعرّض له(٨) . يعني : لم يجعله من الممدوحين.

وفيه ما أشرنا إليه في الفوائد ، على أنّه لا وجه لعدم التعرّض لعدم الصراحة ، كيف! وربما كان كثير من الممدوحين لا تصريح بالنسبة إليهم.

وقوله : الحسن بن أيّوب بن أبي عقيلة ، في الكافي في باب طلب الرئاسة : عن الحسن بن أيّوب ، عن أبي عقيلة الصيرفي(٩) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٥١ / ١١٣.

(٢) الفهرست : ٥١ / ١٨٣.

(٣) الفهرست : ٥٠ / ١٧٧.

(٤) في نسخة « ش » : غفيلة ، في جميع الموارد الآتية.

(٥) الفهرست : ٥٠ / ١٧٨.

(٦) نقد الرجال : ٨٦ / ١٩.

(٧) الوجيزة : ١٨٥ / ٤٦٣ ، وفيه : له أصل ، كما سينبه عليه المصنف.

(٨) بلغة المحدّثين : ٣٤٤ ، هامش رقم : ٣.

(٩) الكافي ٢ : ٢٢٥ / ٥.

٣٦٣

وفي الحاشية عن خاليرحمه‌الله : وفي(١) ست : الحسن بن أيّوب ابن(٢) أبي عقيلة(٣) . ولعلّه كان هكذا فصحّف.

وقالجش : له كتاب أصل ، وفيه مدح(٤) ، انتهى ، فتأمّل(٥) .

أقول : فيجش كما ذكراه ، والسقط من نسخة الميرزارحمه‌الله .

وهو عنده وعند الشيخ إمامي.

وذكره في الوجيزة وقال : له أصل ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن أيّوب ، عنه محمّد بن عبد الله بن غالب ، وأحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن عمرو دكين(٦) .

٧٠٨ ـ الحسن البصري :

غير مذكور في الكتابين. ومرّ في أويس ذكره(٧) .

ونقل عن(٨) أبي المعالي الجويني أنّه نقل عن الشافعي أنّه قال : فيه كلام.

وفي شرح ابن أبي الحديد : وممّن قيل عنه : إنّه كان يبغض عليّاعليه‌السلام ويذمّه الحسن البصري. روى عنه حمّاد بن سلمة أنّه قال : لو كان عليّ يأكل الحشف(٩) في المدينة لكان خيرا له ممّا دخل فيه. وروي عنه أنّه‌

__________________

(١) في نسخة « ش » : في.

(٢) في نسخة « ش » : عن.

(٣) في المصدر والتعليقة : عفيلة.

(٤) مرآة العقول ١٠ : ١٢٣ / ٥.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٤.

(٦) هداية المحدّثين : ٣٨ ، وفيها : وأحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن دكين.

(٧) عن الكشّي : ٩٧ / ١٥٤.

(٨) في نسخة « م » : وعن.

(٩) الحشف : أردأ التمر ، لسان العرب : ٩ / ٤٧.

٣٦٤

كان من المخذلين عن نصرته.

ورووا عنه أنّ عليّاعليه‌السلام رآه وهو يتوضّأ للصلاة ـ وكان ذو وسوسة ـ فصبّ على أعضائه ماء كثيرا ، فقال له : أرقت ماء كثيرا يا حسن ، فقال : ما أراق أمير المؤمنين من دماء المسلمين أكثر ، فقال : أو ساءك ذلك؟

قال : نعم ، قال : فلا زلت مسوءا.

فما زال الحسن عابسا قاطبا مهموما إلى أن مات(١) ، انتهى.

وذكر هذا الخبر بتفاوت يسير في الألفاظ في أصولنا(٢) ، على أنّ ذمّه من طرقنا متواتر.

٧٠٩ ـ الحسن بن جعفر بن الحسين :

ابن الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، أبو محمّد المدني ، روى عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام ، وحدّث عن الأعمش ، وكان ثقة ،صه (٣) .

وزادجش : عنه محمّد بن أعين الهمداني الصائغ(٤) . وفيه : المديني.

أقول : فيمشكا : ابن جعفر بن الحسين الثقة ، عنه محمّد بن أعين الهمداني(٥) .

٧١٠ ـ الحسن بن الجهم بن بكير :

ابن أعين ، أبو محمّد الشيباني ؛ ثقة ؛ روى عن أبي الحسن موسى‌

__________________

(١) شرح ابن أبي الحديد : ٤ / ٩٥.

(٢) الخرائج والجرائح ٢ : ٥٤٧ / ٨.

(٣) الخلاصة : ٤٢ / ٢٠ ، وفيها : الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن.

(٤) رجال النجاشي : ٤٦ / ٩٢ ، وفيه : الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن.

(٥) هداية المحدّثين : ٣٨ ، وفيها : وأنّه الحسن بن جعفر الثقة.

٣٦٥

عليه‌السلام والرضاعليه‌السلام ،صه (١) .

وزادجش : له كتاب ، الحسن بن عليّ بن فضّال ، عنه به(٢) .

وفيست : له مسائل ، أخبرنا بها(٣) ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الحسن بن متيل ، عن الحسن بن عليّ بن يوسف ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عنه(٤) .

وفيضا : ابن الجهم الرازيرحمه‌الله (٥) .

والظاهر الاتّحاد.

وفيتعق : هو الظاهر. وفي المعراج عن رسالة أبي غالب الزراري : كان جدّنا الأدنى الحسن بن جهم من خواصّ سيّدنا أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، وله كتاب معروف قد رويته عن أبي عبد الله أحمد بن محمّد العاصمي ، وقيل له : العاصمي ، أنّه كان(٦) ابن أخت عليّ بن عاصم(٧) ، انتهى(٨) .

أقول : فيمشكا : ابن الجهم الثقة ، عنه الحسن بن عليّ بن فضّال ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع(٩) .

__________________

(١) الخلاصة : ٤٣ / ٣٠.

(٢) رجال النجاشي : ٥٠ / ١٠٩.

(٣) بها ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٤) الفهرست : ٤٧ / ١٦٢.

(٥) رجال الشيخ : ٣٧٣ / ٢٨ ، وفيه : الحسين. ولم يرد فيه الترحّم ، إلاّ أن في مجمع الرجال ذكره بكلا العنوانين.

(٦) في المصدر : قد رويته عن أبي عبد الله أحمد بن محمّد العاصمي ، لأنّه كان.

(٧) رسالة أبي غالب الزراري : ١١٥.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٥.

(٩) هداية المحدّثين : ٣٨.

٣٦٦

٧١١ ـ الحسن بن حبيش :

الأسدي ، الكوفي ،ق (١) .

وفيقر بدل الكوفي : روى عنه إبراهيم بن عبد الحميد(٢) .

وفيصه : ابن حبيش : بالمهملة المضمومة والموحّدة والمثنّاة من تحت والشين المعجمة. روىكش عن محمّد بن مسعود ، عن حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن جعفر بن محمّد الخثعمي ، عن إبراهيم بن عبد الحميد الصنعاني ، عن أبي أسامة زيد الشحّام ، قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ مرّ الحسن بن حبيش ، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : تحبّ هذا؟ هذا من أصحاب أبيعليه‌السلام .

وروى السيّد عليّ بن أحمد العقيقي العلوي عن أبيه ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثل ما روىكش (٣) .

وبخطّشه : في طريقهما إبراهيم بن عبد الحميد ، وهو واقفي. وفي الأولى جعفر بن محمّد الخثعمي ، وهو مجهول. وفي الثانية عليّ بن أحمد العقيقي ، وهو ضعيف ، مع أنّ مضمونهما لا يقتضي مدحا معتبرا في هذا الباب. فإدخاله في هذا القسم ليس بجيّد(٤) .

وفيكش ما ذكره ، إلاّ أنّ فيه : ابن خنيس(٥) ، بالمعجمة والنون(٦) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٦٧ / ٣٨.

(٢) رجال الشيخ : ١١٢ / ٣.

(٣) الخلاصة : ٤١ / ١٢.

(٤) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٢٣.

(٥) في نسخة « م » : خنيش.

(٦) رجال الكشّي : ٤٠٣ / ٧٥٣.

٣٦٧

ود جعلهما اثنين(١) . والظاهر الاتّحاد.

وفي الكافي في باب تحليل الميّت من الدين : إبراهيم بن عبد الحميد ، عن الحسن بن خنيس(٢) .

وفيتعق : في كلامشه ما مرّ في إبراهيم ، ويأتي في عليّ بن أحمد العقيقي ، وما أشرنا إليه في إبراهيم بن صالح ، وابن عمر اليماني ، فلاحظ.

وفي الوجيزة لم يذكر إلاّ ابن خنيس ، بالخاء المعجمة والنون(٣) .

قلت : وذكر أنّه ممدوح(٤) .

وفي نسختي من الاختيار : ابن حنيس ، بالنون والمهملة أوّلا وآخرا.

وفيطس : حبيس ، بالموحّدة(٥) .

وقوله سلّمه الله : ويأتي في عليّ بن أحمد العقيقي ، أي عدم ضعفه.

ولم يذكر هناك شيئا من ذاك ، فلاحظ ، إلاّ أنّا نذكر جلالته إن شاء الله تعالى. وفيمشكا : ابن حبيش ، عنه إبراهيم بن عبد الحميد(٦) .

٧١٢ ـ الحسن بن حذيفة بن منصور :

الكوفي ، من همدان ، بيّاع السابري ، مولى سبيع ،ق (٧) .

وفيصه بعد منصور : ابن كثير بن سلمة الخزاعي.

__________________

(١) رجال ابن داود : ٧٣ / ٤١١.

(٢) الكافي ٤ : ٣٦ / ١.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٥.

(٤) الوجيزة : ١٨٦ / ٤٧٢.

(٥) التحرير الطاووسي : ١٢٢ / ٨ ، وفيه : خنيس.

(٦) هداية المحدّثين : ٣٨.

(٧) رجال الشيخ : ١٦٧ / ١٨.

٣٦٨

قالغض : إنّه ضعيف جدّا ، لا يرتفع(١) به.

والأقوى عندي ردّ قوله لطعن هذا الشيخ فيه ، مع أنّي لم أقف له على مدح من غيره(٢) .

وفيتعق : في التهذيب والاستبصار في كتاب الخلع : الذي أعتمده وأفتي به أنّ المختلعة لا بدّ فيها من أن تتبع(٣) بالطلاق ، وهو مذهب جعفر ابن سماعة والحسن بن محمّد بن سماعة(٤) وعليّ بن رباط وابن حذيفة من المتقدّمين ، ومذهب عليّ بن الحسين من المتأخّرين(٥) .

والظاهر أنّ ابن حذيفة هو هذا. ولا يخفى دلالته على جلالته وكونه من الفقهاء الأعاظم. وتضعيفغض أشير إلى ما فيه غير مرّة(٦) .

٧١٣ ـ الحسن بن الحسن :

ابن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام . غير مذكور في الكتابين.

وفي الإرشاد : أمّا الحسن بن الحسن بن عليّعليه‌السلام فكان جليلا رئيسا فاضلا ورعا ، وكان يلي صدقات أمير المؤمنينعليه‌السلام في وقته ، وله مع الحجّاج ـ لعنه الله ـ خبر ذكره الزبير بن بكّار ، وكان حضر مع عمّه الحسينعليه‌السلام الطّف ، فلمّا قتل الحسينعليه‌السلام وأسر الباقون من‌

__________________

(١) في المصدر : لا ينتفع. وفي هامشه : في كثير من نسخ الكتاب : لا يرتفع.

(٢) الخلاصة : ٢١٥ / ١٥.

(٣) في النسخ الخطّية : يتبع.

(٤) في التهذيب : الحسن بن سماعة ، ولم يرد في الاستبصار.

(٥) التهذيب ٨ : ٩٧ / ٣٢٨ ، الاستبصار ٣ : ٣١٧ / ١١٢٨.

وزاد في حاشية النسخ الخطيّة عن التهذيبين : بعد ما ذكره سلمه الله : فأمّا الباقون من فقهاء أصحابنا المتقدمين فلست أعرف لهم فتيا ( منه. قده ).

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٥.

٣٦٩

أهله جاءه أسماء بن خارجة فانتزعه من بين الأسراء(١) .

٧١٤ ـ الحسن بن الحسين بن بابويه :

جدّ الشيخ منتجب الدين صاحب الفهرست المشهور. غير مذكور في الكتابين.

وقال في الفهرست المذكور : الشيخ الإمام الجد شمس الإسلام الحسن بن الحسين بن بابويه القمّي نزيل الري المدعو : حسكا. فقيه ثقة وجه.

قرأ على شيخنا الموفّق أبي جعفر قدّس الله روحه جميع تصانيفه بالغري ـ على ساكنه السلام ـ وقرأ على الشيخين سالار(٢) بن عبد العزيز وابن البرّاج جميع تصانيفهما.

وله تصانيف في الفقه ، منها : كتاب العبادات ، وكتاب الأعمال الصالحة ، وكتاب سير الأنبياء والأئمّةعليهم‌السلام ، أخبرنا بها الوالد عنهرحمه‌الله (٣) .

٧١٥ ـ الحسن بن الحسين بن الحسن :

الكندي الجحدري ،ق (٤) .

وزادصه عربي ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (٥) .

وزادجش : له كتب ، منها : رواية الحسين بن محمّد بن عليّ الأزدي.

__________________

(١) الإرشاد : ٢ / ٢٣.

(٢) في المصدر : سلاّر.

(٣) فهرست منتجب الدين : ٤٢ / ٧٢.

(٤) رجال الشيخ : ١٦٦ / ٨ ، وفيه زيادة : الكوفي.

(٥) الخلاصة : ٤٢ / ٢٢.

٣٧٠

وليس فيه : ابن الحسن(١) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسين الجحدري الثقة ، عنه الحسين بن محمّد الأزدي ، وعليّ بن الحكم الثقة(٢) .

٧١٦ ـ الحسن بن الحسين السكوني :

عربي ، كوفي ، ثقة ،صه (٣) .

وزادجش : كتابه عن الرجال ، جعفر بن عبد الله المحمّدي ، عنه به(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسين السكوني الثقة ، عنه جعفر بن عبد الله(٥) .

٧١٧ ـ الحسن بن الحسين اللؤلؤي :

كوفي ، ثقة ، كثير الرواية ، له كتاب مجموع نوادر ،جش (٦) .

وفيلم : يروي عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ، ضعّفه ابن بابويه(٧) .

وفيصه بعد ذكر التوثيق والتضعيف المذكورين : وقالجش : كان محمّد بن الحسن بن الوليد يستثني من رواية محمّد بن أحمد بن يحيى ما رواه عن جماعة ـ وعدّ من جملتهم ما تفرّد به الحسن بن الحسين اللؤلؤي ـ وتبعه أبو جعفر بن بابويهرحمه‌الله على ذلك(٨) ، انتهى.

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٦ / ٩٥ ، وقد ذكر فيه : ابن الحسن.

(٢) هداية المحدّثين : ١٨٧.

(٣) الخلاصة : ٤٣ / ٣٢.

(٤) رجال النجاشي : ٥١ / ١١٤.

(٥) هداية المحدّثين : ١٨٧.

(٦) رجال النجاشي : ٤٠ / ٨٣.

(٧) رجال الشيخ : ٤٦٩ / ٤٥.

(٨) الخلاصة : ٤٠ / ١١.

٣٧١

والاستثناء المذكور يأتي في محمّد بن أحمد(١) .

وفيتعق : ونذكر فيه وفي محمّد بن إسماعيل وابن عيسى بن عبيد ما فيه(٢) .

قلت : في الوجيزة : ثقة ، وفيه كلام(٣) .

وذكره العلاّمة في القسم الأوّل.

وفي الحاوي في الثقات ، وقال : لعلّ مجرّد الاستثناء لا يدلّ على القدح فيه بعد شهادته أوّلا بتوثيقه ، والظاهر أنّ تضعيف ابن بابويه المحكي مرجعه إلى ذلك كما يدلّ عليه كلامجش ، فهو أعم من القدح كما لا يخفى(٤) ، انتهى.

ثمّ ذكره في الضعاف ، وقال : مضى الكلام في الفصل الأوّل في شأن هذا الرجل ، وذكرناه هنا لنقل الشيخ عن ابن بابويه تضعيفه(٥) .

وفيمشكا : ابن الحسين اللؤلؤي الثقة ، عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ، وإبراهيم بن سليمان(٦) .

٧١٨ ـ الحسن بن حمزة بن علي :

ابن عبد الله بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، أبو محمّد الطبري ، يعرف بالمرعشي ،

__________________

(١) ذكر الاستثناء نقلا عن النجاشي في رجاله : ٣٤٨ / ٩٣٩ ، والشيخ في الفهرست :١٤٤ / ٦٢١.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٥.

(٣) الوجيزة : ١٨٦ / ٤٦٨.

(٤) حاوي الأقوال : ٤٤ / ١٤٨.

(٥) حاوي الأقوال : ٢٤٣ / ١٣٤٣.

(٦) هداية المحدّثين : ١٨٧.

٣٧٢

كان من أجلاّء هذه الطائفة وفقهائها.

قدم بغداد ولقيه شيوخنا في سنةستّ وخمسين وثلاثمائة ، ومات في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.

له كتب ، منها كتاب المبسوط في عمل يوم وليلة ،جش (١) .

صه إلى قوله : وفقهائها. وزاد : كان فاضلا ديّنا عارفا فقيها زاهدا ورعا كثير المحاسن أديبا ، روى عنه التلعكبري وكان سماعه منه أوّلا سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، وله منه إجازة بجميع كتبه ورواياته.

قال الشيخ : أخبرنا جماعة ، منهم : الحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون ومحمّد بن محمّد بن النعمان ، وكان سماعهم منه سنة أربع وستّين وثلاثمائة.

وقال النجاشي : ماترحمه‌الله سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. وهذا لا يجامع قول الشيخ الطوسي(٢) ، انتهى.

وفيست : كان فاضلا أديبا عارفا فقيها زاهدا ورعا كثير المحاسن ، له كتب كثيرة ، منها : المبسوط ، وكتاب المفتخر ، أخبرنا جماعة ، منهم : الشيخ(٣) والحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون عنه سماعا وإجازة في سنةستّ وخمسين وثلاثمائة(٤) .

ونحوه في لم إلاّ الكتابين ، وفيه : ابن محمّد بن حمزة. وفيما زاد : روى عنه التلعكبري ، وكان سماعه أوّلا سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. وفيه بعد ذكر مشايخه المذكورين : كان سماعهم منه سنة أربع وخمسين‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٦٤ / ١٥٠.

(٢) الخلاصة : ٣٩ / ٨.

(٣) في المصدر : الشيخ المفيد.

(٤) الفهرست : ٥٢ / ١٩٤.

٣٧٣

وثلاثمائة(١) .

وبخطّشه علىصه : ما نقله المصنّف عن الشيخ وجدناه بخطّطس في كتاب الشيخ ؛ وفيجخ بنسخة معتبرة أنّ سماعة منه سنة أربع وخمسين وثلاثمائة ، وفيست أنّه كان سنةستّ وخمسين ، وعليهما يرتفع التناقض بين التأريخين(٢) .

وفيتعق : ما مدح به فوق التوثيق ، سيّما الزهد والورع. وعدّ من الحسان.

وفي الوجيزة : ممدوح كالصحيح(٣) . وفيه ما أشرنا إليه في ثعلبة بن ميمون ، وذكرنا في الفوائد أنّ الفقاهة تشير إلى الوثاقة ، وكذا شيخيّة الإجازة ، وكذا كونه فاضلا ديّنا(٤) .

أقول : ذكرنا في ثعلبة وغيره أنّ كلّ ذلك لا يتعدّى العدالة ، والوثاقة غير العدالة مأخوذ فيها الضبط. إلاّ أن الفاضل عبد النبي الجزائري مع درجه كثيرا من الحسان في الضعاف ذكره في الثقات(٥) .

هذا ، والظاهر أنّجخ الذي كان عند العلاّمة كان مغلّطا ، لاتّفاق النسخ على الخمسين ، وكذا نقل عنه سائر الجامعين.

وفيمشكا : ابن حمزة الثقة الجليل الزاهد ، عنه التلعكبري ، والحسين ابن عبيد(٦) الله ، وأحمد بن عبدون ، ومحمّد بن محمّد بن النعمان(٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٦٥ / ٢٤.

(٢) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٢٣.

(٣) الوجيزة : ١٨٦ / ٤٦٩.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٦.

(٥) حاوي الأقوال : ٤٤ / ١٥٢.

(٦) في نسخة « ش » : عبد.

(٧) هداية المحدّثين : ٣٨ ، وفيها : الجليل الفقيه الفاضل الزاهد ، ولم يرد فيه التوثيق.

٣٧٤

٧١٩ ـ الحسن بن خالد بن محمّد :

ابن علي البرقي ، أبو علي ، أخو محمّد بن خالد ، كان ثقة ،صه (١) .

وزادجش : له كتاب نوادر(٢) .

وفي لم : ابن خالد البرقي ، أخو محمّد بن خالد ، أبو علي(٣) .

وزادست : له كتب أخبرنا بها عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عمّه الحسن بن خالد(٤) .

أقول : في ب : الحسن بن خالد البرقي أخو محمّد بن خالد ، من كتبه : تفسير العسكريعليه‌السلام ، من إملاء الإمامعليه‌السلام ، مائة وعشرون مجلدة(٥) .

وفيمشكا : ابن خالد الثقة ، أحمد بن أبي عبد الله عن عمّه الحسن ابن خالد(٦) .

٧٢٠ ـ الحسن بن خرّزاذ :

بالمعجمة المضمومة والراء المشدّدة والزاي والذال المعجمة بعد الألف ، قمّي ، كثير الحديث ، وقيل : إنّه غلا في آخر عمره ،صه (٧) .

جش إلاّ الترجمة ، وزاد : له كتاب أسماء رسول الله صلّى الله عليه‌

__________________

(١) الخلاصة : ٤٣ / ٣٧.

(٢) رجال النجاشي : ٦١ / ١٣٩.

(٣) رجال الشيخ : ٤٦٢ / ١.

(٤) الفهرست : ٤٩ / ١٦٨.

(٥) معالم العلماء : ٣٤ / ١٨٩.

(٦) هداية المحدّثين : ٣٩.

(٧) الخلاصة : ٢١٤ / ١١.

٣٧٥

وآله ، وكتاب(١) المتعة ؛ أبو علي الحسن بن علي القمّي(٢) ، عنه بكتابه(٣) .

وفيدي : قمّي(٤) .

وفي لم : من أهلكش (٥) .

وفيتعق : مرّ في أحمد بن محمّد بن عيسى عدم روايته عنه ، والظاهر أنّه لحكاية الغلو ، وفيه ما فيه.

ويروي عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ولم يستثن ، ففيه شهادة على الاعتماد بل الوثاقة كما أشرنا إليه في الفوائد.

وذكرنا ما في حكاية غلوّهم ، سيّما وكونه آخر العمر(٦) .

أقول : في الوجيزة : فيه مدح وذمّ(٧) ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن خرّزاذ ، عنه أبو علي الحسن بن علي القمّي(٨) .

٧٢١ ـ الحسن بن خنيس :

الكوفي ،ق (٩) . وسبق : ابن حبيش.

٧٢٢ ـ الحسن بن دندان :

هو ابن سعيد الجليل الأهوازي ،تعق (١٠) .

__________________

(١) في نسخة « ش » زيادة : في.

(٢) في نسخة « م » و « ش » : القتيبي ( خ ل ).

(٣) رجال النجاشي : ٤٤ / ٨٧.

(٤) رجال الشيخ : ٤١٣ / ٢٠.

(٥) رجال الشيخ : ٤٦٣ / ١٠.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٦.

(٧) الوجيزة : ١٨٦ / ٤٧١.

(٨) هداية المحدّثين : ٣٩.

(٩) رجال الشيخ : ١٦٦ / ١٦ ، وفيه : حبيش ، خنيس ( خ ل ).

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٦.

٣٧٦

٧٢٣ ـ الحسن بن راشد :

يكنّى أبا علي ، بغدادي ،دي (١) .

وزادج : مولى لآل المهلّب ، ثقة(٢) .

وزادصه : روى عن أبي جعفر الجوادعليه‌السلام (٣) .

ونحوه د في القسم الأوّل(٤) .

وفي القسم الثاني : الحسن بن راشد مولى بني العبّاسق ،غض : ضعيف جدّا ، البرقي : كان وزير المهدي.

أقول : إنّي رأيته بخطّ الشيخ أبي جعفررحمه‌الله في كتاب الرجال : حسين بن راشد مولى بني العبّاس. وأمّا الحسن بن راشد أبو علي مولى آل المهلّب فمن رجال الجوادعليه‌السلام ، وهو بغدادي ثقة. فربما التبس الحسين بن راشد بالحسن ، ذاك مولى بني العبّاس وهذا مولى آل المهلّب ، وذاكق وهذا ج(٥) ، انتهى.

والذي وجدته فيق (٦) : الحسن بن راشد مولى بني العبّاس كوفي(٧) .

نعم فيظم : حسين بن راشد مولى بني العبّاس بغدادي(٨) .

وكيف كان ، فلا ريب أنّ الذيق : الحسن بن راشد ، معلوم ذاك من كتب الحديث والرجال من سند الروايات ، ومعلوم في خصوص القاسم بن‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤١٣ / ١٠.

(٢) رجال الشيخ : ٤٠٠ / ٨.

(٣) الخلاصة : ٣٩ / ٥.

(٤) رجال ابن داود : ٧٣ / ٤١٢.

(٥) رجال ابن داود : ٢٣٨ / ١٢٠.

(٦) فيق ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٧) رجال الشيخ : ١٦٧ / ٢٩.

(٨) رجال الشيخ : ٣٤٦ / ٤.

٣٧٧

يحيى بن الحسن بن راشد مع التصريح أنّه مولى المنصور ، والظاهر أنّه الذي ذكره الشيخ أنّه مولى بني العبّاس ، وأنّه الذي يروي عن الكاظمعليه‌السلام . فالحقّ حمل ما فيظم على السهو ، وهو أقرب من وقوع السهو عنه وعن غيره في مواضع.

فالفرق بين الثقة والضعيف بالمرتبة وبالكنية وبالمروي عنه ، فالراوي عنق وظم ضعيف ، وعن ج ودي ثقة ، والحسين في المقامين سهو كما فيظم والتهذيب في آخر باب الأذان(١) .

وفيست : الحسن(٢) بن راشد ، له كتاب الراهب والراهبة ، ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن(٣) ، عن محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد(٤) ، انتهى.

فالظاهر أنّه الذي من رجالهما.

وفيتعق : الظاهر أنّ الحسن بن راشد أبو علي بن راشد الوكيل الجليل ، وسيشير إليه المصنّف(٥) .

وقوله : فالراوي عنق إلى آخره. في الكافي والتهذيب في الحسن بإبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن راشد ، عن‌

__________________

(١) التهذيب ٢ : ٦٤ / ٢٣٠.

(٢) في نسخة « م » : الحسين.

(٣) في المصدر زيادة : ابن الوليد.

(٤) الفهرست : ٥٣ / ٢٠٠.

(٥) منهج المقال باب الكنى : ٣٩١ نقلا عن رجال الكشّي : ٥١٣ / ٩٩١ و ٩٩٢ ، وغيبة الشيخ الطوسي : ٣٥٠ / ٣٠٩ و ٣١٠ ، والخلاصة : ١٩٠ / ٢٩.

٣٧٨

الصادقعليه‌السلام (١) . وقد أكثر من الرواية عنه ، وهو يشعر(٢) بوثاقته.

وهو كثير الرواية ، وأكثرها مقبولة.

وتضعيفغض فيه ما فيه. والوزارة لو صحّت أشرنا إلى ما فيها في الفوائد ، فتأمّل.

وطبقة الحسن بن راشد الثقة والطفاوي(٣) واحدة أو متقاربة بحيث يشكل التمييز من جهة الطبقة ، إلاّ أنّ المطلق ينصرف إلى الجليل المشهور. هذا على تقدير كون الطفاوي ابن راشد ، وإن كان ابن أسد فلا التباس.

وفي كشف الغمّة : عن الحسين بن راشد ، قال : ذكرت زيد بن عليّعليه‌السلام فتنقّصته عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال : لا تفعل ، رحم الله زيدا ، الحديث(٤) .

وفيه الحسين مكرّرا ، فلا داعي لحمل ما فيظم على السهو ، سيّما بعد وجدان الحسين في كتب الحديث. ولا يبعد كونه أخا الحسن.

وربما يومئ إلى التغاير كون ما فيق كوفيّا وما فيظم بغداديّا ، فتأمّل(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن راشد أبو علي الثقة مولى المهلّب ، عنه عليّ ابن مهزيار ، والقاسم بن يحيى ـ وهو جدّه ـ. وهو عن الجوادعليه‌السلام (٦) .

__________________

(١) الكافي ٤ : ١١٣ / ٥ ، التهذيب ٤ : ٢٦٧ / ٨٠٧.

(٢) في نسخة « ش » : يشير.

(٣) في نسخة « ش » بدل الطفاوي : الطغاوي ، في الموارد الآتية كلها.

(٤) كشف : ٢ / ١٤٤ ، وفيه : رحم الله عمّي زيدا.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٦.

(٦) هداية المحدّثين : ١٨٨ ، وفيها : أنّه ابن علي مولى آل المهلّب الثقة برواية علي.

٣٧٩

٧٢٤ ـ الحسن بن راشد الطفاوي :

له كتاب نوادر ، حسن ، كثير العلم ، عنه عليّ بن السندي ،جش (١) .

وفيست : ابن راشد ، له كتاب ، ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن عليّ بن السندي ، عنه(٢) .

وفيصه : ابن راشد الطفاوي ، والطفاويّون(٣) منسوبون إلى جبال بن منبّه ، ومسكنهم(٤) البصرة. إلى أن قال : كان الحسن ضعيفا في الرواية.

وقالغض : الحسن بن أسد الطفاوي البصري(٥) أبو محمّد يروي عن الضعفاء ويروون عنه ، وهو فاسد المذهب ، وما أعرف له شيئا أصلح فيه إلاّ روايته كتاب عليّ بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم ، وقد رواه عنه غيره.

والظاهر أنّ هذا هو الذي ذكرناه وأنّ الناسخ أسقط الراء من أوّل اسم أبيه ، وليس هو الذي ذكرناه في القسم الأوّل من كتابنا عن الشيخ(٦) .

وفيتعق : فيه ما مرّ في الذي قبيله.

وقالطس في ترجمة يونس بن عبد الرحمن عند ذكر رواية عن الحسن : رأيت في بعض النسخ : الحسن بن راشد ، وفي نسختين أثبت منها(٧) : ابن أسد. إلى أن قال : وإن يكن(٨) الحسن بن أسد ـ وهو‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٨ / ٧٦ ، وفيه بعد الطفاوي زيادة : ضعيف.

(٢) الفهرست : ٥٣ / ١٩٥.

(٣) في نسخة « ش » : والطغاويّون.

(٤) في المصدر : منسوبون إلى حبّال بن منبّه ، ومنبّه هو أعصر بن سعد بن قيس بن غيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، ومسكنهم.

(٥) البصري ، لم ترد في المصدر.

(٦) الخلاصة : ٢١٣ / ٩.

(٧) كذا في النسخة الحجرية والتعليقة والمصدر ، وفي النسخ الخطّية : منهما.

(٨) كذا في النسخة الحجرية والتعليقة والمصدر ، وفي النسخ الخطّية : يكنّى.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500