منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-90-6
الصفحات: 500

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 258798 / تحميل: 5398
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٠-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

ومنها : أنّ الواجب (تعالى) لا تُنال ذاته المقدّسة بالمعرفة ، وإنّما الذي تَناله المعرفة شيء من صفاته ، وقد تقدّمت الإشارة منهعليه‌السلام إلى ذلك بقوله :(دليله آياته) ، وقوله :(ليس بإله مَن عرف بنفسه) .

ومنها : أن الواجب (تعالى) مستغنٍ عن الإثبات ، بل يمتنع ذلك فيه ؛ إذ إنّه تعالى له الوجود الحقّ الذي لا يحدّه شيء ، ومَن كان هذا شأنه يمتنع أن تناله الأذهان ، ويحيط به العقل ، فيكون وجوده الخارجي وإثباته شيئاً واحداً ، ويتّحد فيه الثبوت والإثبات ، فهو متعال عن العلم والجهل الذهنيّين فإمّا أن يكون معلوماً بالذات لا يجهل بحالٍ ، ولا يغيب عن شيء ولا يفقده شيء وإمّا أن يكون مجهول الذات ، جهلاً تامّاً لكنهه تعالى ، لا يغيب عن شيء ، ولا يفقده شيء ، فهو معلوم غير مجهول وقد بيّنعليه‌السلام هذه الحقيقة في كلام آخر له ، فقال :

(المعروف بغير كيفيّة ، ولا يُدرك بالحواسّ ، ولا يُقاس بالناس ، ولا تدركه الأبصار ، ولا تحيط به الأفكار ، ولا تقدّره العقول ، ولا تقع عليه الأوهام فكلّ ما قدّره عقل ، أو عرّف له مثل ، فهو محدود) (١) .

ـــــــــــــ

(١) توحيد الصدوق : ٧٦ ، باب التوحيد ونفي التشبيه ، الحديث ٣٤ .

٢٨١

وممّا ورد عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في هذا المعنى قوله :

(التوحيد : ظاهره في باطنه وباطنه في ظاهره ظاهره موصوف لا يُرى ، وباطنه موجود لا يخفى يُطلب بكلّ مكان ، ولا يخلو منه مكان طرفة عين حاضر غير محدود وغائب غير مفقود)(١) .

وهذا هو السرّ في أنّنا لا نجده (تعالى) يقيم في كتابه المجيد برهاناً على أصل الذات ، وإنّما يبرهن على الصفات ، فيبرهن مثلاً على أنّ للعالم صانعاً وربّاً وخالقاً ومرجعاً ونحو ذلك .

ومنها : أنّ البرهان على وجود الواجب تعالى برهان على توحيده ، فإنّ الذي يدلّ عليه صريح البرهان على وجوده ، هو أنّ الواجب تعالى هو الوجود الحقّ ، غير المحدود بأي حدٍّ على الإطلاق ، وهذا هو بعينه التوحيد فإنّ مَن كان هذا شأنه ، لا يتصوّر له العقل ثانياً ؛ فإنّ حرف الشيء لا يحتمل التعدّد ، وإليه الإشارة بقولهعليه‌السلام :(وعرفته توحيده) .

ومنها : أنّ وحدة الواجب تعالى ليست عددية ، حتّى يتميّز في الوجود عن غيره ، وينفصل عنه بحدٍّ يؤدّي التعدّد بل إنّ وحدته بمعنى : أنّه تعالى لا يشاركه شيء في معنى من المعاني ، فهو ربّ خالق ، منه كلّ شيء ، وبه كلّ شيء ، وإليه كلّ شيء ، وغيره مربوب مخلوق ، منه وبه وإليه وجوده .

وهذه المسألة وأمثالها هي من المسائل التي بقيت مجهولة ، لم تحل منذ دُوّنت في الفلسفة الإلهيّة ، حتّى وُفِّق إلى حلِّها بعض فلاسفة المسلمين المتأخّرين ، مستفيداً من كلامهعليه‌السلام ومهتدياً بنور علمه.

ـــــــــــــ

(١) معاني الأخبار : ١٠ ، باب معنى التوحيد والعدل ، الحديث ١ .

٢٨٢

في علمه تعالى بغيره ، وعلم الغير به ، وتقدّمه على الأشياء

ومن كلامهعليه‌السلام :

(الحمد لله الذي أعجز الأوهام عن أن تنال إلاّ وجوده ، وحجب العقول عن أن تتخيّل ذاته ، في امتناعها عن الشبه والشكل ، بل هو الذي لم يتفاوت في ذاته ، ولم يتبعّض بتجزئة العدد في كماله فارق الأشياء لا على اختلاف الأماكن ، وتمكّن منها لا على الممازجة ، وعلمها لا بأداة لا يكون العلم إلاّ بها ، وليس بينه وبين معلومه علم غيره إن قيل : كان ، فعلى تأويل أزليّة الوجود ، وإن قيل : لم يزل ، فعلى تأويل نفي العدم ، فسبحانه وتعالى عن قول مَن عَبَدَ سواه ، واتّخذ إلهاً غيره علوّاً كبيراً) (١) .

يشيرعليه‌السلام في هذا الكلام إلى مسألة : أنّه تعالى معلوم لغيره علماً حضوريّاً لا حصوليّاً ؛ وإلاّ لو كان العلم به حصوليّاً ، فإنّ ذاته تتبعّض إذا عرض له الحصول في الذهن والخارج ، هذا ينافي وحدته ، وتميّزه عن غيره .

ويشير أيضاًعليه‌السلام إلى مسألة أنّه تعالى عالم بغيره علماً حضوريّاً ، من غير توسّط صورة علميّة بينه وبين معلومه ؛ وإلاّ لاحتاج في علمه إلى الصورة ، التي هي الأداة .

ويشيرعليه‌السلام كذلك إلى مسألة تقدّمه على الأشياء بإطلاق وجوده ، المنزّه عن التقييد ، بأي حدٍّ عدلي ، وهو تفسير لأزليّته تعالى .

ـــــــــــــ

(١) توحيد الصدوق : ٧١ ، باب التوحيد ، ونفي التشبيه ، الحديث ٢٧ روضة الكافي : ٢٠ ، الحديث ٤ ، خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهي خطبة الوسيلة ، باختلاف يسير .

٢٨٣

في بيان معنى صفاته (تعالى) العليا

فمن كلام لهعليه‌السلام في الباب قوله :

(مستشهد بكليّة الأجناس على ربوبيّته ، وبعجزها على قدرته ، وبفطورها على قِدمته ، وبزوالها على بقائه ، فلا لها محيصٌ عن إدراكه إيّاها ، ولا خروجٌ من إحاطته بها ، ولا احتجابٌ عن إحصائه لها ، و امتناعٌ من قدرته عليها كفى بإتقان الصنع لها آية ، وبمركّب الطبع عليها دلالة ، وبحدوث الفِطْر عليها قِدْمَة ، وبإحكام الصَّنعَة لها عِبرة فلا إليه حدّ منسوب ، ولا له مثل مضروب ، ولا شيء عنه محجوب ، تعالى عن ضرب الأمثال والصفات المخلوقة علوّاً كبيراً) (١) .

توضيح صفاته الثبوتيّة والسلبيّة

فمن كلامهعليه‌السلام في هذا الخصوص قوله :

(مَا وَحَّدَهُ مَنْ كَيَّفَهُ ، ولا حَقِيقَتَهُ أَصَابَ مَنْ مَثَّلَهُ ، ولا إِيَّاهُ عَنَى مَنْ شَبَّهَهُ ولا صَمَدَهُ مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ وتَوَهَّمَهُ كُلُّ مَعْرُوفٍ بِنَفْسِهِ مَصْنُوعٌ ، وكُلُّ قَائِمٍ فِي سِوَاهُ مَعْلُولٌ فَاعِلٌ لا بِاضْطِرَابِ آلَةٍ ، مُقَدِّرٌ لا بِجَوْلِ فِكْرَةٍ ، غَنِيٌّ لا بِاسْتِفَادَةٍ لا تَصْحَبُهُ الْأَوْقَاتُ ، ولا تَرْفِدُهُ الْأَدَوَاتُ سَبَقَ الْأَوْقَاتَ كَوْنُهُ ، والْعَدَمَ وُجُودُهُ ، والِابْتِدَاءَ أَزَلُهُ .

بِتَشْعِيرِهِ الْمَشَاعِرَ عُرِفَ أَنْ لا مَشْعَرَ لَهُ ، وبِمُضَادَّتِهِ بَيْنَ الْأُمُورِ عُرِفَ أَنْ لَا ضِدَّ لَهُ ، وبِمُقَارَنَتِهِ بَيْنَ الْأَشْيَاءِ عُرِفَ أَنْ لَا قَرِينَ لَهُ ضَادَّ النُّورَ بِالظُّلْمَةِ ، والْوُضُوحَ بِالْبُهْمَةِ ، والْجُمُودَ بِالْبَلَلِ ، والْحرُورَ بِالصَّرَدِ مُؤَلِّفٌ بَيْنَ مُتَعَادِيَاتِهَا ، مُقَارِنٌ بَيْنَ مُتَبَايِنَاتِهَا ، مُقَرِّبٌ بَيْنَ مُتَبَاعِدَاتِهَا ، مُفَرِّقٌ بَيْنَ مُتَدَانِيَاتِهَا لَا يُشْمَلُ بِحَدٍّ ، ولا يُحْسَبُ بِعَدٍّ ، وإِنَّمَا تَحُدُّ الْأَدَوَاتُ أَنْفُسَهَا ، وتُشِيرُ الْآلَاتُ إِلَى نَظَائِرِهَا ، مَنَعَتْهَا (مُنْذُ) الْقِدْمَةَ ، وحَمَتْهَا (قَدُ) الْأَزَلِيَّةَ ، وجَنَّبَتْهَا (لَوْلَا) التَّكْمِلَةَ بِهَا تَجَلَّى صَانِعُهَا لِلْعُقُولِ ، وبِهَا امْتَنَعَ عَنْ نَظَرِ الْعُيُونِ ولا يَجْرِي عَلَيْهِ السُّكُونُ والْحَرَكَةُ ، وكَيْفَ يَجْرِي عَلَيْهِ مَا هُوَ أَجْرَاهُ ، ويَعُودُ فِيهِ مَا هُوَ أَبْدَاهُ ، ويَحْدُثُ فِيهِ مَا هُوَ أَحْدَثَهُ ؛ إِذاً لَتَفَاوَتَتْ ذَاتُهُ ولَتَجَزَّأَ كُنْهُهُ ، ولَامْتَنَعَ مِنَ الْأَزَلِ مَعْنَاهُ ، ولَكَانَ لَهُ وَرَاءٌ إِذْ وُجِدَ لَهُ أَمَامٌ ، ولَالْتَمَسَ التَّمَامَ إِذْ لَزِمَهُ النُّقْصَانُ ، وإِذاً لَقَامَتْ آيَةُ الْمَصْنُوعِ فِيهِ ولَتَحَوَّلَ دَلِيلاً بَعْدَ أَنْ كَانَ مَدْلُولاً عَلَيْهِ ، وخَرَجَ بِسُلْطَانِ الِامْتِنَاعِ مِنْ أَنْ يُؤَثِّرَ فِيهِ مَا يُؤَثِّرُ فِي غَيْرِهِ ، الَّذِي لَا يَحُولُ ولا يَزُولُ ولا يَجُوزُ عَلَيْهِ الْأُفُولُ) .

ـــــــــــــ

(١) توحيد الصدوق : ٦٩ ، باب التوحيد ونفي التشبيه ، الحديث ٢٦ بحار الأنوار : ٤ / ٢٢١ ، الحديث ٢ ، تتمّة كتاب التوحيد ، أبواب أسمائه تعالى وصفاته ، باب ٤ ـ جوامع التوحيد ، باختلاف يسير جدّاً .

٢٨٤

إلى أن قال :

(وإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَعُودُ بَعْدَ فَنَاءِ الدُّنْيَا وَحْدَهُ لا شَيْءَ مَعَهُ ، كَمَا كَانَ قَبْلَ ابْتِدَائِهَا كَذَلِكَ يَكُونُ بَعْدَ فَنَائِهَا ، بِلَا وَقْتٍ ولا مَكَانٍ ، ولا حِينٍ ولا زَمَانٍ عُدِمَتْ عِنْدَ ذَلِكَ الْآجَالُ والْأَوْقَاتُ ، وزَالَتِ السِّنُونَ والسَّاعَاتُ ، فَلا شَيْءَ إِلاَّ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ الَّذِي إِلَيْهِ مَصِيرُ جَمِيعِ الْأُمُورِ) (١) .

لقد بيّنعليه‌السلام في كلماته تلك جمل الصفات الثبوتية والسلبيّة كما وأوضحعليه‌السلام أنَّ قبليّته وبعديّته تعالى إنّما هي بالنسبة إلى الخِلقة ، وليس قبليّته وبعديّته تعالى من سنخ القبليّة والبعديّة الزمانيّين وقد أشار إلى هذا في كلامه السابق بقوله :

(وإن قيل : لم يزل ، فعلى تأويل نفي العدم) (٢) .

في رؤيته تعالى

ومن كلام لهعليه‌السلام وقد خاطب به رجلاً يقال له : ذعلب ؛ إذ كان قد قال له : يا أمير المؤمنين ، هل رأيت ربّك ؟ فقالعليه‌السلام :

(ويلك !! لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ويلك يا ذعلب ! إنّ ربّي... لطيف اللّطافة فلا يوصف باللطف ، عظيم العظمة فلا يوصف بالعِظَم ، كبير الكبرياء لا يوصف بالكِبَر ، جليل الجلالة لا يوصف بالغِلَظ قبل كلّ شيء ، فلا يقال : شيء قبله ، وبعد كل شيء ، فلا يقال : شيء بعده شائي الأشياء لا بهمّة ، درّاك لا بخديعة هو في الأشياء كلّها غير متمازج بها ، ولا بائن عنها ظاهر لا بتأويل المباشرة ، متجلٍّ لا باستهلال رؤية بائن لا بمسافة ، قريب لا بمداناة طيف لا بتجسُّم ، موجود لا بعد عدم فاعل لا باضطرار ، مقدّر لا بحركة ، مريد لا بهمامة ، سميع لا بآلة ، بصير لا بأداة لا تحويه الأماكن ، ولا تصحبه الأوقات ، ولا تحدّه الصفات ، ولا تأخذه السِّنات سبق الأوقات كونُه ، والعدم وجودُه ، والابتداء أزله .

ـــــــــــــ

(١) نهج البلاغة : ٢٧٢ ، الخطبة ١٨٦ ، في التوحيد بحار الأنوار : ٧٤ / ٣١٢ ، باب ١٤ ـ خطبه (صلوات الله عليه) المعروفة ، الحديث ١٤ .

(٢) تقدّم في الصفحة ٣١٨ ، في علمه تعالى بغيره وعلم الغير به .

٢٨٥

بتشعيره المشاعر عُرف أن لا مَشْعَر له ، وبتجهيزه الجواهر عُرف أن لا جوهر له ، ، ضادّ النور بالظلمة ، والجَسْوَ بالليل ، والصرد بالحَرُور مؤلّف بين متعادياتها ، مفرِّق بين متدانياتها ، دالّة بتفريقها على مفرّقها ، وبتأليفها على مؤلِّفها ، وقوله عزّ وجلّ : ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) (١) ، ففرّق بها بين قبل وبعد ؛ ليعلم أن لا قبل له ولا بعد شاهدة بغرائزها ، مخبرة بتوقيتها أن لا وقت لموقتها حجب بعضها عن بعض ؛ ليعلم أن لا حجاب بينه وبين خلْقه غير خلْقه كان ربّاً إذْ لا مربوب ، وإلهاً إذ لا مألوه ، وعالماً إذ لا معلوم ، وسميعاً إذ لا مسموع ) .

ثمَّ أنشأعليه‌السلام يقول :

(ولم يزل سيّدي بالحمدِ معروفاً

ولم يزل سيّدي بالجودِ موصوفاً) (٢)

فقد رأينا أنّهعليه‌السلام في كلماته هذه ، قد شرح معنى التشبيه والتنزيه في صفاته تعالى وبيَّنهما أروع شرح ، وأوفى بيان كما وفسّر معنى تعلّق الرؤية به تعالى ، وأنّها ليست بمباشرة الحمم ، ولا باستهلاك نظرة من العين ، ولا بإدراك توصيف من العقل ، بل يُرى بحقيقة الإيمان ويتّضح معنى قوله :(حقيقة الإيمان) من قوله :(حجب بعضها عن بعض ؛ ليُعلم أن لا حجاب بينه وبين خلْقه غير خلْقه) ؛ حيث دلّ كلامه هذا على أنّ الخلْق تحجبهم أنفسهم عنه تعالى أمّا إذا أخلص المؤمن إيمانه لربّه ، ثمّ أكمل الإخلاص له بنفي الصفات عنه (راجع قوله في الفصل الثاني :

(وكال توحيده الإخلاص له) ، ولم يعد قلبُه متعلّقاً بشيء سوى ربّه ، فحينئذٍ لا يبقى شيء يحجب ربَّه عنه ، ويراه بحقيقة الإيمان .

وقولهعليه‌السلام :(حجب بعضها عن بعض ؛ ليُعلم أن لا حجاب بينه وبين خلْقه غير خلْقه) من روائع الكلام الذي لا يسبقه إليه أحد وقد بنى كلامه فيه على ما قدَّمه من كلامه في نفي الحدود التي للمخلوقات ـ نفيها ـ عن خالقها عزّ اسمه .

ـــــــــــــ

(١) سورة الذاريات : الآية ٤٩ .

(٢) توحيد الصدوق : ٣٠١ ، باب حديث ذِعلِب ، الحديث ٢ الكافي : ٢ / ١٥٩ ، باب جوامع التوحيد ، الحديث ٣٤٧ / ٤ ، باختلاف يسير .

٢٨٦

ويوجد نظير هذا البيان في كلام سابع أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام قالعليه‌السلام :

(إنّ الله تبارك وتعالى كان لم يزل بلا زمانٍ ولا مكانٍ ، وهو الآن كما كان ..) .

إلى أن قال :

(ليس بينه وبين خلْقه حجاب غير خلْقه احتجب بغير حجاب محجوب ، واستتر بغير ستر مستور) (١) .

وقد بيّنعليه‌السلام في قوله :(كان ربّاً إذ لا مربوب ، وإلهاً إذ لا مألوه) أنّ لصفات الواجب الإضافيّة تحقّقاً في الذات قبل تحقّق المضاف إليه ، وهذا من غوامض المسائل الفلسفيّة ومعضلاتها .

وفي قوله :(ولم يزل سيّدي بالحمدِ معروفاً) دلالة على أنّ الخِلقة غير منقطعة من جهة أوّلها ، كما أنّها غير منقطعة من جهة آخرها وفيما ورد عنه وعن أبنائه من أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام ، أخبارٌ دالّة على أنّ هذا العالم الموجود مسبوق وملحوق بعوالم أُخر لا يحصيها إلاّ الله سبحانه .

في بيان جُمل من الحقائق

ومن كلام لهعليه‌السلام في بيان جملة من الحقائق المذكورة سابقاً :

(خَلَقَ الله الخلْق فعلّق حجاباً بينه وبينهم ، فبمباينته إيّاهم مفارقته إنيّتهم ، وإبداؤه إيّاهم شاهدٌ على ألاّ أداة فيه ؛ لشهادة الأدوات بفاقة المؤدِّين وابتداؤه إيّاهم دليل على ألاّ ابتداء له ؛ لعجز كلِّ مبتدأٍ عن إبداء غيره.

أسماؤه تعبير ، وأفعاله تفهيم ، وذاته حقيقة ، وكُنهه تفرقةٌ بينه وبين خلْقه ، قد جهل اللهَ مَن استوصفه ، وتعدّاه مَن مثّله ، وأخطأه مَن اكتنهه .

فمَن قال : أين ؟ فقد بوّأه ، ومَن قال : فيمَ ؟ فقد ضمّنه ، ومَن قال : إلى مَ ؟ فقد نهاه ، ومَن قال : لِمَ ؟ فقد علّله ، ومَن قال : كيف ؟ فقد شبّهه ، ومَن قال : إذ ، فقد وقّته ، ومَن قال : حتّى ، فقد غيّاه) .

ـــــــــــــ

(١) توحيد الصدوق : ١٧٤ ، باب نفي المكان والزمان والسكون والحركة ، الحديث ١٢ بحار الأنوار : ٣ / ٣٢٧ ، كتاب التوحيد ، باب ١٤ ـ نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى ، الحديث ٢٧ .

٢٨٧

إلى أن قال :

(لا يتغيّر الله بتغيير المخلوق ، كما لا يتحدّد بتحديد المحدود أحدٌ

لا بتأويل عدد ، صمدٌ لا بتبعيض بَدَد باطنٌ لا بمداخلة ، ظاهر لا بمزايلة ، متجلٍّ لا باشتمال رؤية) (١) .

في معنى الخِلْقَة

ومن كلامهعليه‌السلام في معنى الخِلْقَة :

(لم يخلق الأشياء من أصول أزليّة ، ولا من أوائل أبدية ، بل خَلَق ما خَلَق فأقام حدَّه ، وصوّر ما صوّر فأحسن صورَته ليس لشيء منه امتناعٌ ، ولا له بطاعة شيء انتفاعٌ) (٢) .

ينفيعليه‌السلام في كلامه هذا أنّ الخِلْقَة إنّما هي عمليّة تركيب وتفريق ، يقعان من الواجب تعالى على المادة القديمة الثابتة المستغنية في وجودها عن الواجب ؛ وبنى بيان ذلك على لزوم إطاعتها للفعل ، فأخر كلامه برهان على أوّله .

ـــــــــــــ

(١) تحف العقول : ٦٢ ، باب ما روي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ـ خطبتهعليه‌السلام في إخلاص التوحيد التوحيد : ٣٧ ، باب التوحيد ونفي التشبيه ، الحديث ٢ ، باختلاف يسير .

(٢) نهج البلاغة : ٢٣٣ ، الخطبة ١٦٣ ، ابتداع المخلوقين بحار الأنوار : ٤ / ٣٠٦ ، أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ـ باب ٤ : جوامع التوحيد ، الحديث ٣٥ .

٢٨٨

حول ما وراء الطبيعة

ومن كلامهعليه‌السلام ـ وقد سُئل عن العالم العلوي ـ :(صور عارية عن المواد ، خالية عن القوّة والاستعداد ، تجلّى لها فأشرقت ، وطالعها فتلألأت) (١) .

تكاد تجمع الأبحاث والدراسات العقليّة في الفلسفة الإلهيّة ، على إثبات موجودات متوسّطة بين الواجب تعالى وعالم المادة ، تكون نسبتها إلى الماديّات ـ من جهة ـ نسبة الكمال إلى المستكمِل ؛ إذ إنّ الأوّل الكمال فيه فعلي ، والكمال في الثاني تدريجي غير مجتمع فيه .

ومن جهة ثانية نسبتها إلى الماديات نسبة الجسم الصيقلي إلى الجسم غير الصيقلي (الخشن) ، حيث نرى أنّ الصيقلي يرد أشعة الشمس الساطعة عليه ويعكسها دون الخشن .

وهذه الموجودات المتوسّطة تتقبّل الفيوضات من الواجب تعالى ، ثمّ تعكسها وتردّها إلى ما دونها ؛ وذلك لفعليّة الكمال فيها وتدريجيّته فيما دونها .

وهذا البحث متشّعب وطويل ، مذكور في محلّه من الكتب الفلسفيّة ، وكلامهعليه‌السلام أوجز كلام ، يتضمّن الحقائق التي أثبتتها البراهين والأدلّة في هذا الباب .

ـــــــــــــ

(١) تقدّم في الصفحة ٣٠٠ ، الهامش رقم ٣ ، فراجع .

٢٨٩

الفهرست

مقدِّمة التحقيق. ٢

الميزة الأُولى : موضوعه ٣

الميزة الثانية : مؤلّفه ٥

الإنسان قبل الدنيا ٨

الفصل الأوّل : العِلَّة والمعلول. ٩

الفصل الثاني : بين الخلْق والأمر ١٠

خاتمة تناسب ما مرّ من الكلام ٢٧

الإنسان في الدنيا ٣٦

الفصل الأوّل : صُوَر علومنا الذهنيّة ٣٦

الفصل الثاني : حياة الإنسان ظرف نفسه ٤١

الإنسان بعد الدُّنيا ٤٧

الفصل الأوّل : في الموت والأجل. ٤٨

الفصل الثاني : في البرزخ. ٦٣

الفصل الثالث: في نفخ الصُّورِ ٧٤

الفصل الرابع: في صفات يوم القيامة ٨٥

الفصل الخامس: في قيام الإنسان إلى فصل القضاء ٩٧

الفصل السادس: في الصراط. ١٠١

الفصل السابع: في الميزان. ١٠٥

الفصل الثامن: في الكتب.. ١٠٨

الفصل التاسع: في الشهداء يوم القيامة ١١٨

الفصل العاشر : في الحساب.. ١٣١

الفصل الحادي عشر : في الجزاء ١٣٨

٢٩٠

الفصل الثاني عشر: في الشفاعة ١٤٤

القول في أقسام الشافعين. ١٥٣

الفصل الثالث عشر: في الأعراف.. ١٥٨

الفصل الرابع عشر: في الجنّة ١٦٦

الفصل الخامس عشر: في النار ١٧٣

الفصل السادس عشر: في عموم المعاد ١٧٧

خاتمة : ١٨٣

رسالة الولاية ١٨٣

تمهيد : ١٨٤

الفصل الأوّل : في أنّ لظاهر هذا الدين باطناً ، ولصورته الحقّة حقائق. ١٨٤

الفصل الثاني : في أنّه حيث لم يكن النظام نظام الاعتبار ، فكيف يجب أن يكون الأمر في نفسه ؟ ١٩٢

الفصل الثالث : [وسائل الاتّصال بالعالم الغيبي وطرق معرفته] ١٩٩

الفصل الرابع : في أنّ الطريق إلى هذا الكمال ـ بعد إمكانه ـ ما هو؟ ٢٠٧

الفصل الخامس : فيما ناله الإنسان بكماله ٢٣٥

تتمّة : ٢٣٦

عليٌ عليه‌السلام والفلسفة الإلهية ٢٥٠

تقديمٌ : ما معنى الفلسفة الإلهية ؟ ٢٥١

الدين والفلسفة ٢٥٣

فلسفة الإسلام الإلهية ، أو كمال الفلسفة ٢٥٦

القضاء قضاءان : حقوقي وعلمي. ٢٥٨

قياس المأثور من كلامه عليه‌السلام بكلام غيره ٢٦٦

نماذج من كلامه عليه‌السلام في الفلسفة الإلهيّة ٢٧٠

٢٩١

أُسلوب التحقيق العلمي ، وطريق السير إلى الحقيقة ٢٧١

المراحل الخمس لمعرفة الله تعالى. ٢٧٣

في تحقيق معنى التوحيد. ٢٧٨

عدّة مسائل : فلسفية غامضة في كلام له عليه‌السلام في التوحيد. ٢٨٠

في علمه تعالى بغيره ، وعلم الغير به ، وتقدّمه على الأشياء ٢٨٣

في بيان معنى صفاته (تعالى) العليا ٢٨٤

توضيح صفاته الثبوتيّة والسلبيّة ٢٨٤

في رؤيته تعالى. ٢٨٥

في بيان جُمل من الحقائق. ٢٨٧

في معنى الخِلْقَة ٢٨٨

حول ما وراء الطبيعة ٢٨٩

٢٩٢

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

المؤمنينعليه‌السلام من القرآن. قرأت عليه فوائد كثيرة ، وقرئ عليه وأنا أسمع. ومات(١) .

وفيتعق : ترحّم عليهجش ، وسيأتي في عليّ بن أحمد بن أبي القاسم(٢) .

والظاهر جلالته ، والغمز عليه في بعض رواياته غير ظاهر في الغمز عليه في نفسه ، نعم(٣) ، هذا عند القدماء لعلّه من أسباب الضعف كما أشرنا إليه وإلى حاله في الفوائد(٤) .

أقول : الأمر كما ذكره سلمه الله ، فإنّ قولجش : سيّد في هذه الطائفة ، مدح معتدّ به ، والغامز غير معروف ، مع أنّ ظاهرجش عدم الاعتناء به ، للسماع منه إلى أن مات.

فذكر الحاوي إيّاه في القسم الرابع(٥) لا وجه له ، وكذا ما في الوجيزة : ممدوح وفيه ذمّ(٦) . ولذا ذكره فيصه في القسم الأوّل.

٧٠٤ ـ الحسن بن أحمد بن محمّد :

ابن الهيثم ، العجلي ، أبو محمّد ، ثقة ، من وجوه أصحابنا ، وأبوه وجدّه ثقتان ، وهم من أهل الرّي ،صه (٧) .

وزادجش : جاور في آخر عمره بالكوفة ، ورأيته بها ، وله كتب ، منها :

__________________

(١) رجال النجاشي : ٦٥ / ١٥٢.

(٢) رجال النجاشي : ٢٦٥ / ٦٩١.

(٣) في نسخة « ش » بدل نعم : و.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٤.

(٥) حاوي الأقوال : ٢٤٣ / ١٣٣٨.

(٦) الوجيزة : ١٨٥ / ٤٦١.

(٧) الخلاصة : ٤٤ / ٤٦.

٣٦١

كتاب المثاني ، وكتاب الجامع(١) .

٧٠٥ ـ الحسن بن أسد :

بصري ،ضا (٢) .

وفيدي : الحسين بن أسد البصري(٣) .

وفيج : الحسين بن أسد ، ثقة صحيح(٤) .

فالظاهر الاتّحاد وأنّه الحسين ، ويأتي.

وفيتعق : يحتمل كونه الطفاوي كما يأتي عنغض (٥) وطس(٦) في الحسن بن راشد(٧) .

٧٠٦ ـ الحسن بن أيّوب :

ابن نوح. في آخر الكتاب ما يظهر منه كونه من رؤساء الشيعة(٨) ،تعق (٩) .

٧٠٧ ـ الحسن بن أيّوب :

ظم (١٠) . وزادجش : له كتاب(١١) ، قال ابن الجنيد : حدّثنا حميد بن‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٦٥ / ١٥١.

(٢) رجال الشيخ : ٣٧٥ / ٤٥.

(٣) رجال الشيخ : ٤١٣ / ٧.

(٤) رجال الشيخ : ٤٠٠ / ٤.

(٥) مجمع الرجال : ٢ / ٩٨.

(٦) التحرير الطاووسي : ٦٢٦.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٤.

(٨) منهج المقال : ٤٠٣ ، الفائدة الخامسة.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٤.

(١٠) رجال الشيخ : ٣٤٨ / ٢٠.

(١١) في المصدر : له كتاب أصل ، كما سيشير إليها في التعليقة.

٣٦٢

زياد ، عن محمّد بن عبد الله بن غالب ، عنه(١) .

وفيست : له كتاب رويناه بالإسناد الأوّل ، عن حميد ، عن أحمد بن ميثم بن الفضل بن دكين ، عنه(٢) .

والإسناد : ابن عبدون ، عن الأنباري ، عن حميد(٣) .

وفيست أيضا : ابن أيّوب بن أبي عقيلة(٤) ، له كتاب النوادر ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن حميد ، عن أحمد بن عليّ الصيدي الحموي ، عنه(٥) ، انتهى. والإسناد الإسناد.

وفيتعق : في النقد عنجش : له كتاب أصل(٦) ، وكذا عن خالي(٧) .

وفي البلغة : له أصل ، وقد يستفاد منه مدحه لكنّه غير صريح فيه ، ولذا تركنا التعرّض له(٨) . يعني : لم يجعله من الممدوحين.

وفيه ما أشرنا إليه في الفوائد ، على أنّه لا وجه لعدم التعرّض لعدم الصراحة ، كيف! وربما كان كثير من الممدوحين لا تصريح بالنسبة إليهم.

وقوله : الحسن بن أيّوب بن أبي عقيلة ، في الكافي في باب طلب الرئاسة : عن الحسن بن أيّوب ، عن أبي عقيلة الصيرفي(٩) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٥١ / ١١٣.

(٢) الفهرست : ٥١ / ١٨٣.

(٣) الفهرست : ٥٠ / ١٧٧.

(٤) في نسخة « ش » : غفيلة ، في جميع الموارد الآتية.

(٥) الفهرست : ٥٠ / ١٧٨.

(٦) نقد الرجال : ٨٦ / ١٩.

(٧) الوجيزة : ١٨٥ / ٤٦٣ ، وفيه : له أصل ، كما سينبه عليه المصنف.

(٨) بلغة المحدّثين : ٣٤٤ ، هامش رقم : ٣.

(٩) الكافي ٢ : ٢٢٥ / ٥.

٣٦٣

وفي الحاشية عن خاليرحمه‌الله : وفي(١) ست : الحسن بن أيّوب ابن(٢) أبي عقيلة(٣) . ولعلّه كان هكذا فصحّف.

وقالجش : له كتاب أصل ، وفيه مدح(٤) ، انتهى ، فتأمّل(٥) .

أقول : فيجش كما ذكراه ، والسقط من نسخة الميرزارحمه‌الله .

وهو عنده وعند الشيخ إمامي.

وذكره في الوجيزة وقال : له أصل ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن أيّوب ، عنه محمّد بن عبد الله بن غالب ، وأحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن عمرو دكين(٦) .

٧٠٨ ـ الحسن البصري :

غير مذكور في الكتابين. ومرّ في أويس ذكره(٧) .

ونقل عن(٨) أبي المعالي الجويني أنّه نقل عن الشافعي أنّه قال : فيه كلام.

وفي شرح ابن أبي الحديد : وممّن قيل عنه : إنّه كان يبغض عليّاعليه‌السلام ويذمّه الحسن البصري. روى عنه حمّاد بن سلمة أنّه قال : لو كان عليّ يأكل الحشف(٩) في المدينة لكان خيرا له ممّا دخل فيه. وروي عنه أنّه‌

__________________

(١) في نسخة « ش » : في.

(٢) في نسخة « ش » : عن.

(٣) في المصدر والتعليقة : عفيلة.

(٤) مرآة العقول ١٠ : ١٢٣ / ٥.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٤.

(٦) هداية المحدّثين : ٣٨ ، وفيها : وأحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن دكين.

(٧) عن الكشّي : ٩٧ / ١٥٤.

(٨) في نسخة « م » : وعن.

(٩) الحشف : أردأ التمر ، لسان العرب : ٩ / ٤٧.

٣٦٤

كان من المخذلين عن نصرته.

ورووا عنه أنّ عليّاعليه‌السلام رآه وهو يتوضّأ للصلاة ـ وكان ذو وسوسة ـ فصبّ على أعضائه ماء كثيرا ، فقال له : أرقت ماء كثيرا يا حسن ، فقال : ما أراق أمير المؤمنين من دماء المسلمين أكثر ، فقال : أو ساءك ذلك؟

قال : نعم ، قال : فلا زلت مسوءا.

فما زال الحسن عابسا قاطبا مهموما إلى أن مات(١) ، انتهى.

وذكر هذا الخبر بتفاوت يسير في الألفاظ في أصولنا(٢) ، على أنّ ذمّه من طرقنا متواتر.

٧٠٩ ـ الحسن بن جعفر بن الحسين :

ابن الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، أبو محمّد المدني ، روى عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام ، وحدّث عن الأعمش ، وكان ثقة ،صه (٣) .

وزادجش : عنه محمّد بن أعين الهمداني الصائغ(٤) . وفيه : المديني.

أقول : فيمشكا : ابن جعفر بن الحسين الثقة ، عنه محمّد بن أعين الهمداني(٥) .

٧١٠ ـ الحسن بن الجهم بن بكير :

ابن أعين ، أبو محمّد الشيباني ؛ ثقة ؛ روى عن أبي الحسن موسى‌

__________________

(١) شرح ابن أبي الحديد : ٤ / ٩٥.

(٢) الخرائج والجرائح ٢ : ٥٤٧ / ٨.

(٣) الخلاصة : ٤٢ / ٢٠ ، وفيها : الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن.

(٤) رجال النجاشي : ٤٦ / ٩٢ ، وفيه : الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن.

(٥) هداية المحدّثين : ٣٨ ، وفيها : وأنّه الحسن بن جعفر الثقة.

٣٦٥

عليه‌السلام والرضاعليه‌السلام ،صه (١) .

وزادجش : له كتاب ، الحسن بن عليّ بن فضّال ، عنه به(٢) .

وفيست : له مسائل ، أخبرنا بها(٣) ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الحسن بن متيل ، عن الحسن بن عليّ بن يوسف ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عنه(٤) .

وفيضا : ابن الجهم الرازيرحمه‌الله (٥) .

والظاهر الاتّحاد.

وفيتعق : هو الظاهر. وفي المعراج عن رسالة أبي غالب الزراري : كان جدّنا الأدنى الحسن بن جهم من خواصّ سيّدنا أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، وله كتاب معروف قد رويته عن أبي عبد الله أحمد بن محمّد العاصمي ، وقيل له : العاصمي ، أنّه كان(٦) ابن أخت عليّ بن عاصم(٧) ، انتهى(٨) .

أقول : فيمشكا : ابن الجهم الثقة ، عنه الحسن بن عليّ بن فضّال ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع(٩) .

__________________

(١) الخلاصة : ٤٣ / ٣٠.

(٢) رجال النجاشي : ٥٠ / ١٠٩.

(٣) بها ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٤) الفهرست : ٤٧ / ١٦٢.

(٥) رجال الشيخ : ٣٧٣ / ٢٨ ، وفيه : الحسين. ولم يرد فيه الترحّم ، إلاّ أن في مجمع الرجال ذكره بكلا العنوانين.

(٦) في المصدر : قد رويته عن أبي عبد الله أحمد بن محمّد العاصمي ، لأنّه كان.

(٧) رسالة أبي غالب الزراري : ١١٥.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٥.

(٩) هداية المحدّثين : ٣٨.

٣٦٦

٧١١ ـ الحسن بن حبيش :

الأسدي ، الكوفي ،ق (١) .

وفيقر بدل الكوفي : روى عنه إبراهيم بن عبد الحميد(٢) .

وفيصه : ابن حبيش : بالمهملة المضمومة والموحّدة والمثنّاة من تحت والشين المعجمة. روىكش عن محمّد بن مسعود ، عن حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن جعفر بن محمّد الخثعمي ، عن إبراهيم بن عبد الحميد الصنعاني ، عن أبي أسامة زيد الشحّام ، قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ مرّ الحسن بن حبيش ، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : تحبّ هذا؟ هذا من أصحاب أبيعليه‌السلام .

وروى السيّد عليّ بن أحمد العقيقي العلوي عن أبيه ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثل ما روىكش (٣) .

وبخطّشه : في طريقهما إبراهيم بن عبد الحميد ، وهو واقفي. وفي الأولى جعفر بن محمّد الخثعمي ، وهو مجهول. وفي الثانية عليّ بن أحمد العقيقي ، وهو ضعيف ، مع أنّ مضمونهما لا يقتضي مدحا معتبرا في هذا الباب. فإدخاله في هذا القسم ليس بجيّد(٤) .

وفيكش ما ذكره ، إلاّ أنّ فيه : ابن خنيس(٥) ، بالمعجمة والنون(٦) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٦٧ / ٣٨.

(٢) رجال الشيخ : ١١٢ / ٣.

(٣) الخلاصة : ٤١ / ١٢.

(٤) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٢٣.

(٥) في نسخة « م » : خنيش.

(٦) رجال الكشّي : ٤٠٣ / ٧٥٣.

٣٦٧

ود جعلهما اثنين(١) . والظاهر الاتّحاد.

وفي الكافي في باب تحليل الميّت من الدين : إبراهيم بن عبد الحميد ، عن الحسن بن خنيس(٢) .

وفيتعق : في كلامشه ما مرّ في إبراهيم ، ويأتي في عليّ بن أحمد العقيقي ، وما أشرنا إليه في إبراهيم بن صالح ، وابن عمر اليماني ، فلاحظ.

وفي الوجيزة لم يذكر إلاّ ابن خنيس ، بالخاء المعجمة والنون(٣) .

قلت : وذكر أنّه ممدوح(٤) .

وفي نسختي من الاختيار : ابن حنيس ، بالنون والمهملة أوّلا وآخرا.

وفيطس : حبيس ، بالموحّدة(٥) .

وقوله سلّمه الله : ويأتي في عليّ بن أحمد العقيقي ، أي عدم ضعفه.

ولم يذكر هناك شيئا من ذاك ، فلاحظ ، إلاّ أنّا نذكر جلالته إن شاء الله تعالى. وفيمشكا : ابن حبيش ، عنه إبراهيم بن عبد الحميد(٦) .

٧١٢ ـ الحسن بن حذيفة بن منصور :

الكوفي ، من همدان ، بيّاع السابري ، مولى سبيع ،ق (٧) .

وفيصه بعد منصور : ابن كثير بن سلمة الخزاعي.

__________________

(١) رجال ابن داود : ٧٣ / ٤١١.

(٢) الكافي ٤ : ٣٦ / ١.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٥.

(٤) الوجيزة : ١٨٦ / ٤٧٢.

(٥) التحرير الطاووسي : ١٢٢ / ٨ ، وفيه : خنيس.

(٦) هداية المحدّثين : ٣٨.

(٧) رجال الشيخ : ١٦٧ / ١٨.

٣٦٨

قالغض : إنّه ضعيف جدّا ، لا يرتفع(١) به.

والأقوى عندي ردّ قوله لطعن هذا الشيخ فيه ، مع أنّي لم أقف له على مدح من غيره(٢) .

وفيتعق : في التهذيب والاستبصار في كتاب الخلع : الذي أعتمده وأفتي به أنّ المختلعة لا بدّ فيها من أن تتبع(٣) بالطلاق ، وهو مذهب جعفر ابن سماعة والحسن بن محمّد بن سماعة(٤) وعليّ بن رباط وابن حذيفة من المتقدّمين ، ومذهب عليّ بن الحسين من المتأخّرين(٥) .

والظاهر أنّ ابن حذيفة هو هذا. ولا يخفى دلالته على جلالته وكونه من الفقهاء الأعاظم. وتضعيفغض أشير إلى ما فيه غير مرّة(٦) .

٧١٣ ـ الحسن بن الحسن :

ابن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام . غير مذكور في الكتابين.

وفي الإرشاد : أمّا الحسن بن الحسن بن عليّعليه‌السلام فكان جليلا رئيسا فاضلا ورعا ، وكان يلي صدقات أمير المؤمنينعليه‌السلام في وقته ، وله مع الحجّاج ـ لعنه الله ـ خبر ذكره الزبير بن بكّار ، وكان حضر مع عمّه الحسينعليه‌السلام الطّف ، فلمّا قتل الحسينعليه‌السلام وأسر الباقون من‌

__________________

(١) في المصدر : لا ينتفع. وفي هامشه : في كثير من نسخ الكتاب : لا يرتفع.

(٢) الخلاصة : ٢١٥ / ١٥.

(٣) في النسخ الخطّية : يتبع.

(٤) في التهذيب : الحسن بن سماعة ، ولم يرد في الاستبصار.

(٥) التهذيب ٨ : ٩٧ / ٣٢٨ ، الاستبصار ٣ : ٣١٧ / ١١٢٨.

وزاد في حاشية النسخ الخطيّة عن التهذيبين : بعد ما ذكره سلمه الله : فأمّا الباقون من فقهاء أصحابنا المتقدمين فلست أعرف لهم فتيا ( منه. قده ).

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٥.

٣٦٩

أهله جاءه أسماء بن خارجة فانتزعه من بين الأسراء(١) .

٧١٤ ـ الحسن بن الحسين بن بابويه :

جدّ الشيخ منتجب الدين صاحب الفهرست المشهور. غير مذكور في الكتابين.

وقال في الفهرست المذكور : الشيخ الإمام الجد شمس الإسلام الحسن بن الحسين بن بابويه القمّي نزيل الري المدعو : حسكا. فقيه ثقة وجه.

قرأ على شيخنا الموفّق أبي جعفر قدّس الله روحه جميع تصانيفه بالغري ـ على ساكنه السلام ـ وقرأ على الشيخين سالار(٢) بن عبد العزيز وابن البرّاج جميع تصانيفهما.

وله تصانيف في الفقه ، منها : كتاب العبادات ، وكتاب الأعمال الصالحة ، وكتاب سير الأنبياء والأئمّةعليهم‌السلام ، أخبرنا بها الوالد عنهرحمه‌الله (٣) .

٧١٥ ـ الحسن بن الحسين بن الحسن :

الكندي الجحدري ،ق (٤) .

وزادصه عربي ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (٥) .

وزادجش : له كتب ، منها : رواية الحسين بن محمّد بن عليّ الأزدي.

__________________

(١) الإرشاد : ٢ / ٢٣.

(٢) في المصدر : سلاّر.

(٣) فهرست منتجب الدين : ٤٢ / ٧٢.

(٤) رجال الشيخ : ١٦٦ / ٨ ، وفيه زيادة : الكوفي.

(٥) الخلاصة : ٤٢ / ٢٢.

٣٧٠

وليس فيه : ابن الحسن(١) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسين الجحدري الثقة ، عنه الحسين بن محمّد الأزدي ، وعليّ بن الحكم الثقة(٢) .

٧١٦ ـ الحسن بن الحسين السكوني :

عربي ، كوفي ، ثقة ،صه (٣) .

وزادجش : كتابه عن الرجال ، جعفر بن عبد الله المحمّدي ، عنه به(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسين السكوني الثقة ، عنه جعفر بن عبد الله(٥) .

٧١٧ ـ الحسن بن الحسين اللؤلؤي :

كوفي ، ثقة ، كثير الرواية ، له كتاب مجموع نوادر ،جش (٦) .

وفيلم : يروي عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ، ضعّفه ابن بابويه(٧) .

وفيصه بعد ذكر التوثيق والتضعيف المذكورين : وقالجش : كان محمّد بن الحسن بن الوليد يستثني من رواية محمّد بن أحمد بن يحيى ما رواه عن جماعة ـ وعدّ من جملتهم ما تفرّد به الحسن بن الحسين اللؤلؤي ـ وتبعه أبو جعفر بن بابويهرحمه‌الله على ذلك(٨) ، انتهى.

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٦ / ٩٥ ، وقد ذكر فيه : ابن الحسن.

(٢) هداية المحدّثين : ١٨٧.

(٣) الخلاصة : ٤٣ / ٣٢.

(٤) رجال النجاشي : ٥١ / ١١٤.

(٥) هداية المحدّثين : ١٨٧.

(٦) رجال النجاشي : ٤٠ / ٨٣.

(٧) رجال الشيخ : ٤٦٩ / ٤٥.

(٨) الخلاصة : ٤٠ / ١١.

٣٧١

والاستثناء المذكور يأتي في محمّد بن أحمد(١) .

وفيتعق : ونذكر فيه وفي محمّد بن إسماعيل وابن عيسى بن عبيد ما فيه(٢) .

قلت : في الوجيزة : ثقة ، وفيه كلام(٣) .

وذكره العلاّمة في القسم الأوّل.

وفي الحاوي في الثقات ، وقال : لعلّ مجرّد الاستثناء لا يدلّ على القدح فيه بعد شهادته أوّلا بتوثيقه ، والظاهر أنّ تضعيف ابن بابويه المحكي مرجعه إلى ذلك كما يدلّ عليه كلامجش ، فهو أعم من القدح كما لا يخفى(٤) ، انتهى.

ثمّ ذكره في الضعاف ، وقال : مضى الكلام في الفصل الأوّل في شأن هذا الرجل ، وذكرناه هنا لنقل الشيخ عن ابن بابويه تضعيفه(٥) .

وفيمشكا : ابن الحسين اللؤلؤي الثقة ، عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ، وإبراهيم بن سليمان(٦) .

٧١٨ ـ الحسن بن حمزة بن علي :

ابن عبد الله بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، أبو محمّد الطبري ، يعرف بالمرعشي ،

__________________

(١) ذكر الاستثناء نقلا عن النجاشي في رجاله : ٣٤٨ / ٩٣٩ ، والشيخ في الفهرست :١٤٤ / ٦٢١.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٥.

(٣) الوجيزة : ١٨٦ / ٤٦٨.

(٤) حاوي الأقوال : ٤٤ / ١٤٨.

(٥) حاوي الأقوال : ٢٤٣ / ١٣٤٣.

(٦) هداية المحدّثين : ١٨٧.

٣٧٢

كان من أجلاّء هذه الطائفة وفقهائها.

قدم بغداد ولقيه شيوخنا في سنةستّ وخمسين وثلاثمائة ، ومات في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.

له كتب ، منها كتاب المبسوط في عمل يوم وليلة ،جش (١) .

صه إلى قوله : وفقهائها. وزاد : كان فاضلا ديّنا عارفا فقيها زاهدا ورعا كثير المحاسن أديبا ، روى عنه التلعكبري وكان سماعه منه أوّلا سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، وله منه إجازة بجميع كتبه ورواياته.

قال الشيخ : أخبرنا جماعة ، منهم : الحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون ومحمّد بن محمّد بن النعمان ، وكان سماعهم منه سنة أربع وستّين وثلاثمائة.

وقال النجاشي : ماترحمه‌الله سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة. وهذا لا يجامع قول الشيخ الطوسي(٢) ، انتهى.

وفيست : كان فاضلا أديبا عارفا فقيها زاهدا ورعا كثير المحاسن ، له كتب كثيرة ، منها : المبسوط ، وكتاب المفتخر ، أخبرنا جماعة ، منهم : الشيخ(٣) والحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون عنه سماعا وإجازة في سنةستّ وخمسين وثلاثمائة(٤) .

ونحوه في لم إلاّ الكتابين ، وفيه : ابن محمّد بن حمزة. وفيما زاد : روى عنه التلعكبري ، وكان سماعه أوّلا سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. وفيه بعد ذكر مشايخه المذكورين : كان سماعهم منه سنة أربع وخمسين‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٦٤ / ١٥٠.

(٢) الخلاصة : ٣٩ / ٨.

(٣) في المصدر : الشيخ المفيد.

(٤) الفهرست : ٥٢ / ١٩٤.

٣٧٣

وثلاثمائة(١) .

وبخطّشه علىصه : ما نقله المصنّف عن الشيخ وجدناه بخطّطس في كتاب الشيخ ؛ وفيجخ بنسخة معتبرة أنّ سماعة منه سنة أربع وخمسين وثلاثمائة ، وفيست أنّه كان سنةستّ وخمسين ، وعليهما يرتفع التناقض بين التأريخين(٢) .

وفيتعق : ما مدح به فوق التوثيق ، سيّما الزهد والورع. وعدّ من الحسان.

وفي الوجيزة : ممدوح كالصحيح(٣) . وفيه ما أشرنا إليه في ثعلبة بن ميمون ، وذكرنا في الفوائد أنّ الفقاهة تشير إلى الوثاقة ، وكذا شيخيّة الإجازة ، وكذا كونه فاضلا ديّنا(٤) .

أقول : ذكرنا في ثعلبة وغيره أنّ كلّ ذلك لا يتعدّى العدالة ، والوثاقة غير العدالة مأخوذ فيها الضبط. إلاّ أن الفاضل عبد النبي الجزائري مع درجه كثيرا من الحسان في الضعاف ذكره في الثقات(٥) .

هذا ، والظاهر أنّجخ الذي كان عند العلاّمة كان مغلّطا ، لاتّفاق النسخ على الخمسين ، وكذا نقل عنه سائر الجامعين.

وفيمشكا : ابن حمزة الثقة الجليل الزاهد ، عنه التلعكبري ، والحسين ابن عبيد(٦) الله ، وأحمد بن عبدون ، ومحمّد بن محمّد بن النعمان(٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٦٥ / ٢٤.

(٢) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٢٣.

(٣) الوجيزة : ١٨٦ / ٤٦٩.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٦.

(٥) حاوي الأقوال : ٤٤ / ١٥٢.

(٦) في نسخة « ش » : عبد.

(٧) هداية المحدّثين : ٣٨ ، وفيها : الجليل الفقيه الفاضل الزاهد ، ولم يرد فيه التوثيق.

٣٧٤

٧١٩ ـ الحسن بن خالد بن محمّد :

ابن علي البرقي ، أبو علي ، أخو محمّد بن خالد ، كان ثقة ،صه (١) .

وزادجش : له كتاب نوادر(٢) .

وفي لم : ابن خالد البرقي ، أخو محمّد بن خالد ، أبو علي(٣) .

وزادست : له كتب أخبرنا بها عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عمّه الحسن بن خالد(٤) .

أقول : في ب : الحسن بن خالد البرقي أخو محمّد بن خالد ، من كتبه : تفسير العسكريعليه‌السلام ، من إملاء الإمامعليه‌السلام ، مائة وعشرون مجلدة(٥) .

وفيمشكا : ابن خالد الثقة ، أحمد بن أبي عبد الله عن عمّه الحسن ابن خالد(٦) .

٧٢٠ ـ الحسن بن خرّزاذ :

بالمعجمة المضمومة والراء المشدّدة والزاي والذال المعجمة بعد الألف ، قمّي ، كثير الحديث ، وقيل : إنّه غلا في آخر عمره ،صه (٧) .

جش إلاّ الترجمة ، وزاد : له كتاب أسماء رسول الله صلّى الله عليه‌

__________________

(١) الخلاصة : ٤٣ / ٣٧.

(٢) رجال النجاشي : ٦١ / ١٣٩.

(٣) رجال الشيخ : ٤٦٢ / ١.

(٤) الفهرست : ٤٩ / ١٦٨.

(٥) معالم العلماء : ٣٤ / ١٨٩.

(٦) هداية المحدّثين : ٣٩.

(٧) الخلاصة : ٢١٤ / ١١.

٣٧٥

وآله ، وكتاب(١) المتعة ؛ أبو علي الحسن بن علي القمّي(٢) ، عنه بكتابه(٣) .

وفيدي : قمّي(٤) .

وفي لم : من أهلكش (٥) .

وفيتعق : مرّ في أحمد بن محمّد بن عيسى عدم روايته عنه ، والظاهر أنّه لحكاية الغلو ، وفيه ما فيه.

ويروي عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ولم يستثن ، ففيه شهادة على الاعتماد بل الوثاقة كما أشرنا إليه في الفوائد.

وذكرنا ما في حكاية غلوّهم ، سيّما وكونه آخر العمر(٦) .

أقول : في الوجيزة : فيه مدح وذمّ(٧) ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن خرّزاذ ، عنه أبو علي الحسن بن علي القمّي(٨) .

٧٢١ ـ الحسن بن خنيس :

الكوفي ،ق (٩) . وسبق : ابن حبيش.

٧٢٢ ـ الحسن بن دندان :

هو ابن سعيد الجليل الأهوازي ،تعق (١٠) .

__________________

(١) في نسخة « ش » زيادة : في.

(٢) في نسخة « م » و « ش » : القتيبي ( خ ل ).

(٣) رجال النجاشي : ٤٤ / ٨٧.

(٤) رجال الشيخ : ٤١٣ / ٢٠.

(٥) رجال الشيخ : ٤٦٣ / ١٠.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٦.

(٧) الوجيزة : ١٨٦ / ٤٧١.

(٨) هداية المحدّثين : ٣٩.

(٩) رجال الشيخ : ١٦٦ / ١٦ ، وفيه : حبيش ، خنيس ( خ ل ).

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٦.

٣٧٦

٧٢٣ ـ الحسن بن راشد :

يكنّى أبا علي ، بغدادي ،دي (١) .

وزادج : مولى لآل المهلّب ، ثقة(٢) .

وزادصه : روى عن أبي جعفر الجوادعليه‌السلام (٣) .

ونحوه د في القسم الأوّل(٤) .

وفي القسم الثاني : الحسن بن راشد مولى بني العبّاسق ،غض : ضعيف جدّا ، البرقي : كان وزير المهدي.

أقول : إنّي رأيته بخطّ الشيخ أبي جعفررحمه‌الله في كتاب الرجال : حسين بن راشد مولى بني العبّاس. وأمّا الحسن بن راشد أبو علي مولى آل المهلّب فمن رجال الجوادعليه‌السلام ، وهو بغدادي ثقة. فربما التبس الحسين بن راشد بالحسن ، ذاك مولى بني العبّاس وهذا مولى آل المهلّب ، وذاكق وهذا ج(٥) ، انتهى.

والذي وجدته فيق (٦) : الحسن بن راشد مولى بني العبّاس كوفي(٧) .

نعم فيظم : حسين بن راشد مولى بني العبّاس بغدادي(٨) .

وكيف كان ، فلا ريب أنّ الذيق : الحسن بن راشد ، معلوم ذاك من كتب الحديث والرجال من سند الروايات ، ومعلوم في خصوص القاسم بن‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤١٣ / ١٠.

(٢) رجال الشيخ : ٤٠٠ / ٨.

(٣) الخلاصة : ٣٩ / ٥.

(٤) رجال ابن داود : ٧٣ / ٤١٢.

(٥) رجال ابن داود : ٢٣٨ / ١٢٠.

(٦) فيق ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٧) رجال الشيخ : ١٦٧ / ٢٩.

(٨) رجال الشيخ : ٣٤٦ / ٤.

٣٧٧

يحيى بن الحسن بن راشد مع التصريح أنّه مولى المنصور ، والظاهر أنّه الذي ذكره الشيخ أنّه مولى بني العبّاس ، وأنّه الذي يروي عن الكاظمعليه‌السلام . فالحقّ حمل ما فيظم على السهو ، وهو أقرب من وقوع السهو عنه وعن غيره في مواضع.

فالفرق بين الثقة والضعيف بالمرتبة وبالكنية وبالمروي عنه ، فالراوي عنق وظم ضعيف ، وعن ج ودي ثقة ، والحسين في المقامين سهو كما فيظم والتهذيب في آخر باب الأذان(١) .

وفيست : الحسن(٢) بن راشد ، له كتاب الراهب والراهبة ، ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن(٣) ، عن محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد(٤) ، انتهى.

فالظاهر أنّه الذي من رجالهما.

وفيتعق : الظاهر أنّ الحسن بن راشد أبو علي بن راشد الوكيل الجليل ، وسيشير إليه المصنّف(٥) .

وقوله : فالراوي عنق إلى آخره. في الكافي والتهذيب في الحسن بإبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن راشد ، عن‌

__________________

(١) التهذيب ٢ : ٦٤ / ٢٣٠.

(٢) في نسخة « م » : الحسين.

(٣) في المصدر زيادة : ابن الوليد.

(٤) الفهرست : ٥٣ / ٢٠٠.

(٥) منهج المقال باب الكنى : ٣٩١ نقلا عن رجال الكشّي : ٥١٣ / ٩٩١ و ٩٩٢ ، وغيبة الشيخ الطوسي : ٣٥٠ / ٣٠٩ و ٣١٠ ، والخلاصة : ١٩٠ / ٢٩.

٣٧٨

الصادقعليه‌السلام (١) . وقد أكثر من الرواية عنه ، وهو يشعر(٢) بوثاقته.

وهو كثير الرواية ، وأكثرها مقبولة.

وتضعيفغض فيه ما فيه. والوزارة لو صحّت أشرنا إلى ما فيها في الفوائد ، فتأمّل.

وطبقة الحسن بن راشد الثقة والطفاوي(٣) واحدة أو متقاربة بحيث يشكل التمييز من جهة الطبقة ، إلاّ أنّ المطلق ينصرف إلى الجليل المشهور. هذا على تقدير كون الطفاوي ابن راشد ، وإن كان ابن أسد فلا التباس.

وفي كشف الغمّة : عن الحسين بن راشد ، قال : ذكرت زيد بن عليّعليه‌السلام فتنقّصته عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال : لا تفعل ، رحم الله زيدا ، الحديث(٤) .

وفيه الحسين مكرّرا ، فلا داعي لحمل ما فيظم على السهو ، سيّما بعد وجدان الحسين في كتب الحديث. ولا يبعد كونه أخا الحسن.

وربما يومئ إلى التغاير كون ما فيق كوفيّا وما فيظم بغداديّا ، فتأمّل(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن راشد أبو علي الثقة مولى المهلّب ، عنه عليّ ابن مهزيار ، والقاسم بن يحيى ـ وهو جدّه ـ. وهو عن الجوادعليه‌السلام (٦) .

__________________

(١) الكافي ٤ : ١١٣ / ٥ ، التهذيب ٤ : ٢٦٧ / ٨٠٧.

(٢) في نسخة « ش » : يشير.

(٣) في نسخة « ش » بدل الطفاوي : الطغاوي ، في الموارد الآتية كلها.

(٤) كشف : ٢ / ١٤٤ ، وفيه : رحم الله عمّي زيدا.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٦.

(٦) هداية المحدّثين : ١٨٨ ، وفيها : أنّه ابن علي مولى آل المهلّب الثقة برواية علي.

٣٧٩

٧٢٤ ـ الحسن بن راشد الطفاوي :

له كتاب نوادر ، حسن ، كثير العلم ، عنه عليّ بن السندي ،جش (١) .

وفيست : ابن راشد ، له كتاب ، ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن عليّ بن السندي ، عنه(٢) .

وفيصه : ابن راشد الطفاوي ، والطفاويّون(٣) منسوبون إلى جبال بن منبّه ، ومسكنهم(٤) البصرة. إلى أن قال : كان الحسن ضعيفا في الرواية.

وقالغض : الحسن بن أسد الطفاوي البصري(٥) أبو محمّد يروي عن الضعفاء ويروون عنه ، وهو فاسد المذهب ، وما أعرف له شيئا أصلح فيه إلاّ روايته كتاب عليّ بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم ، وقد رواه عنه غيره.

والظاهر أنّ هذا هو الذي ذكرناه وأنّ الناسخ أسقط الراء من أوّل اسم أبيه ، وليس هو الذي ذكرناه في القسم الأوّل من كتابنا عن الشيخ(٦) .

وفيتعق : فيه ما مرّ في الذي قبيله.

وقالطس في ترجمة يونس بن عبد الرحمن عند ذكر رواية عن الحسن : رأيت في بعض النسخ : الحسن بن راشد ، وفي نسختين أثبت منها(٧) : ابن أسد. إلى أن قال : وإن يكن(٨) الحسن بن أسد ـ وهو‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٨ / ٧٦ ، وفيه بعد الطفاوي زيادة : ضعيف.

(٢) الفهرست : ٥٣ / ١٩٥.

(٣) في نسخة « ش » : والطغاويّون.

(٤) في المصدر : منسوبون إلى حبّال بن منبّه ، ومنبّه هو أعصر بن سعد بن قيس بن غيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، ومسكنهم.

(٥) البصري ، لم ترد في المصدر.

(٦) الخلاصة : ٢١٣ / ٩.

(٧) كذا في النسخة الحجرية والتعليقة والمصدر ، وفي النسخ الخطّية : منهما.

(٨) كذا في النسخة الحجرية والتعليقة والمصدر ، وفي النسخ الخطّية : يكنّى.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500