منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-90-6
الصفحات: 500

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 500 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 258955 / تحميل: 5410
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٠-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

الإيمان ، وهذا حكم عامّ لا استثناء فيه حتّى في تلك الموارد التي رخّص الله تعالى لرسوله الكريم مشورة الناس فيها.

قال تعالى :( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) (١) .

فمدار القرار ومحوره عزم الرسول وإقدامه في تحديد أيّ موقف ، ولا رأي للناس في ذلك ، ولم تكن مشورتهم إلاّ لتطيب خواطرهم ، وإشعارهم بشخصيتهم في ميدان العمل والتطبيق ، مضافاً إلى ما للمشورة من تأثير على تمسّكهم بأوامر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والتزامهم بما ألزموا به أنفسهم ، خصوصاً في مواطن الشدّة كالحرب.

هذا ، وإنّ الشورى لم تتحقّق بعد وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في سقيفة بني ساعدة ، فقد حضرها مجموعة قليلة من الأنصار والمهاجرين ، ولم يكونوا يمثّلون جميع أهل الحلّ والعقد ، خصوصاً وأنّ علياً ‎عليه‌السلام قد أبدى اعتراضه على ما جرى في السقيفة ورفض البيعة ، كما اعترض كبار الصحابة : كالمقداد ، وسلمان ، والزبير ، وعمّار ، وعبد الله بن مسعود ، وسعد بن عبادة ، والعباس ابن عبد المطلب ، وأُسامة بن زيد ، وأُبي بن كعب ، وعثمان بن حنيف.

ولو تنزّلنا وقلنا : حصلت الشورى في انتخاب الخليفة الأوّل ، لكنّها لم تحصل في الخليفة الثاني ، حيث تمّ تعيينه مباشرة ومن دون مشورة أحد.

وهكذا لم تحصل في الخليفة الثالث ، حيث إنّ عمر رشّح ستة أشخاص ، ووضع لهم طريقة خاصّة في انتخاب الخليفة ، كما ورد في كتب التاريخ(٢) .

ثمّ لو كانت الشورى مشروعة في تعيين الخليفة لبيّنها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ورفع الغموض عنها ، مع أنّه لم يؤثر عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله شيء في هذا المجال.

____________

١ ـ آل عمران : ١٥٩.

٢ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٢٩٥ ، تاريخ المدينة ٣ / ٩٢٤.

٦١

وهل يعقل أنّ النبيّ ‎صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يهتمّ في مسألة الحاكم الذي يليه ، بينما يكون غيره ـ كأبي بكر وعمر ـ أكثر حرصاً منهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيقدما على الوصاية من بعدهما ، ولا يقدم نبي الرحمة على ذلك؟

والخلاصة : حيث إنّه لم يؤثر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه تحدّث عن الشورى كأسلوب في تعيين الخليفة من بعده ، فلابدّ من الرجوع إلى النصوص المأثورة عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله والدالّة على تنصيب الإمام عليعليه‌السلام كخليفة المسلمين.

( ـ السعودية ـ )

ليست أساس الحكم والخلافة :

س : حاول المتجدّدون من متكلّمي أهل السنّة ، صب صيغة الحكومة الإسلامية على أساس المشورة بجعله بمنزلة الاستفتاء الشعبي ، واستدلّوا على ذلك بقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) (١) ، فما هو ردّكم؟

ج : إنّ الآية الشريفة حثّت على الشورى فيما يمت إلى شؤون المؤمنين بصلة ، لا فيما هو خارج عن حوزة أُمورهم ، وكون تعيين الإمام داخلاً في أُمورهم فهو أوّل الكلام ، إذ لا ندري ـ على الفرض ـ هل هو من شؤونهم أو من شؤون الله سبحانه؟ ولا ندري ، هل هي إمرة وولاية إلهية تتمّ بنصبه سبحانه وتعيينه ، أو إمرة وولاية شعبية يجوز للناس التدخّل فيها؟ فما لم يحرز تعيين الإمام أمر مربوط بالمؤمنين لم يجز التمسّك بعموم الآية في أنّها تشمل تعيين الإمام.

____________

١ ـ الشورى : ٣٨.

٦٢

الشيعة :

( فاطمة السنّية ـ سنّية ـ ٢٥ سنة ـ طالبة )

دفع تهم عنهم :

س : أرجو منكم الردّ عليّ فوراً يا شيعة : سئل الإمام مالك عن الشيعة ، فقال : لا تكلّمهم ، ولا ترو عنهم ، فإنّهم يكذبون.

وقال الشافعي : ما رأيت أهل الأهواء قوم أشهد بالزور من الرافضة.

وقال شيخ الإسلام : لا توجد فرقة تقدّس الكذب سوى الرافضة.

ج : إنّ البحث عن الحقائق لا يُؤخذ هكذا ، ولا يكون بالحكم على الأشياء سلفاً دون الاعتماد على تقصّي الوقائع ، ودون اللجوء إلى استماع الأقاويل ، وتقليد الآخرين في حكمهم ، فإنّ الله غداً سائلنا عن كُلّ ما نقوله ، فماذا نعتذر غداً إذا لم نملك حجّة نعتذر بها عند الله تعالى؟

قال تعالى :( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) (١) ، نحن مسؤولون عن كُلّ صغيرة وكبيرة ، عن ظلمنا لشخص واحد ، فكيف بظلمنا لطائفةٍ من المسلمين؟

علينا أن نبحث أوّلاً عن نشوء مصطلح الرافضة ، ومن هم؟ فاصطلاح الرافضة ليس من الضروري أن يطلق على الشيعة ، إلاّ أنّ الأنظمة السياسية عزّزت من

____________

١ ـ الإسراء : ٣٦.

٦٣

فكرة استخدام هذا المصطلح على الشيعة ، وقلّدهم الآخرون في ذلك ، فأطلقوا هذا المصطلح على كُلّ شيعي ، من هنا نشكّك في دعوى انتساب هذا المصطلح إلى التشيّع ، ومنه يمكننا إلغاء كُلّ ما تدّعينه في حقّ شيعة أهل البيتعليهم‌السلام ، وتنسبين أقوال هؤلاء العلماء في حقّهم ، وهذا الكلام يؤيّده ما قاله إمام الشافعية :

إذا نحن فضّلنا علياً فإنّنا

روافضُ بالتفضيل عند ذوي الجهلِ

وقال كذلك :

إذا في مجلس ذكروا علياً

وسبطيه فاطمة الزكية

يقال تجاوزوا يا قوم هـذا

فهذا من حديث الرافضية

برئت إلى المهيمن من أُناسٍ

يرون الرفض حبّ الفاطمية

وقال كذلك :

قالوا ترفّضت قلت كلاّ

ما الرفض ديني ولا اعتقادي

لكن تولّيت غير شكّ

خير إمامٍ وخير هادي

إن كان حبّ الولي رفضاً

فإنّني أرفض العبادِ(١)

وهكذا فرّق الشافعي بين مصطلح التشيّع الذي هو ولاء علي وأولادهعليهم‌السلام وبين مصطلح الرافضة الذي أطلقه النظام السياسي الحاكم على معارضيه ، ومن هنا فإنّ الذي تذكرينه عن الشافعي لا يستقيم.

أمّا ما تذكرينه عن مالك في حقّ الشيعة ، فلم يثبت في مصدر يعوّل عليه ، ولم تذكرين لنا المصدر الذي تأخذين هذا القول عنه ، ويستحيل أن ينسب مالك هذا الكلام لشيعة أهل البيتعليهم‌السلام .

____________

١ ـ نظم درر السمطين : ١١١.

٦٤

واعلمي أنّ الشيعة لم يضعوا الحديث ، ولم يكذّبوا فيه ، فإنّهم كانوا تحت رقابةٍ مشدّدة من التعديلات الرجالية ، بحيث كان الرجاليون يترقّبون كُلّ من وضع الحديث ، أو كذّب فيه ، فيسقطونه عن الاعتبار ، وكانوا يتحرّجون في ذلك أشدّ التحرّج ، ولو كان قد صدر منهم كذب في حديث لوجدتِ أنّ الأنظمة الحاكمة قد جعلت ذلك ذريعة للتشهير بهم ، ومحاربتهم بحجّة وضع الحديث وكذبهم فيه.

إلاّ أنّنا نعلمك : أنّ آفة وضع الحديث قد امتاز بها غير الشيعة ، وشهد لذلك ابن حجر الهيثمي وغيره لهذه المشكلة فقال : « وقد اغتر قوم من الجهلة ، فوضعوا أحاديث الترغيب والترهيب وقالوا : نحن لم نكذب عليه ـ أي على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ بل فعلنا ذلك لتأييد شريعته »(١) .

وأخرج البخاري في تاريخه عن عمر بن صبح ـ وهو من رواة أهل السنّة ـ يقول : أنا وضعت خطبة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) .

قيل لأبي عصمة : من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضل سور القرآن سورة سورة؟ فقال : إنّي رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن ، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ، ومغازي ابن إسحاق ، فوصفت هذا الحديث حسبة(٣) .

وهكذا ، فإنّ الوضع لم يكن عند الشيعة كما تذكرين ، بل هؤلاء علماء أهل السنّة يعترفون بمشكلة الوضع عند رواة أهل السنّة ، وهي مشكلة تعمّ الكثير من الأحاديث ، وعليكِ متابعة الموضوع من مصادره ، ليتبيّن لكِ الحقّ والواقع.

نسأل الله تعالى أن يكشف لكِ الكثير من الحقائق لتقفين بنفسكِ على كثيرٍ من الأُمور.

____________

١ ـ فتح الباري ١ / ١٧٨.

٢ ـ التاريخ الصغير ٢ / ١٩٢.

٣ ـ الجامع لأحكام القرآن ١ / ٧٨ ، البرهان في علوم القرآن ١ / ٤٣٢.

٦٥

( خالد ـ الجزائر ـ ٢٧ سنة ـ التاسعة أساسي )

تعقيب على الجواب السابق :

لقد قرأت سؤال الأُخت فاطمة السنّية ، حيث نقلت عن بعض النواصب : إنّ الشيعة يكذبون ، وأردت أن أبيّن الحقيقة لكُلّ من يطلبها ، وأبيّن من هم الكذّابين؟ وأرجو منكم أن تنشروا هذه الفقرات تبياناً للحقيقة ، وخدمة لأهل البيت عليهم‌السلام .

فأقول بعد الصلاة على محمّد وآل محمّد :

١ ـ قال ابن الأثير في تاريخه : « فلمّا مات زياد عزم معاوية على البيعة لابنه يزيد ، ثمّ كتب معاوية بعد ذلك إلى مروان بن الحكم ، فقام مروان فيهم وقال : إنّ أمير المؤمنين قد اختار لكم فلم يألُ ، وقد استخلف ابنه يزيد بعده.

فقام عبد الرحمن بن أبي بكر فقال : كذبت والله يا مروان وكذب معاوية! ما الخيار أردتما لأُمّة محمّد ، ولكنّكم تريدون أن تجعلوها هرقلية كلّما مات هرقل قام هرقل

فسمعت عائشة مقالته فقامت من وراء الحجاب وقالت : يا مروان كذبت! ولكنّك أنت فضض من لعنه نبي الله »(١) .

لكن البخاري ذكر الحديث في باب : « والذي قال لوالديه أُفّ لكما ، فقال : كان مروان على الحجاز استعمله معاوية ، فخطب وجعل يذكر يزيد لكي يبايع له بعد أبيه ، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئاً ، فقال : خذوه ، فدخل بيت عائشة فلم يقدروا عليه ، فقال مروان : إنّ هذا الذي أنزل الله فيه : والذي قال لوالديه أُفّ لكما أتعدانني ، فقالت عائشة من وراء الحجاب : ما أنزل الله فينا شيئاً من القرآن إلاّ أنّ الله أنزل عذري »(٢) .

لاحظوا جيّداً كيف حذف الشيخ البخاري كلام عبد الرحمن عندما قال : كذبت والله يا مروان وكذب معاوية! ما الخيار أردتما لأُمّة محمّد ،

____________

١ ـ الكامل في التاريخ ٣ / ٥٠٦.

٢ ـ صحيح البخاري ٦ / ٤٢.

٦٦

ولكنّكم تريدون أن تجعلوها هرقلية كُلّما مات هرقل قام هرقل ، وأبدله بعبارة : فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئاً ، وحذف قول عائشة لمروان : يا مروان كذبت! ولكنّك أنت فضض من لعنه نبي الله .

٢ ـ روى الطبري في تاريخه في وصف مرض النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « عن عائشة قالت : فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بين رجلين من أهله ، أحدهما الفضل بن العباس ورجل آخر ، قال عبيد الله : فحدّثت هذا الحديث عنها عبد الله بن عباس فقال : هل تدري من الرجل؟ قلت : لا ، قال : علي بن أبي طالب ، ولكنّها كانت لا تقدر على أن تذكره بخير وهي تستطيع »(١) .

ورواه أيضاً ابن سعد في طبقاته(٢) .

٣ ـ أخذ ابن هشام من سيرة ابن إسحاق برواية البكائي ، وقال في ذكر منهجه في أوّل الكتاب ، وتارك بعض ما أورده ابن إسحاق في هذا الكتاب ، وأشياء يشنع الحديث به ويسوء الناس ذكره ، وكان ممّا يسوء الناس ذكره ممّا حذف : خبر دعوة النبيّ بني عبد المطلب حينما نزلت( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) (٣) .

فقد روى الطبري في تاريخه : أنّه بعد نزول هذه الآية دعا النبيّ بني عبد المطلب وقال لعلي : «إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا »(٤) ، وقد تدارك الطبري أهمّية هذا الحديث ، فتدارك في تفسيره ما غفل عنه في تاريخه ، فلمّا أورد الحديث بنفس الإسناد في تفسير الآية قال : فقال النبيّ لعلي : «إنّ هذا أخي وكذا وكذا ، فاسمعوا له وأطيعوا »(٥) .

____________

١ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٢ / ٤٣٣.

٢ ـ الطبقات الكبرى ٢ / ٢١٨.

٣ ـ الشعراء : ٢١٣.

٤ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٢ / ٦٣.

٥ ـ جامع البيان ١٩ / ١٤٩.

٦٧

وكذلك فعل ابن كثير في تاريخه وتفسيره ، حيث حذف كلمة : أخي ووصيي ، وأبدلها بعبارة : كذا وكذا ، وكذلك محمّد حسين هيكل حيث ذكر الحديث بتمامه في الطبعة الأُولى من كتابه حياة محمّد ، لكنّه حذفه في الطبعة الثانية.

٤ ـ أورد الطبري وابن الأثير في تاريخهما خطبة الإمام الحسينعليه‌السلام فقالوا : قال الحسين : « أمّا بعد ، فانسبوني فانظروا من أنا ، ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها ، فانظروا هل يحلّ لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟! ألست ابن بنت نبيّكم ، وابن وصيّه ، وابن عمّه »؟!(١) .

لكن ابن كثير ذكر الخبر وحذف عبارة : وابن وصيه وابن عمّه!(٢) .

٥ ـ ابن تيمية الذي يتهمّ الشيعة بالكذب ، فحسبنا أنّه أنكر حديث من كنت مولاه فعلي مولاه(٣) .

ويقول الشيخ الألباني : « فزعم ـ ابن تيمية ـ أنّه كذب! وهذا من مبالغاته الناتجة في تقديري من تسرّعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها ويدقّق النظر فيها »(٤) .

وبهذه الأمثلة من كتب أهل السنّة يتبيّن للأخوة القرّاء عامّة ، وللأخت فاطمة خاصّة ، من هم الكذّابين الحقّيقيين؟!

وإنّ ما نسب للشيعة وعلمائنا الكبار أنّه محض افتراء ، وفي هذا بيان كافّ إن شاء الله تعالى.

____________

١ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٤ / ٣٢٢ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٦١.

٢ ـ البداية والنهاية ٨ / ١٩٣.

٣ ـ منهاج السنّة ٧ / ٣١٩.

٤ ـ سلسلة الأحاديث الصحيحة ٤ / ٣٤٤.

٦٨

( خالد ـ الجزائر ـ ٢٧ سنة ـ التاسعة أساسي )

تعقيب ثاني على الجواب السابق :

إتماماً للفقرة الأُولى التي ذكر فيها بعض الأمثلة على كذب علماء العامّة ، أرجو منكم أن تضيفوا هذه الفقرات نظراً لأهمّيتها ، وخدمة للقرّاء الكرام.

١ ـ نقل الذهبي في ترجمة الإمام النسائي قال : « سئل النسائي عن فضائل معاوية : ألا تخرج فضائل معاوية؟ فقال : أيّ شيء أخرج؟ حديث : « اللهم لا تشبع بطنه » ، فسكت السائل ».

قال الذهبي : لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبيّ : « اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة »!(١) .

وجاء ابن كثير من بعده فقال : « لقد انتفع معاوية بهذه الدعوة »(٢) .

وقد روى مسلم في صحيحه حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي يذمّ فيه معاوية : « لا اشبع الله بطنه » (٣) .

وعندما وقع أهل السنّة في حيرة من هذا الحديث ـ وقد روته صحاحهم ـ نسبوا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : « اللهم من لعنته أو شتمته فجعل ذلك له زكاة ورحمة » فربطوا بين الحديثين ، وجعلوا منهما منقبة لمعاوية.

سبحان الله ، هل يعقل أنّ سيّد الخلق يسبّ ويشتم المؤمنين! وهل يعقل أنّ النبيّ الذي خاطبه الله تعالى بقوله :( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (٤) ، وبقوله : ( وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) (٥) ،هل يعقل أن يتحوّل هذا النبيّ الكريم من الرسول القدوة إلى من يسبّ ويلعن المؤمنين؟

____________

١ ـ تذكرة الحفّاظ ٢ / ٦٩٩.

٢ ـ البداية والنهاية ٨ / ١٢٨.

٣ ـ صحيح مسلم ٨ / ٢٧.

٤ ـ صحيح مسلم ٨ / ٢٧.

٥ ـ آل عمران : ١٥٩.

٦٩

٢ ـ ما فعله الطبراني بالحديث الآتي عن سلمان الفارسيرضی‌الله‌عنه قال : قلت يا رسول الله لكُلّ نبي وصي فمن وصيّك؟ فسكت عنّي ، فلمّا كان بعد رآني فقال : « يا سلمان » ، فأسرعت إليه قلت : لبيك ، قال : « تعلم من وصي موسى »؟ قلت : نعم يوشع بن نون ، قال : « لِمَ »؟ قلت : لأنّه كان أعلمهم يومئذ ، قال : « فإنّ وصيي وموضع سرّي وخير من اترك بعدي ، وينجز عدّتي ، ويقضي ديني علي بن أبي طالب ».

فبعد روايته للحديث قال الطبراني : « قوله وصيي يعني أنّه أوصاه بأهله لا بالخلافة »(١) .

سبحان الله ، انظروا كيف أوّل الطبراني هذا الحديث حسب هواه ، والحديث واضح ، وهو يؤكّد أنّ علياًعليه‌السلام وصي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصدق الله العظيم حين يقول في كتابه :( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ) (٢) ، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله.

٣ ـ قال الذهبي في ترجمة الحاكم النيسابوري : « فسئل أبو عبد الله الحاكم عن حديث الطير فقال : لا يصحّ ، ولو صحّ لما كان أحد أفضل من علي بعد النبيّ.

قلت : ثمّ تغيّر رأي الحاكم ، وأخرج حديث الطير في مستدركه ، ولا ريب أنّ في المستدرك أحاديث كثيرة ليست على شرط الصحّة ، بل فيه أحاديث موضوعة شأن المستدرك بإخراجها فيه.

وأمّا حديث الطير فله طرق كثيرة جدّاً ، قد أفردتها بمصنّف ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل ، وأمّا حديث : « من كنت مولاه » ، فله طرق جيّدة ، وقد أفردت ذلك أيضاً »(٣) .

____________

١ ـ المعجم الكبير ٦ / ٢٢١.

٢ ـ الجاثية : ٢٣.

٣ ـ تذكرة الحفّاظ ٣ / ١٠٤٢.

٧٠

فالذهبي ينقل فضل الحاكم ، وبما أنّ الحاكم نقل في مستدركه أحاديث في فضائل علي ، وما فيه انتقاص لمعاوية ، طعنوا فيه وقالوا : ثقة في الحديث رافضي خبيث.

قال الذهبي : « أمّا انحرافه عن خصوم علي فظاهر ، وأمّا أمر الشيخين فمعظّم لهما بكُلّ حال ، فهو شيعي لا رافضي ، وليته لم يصنّف المستدرك على الصحيحين ، فإنّه غضّ من فضائله بسوء تصرّفه »(١) .

ومن العجيب أنّ ابن كثير بعدما نقل في أربع صفحات من تاريخه ، ملئها بطرق حديث الطير وأسانيده ورواته ، ونحو أكثر من مائة ممّن رووا عن أنس هذا الحديث قال : « وبالجملة ففي القلب من صحّة هذا الحديث نظر ، وإن كثرت طرقه » (٢) .

انظروا إلى هذا التعصّب الأعمى ، كيف جعلهم يتّهمون عالماً من علمائهم بالتشيّع والرفض ، بسبب روايته أحاديث لا تعجبهم ، والأعجب بعد هذا أن يقول ابن كثير بعد روايته للحديث : في القلب من صحّة هذا الحديث نظر!

والجدير بالذكر : أنّ حديث الطير رواه الترمذي في سننه ، والطبراني في المعجم الأوسط ، وغيرهما من أعلام السنّة(٣) ، وممّا لاشكّ فيه ، أنّه لو كان الحديث يخصّ أحد الصحابة ـ خاصّة الخلفاء الأوائل ـ لدقّوا عليه الطبول.

ومن أمثلة الأحاديث التي رواها الحاكم :

١ ـ عن علي عليه‌السلام قال : « اخبرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ أوّل من يدخل الجنّة أنا وفاطمة والحسن والحسين ، قلت : يا رسول الله فمحبّونا ، قال : من ورائكم ».

____________

١ ـ المصدر السابق ٣ / ١٠٤٥.

٢ ـ البداية والنهاية ٧ / ٣٩٠.

٣ ـ الجامع الكبير ٥ / ٣٠٠ ، طبقات المحدّثين بأصبهان ٣ / ٤٥٤ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٩٠ ، المناقب : ١٠٨ ، سبل الهدى والرشاد ٧ / ١٩١ ، ينابيع المودّة ٢ / ١٥٠ ، المستدرك ٣ / ١٣٠ ، أُسد الغابة ٤ / ٣٠ ، المعجم الأوسط ٢ / ٢٠٧ و ٦ / ٩٠ و ٧ / ٢٦٧ و ٩ / ١٤٦ ، تاريخ بغداد ٩ / ٣٧٩ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٥٠ و ٢٥٧.

٧١

قال الحاكم : « صحيح الإسناد ولم يخرجاه »(١) ، وقال الذهبي في تلخيصه : « الحديث منكر من القول ، يشهد القلب بوضعه ».

٢ ـ عن عليعليه‌السلام قال : « سمعت النبيّ يقول : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب : غضّوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمّد حتّى تمر » (٢) .

قال الحاكم : « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه »(٣) ، وقال الذهبي في تلخيصه : « لا والله بل موضوع ».

وأخرج الحاكم بإسناده إلى عليعليه‌السلام في تفسير قوله تعالى : ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) (٤) ، قال علي : « رسول الله المنذر وأنا الهادي ».

قال الحاكم : « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه »(٥) ، وقال الذهبي : « بل كذب قبّح الله واضعه ».

وسئل أحمد بن حنبل عن حديث : « أنا مدينة العلم وعلي بابها » فقال : « قبّح الله أبا الصلت »(٦) .

لاحظوا كيف استدلّوا على وضع الأحاديث التي لم تعجبهم : فتارة يستشهدون بالقلب ، وتارة باليمين ، وتارة بالسبّ ، وهل يعقل أن نستشهد على وضع الحديث بالقلب أو اليمين بلا دليل؟ فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله.

٤ ـ نقل ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى :( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ) (٧) ، قال

____________

١ ـ المستدرك ٣ / ١٥١.

٢ ـ ذخائر العقبى : ٤٨ ، نظم درر السمطين : ١٨٢ ، الجامع الصغير ١ / ١٢٧ ، كنز العمّال ١٢ / ١٠٨ ، فيض القدير ١ / ٥٤٩ ، كشف الخفاء ١ / ٩٦ ، أُسد الغابة ٥ / ٥٢٣ ، ينابيع المودّة ٢ / ٨٨ و ١٣٧.

٣ ـ المستدرك ٣ / ١٥٣.

٤ ـ الرعد : ٧.

٥ ـ المستدرك ٣ / ١٣٠.

٦ ـ الموضوعات ١ / ٣٥٤.

٧ ـ النساء : ٦٤.

٧٢

ابن كثير : وقد ذكر جماعة ، منهم الشيخ أبو منصور بن الصبّاغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبي قال : كنت جالساً عند قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فجاء إعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله ، سمعت الله يقول : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ) ، وقد جئتك مستغفراً لذنبي مستشفعاً بك إلى ربّي ، ثمّ انشأ يقول :

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه

فطاب من طيبهن القاع والاكم

نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه

فيه العفاف وفيه الجود والكرم

ثمّ انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في النوم فقال : « يا عتبي الحق الإعرابي فبشّره أنّ الله قد غفر له »(١) .

وذكر هذه القصّة النووي الشافعي في كتابه « الأذكار » ، ولكن عندما طبع الكتاب سنة ١٤٠٩ هجري في دار الهدى في الرياض ، حذفت قصّة العتبي ، وحذف قول النووي : « اعلم أنّ على كُلّ من حجّ أن يتوجّه إلى زيارة النبيّ ، فإنّ زيارته من أهمّ القربات ».

لماذا حذفت قصّة العتبي وحذف قول النووي؟ بالطبع لأنّ الوهّابية تحرّم الاستشفاع والتوسّل بالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبما أنّ قصّة العتبي رواها كبار علماء السنّة ، فلم يجدوا المخرج إلاّ بتحريف الكتاب ، فحذفوا ما لا يروقهم ، فهل من الأمانة العلمية أن تحرّف الكتب؟! هذا سؤال يبقى مطروح على علماء الوهّابية.

ويشبه هذا ما يفعله علماء الوهّابية حالياً بكتاب الرحّالة ابن بطّوطة ، إذ إنّ ابن بطوطة عندما يصف رحلته إلى الشام يذكر ابن تيمية ، ويقول عنه : أنّه إنسان مجنون ، ونقل عن ابن تيمية أنّه كان ينزل من أعلى المنبر إلى أسفله ، ثمّ يقول : إنّ الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ، ونزل درجة من المنبر(٢) .

____________

١ ـ تفسير القرآن العظيم ١ / ٥٣٢.

٢ ـ رحلة ابن بطّوطة : ٩٥.

٧٣

لكن الكتب التي تطبع حالياً ـ خاصّة في الأوساط الوهّابية ـ تنزع منها هذه العبارة ، ولكن في النسخ القديمة ما زالت موجودة ، والحمد لله.

يقول الشيخ محمّد إبراهيم شقرة في شريط اسمه لا دفاعاً عن ابن تيمية ، ولكن إظهاراً للحقّ : إنّ ابن بطّوطة كان ينقل عن العوام ، وما نقله عن ابن تيمية سمعه ولم يره ، ولهذا فكتب ابن بطّوطة تحذف منها هذه العبارة الآن!

سبحان الله ، كيف يجوّزون لأنفسهم حذف الأخبار والأحاديث ـ التي لا تعجبهم ـ ثمّ يتّهمون الشيعة بالكذب ، وهل يقبل إنسان عاقل هذه التبريرات منهم؟ وهل اصبحوا كاليهود حيث يقول الله تعالى عنهم :( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ) (١) .

هذه بعض الأمثلة سقناها للقرّاء الكرام حول كيفية تحريف علماء العامّة عامّة والوهّابية خاصّة للأخبار والأحاديث التي لا تعجبهم.

والآن نأتي بأمثلة أُخرى من كتبهم حول تركهم للسنّة بدعاوى مختلفة :

١ ـ قال ابن حزم : « وأمّا قولنا في الرجلين فإنّ القرآن نزل بالمسح ، وقد قال بالمسح على الرجلين جماعة من السلف ، منهم علي بن أبي طالب ، وابن عباس ، والحسن ، وعكرمة ، والشعبي ، وجماعة غيرهم ، وهو قول الطبري »(٢) .

قال ابن الجوزي في المنتظم : « كان ابن جرير ـ أي الطبري ـ يرى المسح على القدمين ، ولا يوجب غسلهما ، فلهذا نسب إلى الرفض » (٣) .

لاحظوا كيف ينسبون علماءهم ويتهمونهم بالرفض والتشيّع إذا اقرّوا بالحقيقة ، ومعروف في التاريخ : أنّ الطبري حاصره الحنابلة ـ أجداد الوهّابية والسلفية ـ في داره ، ومنعوا من دفنه ، وادعوا عليه الإلحاد حتّى دفن ليلاً.

____________

١ ـ النساء : ٤٦.

٢ ـ المحلّى ٢ / ٥٦.

٣ ـ المنتظم ١٣ / ٢١٧.

٧٤

وذكر ثابت بن سنان في تاريخه : « أنّه إنّما أخفيت حاله ، لأنّ العامّة اجتمعوا ومنعوا من دفنه بالنهار ، وادعوا عليه الرفض ثمّ ادعوا عليه الإلحاد »(١) .

٢ ـ قال أبو حنيفة ومالك وأحمد : « التسنيم أولى ، لأنّ التسطيح صار شعاراً للشيعة » (٥) .

وقال الغزّالي : « ثمّ التسنيم أفضل من التسطيح مخالفة لشعار الروافض » !(٢) .

٣ ـ ذكر الزرقاني في شرح المواهب اللدنية في صفة عِمّة النبيّ على رواية علي في إسدالها على منكبه حين عمّمه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ ذكر قول الحافظ العراقي : « كما يفعله بعضهم ، إلاّ أنّه صار شعار الإمامية فينبغي تجنّبه ، لترك التشبه بهما » (٣) .

٤ ـ قال الزمخشري في كيفية الصلاة على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : « وأمّا إذا أفرد غيره من أهل البيت بالصلاة كما يفرد هو فمكروه ، لأنّ ذلك شعاراً لذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولأنّه يؤدّي إلى الاتهام بالرفض » (٤) .

قال ابن تيمية عند بيان التشبّه بالشيعة : « ومن هنا ذهب من ذهب من الفقهاء إلى ترك بعض المستحبّات إذ صارت شعاراً لهم » (٤) .

سبحان الله ، هل يعقل أن يترك من يدّعي أنّه يتبع السنّة ، السنّة الصحيحة ، بدعوى أنّ من يسمّوهم الرافضة تتبع هذه السنن.

فهل أمر الله تعالى أو نبيّه الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله بمخالفة الشيعة؟! وإذا وجب مخالفة الشيعة ، فلماذا لا يفتي علماؤهم لاتباعهم بترك الصلاة والحجّ ، لأنّ الشيعة

____________

١ ـ نفس المصدر السابق.

٢ ـ رحمة الأُمّة : ١٠٢.

٣ ـ الوجيز ١ / ٧٨.

٤ ـ شرح المواهب اللدنية ٥ / ١٣.

٥ ـ الكشّاف ٥ / ٩٦.

٦ ـ منهاج السنّة ٤ / ١٥٤.

٧٥

يصومون ويحجّون؟! وهل يعقل أن يخالف المرء السنّة بحجّة أنّ الشيعة يعملون بها؟!

ومن هم الرافضة؟! أهم الذين رفضوا الإسلام كما يروّجه الوهّابية؟ أم من رفضوا البدع ، وحكّام الجور ، وتمسكوا بالسنّة؟! هذه أسئلة نطرحها على كُلّ إنسان له ضمير حيّ ، وعلى كُلّ إنسان جرّد نفسه من التعصّب الأعمى.

وممّا يجدر بالذكر أنّ كُلّ الأمثلة التي ذكرت هي من أُمّهات كتب السنّة ، ولا يوجد حديث أو رواية واحدة من كتب الشيعة حتّى تكون الحجّة عليهم ، وكما قيل : ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم.

والحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله المعصومين.

( عاشق التوحيد ـ السعودية ـ سنّي )

الأئمّة لم يذمّوا شيعتهم :

س : إنّ علياًرضی‌الله‌عنه وأولاده ، كانوا يبغضون الشيعة المنتسبين إليهم ـ المدّعين حبّهم واتباعهم ـ وكانوا يذمّونهم على رؤوس الإشهاد.

فهذا علي يذمّ شيعته ، ويدعو عليهم فيقول : « لقد ملأتم قلبي قيحاً ، وشحنتم صدري غيظا ، وأفسدتم عليّ رأيي بالعصيان والخذلان »(١) .

ويروي الكليني عن أبي الحسن أنّه قال : « لو ميّزت شيعتي ما أجدهم إلاّ واصفة ، ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلاّ مرتدّين »(٢) .

وقال الحسين بن علي مخاطباً الرافضة : « تبّاً لكم أيّتها الجماعة وترحاً ، وبؤساً لكم؟ حين استصرختمونا ولهين ، فأصرخناكم موجفين ، فشحذتم علينا سيفاً كان في أيدينا ، وحمشتم علينا ناراً أضرمناها على عدوّكم

____________

١ ـ شرح نهج البلاغة ٢ / ٧٥.

٢ ـ الكافي ٨ / ٢٢٨.

٧٦

وعدوّنا ، فأصبحتم ألباً على أوليائكم ، ويداً على أعدائكم ، من غير عدل أفشوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم ، ولا ذنب كان منّا إليكم » (١) .

ج : إنّ البحث عن الحقائق لا تأتي هكذا اعتباطاً ، ما لم يعزّز البحث عنها بالدليل والبرهان ، وإلاّ ستكون محاولات يائسة تجرّ صاحبها إلى سخط الله تعالى ، وتحيله إلى مقلّدٍ أعمى لا يعي ما يقول ، فالغيور على دينه ، ينبغي عليه أن يتحرّى الأُمور بحقائقها ، ويتابع الأشياء بوقائعها ، وأن لا يقلّد كُلّ ما سمعه وردّده الآخرون.

إنّ ما ذكرته : إنّ علياًعليه‌السلام قد ذمّ شيعته ، فهذا ما لا ينبغي أن يصدر منك ، فإنّ شيعة عليعليه‌السلام هم خير من عرفهم التاريخ ، واعتزّ بذكرهم بكُلّ إجلال ، منهم سلمان الفارسي وعمّار وأبو ذر ومحمّد بن أبي بكر وعبد الله بن مسعود وأبو الهيثم بن التيّهان وأمثالهم ، فهم خيرة من عرفت وأحصيت ، فكيف فات عليك ذكر هؤلاء؟ وكيف أنّ علياًعليه‌السلام قد ذمّ أمثال هؤلاء ووبّخهم؟!

وعليك أن ترجع إلى تاريخ ما حدث أيّام خلافة عليعليه‌السلام ، وتابع بنفسك ما أحدثه المنشقوّن على طاعته ، والخارجون على إمامته ، فأشعلوا حروب صفّين والجمل والنهروان ، فقد كانت مجموعة من رعية الإمام وقت ذاك أناس مخالفون لطاعته ، لا ينصاعون لأوامره ، يثبّطون قومه على الخروج معه ، وكان أشهرهم أبو موسى الأشعري ، الذي تخاذل حين استخلفه الإمامعليه‌السلام على الكوفة ، وثبّط الناس عن الخروج ، فوبّخه وكتب إليه في أمر الحكمين وخيانته قائلاً : «فإنّ شرار الناس طائرون إليك بأقاويل السوء »(٢) ، ممّا يعني أنّ هناك عصابة من المنافقين قد تألبوا عليه.

وعبّرعليه‌السلام عن سخطه من طلحة والزبير ، ومن كان معهما في حرب الجمل ، التي تسبّبت في إزهاق آلاف من نفوس المسلمين فقالعليه‌السلام : « فخرجوا يجرّون

____________

١ ـ الاحتجاج ٢ / ٢٤.

٢ ـ شرح نهج البلاغة ١٨ / ٧٤.

٧٧

حرمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كما تجرّ الأمة عند شرائها ، متوجّهين بها إلى البصرة ، فحبسا نساءهما في بيوتهما ، وأبرز حبيس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لهما ولغيرهما ، في جيش ما منهم رجل إلاّ وقد أعطاني الطاعة ، وسمح لي بالبيعة »(١) .

فقد أنّب الإمام عليعليه‌السلام كُلّ من خرج في حرب الجمل دون استثناء ، وحمّلهم مسؤولية الخروج على طاعته ، وهؤلاء ـ كما تعلم ـ كانوا يشكّلون الغالبية العظمى من رعايا الإمام ، فكان الإمامعليه‌السلام يوجّه لومه إلى مثل هؤلاء ، هذا من جهة.

ومن جهة أُخرى كان رعايا الإمام ممّن انخرطوا في صفٍ معارضٍ خطير ، وهم الخوارج الذين آل الأمر إليهم بالخروج عليه في حرب النهروان ، وأدّى بعد ذلك انحرافهم وخبثهم ، أن سخّروا عبد الرحمن بن ملجم المرادي ـ الذي هو أحد رؤوس الخوارج ـ إلى اغتيال الإمامعليه‌السلام في فاجعة الاعتداء الغشيمة ، وقتله في مسجد الكوفة.

هؤلاء الخوارج ، ومثلهم أصحاب الجمل ، أضف إليهم المتقاعسون القاعدون عن القتال أتباع أبي موسى الأشعري ، إذ كانوا يشكّلون نسبة كبيرة من أتباعه ، وكان الأشعث بن قيس ـ رأس المنافقين ـ طابور خيانة داخل دولة الإمامعليه‌السلام ، فيشعلون الفتن ، ويطعنون بالإمام من خلفه ، كُلّ هؤلاء كان الإمامعليه‌السلام قد خاطبهم بالخطب التي ذكرتها ، وليس كما عبّرت من كون المخاطبين كانوا شيعة الإمام.

كيف يصف الإمام شيعته ومحبّيه بهذه الأوصاف؟ التي لا تنم إلاّ عن أوصاف أعدائه ومخالفيه ، وعليك فيما بعد أن تتابع الأحداث التي عاشها الإمام مع هؤلاء ، فحينئذ تجد قد شكّلوا نسبة كبرى من المنافقين الذين خرجوا على الإمام ، وخرقوا طاعته ومعصيته.

____________

١ ـ المصدر السابق ٩ / ٣٠٨.

٧٨

أمّا ما ذكرته عن خطبة الإمام الحسينعليه‌السلام ، فإنّك خلطت في كثير من القضايا ، فالخطبة كانت للإمام الحسينعليه‌السلام يوم الطفّ ، وكان يخاطب بها الجيش الأموي ، ومن الخطأ الكبير أن تنسب هؤلاء إلى شيعة الإمام ، إذ إنّ شيعة الإمام هم الذين شكّلوا جيش الإمام ، وقد فدوا نفوسهم دونه ، وكانوا من خيرة الشيعة الذين يعتزّ بهم التاريخ ، بل يذكرهم العالم ـ المسلم وغير المسلم ـ بكُلّ إجلال وإكبار ، لتضحيتهم ووفائهم أمثال : حبيب بن مظاهر الأسدي ، ومسلم بن عوسجة ، وبرير بن خضير ، وأمثالهم الذين ضحّوا بنفوسهم الزكية ، هؤلاء هم شيعة الحسينعليه‌السلام .

فكيف تنسب أعداء الحسين ـ الذين خرجوا لحربه ـ إلى كونهم شيعته؟ فهل هذا إلاّ تناقض وخلط للحقائق؟ أرجو أن تكون دقيقاً في متابعتك للأُمور ، لا أن يغلبك القيل والقال دون تروٍ وتحقيق.

ونفس الكلام سيكون في ما ذكرته من قول الإمام أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، فإنّ الشيعة الذين يقصدهم الإمام لم يكونوا شيعته حقيقة ، بل أنّ ظاهر ما اشتهر عن هؤلاء أنّهم شيعة ، فيظنّ الظانّ أنّ هؤلاء يحسبون من اتباع الإمام اشتباهاً ، وهم ليسوا من أتباعه حقيقة ، فأرادعليه‌السلام أن يرفع شبهة من نسب هؤلاء إلى الإمام بأنّهم من خيرة شيعته ومريديه.

هذا ، وفي الختام نذكّرك بأنّ لفظ الشيعة له معنى خاصّ ، ومعنى عام ، فالمعنى الخاصّ : من اعتقد بالإمامة وأنّها من الله تعالى وبالنصّ ، وذلك يستلزم اعتقاد عصمة الإمام ومقاماته.

والشيعة بالمعنى العام : هو من أحبّ الإمام واتبعه بصفة أنّه خليفة ، أو من أهل البيتعليهم‌السلام ، ولم يعتقد بإمامته الإلهية ولا بعصمته ، فهذا يعبّر عنه بالشيعة بالمعنى العام ، وفي كلمات الأئمّةعليهم‌السلام إن ورد ذمّ الشيعة فمحمول على معناه العام لا الخاصّ.

٧٩

( أبو أحمد ـ مصر ـ )

موقفهم من أهل السنّة :

س : لماذا هذا العداء بين الشيعة والسنّة؟ مع العلم أنّ العداء من الطرفين.

ج : عليك بالتأمّل في كتب التاريخ لترى بوضوح : إنّ العداء لم يشرع من الشيعة في مقابل إخوانهم السنّة ، ولا أيضاً استمرّ من قبلهم ، فالشيعة وعلى مرّ العصور في موقف دفاع ، فهم دائماً يعانون أنواع الظلم الذي يجري عليهم ، وحتّى يومنا الحاضر ، فالشيعة دائماً في موقف دفاع ، وأكثر ما استعمله الشيعة في موقف الدفاع هو الردّ بالدليل وتأليف الكتب ، حتّى وإن كان ما واجهوه من الظلم بالاعتداء على النفوس المحترمة والأموال ، فالشيعة دائماً في موقف دفاع بالطريق العلمي المستدلّ.

( عبد الأمير ـ البحرين ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )

كيفية انتشارها في إيران :

س : كيف انتشر التشيّع في إيران؟ هل صحيح أنّ أحد حكّام الدولة الصفوية قديماً قام بفرضه على الناس؟ حيث كان وزيره شيعياً ، وذهب معه إلى النجف ، ثمّ اقتنع بالتشيّع ، أو هناك روايات أُخرى؟

ج : إنّ كيفية انتشار التشيّع هي حديث التاريخ لا المذهب والعقيدة ؛ ولكن باختصار نقول :

أوّلاً : إنّ العلّة الأساسية لبسط نفوذ الشيعة في أي منطقة ـ ومنها إيران ـ تكمن وراء ثلاث نقاط :

١ ـ عدالة قضيّتهم وحقّانيتهم المدعومة بالأدلّة الواضحة والمبرهنة.

٢ ـ مظلوميّتهم لما يرونه من السلطات وتحدّيهم لهؤلاء حكّام الجور.

٣ ـ نشاطات علمائهم ومبلّغيهم لنشر أفكارهم.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

السلام إلى أن قال : فأخذته وتنحّيت ناحية ، فقرأته فإذا والله فيه جواب مسألة مسألة ، فعند ذلك قطعت عليه وتركت الوقف(١) ، انتهى.

وربما استفيد توثيقه من استجازة أحمد بن محمّد بن عيسى ؛ ولا ريب أنّ كونه عينا من عيون هذه الطائفة ووجها من وجوهها أولى.

وفيتعق : قولصه : خيّران ، مرّ ما فيه في إلياس.

وقوله : واسمع بعد ، يشير إلى أنّهم ما كانوا يعتمدون على ما في الأصول ولا يروون حتّى يسمعونه من المشايخ ويأخذون منهم الإجازة ، ويظهر ذلك من كثير من التراجم.

وقوله : عين ، مرّ ما فيه في الفوائد.

وقال جدّي العلاّمة : عين ، توثيق ، لأنّ الظاهر استعارته بمعنى الميزان باعتبار صدقه كما كان الصادقعليه‌السلام يسمّي أبا الصباح بالميزان لصدقه ، بل الظاهر أنّ قولهم : وجه ، توثيق ، لأنّ دأب علمائنا السابقين في نقل الأخبار كان عدم النقل إلاّ عمّن كان في غاية الثقة ، ولم يكن يومئذ مال ولا جاه حتّى يتوجّهوا إليهم بها(٢) بخلاف اليوم ولذا يحكمون بصحّة خبره(٣) ، انتهى.

قلت : وفي رواية محمّد بن أحمد بن يحيى عنه وعدم الاستثناء أيضا إشارة إلى وثاقته ، وكذا في رواية ابن أبي عمير عنه ، وكذا كونه شيخ الإجازة ، سيّما وأن يكون المستجيز أحمد.

وصحّح العلاّمةرحمه‌الله طرقا كثيرة للصدوق هو فيها ، منها إلى‌

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ٢٢٨ / ١.

(٢) في المصدر والتعليقة : لهما.

(٣) روضة المتّقين : ١٤ / ٤٥.

٤٢١

أحمد بن عائذ ، ومنها إلى أبي الحسن النهدي(١) ، مضافا إلى ما في المسالك في كتاب التدبير عند ذكر رواية عنه : أنّ الأصحاب ذكروها في الصحيح(٢) ، وكذا في حاشيته على شرحه على اللمعة(٣) .

وبالجملة : الظاهر أنّ حديثه يعدّ من الصحاح كما قاله جدّي.

وفي الوجيزة : ثقة(٤) .

هذا ، وقال الشيخ في آخر زيادات زكاة التهذيب : وهو يعني الحسن ابن عليّ وهو ابن بنت إلياس وكان وقف ثمّ رجع وقطع(٥) ، انتهى.

ويشهد له ما مرّ عن العيون.

وفي كشف الغمّة عنه قال : كنت بخراسان فبعث إليّ الرضاعليه‌السلام يوما. إلى أن قال : فقلت : أشهد أنّك إمام مفترض الطاعة ، وكان سبب دخولي في هذا الأمر(٦) .

وفي الكافي عنه قال : أتيت خراسان وأنا واقف. ثمّ ذكر نحوه ، وليس فيه أنّه كان سبب دخوله في هذا الأمر(٧) .

وقال المحقق الشيخ محمّدرحمه‌الله : الحكم بوقفه يتوقّف على كون هذا الكلام ـ أي المذكور عن التهذيب ـ من الشيخ ، ولم يعلم. واحتمال كونه ( عن ابن عقدة الراوي أقرب ، ويحتمل كونه )(٨) من الراوي عن الوشّاء‌

__________________

(١) الخلاصة : ٢٨٠ ، ذكر فيها الطريقان.

(٢) مسالك الافهام : ٢ / ١١١.

(٣) الروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقيّة : ٦ / ٣٢٥.

(٤) الوجيزة : ١٨٩ / ٥٠١.

(٥) التهذيب ٤ : ١٤٩ / ٤١٧.

(٦) كشف الغمة : ٢ / ٣٠١.

(٧) الكافي ١ : ٢٨٨ / ١٢.

(٨) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « م ».

٤٢٢

وهو محمّد بن المفضّل بن إبراهيم الذي وثّقهجش (١) ، لكنّه ليس بمجزوم ، إلاّ أن يكتفى بالظهور ، وفيه ما فيه.

أقول : فيما ذكره ما لا يخفى. وأمر وقفه مرّ الكلام فيه في الفوائد(٢) .

أقول : ذكره في الحاوي ـ مع ما علم من طريقته ـ في قسم الثقات ، وقال : لا يبعد استفادة توثيقه من عبارةجش ومن استجازة أحمد. ورأيت كلاما لبعض فضلاء العصر يقتضي التوقّف في شأنه لرواية ضعيفة حكاها الشيخ في التهذيب في آخر كتاب الزكاة ، وكأنّه توهّم أنّ ما فيها كلام الشيخ ، وليس كذلك. ويؤيّد ما قلناه وصف جمع من الأصحاب الأخبار التي فيها هذا(٣) الشيخ العظيم الشأن الذي هو عين من عيون هذه الطائفة بالصحّة في كثير من المواضع(٤) ، انتهى.

وهو جيّد ، إلاّ أنّ منع كون ما في التهذيب كلام الشيخ كما سبق عن المحقّق الشيخ محمّدرحمه‌الله أيضا ليس بمكانه ، فلاحظ. مع أنّه إن لم يكن كلامهرحمه‌الله فهو كلام محمّد بن المفضّل الثقة لا محالة ، واحتمال كونه عن ابن عقدة بعيد غايته. هذا مضافا إلى ما مرّ عن(٥) العيون والكشف. والكافي.

وفي كتاب الخرائج والجرائح عنه قال : كنّا عند رجل بمرو وكان معنا رجل واقفي ، فقلت له : اتق الله ، قد كنت مثلك ثمّ نوّر الله قلبي. إلى آخره(٦) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٤٠ / ٩١١.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٠٤.

(٣) هذا ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٤) حاوي الأقوال : ٤٩ / ١٧١.

(٥) في نسخة « م » : من.

(٦) الخرائج والجرائح ١ : ٣٦٦ / ٢٣.

٤٢٣

إلاّ أنّ كلّ ذلك لا يقتضي التوقّف في شأنه أصلا ، لأنّه لا كلام في رجوعه. ورواياته لا شكّ في صدورها بعده ، لأنّ الواقفة لا تروي عن الرضاعليه‌السلام ومن بعده ، لعدم اعتقادها إمامتهمعليهم‌السلام ، بل تعتقد خطأهم صلوات الله عليهم كما هو معلوم من مذهبها ، فتدبّر.

هذا ، ولم أره(١) في نسختي من الاختيار أيضا. نعم في ترجمة يونس ابن ظبيان ذكر أنّ عبد الله بن محمّد الطيالسي قال : كان الحسن بن عليّ الوشّاء ابن بنت إلياس يحدّثنا. إلى آخره(٢) .

وفي المجمع : ليس له ذكر في اختيار الرجال المشهور بالكشّي ، والظاهر أنّجش نقل ذلك عنكش الأصل(٣) ، انتهى.

وفيمشكا : ابن زياد الوشّاء الممدوح ، عنه يعقوب بن يزيد ، وأحمد ابن محمّد بن عيسى ، ومحمّد بن عيسى العبيدي ، وصالح بن أبي حمّاد ، والحسين بن(٤) سعيد ، وإبراهيم بن هاشم ، وأيّوب بن نوح ، ومعلّى بن محمّد(٥) .

٧٦٩ ـ الحسن بن عليّ بن سفيان :

ابن خالد بن سفيان البزوفري ، خاصّ ، يكنّى أبا عبد الله ، لم يرو عن الأئمّةعليهم‌السلام ، وكان شيخا ثقة جليلا من أصحابنا ،صه (٦) .

والذي وجدناه في لم : الحسين(٧) ، ويأتي.

__________________

(١) في نسخة « م » : أر.

(٢) رجال الكشّي : ٣٦٣ / ٦٧٢.

(٣) مجمع الرجال : ٢ / ١٢٨.

(٤) في نسخة « ش » : زيادة : أبي.

(٥) هداية المحدّثين : ١٩٠.

(٦) الخلاصة : ٤٠ / ١٠.

(٧) رجال الشيخ : ٤٦٦ / ٢٧.

٤٢٤

ولم يذكره فيست أصلا ، مع أنّ فيجخ : له كتب ذكرناها في ست.

أقول : يأتي عنجش أيضا مصغّرا(١) ، ولذا لم يذكر في الوجيزة إلاّ الحسين(٢) .

وفي النقد والحاوي وإن ذكرا اثنين تبعا للعلاّمة(٣) رحمه‌الله ، إلاّ أنّهما قالا : إنّ الأوّل سهو منهرحمه‌الله (٤) .

٧٧٠ ـ الحسن بن عليّ بن عبد الله :

ابن المغيرة البجلي ، مولى جندب بن عبد الله ، أبو محمّد ، من أصحابنا الكوفيّين ، ثقة ثقة ،صه (٥) .

وزادجش : له كتاب نوادر ، البرقي عنه به(٦) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن محمّد بن عليّ بن محبوب ، عنه(٧) .

وفيتعق : قال جدّيرحمه‌الله : وثّقه الصدوق في الفقيه في باب لباس المصلّي(٨) .

قلت : هذا بناء على كونه الحسن بن عليّ الكوفي كما حكمرحمه‌الله به ، وكذا المصنّف عند ذكر المشيخة(٩) ، قال جدّي : ويدلّ عليه الأخبار في‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٦٨ / ١٦٢.

(٢) الوجيزة : ١٩٦ / ٥٧٠.

(٣) حيث أنّ العلاّمة ذكر الحسن كما مرّ ، والحسين : ٥٠ / ٩.

(٤) نقد الرجال : ٩٤ / ١٥٨ و ١٠٨ / ٩٤ ، حاوي الأقوال : ٤٩ / ١٧٣ و ٥٧ / ٢٠٢.

(٥) الخلاصة : ٤٤ / ٤٣.

(٦) رجال النجاشي : ٦٢ / ١٤٧.

(٧) الفهرست : ٥٠ / ١٧٦.

(٨) الفقيه ١ : ١٦٢ / ٧٦٤ ، روضة المتّقين : ١٤ / ٩٥.

(٩) منهج المقال : ٤٠٩.

٤٢٥

الكافي(١) وغيره(٢) .

وفي الوجيزة : هو الحسن بن عليّ الكوفي بقول مطلق(٣) .

وفي البلغة : هو على إطلاقه مشكل(٤) .

أقول : ببالي أنّ المطلق ركن إلى قرينة دالّة عليه. ويحتمل إطلاقه كذلك على الحسن بن عليّ بن النعمان ، ونشير إليه في عليّ بن الحكم ، لكنّ الأغلب الأكثر هو الأوّل كما قالوا.

وفي النقد : روى عنه سعد بن عبد الله كما يظهر من التهذيب في باب الأحداث الموجبة للطهارة(٥) . وقيل : وفي كتاب الحجّ أيضا في باب التلبية(٦) (٧) .

أقول : رأيته في الاستبصار في الباب المذكور كما ذكر : سعد عنه ، وهو عن عليّ بن مهزيار(٨) .

ومن القرائن الدالّة على ما ذكروه من انصراف الإطلاق إليه أنّ في الكافي في عدّة مواضع ـ منها باب العقوق وباب حقّ الجوار وباب التقبيل ـ : أبو علي الأشعري ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن عبيس بن هشام(٩) . وفي باب فضل حامل القرآن : أبو علي الأشعري ، عن الحسن بن‌

__________________

(١) الكافي ٢ : ٢٦٠ / ٣.

(٢) روضة المتّقين : ١٤ / ١١٧.

(٣) الوجيزة : ١٨٩ / ٥٠٢.

(٤) بلغة المحدّثين : ٣٤٧ هامش رقم ٣.

(٥) التهذيب ١ : ٥١ / ١٤٨ ، نقد الرجال : ٩٤ / ١٥٩.

(٦) التهذيب ٥ : ٨٦ / ٢٨٦.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٠٥.

(٨) الاستبصار ٢ : ١٧٢ / ٥٦٨.

(٩) الكافي ٢ : ٢٦٠ / ٣ و ٤٩٠ / ١٠ و ١٤٨ / ١.

٤٢٦

عليّ بن عبد الله ، عن عبيس بن هشام(١) .

ومنها أنّ الشيخ صرّح فيست برواية الحسن بن علي الكوفي ، عن العبّاس بن عامر(٢) . وفي الكافي في باب فضل حامل القرآن : أبو علي الأشعري ، عن الحسن بن عليّ بن عبد الله ، عن العبّاس بن عامر(٣) ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن عليّ بن عبد الله بن المغيرة الثقة ، ويقال له : الحسن ابن علي الكوفي ، عنه البرقي ، ومحمّد بن عليّ بن محبوب ، وسعد بن عبد الله ، وأبو علي الأشعري الذي يروي عنه الكليني(٤) .

٧٧١ ـ الحسن بن عليّ بن فضّال :

ـ كوفي ، يكنّى أبا محمّد ـ ابن عمرو(٥) بن أيمن مولى تيم الله ، لم يذكره أبو عمرو في رجال أبي الحسن الأوّلعليه‌السلام .

قال أبو عمرو : قال الفضل بن شاذان : كنت في قطيعة الربيع في مسجد الربيع أقرأ على مقرئ يقال له : إسماعيل بن عبّاد ، فرأيت قوما يتناجون ، فقال أحدهم : بالجبل رجل يقال له : ابن فضّال ، أعبد من رأينا وسمعنا به ، قال : فإنّه يخرج إلى الصحراء فيسجد السجدة فتجي‌ء الطير فتقع عليه فما تظنّ(٦) إلاّ أنّه ثوب أو خرقة ، وإنّ الوحش لترعى حوله فما تنفر منه لما قد آنست به ، وإنّ عسكر الصعاليك ليجيئون يريدون الغارة أو قتال‌

__________________

(١) الكافي ٢ : ٤٤٢ / ٦.

(٢) الفهرست : ١١٨ / ٥٢٧.

(٣) الكافي ٢ : ٤٤٥ / ٥ ، في باب من حفظ القرآن ثمّ نسيه.

(٤) هداية المحدّثين : ١٩٠ ، وفيها بدل ابن علي بن عبد الله : ابن علي بن عبيد الله.

(٥) في المصدر : عمر.

(٦) في نسخة « م » : نظن.

٤٢٧

قوم فإذا رأوا شخصه طاروا في الدنيا فذهبوا.

قال أبو محمّد : فظننت أنّ هذا رجل كان في الزمان الأوّل ، فبينا أنا بعد ذلك بيسير قاعد في قطيعة الربيع مع أبيرحمه‌الله إذ جاء شيخ حلو الوجه حسن الشمائل عليه قميص نرسي ورداء نرسي وفي رجله نعل مخصّر ، فسلّم على أبي ، فقام إليه أبي فرحّب به وبجّله ، فلمّا أن مضى يريد ابن أبي عميرقلت : من هذا الشيخ؟ قال : هذا الحسن بن عليّ بن فضّال ، قلت : هذا ذلك العابد الفاضل؟! قال : هو ذاك ،قلت : ليس هو ذاك ، ذاك بالجبل ، قال : هو ذاك كان يكون بالجبل ، قال : ما أغفل عقلك من غلام ، فأخبرته بما سمعت من القوم فيه ، قال : هو ذلك. فكان بعد ذلك يختلف إلى أبي.

ثمّ خرجت إليه بعد ذلك إلى الكوفة ، فسمعت منه كتاب ابن بكير وغيره من الأحاديث ، وكان يحمل كتابه ويجي‌ء إلى الحجرة فيقرأ(١) عليّ.

فلمّا حجّ ختن طاهر بن الحسين وعظّمه(٢) الناس لقدره وماله ومكانه من السلطان ، وقد كان وصف له فلم يصر إليه الحسن ؛ فأرسل إليه : أحبّ أن تصير إليّ فإنّه لا يمكنني المصير إليك ، فأبى ؛ وكلّمه أصحابنا في ذلك ، فقال : مالي ولطاهر ، لا أقربهم ، ليس بيني وبينهم عمل. فعلمت بعد هذا أنّ مجيئه إليّ كان لدينه. إلى أن قال : وكان الحسن عمره [ كلّه ](٣) فطحيّا مشهورا بذلك حتّى حضره الموت ، فمات وقد قال بالحقّ ،رضي‌الله‌عنه .

أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : حدّثنا أبو الحسن بن داود ، قال : حدّثنا أبي ، عن محمّد بن جعفر المؤدّب ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ،

__________________

(١) في المصدر : فيقرأه.

(٢) في نسخة « م » : وعظم.

(٣) ما أثبتناه من المصدر.

٤٢٨

عن عليّ بن الريّان(١) ، قال : كنّا في جنازة الحسن ، فالتفت إليّ وإلى محمّد ابن الهيثم التميمي فقال لنا : ألا أبشّركما؟ فقلنا له : وما ذاك؟ فقال : حضرت الحسن بن عليّ قبل وفاته وهو في تلك الغمرات وعنده محمّد بن الحسن بن الجهم ، قال : فسمعته يقول : يا أبا محمّد تشهّد ، قال : فتشهّد الحسن فعبر عبد الله ، وصار إلى أبي الحسنعليه‌السلام ، فقال له محمّد بن الحسن : وأين عبد الله؟ فسكت ، ثمّ عاد فقال له : تشهّد ، فتشهّد وصار إلى أبي الحسنعليه‌السلام ، فقال له : وأين عبد الله؟ يردّد عليه ذلك ثلاث مرّات.

قال الحسن : قد نظرنا في الكتب فما رأينا لعبد الله شيئا.

قال أبو عمرو الكشّي : كان الحسن بن علي فطحيّا يقول بإمامة عبد الله ابن جعفر فرجع.

قال ابن داود في تمام الحديث : فدخل علي بن أسباط فأخبره محمّد ابن الحسن بن الجهم الخبر ، قال : فأقبل علي بن أسباط يلومه.

قال : فأخبرت أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال يقول محمّد بن عبد الله ، فقال : حرّف محمّد بن عبد الله على أبي.

قال : وكان والله محمّد بن عبد الله أصدق عندي لهجة من أحمد بن الحسن ، فإنّه رجل فاضل ديّن.

وذكره أبو عمرو في أصحاب الرضاعليه‌السلام خاصّة.

__________________

(١) في المصدر زيادة : عن محمّد بن عبد الله بن زرارة بن أعين. وسينبّه عليه المصنّف فيما بعد. وفي بعض نسخ النجاشي كما نقل عنه الشيخ المامقاني في تنقيح المقال : ١ / ٢٩٧ والسيّد الخويي في رجاله : ٥ / ٤٤ ورد هكذا :. عن علي بن الريّان قال : كنّا في جنازة الحسن فالتفت محمّد بن عبد الله بن زرارة إليّ وإلى محمّد بن الهيثم التميمي فقال لنا : ألا ابشّركما.

وبهذا اتّضح أنّ قائل : قال كنّا ، هو علي بن الريّان ، وفاعل : فالتفت ، هو محمّد بن عبد الله.

٤٢٩

وله كتب ، عبد الله بن محمّد بن بنان عنه بكتابه الزهد ، وأحمد بن محمّد بن عيسى عنه(١) بكتابه المتعة وكتاب الرجال.

مات الحسن سنة أربع وعشرين ومائتين ،جش (٢) .

وفيصه : روى عن الرضاعليه‌السلام وكان خصّيصا به ، وكان جليل القدر عظيم(٣) المنزلة ، زاهدا ورعا ، ثقة في رواياته ، روىكش (٤) عن سعد ابن عبد الله القمّي عن عليّ بن الريّان عن محمّد بن عبد الله بن زرارة بن أعين ، قال : كنّا في جنازة الحسن بن عليّ بن فضّال فالتفت إليّ وإلى محمّد ابن الهيثم التميمي(٥) . إلى قوله : فلم نجد(٦) لعبد الله شيئا. ثمّ قال :

وكان الحسن بن عليّ بن فضّال فطحيّا يقول بعبد الله بن جعفر قبل أبي الحسنعليه‌السلام فرجع. قال الفضل بن شاذان : كنت في قطيعة الربيع. إلى قوله : وكان بعد ذلك يختلف إلى أبي. ثمّ قال :

ماترحمه‌الله سنة أربع وعشرين ومائتين(٧) .

وفيست : روى عن الرضاعليه‌السلام وكان خصّيصا به ، جليل القدر عظيم المنزلة ، زاهدا ورعا ، ثقة في الحديث وفي رواياته ، له كتب ، أخبرنا بجميع رواياته عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن عليّ بن الحسين ،

__________________

(١) عنه ، لم ترد في نسخة « م ».

(٢) رجال النجاشي : ٣٤ / ٧٢.

(٣) في نسخة « م » زيادة : الشأن.

(٤) في المصدر زيادة : عن محمّد بن قولويه.

(٥) التميمي ، لم ترد في نسخة « م ».

(٦) لا يخفى أنّ الذي تقدّم عن النجاشي بدل فلم نجد : فما رأينا.

(٧) الخلاصة : ٣٧ / ٢ ، ولم يرد فيها الترحّم.

٤٣٠

عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله والحميري ، عن أحمد بن محمّد ومحمّد بن الحسين ، عنه(١) .

وفيضا : كوفي ثقة(٢) .

وفيكش : قال محمّد بن مسعود : عبد الله بن بكير وجماعة من الفطحيّة وهم(٣) فقهاء أصحابنا ، منهم ابن بكير ، وابن فضّال ـ يعني الحسن ابن علي ـ وعمّار الساباطي ، وعليّ بن أسباط ، وبنو الحسن بن عليّ بن فضّال : عليّ وأخواه ، ويونس بن يعقوب ، ومعاوية بن حكيم. وعدّ(٤) عدّة من أجلّة الفقهاء العلماء(٥) .

وفي موضع آخر : قال أبو عمرو : قال الفضل بن شاذان : إنّي كنت في قطيعة الربيع. إلى قوله : فعلمت بعدها أنّ مجيئه إليّ ـ وأنا حدث غلام وهو شيخ ـ لم يكن إلاّ لجودة النية(٦) .

وفيه أيضا حكاية إجماع العصابة(٧) .

وفيه : محمّد بن قولويه عن سعد بن عبد الله. إلى آخر ما مرّ ، وبعد قوله فرجع : فيما حكي عنه في هذا الحديث إن شاء الله(٨) .

__________________

(١) الفهرست : ٤٧ / ١٦٣.

(٢) رجال الشيخ : ٣٧١ / ٢.

(٣) في المصدر : هم.

(٤) في نسخة « م » : وعدّه.

(٥) رجال الكشّي : ٣٤٥ / ٦٣٩ ، وفيه : من أجلّة العلماء.

(٦) رجال الكشّي : ٥١٥ / ٩٩٣. ولا يخفى أنّ ما تقدّم عن الكشّي في كلام النجاشي هكذا : فعلمت بعد هذا أنّ مجيئه إليّ كان لدينه.

(٧) رجال الكشّي : ٥٥٦ / ١٠٥٠ ، إلاّ أنّ الكشّي حكى إجماع العصابة عليه عن بعض.

(٨) رجال الكشّي : ٥٦٥ / ١٠٦٧.

٤٣١

وقالطس : لم أستثبت حال محمّد بن عبد الله بن زرارة ، وباقي الرجال موثّقون ، انتهى.

وفيه توثيق محمّد بن قولويه وعليّ بن الريّان(١) .

ويستفاد من كلامجش توثيق محمّد بن عبد الله بن زرارة كما لا يخفى ، فالرجال كلّهم موثّقون بحمد الله ، فتدبّر.

وفيتعق : قوله : عبد الله بن محمّد بن بنان ، لفظة ابن الثانية سهو من من النسّاخ ، لأنّ عبد الله يلقّب ببنان.

وقوله : يستفاد من كلامجش ، المراد منه قوله : وكان والله. إلى آخره. والظاهر أنّه من كلام عليّ بن الريّان الثقة ، ويحتمل كونه من كلام ابن داود.

وكيف كان ، فهو(٢) مقبول معتمد عليه.

وممّا يقوّي وثاقته تصديقه في هذا الحديث واعتمادكش بل وجش عليه.

وفي الوجيزة : ثقة(٣) .

وقال المحقّق البحراني : قد يستفاد من بعض المواضع مدحه بل توثيقه(٤) . والظاهر أنّه يريد ما في المقام. ويأتي أيضا فيه ما فيه(٥) .

أقول : العجب من الشهيد الثانيرحمه‌الله حيث قال : في هذا السند‌

__________________

(١) التحرير الطاووسي : ١٣٢ / ٩٨.

(٢) أي : محمّد بن عبد الله.

(٣) الوجيزة : ٣٠٦ / ١٦٩٨.

(٤) راجع بلغة المحدّثين : ٤٠٩.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٠٦. وعبارة : ويأتي أيضا فيه ما فيه ، لم ترد في نسختنا من التعليقة.

٤٣٢

محمّد بن عبد الله بن زرارة وحاله مجهول ، والمبشّر غير معلوم كما لا يخفى ، فثبوت إيمانه بذلك غير واضح(١) ، لما عرفت من جلالة محمّد بن عبد الله بن زرارة ، وهو المبشّر كما يستفاد من قوله : فأخبرت أحمد بن الحسن بن عليّ بقول محمّد بن عبد الله ، وقوله ثانيا : كان محمّد بن عبد الله أصدق لهجة ، وبه قطع ابنه وابن ابنه والفاضل عبد النبي الجزائري(٢) والميرزا في المتوسّط(٣) والسيّد مصطفى في الحاشية(٤) .

فعلى هذا ، قائل قال لنا : عليّ بن الريّان ، ومحمّد بن عبد الله بن زرارة ساقط من أوّل السند في كلامجش ، فتدبّر.

وفي نسختي منست : الحسن بن عليّ بن فضّال كان فطحيّا يقول بإمامة عبد الله بن جعفر ـعليه‌السلام ـ ثمّ رجع إلى إمامه أبي الحسنعليه‌السلام عند موته ، ومات في سنة أربع وعشرين ومائتين ، وهو ابن التيملي بن ربيعة. إلى آخره. وكذا أيضا نقل في الحاوي(٥) .

وفي ب : الحسن بن عليّ بن فضّال(٦) ، ثقة ، كان خصّيصا بالرضاعليه‌السلام . ثمّ ذكر كتبه(٧) .

ورأيت قطعجش أيضا بالرجوع ، فظهر إطباق الأصحاب على رجوعه ، إلاّ أنّه لا يجدي في رواياته نفعا ، لأنّها قبل الرجوع ، لأنّ الرجوع‌

__________________

(١) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٢١.

(٢) حاوي الأقوال : ١٤٠ / ٥٤٦.

(٣) الوسيط : ٢٢٣.

(٤) نقد الرجال : ٣١٥ / ٤٨٦ و ٩٤ / ١١١.

(٥) حاوي الأقوال : ١٩٩ / ١٠٥٣.

(٦) في المصدر زيادة : التيملي.

(٧) معالم العلماء : ٣٣ / ١٨٤.

٤٣٣

كان عند الموت ، وإن كان ظاهر قوله : قد نظرنا في الكتب فما رأينا لعبد الله شيئا ، سبق رجوعه.

هذا ، وعن كتاب الملل والنحل : الحسن بن عليّ بن فضّال من القائلين بإمامة جعفر الكذّاب ومن أجلّ أصحابهم وفقهائهم(١) ، انتهى.

وهو إمّا سهو أو كفر ، فافهم.

وفي الحاوي : يظهر من اعتماد محمّد بن مسعود الثقة الصدوق على الحسن بن علي في تعديل الرجال وتضعيفهم ـ على ما يظهر مكرّرا من كتابكش ـ أنّه مأمون مقبول القول عند الأصحاب(٢) ، انتهى.

ولا يخفى أنّه اشتباه بعليّ بن الحسن بن فضّال ، فإنّه الذي أكثر محمّد ابن مسعود من النقل عنه على سبيل الاعتماد والاستناد في التعديل والتضعيف كما يأتي في ترجمته ، فلاحظ.

وفيمشكا : ابن عليّ بن فضّال الموثّق ، عنه أيّوب بن نوح ، وأبو طالب عبد الله بن أبي الصلت ، وعبد الله بن محمّد بن بنان ، وأحمد بن محمّد بن عيسى ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، ومحمّد بن عبد الجبّار. وهو عن الرضاعليه‌السلام (٣) ، انتهى ، فتأمّل.

٧٧٢ ـ الحسن بن علي الكلبي :

له روايات. والحسن بن الحسين له روايات ، رويناهما عن ابن عبدون ، عن الأنباري ، عن حميد ، عن إبراهيم بن سليمان ، عنهما ،ست (٤) .

__________________

(١) الملل والنحل : ١ / ١٥١.

(٢) حاوي الأقوال : ٢٠١ / ١٠٥٣.

(٣) هداية المحدّثين : ١٩٠ ، وفيها بدل ابن أبي الصلت : ابن الصلت.

(٤) الفهرست : ٥١ / ١٨٩ و ١٩٠ ، وفيه : رويناهما بالإسناد الأوّل عن حميد عن إبراهيم بن

٤٣٤

ولعلّه ابن علوان المذكور.

٧٧٣ ـ الحسن بن عليّ بن محمّد :

مرّ بعنوان ابن أبي قتادة ،تعق (١) .

٧٧٤ ـ الحسن بن عليّ الناصر :

يروي عنه الصدوق قائلا : قدّس الله روحه(٢) ،تعق (٣) .

قلت : هذا هو الناصر المذكور جدّ السيّدين رضي الله عنهما ، فراجع.

٧٧٥ ـ الحسن بن عليّ بن النعمان :

مولى بني هاشم ، أبوه عليّ بن النعمان الأعلم ، ثقة ، ثبت ،صه (٤) .

وزادجش : له كتاب نوادر ، صحيح الحديث كثير الفوائد ، الصفّار ، عنه به(٥) .

وفيست : له كتاب ، عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله والصفّار جميعا ، عنه(٦) ، انتهى.

وفي بعض نسخه : له كتاب نوادر الحديث ، كثير الفوائد.

__________________

سليمان عنهما.

والاسناد : عن ابن عبدون عن الأنباري عن حميد ، الفهرست : ٥٠ / ١٧٧. (١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٠٦.

(٢) أمالي الصدوق : ٢٩٣ / ٤ ، وفيه : الحسن بن علي بن الناصر ، ولم يرد فيه : قدّس الله روحه.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٠٦.

(٤) الخلاصة : ٤١ / ١٧.

(٥) رجال النجاشي : ٤٠ / ٨١.

(٦) الفهرست : ٥٤ / ٢٠١.

٤٣٥

وفيدي : ابن عليّ بن النعمان ، كوفي(١) .

وقيل : باحتمال رجوع توثيقصه وجش إلى الأب ، وربما استفيد توثيقه من وصف كتابه بصحيح الحديث ، وفيهما نظر ، لأنّ الكلام في الحسن لا في أبيه ، وتوثيقه يأتي في محلّه ، مع أنّ قولجش : له كتاب ، يريد به الحسن ، وعبارةصه هي عبارةجش ، وأمّا وصف الكتاب فإنّما يقتضي الحكم بصحّة حديثه إذا علم أنّه من كتابه لا مطلقا ـ كما هو مقتضى التوثيق ـ على أنّ ظاهر الجماعة كالعلاّمة الحكم بالصحّة مطلقا.

وفيتعق : قوله : لأنّ الكلام في الحسن ، يؤيّده أيضا كيفيّة توثيق الأب ، فلاحظ(٢) .

وقال المحقق الشيخ محمّدرحمه‌الله : من عادةجش أنّه إذا وثّق(٣) الابن لا يعيد التوثيق مع ذكر الأب في كثير من الرجال على ما رأيت ، انتهى.

وقوله : على أنّ ظاهر. إلى آخره ، فيه شي‌ء ، فتدبّر(٤) .

أقول : قوله دام ظلّه : يؤيّده أيضا كيفية توثيق الأب ، الذي يختلج بخاطري الآن وفاقا للنقد(٥) وشيخنا البهائي والماحوزي في مشرق الشمسين(٦) والفوائد النجفيّة أنّها تؤيّد العكس ، فتأمّل.

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٣٠ / ٦ ، ذكره في أصحاب الإمام العسكريعليه‌السلام وليس في أصحاب الإمام الهاديعليه‌السلام .

(٢) رجال النجاشي : ٢٧٤ / ٧١٩.

(٣) في التعليقة زيادة : الأب مع.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٠٦.

(٥) نقد الرجال : ٩٥ / ١١٧.

(٦) مشرق الشمسين : ٢٧٧.

٤٣٦

إلاّ أنّ في(١) الوجيزة : ثقة على الأظهر(٢) . وفي الحاوي أيضا ذكره في الثقات(٣) ، فتدبّر.

وقول الميرزا : فإنّما يقتضي الحكم بصحّة حديثه. إلى آخره ، الذي ينبغي في الجواب : أنّ تصحيح الحديث لا يستلزم الوثاقة ، إذ لعلّه عرف من قرائن خارجيّة ، وأمّا بعد التسليم فيشكل التأمّل ، فتأمّل.

ومرّ في حذيفة بن منصور نقل الأستاذ العلاّمة دام علاه عن التهذيب ماله دخل ، فلاحظ.

وفيمشكا : ابن عليّ بن النعمان الثقة ، عنه الصفّار ، وأحمد بن أبي عبد الله ، وعمران بن موسى الثقة ، وابنه الحسن الثقة ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى ، وسعد بن عبد الله كما في الفقيه(٤) .

٧٧٦ ـ الحسن بن علي الوشّاء :

هو ابن زياد.

٧٧٧ ـ الحسن بن علي الهمداني :

أبو محمّد. في النقد : في التهذيب في باب الوصيّة لأهل الضلال أنّه مطعون(٥) ،تعق (٦) .

أقول : وفي الوجيزة : ضعيف(٧) .

__________________

(١) في نسخة « ش » : فتأمّل وفي.

(٢) الوجيزة : ١٨٩ / ٥٠٥.

(٣) حاوي الأقوال : ٤٨ / ١٧٠.

(٤) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ١١٥ ، هداية المحدّثين : ١٩١.

(٥) التهذيب ٩ : ٢٠٤ / ٨١٢ ، نقد الرجال : ٩٥ / ١١٨.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٠٧.

(٧) الوجيزة : ١٩٠ / ٥٠٩.

٤٣٧

٧٧٨ ـ الحسن بن عليّ بن يقطين :

ابن موسى ، مولى بني هاشم ، وقيل : مولى بني أسد ، كان ثقة فقيها متكلّما ، روى عن أبي الحسن موسى والرضاعليهما‌السلام ،صه (١) .

وزادجش : وله كتاب مسائل أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، عنه صالح مولى عليّ بن يقطين(٢) .

وفيضا : ابن عليّ بن يقطين ، ثقة(٣) .

أقول : في نسختي منست : ابن عليّ بن يقطين(٤) ، بغدادي ، له كتاب(٥) ، عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن أبي عبد الله ، عنه(٦) .

وفي نسخة الحاوي بعد يقطين : مولى بني هاشمرحمه‌الله ، وبعد كتاب : موسى بن جعفرعليه‌السلام ، وكان فقيها متكلّما(٧) .

ولم أره في نسختي رجال الميرزا كليهما.

وفيمشكا : ابن عليّ بن يقطين الثقة ، عنه صالح مولى عليّ بن يقطين ، وأحمد بن محمّد بن عيسى ، ومحمّد بن عيسى.

وفي التهذيب الحسن ذا سأل أبا الحسن الأوّل(٨) ، وهو سهو ، لأنّه‌

__________________

(١) الخلاصة : ٣٩ / ٤.

(٢) رجال النجاشي : ٤٥ / ٩١ ، ولم يرد فيه التوثيق.

(٣) رجال الشيخ : ٣٧٢ / ٧.

(٤) في نسختنا من الفهرست زيادة : مولى بني هاشم.

(٥) في الفهرست زيادة : مسائل موسى بن جعفرعليه‌السلام ، وكان فقيها متكلّما.

(٦) الفهرست : ٤٨ / ١٦٥.

(٧) حاوي الأقوال : ٤٩ / ١٧٢ ، وفيه : كتاب مسائل موسى بن جعفرعليه‌السلام .

(٨) التهذيب ٣ : ٣٤ / ١٢٢.

٤٣٨

يروي عن الرضاعليه‌السلام لا غير(١) .

وفي التهذيب والاستبصار عن أخيه الحسين ، قال : سألت أبا الحسن الأوّل(٢) ، وهو غلط أيضا ، بل الواسطة أبوه علي(٣) .

٧٧٩ ـ الحسن بن عليّ بن يوسف :

هو ابن بقّاح ،تعق (٤) .

٧٨٠ ـ الحسن بن عمّار :

عامّي ،قر (٥) ،ق (٦) .

قلت : يأتي ما فيه في الذي يليه.

٧٨١ ـ الحسن بن عمارة :

عامّي ،قر (٧) .

وزادصه : من أصحاب الباقرعليه‌السلام (٨) .

وفي ين : ابن عمارة الكوفي(٩) .

وفيق : ابن عمارة بن أبي المضرب ، أبو محمّد البجلي الكوفي ، أسند عنه(١٠) .

__________________

(١) لا غير ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٢) التهذيب ٢ : ٧٦ / ٢٨٥ ، الإستبصار ١ : ٣٢٣ / ١٢٠٧ إلاّ أنّ السند في الاستبصار : عن أخيه الحسين بن علي بن يقطين عن أبيه عن أبي الحسن الأولعليه‌السلام .

(٣) هداية المحدّثين : ١٩١.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٠٧.

(٥) رجال الشيخ : ١١٤ / ١٤ ، ولم يرد فيه : عامي.

(٦) رجال الشيخ : ١٨٣ / ٣٠١ ، ولم يرد فيه : عامي.

(٧) رجال الشيخ : ١١٥ / ١٧.

(٨) الخلاصة : ٢١٢ / ١.

(٩) رجال الشيخ : ٨٨ / ١٩.

(١٠) رجال الشيخ : ١٦٦ / ١٥ ، وفيه : ابن عمارة بن المضرب.

٤٣٩

وفيقي : فيمن أدرك الصادقعليه‌السلام من أصحاب الباقرعليه‌السلام الحسن بن عمارة كوفي(١) ، بعد أن قال في أصحابهعليه‌السلام : الحسن بن عمارة(٢) .

فلا يبعد اتّحاد الجميع.

وفيتعق : روى ابن أبي نصر في الصحيح عن أبان بن عثمان عنه(٣) ، وفيه إشعار بالاعتماد عليه(٤) .

قلت : مضافا إلى أنّه أسند عنه.

هذا ، وفي النقد أيضا مال إلى الاتّحاد(٥) .

٧٨٢ ـ الحسن بن عمرو بن منهال :

كوفي ، ثقة هو وأبوه أيضا ،صه (٦) .

وزادجش قبل كوفي : ابن مقلاص(٧) .

وفيست : له روايات ، حميد بن زياد ، عن أحمد بن ميثم ، عنهما(٨) . هذا إذ قال قبله : الحسن ابن موفّق له روايات.

أقول : فيمشكا : ابن عمرو بن منهال الثقة ، عنه أحمد بن ميثم ، والقرينة فارقة(٩) .

__________________

(١) رجال البرقي : ١٧.

(٢) رجال البرقي : ١٣.

(٣) الكافي ٨ : ٣٩١ / ٥٨٨.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٠٧.

(٥) نقد الرجال : ٩٦ / ١٢١.

(٦) الخلاصة : ٤٣ / ٣٦.

(٧) رجال النجاشي : ٥٧ / ١٣٣.

(٨) الفهرست : ٥١ / ١٨٦.

(٩) هداية المحدّثين : ٤٠.

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500