منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-91-4
الصفحات: 470

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 470 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 256952 / تحميل: 5227
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩١-٤
العربية

١
٢

٣
٤

٨٣٢ ـ الحسين بن إبراهيم بن أحمد :

ابن هشام المؤدّب المكتّب ، أكثر الصدوق من الرواية عنه مترضّيا(١) مترحّما(٢) ،تعق (٣) .

٨٣٣ ـ الحسين بن إبراهيم تاتانة :

أكثر الصدوق من الرواية عنه مترضّيا(٤) ،تعق (٥) .

أقول : مضى هكذا عنه مكبّرا(٦) ، فلاحظ.

٨٣٤ ـ الحسين بن أبي حمزة :

قالكش : سألت أبا الحسن حمدويه بن نصير عن عليّ بن أبي حمزة الثمالي والحسين بن أبي حمزة ومحمّد أخويه ، فقال : كلّهم ثقات فاضلون.

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ١٤٩ / ٢١ ، ١٧٢ / ١ ، ٢١٤ / ٢١ ؛ علل الشرائع : ٦٩ / ١.

(٢) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ١٤٣ / ١٠.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٥.

(٤) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ١٣٩ / ٣ ، ٢٦٢ / ٣٢.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٥ ، وفيها وفي النسخة الحجريّة : ناتانة ، وفي نسخة « ش » : نانانة.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٤ ، وفي نسخة « ش » : مصغّرا.

٥

وهذا سند صحيح أعمل عليه ، وأقبل روايته ورواية أخويه.

وقالجش : أسماء ولد أبي حمزة : نوح ومنصور وحمزة قتلوا مع زيد ، ولم يذكر الحسين من عدد أولاده.

وقال ابن عقدة : حسين ابن بنت أبي حمزة(١) الثمالي خال محمّد بن أبي حمزة ، وإنّ الحسين بن أبي حمزة ابن بنت الحسين بن أبي حمزة الثمالي ، وإنّ الحسين بن حمزة الليثي ابن بنت أبي حمزة الثمالي.

وقالجش أيضا : الحسين بن حمزة الليثي الكوفي هو ابن بنت أبي حمزة الثمالي ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . وأسقط لفظة أبي بين الحسين وحمزة.

وبالجملة : فهذا الرجل عندي مقبول الرواية. ويجوز أن يكون ابن بنت أبي حمزة ، وغلب عليه النسب إلى أبي حمزة بالبنوّة ،صه (٢) .

وبخطّشه : لم يظهر من جميع ما ذكر ما ينافي ما شهد به حمدويه الثقة الجليل للحسين بن أبي حمزة ، لأنّ كلامجش إنّما دلّ على ذكر من قتل مع زيد ، وكلام ابن عقدة يدلّ على وجود الحسين بن أبي حمزة الثمالي وإن شاركه غيره في الاسم.

وقولجش : إنّ الحسين بن حمزة الليثي هو ابن بنت أبي حمزة(٣) ، لا ينافي كون أبي حمزة له ولد اسمه الحسين.

وقوله : ويجوز أن يكون إلى آخره ، غير متوجّه.

__________________

(١) في النسخ زيادة : وإنّ الحسين بن أبي حمزة. وحذفها هو الموافق للمصدر وكافّة المصادر الناقلة عنه.

(٢) الخلاصة : ٥٠ / ١٣.

(٣) رجال النجاشي : ٥٤ / ١٢١.

٦

وقوله : خال محمّد ، في د : خاله محمّد(١) ، وهو أجود لما تقدّم من أنّ أبا حمزة له ولد اسمه محمّد ، وهذا الحسين ابن بنت أبي حمزة ، فيكون محمّد خاله(٢) ، انتهى.

وهو(٣) كذلك ، لكن لا يخفى أنّ مراد العلاّمةرحمه‌الله واضح ، وإن كان في قوله : وبالجملة. إلى آخره ، شي‌ء ، فافهم.

والذي فيكش في ابن أبي حمزة الثمالي والحسين ومحمّد(٤) أخويه وأبيه :

قال أبو عمرو : سألت إلى آخره. وبعد أخويه : وأبيه(٥) .

وما فيجش وست يأتي في ابن حمزة(٦) .

وفيجخ : ابن بنت أبي حمزة(٧) ، ويأتي.

وفيتعق : ظاهر العبارة التي نسبهاصه إلىجش الحصر ؛ وظاهره وظاهر الشيخ الاتّحاد ، كما هو ظاهرصه بل ابن عقدة أيضا ، فتأمّل.

نعم في ترجمة ابن ثابت رواية الحسين بن أبي حمزة عن أبيه أبي حمزة(٨) ، لكن يحتمل كونه لغلبة النسبة كما قاله العلاّمة.

وفي الوجيزة حكم بالتغاير كالمصنّف(٩) ، والظاهر أنّه لا ثمرة ، لورود‌

__________________

(١) رجال ابن داود : ٨٠ / ٤٧٨.

(٢) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٢٨.

(٣) في نسخة « ش » : فهو.

(٤) ومحمّد ، لم يرد في نسخة « ش ».

(٥) رجال الكشّي : ٤٠٦ / ٧٦١.

(٦) الفهرست : ٥٦ / ٢١٥ ، وفيه : الحسين بن أبي حمزة.

(٧) رجال الشيخ : ١٦٩ / ٦١ ، وفيه : الحسين بن حمزة.

(٨) رجال الكشّي : ٣٣ / ٦١.

(٩) الوجيزة : ١٩٣ / ٥٣٧ / ٥٣٨.

٧

التوثيق لكليهما من الثقة الجليل(١) .

أقول : حكم في النقد أيضا بالتغاير(٢) ، وكذا المحقّق الشيخ محمّد ، والفاضل عبد النبي الجزائري ، وقال : أحدهما ابن أبي حمزة الثمالي وثانيهما ابن حمزة الليثي ، وليس في كلامجش وابن عقدة منافاة لذلك ، بل في كلام ابن عقدة دلالة عليه وإن كانت عبارته لا تخلو من تعقيد(٣) ، انتهى.

وقول الميرزا : ما فيست يأتي في ابن حمزة ، ليس فيه على ما يأتي له ذكر ، فلاحظ ؛ والذي رأيته فيست ونقله في الحاوي والمجمع(٤) هكذا : الحسين بن أبي حمزة ، له كتاب ، رويناه بالإسناد الأول عن ابن أبي عمير عنه(٥) .

والإسناد : عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل عن ابن بطّة(٦) ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن صفوان. إلى آخره(٧) .

وفيمشكا : ابن أبي حمزة الثقة ، عنه أحمد بن الحسن الميثمي ، والحسن بن محبوب ، وإبراهيم بن مهزم.

وهو عن الباقر والصادقعليهما‌السلام (٨) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١١.

(٢) نقد الرجال : ١٠٠ / ٥.

(٣) حاوي الأقوال : ٥٢ / ١٨٤.

(٤) والمجمع ، لم ترد في نسخة « م ».

(٥) الفهرست : ٥٦ / ٢١٥ ، مجمع الرجال : ٢ / ١٦٢ ، حاوي الأقوال : ٥١ / ١٨٣.

(٦) الفهرست : ٥٥ / ٢٠٩.

(٧) الفهرست : ٥٦ / ٢١٣.

(٨) هداية المحدّثين : ٤١.

٨

٨٣٥ ـ الحسين بن أبي سعيد هاشم :

ابن حيّان المكاري ، أبو عبد الله ؛ كان(١) هو وأبوه وجهين في الواقفة ، وكان الحسين ثقة في حديثه ، ذكره أبو عمرو الكشي في جملة الواقفة وذكر فيه ذموما ، وليس هذا موضع ذكر ذلك.

له كتاب نوادر كبير ، الحسن بن محمّد بن سماعة به ،جش (٢) .

وفيكش : حدّثني حمدويه ، قال : حدّثني الحسن ، قال : كان ابن أبي سعيد المكاري واقفيّا(٣) .

وفيه : محمّد بن مسعود ، عن جعفر بن أحمد ، عن أحمد(٤) بن سليمان ، عن منصور بن العبّاس البغدادي ، عن إسماعيل بن سهل ، قال : حدّثني بعض أصحابنا ـ وسألني أن أكتم اسمه ـ قال : كنت عند الرضاعليه‌السلام فدخل عليه عليّ بن أبي حمزة وابن السراج وابن المكاري ، فقال له ابن [ أبي ](٥) حمزة : ما فعل أبوك؟ قال : مضى ، قال : موتا؟ قال : نعم ، فقال : إلى من عهد؟ قال : إليّ ، قال : فأنت إمام مفترض الطاعة من الله؟ قال : نعم.

قال ابن السراج وابن المكاري : قد والله أمكنك من نفسه ، قال : ويلك وبما أمكنت ، أتريد أن آتي بغداد وأقول لهارون : إنّي إمام مفترض الطاعة؟! والله ما ذاك عليّ ، وإنّما قلت ذلك لكم عند ما بلغني من اختلاف‌

__________________

(١) في نسخة « ش » : وكان.

(٢) رجال النجاشي : ٣٨ / ٧٨.

(٣) رجال الكشّي : ٤٦٥ / ٨٨٤.

(٤) في المصدر : حمدان ، وفي نسخة منه : أحمد.

(٥) أثبتناه من المصدر.

٩

كلمتكم وتشتّت أمركم لئلاّ يصير سرّكم في يد عدوّكم(١) ، الحديث. وهو طويل ، وفيه غيره أيضا(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي سعيد الموثّق ، عنه الحسن بن محمّد بن سماعة(٣) .

٨٣٦ ـ الحسين بن أبي العلاء الخفّاف :

أبو علي الأعور ، مولى بني أسد ، ذكر ذلك ابن عقدة وعثمان بن حاتم ابن منتاب ؛ وقال أحمد بن الحسينرحمه‌الله : هو مولى بني عامر ، وأخواه : علي وعبد الحميد ، روى الجميع عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وكان الحسين أوجههم.

له كتب ، منها ما أخبرناه واختاره(٤) محمّد بن جعفر الأديب. إلى أن قال : قالا(٥) : حدّثنا أحمد بن أبي بشر ، عنه ،جش (٦) .

والظاهر أنّ أحمد بن الحسين هذاغض ، وظاهر الأصحاب قبول قوله مع عدم المعارض ، فقوله : وكان الحسين أوجههم ، مع كون عبد الحميد ثقة ربما يفيد مدحا.

وفي د : حكى سيّدنا جمال الدينرحمه‌الله في البشرى تزكيته(٧) ؛ فلا يبعد عدّ روايته في الحسان.

__________________

(١) رجال الكشّي : ٤٦٣ / ٨٨٣.

(٢) رجال الكشّي : ٤٦٦ / ٨٨٥.

(٣) هداية المحدّثين : ٤٢.

(٤) في المصدر : أجازه.

(٥) في نسخة « م » : قال.

(٦) رجال النجاشي : ٥٢ / ١١٧.

(٧) رجال ابن داود : ٧٩ / ٤٦٨.

١٠

وفيست : له كتاب يعدّ في الأصول ؛ جماعة من أصحابنا ، عن محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن ابن أبي عمير وصفوان ، عنه(١) .

وفيكش : قال محمّد بن مسعود عن عليّ بن الحسن بن فضّال : إنّ الحسين بن أبي العلاء الخفّاف كان أعور.

وقال حمدويه : هو أزدي ، وهو الحسين بن خالد ، وكنية خالد أبو العلاء ، أخوه عبد الله بن أبي العلاء(٢) .

وفيتعق : في رواية صفوان عنه إشعار بالوثاقة ، وكذا ابن أبي عمير ، وكذا كونه كثير الرواية ، وأكثرها مقبولة.

والظاهر من عبارةجش أنّ قول أحمد هو : مولى بني عامر ، فقط ، فتأمّل.

وقوله : أوجههم ، ربما يفيد في نفسه مدحا ، بل ربما يشير إلى مدح ما بالنسبة إلى أخويه ، وإذا كان وجه يفيد المدح فلعلّ الأوجه يفيد الوثاقة(٣) ؛ ولعلّه لهذا ادّعى المحقّق الداماد وثاقة أخويه أيضا(٤) .

وفي الوجيزة : ممدوح ، وربما يقال : ثقة(٥) . ولا يخفى من غرابة بالنسبة إلى رؤيته.

هذا ، وعبد الحميد الذي وثّقهجش هو ابن أبي العلاء بن‌

__________________

(١) الفهرست : ٥٤ / ٢٠٤.

(٢) رجال الكشّي : ٣٦٥ / ٦٧٨ ، وزاد بعد ابن خالد : ابن طهمان الخفّاف.

(٣) في التعليقة زيادة : ولعلّه يومئ إلى وثاقة أخويه أيضا.

(٤) تعليقة الداماد على رجال الكشّي : ١ / ٢٤٣.

(٥) الوجيزة : ١٩٣ / ٥٤٠.

١١

عبد الملك(١) ، ولم يظهر بعد اتّحاده مع الخفّاف ، بل الظاهر العدم ، وهو ظاهر المصنّف أيضا(٢) ؛ على أنّ كونه ثقة عند أحمد من أين؟! سيّما مع عدم سلامة جليل من طعنة(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي العلاء ، عنه أحمد بن بشير ، وابن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى ، وعليّ بن الحكم الثقة ، والقاسم بن محمّد الجوهري ، وجعفر بن بشير ، وعبد الله بن المغيرة(٤) .

٨٣٧ ـ الحسين بن أبي غندر :

كوفي ، يروي عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ويقال : هو عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ؛ له كتاب ، صفوان بن يحيى عنه به ،جش (٥) .

وفيست : له أصل ؛ أخبرنا به الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن أبي عبد الله محمّد بن وهبان الهناني(٦) ، عن أبي القاسم عليّ بن حبشي ، عن أبي المفضّل(٧) العبّاس بن محمّد بن الحسين ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عنه(٨) .

أقول : فيضح : ابن غندر : بضمّ المعجمة وإسكان النون وفتح‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٤٦ / ٦٤٧.

(٢) في التعليقة : وهو ظاهر المصنّف هناك أيضا. وهو الصحيح ، إذ الظاهر منه هنا الاتّحاد ، منهج المقال : ١٨٩.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١١.

(٤) هداية المحدّثين : ٤٢ ، ولم يرد فيها : جعفر بن بشير.

(٥) رجال النجاشي : ٥٥ / ١٢٦.

(٦) في نسخة « ش » : المناني.

(٧) في نسخة « ش » : الفضل.

(٨) الفهرست : ٥٩ / ٢٣٥.

١٢

المهملة(١) .

وفيمشكا : ابن أبي غندر ، عنه صفوان بن يحيى أيضا ، والقرينة فارقة ، واتّحاد صفوان(٢) .

٨٣٨ ـ الحسين بن أحمد بن إدريس :

القمّي الأشعري ، يكنّى أبا عبد الله ، [ روى عنه التلعكبري ](٣) وله منه إجازة ،لم (٤) .

وفيه أيضا : الحسن بن عليّ بن أحمد الصائغ ، والحسين بن الحسن ابن محمّد ، والحسين بن أحمد بن إدريس ، روى عنهم محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه(٥) .

وفيتعق : أكثر الصدوق من الرواية عنه مترضّيا(٦) مترحّما(٧) .

وقال جدّي : ترحّم عليه عند ذكره أزيد من ألف مرّة فيما رأيت من‌

__________________

(١) إيضاح الاشتباه : ١٥٦ / ٢٠٤.

(٢) هداية المحدّثين : ٤٢ ، وفيها : والمائز القرينة بينه وبين السابق إن وجدت واتحد صفوان.

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) رجال الشيخ : ٤٦٧ / ٢٩.

(٥) رجال الشيخ : ٤٦٩ / ٤٦ ، وفيه : الحسن بن علي الصائغ.

وبرقم ٤٧ : الحسين بن الحسن بن محمّد بن موسى بن بابويه ، كان فقيها عالما ، روى عن خاله علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ومحمّد بن الحسن بن الوليد وعلي بن محمّد ماجيلويه وغيرهم ، روى عنه جعفر بن علي بن أحمد القمّي ومحمّد بن أحمد بن سنان ومحمّد بن علي ملبية.

وبرقم ٤٨ : الحسين بن أحمد بن إدريس ، روى عنه محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه.

هكذا الموجود في النسخة المطبوعة من رجال الشيخ الطوسي.

(٦) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٤٧ / ٧ ، ١٣٤ / ٣١ ، ٢ : ٨٢ / ١٩.

(٧) التوحيد : ١٠٨ / ٣ ، ١٠٩ / ٧ ، ٢٨٩ / ٨.

١٣

كتبه(١) ، انتهى.

ويأتي في الحسين الأشعري احتمال توثيقه عنصه (٢) (٣) .

أقول : فيمشكا : ابن أحمد بن إدريس ، عنه التلعكبري ، ومحمّد بن عليّ بن بابويه(٤) .

٨٣٩ ـ الحسين بن أحمد الأسترآبادي :

العدل ، كذا في الخصال(٥) ،تعق (٦) .

٨٤٠ ـ الحسين بن أحمد بن شيبان :

القزويني ؛ نزيل بغداد ، يكنّى أبا عبد الله ، روى عنه التلعكبري وله منه إجازة ، أخبرنا عنه أحمد بن عبدون ،لم (٧) .

٨٤١ ـ الحسين بن أحمد بن ظبيان :

ق(٨) . وفيست : ابن أحمد ، له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن ابن أبي عمير وصفوان جميعا ، عنه(٩) .

أقول : الإسناد مرّ في ابن أبي حمزة(١٠) .

__________________

(١) روضة المتّقين : ١٤ / ٦٦.

(٢) الخلاصة : ٥٢ / ٢٤ ، حيث وثقه العلاّمة ، واحتمل الميرزا في المنهج : ١١١ كونه ـ أي الحسين الأشعري ـ إمّا ابن أحمد بن إدريس ، أو ابن محمّد بن عمران الآتي.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٢.

(٤) هداية المحدّثين : ٤٢.

(٥) الخصال : ١ / ٣١١.

(٦) تعليقة الوحدى البهبهاني : ١١٣.

(٧) رجال الشيخ : ٤٦٧ / ٣٢. و : لم ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٨) رجال الشيخ : ١٨٤ / ٣٢٤.

(٩) الفهرست : ٥٦ / ٢١٤.

(١٠) الفهرست : ٥٥ / ٢٠٩.

١٤

وفيمشكا : ابن أحمد بن ظبيان ، عنه ابن أبي عمير وصفوان(١) .

٨٤٢ ـ الحسين بن أحمد بن عامر الأشعري :

يروي عن عمّه عبد الله بن عامر عن ابن أبي عمير ، روى عنه الكليني ، لم(٢) .

وكأنّ أحمد سهو ، وأنّه ابن محمّد بن عامر كما يأتي في عمّه(٣) .

أقول : الذي نقله في الحاوي : ابن محمّد(٤) ، فلاحظ.

وفيمشكا : ابن أحمد بن عامر ، عنه الكليني. وهو عن عمّه عبد الله ابن عامر(٥) .

٨٤٣ ـ الحسين بن أحمد بن المغيرة :

أبو عبد الله البوشنجي ، كان عراقيّا ، مضطرب المذهب ، وكان ثقة فيما يرويه ؛ له كتاب عمل السلطان ، أجازنا روايته أبو عبد الله ابن الخمري الشيخ الصالح في مشهد مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام سنة أربعمائة ، عنه ،جش (٦) .

صه إلى قوله : يرويه ؛ وزاد بعد البوشنجي : بالباء المفردة والشين المعجمة والنون والجيم(٧) .

وفيتعق : عدّ موثّقا ، ومرّ ما فيه في الفوائد ، وكذا التأمّل في القدح.

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٩٣.

(٢) رجال الشيخ : ٤٦٩ / ٤١.

(٣) منهج المقال : ٢٠٤ نقلا عن النجاشي : ٢١٨ / ٥٧٠.

(٤) حاوي الأقوال : ٥٧ / ٢٠٦.

(٥) هداية المحدّثين : ١٩٣.

(٦) رجال النجاشي : ٦٨ / ١٦٥.

(٧) الخلاصة : ٢١٧ / ١١.

١٥

وأبو عبد الله الخمري اسمه شيبة كما في محمّد بن الحسن بن شمّون(١) (٢) .

أقول : بل اسمه الحسين بن جعفر بن محمّد كما سنذكره في ترجمته.

هذا ، وفيضح : ابن المغيرة : بضمّ الميم وكسر الغين المعجمة ، والبوشنجي : بضمّ الباء وفتح الشين وإسكان النون وكسر الجيم(٣) .

وفي الوجيزة : ثقة غير إمامي(٤) .

وفي الحاوي ذكره أيضا في الموثّقين(٥) .

٨٤٤ ـ الحسين بن أحمد المنقري :

قر(٦) . وزادظم : ضعيف(٧) .

وفيصه : ابن أحمد المنقري التميمي أبو عبد الله ، من أصحاب أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، روى رواية شاذّة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام لا تثبت ، وكان ضعيفا(٨) .

وزادجش : روى عن داود الرقّي وأكثر ؛ له كتب ، عبيس(٩) بن هشام‌

__________________

(١) حيث نقل الميرزا في ترجمته : ٢٩١ قول النجاشي : وأخبرنا شيبة أبو عبد الله الخمري. ، إلاّ أنّ الموجود في رجال النجاشي : ٣٣٥ / ٨٩٩ : وأخبرنا بسنّة أبو عبد الله ابن الخمري.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٣.

(٣) إيضاح الاشتباه : ١٦١ / ٢٢١.

(٤) الوجيزة : ١٩٣ / ٥٤١.

(٥) حاوي الأقوال : ٢٠٣ / ١٠٥٧.

(٦) رجال الشيخ : ١١٥ / ٢٥.

(٧) رجال الشيخ : ٣٤٧ / ٨.

(٨) الخلاصة : ٢١٦ / ٢.

(٩) في نسخة « ش » : عنبس.

١٦

عنه. وليس فيه : من أصحاب أبي الحسن موسىعليه‌السلام (١) .

وفيست : له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن حميد ، عن القاسم ابن إسماعيل ، عنه(٢) .

والإسناد : ابن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري. إلى آخره(٣) .

أقول : فيضح : المنقري : بكسر الميم وإسكان النون(٤) وفي الوجيزة : ضعيف(٥) .

وذكره في الحاوي في القسم الرابع(٦) .

٨٤٥ ـ الحسين الأحمسي :

له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن ابن أبي عمير ، عنه ،ست (٧) .

والظاهر أنّه ابن عثمان الأحمسي.

وفيتعق : لاتّحاد الاسم واللقب ، وملاحظة الاسناد هنا وهناك(٨) ، وكونه له كتاب وذكرجش ابن عثمان فقط ، والإسناد الإسناد(٩) وما في أوّله من بعض التغيير غير مضرّ(١٠) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٥٣ / ١١٨.

(٢) الفهرست : ٥٧ / ٢٢٦.

(٣) الفهرست : ٥٧ / ٢٢٢.

(٤) إيضاح الاشتباه : ١٥٥ / ٢٠٠.

(٥) الوجيزة : ١٩٣ / ٥٤٢.

(٦) حاوي الأقوال : ٢٤٧ / ١٣٦٨.

(٧) الفهرست : ٥٦ / ٢١٦.

(٨) أي في الفهرست في ترجمة ابن عثمان : ٥٦ / ٢١٣.

(٩) أي أنّ اسناد النجاشي كإسناد الفهرست غير بعض التغيير في أوله ، رجال النجاشي : ٥٤ / ١٢٢.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٣.

١٧

أقول : جعل لهما في الحاوي ترجمة واحدة(١) .

والاسناد مرّ في ابن أبي حمزة(٢) .

وفيمشكا : الأحمسي ، عنه ابن أبي عمير(٣) .

٨٤٦ ـ الحسين بن أسد :

بالسين المهملة ، من أصحاب أبي جعفر الثاني الجوادعليه‌السلام ، ثقة ،صه (٤) .

وفيج : ثقة صحيح(٥) .

وفيدي : ابن أسد البصري(٦) .

وفيضا : الحسن بن أسد بصري(٧) ، كما تقدّم.

٨٤٧ ـ الحسين الأشعري القمّي :

أبو عبد الله ، ثقة ،صه (٨) .

والظاهر أنّه ابن أحمد بن إدريس المتقدّم ، أو ابن محمّد بن عمران الآتي.

وفيتعق : كونه ابن أحمد لا يخلو من بعد ، لأنّجش نصّ على توثيق ابن محمّد(٩) بخلاف ابن أحمد ، مع أنّ ابن أحمد لعلّه أشهر وأكثر ورودا في‌

__________________

(١) حاوي الأقوال : ٥٦ / ١٩٩.

(٢) الفهرست : ٥٥ / ٢٠٩.

(٣) هداية المحدّثين : ٤٢.

(٤) الخلاصة : ٤٩ / ٧.

(٥) رجال الشيخ : ٤٠٠ / ٤.

(٦) رجال الشيخ : ٤١٣ / ٧.

(٧) رجال الشيخ : ٣٧٥ / ٤٥.

(٨) الخلاصة : ٥٢ / ٢٤.

(٩) رجال النجاشي : ٦٦ / ١٥٦.

١٨

الأخبار من ابن محمّد ، فكيف يترك ذكر الأوّل ويذكر الثاني موثّقا! ويأتي عن المصنّف في ابن محمّد الموافقة لما ذكرنا(١) ، نعم مع قطع النظر عن القرائن وعن ذكرصه يحتملهما. والأوّل أقدم من الثاني بطبقة(٢) .

٨٤٨ ـ الحسين بن إشكيب :

شيخ لنا خراساني ، ثقة ، مقدّم ، ذكره أبو عمرو في كتابه الرجال في أصحاب أبي الحسن صاحب العسكرعليه‌السلام ، روى عنه العيّاشي وأكثر واعتمد حديثه ، ثقة ثقة ثبت.

قالكش : هو القمّي خادم القبر. وقال في رجال أبي محمّدعليه‌السلام : الحسين بن إشكيب المروزي المقيم بسمرقند وكش ، عالم متكلّم مؤلّف للكتب ،جش (٣) .

وفيصه : ابن إشكيب ـ بالشين المعجمة الساكنة والكاف المكسورة والمثنّاة من تحت والموحّدة ـ المروزي ، المقيم بسمرقند وكش ، من أصحاب أبي محمّد العسكريعليه‌السلام ، ثقة ثقة ثبت ، عالم متكلّم مصنّف للكتب(٤) ، له كتب ذكرناها في كتابنا الكبير.

قال الشيخ الطوسي : أنّه فاضل جليل القدر متكلّم فقيه مناظر ، صاحب تصانيف ، لطيف الكلام جيّد النظر ، ونحوه قالكش وجش لم يروي عن الأئمةعليهم‌السلام لكنّه من أصحاب العسكريعليه‌السلام .

__________________

(١) منهج المقال : ١١٦.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٣.

(٣) رجال النجاشي : ٤٤ / ٨٨.

(٤) في نسخة « م » : الكتب.

١٩

قالكش : هو القمّي خادم القبر(١) (٢) ، انتهى.

وفيدي : ابن إشكيب القمّي خادم القبر(٣) .

وفيكر : ابن إشكيب المروزي المقيم بسمرقند وكش ، عالم متكلّم مصنّف الكتب(٤) .

وفي لم ما نقله فيصه (٥) .

ولم أجده فيكش .

أقول : لم أجده في الاختيار أيضا ولا فيطس .

وفيضح : ابن إشكيب : بالهمزة المكسورة(٦) .

وفيمشكا : ابن إشكيب الثقة ، عنه العيّاشي(٧) .

٨٤٩ ـ الحسين بن بسطام :

وقال أبو عبد الله بن عيّاش : هو الحسين بن بسطام بن سابور الزيّات ، له ولأخيه أبي عتاب كتاب جمعاه في الطب ، كثير الفوائد والمنافع ، على طريقة الطب في الأطعمة ومنافعها والرقى والعوذ.

قال ابن عيّاش : أخبرناه الشريف أبو الحسين بن صالح بن الحسين‌

__________________

(١) احتمل الوحيد البهبهاني في التعليقة : ١١٣ كونه خادم قبر الرضاعليه‌السلام ؛ مضيفا : وقيل : خادم قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

واعترض عليه المامقاني في التنقيح : ١ / ٣٢٠ بأنّ مقتضى ذكر الشيخ له بأنّه قمّي خادم القبر ، كونه خادم قبر السيدة فاطمة المعصومة عليها‌السلام ، فلاحظ.

(٢) الخلاصة : ٤٩ / ٨ ، وفيها : إسكيب ، بالسين غير المعجمة.

(٣) رجال الشيخ : ٤١٣ / ١٨.

(٤) رجال الشيخ : ٤٢٩ / ١ ، وفيه : مصنّف للكتب.

(٥) رجال الشيخ : ٤٦٢ / ٧ ، وفيه بدل جليل القدر : جليل.

(٦) إيضاح الاشتباه : ١٤٩ / ١٨٤.

(٧) هداية المحدّثين : ٤٢.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

سلوك ذلك الطريق.

وتشير الآية التالية إلى الأمر الحتمي الذي به تطوى آخر صفحات مشوار الحياة الدنيا :( ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ) .

ومن المعلوم أنّ «الإماتة» من الله تعالى والدفن على ظاهره من عمل الإنسان ، ولمّا كانت عملية الدفن تحتاج إلى نسبة من الذكاء والعقل بالإضافة إلى توفر بعض المستلزمات الضرورية لذلك ، فقد نسب الدفن «فأقبره» إلى الله تعالى.

وقيل : نسب الله ذلك إليه ، باعتبار تهيئة الأرض قبرا للإنسان.

قيل : تمثل الآية حكما شرعيا ، وأمرا إلهيا في دفن الأموات.

وعلى أيّة حال ، فالدفن من عناية ولطف وتكريم الله للإنسان ، فلولا أمره سبحانه بالدفن لبقيت أجساد الإنسان الميتة على الأرض وتكون عرضة للتعفن والتفسخ وطعما للحيوانات الضارية والطيور الجارحة ، فيكون الإنسان والحال هذه في موضع الذّلة والمهانة ، ولكنّ لطف الباريعزوجل على الإنسان في حياته وبعد مماته أوسع ممّا يلتفت فيه الإنسان لنفسه أيضا.

وحكم دفن الأموات (بعد الغسل والتكفين والصلاة) ، يبيّن لنا إنّه ينبغي على الإنسان أن يكون طاهرا محترما في موته ، فكيف به يا ترى وهو حيّ؟!

وذكر الموت في الآية باعتباره نعمة ربّانية ، أضفى بها الباري على الإنسان

وبنظرة تأملية فاحصة سنجد حقيقة ذلك ، فالموت في حقيقة عبارة عن :

أوّلا : مقدمة للخلاص من أتعاب وصعاب هذا العالم ، والانتقال إلى عالم أوسع.

ثانيا : فسح المجال لتعاقب الأجيال على الحياة الدنيا لمتابعة مشوار التكامل البشري بصورة عامّة ، ولولا الموت لضاقت الأرض بأهلها ، ولما كان ممكنا أن تستمر عجلة الحياة على الأرض.

٤٢١

وأشارت الآيات (٢٦ ـ ٢٨) من سورة الرحمن إلى نعمة الموت ، بالقول :( كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) ؟!

فالموت على ضوء الآية المباركة من مفردات النعم الكبيرة للباري جلّ شأنه على البشرية.

نعم فالدنيا وجميع ما تحويه من نعم ربّانية لا تتعدى كونها سجن المؤمن ، والخروج منها إطلاق سراح من هذا السجن الكئيب.

وإذا كانت النعم سببا لوقوع الإنسان في غفلة عن الله ، فالموت خير رادع لا يقاظه وتحذيره من الوقوع في ذلك الشرك ، فهو والحال هذه نعمة جليلة الشأن.

أضف إلى ذلك كلّه ، إنّ الحياة لو دامت فسوف لا يجني الإنسان منها سوى الملل والتعب ، فهي ليست كالآخرة التي تحمل بين ثناياها النشاط والسعادة الأبدية.

وينتقل البيان القرآني إلى يوم القيامة :( ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ ) .

«أنشره» : من (النشر) ، بمعنى الانبساط بعد الجمع ، فالكلمة تشير بأسلوب بلاغي رائع إلى جمع كلّ حياة الإنسان عند الموت لتنشر في محيط أكبر وأعلى (يوم القيامة).

ومع أنّ الآية السابقة لم تشر إلى مشيئة الله في عمليتي الموت والإقبار( ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ) ، إلّا أنّ «النشر» قد اقترن بمشيئته سبحانه في الآية المبحوثة( ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ ) يمكن حمل ذلك على كون إشارة لعدم معرفة أيّ مخلوق بوقت حدوث يوم القيامة ، وأمّا الموت فهو معروف إجمالا ، حيث كلّ إنسان يموت بعد عمر طبيعي.

وتأتي الآية الأخيرة من الآيات المبحوثة لتبيّن لنا ما يؤول إليه الإنسان من ضياع في حال عدم اعتباره بكلّ ما أعطاه الله من المواهب ، فالرغم من حتمية

٤٢٢

تسلسل حياة الإنسان من نطفة حقيرة ، مرورا بما يطويه من صفحات الزمن العابرة ، حتى يموت ويقبر ، لكنّه( كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ ) (١) .

جاءت «لمّا» ، ـ التي عادة ما يستعمل للنفي المصاحب لما ينتظر ويتوقع ـ كإشارة إلى ما وضع تحت اختيار وعين الإنسان من نعم إلهية وهداية ربّانية وأسباب التذكير ، لأجل أن يرجع الإنسان إلى ما فطر عليه ويؤدي ما عليه من مسئولية وتكاليف ، ولكنّه مع كلّ ذلك فلا زال غير مؤد لما عليه!

وثمّة احتمالات فيمن عنتهم الآية :

الأوّل : إنّهم السائرون في طريق الكفر والنفاق ، إنكار الحق ، الظلم والعصيان ، بقرينة الآية (٣٤) من سورة إبراهيم :( إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ) .

الثّاني : إنّهم جميع البشر لأنّ المؤمن والكافر يلتقون معا في عدم بلوغهما لدرجة العبودية الحقة والطاعة الكاملة التي تليق بجلالة وعظمة ولطف الباري جلّ شأنه.

* * *

__________________

(١) قيل : أتت «كلّا» هنا بمعنى (حقّا) إلّا أنّ سياق الآية وظاهر الكلمة لا يؤيدان ذلك ولعل المعنى المشهور (الردع) هو المطلوب ، لوجود الكثير ممن يعتقد مغرورا ومدعيّا بأنّه قد أدّى وظائفه الشرعية على أتمّ أداء ، فتأتي الآية لتقول رادعة بأنّه لم يؤد وظائفه بعد.

٤٢٣

الآيات

( فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ (٢٤) أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا (٢٥) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا (٢٧) وَعِنَباً وَقَضْباً (٢٨) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (٢٩) وَحَدائِقَ غُلْباً (٣٠) وَفاكِهَةً وَأَبًّا (٣١) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (٣٢) )

التّفسير

فلينظر الإنسان إلى طعامه :

تحدثت الآيات السابقة حول مسألة المعاد ، والآيات القادمة تتناول نفس الموضوع بشكل أوضح ، ويبدو أنّ الآيات المبحوثة ـ وانسياقا مع ما قبلها وما بعدها ـ تتطرق لذات لبحث تبيّن مفردات قدرة الباري جلّ شأنه على كلّ شيء كدليل على إمكان تحقق المعاد ، فما يقرّب إمكانية القيامة إلى الأذهان هو إحياء الأراضي الميتة بإنزال المطر عليها ، العملية تمثل إحياء بعد موت مختصة في عالم النبات.

ثمّ إنّ البيان القرآني في الآيات أعلاه قد طرح بعض مفردات الأغذية التي جعلها الله تحت تصرف الإنسان والحيوان ، لتثير عند الإنسان الإحساس

٤٢٤

بضرورة شكر المنعم الواهب ، وهذا الإحساس بدوره سيدفع الإنسان ليتقرب في معرفة بارئه ومصوّره.

وشرعت الآيات بقولها :( فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ ) (١) كيف خلقه الله تعالى؟!

الغذاء من أقرب الأشياء الخارجية من الإنسان وأحد العوامل الرئيسية في بناء بدنه ، ولولاه لتقطّعت أنفاس الإنسان وأسدلت ستارة نصيبه من الحياة ، ولذلك جاء التأكيد القرآني على الغذاء وبالذات النباتي منه من دون بقية العوامل المسخرة لخدمة هذا المخلوق الصغير في حجمه.

ومن الجلي أنّ «النظر» المأمور به في الآية جاء بصيغة المجاز ، وأريد به التأمل والتفكير في بناء هذه المواد الغذائية ، وما تحويه من تركيبات حياتية ، وما لها من تأثيرات مهمّة وفاعلة في وجود الإنسان ، وصولا إلى حال التأمل في أمر خالقها جلّ وعلا.

أمّا ما احتمله البعض ، من كون «النظر» في الآية هو النظر الظاهري (أي المعنى الحقيقي للكلمة) ، وعلى أساس طبي ، حيث أنّ النظر إلى الغذاء يثير إلى الغدد الموجودة في الفم لإفراز موادها كي تساعد عملية هضمه في المعدة ، فيبدو هذا الاحتمال بعيدا جدّا ، لأنّ سياق الآية وبربطها بما قبلها وما بعدها من الآيات لا ينسجم مع هذا الاحتمال.

وبطبيعة الحال إنّ الذين يميلون إلى هذا الاحتمال هم علماء التغذية الذين ينظرون إلى القرآن الكريم من زاوية تخصصهم لا غير.

وقيل أيضا : نظر الإنسان إلى غذاءه في حال جلوسه حول مائدة الطعام ، النظر إلى كيفية حصوله فهل كان من حلال أم من حرام؟ هل هو مشروع أم غير

__________________

(١) يمكن اعتبار جملة «فلينظر» : جزاء شرط مقدّر ، والتقدير : (إن كان الإنسان في شك من ربّه ومن البعث فلينظر إلى طعامه).

٤٢٥

مشروع؟ أي ينظر إلى طعامه من جانبيه الأخلاقي والتشريعي.

وقد ذكر في بعض روايات أهل البيتعليهم‌السلام ، إنّ المراد بـ «الطعام» في الآية هو (العلم) لأنّه غذاء الروح الإنسانية.

ومن هذه الروايات ما روي عن الإمام الباقرعليه‌السلام في تفسير الآية ، إنّه قال : «علمه الذي يأخذه عمن يأخذه»(١) .

وقد روي عن الإمام الصادقعليه‌السلام ما يشابه معنى الرواية أعلاه(٢) .

وإذا كان المستفاد من ظاهر الآية هو الطعام الذي يدخل في عملية بناء الجسم ، فلا يمنع من تعميمه ليشمل الغذاء الروحي أيضا ، لأنّ الإنسان في تركيبته مكوّن من جسم وروح ، فكما أنّ الجسم يحتاج إلى الغذاء المادي فكذا الروح بحاجة إلى الغذاء المعنوي.

وفي الوقت الذي ينبغي على الإنسان أن يكون فيه دقيقا متابعا لأمر غذائه وباحثا عن منبعه : وهو المطر المحيي الأرض بعد موتها (كما سيأتي في الآيات التالية) ، فعليه أيضا أن يهتم في أمر غذاءه الروحي وباحثا في منشئه ، وهو غيث الوحي الإلهي النازل على قلب الحبيب المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والذي خزن في صدور المعصومينعليه‌السلام من بعده ، حيث ينبع من صفحات قلوبهم الطاهرة ليسقي الموات عسى أن تثمر ألوان الثمار الإيمانية اللذيذة من فضائل أخلاقية وعقائدية.

نعم ينبغي على الإنسان أن يكون دقيقا في متابعة مصدر ومنبع علمه ليطمئن لغذائه الروحي ، وليأمن بالنتيجة من مدلهمات الخطوب التي تؤدي لمرض الروح أو هلاكها.

وبواسطة الدلالة الالتزامية ، يستفاد من الآية المباركة ضرورة النظر في حليّة وحرمة الغذاء ، وذلك عن طريق قياس الأولوية.

__________________

(١) تفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ٤٢٩.

(٢) المصدر السابق.

٤٢٦

وثمّة من يقول : إنّ المعنى كلّ من «الطعام» و «النظر» من الوسع بحيث يشمل كلّ ما ذكره أعلاه ، ولكن من المخاطب في الآية؟

الجميع مخاطبون ، سواء كانوا مؤمنين أو كافرين ، فعلى كلّ إنسان أن ينظر إلى طعامه ويتفكر فيما أودع فيه من أسرار وعجائب كما وكيفية ، وعسى الضال ـ والحال هذه ـ أن يجد ضالته فيترك طريق الضلال ويسلك طريق الحقّ ، ولكي يزداد المؤمنون إيمانا.

فالأغذية بما تحمل وتقدم تعتبر عالما مضيئا وآيات باهرة تنير درب الباحثين عن الحق في لجج الضياع والجهالة ، وتوصل الباحثين عن الأمان إلى شاطئ النجاة.

ثمّ يدخل القرآن في شرح تفصيلي لماهية الغذاء ومصدر تشكيله ، فيقول( أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ) .

«الصب» : إراقة الماء من أعلى ، وجاء هنا بمعنى هطول المطر.

و «صبأ» : تأكيد ، وللإشارة إلى غزارة الماء.

نعم فالماء مصدر رئيسي للحياة ، وهو على الدوام ينزل من السماء وبغزارة ليجسد لطف الله تعالى على خلقه.

كيف لا ، وكلّ العيون والآبار والقنوات والأنهار قد استمدت أساس وجودها من الأمطار.

وعليه فلا بدّ للإنسان حين ينظر إلى طعامه أن يربط ذلك بنظام المطر ، ويدقق النظر في عملية تكوين الغيوم وكيفية حدوث الأمطار.

فالماء المتبخر من سطح البحار ، يتجمع في الفضاء على شكل غيوم ، وتتحرك تلك الغيوم بفعل الرياح إلى طبقات الجو الباردة ، فتبدأ بعملية التكاثف حتى تصل لدرجة الهطول ، فترى ذلك البخار ، وقد تحول إلى قطرات ماء زلال خال من أيّ أملاح مضرة وقد تطهر عن كلّ قذارة ، وليستقر في آخر مطافه على

٤٢٧

الأرض ليعطيها القوّة والحركة والحياة.

وبعد ذكر نعمة الماء وما له من أثر حيوي ومهم في نمو النباتات ، ينتقل البيان القرآني إلى الأرض ، فيقول :( ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا ) .

يذهب أكثر المفسّرين إلى أنّ الآية تشير إلى عملية شقّ الأرض بواسطة النباتات التي تبدأ بالظهور على سطح الأرض بعد عملية بذر الحبوب ، والعلمية بحدّ ذاتها مدعاة للتأمل ، إذ كيف يمكن لهذا العشب الصغير الناعم أن يفتت سطح التربة مع مالها من صلابة وخشونة! بل ونرى في المناطق الجبلية أنّ سويقات نباتاتها وقد ظهرت من بين حافات صخورها الصلدة! فأيّة قدرة هائلة قد أودعت فيها ، سبحانك يا ربّ وأنت الخلاق العليم.

وقيل : تشير الآية إلى شقّ الأرض بالآيات الزرّاعة من قبل الإنسان ، أو تشير إلى ما تقوم به الديدان من حرث الأرض وتشقيقها من خلال ممارساتها لنشاطاتها الحياتية المختصة بها.

صحيح أنّ الإنسان هو الذي يقوم بعملية الحرث ، ولكنّ جميع أسبابه ووسائله من اللهعزوجل ، لذا فقد نسبت عملية شقّ الأرض إلى الباري جلّ اسمه.

وثمّة تفسير ثالث يقول : إنّ شقّ الأرض في الآية إشارة إلى تفتت الصخور التي كانت على سطح الأرض.

ولهذا التفسير مرجحات عديدة

وتوضيح ذلك : كان سطح الكرة الأرضية مغطى بطبقة عظيمة من الصخور ، وقد تشققت تلك الطبقة الصخرية بفعل غزارة هطول الأمطار المتتالية عليها ، ممّا جعلتها علس شكل ذرات منتشرة على معظم سطح الأرض ، فتحولت إلى تربة صالحة للزراعة.

وحتى يومنا المعاش نلاحظ قسما كبيرا من الأتربة التي تحملها مياه

٤٢٨

الأنهار أو المصحوبة مع السيول ، نلاحظها وقد كونت طبقات من التربة الصالحة للزراعة بعد أن تستقر على الأرض يتبخر الماء عنها أو تمتصه الأرض.

فالآية تمثل إحدى مفردات الإعجاز العلمي للقرآن ، لأنّها تناولت موضوع الأمطار وتشقق الأرض وتهيئها للزراعة ، بشكل علمي دقيق ، والآية لم تتحدث عن شيء قد حدث ، بل حدث ولا زال ، يبدو أنّ هذا التفسير ينسجم مع ما تطرحه الآية التالية بخصوص عملية الإنبات مع ذلك ، فلا ضير من قبول التفاسير الثلاثة للآية ومن جهات مختلفة.

وبعد ذكر ركنين أساسيين في عملية الإنبات ـ أي الماء والتراب ـ ينتقل القرآن بالإشارة إلى ثمانية مصادر لغذاء الإنسان أو الحيوان :( فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا ) .

تعتبر الحبوب من الأغذية الرئيسية للإنسان والحيوان معا ، وتتوضح أهميتها فيما لو عمّ الجفاف ـ على سبيل المثال ـ فمدّة عام واحد ، حيث يعمّ القحط وتنتشر المجاعة في كلّ مكان.

«حبّا» : جاءت في الآية نكرة ، لتعظيم شأنها ، أو لتشير إلى تنوع أصناف الحبوب ، وذهب البعض إلى أنّ الحنطة الشعير هما المرادان دون بقية الحبوب ، ولكن ليس هناك من دليل على هذا التخصيص ، وإطلاق الكلمة يدل على شمول كلّ المحبوب.

ثمّ يضيف :( وَعِنَباً وَقَضْباً ) .

وقد اختارت الآية العنب دون البقية لما أودع فيه من مواد غذائية غنية بالمقويات ، حتى قيل عنه بأنّه غذاء كامل.

ومع أنّ «العنب» يطلق على الشجرة والثمرة ، وبالرغم من ورود كلا الاستعمالين في الآيات القرآنية ، لكنّ المناسب هنا الثمرة دون الشجرة.

«قضبا» : هو الخضروات التي تحصد بين فترة اخرى ، وما أريد منها بالذات ، تلك الخضراوات التي تؤكل من غير طبخ (تؤكل طرية) ، وقد جاء ذكرها بعد

٤٢٩

العنب لأهميتها الغذائية ، وقد أكّد هذا المعنى علم التغذية الحديث.

وتستعمل كلمة (القضيب) بمعنى القطف والقطع أيضا ، و (القضيب) : غصن الشجرة ، و (سيف قاضب) بمعنى : قاطع.

وروي عن ابن عباس قوله : إن «القضيب» في هذه الآية هو (الرطب) ، ولكنّ هذا المعنى بعيد جدّا للإشارة إلى الرطب في الآية التالية.

وقيل أيضا : «القضب» الوارد في الآية ، بمعنى ثمار النباتات الزاحفة (كالخيار والبطيخ وما شابهه) ، أو النباتات الأرضية (كالبصل والجزر إلخ).

ولا يبعد من إرادة كلّ الخضروات التي تؤكل طريقة والنباتات الزاحفة وكذا الأرضية في معنى «القضب» المشار إليه في الآية.

ثمّ يضيف( وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً ) ومن الواضح أنّ ذكر هاتين الفاكهتين لما لهما من الأهمية الغذائية للإنسان ، حيث يعتبر الزيتون والثمر من أهم الأغذية المقوية والصحية والمفيدة للإنسان.

وتأتي المرحلة التالية :( وَحَدائِقَ غُلْباً ) .

«الحدائق» : جمع (حديقة) ، وهي الأرض المزروعة والمحاطة بسور يحفظها ، وهي الأصل بمعنى : قطعة الأرض التي تحتوي على الماء ، وسميّت حديقة تشبيها بحدقة العين من حيث الهيئة وحصول الماء فيها.

ويحتمل إشارة الآية إلى أنواع الفواكه ، باعتبار أنّ الحدائق غالبا ما تزرع بأشجار الفاكهة.

«غلب» : على وزن (قفل) ، جمع (أغلب) و (غلباء) ، بمعنى غليظ الرقبة ، فلآية إذن ترمز إلى الأشجار الشاهقة المتينة.

ثمّ يضيف :( وَفاكِهَةً وَأَبًّا ) .

«الأبّ» : (بتشديد الباء) : هو المرعى المهيأ للرعي والحصد ، وهو في الأصل بمعنى «التهيؤ» ، اطلق على المرعى لما فيه من أعشاب يكون بها مهيئا لاستفادة

٤٣٠

الحيوانات منه.

وذكر جمع من المفسّرين ـ من كلا الفريقين ـ في ذيل الآية : إنّ عمر بن الخطاب قرأ يوما على المنبر :( فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً ) إلى قوله تعالى :( وَأَبًّا ) قال : كلّ هذا قد عرفناه ، فما الأبّ! ثمّ رمى عصا كانت في يده ، فقال : هذا لعمر الله هو التكلف ، فما عليك أن لا تدري ما الأبّ!! اتّبعوا ما تبيّن لكم هداه من الكتاب فاعملوا به ، وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربّه!(١) .

وأغرب من ذلك ، ما ورد في (الدر المنثور) عن أبي بكر حينما سئل عن ذلك ، أنّه قال : (أيّ سماء تظلني وأيّ أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم)!

وقد اتّخذ كثير من علماء السنّة من الحديثين المذكورين على أنّه : لا ينبغي لأحد التكلم فيما لا يعلم ، وعلى الأخص في كتاب الله.

ولكن ، يبقى في الذهن إشكال إذ كيف يكون لخليفة المسلمين أن لا يفقه كلمة وردت في القرآن الكريم ، مع كونها ليست من معضلات اللغة؟!! وهذا ما يوصلنا إلى ضرورة وجود قائد الإلهي في كلّ عصر ، وأن يكون عارفا بجميع المسائل الشرعية ، ومنزّها عن الخطأ (معصوما).

ولذلك ، روي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، إنّه حينما سمع بما قاله الخليفة قال : «سبحان الله أما علم أنّ الأبّ هو الكلأ والمرعى ، وأنّ قوله تعالى :( وَفاكِهَةً وَأَبًّا ) اعتداد من الله بإنعامه على خلقه ، فيما غذّاهم به ، وخلقه لهم ولأنعامهم ، ممّا تحيى به أنفسهم وتقوم به أجسادهم»(٢) .

ويواجهنا سؤال : إذا كانت الآيات السابقة ذكرت بعض أنواع الفاكهة ، والآية المبحوثة تناولت الفاكهة بشكل عام ، هذا بالإضافة إلى ذكر لـ «حدائق» في الآية

__________________

(١) تفسير الآية المذكورة في : تفسير روح المعاني ، تفسير القرطبي ، تفسير في ظلال القرآن ، الدر المنثور ، وتفسير الميزان.

(٢) إرشاد المفيد ، ص ١٠٧ ، وعنه تفسير الميزان ، ج ٢٠ ، ص ٣١٩.

٤٣١

السابقة والتي قيل أنّ ظاهرها يشير إلى الفاكهة فلم هذا التكرار؟

الجواب : إنّ تخصيص ذكر العنب والزيتون والتمر (بقرينة ذكر النخل) ، إنّما جاء ذكرها لأهميتها المميزة على بقية الفاكهة(١) .

أمّا لماذا ذكرت بشكل منفصل عن الفاكهة؟ فيمكن حمله على ما للحدائق من منافع خاصّة بها ، ولا تشترك الفاكهة فيها ، كجمالية منظرها وعذوبة نسيمها وما شابه ذلك ، بالإضافة إلى استعمال أوراق الأشجار وجذورها وقشور جذوعها كمواد غذائية (كالشاي والزنجبيل وأمثالها) ، أمّا بالنسبة للحيوانات ، فأوراق الأشجار المختلفة من أفضل أغذيتها عموما فالآيات إذن كانت في صدد الحديث عن غذاء الإنسان والحيوان.

ولذلك جاءت الآية التالية لتوضيح هذا المعنى :( مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ ) .

«والمتاع» : هو كلّ ما يستفيد منه الإنسان ويتمتع به.

* * *

بحث

الغذاء النافع :

ذكرت الآيات المبحوثة ثمانية أنواع من المواد الغذائية النباتية لسد احتياجات الإنسان والحيوانات ، وهذا التأكيد على الأغذية النباتية يعطي ما للنباتات والحبوب والفاكهة من أهمية غذائية تفوق في دورها على الأغذية الحيوانية التي تأتي في نظر القرآن في المرتبة الثّانية من حيث الأهمية.

وقد اهتم علماء التغذية حديثا بما ورد في القرآن الكريم فيما يخصّ مجال عملهم ، ويكشف هذا الاهتمام بدوره عن عظمة القرآن وقوّة ما فيه

__________________

(١) بحثنا مفصّلا موضوع الأهمية الغذائية للزيتون والعنب والتمر في هذا التفسير ضمن تفسير الآية (١١) من سورة النحل ـ فراجع.

٤٣٢

وعلى أيّة حال ، فالتأمل في هذه الأمور يزيد الإنسان معرفة بعظمة ولطف الخالق جلّ شأنه ، ويوسّع اطلاعه في تحسس نعم الباري جلّ اسمه على الخلائق أجمعين.

نعم فالاهتمام في مسألة غذاء الإنسان (الجسمي والروحي) من حيث النوعية وطريقة كسبه ، يدفع الإنسان للتقرب أكثر من جادة معرفة الله وسلوك طريق رضوانه سبحانه ، كما ويدفع إلى تهذيب وتزكية النفس من أدران الشرك وقذارة الذنوب.

نعم( فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ ) ، تمثل الآية المباركة : أقصر تعبير لمعنى واسع ومتشعب.

* * *

٤٣٣

الآيات

( فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ (٣٣) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (٣٨) ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (٣٩) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ (٤٠) تَرْهَقُها قَتَرَةٌ (٤١) أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (٤٢) )

التّفسير

صيحة البعث

وينتقل الحديث في هذه الآيات إلى يوم القيامة وتصوير حوادثه ، وما سيؤول فيه من أحوال المؤمنين الكافرين ، كلّ بما كسبت يداه وقدّم.

فمتاع الحياة الدنيا وإنّ طال فهو قليل جدّا في حساب حقيقة الزمن ، وأنّ خالق كلّ شيء لعظيم في خلقه وشأنه ، وأنّ المعاد حق ولا بدّ من حتمية وقوعه.

ويقول القرآن الكريم :( فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ ) (١)

__________________

(١) ثمّة احتمالات كثيرة في تعيين جزاء الشرط لهذه الجملة الشرطية الأوّل : إنّه محذوف بدلالة الآيات التالية ، التقدير : (فإذا

٤٣٤

«الصّاخة» : من (صخّ) ، وهو الصوت الشديد الذي يكاد أن يأخذ بسمع الإنسان ، ويشير في الآية إلى نفخة الصور الثّانية ، وهي الصيحة الرهيبة التي تعيد الحياة إلى الموجودات بعد موتها جميعا ليبدأ منها يوم الحشر.

نعم ، فالصيحة من الشدّة بحيث تذهله عن كلّ ما كان مرتبطا به ، سوى نفسه وأعماله.

ولذا ، تأتي الآية التالية ، ولتقول مباشرة :( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ) .

ذلك الأخ الذي ما كان يفارقه وقد ارتبط به بوشائج الاخوة الحقة!

وكذلك :( أُمِّهِ وَأَبِيهِ ) .

حتى :( وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ) .

فوحشة ورهبة يوم القيامة لا تنسي الأخ والام والأب والزوجة والأولاد فحسب ، بل وتتعدى إلى الفرار منهم ، وعند ما ستتقطع كلّ روابط وعلاقات الإنسان الفرد مع الآخرين فحينها سوف لا يهتم إلّا نفسه وما قدّم ، وسينسى :

امّه التي كانت تحبّه وتفديه

وأبو الذي ربّاه واحترمه

وزوجته التي لا تعرف غيره

وأولاده ثمرة كبده وقرة عينه

وقيل : إنّما يكون الفرار للتهرب من الحقوق التي لهم عليه ، وهو عاجز عن أدائها.

وقيل أيضا : إنّما يفر المؤمنون خاصّة من أقربائهم من غير المؤمنين وغير المتقين ، خوفا من الإصابة بما سيصيب أولئك من عقاب.

__________________

جاءت الصاخة فما أعظم أسف لكافرين) ـ تفسير المراعي. والثاني : وفي (مجمع البيان) قيل : إنّه( لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) . والثالث : أمّا في (روح المعاني) ، فقد احتمل : إنّه مستفاد من جملة( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ ) ، والتقدير : (فإذا جاءت الصاخة يفر المرء من أخيه).

٤٣٥

ويبدو أنّ التفسير الأوّل أنسب ولا مانع من الجمع بينهما.

ولكن ما سرّ تسلسل ذكر الأخ ، ثمّ الامّ ، فالأب من بعدها ، ومن ثمّ الزوجة والأولاد؟

يعتقد بعض بأنّ التسلسل قد لوحظ فيه شدّة العلاقة ما بين الفار ومن يرتبط بهم ، وقد تسلسل الذكر من الأدنى حتى الأعلى ، ليعطي لهذا التصوير بعدا بلاغيا ، فهو من أخيه ، ثمّ من أمّه وأبيه ، ثمّ من زوجته وبنيه.

ولكن : يصعب الخروج بقاعدة كلية تختص في ترتيب العلائق بين الناس ، فالناس ليسوا سواسية في هذا الجانب ، فقد نجد من يكون مرتبطا بأخيه أكثر من أيّ إنسان الآخر ، ونجد ممن لا يقرّب على علاقته بامّه شيء ، وثمّة من تكون زوجته رمز حياته ، أو من يفضل ابنه حتى على نفسه إلخ.

وثمّة عوامل اخرى تدخل في التأثير على علاقة الإنسان بأخيه وأبيه وزوجته وبنيه ، وعلى ضوئها لا يمكننا ترجيح أفضلية أيّ منهم على الآخر من جميع الجهات ، وعليه فلا يمكن القطع بأنّ التسلسل الوارد في الآية قد جاء على أثر أهمية وشدة العلاقة.

ولكن لم الفرار؟( ... لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) .

«يغنيه» : كناية لطيفة عن شدّة انشغال الإنسان بنفسه في ذلك اليوم ، ولما سيرى من حوادث مذهلة ، تأخذه كاملا ، فكرا وقلبا.

وقد سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الحميم ، وهل يذكره الرجل يوم القيامة؟ فقال : «ثلاثة مواطن لا يذكر (فيها) أحد أحدا : عند الميزان ، حتى ينظر أيثقل ميزانه أم يخف؟ وعند الصراط ، حتى ينظر أيجوزه أم لا؟ وعند الصحف ، حتى ينظر بيمينه يأخذ الصحف أم بشمال؟ فهذه ثالثة مواطن لا يذكر فيها أحد حميمه ولا حبيبه ولا قريبه ولا صديقه ، ولا بنيه ولا والديه ، ذلك قوله تعالى :( لِكُلِّ امْرِئٍ

٤٣٦

مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) (١) .

وينقل البيان القرآني ليصور لنا حال العباد بقسميهم في ذلك اليوم ، فتقول :( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ) أي مشرقة وصبيحة.

( ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ) .

( وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ ) .

( تَرْهَقُها قَتَرَةٌ ) أي تغطيها ظلمات ودخان.

( أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ) .

«مسفرة» : من (الأسفار) ، بمعنى الظهور بياض الصبح بعد ظلام الليل.

«غبرة» : على وزن (غلبة) ، من (الغبار).

«قترة» : من (القتار) ، وهو شبه دخان يغشي من الكذب ، وقد فسّره بعض أهل اللغة بـ (الغبار) أيضا ، ولكن ذكرهما في آيتين «الغبرة والقترة» متتاليتين منفصلتين يشير إلى اختلافهما في المعنى.

«الكفرة» : جمع (كافر) ، والوصف يشير إلى فاسدي العقيدة.

«الفجر» : جمع (فاجر) ، والوصف يشير إلى فاسدي العمل.

ونستخلص من كلّ ما تقدّم ، إنّ آثار فساد العقيدة لدى الإنسان وأعماله السيئة ستظهر على وجهه يوم القيامة.

وقد اختير الوجه ، لأنّه أكثر أجزاء الإنسان تعبيرا عمّا يخالجه من حالات الغبطة والسرور أو الحزن والكآبة ، فبإمكانك وبكلّ وضوح أن تعرف أنّ فلانا مسرورا أم حزينا من خلال رؤيتك لما انطبع على وجهه ، وحالات : السرور ، والحزن ، والخوف ، والغضب ، والخجل وما شابه ، لها بصمات خاصّة على ملامح وتقاسيم الوجه.

__________________

(١) تفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ٤٢٩.

٤٣٧

وعلى أيّة حال فالوجوه الضاحكة المستبشرة ، تحكي عن : الإيمان وطهارة القلب وصلاح الأعمال.

وبعكس الوجوه المقابلة والدالة على : ظلام الكفر ، قبح الأعمال ، وكأنّ وجوههم قد غطاها الغبار ، تراها مسودة ، وتحيط بها هالة من الدخان

وترى معاني الغم والألم والأسف قد تجسدت على الوجوه ، كما تشير إلى ذلك الآية (٤١) من وسورة الرحمن :( يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ ) فيكفي لمعرفة حال الإنسان في يوم القيامة من خلال النظر إلى وجهه.

* * *

بحث

أسس البناء الذاتي :

لقد حملت السورة المباركة بين طياتها برنامجا تربويا جامعا لنباء النفس وتزكيتها :

١ ـ فقد أمرت بكسر حاجز الغرور والتكبر ، والتحلي بالتأمل في بدء خلق الإنسان ، فهذا الذي ابتدأ وجوده من نطفة قذرة ، لا ينبغي عليه أن يتطاول ويرى نفسه أكبر من حجمها الطبيعي.

٢ ـ التمسك بطرق الهداية الرّبانية (هداية الوحي ، تعاليم الأنبياء وبرامج الأولياء الصالحين ، وكذا الهداية الحاصلة عن العقل بدراسة قوانين وأنظمة عالم التكوين) ، فهو أفضل زاد في مشوار طريق البناء.

٣ ـ وتأمر بالإنسان للتفكر في طعامه ـ من أين جاء كيف صار ، وما سرّ اختلاف ألوانه وأنواعه ـ ليصل إلى عظمة الخلاق ومدى لطفه ورحمته على عباده ، ولا بدّ للإنسان من السعي في كسب لقمة الحلال والتي تعتبر من أهم أركان التربية السليمة ، وذلك لما لها من آثار نفسية وشرعية.

٤٣٨

٤ ـ وإذا ما أعطت السورة كلّ هذه الأهمية لغذاء البدن ، فهي تدفع الإنسان للتحري عن سلامة غذاءه الروحي ، لأنّ فعل التعليمات المنحرفة والتوجيهات الفاسدة الباطلة كفعل الغذاء المسموم ، فهي تنخر في البناء الروحي وتعرض حياة الإنسان للخطر.

وممّا يحزّ في نفوس المؤمنين أن يروا قسما من الناس وقد تكالبوا على غذاء البدن بكلّ دقة واعتناء ، وأهملوا الغذاء الروحي فترى (مثلا) من يقرأ أيّ كتاب وإن كان فاسد ومفسّد ، ويستمع لأيّ حديث وإن كان ضالا مضلا ، دون أن يضع لتوجيهاته أيّ ضابط بقيد أو شرط!

وقد جسّد أمير المؤمنينعليه‌السلام هذا المعنى بقوله : «ما لي أرى الناس إذا قرب إليهم الطعام ليلا تكلفوا إنارة المصابيح ، ليبصروا ما يدخلون بطونهم ، ولا يهتمون بغذاء النفس ، بأن ينيروا مصابيح ألبابهم بالعلم ، ليسلموا من لواحق الجهالة والذنوب ، في اعتقاداتهم وأعمالهم»(١) .

وروي شبيه هذا القول عن الإمام الحسن المجتبىعليه‌السلام : «عجبت لمن يتفكر في مأكوله ، كيف لا يتفكر في معقوله ، فيجنب بطنه ما يؤذيه ، ويودع صدره ما يرديه»(٢) .

٥ ـ ثمّ تذكّر السورة بصيحة البعث الرهيبة التي تضع الإنسان وجها لوجه أمام ما قدّمت يداه من أعمال في الحياة الدنيا

فعلى الإنسان أن يتفكر في أمر آخرته ، وعليه أن يعمل ليكون ضاحك الوجه مستبشرا في ذلك اليوم المحتوم ، وأن يجهد بكلّ ما أمكنه للتخلص ممّا يؤدي به لأن يكون عبوسا حزينا.

اللهمّ ، وفقنا لتربية وتزكية وأنفسنا

__________________

(١) سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٨٤.

(٢) المصدر السابق.

٤٣٩

اللهم ، لا تحرمنا من نعمة التوجه الصحيح الشاخص لساحة رضوانك

اللهم ، أيقظنا من غفلتنا واجعل عاقبتنا على خير

آمين ربّ العالمين

نهاية سورة عبس

* * *

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470