منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

منتهى المقال في أحوال الرّجال16%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-91-4
الصفحات: 470

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 470 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 258863 / تحميل: 5284
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩١-٤
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

وفي الكافي والتهذيب : إبراهيم بن هاشم عن حمّاد بن عثمان(١) . وهو أيضا سهو ، لذكر أصحاب الرجال عدم تلاقيهما.

وفي التهذيب : علي بن إبراهيم عن حريز(٢) ، وهو غلط واضح.

وفي الكافي : في صوم الصبيان والحجّ : علي بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد عن الحلبي(٣) . وهو غلط واضح أيضا ، لأنّ عن الحلبي حمّاد بن عثمان ، والحلبي هنا عبيد الله بن علي ، وصوابه : عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حمّاد ، كما هو الشائع.

وفي الكافي : علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حمّاد بن عيسى(٤) . وهو سهو ، لأنّ إبراهيم يروي عن(٥) حمّاد ذا بلا واسطة ، ف : عن ، تقع بدل الواو ، وعكسه كثير ككتابي الشيخرحمه‌الله (٦) .

وفي الاستبصار في الحجّ : عن الحسين بن سعيد عن حمّاد عن(٧) الحلبي عن الصادقعليه‌السلام (٨) . خلاف(٩) الظاهر ، إذ حمّاد إن كان ابن عثمان فالحسين لا يروي عنه بلا واسطة قطعا ، أو ابن عيسى فهو لا يروي عن عبيد الله الحلبي ، وإطلاق الحلبي عليه متبادر وإلى محمّد بقلّة ، والحال‌

__________________

(١) الكافي ٣ : ١٤٤ / ٥ ، التهذيب ٥ : ٩٣ / ٣٠٦.

(٢) التهذيب ٣ : ٢١ / ٧٧.

(٣) الكافي ٤ : ١٢٤ / ١ ، ٥٥٨ / ٤.

(٤) الكافي ٤ : ١١٩ / ١.

(٥) في نسخة « ش » : عنه.

(٦) في المصدر : ف : عن ، وقعت موضع الواو ، وابدال الواو ب : عن ، وعكسه وقع كثيرا في الأسانيد خصوصا في كتابي الشيخرحمه‌الله .

(٧) في النسخ الخطّيّة : وعن.

(٨) الإستبصار ٢ : ١٩٣ / ٥٣٤.

(٩) في المصدر : وهو خلاف.

١٢١

في رواية ابن عيسى عنه كما في عبيد الله(١) .

٩٩٧ ـ حمّاد بن واقد :

اللحّام ، الكوفي ،ق (٢) .

وفيتعق : يروي عنه جعفر بن بشير(٣) .

وفي الكافي في باب التقيّة عنه قال : استقبلت الصادقعليه‌السلام في طريق فأعرضت عنه بوجهي ، فمضيت فدخلت عليه بعد ذلك فقلت : جعلت فداك إنّي لألقاك فأصرف وجهي كراهة أن أشقّ عليك ، فقال لي : رحمك الله(٤) (٥) .

٩٩٨ ـ حمّاد بن يزيد :

عامّي ،ق (٦) .

وزادصه : من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

٩٩٩ ـ حمدان بن أحمد الكوفي :

هو النهدي ،تعق (٨) .

١٠٠٠ ـ حمدان بن إسحاق الخراساني :

له كتاب علل الوضوء وكتاب النوادر ،جش (٩) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٤٩.

(٢) رجال الشيخ : ١٧٣ / ١٤٤ ، ولم يرد فيه الكوفي.

(٣) أمالي الصدوق : ٢٣١ / ١٣.

(٤) الكافي ٢ : ١٧٣ / ٩.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٥.

(٦) رجال الشيخ : ١٨٤ / ٣١٥.

(٧) الخلاصة : ٢١٩ / ٧.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٥. والنهدي هو محمّد بن أحمد بن خاقان الآتي كما سينبّه عليه في ترجمة حمدان النهدي.

(٩) رجال النجاشي : ١٣٩ / ٣٥٨.

١٢٢

أقول : ذكرنا في أوّل الكتاب(١) أنّ مثله إمامي عندجش ، فظهر(٢) أنّه إمامي مصنّف.

١٠٠١ ـ حمدان بن سليمان :

ابن عميرة نيسابوري المعروف بالتاجر ،دي (٣) .

وفي لم : ابن سليمان النيسابوري روى عنه محمّد بن يحيى العطّار(٤) .

وفيصه (٥) : ابن سليمان أبو سعيد النيسابوري ثقة من وجوه أصحابنا(٦) .

وزادجش : ذكر ذلك أبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد ؛ عنه عليّ بن محمّد بن سعد القزويني ومحمّد بن يحيى(٧) .

أقول : فيمشكا : ابن سليمان بن عميرة الثقة ، عنه محمّد بن يحيى العطّار ، وعلي بن محمّد بن سعد القزويني ، وعلي بن محمّد بن قتيبة كما في مشيخة الفقيه(٨) (٩) .

__________________

(١) في المقدّمة الخامسة.

(٢) في نسخة « ش » : فيظهر.

(٣) رجال الشيخ : ٤١٤ / ٢٤.

(٤) رجال الشيخ : ٤٧٢ / ٥٨.

(٥) وفي صه ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) الخلاصة : ٦٢ / ٢.

(٧) رجال النجاشي : ١٣٨ / ٣٥٧.

(٨) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ١١٠.

(٩) هداية المحدّثين : ٥١.

١٢٣

١٠٠٢ ـ حمدان القلانسي :

هو النهدي على ما فيكش ، ويأتي(١) .

١٠٠٣ ـ حمدان بن المعافا :

أبو جعفر الصبيحي من قصر صبيح ، مولى جعفر بن محمّد ، روى عن الكاظم والرضاعليهما‌السلام ، دعوا له ،صه (٢) .

جش إلاّ : دعوا له(٣) .

وقالشه : ممدوح يدخل في الحسن(٤) .

وزادجش : وروى عنه(٥) مسعدة بن صدقة وغيره ، له كتاب شرائع الإيمان وكتاب الإهليلجة ، عنه محمّد بن علي بن معمر.

قال ابن نوح : مات حمدان سنة خمس وستّين ومائتين لمّا دخل أصحاب العلوي البصري قسّين(٦) وأحرقوها. وقال : قال ابن معمر : إنّ أبا الحسن موسى والرضاعليهما‌السلام دعوا له.

وفيتعق : يأتي في محمّد بن علي بن معمر معروفيّته وشهرته(٧) (٨) .

أقول : ذكره في الحاوي في القسم الرابع(٩) .

__________________

(١) يأتي ذلك في ترجمة محمّد بن أحمد بن خاقان عن الكشّي : ٥٣٠ / ١٠١٤ والنجاشي ٣٤١ / ٩١٤.

(٢) الخلاصة : ٦٢ / ١.

(٣) رجال النجاشي : ١٣٨ / ٣٥٦.

(٤) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٣٢.

(٥) في نسخة من المصدر : عن.

(٦) قسّين : كورة من نواحي الكوفة ، معجم البلدان : ٤ / ٣٥٠.

(٧) الظاهر أنّه يريد بذلك ما يأتي عن رجال الشيخ : ٥٠٠ / ٦٠ حيث قال : إنّه ـ أي محمّد بن علي بن معمر ـ صاحب الصبيحي.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٥.

(٩) حاوي الأقوال : ٢٥٤ / ١٤٢٧.

١٢٤

وفي الوجيزة : ممدوح(١) .

وفيمشكا : ابن المعافا ، عنه محمّد بن علي بن معمر(٢) .

١٠٠٤ ـ حمدان بن المهلب القمّي :

له كتاب يرويه محمّد بن أبي عمير ،جش (٣) .

أقول : فيمشكا : ابن المهلب ، عنه ابن أبي عمير(٤) .

١٠٠٥ ـ حمدان النقّاش :

الظاهر أنّه القلانسي(٥) ،تعق (٦) .

١٠٠٦ ـ حمدان النهدي :

هو محمّد بن أحمد بن خاقان ، ويأتي.

١٠٠٧ ـ حمدويه بن نصير :

ابن شاهي ـ بالشين المعجمة ـ سمع يعقوب بن يزيد ، روى عنه(٧) العيّاشي ، يكنّى أبا الحسن ، عديم النظير في زمانه ، كثير العلم(٨) والرواية ، ثقة ، حسن المذهب ،صه (٩) .

__________________

(١) الوجيزة : ٢٠١ / ٦٢٣.

(٢) هداية المحدّثين : ٥٢.

(٣) رجال النجاشي : ١٣٩ / ٣٥٩.

(٤) هداية المحدّثين : ٥٢.

(٥) وجه الظهور ما ذكره الكشّي في رجاله : ٥٧٢ / ١٠٨٣ في ترجمة أيّوب بن نوح بن درّاج عن محمّد بن مسعود عن حمدان القلانسي وذكر أيّوب بن نوح وقال : كان في الصالحين.

وذكر النجاشي العبارة في ترجمته : ١٠٢ / ٢٥٤ عن الكشّي عن محمّد بن مسعود عن حمدان النقّاش قال : كان أيّوب من عباد الله الصالحين.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٥.

(٧) كذا في مجمع الرجال : ٢ / ٢٣٣ نقلا عن الشيخ ، وفي نسختنا منه ومن الخلاصة : عن.

(٨) في الخلاصة زيادة : والفقه.

(٩) الخلاصة : ٦٢ / ٣.

١٢٥

لم إلاّ الترجمة(١) .

١٠٠٨ ـ حمران بن أعين الشيباني :

مولى ، كوفي ، تابعي ،ق (٢) .

وزادصه : مشكور. وروىكش عن محمّد بن الحسين(٣) ، عن أيّوب ابن نوح ، عن سعيد العطّار ، عن حمزة الزيّات ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّه قال له : أنت من شيعتنا في الدنيا والآخرة. وروى أنّه من حواري محمّد بن علي وجعفر بن محمّدعليهما‌السلام .

وقال علي بن أحمد العقيقي : إنّه عارف.

وروى ابن عقدة عن جعفر بن عبد الله قال : حدّثنا حسن بن علي ، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة ، عن شهاب بن عبدربه قال : جرى ذكر حمران عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال(٤) : مات والله مؤمنا(٥) ، انتهى.

وقالشه : هذه الطرق كلّها ضعيفة لا تصلح متمسّكا للمدح فضلا عن غيره(٦) .

وفيكش : محمّد بن شاذان ، عن الفضل بن شاذان قال : روي عن ابن أبي عمير ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : كان يقول : حمران بن أعين مؤمن لا يرتد والله أبدا(٧) .

حمدويه بن نصير قال : حدّثني محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ،

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٦٣ / ٩.

(٢) رجال الشيخ : ١٨١ / ٢٧٤.

(٣) في المصدر : الحسن.

(٤) في نسخة. « م » : قال.

(٥) الخلاصة : ٦٣ / ٥.

(٦) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٣٣.

(٧) رجال الكشي : ١٧٦ / ٣٠٤.

١٢٦

عن ابن أذينة ، عن زرارة قال : قدمت المدينة وأنا شاب أمرد ، فدخلت سرادقا لأبي جعفرعليه‌السلام بمنى ، فرأيت قوما جلوسا في الفسطاط وصدر المجلس ليس فيه أحد ، ورأيت رجلا جالسا ناحية يحتجم فعرفت برأيي أنّه أبو جعفرعليه‌السلام ، فقصدت نحوه فسلّمت عليه فردّ السّلام عليّ ، فجلست بين يديه والحجّام خلفه ، فقال : أمن بني أعين أنت؟ فقلت: نعم أنا زرارة بن أعين ، فقال(١) : إنّما عرفتك بالشبه ، أحجّ حمران؟قلت : لا وهو يقرئك السّلام ، فقال : إنّه من المؤمنين حقّا لا يرجع أبدا ، إذا لقيته فأقرئه منّي السّلام وقل له : لم حدّثت الحكم بن عتيبة عنّي أنّ الأوصياء محدّثون؟ لا تحدّثه وأشباهه بمثل هذا الحديث(٢) .

وفيه أحاديث أخر في جلالته(٣) .

وفي قر : يكنّى أبا الحسن ، وقيل : أبو حمزة ، تابعي(٤) .

ومرّ حديث الحواريّين في أويس(٥) .

وعدّة الشيخ من الممدوحين ممّن كان يختصّ ببعض الأئمّةعليهم‌السلام ويتولّى له الأمر بمنزله القوّام(٦) ، ويأتي إن شاء الله في آخر الكتاب.

وفيتعق : قولشه : هذه الطرق. إلى آخره ، فيه ما مرّ في الفوائد ، مضافا إلى أنّ الأخبار الواردة في مدحه في كتب الحديث والرجال ربما تواترت حتّى أنّه يظهر منها أنّه كان أجلّ وأحسن من زرارة ، ولعلّ ذكرهرحمه‌الله هذه الأخبار لئلاّ يخلو كتابه عما يدلّ على مدحه ، ويكون فيه قضاء‌

__________________

(١) في نسخة « م » : قال.

(٢) رجال الكشّي : ١٧٨ / ٣٠٨.

(٣) رجال الكشّي : ١٧٦ / ٣٠٣ ، ١٧٩ / ٣١١ ، ١٨٠ / ٣١٣ ، ٣١٤.

(٤) رجال الشيخ : ١١٧ / ٤١.

(٥) رجال الكشّي : ٩ / ٢٠.

(٦) الغيبة : ٣٤٦ / ٢٩٦.

١٢٧

لبعض حقّه.

وفيست ما يأتي في زرارة(١) (٢) .

أقول : في رسالة أبي غالب الزراريرحمه‌الله : حمران بن أعين لقي سيّدنا سيّد العابدين علي بن الحسينعليه‌السلام ، وكان حمران من أكبر مشايخ الشيعة المفضّلين الذين لا يشكّ فيهم ، وكان أحد حملة القرآن ومن بعده يذكر اسمه في القراءات(٣) ، وروي أنّه قرأ على أبي جعفر محمّد بن عليعليه‌السلام ، وكان مع ذلك عالما بالنحو واللغة.

ولقي حمران وزرارة وبكير بنو أعين أبا جعفر محمّد بن عليعليه‌السلام وأبا عبد الله جعفر بن محمّدعليه‌السلام ، ولقي بعض إخوتهم وجماعة من أولادهم مثل حمزة بن حمران وعبيد بن زرارة ومحمّد بن حمران وغيرهم أبا عبد اللهعليه‌السلام ورووا عنه ، وكان عبيد وافد الشيعة بالكوفة إلى المدينة عند وقوع الشبهة في أمر عبد الله بن جعفرعليه‌السلام وله في ذلك أحاديث.

ويقال : إنّ أوّل من عرف هذا الأمر من آل أعين أمّ الأسود بنت أعين من جهة أبي خالد الكابلي.

وروي أنّ أوّل من عرفه عبد الملك عرفه من صالح بن ميثم ، ثمّ عرفه حمران عن أبي خالد الكابليرحمهم‌الله .

فولد أعين : عبد الملك وحمران وزرارة وبكير وعبد الرحمن ـ هؤلاء كبراء معروفون ـ وقعنب ومالك ومليك ـ غير معروفين ـ فهؤلاء ثمانية ، أولهم أخت يقال لها : أمّ الأسود.

__________________

(١) الفهرست : ٧٤ / ٣١٢.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٥.

(٣) في المصدر : يعدّ ويذكر اسمه في كتب القرّاء.

١٢٨

وقال ابن فضّال : خلّف أعين : حمران وزرارة وبكيرا وعبد الملك وعبد الرحمن وملك(١) وموسى وضريس ومليك وقعنب فذلك عشرة أنفس.

وكان مليك وقعنب يذهبان مذهب العامّة مخالفين لإخوتهم(٢) ، انتهى.

١٠٠٩ ـ حمزة البربري :

هو ابن عمارة(٣) .

١٠١٠ ـ حمزة بن بزيع :

ضا (٤) . وزادصه : من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم ، كثير العمل(٥) .

قالكش : روى أصحابنا عن الفضل بن كثير ، عن علي بن عبد الغفّار المكفوف ، عن الحسن بن الحسن بن صالح الخثعمي قال : ذكر بين يدي الرضاعليه‌السلام حمزة بن بزيع فترحّم عليه ، فقيل له : إنّه كان يقول بموسى! فترحّم عليه ساعة ثمّ قال : من جحد حقّي كمن جحد حقّ آبائي.

وهذا الطريق لم يثبت صحّته عندي(٦) ، انتهى.

وفيكش ما ذكره ، إلاّ أنّ في بعض نسخه : الحسن بن الحسين ،

__________________

(١) في المصدر : مالك.

(٢) رسالة أبي غالب الزراري : ١١٣ ـ ١٣٨.

(٣) الذي لعنه الإمامان الباقر والصادقعليهما‌السلام كما يأتي في ترجمته نقلا عن الكشّي : ٣٠٤ / ٥٤٨ ، ٥٤٩. وفي نسخة « م » : حمزة البريري.

(٤) رجال الشيخ : ٣٧٤ / ٣٦.

(٥) في المصدر : كثير العلم.

(٦) الخلاصة : ٥٤ / ٥ ، وفيها بدل الحسن بن الحسن : الحسن بن الحسين.

١٢٩

وبعد بموسى : ويقف(١) .

وما ذكرهصه (٢) في صدر كلامه فهو منجش في محمّد بن إسماعيل ابن بزيع(٣) ، وجعل من أحوال حمزة عن اشتباه ، والرجل بعيد عن هذه المرتبة مردود قطعا.

وفي(٤) كتاب الغيبة للشيخرحمه‌الله : روى الثقات أنّ أوّل من أظهر هذا الاعتقاد علي بن أبي حمزة البطائني وزياد بن مروان القندي وعثمان بن عيسى الرواسي ، طمعوا في الدنيا ومالوا إلى حطامها واستمالوا قوما فبذلوا لهم شيئا ممّا اختانوه من الأموال نحو حمزة بن بزيع وابن المكاري وكرام الخثعمي(٥) .

ثمّ قال : وروى أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن إبراهيم بن يحيى أبي البلاد قال : قال الرضاعليه‌السلام : ما فعل الشقي حمزة بن بزيع؟قلت : هو ذا قد قدم ، فقال : يزعم أنّ أبي حيّ! هم اليوم شكّاك فلا يموتون غدا إلاّ على الزندقة(٦) .

وفيتعق : قال الشيخ البهائيرحمه‌الله : هذا الحديث ـ أي المذكور عنكش ـ يحتمل المدح والقدح ، والله أعلم.

أقول : بل ظاهره المدح كما لا يخفى ، وترحم الإمامعليه‌السلام عليه‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ٦١٥ / ١١٤٧.

(٢) صه ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٣) رجال النجاشي : ٣٣٠ / ٨٩٣.

(٤) في النسخ الخطّيّة : في.

(٥) الغيبة : ٦٣ / ٦٥.

(٦) الغيبة : ٦٨ / ٧٢.

١٣٠

بعد ذكر أنّه كان واقفيّا ظاهر في الإنكار على القائل وتكذيبه ، أو إظهار خطئه في اعتقاد بقائه على الوقف ، ولعلّه الأظهر ، وقولهعليه‌السلام : من جحد حقّي. إلى آخره شاهد آخر مؤكّد عليه.

والظاهر أنّه لذا عدّة في الوجيزة والبلغة ممدوحا(١) من دون تأمّل مع اطّلاعهما على ما في كتاب الغيبة البتّة ، لكن مع ذلك ربما يحتاج إلى التأمّل ، لعدم ظهور تأريخ الرجوع. ويؤيّد مدحه قولجش في محمّد بن إسماعيل : وولد بزيع بيت منهم حمزة(٢) . مع احتمال رجوع قوله : من صالحي هذه الطائفة. إلى آخره إليه على بعد(٣) .

أقول : لا ريب في وقوع الاشتباه في قلم العلاّمةرحمه‌الله ، وحكم في الفوائد النجفيّة أيضا بتوهّمهرحمه‌الله في فهم عبارةجش ونقلها ، وقبله في الحاوي(٤) وغيره.

وما رواه(٥) كش سنده غير نقي ، وحديث الذم روته الثقات ، ولو اطّلع الفاضلان المذكوران على ما في الغيبة لجرحاه قطعا ؛ على أنّ الشيخ أيضا كان مطّلعا على ما فيكش ، بل خرج من يده. ويحتمل كون المراد من ترحّم عليه أنّه قال : لارحمه‌الله لارحمه‌الله ، وقولهعليه‌السلام : من جحد. إلى آخره شهادة(٦) بذلك غير خفيّة ، وإلاّ فلا معنى له أصلا ، فتدبّر.

__________________

(١) الوجيزة : ٢٠٢ / ٦٢٧ ، بلغة المحدّثين : ٣٥٥ / ٢٣.

(٢) رجال النجاشي : ٣٣٠ / ٨٩٣.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٦.

(٤) حاوي الأقوال : ٥٨ / ٢١٠ ، ٢٥٤ / ١٤٢٩.

(٥) في نسخة « ش » : وما في.

(٦) في نسخة « م » : شهادته.

١٣١

١٠١١ ـ حمزة بن حمران بن أعين :

كوفي ، قر(١) . وزادق : الشيباني(٢) .

وفيست : له كتاب ؛ أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن حميد بن زياد ، عن ابن سماعة ، عنه(٣) .

وفيجش : روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وأخوه أيضا عقبة بن حمران روى عنه ؛ له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا ، صفوان عنه به(٤) .

وفيتعق : في روايته عنه إشعار بالوثاقة ، وكذا رواية ابن أبي عمير في الحسن بإبراهيم(٥) ، وابن مسكان في الصحيح عنه(٦) ، ويؤيّده رواية ابن بكير(٧) وغيره من الأجلّة ، وكذا كون رواياته سديدة ومقبولة ، وكذا قولجش وست : يرويه عدّة من أصحابنا.

وعدّه خالي ممدوحا لأنّ للصدوق طريقا إليه(٨) .

وقال جدّي : الحقّ أنّ رواياته سديدة ليس فيها ما يشينه ، مع صحّة طريقة ـ أي الصدوق ـ عن ابن أبي عمير ، وهو من أهل الإجماع(٩) (١٠) ، انتهى.

ومرّ ذكره في أبيه.

__________________

(١) رجال الشيخ : ١١٨ / ٤٦.

(٢) رجال الشيخ : ١٧٧ / ٢٠٧.

(٣) الفهرست : ٦٤ / ٢٥٨.

(٤) رجال النجاشي : ١٤٠ / ٣٦٥.

(٥) التهذيب ٢ : ٣٥١ / ١٤٥٥.

(٦) الكافي ٧ : ٤٤٦ / ٥ ، التهذيب ٨ : ٢٩١ / ١٠٧٨.

(٧) الكافي ٣ : ٥٢ / ٤ ، التهذيب ٢ : ٣٠٠ / ١٢١٠.

(٨) الوجيزة : ٣٨١ / ١٣٢ ، الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ١٢٤.

(٩) روضة المتّقين : ١٤ / ١٠٨.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٦.

١٣٢

أقول : عن العلاّمة في التذكرة وشه في المسالك في باب بيع الحيوان عدّ حديثه صحيحا(١) ، فلاحظ وتأمّل.

وفيمشكا : ابن حمران ، عنه ابن سماعة ، وأخوه عقبة(٢) .

١٠١٢ ـ حمزة بن الطيّار :

روىكش عن حمدويه وإبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الترحّم عليه بعد موته والدعاء له بالنضرة(٣) والسرور ، وأنّه كان شديد الخصومة عن أهل البيتعليهم‌السلام .

ومحمّد بن عيسى وإن كان فيه قول لكن الأرجح عندي قبول روايته ،صه (٤) .

وقالشه : كذا فيكش : حمزة بن الطيّار(٥) . وقال د : إنّ الطيّار لقب حمزة لا أبيه ، ونسب ما هنا إلى الوهم(٦) . وفيجخ : حمزة بن محمّد الطيّار ، وهو محتمل لهما(٧) ، انتهى.

وهو كذلك كما فيق (٨) ، لكن في قر : حمزة(٩) الطيّار(١٠) .

__________________

(١) تذكرة الفقهاء : ١ / ٤٩٧ ، مسالك الأفهام : ٣ / ٣٧٨ ، الكافي ٥ : ٢١١ / ١٣ ، التهذيب ٧ : ٧٤ / ٤١٨ ؛ إلاّ أنّ في المسالك : لصحيحة حمران ، والظاهر أنّه سهو.

(٢) هداية المحدّثين : ٥٢.

(٣) في نسخة « م » : بالنصرة.

(٤) الخلاصة : ٥٣ / ٢.

(٥) رجال الكشّي : ٣٤٩ / ٦٥١.

(٦) رجال ابن داود : ٨٥ / ٥٣٤.

(٧) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٢٩.

(٨) رجال الشيخ : ١٧٧ / ٢٠٩.

(٩) في نسخة « ش » : لكن في ق : ابن حمزة.

(١٠) رجال الشيخ : ١١٧ / ٤٥.

١٣٣

وفيكش : ما روي في الطيّار وابنه(١) .

قال محمّد بن مسعود ، عن محمّد بن نصير ، عن محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن ابن بكير ، عن حمزة الطيّار(٢) قال : سألني أبو عبد اللهعليه‌السلام عن قراءة القرآن فقلت: ما أنا بذلك ، فقال : لكن أبوك. قال : وسألني عن الفرائض فقلت: ما أنا بذلك ، فقال : لكن أبوك. قال : ثمّ قال : إنّ رجلا من قريش كان لي صديقا وكان عالما قارئا فاجتمع هو وأبوك عند أبي جعفرعليه‌السلام وقال : ليقبل(٣) كلّ منكما على صاحبه ويسأل كلّ منكما صاحبه ، ففعلا ؛ فقال القرشي لأبي جعفرعليه‌السلام : قد علمت ما أردت ، أردت أن تعلمني أنّ في أصحابك مثل هذا ، قال : هو ذاك فكيف رأيت ذلك(٤) ؟

حمدويه ومحمّد ابنا نصير قالا : حدّثنا محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبان الأحمر ، عن الطيّار قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : بلغني أنّك كرهت مناظرة الناس وكرهت الخصومة ، فقال : أمّا كلام مثلك للناس فلا نكرهه ، الحديث(٥) .

حمدويه وإبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم قال : قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما فعل ابن الطيّار؟قلت : مات ، قال :رحمه‌الله ولقّاه نضرة وسرورا ، فقد كان شديد الخصومة عنّا أهل البيت(٦) .

__________________

(١) في المصدر : وأبيه ، وابنه ( خ ل ).

(٢) في المصدر : حمزة بن الطيّار ، حمزة الطيّار ( خ ل ).

(٣) في نسخة « م » : ليقل.

(٤) رجال الكشّي : ٣٤٧ / ٦٤٨.

(٥) رجال الكشّي : ٣٤٨ / ٦٥٠.

(٦) رجال الكشّي : ٣٤٩ / ٦٥١.

١٣٤

وآخر نحوه عنهما عن محمّد عن يونس عن الأحوال عنهعليه‌السلام (١) .

وفيتعق : الذي يظهر من الأخبار وكلام الأخيار أنّ الطيّار لقب أبيه وهو يلقّب به بواسطته ، كما هو الحال في كثير من الألقاب والأنساب.

هذا ، ويروي عنه ابن أبي عمير بواسطة جميل(٢) ، ويأتي في هشام بن الحكم ما يشير إلى حسنه(٣) (٤) .

أقول : لا يخفى أنّ الأحاديث الدالّة على كون ابن الطيّار شديد الخصومة عن أهل البيتعليهم‌السلام ومن المتكلّمين ومن أشباه هشام(٥) ابن الحكم كلّها في محمّد ، وحمزة ليس منها في شي‌ء ، ينادي بذلك الخبر الأوّل(٦) ، والصواب ذكر ما(٧) هناك كما في النقد(٨) وغيره(٩) ، لكنّا ذكرناها هنا تبعا للميرزا.

نعم الظاهر كون حمزة أيضا من الحسان لكن ليس بتلك المثابة ولا من أهل الكلام والفقاهة.

وممّا ذكرنا يظهر أنّ الطيّار لقب عبد الله والد محمّد(١٠) ، ثمّ لقّب به‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ٣٤٩ / ٦٥٢.

(٢) الكافي ١ : ١٢٤ / ١.

(٣) رجال الكشّي : ٢٧٥ / ٤٩٤ ، وفيه : أنّ رجل من أهل الشام جاء إلى الإمام أبي عبد اللهعليه‌السلام وأراد أن يناظره. إلى أن قال الشامي : أريد أن أناظرك في الاستطاعة ، فقال ـ أي الإمام ـ للطيّار : كلّمه فيها ، قال : فكلّمه فما تركه يكشر ، انتهى.

أي : فما تركه يهرب. لكن فيها الطيّار فقط ، والظاهر أنّه أبوه.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٦.

(٥) هشام ، لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) المذكور عن الكشّي : ٣٤٧ / ٦٤٨.

(٧) كذا في النسخ ، والصحيح : ذكرها.

(٨) نقد الرجال : ٣١٦ / ٤٩٤.

(٩) مجمع الرجال : ٥ / ٢٤٤ ، جامع الرواة : ٢ / ١٣٣.

(١٠) أقول : لم يظهر لنا وجهه ، علما أنّه لم يرد ذكر لعبد الله أيضا.

١٣٥

ابنه ، ثمّ ابن ابنه(١) .

وفي التهذيب في أوائل باب الزكاة : عبد الله بن بكير عن محمّد بن الطيّار(٢) ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن الطيّار ، عنه ابن بكير ، وصفوان بن يحيى ، وأبان بن الأحمر(٣) .

١٠١٣ ـ حمزة بن عبد المطلب :

ابن هاشم بن عبد مناف أسد الله أبو عمارة ، وقيل : أبو يعلى ،رحمه‌الله ، رضيع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أرضعتهما ثويبة(٤) امرأة أبي لهب ، قتل شهيدا بأحدرضي‌الله‌عنه ،ل (٥) .

وفيصه : من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قتل بأحدرحمه‌الله ، ثقة(٦) .

١٠١٤ ـ حمزة بن عطاء الكوفي :

قر (٧) . وزادق : أسند عنه(٨) .

١٠١٥ ـ السيّد عزّ الدين أبو المكارم حمزة بن علي :

ابن زهرة الحسيني الحلبي ، غير مذكور في الكتابين.

__________________

(١) في حاشية النسخ الخطيّة زيادة : كما في ابن بابويه وابن طاوس وغيرهما وهو أكثر كثير. ( منه قدّس سره ).

(٢) التهذيب ٤ : ٤ / ٩.

(٣) هداية المحدّثين : ٥٢ ، وفيها : أبان الأحمر.

(٤) في النسخ : تويبة.

(٥) رجال الشيخ : ١٥ / ١.

(٦) الخلاصة : ٥٣ / ١.

(٧) رجال الشيخ : ١١٨ / ٥١.

(٨) رجال الشيخ : ١٧٨ / ٢١٠.

١٣٦

وفيمل : فاضل عالم ثقة جليل القدر ، له مصنّفات كثيرة. ثمّ ذكرها وذكر منها غنية النزوع(١) .

وفيب : له قبس الأنوار في نصرة العترة الأطهار ، وغنية النزوع حسن(٢) .

وفي إجازة الشهيد طاب ثراه لابن نجدة : السيّد الإمام المعظّم المرتضى عزّ الدين أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني ، صاحب كتاب الغنية وكتاب نقض شبه الفلاسفة وجواب المسائل البغداديّة وغيرها(٣) .

وفي إجازةشه : وعن الشيخ أبي عبد الله محمّد بن إدريس جميع مصنّفات السيّد الطاهر أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحلبي صاحب كتاب غنية النزوع في الأصولين والفروع وغيره(٤) .

وذكره في كتاب مجالس المؤمنين وأثنى عليه كثيرا(٥) .

ونقل عن تاريخ ابن كثير الشامي أنّ الملك صلاح الدين أيّوب بعد أخذه بلاد مصر ومجيئه إلى حلب اضطرب وإليها واستعطف أهلها واستنجدهم للحرب ، فضمنوا له ذلك ، وشرط الروافض عليه إعادة حيّ على خير العمل في الأذان وأن ينادى به في جميع الجوامع والأسواق. ويستخلص الجامع الأعظم لهم وحدهم ، وينادى بأسامي الأئمّة الاثني عشر سلام الله عليهم أمام الجنائز ، ويكبّر على الجنازة(٦) خمس تكبيرات ، وأن يفوّض أمر العقود والأنكحة إلى الشريف الطاهر أبي المكارم حمزة بن زهرة الحسيني‌

__________________

(١) أمل الآمل ٢ : ١٠٥ / ٢٩٣.

(٢) معالم العلماء : ٤٦ / ٣٠٣ ، وفيه : في نصرة العترة الأخيار.

(٣) البحار : ١٠٧ / ١٩٨.

(٤) البحار : ١٠٨ / ١٥٨.

(٥) مجالس المؤمنين : ١ / ٥٠٧.

(٦) في نسخة « ش » : الجنائز.

١٣٧

مقتدى شيعة حلب ، فقبل الوالي ذلك كلّه(١) .

١٠١٦ ـ حمزة بن عمارة البربري :

روىكش عن سعد ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه والحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ؛ وعن محمّد بن عيسى ، عن يونس ومحمّد بن أبي عمير ، عن محمّد بن عمر بن أذينة ، عن بريد العجلي ، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام أنّه قال : إنّه ملعون.

وروىكش عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن خالد الطيالسي ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن ابن سنان أنّ الصادقعليه‌السلام لعنه له وللحارث الشامي ،صه (٢) .

وفيكش ما ذكره(٣) وغيره(٤) ، إلاّ أنّ فيه : اليزيدي(٥) .

١٠١٧ ـ حمزة بن القاسم بن علي :

ابن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العبّاس بن أبي طالبعليه‌السلام ، أبو يعلى ، ثقة ، جليل القدر ، من أصحابنا ، كثير الحديث ، له كتاب من روى عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام من الرجال ،صه (٦) .

جش إلاّ أنّ فيه : العبّاس بن علي. إلى آخره ؛ وزاد : وهو كتاب حسن ، علي بن محمّد القلانسي عنه بجميع كتبه(٧) .

وفيلم : ابن القاسم العلوي العبّاسي يروي عن سعد بن عبد الله ،

__________________

(١) البداية والنهاية لابن كثير : ١٢ / ٢٨٩ ، مجالس المؤمنين : ١ / ٦٣.

(٢) الخلاصة : ٢١٩ / ٤.

(٣) رجال الكشّي : ٣٠٤ / ٥٤٨ ، ٥٤٩.

(٤) رجال الكشّي : ٣٠٢ / ٥٤٣.

(٥) في نسختنا من رجال الكشّي : البربري.

(٦) الخلاصة : ٥٣ / ٣ ، وفيها :. ابن عبد الله بن العبّاس بن علي بن أبي طالب.

(٧) رجال النجاشي : ١٤٠ / ٣٦٤.

١٣٨

روى عنه التلعكبري إجازة(١) .

أقول : فيمشكا : ابن القاسم الثقة ، عنه علي بن محمّد القلانسي ، والتلعكبري. وهو عن سعد بن عبد الله(٢) .

١٠١٨ ـ حمزة بن محمّد الطيّار :

كوفي ،ق (٣) .

وهو الطيّار ابن الطيّار ، وقد سبق.

١٠١٩ ـ حمزة بن محمّد القزويني :

العلوي ، يروي عن علي بن إبراهيم ونظرائه ، روى عنه محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه ، لم(٤) .

وفيتعق : أكثر الصدوق من الرواية عنه مترضّيا(٥) ، وربما يظهر كونه من مشايخه.

وبالجملة : غير خفيّ جلالته.

وفي العيون : حدّثني حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام . إلى آخره(٦) (٧) . والظاهر أنّه هذا(٨) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد القزويني ، عنه محمّد بن علي بن‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٦٨ / ٣٩ ، وفيه بدل سعد بن عبد الله : سعد بن عليّ.

(٢) هداية المحدّثين : ٥٢.

(٣) رجال الشيخ : ١٧٧ / ٢٠٩.

(٤) رجال الشيخ : ٤٦٨ / ٤٠.

(٥) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٢٢٧ / ٥.

(٦) إلى آخره ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٧) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٥٢ / ١٨ ، ٢٢٧ / ٥ ، ٢ : ٦ / ١٣.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٦.

١٣٩

بابويه. وهو عن علي بن إبراهيم(١)

١٠٢٠ ـ حمزة بن اليسع القمّي :

ق(٢) . وزادظم : الأشعري(٣) .

وفيتعق : يروي عنه ابن أبي نصر(٤) ، ومضى في أحمد ابنه روايته عن الرضاعليه‌السلام أيضا(٥) (٦) .

١٠٢١ ـ حمزة بن يعلى الأشعري :

أبو يعلى القمّي ، روى(٧) عن الرضا وأبي جعفر الثانيعليهما‌السلام ، ثقة ، وجه ،صه (٨) .

وزادجش : له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا ، منهم الصفّار(٩) .

أقول : فيمشكا : ابن يعلى الثقة ، عنه الصفّار ، وسعد بن عبد الله(١٠) .

١٠٢٢ ـ حميد بن حمّاد :

ابن حوار ـ بالحاء المهملة المضمومة والراء بعد الألف ـ التميمي الكوفي ، روى ابن عقدة عن محمّد بن عبد الله بن أبي حكيمة عن ابن نمير‌

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٥٢.

(٢) رجال الشيخ : ١٧٨ / ٢١١.

(٣) رجال الشيخ : ٣٤٧ / ١٥.

(٤) الكافي ٤ : ٢٣٨ / ٢٨.

(٥) نقلا عن النجاشي : ٩٠ / ٢٢٤ والخلاصة : ١٤ / ٥.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٢٦.

(٧) في نسخة « ش » : وهو.

(٨) الخلاصة : ٥٣ / ٤.

(٩) رجال النجاشي : ١٤١ / ٣٦٦.

(١٠) هداية المحدّثين : ٥٢.

١٤٠

٢ ـ روى الكليني عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن يحيى ، عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبد الله قال : « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : لا تبدأوا اهل الكتاب بالتسليم ، وإذا سلموا عليكم فقولوا : وعليكم »(١) .

٣ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة قال : « سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن اليهودي ، والنصراني ، والمشرك إذا سلموا على الرجل وهو جالس ، كيف ينبغي أن يرد عليهم : فقال : يقول : عليكم »(٢) .

٤ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن بريد بن معاوية ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « إذا سلم عليك اليهودي والنصراني والمشرك فقل : عليك »(٣) .

هذه الروايات الصحيحة صريحة في الاقتصار على « عليك أو عليكم » في الأجابة على تسليم أهل الكتاب. وأما الابتداء به فمنهي كما يأتي في السلام المنهي. ومعنى ذلك أن الذي يضمره اليهودي أو غيره من سوء هو عليه دون غيره من الناس.

وقد تقدم كيفية السلام على المشرك بأن يقول : « السلام على من اتبع الهدى »(٤) وذكرنا هناك أن السلام دعاء السلامة للمسلم عليه ولا ينفع الكافر ، بل والدعاء له لكونه كافراً كفر ، نعم ربما انتفع به إذا كان موضعاُ للأنتفاع ، وقد سبق استغفار إبراهيمعليه‌السلام لآزر الذي حكاه الله بقوله تعالى :( ولما تبين أنه عدو لله تبرَّأ منه ) (٥) .

__________________

١ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٤٨ ـ ٦٤٩ ، الحديث ٢. في هامشه : في جميع النسخ بإثبات الواو ، يعني علينا السلام وعليكم ما تستحقون.

٢ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٤٩.

٣ ـ المصدر نفسه.

٤ ـ المصدر نفسه وتقدم عقيب ٢٠ ـ الحديث من أحاديث ( ٧ ـ أدب السلام ).

٥ ـ التوبة : ١١٤.

ولكن في صادقي : « تقول في الرد على اليهودي والنصراني سلام » أصول الكافي ٢ | ٦٥٠

١٤١

ولبعض حول التسليم لأهل الكتاب كلام وهو : كان اليهود يسلمون على النبي ، صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم ، فيردعليهم‌السلام حتى كان من بعض سفهائهم تحريف السلام بلفظ ( السام ) ، أي الموت ، فكان النبي ، صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم ، يجيبهم بقوله : « وعليكم » وسمعت عائشة واحداً منهم يقول له : السام عليك. فقالت له وعليك السام واللعنة ، فانتهرها النبي عليه الصلاة والسلام مبيناً لها أن المسلم لا يكون فاحشاً ، ولا سباباً ، وأن الموت علينا وعليهم.

وروي عن بعض الصحابة كابن عباس أنهم كانوا يقولون للذمي : السلام عليك. وعن الشعبي عن أئمة السلف أنه قال لنصراني سلم عليه : وعليك السلام ورحمة الله تعالى. فقيل له في ذلك ؛ فقال : « أليس في رحمة يعيش » وفي حديث البخاري : الأمر بالسلام على من تعرف ومن لا تعرف. وروى ابن المنذر عن الحسن أنه قال :( فحيوا بأحسن منها ) للمسلمين ،( أو ردوها ) لأهل الكتاب. وعليه يقال للكتابي ورد السلام عين ما يقوله ، وإن كان فيه ذكر الرحمة.

هذه لمعة مما روي عن السلف ، ثم جاء الخلف فاختلفوا في السلام على غير المسلم ، فقال كثيرون : إنهم لا يبدأون بالسلام لحديث ورد في ذلك ؛ وحملوا ما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما على الحاجة ، أي لا يسلم عليهم ابتداء إلا لحاجة. وأما الرد فقال بعض الفقهاء : إنه واجب كرد السلام ، وقال بعضهم : سنة.

أما ما ورد من حق المسلم على المسلم فلا ينافي حق غيره ، فالسلام حق عام ، ويراد به أمران : مطلق التحية ، وتأمين من تسلم عليه من الغدر والإيذاء ، وكل ما يسيء. وقد روى الطبراني(١) والبيهقي من حديث أبي

__________________

وفي هامشه أي : علينا أو على من يستحقه.

أقول : السلام كاللعنة يطلب أهله كائناً من كان.

١ ـ هو أبو القاسم سليمان بن أحمد أحد حفاظ أهل السنة ، رحل في طلب الحديث من الشام إلى العراق ، والحجاز ، واليمن ، ومصر وغيرها ، وسمع الكثير ، وعدد شيوخه ألف شيخ ، ويقال : له مسند الدنيا ، يروي عنه أبو نعيم الأصبهاني ، وله مصنفات أشهرها المعاجم

١٤٢

أمامة : « إن الله تعالى جعل السلام تحية لأمتنا وأماناً لأهل ذمتنا »

وأكثر الأحاديث التي وردت في السلام عامة ، وذكر في بعضها « المسلم » ، أما جعل تحية الإسلام عامة فعندي أن ذلك مطلوب ، وقد ورد في الأحاديث الصحيحة أن اليهود كانوا يسلمون على المسلمين فيردون عليهم ، فكان من تحريفهم ما كان سبباً لأمر النبي ، صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم ، بأمر المسلمين أن يردوا عليهم بلفظ « وعليكم » ، حتى لا يكونوا مخدوعين للمحرفين. ومن مقتضى القواعد أن الشيء يزول بزوال سببه.

ولم يرد أن أحداً من الصحابة نهى اليهود عن السلام ، لأنهم لم يكونوا ليحظروا على الناس آداب الإسلام ، ولكن خلف من بعدهم خلف أرادوا أن يمنعوا غير المسلم من كل شيء يعمله المسلم ، حتى من النظر في القرآن ، وقراءته الكتب المشتملة على آياته ، وظنوا أن هذا تعظيم للدين. ـ إلى أن قال القائل : ـ هذا ما أفتينا به منذ بعض سنين ، وحديث عائشة المشار إليه في الفتوى رواه الشيخان في صحيحيهما ، ورويا عن أبي هريرة عدم ابتدئنا إياهم بالسلام ، ولعل ذلك كان لأسباب خاصة اقتضاها ما كان بينهم وبين المسلمين من الحروب ، وكانوا هم المعتدين فيها. روى أحمد عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه ـ وآله ـ وسلم : « إني راكب غداً إلى يهود فلا تبدأوهم بالسلام ، وإذا سلموا عليكم فقولوا : وعليكم » فيظهر هنا أنه نهى أن يبدأوهم بالسلام ، لأن السلام تأمين ، وما كان يحب أن يأمنهم وهو غير أمين منهم ، لما تكرر من غدرهم ونكثهم للعهد معه ، فكان ترك السلام عليهم تخويفاً لهم ليكونوا أقرب إلى المواتاة(١) .

أقـول : وليس قوله هذا إلا اجتهاداً في مقابل النص الصحيح الصريح من منع الابتداء بالسلام على أهل الكتاب.

__________________

الثلاثة وهي أشهر كتبه ، مولده بطبرية الشام سنة ٢٦٠ ـ أي عام وفاة الإمام أبي محمد العسكريعليه‌السلام ـ وسكن أصبهان إلى أن توفي بها في قع سنة ٣٦٠ الكنى والألقاب ٢ | ٤٤٣.

فعمر مئة سنة وشيوخه ألف ، ومن ثم قيل فيه مسند الدنيا.

١ ـ تفسير المنار ٥ | ٣١٢ ـ ٣١٦.

١٤٣

الناحـية الثـانيـة :

إبلاغ المتحمل للسلام إلى المبلغ له هو من الأمانات التي يجب أداؤها إلى أهلها بعد القبول ، وأنّه وديعة كما في حديث سلمان (١). والمبلغ الرسول الذي على عاتقه الرسالة ، فإن لم يفعل فما بلّغ رسالته ، وقيل : كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يسلّم بنفسه على من يواجهه ، ويحمّل السلام لمن يريد السلام عليه من الغائبين عنه ، ويتحمل السلام لمن يبلغه إليه ، وإذا بلّغه أحد السلام عن غيره يردّ عليه وعلى المبلّغ به(٢) .

ونذكر عدداً من احاديث الإبلاغ :

الجعفريات بإسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال « بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات يوم على جبل من جبال تهامة والمسلمون حوله ، إذ أقبل شيخ وبيده عصاً ، فنظر إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : مشية الجنّ ونغمتهم وعجبهم ، فأتى فسلّم فردّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فقال له : من أنت؟ فقال : أنا هامة بن الهيم بن لا قيس بن إبليس ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سبحان الله سبحان الله ، ما بينك وبين إبليس إلا أبوان! قال : لا ، قال : كم أتى عليك؟ قال : أكلت الدنيا عمرها إلا القليل ، قال : على ذلك؟ قال : كنت ابن أعوام ، أفهم الكلام ، وآمر بإفساد الطعام الأرحام ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بئس العمر والله عمل الشيخ المثلوم(٣) أو المتوسّم. قال : زدني من التعداد ، إنّي ملّيت ممّن شرك في دم العبد الصالح الشهيد السعيد هابيل بن آدم ، وكنت مع نوح في مسجده فيمن آمن به ، وعاتبته على دعوته عليهم ، فلم أزل أعاتبه حتى بكى وأبكاني ، وقال : إنّي من النادمين ، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ، فقلت : يا نوح إنّني ممّن شرك في دم العبد الصالح الشهيد السعيد هابيل بن آدم ، هل تدري

____________

١ ـ أمالي الشيخ الطوسي ١ | ٣٥٦ ـ ٣٥٧.

٢ ـ تفسير المنار ٥ | ٣١٦.

٣ ـ من الثلمة : الانصداع صفة كل من شاخ وكبر.

١٤٤

عند ربّك من التوبة؟ قال : نعم ، يا هام همّ بخير وافعله قبل الحسرة والندامة ، إنّي وجدت فيما أنزل الله تعالى عليّ : ليس من عبد عمل ذنباّ كائناّ ما كان ، وبالغاّ ما بلغ ، ثم تاب ، إلا تاب الله تعالى عليه فقم الساعة فاغتسل وخرّ لله ساجداً ، ففعلت ما أمرني إذ نادى مناد من السماء : ارفع رأسك قبلت توبتك ، فخررت لله ساجداً حولاً. وكنت مع هود في مسجده ، ومن آمن به من قومه ، وعاتبته على دعوته عليهم ، وكنت زوّاراً ليعقوب بن إسحق بن إبراهيم ، وكنت من يوسف بالمكان الأمين ، وكنت ألقى إلياس في أودية الرّمال وأنا ألقاه الآن ، ولقيت موسى بن عمران فقال لي : إذا لقيت عيسى بن مريم فاقرأه السلام. فلقيت عيسى بن مريم فأقرأته السلام ، فقال لي عيسى بن مريم : إذا لقيت محمداً فاقرأه السلام ، فقد أقرأتك يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من عيسى بن مريم ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سبحان الله! صلى الله على عيسى ما دامت الدنيا دنيا وسلم(١) يا هام ما أديت الأمانة. فقال هام : هنيئا لك يا رسول الله ، سمعت الأمم السالفة يصلّون عليك ، ويثنون على أمّتك ، فعلّمني يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : وما أعلمك؟ قال : علّمني التورية ، فعلّمه رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قل هو الله أحد ، والمعوذتين ، عم يتساءلون ، والنازعات ، والواقعة ، وقال له : يا هام لا تدع زيارتنا وارفع إلينا حوائجك »(٢) .

__________________

١ ـ في الحديث سقط : ( وسلام عليك يا هام بما أدّيت الأمانة ) مستدرك الوسائل. ٨ | ٣٦٩.

٢ ـ الجعفريّات ١٧٥ ـ ١٧٦ ، مستدرك الوسائل ٨ | ٣٦٩ ، جامع أحاديث الشيعة ١٥ | ٦١٣ ـ ٦١٤.

أقول : قد جاء ذكر هام بن الهيم في حديث تجارة النبي ، صلى الله عليه وآله ، إلى الشام لخديجة عليها السلام حيث أراد أعداؤه هلاكه بثعبان أظهروه في طريق النبي ، فجفلت منه ناقة النبي فزعق بها النبي ، وقال : ويحك كيف تخافين وعليك خاتم الرسل وإمام البشر؟ ثم التفت إلى الثعبان وقال له : ارجع من حيث أتيت ، وإياك أن تتعرض لأحد من الركب. فنطق الثعبان بقدرة الله تعالى وقال : السلام عليك يا محمد ، السلام عليك يا أحمد ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : السلام على من اتبع الهدى ، وخشي عواقب الردى ، وأطاع الملك الأعلى ، فعندها قال : يا محمد ما أنا من هوام الأرض ، وإنما أنا ملك من ملوك الجنّ واسمي الهام بن الهيم ، وقد آمنت على يد أبيك إبراهيم الخليل إلى آخرالقصّة. البحار ١٦ | ٣٥ ـ ٣٦.

١٤٥

أقول : على فرض ثبوت القصة ، تدل على أن تحمل إبلاغ السلام من الأمانة ، وأنه لا بد من وصولها إلى أهلها ، وقد فعله هذا المخلوق العجيب هام بن الهيم بن لاقيس بن إبليس ، وظاهر حاله أنه مقبول التوبة ، وقد أخذ من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علم القرآن وبعض سوره.

٢ ـ روى الكليني عن محمد بن يحيى ، عن أحمد محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي كهمس قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : « عبد الله بن أبي يعفور يقرئك السلام. قال : عليك وعليه السلام ، إذا أتيت عبد الله فاقرأه السلام وقل له : إن جعفر بن محمد يقول لك : انظر ما بلغ به عليّعليه‌السلام عند رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فالزمه ؛ فإن عليّاعليه‌السلام إنما بلغ ما بلغ به عند رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بصدق الحديث وأداء الأمانة »(١) .

بـيـان :

يبلغ الإمامعليه‌السلام عن غيره السلام ، ثم يبلغه كما بلغه ، وفيه دلالة على تبادل التبليغ السلامي المسبب لمزيد الحب والسكون ، كما وفيه دلالة على إكرام الوسيط أولاً ، ثم المبلغ الغائب ، فخص الإجابة بأبي كهمس الوسيط ، ثم ابن أبي يعفور الغائب بقولهعليه‌السلام : « عليك وعليه السلام » ؛ وربما انعكست الإجابة كما في قصة هامة بن الهيم ، ولعل الشرف أو الضعة سبب للتقديم مرة ، وللتأخير أخرى ، وإلا فهو بالخيار ، وعلى أي تقدير ، لا بد من إكرام الوسيط إذاً لتحمل نوع من التحية التي يجب ردها

__________________

١ ـ أصول الكافي ٢ | ١٠٤ ، باب الصدق وأداء الأمانة ، الحديث ٥ ، الوسائل ١٣ | ٢١٨ ، جامع أحاديث الشيعة ١٥ | ٦١٤ ـ ٦١٥.

ونظيره ما رواه المفيد بإسناده إلى خيثمة عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام قال : دخلت عليه أودعه وأنا أريد الشخوص إلى المدينة ، فقال : أبلغ موالينا السلام ، وأوصهم بتقوى الله ، والعمل الصالح ، وأن يعود صحيحهم مريضهم ، وليعد غنيهم على فقيرهم ، وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم ، وأن يتلاقوا في بيوتهم ، وأن يتفاوضوا علم الدين ؛ فإن في ذلك حياة لأمرنا ، رحم الله عبداً أحيا أمرنا ، الفصول المختارة ٢٨٧ ، الطبعة الرابعة ، قم ـ إيران ، ١٣٩٦.

فقد دل هذا الحديث كسابقه على إبلاغ السلام ، والأحاديث المروية في ذلك كثيرة.

١٤٦

بالأحسن ، أو المماثل ، وتقديمه يعتبر من الأحسن.

٣ ـ قال ابن الشيخ الطوسي : ( وبهذا الإسناد )(١) عن عباد قال : حدثني عمي عن أبيه ، عن جابر ، عن الشعبي ، عن جابر بن عبد الله البجلي قال : « سمعت سلمان الفارسي يقول لي وللأشعث بن قيس : إن لي عندكما وديعة. فقلنا : ما نعلمها إلا أن قوماً قالوا لنا : أقرأوا سلمان عنا السلام. قال : فأي شيءٍ أفضل من السلام؟ وهي تحية أهل الجنة »(١) .

بـيـان :

إن دل الحديث على شيءٍ فله دلالة على فضل السلام ، وأنه تحية أهل الجنة المصرح بها في آية( وَتَحِيَّتُهُم فيها سَلامٌ ) (٢) . والتصريح بأن التحمل للسلام من غيره إلى غيره من الودائع والأمانات المردودة إلى أربابها يطالب بها لو أهمل في الوصول ، ومنه يعلم الأهتمام بأمر السلام في الإسلام لا يقوم به إلا من يهمه ذلك.

٤ ـ روى الشيخ الحر عن محمد بن الحسن ، في ( المجالس والأخبار ) ، عن أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمد بن الزبير ـ إلى قوله : ـ عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « إن ملكاً من الملائكة سأل الله أن يعطيه سمع العباد ، فأعطاه ، فليس من أحد من المؤمنين قال : ( صلى الله على محمد وآله وسلم ) إلا قال الملك : وعليك السلام ، ثم قال الملك : يارسول الله إن فلاناً يقرئك السلام ، فيقول رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وعليه السلام »(٣) .

بـيـان :

لا يخص إبلاغ السلام بهذا الملك ، ولله عز وجل ملائكة موكلون

__________________

١ ـ أمالي الشيخ الطوسي ١ | ٣٥٦ ـ ٣٥٧ ، الجزء الثاني عشر.

٢ ـ يونس : ١٠.

أقول : وفي زيارة النبي يقول فيه الزائر « بلغ روح نبيك محمد صلى الله عليه وآله مني السلام ». كامل الزيارات ١٨ ، الباب ٣. وأنه تعالى يبلغه.

٣ ـ الوسائل ٨ | ٤٤٧ ، باب ٤٣ في كيفية رد السلام الحديث ٤.

١٤٧

بإبلاغ السلام على كل من الأئمة الطاهرينعليهم‌السلام ، ولا سيما الإمام ، سيد الشهداء ، الحسين بن علي عليهما صلوات الله وسلامه ، بل نقول بالقياس إلى جميع المؤمنين بعضهم إلى بعض ، فكيف بأئمتهم سادة العالم أجمع ، وأن كل زيارة ، أو دعاء ، أو سلام ، يبلغ ذلك كله النبي والأئمة الهداة صلى الله عليهم وسلم وإليك.

٥ ـ الصادقي : « تأتي قبر رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقلت : نعم ، فقال : أما أنه يسمعك من قريب ويبلغه عنك إذا كنت نائياً »(١) . يراد من « من قريب » الحرم أو المدينة ، والنائي خارجها.

٦ ـ الصادقي الآخر : عامر بن عبد الله قال : « قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إني زدت جمّالي دينارين أو ثلاث على أن يمر بي إلى المدينة فقال : قد أحسنت ، أما أيسر هذا تأتي قبر رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أما إنه يسمعك من قريب ويبلغه عنك من بعيد »(٢) .

بـيـان :

لم ينص على المبلغ عما يقوله عامر بن عبد الله من زيارة أو سلام أو عمل. وهل هم الملائكة الموكلة على ذلك أو غيرهم من خلق الله؟. وعلى أي تقدير دل الحديثان الأخيران على المطلوب.

٧ ـ إن جبرئيلعليه‌السلام هو رسول الله إلى رسول الله ، مبلغ سلام الله في كل نزول عليه ، ومنه الحديث الصادقي السابق : « لما توفيت خديجة رضي الله عنها جعلت فاطمة صلوات الله عليها تلوذ برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتدور حوله ، وتقول : يا أبة أين أمي؟ قال : فنزل جبرئيلعليه‌السلام فقال له : ربك يأمرك أن تقرئ فاطمة السلام تقول لها إن أمك في بيت من قصب كعابه من ذهب »(٣) .

__________________

١ ـ كامل الزيارات ١٢ ، والمخاطب أبو بكر الحضرمي ، وقد أمره الصادقعليه‌السلام أن يأتي مسجد الرسول ويكثر الصلاة فيه ، وأن يسلم عليه ويزورهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٢ ـ كامل الزيارات ١٢.

٣ ـ أمالي الطوسي ٢ | ١٧٨ ـ ١٧٩ ، والحديث الثاني من ( ١ ـ السلام اسم من أسماء الله الحسنى ).

١٤٨

والكل يدري أن إبلاغ السلام من شخص إلى آخر أمر مألوف ، متداول بين الجميع ، العالي منهم والداني ، وربما جاء في القصص من إبلاغ سلام الله(١) ، أو الملائكة ، أو الأنبياء ، والأئمةعليهم‌السلام إلى بعض الناس المرضي عندهم ؛ أما في المكاتيب المتبادلة بين الكاتب والمكتوب إليه فحدث ولا حرج ؛ إذ السلام كالبسملة مما يبدأ به في الكتابة ، ومن ثم جاء النص « رد جواب الكتاب واجب كوجوب رد السلام ». لدلالة الحديث على مفروغية إبلاغ السلام ورده مشافهة وكتابة.

منها : طلب زائر قبر النبي ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أن يبلغه الله سلامه ، كما في زيارته التي علمها أبو الحسنعليه‌السلام إبراهيم بن أبي البلاد وفي آخرها : « بلغ روح نبيك محمد ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مني السلام »(٢) .

ومنها : ما قاله الحر : ( ١٤ ـ باب استحباب إبلاغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سلام الإخوان من المؤمنين ) في صحيح كاظمي قال : « فإذا أتيت قبر النبي ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقضيت ما يجب عليك ، فصل ركعتين ، ثم قف عند رأس النبي ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم قل : السلام عليك يا نبي الله من أبي ، وأمي ، وولدي ، وخاصيَّتي ، وجميع أهل بلدي ، حرهم ، وعبدهم ، وأبيضهم ، وأسودهم ، فلا تشاء أن تقول للرجل : قد أقرأت رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عنك السلام إلا كنت صادقاً »(٣) .

بـيـان :

إنّ كلّ كلّي انطباقه على أفراده انطباق قهري ، فمن عمم في الدعاء وقال : ( اللهم اغفر للمؤمنين ) فمن كان مؤمناً حقاً شمله ، وطبق على

__________________

١ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٧٠ ، باب التكاتب.

٢ ـ كامل الزيارات ١٨ ، الباب ٣.

٣ ـ الوسائل ١٠ | ٢٨٠.

أقول : ومن مواضع طلب الزائر من الله إبلاغ السلام ، ما جاء في دعاء ركعتي الزيارة : « وأبلغهم عني أفضل التحية والسلام ، واردد عليّ منهم التحية والسلام » البحار ١٠١ | ٣٦١.

١٤٩

مصداقه الدعاء ، فكذا الطائف حول البيت الحرام بالأسبوع الناوي بطوافه الناس جميعاً. فالحديث هو سند لصحة النية الشاملة في كل أمر مرضي عند الله تعالى.

٨ ـ روى العياشي عن زرارة ، وحُمران بن أعين ، ومحمد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : حدّث أبو سعيد الخدري أن رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : « إنّ جبرئيل أتاني ليلة أُسري بي فحين رجعت قلت : يا جبرئيل هل لك من حاجة؟ قال حاجتي أن تقرأ على خديجة من الله ومني السلام ، وحدثنا عند ذلك أنها قالت حين لقيها نبي الله عليه وآله السلام ، فقال لها الذي قال جبرئيل ، فقالت : إن الله هو السلام ، ومنه السلام ، وإليه السلام ، وعلى جبرئيل السلام »(١) .

٩ ـ في حديث المعراج المطول إلى أن قال جبرئيلعليه‌السلام : « يا أحمد العزيز يقرأ عليك السلام ، قال : فقلت : هو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام »(٢) .

بـيان :

كان من الأجدر ذكر الحديثين في أول الفصول العشرة ، ولكن الذي كنا بصدده من إبلاغ السلام أوجب ذكرهما هنا ، وسيأتي في الخاتمة ، في حديث المعراج ، ما يتبين به الغرض من سلام الله تعالى ، وسلام جبرئيل ، وجواب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣) .

١٠ ـ حديث دردائيل وقد لقي جبرئيل يهبط إلى الأرض ليهنّأ محمداً بمولود له اسمه الحسين : « إذا هبطت إلى محمد فاقرأه مني السلام ، وقل له : بحق هذا المولود عليك إلا سألت ربك أن يرضى عني »(٤) .

١١ ـ روى الصدوق بإسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : قدم

__________________

١ ـ البحار ١٦ | ٧ ، و ٨ | ٣٨٥ ، الحديث ٩٠ من باب المعراج.

٢ ـ البحار ١٨ | ٣١٣.

٣ ـ في الأمر الأول من الأمور الثلاثة في الخاتمة.

٤ ـ كمال الدين ١ | ٢٨٣.

١٥٠

أعرابي على يوسف ليشتري منه طعاماً فباعه ، فلما فرغ قال له يوسف : أين منزلك؟ قال له : بموضع كذا وكذا ، قال : فقال له : فإذا مررت بوادي كذا وكذا فقف فنادِ : يا يعقوب! يا يعقوب! فإنه سيخرج إليك رجل عظيم جميل جسيم وسيم ، فقل له : لقيت رجلاً بمصر وهو يقرئك السلام ويقول لك : إن وديعتك عند الله عزّ وجلّ لن تضيع ، قال : فمضى الأعرابي حتى انتهى إلى الموضع فقال لغلمانه : احفظوا عليّ الإبل ثم نادى : يا يعقوب! يايعقوب! فخرج إليه رجل أعمى ، طويل ، جسيم ، جميل ، يتقي الحائط بيده ، حتى أقبل فقال له الرجل : أنت يعقوب؟ قال : نعم ، فأبلغه ما قال له يوسف ، قال : فسقط مغشياً عليه ، ثم أفاق فقال : يا أعرابي ألك حاجة إلى الله عزّ وجلّ؟ فقال له : نعم إني رجل كثير المال ولي ابنة عم ليس يولد لي منها ، وأحب أن تدعو الله أن يرزقني ولداً ، قال : فتوضأ يعقوب وصلى ركعتين ثم دعا الله عزّ وجلّ ، فرزق أربعة أبطن ، أو قال : ستة أبطن في بطن أثنان(١) .

بـيان :

دعاء الأنبياءعليهم‌السلام لا يرد ، وقد حظي الأعرابي بالأوفر من الحظوظ ، بأن تحمل رسالة نبيّ إلى نبيّ ، فكان موضع الرضا منهما على أنه رزق عدداً من أولاد(٢) .

١٢ ـ إبلاغ جابر الأنصاري عن الرسول إلى الباقر السلام : « فرسول الله يا مولاي يقرئ عليك السلام ، فقال أبو جعفر : يا جابر على رسول الله

__________________

١ ـ كمال الدين ١ | ١٤١ ـ ١٤٢.

٢ ـ ببركة دعاء يعقوبعليه‌السلام كما وهب الله لعلي بن بابويه القمي ولده الصدوق رحمهما الله بدعاء الإمام المهديعليه‌السلام . ولكن أين الثريا من الثرى وأين الصدوق طاب ثراه من الأعرابي. وقولنا : أين الثريا من الثرى من الأمثال ، أمثال وحكم ١ | ٣٣٠ ، وفيه : أين الثرى من الثريا ، وقد جاء ذكره في القصيدة الجلجلية لعمرو بن العاص يخاطب بها معاوية بن أبي سفيان ، والمقارنة بينه وبين عليّ أمير المؤمنينعليه‌السلام في جملة منها إلى أن قال :

فإن قيل بينكما نسبة

فأين الحسام من المنجل

وأين الثريا وأين الثرى

وأين معاوية من علي

الأبيات ، الأنوار النعمانية ١ | ١٢١ ـ ١٢٢ للسيد نعمة الجزائري ولأدنى علاقة جئنا بهذه النبذة.

١٥١

السلام وعليك يا جابر »(١) .

١٣ ـ قال الصدوق : حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقنديرضي‌الله‌عنه قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه ، قال : حدثنا محمد بن نصر [ نصير ] عن الحسين بن موسى الخشاب قال : حدثنا الحكم بن بهلول الأنصاري عن إسماعيل بن همام ، عن عمران بن قرة ، عن أبي محمد المدني ، عن ابن أذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، قال : حدثنا سليم بن قيس الهلالي قال : « سمعت عليّاًعليه‌السلام يقول : ما نزلت على رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، آية من القرآن إلا أقرأنيها ، وأملاها عليّ ، وكتبتها بخطي ، وعلمني تأويلها ، وتفسيرها ، وناسخها ، ومنسوخها ، ومحكمها ، ومتشابهها ، ودعا الله عزّ وجلّ لي أن يعلمني فهمها وحفظها ، فما نسيت آية من كتاب الله ، ولا علماً أملاه عليّ فكتبته ، وما ترك شيئاً علمه الله عزّ وجلّ من حلال ، ولا حرام ، ولا أمر ، ولا نهي ، وما كان ، أو يكون ، من طاعة ، أو معصية ، إلا علمنيه وحفظته ، ولم أنس منه حرفاً واحداً ، ثم وضع يده على صدري ودعا الله عزّ وجلّ أن يملأ قلبي فهماً وحكمةً ونوراً ، لم أنس من ذلك شيئاً ، ولم يفتني شيء لم أكتبه ، فقلت : يا رسول الله أتتخوف علي النسيان فيما بعد؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لست أتخوف عليك نسياناً ، ولا جهلاً ، وقد أخبرني ربّي جلّ جلاله أنه قد استجاب لي فيك ، وفي شركائك الذين يكونون من بعدك ، فقلت : يا رسول الله من شركائي من بعدي؟ قال : الذين قرنهم الله عزّ وجلّ بنفسه وبي ، فقال :( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولىِ الأمر منكم ) الآية(٢) ، فقلت : يا رسول الله ومن هم؟ قال : الأوصياء مني ، إلى أن يردوا عليّ الحوض ، كلهم هادٍ مهتدٍ ، لا يضرَّهم من خذلهم ، هم مع القرآن ، والقرآن معهم ، لا يفارقهم ولا يفارقونه ، بهم تنصر أمتي ، وبهم يمطرون ، وبهم يدفع عنهم البلاء ، ويستجاب دعاؤهم. قلت : يا رسول الله سمهم لي. فقال : ابني هذا ـ ووضع يده على رأس الحسن ـ ثم ابني هذا ـ ووضع يده

__________________

١ ـ كمال الدين ١ | ٢٥٤ ، والحديث مطول اختصرناه لضيق المجال.

٢ ـ النساء : ٥٩.

١٥٢

على رأس الحسينعليهما‌السلام ـ ثم ابن له يقال له : عليّ وسيولد في حياتك فاقرئه مني السلام ، ثم تكمله اثني عشر ، فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله سمهم لي [ رجلاً فرجلاً ] ، فسماهم رجلاً رجلاً ، فيهم والله يا أخا بني هلال مهديّ أمّتي محمد ، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، والله إني لأعرف من يبايعه بين الركن والمقام ، وأعرف أسماء آبائهم وقبائلهم »(١) .

١٤ ـ ما رواه الصدوق ، في الكاظمي في سبب إسلام سلمان الفارسي ، نقلاً عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وكان من أهل شيراز ، واسمه روزبه ، والقصة طويلة ، إلى نزوله على راهب ، فلما حضرته الوفاة قال : إني ميت ، فقلت له : فعلى من تخلفني؟ فقال : لا أعرف أحداً يقول بمقالتي هذه إلا راهباً بأنطاكية ، فإذا لقيته فاقرئه مني السلام وادفع إليه هذا اللوح ، وناولني لوحاً فلما مات غسلته(٢)

١٥ ـ « ثم إن آدم لما مرض ، المرضة التي قبض فيها ، أرسل إلى هبة الله فقال له : إن لقيت جبرئيل أو من لقيت من الملائكة فاقرئه مني السلام »(٣) .

ومنها : إبلاغ سلام الكاظمعليه‌السلام لشطيطة :

روى الشيخ المجلسي ، طاب ثراه ، عن شهر آشوب قال أبو علي بن راشد وغيره في خبر طويل : إنه اجتمعت عصابة الشيعة بنيسابور ، واختاروا محمد بن علي النيسابوري ، فدفعوا إليه ثلاثين ألف دينار وخمسين ألف درهم وشقة من الثياب ، وأتت شطيطة بدرهم صحيح وشقة خام من غزل يدها ، تساوي أربعة دراهم ، فقالت : إن الله لا يستحي من الله(٤) .

قال : فثنيت درهمها وجاؤوا بجزءٍ فيه مسائل ملء سبعين ورقة ، في كل

__________________

١ ـ كمال الدين ١ | ٢٨٤ ـ ٢٨٥.

٢ ـ كمال الدين ١ | ١٦١ ـ ١٦٦.

٣ ـ كمال الدين ١ | ٢١٤.

٤ ـ اقتباس من قوله تعالى( والله لا يستحيى من الحق ) الأحزاب : ٥٣.

١٥٣

ورقة مسألة ، وباقي الورق بياض ، ليكتب الجواب تحتها ، وقد حزمت كل ورقتين بثلاث حزم ، وختم عليها بثلاث خواتيم ، على كل حزام خاتم ، وقالوا : أدفع إلى الإمام ليلة وخذ منه في غدٍ ، فإن وجدت الجزء صحيح الخواتيم فاكسر منها خمسة ، وانظر هل أجاب عن المسائل ، فإن لم تنكسر الخواتيم فهو الإمام المستحق للمال فادفع إليه ، وإلا فرد إلينا أموالنا.

فدخل على الأفطح عبد الله بن جعفر وجربه وخرج عنه قائلاً : رب اهدني إلى سواء الصراط ، قال : فبينما أنا واقف إذا أنا بغلام يقول : أجب مَن تريد ، فأتى بي دار جعفر بن جعفر ، فلمّا رآني قال لي : ولِمَ تقنط يا أبا جعفر؟ ـ كنية محمد بن علي النيسابوري ـ ولِمَ تفزع إلى اليهود والنصارى؟ إلي فأنا حجّةالله ووليه ، ألَمْ يعرفك أبو حمزة على باب مسجد جدي؟ وقد أجبتك عما في الجزء من المسائل بجميع ما تحتاج إليه منذ أمس ، فجئني به وبدرهم شطيطة الذي وزنه درهم ودانقان ، الذي في الكيس الذي فيه أربعمائة درهم للوازوري(١) ، والشقة التي في رزمة الأخوين البلخيين.

قال : فطار عقلي من مقاله ، وأتيت بما أمرني ووضعت ذلك قِبَله، فإخذ درهم شطيطة وإزارها ، ثم استقبلني وقال : إن الله لا يستحيي من الحق(٢) ، يا أبا جعفر أبلغ شطيطة سلامي ، واعطها هذه الصرة ، وكانت أربعين درهماً ، ثم قال : وأهديت لها شقة من أكفاني من قطن قريتنا صيدا ، قرية فاطمةعليها‌السلام ، وغزل أختي حليمة ـ ابنة أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام ـ ثم قال : وقل لها : ستعيشين تسعة عشر يوماً من وصول أبي جعفر، ووصول الشقة والدراهم ، فأنفقي على نفسك منها ستة عشر درهماً ، وأجعلي أربعة وعشرين صدقة عنك وما يلزم عنك ، وأنا أتولى الصلاة عليك ، فإذا رأيتني يا أبا جعفر فاكتم عليّ ؛ فإنه أبقى لنفسك ، ثم قال : واردد الأموال إلى أصحابها ، وافكك هذه الخواتيم عن الجزء ، وانظر هل أجبناك عن المسائل أم لا من قبل أن تجيئنا بالجزء؟.

__________________

١ ـ كذا.

٢ ـ محاكاة لما قالته شطيطة عند دفع الحقوق إلى أبي جعفر النيسابوري البريد ، وإعلام بعلمهعليه‌السلام بما قالت.

١٥٤

فوجدت الخواتيم صحيحة ، ففتحت منها واحداً من وسطها فوجدت فيه مكتوباً : ما يقول العالمعليه‌السلام في رجل قال : نذرت لله لأعتقن كل مملوك كان في رقّي قديماً ، وكان له جماعة من العبيد؟.

الجواب بخطه :(١) .

بـيان :

لم نكمل الحديث لطوله ، ولا شاهد لنا منه سوى قولهعليه‌السلام « أبلغ شطيطة سلامي وأعطها هذه الصرة » وقد بلغه أبو جعفر إياها وأدى ماحمّل من الرسالة ، فجزاه الله عن إمامه خيراً.

الناحية الثالثة : نذكر فيها بعض فروع صيغ السلام ، وبيان رد المماثل في الصلاة.

أما بعض الفروع فقد جاء النص على لزوم صيغة الجمع في مواضع ثلاثة :

١ ـ روى الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « ثلاثة ترد عليهم رد الجماعة وإن كان وحداً : عند العطاس يقال: يرحمكم الله وإن لم يكن معه غيره. الرجل يسلّم على الرجل فيقول : السلام عليكم. والرجل يدعو للرجل فيقول : عافاكم الله وإن كان واحداً ؛ فإن معه غيره »(٢) .

بـيان :

قولهعليه‌السلام آخر الحديث : « فإن معه غيره » دليل صالح للثلاثة ، لأن العاطس معه الملكان ، والكرام الكاتبون ، لا ينفكون عنه في ليل أو نهار ، وهكذا المسلّم عليه ، والمدعوّ له بالعافية. فالحكم معلل وبلفظ أوضح : أنه منصوص العلة لذكرها فيه على أن المؤمن كالكعبة ، وأنه عند

__________________

١ ـ البحار ٤٨ | ٧٣ ـ ٧٥ ، والمناقب ٤ | ٢٩١ ـ ٢٩٢.

٢ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٤٥ ، الوسائل ٨ | ٤٤٦.

١٥٥

الله عزّ وجلّ عظيم ، واجب الاحترام ، ومن حرمته عنده تعالى أنّه سمّاه باسمه عزّ اسمه( السلام المؤمن المهيمن ) (١) وله فضائل لا يعدها إلا الله تعالى.

٢ ـ من فروع السلام أنّ المسلّم يجب عليه أن يجهر ، فقد روى الكليني عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن ابن القدّاح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « إذا سلّم أحدكم فليجهر بسلامه لا يقول : سلّمت فلم يردّوا عليّ ، ولعله يكون قد سلّم ولم يسمعهم ، فإذا ردّ أحدكم فليجهر بردّه ، ولا يقول المسلّم : سلّمت فلم يردّوا عليّ ، ثم قال : كان عليّ »(٢) .

٣ ـ من فروع السلام إذا سلّم واحد من الجماعة بقوم أجزأهم ، وإذا ردَّ واحد من الجماعة أجزأ عنهم ، كما عنونه في الكافي بنفس العنوان ، روى الكليني عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن عليّ بن أسباط ، عن ابن بكير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله قال : « إذا مرت الجماعة يقوم أجزأهم أن يسلم واحد منهم ، وإذا سلم على القوم وهم جماعة أجزأهم أن يرد واحد منهم »(٣) .

٤ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : « إذا سلم الرجل من الجماعة أجزأ عنهم ». ولاشك أن عبد الرحمن بن الحجاج لا يقول ذلك إلا عن إمامه الصادقعليه‌السلام (٤) .

٥ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد ، عن محمد بن يحيى ، عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « إذا سلم من القوم واحد أجزأ عنهم ، وإذا رد واحد أجزأ عنهم »(٥) .

__________________

١ ـ الحشر : ٢٣.

٢ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٤٥ ، الوسائل ٨ | ٤٤٣.

٣ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٤٧ ، الوسائل ٨ | ٤٥٠.

٤ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٤٧ ، الوسائل ٨ | ٤٥٠.

٥ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٤٧ ، الوسائل ٨ | ٤٥٠.

١٥٦

بـيان :

الوحدة الإيمانية بين أفراد الناس تعتبرهم كفرد، وكجسد واحد فيه روح واحدة ، فإذا سلّم واحد من الجماعة كأنهم كلّهم قد سلّموا ، كما لو أجاب فرد من الجماعة على المسلّم فهو بمنزلة إجابة الجماعة نفسها ، وهذا المعنى ثابت في العرف العام أيضاً ، وليس الإجزاء أمراً مخترعاً ، بل ممّا عليه الناس إذا كانت بينهم مؤاصرة ومؤاخاة يضمهم تعامل روحي ، أو ماديّ ، وإن لم يكونوا مؤمنين موحّدين.

بقي من فروع السلام فرع هام ، وهو الإجابة بالمماثل ، إذا كان الإنسان في الصلاة وقد سلّم عليه والحكم بردّ المِثل مشهور بين الأصحاب ، لنصوص نذكرها أوّلاً ثم بيان ما كان منها :

١ ـ روى الشيخ الحرّ عن محمد بن الحسن ، بإسناده عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن محمد بن مسلم ، قال « دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام وهو في الصلاة فقلت : السلام عليك ، فقال : السلام عليك ، فقلت كيف أصبحت؟ فسكت ، فلما انصرف قلت : أيردّ السلام وهو في الصلاة؟ قال : نعم مِثل ما قيل له »(١) .

٢ ـ روى الشيخ الكليني عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « سألته عن الرجل يسلّم عليه وهو في الصلاة ، قال : يردّ سلام عليكم ولا يقول : وعليكم السلام ، فإن رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كان قائماً يصلي فمرَّ به عمّار بن ياسر ، فسلّم عليه عمّار ، فردّ عليه النبيّ ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، هكذا »(٢) .

٣ ـ روى الحرّ عن الشيخ الطوسي ، بإسناده عن سعد ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن علي بن النعمان ، عن

__________________

١ ـ الوسائل ٤ | ١٢٦٥ ، الباب ١٦ من أبواب قواطع الصلاة ، الحديث ١.

٢ ـ الكافي ٣ | ٣٦٦ ، باب التسليم على المصلي الحديث ١ ، الوسائل ٤ | ١٢٦٥.

١٥٧

منصور بن حازم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « إذا سلّم عليك الرجل وأنت تصلّي ، قال : تردّ عليه خفيًّا كما قال »(١) .

٤ ـ وعنه عن أحمد بن الحسن ، عن عمرو بن سعيد ، عن مصدق بن صدقة ، عن عمّار بن موسى ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « سألته عن السلام على المصلّي؟ فقال : إذا سلم عليك رجل من المسلمين وأنت في الصلاة ، فرد عليه فيما بينك وبين نفسك ، ولا ترفع صوتك »(٢) .

٥ ـ وبإسناده عن محمد بن مسلم ، أنه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن الرجل يسلم على القوم في الصلاة ، فقال : « إذا سلم عليك مسلم وأنت في الصلاة ، فسلم عليه ، تقول : السلام عليك وأشر بأصبعك »(٣) .

٦ ـ قال الصدوق : وقال أبو جعفرعليه‌السلام : « سلّم عمّار على رسول الله ،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو في الصلاة فردّ عليه ، ثم قال أبو جعفرعليه‌السلام : إن السلام اسم من أسماء الله عزّ وجلّ »(٤) .

٧ ـ عبد الله بن جعفر الحميري في ( قرب الإسناد ) عن عبد الله بن الحسن ، عن جده علي بن جعفر ، عن أخيه ، قال : « سألته عن الرجل يكون في الصلاة فيسلم عليه الرجل ، هل يصلح له أن يردّ؟ قال : نعم ، يقول : السلام عليك فيشير إليه بأصبعه »(٥) .

بـيان :

قال الشيخ المجلسي : ردّ السلام واجب على الكفاية في الصلاة وغيرها ، إجماعاً كما في التذكرة ، وتدل على وجوب الرد في الصلاة صريحاً ، أخبار كثيرة ، وقد قطع الأصحاب بأنه يجب الردّ في الصلاة بالمثل ، وجوز جماعة من المحقيقن الردّ بالأحسن أيضاً لعموم الآية(٦) .

__________________

١ ـ الوسائل ٤ | ١٢٦٥ ، الحديث ٣ من الباب ١٦ من القواطع.

٢ ـ الوسائل ٤ | ١٢٦٦.

٣ ـ الوسائل ٤ | ١٢٦٦ ، الحديث ٥.

٤ ـ الوسائل ٤ | ١٢٦٦ ، الحديث ٦.

٥ ـ الوسائل ٤ | ١٢٦٦ ، الحديث ٧.

٦ ـ مرآة العقول ١٥ | ٢٤٠.

١٥٨

وحصر الردّ على الإشارة بالأصبع أو غيره تردّه هذه الأخبار الصريحة في الردّ بالقول : نعم خبران منها : أضافا الإشارة بالأصبع ، وليس فيهما دلالة على الحصر بعد قولهعليه‌السلام : « تقول : السلام عليك وأشر بأصبعك »(١) . أو « يقول : السلام عليك فيشير إليه بأصبعه »(٢) .

وقال طاب ثراه : وهل يجب إسماع المسلّم تحقيقاً أو تقديراً؟ قولان ، ويتحقق الامتثال برد واحد ممن يجب عليه الردّ ، وفي الاكتفاء بردّ الصبيّ المميّز وجهان ، ولو كان المسلّم صبيّاً مميّزاً فالأظهر وجوب الردّ ، وهل يجوز للمصلّي الردّ بعد قيام غيره به؟ قولان ، ولو ترك الردّ فهل تبطل صلاته؟ احتمالات ، ثالثها البطلان إن أتى بشيءٍ من الأذكار وقت توجّه الخطاب بالردّ ، وذكر جمع من الأصحاب أنه لا يكره السلام على المصلّي ، ويمكن القول بالكراهة ، لما رواه الحميري في قرب الإسناد عن الصادقعليه‌السلام إذ قال : « كنت أسمع أبي يقول : إذا دخلت المسجد(٣) والقوم يصلّون ، فلا تسلّم عليهم وصل(٤) على النبي وآله ، ثم أقبل على صلاتك »(٥) .

ويمكن حمل أخبار المنع على التقية ، لكون أكثرها مشتملة على رجال العامّة واشتهاره بينهم(٦) .

أقـول :

تقدمت نصوص الردّ في الصلاة وهي تدلّ بأجمعها على الوجوب ، لأن قولهعليه‌السلام : « تردّ عليه ، أو تقول » ظاهره الوجوب. وأما حديث الباقرعليه‌السلام : « ولا على المصلي ، وذلك لأنّ المصلّي لا يستطيع أن يردّ السلام » فسيأتي(٧) بيانه قريباً بما يوافق النصوص.

__________________

١ ـ كما في الحديث رقم ٥ ـ

٢ ـ حديث الحميري رقم ٧.

٣ ـ في الوسائل ٤ | ١٢٦٧ ، الباب ١٧ قواطع الصلاة ، الحديث ٢ « المسجد الحرام ».

٤ ـ في المصدر نفسه « وسلّم ».

٥ ـ الوسائل ٤ | ١٢٦٧.

٦ ـ مرآة العقول ١٥ | ٢٤٠ ـ ٢٤١.

٧ ـ سادس أحاديث ( ٩ ـ السلام المنهي عنه ).

١٥٩
١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470