منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-91-4
الصفحات: 470

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 470 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 256655 / تحميل: 5209
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩١-٤
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

الحسن بن محبوب(١) .

وفيست : داود الحمّار ، له كتاب ؛ عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن حميد بن زياد ، عن أحمد بن ميثم ، عنه(٢) .

أقول : فيضح ابن سليمان : بضمّ السين والياء بعد اللام ، أبو سليمان كذلك أيضا ، الحمّار : بالمهملة والميم المشدّدة والراء أخيرا(٣) .

وفيمشكا : ابن سليمان الحمّار الكوفي الثقة ، عنه الحسن بن محبوب ، وأحمد بن ميثم. وهو عن الصادقعليه‌السلام (٤) .

١١١٣ ـ داود بن سليمان بن جعفر :

أبو أحمد القزويني ، ذكره ابن نوح في رجاله ، له كتاب عن الرضاعليه‌السلام ، أخبرني محمّد بن جعفر النحوي ، عن الحسين بن محمّد الفرزدق القطعي ، قال : حدّثنا أبو حمزة بن سليمان ، قال : نزل أخي داود بن سليمان ، وذكر النسخة ،جش (٥) .

داود بن سليمان(٦) ، عدّه المفيد من خاصّة أبي الحسنعليه‌السلام وثقاته ومن أهل الورع والعلم والفقه من شيعته.

ثمّ روى بإسناده عن أبي علي الخزاز عنه(٧) أنّه قال : قلت لأبي إبراهيم‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ١٦٠ / ٤٢٣.

(٢) الفهرست : ٦٩ / ٢٨٦.

(٣) إيضاح الاشتباه : ١٧٩ / ٢٦٩.

(٤) هداية المحدّثين : ١٩٩.

(٥) رجال النجاشي : ١٦١ / ٤٢٦.

(٦) قد ترجم أكثر الجامعين للرجال داود بن سليمان الذي ذكره الشيخ المفيد ترجمة مستقلة عن القزويني. ولكن الذي يظهر من النسخة الخطيّة للمنتهى ـ حيث لم يذكر داود الثاني بالخط الأحمر ـ وكذا من تعليقته على الترجمة ، وما سيذكره في آخر الترجمة عن المشتركات أنّه جعلهما ترجمة واحدة لشخص واحد ، فتأمّل.

(٧) في المصدر روى هذا بإسناده عن ابن مهران عن محمّد بن علي عن سعيد بن أبي الجهم

٢٠١

عليه‌السلام : إنّني سألت أباك من الذي يكون بعده(١) ، فأخبرني أنّك أنت هو ، فلمّا توفي أبو عبد اللهعليه‌السلام ذهب الناس يمينا وشمالا وقلت بك أنا وأصحابي ، فأخبرني من الذي يكون بعدك من ولدك؟ فقال : ابني فلان(٢) ، يعني الرضاعليه‌السلام .

وفيتعق : نقل هذه الرواية وهذا القول في الكافي عن نصر بن قابوس ، نعم فيه قبيل هذه الرواية رواية عن أبي علي الخزاز عن داود بن سليمان قال : قلت لأبي إبراهيمعليه‌السلام : إنّي أخاف أن يحدث حدث فلا ألقاك ، فأخبرني من الإمام بعدك؟ فقال : ابني فلان ، يعني أبا الحسنعليه‌السلام (٣) .

والظاهر أنّ ما أخذه المفيد أخذه من الكافي كما يظهر من سائر من عدّه ممّن روى النصّ ، فكأنّ في نسختهرحمه‌الله سقطة ، أو سبق نظره إلى موضع آخر(٤) .

إلاّ أنّ اتّحاد الذي وثّقه المفيد مع المذكور عنجش محلّ نظر وإن احتمله في النقد أيضا(٥) .

والذي يظهر من الجنابذي كما يأتي في عبد الله بن العبّاس القزويني كونه عاميّا(٦) ، ويشير إليه روايته عنهعليه‌السلام عن آبائه عن علي عليه‌

__________________

عن نصر بن قابوس ، نعم ذكر رواية قبيل هذه عن داود بن سليمان في النصّ على إمامة الرضاعليه‌السلام ، وسيأتي التنبيه عليه.

(١) في المصدر : بعدك.

(٢) الإرشاد : ٢ / ٢٤٨ ، ٢٥١.

(٣) الكافي ١ : ٢٥٠ / ١١ ، ١٢.

(٤) أقول : الذي في الإرشاد كما هو موجود في الكافي ، حيث ذكر هذه الرواية ـ كما بيّنا ـ عن نصر بن قابوس وذكر كذلك رواية داود قبيل هذه الرواية بلا فرق مع الكافي.

(٥) نقد الرجال : ١٢٨ / ٢٣.

(٦) لم يظهر منه كونه عاميّا ، سوى انّه نقل عن الجنابذي عدّه من الذين رووا عن الرضاعليه‌السلام وهم : عبد الله بن العبّاس القزويني وعبد السّلام بن صالح الهروي وداود بن سليمان.

فلعلّه استظهر عاميتهم من ذكر الجنابذي العامي لهم.

وذكر عبارة الجنابذي هذه الإربلي في كشف الغمّة : ٢ / ٢٦٧.

٢٠٢

السّلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع احتمال كونه كعبد السّلام(١) ، فتدبّر(٢) .

أقول : الذي في ترجمة عبد الله بن العبّاس القزويني ـ حتّى بخطّه دام ظلّه ـ : سليمان بن داود(٣) ، فلاحظ. ولو فرضنا ففي تعيين كون الآتي عن الجنابذي هو المذكور عن(٤) جش نظر واضح ، فلعلّه الآخر أو آخر ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن سليمان بن جعفر القزويني الممدوح ، عنه أبو علي الخزاز(٥) .

١١١٤ ـ داود الصرمي :

له مسائل ، أخبرنا بها عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه ،ست (٦) .

وفيدي : يكنّى أبا سليمان(٧) .

وهو ابن مافنة الآتي عنجش (٨) .

__________________

(١) حيث إنّ عبد السّلام بن صالح الهروي ورد مدحه وأنّه من أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام ، وقد قيل فيه إنّه عامي ولم يثبت ذلك.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٥.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٠٤.

(٤) في نسخة « ش » : في.

(٥) هداية المحدّثين : ١٩٩.

(٦) الفهرست : ٦٨ / ٢٧٨.

(٧) رجال الشيخ : ٤١٥ / ٣ ، وفيه : الصيرفي. وذكر في باب أصحاب الإمام زين العابدينعليه‌السلام : ٨٨ / ١ داود الصرمي.

(٨) رجال النجاشي : ١٦١ / ٤٢٥.

٢٠٣

وفيتعق : ظاهر أخباره بل صريحها كونه من الشيعة(١) ، وربما يظهر من الشيخ اعتماده عليه ، لأنّه كثيرا ما يطعن في الروايات التي هو فيها بالشذوذ وغيره ولا يطعن من جهته أصلا(٢) (٣) .

أقول : فيمشكا : داود الصرمي ابن مافنة ، عنه أحمد بن أبي عبد الله(٤) .

١١١٥ ـ داود بن عطاء المدني :

أبو سليمان ،ق (٥) .

وزادصه : قال ابن عقدة : سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خداش يقول : داود بن عطاء المدني ليس بشي‌ء(٦) .

وفيجش : عنه عبّاد بن يعقوب الأسدي(٧) .

١١١٦ ـ داود بن علي اليعقوبي :

ضا (٨) . وزادصه : الهاشمي ، أبو علي بن داود ، روى عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام وقيل : روى عن الرضاعليه‌السلام ، ثقة(٩) .

وزادجش : له كتاب يرويه جماعة ، منهم عيسى بن عبد الله العمري(١٠) .

__________________

(١) انظر التهذيب ٦ : ٨٥ / ١٧٠ ، كامل الزيارات : ٣٠٣ / ١ ، باب ١٠١.

(٢) راجع التهذيب ٢ : ٢١٢ / ٨٣٣ و ٨٣٤.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٥.

(٤) هداية المحدّثين : ٥٨.

(٥) رجال الشيخ : ١٩١ / ٢٥.

(٦) الخلاصة : ٢٢١ / ٢.

(٧) رجال النجاشي : ١٥٧ / ٤١٢.

(٨) رجال الشيخ : ٣٧٥ / ٥.

(٩) الخلاصة : ٦٩ / ١١.

(١٠) رجال النجاشي : ١٦٠ / ٤٢٢.

٢٠٤

أقول : فيمشكا : ابن علي اليعقوبي الثقة ، عنه محمّد بن عبد الجبّار ، والعبّاس بن معروف.

وفي حجّ التهذيب : الحسين بن سعيد ، عن داود بن عيسى ، عن فضالة بن أيّوب ، عن معاوية بن عمّار(١) .

والممارسة تقتضي كونه عن حمّاد بن عيسى ، وإثبات كلمة عن بينه وبين فضالة تصحيف آخر ، والصواب : وفضالة ، فإنّ هذا من الطرق الشائعة للحسين بن سعيد(٢) .

١١١٧ ـ داود بن فرقد :

مولى آل بني السمّال الأسدي النصري ـ بالنون ـ وفرقد يكنّى أبا يزيد ، كوفي ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وإخوته يزيد وعبد الرحمن وعبد الحميد.

قال ابن فضّال : داود ثقة ثقة ،صه (٣) .

جش إلاّ : بالنون ، وفيه : آل أبي ؛ وزاد : له كتاب رواه عدّة من أصحابنا ، منهم صفوان بن يحيى ، وقد روى عنه هذا الكتاب جماعات من أصحابنا ـرحمهم‌الله ـ كثيرة ، منهم إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الله بن النجاشي المعروف بابن أبي السمّال(٤) .

وفيست : له كتاب ؛ ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن ابن أبي نصر وصفوان بن يحيى ،

__________________

(١) التهذيب ٥ : ٣٦٧ / ١٢٨٠.

(٢) هداية المحدّثين : ٥٨. وعليه فيكون السند هكذا : الحسين بن سعيد عن حمّاد بن عيسى وفضالة.

(٣) الخلاصة : ٦٨ / ٢ ، وفيها : مولى بني السماك الأزدي النضري.

(٤) رجال النجاشي : ١٥٨ / ٤١٨.

٢٠٥

عنه(١) .

وفيظم : ابن كثير الرقّي ، مولى بني أسد ثقة.

داود بن فرقد ، ثقة له كتاب. وهما من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام (٢) .

وفيكش : حمدويه ، عن أيّوب ، عن صفوان ، عنه قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّ رجلا خلفي حين صلّيت المغرب في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال :( فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللهُ ) (٣) فعلمت أنّه يعنيني ، فالتفت إليه وقلت : ( إِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ) (٤) فإذا هو هارون بن سعد(٥) .

قال : فضحك أبو عبد اللهعليه‌السلام ثمّ قال : أصبت الجواب قبل الكلام بإذن الله ،قلت : جعلت فداك لا جرم والله ما تكلّم بكلمة ، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما أحد أجهل منهم ، إنّ في المرجئة فتيا وعلما وفي الخوارج فتيا وعلما وما أحد أجهل منهم(٦) .

وفيتعق : الظاهر منجش وست وق(٧) وصه مغايرة هذا مع أبي يزيد العطّار ، سيّما مع التأمّل في ذكر طرق الكتاب ، لكن ربما يقرب في الظن اتّحادهما. وقد ذكر في التهذيب أنّ داود بن أبي يزيد العطّار هو داود بن‌

__________________

(١) الفهرست : ٦٨ / ٢٨٤.

(٢) رجال الشيخ : ٣٤٩ / ١ و ٢.

(٣) النساء : ٨٨.

(٤) الأنعام : ١٢١.

(٥) في نسخة « ش » : سعيد.

(٦) رجال الكشّي : ٣٤٥ / ٦٤١.

(٧) رجال الشيخ : ١٨٩ / ٤.

٢٠٦

فرقد(١) . وسيجي‌ء عن المصنّف عند ذكر طرق الصدوق حكمه بالاتّحاد(٢) (٣) .

أقول : فيمشكا : ابن فرقد الثقة ، عنه صفوان بن يحيى ، وإبراهيم ابن أبي سمّال ، وعلي بن عقبة ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر ، وعلي بن الحكم الثقة ، وابن أبي عمير ، وفضالة بن أيّوب ، ومالك بن عطيّة ، وعلي بن النعمان النخعي الثقة(٤) ، انتهى.

قلت : لاحظ ما مرّ عنه في ابن أبي يزيد وتأمّل.

١١١٨ ـ داود بن القاسم :

ابن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالبعليه‌السلام ، يكنّى أبا هاشم الجعفريرحمه‌الله ، كان عظيم المنزلة عند الأئمّةعليهم‌السلام ، شريف القدر ، ثقة ، روى أبوه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،جش (٥) .

وفيصه بعد الجعفريرحمه‌الله : من أهل بغداد ، ثقة جليل القدر عظيم المنزلة عند الأئمّةعليهم‌السلام ، شاهد أبا جعفر وأبا الحسن وأبا محمّدعليهم‌السلام ، وكان شريفا عندهم له موقع جليل عندهم(٦) .

وفيست : ابن القاسم الجعفري يكنّى أبا هاشم من أهل بغداد ، جليل القدر عظيم المنزلة عند الأئمّةعليهم‌السلام ، وقد شاهد جماعة منهم(٧) ، وكان مقدّما عند السلطان ؛ وله كتاب ، أخبرنا به عدّة من أصحابنا ،

__________________

(١) التهذيب ١ : ٣٧١ / ١١٣٣ ، ٢ : ٢٥ / ٧٠ و ٨٢.

(٢) منهج المقال : ٤١٠.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٦.

(٤) هداية المحدّثين : ٥٩.

(٥) رجال النجاشي : ١٥٦ / ٤١١.

(٦) الخلاصة : ٦٨ / ٣.

(٧) في المصدر : وقد شاهد الرضا والجواد والهادي والعسكري وصاحب الأمرعليهم‌السلام .

٢٠٧

عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبي جعفر(١) .

وفي نسخةشه : وقد شاهد جماعة ، منهم الرضا والجواد والهادي والعسكري وصاحب الأمرعليهم‌السلام ، وقد روى عنهم كلّهم ، وله أخبار ومسائل وله شعر جيّد فيهم ، وكان مقدّما. إلى آخره ، ولعلّها أصحّ(٢) .

وفيج : ثقة جليل القدر(٣) .

وفيدي وكر : ثقة(٤) .

وفيكش : له منزلة عالية عند أبي جعفر وأبي الحسن وأبي محمّدعليهم‌السلام وموقع جليل ـ على ما يستدل بما روى عنهم ـ في نفسه وروايته(٥) .

وفي ربيع الشيعة أنّه من وكلاء الناحية الذين لا تختلف الشيعة فيهم(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن القاسم الجعفري الثقة ، عنه أحمد بن أبي عبد الله ، وعلي بن إبراهيم كما في الكافي(٧) ، وإبراهيم بن هاشم كما في‌

__________________

(١) الفهرست : ٦٧ / ٢٧٦.

(٢) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٣٥ ، باختلاف.

(٣) رجال الشيخ : ٤٠١ / ١.

(٤) رجال الشيخ : ٤١٤ / ١ ، ٤٣١ / ١.

(٥) رجال الكشّي : ٥٧١ / ١٠٨٠.

(٦) إعلام الورى : ٤٨٨.

(٧) الكافي ٣ : ٢١٥ / ٢ ، وفيه : علي بن إبراهيم عن أبيه عنه ، إلاّ أنّ الرواية رواها الشيخ في التهذيب ٣ : ٣٢٧ / ١٠٢١ وفيه : علي بن إبراهيم عن أبي هاشم الجعفري. وذكر في هامش نسخة الكافي أنّ كلمة « عن أبيه » لا توجد في أكثر نسخ الكتاب.

٢٠٨

التهذيب(١) (٢) .

١١١٩ ـ داود بن كثير الرقّي :

مولى بني أسد ، وأبوه(٣) كثير يكنّى أبا خالد ، وهو يكنّى أبا سليمان ، من أصحاب موسى بن جعفرعليه‌السلام .

قال الشيخ : إنّه ثقة.

وروىكش من طريق فيه يونس بن عبد الرحمن عمّن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه أمر أصحابه أن ينزلوه منزلة المقداد من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكذا في حديث آخر بهذا السند أنّه من أصحاب القائمعليه‌السلام . قال أبو عمرو الكشّي : وتذكره(٤) الغلاة أنّه من أركانهم ، وتروي عنه المناكير من الغلو وتنسب إليه أقاويلهم ، ولم أسمع أحدا من مشايخ العصابة يطعن فيه ، وعاش إلى زمان الرضاعليه‌السلام .

وقالجش : إنّه ضعيف جدا ، والغلاة تروي عنه. قال أحمد بن عبد الواحد : قلّما رأيت له حديثا سديدا.

وقالغض : إنّه كان فاسد المذهب ضعيف الرواية لا يلتفت إليه.

وعندي في أمره توقّف ، والأقوى قبول روايته لقول الشيخرحمه‌الله وقول كش.

وقال أبو جعفر بن بابويه : روي عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال : أنزلوا داود الرقّي منّي بمنزلة المقداد من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،صه (٥) .

__________________

(١) التهذيب ٦ : ١٠٩ / ١٩٢.

(٢) هداية المحدّثين : ٥٩.

(٣) في نسخة « ش » : وأبو.

(٤) في الخلاصة والكشّي : وتذكر.

(٥) الخلاصة : ٦٧ / ١.

٢٠٩

وفيق : ابن كثير بن أبي خالدة الكوفي(١) .

وبخطّشه علىصه : قوله : والأقوى قبول روايته ، وتعليله بقول الشيخ ، فيه نظر بيّن ، لأنّ الجرح مقدّم على التعديل ، فكيف مع كون الجارح جماعة فضلاء إثبات(٢) ؟! انتهى.

وفيجش إلى قوله : وهو يكنّى أبا سليمان ، ضعيف. إلى آخر ما ذكره(٣) .

وكذا ما فيكش بتفاوت يسير(٤) ، إلاّ أنّ سند الخبر الثاني هكذا : علي ابن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبي عبد الله البرقي يرفعه(٥) ، فتأمّل. وقوله : عاش إلى آخره ، نقله عن نصر بن الصباح(٦) .

وفي الإرشاد أنّه من خاصّة أبي الحسنعليه‌السلام وثقاته ومن أهل الورع والعلم والفقه من شيعته(٧) .

وفيست : له أصل ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن محبوب ، عنه(٨) .

والإسناد : عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى. إلى آخره(٩) (١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٩٠ / ٩ ، وفيه : ابن كثير بن أبي خالد الرقي.

(٢) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٣٥.

(٣) رجال النجاشي : ١٥٦ / ٤١٠ ، ولم يرد فيه : مولى بني أسد.

(٤) رجال الكشّي : ٤٠٢ / ٧٥٠ و ٧٥١ ، ٤٠٧ / ٧٦٥ و ٧٦٦.

(٥) رجال الكشّي : ٤٠٢ / ٧٥١.

(٦) رجال الكشّي : ٤٠٧ / ٧٦٥.

(٧) الإرشاد : ٢ / ٢٤٨.

(٨) الفهرست : ٦٨ / ٢٨١ ، وفيه : ابن كثير البرقي له كتاب.

(٩) إلى آخره ، لم يرد في نسخة « م ».

(١٠) الفهرست : ٦٨ / ٢٧٨.

٢١٠

وفيتعق : قولشه : الجرح مقدّم ، ذكر في البلغة مثله(١) . وقال خالي : الأظهر جلالته(٢) ، وهو كذلك لما مرّ في الفوائد. على أنّ التعديل ربما يكون في أمثال المقام مقدّما مطلقا ، يظهر وجهه بالتأمّل فيها. على أنّ ضعف تضعيفغض ظاهر.

وأمّا ابن عبدون فغايته التأمّل فيه بسبب قلّة ما رأى منه السديد ، وهو كما ترى ، سيما بعد ملاحظة أنّ رواة أحاديثه مثل شباب الصيرفي وأمثاله ، ومع ذلك فرواياته سديدة مقبولة.

وأمّاجش فليس قوله نصّا ، بل ولا ظاهرا في تضعيفه ، ظهر وجهه ممّا ذكرنا ـ في قولهم : ضعيف ـ في الفوائد(٣) ، إلاّ أن يقال : الظاهر من قوله : الغلاة إلى آخره ذلك ، وفيه أنّه على تقدير تسليم الظهور ومقاومته للنصّ يكون الظاهر حينئذ أنّ منشأ جرحه رواية الغلاة عنه وقول ابن عبدون ، وهو كما ترى.

وأمّا جلالته فمن كلام الشيخ ، وكذا الصدوق معتقد جلالته وإن ذكر الرواية مرسلة(٤) ، إذ إرسالها غير مضرّ بالنسبة إليه ، وأمّا بالنسبة إلينا فلا شكّ في إفادة الظن ، فيحصل لنا من نفس الرواية أيضا ظنّ ، مع أنّها حجّة كما ذكرنا في الفوائد(٥) .

__________________

(١) بلغة المحدّثين : ٣٥٩.

(٢) الوجيزة : ٢٠٩ / ٧٠٢.

(٣) ذكر ذلك في الفائدة الثانية وناقشه بأنّه لا يدلّ على ضعف في نفس الرجل ، بل لعلّه لقلة حافظة ، وسوء ضبط ، أو لروايته عن الضعفاء وإرساله الأخبار ، وإيراد الرواية التي ظاهرها الغلو أو التفويض أو الجبر أو التشبيه. ثمّ قال : وأسباب قدح القدماء كثيرة ، وإنّ أمثال ما ذكر ليس منافيا للعدالة. إلى آخر ما قال.

(٤) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٩٤.

(٥) راجع الفائدة الأولى من فوائد التعليقة.

٢١١

وأمّاكش فرأيت كلامه فيه ، سيما قوله : ولم أسمع. إلى آخره ، إذ قلّما يتّفق جليل لم يطعن عليه أحد من العصابة ، فكيف ومن تدّعيه الغلاة! وهو دليل تام على ظهور جلالته عندهمرضي‌الله‌عنه .

والروايات وإن كانت ضعيفة لكنّها تفيد الظنّ إن لم نقل بحجيتها ، والروايات الصريحة في عدم غلوّه أكثر من أن تحصى.

وأيضا يروي عنه ابن أبي عمير(١) ، وكذا الحسن بن محبوب(٢) ، وهو كثير الرواية ، ورواياته مقبولة مفتيّ بها ، إلى غير ذلك من أمارات الوثاقة والاعتماد.

وممّا يؤيّد قول المفيدرحمه‌الله (٣) ، بل الظاهر أنّه تعديل آخر من ثقة جليل عارف.

وممّا يؤيّد(٤) روايته النصّ عن الصادقعليه‌السلام على الكاظمعليه‌السلام ، وعنهعليه‌السلام على الرضاعليه‌السلام (٥) .

وممّا يؤيّد الرواية المذكورة في ذريح(٦) .

ويأتي في سهل بن زياد ما له ربط(٧) ، فتأمّل ، ولا نكتف بظاهر ما يتراءى عليك وما يظهر لك في بادئ النظر.

__________________

(١) التهذيب ٦ : ٢١٠ / ٤٩٢.

(٢) الكافي ٢ : ٦٥ / ١ ، التهذيب ٥ : ٢٩٥ / ١٠٠٠.

(٣) الذي مرّ ذكره نقلا عن الإرشاد : ٢ / ٢٤٨ أنّه من خاصّة أبي الحسنعليه‌السلام وثقاته.

إلى آخره.

(٤) في نسخة « ش » : يؤيده.

(٥) الكافي ١ : ٢٤٩ / ٥ ، ذكر النصّين معا. وهذا المقطع من التعليقة لم يرد في النسخة المطبوعة.

(٦) المنقولة عن رجال الكشّي : ٣٧٣ / ٧٠٠.

(٧) لأنّه أيضا اتهم بالضعف وبالغلو والكذب ، وقد ناقش الوحيد ذلك وردّه.

٢١٢

أقول : فيمشكا : ابن كثير الرقي الثقة ، شباب الصيرفي الرقي عن أبيه عنه(١) ، والحسن بن محبوب عنه(٢) .

١١٢٠ ـ داود بن كورة القمّي :

بوّب كتاب النوادر لأحمد بن محمّد بن عيسى ، لم(٣) .

وزادست : وله كتاب الرحمة مثل كتاب سعد بن عبد الله(٤) .

وفيجش : هو الذي بوّب كتاب النوادر لأحمد بن محمّد بن عيسى وكتاب المشيخة للحسن بن محبوب السرّاد على معاني الفقه ، له كتاب الرحمة في الوضوء والصلاة والزكاة والصوم والحجّ ، عنه أحمد بن محمّد بن يحيى(٥) .

وفيتعق : الظاهر جلالته ، وهو من مشايخ الكلينيرحمه‌الله (٦) (٧) .

أقول : فيمشكا : ابن كورة ، عنه أحمد بن محمّد بن يحيى(٨) .

١١٢١ ـ داود بن مافنة الصرمي :

مولى بني قرّة ثمّ بني صرمة منهم ، كوفي ، روى عن الرضاعليه‌السلام ، يكنّى أبا سليمان ، وبقي إلى أيام أبي الحسن صاحب العسكرعليه‌السلام وله مسائل إليه ، أحمد بن محمّد عنه بهاجش (٩) .

__________________

(١) في نسخة « ش » : شبل الصيرفي عن أبيه عنه.

(٢) هداية المحدّثين : ٥٩.

(٣) رجال الشيخ : ٤٧٢ / ٢.

(٤) الفهرست : ٦٨ / ٢٨٢.

(٥) رجال النجاشي : ١٥٨ / ٤١٦.

(٦) راجع رجال النجاشي : ٣٧٨ / ١٠٢٦.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٨.

(٨) هداية المحدّثين : ٥٩.

(٩) رجال النجاشي : ١٦١ / ٤٢٥.

٢١٣

وسبق الصرمي.

أقول : ظاهر الوجيزة كونه من الحسان لأنّه ـ ذكره وقال : له مسائل(١) ، فيقوى ما ذكره فيتعق في الصرمي(٢) ، فتأمّل.

١١٢٢ ـ داود بن محمّد النهدي :

ابن عمّ الهيثم بن أبي مسروق ، كوفي ، ثقة ، متأخّر الموت ،صه (٣) .

وزادجش : روى عنه يحيى بن زكريّا اللؤلؤي(٤) .

وفيست : له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن ابن بطّة ، عن الصفّار ، عنه(٥) .

والإسناد : عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة(٦) .

وفي لم : روى عنه الصفّار(٧) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد النهدي ، الثقة ، عنه يحيى بن زكريّا ، والصفّار ، ويونس بن عبد الرحمن(٨)

١١٢٣ ـ داود بن النعمان :

أخو علي بن النعمان ، ثقة ، عين ؛ قالكش عن حمدويه عن أشياخه : إنّه خيّر فاضل ، وهو عمّ الحسن بن علي بن النعمان ، وأوصى بكتبه لمحمّد ابن إسماعيل بن بزيع ،صه (٩) .

__________________

(١) الوجيزة : ٢٠٩ / ٧٠٣.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٥ ، حيث استظهر كونه من الشيعة ، بل واعتماد الشيخ عليه.

(٣) الخلاصة : ٦٩ / ١٣.

(٤) رجال النجاشي : ١٦١ / ٤٢٧.

(٥) الفهرست : ٦٨ / ٢٧٩.

(٦) الفهرست : ٦٨ / ٢٧٨.

(٧) رجال الشيخ : ٤٧٢ / ١.

(٨) هداية المحدّثين : ٦٠.

(٩) الخلاصة : ٦٩ / ٦.

٢١٤

وفيكش ما ذكره(١) .

وفيجش : أخو علي بن النعمان ، وداود الأكبر ، روى عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام وقيل : أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتاب(٢) .

وفيتعق : يأتي عنجش في أخيه علي أنّ داود أعلى منه مع توثيقه عليّا وتعظيمه(٣) ، وفي البلغة : ثقة(٤) ، وفي الوجيزة : ممدوح ووثّقه العلاّمة ولعلّه أقوى(٥) ، انتهى.

وفي النقد : لا يدلّ كلامجش على توثيقه لكن يستفاد من كلامه ، حيث قال : وداود الأكبر(٦) ـ انتهى ـ ، تأمّل فيه.

وسيجي‌ء في محمّد بن إسماعيل أنّ عليّا أوصى بكتبه له(٧) ولعلّهما معا أوصيا ، والله العالم.

وقوله : قيل أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في د(٨) والتهذيب في باب كيفيّة التيمّم روايته عنهعليه‌السلام (٩) (١٠) ، انتهى.

__________________

(١) رجال الكشّي : ٦١٢ / ١١٤١.

(٢) رجال النجاشي : ١٥٩ / ٤١٩ ، وفيه : داود بن النعمان مولى بني هاشم أخو.

(٣) رجال النجاشي : ٢٧٤ / ٧١٩.

(٤) بلغة المحدّثين : ٣٥٩.

(٥) الوجيزة : ٢٠٩ / ٧٠٥.

(٦) نقد الرجال : ١٣٠ / ٤٤ ، إلاّ أنّ فيه : وهذا ـ أي كلام النجاشي ـ لا يدلّ على توثيقه كما يستفاد من كلام النجاشي أيضا حيث قال : وداود الأكبر ، انتهى.

أقول : ولعلّ الوجه في ذلك أنّ المراد من كلام النجاشي في ترجمة أخيه علي من قوله : وأخوه داود أعلى منه ، أي : أعلى سندا لأنّه قيل فيه : إنّه روى عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، ويشير إليه أيضا قوله هنا : وداود الأكبر. كما أشار إلى ذلك جملة من المحققين.

(٧) نقلا عن النجاشي : ٣٣٠ / ٨٩٣.

(٨) رجال ابن داود : ٩١ / ٥٩٨.

(٩) التهذيب ١ : ٢٠٧ / ٥٩٨.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٨.

٢١٥

أقول : فيمشكا : ابن النعمان الثقة ، عن أبي أيّوب ، وإبراهيم بن عثمان ، وعن أبي الحسنعليه‌السلام ، وقيل : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

وعنه علي بن الحكم الثقة ، وابن أبي عمير(١) .

١١٢٤ ـ داود بن يحيى :

ابن بشير الدهقان ، كوفي ، يكنّى أبا سليمان ، ثقة ،صه (٢) .

وزادجش : له كتاب حديث علي بن الحسينعليه‌السلام (٣) .

أقول : فيمشكا : ابن يحيى الثقة ، عنه زيد بن محمّد بن جعفر العامري(٤) ، انتهى.

وقال الطريحي : عنه محمّد بن جعفر العامري(٥) ، فتأمّل.

١١٢٥ ـ درست بن منصور :

وقالكش ابن أبي منصور ، واسطي ، كان واقفا ،صه (٦) .

وفيجش : ابن أبي منصور محمّد الواسطي ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ـ ومعنى درست أي : صحيح ـ له كتاب يرويه جماعة ، منهم سعد بن محمّد الطاطري عمّ علي بن الحسن الطاطري ، ومنهم محمّد بن أبي عمير(٧) .

وفيق : ابن أبي منصور(٨) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٦٠.

(٢) الخلاصة : ٦٩ / ٨ ، وفيها : ابن بشر.

(٣) رجال النجاشي : ١٥٧ / ٤١٥.

(٤) هداية المحدّثين : ٦٠.

(٥) جامع المقال : ٦٧.

(٦) الخلاصة : ٢٢١ / ١.

(٧) رجال النجاشي : ١٦٢ / ٤٣٠.

(٨) رجال الشيخ : ١٩١ / ٣٦.

٢١٦

وزادظم : واسطي واقفي(١) .

وفيست : له كتاب ، وهو ابن أبي منصور ، أخبرنا بكتابه ابن عبدون ، عن علي بن محمّد بن الزبير القرشي ، عن أحمد بن عمر بن كيسبة ، عن علي بن الحسن الطاطري ، عنه.

ورواه حميد ، عن ابن نهيك ، عنه(٢) .

وفيكش : حمدويه قال : حدّثني بعض أشياخي قال : درست بن أبي منصور واسطي واقفي(٣) .

وفيتعق : الحكم بوقفه لا يخلو من شي‌ء لما مرّ في الفوائد. والظاهر أنّ حكمصه منظم وكش ؛ وحكمظم منكش ؛ وبعض أشياخ حمدويه غير معلوم الحال.

ورواية ابن أبي عمير تشير إلى الوثاقة ، وكذا رواية علي بن الحسن ؛ ورواية جماعة كتابه تشير إلى الاعتماد عليه ، وكذا كونه كثير الرواية وسديدها ومفتيّ بها ، إلى غير ذلك من أسباب الحسن(٤) ، انتهى.

أقول : في(٥) طس : درست بن أبي(٦) منصور واسطي واقفي ، والطريق حمدويه عن أشياخه(٧) .

وفيب : درست الواسطي وهو(٨) ابن أبي منصور ، له كتاب(٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٤٩ / ٣ ، وفيه زيادة : روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(٢) الفهرست : ٦٩ / ٢٨٨.

(٣) رجال الكشّي : ٥٥٦ / ١٠٤٩.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٨.

(٥) في نسخة « م » : قال.

(٦) أبي ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٧) التحرير الطاووسي : ١٩٧ / ١٥٤.

(٨) وهو ، لم ترد في المصدر. وفي نسخة « ش » : هو.

(٩) معالم العلماء : ٤٩ / ٣٢٦.

٢١٧

ولعلّ ما فيصه (١) مجموعه مقول القول ، وربما يؤيّده أنّ نسبة القول بأنّه(٢) ابن أبي منصور إليه فقط لا وجه له لما رأيت من تصريحجش وق وظم وست وطس وب(٣) بذلك.

فالتوقّف في وقفه بعد شهادة عدلين مرضيّين ، بل وعدول مرضيّين لعلّه ليس بمكانه.

وقوله سلّمه الله : بعض أشياخ. إلى آخره عجيب ، إذ لا شكّ في كونه من فقهائنا رضي الله عنهم ، مع أنّه سلّمه الله كثيرا مّا يقول في أمثال المقام : إنّ المراد ليس مجرّد نقل القول بل الظاهر أنّه للاعتماد عليه والاستناد إليه ، فتأمّل جدّا.

وما ذكره سلّمه الله من المؤيّدات لا ينافي الوقف أصلا ، نعم لا يبعد إدخال حديثه في القوي وخروجه بذلك من قسم الضعيف.

١١٢٦ ـ دعبل :

بكسر الدال المهملة وإسكان العين وكسر الباء الموحّدة بعدها لام ، ابن علي الخزاعي(٤) أبو علي الشاعر المشهور في أصحابنا ، حاله مشهور في الإيمان وعلو المنزلة ، عظيم الشأن ، صنّف كتاب طبقات الشعراء ،رحمه‌الله (٥) ،صه (٦) .

وفيجش : مشهور في أصحابنا ، صنّف كتاب طبقات الشعراء ،

__________________

(١) في نسخة « ش » زيادة : وطس وب.

(٢) في نسخة « ش » : بأنّ.

(٣) وطس وب ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٤) ابن علي الخزاعي لم ترد في المصدر ، وورد بعد أبو علي : الخزاعي.

(٥)رحمه‌الله ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) الخلاصة : ٧٠ / ١.

٢١٨

وكتاب الواحدة في مثالب العرب ومناقبها ، عنه موسى بن حمّاد(١) .

وفيكش : قال أبو عمرو : بلغني أنّ دعبل بن علي ووفد على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام بخراسان ، فلمّا دخل عليه قال : إنّي قلت قصيدة وجعلت في نفسي أن لا أنشدها أحدا أولى منك ، فقال : هاتها ، فأنشد قصيدته التي يقول فيها :

ألم تر أنّي مذ ثلاثين حجّة

أروح وأغدو دائم الحسرات

أرى فيئهم في غيرهم متقسّما

وأيديهم من فيئهم صفرات

فلمّا فرغ من إنشاده ، قام أبو الحسنعليه‌السلام ودخل منزله وبعث بخرقة فيها ستمائة دينار وقال للجارية : قولي له : يقول لك مولاي : استعن بهذه(٢) على سفرك وأعذرنا ، فقال لها دعبل : لا والله ما هذا أردت ولا له خرجت ولكن قولي له : هب لي ثوبا من ثيابك ، فردّها عليه أبو الحسنعليه‌السلام وقال له : خذها ، وبعث إليه بجبّة من ثيابه.

فخرج دعبل حتّى ورد قم ، فنظروا إلى الجبّة فأعطوه فيها ألف دينار فأبى عليهم وقال : لا والله ولا خرقة منها بألف دينار ، ثمّ خرج من قم فاتّبعوه وقد جمعوا عليه وأخذوا الجبّة ، فرجع إلى قم وكلّمهم فيها فقالوا : ليس إليها سبيل ولكن إن شئت فهذه الألف دينار ، قال : نعم وخرقة منها ، فأعطوه ألف دينار وخرقة منها(٣) .

وفيتعق : في العيون روى عنه النصّ عن الرضاعليه‌السلام على الأئمّة الأربعةعليهم‌السلام بعده.

__________________

(١) رجال النجاشي : ١٦١ / ٤٢٨.

(٢) في نسخة « م » : بها.

(٣) رجال الكشّي : ٥٠٤ / ٩٧٠.

٢١٩

وروى عن علي ابنه أنّه قال : لمّا حضر أبي الوفاة تغيّر لونه وانعقد لسانه واسودّ وجهه ، فكدت الرجوع عن مذهبه ، فرأيته بعد ثلاث فيما يرى النائم وعليه ثياب بيض وقلنسوة بيضاء ، فقلت له : يا أبة ما فعل بك؟ فقال : يا بني إنّ الذي رأيت من اسوداد وجهي وانعقاد لساني كان من شربي الخمر ، ولم أزل كذلك حتّى لقيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليه ثياب بيض وقلنسوة بيضاء ، فقال لي : أنت دعبل؟قلت : نعم يا رسول الله ، فقال : أنشدني قولك في أولادي ، فأنشدته قولي :

لا أضحك الله سنّ الدهر إذ ضحكت

وآل أحمد مظلومون قد قهروا

مشرّدون نفوا عن عقر دارهم

كأنّهم قد(١) جنوا ما ليس يغتفر

فقال لي : أحسنت ، وشفع في وأعطاني لباسه ، وها هي ، وأشار إلى ثياب بدنه(٢) .

وفيه : لمّا أنشد الرضاعليه‌السلام قصيدته المشهورة وبلغ(٣) إلى قوله :

لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها

وإنّي لأرجو الأمن بعد وفاتي

قال(٤) عليه‌السلام : آمنك الله يوم الفزع الأكبر. ولمّا وصل إلى قوله :

وقبر ببغداد لنفس زكيّة

تضمّنها الرّحمن في الغرفات(٥) .

قال : أفلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟ قال : بلى ، فقال :

__________________

(١) قد ، لم ترد في نسخة « م ».

(٢) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ٢٦٦ / ٣٥ و ٣٦. وما نقله عن العيون ورد في النسخة الخطيّة من التعليقة فقط.

(٣) في نسخة « ش » : بلغ.

(٤) في نسخة « ش » : فقال.

(٥) في نسخة « م » : بالغرفات.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

والّذي يدلّ على ذلك أنّ الفقيه عمارة اليمني كتب إلى صلاح الدين الأيّوبي قصيدة سمّاها: (شكاية المتظلّم ونكاية المتألّم) وهي بديعة رثى فيها أصحاب القصر الفاطمي عند زوال ملْكهم.

الإسماعيليّة النزاريّة

قد عرفت أنّ الإسماعيليّة افترقت فِرقتين بين مستعلية ونزاريّة، أمّا الأُولى فقد مضى الكلام فيها، وأمّا الثانية فقد قالوا بإمامة نزار بن معد، وبذلك استمرّ الركب الإمامي بعد وفاة المستنصر بالله، واتفقت النزاريّة قبل الانشقاق على إمامة الأئمّة التالية:

1 - المصطفى بالله نزار بن معد المستنصر.

2 - الإمام جلال الدين حسن بن أعلى محمّد.

3 - الإمام علاء الدين بن الإمام جلال الدين.

4 - الإمام ركن الدين فورشاه بن الإمام علاء الدين.

5 - الإمام شمس الدين بن ركن الدين.

وبعد وفاة الإمام شمس الدين بن ركن الدين ظهر اختلاف من نوع جديد، فالمعلوم أنّه كان للإمام محمّد شمس الدين ثلاثة أولاد، هم: مؤمن شاه، وقاسم شاه، وكياشاه.

فالمؤمنيّة اعترفت بإمامة مؤمن شاه وسارت وراءه وولْده من بعدهن حتّى آخرهم أمير محمد باقر سنة 1210هـ، والقاسميّة سارت وراء قاسم شاه وولْده الذين هم أُسرة آغا خان.

٢٦١

النزاريّة المؤمنيّة:

النزاريّة المؤمنيّة الّتي ذهبت إلى إمامة مؤمن بن محمّد ثُمَّ توالت الإمامة في نسله عبر العصور إلى أن انتقلت إلى الإمام محمّد بن حيدر (الأمير الباقر) (1179 - 1210هـ)؛ وهو آخر إمام من أُسرة مؤمن يَحتفظ الإسماعيليّون في سوريا بفرمان مُرسل منه، من بلدة اورنك آباد بالهند إلى الإسماعيليّين في سوريا، وفي عهده توقّف الفرع المؤمني النزاري عن الركب الإمامي، ودخلت الإمامة في الستر خلافاً للفرع الأخر النزاريّة القاسميّة الّتي ذهب إلى استمرار الإمامة إلى يومنا هذا، وبلغت قائمة الأئمّة النزاريّة المؤمنيّة إلى محمّد بن حيدر 22 إماماً.

النزارية القاسمية:

ذهبت النزاريّة القاسميّة إلى إمامة قاسم شاه، وتوالت الإمامة من عصره إلى يومنا هذا إلى أن وصلت النوبة إلى أُسرة آغا خان.

بلغ عدد الأئمّة النزاريّة القاسميّة من عصر نزار بن معد إلى يومنا هذا 31 إماماً.

وأمّا أئمّة الأُسرة الآغاخانيّة الّذين تحملوا عبء الإمامة، فهم:

1 - حسن علي شاه (1219 - 1298هـ)؛ وهو أوّل من لقّب بآغا خان.

2 - علي شاه (1246 - 1302هـ)، ولد في بلدة محلاّت.

٢٦٢

3 - سلطان بن محمّد شاه (1294 - 1380هـ)، المعروف بآغا خان الثالث، ولد في محلّة شهر العسل بكراتشي.

4 - كريم بن عليّ بن محمّد (1938 ـ...) المعروف بآغا خان الرابع.

هؤلاء أئمّة النزاريّة القاسميّة الآغاخانيّة، وهم الفِرقة المنحصرة باستمرار الإمامة في أولاد إسماعيل، وفق المذهب الإسماعيلي، فالله سبحانه يعلم هل تستمر الإمامة بعد رحيله أو تدخل في كهف الغيبة؟!

٢٦٣

الإسماعيلية والأُصول الخمسة

الإسلام عقيدة وشريعة، والإسماعيليّة كغيرها من المذاهب لها أُصول وفروع.

أمّا الفروع فلا يختلفون مع المسلمين في أُمّهاتها، وكفى في الوقوف عليها ما كتبه القاضي أبو حنيفة النعمان بن محمّد التميمي (المتوفّى 363هـ) باسم (دعائم الإسلام).

نعم، انفردوا في الاعتقاد بأنّ لكلّ حكم فرعي ظاهراً وباطناً، وقد ألّف القاضي المذكور كتاباً باسم (تأويل الدعائم) وسيمرّ عليك شيئاً من تأويلاته.

إنّما الكلام في عقائدهم وأُصولهم، لأنّ العثور عليها أمر صعب للغاية، وذلك لوجوه:

1 - الظنّة بكتبهم والتستّر عليها وإخفاؤها وعدم جعلها تحت متناول أيدي الآخرين.

2 - اتّخاذ الفلسفة اليونانيّة عماداً وسنداً للمذهب؛ فأدخلوا فيه أشياء كثيرة ممّا لا صلة لها بباب العقائد والأُصول، كالقول بالعقول العشرة والأفلاك التسعة ونفوسها، وأنّ الصادر الأوّل هو العقل، إلى أن ينتهي الصدور إلى العقل العاشر.

3 - إنّ المذهب الإسماعيلي لم يكن في بدء ظهوره مذهباً متكاملاً، وإنّما تكامل عبر الزمان، نتيجة احتكاك الدعاة مع أصحاب الفلسفة اليونانيّة.

٢٦٤

واعتمدنا في عرض عقائدهم على كتابين:

1 - (راحة العقل)، تأليف: الداعي في عهد الحاكم، أعني: أحمد بن عبد الله الكرماني (352 - كان حياً سنة 411هـ)، الملقّب بحجّة العراقين، وكبير دعاة الإسماعيليّة في عصر الحاكم بالله.

2 - (تاج العقائد ومعدن الفرائد)، تأليف: الداعي الإسماعيلي اليمني المطلق عليّ بن محمّد الوليد (522 - 612هـ). وهذا الكتاب أسهل فهماً من (راحة العقل)؛ يتضمّن مائة مسألة في معتقدات مذهب الإسماعيليّة.

٢٦٥

1

عقيدتهم في التوحيد

1 - عقيدتهم في توحيده سبحانه أنّه واحد لا مثل له ولا ضد:

يقول الكرماني في المشرع الخامس: إنّه تعالى لا ضدّ له ولا مثل. (1)

وفي تاج العقائد: إنّه تعالى واحد لا من عدد، ولا يعتقد فيه كثرة، أو ازدواج أشكال المخلوقات، واختلاف البسائط والمركّبات. (2)

2 - إنّه سبحانه ليس أيساً:

إنّ الأيس بمعنى الوجود، ولعلّ أوّل من استعمله هو الفيلسوف الكندي.

وتستنكر الإسماعيليّة وصفه سبحانه بالأيس، وجاء الدليل عليه في كتاب (راحة العقل) وحاصله: إنّه لو كان موصوفاً بالوجود، فبما أنّ الصفة غير الموصوف يحتاج في وصفه به إلى الغير، وهو تعالى غنيّ عمّا سواه.

____________________

(1) راحة العقل: 47.

(2) تاج العقائد ومعدن الفرائد: 21.

٢٦٦

يُلاحظ عليه: أنّ ما جاء به الكرماني يُعرب عن عدم نضوج الفلسفة اليونانيّة في أوساطهم، فهم يتصوّرون أنّ الوجود أمر عارض على الواجب، فيبحثون عن مسبِّب العروض، مع أنّه إذا كانت ماهيّته انّيّته، وكان تقدّست أسماؤه عين الوجود، فالاستدلال ساقط من رأسه.

3 - في نفي التسمية عنه:

والمُراد من نفي التسمية عنه هو نفي الماهيّة عنه، وقد استدلّوا على ذلك بقولهم: إنّه تعالى ليس له صورة نفسانيّة ولا عقليّة ولا طبيعيّة ولا صناعيّة، بل يتعالى بعظيم شأنه، وقوّة سُلطانه عن أن يوسم بما يوسم به أسباب خلقته وفنون بريّته، وقد اتّفقت فحول العلماء على أنّه تعالى لم يزل ولا شيء معه، لا جوهراً ولا عرضاً. (1)

4 - نفي الصفات عنه:

ذهبت الإسماعيليّة إلى نفي الصفات عنه على الإطلاق، واكتفت في مقام معرفته سبحانه بالقول بهويّته وذاته دون وصفه بصفات حتّى الصفات الجماليّة والكماليّة. مع أنّه سبحانه يوصف نفسه في غير سورة من السور، بصفاته.

____________________

(1) تاج العقائد ومعدن الفوائد: 26، ولكن الجمع بين نفي الأيس عنه سبحانه ونفي التسمية (الماهيّة) أمر محال؛ لأنّ الواقع لا يخلو عن أحد الأمرين: فهو وجود محض، أو وجود ذو ماهيّة، فلاحظ.

٢٦٧

5 - الصادر الأوّل هو الموصوف بالصفات العليا:

لمّا ذهبت الإسماعيليّة إلى نفي الصفات عنه سبحانه، لم يكن لهم بدّ من إرجاع تلك الصفات إلى المبدع الأوّل، الّذي هو الموجود الأوّل، وإليه تنتهي الموجودات، وهو الصادر عنه سبحانه بالإبداع، لا بالفيض والإشراق، كما عليه إخوان الصفا. (1)

قال الداعي الكرماني في هذا الصدد: فالإبداع هو الحقّ والحقيقة، وهو الوجود الأوّل، وهو الموجود الأوّل، وهو الوحدة، وهو الواحد، وهو الأزل، وهو الأزلي، وهو العقل الأوّل، وهو المعقول الأوّل، وهو العلم، وهو العالم الأوّل، وهو القدرة، وهو القادر الأوّل، وهو الحياة، وهو الحيّ الأول، ذات واحدة، تلحقها هذه الصفات، يستحقّ بعضها لذاته، وبعضها بإضافة إلى غيره، من غير أن تكون هناك كثرة بالذّات. (2)

____________________

(1) رسائل إخوان الصفا: 3/189.

(2) راحة العقل: 83.

٢٦٨

2

عقيدتهم في العدل

قد تعرّفت في البحث السابق على أنّهم لا يصفونه سبحانه بوصف، ويعتقدون أنّه فوق الوصف، وأنّ غاية التوحيد نفي الوصف، وإثبات الهويّة، ولهذا لا تجد عنواناً لهذا الفصل في كتبهم حسب ما وصل بأيدينا، ولكن يمكن استكشاف عقيدتهم في عدله سبحانه من خلال دراستهم لفعل الإنسان، وهل هو إنسان مسيّر أو مخيّر؟

1 - الإنسان مخيّر لا مسيّر:

يقول الداعي عليّ بن محمّد الوليد: الإنسان مخيّر، غير مجبور فيما يعتقد لنفسه من علومه وصناعته، ومذاهبه ومعتقداته.

إلى أن قال: ولولا ذلك لَما كانت لها منفعة بإرسال الرُّسل وقبول العلم، وتلقّي الفوائد والانصياع لأوامر الله تعالى؛ إذ لو كانت مجبورة لاستغنت عن كلّ شيء تستفيده، ثُمَّ استدلّ بآيات. (1)

____________________

(1) تاج العقائد: 166 - 168.

٢٦٩

2 - القضاء والقدر لا يسلبان الاختيار:

الإسماعيليّة تُثبت القضاء والقدر حقيقة لا مجازاً، ولكنّها تنفي كونهما سالبين للاختيار.

يقول الداعي عليّ بن محمّد الوليد: القضاء والقدر حقيقة لا مجاز، ولهما في الخلق أحوال على ما رتّب الفاعل سبحانه، من غير جبر يُلزم النفوس الآدميّة الدخول إلى النّار أو الجنّة.

إلى أن قال: إذ لو كان كذلك لذهبت النبوّات والأوامر المسطورات في الكتب المنزلة، في ذم قوم على ما اقترفوه ومدح قوم على ما فعلوه. (1) .

____________________

(1) تاج العقائد: 179.

٢٧٠

3

عقيدتهم في النّبوّة

1 - النبوّة أعلى مراتب البشر:

النبوّة عبارة عن ارتقاء النفس إلى مرتبة تصلح لأن يتحمّل الوحي.

يقول الداعي عليّ بن محمّد الوليد: إنّ الرسول الحائز لرتبة الرسالة، لا ينبغي أن يكون كمالاً يفوق كماله، ولا علماً يخرج عن علمه، وإنّه الّذي به تكون سعادة أهل الدور من أوّله إلى آخره، وإنّ السعادة الفلكيّة والأشخاص العالية والمؤثّرات خدم له في زمانه. (1)

3 - الرسالة الخاصّة والعامّة:

ثُمَّ إنّهم يقسّمون الرسالة إلى ضربين: عامّة وخاصّة.

والمراد من الرسالة العامّة هنا هو العقل الغريزي، وهو الرسول الأوّل المعدّ لقبول أمر الرسول الثاني.

وأمّا المراد من الرسالة الخاصّة فهو عبارة عن الرسول المبعوث إلى الناس.

____________________

(1) تاج العقائد: 57 - 58.

٢٧١

أقول: إنّ تسمية العقل الإنساني بالرسول لا يخلو من شيء، والأولى تسميته بالحجّة الباطنة، في مقابل الحجة الظاهرة الّذي هو النبيّ.

4 - في أنّ الأنبياء لا يُولدون من سِفاح:

يقول عليّ بن محمّد الوليد: إنّ الأنبياء والأئمة (عليهم السّلام) لا يلدهم الكفّار، ولا يُولدون من سِفاح. ثُمَّ استدلّ ببعض الآيات. (1)

5 - في صفات الأنبياء:

يقول الداعي الكرماني: المؤيّد المبعوث مجمع الفضائل الطبيعيّة؛ الّتي هي أسباب في نيل السعادة الأبديّة، وهو فيها على أمر يكون به على النهاية في جميعها من جودة الفهم والتصور لِما يشار إليه ويومأ، إلى أن قال: ويكون عظيم النفس، كريماً، محبّاً للعدل، مبغضاً للظلم والجور، مؤثِراً لِما يعود على النفس منفعته من العبادة، مِقداماً في الأُمور، جسوراً عليها، لا يروعه أمر في جنب ما يراه صواباً بجوهره. (2)

6 - في المعجزات الّتي يأتي بها الرُّسل:

إنّ المعجزة عند الإسماعيليّة عبارة عن خرق العادة في تكوين العالم بظهور ما يعجز العقل عن وجوده من الأُمور الطبيعيّة، من ردّ ما في الطبيعة عن

____________________

(1) تاج العقائد: 51.

(2) راحة العقل: 421 - 422.

٢٧٢

قانونه المعهود لقهر العقول، ودخولها تحت أمر المعقولات، ومن أجله يُعلم أنّه متّصل بالفاعل، الّذي لا يتعذر عليه متى أراد؛ إذ كلّما في العالم لا يتحرّك إلاّ بمادّته وتدبيره. (1)

7 - في أنّ الرسول الخاتم أفضل الرُّسل:

يفضّل رسول الله على سائر الرُّسل والأنبياء في وجوه؛ أفضلها الوجه التالي: هو أنّه سبحانه جعل شريعته مؤبّدة لا تُنسخ أبداً، وجعل الإمامة في ذريّته إلى قيام الساعة، ولم يُقدَّر ذلك لغيره. (2)

8 - في أنّ الشريعة موافقة للحكمة:

إنّ الحكمة والفلسفة العقليّة، هي والحكمة الشرعيّة سواء؛ لأنّ الله سبحانه خلق في عباده حكماء وعقلاء، ومحال أن يشرّع لهم شرعاً غير محكم وغير معقول، ولا يبعث برسالته وشرعه إلاّ حكيماً عاقلاً مدركاً مبيّناً لما تحتاجه العقول، ويكلّف لها بما يُسعدها ويقوّي نورها ويعظّم خطَرها. (3)

9 - في أنّ الشريعة لها ظاهر وباطن:

يقول عليّ بن محمّد الوليد: إنّ الشارع قد وضع أحكام شريعته وعباداتها

____________________

(1) تاج العقائد: 97.

(2) تاج العقائد: 59 - 60.

(3) تاج العقائد: 101.

٢٧٣

من الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحجّ وغير ذلك، مضمّنة للأُمور العقليّة والأحكام والمعاني الإلهيّة، وما يتخصّص منها من الأُمور الظاهرة المشاكلة لظاهر الجسم، والأُمور الباطنة المشاكلة للعقل والنفس، وكلّ من حقّق ذلك كانت معتقداته سالمة. (1)

أقول: هذا المقام هو المزلقة الكبرى للإسماعيليّة المؤوَّلة؛ إذ كلُّ إمام وداع يسرح بخياله، فيضع لكلّ ظاهر باطناً ولكلّ واجب حقيقة، يسمّي أحدهما بالشريعة الظاهريّة والآخر بالباطنيّة، من دون أن يدلّ عليه بدليل من عقل أو نقل، فكلّ ما يذكرونه من البواطن للشريعة ذوقيّات، أشبه بذوقيّات العرفاء في تأويل الأسماء والصفات وغير ذلك، وكأنّ الجميع فروع من شجرة واحدة.

____________________

(1) تاج العقائد: 101.

٢٧٤

4

عقيدتهم في المعاد وما يرتبط به

المعاد - بمعنى عود الإنسان إلى الحياة الجديدة، من أُسس الشرائع السماويّة، وهي لا تنفصل عن الإيمان بالله، ولذا نرى أنّ أصحاب الشرائع اتّفقوا على المعاد بعد الموت، ولولا القول به لَما قام للدين عمود ولا اخضرّ له عود.

1 - في أنّ المعاد روحاني لا جسماني:

نعم، اختلفوا في كونه جسمانيّاً أو روحانيّاً، وعلى فرض كونه جسمانيّاً، فهل الجسم المُعاد جسم لطيف برزخي أو جسم عنصري؟، فالإسماعيليّة على أنّ المعاد روحاني.

قال الكرماني، بعد بيان النشأة الأُولى في الدنيا: ثُمَّ الله ينشأ النشأة الآخرة بقوله تعالى: ( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النّشْأَةَ الْأُولَى‏ فَلَوْلاَ تَذَكّرُونَ ) (1) ، فهلاّ تتفكّرون وتوازنون وتعلمون أنّ النظام في الخلق والبعث واحد، وأنّ النشأة الآخرة هي خلق الأرواح وإحياؤها بروح القدس على مثال النشأة الأُولى.

____________________

(1) الواقعة: 62.

٢٧٥

وقال الداعي عليّ بن محمّد الوليد: يُعتقد أنّ الله تعالى دعانا على ألسنة وسائطه بقبول أمره، إلى دار غير هذه الدار، فهذه الدار صوريّة وتلك ماديّة، وما بينهما صوري ومادي. (1)

2 - في التناسخ:

وهو عود الروح - بعد مفارقة البدن - إلى الدنيا عن طريق تعلّقها ببدن آخر، كتعلّقها بالجنين عند استعدادها لإفاضة الروح، وله أقسام.

وربّما يُنسب القول بالتناسخ إلى الإسماعيليّة، ولكن النسبة في غير محلّها.

3 - في الحساب:

الحساب تابع للبعث، وهو فعل يحدث عنه من النفس للنفس الثواب الّذي هو الملاذ والمسار، والعقاب الّذي هو الألم والعذاب والغم. وينقسم هذا الفعل إلى ما يكون وجوده في الدنيا، وإلى ما يكون وجوده في الآخرة.

4 - في الجنّة:

يقول الكرماني: إنّها موصوفة بالسرمد والأبد ووجود الملاذ فيها أجمع، وإنّها لا تستحيل ولا تتغيّر، ولا يطرأ عليها حال ولا تتبدّل. (2)

____________________

(1) تاج العقائد: 165.

(2) راحة العقل: 379.

٢٧٦

5 - في الملائكة:

إنّ الملائكة على ضروب وكلّهم قد أُهّلوا لمنافع الخليقة؛ فلا يتعدّى أحد منهم بغير ما وكّل به، وإنّما اختلفت أسماؤهم لأجل ما وكّلوا به؛ فمنهم من هو في العالم العقلي، ومنهم من هو في العالم الفلكي، ومنهم من هو في العالم الطبيعي.

وقد أخفى الله سبحانه ذوات الملائكة عن النظر، وجعل المخلوق عن الطبائع محجوباً عنهم، لا يراهم حتّى يصير إمّا في منزلة النبيّ أو يخلص القبول من النبيّ بقرب الدرجة منه.

6 - في الجنِّ:

وتعتقد الإسماعيليّة أنّ الجنّ ذوات أرواح ناريّة وهوائيّة ومائيّة وترابيّة، وتعتقد أنّ الجنَّ صحيح لا ريب فيه، وهم على ضروب في البقاع والمصالح والمنافع والفساد والضرر.

ومنهم من هو في أرجاء العالم ممنوع عن مخالطة بني آدم، ومنهم من هو مخالط لبني آدم في أماكنهم. (1)

____________________

(1) تاج العقائد: 46.

٢٧٧

5

عقيدتهم في الإمامة

تحتلّ الإمامة عند الإسماعيليّة مركزاً مرموقاً؛ حيث جعلوها على درجات ومقامات، وزوّدوا الأئمّة بصلاحيّات واختصاصات، ولتسليط الضوء على عقيدتهم فيها نبحث في مقامين:

المقام الأوّل: الإمامة المطلقة

إنّ درجات الأئمّة ورتبهم لا تتجاوز عن الخمسة، من دون أن تختص بالشريعة الإسلاميّة، بل تعمّ الشرائع السماويّة كلّها، وبما أنّ مذهب الإسماعيليّة أُحيط بهالة من لغموض عبر القرون، لم يكن من الممكن أن يقف أحد عليها إلاّ طبقة خاصّة من علمائهم، وكانوا يبخلون بآرائهم وكتبهم على الغير، غير أنّ الأحوال الحاضرة رفعت الستر عن كتبهم ومنشوراتهم، فقام المستشرقون وفي مقدّمتهم (ايفانوف) الروسي وتبعه عدد آخر من المحقّقين بنشر آثارهم، وعند ذلك تجلّت الحقيقة بوجهها الناصع، كما قام الكاتبان الإسماعيليّان عارف تامر ومصطفى غالب ببذل الجهود الحثيثة في نشر آثار تلك الطائفة، فكشفا النقاب عن وجه العقيدة الإسماعيليّة وبيّناها بوجه واضح خالياً من

الغموض والتعقيد الموجودين في عامّة كتب الإسماعيليّة، وإن كان بين الكاتبين اختلاف في بعض

٢٧٨

الموارد، ونحن نعتمد في تفسير درجات الإمامة على كتاب (الإمامة في الإسلام) للكاتب عارف تامر، وإليك بيانه:

درجات الإمامة خمس؛ وهي:

1. الإمام المقِيم.

2. الإمام الأساس.

3. الإمام المتِم.

4. الإمام المستقِر.

5. الإمام المستودَع.

وربّما يضاف إليها رتبتان:الإمام القائم بالقوّة، والإمام القائم بالفعل.

فالمهمّ هو الوقوف على هذه الدرجات.

يعتقد عارف تامر في كتابه (الإمامة في الإسلام) أنّ هذه الدرجات ظلّت حقبة طويلة من الزمن مجهولة لدى الباحثين، إلاّ طبقة خاصّة من العلماء، أو لا أقلّ في التقيّة والاستتار والكتمان.

1. الإمام المقِيم:

هو الّذي يُقِيْم الرسول الناطق ويعلّمه ويربّيه ويدْرِجه في مراتب رسالة النطق، وينعم عليه بالإمدادات، وأحياناً يُطلقون عليه اسم (ربّ الوقت) و(صاحب العصر)، وتُعتبر هذه الرتبة أعلى مراتب الإمامة وأرفعها وأكثرها دقّة وسرّيّة.

٢٧٩

2. الإمام الأساس:

هو الّذي يرافق الناطق في كافّة مراحل حياته، ويكون ساعده الأيمن، وأمين سرّه، والقائم بأعمال الرسالة الكبرى، والمنفِّذ للأوامر العليا، فمنه تتسلسل الأئمّة المستقرون في الأدوار الزمنيّة، وهو المسؤول عن شؤون الدعوة الباطنيّة القائمة على الطبقة الخاصّة ممّن عَرفوا (التأويل) ووصلوا إلى العلوم الإلهيّة العليا.

3. الإمام المتِم:

هو الّذي يتم أداء الرسالة في نهاية الدور؛ والدور كما هو معروف أصلاً يقوم به سبعة من الأئمّة، فالإمام المتم يكون سابعاً ومتمّاً لرسالة الدور، وأنّ قوته تكون معادلة لقوّة الأئمّة الستة الّذين سبقوه في الدور نفسه بمجموعهم. ومن جهة ثانية يُطلق عليه اسم ناطق الدور أيضاً؛ أي أنّ وجوده يشبه وجود الناطق بالنسبة للأدوار. أمّا الإمام الّذي يأتي بعده فيكون قائماً بدور جديد، ومؤسِّساً لبنيان حديث.

4. الإمام المستقِر:

هو الّذي يملك صلاحيّة توريث الإمامة لوِلْده، كما أنّه صاحب النصّ على الإمام الّذي يأتي بعده، ويسمّونه أيضاً الإمام بالجوهر والمتسلّم شؤون الإمامة بعد الناطق مباشرة، والقائم بأعباء الإمامة أصالة.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470