منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-91-4
الصفحات: 470

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 470 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 258225 / تحميل: 5263
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩١-٤
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

وقبر بطوس يا لها من مصيبة

توقد في الأحشاء بالحرقات

إلى الحشر حتّى يبعث الله قائما

يفرّج عنّا الهمّ والكربات

ولمّا انتهى إلى قوله :

خروج إمام لا محالة خارج

يقوم على اسم الله والبركات

يميّز فينا كلّ حقّ وباطل

ويجزي على النعماء والنقمات

بكىعليه‌السلام بكاء شديدا ثمّ رفع رأسه فقال : يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين(١) .

وفيه أنّه لمّا ردّ الدراهم قالعليه‌السلام له : خذها فإنّك ستحتاج إليها ، فلمّا انصرف إلى وطنه وجد اللصوص قد أخذوا جميع ما كان في منزله ، فباع المائة دينار التي أعطاهعليه‌السلام كلّ دينار بمائة درهم ، فحصل في يده عشرة آلاف درهم فذكر قول الرضاعليه‌السلام : إنّك ستحتاج إليها.

وكانت له جارية فرمدت رمدا شديدا آيس الأطباء من عينها اليمنى وقالوا اليسرى نعالجها ونجتهد(٢) ونرجو أن تسلم ، فذكر ما معه من فضل الجبّة فمسحها على عينها وعصّبها بعصابة منها من الليل ، فأصبحت وعينها أصحّ ما كانت قبل(٣) (٤) .

١١٢٧ ـ الدهقان :

كش ملعون ، د(٥) .

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ٢٦٣ / ٣٤ و ٣٥.

(٢) في نسخة « ش » : ونجهد.

(٣) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ٢٦٤ / ٣٤.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٨.

(٥) رجال ابن داود : ٢٤٥ / ١٨١.

٢٢١

وعبارةكش سبقت في أيّوب بن نوح(١) .

وفيتعق : في الوجيزة أيضا ذكر الدهقان وحكم بضعفه(٢) ، مع أنّه مشترك(٣) وفيهم جليل كما يأتي في الكنى(٤) . وكلامكش سبق في أحمد بن هلال وليس له ذكر في أيّوب على ما في نسختي(٥) .

١١٢٨ ـ دينار الخصي :

في الفقيه في باب ميراث الخنثى : فقال عليعليه‌السلام : عليّ بدينار الخصي ؛ وكان من صالحي أهل الكوفة ، وكانعليه‌السلام يثق‌

__________________

(١) انظر رجال الكشّي : ٥٣٥ / ١٠٢٠ ترجمة أحمد بن هلال العبرتائي والدهقان عروة.

(٢) لم نعثر عليه في نسخنا من الوجيزة.

(٣) ذكر المصنّف في باب الكنى أنّه لقب جماعة ، منهم :

١ ـ محمّد بن صالح بن محمّد الهمداني الدهقان ، الخلاصة : ١٤٣ / ٢٩.

٢ ـ عروة بن يحيى الدهقان ، رجال الكشّي : ٥٧٣ / ١٠٨٦.

٣ ـ إبراهيم الدهقان ، رجال الشيخ : ٤١١ / ٢٥.

٤ ـ عبيد الله بن عبد الله الدهقان ، الفهرست : ١٠٧ / ٤٦٧ ، رجال النجاشي :

٢٣١ / ٦١٤.

٥ ـ إسماعيل بن سهل الدهقان ، رجال النجاشي : ٢٨ / ٥٦.

٦ ـ محمّد بن علي بن الفضل بن تمام الدهقان ، الفهرست : ١٥٩ / ٧٠٨ ، رجال الشيخ : ٥٠٣ / ٧٠.

٧ ـ علي بن يحيى الدهقان ، رجال الشيخ : ٤١٨ / ٢٢.

٨ ـ علي بن إسماعيل الدهقان ، رجال الشيخ : ٤٧٨ / ٩.

٩ ـ الدهقان الوكيل ، رجال الكشّي : ٥٧٩ / ١٠٨٨.

(٤) ذكر الكشّي في رجاله : ٥٧٩ / ١٠٨٨ في التوقيع الخارج من الإمام أبي محمّدعليه‌السلام إلى إسحاق بن إسماعيل النيسابوري : فإذا وردت بغداد فاقرأه على الدهقان وكيلنا وثقتنا والذي يقبض من موالينا وقال الشيخ في رجاله : ٤٧٨ / ٩ : علي بن إسماعيل الدهقان زاهد خيّر فاضل من أصحاب العياشي.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٨.

٢٢٢

به إلى آخره(١) .

وقال الشيخ : إنّه كان معدّلا(٢) .

وفي الوجيزة والبلغة : ثقة(٣) ،تعق (٤) .

١١٢٩ ـ دينار :

يكنّى أبا سعيد ، ولقبه عقيصا ، وإنّما لقّب بذلك لشعر قاله ، ي(٥) .

وفيتعق : يأتي ما فيه في عقيصا(٦) (٧) .

__________________

(١) الفقيه ٤ : ٢٣٩ / ٧٦٢.

(٢) التهذيب ٩ : ٣٥٥ / ١٢٧١.

(٣) الوجيزة : ٢١٠ / ٧١٣ ، بلغة المحدّثين : ٣٦٠ / ٣.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٩.

(٥) رجال الشيخ : ٤٠ / ١.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢١.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٩.

٢٢٣
٢٢٤

باب الذال‌

١١٣٠ ـ ذريح :

بالراء المكسورة بعد الذال المفتوحة ، ابن محمّد بن يزيد أبو الوليد المحاربي ، عربي ، من بني محارب بن حفص ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ،صه (١) .

جش إلاّ الترجمة ، وفيه حفصة بدل حفص ؛ وزاد : ذكره ابن عقدة وابن نوح ، له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا(٢) .

وزادصه على ما تقدّم : قال الشيخ الطوسي : إنّه ثقة ، له أصل.

وفيست : ثقة له أصل ، أخبرنا به أبو الحسين ابن أبي جيد القمّي ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، عنه.

وعنه أيضا عبد الله بن المغيرة(٣) .

وفيكش : حدّثني خلف بن حمّاد قال : حدّثني أبو سعيد قال : حدّثني الحسن بن محمّد بن أبي طلحة ، عن داود الرقّي قال : قلت لأبي الحسنعليه‌السلام . إلى أن قال : صدقت وصدق ذريح وصدق أبو جعفرعليه‌السلام (٤) .

وفي الفقيه في الصحيح عن عبد الله بن سنان قال : أتيت أبا عبد الله‌

__________________

(١) الخلاصة : ٧٠ / ١.

(٢) رجال النجاشي : ١٦٣ / ٤٣١ ، وفيه : خصفة.

(٣) الفهرست : ٦٩ / ٢٨٩.

(٤) رجال الكشّي : ٣٧٣ / ٧٠٠.

٢٢٥

عليه‌السلام . إلى أن قال : قال : صدق ذريح وصدقت ، إنّ للقرآن ظاهرا وباطنا ، ومن يحتمل ما يحتمل ذريح(١) ، انتهى.

وهو يدلّ على علوّ رتبته وعظم منزلته.

١١٣١ ـ ذو الفقار الحسني :

غير مذكور في الكتابين.

وفيعه : السيّد عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن محمّد بن معبد الحسني المروزي ، عالم ديّن ، يروي عن السيّد الأجل المرتضى علم الهدى أبي القاسم علي بن الحسين الموسوي والشيخ الموفّق أبي جعفر محمّد بن الحسن قدّس الله روحيهما ، وقد صادفته وكان ابن مائة سنة وخمس عشرة سنة(٢) .

__________________

(١) الفقيه ٢ : ٢٩٠ / ١٤٣٧.

(٢) فهرست منتجب الدين : ٧٣ / ١٥٧.

٢٢٦

باب الراء‌

١١٣٢ ـ الرازي :

يأتي في الكنى(١) .

١١٣٣ ـ رافع بن سلمة بن زياد :

ابن أبي الجعد الأشجعي ،ق (٢) .

وزادصه : مولى كوفي ، روى عن الباقر والصادقعليهما‌السلام ، ثقة من بيت الثقات وعيونهم(٣) .

وزادجش : له كتاب ، بكر بن سالم عنه به(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن سلمة الثقة ، عنه بكر بن سالم. وهو عن الباقر والصادقعليهما‌السلام (٥) .

١١٣٤ ـ ربعي بن خراش :

يأتي في أخيه مسعود(٦) ،تعق (٧) .

__________________

(١) يأتي عن المجمع : ١ / ٩٤ وحاوي الأقوال : ٢١ / ٥٩ أنّه أحمد بن إسحاق الرازي. وأورد الكشّي : ٥٧٩ / ١٠٨٨. اختصاصه بالجهة المقدسة.

واحتمل كونه محمّد بن جعفر الأسدي الذي ذكره الشيخ في رجاله : ٤٩٦ / ٢٨ قائلا : يكنّى أبا الحسين الرازي كان أحد الأبواب.

(٢) رجال الشيخ : ١٩٤ / ٤٧ ، وفيه زيادة : الكوفي.

(٣) الخلاصة : ٧٣ / ١٣ ، وفيها : مولاهم.

(٤) رجال النجاشي : ١٦٩ / ٤٤٧ ، وفيه بدل بدل بكر : بكير.

(٥) هداية المحدّثين : ٦٠.

(٦) يأتي عن البرقي : ٥ أنّه من خواص أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام .

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٩.

٢٢٧

أقول : ذكره الميرزا في حاشية الكتاب وقال : لم أجده(١) في غير د ، ولا فيه علامة موضع أخذه منه(٢) (٣) . وكذلك قال في الوسيط(٤) .

وقال الطريحي والكاظمي في مشتركاتهما : الظاهر أنّه كما قال(٥) .

قلت : يأتي(٦) في أخيه المأخذ ، فلا تغفل.

ثمّ في الوسيط : قد(٧) ذكره العامّة وقالوا : عابد ورع لم يكذب في الإسلام ، من جلّة(٨) التابعين وكبارهم ، روى عن عليعليه‌السلام .

ثمّ قال في الحاشية : قال هب : قانت لله لم يكذب قط(٩) .

وقالقب : إنّه ثقة عابد(١٠) .

قلت : وفي مخهب : ربعي بن خراش العطفاني(١١) العبسي الكوفي ، العالم العامل. إلى أن قال : لم يكذب قط ، وكان قد آلى على نفسه أنّه لا يضحك حتّى يعلم أفي الجنة هو أو في النار ، متّفق على ثقته وأمانته والاحتجاج به ، توفّي سنة إحدى ومائة(١٢) .

__________________

(١) في نسخة « ش » : أجد.

(٢) رجال ابن داود : ٩٣ / ٦٠٩.

(٣) حاشية النسخة الخطيّة لمنهج المقال : ١٥٨.

(٤) الوسيط : ٨٩.

(٥) جامع المقال : ٦٧ ، هداية المحدّثين : ٦١.

(٦) في نسخة « ش » بدل قلت يأتي : وسيأتي.

(٧) في نسخة « م » بدل ثمّ في الوسيط قد : ثمّ قال وقد.

(٨) في نسخة « ش » : جملة.

(٩) الكاشف ١ : ٢٣٤ / ١٥٣٤ ، وفيه : ابن حراش.

(١٠) تقريب التهذيب ١ : ٢٤٣ / ٢٨ ، وفيه : ابن حراش.

(١١) في كتب العامة : الغطفاني.

(١٢) راجع تهذيب الكمال ٩ : ٥٤ / ١٨٥٠ ، تذكرة الحفاظ ١ : ٦٩ / ٦٥.

٢٢٨

١١٣٥ ـ ربعي بن عبد الله بن الجارود :

ابن أبي سبرة الهذلي أبو نعيم ، بصري ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وصحب الفضيل بن يسار وأكثر الأخذ عنه وكان خصّيصا به ،صه (١) .

وزادجش : عنه محمّد بن موسى الحرسي(٢) .

وفيست : له أصل ، أخبرنا به الشيخ والحسين بن عبيد الله ، عن محمّد بن علي بن بابويه ، عن أبيه ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن سعد ابن عبد الله والحميري ومحمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عنه.

وعنه ابن أبي عمير أيضا(٣) .

وفيكش : قال محمّد بن مسعود : سألت أبا محمّد عبد الله بن محمّد ابن خالد الطيالسي عن ربعي بن عبد الله فقال : هو بصري هو ابن الجارود ثقة(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد الله بن الجارود الثقة ، عنه حمّاد بن عيسى كثيرا ، ومحمّد بن موسى الحرسي ، وابن أبي عمير ، وعلي بن إسماعيل الميثمي الثقة.

وهو عن الفضيل بن يسار وعن الصادق والكاظمعليهما‌السلام .

وفي الكافي في باب أنّ الأئمةعليهم‌السلام معدن العلم وشجرة النبوّة : عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبد الله بن الجارود ، عن علي بن‌

__________________

(١) الخلاصة : ٧١ / ٣ ، وفيها بدل الفضيل : الفضل.

(٢) رجال النجاشي : ١٦٧ / ٤٤١ ، وفيه : الحرشي.

(٣) الفهرست : ٧٠ / ٢٩٤.

(٤) رجال الكشّي : ٣٦٢ / ٦٧٠.

٢٢٩

الحسينعليه‌السلام (١) .

والظاهر سقوط الواسطة لأنّه لا يروي عنهعليه‌السلام (٢) .

١١٣٦ ـ الربيع بن أبي مدرك :

أبو سعيد كوفي ،ق (٣) .

وزادصه : يقال له : المصلوب ، كان صلب بالكوفة على التشيّع ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (٤) .

وزادجش : له كتاب ، العلاء عنه به(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي مدرك ، عنه العلاء(٦) .

١١٣٧ ـ الربيع الأصم :

له أصل ؛ أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن محبوب ، عنه ،ست (٧) .

وفيتعق : يحتمل كونه ابن محمّد المسلي(٨) . ورواية ابن محبوب عنه تشير إلى القوّة ، ورواية ابن أبي عمير ولو بواسطته(٩) إلى الوثاقة ، فتأمّل(١٠) .

__________________

(١) الكافي ١ : ١٧٢ / ١ ، وفيه : عن ربعي بن عبد الله عن أبي الجارود.

(٢) هداية المحدّثين : ٦٠.

(٣) رجال الشيخ : ١٩٢ / ٦.

(٤) الخلاصة : ٧١ / ٢.

(٥) رجال النجاشي : ١٦٤ / ٤٣٢.

(٦) هداية المحدّثين : ٦١.

(٧) الفهرست : ٧٠ / ٢٩١.

(٨) في نسخة « ش » : السلمي.

(٩) في نسخة « م » : ولو بواسطة.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٩.

٢٣٠

أقول : فيمشكا : الأصم ، عنه الحسن بن محبوب(١) .

١١٣٨ ـ الربيع بن خثيم :

بالخاء المعجمة المضمومة والثاء المثلّثة قبل الياء المثنّاة من تحت(٢) ، أحد الزهّاد الثمانية ، قالهكش عن علي بن محمّد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان ،صه (٣) .

وعبارةكش مضت في أويس(٤) ، فلاحظ.

أقول : عن مختصر الذهبي : الربيع بن خثيم(٥) أبو زيد الأسدي ، عن ابن مسعود وأبي أيّوب ، وعنه الشعبي وإبراهيم. ورع قانت مخبت ربّاني حجّة ، مات قبل السبعين(٦) ، انتهى(٧) .

وفي الباب السادس من الكتاب العاشر من الإحياء للغزالي : كان الربيع بن خثيم قد حفر في داره قبرا ، وكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فيه فاضطجع ومكث ما شاء الله ثمّ يقول :( رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ ) (٨) يردّدها ، ثمّ يردّ على نفسه : يا ربيع قد رجعتك(٩) فاعمل(١٠) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٦١.

(٢) في نسخة « ش » : الربيع بن خيثم بالمعجمة المضمومة والمثلثة بعد المثناة من تحت.

(٣) الخلاصة : ٧١ / ١.

(٤) رجال الكشّي : ٩٧ / ١٥٤.

(٥) في نسخة « ش » : خيثم ، وكذلك في الموارد الآتية.

(٦) الكاشف ١ : ٢٣٥ / ١٥٤٢ ، وفيه : أبو يزيد الثوري.

(٧) انتهى ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٨) المؤمنون : ٩٩ ـ ١٠٠.

(٩) في نسخة « ش » : رجعناك.

(١٠) إحياء علوم الدين : ٤ / ٤٨٦.

٢٣١

١١٣٩ ـ الربيع بن الركين :

ابن الربيع بن عميلة الفزاري الكوفي ، أسند عنه ،ق (١) .

١١٤٠ ـ الربيع بن زكريا الورّاق :

طعن عليه بالغلو ، له كتاب فيه تخليط ، ذكر ذلك أبو العبّاس بن نوح ،جش (٢) .

وزادصه : وضعّفهغض (٣) .

ثمّ فيجش : محمّد بن علي أبو سمينة الصيرفي ، عن محمّد بن أورمة عنه.

وفيتعق : مرّ ما فيه في الفوائد ، ووصفه في التهذيب بالكاتب(٤) (٥) .

أقول : فيمشكا : ابن زكريّا ، عنه محمّد بن أورمة(٦) .

١١٤١ ـ الربيع بن زيد الكندي :

البصري ، أسند عنه ،ق (٧) .

١١٤٢ ـ الربيع بن سليمان بن عمرو :

كوفي ، صحب السكوني وأخذ عنه وأكثر ، وهو قريب الأمر في الحديث ، جش.

وزادصه : قالغض : أمره قريب قد طعن عليه ويجوز أن يخرج‌

__________________

(١) الخلاصة : ٧١ / ٣.

(٢) الفهرست : ٧٠ / ٢٩٣.

(٣) هداية المحدّثين : ٦١.

(٤) رجال النجاشي : ١٦٤ / ٤٣٣.

(٥) رجال الشيخ : ١٩٢ / ٥.

(٦) الفهرست : ٧٠ / ٢٩٠.

(٧) في نسخة « ش » : ان.

٢٣٢

شاهدا(١) .

ثمّ زادجش : حميد بن زياد ، عن إبراهيم بن سليمان ، عنه بكتابه.

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ابن زياد ، عن إبراهيم بن سليمان ، عنه(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن سليمان ، عنه إبراهيم بن سليمان. وهو عن السكوني(٣) .

١١٤٣ ـ الربيع بن محمّد بن عمر :

ابن حسّان الأصم المسلي ـ ومسلية قبيلة من مذحج ـ روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ذكره أصحاب الرجال في كتبهم ، له كتاب يرويه جماعة ، عبّاس بن عامر عنه به ،جش (٤) .

وفيق : الربيع بن محمّد المسلي الكوفي(٥) .

وزادست بعد حذف الكوفي : له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد القمّي ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أيّوب بن نوح ، عن العبّاس بن عامر القصباني ، عن الربيع بن محمّد المسلي(٦) .

وفيتعق : يحتمل كونه الأصم السابق. ورواية جماعة كتابه تشير إلى الاعتماد ، سيّما وأن(٧) يكونوا كابن الوليد وعلي بن الحسن والعبّاس بن عامر ،

__________________

(١) الخلاصة : ٧١ / ٣.

(٢) الفهرست : ٧٠ / ٢٩٣.

(٣) هداية المحدّثين : ٦١.

(٤) رجال النجاشي : ١٦٤ / ٤٣٣.

(٥) رجال الشيخ : ١٩٢ / ٥.

(٦) الفهرست : ٧٠ / ٢٩٠.

(٧) في نسخة « ش » : ان.

٢٣٣

فلاحظ(١) .

أقول : وظاهرست وجش تشيّعه.

هذا ، وصرّح في المجمع بالاتّحاد(٢) ، وهو الظاهر من الحاوي حيث ذكرهما في ترجمة واحدة(٣) .

وفيمشكا : ابن محمّد بن عمر بن حسّان الأصم المسلي ، عنه عباس ابن عامر(٤) .

١١٤٤ ـ ربيعة بن أبي عبد الرحمن :

واسم أبي عبد الرحمن فروخ ، ين(٥) .

وفي قر : المعروف بربيعة الرأي ، المدني الفقيه ، عامي(٦) .

وزادصه : من أصحاب الباقرعليه‌السلام (٧) .

١١٤٥ ـ ربيعة بن ناجذ الأسدي :

الأزدي ، عربي كوفي ، ي(٨) .

وفيتعق : وكذا في آخر الباب الأوّل منصه عن قي بزيادة قوله : بالنون والجيم والذال المعجمة(٩) (١٠) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٣٩.

(٢) مجمع الرجال : ٣ / ٨ و ١٠.

(٣) حاوي الأقوال : ٢٦١ / ١٤٨٣.

(٤) هداية المحدّثين : ٦١.

(٥) رجال الشيخ : ٨٩ / ٥.

(٦) رجال الشيخ : ١٢١ / ٦.

(٧) الخلاصة : ٢٢٢ / ١ ، وفيها : ربيعة الرأي من أصحاب الباقرعليه‌السلام عامي.

(٨) رجال الشيخ : ٤١ / ٢ ، وفيه : ابن ناجد.

(٩) الخلاصة : ١٩٤ ، وفيها : ربيعة بن ناجذ الأزدي.

(١٠) لم نجده في التعليقة.

٢٣٤

أقول : ذكره في جملة أولياء عليعليه‌السلام (١) .

١١٤٦ ـ رجاء بن يحيى بن سامان :

العبرتائي الكاتب ، روى عن أبي الحسن علي بن محمّد صاحب العسكرعليه‌السلام ، وقيل : إنّ سبب وصلته به كانت أنّ يحيى بن سامان وكّل برفع خبر أبي الحسنعليه‌السلام وكان إماميا فحظيت منزلته ،صه (٢) .

وزادجش : وروى(٣) رجاء رسالة تسمّى المقنعة في أبواب الشريعة ، رواها عنه أبو المفضّل الشيباني(٤) .

وفيه : العبرتاي ، وكذا فيدي (٥) .

قلت : في الوجيزة : ممدوح(٦) .

١١٤٧ ـ الرحيل بن معاوية بن خديج :

الجعفي الكوفي ، أسند عنه ،ق (٧) .

١١٤٨ ـ رزام بن مسلم :

مولى خالد بن عبد الله القسري الكوفي ،ق (٨) .

وفيكش : محمّد بن الحسين ، عن الحسين بن خرزاد ، عن يونس ابن القاسم البلخي قال : حدّثني رزام مولى خالد القسري قال : كنت‌

__________________

(١) ذكره في الخلاصة وفي رجال البرقي : ٦ في أصحابهعليه‌السلام من اليمن ، إلاّ أنّ في رجال البرقي : ربيع.

(٢) الخلاصة : ٧٢ / ٦ ، وفيها :. أبو الحسين العبرتائي ، وكذا في رجال النجاشي.

(٣) في نسخة « م » : روى.

(٤) رجال النجاشي : ١٦٦ / ٤٣٩.

(٥) رجال الشيخ : ٤١٥ / ٢. وفيه وفي النجاشي : العبرتائي.

(٦) الوجيزة : ٢١١ / ٧٢٦.

(٧) رجال الشيخ : ١٩٥ / ٥٣.

(٨) رجال الشيخ : ١٩٥ / ٥٦. ومن بداية الترجمة إلى هنا لم يرد في نسخة « ش ».

٢٣٥

أعذّب(١) بعد ما خرج منها محمّد بن خالد ، وكان صاحب العذاب يعلّقني بالسقف ويرجع إلى أهله ويغلق عليّ الباب ، وكان أهل البيت إذا انصرف إلى أهله حلّوا الحبل عنّي ويخلّوني وأقعد على الأرض وإذا دنا مجيئه علّقوني ، فو الله إنّي لكذلك(٢) ذات يوم إذا رقعة وقعت من الكوّة إليّ من الطريق ، فأخذتها فإذا هي مشدودة بحصاة ، فنظرت فيها فإذا خطّ أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فإذا(٣) :

بسم الله الرحمن الرحيم قل يا رزام : يا كائنا قبل كلّ شي‌ء ، ويا كائنا بعد كلّ شي‌ء ، ويا مكوّن كلّ شي‌ء ، ألبسني درعك الحصينة من شرّ جميع خلقك.

قال رزام : فقلت ذلك فما عاد إلىّ شي‌ء من العذاب بعد ذلك(٤) .

أقول (٥) : في الوجيزة : ممدوح(٦) .

١١٤٩ ـ رزيق بن مرزوق :

كوفي ، ثقة ،صه (٧) .

وزادجش : له كتاب ، رواه إبراهيم بن سليمان عنه(٨) .

ويأتي عنست : زريق(٩) .

__________________

(١) في المصدر زيادة : بالمدينة.

(٢) في نسخة « م » : كذلك.

(٣) في المصدر : فإذا فيها.

(٤) رجال الكشّي : ٣٤١ / ٦٣٣.

(٥) في نسخة « ش » : قلت.

(٦) الوجيزة : ٢١١ / ٧٢٧.

(٧) الخلاصة : ٧٣ / ٩.

(٨) رجال النجاشي : ١٦٨ / ٤٤٣.

(٩) الفهرست : ٧٤ / ٣١١.

٢٣٦

أقول : فيمشكا : ابن مرزوق الثقة ، عنه إبراهيم بن سليمان(١) .

١١٥٠ ـ رزين الأنماطي :

في قر وصه : مجهول(٢) .

وفيتعق : في الكافي في باب ما يقال عند الصباح والمساء رواية صريحة في تشيّعه(٣) . ويروي عنه ابن أبي عمير(٤) (٥) .

١١٥١ ـ رزين بن عبد ربّه :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (٦) .

١١٥٢ ـ رشيد :

بفتح الراء ، ابن زيد الجعفي‌ ، كوفي ، ثقة ، قليل الحديث ، له كتاب ،صه (٧) .

جش إلاّ : بفتح الراء(٨) .

وفيست : له كتاب ؛ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن إبراهيم بن سليمان ، عنه(٩) .

أقول : فيمشكا : ابن زيد الثقة ، عنه إبراهيم بن سليمان(١٠) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٦٢.

(٢) رجال الشيخ : ١٢١ / ٩ ، الخلاصة : ٢٢٢ / ٢.

(٣) الكافي ٢ : ٣٧٩ / ٣.

(٤) يروي عنه في الرواية المتقدّمة بواسطة الحسن بن عطيّة‌

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٤٠.

(٦) رجال الشيخ : ١٩٣ / ٢٨.

(٧) الخلاصة : ٧٣ / ١٢.

(٨) رجال النجاشي : ١٦٩ / ٤٤٦.

(٩) الفهرست : ٧١ / ٢٩٧ ، وفيه : ابن يزيد.

(١٠) هداية المحدّثين : ٦٢.

٢٣٧

١١٥٣ ـ رشيد :

بضمّ الراء ، الهجري ، مشكور ،صه (١) (٢) .

وفيكش ما يدلّ على جلالته وعلوّ مرتبته ، وأنّ علياعليه‌السلام كان يسمّيه رشيد البلايا ، وأنّه كان ألقى إليه علم البلايا والمنايا(٣) .

وسبق له ذكر في حبيب بن مظاهر(٤) .

وفيتعق : في الوجيزة والبلغة ثقة(٥) ، وهو الظاهر.

وببالي أنّ الكفعمي عدّه من البوّابين لهمعليهم‌السلام (٦) (٧) .

أقول : فيمشكا : الهجري المشكور(٨) ، يعرف بوروده في طبقة علي والحسنينعليهم‌السلام (٩) .

١١٥٤ ـ رفاعة بن أبي رفاعة :

الهمداني ، دفع عليعليه‌السلام إليه راية همدان يوم خرج إلى صفّين ، كما يأتي في أبي الجوشاء(١٠) .

__________________

(١) الخلاصة : ٧٢ / ٥.

(٢) جاء في حاشية نسخة «م » زيادة : طس إلاّ الترجمة.

انظر التحرير الطاووسي : ٢٠٨ / ١٦٢.

(٣) رجال الكشّي : ٧٥ / ١٣١.

(٤) نقلا عن الكشّي : ٧٨ / ١٣٣.

(٥) الوجيزة : ٢١٢ / ٧٣٢ ، بلغة المحدّثين : ٣٦١ / ٧.

(٦) المصباح للكفعمي : ٢ / ٢١٧.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٤٠.

(٨) في نسخة « ش » : مشهور.

(٩) هداية المحدّثين : ٦٢ ، وفيها : في طبقة رجال علي.

(١٠) نقلا عن رجال الشيخ : ٦٥ / ٤٠ ، وكذلك في رجال ابن داود : ٢١٦ / ٢٠.

٢٣٨

١١٥٥ ـ رفاعة بن شداد :

ي (١) ،ن (٢) .

وفيتعق : في ترجمة مالك الأشتررحمه‌الله ما يظهر منه حسنة(٣) (٤) .

١١٥٦ ـ رفاعة بن محمّد :

الحضرمي ،ق (٥) .

وفيتعق : في النقد : وثّقه د لا غير(٦) (٧) .

أقول : وكذا(٨) قال الميرزا في الوسيط(٩) .

١١٥٧ ـ رفاعة بن موسى النخّاس :

روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، كان ثقة في حديثه ، مسكونا إلى روايته ، لا يعترض عليه بشي‌ء من الغمز ، حسن الطريقة ،صه (١٠) .

وزادجش : له كتاب مبوّب في الفرائض ، أبو شعيب صالح بن خالد المحاملي عنه به(١١) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤١ / ٦.

(٢) رجال الشيخ : ٦٨ / ٢.

(٣) نقلا عن الكشّي : ٦٥ / ١١٧ ، ١١٨ ، وفيهما أنّه من الصالحين ، وكذلك ممّن قام بتغسيل ودفن أبي ذررضي‌الله‌عنه .

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٤٠.

(٥) رجال الشيخ : ١٩٤ / ٣٨.

(٦) نقد الرجال : ١٣٥ / ٥ ، رجال ابن داود : ٩٥ / ٦١٦.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٤٠.

(٨) في نسخة «م » بدل أقول وكذا : قلت كذا.

(٩) الوسيط : ٩١.

(١٠) الخلاصة : ٧١ / ١.

(١١) رجال النجاشي : ١٦٦ / ٤٣٨ ، وفيه : الأسدي النخاس.

٢٣٩

وفيست : ثقة ، له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار وسعد ، عن يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين ، عن ابن أبي عمير وصفوان ، عنه. وعنه ابن فضّال(١) .

وفيتعق : ويظهر من كتاب الطلاق مقبوليّة روايته عند فقهاء أصحابنا المعاصرين لهمعليهم‌السلام (٢) (٣) .

أقول : فيمشكا : ابن موسى النخّاس ، عنه أبو شعيب صالح بن خالد المحاملي ، وابن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى ، والحسن بن علي بن فضّال ، ومحمّد بن أبي حمزة الثمالي ، وفضالة بن أيّوب ، وعبد الله بن المغيرة الثقة ، والحسن بن محبوب.

وهو عن الصادق والكاظمعليهما‌السلام .

ولو عسر فالظاهر عدم الإشكال ، لأنّ من سواه لا رواية له ولا أصل.

وفي الكافي في أوّل باب صوم المتمتّع إذا لم يجد الهدي : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد وسهل بن زياد جميعا ، عن رفاعة بن موسى(٤) . وهو سهو لأنّهما يرويان عنه بواسطة أو ثنتين ، والشيخ أورده في التهذيب أيضا بهذا الطريق في موضع آخر(٥) ، وحكاه العلاّمة في المنتهى بهذا المتن وصحّحه(٦) ، والعجب من شمول الغفلة للكلّ عن حال الاسناد(٧) .

__________________

(١) الفهرست : ٧١ / ٢٩٦.

(٢) الكافي ٦ : ٧٧ / ٣ ، ٤.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٤٠.

(٤) الكافي ٤ : ٥٠٦ / ١.

(٥) التهذيب ٥ : ٣٨ / ١١٤.

(٦) منتهى المطلب : ٢ / ٧٤٣ ، ولم يرد فيه تصحيح الحديث.

(٧) هداية المحدّثين : ٦٢ ، ولم يرد فيها النخّاس.

واحتمل المجلسي الثاني في المرآة : ١٨ / ١٩٣ أنّ الساقط هو أحمد بن محمّد بن أبي نصر بقرينة الخبر الذي بعده في الكافي ، حيث علّقه عن ابن أبي نصر ، فيظهر منه وجوده في الحديث السابق عليه.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

النساء :

( لجين ـ الكويت ـ ٢١ سنة ـ طالبة جامعة )

معالجة الروايات التي تذمّ المرأة :

س : أرجو المعذرة ، ولكن الموضوع له شجون في القلب ، عن كيف نكون نحن من خلقنا البارئ ناقصات؟ هل نحن لا نستحقّ لقب الإنسانية الذي هو لنا؟ أرجو إفادتي في تفسير هذه الروايات التالية ، مع بيان مصادرها أو آراء العلماء الأجلاّء الأفاضل فيها :

١ ـ قال النبيّ : « شاوروا النساء وخالفوهن ، فإنّ خلافهن بركة »(١) .

٢ ـ قال النبيّ : « ليس على النساء جمعة ولا جماعة ولا تستشار »(٢) .

٣ ـ قال الإمام الصادق : « استعيذوا بالله من شرار نسائكم ، وكونوا من خيارهن على حذر ، ولا تطيعوهن في المعروف ، فيدعونكم إلى المنكر »(٣) .

٤ ـ قال الإمام علي : « يا معاشر الناس ، لا تطيعوا النساء على حال »(٤) .

٥ ـ قال الإمام الصادق : « يستشير رجلاً عاقلاً »(٥) .

٦ ـ قال الإمام علي : « إيّاك ومشاورة النساء ، فإنّ رأيهن إلى الأفن ، وعزمهن إلى الوهن »(٦) .

__________________

١ ـ بحار الأنوار ١٠٠ / ٢٦٢.

٢ ـ من لا يحضره الفقيه ٤ / ٣٦٤.

٣ ـ الكافي ٥ / ٥١٨.

٤ ـ من لا يحضره الفقيه ٣ / ٥٥٤.

٥ ـ المحاسن ٢ / ٦٠٢.

٦ ـ الكافي ٥ / ٣٣٨.

٣٨١

٧ ـ قال النبيّ : « فإنّ أكثركن حطب جهنّم »(١) .

٨ ـ قال تعالى :( إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) (٢) .

ج : إنّ الله تعالى قد شاء أن تكون استمرارية الحياة البشري على دعامتين : الرجل والمرأة ، فكُلّ منهما له الدور الأساسي في هذا المجال.

ومن جانب آخر فقد أودع بمقتضى المصلحة والحكمة في كُلّ منهما قوى ومشاعر لتوظيفها في الجهة المقصودة ، فكان السهم الأوفر من العواطف والحنان والأحاسيس نصيب المرأة ، بما أنّها تكون في الغالب ربّة البيت ، وأُمّاً للأطفال ، في حين أنّ وظيفة الرجل وهي إدارة العائلة والتوغّل في المجتمع يحتاج بالضرورة إلى تدبير أرقى وعقل مدبّر ، فكان نصيبه من قوّة العقل ـ بعيداً عن إثارة العواطف عنده ـ أكثر.

وهذا الفارق الأساسي لا يعني أنّ الرجل ـ بما هو رجل ـ في جميع الأحوال يكون أعظم درجةً من المرأة في الإسلام ، بل هو بمعنى تقسيم الوظائف والأدوار ليس إلاّ ، حتّى أنّه ورد عن الإمام الصادقعليه‌السلام : «ربّ امرأة خير من رجل »(٣) .

وهنا لابدّ من التنبيه بأنّ المقصود من كلام الإمامعليه‌السلام في هذه الرواية ليس أمثال فاطمة وزينبعليهما‌السلام ، فإنّ الحكم بالنسبة إلى أمثالهما واضح ، بل الكلام هو في مجال سائر الناس ، كما يظهر من مفاد الرواية.

ثمّ البحث في الروايات والآية المشار إليها في السؤال يتطلّب أُموراً :

أوّلاً : إنّ الآية الكريمة :( إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) نقل لكلام عزيز مصر ، ولا يدلّ على تأييده من جانب الله تعالى ، على أنّ الإشارة فيها إلى زوجته بالذات ، فلا يشمل باقي النساء لزوماً.

__________________

١ ـ المصدر السابق ٥ / ٥١٤.

٢ ـ يوسف : ٢٨.

٣ ـ من لا يحضره الفقيه ٢ / ٤٢٧.

٣٨٢

ثانياً : الروايات المذكورة بما أنّ أكثرها مرسلة ومقطوعة السند ، أو أنّ بعضها تحتوي في السند على رجال غير موثقين ، فلا يعتمد عليها في الاستدلال ، ولا حجّية لأكثرها سنداً.

ثالثاً : ومع غض النظر عن البحث في السند ، فإنّ الكثير من الروايات لا يصلح دليلاً على مدّعى القائل ، فعلى سبيل المثال : «يستشير رجلاً عاقلاً » لا ينفي استشارة امرأة عاقلة ؛ أو أنّ شاوروا النساء يتعارض مع « إيّاك ومشاورة النساء ».

وإنّ «ولا تطيعوهن في المعروف » مقطوع البطلان ، إذ كيف يكون معروفاً وفي نفس الوقت منهياً عنه! أو أنّ «لا تطيعوا النساء على حال » لا إطلاق له ، إذ قد يكون كلامهن ورأيهن ـ ولو في مورد واحد ـ صحيحاً ، فكيف ينبغي أن لا تطاع حتّى في هذه الحالة.

وحتّى أنّ «إنّهن ناقصات عقل ودين »(١) ليس معناه نقص الرتبة والمنزلة ، بل المراد هنا هو النقص التكويني والوظائفي ـ كما بيّناه في صدر الجواب ـ وهكذا باقي الموارد.

مضافاً إلى أنّ كافّة هذه الأحاديث ـ لو سلّمنا بصدورها بهذه الكيفية من المعصومينعليهم‌السلام ـ معارضة في إطلاقاتها ومفاهيمها مع أمثال الرواية التي ذكرناها في المقدّمة ، وعليه لابدّ من رفع اليد عنها ، أو تأويلها بما لا يتصادم مع صريح تلك الرواية أي «ربّ امرأة خير من رجل ».

ومن جملة ما يمكن أن يقال في سبيل علاج تلك الأحاديث هو : أن نلتزم بأنّها قضايا خاصّة تشير إلى موارد معيّنة ، وإن جاءت بنحو الإطلاق ، فإنّ هذا نوع من بديع الكلام ، كما هو المسلّم في الآية( إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) ، إذ المخاطب زوجته فقط ، ولكن يذكر الحكم بنحو العموم لما فيه من التأثير في المخاطب.

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١٨ / ١٩٩.

٣٨٣

( حسين ناصر العباس ـ السعودية ـ ٤٠ سنة ـ خرّيج ثانوية )

ورود ذم لركوبها الخيل :

س : هناك قول سمعته من أحد المؤمنين وهو : أنّ الفروج لا تركب السروج ، فهل هذا القول لأحد المعصومين عليهم‌السلام ؟ وأن كان الحديث صحيحاً ، فهل معنى ذلك أنّ النساء يحرم عليهن ركوب الخيل؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.

ج : قد ورد الخبر بذلك ضمن الأخبار الواردة عن بعض الأئمّةعليهم‌السلام عن أحوال الناس قبل ظهور الإمام المهديعليه‌السلام (١) ، وظاهر العبارة ذمّ ذلك إلاّ عند الضرورة والاضطرار ، والله العالم.

( ـ العراق ـ )

مسائل مختلفة تتعلّق بها :

س : أشكركم على إتاحة هذه الفرصة للسؤال ، وعندي أسئلة حول كتاب أحكام النساء للشيخ المفيدقدس‌سره :

١ ـ في صفحة ٥٦ يقول : يكره لهن تعلّم الكتابة ، وقراءة الكتب ، هل هذا يتناسب مع الشريعة؟

٢ ـ في صفحة ٥٧ يقول : ولا يحلّ لها أن تصل شعرها بشعر غيرها من الناس ، ولابأس أن تصله بأصواف الغنم ، ألا ينطبق هذا مع الحديث الذي يرويه أهل السنّة « لعن الله الواصلة والمستوصلة »؟

٣ ـ في ص ٥٨ يقول : لا يحلّ لهن الاجتماع في العرسات ، ولا يجتمعن في المصائب.

٤ ـ حديث : « أوصيكم بالضعيفين المرأة واليتيم » هل هو صحيح؟

٥ ـ أهل السنّة يدعون إلى قعود المرأة في البيت بدليل آية القرّ ، ما هو الجواب الراد على هؤلاء؟

__________________

١ ـ أُنظر : كمال الدين وتمام النعمة : ٣٣١.

٣٨٤

٦ ـ يقول الشيخ في إحدى محاضراته : أنّه لا توجد آية في القرآن تقول أنّ الرجل أفضل ـ بمعنى أحسن ـ من المرأة ، هل هذا صحيح؟

٧ ـ آية :( إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) (١) وردت على لسان العزيز ، فهل هي عامّة تشمل كُلّ النساء؟

ج : نجيب على أسئلتكم على الترتيب :

١ ـ لابدّ أوّلاً من التمييز بين العلم والتعلّم ، وبين الكتابة والقراءة ، فإنّ مصطلح الأُمّية والجهل لم يعدّ في المحافل الرسمية الدولية ، بمعنى عدم الكتابة والقراءة ، كما أعلنت اليونسكو عن ذلك في السنوات الأخيرة ، فإنّ العلم والتعلّم مقابل الجهل والأُمّية عرّفوه أخيراً ، بمعنى حرمان الإنسان العلم اللازم له كي يستثمر البيئة والوسط المعاش الذي هو فيه.

مثلاً : الزارع والفلاّح في الريف لا نستطيع أن نطلق عليهما الأُمّية والجهل لمجرّد عدم تعلّم الكتابة والقراءة ، والحال أنّهما يمتلكان علم الزراعة والفلاحة ، بحيث يتمكّنا من التغلّب والسيطرة على قواعد البيئة الزراعية والفلاّحية ، وعلى العكس لو كان ابن الزارع والريف يعرف الكتابة والقراءة ، لكن لا يعلم الموروث العلمي الزارعي والفلاحي من آبائه وقومه ، فإنّه يعدّ أُمّياً وجاهلاً لكونه لا يعرف العلم اللازم لحياته المعاشة.

وكذلك الحال في أصحاب وأرباب الصناعات والحرف ، فإنّ العلم والتعلّم في حقّهم ، لا تعنى بالضرورة الكتابة والقراءة ، بل تعنى في الدرجة الأُولى هو إتقانهم للصناعة والحرفة المتلبّسين هم بها.

ومن ثمّ تثار الأزمة في مجتمعات المدن في العصر الحاضر أنّ السلك التعليمي على صعيد المدارس والجامعات لا يلبّي حاجة المجتمع في جوانب الصناعة والزراعة والتجارة وغيرها من المجالات ، فإنّ تلك المدارس والجامعات لاسيّما في

__________________

١ ـ يوسف : ٢٨.

٣٨٥

دول العالم الثالث تغذّي الطلاّب والمتعلّمين بعلوم لا تستثمر بعد سنين التخرّج من المدرسة والجامعة ، وبالتالي فلا يكون الفرد المتخرّج منهما مؤهّلاً للوظيفة في القطّاعات الكثيرة في مؤسّسات المجتمع.

وبكلمة : فأصبح في العرف التعليمي العلم في مقابل الأُمّية والجهل هو ليس بمعنى الكتابة والقراءة ، بل بمعنى معرفة العلم اللازم للعمل في المحيط والبيئة المعاشة ، فنعرف من ذلك أنّ الكتابة والقراءة ليس إلاّ آلة غير منحصرة للتعلّم ، وليست هي الآلة الوحيدة ، كما أنّ الكتابة والقراءة ليستا هما نفس العلم والمعرفة ، والعلم والمعرفة قد رغّب فيهما كُلّ من القرآن وسنّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأهل بيتهعليهم‌السلام .

وقد يعزى هذا الحكم بالكراهة دون الحرمة في الكتابة والقراءة ، أنّهما كانا في العصور السابقة طابعاً لأعمال الرجال ولأعمال النظام الاجتماعي خارج المنزل ، أي عليهما صبغة المهن والأعمال المستلزمة للاختلاط بالرجال.

وقد ورد في الحديث : «وعلّموهن سورة النور »(١) ، كما ورد استفتاء وتعلّم عدّة من النساء من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام .

٢ ـ قد فسّر فقهاء أهل السنّة لعن الواصلة والمستوصلة : بوصل المرأة شعرها بشعر غيرها ، ومن ثمّ أفتوا بالحرمة ، ولكن ذلك نتيجة ابتعادهم عن الثقل الثاني وهو عترة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإنّه قد ورد في روايات أهل البيتعليهم‌السلام تفسير الواصلة والمستوصلة بالقوّادة والمقودة للفاحشة ، فالواصلة التي تقود لجمع الرجال بالنساء على الفاحشة ، والمستوصلة هي التي تقاد لذلك(٢) .

٣ ـ فتوى فقهاء العصر على حلّية اجتماع النساء في الأعراس والمصائب ، شريطة أن لا يرتكب في تلك المجالس المعصية ، كما هو مقتضى الغالب في

__________________

١ ـ الكافي ٥ / ٥١٦.

٢ ـ المصدر السابق ٥ / ١١٩.

٣٨٦

تلك المجالس ، فإنّ مجالس الأعراس في العادة ما يتغنّى بالمثير لشهوة الجنسية ، ويحصل الابتذال والرقص وغير ذلك ، ممّا يسبب الانحراف في السلوك الخُلقي ، وكذلك مجالس المصائب في موتى أهالي النساء ، فإنّه ربما ترتكب بعض الشنائع لإظهار المصاب في العادات التقليدية القديمة ، ولعلّ ذلك هو محمل فتوى الشيخ.

٤ ـ وردت نصوص قرآنية وروائية عديدة توصي بحسن رعاية اليتيم ، وكذلك في المرأة ، وأنّهن قوارير فلا تكسر ، وأنّها ريحانة تعامل باللين والمودّة والمداراة ، وأنّ عقاب القبر هو من سوء المعاملة مع العيال.

٥ ـ لا ريب أنّ من أعظم مسؤوليات المرأة هو تربية الجيل الناشئ الصالح للمجتمع ، وهو وظيفة منزلية ، كما أنّ من مسؤوليتها توفير الراحة والسكون النفسية للرجل في البيت ، وهو محطّة دفء واستقرار مهمّ عظيم لكُلّ أعضاء الأُسرة ، مضافاً إلى أنّ القرّ في الآية قد بيّن الغاية منه ، هو لأجل عدم التبرّج تبرّج الجاهلية الأُولى ، أي محافظة المرأة على الستر على بدنها ، ومفاتن جسدها ، كي لا تتلوّث بيئة المجتمع بالإثارات الغريزية الحيوانية ، فيكون الجوّ العام الخارجي جوّاً حيوانياً غرائزياً ، كما هو عليه الحال في المجتمعات الغربية ، حيث تبذلت المرأة عند خروجها من المنزل ، وأصبحت سلعة جنسية وأداة حيوانية لمسيرة الجنس ، والاستهلاك التجاري.

وتكبّلت المرأة مسؤوليات الرجل خارج المنزل ، فضاعت وظائف الأُسرة من دون من يتحمّل مسؤوليّتها ، فتصدّعت وأورثت ظواهر اجتماعية حادّة تفتك بالاستقرار الاجتماعي والأمني والروحي.

٦ ـ الأفضلية في القرآن أعطيت للمتّقي :( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ) (١) ، وكما ذكر القرآن الأنبياء والمرسلين والأئمّةعليهم‌السلام ، فقد ذكر فاطمة في سورة

__________________

١ ـ الحجرات : ١٣.

٣٨٧

المباهلة ، والحشر ذي القربى والمودّة لهم وغيرها من السور ، وذكر مريم وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، وأُمّ موسى وأُمّ مريم وغيرهن.

نعم ، هذا لا يعني تشاكل وظائف الجنسين وكيفية أدوارهما ومسؤوليّتهما ، وإن كان باب الكمال مفتوح لكُلّ منهما ، لاسيّما الأخروي الأبدي ، وإن كان هناك عوائق ومؤهّلات تخصّ كُلّ جنس على حده يجب الجمع في النظرة ، وفي قراءة النصوص الدينية إلى ذلك نصوص العوائق ، ونصوص المؤهّلات المساعدة في كُلّ جنس.

٧ ـ ورد في الروايات أنّ المرأة إذا لم تلتزم ، وصارت من جند الشر والشيطان ، فإنّ لها قابليات خطيرة للفتنة ، وافتتان الرجال والمجتمع بهن من ناحية الشهوة وغيرها ، ممّا يدلّل على خطورة موقعية المرأة في المجتمع والأُسرة وتنشأة الأجيال.

( عمرو إبراهيم يوسف ـ مصر ـ ٢٥ سنة ـ بكالوريوس تجارة )

معنى ناقصة عقل ودين :

س : أرجو تفسير حديث : « إنّهن ناقصات عقل ودين » (١) .

ج : مع غض النظر عن البحث في سند الحديث ، نلفت انتباهكم إلى أنّ نفس الحديث يشرح المراد من النقص في الدين ، وذلك بتركها للصلاة في أيّام عادتها ، وكذلك يشرح المراد من النقص في العقل ، بجعل شهادة امرأتين تعادل شهادة رجل واحد ، ويعود ذلك إلى تركيبتها البدنية ، حيث خلقها الله تعالى لتكون أُمّاً تغلب عليها العاطفة ، وبذلك تستطيع أن تتحمّل أنواع المصاعب في تربيتها لأولادها ، بما أودعها الله من عاطفة كبيرة ، ولولا تلك العاطفة المودعة في المرأة لحدث نوع من الخلل في التركيبة الاجتماعية ، حيث كُلّ من الرجل والمرأة أودع الله تعالى فيهم من القدرات البشرية ما تحتاجه وتفرضه وظيفته.

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ٩ / ١٩٢ و ١٨ / ١٩٩.

٣٨٨

وبعد هذا ، فإنّ العاطفة الغالبة على المرأة سبّبت في أن تكون شهادة امرأتين تعادل شهادة رجل واحد.

( السيّد علي الموسوي ـ إيران ـ ٢٧ سنة ـ طالب حوزة )

( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ) :

س : إنّ القرآن يثبت في آيات عديدة تساوي الإنسانية بين الرجال والنساء ، وأنّ الرجل بما هو الرجل ، والمرأة بما هي المرأة ، لا كرامة لهما ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ) (١) ، إذاً فلماذا ( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ) (٢) ؟

ج : ننقل لكم ما ذكره الشيخ لطف الله الصافي حول هذا الموضوع :

« وأمّا الاختلاف في قدر نصيب الرجل والمرأة في بعض الموارد كالبنت والابن ، حيث قدّر للذكر مثل حظّ الأُنثيين ، وكالزوج والزوجة ، فليس فيه احتقار للمرأة وبخس حقّها ، بل إنّما جعل نصيب الرجل أكثر لكثرة حوائجه الاقتصادية ونفقاته المالية ، ولما أُلقي عليه من النفقات ـ كنفقة الزوجة والأولاد ـ أو يلقى عليه العرف والعادة ـ كتجهيز البنات ـ وإعطاء صداق زوجة الولد وغيرها.

وأمّا المرأة فليس عليها هذه النفقات ، ولا تدفع المهر عند الزواج ، بل تأخذه بعكس الرجل ، كما يتحمّل زوجها نفقتها ، فحاشا الإسلام أن يدع الضعيف ويوفّر نصيب القوي ، أو ينظر في مثل هذه الأحكام المالية المتضمّنة لحكم اقتصادية إلى ما ليس له دخل في تشريعها ، فهذا الفرق الطفيف بينهما ليس إلاّ لإقامة العدل بين الذكر والأُنثى ، والأخذ بأسباب الواقع والحقيقة.

ويدفع تعليل هذه الأحكام بتفضيل الرجال على النساء ، إنّ الله تعالى ساوى بين الأبوين في الميراث ، فقال سبحانه :( وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا

__________________

١ ـ الحجرات : ١٣.

٢ ـ النساء : ١١.

٣٨٩

السُّدُسُ ) (١) ، فلو كان الإسلام فضّل نصيب الرجل على المرأة مطلقاً لعلّة أنّ هذا رجل وهذه امرأة لما ساوى بينهما في هذا المقام ، وفي بعض المقامات الأُخر.

فهذا شاهد على أنّ الحكمة في امتياز الرجل على المرأة في الميراث ، ليس فضله عليها ، وهذا التوهّم إنّما نشأ من عدم مراجعة نصوص الكتاب والسنّة والتأمّل فيها.

والحاصل : أنّ من سبر الشرائع والقوانين وتواريخ الملل ، يجد أنّ أيّ شريعة من الشرائع ، وأُمّة من الأُمم ، لم تنصف المرأة كما أنصفها الإسلام وشريعته السمحاء.

فالإسلام قرّر حقوق المرأة ، وناصر المرأة ، وكرّم المرأة ، وحرّر المرأة ، وأخذ بيدها ممّا كانت تتردى فيه.

فعلى الذين يهتفون في بلاد المسلمين ، وتعلو صيحاتهم منادين بحقوق المرأة ، ويظهرون الترحّم على النساء ، إن كانوا صادقين أن يدعوا الجميع ، الرجال والنساء إلى النظام الإسلامي ، الذي عالج مشاكل الحياة الإنسانية كُلّها.

وإن كانت نزعتهم في ذلك أن يتّخذوا المرأة مطيّة لشهواتهم ، وأن يروّجوا الدعارة ، وفوضى الأخلاق ، وانحطاط الآداب ، وخروج النساء كاسيات عاريات ، يخلعن جلبات الحياء والعفّة ، وينزعن زيّ النجابة ، ويسلكن مسلك المرأة الغربية ، فنعوذ بالله من فتنهم ، ومن دعاياهم الفاسدة الهدّامة ، التي هي من أضرّ ألاعيب الاستعمار على المسلمين »(٢) .

( علي ـ أمريكا ـ ٢٧ سنة ـ طالب )

معنى غيرة المرأة كفر :

س : حفظكم الله ورعاكم لما فيه خدمة الجميع ، وأثابكم الله خيراً ، وأعطاكم الأجر والثواب.

__________________

١ ـ نفس الآية السابقة.

٢ ـ مجموعة الرسائل ١ / ٢٢٥.

٣٩٠

أتمنّى أن تشرحوا لي لماذا غيرة المرأة كفر؟ وغيرة الرجل إيمان؟ وهل في جميع الحالات تصبح غيرة المرأة كفر؟ حتّى لو تصرّف زوجها مع النساء الأجانب؟ ولكم شكري وامتناني.

ج : قال الإمام عليعليه‌السلام : «غيرة المرأة كفر ، وغيرة الرجل إيمان »(١) ، والمقصود من كلامهعليه‌السلام : بأنّ غيرة المرأة على الرجل قد تؤدّي إلى الكفر ، وليست هي كفراً قطعاً ، فإنّها إذا اعترضت على زوجها إذا أحتاج إلى زواج آخر مثلاً ، قد تؤدّي غيرتها عليه إلى إنكار معلوم من الدين بالضرورة ، وهو جواز التعدّد للرجل ، فتنكر النصّ ، أو تعترض على الله تعالى ، أو على الإسلام ، وقد تكيد بزوجها ، أو تعصي ربّها ، أو تقصّر معه ، أو تلجأ إلى وسائل شيطانية ، أو غير ذلك ، وكُلّ ذلك من الظلم الذي قد يؤدّي إلى الكفر.

أمّا مسألة غيرتها العادية ، وتدلّلها عليه ، أو محاولة بيان اهتمامها وحبّها واعتزازها به ، فليس ذلك مقصوداً من الحديث ، وخصوصاً ما ذكرت من بعض التصرّفات مع النساء الأجنبيات ، مع امرأة أجنبية دون وجود نية حقيقية للزواج ، فغيرة زوجته في هذه الحالة عليه من الإيمان قطعاً ، ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

والخلاصة : فغيرة المرأة إذا كانت مانعة للزوج من الارتباط بأُخرى ، فهو من الاعتراض على الحقّ الجائز فعله للرجل.

أمّا غيرة الرجل على زوجته فهو حرص وإيمان لعدم جواز ارتباطها بغيره مع ارتباطها به ، بأيّ حال من الأحوال.

( أحمد ـ الإمارات ـ ١٩ سنة ـ طالب حوزة )

النظر إلى المبتذلات منهنّ :

س : هذه شبهة وردت في إحدى مواقع الوهّابية في المنتديات ، أرجو الردّ السريع : يقول فضل الله في كتابه النكاح ١ / ٦٦ : « فلو أنّ النساء قد اعتادت

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١٨ / ٣١٢.

٣٩١

الخروج بلباس البحر ، جاز النظر إليهن بهذا اللحاظ وفي ضوء ذلك قد يشمل الموضوع النظر إلى العورة عندما تكشفها صاحبتها ، كما في نوادي العراة ، أو السابحات في البحر في بعض البلدان ، أو نحو ذلك ».

قلت : أيّ دين وأي منطق هذا؟

أرجو المساعدة على الردّ على تلك الحثالة الوهّابية ، وشكراً.

ج : إنّ هناك مسألة فقهية يذكرها الفقهاء وهي : جواز النظر إلى النساء المبتذلات ، والمراد بهنّ النساء اللاتي لا ينتهين إذا نُهين عن التكشّف ، حيث لا يمنع معهن أمر بمعروف ونهي عن منكر ، وقد ذكر السيّد فضل الله جملة من مصاديق هذه المسألة ، كالنساء اللاتي يرتدين لباس البحر مثلاً ، أو ما يتواجد منهنّ في نوادي العراة وغيرها.

وبالطبع إنّ أمثال هذه الموارد مشروطة بعدم التلذّذ ، وإلاّ حرمت حسب القاعدة ، ولا يعني ذلك أنّ هذا السيّد يدعو الناس للوقوف على شواطئ البحار لينظروا ما شاء لهم النظر إلى أجساد النساء العاريات ، أو ليدخلوا نوادي العراة كي يشاهدوا عورات النساء ، فهذا ممّا لا يقول به عاقل ، فضلاً عن عالم.

وبيان الجواز هنا يشير بوضوح إلى مسألة فيما لو ابتلي إنسان ما بالتواجد في مكان تكون فيه أمثال هذه الحالات ، فالحكم الشرعي له حسب الأدلّة الشرعية هو الجواز المشروط بعدم التلذّذ ، وإلاّ حرم النظر عليه.

ونسأل هنا : ألا يبتلى المسلمون في الدول الغربية بمثل هذه المواقف فيما لو اضطرتهم الظروف للتواجد في هذه الدول ، فما هو الحكم الشرعي الذي يراه المتحذلقون لهؤلاء المبتلين بمثل هذه الحالات؟ وفي أماكن يكون توقّع العمل في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا فائدة منه ، بل قد يؤدّي إلى الضرر حسب أحكام وقوانين تلك الدول ، فهل تراهم يأمرون المسلمين المتواجدين في تلك الأماكن بوضع الأغطية على عيونهم يسيرون في تلك البلدان؟ أم ماذا يقولون للمبتلين بمثل هذه المواقف؟ فليجيبونا مشكورين؟

٣٩٢

النصّ على الأئمّة :

( أحمد ـ ـ )

نقوضات على النصّ في الإمامة وردّها :

س : لقد وجدت هذا في أحد المنتديات ، فما ردّكم عليه : إذا فرضنا أنّ الإمامة نصّ عليها الله تعالى ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله فنجد الآتي :

١ ـ إنّ علياًرضي‌الله‌عنه رفض أن يصبح خليفة بعد استشهاد عثمان بن عفّان.

٢ ـ إنّ علياًرضي‌الله‌عنه أصبح وزيراً في عهد أبي بكر ، فهذا يخالف النصّ.

٣ ـ أصبح علياً والياً عند فتح المقدس والشام في عصر عمر ، فماذا يعني لك النصّ في الولاية؟ هل تعتقد بمن استطاع أن يخترق بصره عرش الرحمن والثرى في الأرض أن يعجز أن يأخذ الولاية؟

فماذا تعني لك النصّ بالولاية؟ هل تعتقد بمن فتح خيبر بضربة سيفه حتّى عجز جبرائيلعليه‌السلام أن يمسك يده ، لكي لا يصل سيفه إلى سابع أرض ، بعاجز أن يأخذ الخلافة؟ ودمتم سالمين.

ج : الموضوع الذي ذكرتموه فيه عدّة تساؤلات :

أوّلها : لماذا رفض عليعليه‌السلام الخلافة بعد مقتل عثمان؟ وهذا ما سنأتي إلى تفصيله.

ثانيها : إنّ علياًعليه‌السلام أصبح وزيراً في عهد أبي بكر؟ هذا كذب محض ، لا يسنده أيّ شاهد تاريخي ضعيف ، فضلاً عن أن يكون صحيحاً ، فعليعليه‌السلام لم يصبح وزيراً في يومٍ من الأيّام لأبي بكر أو عمر أو عثمان ، وهذه افتراءات وتقوّلات جاءت من أتباع ابن تيمية.

٣٩٣

ثالثها : أصبح عليعليه‌السلام والياً للمقدس عند فتحها في عهد عمر؟ هذا من المضحكات ، فهو مثل سابقه دعوى لا دليل عليها ، وزوبعة كلام يتشدّق بها أتباع ابن تيمية ، بلا سند أو عمد ، كشيخهم الذي كثرت ادعاءاته بدون سند ولا دليل.

الرابعة : هو الربط بين فضائل عليعليه‌السلام ـ وخصوصاً الشجاعة منها ـ وبين عدم أخذه للسلطة ومغالبته عليها.

وبتعبير آخر : الاتكاء على نظرية الاستبعاد ، فإنّ من كان في الشجاعة ما يذكر لهعليه‌السلام في الفتوحات والحروب كيف يغلب؟ وكيف يؤخذ حقّه في السلطة؟

وهذا الاعتراض متوقّف على فهم الإمامة في القرآن الكريم والسنّة المطهرة ، والتي بني عليها المذهب الشيعي أُسسه ، والأخ صاحب هذا المقال باعتبار كونه يعيش ذهنياً في نظرية مدرسة الخلفاء التي صوّرت الإمامة مساوية للحكومة والسلطة ، فلأجل ذلك يحتاج تفهيمه إلى شرح ما ، وبيان للموضوع.

أمّا التساؤل الأوّل فيجاب : إذا رجعنا إلى الوراء قليلاً وسرنا مع الأحداث نعرف السبب الذي دعا علياًعليه‌السلام أن يرفض ، وإليك بيان موجز من ذلك :

الإمامة التي يطرحها القرآن الكريم والسنّة النبوية ـ والتي سار عليها المذهب الاثنا عشري ـ تعني رئاسة عامّة على أُمور الدين والدنيا ، أي القيمومة الكاملة من قبل شخصٍ ، وهو الذي يسمّى إمام على سائر المخلوقات ، وهو المتصرّف لأُمورهم الدينية والدنيوية ، أي هو العارف بالأحكام والمبيّن لها ، والذي يسوس الرعية ، وهو الذي يحملها على ما يراه.

قال الله تعالى مخاطباً إبراهيمعليه‌السلام :( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (١) ، وقال تعالى :( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ

__________________

١ ـ البقرة : ١٢٤.

٣٩٤

الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) (١) ، وقال تعالى :( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) (٢) ، وقال تعالى :( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (٣) ، إلى غيرها من الآيات الكثيرة الناطقة بالولاية والإمامة والخلافة الإلهية.

ومن الواضح أنّ هذه الخلافة لا تساوي الحكومة بالمفهوم الذي فسّرته مدرسة الخلفاء للإمامة ، وذلك واضح في القرآن الكريم ، حيث أنّه جعل إبراهيم إماماً مع كونه لم يكن حاكماً ، ولم يستلم الحكومة بعد ، فالإمامة لو كانت بمعنى الحكومة التي نفهمها الآن لما كان إبراهيم إماماً ، مع أنّه إمام ولم يكن حاكماً.

فمن ذلك نفهم أنّ الإمامة القرآنية تعني السلطة الواقعية على الكائنات ، والتصرّف في شؤونها الدينية والدنيوية ، وأنّ الحكومة السياسية هي وظيفة من وظائف الإمامة وشعبة من شعبها ، فالإمام فيه اقتضاء وقابلية الحكومة ، وأنّ المفروض على الرعية تسلّم الأمر إليه ، ولهذا يظهر الفرق واضحاً بين الإمامة العامّة التي هي جعل من الله ، ولا دخل للإنسان فيها ، بل هي من مختصّات الذات الإلهية المقدّسة ، فالله هو المعيّن للإمام لا غير.

وأمّا السلطة والحكومة فبما أنّها تعني التصرّف بشؤون الناس السياسية فتحتاج إلى بيعة ومناصر وتحتاج إلى مؤازر ، ولأجل ذلك أخذ الرسول الأكرم محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله البيعة لعليعليه‌السلام يوم غدير خم ، فإنّ سرّ أخذ البيعة هو ذلك.

هذا مفهوم الإمامة الكُلّية ، وبه يتّضح الفرق بين مذهب الشيعة ومذهب مدرسة الخلفاء ، فإنّهم فسّروا الإمامة بما يساوي الحكومة التي نعرفها بمعناها اليوم.

__________________

١ ـ فاطر : ٣٢.

٢ ـ الزخرف : ٢٨.

٣ ـ المائدة : ٥٥.

٣٩٥

وأمّا مصداق الإمامة ، وأنّ مَن هو الإمام؟ فهذا تحدّده السنّة النبوية المطهرة ، والسنّة النبوية بيّنت أنّ الإمام بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله هو علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، كما في حديث الغدير المتواتر ، والذي يقول فيه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

وكذلك في أحاديث أُخرى كثيرة ، تشير إلى ما لا ريب فيه ولا مناقشة تعتريه ، وهو ما أخرجه الحاكم في المستدرك ، وصرّح بصحّته ، والحديث هو : قال ابن عباس : وقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنت ولي كُلّ مؤمن من بعدي ومؤمنة »(٢) ، وصرّح الشيخ الألباني بصحّته وبطرق عديدة للحديث(٣) .

إنّ هذا الحديث يقصم ظهور القوم ، إذ لا يمكنهم تأويله بالمحبّة أو النصرة ، لأنّ معنى ذلك أنّ علي بن أبي طالبعليه‌السلام يحبّ المؤمنين وينصرهم بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولو على نحو السالبة الجزئية ، أي بعض المؤمنين يحبّهم وينصرهم بعد الرسول لا في حياته ، وهذا يشهد القرآن والسنّة والتاريخ بكذبه ، لأنّ علياً كان وما زال منذ بعث النبيّ إلى يوم استشهاده ناصراً ومحبّاً للمؤمنين.

هذا عرض موجز لمفهوم الإمامة الكُلّي وشخصها الجزئي يمهّد لنا الدخول في الموضوع ، فبعد اتضاح معنى الإمامة ، وأنّها تنصيب من الله سبحانه ، وأنّ الإمام إمام ، تسلّم السلطة أو لا ، كما في حديث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في حقّ الحسن والحسين حيث قال : «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا »(٤) .

فعلى ذلك ، لماذا رفض الإمام عليعليه‌السلام بيعة القوم بعد وفاة عثمان؟ مع أنّه منصّب من الله ، وأنّ الظرف تهيّأ للحكم والسيادة؟

الجواب : إذا رجعنا إلى الفترة التي أعقبت وفاة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله نعرف ذلك ، فبعد أن ظهر قوله تعالى للعيان وأتضح :( أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ

__________________

١ ـ الدرّ المنثور ٢ / ٢٩٣.

٢ ـ المستدرك ٣ / ١٣٤.

٣ ـ سلسلة الأحاديث الصحيحة ٥ / ٢٦١.

٤ ـ علل الشرائع ١ / ٢١١.

٣٩٦

وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) (١) ، وانقلب الأمر على آل بيت النبيّ ، وصدق قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كما يرويه عليعليه‌السلام حينما قال : «قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الأُمّة ستغدر بك بعدي »(٢) .

فأخذها أبو بكر وابن الخطّاب من علي بن أبي طالب مدّعين الشورى ، وأنّ النبيّ لم يوصّ ، في حين عدم حضور الشورى كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار ـ كعلي والعباس ، وطلحة والزبير ، وعمّار وأبي ذر ، وسلمان وسعد ابن عبادة وغيرهم ـ فأخذ الأمر وزحزح عن علي إلى أبي بكر ، فصار الإمام بين أمرين : إمّا أن يقاتلهم على الخلافة التي هو أحقّ بها أم يصبر؟

ومن المعلوم أنّ الدخول معهم في معركة لم يكن صالحاً للإسلام ، بل يقضى عليه ، وتذهب أتعاب النبيّ وعلي خلال السنين السالفة هباءً منثوراً ، وذلك لكثرة المنافقين في المدينة وحولها.

قال الله تعالى :( وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ ) (٣) ، وقال تعالى :( إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ ) (٤) ، وقال تعالى :( وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (٥) .

فإذاً المبرّر لسكوت الإمام عليعليه‌السلام هو وجود المنافقين في المجتمع الإسلامي ، وكانوا بكثرة ، ويشكّلون قوّة لا يستهان بها ، وهم يتربّصون بالمسلمين الفلتات والزلاّت.

فلو نازع أمير المؤمنينعليه‌السلام القوم لكان في ذلك فرصة لهم في ضرب المجتمع الإسلامي والإسلام ، وإرجاع الناس إلى الجاهلية الأُولى ، فحفاظاً على ذلك لم

__________________

١ ـ آل عمران : ١٤٤.

٢ ـ المستدرك ٣ / ١٤٢ ، شرح نهج البلاغة ٤ / ١٠٧ ، كنز العمّال ١١ / ٢٩٧ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٤٨ ، البداية والنهاية ٦ / ٢٤٤ و ٧ / ٣٦٠.

٣ ـ التوبة : ١٠١.

٤ ـ المنافقون : ١.

٥ ـ التوبة : ٩٨.

٣٩٧

يدخل أمير المؤمنينعليه‌السلام مع القوم في نزاع ، وصبر على خلافة الأوّل ، وعلى خلافة الثاني ، ولم يدخل معهم في وزارة أو إمرة ، بل كان معتزلاً عنها ، ومن يدّعي أنّه تولّى أمراً ، أو استوزر من قبل الخليفة ، فهو كاذب لا مستند تاريخي له.

إلى أن وصل الأمر إلى الثالث ، وبوصولها إليه ابتعد المسلمون كثيراً عن الخطّ الذي رسمه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ووضح الشرخ المنحرف داخل المجتمع ، بخلافه على زمن الأوّل والثاني ، فإنّ الانحراف لم يكن بالمستوى الذي وصل إليه في خلافة عثمان ، لأنّ عثمان بن عفّان ولّى بني عمّه على الأمصار ، وعزل الصحابة الأخيار ، وولّى الطلقاء الذين هم من المنافقين والذين لم يسلموا ، بل استسلموا ، خوفاً على دمائهم ، لا رغبة في الإيمان.

فهؤلاء عندما ولاّهم عثمان عاثوا في الأرض الفساد ، واستعبدوا العباد ، وغيّروا السنّة ، وبدّلوا الشريعة ، فلذلك رفض أمير المؤمنين البيعة ، لأنّه لو كانت الخلافة جاءته بعد عمر لكان هناك مجال واسع لإصلاح الانحراف الذي خلّفه أبو بكر وعمر ، فلذلك دخلعليه‌السلام في الشورى ، الذين عيّنهم عمر.

وأمّا بعد تولّي عثمان الخلافة فإنّ الانحراف وصل إلى أوجه ، بحيث لا ينفع معه إصلاح ولا تعديل ، فلذلك رفض البيعة ، وقال لهم : افعلوا بها كما شئتم ، فكما قدّمتم الأوّل والثاني والثالث عليّ فالآن لا حاجة لي بها ، قدّموها إلى غيري ، واطلبوا لها غيري يسايرها مع هذا الانحراف ، لأنّه إذا أخذها عليعليه‌السلام لا تستطيعون أن تسيروا حسب ما يريد ، ولا تطيقوا تعاليمه التي هي تعاليم القرآن ، لأنّه غرس بنو أُمية في نفوسهم تعاليم الجاهلية ، وأبعدوهم عن تعاليم الإسلام ، فلذلك لا يستطيعون مسايرة الإمام وإتباعه ، وهذا ما عرفهعليه‌السلام من الأوّل ، فلذلك قال لهم : «دعوني والتمسوا غيري ».

وإليك هذان النصّان التاريخيان يوضّحان ما قلناه ، ويشهدان عليه :

١ ـ روي عن ابن عباس أنّه قال : دخلت على عمر يوماً ، فقال لي : يا ابن عباس لقد أجهد هذا الرجل نفسه في العبادة حتّى نحلت رياءً.

قلت : من هو؟

٣٩٨

فقال : هذا ابن عمّك ـ يعني علياً ـ.

قلت : وما يقصد بالرياء أمير المؤمنين؟

قال : يرشح نفسه بين الناس للخلافة.

قلت : وما يصنع بالترشيح ، قد رشّحه لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فصرفت عنه.

قال : إنّه كان شابّاً حدثاً فاستصغرت العرب سنّه وقد كمل الآن ، ألم تعلم أنّ الله تعالى لم يبعث نبيّاً إلاّ بعد الأربعين.

قلت : يا أمير المؤمنين ، أمّا أهل الحجى والنهى فإنّهم مازالوا يعدّونه كاملاً منذ رفع الله منار الإسلام ، ولكنّهم يعدّونه محروماً محدوداً.

فقال : أمّا إنّه سيليها بعد هياط ومياط ، ثمّ تزل قدمه فيها ، ولا يقضى فيها إربة ، ولتكونن شاهداً عليه يا عبد الله ، ثمّ يتبيّن الصبح لذي عينين ، وتعلم العرب صحّة رأي المهاجرين الذين صرفوها عنه بادئ بدء(١) .

فأنظر إلى قوله : سيليها بعد هياط ومياط ، أي : تصله مضطربة قد نخر فيها الفساد نخراً ، وانحرفت أشدّ الانحراف ، فلا يستطيع أن يصنع فيها شيء ، فلذلك ستلفظه لعدم طاقتها له.

٢ ـ لمّا ضرب عمر بن الخطّاب ، قال الإمام لقوم من بني هاشم : «إن أطيع فيكم قومكم من قريش لم تؤمروا أبداً » ، وقال للعباس : «عدل بالأمر عنّي يا عم » ـ يقصد عمر بن الخطّاب ـ قال : وما علمك؟

قال : « قرن بي عثمان ، وقال عمر : كونوا مع الأكثر ، فإن رضي رجلان رجلاً ورجلان رجلاً ، فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف ، فسعد ـ أي سعد بن أبي وقّاص ـ لا يخالف ابن عمّه ـ يعني عبد الرحمن ـ وعبد الرحمن صهر عثمان لا يختلفان ، فيوليهما أحدهما الآخر ، فلو كان الآخران معي لم يغنيا شيئاً ».

__________________

١ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٤٥٦.

٣٩٩

فقال العباس : لم أرفعك إلى شيء إلاّ رجعت إليّ مستأخراً بما أكره ، أشرت عليك عند مرض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن تسأله عن هذا الأمر فيمن هو ، فأبيت ، وأشرت عليك عند وفاته أن تعاجل البيعة فأبيت ، وقد أشرت عليك حين سمّاك عمر في الشورى اليوم أن ترفع نفسك عنها ، ولا تدخل معهم فيها ، فأبيت ، فاحفظ عنّي واحدة ، كُلّما عرض عليك القوم الأمر فقل : لا ، إلاّ أن يولّوك ، وأعلم أنّ هؤلاء لا يبرحون يدفعونك عن هذا الأمر حتّى يقوم لك به غيرك ، وأيم الله لا تناله إلاّ بشر لا ينفع معه خير.

فقال علي : «أما إنّي أعلم أنّهم سيولّون عثمان ، وليحدثن البدع والأحداث ، ولئن بقى لأذكّرنّك ، وإن قتل أو مات ليتداولنها بنو أُمية بينهم ، وإن كنت حيّاً لتجدني حيث تكرهون » ، ثمّ تمثّل :

حلفت بربّ الراقصات عشية غدون خفافاً يتبدرن المحصبا ليجتلبن رهط ابن يعمر غدوة نجيعاً بنو الشداخ ورداً مصلبا(١) .

فكلمة : وأيم الله لا تناله إلاّ بشرٍ لا ينفع معه خير ، وتداول بني أُمية لها ، هو الذي يوضّح سرّ رفض أمير المؤمنينعليه‌السلام للبيعة.

وأمّا التساؤل الرابع فجوابه : أتّضح جلياً أمره ، وأنّ المسألة لم تكن مسألة شجاعة وإظهار القوّة ، وإنّما مسألة بقاء الشريعة وذهابها ، فهناك كما أسلفنا المنافقون من الصحابة ، وهناك المحيطين بالمدينة من الأعراب المنافقين ، والذين يتربّصون الدوائر بالمسلمين ، ويتحينون الفرصة التي يرون ضعف المسلمين بها حتّى يقضوا عليهم ، ويرجعوهم إلى الجاهلية.

فهنا ليست الحرب مع المشركين كي يبرز لها عليعليه‌السلام كما برز في الحروب والغزوات ، بل هنا انحراف في داخل المجتمع ، وهنا أنفس مريضة في داخل المسلمين والمجتمع المدني ، فيحتاج التعامل معها إلى حنكة وخبرة أكثر ممّا يحتاجه من

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١ / ١٩١ و ١٢ / ٢٦٢ ، تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٢٩٤ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٦٨ ، تاريخ المدينة المنوّرة ٣ / ٩٢٥.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470