منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-91-4
الصفحات: 470

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 470 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 256992 / تحميل: 5240
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩١-٤
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

النوفلي ، عن أبيه ، عنهما به ،جش (١) .

٨٥٠ ـ الحسين بن بشّار :

بالموحّدة ثمّ المعجمة المشدّدة ، مدائني ، مولى زياد ، من أصحاب الرضاعليه‌السلام .

قال الشيخ الطوسيرحمه‌الله : إنّه ثقة صحيح ، روى عن أبي الحسنعليه‌السلام .

وقالكش : إنّه رجع عن القول بالوقف وقال بالحق.

وأنا أعتمد على ما يرويه ،صه (٢) .

وقالشه : في طريق حديث رجوعه أبو سعيد الآدمي ، وهو ضعيف على ما ذكره السيّد جمال الدين(٣) ، لكنّه لم يذكر هنا في البابين(٤) ؛ وخلف ابن حمّاد ، وقد قالغض : إنّ أمره مختلط(٥) ، ولكن وثّقهجش (٦) (٧) ، انتهى.

وفيظم : ابن بشّار(٨) .

وزادضا : مدائني ، مولى زياد ، ثقة صحيح ، روى عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام (٩) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٩ / ٧٩ ، وفيه : الشريف أبو الحسين صالح بن الحسين.

(٢) الخلاصة : ٤٩ / ٦.

(٣) التحرير الطاووسي : ١٩٩ / ١٥٥.

(٤) بل ذكره في الباب الثاني كما سينبّه عليه المصنّف.

(٥) الخلاصة : ٦٦ / ٤ ، مجمع الرجال : ٢ / ٢٧١.

(٦) رجال النجاشي : ١٥٢ / ٣٩٩.

(٧) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٢٧.

(٨) رجال الشيخ : ٣٤٧ / ٧.

(٩) رجال الشيخ : ٣٧٣ / ٢٣ ، وفيه : ابن يسار ، وفي بعض النسخ : ابن بشّار.

٢١

وفيكش : حدّثني خلف بن حمّاد ، قال : حدّثني أبو سعيد الآدمي ، قال : حدّثني الحسين بن بشّار ، قال : لمّا مات موسى بن جعفرعليه‌السلام خرجت إلى عليّ بن موسىعليه‌السلام (١) ، غير مؤمن بموت موسىعليه‌السلام ، ولا مقرّ بإمامة عليّعليه‌السلام ، إلاّ أنّ في نفسي أن أسأله وأصدّقه. إلى أن قال : قال حسين : فجزمت على موت أبيه وإمامته.

ثمّ قالكش : فدلّ هذا الحديث على ترك الوقف وقوله بالحق(٢) .

ولا يخفى أنّ في الطريق أبا سعيد الآدمي ، وهو ممّن لا يقبل قوله ؛ وخلف بن حمّاد ، وقد قالغض : إنّ أمره مختلط ، ولكن وثّقهجش ؛ إلاّ أنّ الوقف لا نعلمه إلاّ بهذا الحديث ، فتدبّر.

أقول : سهت أقلام جملة من الأعلام في المقام لا بدّ من التنبيه عليها :

أوّلهم : الشهيد الثانيرحمه‌الله في مقامين :

الأوّل : حكمه بأنّ أبا سعيد الآدمي غير مذكور فيصه في البابين ، وإنّما ضعّفه طس ؛ مع أنّ أبا سعيد وهو سهل بن زياد مذكور فيصه (٣) وست (٤) وجش (٥) وكش(٦) وغيرها.

والثاني : قوله : إنّ خلف بن حمّاد قال فيهغض : أمره مختلط ؛ وذاك‌

__________________

(١)عليه‌السلام ، لم ترد في نسخة « م ».

(٢) رجال الكشّي : ٤٤٩ / ٨٤٧.

(٣) الخلاصة : ٢٢٨ / ٢.

(٤) الفهرست : ٨٠ / ٣٣٩.

(٥) رجال النجاشي : ١٨٥ / ٤٩٠.

(٦) رجال الكشّي : ٥٦٦ / ١٠٦٩.

٢٢

لأنّ ذاكظم (١) وهذا كما ترى يروي عنهكش بلا واسطة.

ومنهم : الميرزا ، حيث تبعه في ذلك كما مضى.

ومنهم : الفاضل عبد النبي الجزائري ، حيث حكم في الحاوي بكون خلف هو الذي ضعّفهغض وجزم بإرسال الرواية ، قال : لكون خلف المذكور من رجال الصادقعليه‌السلام (٢) ؛ مع أنّك رأيت تصريحكش بقوله : حدّثني ، وفي ترجمة ذريح فيكش أيضا : حدّثني خلف بن حمّاد قال : حدّثني أبو سعيد الآدمي(٣) .

ومنهم : المحقّق الشيخ محمّد ، حيث التجأ ـ لمّا تفطّن لما ذكرنا ـ إلى الحكم بكونه(٤) خلف بن حامد ؛ مع عدم وجود ابن حامد في شي‌ء من الكتب أصلا.

ولا يخفى أنّه ابن حمّاد الذي ذكره الشيخرحمه‌الله في لم من رجاله ، وكنّاه بأبي صالح ، وذكر أنّه من أهلكش (٥) .

وقد أكثركش من النقل عنه وكنّاه أيضا بأبي صالح في مواضع عديدة ؛ منها في ترجمة الحسين بن قياما(٦) ، ومنها في ترجمة سلمانرضي‌الله‌عنه (٧) ، ومنها في ترجمة عبد الله بن شريك(٨) ، فلا تغفل.

__________________

(١) رجال النجاشي : ١٥٢ / ٣٩٩.

(٢) حاوي الأقوال : ٥٢ / ١٨٧.

(٣) رجال الكشّي : ٣٧٣ / ٧٠٠.

(٤) في نسخة « م » : بأنّه.

(٥) رجال الشيخ : ٤٧٢ / ١.

(٦) رجال الكشّي : ٥٥٣ / ١٠٤٥.

(٧) رجال الكشّي : ١٦ / ٣٩.

(٨) رجال الكشّي : ٢١٧ / ٣٩٠.

٢٣

وفيمشكا : ابن بشّار الثقة ، عنه الحسين بن سعيد ، ويعقوب بن يزيد ، وأبو سعيد الآدمي(١) .

٨٥١ ـ الحسين ابن بنت أبي حمزة الثمالي :

قر (٢) ،ق (٣) . ومرّ الكلام فيه في ابن أبي حمزة ، ويأتي شي‌ء في ابن حمزة.

٨٥٢ ـ الحسين بن بندار :

هو ابن الحسن بن بندار ،تعق (٤) .

٨٥٣ ـ الحسين بن ثور :

بالثاء المثلّثة ، ابن أبي فاختة سعيد بن حمران ، مولى أم هاني بنت أبي طالب ؛ روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام (٥) ،صه (٦) .

جش إلاّ الترجمة ؛ وزاد : ذكره أبو العبّاس ، له كتاب نوادر ، خيبري ابن علي عنه به(٧) .

وفيست : ابن ثوير ، له كتاب ؛ أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد.

ورواه لنا عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عن سعد والحميري ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمّد بن‌

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٤٢.

(٢) رجال الشيخ : ١١٥ / ٢٧.

(٣) رجال الشيخ : ١٨٣ / ٣٠٢.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٤.

(٥) في الخلاصة والنجاشي وكذا في المنهج زيادة : ثقة.

(٦) الخلاصة : ٥٢ / ١٩.

(٧) رجال النجاشي : ٥٥ / ١٢٥ ، وفيه : الحسين بن ثوير.

٢٤

إسماعيل ، عن الخيبري ، عنه(١) .

وفيق : ابن ثور(٢) . وفيهم أيضا : ابن ثوير بن أبي فاختة هاشمي مولاهم(٣) . والظاهر الاتّحاد.

وفيتعق : لا تأمّل فيه ، وفي ثوير(٤) ما له ربط(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن ثور ، عنه خيبري بن علي ، ومحمّد بن إسماعيل(٦) .

٨٥٤ ـ الحسين بن جعفر بن محمّد :

أبو عبد الله المخزومي المعروف بابن الخمري. غير مذكور في الكتابين.

وذكره(٧) جش في ترجمة عبد الله بن إبراهيم بن الحسين بالوصف السابق(٨) ؛ ووصفه في ترجمة الحسين بن أحمد بن المغيرة بالشيخ الصالح ، وذكر أنّه أجازه رواية كتابه(٩) ، فلاحظ ؛ وفي ترجمة خلف بن عيسى : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الخمري الكوفي قال : حدّثنا الحسين ابن أحمد بن المغيرة(١٠) .

__________________

(١) الفهرست : ٥٩ / ٢٣١.

(٢) رجال الشيخ : ١٧٠ / ٨٢ ، وفيه : ابن ثوير.

(٣) رجال الشيخ : ١٦٩ / ٦٢.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧٦.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٤.

(٦) هداية المحدّثين : ٤٢.

(٧) في نسخة « م » : وقد ذكره.

(٨) رجال النجاشي : ٢٢٤ / ٥٨٧ ، وزاد بعد المخزومي : الخزّاز.

(٩) رجال النجاشي : ٦٨ / ١٦٥.

(١٠) رجال النجاشي : ١٥٢ / ٤٠٠.

٢٥

فيظهر أنّه من المشايخ الأجلّة الذين أخذ عنهم جش.

هذا ، وفي ترجمة محمّد بن الحسن بن شمّون فيجش : عاش محمّد ابن الحسن بن شمّون مائة وأربع عشرة سنة. ثمّ قال :

وأخبرنا بسنّة أبو عبد الله بن الخمريرحمه‌الله . إلى أن قال : قال : عاش محمّد بن الحسن بن شمّون مائة سنة وأربع عشرة سنة(١) .

وفي نسخة مغلّطة للأستاذ العلاّمة دام فضله بدل بسنّة : شيبة ، فحكم بأنّ اسم أبي عبد الله شيبة ؛ ولا ريب أنّه سهو من الناسخ ، ويأتي في الكنى أيضا ما يعضد ذلك.

٨٥٥ ـ الحسين بن الجهم :

ابن بكير بن أعين ، ثقة ،ظم (٢) .

وزادصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام (٣) .

وفيتعق : ليس في الوجيزة والبلغة ذكره(٤) ، ومرّ عنصه مكبّرا(٥) ؛ وهو معروف جدّ أبي غالب الزراري ؛ ولعلّ ما فيظم اشتباه(٦) .

أقول : الذي في نسختي منجخ فيظم : الحسن ـ مكبّرا ـ وليس فيه الحسين ، ولم ينقل في المجمع(٧) والحاوي(٨) أيضا إلاّ الحسن مكبّرا ، وقال‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٣٥ / ٨٩٩.

(٢) رجال الشيخ : ٣٤٧ / ١٠ ، وفيه : الحسن بن الجهم.

(٣) الخلاصة : ٤٩ / ١.

(٤) بل ذكره مكبّرا في الوجيزة : ١٨٥ / ٤٦٥ ، والبلغة : ٣٤٤ / ١٤.

(٥) الخلاصة : ٤٣ / ٣٠.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٤.

(٧) مجمع الرجال : ٢ / ١٠٠. وذكره مصغّرا ومكبّرا نقلا عن رجال الشيخ في أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام كما سيأتي.

(٨) ذكره في الحاوي مكبّرا : ٤٤ / ١٤٧ ، ومصغّرا : ٥٣ / ١٨٩ ، مشيرا لما نقله عنه المصنّف

٢٦

الأخير(١) : التعدّد وهم وقع من العلاّمة وتبعه د(٢) أيضا من غير تفطّن ، انتهى.

لكن ذكره فيضا مكبّرا ومصغّرا(٣) ؛ ويحتمل كونهما أخوين.

٨٥٦ ـ الحسين بن الحسن بن أبان :

روى عن الحسين بن سعيد كتبه كلّها ، روى عنه ابن الوليد ، لم(٤) .

وفيكر : أدركه ولم أعلم أنّه روى عنه ؛ وذكر ابن قولويه أنّه قرابة الصفّار وسعد بن عبد الله ، وهو أقدم منهما ، لأنّه روى عن الحسين بن سعيد وهما لم يرويا عنه(٥) ، انتهى.

ويستفاد من تصحيح العلاّمة بعض طرق التهذيب توثيقه(٦) .

وصرّح د بتوثيقه في ترجمة محمّد بن أورمة(٧) .

وفيتعق : وصف حديثه بالصحّة في المنتهى(٨) ، والمختلف(٩)

__________________

في كلا الموضعين.

(١) في نسخة « م » : الثاني.

(٢) رجال ابن داود : ٧٢ / ٤٠٢ و ٨٠ / ٤٧٥.

(٣) لم يرد في نسختنا من رجال الشيخ إلاّ مصغّرا : ٣٧٣ / ٢٨ ، إلاّ أنّ القهبائي في المجمع ذكره مكبّرا : ٢ / ١٠٠ ومصغّرا : ٢ / ١٧٠ واصفا لهما بالرازي نقل ذلك عن رجال الشيخ في أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام .

(٤) رجال الشيخ : ٤٦٩ / ٤٤.

(٥) رجال الشيخ : ٤٣٠ / ٨.

(٦) الخلاصة : ٢٧٦ ، التهذيب : ١٠ / ٦٥ طريقه إلى الحسين بن سعيد.

(٧) رجال ابن داود : ٢٧٠ / ٤٣١.

(٨) منتهى المطلب : ١ / ١٩٦ ، التهذيب ١ : ٦ / ٢.

(٩) مختلف الشيعة : ١ / ٢٥٦ ، التهذيب ١ : ٦ / ٢.

٢٧

والذكرى(١) ، وهو كأحمد بن محمّد بن يحيى ، وأحمد بن محمّد بن الوليد يعدّ حديثه في الصحيح.

وفي الوجيزة : يعدّ حديثه صحيحا لكونه من مشايخ الإجازة(٢) .

وممّا يشير إلى وثاقته رواية الأجلّة من القمّيّين عنه.

وقال شيخنا البهائيرحمه‌الله : يستفاد منست عند ذكر محمّد بن أورمة إنّه شيخ ابن الوليد(٣) ، وكذا منجش عند ذكر الحسين بن سعيد(٤) ، انتهى.

وفي النقد : ذكره د في الموثّقين ولم يوثّقه(٥) ، وذكره في الضعفاء عند ترجمة محمّد بن أورمة ووثّقه(٦) (٧) .

وفي البلغة : عبارة د والشيخ ليست نصّا في توثيقه(٨) .

ويأتي في الحسين بن سعيد ماله ربط(٩) (١٠) .

أقول : ذكره الفاضل عبد النبي الجزائري في قسم الثقات(١١) ، ثمّ في خاتمته ـ وقد عقدها لمن لم ينصّ على توثيقه بل يستفاد من قرائن ومقامات‌

__________________

(١) ذكري الشيعة : ٢٦ ، التهذيب ١ : ٢٣ / ٥٩.

(٢) الوجيزة : ١٩٤ / ٥٤٧.

(٣) في مشرق الشمسين : ٢٧٦ : وهو من مشايخ محمّد بن الحسن بن الوليد. الفهرست : ١٤٣ / ٦١٩.

(٤) رجال النجاشي : ٥٨ / ١٣٧.

(٥) رجال ابن داود : ٨٠ / ٤٧٦.

(٦) رجال ابن داود : ٢٧٠ / ٤٣١.

(٧) نقد الرجال : ١٠٣ / ٣١.

(٨) بلغة المحدّثين : ٣٥٠.

(٩) منهج المقال : ١١٣.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٤.

(١١) حاوي الأقوال : ٥٣ / ١٩٠.

٢٨

أخر ـ وقال :

الذي يظهر لي توثيق هذا الرجل لوصف جماعة من الأصحاب ـ منهم العلاّمة ـ الأحاديث التي هو في طريقها بالصحّة ، مع قرائن تشهد بذلك ، وقد صرّح بتوثيقه د في ترجمة محمّد بن أورمة. وقالشه : رأيت بعض الأصحاب يعدّ روايته في الحسن بسبب أنّه ممدوح ، وفيه نظر واضح(١) . وعنى بذلك البعض : الشيخ علي في حاشية المختلف(٢) ، انتهى.

ويأتي ما فيه في الحسين بن سعيد.

ولا يخفى أنّ تصحيح الحديث لا يستلزم التوثيق.

والذي في د في ترجمة محمّد بن أورمة هكذا : روى عنه الحسين بن الحسن بن أبان وهو ثقة ست. وظاهره إسناد التوثيق إلىست ، وليس فيه منه أثر(٣) .

وقيل : مراده أنّ الحسين روى عن محمّد في أيام كون محمّد ثقة قبل أن يطعن عليه بالغلو(٤) ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن الحسن بن أبان المختلف في توثيقه ، عنه محمّد بن الوليد. وهو عن الحسين بن سعيد(٥) .

٨٥٧ ـ الحسين بن الحسن بن بندار :

روى عن سعد بن عبد الله ، روى عنه الكشّي ،لم (٦) .

__________________

(١) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٢٧ ، في ترجمة الحسين بن سعيد.

(٢) حاوي الأقوال : ١٧١ / ٧٠٣.

(٣) الفهرست : ١٤٣ / ٦١٩.

(٤) مشرق الشمسين : ٢٧٦.

(٥) هداية المحدّثين : ١٩٣.

(٦) رجال الشيخ : ٤٧٠ / ٥١.

٢٩

وفيتعق : معتمدا عليه(١) . وفي ترجمة أبي هارون المكفوف تأمّلصه في إرسال ابن أبي عمير ولم يتأمّل من جهته(٢) (٣) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسن بن بندار ، عن سعد بن عبد الله. وعنه الكشّي(٤) .

٨٥٨ ـ الحسين بن الحسن الحسيني الأسود :

فاضل ، يكنّى أبا عبد الله ، رازي ،لم (٥) .

وفيتعق : ترحّم عليه في الكافي في باب مولد عليّ بن الحسينعليه‌السلام (٦) (٧) .

٨٥٩ ـ الحسين بن الحسن بن محمّد :

ابن موسى بن بابويهرحمه‌الله ، غير مذكور في الكتابين.

وفيد : الحسين بن الحسن بن محمّد بن موسى بن بابويه كان فقيها عالما ، روى عن خاله عليّ بن الحسين بن بابويه ، لم(٨) .

وزعم في النقد والمجمع أنّه يريد بقوله : لم ، ذكر الشيخ إيّاه فيه ،

__________________

(١) رجال الكشّي : ٦٣ / ١١١ ، ٣١٥ / ٥٧٠ ، ٥٢٣ / ١٠٠٦.

(٢) الخلاصة : ٢٦٧ / ١٣ ، علما أنّ الحسين بن الحسن بن بندار وقع في سند رجال الكشّي : ٢٢٢ / ٣٩٨.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٥ ، ومن قوله : وفي ترجمة أبي هارون. إلى آخره ، لم يرد في نسختنا من التعليقة.

(٤) هداية المحدّثين : ١٩٣.

(٥) رجال الشيخ : ٤٦٢ / ٥.

(٦) الكافي ١ : ٣٨٨ / ١.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٥.

(٨) رجال ابن داود : ٨٠ / ٤٧٧.

٣٠

فاعترضاه بعدم وجوده فيه(١) .

وقال المحقّق الشيخ سليمان : قد أظفرنا الله بكتاب قديم جمعه بعض قدماء الشيعة ، وهو عليّ بن الحسين بن عليّ المؤدّب ابن الصبّاغ ، وعليه إجازة الشيخ الفقيه نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلّيرحمه‌الله ، وفيه حديث صورة إسناده هكذا : حدّثنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمّد بن موسى بن بابويهرضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا خالي علي بن الحسينرحمه‌الله . ثمّ ساق حديثا طويلا فيه دعاء الكاظمعليه‌السلام حين حبسه الرشيد. ثمّ قال(٢) : ولم أقف على هذا الشيخرحمه‌الله في غير هذا الكتاب ، انتهى ؛ وقد ذكره في د كما رأيت(٣) ، فلاحظ.

٨٦٠ ـ الحسين بن الحسن الفارسي :

قمّي(٤) ، له كتاب ؛ أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه ،ست (٥) .

أقول : مضى في الفوائد ما يظهر منه أنّه إمامي قوي ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن الحسن الفارسي ، عنه أحمد بن أبي عبد الله(٦) .

__________________

(١) نقد الرجال : ١٠٣ / ٣٦ ، مجمع الرجال : ٢ / ١٧٢.

(٢) في نسخة « ش » : ثمّ قال الشيخ سليمان.

(٣) وكذا ذكر في نسختنا من رجال الشيخ : ٤٦٩ / ٤٧ مضيفا على ما في ابن داود : ومحمّد بن الحسن بن الوليد وعلي بن محمّد ماجيلويه وغيرهم ، روى عنه جعفر بن على بن أحمد القمّي ومحمّد بن أحمد بن سنان ومحمّد بن علي ملبية.

(٤) المفروض تقديم هذه الترجمة والتي بعدها على التي قبلهما حسب ترتيب الحروف الهجائية.

(٥) الفهرست : ٥٥ / ٢٠٩.

(٦) هداية المحدّثين : ١٩٣.

٣١

٨٦١ ـ الحسين بن الحسن بن محمّد :

لم (١) . ومرّ في ابن أحمد بن إدريس أنّه يروي عنه الصدوقرحمه‌الله ، فلاحظ.

أقول : فيمشكا : ابن الحسن بن محمّد ، عنه الصدوقرحمه‌الله (٢) .

٨٦٢ ـ الحسين بن حمّاد :

قر (٣) . وزادق : ابن ميمون العبدي الكوفي(٤) .

وزادجش : مولاهم ، أبو عبد الله ، ذكر في رجال أبي عبد اللهعليه‌السلام (٥) ؛ له كتاب يرويه داود بن حصين وإبراهيم بن مهزم(٦) .

وفيست : له كتاب ؛ رويناه بالإسناد الأوّل ، عن حميد ، عن القاسم ابن إسماعيل ، عنه(٧) .

والإسناد : أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري. إلى آخره(٨) .

__________________

(١) في النسخة المطبوعة من رجال الشيخ : ٤٦٩ / ٤٧ : الحسين بن الحسن بن محمّد بن موسى بن بابويه ، كان فقيها عالما ، روى عن خاله علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ومحمّد بن الحسن بن الوليد وعلي بن محمّد ماجيلويه وغيرهم ، روى عنه جعفر بن علي بن أحمد القمّي ومحمّد بن أحمد بن سنان ومحمّد بن علي ملبية.

(٢) هداية المحدّثين : ١٩٤.

(٣) رجال الشيخ : ١١٥ / ٢٨.

(٤) رجال الشيخ : ١٦٩ / ٦٧.

(٥)عليه‌السلام ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) رجال النجاشي : ٥٥ / ١٢٤.

(٧) الفهرست : ٥٧ / ٢٢٧.

(٨) الفهرست : ٥٧ / ٢٢٢.

٣٢

وفيتعق : حكم خالي بكونه حسنا ، لأنّ للصدوق طريقا إليه(١) .

وروى البزنطي عنه(٢) ، وعبد الله بن المغيرة عن ابن مسكان عنه(٣) ؛ مضافا إلى رواية الأجلّة كإبراهيم بن مهزم وعبيس بن هشام وداود وغيرهم(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن حمّاد ، عنه القاسم بن إسماعيل ، وداود بن حصين ، وإبراهيم بن مهزم ، وعبد الكريم بن عمرو كما في مشيخة الفقيه(٥) (٦) .

٨٦٣ ـ الحسين بن حمدان الجنبلاني :

بالجيم المضمومة والنون الساكنة والموحّدة ، الحضيني ـ بالمهملة المضمومة والمعجمة والنون بعد الياء وقبلها ـ أبو عبد الله ؛ كان فاسد المذهب ، كذّابا(٧) ، صاحب مقالة ، ملعون ، لا يلتفت إليه ،صه (٨) .

وفي د : الخصيبي : بالمعجمة والمهملة والمثنّاة تحت والمفردة ، كذا رأيته بخطّ شيخ أبي جعفر. ثمّ حكى ما فيصه (٩) .

وفيجش : ابن حمدان الخصيبي الجنبلاني أبو عبد الله ، كان فاسد المذهب ؛ له كتب ، منها : كتاب الإخوان ، كتاب المسائل ، تاريخ الأئمّة‌

__________________

(١) الوجيزة : ٣٨٠ / ١١٦.

(٢) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٥٧ ، يروي عنه بواسطة عبد الكريم بن عمرو.

(٣) التهذيب ٢ : ٣١٢ / ١٢٦٩ ، الاستبصار ١ : ٣٣٠ / ١٢٣٩.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٦.

(٥) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٥٧.

(٦) هداية المحدّثين : ٤٢ ، وفيها : ابن حمّاد الكوفي.

(٧) في نسخة « ش » : كذّاب.

(٨) الخلاصة : ٢١٧ / ١٠.

(٩) رجال ابن داود : ٢٤٠ / ١٤٠.

٣٣

عليهم‌السلام ، كتاب الرسالة تخليط(١) .

وفيست : له كتاب أسماء صلّى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام (٢) .

وفي لم : روى عنه التلعكبري(٣) . سمع منه في داره بالكوفة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ، وله منه إجازة(٤) .

وفي د : مات في شهر ربيع الأوّل سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة(٥) .

وفيتعق : كونه شيخ الإجازة يشير إلى الوثاقة.

وفي نسختي من الوجيزة : ضعيف(٦) . ولم يضعّف ابن حمّاد المتقدّم بل أشار إلى مدحه كما ذكر ، ولعلّه من سبق النظر أو غلط الكاتب.

ولعلّ ما فيصه منغض ، وفيه ما فيه(٧) .

أقول : هو كذلك على ما نقله في النقد(٨) وغيره(٩) .

وأمّا طعنجش فلا ينافي الوثاقة المطلوبة.

__________________

(١) رجال النجاشي : ٦٧ / ١٥٩.

(٢) الفهرست : ٥٧ / ٢٢١.

(٣) رجال الشيخ : ٤٦٧ / ٣٣.

(٤) من قوله : سمع. إلى آخره ، وردت في رجال الشيخ : ٤٦٨ / ٣٤ في ترجمة الحسن بن محمّد بن الحسن السكوني كما تقدّم نقلها عنه فيه ، ومنشأ الاشتباه الميرزا الأسترآبادي في المنهج : ١١٢ ، حيث ذكر العبارة في ترجمة الحسين بن حمدان.

(٥) رجال ابن داود : ٢٤٠ / ١٤٠.

(٦) الوجيزة : ١٩٤ / ٥٤٨.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٦.

(٨) نقد الرجال : ١٠٣ / ٣٨.

(٩) مجمع الرجال : ٢ / ١٧٢.

٣٤

وقوله سلّمه الله : لم يضعّف ابن حمّاد المتقدم(١) ، لا وجه له ، لأنّه لا داعي لتضعيف هذا.

وفيضح : الخصيبي : بالمعجمة والمهملة المكسورة والمثنّاة من تحت والمفردة ، الجنبلاني : بضمّ الجيم وإسكان النون بعدها وضمّ المفردة والياء أخيرا بعد النون(٢) ، انتهى.

وفيمشكا : ابن حمدان ، عنه التلعكبري(٣) .

٨٦٤ ـ الحسين بن حمزة الليثي الكوفي :

ابن بنت أبي حمزة الثمالي ، ثقة ؛ ذكره أبو العبّاس في رجال أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وخاله محمّد بن أبي حمزة ، ذكره أصحاب كتب الرجال ؛ له كتاب ، ابن أبي عمير عنه به ،جش (٤) .

وفيق : ابن حمزة الليثي الكوفي ، أسند عنه(٥) .

وفي د : ابن حمزة الليثي بخطّ الشيخرحمه‌الله ، وقالكش : الحسين(٦) بن أبي حمزة ، والأوّل أظهر(٧) ، انتهى.

وهذا بناء على الاتّحاد كما فيصه (٨) . والأظهر التعدّد.

__________________

(١) المتقدّم ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٢) إيضاح الاشتباه : ١٦٠ / ٢١٧ ، وفيه بدل بعد النون بغير النون ، أي : الجنبلائي.

(٣) هداية المحدّثين : ٤٢.

(٤) رجال النجاشي : ٥٤ / ١٢١ ، وفيه بدل ذكره أبو العبّاس في رجال أبي عبد اللهعليه‌السلام : روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . ، ولم نجد هذه العبارة سوى في المنهج : ١١٢ ، وجامع الرواة : ١ / ٢٣٧ الذي نقل ذلك عن الميرزا.

(٥) رجال الشيخ : ١٦٩ / ٦١ ، ولم يرد فيه : الليثي.

(٦) في المصدر : الحسن.

(٧) رجال ابن داود : ٨٠ / ٤٧٨.

(٨) الخلاصة : ٥٠ / ١٣.

٣٥

وفي بعض الروايات التصريح بأنّ أبا حمزة أبو ذاك(١) .

وفيتعق : فيه مضافا إلى ما مرّ في ابن أبي حمزة أنّ نسبة الحسين إلى أبي حمزة بالبنوّة موجودة على أيّ تقدير(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن حمزة الليثي الثقة ، عنه ابن أبي عمير(٣) .

٨٦٥ ـ الحسين بن خالد :

ظم (٤) . وزادضا : الصيرفي(٥) .

وفيتعق : روى عنه البزنطي في الصحيح في المهر من التهذيب(٦) .

والظاهر أنّ الحسين بن خالد الذي يظهر من رواياته في التوحيد فضله(٧) هو هذا(٨) .

أقول : يأتي في محمّد بن إسماعيل ما يشير أيضا إلى جلالته(٩) .

٨٦٦ ـ الحسين بن خالد بن طهمان :

هو ابن أبي العلاء.

__________________

(١) أي : أبو حمزة. صرّح بذلك الكشّي في ترجمة عمّار بن ياسر : ٣٣ / ٨١ :. عن جعفر ابن بشير عن حسين بن أبي حمزة عن أبيه أبي حمزة.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٦.

(٣) هداية المحدّثين : ٤٣.

(٤) رجال الشيخ : ٣٤٧ / ٦.

(٥) رجال الشيخ : ٣٧٣ / ٢٢.

(٦) التهذيب ٧ : ٣٥٦ / ١٤٥١.

(٧) التوحيد : ١٨٦ / ٢ ، ٢٩٣ / ٣ ، ٣٦٣ / ١٢.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٦.

(٩) نقلا عن رجال النجاشي : ٣٣٠ / ٨٩٣ في ترجمة محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، وفيه : عن الحسين بن خالد الصيرفي قال : كنّا عند الرضاعليه‌السلام ونحن جماعة ، فذكر محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، فقال : وددت أنّ فيكم مثله.

٣٦

٨٦٧ ـ الحسين بن خالويه :

أبو عبد الله النحوي ، سكن حلب ومات بها ، وكان عارفا بمذهبنا ؛ وله كتب ، منها : كتاب إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام ،صه (١) .

جش إلى قوله : بمذهبنا ؛ وزاد : مع علمه بعلوم العربيّة واللغة والشعر ، وله كتب ، منها : كتاب الآل(٢) ، مقتضاه ذكر إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، حدّثنا بذلك القاضي أبو الحسين النصيبي قال : قرأته عليه بحلب ، وكتاب مستحسن القراءات والشواذ ، كتاب حسن في اللغة ، كتاب اشتقاق الشهور والأيّام(٣) .

وفيتعق : وكان عالما بالروايات أيضا ، ومن رواتها ، بل ومن مشايخها ومن مشايخجش ؛ ويقال له : أبو عبد الله النحوي الأديب كما في عبّاس بن هشام(٤) .

وبالجملة: الظاهر أنّه من المشايخ الفضلاء(٥) .

أقول : ولذا ذكرهصه في القسم الأوّل. وفي الوجيزة : ممدوح(٦) . إلاّ أنّ في الحاوي ذكره في القسم الرابع(٧) ، فتأمّل.

٨٦٨ ـ الحسين بن دندان :

هو ابن سعيد ،تعق (٨) .

__________________

(١) الخلاصة : ٥٣ / ٢٧.

(٢) في المصدر : الأوّل.

(٣) رجال النجاشي : ٦٧ / ١٦١.

(٤) رجال النجاشي : ٢٨٠ / ٧٤١.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٥.

(٦) الوجيزة : ١٩٤ / ٥٥٠.

(٧) حاوي الأقوال : ٢٤٨ / ١٣٧٤.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٥.

٣٧

٨٦٩ ـ الحسين بن راشد :

مولى بني العبّاس ، بغدادي ،ظم (١) .

وفيتعق : مرّ الكلام فيه مكبّرا(٢) .

٨٧٠ ـ الحسين بن رباط :

مرّ في أخيه الحسن(٣) .

أقول : في الوجيزة : ممدوح(٤) ، فتأمّل.

٨٧١ ـ الحسين بن الرماس العبدي :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (٥) .

٨٧٢ ـ الحسين الرواسي :

هو ابن عثمان ، غير مذكور في الكتابين.

٨٧٣ ـ الحسين بن روح :

من الأبواب المشهورين ، غير مذكور في الكتابين ، ويأتي في آخر الكتاب(٦) إن شاء الله.

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٤٦ / ٤.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٥.

(٣) منهج المقال : ٩٩ نقلا عن الكشّي في رجاله : ٣٦٨ / ٦٨٥ ، ما روي في بني رباط : قال نصر بن الصباح : كانوا أربعة إخوة : الحسن والحسين وعلى ويونس كلهم أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ولهم أولاد كثير من حملة الحديث.

(٤) الوجيزة : ١٩٤ / ٥٥١.

(٥) رجال الشيخ : ١٧٠ / ٨١.

(٦) يأتي ذكره في الخاتمة ـ الفائدة الثالثة ـ عند تعداده للسفراء الممدوحين في زمان الغيبة.

٣٨

٨٧٤ ـ الحسين بن زرارة :

أخو الحسن ،ق (١) . وتقدّم دعاء الصادقعليه‌السلام لهما(٢) .

وفيتعق : ذكرنا فيه ما له ربط ، ويأتي في أبيه زيادة(٣) .

٨٧٥ ـ الحسين بن زيد بن علي :

ابن الحسينعليهما‌السلام ، أبو عبد الله ، يلقّب ذا الدمعة ؛ كان أبو عبد اللهعليه‌السلام (٤) تبنّاه وربّاه وزوّجه بنت الأرقط ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وكتابه مختلف الرواية ،صه (٥) .

وزادجش : عنه عبّاد بن يعقوب(٦) .

وفيست : له كتاب ، رواه حميد عن إبراهيم بن سليمان عنه(٧) .

وفيتعق : في الوجيزة : ممدوح(٨) .

ويكفي له تربية الصادقعليه‌السلام وتبنّيه ، بل هو غاية المدح. وروى النصّ عنهعليه‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله على الأئمّة الاثني عشرعليهم‌السلام (٩) (١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٨٢ / ٢٩٥.

(٢) نقلا عن الكشّي : ١٣٨ / ٢٢١ في ترجمة زرارة بن أعين : ولقد أدّى إليّ ابناك الحسن والحسين رسالتك ، حاطهما الله وكلأهما ورعاهما وحفظهما بصلاح أبيهما كما حفظ الغلامين.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٥.

(٤)عليه‌السلام ، لم ترد في نسخة « ش » والمصدر.

(٥) الخلاصة : ٥١ / ١٦.

(٦) رجال النجاشي : ٥٢ / ١١٥ ، وفيه : وكتابه تختلف ( يختلف ) الرواية له.

(٧) الفهرست : ٥٥ / ٢٠٦.

(٨) الوجيزة : ١٩٤ / ٥٥٤.

(٩) الخصال : ٤٧٥ / ٣٩.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٥.

٣٩

أقول : فيمشكا : ابن زيد ، عنه إبراهيم بن سليمان ، وعبّاد بن يعقوب(١) .

٨٧٦ ـ الحسين بن سالم :

للصدوق طريق إليه(٢) ، وعدّه خالي ممدوحا لذلك(٣) ،تعق (٤) .

٨٧٧ ـ الحسين بن سعيد بن أبي الجهم :

في أبيه أنّهم(٥) بيت كبير في الكوفة(٦) ؛ وفي منذر بن محمّد بن منذر أنّه من بيت جليل(٧) ،تعق (٨) .

٨٧٨ ـ الحسين بن سعيد بن حمّاد :

ابن سعيد بن مهران ، من موالي عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، الأهوازي(٩) ، ثقة ، روى عن الرضا وأبي جعفر الثاني وأبي الحسن الثالثعليهم‌السلام ، وأصله كوفي وانتقل مع أخيه الحسن إلى الأهواز ، ثمّ تحوّل إلى قم فنزل على الحسن بن أبان ، وتوفّي بقم ، وله ثلاثون كتابا.

قال ابن الوليد : أخرجها إلينا الحسين بن الحسن بن أبان بخطّ الحسين بن سعيد ، وذكر أنّه كان ضيف أبيه.

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٤٣.

(٢) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ١٠٣.

(٣) الوجيزة : ٣٨٠ / ١١٨.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٥.

(٥) في نسخة « ش » : أنّه.

(٦) رجال النجاشي : ١٧٩ / ٤٧٢.

(٧) رجال النجاشي : ٤١٨ / ١١١٨.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٥.

(٩) في الفهرست والخلاصة وردت الأهوازي بعد مهران.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

أقول : تخيّلوا معي ، لو أنّ المسلمين اليوم تسابقوا مع زوجاتهم ، تأسّياً بما رواه أئمّتهم عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق؟ أين آداب الطريق يا رسول الله؟ أين هي الغيرة؟ وهل من الخُلق العظيم أن يتسابق الرجل مع زوجته؟ وهل يبقى لرسول الله ولأُمّ المؤمنين عائشة هيبة إذا رآهما أحد؟!

وعن أبي سلمة قال : دخلت أنا وأخو عائشة على عائشة ، فسألها أخوها عن غسل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فدعت بإناء نحو من صاع فاغتسلت ، وافاضت على رأسها ، وبيننا وبينها حجاب(١) .

سؤال : هل يعقل أن يصدر هذا الفعل من امرأة ، يفترض أن تكون عنواناً للعفّة والأخلاق ، وقدوة حسنة للمؤمنات ، بحكم كونها أُمّهم؟! فماذا ترون يا سادة يا كرام ، فيمن يرمي نبيّكم بهذا الكلام؟

( غانم النصار ـ الكويت ـ )

حكمها في الدنيا الإسلام :

س : هل يقول كبار علماء الشيعة بأنّ عائشة كافرة؟ جزاكم الله خيراً.

ج : إنّ حكمها في هذه الدنيا الإسلام ، وكونها مسلمة ، وما ارتكبته من مخالفات لله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله فإنّ هذا متعلّق بيوم القيامة.

( جعفر صادق ـ البحرين ـ )

خلاصة حرب الجمل :

س : ما هي خلاصة حرب الجمل؟

ج : بعد مقتل عثمان بن عفّان ، بايع الناس الإمام أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، ومن بين المبايعين طلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام ، وطلباً منهعليه‌السلام أن يولّيهما بعض ولاياته ، ولكن الإمامعليه‌السلام قال لهما : «واعلما إنّي لا أشرك في

____________

١ ـ صحيح البخاري ١ / ٦٨.

٢٤١

أمانتي إلاّ من أرضى بدينه وأمانته من أصحابي ، ومن عرفت دخيلته »(١) ، فداخلهما اليأس من المنصب ، فاستأذناه للعمرة ، وخرجا من المدينة إلى مكّة ناكثين بيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام .

ولمّا وصلا إلى مكّة دخلا على عائشة ، وأخذا يحرّضانها على الخروج ، فخرجت عائشة معهما على جمل ـ مطالبة بدم عثمان ـ قاصدين الشام ، فصادفهم في إثناء الطريق عبد الله بن عامر ـ عامل عثمان على البصرة ـ قد صرفه أمير المؤمنينعليه‌السلام بحارثة بن قدامة السعدي ، فرجّح لهم البصرة ، لما فيها من كثرة الضيع والعدّة ، فتوجّهوا نحوها ، فمانع عنها عثمان بن حنيف ، والخزّان والموكلون ، فوقع بينهم القتال ، ثمّ اسروا عثمان وضربوه ونتفوا لحيته.

ولمّا سمع أمير المؤمنينعليه‌السلام بوصولهم ، جهّز جيشاً وخرج إلى البصرة ، ولمّا وصلها بعث إليهم يناشدهم ، فأبوا إلاّ الحرب لقتاله.

ثمّ أخذ الإمامعليه‌السلام يناشد طلحة والزبير فلم تنفع معهما ، عند ذلك نشبت الحرب بينهما ، وأسفرت عن قتل ستة عشر ألف وسبعمائة وسبعون رجلاً من أصحاب الجمل ، وأربعة آلاف رجلاً من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وانكسار جيش أصحاب الجمل.

ثمّ إنّ الإمامعليه‌السلام أمر محمّد بن أبي بكر ، أن ينزل عائشة في دار آمنة بنت الحارث ، ثمّ أمر بإرجاعها إلى المدينة ، ورجع هوعليه‌السلام إلى الكوفة.

هذا ، ومع العلم بأنّ أكثر المؤرّخين ذكروا : أنّ عائشة كانت من أوائل المحرّضين على قتل عثمان ، وعباراتها مشهورة ومعروفة : « اقتلوا نعثلاً لعن الله نعثلاً فقد كفر» !!(٢) .

____________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١ / ٢٣١.

٢ ـ شرح نهج البلاغة ٦ / ٢١٥ و ٢٠ / ١٧ ، تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٤٧٧ ، الإمامة والسياسة ١ / ٧٢.

٢٤٢

( أبو الزين ـ الأردن ـ )

تفسير القمّي في قوله تعالى :( فَخَانَتَاهُمَا )

س : أيّها الأحبّة ، جاء في تفسير القمّي في قوله تعالى :( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً فَخَانَتَاهُمَا ) (١) : « والله ما عنى بقوله :( فَخَانَتَاهُمَا ) إلاّ الفاحشة ، وليقيمن الحدّ على فلانة فيما أتت في طريق ، وكان فلان يحبّها ، فلمّا أرادت أن تخرج إلى »(٢) .

فكيف بعد ذلك تنفون الموضوع بشدّة وتقولون : الشيعة قاطبة على القول بأنّ الآية نازلة في حقّ مارية ، مع أنّ طائفة قليلة من علمائهم فقط أشارت لذلك.

ثمّ أودّ أن أسألكم : هل أنّ زوجات الأنبياء متّفق عند الإمامية على منع وقوع الفاحشة منهن شرعاً تكريماً للنبي؟ أم أنّ في المسألة خلاف؟ وشكراً.

ج : بالنسبة للرواية المنقولة من تفسير القمّي فيلاحظ :

أوّلاً : إنّ الأدلّة العقلية والنقلية ـ ومنها إجماع الإمامية ـ قائمة على تنزيه زوجات الأنبياءعليهم‌السلام من الفواحش ، احترازاً من مسّ حياة الأنبياءعليهم‌السلام بالدنس ، وعليه فما يوهم أن يكون خلاف ذلك فهو مردود أساساً.

ثانياً : لا يوجد هناك تفسير شيعي يشير إلى أنّ الآية المذكورة قد نزلت في حقّ مارية ، وأغلب الظنّ أنّ الذين أسندوا هذا القول للشيعة خلطوا بين هذه الآية وبين شأن نزول الآيات الأوّل من السورة ، التي وردت روايات كثيرة بأنّها نزلت في حقّ مارية ، عندما أفشى بعض زوجات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله سرّها.

ثالثاً : إنّ الرواية المذكورة ليست تامّة السند ، فللبحث السندي فيها مجال ، فمثلاً : أنّ الروايات الموجودة في نفس الصفحة كُلّها مسندة إلى المعصومعليه‌السلام ، ولكن هذه الرواية بظاهرها هي مقول قول علي بن إبراهيم ، ولم يسندها إلى الإمامعليه‌السلام .

____________

١ ـ التحريم : ١٠.

٢ ـ تفسير القمّي ٢ / ٣٧٧.

٢٤٣

مضافاً إلى أنّ إسناد تفسير القمّي ليست كُلّها معتبرة ، ففيها الصحيح وفيها غيره ، فلابدّ من ملاحظة السند في كُلّ مورد ، وهو كما ترى في المقام.

رابعاً : إنّ الرواية لم تصرّح باسم الشخص ، ولا يمكننا الجزم بنية القائل في استعمال فلان وفلانة ، وتمييزهما دعوى بدون دليل.

خامساً : من المسلّم القطعي بإجماع المسلمين ، حرمة نكاح زوجات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بصراحة :( وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) (١) ، فكيف يحتمل مخالفة هذا الحكم القطعي بمرأى ومسمع من المسلمين؟!

وبالجملة : فالاستدلال المذكور مفنّد من أساسه عقلاً ونقلاً.

( أبو توفيق ـ السعودية ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )

القمّي والبرسي والمجلسي واتهامهم لها بالفاحشة :

س : أمّا بعد ، هل قال أحد من علماء الإمامية : بأنّ عائشة قد زنت؟ علماً بأنّ عثمان الخميس في مناظرته على قناة المستقلّة ذكر : أنّ القمّي والمجلسي ورجب البرسي قد ذكروا هذا الفعل من عائشة ، ولم يرد السيّد محمّد الموسوي كلامه.

أفيدونا جزاكم الله خيراً.

ج : إنّ الأدلّة العقلية والنقلية ـ ومنها إجماع الإمامية ـ قائمة على تنزيه زوجات الأنبياءعليهم‌السلام من الفاحشة ـ أي الزنا ـ ، احترازاً من مسّ حياة الأنبياءعليهم‌السلام بالدنس ، وعليه فما يوهم أن يكون خلاف ذلك فهو مردود أساساً.

وعليه فما ادّعاه عثمان الخميس ـ من أنّ المجلسي والقمّي والبرسي ذكروا في كتبهم زنا عائشة ـ فهو كذب وافتراء عليهم ، ولا صحّة له من الواقع ، فهذه كتبهم ومؤلّفاتهم مطبوعة ، وفي متناول أيدي الناس.

____________

١ ـ الأحزاب : ٦.

٢٤٤

نعم ، قال القمّي عند تفسير قوله تعالى :( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ) (١) ما نصّه : « والله ما عنى بقوله فخانتاهما إلاّ الفاحشة ، وليقيمن الحدّ على فلانة فيما أتت في طريق ، وكان فلان يحبّها ، فلمّا أرادت أن تخرج إلى قال لها فلان : لا يحلّ لك أن تخرجي من غير محرم ، فزوّجت نفسها من فلان »(٢) .

وقد نقل العلاّمة المجلسي هذا عن القمّي وقال عنه ما نصّه : « فيه شناعة شديدة ، وغرابة عجيبة ، نستبعد صدور مثله عن شيخنا علي بن إبراهيم ، بل نظنّ قريباً أنّه من زيادات غيره ، لأنّ التفسير الموجود ليس بتمامه منهقدس‌سره ، بل فيه زيادات كثيرة من غيره ، فعلى أيّ هذه مقالة يخالفها المسلمون بأجمعهم ـ من الخاصّة والعامّة ـ وكُلّهم يقرّون بقداسة أذيال أزواج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ممّا ذكر ، نعم بعضهم يعتقدون عصيان بعضهنّ لمخالفتها أمير المؤمنين عليعليه‌السلام »(٣) .

وجاء في البحار بعد نقله قول القمّي ما نصّه :

« بيان : المراد بفلان طلحة ، وهذا إن كان رواية فهي شاذة مخالفة لبعض الأُصول ، وإن كان قد يبدو من طلحة ما يدلّ على أنّه كان في ضميره الخبيث مثل ذلك ، لكن وقوع أمثال ذلك بعيد عقلاً ونقلاً وعرفاً وعادةً ، وترك التعرّض لأمثاله أولى »(٤) .

ومن هذا يتّضح أنّ العلاّمة المجلسي مجرد ناقل قول القمّي ، ورادّ عليه ، فكيف يتّهمه الخميس بأنّه قائل بذلك.

وأمّا الحافظ البرسي ، فعلى فرض أنّه نقل شيئاً من ذلك ، فعلماؤنا لا يأخذون بما تفرّد بنقله.

____________

١ ـ التحريم : ١٠.

٢ ـ تفسير القمّي ٢ / ٣٧٧.

٣ ـ بحار الأنوار ٢٢ / ٢٤٠.

٤ ـ المصدر السابق ٣٢ / ١٠٧.

٢٤٥

وقال العلاّمة المجلسي حول كتب البرسي : « ولا اعتمد على ما يتفرّد بنقله ، لاشتمال كتابيه على ما يوهم الخبط والخلط والارتفاع »(١) .

( المنصور ـ البحرين ـ )

زواج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله منها كان بأمر الله :

س : هل زواج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من عائشة بأمر من الله تعالى؟

ج : إنّ زواج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من عائشة كان بأمر من الله تعالى ، ومن ضمن الأهداف التي تحصّلت من هذا الزواج وغيره ارتباط النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بجميع قبائل العرب ، فهناك حكمة إلهية وتدبير منه تعالى ، وتمييز من يطيعه عمّن يعصيه ، ولا ينفعها ذلك إن كانت خانت الله والرسول ، بخروجها على إمام زمانها

قال تعالى :( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) (٢) .

( ألياس ـ السعودية ـ ٢٤ سنة ـ طالب جامعة )

موقفها من دفن الحسن :

س : هل توجد أدلّة في كتب التاريخ عن ما جرى في دفن الإمام الحسن المجتبى عليه‌السلام ، من منع دخول الإمام الحسين عليه‌السلام بجثمان أخيه من قبل عائشة وقولها : أتدخلون بيتي من لا أحبّ؟

ج : نعم ، ذكرت كتب التاريخ والسير موقف عائشة من دفن الإمام الحسنعليه‌السلام ، وإليك بعضها :

____________

١ ـ المصدر السابق ١ / ١٠.

٢ ـ التحريم : ١٠.

٢٤٦

١ ـ روى الشيخ الكلينيقدس‌سره بسنده عن محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : « لمّا احتضر الحسن بن عليعليهما‌السلام قال للحسين : يا أخي إنّي أُوصيك بوصية فاحفظها ، فإذا أنا متّ فهيّئني ، ثمّ وجّهني إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأحدث به عهداً ، ثمّ اصرفني إلى أُمّي فاطمةعليها‌السلام ، ثمّ ردّني فادفنّي بالبقيع.

واعلم أنّه سيصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها وعداوتها لله ولرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعداوتها لنا أهل البيت.

فلمّا قُبض الحسنعليه‌السلام وضع على سريره ، فانطلقوا به إلى مصلّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الذي كان يصلّي فيه على الجنائز ، فصلّى على الحسنعليه‌السلام ، فلمّا أن صلّي عليه حمل فادخل المسجد ، فلمّا أوقف على قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بلغ عائشة الخبر ، وقيل لها : إنّهم قد أقبلوا بالحسن بن علي ليدفن مع رسول الله ، فخرجت مبادرة على بغل بسرج ـ فكانت أوّل امرأة ركبت في الإسلام سرجاً ـ فوقفت وقالت : نحّوا ابنكم عن بيتي ، فإنّه لا يدفن فيه شيء ، ولا يهتك على رسول الله حجابه.

فقال لها الحسين بن عليعليهما‌السلام : قديماً هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله ، وأدخلت بيته من لا يحبّ رسول الله قربه ، وإنّ الله سائلك عن ذلك يا عائشة ، إنّ أخي أمرني أن أقرّبه من أبيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ليحدث به عهداً.

واعلمي أنّ أخي أعلم الناس بالله ورسوله ، وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله ستره ، لأنّ الله تبارك وتعالى يقول :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ ) (١) ، وقد أدخلت أنت بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الرجال بغير أذنه ، وقد قال الله عزّ وجلّ :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ) (٢) ولعمري لقد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند

____________

١ ـ الأحزاب : ٣٥.

٢ ـ الحجرات : ٢.

٢٤٧

إذن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المعاول ، وقال الله عزّ وجلّ :( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى ) (١) ، ولعمري لقد أدخل أبوك وفاروقه على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقربهما منه الأذى ، وما رعيا من حقّه ما أمرهما الله به على لسان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إنّ الله حرّم من المؤمنين أمواتاً ما حرّم منهم أحياء ، وتالله يا عائشة ، لو كان هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن عند أبيه رسول اللهعليهما‌السلام جائزاً فيما بيننا وبين الله ، لعلمت أنّه سيدفن ، وإن رغم معطسك ».

قال : ثمّ تكلّم محمّد بن الحنفية وقال : يا عائشة يوماً على بغل ، ويوماً على جمل ، فما تملكين نفسك ، ولا تملكين الأرض عداوة لبني هاشم.

قال : فأقبلت عليه فقالت : يا بن الحنفية هؤلاء الفواطم يتكلّمون فما كلامك؟ فقال لها الحسينعليه‌السلام : « وأنى تبعدين محمّداً من الفواطم ، فو الله لقد ولدته ثلاث فواطم : فاطمة بنت عمران بن عائذ بن عمرو بن مخزوم ، وفاطمة بنت أسد بن هاشم ، وفاطمة بنت زائدة بن الأصم ابن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر ».

قال : فقالت عائشة للحسينعليه‌السلام : نحّوا ابنكم ، واذهبوا به فإنّكم قوم خصمون.

قال : فمضى الحسينعليه‌السلام إلى قبر أُمّه ، ثمّ أخرجه فدفنه بالبقيع »(٢) .

٢ ـ قال الشيخ الحرّ العامليقدس‌سره : لمّا توفّي الحسنعليه‌السلام مسموماً ، وخرج به أخوه الحسينعليه‌السلام ليجدد به العهد بقبر جدّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، خرجت عائشة على بغلة شهباء ، يحف بها بنو أُمية وهي تصيح : لا تدخلوا بيتي من لا أحبّ ، إنّ دفن الحسن في بيتي لتجز هذه ، وأومأت إلى ناصيتها.

____________

١ ـ الحجرات : ٣.

٢ ـ الكافي ١ / ٣٠٢.

٢٤٨

وليت شعري ألم تسمع أُمّ المؤمنين قول جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حقّه : « اللهم إنّي أحبّه فاحبّه ، وأحبّ من يحبّه »(١) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « اللهم إنّ هذا ابني وأنا أحبّه ، فأحبّه وأحبّ من يحبّه »(٢) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من سرّه أن ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنّة ، فلينظر إلى الحسن »(٣) (٤) .

٣ ـ روى ابن عساكر بسنده عن أبي عتيق قال : « سمعت جابر بن عبد الله يقول : شهدنا حسن بن علي يوم مات ، فكادت الفتنة أن تقع بين حسين بن علي ومروان بن الحكم ، وكان الحسن قد عهد إلى أخيه أن يدفن مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإن خاف أن يكون في ذلك قتال فليدفن بالبقيع ، فأبى مروان أن يدعه ، ومروان يومئذ معزول ، يريد أن يرضي معاوية بذلك ، فلم يزل مروان عدوّاً لبني هاشم حتّى مات.

قال جابر : فكلّمت يومئذ حسين بن علي فقلت : يا أبا عبد الله اتق الله ، فإنّ أخاك كان لا يحبّ ما ترى ، فادفنه بالبقيع مع أُمّه ففعل »(٥) .

____________

١ ـ مسند أحمد ٢ / ٢٤٩ و ٣٣١ و ٥٣٢ ، صحيح البخاري ٣ / ٢٠ و ٧ / ٥٥ ، سنن ابن ماجة ١ / ٥١ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٧٦ ، مسند الحميدي ٢ / ٤٥١ ، مسند ابن الجعد : ٢٩٥ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ٤٩ ، مسند أبي يعلى ١١ / ٢٧٩ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ٤١٧ ، المعجم الكبير ٣ / ٣٢ ، نظم درر السمطين : ١٩٨ ، تاريخ بغداد ١٢ / ٩ ، تاريخ مدينة دمشق ١٣ / ١٧٦ و ١٨٦ و ١٩٢ و ٢٨٨ ، تهذيب الكمال ٦ / ٢٢٦ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٥٠ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٢٥٨ ، البداية والنهاية ٨ / ٣٨ ، سبل الهدى والرشاد ٩ / ٣٦٩ و ١١ / ٦٤ ، ينابيع المودّة ٢ / ٤٤ ، ذخائر العقبى : ١٢٢.

٢ ـ كنز العمّال ١٣ / ٦٥٢ ، تاريخ مدينة دمشق ١٣ / ١٩٧.

٣ ـ الجامع الصغير ٢ / ٦٠٩ ، موارد الظمآن : ٥٥٣ ، كنز العمّال ١٢ / ١١٦ ، تاريخ مدينة دمشق ١٣ / ٢٠٩ ، الأنساب ٣ / ٤٧٦ ، البداية والنهاية ٨ / ٣٩ ، ينابيع المودّة ٢ / ١٠٢.

٤ ـ وسائل الشيعة ١ / ٣٥.

٥ ـ تاريخ مدينة دمشق ١٣ / ٢٨٧.

٢٤٩

وعن ابن عمر قال : « حضرت موت حسن بن علي ، فقلت للحسين : اتق الله ولا تثر فتنة ، ولا تسفك الدماء ، وادفن أخاك إلى جنب أُمّه ، فإنّ أخاك قد عهد بذلك إليك ، فأخذ بذلك الحسين »(١) .

٤ ـ جاء في تاريخ اليعقوبي : « وقيل : إنّ عائشة ركبت بغلة شهباء وقالت : بيتي لا آذن فيه لأحد ، فأتاها القاسم بن محمّد بن أبي بكر فقال لها : يا عمّة! ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر ، أتريدين أن يقال يوم البغلة الشهباء؟ فرجعت »(٢) .

( ـ ـ سنّي )

كانت مخطئة ومخالفة لأمر الله ورسوله :

س : أتمنّى أن تعينوني على فهم بعض الأُمور التي مرّت عليّ ، وأُريد التأكّد منها ، هل ما سمعت عن كره الشيعة للسيّدة عائشة صحيح؟ جزاكم الله كُلّ خير.

ج : إنّ مسألة الحبّ والبغض من المسائل المتّفق عليها بين المسلمين كافّة ، وهي الحبّ في الله ، والبغض في الله ، وكذلك الموالاة لأولياء الله والمعاداة لأعدائه.

قال تعالى :( لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ باللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (٣) .

____________

١ ـ المصدر السابق ١٣ / ٢٨٨.

٢ ـ تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٢٥.

٣ ـ المجادلة : ٢٢.

٢٥٠

ولا عداء شخصي للشيعة مع أحد أبداً ، وإنّك ترى أنّ أهل البيتعليهم‌السلام يرحمون حتّى أعداءهم وقاتليهم ، ويبكون عليهم ويوصون بهم.

وترى أنّ الشيعة يتعاملون مع المسلمين كافّة كُلّ بحسبه ، فالمؤمن الصادق موقّر لديهم ، وإن كان ابن كافر ، والمنحرف مذموم لديهم ، وإن كان ابن أو أخ إمام.

فهذا عمّار وسلمان وأبو ذر والمقداد وأُمّ سلمة وعبد الله بن عباس ومحمّد بن أبي بكر ، وغيرهم من المؤمنين الملتزمين الممدوحين في الأحاديث الشريفة الصحيحة.

وها هو عبيد الله بن العباس وجعفر الكذّاب ، وغيرهم من السادة الهاشميين ، ولكنّهم يتبرّأون منهم ، ويبغضون أعمالهم.

فنحن لدينا موازين شرعية نضع الناس بحسبها لا بأهوائنا ولا بالنسب ، وإنّما بالتقوى والسيرة الحسنة ، أو العكس لأيّ شخص كائناً من كان.

وأمّا بخصوص عائشة ، فقد ثبت أنّها آذت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في كثير من المواقف ، كما في قصّة المغافير ، وتهديد الله تعالى لها أشدّ تهديد في القرآن لأحد من العالمين ، قال تعالى :( وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ) (١) ، وكذلك في الكثير من أقوالها وأفعالها معهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وكذلك موقفها من الإمام عليعليه‌السلام بعد تحذير النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إيّاها من ذلك الخروج ، وحرب أمير المؤمنين والخروج على إمام زمانها.

وأيضاً موقفها من دفن الإمام الحسن المجتبىعليه‌السلام مع جدّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعدم إذنها بذلك ، وغير ذلك ممّا هو معلوم لدى الجميع.

فموقفنا ليس شخصياً وعداءً لذاتها ، بل هو موقف من أعمالها ، وعدم كونها بمستوى المسؤولية والموقع الرفيع ، بكونها زوجة خاتم النبيينصلى‌الله‌عليه‌وآله ،

____________

١ ـ التحريم : ٤.

٢٥١

وقد قال تعالى :( يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ) (١) ، وكان عمر في زمن خلافته يمنعهن حتّى من الخروج للحجّ ، حتّى أذن لهن في آخر خلافته ، فكيف بالخروج على إمام زمانها ومحاربته.

فإنا نعتقد أنّها كانت مخطئة ومخالفة لأمر الله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلى هذا فالدليل يسوقنا إلى عدم موالاتها ، ولا غرابة ، فالقرآن يعلّمنا البراءة من زوجة نوح ولوط ، وموالاة آسية امرأة فرعون.

( عيسى الشيباني ـ الإمارات ـ ٢٦ سنة ـ طالب ثانوية عامّة )

كانت تعلم بمبايعة الناس لعليعليه‌السلام :

س : وفّقكم الله لخدمة الإسلام والمسلمين ، وأظهر الحقّ على لسانكم وفي كتبكم المقدّسة ، يدّعي البعض بأنّ خروج عائشة في معركة الجمل عن عدم درايتها بأنّ علي بن أبي طالبعليه‌السلام قد تمّت له البيعة ، واستلام الخلافة له , وبالتالي هي معذورة في خروجها على الإمام في تلك الحرب ، حيث أنّها لو علمت لما خرجت على رأس الجيش؟

الرجاء توضيح هذه الشبهة ، ولكم فائق الاحترام والتقدير.

ج : المعروف أنّ واقعة الجمل كان سببها خروج عائشة مع طلحة والزبير للمطالبة بدم عثمان ، إلاّ أنّ الثابت تاريخياً أنّ عائشة هي التي حرّضت الناس على قتل عثمان بن عفّان ، وأصدرت فتوى بقتله بعد نعته بنعثل اليهودي ، وقالت : « اقتلوا نعثلاً فقد كفر »(٢) ، تعني عثمان ، وفي رواية أُخرى : « اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً »(٣) تعني عثمان ، ونعثل هو رجل يهودي كان يعيش في

____________

١ ـ الأحزاب : ٣٠ ـ ٣٣.

٢ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٤٧٧ ، شيخ المضيرة أبو هريرة : ١٧١.

٣ ـ تاج العروس ٨ / ١٤١ ، لسان العرب ١١ / ٦٧٠ ، شرح نهج البلاغة ٦ / ٢١٥ و ٢٠ / ٢٢.

٢٥٢

المدينة طويل اللحية ، بل ورد أنّ حفصة وعائشة قالتا لعثمان : « إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سمّاك نعثلاً تشبيها بنعثل اليهودي »(١) ، وقيل : « إنّ نعثل هو الشيخ الأحمق ، وهو رجل من أهل مصر كان طويل اللحية وكان يشبه عثمان »(٢) .

وقال ابن أبي الحديد : « قال كُلّ من صنّف في السير والأخبار : إنّ عائشة كانت من أشدّ الناس على عثمان ، حتّى أنّها أخرجت ثوباً من ثياب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنصبته في منزلها ، وكانت تقول للداخلين إليها : هذا ثوب رسول الله لم يبل ، وعثمان قد أبلى سنّته»(٣) .

وقد صدّق المسلمون ـ وعلى رأسهم الصحابة ـ دعوى عائشة ، واستجابوا لتحريضها ، فشاركوا في قتله ، ودفنوه في مقبرة اليهود(٤) .

ولكن السؤال المثير هو : لماذا خرجت عائشة للمطالبة بدم عثمان؟ وتجييش الجيوش من أجل ذلك؟

قال الطبري عن تلك الأحداث : « أنّ عائشة لما انتهت إلى سرف ـ موضع ستة أميال من مكّة ـ راجعة في طريقها إلى مكّة ، لقيها عبد ابن أُمّ كلاب ، وهو عبد ابن أبي سلمة ينسب إلى أُمّه ، فقالت له : مهيم؟

قال : قتلوا عثمان ، فمكثوا ثمانياً ، قالت : ثمّ صنعوا ماذا؟

قال : أخذها أهل المدينة بالاجتماع ، فجازت بهم الأُمور إلى خير مجاز ، اجتمعوا على علي بن أبي طالب ، فقالت : والله ليتَ إنّ هذه انطبقت على هذه إن تمّ الأمر لصاحبك ، ردّوني ردّوني ، فانصرفت إلى مكّة وهي تقول : قتل والله عثمان مظلوماً ، والله لأطلبن بدمه ، فقال لها ابن أُمّ كلاب : ولم؟ فو الله أنّ أوّل من أمال حرفه لأنتِ ، ولقد كنتِ تقولين : اقتلوا نعثلاً فقد كفر.

____________

١ ـ كشف الغمّة ٢ / ١٠٨.

٢ ـ لسان العرب ١١ / ٦٩٩.

٣ ـ شرح نهج البلاغة ٦ / ٢١٥.

٤ ـ أُنظر : الطبقات الكبرى ٣ / ٧٨.

٢٥٣

قالت : إنّهم استتابوه ثمّ قتلوه ، وقد قلت وقالوا ، وقولي الأخير خير من قولي الأوّل ، فقال ابن أُمّ كلاب :

منكِ البداء ومنكِ الغير

ومنكِ الرياح ومنكِ المطر

وأنتِ أمرتِ بقتل الإمام

وقلتِ لنا أنّه قد كفر

فهبنا أطعناكِ في قتله

وقاتله عندنا من أمر

إلى آخر الأبيات.

فانصرفت إلى مكّة ، فنزلت على باب المسجد ، فقصدت الحجر ، فسترت واجتمع إليها الناس ، فقالت : يا أيّها الناس ، إنّ عثمان قُتل مظلوماً ، ووالله لأطلبن بدمه »(١) .

والحاصل : إنّ عائشة كانت تعلم بمبايعة الناس لأمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، ومن هنا كانت نقطة الانقلاب في موقفها ، وبمراجعة يسيرة إلى المصادر التاريخية تجد أنّ عائشة حتّى عند إخبارها بمقتل عثمان قبل علمها بمبايعة عليعليه‌السلام كانت تسمّيه نعثلاً وتتشفّى بمقتله ، ولكن علمها بمبايعة الإمامعليه‌السلام قلب موقفها تماماً ، وقادها إلى القيام بتلك الفتنة الكبيرة التي راح ضحيّتها عشرات الآلاف من المسلمين ، فكيف لا تعلم عائشة بمبايعة الناس لأمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، وهي عندما قدمت إلى البصرة وجدت عليها عثمان بن حنيف عامل أمير المؤمنينعليه‌السلام عليها ، وقد أرسل أليها أبو الأسود الدؤلي يسألها عن خبرها ، وعن علّة مجيئها إلى البصرة ، فقالت له : أطلب بدم عثمان ، قال : إنّه ليس في البصرة من قتلة عثمان أحد ، قالت : صدقت ولكنّهم مع علي بن أبي طالب بالمدينة(٢) .

____________

١ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٤٧٦.

٢ ـ شرح نهج البلاغة ٦ / ٢٢٦.

٢٥٤

وعندما لم تجد عائشة آذاناً صاغية من عثمان بن حنيف وأصحابه في البصرة في مطالبها ، اشتد النزاع بين الفريقين حتّى حصلت تلك الواقعة المسمّاة بـ « واقعة الجمل الأصغر » ، والتي كان من آثارها أن قتل أربعون رجلاً من شيعة عليعليه‌السلام في المسجد ، وسبعون آخرون في مكان آخر ، وأسروا عثمان بن حنيف ، وكان من فضلاء الصحابة ، فأرادوا قتله ، ثمّ خافوا أن يثأر له أخوه سهل والأنصار ، فنتفوا لحيته وشاربيه وحاجبيه ورأسه وضربوه وحبسوه ، ثمّ طردوه من البصرة(١) .

وكان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أخبر عائشة عن خروجها هذا وحذّرها منه ، وقال لها : «لا تكوني التي تنبحك كلاب الحوأب » ، والحوأب هو وادي كثير الماء نبحت كلابه عند مسير عائشة إلى البصرة ، وعندما سألت عنه أخبروها أنّ هذا المكان يسمّى بماء الحوأب.

فقالت : ردّوني ، ردّوني ، وذكرت التحذير الذي سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكن وبمحضر من طلحة والزبير أحسّ بجسامة الموقف ، فاحضر خمسين رجلاً ، وشهدوا بأنّ هذا المكان لا يسمّى بماء الحوأب ، وكانت تلك أوّل شهادة زور في الإسلام كما يذكره المؤرّخون(٢) .

وخلاصة القول في مسير عائشة هو قول أمير المؤمنينعليه‌السلام في خطبة له : « أيّها الناس ، إنّ عائشة سارت إلى البصرة ومعها طلحة والزبير ، وكُلّ منهما يرى الأمر له دون صاحبه ، أمّا طلحة فابن عمّها ، وأما الزبير فختنها ، والله لو ظفروا بما أرادوا ـ ولن ينالوا ذلك أبداً ـ ليضربن أحدهما عنق صاحبه بعد تنازع

____________

١ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٤٨٥ ، انساب الأشراف : ٢٢٥ ، أُسد الغابة ٢ / ٤٠ ، شرح نهج البلاغة ٦ / ٢٢٦.

٢ ـ أُنظر : مسند أبي يعلى ٨ / ٢٨٢ ، شرح نهج البلاغة ٦ / ٢٢٥ و ٩ / ٣١٠ ، انساب الأشراف : ٢٢٤ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٨١ ، البداية والنهاية ٧ / ٢٥٨ ، المناقب : ١٨١.

٢٥٥

منهما شديد ، والله إنّ راكبة الجمل الأحمر ما تقطع عقبة ، ولا تحل عقدة إلاّ في معصية الله وسخطه ، حتّى تورد نفسها ومن معها موارد الهلكة »(١) .

وقد حذّر الله سبحانه قبل هذا نساء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من الخروج من بيوتهنّ وأمرهنّ بالقرار فيها بقوله :( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ) (٢) ، ولذا نقول : ما حكم من خرجت من بيتها ومدينتها بل وكُلّ بلادها ، وذهبت إلى بلاد أُخرى تبعد عنها آلاف الأميال ، وأشعلت كُلّ هذه الفتنة التي يراها البعض بداية لفتن صفّين والنهروان ، وثمّ تولّي معاوية على رقاب المسلمين ، ثمّ واقعة كربلاء ، وما جرى على المسلمين إلى يومنا هذا؟ التي يعدّها البعض نتيجة حتمية لضعف العرب والمسلمين بسبب الفتن التي أشعلها الأوائل بوجه الخلافة العلوية.

ولا نريد أن نشير هنا إلى قول النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي رواه مسلم عن ابن عمر قال : خرج رسول الله من بيت عائشة فقال : «رأس الكفر من هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان »(٣) ، بل جاء في صحيح البخاري عن عبد الله قال : قام النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله خطيباً ، فأشار نحو مسكن عائشة فقال : «هاهنا الفتنة ، هاهنا الفتنة ، هاهنا الفتنة ، من حيث يطلع قرن الشيطان »(٤) .

____________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١ / ٢٣٣.

٢ ـ الأحزاب : ٣٣.

٣ ـ صحيح مسلم ٨ / ١٨١.

٤ ـ صحيح البخاري ٤ / ٤٦.

٢٥٦

عالم الذرّ :

( ميسون رضا ـ لبنان ـ ٢٣ سنة ـ دراسة ماجستير في العلوم الإلهية )

بحث مفصّل للعلاّمة الطباطبائي حوله :

س : فكرة موجزة عن عالم الذرّ : أهم العلماء الذين يؤيّدون هذه النظرية ، بعض المصادر التي تناولت هذا الأمر من خلال أحاديث أهل البيت عليهم‌السلام .

ج : ننقل لك ما قاله العلاّمة الطباطبائيقدس‌سره حول الموضوع :

قوله تعالى :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا ) (١) .

أخذ الشيء من الشيء يوجب انفصال المأخوذ من المأخوذ منه ، واستقلاله دونه بنحو من الأنحاء ، وهو يختلف باختلاف العنايات المتعلّقة بها ، والاعتبارات المأخوذة فيها ، كأخذ اللقمة من الطعام ، وأخذ الجرعة من ماء القدح ، وهو نوع من الأخذ ، وأخذ المال والأثاث من زيد الغاصب ، أو الجواد أو البائع أو المعير ، وهو نوع آخر ، أو أنواع مختلفة أُخرى ، وكأخذ العلم من العالم ، وأخذ الأهبة من المجلس ، وأخذ الحظّ من لقاء الصديق وهو نوع ، وأخذ الولد من والده للتربية ، وهو نوع إلى غير ذلك.

فمجرد ذكر الأخذ من الشيء لا يوضّح نوعه إلاّ ببيان زائد ، ولذلك أضاف الله سبحانه إلى قوله :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ ) الدال على تفريقهم وتفصيل بعضهم من بعض.

____________

١ ـ الأعراف : ١٧٢.

٢٥٧

قوله :( مِن ظُهُورِهِمْ ) ليدلّ على نوع الفصل والأخذ ، وهو أخذ بعض المادّة منها ، بحيث لا تنقص المادّة المأخوذ منها بحسب صورتها ، ولا تنقلب عن تمامها واستقلالها ، ثمّ تكميل الجزء المأخوذ شيئاً تامّاً مستقلاً من نوع المأخوذ منه ، فيؤخذ الولد من ظهر من يلده ويولده ، وقد كان جزء ، ثمّ يجعل بعد الأخذ والفصل إنساناً تامّاً مستقلاً من والديه ، بعدما كان جزء منهما.

ثمّ يؤخذ من ظهر هذا المأخوذ مأخوذ آخر ، وعلى هذه الوتيرة حتّى يتمّ الأخذ ، وينفصل كُلّ جزء عمّا كان جزء منه ، ويتفرّق الأناسي وينتشر الأفراد ، وقد استقلّ كُلّ منهم عمّن سواه ، ويكون لكُلّ واحد منهم نفس مستقلة لها ما لها ، وعليها ما عليها ، فهذا مفاد قوله :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) ، ولو قال : أخذ ربّك من بني آدم ذرّيتهم أو نشرهم ونحو ذلك ، بقي المعنى على إبهامه.

وقوله :( وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ ) ينبأ عن فعل آخر إلهي تعلّق بهم ، بعد ما أخذ بعضهم من بعض ، وفصل بين كُلّ واحد منهم وغيره ، وهو إشهادهم على أنفسهم ، والإشهاد على الشيء هو إحضار الشاهد عنده ، وإراءته حقيقته ، ليتحمّله علماً تحمّلاً شهودياً ، فإشهادهم على أنفسهم ، هو إراءتهم حقيقة أنفسهم ، ليتحمّلوا ما أُريد تحمّلهم من أمرها ، ثمّ يؤدّوا ما تحمّلوه إذا سئلوا.

وللنفس في كُلّ ذي نفس جهات من التعلّق والارتباط بغيرها ، يمكن أن يستشهد الإنسان على بعضها دون بعض ، غير أنّ قوله :( أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ ) يوضّح ما أشهدوا لأجله ، وأُريد شهادتهم عليه ، وهو أن يشهدوا ربوبيته سبحانه لهم ، فيؤدّوها عند المسألة.

فالإنسان وإن بلغ من الكبر والخيلاء ما بلغ ، وغرّته مساعدة الأسباب ما غرّته ، واستهوته لا يسعه أن ينكر أنّه لا يملك وجود نفسه ، ولا يستقلّ بتدبير أمره ، ولو ملك نفسه لوقّاها ممّا يكرهه من الموت ، وسائر آلام الحياة

٢٥٨

ومصائبها ، ولو استقلّ بتدبير أمره لم يفتقر إلى الخضوع قبال الأسباب الكونية ، والوسائل التي يرى لنفسه أنّه يسودها ويحكم فيها ، ثمّ هي كالإنسان في الحاجة إلى ما وراءها ، والانقياد إلى حاكم غائب عنها ، يحكم فيها لها أو عليها ، وليس إلى الإنسان أن يسدّ خلّتها ويرفع حاجتها.

فالحاجة إلى ربّ ـ مالك مدبّر ـ حقيقة الإنسان ، والفقر مكتوب على نفسه ، والضعف مطبوع على ناصيته ، لا يخفى ذلك على إنسان له أدنى الشعور الإنساني ، والعالم والجاهل ، والصغير والكبير ، والشريف والوضيع في ذلك سواء.

فالإنسان في أيّ منزل من منازل الإنسانية نزل ، يشاهد من نفسه أنّ له ربّاً يملكه ويدبّر أمره ، وكيف لا يشاهد ربّه وهو يشاهد حاجته الذاتية؟ وكيف يتصوّر وقوع الشعور بالحاجة من غير شعور بالذي يحتاج إليه؟

فقوله :( أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ ) بيان ما أشهد عليه ، وقوله :( قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا ) اعتراف منهم بوقوع الشهادة وما شهدوه ، ولذا قيل : إنّ الآية تشير إلى ما يشاهده الإنسان في حياته الدنيا ، أنّه محتاج في جميع جهات حياته من وجوده ، وما يتعلّق به وجوده من اللوازم والأحكام ، ومعنى الآية إنّا خلقنا بني آدم في الأرض ، وفرّقناهم وميّزنا بعضهم من بعض بالتناسل والتوالد ، وأوفقناهم على احتياجهم ، ومربوبيتهم لنا ، فاعترفوا بذلك قائلين : بلى شهدنا أنّك ربّنا.

وعلى هذا يكون قولهم :( بَلَى شَهِدْنَا ) من قبيل القول بلسان الحال ، أو إسناد اللازم القول إلى القائل بالملزوم ، حيث اعترفوا بحاجاتهم ، ولزمه الاعتراف بمن يحتاجون إليه ، والفرق بين لسان الحال ، والقول بلازم القول :

أنّ الأوّل انكشاف المعنى عن الشيء لدلالة صفة من صفاته ، وحال من أحواله عليه ، سواء شعر به أم لا ، كما تفصح آثار الديار الخربة عن حال ساكنيها ، وكيف لعب الدهر بهم؟ وعدت عادية الأيّام عليهم؟ فأسكنت

٢٥٩

أجراسهم وأخمدت أنفاسهم ، وكما يتكلّم سيماء البائس المسكين عن فقره ومسكنته وسوء حاله.

والثاني انكشاف المعنى عن القائل ، لقوله بما يستلزمه أو تكلّمه بما يدلّ عليه بالالتزام.

فعلى أحد هذين النوعين من القول ، أعني القول بلسان الحال ، والقول بالاستلزام يحمل اعترافهم المحكي بقوله تعالى :( قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا ) ، والأوّل أقرب وأنسب ، فإنّه لا يكتفي في مقام الشهادة إلاّ بالصريح منها المدلول عليه بالمطابقة دون الالتزام.

ومن المعلوم : أنّ هذه الشهادة على أيّ نحو تحقّقت فهي من سنخ الاستشهاد المذكور في قوله :( أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ ) ، فالظاهر أنّه قد استوفى الجواب بعين اللسان الذي سألهم به ، ولذلك كان هناك نحو ثالث يمكن أن يحمل عليه هذه المساءلة والمجاوبة ، فإنّ الكلام الإلهي يكشف به عن المقاصد الإلهية بالفعل ، والإيجاد كلام حقيقي ـ وإن كان بنحو التحليل ـ كما تقدّم مراراً في مباحثنا السابقة ، فليكن هنا قوله :( أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ ) وقولهم :( بَلَى شَهِدْنَا ) من ذاك القبيل ، وسيجيء للكلام تتمّة.

وكيف كان فقوله :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ ) الآية ، يدلّ على تفصيل بني آدم بعضهم من بعض ، وإشهاد كُلّ واحد منهم على نفسه ، وأخذ الاعتراف على الربوبية منه ، ويدلّ ذيل الآية وما يتلوه أعنّي قوله :( أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ) (١) على الغرض من هذا الأخذ والإشهاد.

وهو على ما يفيده السياق إبطال حجّتين للعباد على الله ، وبيان أنّه لولا هذا الأخذ والإشهاد ، وأخذ الميثاق على انحصار الربوبية ، كان للعباد أن يتمسّكوا

____________

١ ـ الأعراف : ١٧٢ ـ ١٧٣.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470