منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-91-4
الصفحات: 470

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 470 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 258763 / تحميل: 5282
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩١-٤
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

محتسبا للحق ، قائما بما يجب لله ورسوله ، ومضىرحمه‌الله عليه غير ناكث ولا مبدّل ، فجزاء الله أجر نيّته(١) وأعطاه خير أمنيته ، وذكرت الرجل الموصى إليه ولم تعد(٢) فيه رأينا ، وعندنا من المعرفة به أكثر ممّا وصف ، يعني الحسن ابن محمّد بن عمران(٣) . وفيه غير ذلك(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن آدم الثقة الجليل ، عنه محمّد بن حمزة ، وأحمد بن إسحاق بن سعد ، ومحمّد بن خالد ، ومحمّد بن الحسن بن أبي خالد ، وأحمد بن أبي عبد الله ، وحمزة بن يعلى ، وعلي بن المسيب(٥) .

١١٨٠ ـ زكريّا أبو يحيى الموصلي :

ق(٦) . وزادصه : لقبه كوكب الدم. قالكش : قال حمدويه عن العبيدي عن يونس قال : أبو يحيى الموصلي لقبه كوكب الدم ، كان شيخا من الأخيار.

قال العبيدي : أخبرني الحسن بن علي بن يقطين أنّه كان يعرفه أيّام أبيه ، له فضل ودين.

وروي أنّ أبا جعفرعليه‌السلام سأل الله تعالى أن يجزيه خيرا.

هذا ما قالهكش ، لكنّه ذكره بكنيته ولقبه وبلده ولم يذكره باسمه زكريّا.

وقالغض : زكريّا أبو يحيى كوكب الدم كوفي ضعيف روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

ويحتمل أنّهما متغايران ، لأنّكش لم يذكره باسمه بل قال : أبو يحيى‌

__________________

(١) في نسخة «م » : نبيّه.

(٢) في المصدر : تعرف.

(٣) رجال الكشّي : ٥٩٥ / ١١١٤.

(٤) رجال الكشّي : ٥٩٦ / ١١١٥.

(٥) هداية المحدّثين : ٦٦ ، ولم يرد فيها محمّد بن حمزة.

(٦) رجال الشيخ : ٢٠١ / ٨٤ ، وورد في : ٢٠٠ / ٧٥ بعنوان : زكريّا أبو يحيى كوكب الدم.

٢٦١

كوكب الدم الموصلي ، وغض قال : إنّه كوفي.

وبالجملة : فالأقرب التوقّف فيه(١) ، انتهى.

وفي القسم الثاني : إن كان ما ذكرهغض هذا تعيّن الوقف لمعارضة قولغض لمدحه ، وإن كان غيره كان قوله مقبولا(٢) ، انتهى.

ولم نجد فيكش : وروي أنّ أبا جعفرعليه‌السلام . إلى آخره إلاّ في ابن آدم(٣) .

وفيتعق : الظاهر أنّه أخذه من طس ، حيث ذكر بعد قوله : له فضل ودين : وروي أنّ(٤) أبا جعفرعليه‌السلام . إلى آخره(٥) ، ووقع الوهم فيها في مواضع من هذا القبيل ، وستجي‌ء العبارة في سعد بن سعد ، وطس ذكرها في صفوان أيضا وذكر مكانه زكريّا بن آدم(٦) كما هو الواقع.

هذا ، وفي النقد : ما ذكره د ـ من أنّه وثّقهكش وغيره(٧) ـ ليس بمستقيم(٨) .

قلت : يومئ ما فيكش إلى الوثاقة(٩) ، وتضعيفغض لا يقاومه ؛ ولذا عدّه خالي ممدوحا(١٠) (١١) .

__________________

(١) الخلاصة : ٧٥ / ٥ ، ولم يرد فيها : وبلده.

(٢) الخلاصة : ٢٢٤ / ٢.

(٣) رجال الكشّي : ٥٠٣ / ٩٦٤.

(٤) أنّ ، لم ترد في نسخة «م ».

(٥) التحرير الطاووسي : ٢١٥ / ١٦٦.

(٦) التحرير الطاووسي : ٣٠٤ / ٢٠٧.

(٧) رجال ابن داود : ٢٤٦ / ١٩٠.

(٨) نقد الرجال : ١٣٨ / ٣.

(٩) رجال الكشّي : ٦٠٦ / ١١٢٧.

(١٠) الوجيزة : ٢١٤ / ٧٦١.

(١١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٤٩.

٢٦٢

١١٨١ ـ زكريّا بن إدريس :

أبو جرير ـ بضم الجيم ـ القمّي ، كان وجها ، يروي عن الرضا عليه ،صه (١) .

وفيجش : ابن إدريس بن عبد الله بن سعد(٢) الأشعري القمّي أبو جرير ، قيل : إنّه روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن والرضا عليهم ، أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عنه(٣) .

وفيست : ابن إدريس يكنّى أبا جرير القمّي ، له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عنه(٤) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله(٥) .

وفيق : ابن إدريس القمّي(٦) .

وفيضا : ( ابن إدريس بن عبد الله الأشعري قمّي(٧) .

ثمّ في الكنى فيضا : أبو جرير القمّي )(٨) .

وفيكش : محمّد بن قولويه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن حمزة بن اليسع ، عن زكريّا بن آدم قال : دخلت على الرضاعليه‌السلام من أوّل الليل في حدثان موت أبي جرير فسألني عنه‌

__________________

(١) الخلاصة : ٧٦ / ٨.

(٢) في نسخة «م » : سعيد.

(٣) رجال النجاشي : ١٧٣ / ٤٥٧.

(٤) الفهرست : ٧٤ / ٣٠٩.

(٥) الفهرست : ٧٣ / ٣٠٨.

(٦) رجال الشيخ : ٢٠٠ / ٧٢.

(٧) رجال الشيخ : ٣٧٧ / ٢ ، وفيه زيادة : يكنّى أبا جرير.

(٨) رجال الشيخ : ٣٩٦ / ١٦. وما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

٢٦٣

وترحّم عليه ، ولم يزل يحدّثني وأحدّثه حتّى طلع الفجر ، فقامعليه‌السلام وصلّى الفجر(١) .

وفيتعق : قوله : كان وجها ، أخذه منجش في أبيه(٢) . وفي الكنى أيضا ما له دخل(٣) .

ويروي عنه صفوان بن يحيى في الصحيح(٤) ؛ وحكم المصنّف بوثاقته في ذكر طرق الصدوق(٥) ، ولعلّه وهم(٦) ، انتهى.

أقول : لعلّ حكم الميرزا من قولهم(٧) : وجه ، لما صرّح غير واحد بإفادته التوثيق(٨) ، وتقدّم في الفوائد ، ومال إليه سلّمه الله في كثير من التراجم(٩) . وذكر هو سلّمه الله رواية صفوان عنه ، وهو لا يروي إلاّ عن ثقة.

وفيمشكا : ابن إدريس القمّي الوجه ، أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عنه ، وعنه صفوان بن يحيى ، وإبراهيم بن هاشم ، وعبد الله بن المغيرة الثقة ، وعبد الله بن سنان ، ومحمّد بن حمزة بن اليسع ، ومحمّد بن أبي‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ٦١٦ / ١١٥٠.

(٢) رجال النجاشي : ١٠٤ / ٢٥٩ ، وقد صرّح السيّد الخويي في معجمه : ٧ / ٢٧٧ بأنّها راجعة إلى أبيه إدريس لا إلى ابنه زكريّا.

(٣) يأتي عن التعليقة : ٣٨٥ رواية صفوان وابن أبي عمير في الصحيح عنه ، وظهور حسن عقيدته من نفس رواياته.

(٤) التهذيب ٢ : ٦٨ / ٢٤٨.

(٥) منهج المقال : ٤١٦.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٤٩.

(٧) في نسخة «م » : قوله.

(٨) قال التقي المجلسي في الروضة : ١٤ / ٤٥ : بل الظاهر أنّ قوله : وجه ، توثيق.

وعدّها الداماد في الرواشح : ٦٠ من ألفاظ التوثيق والمدح.

(٩) قال في ترجمة الحسن بن علي بن زياد الوشاء : وربما استفيد توثيقه من استجازة أحمد ابن محمّد بن عيسى. ثمّ قال : ولا ريب أنّ كونه عينا من عيون هذه الطائفة ووجها من وجوهها أولى بذلك. منهج المقال : ١٠٣.

٢٦٤

عمير(١) .

١١٨٢ ـ زكريّا بن الحر الجعفي :

أخو أديم وأيّوب ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، محمّد بن موسى عنه بكتابه ،جش (٢) .

وفيست : له كتاب أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن محمّد بن موسى خوراء ، عنه(٣) .

أقول : هو عند الشيخ وجش إمامي ، ورواية جماعة كتابه دليل الاعتماد.

وفيمشكا : ابن الحر الجعفي ، عنه محمّد بن موسى خوراء(٤) .

١١٨٣ ـ زكريّا بن سابق :

روىكش عن جعفر وفضالة عن ابن الصباح عن زكريا بن سابق حيث وصف الأئمّةعليهم‌السلام لأبي عبد اللهعليه‌السلام وما يشهد بصحّة الإيمان منه ، وفي ابن الصباح طعن ، فالوقف متوجّه على هذه الرواية ، ولم يثبت عندي عدالة المشار إليه ،صه (٥) .

وقالشه : في هذا البحث نظر من وجوه كثيرة : ضعف الرواية ، وشهادة الرجل لنفسه ، وغايته دلالتها على الإيمان خاصّة ؛ ثمّ لا وجه للتوقّف بل ذلك يوجب الحكم بردّ الرواية(٦) .

وفيكش : جعفر وفضالة ، عن أبي الصباح الكناني ، عن زكريّا بن‌

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٦٦.

(٢) رجال النجاشي : ١٧٤ / ٤٥٩.

(٣) الفهرست : ٧٣ / ٣٠٧.

(٤) هداية المحدّثين : ٦٦.

(٥) الخلاصة : ٧٥ / ٣.

(٦) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٣٧.

٢٦٥

سابق قال : وصفت الأئمّة عليهم لأبي عبد اللهعليه‌السلام حتّى انتهيت إلى أبي جعفرعليه‌السلام ، فقال : حسبك قد ثبت الله لسانك وهدى قلبك(١) .

وفيتعق : في التحرير : كذا كتبه السيّدرحمه‌الله ، وحكاه العلاّمة فيصه : ابن الصباح أيضا ، والذي في النسخة التي عندي للاختيار : عن أبي الصباح(٢) ، انتهى. وهو الكناني الثقة الجليل.

وقوله : غايته دلالتها ، فيه أنّه على هذا لم تكن من باب الشهادة للنفس ، لكن الظاهر دلالتها على أزيد منه ، وحكاية شهادة النفس مرّ ما فيها في الفوائد ، ولذا في الوجيزة والبلغة : ممدوح(٣) .

وقوله : ثمّ لا وجه ، فيه ما مرّ في إبراهيم بن صالح(٤) .

١١٨٤ ـ زكريّا بن سابور :

ثقة ،صه (٥) .

وقالشه : لم يوثّقه من الجماعة غير المصنّف ، فينبغي تحقيق الحال فيه(٦) .

قلت : وثّقهجش في أخيه بسطام(٧) .

وفيكش : ما روي في زكريّا بن سابور : محمّد بن مسعود ، عن جعفر ابن أحمد بن أيّوب ، عن العمركي ، عن ابن فضّال ، عن يونس بن يعقوب ،

__________________

(١) رجال الكشّي : ٤١٩ / ٧٩٣.

(٢) التحرير الطاووسي : ٢١١ / ١٦٤.

(٣) الوجيزة : ٢١٤ / ٧٦٤ ، بلغة المحدّثين : ٣٦٣ / ٤.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٤٩.

(٥) الخلاصة : ٧٥ / ٢.

(٦) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٣٧.

(٧) رجال النجاشي : ١١٠ / ٢٨٠.

٢٦٦

عن سعيد بن يسار أنّه حضر أحد ابني سابور(١) ، وكان لهما ورع وإخبات ، فمرض أحدهما ولا أحسبه إلاّ زكريّا بن سابور ، فحضرته عند موته ، فبسط يده ثمّ قال : ابيضّت يدي يا علي(٢) . فدخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام إلى أن قال : فأخبرته ، فقالعليه‌السلام : رآه والله رآه والله(٣) ، انتهى.

قوله : كان لهما ورع واخبات ، يحتمل كونه عن محمّد بن مسعود لكنّه غير ظاهر ، وإذا كان عن سعيد بن يسار ، وكان داخلا في المنقول عنه ، ففي الطريق ابن فضّال وهو فاسد المذهب إلاّ أنّ العلاّمة يعتمد عليه.

وفيتعق : رواها في الكافي في باب ما يعاين المؤمن والكافر عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن فضّال. إلى آخره ، وفيها : لهما فضل وورع وإخبات(٤) .

فتعيّن عدم كونه عن(٥) ابن مسعود. وابن فضّال معتمد في القول ثقة عند غير العلاّمة أيضا(٦) .

١١٨٥ ـ زكريّا صاحب السابري :

روى عنه ابن أبي عمير(٧) ،تعق (٨) .

__________________

(١) في نسخة « ش » : يسار.

(٢) المراد منه : علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وتأييد ذلك ما رواه الكشّي في ترجمة الحارث الأعور : ٨٨ / ١٤٢ عنهعليه‌السلام قال له : أمّا أنّه لا يموت عبد يحبني فتخرج نفسه حتّى يراني حيث يحب.

(٣) رجال الكشّي : ٣٣٥ / ٦١٤.

(٤) الكافي ٣ : ١٣٠ / ٣.

(٥) في نسخة « ش » : هو.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٠.

(٧) التهذيب ٢ : ٢٨٣ / ١١٢٧.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٠.

٢٦٧

١١٨٦ ـ زكريّا بن عبد الصمد القمّي :

ثقة ، يكنّى أبا جرير ، من أصحاب أبي الحسن موسىعليه‌السلام ضا (١) .

وزادصه : ومن أصحاب الرضاعليه‌السلام (٢) .

ومرّ في ابن إدريس عنكش ما يحتمله(٣) .

١١٨٧ ـ زكريّا بن عبد الله الفيّاض :

أبو يحيى الذي روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما ، قال ابن نوح : وروى عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال : أخبرنا محمّد بن بكران النقّاش ، عن أبي سعيد ، عن جعفر بن عبد الله ، عن عبّاس بن عامر ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي جعفر الأحول والفضيل ، عن زكريّا قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : إنّ الناس كانوا بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بمنزلة هارون وموسى ومن اتّبعه والعجل ومن اتّبعه ، وذكر الحديث. وله كتاب يرويه عنه جماعة ، صفوان بن يحيى عن عمرو بن خالد عنه به ،جش (٤) .

وفي قر وق : ابن عبد الله النقّاض(٥) .

ود تبعجش (٦) ، ولا يبعد اتّحادهما.

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٧٦ / ١.

(٢) الخلاصة : ٧٥ / ١.

(٣) رجال الكشّي : ٦١٦ / ١١٥٠ ، وفيه : عن زكريّا بن آدم قال : دخلت على الرضا عليه من أوّل الليل في حدثان موت أبي جرير ، فسألني عنه وترحّم عليه. إلى آخره.

فيحتمل أن يكون أبو جرير هو هذا ، إلاّ أنّ الكشّي ذكر في بداية العنوان : أبو جرير القمي ، فحينئذ يتعيّن كونه ابن إدريس لاشتهاره به.

(٤) رجال النجاشي : ١٧٢ / ٤٥٤.

(٥) رجال الشيخ : ١٢٣ / ١١ ، ١٩٩ / ٦٦.

(٦) رجال ابن داود : ٩٨ / ٦٤٠.

٢٦٨

وفيتعق : يشهد له ما رواه في الروضة عن زكريّا النقّاض عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : سمعته يقول : الناس صاروا بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بمنزلة من اتّبع هارون ومن اتّبع العجل ، وإنّ أبا بكر دعا فأبى عليعليه‌السلام إلاّ القرآن. الحديث(١) (٢) ، انتهى.

أقول : يظهر من الرواية كونه من الشيعة ، مضافا إلى ما يظهر منجش ، ومن رواية جماعة كتابه القوّة ، مضافا إلى رواية صفوان عنه ولو بواسطة ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن عبد الله الفيّاض أو النقّاض ، عنه أبو جعفر الأحول ، والفضيل ، وعمرو بن خالد(٣) .

١١٨٨ ـ زكريّا بن محمّد :

أبو عبد الله المؤمن ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى عليهما ، ولقي الرضاعليه‌السلام في المسجد الحرام وحكي عنه ما يدلّ على أنّه كان واقفا ، وكان مختلط الأمر في حديثه ،صه (٤) .

وزادجش : له كتاب منتحل الحديث(٥) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن زكريّا المؤمن(٦) .

__________________

(١) روضة الكافي ٨ : ٢٩٦ / ٤٥٦.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٠.

(٣) هداية المحدّثين : ٦٧.

(٤) الخلاصة : ٢٢٤ / ١.

(٥) رجال النجاشي : ١٧٢ / ٤٥٣.

(٦) الفهرست : ٧٣ / ٣٠٦.

٢٦٩

وفيتعق : في علي بن عمر الأعرج الحكم بضعفه ووقفه(١) (٢) .

أقول : لعلّ الظاهر أنّ ذاك التضعيف لابن عمر ، ولذا ذكره في الوجيزة وضعّفه(٣) ، فلاحظ وتأمّل.

وفيمشكا : ابن محمّد المؤمن ، عنه محمّد بن عيسى بن عبيد(٤) .

١١٨٩ ـ زكريّا بن يحيى التميمي :

كوفي ثقة ،صه (٥) .

وزادجش : له كتاب ، إبراهيم بن سليمان عنه به(٦) .

١١٩٠ ـ زكريّا بن يحيى الحضرمي :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (٧) .

١١٩١ ـ زكريّا بن يحيى الواسطي :

ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ذكره ابن نوح ،صه (٨) .

وزادجش : له كتاب ، إبراهيم بن محمّد بن إسماعيل عنه به(٩) .

وفيق وست : زكّار(١٠) . وسبق.

__________________

(١) نقلا عن الخلاصة : ٢٣٤ / ٢٠ ، وليس فيها سوى قوله : علي بن عمر الأعرج أبو الحسن الكوفي ، كان صحب زكريّا المؤمن ، وكان واقفيّا ضعيفا في الحديث. ولا يخفى أنّ الوصف راجع إلى علي ، وهو مقتضى عدّ العلاّمة له في القسم الثاني ، وسينبه عليه المصنّف.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٠.

(٣) الوجيزة : ٢٦٣ / ١٢٦٨.

(٤) هداية المحدّثين : ٦٧.

(٥) الخلاصة : ٧٦ / ٦.

(٦) رجال النجاشي : ١٧٣ / ٤٥٥.

(٧) رجال الشيخ : ٢٠٠ / ٨٢.

(٨) الخلاصة : ٧٦ / ٧.

(٩) رجال النجاشي : ١٧٣ / ٤٥٦.

(١٠) رجال الشيخ : ٢٠٠ / ٨٠ ، الفهرست : ٧٥ / ٣١٤.

٢٧٠

أقول : فيمشكا : ابن يحيى الواسطي ، عنه إبراهيم بن محمّد بن إسماعيل(١) .

١١٩٢ ـ زميلة :

ي (٢) . ومضى بالراء(٣) .

١١٩٣ ـ زهير بن القين :

سين (٤) .

١١٩٤ ـ زهير بن محمّد الخراساني :

أبو المنذر ، سكن البصرة ، أسند عنه ،ق (٥) .

وفيست : له كتاب الأشربة ، رواه ابن عيّاش القطّان عنه(٦) .

١١٩٥ ـ زهير المدائني :

روى عنه وعن أبي عبد اللهعليهما‌السلام ، روى عنه حمّاد بن عثمان ، قر(٧) .

١١٩٦ ـ زياد بن أبي الجعد :

يأتي بعنوان ابن الجعد ،تعق (٨) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٩٩ ، وفيها : ابن يحيى الواسطي الثقة.

(٢) رجال الشيخ : ٤٢ / ١١.

(٣) نقلا عن رجال الكشّي : ١٠٢ / ١٦٢ ـ ١٦٣ ، والتحرير الطاووسي : ٢٠١ / ١٥٦ ، والخلاصة : ٧١ / ٢.

(٤) رجال الشيخ : ٧٣ / ٤.

(٥) رجال الشيخ : ٢٠١ / ٨٨ ، وفيه : سكن مكّة.

(٦) الفهرست : ٧٥ / ٣١٥ ، وفيه : له كتاب الفضائل والأشربة.

(٧) رجال الشيخ : ١٢٣ / ١٢.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٤٢.

٢٧١

١١٩٧ ـ زياد بن أبي الحلال :

ق(١) . وزادصه : بالحاء المهملة ، كوفي ، مولى ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (٢) .

وزادجش : له كتاب ، يرويه عدّة من أصحابنا ، محمّد بن الوليد ، عنه به(٣) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن القاسم بن إسماعيل أبي القاسم ، عنه(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي الحلال الثقة ، عنه محمّد بن الوليد ، والقاسم بن إسماعيل ، وعلي بن الحكم الثقة ، وابن أبي عمير(٥) .

١١٩٨ ـ زياد بن أبي رجاء :

ق(٦) . وزادصه : بالجيم بعد الراء ، واسم أبي رجاء منذر ، كوفي ، ثقة ، صحيح(٧) .

وفيقر : روى عنه أبان(٨) .

وفيكش : قال محمّد بن مسعود : سألت ابن فضّال عن زياد بن أبي رجاء فقال : ثقة(٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٩٨ / ٤١ ، وفيه زيادة : الكوفي.

(٢) الخلاصة : ٧٤ / ٧.

(٣) رجال النجاشي : ١٧١ / ٤٥١.

(٤) الفهرست : ٧٣ / ٣٠٤.

(٥) هداية المحدّثين : ٦٧.

(٦) رجال الشيخ : ١٩٨ / ٤٧ ، وفيه زيادة : الكوفي.

(٧) الخلاصة : ٧٤ / ٣.

(٨) لم يرد في نسختنا المطبوعة من رجال الشيخ وورد في مجمع الرجال : ٣ / ٦٦ عنه.

(٩) رجال الكشّي : ٣٤٧ / ٦٤٧.

٢٧٢

وفيتعق : في ابن رجاء وابن عيسى ما له ربط(١) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي رجاء ، عنه أبان(٢) .

١١٩٩ ـ زياد بن أبي غياث :

واسم أبي غياث مسلم ، مولى آل دغش بن محارب بن خصفة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ذكره ابن عقدة وابن نوح ، ثقة سليم ،صه (٣) ،جش (٤) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى ، عن ابن عقدة ، عن حميد بن زياد ، عن أحمد بن الحسين القزاز البصري ، عن صالح بن خالد المحاملي ، عن ثابت بن شريح ، عنه(٥) .

وفيتعق : في التهذيب : أبي عتاب(٦) ، ويأتي عنق : زياد بن مسلم أبو عتاب(٧) ، والاتّحاد غير خفي(٨) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي غياث الثقة ، عنه أبو إسماعيل ثابت بن شريح الصائغ الأنباري(٩) .

١٢٠٠ ـ زياد أخو بسطام بن سابور :

ثقة ،صه (١٠) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٤٢ ، وفيها احتمال أنّ الثلاثة متحدون.

(٢) هداية المحدّثين : ٦٧.

(٣) الخلاصة : ٧٤ / ٨ ، وفيها وفي النجاشي : من محارب.

(٤) رجال النجاشي : ١٧١ / ٤٥٢.

(٥) الفهرست : ٧٣ / ٣٠٥ ، وفيه زيادة : عن الصادقعليه‌السلام .

(٦) التهذيب ٢ : ٢٤٧ / ٩٨٤.

(٧) رجال الشيخ : ١٩٨ / ٣٣.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٤٢.

(٩) هداية المحدّثين : ٦٧.

(١٠) الخلاصة : ٧٤ / ٦.

٢٧٣

ومرّ في أخيه زكريّا ما يدلّ على توثيق أخ له على تقدير الثبوت(١) ، لكن كونه زيادا غير معلوم.

ويأتي عنق : ابن سابور(٢) .

وفيتعق : مرّ توثيقه عنجش في أخيه بسطام(٣) (٤) .

قلت : ومرّ فيه أيضا(٥) أنّ إخوته رووا عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام .

١٢٠١ ـ زياد بن الجعد :

ي (٦) ، من خواصّهعليه‌السلام فيصه (٧) وقي(٨) ود(٩) .

والظاهر أنّه ابن أبي الجعد(١٠) كما في أخيه سالم.

وفيقب : ابن أبي الجعد ( رافع الكوفي ، مقبول ، من الرابعة(١١) .

وفيهب : ابن أبي الجعد أخو سالم(١٢) .

وفي جامع الأصول : ابن أبي الجعد ، واسم أبي الجعد‌

__________________

(١) نقلا عن رجال الكشّي : ٣٣٥ / ٦١٤.

(٢) رجال الشيخ : ١٩٨ / ٣٨.

(٣) رجال النجاشي : ١١٠ / ٢٨٠.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٤٢.

(٥) أي عن رجال النجاشي.

(٦) رجال الشيخ : ٤٢ / ٤ ، وفيه : ابن الجعدة. وفي نسخة « ش » : زياد الجعد.

(٧) الخلاصة : ١٩٣.

(٨) رجال البرقي : ٥.

(٩) رجال ابن داود : ٩٩ / ٦٥٠.

(١٠) في نسخة « ش » فيه وفيما يليه : الجعدي.

(١١) تقريب التهذيب ١ : ٢٦٦ / ٩٤.

(١٢) الكاشف ١ : ٢٥٧ / ١٦٩٢.

٢٧٤

رافع(١) . )(٢) .

وفيتعق : في رافع بن(٣) سلمة ما ينبغي أن يلاحظ(٤) (٥) .

١٢٠٢ ـ زياد بن خيثمة الجعفي :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (٦) .

١٢٠٣ ـ زياد بن رجاء :

يأتي(٧) في ابن عيسى.

وفيتعق : ويحصل احتمال اتّحاده مع ابن أبي رجاء ، وسيشير إليه المصنّف في الكنى(٨) (٩) .

١٢٠٤ ـ زياد بن سابور الواسطي :

أبو الحسن ،ق (١٠) .

ومرّ أنّه أخو بسطام(١١) .

١٢٠٥ ـ زياد بن سعد الخراساني :

أسند عنه ،ق (١٢) .

__________________

(١) جامع الأصول : ١٤ / ١٢٥.

(٢) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(٣) في نسخة « ش » زيادة : أبي.

(٤) فيه أنّه ابن سلمة بن أبي الجعد الأشجعي الكوفي. رجال الشيخ : ١٩٤ / ٤٧.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٤٢.

(٦) رجال الشيخ : ١٩٨ / ٣٦.

(٧) في نسخة « ش » : ويأتي.

(٨) منهج المقال : ٣٩١ في أبي عبيدة الحذاء.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٤٢.

(١٠) رجال الشيخ : ١٩٨ / ٣٨.

(١١) مرّ عن النجاشي : ١١٠ / ٢٨٠.

(١٢) رجال الشيخ : ١٩٨ / ٣٧.

٢٧٥

١٢٠٦ ـ زياد بن سوقة :

ثقة ،صه (١) .

وفي ين(٢) وقر(٣) وق(٤) : ابن سوقة الجريري البجلي.

وفيتعق : وثّقهجش أيضا في أخيه حفص(٥) (٦) .

أقول : فيمشكا : ابن سوقة ، عنه علي بن رئاب(٧) ، وهشام بن سالم ، وابن أبي عمير(٨) .

١٢٠٧ ـ زياد بن عبيد :

عاملهعليه‌السلام على البصرة ، ي(٩) .

وفيصه بدل الضمير : أمير المؤمنينعليه‌السلام (١٠) .

أقول : لم يعرف العلاّمةرحمه‌الله هذا الفاسق وذكره في القسم الأوّل ، وهو أشهر من أن ينكر ، وكذا امّه ، نعم أبوه غير معروف.

١٢٠٨ ـ زياد بن عيسى :

أبو عبيدة الحذّاء ، كوفي ، مولى(١١) ، ثقة ، روى عن أبي جعفر وأبي‌

__________________

(١) الخلاصة : ٧٤ / ٥.

(٢) رجال الشيخ : ٨٩ / ٣ ، وفيه : ابن سوقة الجريري مولاهم كوفي وأخواه محمّد وحفص.

(٣) رجال الشيخ : ١٢٢ / ٣ ، وفيه : ابن سوقة البجلي الكوفي مولى تابعي يكنّى أبا الحسن مولى جرير بن عبد الله.

(٤) رجال الشيخ : ١٩٧ / ٣٠ ، وفيه : ابن سوقة البجلي مولى جرير بن عبد الله أبو الحسن الكوفي.

(٥) رجال النجاشي : ١٣٥ / ٣٤٨.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٤٢.

(٧) في نسخة « ش » : ابن زياد.

(٨) هداية المحدّثين : ٦٧.

(٩) رجال الشيخ : ٤٢ / ١٦.

(١٠) الخلاصة : ٧٤ / ٢ ، وفيها : عامل عليعليه‌السلام .

(١١) مولى ، لم ترد في المصدر.

٢٧٦

عبد اللهعليهما‌السلام ، وأخته حمادة بنت رجاء ـ وقيل : بنت الحسن ـ روت عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قاله ابن نوح عن ابن سعيد.

وقال الحسن بن علي بن فضّال : ومن أصحاب أبي جعفرعليه‌السلام أبو عبيدة الحذّاء واسمه زياد ، مات في حياة أبي عبد اللهعليه‌السلام (١) .

وقال سعد بن عبد الله الأشعري : ومن أصحاب أبي جعفرعليه‌السلام أبو عبيدة ، وهو زياد بن أبي رجاء ، كوفي ثقة صحيح ، واسم أبي رجاء منذر ، وقيل : زياد بن أحزم ، ولم يصح.

وقال العقيقي العلوي : أبو عبيدة زياد الحذّاء ، وكان حسن المنزلة عند آل محمّد صلوات الله عليهم ، وكان زامل أبا جعفرعليه‌السلام إلى مكّة.

له كتاب يرويه علي بن رئاب ،جش (٢) .

صه إلى قوله : وأبي عبد اللهعليه‌السلام ؛ ثمّ قال : وقال الحسن بن علي بن فضّال : إنّه مات في حياة أبي عبد اللهعليه‌السلام .

وقالكش : حدّثني أحمد بن محمّد بن يعقوب قال : أخبرني عبد الله ابن حمدويه قال : حدّثني محمّد بن عيسى ، عن بشير ، عن(٣) الأرقط ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : لمّا دفن أبو عبيدة الحذاء قال : انطلق بنا حتّى نصلّي على أبي عبيدة ، فانطلقنا فلمّا انتهينا إلى قبره لم يزد على أن دعا له فقال : اللهمّ برد على أبي عبيدة ، اللهمّ نوّر له قبره ، اللهمّ الحقه بنبيّه. ولم‌

__________________

(١) في حواشي الأوسط من السرائر : أنّه جاءت امرأة أبي عبيدة إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام بعد موته فقالت : أنا أبكي أنّه مات وهو غريب ، قالعليه‌السلام : إنّه ليس بغريب ، إنّ أبا عبيدة منا أهل البيت. ( منه قدّس سره ).

(٢) رجال النجاشي : ١٧٠ / ٤٤٩ ، وفيه : زياد بن أخزم.

(٣) عن ، لم ترد في نسخة « ش ».

٢٧٧

يصلّ عليه. فقلت: هل على الميت صلاة بعد الدفن؟ قال : لا ، إنّما هو الدعاء.

وقال السيّد علي بن أحمد العلوي العقيقي. إلى آخر ما نقلهجش (١) .

وفيق : ابن عيسى أبو عبيدة الحذّاء(٢) .

وزادقر : وقيل : زياد بن رجاء ، ثمّ قال : مات في حياة أبي عبد اللهعليه‌السلام (٣) .

وفيكش ما ذكره(٤) .

وفيتعق : في الكافي : إنّ حمادة بنت الحسن(٥) ، ولعلّه يرجّح كون أبيه أبو رجاء. ومرّ في ابن رجاء وابن أبي رجاء ذكره. وفي النساء(٦) والكنى(٧) ماله ربط(٨) .

أقول : فيمشكا : ابن عيسى الحذاء الثقة ، عنه علي بن رئاب ، والفضل أو الفضيل بن عثمان الثقة على الاختلاف فيه ، وعبد الله بن مسكان ، والعلاء بن رزين ، وأبو جعفر الأحول ، وهشام بن الحكم ، وأبو أيّوب الخزّاز إبراهيم(٩) بن عثمان ، وجميل بن صالح.

__________________

(١) الخلاصة : ٧٤ / ٤.

(٢) رجال الشيخ : ١٩٨ / ٣٤ ، وفيه زيادة : الكوفي.

(٣) رجال الشيخ : ١٢٢ / ٥.

(٤) رجال الكشّي : ٣٦٨ / ٦٨٧.

(٥) الكافي ٥ : ٣٨١ / ٩.

(٦) في ترجمة حمّادة بنت رجاء.

(٧) في أبي عبيدة الحذاء.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٤٢.

(٩) في نسخة « ش » : وإبراهيم.

٢٧٨

وهو عن الباقر والصادقعليهما‌السلام (١) .

١٢٠٩ ـ زياد بن كعب بن مرحب :

من رجال أمير المؤمنينعليه‌السلام . قال الشيخ الطوسيرحمه‌الله : ينظر في أمره وما كان منه في أمر الحسينعليه‌السلام ، وهو رسوله إلى الأشعث بن قيس إلى آذربيجان ،صه (٢) .

ي إلاّ قوله : من رجال أمير المؤمنينعليه‌السلام قال الشيخ الطوسي(٣) .

١٢١٠ ـ زياد بن مروان القندي :

يكنّى أبا الفضل ، وقيل : أبو عبد الله ، الأنباري ، مولى بني هاشم ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ووقف في الرضاعليه‌السلام ،صه (٤) .

ومثله(٥) جش ؛ وزاد : له كتاب يرويه عنه جماعة ، محمّد بن إسماعيل الزعفراني عنه به(٦) .

ثمّ زادصه : قالكش عن حمدويه قال : حدّثنا الحسن بن موسى قال : زياد هو أحد أركان الوقف.

وبالجملة : هو عندي مردود الرواية ، انتهى.

وفيظم : واقفي(٧) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٦٧.

(٢) الخلاصة : ٧٤ / ١.

(٣) رجال الشيخ : ٤٢ / ١٥.

(٤) الخلاصة : ٢٢٣ / ٣.

(٥) ومثله ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) رجال النجاشي : ١٧١ / ٤٥٠.

(٧) رجال الشيخ : ٣٥٠ / ٣.

٢٧٩

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به الحسين بن عبيد الله ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عنه(١) .

وفيكش ما يدلّ على وقفه ، وأنّه كان عنده سبعون ألف دينار فأنكرها وأظهر القول بالوقف(٢) .

وعدّه في الإرشاد من خاصّة أبي الحسنعليه‌السلام وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته ، وروى عنه نصّا على ابنه الرضاعليه‌السلام (٣) .

وفيتعق : روى النص في الكافي لكن قال : وكان من الواقفة(٤) ، وكذا روى عنه في العيون ثمّ قال : قال مصنّف هذا الكتاب : إنّ زياد بن مروان روى هذا الحديث ثمّ أنكره بعد مضي موسىعليه‌السلام وقال بالوقف ، وحبس ما كان عنده من مال موسىعليه‌السلام (٥) ، انتهى.

لكن فيه مضافا إلى ما في الإرشاد أنّ ابن أبي عمير يروي عنه(٦) ، وفيه إشعار بكونه موثّقا ، وكذا في رواية الزعفراني وغيره من الأجلاّء ، وهو كثير الرواية.

وفي الوجيزة : موثّق(٧) . وزاد في البلغة : في المشهور وفيه نظر(٨) (٩) .

__________________

(١) الفهرست : ٧٢ / ٣٠٢.

(٢) رجال الكشّي : ٤٦٦ / ٨٨٦ ، ٨٨٨.

(٣) الإرشاد ٢ : ٢٤٨ / ٢٥٠.

(٤) الكافي ١ : ٢٤٩ / ٦.

(٥) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٣١ / ٢٥.

(٦) الكافي ٥ : ٤٣٨ / ٦.

(٧) الوجيزة : ٢١٥ / ٧٨٣.

(٨) بلغة المحدّثين : ٣٦٣ / ٥.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٤٢.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440
٤٤١

سورة

التّكوير

مكيّة

وعدد آياتها تسع وعشرون آية

٤٤٢

«سورة التكوير»

محتوى السورة :

كثير من القرائن المختلفة في السورة تدل على أنّها مكّية : نسبة الجنون إلى النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قبل أعداء الإسلام ، وهذا ما كان يحدث كثيرا في مكّة ، خصوصا في بداية الدعوة المحمّدية ، لتصور الأعداء أنّهم بافتراءتهم تلك سيصرفون أنظار الناس عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودعوته الإلهية.

وعلى أيّة حال ، فالسورة تدور حول محورين أساسيين :

المحور الأوّل : هو ما شرعت به السورة من تبيان علائم يوم القيامة ، وما يواجه العالم من تغييرات قبيل يوم القيامة.

المحور الثّاني : الحديث عن عظمة القرآن ومن جاء به ، وأثره على النفس الإنسانية ، بالإضافة إلى تكرار اليمين والقسم في آيات عدّة لإيقاظ الإنسان من غفلته.

فضيلة السورة :

وردت أحاديث كثيرة تبيّن أهمية السورة وفضل تلاوتها ، ومنها : ما روي عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : «من قرأ سورة :( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) أعاذه الله تعالى أن يفضحه حين تنشر صحيفته»(١) .

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٤٤١.

٤٤٣

وفي حديث آخر ، أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «من أحبّ أن ينظر إليّ يوم القيامة فليقرأ :( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) »(١) .

وروي الحديث بشكل آخر : «من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة (كأنّه رأي عين) فليقرأ :( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) و( إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ ) و( إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ ) ». (لأنّ هذه السور تعرض علائم يوم القيامة وأحداثه بشكل وكأنّ التالي لها يشاهد يوم القيامة بعينه).(٢)

وفي حديث آخر ، سئل النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن ظهور آثار كبر السن عليه ، فقال : «شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعمّ يتساءلون وإذا الشمس كورت».(٣)

وعن الإمام الصّادقعليه‌السلام أنّه قال : «من قرأ عبس وتولّى وإذا الشمس كوّرت كان كان تحت جناح الله من الخيانة وفي ظلّ الله وكرامته ، وفي جنانه ، ولا يعظم ذلك على ربّه إن شاء الله».

وتلاوة القرآن المقصودة في الأحاديث أعلاه ، ينبغي أن يكون بشروطها من : التأمل ، الإيمان ، والعمل.

* * *

__________________

(١) المصدر السابق.

(٢) تفسير القرطبي ، ج ١٠ ، ص ٧٠١٧ ، ويحتمل أن يكون معنى هذا الحديث شامل للحديث السابق.

(٣) تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٥١٣.

٤٤٤

الآيات

( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (٢) وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ (٤) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (٥) وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (٦) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (٧) وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩) )

التّفسير

يوم تطوى الكائنات فيه!

نواجه في بداية السورة ، إشارات قصيرة ، مثيرة ومرعبة لما سيجري لنهاية العالم المذهلة ـ بداية يوم القيامة ـ فتنقل الإنسان في فكره وأحاسيسه إلى مفاجئات ذلك اليوم الرهيب ، قد تحدثت تلك الإشارات عن ثمانية علائم من ويوم القيامة.

وأول مشهد عرضته عدسة العرض القرآني ، هو :( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) .

«كورت» : من (التكوير) ، بمعنى الطي والجمع واللّف (مثل لف العمامة على الرأس) ، وأخذ هذا المعنى من كتب اللغة والتفسير والمختلفة.

واستعملت كذلك بمعنى : (الرومي) أو (إطفاء شيء) والمعنيان ـ كما يبدو ـ

٤٤٥

مستمدان من المعنى الأصلي.

وعلى أيّة حال ، فالمقصود هو : خود نور الشمس وذهابه ، وتغيّر نظام تكوينها.

وكما بات معلوما فالشمس في وضعها الحالي ، عبارة عن كرة مشتعلة ، على هيئة غازية ملتهبة ، وتتفجر الغازات على سطحها بصورة شعلات هائلة محرقة ، قد يصل ارتفاعها إلى مئات الآلاف من الكيلو مترات!

ولو قدّر وضع الكرة الأرضية وسط شعلة منها ، فإنّها تستحيل فورا إلى رماد وكتلة من الغازات!!

ولكن عند حلول وقت نهاية العالم ، والاقتراب من يوم القيامة ، سيخمد ذلك اللهب المروع ، وستجمع تلك الشعلات ، فيطفأ نور الشمس ، ويصغر جمها وهو ما أشير إليه بالتكوير.

وجاء في (لسان العرب) : (كورت الشمس : جمع ضوءها ولف كما تلف العمامة).

وقد أيّد العلم الحديث هذه الحقيقة ، من خلال اعتقاده وبعد دراسات علمية كثيرة ، بأنّ الشمس تسير تدريجيا نحو الظلام والانطفاء.

ويأتي المشهد الثّاني :( وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ) .

«انكدرت» : من (الانكدار) ، بمعنى السقوط والتناثر ، واشتق من (الكدورة) ، وهي السواد والظلام.

ويمكن جمع المعنيين في الآية ، لأنّ النجوم في يوم القيامة ستفقد إشعاعها وتتناثر وتسقط في هاوية الفناء ، كما تشير إلى ذلك الآية (٢) من سورة الإنفطار :

( وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ ) ، والآية (٨) من سورة المرسلات :( فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ) .

والمشهد الثّالث :( وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ ) .

٤٤٦

وقد ذكرنا مراحل فناء الجبال ، ابتداء من السير والحركة وانتهاء بتحولها إلى غبار متناثر (فراجع تفسير الآية (٢٠) من سورة النبأ).

وثمّ يأتي در والمشهد الرّابع :( وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ ) .

«العشار» : جمع (عشراء) ، وهي الناقة التي مرّ على حملها عشرة أشهر ، فأضحت على أبواب الولادة ، بعد ما امتلأت أثداؤها باللبن.

وهي من أحبّ وأثمن النوق لدى العرب زمن نزول الآية المباركة.

«عطلت) : تركت لا راعي لها.

فهول ووحشة القيامة ، سينسى الإنسان أحبّ وأثمن ما يمتلكه.

وقال العلّامة الطبرسي في مجمع البيان : وقيل : العشار ، السحاب تعطل فلا تمطر. أي : إنّ الغيوم ستظهر في ذلك اليوم ، ولكن لا تمطر (ويمكن أن يكون الغيوم ناشئة من الغازات والمختلفة ، أو تكون غيوما ذرية ، أو طبقات من الغبار الناتج من تدمير الجبال وكلّ ذلك لا تمطر).

ويضيف الطبرسي قائلا : قال الأزهري : لا أعرف هذا في اللغة.

وثمّة علاقة بين ما ذهب إلى الشيخ الطريحي في (مجمع البحرين) بقوله : العشار : بمعنى الناقة الحامل ثمّ اطلق على كلّ حامل ، وبين إطلاقها في الآية. فلا غيوم غالبا ما تكون محملة بالأمطار ، ولكن الغيوم التي ستظهر في السماء على أعتاب ذلك اليوم سوف لا تكون حاملة بالمطر ـ فتأمل.

وقيل : «العشار» : هي البيوت أو الأراضي الزراعية التي ستتعطل بذلك اليوم ، وستخلو من الناس والزراعة.

وأشهر ما فسّرت به الآية هو التفسير الأوّل.

وينتقل المشهد الخامس إلى الوحوش :( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ) .

فالحيوانات الوحشية التي تراها في الحالات العادية تبتعد الواحدة عن الأخرى خوفا من الافتراس والبطش ، ستراها وقد جمعت في محفل واحد ، وكلّ

٤٤٧

منها لا يلتفت إلى ما حوله لما سيطاب به من رهبة وأهوال ذلك اليوم الخطير ، وكأنّها تقصد من اجتماعها هذا التخفيف عن شدّة خوفها وفزعها!!

ونقول : إذا اضمحلت كلّ خصائص الوحشية للحيوانات غير الأليفة نتيجة لأهوال يوم القيامة ، فما سيكون مصير الإنسان حينئذ؟!

ويعتقد كثير من المفسّرين بأنّ الآية تشير إلى حشر الحيوانات الوحشية في عرصة يوم القيامة لمحاسبتها على قدر ما تحمل من إدراك ، ويستدلون بالآية (٣٨) من سورة الأنعام على ذلك ، والتي تقول :( وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) (١) .

وما يمكننا قوله : إنّ الآية تتحدث عن علائم نهاية الدنيا المهولة ، وبداية عالم الآخرة ، وعليه فالتّفسير الأوّل أنسب.

وتصوّر البحار في المشهد السادس :( وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ ) .

«سجّرت» : من (التسجير) ، بمعنى إضرام النّار.

وإذا خالج القدماء التعجب والاستغراب لهذا الوصف القرآني ، فقد بات اليوم من البديهيات الكسبية ، لما يتركب منه الماء من عنصري الأوكسجين والهيدروجين ، القابلات للاشتعال بسرعة ، ولا يستبعد أن يوضع الماء ـ في إرهاصات يوم القيامة ـ تحت ضغط شديد ممّا يؤدي إلى تجزئة وتفكيك عناصره ، وعند ما سيتحول إلى كتلة ملتهبة من النّار.

وقيل : «سجّرت» : بمعنى (امتلأت) ، كما يقال للنور الممتلئ بالنّار (مسجّر) ، وعلى ضوء هذا المعنى ، يمكننا أن نتصور امتلاء البحار ممّا سيتسبب من الزلازل الحادثة وتدمير الجبال في إرهاصات يوم القيامة ، أو ستمتلئ بما

__________________

(١) بحثنا موضوع حشر وحساب الحيوانات في هذا التفسير ذيل الآية (٣٨) من سورة الأنعام ، فراجع.

٤٤٨

يتساقط من أحجار وصخور سماوية ، فيفيض ماؤها على اليابسة ليغرق كلّ شيء.

ويأتي درو المشهد السابع :( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) .

فتبدأ المآلفة بخلاف حال الدنيا فالصالحون مع الصالحين ، والمسيؤون مع المسيئين ، وأصحاب اليمين مع أصحاب اليمين ، وأصحاب الشمال مع أصحاب الشمال ، فإذا ما جاور المؤمن مشركا ، أو تزوج الصالح من غير الصالحة في الحياة الدنيا ، فتصنيف يوم لقيامة غير ذلك ، فهو يوم الفصل الحق.

وثمّة احتمالات اخرى ، منها :

ردّ الأرواح إلى أجسادها

زواج الصالحين بالحور العين

قرن الضالين بالشياطين

لحوق الإنسان بحميمه ، بعد أن فرّق الموت بينهما

قرن الإنسان بأعماله.

والتّفسير الأوّل أقرب ، بدلالة الآيات (٧ ـ ١١) من سورة الواقعة :( وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ، وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) .

فبعد أن تحدثت الآيات السابقة لهذه الآية عن ستة تحولات ، كمقدمات يوم القيامة ، تأتي الآية أعلاه لتخبر عن اولى خطوات يوم القيامة ، المتمثلة بالتحاق كلّ شخص بقرينه.

ونصل إلى المشهد الثّامن :( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) .

«الموءودة» : من (الوأد) على وزن (وعد) ، بمعنى دفن البنت حيّة بعد ولادتها.

وقيل : الوأد بمعنى الثقل ، وتوسع معناه (لما ذكر) ، لما فيه من دفن البنات في

٤٤٩

القبر وإلقاء التراب عليهن.

وأطلق الأئمّة الأطهارعليهم‌السلام مفهوم الوأد ، ليشمل كلّ قطع رحم وقطع مودّة حينما سئل الإمام الباقرعليه‌السلام عن معنى الآية ، قال : «من قتل في مودّتنا».(١)

وفي رواية اخرى : إنّ الدليل على ذلك هو آية القربى :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٢) .

ولا شك أنّ التفسير الأوّل ينسجم مع ظاهر الآية ، ولكن المفهوم والملاك قابلان للتوسع والشمول.

* * *

ملاحظات

١ ـ وأد البنات

تعتبر عادة (الوأد) ـ والتي أشار إليها القرآن الكريم مرارا ـ من أقبح جرائم وعادات عصر جاهلية ما قبل الإسلام.

وإذا كان البعض قد حصرها في قبيلة (كندة) أو بعض القبائل الصغيرة المتناثرة هنا وهناك دون بقية القبائل العربية الاخرى ، فالمسلم به إنّها كانت من الشيوع بحيث تناول القرآن الكريم ذكرها لأكثر من مرّة وبتأكيد شديد.

ولكن ، حتى مع افتراضنا لندرة هذا العمل القبيح ، فإنّه من القباحة والشناعة ما يدعونا لبحثه ودراسته

يقول المفسّرون : كانت المرأة في الجاهلية إذا ما حان وقت ولادتها ، حفرت حفرة وقعدت على رأسها ، فإن ولدت بنتا رمت بها في الحفرة ، وإن ولدت غلاما حبسته ، وقال شاعرهم مفتخرا :

__________________

(١) تفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ٤٣٢ ، ح ١١.

(٢) المصدر السابق ، ح ٧.

٤٥٠

سميتها إذا ولدت (تموت)

والقبر صهر ضامن ذميت(١)

وثمّة أسباب كثيرة وراء هذه الجريمة البشعة ، منها :

احتقار المجتمع الجاهلي للمرأة

وجود الفقر الشديد في تلك الحقبة الزمنية ، والمرأة كانت مستهلكة غير منتجة ، إضافة لعدم اشتراكها في الغارات التي تقوم بها القبيلة لتوفير لقمة العيش.

الخوف من وقع النساء أسرى في شباك الأعداء ، نتيجة للمعارك التي كانت دائرة على الدوام بين القبائل ، لأنّ في هكذا أسر جرح للشرف وإذلال شديد.

وتجمعت هذه الأسباب (بالإضافة لأسباب اخرى) فأدت إلى ظهور عادة (الوأد) الوحشية بين أفراد القبائل في ذلك العصر القابع تحت ظلام الجهل المقيت.

وممّا يؤسف له ، إنّ جاهلية القرون الأخيرة قد كررت تلك الممارسات البشعة وبصور اخرى ، حتى وصل ببعض الدول تدّعي التمدن والتحضر لأنّ تقنن وتقرّ (حرية) إسقاط الجنين! نعم ، فالحال واحدة فإذا كان أهل الجاهلية الاولى يقتلون البنت ، فمتمدني هذا العصر يقتلون الأطفال وهم في بطون أمهاتهم (بنتا أو ابنا)!!

وللحصول على تفاصيل هذا الموضوع ، راجع ذيل الآية (٥٩) من سورة النحل.

٢ ـ أهمية المرأة في الإسلام

بإمكان أن نستشف مدى اهتمام الإسلام بالمرأة وبالدم الإنساني (خصوصا دم الأبرياء) ، من خلال اهتمام الباري جلّ شأنه بمسألة وأد البنات ، ويكفي

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٤٤٤.

٤٥١

القرآن الكريم دلالة على أن قدّم ذكر بحث مسألة الوأد في محكمة العدل الإلهي يوم القيامة على مسألة نشر صحف الأعمال وبقية المسائل الأخرى ، لما فيها من قباحة وشناعة في حق المرأة كإنسانة لها حقّ الحياة كما للرجل من حقّ.

٣ ـ من الإنسان الموءودة أم الوائد؟

لو أمعنا النظر في أسلوب كلام الآية ، لرأينا أنّ السؤال سيوجه يوم القيامة إلى الموءودة دون الرائد على الذنب الذي قتلت من أجله ، وكأنّ القاتل لا قيمة له حتى يسأل عن قباحة جريمته ، بالإضافة إلى الاكتفاء بشهادة الموءودة لإثبات جريمة الوائد عليه فالموءودة تعامل يوم القيامة باعتبارها إنسان محترم له حقوقه ، والرائد مهمل مهان.

* * *

٤٥٢

الآيات

( وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (١٠) وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ (١١) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (١٢) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (١٣) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ (١٤) )

التّفسير

يوم يرى الإنسان ما قدّم!!

فبعد مرحلة الفناء العام ، تأتي مرحلة الظهور الجديد للعالم ، لتقام محكمة العدل الالهي. ومن خطوط هذه المرحلة :( وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ) .

«الصحف» : جمع (صحيفة) بمعنى المبسوط من الشيء ، كصحيفة الوجه ، والصحيفة التي يكتب عليها.

فستنشر الصحف التي دوّنت فيها أعمال الناس من قبل الملائكة وكلّ سيعرف جزاءه بعد الاطلاع على صحيفة أعماله ، كما تشير إلى ذلك الآية (١٤) من سورة الإسراء :( اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ) .

وسيكون نشر الصحف أمام الملأ العام لتقرّ عيون المحسنين سرورا ، ويقاسي المسيؤون العذاب النفسي.

ثمّ يضيف :( وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ ) .

٤٥٣

«كشطت» : من (الكشط) على وزن (كشف) ، بمعنى قلع جلد الناقة ، كما قال الراغب في مفرداته ، وأمّا في (لسان العرب) فتعني : كشف الغطاء عن الشيء ، و «تكشط السحاب» أي ، تقطع وتفرّق.

وما يراد من «كشطت» في الآية ، هو : رفع الحجب الفاصلة بين العالمين الدنيوي والعلوي ، التي تمنع رؤية الناس للملائكة أو الجنّة والنّار ، فيرى الإنسان حينها عالم الوجود شاخص أمام ناظريه شخوصا حقيقيا ، وكما تصور الآيات التالية ذلك ، حيث أنّ الجنّة ستقترب من الإنسان ليرى نعيمها ، وتزداد النّار سعيرا لاهبة.

نعم ، أو ليس يوم القيامة (يوم البروز) فلا الحقائق ستخفى ، ولا يكون للحجب أثرا.

فالآية وما سبقها وسيلحقا إذن (حسب التفسير أعلاه) قد تحدثت عن المرحلة الثّانية للقيامة ـ مرحلة ما بعد البعث ـ فما ذكره كثير من المفسرين ، من كون الآية تشير إلى انهيار وتحطم السماوات ، والمتعلق بحوادث المرحلة الاولى للقيامة (مرحلة الفناء العام) ، يبدو أنّه بعيد ، لأنّه لا ينسجم مع معنى «كشطت» من جهة اخرى.

ويتأكد ذلك بوضوح من خلال الآية :( وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ) .

فجهنّم موجودة في كل الأوقات ، ولكنّ حجب الدنيا هي المانعة من رؤيتها ، فالآية على سياق الآية (٤٩) من سورة التوبة :( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ ) ، وكما أنّ جهنّم موجودة فالجنّة كذلك بدلالة آيات قرآنية كثيرة(١) .

ويبّين البيان القرآني بذات السياق السابق :( وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ) .

وهذا المعنى هو تكرار لما جاء في الآية (٩٠) من سورة الشعراء :( وَأُزْلِفَتِ

__________________

(١) آل عمران ، الآية ١٣٣ ؛ والحديد ، الآية ٢١ إلخ.

٤٥٤

الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ) .

«أزلفت» : من (زلف) على وزن (حرف) و «زلفى» : على وزن (كبرى) ، بمعنى القرب ، فيمكن أن يكون المراد هو : القرب المكاني ، أو القرب الزماني ، أو القرب من حيث الأسباب والمقدمات ، ويمكن أيضا أن تحمل الكلمة جميع ما ذكر من معان.

فستكون الجنّة قريبة من المؤمنين من حيث : المكان ، زمان دخولها ، من حيث تسهيل أسبابها لهم.

وقد تجلت مكانة المؤمنين عند الله حينما صرحّت الآية باقتراب الجنّة من المؤمنين ، ولم تقل : اقترب المؤمنين من الجنّة.

وكما قلنا آنفا فالجنّة والنّار موجودتان في كلّ وقت ، ولكن مع حلول يوم القيامة تكون الجنّة والنّار أشدّ اشتعالا من أي وقت مضى.

وتأتي الآية الأخيرة (من الآيات المبحوثة) لتتم ما جاء قبلها من جمل ، حيث تمثل جزاء الشرط للجمل السابقة والتي وردت في (١٢) آية :( عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ ) .

فستحضر أعمال الإنسان كاملة ، ولا من محيص من العلم والاطلاع بها في عالم الشهود والمشاهدة.

وقد ذكر القرآن الكريم هذه الحقيقة مرات عديدة في آيات مباركات ، منها الآية (٤٩) من سورة الكهف :( وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً ) ، والآية الأخيرة من سورة الزلزال :( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) .

فالآية إذن تبيّن مسألة (تجسم الأعمال) في يوم القيامة ، فأعمالنا التي نتصورها قد انتهت وفنت في عالمنا الدنيوي ، هي ليست كذلك ، فكل عمل قمنا به سيتجسم بصورة ما ، ليحضر أمام أعيننا في عرصة المحشر الرهبية.

* * *

٤٥٥

بحثان

١ ـ تناسق الآيات

تمّت الإشارة إلى (١٢) حادثة من حوادث يوم القيامة ، فالحوادث الستة الأولى قد ارتبطت بمرحلة الفناء العام للعالم (المرحلة الأولى) ، والستة الثّانية قد اختصت بمرحلة عودة الحياة بعد الموت من جديد.

وكان الحديث في الستة الأولى عن : ذهاب ضوء الشمس ، تساقط وتناثر النجوم ، إزالة الجبال عن واقعها وتحولها إلى غبار منتشر ، إضرام البحار نارا ، نسيان المال والثروة ، اجتماع الحيوانات الوحشية في مكان واحد

فيما كان الحديث في لستة الثانية عن : حشر الناس فرادى ، سؤال الموءودة عن ذنبها الذي قتلت من أجله! ، ونشر الصحف ، ارتفاع الحجب عن صفحة السماء ، اشتعال أوار جهنّم واقترب الجنّة ، واطلاع الإنسان على كل أعماله مجسدة.

ورغم قصر جمل الآيات إلّا أنّها حملت الكثير من المعاني وبأسلوب مثير يعمل على تحريك ضمير الإنسان ويدفعه للتوغل في أعماق التأمل والفكر

وقد جسّمت الآيات نهاية العالم بتصوير رائع ، بحيث قربت إلى الأذهان كيفية حدوث القيامة ، كل ذلك في عبارات وجيزة وبألفاظ سهلة ، وكلّ هذا يعطي مدى قوّة بيان وبلاغة القرآن الكريم فما أجمل وأعذب القرآنية ، وما أغزرها بالمعاني والإشارات!!

٢ ـ هل ستنطفئ المنظومة الشمسية ، وهل ستخمد النجوم؟؟

قبل البدء بالإجابة لا بدّ من بيان بعض ما توصل إليه العلم الحديث بخصوص المنظومة الشمسية :

إنّ الشمس (التي تعتبر مركز المنظومة الشمسية) متوسطة الحجم نسبة إلى

٤٥٦

بقية النجوم السابحة في السماء ، ولكنّها نسبة إلى الأرض كبيرة جدّا ، حيث قدّر العلماء حجمها بما يعادل (٠٠٠ ، ٣٠٠ ، ١) مرة بقدر حجم الأرض ، ونظرا لبعدها عن الأرض ، (حيث قدرت بـ (٠٠٠ ، ٠٠٠ ، ١٥٠) كيلومتر) ، فترى لناظرينا بهذا الحجم المحدود

ويكفينا أن نتلمس عظمة حجم الشمس ، فيما لو فرضنا بإدخال الكرة الأرضية مع القمر في باطن الشمس وبذات الفاصلة الموجودة حاليا ما بين الأرض والقمر ، ففي هذه الحال. سوف لا يواجه القمر أية صعوبة بالدوران حول الأرض من دون أن يخرج من سطح الشمس!

أمّا درجة حرارة سطح الشمس فتبلغ (٠٠٠ ، ٦) درجة مئوية ، وتصل درجة حرارة أعماق الشمس إلى عدّة ملايين درجة مئوية!!

وإذا ما أردنا أن نزن الشمس بالأطنان ، فسيواجهنا العدد (٢) وبيمينه (٢٧) صفرا ، أي (ملياري مليار مليار طن)!

وتصل ألسنة نيران سطح الشمس في بعض الأوقات إلى ارتفاع (٠٠٠ ، ٦٠) كيلومتر ، وبإمكان تلك الألسنة أن تلف الأرض وما عليها وبكل يسر ، لأنّ قطر الكرة الأرضية لا يتجاوز ال (٠٠٠ ، ١٢) كيلومتر.

ومصدر حرارة ونور الشمس الخارجة منها ، على خلاف ما يتصوره البعض من كونهما ناشئين من احتراق شي ما ، وكما يقول مؤلف كتاب (ولادة وموت الشمس) ، أن لو كانت الشمس ، عبارة عن جرم من الفحم الحجري الخالص ، لما استمرت لهذا اليوم ، ولو قدّرنا بدأ احتراقها منذ عصر أول فراعنة مصر ، لكان في يومنا المعاش قد احتراق بأكمله ونفد ، وإذا ما قيل بأيّة مادة أخرى غير الفحم الحجري ، فلا تغيّر من النتيجة الحاصلة.

وحقيقة الأمر ، أنّ مفهوم الاحتراق لا ينطبق على الشمس ، بقدر ما ينطبق عليها مفهوم الطاقة الحاصلة من التجزئة الذريّة ، ولمّا كانت الطاقة عظيمة جدّا ،

٤٥٧

فذرات الشمس في حالة تجزئة وتبديل إلى طاقة وبشكل مستمر.

واستنادا إلى حسابات العلماء : فإنّ كلّ ثانية تمرّ من عمر الشمس ينتقص من وزنها ما يقارب «اربعة ملايين طنا»! أمّا حجمها فلم يمسسه أيّ شي من التغيير رغم مرور السنين المديدة على عمرها!

وينبغي التسليم أنّ خاتمة الشمس لا بدّ منها ، وعجلة الزمن الدائبة ستوصل إلى ذلك الحدث ، ولا بدّ من مجيء ذلك اليوم الذي سيشهد اضمحلال حجم هذا الجرم الكبير وإخماد نوره ، كما هو حال وشأن بقية النجوم(١) .

فالعلم الحديث إذن ، قد أثبت الحقائق العلمية التي طرحها قبل ألف وأربعمائة سنة إلّا دليل قاطع على ما نقول.

* * *

__________________

(١) اقتبس هذا الكلام من ثلاثة كتب : (ولادة وموت الشمس) ، (النجوم من دون تلسكوب) و (بناء الشمس).

٤٥٨

الآيات

( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (١٦) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (١٧) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (١٨) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١) وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (٢٢) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣) وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤) وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (٢٥) )

التّفسير

نزل به رسول كريم :

بعد أن تناولت الآيات السابقة مواضيع : المعاد ، مقدمات يوم القيامة ، وحوادث يوم القيامة تأتي الآيات أعلاه لتطرق عن : أحقّية القرآن وصدق نبوّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والآيات في حقيقتها تأكيد على ما جاء في الآيات السابقة لموضوع «المعاد» ، إضافة لذكرها صور بيانية منبهة على هذه الحقيقة.

وتشرع الآيات بـ :( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١) ، الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) .

«الخنّس» : جمع (خانس) ، من (خنس) وهو الانقباض والاختفاء ، ويقال

__________________

(١) تعرض المفسّرون في بحوث عديدة لكلمة «لا» ، هل هي : نافية ، زائدة ، للتأكيد وقد تناولنا ذلك مفصلا في أول سورة القيامة (في نفس هذا الجزء) ، فراجع.

٤٥٩

للشيطان : «الخنّاس» ، لأنّه إذا ذكر الله تعالى ، وكما ورد في الحديث الشريف : «الشيطان يوسوس إلى العبد فإذا ذكر الله خنس».(١)

«الجوار» : جمع (جارية) ، وهي الشيء الذي تتحرك بسرعة.

«الكنّس» : جمع (كانس) ، من (كنس) ، على وزن (شمس) ، وهو الاختفاء ، و «كناس» الطير والوحش : بيت يتخذه.

ولكن ما هي الأشياء المقصودة بهذا القسم؟

يعتقد كثير من المفسّرين ، إنّها الكواكب(٢) الخمسة السيارة التي في منظومتنا الشمسية ، والتي يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة (عطارد ، الزهرة ، المريخ ، المشتري وزحل).

ونقول توضيحا : لو تأملنا السماء عدّة ليال ، لرأينا أنّ نجوم السماء أو القبة السماوية تظهر وتغيب بشكل جماعي من دون أن تتغير الفواصل والمسافات فيما بينها ، وكأنّها لئالئ خيطت على قطعة قماش داكن الألوان ، وهذه القطعة تتحرك من المشرق إلى المغرب ، إلّا خمسة كواكب قد خرجت عن هذه القاعدة ، فنراها تتحرك وليس بينها وبين بقية النجوم فواصل ثابتة ، وكأنّها لئالئ قد وضعت على تلك القطعة وضعا ، من دون أن تخيّط بها!

وهذه الكواكب الخمس هي المقصود في هذا التفسير ، وما نلاحظه من حركتها إنّما تكون لقربها منّا لا نتمكن من تمييز حركات بقية النجوم لعظم المسافة فيما بيننا وبينها.

ومن جهة أخرى : ينبغي التنويه إلى أنّ علماء الفلك يطلقون على هذه الكواكب اسم (الكواكب المتحيرة) ، لأنّها لا تتحرك على خط مستقيم ثابت ،

__________________

(١) لسان العرب : مادة (خنس).

(٢) الفرق بين النجوم والكواكب ، إنّ الأولى شموس كشمسنا ، والثانية عبارة عن أجسام باردة كالأرض ، تنعكس عليها أشعة الشمس فتضيء ، ويمكن تمييزها على صفحة السماء بثبوت نورها ، في حين تكون النجوم متلألئة بالنور.

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470