منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-91-4
الصفحات: 470

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 470 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 257944 / تحميل: 5253
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩١-٤
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

النوفلي ، عن أبيه ، عنهما به ،جش (١) .

٨٥٠ ـ الحسين بن بشّار :

بالموحّدة ثمّ المعجمة المشدّدة ، مدائني ، مولى زياد ، من أصحاب الرضاعليه‌السلام .

قال الشيخ الطوسيرحمه‌الله : إنّه ثقة صحيح ، روى عن أبي الحسنعليه‌السلام .

وقالكش : إنّه رجع عن القول بالوقف وقال بالحق.

وأنا أعتمد على ما يرويه ،صه (٢) .

وقالشه : في طريق حديث رجوعه أبو سعيد الآدمي ، وهو ضعيف على ما ذكره السيّد جمال الدين(٣) ، لكنّه لم يذكر هنا في البابين(٤) ؛ وخلف ابن حمّاد ، وقد قالغض : إنّ أمره مختلط(٥) ، ولكن وثّقهجش (٦) (٧) ، انتهى.

وفيظم : ابن بشّار(٨) .

وزادضا : مدائني ، مولى زياد ، ثقة صحيح ، روى عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام (٩) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٩ / ٧٩ ، وفيه : الشريف أبو الحسين صالح بن الحسين.

(٢) الخلاصة : ٤٩ / ٦.

(٣) التحرير الطاووسي : ١٩٩ / ١٥٥.

(٤) بل ذكره في الباب الثاني كما سينبّه عليه المصنّف.

(٥) الخلاصة : ٦٦ / ٤ ، مجمع الرجال : ٢ / ٢٧١.

(٦) رجال النجاشي : ١٥٢ / ٣٩٩.

(٧) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٢٧.

(٨) رجال الشيخ : ٣٤٧ / ٧.

(٩) رجال الشيخ : ٣٧٣ / ٢٣ ، وفيه : ابن يسار ، وفي بعض النسخ : ابن بشّار.

٢١

وفيكش : حدّثني خلف بن حمّاد ، قال : حدّثني أبو سعيد الآدمي ، قال : حدّثني الحسين بن بشّار ، قال : لمّا مات موسى بن جعفرعليه‌السلام خرجت إلى عليّ بن موسىعليه‌السلام (١) ، غير مؤمن بموت موسىعليه‌السلام ، ولا مقرّ بإمامة عليّعليه‌السلام ، إلاّ أنّ في نفسي أن أسأله وأصدّقه. إلى أن قال : قال حسين : فجزمت على موت أبيه وإمامته.

ثمّ قالكش : فدلّ هذا الحديث على ترك الوقف وقوله بالحق(٢) .

ولا يخفى أنّ في الطريق أبا سعيد الآدمي ، وهو ممّن لا يقبل قوله ؛ وخلف بن حمّاد ، وقد قالغض : إنّ أمره مختلط ، ولكن وثّقهجش ؛ إلاّ أنّ الوقف لا نعلمه إلاّ بهذا الحديث ، فتدبّر.

أقول : سهت أقلام جملة من الأعلام في المقام لا بدّ من التنبيه عليها :

أوّلهم : الشهيد الثانيرحمه‌الله في مقامين :

الأوّل : حكمه بأنّ أبا سعيد الآدمي غير مذكور فيصه في البابين ، وإنّما ضعّفه طس ؛ مع أنّ أبا سعيد وهو سهل بن زياد مذكور فيصه (٣) وست (٤) وجش (٥) وكش(٦) وغيرها.

والثاني : قوله : إنّ خلف بن حمّاد قال فيهغض : أمره مختلط ؛ وذاك‌

__________________

(١)عليه‌السلام ، لم ترد في نسخة « م ».

(٢) رجال الكشّي : ٤٤٩ / ٨٤٧.

(٣) الخلاصة : ٢٢٨ / ٢.

(٤) الفهرست : ٨٠ / ٣٣٩.

(٥) رجال النجاشي : ١٨٥ / ٤٩٠.

(٦) رجال الكشّي : ٥٦٦ / ١٠٦٩.

٢٢

لأنّ ذاكظم (١) وهذا كما ترى يروي عنهكش بلا واسطة.

ومنهم : الميرزا ، حيث تبعه في ذلك كما مضى.

ومنهم : الفاضل عبد النبي الجزائري ، حيث حكم في الحاوي بكون خلف هو الذي ضعّفهغض وجزم بإرسال الرواية ، قال : لكون خلف المذكور من رجال الصادقعليه‌السلام (٢) ؛ مع أنّك رأيت تصريحكش بقوله : حدّثني ، وفي ترجمة ذريح فيكش أيضا : حدّثني خلف بن حمّاد قال : حدّثني أبو سعيد الآدمي(٣) .

ومنهم : المحقّق الشيخ محمّد ، حيث التجأ ـ لمّا تفطّن لما ذكرنا ـ إلى الحكم بكونه(٤) خلف بن حامد ؛ مع عدم وجود ابن حامد في شي‌ء من الكتب أصلا.

ولا يخفى أنّه ابن حمّاد الذي ذكره الشيخرحمه‌الله في لم من رجاله ، وكنّاه بأبي صالح ، وذكر أنّه من أهلكش (٥) .

وقد أكثركش من النقل عنه وكنّاه أيضا بأبي صالح في مواضع عديدة ؛ منها في ترجمة الحسين بن قياما(٦) ، ومنها في ترجمة سلمانرضي‌الله‌عنه (٧) ، ومنها في ترجمة عبد الله بن شريك(٨) ، فلا تغفل.

__________________

(١) رجال النجاشي : ١٥٢ / ٣٩٩.

(٢) حاوي الأقوال : ٥٢ / ١٨٧.

(٣) رجال الكشّي : ٣٧٣ / ٧٠٠.

(٤) في نسخة « م » : بأنّه.

(٥) رجال الشيخ : ٤٧٢ / ١.

(٦) رجال الكشّي : ٥٥٣ / ١٠٤٥.

(٧) رجال الكشّي : ١٦ / ٣٩.

(٨) رجال الكشّي : ٢١٧ / ٣٩٠.

٢٣

وفيمشكا : ابن بشّار الثقة ، عنه الحسين بن سعيد ، ويعقوب بن يزيد ، وأبو سعيد الآدمي(١) .

٨٥١ ـ الحسين ابن بنت أبي حمزة الثمالي :

قر (٢) ،ق (٣) . ومرّ الكلام فيه في ابن أبي حمزة ، ويأتي شي‌ء في ابن حمزة.

٨٥٢ ـ الحسين بن بندار :

هو ابن الحسن بن بندار ،تعق (٤) .

٨٥٣ ـ الحسين بن ثور :

بالثاء المثلّثة ، ابن أبي فاختة سعيد بن حمران ، مولى أم هاني بنت أبي طالب ؛ روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام (٥) ،صه (٦) .

جش إلاّ الترجمة ؛ وزاد : ذكره أبو العبّاس ، له كتاب نوادر ، خيبري ابن علي عنه به(٧) .

وفيست : ابن ثوير ، له كتاب ؛ أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد.

ورواه لنا عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عن سعد والحميري ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمّد بن‌

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٤٢.

(٢) رجال الشيخ : ١١٥ / ٢٧.

(٣) رجال الشيخ : ١٨٣ / ٣٠٢.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٤.

(٥) في الخلاصة والنجاشي وكذا في المنهج زيادة : ثقة.

(٦) الخلاصة : ٥٢ / ١٩.

(٧) رجال النجاشي : ٥٥ / ١٢٥ ، وفيه : الحسين بن ثوير.

٢٤

إسماعيل ، عن الخيبري ، عنه(١) .

وفيق : ابن ثور(٢) . وفيهم أيضا : ابن ثوير بن أبي فاختة هاشمي مولاهم(٣) . والظاهر الاتّحاد.

وفيتعق : لا تأمّل فيه ، وفي ثوير(٤) ما له ربط(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن ثور ، عنه خيبري بن علي ، ومحمّد بن إسماعيل(٦) .

٨٥٤ ـ الحسين بن جعفر بن محمّد :

أبو عبد الله المخزومي المعروف بابن الخمري. غير مذكور في الكتابين.

وذكره(٧) جش في ترجمة عبد الله بن إبراهيم بن الحسين بالوصف السابق(٨) ؛ ووصفه في ترجمة الحسين بن أحمد بن المغيرة بالشيخ الصالح ، وذكر أنّه أجازه رواية كتابه(٩) ، فلاحظ ؛ وفي ترجمة خلف بن عيسى : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الخمري الكوفي قال : حدّثنا الحسين ابن أحمد بن المغيرة(١٠) .

__________________

(١) الفهرست : ٥٩ / ٢٣١.

(٢) رجال الشيخ : ١٧٠ / ٨٢ ، وفيه : ابن ثوير.

(٣) رجال الشيخ : ١٦٩ / ٦٢.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧٦.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٤.

(٦) هداية المحدّثين : ٤٢.

(٧) في نسخة « م » : وقد ذكره.

(٨) رجال النجاشي : ٢٢٤ / ٥٨٧ ، وزاد بعد المخزومي : الخزّاز.

(٩) رجال النجاشي : ٦٨ / ١٦٥.

(١٠) رجال النجاشي : ١٥٢ / ٤٠٠.

٢٥

فيظهر أنّه من المشايخ الأجلّة الذين أخذ عنهم جش.

هذا ، وفي ترجمة محمّد بن الحسن بن شمّون فيجش : عاش محمّد ابن الحسن بن شمّون مائة وأربع عشرة سنة. ثمّ قال :

وأخبرنا بسنّة أبو عبد الله بن الخمريرحمه‌الله . إلى أن قال : قال : عاش محمّد بن الحسن بن شمّون مائة سنة وأربع عشرة سنة(١) .

وفي نسخة مغلّطة للأستاذ العلاّمة دام فضله بدل بسنّة : شيبة ، فحكم بأنّ اسم أبي عبد الله شيبة ؛ ولا ريب أنّه سهو من الناسخ ، ويأتي في الكنى أيضا ما يعضد ذلك.

٨٥٥ ـ الحسين بن الجهم :

ابن بكير بن أعين ، ثقة ،ظم (٢) .

وزادصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام (٣) .

وفيتعق : ليس في الوجيزة والبلغة ذكره(٤) ، ومرّ عنصه مكبّرا(٥) ؛ وهو معروف جدّ أبي غالب الزراري ؛ ولعلّ ما فيظم اشتباه(٦) .

أقول : الذي في نسختي منجخ فيظم : الحسن ـ مكبّرا ـ وليس فيه الحسين ، ولم ينقل في المجمع(٧) والحاوي(٨) أيضا إلاّ الحسن مكبّرا ، وقال‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٣٥ / ٨٩٩.

(٢) رجال الشيخ : ٣٤٧ / ١٠ ، وفيه : الحسن بن الجهم.

(٣) الخلاصة : ٤٩ / ١.

(٤) بل ذكره مكبّرا في الوجيزة : ١٨٥ / ٤٦٥ ، والبلغة : ٣٤٤ / ١٤.

(٥) الخلاصة : ٤٣ / ٣٠.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٤.

(٧) مجمع الرجال : ٢ / ١٠٠. وذكره مصغّرا ومكبّرا نقلا عن رجال الشيخ في أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام كما سيأتي.

(٨) ذكره في الحاوي مكبّرا : ٤٤ / ١٤٧ ، ومصغّرا : ٥٣ / ١٨٩ ، مشيرا لما نقله عنه المصنّف

٢٦

الأخير(١) : التعدّد وهم وقع من العلاّمة وتبعه د(٢) أيضا من غير تفطّن ، انتهى.

لكن ذكره فيضا مكبّرا ومصغّرا(٣) ؛ ويحتمل كونهما أخوين.

٨٥٦ ـ الحسين بن الحسن بن أبان :

روى عن الحسين بن سعيد كتبه كلّها ، روى عنه ابن الوليد ، لم(٤) .

وفيكر : أدركه ولم أعلم أنّه روى عنه ؛ وذكر ابن قولويه أنّه قرابة الصفّار وسعد بن عبد الله ، وهو أقدم منهما ، لأنّه روى عن الحسين بن سعيد وهما لم يرويا عنه(٥) ، انتهى.

ويستفاد من تصحيح العلاّمة بعض طرق التهذيب توثيقه(٦) .

وصرّح د بتوثيقه في ترجمة محمّد بن أورمة(٧) .

وفيتعق : وصف حديثه بالصحّة في المنتهى(٨) ، والمختلف(٩)

__________________

في كلا الموضعين.

(١) في نسخة « م » : الثاني.

(٢) رجال ابن داود : ٧٢ / ٤٠٢ و ٨٠ / ٤٧٥.

(٣) لم يرد في نسختنا من رجال الشيخ إلاّ مصغّرا : ٣٧٣ / ٢٨ ، إلاّ أنّ القهبائي في المجمع ذكره مكبّرا : ٢ / ١٠٠ ومصغّرا : ٢ / ١٧٠ واصفا لهما بالرازي نقل ذلك عن رجال الشيخ في أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام .

(٤) رجال الشيخ : ٤٦٩ / ٤٤.

(٥) رجال الشيخ : ٤٣٠ / ٨.

(٦) الخلاصة : ٢٧٦ ، التهذيب : ١٠ / ٦٥ طريقه إلى الحسين بن سعيد.

(٧) رجال ابن داود : ٢٧٠ / ٤٣١.

(٨) منتهى المطلب : ١ / ١٩٦ ، التهذيب ١ : ٦ / ٢.

(٩) مختلف الشيعة : ١ / ٢٥٦ ، التهذيب ١ : ٦ / ٢.

٢٧

والذكرى(١) ، وهو كأحمد بن محمّد بن يحيى ، وأحمد بن محمّد بن الوليد يعدّ حديثه في الصحيح.

وفي الوجيزة : يعدّ حديثه صحيحا لكونه من مشايخ الإجازة(٢) .

وممّا يشير إلى وثاقته رواية الأجلّة من القمّيّين عنه.

وقال شيخنا البهائيرحمه‌الله : يستفاد منست عند ذكر محمّد بن أورمة إنّه شيخ ابن الوليد(٣) ، وكذا منجش عند ذكر الحسين بن سعيد(٤) ، انتهى.

وفي النقد : ذكره د في الموثّقين ولم يوثّقه(٥) ، وذكره في الضعفاء عند ترجمة محمّد بن أورمة ووثّقه(٦) (٧) .

وفي البلغة : عبارة د والشيخ ليست نصّا في توثيقه(٨) .

ويأتي في الحسين بن سعيد ماله ربط(٩) (١٠) .

أقول : ذكره الفاضل عبد النبي الجزائري في قسم الثقات(١١) ، ثمّ في خاتمته ـ وقد عقدها لمن لم ينصّ على توثيقه بل يستفاد من قرائن ومقامات‌

__________________

(١) ذكري الشيعة : ٢٦ ، التهذيب ١ : ٢٣ / ٥٩.

(٢) الوجيزة : ١٩٤ / ٥٤٧.

(٣) في مشرق الشمسين : ٢٧٦ : وهو من مشايخ محمّد بن الحسن بن الوليد. الفهرست : ١٤٣ / ٦١٩.

(٤) رجال النجاشي : ٥٨ / ١٣٧.

(٥) رجال ابن داود : ٨٠ / ٤٧٦.

(٦) رجال ابن داود : ٢٧٠ / ٤٣١.

(٧) نقد الرجال : ١٠٣ / ٣١.

(٨) بلغة المحدّثين : ٣٥٠.

(٩) منهج المقال : ١١٣.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٤.

(١١) حاوي الأقوال : ٥٣ / ١٩٠.

٢٨

أخر ـ وقال :

الذي يظهر لي توثيق هذا الرجل لوصف جماعة من الأصحاب ـ منهم العلاّمة ـ الأحاديث التي هو في طريقها بالصحّة ، مع قرائن تشهد بذلك ، وقد صرّح بتوثيقه د في ترجمة محمّد بن أورمة. وقالشه : رأيت بعض الأصحاب يعدّ روايته في الحسن بسبب أنّه ممدوح ، وفيه نظر واضح(١) . وعنى بذلك البعض : الشيخ علي في حاشية المختلف(٢) ، انتهى.

ويأتي ما فيه في الحسين بن سعيد.

ولا يخفى أنّ تصحيح الحديث لا يستلزم التوثيق.

والذي في د في ترجمة محمّد بن أورمة هكذا : روى عنه الحسين بن الحسن بن أبان وهو ثقة ست. وظاهره إسناد التوثيق إلىست ، وليس فيه منه أثر(٣) .

وقيل : مراده أنّ الحسين روى عن محمّد في أيام كون محمّد ثقة قبل أن يطعن عليه بالغلو(٤) ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن الحسن بن أبان المختلف في توثيقه ، عنه محمّد بن الوليد. وهو عن الحسين بن سعيد(٥) .

٨٥٧ ـ الحسين بن الحسن بن بندار :

روى عن سعد بن عبد الله ، روى عنه الكشّي ،لم (٦) .

__________________

(١) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٢٧ ، في ترجمة الحسين بن سعيد.

(٢) حاوي الأقوال : ١٧١ / ٧٠٣.

(٣) الفهرست : ١٤٣ / ٦١٩.

(٤) مشرق الشمسين : ٢٧٦.

(٥) هداية المحدّثين : ١٩٣.

(٦) رجال الشيخ : ٤٧٠ / ٥١.

٢٩

وفيتعق : معتمدا عليه(١) . وفي ترجمة أبي هارون المكفوف تأمّلصه في إرسال ابن أبي عمير ولم يتأمّل من جهته(٢) (٣) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسن بن بندار ، عن سعد بن عبد الله. وعنه الكشّي(٤) .

٨٥٨ ـ الحسين بن الحسن الحسيني الأسود :

فاضل ، يكنّى أبا عبد الله ، رازي ،لم (٥) .

وفيتعق : ترحّم عليه في الكافي في باب مولد عليّ بن الحسينعليه‌السلام (٦) (٧) .

٨٥٩ ـ الحسين بن الحسن بن محمّد :

ابن موسى بن بابويهرحمه‌الله ، غير مذكور في الكتابين.

وفيد : الحسين بن الحسن بن محمّد بن موسى بن بابويه كان فقيها عالما ، روى عن خاله عليّ بن الحسين بن بابويه ، لم(٨) .

وزعم في النقد والمجمع أنّه يريد بقوله : لم ، ذكر الشيخ إيّاه فيه ،

__________________

(١) رجال الكشّي : ٦٣ / ١١١ ، ٣١٥ / ٥٧٠ ، ٥٢٣ / ١٠٠٦.

(٢) الخلاصة : ٢٦٧ / ١٣ ، علما أنّ الحسين بن الحسن بن بندار وقع في سند رجال الكشّي : ٢٢٢ / ٣٩٨.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٥ ، ومن قوله : وفي ترجمة أبي هارون. إلى آخره ، لم يرد في نسختنا من التعليقة.

(٤) هداية المحدّثين : ١٩٣.

(٥) رجال الشيخ : ٤٦٢ / ٥.

(٦) الكافي ١ : ٣٨٨ / ١.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٥.

(٨) رجال ابن داود : ٨٠ / ٤٧٧.

٣٠

فاعترضاه بعدم وجوده فيه(١) .

وقال المحقّق الشيخ سليمان : قد أظفرنا الله بكتاب قديم جمعه بعض قدماء الشيعة ، وهو عليّ بن الحسين بن عليّ المؤدّب ابن الصبّاغ ، وعليه إجازة الشيخ الفقيه نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلّيرحمه‌الله ، وفيه حديث صورة إسناده هكذا : حدّثنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمّد بن موسى بن بابويهرضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا خالي علي بن الحسينرحمه‌الله . ثمّ ساق حديثا طويلا فيه دعاء الكاظمعليه‌السلام حين حبسه الرشيد. ثمّ قال(٢) : ولم أقف على هذا الشيخرحمه‌الله في غير هذا الكتاب ، انتهى ؛ وقد ذكره في د كما رأيت(٣) ، فلاحظ.

٨٦٠ ـ الحسين بن الحسن الفارسي :

قمّي(٤) ، له كتاب ؛ أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه ،ست (٥) .

أقول : مضى في الفوائد ما يظهر منه أنّه إمامي قوي ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن الحسن الفارسي ، عنه أحمد بن أبي عبد الله(٦) .

__________________

(١) نقد الرجال : ١٠٣ / ٣٦ ، مجمع الرجال : ٢ / ١٧٢.

(٢) في نسخة « ش » : ثمّ قال الشيخ سليمان.

(٣) وكذا ذكر في نسختنا من رجال الشيخ : ٤٦٩ / ٤٧ مضيفا على ما في ابن داود : ومحمّد بن الحسن بن الوليد وعلي بن محمّد ماجيلويه وغيرهم ، روى عنه جعفر بن على بن أحمد القمّي ومحمّد بن أحمد بن سنان ومحمّد بن علي ملبية.

(٤) المفروض تقديم هذه الترجمة والتي بعدها على التي قبلهما حسب ترتيب الحروف الهجائية.

(٥) الفهرست : ٥٥ / ٢٠٩.

(٦) هداية المحدّثين : ١٩٣.

٣١

٨٦١ ـ الحسين بن الحسن بن محمّد :

لم (١) . ومرّ في ابن أحمد بن إدريس أنّه يروي عنه الصدوقرحمه‌الله ، فلاحظ.

أقول : فيمشكا : ابن الحسن بن محمّد ، عنه الصدوقرحمه‌الله (٢) .

٨٦٢ ـ الحسين بن حمّاد :

قر (٣) . وزادق : ابن ميمون العبدي الكوفي(٤) .

وزادجش : مولاهم ، أبو عبد الله ، ذكر في رجال أبي عبد اللهعليه‌السلام (٥) ؛ له كتاب يرويه داود بن حصين وإبراهيم بن مهزم(٦) .

وفيست : له كتاب ؛ رويناه بالإسناد الأوّل ، عن حميد ، عن القاسم ابن إسماعيل ، عنه(٧) .

والإسناد : أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري. إلى آخره(٨) .

__________________

(١) في النسخة المطبوعة من رجال الشيخ : ٤٦٩ / ٤٧ : الحسين بن الحسن بن محمّد بن موسى بن بابويه ، كان فقيها عالما ، روى عن خاله علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ومحمّد بن الحسن بن الوليد وعلي بن محمّد ماجيلويه وغيرهم ، روى عنه جعفر بن علي بن أحمد القمّي ومحمّد بن أحمد بن سنان ومحمّد بن علي ملبية.

(٢) هداية المحدّثين : ١٩٤.

(٣) رجال الشيخ : ١١٥ / ٢٨.

(٤) رجال الشيخ : ١٦٩ / ٦٧.

(٥)عليه‌السلام ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) رجال النجاشي : ٥٥ / ١٢٤.

(٧) الفهرست : ٥٧ / ٢٢٧.

(٨) الفهرست : ٥٧ / ٢٢٢.

٣٢

وفيتعق : حكم خالي بكونه حسنا ، لأنّ للصدوق طريقا إليه(١) .

وروى البزنطي عنه(٢) ، وعبد الله بن المغيرة عن ابن مسكان عنه(٣) ؛ مضافا إلى رواية الأجلّة كإبراهيم بن مهزم وعبيس بن هشام وداود وغيرهم(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن حمّاد ، عنه القاسم بن إسماعيل ، وداود بن حصين ، وإبراهيم بن مهزم ، وعبد الكريم بن عمرو كما في مشيخة الفقيه(٥) (٦) .

٨٦٣ ـ الحسين بن حمدان الجنبلاني :

بالجيم المضمومة والنون الساكنة والموحّدة ، الحضيني ـ بالمهملة المضمومة والمعجمة والنون بعد الياء وقبلها ـ أبو عبد الله ؛ كان فاسد المذهب ، كذّابا(٧) ، صاحب مقالة ، ملعون ، لا يلتفت إليه ،صه (٨) .

وفي د : الخصيبي : بالمعجمة والمهملة والمثنّاة تحت والمفردة ، كذا رأيته بخطّ شيخ أبي جعفر. ثمّ حكى ما فيصه (٩) .

وفيجش : ابن حمدان الخصيبي الجنبلاني أبو عبد الله ، كان فاسد المذهب ؛ له كتب ، منها : كتاب الإخوان ، كتاب المسائل ، تاريخ الأئمّة‌

__________________

(١) الوجيزة : ٣٨٠ / ١١٦.

(٢) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٥٧ ، يروي عنه بواسطة عبد الكريم بن عمرو.

(٣) التهذيب ٢ : ٣١٢ / ١٢٦٩ ، الاستبصار ١ : ٣٣٠ / ١٢٣٩.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٦.

(٥) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٥٧.

(٦) هداية المحدّثين : ٤٢ ، وفيها : ابن حمّاد الكوفي.

(٧) في نسخة « ش » : كذّاب.

(٨) الخلاصة : ٢١٧ / ١٠.

(٩) رجال ابن داود : ٢٤٠ / ١٤٠.

٣٣

عليهم‌السلام ، كتاب الرسالة تخليط(١) .

وفيست : له كتاب أسماء صلّى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام (٢) .

وفي لم : روى عنه التلعكبري(٣) . سمع منه في داره بالكوفة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ، وله منه إجازة(٤) .

وفي د : مات في شهر ربيع الأوّل سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة(٥) .

وفيتعق : كونه شيخ الإجازة يشير إلى الوثاقة.

وفي نسختي من الوجيزة : ضعيف(٦) . ولم يضعّف ابن حمّاد المتقدّم بل أشار إلى مدحه كما ذكر ، ولعلّه من سبق النظر أو غلط الكاتب.

ولعلّ ما فيصه منغض ، وفيه ما فيه(٧) .

أقول : هو كذلك على ما نقله في النقد(٨) وغيره(٩) .

وأمّا طعنجش فلا ينافي الوثاقة المطلوبة.

__________________

(١) رجال النجاشي : ٦٧ / ١٥٩.

(٢) الفهرست : ٥٧ / ٢٢١.

(٣) رجال الشيخ : ٤٦٧ / ٣٣.

(٤) من قوله : سمع. إلى آخره ، وردت في رجال الشيخ : ٤٦٨ / ٣٤ في ترجمة الحسن بن محمّد بن الحسن السكوني كما تقدّم نقلها عنه فيه ، ومنشأ الاشتباه الميرزا الأسترآبادي في المنهج : ١١٢ ، حيث ذكر العبارة في ترجمة الحسين بن حمدان.

(٥) رجال ابن داود : ٢٤٠ / ١٤٠.

(٦) الوجيزة : ١٩٤ / ٥٤٨.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٦.

(٨) نقد الرجال : ١٠٣ / ٣٨.

(٩) مجمع الرجال : ٢ / ١٧٢.

٣٤

وقوله سلّمه الله : لم يضعّف ابن حمّاد المتقدم(١) ، لا وجه له ، لأنّه لا داعي لتضعيف هذا.

وفيضح : الخصيبي : بالمعجمة والمهملة المكسورة والمثنّاة من تحت والمفردة ، الجنبلاني : بضمّ الجيم وإسكان النون بعدها وضمّ المفردة والياء أخيرا بعد النون(٢) ، انتهى.

وفيمشكا : ابن حمدان ، عنه التلعكبري(٣) .

٨٦٤ ـ الحسين بن حمزة الليثي الكوفي :

ابن بنت أبي حمزة الثمالي ، ثقة ؛ ذكره أبو العبّاس في رجال أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وخاله محمّد بن أبي حمزة ، ذكره أصحاب كتب الرجال ؛ له كتاب ، ابن أبي عمير عنه به ،جش (٤) .

وفيق : ابن حمزة الليثي الكوفي ، أسند عنه(٥) .

وفي د : ابن حمزة الليثي بخطّ الشيخرحمه‌الله ، وقالكش : الحسين(٦) بن أبي حمزة ، والأوّل أظهر(٧) ، انتهى.

وهذا بناء على الاتّحاد كما فيصه (٨) . والأظهر التعدّد.

__________________

(١) المتقدّم ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٢) إيضاح الاشتباه : ١٦٠ / ٢١٧ ، وفيه بدل بعد النون بغير النون ، أي : الجنبلائي.

(٣) هداية المحدّثين : ٤٢.

(٤) رجال النجاشي : ٥٤ / ١٢١ ، وفيه بدل ذكره أبو العبّاس في رجال أبي عبد اللهعليه‌السلام : روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . ، ولم نجد هذه العبارة سوى في المنهج : ١١٢ ، وجامع الرواة : ١ / ٢٣٧ الذي نقل ذلك عن الميرزا.

(٥) رجال الشيخ : ١٦٩ / ٦١ ، ولم يرد فيه : الليثي.

(٦) في المصدر : الحسن.

(٧) رجال ابن داود : ٨٠ / ٤٧٨.

(٨) الخلاصة : ٥٠ / ١٣.

٣٥

وفي بعض الروايات التصريح بأنّ أبا حمزة أبو ذاك(١) .

وفيتعق : فيه مضافا إلى ما مرّ في ابن أبي حمزة أنّ نسبة الحسين إلى أبي حمزة بالبنوّة موجودة على أيّ تقدير(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن حمزة الليثي الثقة ، عنه ابن أبي عمير(٣) .

٨٦٥ ـ الحسين بن خالد :

ظم (٤) . وزادضا : الصيرفي(٥) .

وفيتعق : روى عنه البزنطي في الصحيح في المهر من التهذيب(٦) .

والظاهر أنّ الحسين بن خالد الذي يظهر من رواياته في التوحيد فضله(٧) هو هذا(٨) .

أقول : يأتي في محمّد بن إسماعيل ما يشير أيضا إلى جلالته(٩) .

٨٦٦ ـ الحسين بن خالد بن طهمان :

هو ابن أبي العلاء.

__________________

(١) أي : أبو حمزة. صرّح بذلك الكشّي في ترجمة عمّار بن ياسر : ٣٣ / ٨١ :. عن جعفر ابن بشير عن حسين بن أبي حمزة عن أبيه أبي حمزة.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٦.

(٣) هداية المحدّثين : ٤٣.

(٤) رجال الشيخ : ٣٤٧ / ٦.

(٥) رجال الشيخ : ٣٧٣ / ٢٢.

(٦) التهذيب ٧ : ٣٥٦ / ١٤٥١.

(٧) التوحيد : ١٨٦ / ٢ ، ٢٩٣ / ٣ ، ٣٦٣ / ١٢.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٦.

(٩) نقلا عن رجال النجاشي : ٣٣٠ / ٨٩٣ في ترجمة محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، وفيه : عن الحسين بن خالد الصيرفي قال : كنّا عند الرضاعليه‌السلام ونحن جماعة ، فذكر محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، فقال : وددت أنّ فيكم مثله.

٣٦

٨٦٧ ـ الحسين بن خالويه :

أبو عبد الله النحوي ، سكن حلب ومات بها ، وكان عارفا بمذهبنا ؛ وله كتب ، منها : كتاب إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام ،صه (١) .

جش إلى قوله : بمذهبنا ؛ وزاد : مع علمه بعلوم العربيّة واللغة والشعر ، وله كتب ، منها : كتاب الآل(٢) ، مقتضاه ذكر إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، حدّثنا بذلك القاضي أبو الحسين النصيبي قال : قرأته عليه بحلب ، وكتاب مستحسن القراءات والشواذ ، كتاب حسن في اللغة ، كتاب اشتقاق الشهور والأيّام(٣) .

وفيتعق : وكان عالما بالروايات أيضا ، ومن رواتها ، بل ومن مشايخها ومن مشايخجش ؛ ويقال له : أبو عبد الله النحوي الأديب كما في عبّاس بن هشام(٤) .

وبالجملة: الظاهر أنّه من المشايخ الفضلاء(٥) .

أقول : ولذا ذكرهصه في القسم الأوّل. وفي الوجيزة : ممدوح(٦) . إلاّ أنّ في الحاوي ذكره في القسم الرابع(٧) ، فتأمّل.

٨٦٨ ـ الحسين بن دندان :

هو ابن سعيد ،تعق (٨) .

__________________

(١) الخلاصة : ٥٣ / ٢٧.

(٢) في المصدر : الأوّل.

(٣) رجال النجاشي : ٦٧ / ١٦١.

(٤) رجال النجاشي : ٢٨٠ / ٧٤١.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٥.

(٦) الوجيزة : ١٩٤ / ٥٥٠.

(٧) حاوي الأقوال : ٢٤٨ / ١٣٧٤.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٥.

٣٧

٨٦٩ ـ الحسين بن راشد :

مولى بني العبّاس ، بغدادي ،ظم (١) .

وفيتعق : مرّ الكلام فيه مكبّرا(٢) .

٨٧٠ ـ الحسين بن رباط :

مرّ في أخيه الحسن(٣) .

أقول : في الوجيزة : ممدوح(٤) ، فتأمّل.

٨٧١ ـ الحسين بن الرماس العبدي :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (٥) .

٨٧٢ ـ الحسين الرواسي :

هو ابن عثمان ، غير مذكور في الكتابين.

٨٧٣ ـ الحسين بن روح :

من الأبواب المشهورين ، غير مذكور في الكتابين ، ويأتي في آخر الكتاب(٦) إن شاء الله.

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٤٦ / ٤.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٥.

(٣) منهج المقال : ٩٩ نقلا عن الكشّي في رجاله : ٣٦٨ / ٦٨٥ ، ما روي في بني رباط : قال نصر بن الصباح : كانوا أربعة إخوة : الحسن والحسين وعلى ويونس كلهم أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ولهم أولاد كثير من حملة الحديث.

(٤) الوجيزة : ١٩٤ / ٥٥١.

(٥) رجال الشيخ : ١٧٠ / ٨١.

(٦) يأتي ذكره في الخاتمة ـ الفائدة الثالثة ـ عند تعداده للسفراء الممدوحين في زمان الغيبة.

٣٨

٨٧٤ ـ الحسين بن زرارة :

أخو الحسن ،ق (١) . وتقدّم دعاء الصادقعليه‌السلام لهما(٢) .

وفيتعق : ذكرنا فيه ما له ربط ، ويأتي في أبيه زيادة(٣) .

٨٧٥ ـ الحسين بن زيد بن علي :

ابن الحسينعليهما‌السلام ، أبو عبد الله ، يلقّب ذا الدمعة ؛ كان أبو عبد اللهعليه‌السلام (٤) تبنّاه وربّاه وزوّجه بنت الأرقط ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وكتابه مختلف الرواية ،صه (٥) .

وزادجش : عنه عبّاد بن يعقوب(٦) .

وفيست : له كتاب ، رواه حميد عن إبراهيم بن سليمان عنه(٧) .

وفيتعق : في الوجيزة : ممدوح(٨) .

ويكفي له تربية الصادقعليه‌السلام وتبنّيه ، بل هو غاية المدح. وروى النصّ عنهعليه‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله على الأئمّة الاثني عشرعليهم‌السلام (٩) (١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٨٢ / ٢٩٥.

(٢) نقلا عن الكشّي : ١٣٨ / ٢٢١ في ترجمة زرارة بن أعين : ولقد أدّى إليّ ابناك الحسن والحسين رسالتك ، حاطهما الله وكلأهما ورعاهما وحفظهما بصلاح أبيهما كما حفظ الغلامين.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٥.

(٤)عليه‌السلام ، لم ترد في نسخة « ش » والمصدر.

(٥) الخلاصة : ٥١ / ١٦.

(٦) رجال النجاشي : ٥٢ / ١١٥ ، وفيه : وكتابه تختلف ( يختلف ) الرواية له.

(٧) الفهرست : ٥٥ / ٢٠٦.

(٨) الوجيزة : ١٩٤ / ٥٥٤.

(٩) الخصال : ٤٧٥ / ٣٩.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٥.

٣٩

أقول : فيمشكا : ابن زيد ، عنه إبراهيم بن سليمان ، وعبّاد بن يعقوب(١) .

٨٧٦ ـ الحسين بن سالم :

للصدوق طريق إليه(٢) ، وعدّه خالي ممدوحا لذلك(٣) ،تعق (٤) .

٨٧٧ ـ الحسين بن سعيد بن أبي الجهم :

في أبيه أنّهم(٥) بيت كبير في الكوفة(٦) ؛ وفي منذر بن محمّد بن منذر أنّه من بيت جليل(٧) ،تعق (٨) .

٨٧٨ ـ الحسين بن سعيد بن حمّاد :

ابن سعيد بن مهران ، من موالي عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، الأهوازي(٩) ، ثقة ، روى عن الرضا وأبي جعفر الثاني وأبي الحسن الثالثعليهم‌السلام ، وأصله كوفي وانتقل مع أخيه الحسن إلى الأهواز ، ثمّ تحوّل إلى قم فنزل على الحسن بن أبان ، وتوفّي بقم ، وله ثلاثون كتابا.

قال ابن الوليد : أخرجها إلينا الحسين بن الحسن بن أبان بخطّ الحسين بن سعيد ، وذكر أنّه كان ضيف أبيه.

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٤٣.

(٢) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ١٠٣.

(٣) الوجيزة : ٣٨٠ / ١١٨.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٥.

(٥) في نسخة « ش » : أنّه.

(٦) رجال النجاشي : ١٧٩ / ٤٧٢.

(٧) رجال النجاشي : ٤١٨ / ١١١٨.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٥.

(٩) في الفهرست والخلاصة وردت الأهوازي بعد مهران.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

فاطمةعليها‌السلام وحديث الكساء الشريف

للسيد محمد مهدي القزويني الحلي

روت لنا فاطمة خير النسا

حديث أهل الفضل أصحاب الكسا

تقول : أن سيد الانام

قد جاءني يوما من الايام

فقال لي : اني أرى في بدني

ضعفا اراه اليوم قد أنحلني

قومي عليّ بالكسا اليماني

وفيه غطيني بلا تواني

قالت فجئته وقد لبيته

مشرعة وبالكساء غطيته

وكنت أرنو وجهه كالبدر

في أربع بعد ليال عشر

فما مضى إلاّ يسير من زمن

حتى أتى أبو محمد الحسن

فقال : يا أماه اني اجد

رائحة طيبة أعتقد

بأنها رائحة النبي

أخي الوصي المرتضى علي

قلت : نعم ها هو ذا تحت الكسا

مدثر به ، مغطى واكتسى

فجاء نحوه ابنه مسلما

مستأذنا قال له : ادخل مكرما

فما مضى إلاّ القليل الا

جاء الحسين السبط مستقلا

فقال يا أم أشم عندك

رائحة كأنها المـسك الذكي

وحق من اولاك منه شرفا

أظنها ريح النبي المصطفى

قلت : نعم تحت الكسا هذا

بجنبه أخوك فيه لاذا

فأقبل السبط له مستأذنا

مسلما قال له : ادخل معنا

وما مضى من ساعة إلاّ وقد

جاء أبوهما الغضنفر الاسد

أبو الأئمة الهداة النجبا

المرتضى رابع اصحاب الكسا

فقال يا سيدة النساء

ومن بها زوجت في السماء

اني اشم في حماك رائحة

كأنها الورد الندي فايحة

يحكي شذاها عرف سيد البشر

وخير من لبى وطاف واعتمر

١٨١

قلت نعم : تحت الكساء والتحفا

وضم شبليك وفيه اكتنفا

فجاء يستأذن منه سائلا

منه الدخول قال : فادخل عاجلا

قالت : فجئت نحوهم مسلمة

قال : ادخلي محبوة مكرمة

فعندما بهم أضاء الموضع

وكلهم تحت الكساء اجتمعوا

قال الامين : قلت : يا رب ومن

تحت الكسا ؟ بحقهم لنا أبن

فقال لي : هم فاطمة وبعلها

والمصطفى والحسنان نسلها

قال علي : قلت : يا حبيبي

ما لجلوسنا من النصيب ؟

قال النبي والذي اصطفاني

وخصني بالوحي واجتباني

ما أن جرى ذكرٌ لهذا الخبر

في محفل الاشياع خير معشر

إلاّ وأنزل الاله الرحمة

وفيهم حفت جنود جمة

من الملائك الذين صدقوا

تحرسهم في الدهر ما تفرقوا

كلا وليس فيهم مغموم

إلاّ وعنه كشفت هموم

كلا ولا طالب حاجة يرى

قضاؤها عليه قد تعسرا

إلاّ قضى الله الكريم حاجته

وانزل الرضوان فضلا ساحته

قال علي نحن والاحباب أشياعنا

الذين قدما طابوا

فزنا بما نلنا ورب الكعبة

فليشكرن كل فردٍ ربه

يا عجبا يستأذن الامين

عليهم ويهجم الخؤون

قال سليم قلت : يا سلمان

هل دخلوا ولم يك استئذان

فقال : أي وعزة الجبار

ليس على الزهراء من خمار

لكنها لاذت وراء الباب

رعاية للستر والحجاب

فمذ رأوها عصروها عصرة

كادت بروحي ان تموت حسرة

تصيح : يا فضة اسنديني

فقد وربي قتلوا جنيني

فأسقطت بنت الهدى واحزنا

جنينها ذاك المسمى محسنا

         
١٨٢

حديث الكساء الشريف

عَنْ جابر بن عبد الله الانصاري قال سَمِعتُ فاطِمَةَ عليها‌السلام أنَّها قالت : ( دَخَلَ عَليَّ أبي رَسُولُ الله في بَعضِ الأيّام فقال السَّلامُ عليكِ يا فاطِمَةُ فَقُلتُ عليك السَّلامُ قالَ إني أَجدُ في بَدَني ضُعفاً فقُلتُ له أُعيذكَ باللهِ يا أبتاهُ منَ الضُعفِ فَقالَ يا فاطِمَةُ اتيني بالكِساء اليَماني فَغَطّيني به فأتَيتُهُ بالكساء اليَماني فَغَطّيتُهُ بِهِ وَصِرْتُ أنظُرُ إليه وَإذا وَجْهُهُ يَتَلألَؤُ كأنَّهُ البَدْرُ في لَيلَةِ تَمامِهِ وَكماله فَما كانت إلاّ ساعَةً وإذا بوَلدي الحَسَن قَدْ أقبلَ وقالَ السَّلامُ عليكِ يا أُمّاهُ فَقلتُ وعليكَ السَّلامُ يا ولدي ويا قُرَّةَ عَيني وثَمرَةَ فُؤادي فَقالَ يا أُمّاهُ إنّي أشَمُ عِندَكِ رائحةٌ طيّبَةً كأنَّها رائِحةُ جَدّي رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلتُ نَعَم إنَّ جَدَكَ تحت الكساء فأقبلَ الحَسَنُ نحوَ الكِساء وقالَ السّلامُ عليكَ يا جَدّاه يا رسوُل الله أتأذنُ لي أن أدخُلَ معك تحت الكساء فَقال وعليك السلام يا ولدي وصاحب حوضي قد اذنت لك فدخل معه تحت الكساء فما كانت إلاّ ساعة واذا بولدي الحسين عليه‌السلام قد اقبل وقال السلام عليك يا اماه فقلت وعليك السلام يا ولدي ويا قرة عيني وثمرة فؤادي فقال لي يا اماه اني اشم عندك رائحة طيبة كأنها رائحة جدي رسول الله فقلت نعم ان جدك واخاك تحت الكساء فدنى الحسين نحو الكساء وقال السلام عليك يا جداه السلام عليك يا من إختاره الله أتأذن لي أن أكون معكما تحت الكساء فقال وعليك السلام يا ولدي ويا شافع أُمتي قَدْ أذنت لك فَدَخَلَ مَعَهُمَا تَحْتَ الكساء فأقبَلَ عندَ ذلك أبو الحسن علي بن أبي طالب عليه‌السلام وقال السلام عليكِ يا بنت رسول الله فقلتُ وعليْكَ السلام يا أبا الحسن ويا أمير المؤمنين فقال يا فاطمة إني أشمُّ عندك رائحة طيبة كأنَها رائحة أخي وابن عَمّي رَسولِ الله فَقُلْتُ نَعَمْ هاهُوَ مَعَ وَلَدَيْكَ تَحْتَ الكساء فَأقْبَلَ عَلِيٌّ نَحْوَ الكساء وقالَ السلام عَلَيْكَ يا رسول الله أتأذَنُ لي أن أكونَ مَعَكُمْ تَحتَ الكساء قالَ وعَلَيْكَ السلام يا أخي وَيا وَصيّي وخَليفَتي وصاحِبَ لِوائي قَد أذِنتُ لَكَ فَدَخَلَ عَليٌّ تَحْتَ الكساء ثُمَّ أتَيْتُ نَحْوَ الكِساء وَقُلْتُ السلام عليك يا أبَتاه يا رَسول الله أتَأذن لي أن أكون مَعَكَمْ تَحْتَ الكساء قَالَ وعَلَيكِ السلام يا بنتي ويا بضعتي قَدْ أذنت لَكِ فَدَخَلتُ تَحْتَ الكساء فَلَما إكتَمَلنا جَميعاً تَحْتَ الكساء أخَذَ أبي رَسول الله بِطَرفي الكساء وأومئ بيده اليمنىٰ إلى السماء وقال

١٨٣

اللهم إنَّ هؤلاء أهلُ بيتي وخاصتي وحامّتي لحمهم لحمي وَدمهم دَمي يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم أنا حربٌ لمن حاربهم وسلمٌ لمن سالمهم وَعَدوٌّ لمن عاداهم ومحب لمن أحَبَهُم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك وغفرانك ورضوانك علي وعليهم وأذهب عنهم الرجس وَطَهرهُم تطهيراً فقال الله عز وجل يا ملائكتي ويا سكان سماواتي إني ما خلقت سماءً مبنية ولا أرضاً مَدحية وَلا قَمَراً منيراً ولا شمساً مضيئة لا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فُلكاً يسري إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء فقال الأمين جبرائيل يا رَبِّ ومن تحت الكساء فقال عزّ وجلّ هم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها فقال جبرائيل يارب أتأذن لي أن أهبط الى الأرض لأكون معهم سادساً فقال الله نعم قد أذنت لك فهبط الأمين جبرائيل وقال السلام عليك يا رسول الله العلي الأعلىٰ يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك وعزتي وجلالي إني ما خلقتُ سماءً مبنية ولا أرضاً مدحية ولا قمراً منيراً ولا شمساً مضيئةً ولا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فلكاً يسري إلاّ لأجلكم ومحبتكم وقد أذن لي أن أدخل معكم فهل تأذن لي يا رسول الله فقال رسول الله وعَليك السلام يا أمين وحي الله انه نعم قد أذنت لك فدخل جبرائيل معنا تحت الكساء فقال لأبي ان الله قد أوحىٰ اليكم يقول إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا فقال علي لأبي يا رسول الله أخبرني ما لجلوسنا هذا تحت الكساء من الفضل عند الله فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والذي بعثني بالحق نبيا وإصطفاني بالرسالة نجيّا ما ذكر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض وفيه جمع من شيعتنا ومحبينا الاّ ونزلت عليهم الرحمة وحفت بهم الملائكة واستغفرت لهم الىٰ أن يتفرقوا فقال علي عليه‌السلام إذاً والله فزنا وفاز شيعتنا ورب الكعبة فقال أبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يا علي والذي بعثني بالحق نبيا وإصطفاني بالرسالة نجيا ما ذكر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض وفيه جمعٌ من شيعتنا ومحبينا وفيهم مهموم إلاّ وفرج الله همه ولا مغموم إلاّ وكشف الله غمه ولا طالب حاجة إلاّ وقضىٰ الله حاجته فقال علي عليه‌السلام إذاً والله فزنا وسعدنا وكذلك شيعتنا فازوا وسُعِدُوا في الدُّنيا وَالاخرة ورب الكعبة ) .

١٨٤

البحث السادس

فاطمةعليها‌السلام

وحديث الكساء الشريف

يعتبر حديث الكساء من الأحاديث النورانية الولائية والذي عَبَّر عن مدىٰ ارتباط أهل البيتعليهم‌السلام بالسماء وذلك من خلال المضامين العالية التي وردت في طياته ، فما أدراك ما حديث الكساء وهل أتاك نبأه ! أنه الحديث المتصل بين الأرض والسماء ، فقد وعته كواكب الكون ونجوم السماوات السبع وما زال الإنسان في ريب من أمره ذلك إن الإنسان كان جهولا. لقد وعته قلوب المؤمنين وإفتدتهم قبل أن تعيه أسماعهم لذا سوف نعيش في رحابه ونقف مع حلقاته ونستضيء من نوره ونستجلي حقائقه ونحيا مع بركاته كي نصل الئ شاطي نور العلم والمعرفة تلكم هي معرفة نورانية أهل البيتعليهم‌السلام ، فحديث الكساء الشريف يعتبر مرسوم رباني قد قلده الله تبارك وتعالىٰ لنبيه الشريف محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ولآله الطيبين الطاهرين حيث جاء موضحاً لإرادة رب العالمين التي وسمت قوله تعالىٰ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) كل ذلك حرصاً ومحبتاً من الله تعالىٰ للرسول ولأهل بيتهعليهم‌السلام ولكي لا يُشرقُ الناس أو يغربوا ولا تأخذهم الاهواء والميول والرغبات يميناً وشمالاً وحتىٰ لا يحَرّف المغرضون هذه الآية المباركة العظيمة عن أهلها وأصحابها الحقيقيين الذي أرادهم رب العالمين أطهاراً مطهرين يتولون قيادة الأُمة ويوضحون معالم طريقها بعد رسوله الكريم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله . إن هذا الحديث يستحق منا أن نقف عنده وقفة متأمله لكي ننفذ إلىٰ الأبعاد الانسانية والحقائق العلمية والمسائل العقائدية التي يرمي اليها والنتائج الرائعة التي تترتب عليه فهو ليس مجرد حديث يروىٰ لأجل أن نأخذ معلومة جامدة تتوقف عند حدود الحديث وظاهر الالفاظ بل يجب أن نستشف المرامي الحضارية الكامنة خلف ألفاظه وكلماته ، لا سيما أن الله سبحانه وتعالىٰ

١٨٥

قد ميزنا عن سائر المخلوقات الاخرىٰ بأن وهب لنا عقلاً والهمنا كيف نستخدمه ونوظفه لخدمة المجتمع والانسانية جمعاء لا أن نكون مجرد مخلوقات تأكل وتنام وتضاجع دون أن نعي ما كان ويكون حولها.

وسيكون حديثنا حول هذا الحديث المبارك في ثلاث وقفات :

الوقفة الأولىٰ : ارتباط هذا الحديث بآية التطهير.

الوقفةالثانية : سند هذا الحديث الشريف.

الوقفة الثالثة : مضامين هذا الحديث المختلفة.

الوقفة الأولى

« حديث الكساء وآية التطهير »

ارتبط حديث الكساء الشريف بنزول آية التطهير ارتباطاً وثيقاً حيث جاءت هذه الآية المباركة( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) لتؤكد على مسألة عصمة أهل البيتعليهم‌السلام جميعاً بما فيهم فاطمة الزهراءعليها‌السلام ، والذي يهمنا في المقام هو عصمة فاطمة الزهراءعليها‌السلام ، أمّا مسألة البحث حول هذه الآية المباركة ودلالتها على عصمة أهل البيتعليهم‌السلام فهذا موكول إلى الكتب الكلامية الخاصة بهذا الموضوع ، أمّا دلالة هذه الآية على عصمة فاطمة الزهراءعليها‌السلام فهذا ما تجده من خلال الروايات التي بينت من هم أهل البيت الذين عنتهم الآية المباركة وكيفية اشتراك الزهراء مع أهل البيت في طهارتهم وعصمتهم ، أمّا الروايات فسنذكر بعضها بعدما أن نقف مع مفهوم أهل البيت ، ومن المراد بهم فلربما يقول قائل إنّنا لا نؤمن بالروايات أو لا نقبل هذه الروايات فنقول له تعال معنا لنقف سوية على مفهوم أهل البيت ومن المراد بهم ؟. إن التعرف على مفهوم أهل البيت لغة والمقصود منه في هذه الآية المباركة يعد من الأبحاث الضرورية في فهم مفاد هذه الآية فلقد ضلَّ

١٨٦

الكثير في تفسير هذه الآية والمراد فيها من أهل البيت ولأجل ذلك نبحث اولا وقبل كل شيء هذا المفهوم لغة علىٰ وجه يرفع الستار عن وجه الحقيقة.

مفهوم أهل البيت عند أهل اللغة

قد ورد لفظ أهل البيت في القرآن الكريم مرتين احداهما في هذه الآية المرتبطة بحديث الكساء الشريف والأخرىٰ في قوله تعالى( قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ) (1) . ويمكن تحديد مفهوم الأهل من موارد استعماله فيقال :

1 ـ أهل الأمر والنهىٰ.

2 ـ أهل الانجيل.

3 ـ أهل الكتاب.

4 ـ أهل الاسلام.

5 ـ أهل الرجل.

6 ـ أهل الماء.

وهذه الموارد توقفنا علىٰ أن كلمة أهل تستعمل مضافاً فيمن كان له علاقة قوية بمن أضيف إليه ، فأهل الأمر والنهىٰ هم الذين يمارسون الحكم والبعث والزجر ، وأهل الانجيل هم الذين لهم اعتقاد به كأهل الكتاب وأهل الإسلام.

وقد اتفقت كلمة أهل اللغة علىٰ أن الأهل والآل كلمتان بمعنىٰ واحد قال ابن منظور : آل الرجل : أهله وآل الله وآل رسوله : أولياؤه ، أصلها أهل ثم بدلت الهاء همزة فصارت في التقدير أأل فلما توالت الهمزمان أبدلوا الثانية ألفاً. كما قالوا : آدم وآخر ، وفي الفعل آمن وآزر. وقد انشأ عبد المطلب عند هجوم ابرهة على مكة المكرمة وقد أخذ حلقة باب الكعبة وقال :

وانصر على آل الصليب

وعابديه اليوم آلك

وعلىٰ ما ذكرنا فهذا اللفظ إذا أضيف الىٰ شيء يقصد منه المضاف الذي له علاقة

__________________

(1) هود : آية 73.

١٨٧

خاصة بالمضاف إليه ، فأهل الرجل مثلاً أخص الناس به ، وأهل المسجد المترددون كثيراً إليه ، وأهل الغابة القاطنون فيها فإذا لاحظنا موارد استعمال هذه الكلمة لا نتردد في شمولها للزوجة والأولاد وبل غيرهم ممن تربطهم رابطة خاصة بالبيت من غير فرق بين الأولاد والأزواج ولأجل ذلك ترىٰ أنّه سبحانه يطلقه علىٰ زوجة إبراهيم كما عرفت في الآية هذا هو حق الكلام في تحديد مفهوم هذه الكلمة ولنأتي ببعض نصوص أئمة اللغة.

قال ابن منظور : أهل البيت سكانه وأهل الرجل أخص الناس به وأهل البيت أزواجه وبناته وصهره أعني علياًعليه‌السلام ، وقيل نساء النبي والرجال الذين هم أهله(1) .

فلقد أحسن الرجل في تحديد المفهوم ، أولاً ، وتوضيح معناه في القرآن الكريم كما أشار بقوله : قيل : الىٰ ضعف القول الآخر لأنه نسبه الىٰ القيل.

وقال ابن فارس ناقلاً عن الخليل ابن أحمد : أهل الرجل زوجه والتأهل التزوج وأهل الرجل أخص الناس به وأهل البيت سكانه وأهل الاسلام من يدين به(2) .

وعلى ما ذكرنا فهذا اللفظ إذا أضيف الىٰ شيء يقصد منه المضاف الذي له علاقة خاصة بالمضاف إليه فأهل الرجل مثلاً أخص الناس به فاذا لاحظنا موارد استعمال هذه الكلمة لا نتردد في شمولها للزوجة والأولاد بل وغيرهم ممن تربطهم رابطة خاصة بالبيت من غير فرق بين الأولاد والأزواج.

اذن هذه الكلمات ونظائرها بين أعلام اللغة كلها تعرب عن أن مفهوم أهل البيت في اللغة هم الذين لهم صلة وطيدة بالبيت وأهل الرجل من له صلة به بنسب أو سبب أو غيرهما ، وهناك إشكال من بعض المفسرين الذين قالوا ان لفظ أهل البيت يطلق فقط علىٰ الزوجة ويستعمل في الأولاد والأقارب تجوزاً أي يكون استعماله حقيقة في الزوجة ومجازاً في الأولاد والأقارب وقد استدل هذا الذي أثار هذا الإشكال علىٰ ذلك عن طريق اثباته ذلك من القرآن الكريم كما وردت هذه اللفظة ـ أهل البيت ـ في قصة إبراهيم بالبشرىٰ حيث قال الله تعالى( وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا

__________________

(1) لسان العرب : 11 / 29 « أهل ».

(2) معجم مقاييس اللغة : 1 / 150.

١٨٨

بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ *قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ *قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ) (1) . وفي قصة موسىٰعليه‌السلام أيضاً :( فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا ) (2) . فالمستشكل قال : إن الله استعمل هذه اللفظة على لسان ملائكته في زوجة إبراهيمعليه‌السلام لا غيركما في الآية الأولىٰ الخاصة بالبشرىٰ واستعمل الأهل في زوجة موسىٰعليه‌السلام وهي بنت شعيب كما في الآية ، إذن فالمستشكل قال إن الأهل تطلق علىٰ الزوجة حقيقة ، وهذا مردود من عدة جهات :

أولاً : تقدم علىٰ لسان أهل اللغة أن لفظة أهل تطلق علىٰ أخص الناس بالزوج وهم الأولاد.

ثانياً : ان كلامه غير صحيح من كون الأهل تطلق حقيقة علىٰ الزوجة ومجازاً علىٰ الأولاد فنحن نقول له من أين إستظهرت هذا ، فاذا قلت من آية البشرىٰ وآية موسىٰ فإنه مردود لأنه الاطلاق هنا علىٰ كلمة الأهل ليس دليلاً على الانحصار ـ أي إنحصار اللفظة علىٰ الزوجة فقط

ثالثاً : إنَّ الآية في قصة إبراهيم قالت عليكم أهل البيت ولم تقول الآية المباركة عليكِ لتكون ظاهرة في زوجته فقط كلمة أهل.

أمّا السؤال المهم في هذا المقام هو هل أنَّ مفهوم ولفظ أهل البيت يطلق علىٰ الزوجة أو علىٰ الزوجة والأولاد ؟ وفيما نحن فيه هل هناك قرائن في آية التطهير أو قبلها أو بعدها تصرف هذا اللفظ خاصة الىٰ أهل البيت الذين يقصد بهم علي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، أم لا توجد قرائن ؟ والجواب علىٰ ذلك : إن بعض من وقف مع هذه الآية المباركة ومدلولاتها قال ان المراد من أهل البيت هم أزواجه ونسائهصلى‌الله‌عليه‌وآله والبعض الآخر قال إنَّ لفظ أهل البيت خاصة يطلق علىٰ بنت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وصهره وولداهما الحسن والحسينعليهم‌السلام .

__________________

(1) هود : آية 73.

(2) القصص : آية 30.

١٨٩

والحق مع من ذهب الىٰ القول الثاني ـ علي وفاطمة والحسن والحسين ـ بدلالة عدة شواهد وقرائن حفت بالآية المباركة سواء كانت قرائن حالية أو مقامية وإليك هذه القرائن.

1 ـ القرينة الأولىٰ اللام في أهل البيت للعهد وبيان ذلك : إنَّ اللام قد يراد منها الجنس المدخول عليه مثل قوله تعالىٰ( إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ) ، وقد يراد من اللام الإستغراق مثل قوله تعالىٰ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ) وقد يراد منها باعتبار معهودية مدخولها بين المتكلم والمخاطب ، أمّا الأول والثاني من الأقوال لا يمكن أن نحمل اللام عليهما أما القول الثالث فهو الحق لأنّ الله تعالى إنما يريد إذهاب الرجس عن أهل بيت معهودين بين المتكلم والمخاطب ، وفمن هم هؤلاء أهل البيت ؟!!

2 ـ القرينة الثانية علىٰ أن المراد من أهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين هو تذكير الضمائر في الآية خلاف الضمائر الاخرىٰ التي وردة في الآية المباركة حيث جاءت مؤنثة مثل وقلن ، اتقيتن. فلا تخضعن الخ.

3 ـ القرينة الثالثة : ـ هي ان الإرادة وكما أثبتتها الكتب الكلامية هي الارادة التكوينية إنما يريد الله ـ لا التشريعية فلا يصح حمل مفهوم أهل البيت على نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ لم يدع أحد من المسلمين كونهن معصومات من الذنب مطهرات من الزلل فلا مناص من تطبيقه علىٰ جماعة خاصه من المنتمين إلىٰ البيت النبوي الذين تحقق فيهم تعلقهم بالاسباب والمقتضيات التي تنتهي بصاحبها إلىٰ العصمة ولا ينطبق هذا إلا علىٰ الإمام علي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام .

وأضف الىٰ ذلك الىٰ أن المراد من أهل البيتعليهم‌السلام هم أصحاب الكساء الخمسة هو وقوف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ستة أشهر علىٰ باب فاطمة ويناديهم بقوله تعالى ـ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ ) ليوقضهم للصلاة وليؤكد على حرمة أهل هذا البيتعليهم‌السلام ، وكذلك نزول آية التطهير في بيت فاطمةعليها‌السلام حيث قالت دخل علي أبي وفيه دلالة علىٰ أن حديث الكساء كان في بيت فاطمةعليها‌السلام خلاف ما يدعيه البعض أن حديث الكساء كان في بيت أُم سلمة وكما سيأتينا هذا البحث.

١٩٠

إذن كان للنبي العناية الوافرة بتعريف أهل البيت لم يرَ مثلها إلا في أقل الموارد حيث قام بتعريفهم بطرق مختلفة كما كان المحدثين والمفسرين وأهل السّيَر والتأريخ لهم العناية الكاملة بتعريف أهل البيتعليهم‌السلام في مواضع مختلفة وحسب المناسبات التي تقتضي طرح هذه المسألة وكذلك الشعراء المخلصين الاسلاميين الذين كان لهم العناية البارزة ببيان فضائل أهل البيت وتعريفهم للناس والتصريح بأسمائهم علىٰ وجه يظهر من الجميع اتفاقهم علىٰ نزول الآية في حق العترة الطاهرة.

أما الروايات الواردة في بيان من هم أهل البيتعليهم‌السلام فنروي لك شاهدين الشاهد الأول : ما روي عن أُم سلمة انها قالت : ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان في بيتي فاستدعى علياً وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ؛ وجللهم بعباءةٍ خيبرية ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً فقالت أُم سلمة : قلت يا رسول الله أنا من أهل بيتك ؟ قال لا : ولكنك إلىٰ خير(1) .

أما الشاهد الثاني : ما روي عن أمير المؤمنين عليعليه‌السلام في إحتجاجه علىٰ أبي بكر حيث قال له أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) أفينا نزلت أو في غيرنا نزلت ؟ قال : فيكم : فأخبرني لو أنّ شاهدين من المسلمين شهداً على فاطمةعليها‌السلام بفاحشة ما كنت صانعاً ؟ قال :

كنت أقيم عليها الحد كما أقيم علىٰ نساء المسلمين !! قال الإمامعليه‌السلام كنتَ إذنْ عند الله من الكافرين قال : ولِمَ ؟ قال : لأنك رددت شهادة الله وتقبل شهادة غير لأنَّ الله عز وجل قد شهد لها بالطهارة فاذا رددت شهادتها وقبلتَ شهادةَ غيرها كنت عند الله من الكافرين قال : فبكىٰ الناس وتفرقوا ودمدموا(2) .

وعلى هذا يكون الشاهدين فيهما دلالة علىٰ أن فاطمة كانت من أهل بيت العصمة فهي معصومة من الزلل والخطأ والعصمة هنا لها هي العصمة الذاتية وليس الفعلية ، ومما يؤكد العصمة فيها كذلك الأقوال والأحاديث الواردة من خلال استقراء كتب الحديث حيث روت لنا هذه الكتب إن الرسول كان دائماً يقول : فاطمة بضعة مني

__________________

(1) التبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي : 8 / 339.

(2) علل الشرائع : 191 باب 151.

١٩١

يغضبني من أغضبها ويسرني من أسرها وإن الله ليغضب لغضبها ويرضىٰ لرضاها.

فان هذا كاشف عن إناطة رضاها بما فيه مرضاة الرب جلَّ شأنه وغضبه بغضبها حتىٰ إنها لو غضبت أو رضيت علىٰ أمر مباح لابد أن تكون له جهة شرعية تدخله في الراجحات لم تكن حالة الرضا والغضب فيها منبعثة عن جهة نفسانية وهذا مثل العصمة الثابتة لهاعليها‌السلام (1) وقد قال الشيخ المفيد طاب ثراه(2) في إثبات الحكم بكون فاطمة معصومة من الزلل والخطأ ما نصه : قد ثبت عصمة فاطمةعليها‌السلام بإجماع الأمة على ذلك فتياً مطلقة ، وإجماعهم علىٰ إنّه لو شهد شهود بما يوجب إقامة الحد من الفعل المنافي للعصمة ، لكان الشهود مبطلين في شهادتهم ، ووجب علىٰ الأمة تكذيبهم وعلىٰ السلطان عقوبتهم ، فإنّ الله تعالىٰ قد دل علىٰ ذلك بقوله :( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .

ولا خلاف بين نقلة الآثار إن فاطمةعليها‌السلام كانت من أهل هذه الآية ، وقد بيّنا فيما سلف إنَّ ذهاب الرجس عن أهل البيت الذين عنوا بالخطاب يوجب عصمتهم ولاجماع الأمة ايضاً علىٰ قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من آذىٰ فاطمة فقد آذاني ومن آذاني فقد آذىٰ الله عز وجل ». فلولا أنّ فاطمةعليها‌السلام كانت معصومة من الخطأ ، مبرأة من الزلل ، لجاز منها وقوع ما يجب آذاها بالأدب والعقوبة ولو وجب ذلك لوجب آذاها ولو جاز وجوب آذاها لجاز آذىٰ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والأذىٰ لله عز وجل فلمّا بطل ذلك دلَّ علىٰ أنهاعليها‌السلام كانت معصومة حسب ما ذكرناه ، وإذا ثبت عصمة فاطمةعليها‌السلام وجب القطع بقولها ، واستغنت عن الشهود في دعواها ـ في قضية فدك ـ لأن المدعي إنمّا افتقر للشهود لارتفاع العصمة عنه وجواز ادعائه الباطل فيستظهر بالشهود وعلى قوله لئلا يطمع كثير من الناس في أموال غيرهم ، وجحد الحقوق الواجبة عليهم وإذا كانت العصمة مغنية عن الشهادة وجب القطع علىٰ قول فاطمةعليها‌السلام وعلىٰ ظلم مانعها فدكاً ومطالبتها بالبينة عليها.

ويكشف عن صحة ما ذكرناه أن الشاهدين إنما يقبل قولهما على الظاهر مع جواز

__________________

(1) وفاة الصديقة الزهراء : 55 للمقرم.

(2) الفصول المختارة من العيون المحاسن : 88.

١٩٢

أن يكونا مبطلين كاذبين فيما شهدا به ، وليس يصح الإستظهار علىٰ قول من قد أمن من الكذب بقول من لا يؤمن عليه ، ذلك كيما لا يصح الاستظهار علىٰ قول المؤمن بقول الكافر ، وعلىٰ قول العدل البر بقول الفاسق الفاجر. ويدل أيضاً على ذلك : إنَّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله استشهد علىٰ قوله فشهد خزيمة بن ثابت في ناقة نازعه فيها منازع ؛ فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أين علمت يا خزيمة ، أنَّ هذه الناقة لي ؟ أشهدت شرائي لها ؟ فقال : لا ولكني علمت أنَّها لك من حيث إنَّك رسول الله ، فأجاز النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله شهادته كشهادة رجلين وحكم بقوله فلو لا أن العصمة دليل الصدق وتغني عن الاستشهاد ، لما حكم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بقول خزيمة من ثابت وحده وصوّبه في الشهادة له على ما لم يره ولم يحضره ، باستدلاله عليه بدليل نبوته وصدقه علىٰ الله سبحانه فيما أداه الىٰ بريته ، وإذا وجب قبول قول فاطمةعليها‌السلام بدلائل صدقها ، واستغنت عن الشهود لها ثبت ان من قطع حقها وأوجب الشهود علىٰ صحة قولها ، قد جار في حكمه وظلم في فعله ، وآذىٰ الله تعالىٰ ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله بايذائه لفاطمةعليها‌السلام وقد قال الله عزّ وجلّ :( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ) (1) . اذن لا شك في عصمة فاطمةعليها‌السلام ، أمّا عندنا فللإجماع القطعي المتواتر والأخبار المتواترة في فضائلها ومناقبها.

وأمّا الحجة علىٰ المخالفين :

1 ـ فبآية التطهير الدالة علىٰ عصمتها ، وكما بيّنا في إثبات نزول هذه الآية في جماعة كانت داخلة فيهم بل هي قطب الرحىٰ الذي يدور فيه أهل البيتعليهم‌السلام .

2 ـ وبالأخبار المتواترة الدالّة علىٰ أنّ إيذائها إيذاء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وإنّ الله تعالىٰ يغضب لغضبها ويرضىٰ لرضاها : ووجه الإستدلال بالروايات علىٰ عصمتها صلوات الله عليها : أنّه كانت فاطمةعليها‌السلام ممن تقارق الذنوب وترتكبها ، لجاز إيذاؤها ، بل إقامة الحد عليها ، لو فعلت معصية ، وارتكبت ما يوجب حداً ، لم يكن رضاها رضىٰ الله

____________

(1) الأحزاب : آية 57.

١٩٣

سبحانه إذا رضيت بالمعصية ، ولا من سرها في معصية ساراً لله سبحانه ، ومن أغضبها بمنعها عن ارتكابها مغضباً له جل شأنه ، فإن قيل : لعل المراد ، من آذاها ظلماً فقد آذاني ، ومن سرّها في طاعة الله فقد سرّني ، وأمثال ذلك ، لشيوع التخصيص في العمومات قلنا :

أولاً : التخصيص خلاف الأصل ، ولا يصار إليه إلا بدليل فمن أراد التخصيص فعليه إقامة الدليل.

ثانياً : إن فاطمة صلوات الله عليها تكون حينئذ كسائر المسلمين ، لم تثبت لها خصوصية ومزية في تلك الأخبار ، ولا كان لها فيها تشريف ومدحة ؛ وذلك باطل بوجوه :

1 ـ إنّه لا معنىٰ حينئذ لتفريع كون إيذائها إيذاء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله على كونها بضعة منه كما يصرح بذلك صحيح البخاري ومسلم في رواياته.

2 ـ إنّ كثيراً من الأخبار السالفة المتضمنة لانكارهصلى‌الله‌عليه‌وآله علىٰ بني هاشم ، في أن ينكحوا إبنتهم علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أو انكاح بنت أبي جهل ، ليس من المشتركات بين المسلمين فإنَّ ذلك النكاح كان مما أباحه الله سبحانه ، بل ممّا رغّب فيه وحث عليه لولا كان كونه إيذاء لسيدة النساء ، وقد علل رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله عدم الإذن بكونها بضعة منه يؤذيها ما آذاها ويريبه ما يريبها تظهر بطلان القول بعموم الحكم لكافة المسلمين ، علىٰ إنه لو ثبت هذا القول بأن عليعليه‌السلام ربما أو أراد أن يتزوج من المتقدمي الذكر.

3 ـ إنّ القول بذلك يوجب إلقاء كلامهصلى‌الله‌عليه‌وآله وخلوّه من الفائدة ، إذ مدلوله حينئذ أنّ بضعته كسائر المسلمين ولا يقول ذلك من أوتي حظاً من الفهم والفطانة ، أو اتصف بشيء من الانصاف والأمانة ، وقد أطبق محدثوهم على إيراد تلك الروايات في باب مناقبها صلوات الله عليها.

فإن قيل : أقصىٰ ما تدل عليه الأخبار ، هو أنَّ إيذاؤها إيذاء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن جوّز صدور الذنب عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لا يأبىٰ عن إيذائه إذا فعل ما يستحق به الإيذاء.

قلنا : بعد ما مر من الدلائل علىٰ عصمة الأنبياءعليهم‌السلام ، قال الله تعالى( وَالَّذِينَ

١٩٤

يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (1) . وقال سبحانه :( وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ ) (2) . وقال تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ) (3) . فالقول بجواز ايذائهصلى‌الله‌عليه‌وآله ردّ لصريح القرآن ، ولا يرضىٰ به أحد من أهل الإيمان ، فإن قيل : إنّما دلّت الأخبار علىٰ عدم جواز إيذائها ، وهو إنما ينافي صدور الذنب منها يمكن للناس الاطلاع عليه ، حتىٰ يؤذيها نهياً عن المنكر ، ولا ينافي صدور معصية عنها خفيّة فلا يدل علىٰ عصمتها مطلقاً.

قلنا : نتمسك في دفع هذا الاحتمال بالإجماع المركب أن ما جرى في قصة فدك وصدر عنها من الانكار علىٰ أبي بكر ومجاهرتها بالحكم بكفره وكفر طائفة من الصحابة وفسقهم تصريحاً وتلويحاً ، وتظلمها وغضبها علىٰ أبي بكر ، وهجرتها وترك كلامها حتىٰ ماتت ، لو كانت معصية لكانت من المعاصي الظاهرة التي قد أُعلنت بها علىٰ رؤوس الأشهاد ، وأي ذنب أظهر وأفحش من مثل هذا الردّ والانكار علىٰ الخليفة المفترض الطاعة علىٰ العالمين ؟ بزعمهم فلا محيص لهم عن القول ببطلان خلافة خليفتهم العظمىٰ تحرزاً عن إسناد هذه المعصية الكبرىٰ إلىٰ سيدة النساء.

3 ـ ونحتج أيضاً في عصمتهاعليها‌السلام بالاخبار الدالة علىٰ وجوب التمسك بأهل البيتعليهم‌السلام وعدم جواز التخلف عنهم ، وما يقرّب هذا المعنىٰ ، ولا ريب في أن ذلك لا يكون ثابتاً لأحد ، إلاّ إذا كان معصوماً إذ لو كان ممّن يصدر عنه الذنوب لما جاز إتباعه عند إرتكابها ، بل يجب ردعه ومنعه وايذاؤه واقامة الحد عليه وإنكاره بالقلب واللسان وكل ذلك ينافي ما حث عليه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وأوصىٰ به الأمة في شأنهم ، ويكفي في ذلك ما رواه المخالفون لنا عن الترمذي عن زيد بن أرقم قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا ، أحدهما أعظم من الآخر وهو كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتّىٰ يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فلا يهولنَّك ما يقرع سمعك من الطنين آخذاً

__________________

(1) التوبة : آية 61.

(2) الأحزاب : آية 53.

(3) الأحزاب : آية 57.

١٩٥

من الميول والأهواء المردية بأن العصمة الثابتة لمن شاركها في الكساء لأجل تحملهم الحجية من رسالة أو إمامة ، وقد تخلت الزهراءعليها‌السلام عنها ـ النبوة والإمامة ـ فلا تجب عصمتها ، الجواب إنّا لم نقل بتحقق العصمة فيهمعليهم‌السلام لاجل تبليغ الاحكام حتىٰ يقال بعدم عصمة الصديقة لعدم توقف التبليغ عليها ، وإنما تمسّكنا بعصمتهم بعد نص الكتاب العزيز بإقتضاء الطبيعة المتكونة من النور الالهي المستحيل فيمن اشتقت منه مقارفة إثم أو تلوث بما لا يلائم ذلك النور الأرفع حتىٰ في ترك الاولىٰ(1) .

وإلى ذلك يشير المرحوم الشيخ الاصفهاني في ارجوزته :

تبتلت عن دنس الطبيعة

فيا لها من رتبة رفيعة

مرفوعة الهمة والعزيمة

عن نشأة الزخارف الذميمة

في افق المجد هي الزهراء

للشمس من زهرتها الضياء

بل هي نور عالم الأنوار

ومطلع الشموس والاقمار

رضيعة الوحي من الجليل

حليفة لمحكم التنزيل

مفطومة من زلل الأهواء

معصومة من وصمة الخطاء

إذن في النتيجة النهائية نصل إلى أن حديث الكساء إرتبط إرتباط وثيق بنزول آية التطهير والتي تمثل الأساس المتين لإثبات عصمة أهل البيتعليهم‌السلام وبما فيهم فاطمة الزهراءعليها‌السلام ولذلك جاءت الآية المباركة للتطهير لتكون نور من أنوار حديث الكساء حيث كلما ذكرت ذكر حديث الكساء ليكون من الأهمية البارزة في حياتنا العقائدية والروحانية والدُعائية ، ونختم الكلام في عصمة فاطمةعليها‌السلام فيما قاله الأستاذ العلامة حسن زاده آملي حيث يقول : ـ كانت فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ذات عصمة بلا دغدغة ووسوسة ، وقد نص كبار العلماء كالمفيد والمرتضى وغيرهما بعصمتهاعليها‌السلام بالآيات والروايات والحق معهم والمكابر محجوج مفلوج ، وكانتعليها‌السلام جوهره قدسية في تعين إنسيّ ، فهي إنسية حوراء وعصمة الله الكبرىٰ وحقيقة العصمة أنها قوة نوريّة ملكوتية تعصم صاحبها عن كل ما يشينه من رجس الذنوب

__________________

(1) وفاة الصديقة الزهراء : 54.

١٩٦

والأدناس والسهو والنسيان ونحوها من الرذائل النفسانية فاعلم أن العترة وفاطمة منهم معصومة كما نص به الوصي الإمام عليعليه‌السلام في النهج : « وكيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم وهم أزمة الحق وأعلام الدين والسنة الصدق فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن وردوهم ورود الهيم العطشان ».

ونطق ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه بالصواب حيث قال : « فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن تحته سرٌّ عظيم وذلك أنه أمر المكلفين بأن يجرو العترة في إجلالها وإعظامها والإنقياد لها والطاعة لأوامرها مجرىٰ القرآن ».

ثم قال : « فإن قلت : فهذا القول منه يشعر بأن العترة معصومة فما قول أصحابكم ـ يعني القائلين بمذهب الإعتزال ـ في ذلك ؟

قلت : نصّ أبو محمّد بن متويه في كتاب الكفاية علىٰ ان علياًعليه‌السلام معصوم وأدلّة النصوص قد دلّت على عصمته والقطع على باطنه ومغيبه وأن ذلك أمر إختص هو به دون غيره من الصحابة » فتدبَّر.

وإذا دريت أن بقية النبوة وعقيلة الرسالة ووديعة المصطفىٰ وزوجة ولي الله وكلمة الله التامة فاطمةعليها‌السلام ذات عصمة فلا بأس بأن تشهد في فصول الاذان والإقامة بعصمتها وتقول مثلاً : « أشهد أن فاطمة بنت رسول الله عصمة الله الكبرىٰ » أو نحوها(1) .

الوقفة الثانية

سند هذا الحديث

أما سند حديث الكساء الشريف فهو في غاية المتانة والصحة بل يُعتبر من الأحاديث المتواترة وليس المشهورة بل هو المتواتر القطعي ، ويكفي في ذلك إنّ روايات جمة تزيد علىٰ سبعين رواية من طرق أهل السنة تروي هذا الحديث المبارك ،

__________________

(1) فص حكمة عصمتية في كلمة فاطمية 14.

١٩٧

هذا فضلاً عن الطرق الخاصة لاهل المذهب الحق الشيعة الامامية ، هذا من جهة ومن جهة أُخرىٰ فيكفي في رواية هذا الحديث من ناحية السند جابر بن عبد الله الأنصاري الذي روىٰ الحديث بسند معتبر عن لسان فاطمة الزهراءعليها‌السلام ، حيث يعتبر هذا الصحابي الجليل ـ جابر الانصاري ـ من الذين حملوا سلام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلىٰ حفيده الإمام محمد الباقرعليه‌السلام ، حيث تروي لنا كتب الرجال أن هذا الصحابي يكفي في وثاقته أنه عاصر الرسول والإمام علي والحسن والحسين وعلي بن الحسينعليهم‌السلام حتى أدرك الإمام الباقرعليه‌السلام . فلقد روىٰ لنا التأريخ كيف دخل جابر الانصاري علىٰ الإمام الباقرعليه‌السلام قائلاً له : إن جدك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقرك السلام والتحية والاكرام وقال لي يا جابر ستدرك واحد من أبنائي : إسمه اسمي يبقر العلم بقرا فأبلغه عني السلام.

فتعتبر هذه من الكرامات والمعجزات التي تثبت مدىٰ صدق دعوة النبي وإنه ما ينطق عن الهوىٰ إن هو إلاّ وحي يوحىٰ وأن له شأن مع الله تعالىٰ. اذن حديث الكساء من الاحاديث المؤكده وسنده صحيح معتبر وانه من الأحاديث المستفيضة عند العامة والخاصة.

الوقفة الثالثة

مضامين هذا الحديث المختلفة

قبل كل شيء لابد من التأكيد علىٰ مسألة مهمة ألا وهي مسألة عرض أي موضوع يطرح في عالم الإمكان علىٰ القرآن والسنة النبوية الشريفة الصحيحة فما كان موافقاً للقرآن الكريم فإنّا نأخذ به وما كان مخالف للقرآن الكريم نضرب به عرض الحائط وهذا ما أكدته الكثير من الروايات في هذا المقام ، وعلىٰ ضوء هذا الأساس سيكون استقراءنا لهذا الحديث المبارك واستجلاء حقائقه على ضوء القرآن الكريم والسنة الشريفة وهذا لا يعني أننّا لابد من ذكر كل الأمور القرآنية التي توافق هذا

١٩٨

الحديث فان هذا سوف يكون بحاجة الىٰ كتاب مستقل في هذا الموضوع وأنما يكون الأمر علىٰ ضوء التمعن والتأمل علىٰ ضوء المرتكزات القرآنية لدىٰ الإنسان المؤمن.

* فالحديث علىٰ كل حال قد رواه المسلمون كافة وبصورة مختلفة وهيئات متعددة ولكن جوهر الحديث واحد : هو أنَّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله جمع أهل بيته وألقى عليهم رداءً وقال : « اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وخاصَّتي وحامتي لحمهم لحمي ودمهم دمي يؤلمني مايؤلمهم ».

* إنّ حديث الكساء ذو مصداقية كبيرة من خلال توافقه الكبير مع القرآن الكريم وهذا ما نجده أثناء تطبيق حقائقه التي يدعو إليها سواء العقائدية أو العلمية أو الروحانية أو المادية مع القرآن الكريم ومضمونه وحقائقه وعليه بعد إثبات ذلك ـ وكما هو مثبوت في محله ـ فإننّا لابدَّ من الأخذ به والوقوف معه الوقفة الجلية لنستظهر حقائقه المعصومية.

* هناك مسألة قد أثيرت حول هذا الحديث الشريف وهي هل أنَّ هذا الحديث وقضيته والتي كان من مضمونها ـ ان الرسول تغطىٰ بكساء ـ كانت في بيت أم سلمة كما روىٰ ذلك مجموعة من العامة أم في بيت فاطمةعليها‌السلام ؟

والجواب علىٰ ذلك : إن قضية حديث الكساء وما له من الأهمية الكبرىٰ كان في بيت فاطمةعليها‌السلام وبدلالة الحديث نفسه حيث اننا سلمنا بصحة سند الحديث واستفاضته أيضا فعليه نقول : إنَّ هناك قرينة واضحة ومتصلة لا منفصلة في نفس الحديث تؤكد علىٰ كون الحديث كان في بيت فاطمة والقرينة هي إنّ الحديث يبدأ بقوله علىٰ لسان فاطمةعليها‌السلام « عن فاطمة الزهراءعليها‌السلام بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قالت دخل عليَّ أبي رسول الله في بعض الأيام ».

فقولهاعليها‌السلام دخل عليَّ أبي رسول الله فيه دلالة واضحة على كون دخولهصلى‌الله‌عليه‌وآله في بيتها لا في بيت ام سلمة أضف الىٰ ذلك دخول الحسن والحسين وأبيهما الامام عليعليه‌السلام في بيت أم سلمة لا معنى له ، ثم ما هي الثمرة العملية على هذه المسألة فلربّما يقول قائل سواء كان الحديث في بيت أم سلمة أم في بيت فاطمةعليها‌السلام مالفائدة في ذلك ؟ فنقول إنّ الفائدة تظهر إنه لو كان في بيت أم سلمة لكان البعض ممن يقول بهذا

١٩٩

القول إنّ العصمة والطهارة والإرادة التكوينية تخص نساء النبي بدلالة بيت أم سلمة ، وان كان عندنا إنَّه لا ملازمة فيه فتأمل.

* وفي معرض الكلام حول أم سلمة هناك إشارة لطيفة لمن تمعّن فيها وتأمل حيث تظهر من خلال حديث الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وعدم قبوله أم سلمة بالدخول تحت الكساء وعدم إعطائها الإذن في ذلك حيث الإشارة تدل علىٰ الرسول قال لها إنّك علىٰ خير ولم يطردها ولم يأذن لها بالدخول تحت الكساء ، وهذا فيه دلالة واضحة من خلال استظهار كلمة ـ إنَّك علىٰ خير ـ إنّها سوف تكون عاقبة أمرها إلى خير وإنَّك الآن فعلاً علىٰ خير وإنه سوف يكون مآل حياتك الىٰ العاقبة الحسنة وهذا بخلاف ما نجده في بعض نساء النبي اللواتي خرجن علىٰ إمام زمانهنّ.

*« دخل عليَّ أبي في بعض الأيام فقال » في الحديث أنَّ فاطمة هي الملجأ لأبيها فاذا شعر بضعف أو ألم أسرع إلىٰ فاطمة حيث يجد عندها الراحة والطمأنينة والهدوء لأن النظر الىٰ فاطمة يمسح الهموم والأحزان من قلب النبي كما كان الإمام عليعليه‌السلام يقول : إذا نظرت الىٰ فاطمة إنجلت عني الهموم والأحزان وإلاّ لماذا لم يذهب النبي الىٰ إحدى زوجاته علما بأن الرجل يشعر بالسكن لدىٰ زوجته حيث يقول القرآن الكريم( خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ) ، ويقول الله تعالى :( هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ) ، فلماذا لم يذهب النبي الىٰ واحدة من زوجاته وإنّما ذهب الىٰ الزهراء ؟ والجواب أنَّ فاطمة كانت أم أبيها وكان يشعر بالدفء والراحة عندما يزور الزهراء ، بل يتزود بالطاقة والحنين حيث يرىٰ فاطمةعليها‌السلام ولذلك نجد أن التأريخ الإسلامي يروي لنا أنَّ آخر من يودع النبي في غزواته وسفره هي فاطمة وأول من يمرّ عليه بعد رجوعه من سفره خارج المدينة هو بيت فاطمةعليها‌السلام .

*« إني أجد في بدني ضُعْفاً فقلت له أعيذك بالله يا أبتاه من الضعف » ، قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله هذا القول ولم يقل أني أجد في روحي ضعفاً أو فكري وهذا خلاف ما إتهمه بعض المشركين بأنَّه شاعر مجنون إنّما هو ضعف بدني أصابه نتيجة الاجهاد والمثابرة علىٰ العمل فهو يقول لها : أني لأجد في بدني ضعفاً وهي تقول له : أعيذك بالله

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470