منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

منتهى المقال في أحوال الرّجال16%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-91-4
الصفحات: 470

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 470 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 256964 / تحميل: 5229
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩١-٤
العربية

١
٢

٣
٤

٨٣٢ ـ الحسين بن إبراهيم بن أحمد :

ابن هشام المؤدّب المكتّب ، أكثر الصدوق من الرواية عنه مترضّيا(١) مترحّما(٢) ،تعق (٣) .

٨٣٣ ـ الحسين بن إبراهيم تاتانة :

أكثر الصدوق من الرواية عنه مترضّيا(٤) ،تعق (٥) .

أقول : مضى هكذا عنه مكبّرا(٦) ، فلاحظ.

٨٣٤ ـ الحسين بن أبي حمزة :

قالكش : سألت أبا الحسن حمدويه بن نصير عن عليّ بن أبي حمزة الثمالي والحسين بن أبي حمزة ومحمّد أخويه ، فقال : كلّهم ثقات فاضلون.

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ١٤٩ / ٢١ ، ١٧٢ / ١ ، ٢١٤ / ٢١ ؛ علل الشرائع : ٦٩ / ١.

(٢) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ١٤٣ / ١٠.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٥.

(٤) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ١٣٩ / ٣ ، ٢٦٢ / ٣٢.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١٥٥ ، وفيها وفي النسخة الحجريّة : ناتانة ، وفي نسخة « ش » : نانانة.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٩٤ ، وفي نسخة « ش » : مصغّرا.

٥

وهذا سند صحيح أعمل عليه ، وأقبل روايته ورواية أخويه.

وقالجش : أسماء ولد أبي حمزة : نوح ومنصور وحمزة قتلوا مع زيد ، ولم يذكر الحسين من عدد أولاده.

وقال ابن عقدة : حسين ابن بنت أبي حمزة(١) الثمالي خال محمّد بن أبي حمزة ، وإنّ الحسين بن أبي حمزة ابن بنت الحسين بن أبي حمزة الثمالي ، وإنّ الحسين بن حمزة الليثي ابن بنت أبي حمزة الثمالي.

وقالجش أيضا : الحسين بن حمزة الليثي الكوفي هو ابن بنت أبي حمزة الثمالي ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . وأسقط لفظة أبي بين الحسين وحمزة.

وبالجملة : فهذا الرجل عندي مقبول الرواية. ويجوز أن يكون ابن بنت أبي حمزة ، وغلب عليه النسب إلى أبي حمزة بالبنوّة ،صه (٢) .

وبخطّشه : لم يظهر من جميع ما ذكر ما ينافي ما شهد به حمدويه الثقة الجليل للحسين بن أبي حمزة ، لأنّ كلامجش إنّما دلّ على ذكر من قتل مع زيد ، وكلام ابن عقدة يدلّ على وجود الحسين بن أبي حمزة الثمالي وإن شاركه غيره في الاسم.

وقولجش : إنّ الحسين بن حمزة الليثي هو ابن بنت أبي حمزة(٣) ، لا ينافي كون أبي حمزة له ولد اسمه الحسين.

وقوله : ويجوز أن يكون إلى آخره ، غير متوجّه.

__________________

(١) في النسخ زيادة : وإنّ الحسين بن أبي حمزة. وحذفها هو الموافق للمصدر وكافّة المصادر الناقلة عنه.

(٢) الخلاصة : ٥٠ / ١٣.

(٣) رجال النجاشي : ٥٤ / ١٢١.

٦

وقوله : خال محمّد ، في د : خاله محمّد(١) ، وهو أجود لما تقدّم من أنّ أبا حمزة له ولد اسمه محمّد ، وهذا الحسين ابن بنت أبي حمزة ، فيكون محمّد خاله(٢) ، انتهى.

وهو(٣) كذلك ، لكن لا يخفى أنّ مراد العلاّمةرحمه‌الله واضح ، وإن كان في قوله : وبالجملة. إلى آخره ، شي‌ء ، فافهم.

والذي فيكش في ابن أبي حمزة الثمالي والحسين ومحمّد(٤) أخويه وأبيه :

قال أبو عمرو : سألت إلى آخره. وبعد أخويه : وأبيه(٥) .

وما فيجش وست يأتي في ابن حمزة(٦) .

وفيجخ : ابن بنت أبي حمزة(٧) ، ويأتي.

وفيتعق : ظاهر العبارة التي نسبهاصه إلىجش الحصر ؛ وظاهره وظاهر الشيخ الاتّحاد ، كما هو ظاهرصه بل ابن عقدة أيضا ، فتأمّل.

نعم في ترجمة ابن ثابت رواية الحسين بن أبي حمزة عن أبيه أبي حمزة(٨) ، لكن يحتمل كونه لغلبة النسبة كما قاله العلاّمة.

وفي الوجيزة حكم بالتغاير كالمصنّف(٩) ، والظاهر أنّه لا ثمرة ، لورود‌

__________________

(١) رجال ابن داود : ٨٠ / ٤٧٨.

(٢) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٢٨.

(٣) في نسخة « ش » : فهو.

(٤) ومحمّد ، لم يرد في نسخة « ش ».

(٥) رجال الكشّي : ٤٠٦ / ٧٦١.

(٦) الفهرست : ٥٦ / ٢١٥ ، وفيه : الحسين بن أبي حمزة.

(٧) رجال الشيخ : ١٦٩ / ٦١ ، وفيه : الحسين بن حمزة.

(٨) رجال الكشّي : ٣٣ / ٦١.

(٩) الوجيزة : ١٩٣ / ٥٣٧ / ٥٣٨.

٧

التوثيق لكليهما من الثقة الجليل(١) .

أقول : حكم في النقد أيضا بالتغاير(٢) ، وكذا المحقّق الشيخ محمّد ، والفاضل عبد النبي الجزائري ، وقال : أحدهما ابن أبي حمزة الثمالي وثانيهما ابن حمزة الليثي ، وليس في كلامجش وابن عقدة منافاة لذلك ، بل في كلام ابن عقدة دلالة عليه وإن كانت عبارته لا تخلو من تعقيد(٣) ، انتهى.

وقول الميرزا : ما فيست يأتي في ابن حمزة ، ليس فيه على ما يأتي له ذكر ، فلاحظ ؛ والذي رأيته فيست ونقله في الحاوي والمجمع(٤) هكذا : الحسين بن أبي حمزة ، له كتاب ، رويناه بالإسناد الأول عن ابن أبي عمير عنه(٥) .

والإسناد : عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل عن ابن بطّة(٦) ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن صفوان. إلى آخره(٧) .

وفيمشكا : ابن أبي حمزة الثقة ، عنه أحمد بن الحسن الميثمي ، والحسن بن محبوب ، وإبراهيم بن مهزم.

وهو عن الباقر والصادقعليهما‌السلام (٨) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١١.

(٢) نقد الرجال : ١٠٠ / ٥.

(٣) حاوي الأقوال : ٥٢ / ١٨٤.

(٤) والمجمع ، لم ترد في نسخة « م ».

(٥) الفهرست : ٥٦ / ٢١٥ ، مجمع الرجال : ٢ / ١٦٢ ، حاوي الأقوال : ٥١ / ١٨٣.

(٦) الفهرست : ٥٥ / ٢٠٩.

(٧) الفهرست : ٥٦ / ٢١٣.

(٨) هداية المحدّثين : ٤١.

٨

٨٣٥ ـ الحسين بن أبي سعيد هاشم :

ابن حيّان المكاري ، أبو عبد الله ؛ كان(١) هو وأبوه وجهين في الواقفة ، وكان الحسين ثقة في حديثه ، ذكره أبو عمرو الكشي في جملة الواقفة وذكر فيه ذموما ، وليس هذا موضع ذكر ذلك.

له كتاب نوادر كبير ، الحسن بن محمّد بن سماعة به ،جش (٢) .

وفيكش : حدّثني حمدويه ، قال : حدّثني الحسن ، قال : كان ابن أبي سعيد المكاري واقفيّا(٣) .

وفيه : محمّد بن مسعود ، عن جعفر بن أحمد ، عن أحمد(٤) بن سليمان ، عن منصور بن العبّاس البغدادي ، عن إسماعيل بن سهل ، قال : حدّثني بعض أصحابنا ـ وسألني أن أكتم اسمه ـ قال : كنت عند الرضاعليه‌السلام فدخل عليه عليّ بن أبي حمزة وابن السراج وابن المكاري ، فقال له ابن [ أبي ](٥) حمزة : ما فعل أبوك؟ قال : مضى ، قال : موتا؟ قال : نعم ، فقال : إلى من عهد؟ قال : إليّ ، قال : فأنت إمام مفترض الطاعة من الله؟ قال : نعم.

قال ابن السراج وابن المكاري : قد والله أمكنك من نفسه ، قال : ويلك وبما أمكنت ، أتريد أن آتي بغداد وأقول لهارون : إنّي إمام مفترض الطاعة؟! والله ما ذاك عليّ ، وإنّما قلت ذلك لكم عند ما بلغني من اختلاف‌

__________________

(١) في نسخة « ش » : وكان.

(٢) رجال النجاشي : ٣٨ / ٧٨.

(٣) رجال الكشّي : ٤٦٥ / ٨٨٤.

(٤) في المصدر : حمدان ، وفي نسخة منه : أحمد.

(٥) أثبتناه من المصدر.

٩

كلمتكم وتشتّت أمركم لئلاّ يصير سرّكم في يد عدوّكم(١) ، الحديث. وهو طويل ، وفيه غيره أيضا(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي سعيد الموثّق ، عنه الحسن بن محمّد بن سماعة(٣) .

٨٣٦ ـ الحسين بن أبي العلاء الخفّاف :

أبو علي الأعور ، مولى بني أسد ، ذكر ذلك ابن عقدة وعثمان بن حاتم ابن منتاب ؛ وقال أحمد بن الحسينرحمه‌الله : هو مولى بني عامر ، وأخواه : علي وعبد الحميد ، روى الجميع عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وكان الحسين أوجههم.

له كتب ، منها ما أخبرناه واختاره(٤) محمّد بن جعفر الأديب. إلى أن قال : قالا(٥) : حدّثنا أحمد بن أبي بشر ، عنه ،جش (٦) .

والظاهر أنّ أحمد بن الحسين هذاغض ، وظاهر الأصحاب قبول قوله مع عدم المعارض ، فقوله : وكان الحسين أوجههم ، مع كون عبد الحميد ثقة ربما يفيد مدحا.

وفي د : حكى سيّدنا جمال الدينرحمه‌الله في البشرى تزكيته(٧) ؛ فلا يبعد عدّ روايته في الحسان.

__________________

(١) رجال الكشّي : ٤٦٣ / ٨٨٣.

(٢) رجال الكشّي : ٤٦٦ / ٨٨٥.

(٣) هداية المحدّثين : ٤٢.

(٤) في المصدر : أجازه.

(٥) في نسخة « م » : قال.

(٦) رجال النجاشي : ٥٢ / ١١٧.

(٧) رجال ابن داود : ٧٩ / ٤٦٨.

١٠

وفيست : له كتاب يعدّ في الأصول ؛ جماعة من أصحابنا ، عن محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن ابن أبي عمير وصفوان ، عنه(١) .

وفيكش : قال محمّد بن مسعود عن عليّ بن الحسن بن فضّال : إنّ الحسين بن أبي العلاء الخفّاف كان أعور.

وقال حمدويه : هو أزدي ، وهو الحسين بن خالد ، وكنية خالد أبو العلاء ، أخوه عبد الله بن أبي العلاء(٢) .

وفيتعق : في رواية صفوان عنه إشعار بالوثاقة ، وكذا ابن أبي عمير ، وكذا كونه كثير الرواية ، وأكثرها مقبولة.

والظاهر من عبارةجش أنّ قول أحمد هو : مولى بني عامر ، فقط ، فتأمّل.

وقوله : أوجههم ، ربما يفيد في نفسه مدحا ، بل ربما يشير إلى مدح ما بالنسبة إلى أخويه ، وإذا كان وجه يفيد المدح فلعلّ الأوجه يفيد الوثاقة(٣) ؛ ولعلّه لهذا ادّعى المحقّق الداماد وثاقة أخويه أيضا(٤) .

وفي الوجيزة : ممدوح ، وربما يقال : ثقة(٥) . ولا يخفى من غرابة بالنسبة إلى رؤيته.

هذا ، وعبد الحميد الذي وثّقهجش هو ابن أبي العلاء بن‌

__________________

(١) الفهرست : ٥٤ / ٢٠٤.

(٢) رجال الكشّي : ٣٦٥ / ٦٧٨ ، وزاد بعد ابن خالد : ابن طهمان الخفّاف.

(٣) في التعليقة زيادة : ولعلّه يومئ إلى وثاقة أخويه أيضا.

(٤) تعليقة الداماد على رجال الكشّي : ١ / ٢٤٣.

(٥) الوجيزة : ١٩٣ / ٥٤٠.

١١

عبد الملك(١) ، ولم يظهر بعد اتّحاده مع الخفّاف ، بل الظاهر العدم ، وهو ظاهر المصنّف أيضا(٢) ؛ على أنّ كونه ثقة عند أحمد من أين؟! سيّما مع عدم سلامة جليل من طعنة(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي العلاء ، عنه أحمد بن بشير ، وابن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى ، وعليّ بن الحكم الثقة ، والقاسم بن محمّد الجوهري ، وجعفر بن بشير ، وعبد الله بن المغيرة(٤) .

٨٣٧ ـ الحسين بن أبي غندر :

كوفي ، يروي عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ويقال : هو عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ؛ له كتاب ، صفوان بن يحيى عنه به ،جش (٥) .

وفيست : له أصل ؛ أخبرنا به الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن أبي عبد الله محمّد بن وهبان الهناني(٦) ، عن أبي القاسم عليّ بن حبشي ، عن أبي المفضّل(٧) العبّاس بن محمّد بن الحسين ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عنه(٨) .

أقول : فيضح : ابن غندر : بضمّ المعجمة وإسكان النون وفتح‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٤٦ / ٦٤٧.

(٢) في التعليقة : وهو ظاهر المصنّف هناك أيضا. وهو الصحيح ، إذ الظاهر منه هنا الاتّحاد ، منهج المقال : ١٨٩.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١١.

(٤) هداية المحدّثين : ٤٢ ، ولم يرد فيها : جعفر بن بشير.

(٥) رجال النجاشي : ٥٥ / ١٢٦.

(٦) في نسخة « ش » : المناني.

(٧) في نسخة « ش » : الفضل.

(٨) الفهرست : ٥٩ / ٢٣٥.

١٢

المهملة(١) .

وفيمشكا : ابن أبي غندر ، عنه صفوان بن يحيى أيضا ، والقرينة فارقة ، واتّحاد صفوان(٢) .

٨٣٨ ـ الحسين بن أحمد بن إدريس :

القمّي الأشعري ، يكنّى أبا عبد الله ، [ روى عنه التلعكبري ](٣) وله منه إجازة ،لم (٤) .

وفيه أيضا : الحسن بن عليّ بن أحمد الصائغ ، والحسين بن الحسن ابن محمّد ، والحسين بن أحمد بن إدريس ، روى عنهم محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه(٥) .

وفيتعق : أكثر الصدوق من الرواية عنه مترضّيا(٦) مترحّما(٧) .

وقال جدّي : ترحّم عليه عند ذكره أزيد من ألف مرّة فيما رأيت من‌

__________________

(١) إيضاح الاشتباه : ١٥٦ / ٢٠٤.

(٢) هداية المحدّثين : ٤٢ ، وفيها : والمائز القرينة بينه وبين السابق إن وجدت واتحد صفوان.

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) رجال الشيخ : ٤٦٧ / ٢٩.

(٥) رجال الشيخ : ٤٦٩ / ٤٦ ، وفيه : الحسن بن علي الصائغ.

وبرقم ٤٧ : الحسين بن الحسن بن محمّد بن موسى بن بابويه ، كان فقيها عالما ، روى عن خاله علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ومحمّد بن الحسن بن الوليد وعلي بن محمّد ماجيلويه وغيرهم ، روى عنه جعفر بن علي بن أحمد القمّي ومحمّد بن أحمد بن سنان ومحمّد بن علي ملبية.

وبرقم ٤٨ : الحسين بن أحمد بن إدريس ، روى عنه محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه.

هكذا الموجود في النسخة المطبوعة من رجال الشيخ الطوسي.

(٦) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٤٧ / ٧ ، ١٣٤ / ٣١ ، ٢ : ٨٢ / ١٩.

(٧) التوحيد : ١٠٨ / ٣ ، ١٠٩ / ٧ ، ٢٨٩ / ٨.

١٣

كتبه(١) ، انتهى.

ويأتي في الحسين الأشعري احتمال توثيقه عنصه (٢) (٣) .

أقول : فيمشكا : ابن أحمد بن إدريس ، عنه التلعكبري ، ومحمّد بن عليّ بن بابويه(٤) .

٨٣٩ ـ الحسين بن أحمد الأسترآبادي :

العدل ، كذا في الخصال(٥) ،تعق (٦) .

٨٤٠ ـ الحسين بن أحمد بن شيبان :

القزويني ؛ نزيل بغداد ، يكنّى أبا عبد الله ، روى عنه التلعكبري وله منه إجازة ، أخبرنا عنه أحمد بن عبدون ،لم (٧) .

٨٤١ ـ الحسين بن أحمد بن ظبيان :

ق(٨) . وفيست : ابن أحمد ، له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن ابن أبي عمير وصفوان جميعا ، عنه(٩) .

أقول : الإسناد مرّ في ابن أبي حمزة(١٠) .

__________________

(١) روضة المتّقين : ١٤ / ٦٦.

(٢) الخلاصة : ٥٢ / ٢٤ ، حيث وثقه العلاّمة ، واحتمل الميرزا في المنهج : ١١١ كونه ـ أي الحسين الأشعري ـ إمّا ابن أحمد بن إدريس ، أو ابن محمّد بن عمران الآتي.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٢.

(٤) هداية المحدّثين : ٤٢.

(٥) الخصال : ١ / ٣١١.

(٦) تعليقة الوحدى البهبهاني : ١١٣.

(٧) رجال الشيخ : ٤٦٧ / ٣٢. و : لم ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٨) رجال الشيخ : ١٨٤ / ٣٢٤.

(٩) الفهرست : ٥٦ / ٢١٤.

(١٠) الفهرست : ٥٥ / ٢٠٩.

١٤

وفيمشكا : ابن أحمد بن ظبيان ، عنه ابن أبي عمير وصفوان(١) .

٨٤٢ ـ الحسين بن أحمد بن عامر الأشعري :

يروي عن عمّه عبد الله بن عامر عن ابن أبي عمير ، روى عنه الكليني ، لم(٢) .

وكأنّ أحمد سهو ، وأنّه ابن محمّد بن عامر كما يأتي في عمّه(٣) .

أقول : الذي نقله في الحاوي : ابن محمّد(٤) ، فلاحظ.

وفيمشكا : ابن أحمد بن عامر ، عنه الكليني. وهو عن عمّه عبد الله ابن عامر(٥) .

٨٤٣ ـ الحسين بن أحمد بن المغيرة :

أبو عبد الله البوشنجي ، كان عراقيّا ، مضطرب المذهب ، وكان ثقة فيما يرويه ؛ له كتاب عمل السلطان ، أجازنا روايته أبو عبد الله ابن الخمري الشيخ الصالح في مشهد مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام سنة أربعمائة ، عنه ،جش (٦) .

صه إلى قوله : يرويه ؛ وزاد بعد البوشنجي : بالباء المفردة والشين المعجمة والنون والجيم(٧) .

وفيتعق : عدّ موثّقا ، ومرّ ما فيه في الفوائد ، وكذا التأمّل في القدح.

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٩٣.

(٢) رجال الشيخ : ٤٦٩ / ٤١.

(٣) منهج المقال : ٢٠٤ نقلا عن النجاشي : ٢١٨ / ٥٧٠.

(٤) حاوي الأقوال : ٥٧ / ٢٠٦.

(٥) هداية المحدّثين : ١٩٣.

(٦) رجال النجاشي : ٦٨ / ١٦٥.

(٧) الخلاصة : ٢١٧ / ١١.

١٥

وأبو عبد الله الخمري اسمه شيبة كما في محمّد بن الحسن بن شمّون(١) (٢) .

أقول : بل اسمه الحسين بن جعفر بن محمّد كما سنذكره في ترجمته.

هذا ، وفيضح : ابن المغيرة : بضمّ الميم وكسر الغين المعجمة ، والبوشنجي : بضمّ الباء وفتح الشين وإسكان النون وكسر الجيم(٣) .

وفي الوجيزة : ثقة غير إمامي(٤) .

وفي الحاوي ذكره أيضا في الموثّقين(٥) .

٨٤٤ ـ الحسين بن أحمد المنقري :

قر(٦) . وزادظم : ضعيف(٧) .

وفيصه : ابن أحمد المنقري التميمي أبو عبد الله ، من أصحاب أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، روى رواية شاذّة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام لا تثبت ، وكان ضعيفا(٨) .

وزادجش : روى عن داود الرقّي وأكثر ؛ له كتب ، عبيس(٩) بن هشام‌

__________________

(١) حيث نقل الميرزا في ترجمته : ٢٩١ قول النجاشي : وأخبرنا شيبة أبو عبد الله الخمري. ، إلاّ أنّ الموجود في رجال النجاشي : ٣٣٥ / ٨٩٩ : وأخبرنا بسنّة أبو عبد الله ابن الخمري.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٣.

(٣) إيضاح الاشتباه : ١٦١ / ٢٢١.

(٤) الوجيزة : ١٩٣ / ٥٤١.

(٥) حاوي الأقوال : ٢٠٣ / ١٠٥٧.

(٦) رجال الشيخ : ١١٥ / ٢٥.

(٧) رجال الشيخ : ٣٤٧ / ٨.

(٨) الخلاصة : ٢١٦ / ٢.

(٩) في نسخة « ش » : عنبس.

١٦

عنه. وليس فيه : من أصحاب أبي الحسن موسىعليه‌السلام (١) .

وفيست : له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن حميد ، عن القاسم ابن إسماعيل ، عنه(٢) .

والإسناد : ابن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري. إلى آخره(٣) .

أقول : فيضح : المنقري : بكسر الميم وإسكان النون(٤) وفي الوجيزة : ضعيف(٥) .

وذكره في الحاوي في القسم الرابع(٦) .

٨٤٥ ـ الحسين الأحمسي :

له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن ابن أبي عمير ، عنه ،ست (٧) .

والظاهر أنّه ابن عثمان الأحمسي.

وفيتعق : لاتّحاد الاسم واللقب ، وملاحظة الاسناد هنا وهناك(٨) ، وكونه له كتاب وذكرجش ابن عثمان فقط ، والإسناد الإسناد(٩) وما في أوّله من بعض التغيير غير مضرّ(١٠) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٥٣ / ١١٨.

(٢) الفهرست : ٥٧ / ٢٢٦.

(٣) الفهرست : ٥٧ / ٢٢٢.

(٤) إيضاح الاشتباه : ١٥٥ / ٢٠٠.

(٥) الوجيزة : ١٩٣ / ٥٤٢.

(٦) حاوي الأقوال : ٢٤٧ / ١٣٦٨.

(٧) الفهرست : ٥٦ / ٢١٦.

(٨) أي في الفهرست في ترجمة ابن عثمان : ٥٦ / ٢١٣.

(٩) أي أنّ اسناد النجاشي كإسناد الفهرست غير بعض التغيير في أوله ، رجال النجاشي : ٥٤ / ١٢٢.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٣.

١٧

أقول : جعل لهما في الحاوي ترجمة واحدة(١) .

والاسناد مرّ في ابن أبي حمزة(٢) .

وفيمشكا : الأحمسي ، عنه ابن أبي عمير(٣) .

٨٤٦ ـ الحسين بن أسد :

بالسين المهملة ، من أصحاب أبي جعفر الثاني الجوادعليه‌السلام ، ثقة ،صه (٤) .

وفيج : ثقة صحيح(٥) .

وفيدي : ابن أسد البصري(٦) .

وفيضا : الحسن بن أسد بصري(٧) ، كما تقدّم.

٨٤٧ ـ الحسين الأشعري القمّي :

أبو عبد الله ، ثقة ،صه (٨) .

والظاهر أنّه ابن أحمد بن إدريس المتقدّم ، أو ابن محمّد بن عمران الآتي.

وفيتعق : كونه ابن أحمد لا يخلو من بعد ، لأنّجش نصّ على توثيق ابن محمّد(٩) بخلاف ابن أحمد ، مع أنّ ابن أحمد لعلّه أشهر وأكثر ورودا في‌

__________________

(١) حاوي الأقوال : ٥٦ / ١٩٩.

(٢) الفهرست : ٥٥ / ٢٠٩.

(٣) هداية المحدّثين : ٤٢.

(٤) الخلاصة : ٤٩ / ٧.

(٥) رجال الشيخ : ٤٠٠ / ٤.

(٦) رجال الشيخ : ٤١٣ / ٧.

(٧) رجال الشيخ : ٣٧٥ / ٤٥.

(٨) الخلاصة : ٥٢ / ٢٤.

(٩) رجال النجاشي : ٦٦ / ١٥٦.

١٨

الأخبار من ابن محمّد ، فكيف يترك ذكر الأوّل ويذكر الثاني موثّقا! ويأتي عن المصنّف في ابن محمّد الموافقة لما ذكرنا(١) ، نعم مع قطع النظر عن القرائن وعن ذكرصه يحتملهما. والأوّل أقدم من الثاني بطبقة(٢) .

٨٤٨ ـ الحسين بن إشكيب :

شيخ لنا خراساني ، ثقة ، مقدّم ، ذكره أبو عمرو في كتابه الرجال في أصحاب أبي الحسن صاحب العسكرعليه‌السلام ، روى عنه العيّاشي وأكثر واعتمد حديثه ، ثقة ثقة ثبت.

قالكش : هو القمّي خادم القبر. وقال في رجال أبي محمّدعليه‌السلام : الحسين بن إشكيب المروزي المقيم بسمرقند وكش ، عالم متكلّم مؤلّف للكتب ،جش (٣) .

وفيصه : ابن إشكيب ـ بالشين المعجمة الساكنة والكاف المكسورة والمثنّاة من تحت والموحّدة ـ المروزي ، المقيم بسمرقند وكش ، من أصحاب أبي محمّد العسكريعليه‌السلام ، ثقة ثقة ثبت ، عالم متكلّم مصنّف للكتب(٤) ، له كتب ذكرناها في كتابنا الكبير.

قال الشيخ الطوسي : أنّه فاضل جليل القدر متكلّم فقيه مناظر ، صاحب تصانيف ، لطيف الكلام جيّد النظر ، ونحوه قالكش وجش لم يروي عن الأئمةعليهم‌السلام لكنّه من أصحاب العسكريعليه‌السلام .

__________________

(١) منهج المقال : ١١٦.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٣.

(٣) رجال النجاشي : ٤٤ / ٨٨.

(٤) في نسخة « م » : الكتب.

١٩

قالكش : هو القمّي خادم القبر(١) (٢) ، انتهى.

وفيدي : ابن إشكيب القمّي خادم القبر(٣) .

وفيكر : ابن إشكيب المروزي المقيم بسمرقند وكش ، عالم متكلّم مصنّف الكتب(٤) .

وفي لم ما نقله فيصه (٥) .

ولم أجده فيكش .

أقول : لم أجده في الاختيار أيضا ولا فيطس .

وفيضح : ابن إشكيب : بالهمزة المكسورة(٦) .

وفيمشكا : ابن إشكيب الثقة ، عنه العيّاشي(٧) .

٨٤٩ ـ الحسين بن بسطام :

وقال أبو عبد الله بن عيّاش : هو الحسين بن بسطام بن سابور الزيّات ، له ولأخيه أبي عتاب كتاب جمعاه في الطب ، كثير الفوائد والمنافع ، على طريقة الطب في الأطعمة ومنافعها والرقى والعوذ.

قال ابن عيّاش : أخبرناه الشريف أبو الحسين بن صالح بن الحسين‌

__________________

(١) احتمل الوحيد البهبهاني في التعليقة : ١١٣ كونه خادم قبر الرضاعليه‌السلام ؛ مضيفا : وقيل : خادم قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

واعترض عليه المامقاني في التنقيح : ١ / ٣٢٠ بأنّ مقتضى ذكر الشيخ له بأنّه قمّي خادم القبر ، كونه خادم قبر السيدة فاطمة المعصومة عليها‌السلام ، فلاحظ.

(٢) الخلاصة : ٤٩ / ٨ ، وفيها : إسكيب ، بالسين غير المعجمة.

(٣) رجال الشيخ : ٤١٣ / ١٨.

(٤) رجال الشيخ : ٤٢٩ / ١ ، وفيه : مصنّف للكتب.

(٥) رجال الشيخ : ٤٦٢ / ٧ ، وفيه بدل جليل القدر : جليل.

(٦) إيضاح الاشتباه : ١٤٩ / ١٨٤.

(٧) هداية المحدّثين : ٤٢.

٢٠

فطوبى لك يا قرّة العين بما كتبت يراعك المباركة ، وستلقى الأجر من اُمّنا فاطمة الزهراءعليها‌السلام ، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون ، إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم ، والسلام عليك وعلى أعزّائي طلاّب العلوم الدينية ورجال العلم والفضيلة ، وعلى كلّ مؤمن ومؤمنة ، ودمتم بخير وسعادة ، وتقبّلوا تحيّات(1) .

العبد

عادل العلوي

قم المقدّسة ـ الحوزة العلميّة

__________________

(1) سماحة آية الله العلاّمة الأستاذ السيّد عادل العلوي.

ولد في مدينة الكاظميّة المقدّسة بين الطلوعين في السادس من شهر رمضان المبارك عام 1955 م ـ 1375 ه‍ ويتصل نسبه ب‍ (38) واسطة إلى مولانا الإمام علي بن الحسين ( زين العابدينعليه‌السلام ).

والده العلاّمة آية الله السيّد علي بن الحسين العلوي ، من علماء الكاظميّة والنجف وبغداد ، تلقّى دروسه في العراق على يد والده المرحوم وعلى غيره ، وفي قم المقدّسة على يد كبار المراجع العظام والعلماء الأجلاء أمثال السيّد المرعشي النجفيقدس‌سره والسيّد محمد رضا الكلبايكانيقدس‌سره والشيخ محمد فاضل اللنكراني ( دام ظلّه ) والشيخ جواد التبريزي ( دام ظلّه ) وغيرهم.

يُعَد اليوم من المدرسين الكبار في حوزة قم المقدّسة ، يقوم بتدريس الكفاية إضافة إلى دروسه في خارج الفقه وكذلك المكاسب والفلسفة والكلام ، مضافاً إلى محاضرات في التفسير والأخلاق ، وكتب رسالته ( زبدة الأفكار في نجاسة أو طهارة أهل الكتاب ) التي نال عليها درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلاميّة ، مضافاً إلى شهادات الأعلام باجتهاده في الفقه والأصول ، وقد اشتهر بكثرة تأليفاته المتنوعة ، فهو يسعى إلى تأسيس موسوعة إسلاميّة بقلمه الشريف في شتّى العلوم والفنون تقع في (120) كتاب ورسالة ، وقد طبع منها (64) كتاب ورسالة ، فضلاً عن المقالات ، هذا وقد عُرِف بخدماته الثقافيّة والإجتماعيّة ، مثل تأسيس مستوصف الإمام السجّاد الخيري والمؤسسة الإسلاميّة العامّة للتبليغ والإرشاد ، وجماعه العلماء والخطباء في الكاظميّة وبغداد ، ومكتبات عامّة ، وحسينيّات كحسينيّة الإمامين الجوادينعليهما‌السلام في مشهد الإمام الرضا عليه‌السلام ، ولقد أجازه في الرواية ما يقرب عن عشرين من مشايخ الرواية كالآيات العظام : السيّد المرعشي النجفي قدس‌سره والسيّد الكلبايكاني قدس‌سره والشيخ الآراكي قدس‌سره والشيخ اللنكراني ( حفظه الله ) والسيّد عبد الله الشيرازي ( حفظه الله ) والسيّد محمّد الشاهرودي ( حفظه الله ) وغيرهم.

٢١

٢٢

المقدمة

بسمه تعالى

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين حبيب اله العالمين ابي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين ، اللهم صلِّ على الصديقة فاطمة الزكية حبيبة حبيبك ونبيك وأمُّ احبائك وأصفيائك التي انتجبتها وفضلتها واخترتها على نساء العالمين ، اللهم كُن الطالب لها ممن ظلمها واستخف بحقها وكن الثائر اللهم بدم اولادها اللهم كما جعلتها أمُّ أئمة الهدى وحليلة صاحب اللواء والكريمة عند الملاء الأعلى فصلِّ عليها وعلى امها صلاة تكرم بها وجه أبيها محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وتقر بها اعين ذريتها وأبلغهم عني في هذه الساعة وفي كل ساعة افضل التحية والسلام واردد عليّ منهم السلام انك جواد كريم.

وبعد فانه لا يخفى على المتتبع لسيرة وحياة أهل البيتعليهم‌السلام انه قد كُتِبَت فيهم الكثير من الكتب وبالخصوص في شخصية فاطمةعليها‌السلام ومعرفتها حيث دارت في مجمل بحوثها على طريقة السرد التأريخي او المقارنة الموضعية ـ بين حياتها سلام الله عليها وبين باقي النساء المؤمنات اللآئي ذكرهن القرآن الكريم ـ أو على طريقة الاستنتاج والتحليل الواقعي والموضوعي لجميع مواقفها الاسلامية التي اتخذتها خلال مسيرتها الحياتية والتي كانت مليئة بالدروس والعبر والعظات الإنسانية البليغة.

على أن هذا الكتاب الذي بين يديك أيها القارئ الكريم قد جاء ليمثل مجموعة السبل التي لابد من الكتاب أو المؤلف أن يجمعها ويصبها في قالب حسن وهو يعرض شخصية مثل شخصية الصديقة الطاهرة فاطمةعليها‌السلام ، حيث فيه الأسرار الغامضة التي جاءت على شكل عناوين لبعض هذه البحوث مثل : حقيقة السر المستودع ، أصل يوم العذاب ، فاطمة حجة الله الكبرى ، وأيضا فيه المقارنة الموضوعية ، والإستنتاج العلمي ، والتحليل المثمر ، وكما سيظهر لك من خلال قراءة هذه البحوث والمحاضرات.

٢٣

على أنني أُنبه القارئ العزيز أنني قد وضعت في الكتاب بعض المواضيع التي ذكرتها بعض الكتب من باب اتمام الفائدة في الكتاب على امل ان يكون شاملاً لكثير من القضايا الحساسة والعقائدية في حياة فاطمة سلام الله عليها ، وليرجع اليها الكاتب والخطيب والباحث حين تعوزه المصادر والكتب ، وقد توجت كل بحث في بدايته بقصيدة شعرية في حياة فاطمةعليها‌السلام لتكون محطات ادبية فاطمية يستفيد منها القارئ اثناء ترحاله من بحث إلى آخر ، لذا جاء هذا الكتاب ليمثل مصباحاً جديداً في معرفة فاطمةعليها‌السلام انشاء الله راجياً أن أكون قد أديت بعض الحق الذي عليّ في توضيح بعض القضايا العقائدية في شخصيتها الاسلامية الفذة ، والحمد لله رب العالمين.

محمد فاضل المسعودي

قم المقدسة

18 ذي الحجة ـ عيد الغدير المبارك(1)

1419 ه‍

__________________

(1) من اللطائف الجميلة والصدف الحميدة التي شاهدناها خلال الإنتهاء من العمل في هذا الكتاب المبارك إن شاء الله تعالى ، أننا تفألنا بالقرآن الكريم في يوم الإنتهاء من وضع اللمسات الأخيرة عليه وذلك يوم الغدير الأفعم ، فخرجت لنا الآية المباركة المختصّة بيوم الغدير ويوم تنصيب أمير المؤمنينعليه‌السلام بالولاية العظمى ، وهي قوله تعالى :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) .

٢٤

التمهيد

( اللهم أني أسألك بحق فاطمة وأبيها

وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها )

قبل الدخول في مضامين هذا الدعاء لابد من الإشارة إلى عدة أسئلة مهمة تتعلق بسند هذا الحديث ، وهل ورد فيه سند ؟ وفي أي كتاب مذكور ؟ وهل جاء هذا الحديث على لسان المعصوم أم لا ؟

كل هذه الأسئلة لابد من الإجابة عليها قبل الدخول في صميم هذا البحث ، فنقول : أن هذا الحديث لم نرَ له سنداً في أي كتاب من الكتب المتداولة ولم يروَّ عن أي معصوم من أهل بيت العصمة ، ولكن وجدناه مكتوباً في كتاب فاطمة بهجة قلب المصطفىٰ تحت عنوان ( دعاء التوسل بهاعليها‌السلام ) حيث رواه مؤلف الكتاب الشيخ الهمداني بقوله : سمعت شيخي ومعتمدي آية الله المرحوم ملاّ عليّ المعصومي يقول في التوسل بالزهراءعليها‌السلام « الهي بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها (1) » .

وأيضاً وجدنا هذا الدعاء ضمن الوصايا المهمة التي أوصىٰ بها آية الله المرعشي النجفي أبناءه بالمداومة على قراءته وبالخصوص ابنه الكبير حيث يقول : ( وأوصيه ـ أي ابنه الأكبر ـ بمداومة قراءة هذا الدعاء الشريف في قنوتات فرائضه اللهم أني أسألك بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي ما أنت أهله ولا تفعل بي ما أنا أهله »(2) .

__________________

(1) فاطمة بهجة قلب المصطفى 252.

(2) قبسات من حياة سيّدنا الأستاذ المرعشي النجفيرحمه‌الله : ص 124.

ولقد ذكر مؤلّف هذا الكتاب السيد العلوي : إنّ هذا الدعاء قد تلقّاه السيد المرعشي في ضمن الوصايا المهمة التي أعطاها الإمام المهدي (عج) للسيّد المرعشي في إحدى تشرفاته بلقاء الإمام (عج).

٢٥

فما أعظمه من دعاء بحيث يذكره السيد المرعشي النجفيرحمه‌الله في ضمن وصاياه المهمة التي أوصى بها ، وأي فضيلة لهذا الدعاء والتوسل بحق الزهراءعليها‌السلام كي يَكونَ من أهم الأدعية في قنوتات فرائض السيد المرعشيرحمه‌الله .

لابد له من كرامة عظيمة وأهمية جليلة بحيث لا يترك من الوقوف معه والإستضاءة من نوره وبيان مضامينهُ وتجليت حقائقه لكي نعرف فاطمة حق معرفتها وعلى القدر المتيسر منه.

وهذا الحديث وان لم يكتب له سند في كتب الحديث ، ولكن جاء مضمونه مطابقاً لكثير من الروايات الشريفه المأثورة في حق الصديقة الكبرى فاطمةعليها‌السلام ، وعلى مضمونه وحقائقه توجد أدلة وشواهد تؤكد حقيقته وان لم يرد في كتب الأدعية ، ولكن يكفي في نقله على ما استفدناه من الكتابين المذكورين اللذين ذكرا هذا الدعاء ، ومن باب التسامح في أدلّة السنن يهون الخطب في سنده ، وعلى ضوء ما نفهمه من هذا الدعاء سوف يكون حديثنا حوله في بحثين :

البحث الأول : التوسل والإستغاثه بالزهراءعليها‌السلام .

البحث الثاني : حقيقة السر المستودع في فاطمةعليها‌السلام .

٢٦

٢٧
٢٨

التوسل بفاطمةعليها‌السلام

للخطيب الشيخ محسن الفاضلي

توسَّلت بالحوراء فاطمةَ الزّهرا

لتلهمني حتى أقولَ بها شِعرا

فجاء بحمدِ الله ما كنت أبتغي

فأبديتُ للمعبودِ خالقي الشّكرا

أجل هي روح المصطفى كُفءُ حيدرٍ

وأمُّ أبيها هل ترى مثلَه فخرا

أو المثلِ الأعلى بكلَّ خصالها

جلالاً كمالاً عفّةً شرفاً قدرا

حوت مَكرُماتٍ قطُّ لم يحو غيرُها

فمن بالثّنا منها ألا قُلْ لَنا أحرىٰ

وسيلتُنا والله خيرُ وسيلةٍ

بحقًّ كما وهي الشفيعةُ في الأخرىٰ

أيا قاتل اللهُ الذي راعها وقد

عليها قسىٰ ظلماً وروّعها عصْرا

وسوّد متنيها وأحرقَ بابَها

وأسقطها ذاكَ الجنينَ على الغبرا

أيا مَن تواليها أتنسىٰ مُصابَها

وتَسلو وقد أمست ومقلتُها حمرا

من الضّربِ ضرِب الرّجس يومِ تمانعت

بأن يذهبوا بالمرتضىٰ بعلِها قَسرا

وعادت تعاني هظمَها ومصابَها

بفقدِ أبيها وهي والهفتا عَبرىٰ

الى أن قضت روحي فداها ولا تَسل

عن أحوالها واللهُ من كلِّنا أدرىٰ

٢٩
٣٠

البحث الأوّل

حقيقة التوسل والاستغاثة بالزهراءعليها‌السلام

منذ أن خلق الله البشرية وبالتحديد منذ أن خلق آدم وحواء جعل لهم وسيلة يتوسلون بها إليه لقضاء حوائجهم خصوصا أن أبينا آدمعليه‌السلام عندما أذنب بترك الأولى قد توسَّل إلى الله تعالى بغفران ذنبه « تركه الاولى » وكان من جملة ما توسل به الكلمات التي تلقاها من الله تعالى وتاب بها عليه تبارك وتعالى ولقد فسرت هذه الكلمات بأصحاب الكساء الخمسة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين كما جاء ذلك في تفسير قوله تعالى( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) (1) ، إن آدم رأى مكتوباً على العرش أسماء معظمة مكرمة ، فسأل عنها فقيل له : هذه أسماء أجل الخلق منزلة عند الله تعالى والأسماء هي : محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام فتوسل آدمعليه‌السلام إلى ربه بهم في قبول توبته ورفع منزلته.

به قد أجاب الله آدم إذ دعا

ونُجي في بطن سفينة نُوحُ

قومُ بهم غفرت خطيئة آدم

وهُمُ الوسيلة والنجوم الطُلَّع(2)

وعلى هذا الأساس كان التوسل بأولياء الله وأحبائه من الأمور المتعارفة والمتسالمة عليها عند المسلمين بل يتعدى ذلك إلى غير المسلمين فنحن نجد ان الكثير من الديانات الأخرى غير الإسلامية تتوسل بشيء ما للتقرب إلى الله تعالى أو إلى الآلهة التي يعتقدون بها وهذا ما وجدنا في مشركي قريش حيث كانوا يعبدون اللات والعزىٰ ليقربونهم إلى الله زلفى وكما صرح بذلك القرآن الكريم في بعض آياته ، وعلى كل حال فقد وردت عدة آيات قرآنية تؤكد هذه المسألة في القرآن الكريم منها قوله تعالى :

__________________

(1) البقرة : 37.

(2) البرهان : 1 / 86 ، مجمع البيان 1 / 89.

٣١

( وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ) (1) ، حيث كان القرآن موافقاً في هذه المسألة للعقلاء أنفسهم وهذا ما نجده في طلب حوائجهم من الذين هم في موضع القيادة أو المسؤولية فيسألونهم قضاء حوائجهم وهم أما زعيم أو رئيس أو حتى رجل كريم وهذا ليس من الشرك في شيء ، فهذا مما يساعد عليه العرف العقلائي فنحن عندما نذهب إلى الطبيب نلتمس لديه الشفاء والعلاج وصولاً إلى الصحة والسلامة ، وما الطبيب الحقيقي إلاَّ الله تعالى فهل هذا يعتبر شركاً بالله عز وجل ؟ ويدل على هذا الأمر ما روي في قصة أبناء يعقوب على لسان القرآن الكريم عندما أدركوا انهم قد ارتكبوا ذنوباً كثيرة بحق أخيهم يوسف حيث جاءوا أباهم يعقوب قائلين :( يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ) (2) على أساس أن أباهم هو وسيلة الغفران لهم من قبل رب العالمين( وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ) .

وعلى هذا الأساس كان التوسل أمراً دينياً قد تعارف عليه الناس منذ أن خلق الله البشرية وقد جاء الإسلام ليؤكد على ضرورة هذا الأمر وذلك من خلال إتخاذ الوسيلة التي نتوسل بها إلى الله تعالى ، ولم نجد من وقف ضد هذا الأمر ـ أي التوسل ـ إلاّ ما أسسه ابن تيمية وتلاميذه في القرن الثامن الهجري ، وتلاه في عقائده الباطلة والتي لا تمتلك دليل منطقي برهاني محمد بن عبد الوهاب الذي أسس أضل واطغى جماعة على الدين الإسلامي ألا وهي الوهابية العمياء فأعتبر التوسل بأولياء الله تعالى من الأنبياء والأوصياء وعباد الله الصالحين بدعة ـ تارة ـ وعبادة للأولياء أنفسهم تارة أخرىٰ.

وقد خالفت الوهابية كل المرتكزات العقلائية في هذا المضمار وخصوصاً نحن نؤمن بأن القرآن الكريم قد أكد على حقيقة اتخاذ الوسيلة وبأشكال متعددة ، وليس هذا على ما يدعيه محمد بن عبد الوهاب نوعاً من أنواع الشرك بالله تعالى ، والقرآن الكريم نفسه أكد على ضرورة اتخاذ الوسيلة إلى الله تعالى.

والتوسل يكون على قسمين أو صورتين :

__________________

(1) المائدة : 25.

(2) يوسف : 97.

٣٢

1 ـ التوسل بالأولياء أنفسهم ، كأن نقول : ( اللهم أني أتوسل إليك بنبيك محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أن تقضي حاجتي ).

2 ـ التوسل بمنزلة الأولياء وجاههم عند الله تعالى كأن نقول ( اللهم أني أتوسل إليك بجاه محمد وحرمته وحقه أن تقضي حاجتي ).

أما الوهابية فإنهم يُحرمون الصورتين معاً ، في حين أن الأحاديث الشريفة وسيرة المسلمين تشهدان بخلاف ما تدعيه الوهابية وتؤكدان جواز الصورتين معاً(1) . فلقد جاء الحديث الشريف عن عثمان بن حنيف ليؤكد على هذه الحقيقة حقيقة جواز التوسل بأولياء الله تعالى حيث يقول : « إن رجلاً ضريراً أتىٰ إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : أُدُع الله يعافيني.

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن شئتَ دعوت ، وأن شئت صبرت وهو خير ؟

فقال : فادعُه ـ فأمره ـ ان يتوضأ فيحسن وضوءه ويصلي ركعتين ويدعوا بهذا الدعاء : اللهم أني اسئلك واتوجِّه إليك بنبيك نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى الله في حاجتي لتقضى ! ، اللهم شفعه فيَّ.

قال ابن حنيف : فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا كأن لم يكن به ضرّ.

ويعتبر هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة السند وقد أثبتته كتب العامة قبل الخاصة حتى ابن تيمية نفسه اعتبر ناقل هذا الحديث ثقة(2) .

أن هذا الحديث من خلال التأمل الدقيق في ألفاظه يظهر معناه واضحاً جلياً. حيث دل على ان الإنسان له أن يتوسل إلى الله تعالى بالذين جعلهم أدلاء على مرضاته وسبل نجاته ألا وهم الأنبياء وأفضلهم وأحسنهم خاتمهم نبينا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته ، والتوسل يكون بحرمتهم وكرامتهم وحقهم على الله تعالى. أما التوسل بالأنبياء وبحقهم فهذا ما جاء على لسان الحديث المروي في وفاة فاطمة أُم أمير المؤمنين حيث يقول الحديث « لما ماتت فاطمة بنت أسد دخل عليها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فجلس عند رأسها

__________________

(1) الوهابية في الميزان : 163.

(2) سنن ابن ماجة : 1 / 441 ، الوهابية في الميزان 164.

٣٣

فقال : رحمك الله يا أمي بعد أمِّي ثم دعا رسول الله أسامَة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاماً أسود يحفرون ، فحفروا قبرها ، فلما بلغوا اللحد حفر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيده وأخرج ترابه فلما فرغ دخل رسول الله فاضطجع فيه ، ثم قال : والله الذي يُحي ويميت وهو حَيٌّ لا يموت إغفر لأمي فاطمة بنت أسد ، ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي(1) .

أما ما ورد في التوسل بالنبي نفسه ، فقد روىٰ جمع من المحدثين ان اعرابياً دخل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : « لقد أتيناك وما لنا بعيرٌ يئط ـ أي مثل صوت البعير ـ ولا صبي يغط ـ وهو صوت النائم ـ ثم أنشأ يقول :

أتيناك والعذراء تدمىٰ لبانُها

وقد شغلت أم الصبيِّ عن الطفلِ

ولا شيء ممِّا يأكل الناس عندنا

سوى الحنظل العامي والعلهز الفسْلِ

وليس لنا إلا إليك فرارُنا

وأين فرارُ الناس إلا إلى الرسلِ

فقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يَجُر رداءه ، حتى صعد المنبر فرفع يديه وقال : اللهم اسقنا غيثاً فما ردا النبي حتى ألقت السماء

ثم قال : لله دَرُّ أبي طالب لو كان حياً لقرت عيناه من ينشدنا قولَهُ ؟

فقام علي بن أبي طالبعليهما‌السلام وقال : كأنك تريدُ يا رسول الله ـ قَولَهُ :

وأبيض يُستسقىٰ الغمامُ بوجهه

ثِمال اليتامى عصمَةٌ للأراملِ

يطوف به الُهلاِّك من آل هاشمٍ

فهم عنده في نعمةٍ وفواضلِ

فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أجل فانشد عليعليه‌السلام أبياتاً من القصيدة ، والرسول يستغفر لأبي طالب على المنبر ، ثُمِّ قام رجل من كنانة وأنشد يقول :

لك الحمد والحمد ممن شكر

سقينا بوجه النبي المَطَر(2)

ولنعم ما قال سواد بن قارب في القصيدة التي يتوسل بها بالنبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله

وأشهد أن الله لا ربًّ غيرُه

وانك مأمون على كل غائبِ

وانك أدنى المرسلين وسيلة

إلى الله يابن الأكرمين الاطائب

__________________

(1) كشف الإرتياب : 312 ، حلية الأولياء : 121 ، وفاء الوفا 3 : 899.

(2) شرح نهج البلاغة 14 / 80 ، السيرة الحلبية : 3 / 263.

٣٤

فمرنا بما يأتيك يا خير مُرسلٍ

وان كان فيما فيه شيبُ الدوائِب

وكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعةٍ

بِمُضض فتيلاً عن سواد بن قاربِ(1)

أما التوسل بأولياء الله تعالى فهذا ما اثبتته الكتب الكثيرة وخاصة الموجودة في كتب العامة حيث ورد في كيفية استقساء المسلمون بعم النبي « العباس » واستسقى عمر بن الخطاب بالعباس عام الرمادة ، لما اشتَدَّ القحط فسقاهم الله تعالى به ، وأخصبت الأرض ـ فقال عمر هذا ـ والله ـ الوسيلة إلى الله والمكان منه.

وقال حسّان :

سأل الأمام وقد تتابع جد بنا

فسقى الغمام بغُرّة العَّباسِ

عم النبي وصفو والِدهِ الذي

وَرث النبي بذاك دون الناس

أحيى الإله به البلاد فأصبحت

مخضرة الأجانب بعد اليأس

ولما سقي الناس طفقوا يتمسحون بالعباس ويقولون هنيئاً لك ساقي الحرمين(2) .

أقول : بعد هذا البيان يظهر لنا ان التوسل بالأولياء الصالحين مما جرت به السنة الشريفة فضلا عن القرآن الكريم نفسه ، وعلى هذا الأساس جاء هذا الدعاء المروي عن علمائِنا الأفاضل :

« اللهم إني أسألك بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والذي يظهر من خلال استقراء الروايات المأثورة في حق الزهراء أن هذا الدعاء وارد في حق التوسل بالصديقة الطاهرة الزهراءعليها‌السلام فتارة نجد بعض الأحاديث تبين كيفية التوسل بالزهراء وتارة أخرى تبين كيفية الاستغاثة بالصديقة الشهيدة سلام الله عليها.

فقد ورد عن لسان العلامة المتبحر المجلسي ما نصه : وجدت نسخة قديمة من مؤلفات بعض أصحابنا رضي الله عنهم ما هذا لفظه :

هذا الدعاء رواه محمد بن بابويهرحمه‌الله ، عن الأئمةعليهم‌السلام وقال : ما دعوت في أمر إلاّ رأيت سرعة الإجابة وهو

(يا فاطمة الزهراء يا بنت محمد ، يا قرة عين الرسول ، يا سيدتنا ومولاتنا ، إنّا

__________________

(1) الدرر السنية : 27 زيني دحلان ، التوصل إلى حقيقة التوسل : 300.

(2) تاريخ اُسد الغاية في معرفة الصحابة : 3 / 111.

٣٥

توجهنا واستشفعنا ، وتوسلنا بك إلى الله ، وقدمناك بين يدي حاجتنا ، يا وجيهة عند الله أشفعي لنا عند الله )(1) .

وروي في كيفية التوسل بالزهراء ، أن تصلي ركعتين ، فاذا سلمت فكبر الله ثلاثاً ، وسبح تسبيح الزهراءعليها‌السلام واسجد وقل مائة مرة : يا مولاتي ، يا فاطمة أغيثيني ، ثم ضع خدّك الأيمن ، وقل كذلك ، ثم عد إلى السجود وقل كذلك ، ثم خدك الأيسر على الأرض وقل كذلك ، ثم عد إلى السجود وقل كذلك مائة مرة وعشر مرات ، أذكر حاجتك تقضى(2) . أما صلاة الاستغاثة بالبتول فهو نفس العمل السابق إضافة إلى ذلك تقول في السجود :

(يا آمناً من كلّ شيء وكل شيء منك خائف حذر ، أسألك بأمنك من كل شيء وخوف كلّ شيء منك ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تعطيني أماناً لنفسي وأهلي ومالي وولدي حتى لا أخاف أحداً ولا أحذر من شيء أبداً ، إنك على كل شيء قدير ).

والدعاء الذي افتتحنا به البحث يؤكد على مسألة مهمة أخرى وهي حق فاطمةعليها‌السلام والذي يهمنا في هذا المقام هو معرفة حق فاطمة وما المقصود منه ، والذي نراه بعد تتبع بعض روايات أهل البيتعليهم‌السلام أنّ حق أهل البيت عظيم وحقوقهم كثيرة ، ولكن الأهم من هذا كله هو معرفة الحق الأكبر ، والذي عبرت عنه الروايات حق المعرفة ، وبعبارة أخرى اهم حق هو معرفة كونهمعليهم‌السلام مفترضوا الطاعة وهذا ما أشارت إليه الكثير من الروايات المروية في المقام.

حيث فسرت حق الأئمة تارة بأنهم حجة الله على الخلق والباب الذي يؤتى منه والمأخوذ عنه ، وأنهم مفترضوا الطاعة ، وهكذا بالنسبة للأئمةعليهم‌السلام ، أمّا الصديقة الشهيدة ، فحقها كبير على الناس وخصوصاً الأنبياء ، حيث ورد أنه ما تكاملت نبوة نبي من الأنبياء حتى أقر بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى ، وكذلك ورد أنها مفترضة الطاعة على جميع البشر وهذا حقها الأكبر

__________________

(1) البحار : 12 / 247.

(2) البلد الأمين : 159 ، البحار : 102 / 254 ح 13 ، مستدرك الوسائل : 6 / 331 ح 3 مثله.

٣٦

على الناس حيث يقول الحديث :

« ولقد كانتعليها‌السلام مفروضة الطاعة ، على جميع من خلق الله من الجن والإنس والطير ، والوحش ، والأنبياء ، والملائكة »(1) . على أنه كلما ثبت من حقوق للأئمةعليهم‌السلام فهو ثابت للصديقة الطاهرة فاطمةعليها‌السلام وخصوصا نحن نعلم انه ورد عن الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام انه قال : ( نحن حجج الله على الخلق وجدتنا فاطمة حجة الله علينا ).

اذن من خلال هذا الموضوع نفهم ان لحقيقة التوسل بالصديقة الشهيدةعليها‌السلام لقضاء الحاجات بوجاهتها عند الله دوراً مهماً في ترسيخ عقيدة الإنسان المؤمن بها حيث بعد قضاء الحاجة على يديها يجد المؤمن ايماناً راسخاً بها هذا من جهة ، وان حقيقة التوسل بها يضعنا أمام جملة من الحقائق لابد من الوقوف معها والتأمل في مغزاها من جهة اُخرى.

وأوَّل هذه الحقائق المنزلة العظيمة والجليلة والفريدة التي كانت تتمتع بها بضعة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مما جعلها موئلاً لكل مستغيث ومقصداً لكل طالب حاجة ضاق بحاجته ذرعاً وهو لا يدري باب من يطرق حتى تقضى حاجته وتجاب استغاثته ، فاذا بالإمام الصادقعليه‌السلام يقول لنا : عليكم بالزهراء ، استغيثوا بإسمها ونادوا مولاتكم فاطمة ، وحينئذ تقضى حاجتكم ، وتنالون مطلبكم ويكفي في مقام بيان منزلتها انها كانت المرجع لأبيها حيث كنّاها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله باُمّ أبيها ، وانها كانت بضعة منه فمن أغضبها فقد أغضبهصلى‌الله‌عليه‌وآله ويكفي في منزلتها أيضاً أنها سيدة نساء أهل الجنة ،بل سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين في الدنيا والآخرة ، وأنها أم الأئمة المعصومين وانها حليلة سيد الأوصياء علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

وأما الحقيقة الثانية التي أثبتتها أحاديث التوسل بالصديقة الشهيدة ، هو مسألة الشفاعة ، ولما لها من الأهمية الكبرى في حياة الفرد المؤمن ، حيث نجد مسألة الشفاعة لها دور كبير في بعث الأمل في روح المذنبين وأن لهم أملاً يظهر خلال الدنيا على نحو التوسل وفي الآخرة على نحو الشفاعة وهذا ما أكده القرآن الكريم في كثير من آياته

__________________

(1) دلائل الإمامة : 28.

٣٧

حيث يقول سبحانه وتعالى :( يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ ) (1) ،( وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ) (2) ،( لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا ) (3) . فإذا كان الله سبحانه وتعالى يأذن لبعض عباده بأن يشفعوا لغيرهم من الناس فمن أولى من بضعة الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله بهذه الخصوصية.

والحقيقة الأخرى التي كشفت عنها روايات التوسل والإستغاثة بالصديقة الشهيدة هي مسألة تسبيح الزهراءعليها‌السلام ، ذلك التسبيح الذي علمه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لابنته بأن تكبر الله سبحانه أربعاً وثلاثين وتحمده ثلاثاً وثلاثين وتسبحه ثلاثاً وثلاثين ، عندما جاءته والإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام تشكو لهصلى‌الله‌عليه‌وآله إجهادها ونصبها ومعاناتها في عمل البيت ، فطلبت منهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يعينها بخادمة تكون معواناً لها ، فكان أن علمها هذا التسبيح الذي عملت به سلام الله عليها وعنها أخذ المؤمنون يسبحون به ويتعبدون بعد كل صلاة ، وكأنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أراد ان تصبح الزهراءعليها‌السلام حاضرة في كل صلاة يؤديها مؤمن ، إذ كلما تَعَبَّد بهذا التسبيح متعَبِد تذَكَّر الزهراء ومكانتها من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن الله سبحانه وتعالى.

__________________

(1) طه آية 109.

(2) سبأ آية 23.

(3) مريم آية 87.

٣٨

٣٩
٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470