منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

منتهى المقال في أحوال الرّجال12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-91-4
الصفحات: 470

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 470 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 258109 / تحميل: 5256
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٣

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩١-٤
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

أخيرا(١) .

٩٠٢ ـ الحسين بن علي الخواتيمي :

وهو متّهم(٢) ، قال نصر بن الصباح : إنّ الحسين بن علي الخواتيمي كان غاليا ملعونا ، وكان قد أدرك الرضاعليه‌السلام ،كش (٣) .

أقول : العجب من العلاّمة المجلسي أنّه ضعّفه لتضعيف نصر(٤) ، مع تضعيفه نصرا(٥) .

٩٠٣ ـ الحسين بن عليّ بن زكريا :

ابن صالح بن زفر العدوي ، أبو سعيد البصري ؛ قالغض : إنّه ضعيف جدّا كذّاب ،صه (٦) .

وفيتعق : روى الثقة الجليل عليّ بن محمّد بن علي الخزّاز(٧) في كتابه الكفاية عن شيخه أبي المفضّل(٨) الشيباني ـ وعندي أنّه جليل ـ قال : حدّثنا الحسين بن عليّ بن زكريا العدوي. ثمّ قال :

قال أبو المفضّل(٩) : هذا حديث غريب لا أعرفه إلاّ عن الحسين بن عليّ بن زكريا البصري بهذا الإسناد ، وكنّا عنده ببخارا يوم الأربعاء وكان يوم العاشور ، وكان من أصحاب الحديث إلاّ أنّه كان ثقة في الحديث ، وكثيرا ما‌

__________________

(١) إيضاح الاشتباه : ١٦٢ / ٢٢٣.

(٢) في المصدر : وهو منهم ، متّهم ( خ ل ).

(٣) رجال الكشّي : ٥١٩ / ٩٩٨.

(٤) الوجيزة : ١٩٧ / ٥٧٢.

(٥) الوجيزة : ٣٣٠ / ١٩٧٧.

(٦) الخلاصة : ٢١٧ / ١٤.

(٧) في نسخة « م » : الخزار.

(٨) في نسخة « ش » : الفضل.

(٩) في نسخة « ش » : الفضل.

٦١

كان يروي من فضائل أهل البيتعليهم‌السلام (١) ، انتهى.

وربما يظهر منه كونه موثّقا ، وتضعيفغض ضعيف كما مرّ مرارا(٢) .

٩٠٤ ـ الحسين بن عليّ بن سفيان :

ابن خالد بن سفيان ، أبو عبد الله البزوفري ، شيخ ثقة جليل من أصحابنا ؛ له كتب ، أخبرنا بها أحمد بن عبد الواحد أبو عبد الله البزاز ،جش (٣) .

صه إلى قوله : من أصحابنا ؛ وزاد : خاص(٤) .

وفيلم : خاصّي ، يكنّى أبا عبد الله ، له كتب ذكرناها فيست ، روى عنه التلعكبري ، وأخبرنا عنه جماعة ، منهم : محمّد بن محمّد ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون(٥) ، انتهى.

ولم أره فيما عندي من نسخ ست.

أقول : لم أره في نسختين عندي أيضا. ومرّ عنصه مصغّرا(٦) ، والصواب ما هنا(٧) .

وفيمشكا : ابن عليّ بن سفيان البزوفري الثقة ، عنه أحمد بن عبد الواحد ، والتلعكبري ، وجماعة ، منهم : المفيد ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون(٨) ، انتهى فتأمّل.

__________________

(١) كفاية الأثر : ٩٠ ـ ٩١ ، إلاّ أن فيه : الحسن بن علي بن زكريا.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٢.

(٣) رجال النجاشي : ٦٨ / ١٦٢ ، وفيه بعد البزاز زيادة : عنه.

(٤) الخلاصة : ٥٠ / ٩. وفي نسخة « م » : خاصّي.

(٥) رجال الشيخ : ٤٦٦ / ٢٧.

(٦) كذا في النسخ ، والصواب : مكبّرا. الخلاصة : ٤٠ / ١٠.

(٧) وذلك لما تقدّم بيانه في ترجمة الحسن بن علي بن سفيان ، فلاحظ.

(٨) هداية المحدّثين : ١٩٥ ، ولا يخفى أنّ أحمد بن عبد الواحد وابن عبدون واحد ولعلّه لذا أمر بالتأمّل.

٦٢

٩٠٥ ـ الحسين بن عليّ بن شعيب :

الجوهري ، يروي عنه الصدوق مترضّيا(١) ،تعق (٢) .

٩٠٦ ـ الحسين بن عليّ بن شيبان :

القزويني ، أبو عبد الله ؛ هو ابن أحمد بن شيبان ،تعق (٣) .

٩٠٧ ـ الحسين بن عليّ الصوفي :

يروي عنه الصدوق مترضيا(٤) ،تعق (٥) .

٩٠٨ ـ الحسين بن عليّ بن محمّد :

ابن أحمد الخزاعي الرازي النيسابوري ، مضى في جدّه أحمد بن الحسين بن أحمد ما يدلّ على جلالته ،تعق (٦) .

أقول : مرّ ذلك عن عه(٧) . وفيه أيضا : الشيخ الإمام جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن عليّ بن محمّد بن أحمد(٨) الخزاعي الرازي ، عالم واعظ مفسر ديّن ، له تصانيف ، منها : التفسير المسمّى بروض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن عشرون مجلّدا ، وروح الأحباب وروح الألباب في شرح‌

__________________

(١) أمالي الصدوق : ١٥٥ / ١٣ ، ٣٨٣ / ١١ ، ولم يرد فيه الترضّي.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٢.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٢. وتقدّم ذكر الحسين بن أحمد بن شيبان عن لم : ٤٦٧ / ٣٢.

(٤) علل الشرائع : ١٧٢ / ١ الباب ١٣٧ ، وفيه :رحمه‌الله .

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٢.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٢.

(٧) فهرست منتجب الدين : ٧ / ١.

(٨) ابن أحمد ، لم ترد في المصدر.

٦٣

الشهاب ، قرأتهما عليه(١) .

ويأتي في الكنى عنب أيضا(٢) .

٩٠٩ ـ الحسين بن عليّ بن يقطين :

ثقة ،ضا (٣) . وزادصه : من أصحاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام (٤) .

أقول : فيمشكا : ابن عليّ بن يقطين ، عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر. وهو عن أبيه علي.

وفي التهذيب رواية الحسين هذا عن أبي الحسن الأوّلعليه‌السلام بغير واسطة أبيه(٥) ، وهو سهو(٦) .

٩١٠ ـ الحسين بن عمر بن يزيد :

ثقة ،ضا (٧) . وزادصه : من أصحاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام (٨) .

أقول : يأتي ذكره مع مقاتل بن مقاتل(٩) .

__________________

(١) فهرست منتجب الدين : ٤٥ / ٧٨.

(٢) يأتي بكنية : أبو الفتوح ، معالم العلماء : ١٤١ / ٩٨٧ قائلا : شيخي أبو الفتوح ابن علي الرازي عالم. إلى آخره.

(٣) رجال الشيخ : ٣٧٣ / ١٩.

(٤) الخلاصة : ٤٩ / ٣.

(٥) التهذيب ٢ : ٧٦ / ٢٨٥ ، وورد نفس الحديث في الاستبصار ١ : ٣٢٣ / ١٢٠٧ بواسطة أبيه.

(٦) هداية المحدّثين : ١٩٥.

(٧) رجال الشيخ : ٣٧٣ / ٢١.

(٨) الخلاصة : ٤٩ / ٥.

(٩) عن الكشّي : ٦١٤ / ١١٤٦ ونقل هناك عن الوحيد أنّه كان واقفا ثمّ رجع.

٦٤

وفيمشكا : ابن عمر بن يزيد الثقة صاحب الرضاعليه‌السلام ، عنه يونس بن عبد الرحمن ، والحسن بن محبوب.

وفي أسانيد الشيخرحمه‌الله : سعد بن عبد الله عن الحسين بن عمر ابن يزيد(١) ، وهو محتمل ببعد(٢) .

٩١١ ـ الحسين بن عنبسة الصوفي :

وجدت بخطّ ابن نوح فيما وصّى(٣) إليّ من كتبه : حدّثنا الحسين بن علي البزوفري قال : حدّثنا حميد قال : سمعت من الحسين بن عنبسة الصوفي كتابه نوادر ،جش (٤) .

ومرّ عنه وعن غيره مكبّرا(٥) . وربما يحتمل اشتباه في خطّ ابن نوح ، فتأمّل.

أقول : فيمشكا : ابن عنبسة ، عنه حميد(٦) .

٩١٢ ـ الحسين بن القاسم بن محمّد :

ابن أيّوب بن شمّون ، أبو عبد الله الكاتب ، وكان أبوه القاسم من أجلّة أصحابنا ؛ له كتاب أسماء أمير المؤمنينعليه‌السلام من القرآن ، وكتاب التوحيد ؛ أبو طالب الأنباري عنه بكتبه ،جش (٧) .

صه إلى قوله : أصحابنا ؛ وزاد قبل كان : قالجش ؛ وبعد أصحابنا :

__________________

(١) التهذيب ٢ : ٢٨٥ / ١١٣٨.

(٢) هداية المحدّثين : ٤٥.

(٣) في نسخة « ش » : أوصى.

(٤) رجال النجاشي : ٦٧ / ١٥٨.

(٥) رجال النجاشي : ٦١ / ١٤٢ ، رجال الشيخ : ٤٦٤ / ١٧.

(٦) هداية المحدّثين : ٤٥.

(٧) رجال النجاشي : ٦٦ / ١٥٧.

٦٥

ولم ينصّ على تعديل الحسين ؛ وقالغض : ضعّفوه وهو عندي ثقة ولكن بحث في من يروي عنه ، قال : وكان أبوه القاسم من وجوه الشيعة ولكن لم يرو شيئا(١) .

أقول : فيمشكا : ابن القاسم بن محمّد ، عنه أبو طالب الأنباري(٢) .

٩١٣ ـ الحسين بن قياما :

واقفي ،ظم (٣) . وزادصه : لا يقول بإمامة الرضاعليه‌السلام (٤) .

وفيكش : أبو صالح خلف بن حمّاد ، عن أبي سعيد سهل بن زياد الآدمي ، عن علي بن أسباط ، عن الحسين بن الحسن قال : قلت لأبي الحسن الرضاعليه‌السلام : إنّي تركت ابن قياما من أعدى خلق الله لك ، قال : ذلك شرّ له(٥) ، الحديث.

وفيه آخر صحيح متضمّن لإنكاره إمامة الرضاعليه‌السلام أيضا(٦) .

وفيتعق : نذكر آخرا(٧) فيه في الكنى(٨) (٩) .

__________________

(١) الخلاصة : ٥٢ / ٢٥.

(٢) هداية المحدّثين : ٤٥.

(٣) رجال الشيخ : ٣٤٨ / ٢٧.

(٤) الخلاصة : ٢١٦ / ٥.

(٥) رجال الكشّي : ٥٥٣ / ١٠٤٥.

(٦) رجال الكشّي : ٥٥٣ / ١٠٤٤.

(٧) في نسخة « ش » زيادة : ما.

(٨) يأتي ذكره بكنية : ابن قياما. والخبر منقول عن العيون : ٢ / ٢٠٩ باب دلالات الرضاعليه‌السلام ، وفيه مضافا لإنكاره إمامة الرضاعليه‌السلام أنّه صار بسبب دعائهعليه‌السلام متحيّرا وواقفا.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٢.

٦٦

٩١٤ ـ الحسين بن كثير الخزّاز :

الكوفي ،ق (١) . وفيهم أيضا : ابن كثير الكلابي الجعفري الخزّاز الكوفي ، أسند عنه(٢) ، ولا يبعد الاتّحاد.

٩١٥ ـ الحسين بن كيسان :

واقفي ،ظم (٣) . وزادصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام (٤) .

٩١٦ ـ الحسين بن مالك القمّي :

ثقة ،دي (٥) ومضى مكبّرا ، ووعد المصنّف بالإشارة إليه ونسي ،تعق (٦) .

٩١٧ ـ الحسين بن محمّد الأشعري :

غير مذكور في الكتابين بهذا العنوان. وهو ابن محمّد بن عمران بن أبي بكر الأشعري(٧) .

٩١٨ ـ الحسين بن محمّد الأشناني :

أبو عبد الله الرازي العدل ، كذا وصفه الصدوق بالعدل في بعض أسانيد العيون(٨) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٧٠ / ٩١ ، وفيه : الخزاز ، الخزاز ( خ ل ) ، ولم يرد فيه الكوفي.

(٢) رجال الشيخ : ١٧٠ / ٩٢.

(٣) رجال الشيخ : ٣٤٨ / ٢٦.

(٤) الخلاصة : ٢١٦ / ٤.

(٥) رجال الشيخ : ٤١٣ / ٨.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٢ ، وفيها : ذكر المصنّف أنّه سيشير إليه في باب الحسين ، ولعلّ نسختي فيها سقط.

(٧) الذي يأتي توثيقه عن النجاشي : ٦٦ / ١٥٦ والخلاصة : ٥٢ / ٢٤.

(٨) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ١٢٧ / ٢٢.

٦٧

وفيتعق : والتوحيد(١) .

ولعلّ مراده من العدل في المقام كونه إماميا صحيح العقيدة.

٩١٩ ـ الحسين بن محمّد بن عامر :

ابن أخي عبد الله بن عامر ، هو ابن محمّد بن عمران.

قال المحقّق الداماد : هو من أجلاّء مشايخ الكليني ، وقد أكثر من الرواية عنه في الكافي(٢) ، وصرّح باسم جدّه عامر الأشعري في مواضع عديدة(٣) ،تعق (٤) .

٩٢٠ ـ الحسين بن محمّد بن علي :

الأزدي ، أبو عبد الله ، ثقة من أصحابنا ، كوفي ،صه (٥) .

وزادجش : المنذر بن محمّد بن المنذر عنه بكتبه(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن علي الأزدي الثقة ، عنه المنذر بن محمّد بن المنذر(٧) .

٩٢١ ـ الحسين بن محمّد بن عمران :

ابن أبي بكر الأشعري القمّي ، أبو عبد الله ، ثقة ، له كتاب النوادر ، عنه محمّد بن يعقوب ،جش (٨) .

__________________

(١) التوحيد : ٣٧٧ / ٢٣ ، تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٢.

(٢) الكافي ١ : ٣٧ / ٢ ، ٣٨٩ / ٤.

(٣) الكافي ١ : ١٥٩ / ١ ، تعليقة الداماد على رجال الكشّي ٢ : ٤٩٦ / ٤١٦.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٢.

(٥) الخلاصة : ٥٢ / ٢٢.

(٦) رجال النجاشي : ٦٥ / ١٥٤.

(٧) هداية المحدّثين : ١٩٦.

(٨) رجال النجاشي : ٦٦ / ١٥٦.

٦٨

وفيصه : الحسين الأشعري القمّي أبو عبد الله ثقة(١) ، انتهى.

والظاهر أنّه الحسين بن محمّد بن عامر بن عمران كما ينبّه عليه ما في عمّه عبد الله بن عامر(٢) .

وفيتعق : مضى ما يناسب في ابن محمّد بن عامر(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن عمران الثقة ـ ويقال له : ابن عامر ـ عنه محمّد بن يعقوب(٤) .

٩٢٢ ـ الحسين بن محمّد بن الفرزدق :

ابن بجير(٥) بن زياد الفزاري ، أبو عبد الله المعروف بالقطعي ، كان يبيع الخرق ، ثقة ،صه (٦) .

وزادجش : له كتب ؛ أخبرنا محمّد بن جعفر التميمي ، عنه بها(٧) .

وفيضح : القطعي : بضمّ القاف وإسكان الطاء ، كان يبيع الخرق : بالمعجمة المكسورة ؛ وكلّ من قطع بموت الكاظمعليه‌السلام كان قطعيّا(٨) .

وقالشه : كتب ولد المصنّفرحمه‌الله على حاشيةضح : إنّها بفتح‌

__________________

(١) الخلاصة : ٥٢ / ٢٤.

(٢) يأتي في ترجمته نقلا عن النجاشي : ٢١٨ / ٥٧٠.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٢.

(٤) هداية المحدّثين : ١٩٦.

(٥) في نسخة « ش » : الحسين بن محمّد الفرزدق بن يحيى.

(٦) الخلاصة : ٥٣ / ٢٦.

(٧) رجال النجاشي : ٦٧ / ١٦٠.

(٨) إيضاح الاشتباه : ١٦٠ / ٢١٨.

٦٩

القاف لا ضمّه ، قال : وإنّما هو من سهو القلم(١) .

وفي لم : روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وله منه إجازة ، وروى عنه ابن عيّاش(٢) .

وفيتعق على قوله : كلّ من قطع. إلى آخره : لا يخلو من(٣) بعد ، فإنّا لم نجد من يوصف به غيره ، مضافا إلى أنّه من مشايخ التلعكبري فكيف يناسبه هذا الوصف(٤) !

أقول : الأمر كما ذكره دام فضله ، إلاّ أنّه لم يظهر منضح وصفه بذلك ، وقوله : كلّ من قطع بموت الكاظمعليه‌السلام كان قطعيّا ، هو بفتح القاف ، والمراد أنّ هذا الرجل بيّاع الخرق ويقال له : القطعي بالضم ، وكلّ من قطع(٥) بموت الكاظمعليه‌السلام كان قطعيا بالفتح.

وصرّح في الملل والنحل بأنّ القطعي ـ بالفتح ـ من قطع بموتهعليه‌السلام (٦) .

فما ذكره ولده طاب ثراه من سهو القلم لا ما ذكره هوقدس‌سره .

وفيمشكا : ابن محمّد بن الفرزدق الثقة ، عنه محمّد بن جعفر التميمي ، والتلعكبري ، وابن عيّاش(٧) .

__________________

(١) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٢٩.

(٢) رجال الشيخ : ٤٦٦ / ٢٦.

(٣) في نسخة « م » : عن.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٢.

(٥) في نسخة « م » : يقطع.

(٦) الملل والنحل : ١ / ١٥٠ ، ولم يضبطه.

(٧) هداية المحدّثين : ١٩٦.

٧٠

٩٢٣ ـ الحسين بن محمّد بن الفضل :

ابن يعقوب بن سعد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، أبو محمّد ، شيخ من الهاشميّين ، ثقة ، روى أبوه عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، ذكره أبو العباس ، وعمومته كذلك : إسحاق ويعقوب وإسماعيل ، وكان ثقة ، صنّف مجالس الرضاعليه‌السلام مع أهل الأديان ،جش (١) .

وفيتعق : الظاهر من العيون(٢) والاحتجاج(٣) أنّ مصنّف مجالسهعليه‌السلام الحسن ، ولذا فيصه (٤) والبلغة(٥) والوجيزة(٦) لم يذكروا إلاّ الحسن ، ولعلّ ذكر الحسين وهم من ناسخ.

وعلى تقدير الصحّة فالظاهر نقلجش ذلك عن أبي العباس والأوّل لم ينسبه إلى أحد(٧) ، ويشير إليه تكرار الذكر(٨) .

٩٢٤ ـ الحسين بن محمّد بن يزيد :

السورائي ؛ مضى في الحسن بن سعيد ويأتي في فضالة ما يظهر منه‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٥٦ / ١٣١.

(٢) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ١٥٤ / ١.

(٣) الاحتجاج ٢ : ٤٠١ / ٣٠٧.

(٤) الخلاصة : ٤٣ / ٣١.

(٥) بلغة المحدّثين : ٣٤٨.

(٦) الوجيزة : ١٩١ / ٥٢٥.

(٧) رجال النجاشي : ٥١ / ١١٢ وكذلك ٣٧ / ٧٥ ، ترجمة الحسن بن محمّد بن الفضل والحسن بن محمّد بن محمّد بن سهل.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٢.

٧١

كونه من المشايخ الذين يعتمد عليهم ويستند إليهم(١) ،تعق (٢) .

أقول : الذي فيهما ابن يزيد ، فلاحظ(٣) .

٩٢٥ ـ الحسين بن مخارق :

واقفي ،ظم (٤) . وفي نسخة بالصاد.

وفيست : له كتاب التفسير وكتاب جامع العلم ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن أحمد بن الحسين ابن سعيد أبي(٥) عبد الله ، عن أبيه ، عن الحسين بن مخارق(٦) السلولي(٧) .

ويأتي بالصاد(٨) .

٩٢٦ ـ الحسين بن المختار القلانسي :

واقفي ،ظم (٩) .

وزادصه : من أصحاب أبي الحسن موسىعليه‌السلام .

وقال ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضّال : أنّه كوفي ثقة.

__________________

(١) انظر رجال النجاشي : ٣١٠ / ٨٥٠.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٦.

(٣) في المنتهى في ترجمة الحسن بن سعيد : الحسين بن يزيد السورائي. وأمّا في ترجمة فضالة بن أيّوب نقلا عن النجاشي : الحسين بن محمّد بن يزيد السورائي ، والذي في النجاشي : ٣١٠ / ٨٥٠ : الحسين بن يزيد السورائي.

(٤) رجال الشيخ : ٣٤٨ / ٢٣. وفي نسخة « م » : محارق.

(٥) في المصدر : ابن.

(٦) في نسخة « م » : محارق.

(٧) الفهرست : ٥٧ / ٢٢٨ ، وفيه : أخبرنا بهما.

(٨) أي : الحصين بن مخارق.

(٩) رجال الشيخ : ٣٤٦ / ٣.

٧٢

والاعتماد عندي على الأوّل(١) .

وفيجش : له كتاب يرويه عنه حمّاد بن عيسى وغيره(٢) .

وفيست : له كتاب ؛ عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن علي بن الحسين(٣) وأحمد بن محمّد ، عن الحسين(٤) بن سعيد ، عن حمّاد ، عنه.

وعدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عنه.

وأخبرنا ابن عبدون ، عن ابن الزبير ، عن علي بن الحسن بن فضّال ، عن محمّد بن عبد الله بن زرارة ، عنه(٥) .

وفي الإرشاد : أنّه من خاصّته وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته(٦) .

وفيتعق : رواية حمّاد عنه تشير إلى وثاقته ، وكذا ابن أبي عمير(٧) ، والأجلاّء سيّما القمّيّين كابن الوليد والصفّار وسعد وأحمد بن إدريس(٨) والصدوق وأبيه(٩) ، وغيرهم كيونس(١٠) والحجّال(١١) وعلي بن‌

__________________

(١) الخلاصة : ٢١٥ / ١.

(٢) رجال النجاشي : ٥٤ / ١٢٣.

(٣) في المصدر زيادة : عن أبيه عن سعد بن عبد الله والحميري عن محمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس عن محمّد بن الحسين.

(٤) في المصدر : الحسن.

(٥) الفهرست : ٥٥ / ٢٠٥.

(٦) الإرشاد : ٢ / ٢٤٨.

(٧) الكافي ٢ : ٣٦٤ / ١.

(٨) في نسخة « ش » : وابن إدريس.

(٩) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٣٤ ، ذكر رواية القمّيّين سوى الصفّار.

(١٠) الكافي ٢ : ٢٦٧ / ٣.

(١١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٣٠ / ٢٣.

٧٣

الحكم(١) .

وفي العيون عنه قال : خرج إلينا ألواح من أبي إبراهيمعليه‌السلام ـ وهو في الحبس ـ : عهدي إلى أكبر ولدي(٢) .

وفيه شهادة بعدم وقفه ، مع أنّ علي بن الحسن بن فضّال أعرف من الشيخ وأثبت ، وكلام المفيد أيضا يؤيّد ؛ وينبغي ملاحظة ما مرّ في الواقفة.

وعند خالي أنّه موثّق(٣) ، وكذا عند غيره(٤) ، فتأمّل(٥) .

أقول : ذكره في الحاوي في الموثّقين(٦) ، ثمّ في الضعاف(٧) .

وفي الوسيط : في الكافي : قال الحسين بن المختار : قال لي الصادقعليه‌السلام : رحمك الله(٨) .

وروى(٩) جماعة من الثقات عنه نصّا على الرضاعليه‌السلام (١٠) ، انتهى.

وفي حواشي السيّد الداماد علىكش بعد ذكر كلام ابن عقدةوجش‌

__________________

(١) الكافي ١ : ٢٥٠ / ٨.

(٢) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٣٠ / ٢٣ ، وفيه : خرجت إلينا.

(٣) الوجيزة : ١٩٨ / ٥٨٦.

(٤) بلغة المحدّثين : ٣٥٢.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٧.

(٦) حاوي الأقوال : ٢٠٤ / ١٠٦٠.

(٧) حاوي الأقوال : ٢٥٠ / ١٣٨٨.

(٨) الكافي ١ : ٥٣ / ٨ ، وفيه : عن الحسين بن المختار عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . فقال لي : رحمك الله. والظاهر أنّ ترحم الإمامعليه‌السلام راجع إلى بعض الأصحاب لا إلى الحسين.

(٩) في نسخة « ش » : روى.

(١٠) الوسيط : ٦٩.

٧٤

والشيخ وشيخنا المفيد وما مرّ عن الكافي قال : وقد روى جماعة من الثقات عنه نصّا على الرضاعليه‌السلام .

قلت : فذلك يدافع كونه واقفيا ، ولذا لم يحكم بهجش ولا نقله(١) عن أحد على ما هو المعلوم من ديدنه.

وبالجملة : الرجل من أعيان الثقات وعيون الإثبات(٢) (٣) ، انتهى فتدبّر.

وفيمشكا : ابن المختار الموثّق على قول : عنه حمّاد بن عيسى ، وأحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عنه ، ومحمّد بن عبد الله بن زرارة عنه(٤) .

٩٢٧ ـ الحسين بن مسكان :

قالغض : لا أعرفه إلاّ أنّ جعفر بن محمّد بن مالك روى عنه أحاديث فاسدة ،صه (٥) .

وفيتعق : قال الشيخ محمّد : في آخر السرائر عند ذكر رواية الحسين ابن عثمان عن ابن مسكان : اسم ابن مسكان الحسن ، وهو ابن أخي جابر الجعفي ، غريق في ولايته لأهل البيتعليهم‌السلام (٦) ، انتهى.

وفي الرجال : الحسين ، ويحتمل أن يكون الحسن سهوا ، انتهى(٧) .

والظاهر من كلام ابن إدريس عدم ضعفه ، بل وجلالته ؛ وتضعيف‌

__________________

(١) في نسخة « ش » : ولا نقل.

(٢) في نسخة « ش » : الآيات.

(٣) تعليقة الداماد على رجال الكشّي : ١ / ٦٣.

(٤) هداية المحدّثين : ٤٥.

(٥) الخلاصة : ٢١٧ / ١٣.

(٦) مستطرفات السرائر : ٩٨ / ١٨.

(٧) أي : كلام المحقّق الشيخ محمّد.

٧٥

غض ضعيف ، مع أنّ مجرّد رواية الأحاديث الفاسدة لا دخل له في الفسق ، على أنّغض ما حكم به ، فتأمّل(١) .

أقول : الاستدلال بمجرّد الاحتمال كما ترى ، مع أنّه مرّ في الفوائد أنّ ما في السرائر وهم ، فلاحظ(٢) .

٩٢٨ ـ الحسين بن مصعب :

قر (٣) . وزادق : ابن مسلم البجلي ، كوفي(٤) .

وفيست : ابن مصعب ، له كتاب ؛ عدّة من أصحابنا ، عن التلعكبري ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن أحمد بن عمر بن كيسبة ، عن الطاطري ، عن محمّد بن زياد ، عنه(٥) .

وفيتعق : ابن زياد هذا ابن أبي عمير ، وروايته عنه تشير إلى الوثاقة ، وكذا الطاطري ، ويروي عنه صفوان بن يحيى أيضا(٦) .

ومضى مكبّرا ، فلاحظ(٧) .

أقول : قوله سلّمه الله : وكذا الطاطري ، فيه ما فيه(٨) .

وفيمشكا : ابن مصعب ، عنه محمّد بن زياد(٩)

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٧.

(٢) راجع الفائدة الرابعة من المقدّمة.

(٣) رجال الشيخ : ١١٥ / ٢٦.

(٤) رجال الشيخ : ١٦٩ / ٧٠ ، وفيه : الكوفي.

(٥) الفهرست : ٥٨ / ٢٢٩.

(٦) الكافي ٨ : ٢٦١ / ٣٧٤ ، وفيه رواية صفوان عنه بواسطة محمّد بن زياد بن عيسى.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٧.

(٨) لما ورد في ترجمته من أنّه كان واقفيا شديد العناد في مذهبه ، صعب العصبية على من خالفه من الإمامية ، إلى غير ذلك.

(٩) هداية المحدّثين : ٤٥.

٧٦

٩٢٩ ـ الحسين بن معاذ بن مسلم :

الأنصاري الهراء الكوفي ،ق (١) .

وفيتعق : يأتي في أبيه رواية ابن أبي عمير عنه(٢) ، وهو يشعر بوثاقته(٣) .

٩٣٠ ـ الحسين بن المنذر :

فيكش : حمدويه ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن الحسين بن المنذر قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام جالسا فقال لي معتب : خفّف عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : دعه فإنّه من فراخ الشيعة(٤) .

وفيصه : هذه الرواية لا تثبت عندي عدالته لكنّها مرجّحة لقبول قوله(٥) .

وقالشه : مع ضعف سندها بمحمّد بن سنان وكونها شهادة الحسين لنفسه لا تدلّ على ترجيح قوله بوجه ، لأنّ مجرّد كونه من الشيعة أعم من قبول قوله(٦) ، انتهى.

ولا يبعد كون مراده الترجيح عند التعارض ، أو كونها مؤيّدة ، أو مرجّحة مطلقا ؛ أمّا الاعتماد على مجرّد ذلك فشي‌ء آخر ، فتأمّل.

وفيجش في ترجمة محمّد بن علي بن النعمان : أنّه روى عن علي‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٦٩ / ٦٦.

(٢) نقلا عن رجال الكشّي : ٢٥٢ / ٤٧٠.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٧.

(٤) رجال الكشّي : ٣٧١ / ٦٩٣.

(٥) الخلاصة : ٥٠ / ١٢.

(٦) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٢٨.

٧٧

ابن الحسين والباقر والصادقعليهم‌السلام (١) .

وفيتعق : مرّ ما في ضعف السند والشهادة في الفوائد(٢) ؛ وأمّا عدم الدلالة فيمكن أن يقال : المستفاد منها مزيد شفقة وخصوصيّة لطف منهعليه‌السلام بالنسبة إليه ، فتدبّر(٣) .

أقول : ولذا في الوجيزة أنّه ممدوح(٤) .

وفي الرواشح ضبط القراح بالقاف والمهملتين ، قال : أي الخالص الذي لا يشوبه شي‌ء(٥) . وما زعم بعض أصحابنا المتأخرين في حواشيصه ـ من أنّ(٦) الرواية لا تفيد ترجيحا فيه ، إذ ليس مفادها إلاّ مجرّد كونه من الشيعة ـ ساقط ؛ وفيه من المدح ما يجلّ عن البيان ، ولذلك ذكره العلاّمة وغيره(٧) في قسم الممدوحين ، انتهى.

وذكره في الحاوي في القسم الرابع(٨) ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن المنذر ، عنه محمّد بن سنان(٩) .

٩٣١ ـ الحسين بن منصور الحلاّج :

في فوائدصه أنّه من الكذّابين ، وذكر الشيخ له أقاصيص(١٠) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٢٥ / ٨٨٦.

(٢) راجع فوائد التعليقة الفائدة الثالثة.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٧.

(٤) الوجيزة : ١٩٨ / ٥٨٧.

(٥) انظر تعليقة الداماد على رجال الكشّي : ٢ / ٦٧٠.

(٦) أنّ ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٧) رجال ابن داود : ٨٢ / ٤٩٨.

(٨) حاوي الأقوال : ٢٥٠ / ١٣٩٢.

(٩) هداية المحدّثين : ٤٥.

(١٠) الخلاصة : ٢٧٤ ، الفائدة السادسة ، وفيها : أنّه من المذمومين.

٧٨

وفيتعق : في الوجيزة : فيه ذم كثير(١) .

وفي البلغة : بالغ بعض أجلّة الشيعة في مدحه حتى ادّعوا أنّه من الأولياء ، مثل صاحب مجالس المؤمنين(٢) وصاحب محبوب القلوب وغيرهما ، ولا يخلو من غرابة(٣) ، انتهى.

وفي ترجمة المفيدرحمه‌الله أنّ له كتابا في الردّ على أصحاب الحلاّج(٤) (٥) ، فتدبّر.

أقول : قال الشيخ في كتاب الغيبة : أخبرني جماعة عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه أنّ ابن الحلاّج صار إلى قم ، وكاتب قرابة أبي الحسن(٦) يستدعيه ويستدعي أبا الحسن أيضا ويقول : أنا رسول الإمام ووكيله ، قال(٧) : فلمّا وقعت المكاتبة في يد أبيرضي‌الله‌عنه خرقها وقال لموصلها إليه : ما أفرغك للجهالات! فقال له الرجل ـ وأظنّ أنّه قال : إنّه ابن عمّته أو ابن عمّه ـ : فإنّ الرجل قد استدعانا فلم خرقت مكاتبته؟ وضحكوا منه وهزؤا به ؛ ثمّ نهض إلى دكّانه ومعه جماعة من أصحابه وغلمانه.

قال : فلمّا دخل الدار التي كانت فيها دكّانه نهض له من كان هناك جالسا غير رجل رآه جالسا في الموضع فلم ينهض له ولم يعرفه أبي ، فلمّا‌

__________________

(١) الوجيزة : ١٩٨ / ٥٨٨.

(٢) مجالس المؤمنين : ٢ / ٣٦.

(٣) بلغة المحدّثين : ٣٥٣.

(٤) رجال النجاشي : ٤٠١ / ١٠٦٧.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ١١٨.

(٦) أبو الحسن هو علي بن الحسين بن موسى بن بابويه والد الصدوقرحمه‌الله .

(٧) قال ، لم ترد في نسخة « ش ».

٧٩

جلس وأخرج حسابه ودواته(١) كما تكون التجّار أقبل على بعض(٢) من كان حاضرا فسأله عنه ، فأخبره ، فسمعه الرجل يسأل عنه فأقبل عليه وقال له : تسأل عنّي وأنا حاضر! فقال له أبي : أكبرتك أيّها الرجل وأعظمت قدرك أن أسألك ، فقال له : تخرّق رقعتي وأنا أشاهدك تخرّقها! فقال له أبي : فأنت الرجل إذا ، ثمّ قال : يا غلام برجله وقفاه ، فخرج من الدار العدوّ لله ولرسوله ، ثمّ قال له : أتدّعي المعجزات! عليك لعنة الله ـ أو كما قال : فاخرج بقفاه ـ ؛ فما رأيناه بعدها بقم(٣) .

٩٣٢ ـ الحسين بن موسى :

ضا (٤) . وزادظم : واقفي(٥) .

وصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام (٦) . وكذا د(٧) .

٩٣٣ ـ الحسين بن موسى الأسدي :

الخيّاط ، كوفي ،ق (٨) .

وفيجش : ابن موسى بن سالم الخيّاط. إلى آخر ما مرّ عنه مكبرا(٩) . ومرّ عنست أيضا(١٠) .

__________________

(١) في نسخة « ش » زيادة : كان.

(٢) بعض ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٣) الغيبة : ٤٠٢ / ٢٧٧.

(٤) رجال الشيخ : ٣٧٣ / ٢٤.

(٥) رجال الشيخ : ٣٤٨ / ٢٥.

(٦) الخلاصة : ٢١٦ / ٣.

(٧) رجال ابن داود : ٢٤١ / ١٥٣.

(٨) رجال الشيخ : ١٧٠ / ٧٧ ، وفيه : الحنّاط.

(٩) رجال النجاشي : ٥٤ / ٩٠ ، وفيه : الحسين بن موسى بن سالم الحنّاط.

(١٠) الفهرست : ٤٩ / ١٧١.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

٩ ـ صفية بنت حيي : تزوّجت مرّتين من أبناء قومها اليهود ، وأُسرت في خيبر ، فتزوّجها إكراماً للأُسارى.

١٠ ـ أُمّ حبيبة بنت أبي سفيان : هاجرت مع زوجها المسلم إلى الحبشة مع من هاجر آنذاك ، وهناك ارتدّ زوجها ، فلم تطاوعه في ارتداده ، بل بقيت على غربتها محافظة على دينها ، فتزّوجها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله تقديراً لمواقفها.

١١ ـ ميمونة بنت الحارث : أرملة ، لها من العمر ( ٤٩ ) سنة ، وهبت نفسها للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله طالبة من أن يجعلها إحدى زوجاته.

١٢ ـ مارية القبطية : أُهديت كجارية إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من جانب مقوقس صاحب الإسكندرية ، عندما بعث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كتاباً إليه يدعوه إلى الإسلام ، فتقبّلها الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأنجبت إبراهيمعليه‌السلام ، وكان هذا سبباً لجعلها من أُمّهات المؤمنين.

١٣ ـ أُمّ شريك : واسمها غُزَية ، كانت متزوّجة من قبل ، ولها ولد يسمّى شريكاً ، ثمّ بعدها وهبت نفسها للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لتكون إحدى أُمّهات المؤمنين.

١٤ ـ الجونية : كانت من كندة ، وأهداها أبو أسيد الساعدي للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فوليت عائشة وحفصة مشطها وإصلاح أمرها ، ثمّ إنّها عندما رأت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله تعوّذت بالله منهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وهذا ما لقّنتاها عائشة وحفصة تدبيراً للخلاص منها ، حتّى لا تصبح شريكة أُخرى في أمرهما ـ فخرج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عنها وأمر بالساعدي أن يلحقها بأهلها(١) .

فكُلّ هذا كان لمصلحة الإسلام لا المصلحة الشخصية كما نرى.

ومنه يظهر حال زوجات الأئمّةعليهم‌السلام مطلقاً ، أو في بعض الحروب ، أو المقاطع الزمنية الخاصّة.

( أحمد البلوشي ـ الكويت ـ )

أسباب ونتائج هجرته :

س : الهجرة النبوية ، أسبابها ونتائجها؟

__________________

١ ـ تاريخ اليعقوبي ٢ / ٨٥.

٣٢١

ج : إنّ السبب الرئيسي لهجرة نبينا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله من مكّة إلى المدينة هو إفشال المؤامرة التي حاكتها قريش لقتلهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبالتالي إنهاء دعوته إلى الدين الإسلامي.

فقد أخبر الله تعالى نبيّه بهذه المؤامرة عن طريق الوحي ، ونزل قوله تعالى :( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) (١) .

فأمرصلى‌الله‌عليه‌وآله أمير المؤمنين علياًعليه‌السلام بالمبيت على فراشه ، بعد أن أخبره بمكر قريش ، ثمّ خرج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في الليل ، وهو يقرأ هذه الآية :( وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ) (٢) .

وأمّا من نتائج هذه الهجرة المباركة هو : تأسيس الدولة الإسلامية الكبرى ، ومن ثمّ دعوة الناس إلى الإسلام ، وأيضاً القيام بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ، وزرع روح المحبّة والإيمان والأُخوّة الإسلامية بين المسلمين.

( مصطفى البحراني ـ عمان ـ ٢٥ سنة ـ طالب ثانوية )

لم يكن جبرائيل أعلم منه :

س : هل الأعلمية تعني الأفضلية؟ ومن كان أعلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أم جبرائيلعليه‌السلام ؟ وكيف؟

إنّ مثل هذه الأسئلة تطرح من أناس يريدون أن يثبتوا أنّ خلافة أبي بكر صحيحة لا غبار عليها ، حيث أنّ جبرائيلعليه‌السلام هو من علّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خير منه ، فكيف الردّ على مثل هذا الكلام؟

ج : نحن لا نسلّم بأنّ علم جبرائيلعليه‌السلام كان أكثر من علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل غاية ما في الأمر هو أنّ جبرائيلعليه‌السلام كان رسولاً ، وحاملاً للوحي المنزّل على

__________________

١ ـ الأنفال : ٣٠.

٢ ـ يس : ٩.

٣٢٢

النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بما أعطاه الله من دورٍ في إيصال كلامه تعالى إلى الأنبياءعليهم‌السلام ، أفهل ترى أنّ هذا بمعنى أعلميّته من الأنبياءعليهم‌السلام ؟ هل هناك قاعدة علمية أو شرعية أو عرفية تدلّ على أعلمية الرسول من المرسل إليه؟ هذا أوّلاً.

وثانياً : تصرّح بعض الروايات : بأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يتّصل أحياناً مباشرةً ـ وبدون معونة جبرائيلعليه‌السلام ـ بمبدأ الوحي ، وكانت هذه الحالة تعرف عند الأصحاب ، ويميّزونها عن اتّصاله بجبرائيلعليه‌السلام ، وهذا يعني إمكانية أخذهصلى‌الله‌عليه‌وآله العلم من الباري تعالى ، حيث لا يعلم به جبرائيلعليه‌السلام .

وثالثاً : لو أمعنّا النظر في الأخبار التي تدلّ على أفضلية خلقهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن جميع المخلوقات ، التي توجد في كتب الفريقين ، نستنتج بأنّ الكون بأسره باستثناء وجود الباري تعالى يستفيض نور وجوده من فيض وجود الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعليه هل يبقى توهّم أنّ جبرائيلعليه‌السلام كان أعلم منهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟!

وأخيراً : فإنّ تشبّث بعضهم بهذه الموهومات لإثبات خلافة فلان ، لا ناتج له إلاّ الحرمان من الحقّ ، جعلنا الله وإيّاهم من المتّقين.

( السيّد محمّد ـ البحرين ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )

موقفه من أسرى بدر :

س : ما هو تفسير الآية الشريفة التالية : ( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ ) (١) بالإضافة إلى الردّ الذي نردّ به على من يقول : أنّ عمر بن الخطّاب أصاب في هذه الواقعة ، حيث كان يريد أن يقتل الخصم ، والرسول أراد أن يبقيهم.

ج : إنّ النصوص التاريخية التي نطمئنّ بصحّتها نقلت : بأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان رأيه أن يقتل أسرى معركة بدر ـ وهو الأصوب ـ ولكن لأجل إصرار بعض

__________________

١ ـ الأنفال : ٦٧.

٣٢٣

الصحابة ـ كأبي بكر ـ على عدم قتلهم وأخذ الفداء منهم ، قرّرصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يأخذ منهم الفداء ، بعد أن أخبر أصحابه بأنّ نتيجة أخذ الفداء هو أن يقتل في العام القابل من المسلمين بعدد الأسرى ، فقبلوا ذلك ، وتحقّق ما أوعدهم بهصلى‌الله‌عليه‌وآله في معركة أُحد.

وممّا يؤيّد هذا ما جاء في بعض النصوص : أنّ جبرائيل نزل على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم بدر فقال : « يا محمّد إنّ الله قد كره ما صنع قومك ، من أخذهم الأسارى ، وقد أمرك أن تخيّرهم بين أمرين : أن يقدّموا فتضرب أعناقهم ، وبين أن يأخذوا الفداء على أن يقتل منهم عدتهم ».

فذكرصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك لهم ، فقالوا : يا رسول الله ، عشائرنا وإخواننا ـ وهذه الكلمة تشير إلى أنّ الذين قالوا ذلك هم من المهاجرين ـ لا بل نأخذ فداءهم ، فنقوى به على عدوّنا ، ويستشهد منّا عدّتهم(١) .

فما تقدّم يدلّ على أنّ تخييرهم هذا إنّما كان بعد تأكيدهم على رغبتهم في أخذ الفداء ، وظهور إصرارهم عليه ، فأباح لهم ذلك.

ولكنّنا نجد روايات أُخرى تقرّر عكس ما ذكر آنفاً وتقول : إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله مال إلى رأي أبي بكر ـ أي إلى أخذ الفداء ـ ولكن عمر رفض ذلك ، وكان رأيه هو قتلهم ، فنزل القرآن بمخالفته وموافقة عمر ، وهذا غير صحيح ، لأنّ بعض علماء السنّة نصّ على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مال إلى القتل(٢) .

وذكر الجاحظ : أنّ الأُسرى قالوا : « لو بعثنا إلى أبي بكر ، فإنّه أوصل قريش لأرحامنا ، ولا نعلم أحداً آثر عند محمّد منه ؛ فبعثوا إلى أبي بكر فأتاهم فقالوا : يا أبا بكر ، إنّ فينا الآباء والأبناء ، والأخوان والعمومة ، وبني العمّ ، وأبعدنا قريب ، فكلّم صاحبك يمن علينا أو يفادينا ، قال : نعم ، لا

__________________

١ ـ جامع البيان ٤ / ٢٢٢ ، زاد المسير ٢ / ٥٢ ، تفسير القرآن العظيم ١ / ٤٣٤ ، الدرّ المنثور ٢ / ٩٣ ، سبل الهدى والرشاد ٤ / ٦١.

٢ ـ الكامل في التاريخ ٢ / ١٣٦.

٣٢٤

آلوكم إن شاء الله خيراً ، ثمّ انصرف إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله »(١) ، وهذا دليل على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يرض بأخذ الفداء ، هذا أوّلاً.

وثانياً : إنّ الالتزام بما ذكروه معناه تكذيب قوله تعالى :( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) (٢) .

كما أنّه لا يبقى معنى ـ والحالة هذه ـ لأمر الله تعالى للناس بإطاعة الرسول حيث قال :( أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ ) (٣) ، حتّى إذا امتثلوا الأمر الإلهي وأطاعوه يؤنّبهم ، ثمّ يتهدّدهم ، لقد كان يجب أن يتوجّه التأنيب والتهديد للرسول ، والمدح والثناء لهم ، لأنّهم عملوا بوظيفتهم.

وثالثاً : إنّ مجرّد الإشارة على الرسول بالفداء لا تستوجب عقاباً ، إذ غاية ما هناك أنّهم قد اختاروا غير الأصلح ، وعليه فلابدّ أن يكون ثمّة أمر آخر قد استحقوا العقاب لمخالفته ، وهو أنّهم حين أصرّوا على أخذ الفداء قد أصرّوا على مخالفة الرسول ، والتعلّق بعرض الحياة الدنيا في مقابل إرادة الله للآخرة ـ كما قال تعالى :( تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ ) (٤) ـ بعد بيان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لهم بصورة صريحة ، إذ لا عقاب قبل البيان ثمّ المخالفة.

ولكن الله تكرّم وتفضّل عليهم ، وغفر لهم هذه المخالفة ، وأباح لهم أخذ الفداء تأليفاً لهم ، على ما فيه من عواقب وخيمة ، وقد بلغ من حبّهم لعرض الدنيا أنّهم قبلوا بهذه العواقب أيضاً.

بل يمكن أن يكون إصرار بعض المهاجرين على أخذ الفداء ، يرجع إلى أنّهم قد صعب عليهم قتل صناديد قريش ، حيث كانت تربطهم بهم صداقات ومصالح ووشائج رحم ، وقد استهوى موقفهم هذا جماعة من البسطاء والسذّج من سائر المسلمين الحاضرين.

__________________

١ ـ العثمانية : ٦٧.

٢ ـ النجم : ٣ ـ ٤.

٣ ـ النساء : ٥٩.

٤ ـ الأنفال : ٦٧.

٣٢٥

فهذا التعاطف مع المشركين من قبل البعض ، ثمّ حبّ الحصول على المال ، قد جعلهم يستحقّون العذاب العظيم ، الذي إنّما يترتّب على سوء النيّات ، وعلى الإصرار على مخالفة الرسول ، والنفاق في المواقف والأقوال والحركات ، لاسيّما مع وجود رأي يطالب بقتل بني هاشم ، الذين أخرجهم المشركون كُرهاً ، ونهى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله عن قتلهم ، مع ملاحظة : أنّه لم يشترك من قوم عمر أحد في حرب بدر.

( فاضل ـ السعودية ـ )

كونه أُمّياً لا يعدّ منقصة :

س : إنّنا نعتقد بعصمة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونعتبره أكمل خلق الله ، والمعروف عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه كان أُمّياً لا يقرأ ولا يكتب ، فهل تعتبر هذه منقصة في كمال الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

ج : إنّ عدم القراءة لدى الإنسان العادي لعلّها تعدّ نقصاً ، إذ أنّ القراءة والكتابة الرافد الثقافي الطبيعي لدينا نحن ، أمّا علم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلم المعصومينعليهم‌السلام فهو علم حضوري لدنّي لا علاقة له بالاكتساب العلمي ، وليس للقراءة والكتابة من أثر في ذلك ، هذا من جهة.

ومن جهة أُخرى : لعلّ الحكمة من كونهصلى‌الله‌عليه‌وآله أُمّياً ، لكي لا يتاح للمشركين من إثارة تهمهم وشبهاتهم حول القرآن ، وأنّه من صنع البشر ، وأنّ محمّداً هو الذي كتبه وألّفه ، فإذا علموا أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله أُمّياً ، علموا أنّ ذلك إيحاء أو إعجازاً ، وليس ليد البشر من دخل.

على أنّ البعض نفوا كون النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أُمّياً ، أي لا يقرأ ولا يكتب ، وأنّه سيحتاج إلى من يكتب له ، والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل الخلق فلا يحتاج إلى مَن هو دونه ، وفسّروا أنّ الأُمّي نسبةً إلى أُمّ القرى ، أي مكّة.

٣٢٦

( نصر الله ـ السعودية ـ )

هو والأئمّة سواء في رتبة الإمامة :

س : سؤالي هو : هل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام في مرتبة واحدة؟ وهل يجوز أن نساوي بين النبيّ وأحد من الخلق؟

وما معنى قوله تعالى :( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (١) ، هذه بعض الأسئلة احتاج الردّ عليها لو سمحتم ، وشكراً.

ج : إنّ نبيّنا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله له مقامان : مقام النبوّة ، من حيث رسالته ونزول الوحي عليه كان له مرتبة النبوّة ، ومقام الإمامة ، من حيث قيادته للأُمّة.

وأمّا باقي الأئمّة المعصومينعليهم‌السلام فلهم مرتبة الإمامة ، بما أنّهم قد جاء النصّ بخلافتهم عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكن ليسوا أنبياء لأنّهم لم يأتوا بدين جديد ، ولم يأتهم الوحي برسالة أُخرى.

فمجمل الكلام : أنّهم ـ النبيّ والأئمّةعليهم‌السلام ـ سواء في الإمامة ، ويمتاز عنهم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بمقام النبوّة والرسالة ، نعم ، هم يتساوون أيضاً في مرتبة العصمة ، بما أنّها صفة ملحوظة في كلا الرتبتين.

وأمّا بالنسبة إلى الآية ، فإنّها تشير وتؤيّد الأخلاق الحسنة والممتازة عند الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما سجّل ذلك سيرته وحياته وتحمّله للمتاعب والمصاعب في سبيل تبليغ رسالته ، فكان خُلُقه العظيم في كُلّ ذلك ، هو الذي دعا الناس أن يحوموا حوله( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) (٢) .

( ـ ـ )

تعليق على الجواب السابق وجوابه :

س : كيف نوفّق بين كلامكم هذا ، وبين أنّ دعاء النبيّ مستجاب حتماً؟

__________________

١ ـ القلم : ٤.

٢ ـ آل عمران : ١٥٩.

٣٢٧

أنّ دأب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يسعى لما فيه صلاح أُمّته وهدايتهم ، فهو يبذل لهم النُصح والموعظة الحسنة ، ومن ثمّ يدعو لهم بالهداية ، راجياً أن يهتدوا وأن لا يضلّوا ، وهذا من خُلقه الكريم ، فهو يأمل أن يهتدي بعضهم إلى الحقّ ، لذا فقوله : « اللهم اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون »(١) ، لا يعني أنّ الله قد غفر لهم ، فقد بقوا على كفرهم وضلالهم ، بل أراد أن يترفّع الدعاء عليهم وإصابتهم بالسوء فلعلّهم يرجعون ، حتّى أنّ الله تعالى مدحه على كريم أدبه وحسن خُلقه فقال :( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (٢) .

وهذا دأب الأنبياء ، كذلك فإنّ إبراهيم حاول هداية قومه وأن لا يصيبهم السوء ، وكان يحلم عنهم ، حتّى وصفه الله تعالى :( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ ) (٣) ، فهو يتأسّف على قومه لما سيصيبهم من سوء بسبب جهلهم وغيّهم ، هذا هو خُلق الأنبياء ، وقد مثّل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أروع أدبهم ، وكريم أخلاقهم ، وأمل في هداية قومه إلقاءً للحجّة عليهم ، وهذا لا يعني أنّهم سوف يهتدون فعلاً ، بل فيهم من بقي على كفره ، ومنهم من زاغ إلى النفاق والضلال.

أمّا دعاؤه لأهل عمان فلا نعلم مصدر ذلك ، وإن صحّ فإنّ نفس الكلام يأتي في أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يتنزّه عن الدعاء على قومه ، ويدأب في صلاحهم.

كلامكم جميل ، ولكن كيف نوفّق بين هذا وبين أنّ دعاء النبيّ مستجاب حتماً؟

ج : إنّ دعاء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مستجاب حتماً ، والتوفيق يكون بأنّ المراد ليس جميع القوم أو جميع أهل عمان ، بل ما يصدق أن يسمّى قوماً ، فإنّ الكلام تارة يراد منه الجميع ، وأُخرى يراد المجموع ، والفرق بينهما أنّ في الأوّل لا يتحقّق إلاّ بشموله لجميع الأفراد ، وفي الثاني يتحقّق ببعضهم ، ممّا يصدق عليه اسم القوم أو جماعة من أهل عمان.

__________________

١ ـ الطرائف : ٥٠٥.

٢ ـ القلم : ٤.

٣ ـ التوبة : ١١٤.

٣٢٨

ويمكن أن يقال : بأنّ كُلّ فرد يحبّ الخير والهداية لجميع البشرية ، فكيف برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فإنّه قطعاً يحبّ الهداية للجميع ، وهذا الحبّ ظهر على صيغة الدعاء ، فليس المراد منه الطلب الحقيقي ، بل المراد منه إظهار هذا الحبّ لجميع البشرية.

( موالي ـ الكويت ـ ١٩ سنة ـ طالب )

كان يرقص بأكمامه في روايات أهل السنّة :

س : أودّ أن أسأل : هل توجد رواية في كتب الحديث لدى العامّة تقول : بأنّ رسول الله يرقص بأكمامه حين دخوله للمدينة ، وحين غناء النساء والصبيان بـ « طلع البدر علينا من ثنيّات الوداع »؟ ودمتم سالمين.

ج : قد جاءت عبارة الرقص بالأكمام في نقل العلاّمة الحلّي عن أهل السنّة(١) .

والذي يؤيّد هذا الموضوع في المقام : هو أنّ الفضل بن روزبهان ـ وهو من أعلام العامّة ـ وفي مجال نقضه كلام العلاّمة لم يردّ هذا المطلب ، الأمر الذي يورث الاطمئنان في النفس بأنّ الحديث كان موجوداً في بعض مصادر أهل السنّة ، وإن حذفته بعض الأيادي الأثيمة دفاعاً عن مذهبهم.

( موالي ـ الكويت ـ ١٩ سنة ـ طالب )

لم يكن خائفاً عند نزول الوحي عليه :

س : كيف نردّ على روايات العامّة في بدء نزول الوحي؟ التي تصوّر النبيّ بأنّه خائف ، وأنّ جبرائيل عصره ثلاث مرّات ، وأنّ ورقة بن نوفل أو نسطور أو بحيرا أو عداس أو خديجة ـ حسب الروايات ـ نبّأوه بنبوّته؟

مع العلم أنّ بعض العامّة يبرّرون عصر جبرائيل لمحمّد كان بدافع إعطائه قوّة إيمانية وجسدية ، أو أنّه يريد إخباره بأنّه في يقظة لا في منام.

__________________

١ ـ دلائل الصدق ١ / ٦٣١.

٣٢٩

ج : الأخبار والأقوال التي ذكرتها معظمها ضعيفة السند والدلالة ، أمّا سنداً فيجب أن يراجع في كُلّ مورد حتّى يتبيّن وهن الأسانيد التي يعتمدون عليها.

وأمّا من جهة الدلالة ، فلا تنطبق على الموازين العقلية والنقلية القطعية ، ولا تنسجم مع أُصول العقيدة ، إذ كيف يكون النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله خائفاً من أمر إيجابي ، وكأنّه لم يعرّف بالوحي ، بل أتاه دفعةً ومن غير مقدّمة؟ أو هل يعقل أن لا يعرف النبيّ الوحي بنفسه؟ وساعده الآخرون في تعريفه؟ وكأنّما الآخرون كانوا أولى منه في معرفة الوحي ، نعوذ بالله ، هذه هي تساؤلات ونقوض لابدّ من اعتبارها على رأي هؤلاء.

وأمّا الحلّ ، فيجب علينا أن نعتقد أنّ الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ الذي هو أشرف الكائنات ـ لا يحتاج في معرفة شؤون الوحي وأطواره ، وكيفية نزوله إلى أيّ شخص وجهة تعينه ، وإلاّ لتوقّفت مصداقية نبوّته على الآخرين ، وحتّى في موارد توسيط جبرائيلعليه‌السلام يعتقد المحققّون : بأنّ النبيّ كان بإمكانه الاتصال بمبدأ الوحي والكون بدونه ـ كما هو الحال في موارد متعدّدة من نزول الوحي المباشر التي نقلتها مصادر معتبرة عند الفريقين ـ ولكن نزول جبرائيل كان من باب إظهار عظمة الوحي ، كما ورد في تنزيل بعض السور والآيات من السماء بمعية الآلاف من الملائكة ، لبيان جلالتها وعظمتها.

وأخيراً : كم هو الفرق بين هذه الأقوال غير الصحيحة في كتب العامّة ، وبين ما ورد في هذا المجال عند الشيعة ، فمثلاً : جاء عن زرارة قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : كيف لم يخف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيما يأتيه من قبل الله أن يكون ذلك ممّا ينزغ به الشيطان؟

قال : فقالعليه‌السلام : «إنّ الله إذا اتخذ عبداً رسولاً أنزل عليه السكينة والوقار ، فكان الذي يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه »(١) .

__________________

١ ـ تفسير العيّاشي ٢ / ٢٠١.

٣٣٠

( السيّد عدنان ـ البحرين ـ )

هو الصادر الأوّل :

س : عندما يقال بأنّ نبيّنا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله هو الصادر الأوّل ، فالسؤال المنطقي يقول : لماذا كان هو دون غيره؟ فيقال : بأنّ قابليته هي التي أهلّته لذلك المقام ، فالسؤال هو : أليس هو لم يكن شيئاً قبل ذلك؟

فالعبارة هذه يُفهم منها أنّه كان موجوداً قبل الخلقة ، فنرجو منكم توضيح هذا المطلب ، ولكم خالص الشكر.

ج : يجاب على سؤالكم بنحوين كُلّ منهما يصلح أن يكون جواباً مستقلاً في المقام :

الأوّل : إنّ الله تعالى ـ ومن منطلق علمه الذاتي والأزلي ـ كان يعلم بأنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله سيصل بجدّه وجهده في عالم الدنيا إلى المرتبة القصوى بين الممكنات ، بعد إعطائه الخيار والاختيار من جانب الباري تعالى ، فعلم الله تعالى وإن كان مقدّماً ولكن التطبيق كان متأخّراً.

وبعبارة واضحة : إنّ الله تعالى كان يعلم بوفاء نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله في عالم الوجود بكافّة المتطلّبات التي تؤهّله لهذا المنصب الإلهي ، وعليه فأعطاه تلك المرتبة السامية بسبب علمه المسبق على الإعطاء ، فالنتيجة : أنّ كافّة المواهب المعطاة هي ناتجة ومكافئة على سلوك وسيرة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في الدنيا ، وإن أُعطيت من قبل.

ولا يخفى أنّ هذه النظرية قابلة للتأييد بنصوص روائية ، وعلى سبيل المثال ورد في فقرات من دعاء الندبة هكذا : « اللهم لك الحمد على ما جرى به قضاؤك في أوليائك ، الذين استخلصتهم لنفسك ودينك ، إذ اخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم ، الذي لا زوال له ولا اضمحلال ، بعد أن شرطت

٣٣١

عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية ، وزخرفها وزبرجها ، فشرطوا لك ذلك ، وعلمت منهم الوفاء به ، فقبلتهم وقرّبتهم »(١) .

وملخّص الكلام : إنّ الفضائل والميزات التكوينية والتشريعية للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ على ضوء هذا القول ـ بأجمعها هي حصيلة الجهود والمتاعب التي تحمّلها الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في سبيل نشر الدين والعقيدة ، وتبليغ الوحي وزعامة الأُمّة ، وغيرها.

الثاني : عند بدء الخلق وفي أوانه ، عندما تعلّقت الإرادة التكوينية لله تعالى بإنشاء الممكنات ، جاء النور الأوّل ـ أو بعبارة أُخرى الصادر الأوّل ـ كأوّل مخلوق له سمة الخلافة عن الخالق في عالم الخلق ، وهذا هو الفيض الأوّل الصادر إلى عالم الوجود ـ وهنا لابأس بالإشارة إلى أنّ العلاقة بين الممكن والواجب أمر ضروري عقلاً ونقلاً ، فيجب أن تكون رابطة الفيض مستمرة بين الخالق والمخلوق بنحو تام ـ.

ثمّ على ضوء ما ذكرنا ، فإنّ المخلوق الأوّل يجب أن تتوفّر فيه الميزات العالية التكوينية والتشريعية لنيل هذه الرتبة السامية ـ أي الاستخلاف والنيابة عن الله تعالى في دائرة الوجود ـ لأنّ الحكمة الإلهية كانت تقتضي ولا تزال بأن يصدّر الأفضل حتّى تكون متابعة الآخرين له ينسجم مع القواعد العقلية في طريق الكمال والرقي ، وهذا النور الأوّل والمخلوق الممتاز قد سمّي وتعيّن بأنّه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لا أنّ نبيّنا قد حصل على هذه المكانة في أوّل الخلق ، بل أنّ الصادر الأوّل المميّز قد لقّب وتعنون بأنّه هو الرسول الأعظم أشرف الكائنات محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وممّا ذكرنا يظهر جواب التوهّم المذكور ، إذ لم يكن يوجد أيّ ممكن عند نقطة بدء الخلق حتّى يتوهّم الانحياز والتمييز لمخلوق دون آخر ، بل أنّ

__________________

١ ـ إقبال الأعمال ١ / ٥٠٤.

٣٣٢

الوجود الأوّل قد تعنون وسمّي بأنّه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن الملاحظ أنّه عند خلقه لم يكن هناك مخلوق آخر يوازيه ، حتّى يفرض أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أعطي ما كان بالإمكان أن يعطي غيره.

وبعبارة دقيقة وواضحة : إنّ المرتبة العليا والوحيدة لعالم الممكنات خلق وسمّي محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لا أنّ التسمية والتعنون سبق إعطاء هذه المكانة السامية ، وفي الواقع أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله هو رمز المُثل والقيم الإلهية بشكل مجسّم في عالم الخلق ، والنموذج الحيّ الوحيد لكافّة الايجابيات في عالم الكون.

وهذا الرأي أيضاً قابل للتأييد بنصوص روائية كثيرة موجودة في مجامعنا الحديثة.

ثمّ لا يخفى أنّ النظريتين لا تتعارضان فيما بينهما ، بل نتمكّن من الجمع بينهما كما هو واضح بأدنى تأمّل.

( حسين أحمد مطر ـ البحرين ـ )

علماء السنّة القائلين بعدم نزول( عَبَسَ ) فيه :

س : لديّ سؤال وهو : أنّ علماء أهل السنّة يفسّرون الآيات الأُولى من سورة( عَبَسَ ) في الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيقولون : إنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله هو الذي عبس بوجهه وولّى عن ابن أُمّ مكتوم إلى نهاية الحادثة التي يروونها.

أمّا مرادي من حضرتكم الغالية : هل جميع أهل السنّة يقولون بهذا القول؟ وإذا وجد من يقول بخلاف هذا القول ، الرجاء منكم إرشادي إلى المصدر إن أمكن ، هذا ودمتم مسدّدين إن شاء الله لكُلّ خير.

ج : إنّ هناك جملة من كبار علماء السنّة ومفسّريهم ، لا يسلّم أنّ خطاب( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) متوجّه إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لأنّه ليس من صفات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله العبوسة ، من هؤلاء :

٣٣٣

١ ـ الإمام الفخر الرازي ـ المتوفّى ٦٠٦ هـ ـ في كتابه عصمة الأنبياء(١) .

٢ ـ القاضي عياض اليحصبي ـ المتوفّى ٥٤٤ هـ ـ في كتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفى(٢) .

٣ ـ الزركشي ـ المتوفّى ٧٩٤ هـ ـ في كتابه البرهان في علوم القرآن(٣) .

٤ ـ الصالحي الشامي ـ المتوفّى ٩٤٢ هـ ـ في كتابه سبل الهدى والرشاد(٤) .

( يوسف البيومي ـ لبنان ـ ٢٥ سنة ـ طالب جامعة )

بحث مفصّل في شأن نزول( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) :

س : لقد قرأت جوابكم الكريم عن مسألة آية ( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) ، وقد دخلت في مناقشة مع أحد المشايخ السنّة ، وطلب منّي شيئاً تفصيلاً عن الموضوع ، فهل تستطيعون أن تساعدوني على هذا ، ولكم الأجر والثواب.

ج : لقد بحث هذه المسألة بشكل مفصّل المحقّق السيّد جعفر مرتضى العاملي في كتابه الصحيح من سيرة النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ننقل لكم نصّه :

ويذكر المؤرّخون بعد قضية الغرانيق ، القضية التي نزلت لأجلها سورة عبس وتولّى المكّية ، والتي نزلت بعد سورة النجم.

وملخص هذه القضية : أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يتكلّم مع بعض زعماء قريش ، ذوي الجاه والمال ، فجاءه عبد الله بن أُمّ مكتوم ـ وكان أعمى ـ فجعل يستقرئ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله آية من القرآن قال : يا رسول الله ، علّمني ممّا علّمك الله.

فأعرض عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعبس في وجهه وتولّى ، وكره كلامه ، وأقبل على أُولئك الذين كانصلى‌الله‌عليه‌وآله قد طمع في إسلامهم ، فأنزل الله تعالى :( عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ

__________________

١ ـ عصمة الأنبياء : ١٠٨.

٢ ـ الشفا بتعريف حقوق المصطفى ٢ / ١٦١.

٣ ـ البرهان في علوم القرآن ٢ / ٢٤٣.

٤ ـ سبل الهدى والرشاد ١١ / ٤٧٤.

٣٣٤

الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى ) (١) .

وفي رواية : أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله كره مجيء ابن أُمّ مكتوم ، وقال في نفسه : يقول هذا القرشي : إنّما أتباعه العميان والسفلة والعبيد ، فعبسصلى‌الله‌عليه‌وآله إلخ.

وكأنّ ذلك الزعيم لم يكن يعلم بذلك!! وكأنّ قريشاً لم تكن قد صرّحت بذلك وأعلنته!!

وعن الحكم : « ما رؤي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد هذه الآية متصدّياً لغني ، ولا معرضاً عن فقير »(٢) .

وعن ابن زيد : « لو أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كتم شيئاً من الوحي ، كتم هذا عن نفسه »(٣) .

وأيّ تفسير قرآن آخر لغير الشيعة ؛ فإنّك تجد فيه الروايات المختلفة التي تصبّ في هذا الاتجاه.

فابن زيد يؤكّد بكلامه هذا على مدى قبح هذا الأمر ، وعلى مدى صراحة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتّى إنّه لم يكتم هذا الأمر ، رغم شدّة قبحه وشناعته!

لقد أجمع المفسّرون ، وأهل الحديث ، باستثناء شيعة أهل البيتعليهم‌السلام على أصل القضية المشار إليها.

ونحن نرى : أنّها قضية مفتعلة ، لا يمكن أن تصحّ ، وذلك أوّلاً : لضعف أسانيدها ، لأنّها تنتهي إلى عائشة ، وأنس ، وابن عباس من الصحابة ، وهؤلاء لم يدرك أحد منهم هذه القضية أصلاً ، لأنّه إمّا كان حينها طفلاً ، أو لم يكن ولد(٤) .

__________________

١ ـ عبس : ١ ـ ١٠.

٢ ـ الدرّ المنثور ٦ / ٣١٥.

٣ ـ جامع البيان ٣٠ / ٦٦ ، الدرّ المنثور ٦ / ٣١٥.

٤ ـ أُنظر : الهدى إلى دين المصطفى ١ / ١٥٨.

٣٣٥

أو إلى أبي مالك ـ الظاهر أنّ المراد به أبا مالك الأشجعي ، المشهور بالرواية وتفسير القرآن ، وهو تابعي ـ والحكم ، وابن زيد ، والضحّاك ، ومجاهد ، وقتادة ، وهؤلاء جميعاً من التابعين ، فالرواية مقطوعة لا تقوم بها حجّة.

وثانياً : تناقض نصوصها حتّى ما ورد منها عن راوٍ واحد ، فعن عائشة في رواية : إنّه كان عنده رجل من عظماء المشركين ، وفي أُخرى عنها : عتبة وشيبة ، وفي ثالثة عنها : في مجلس فيه ناس من وجوه قريش ، منهم أبو جهل ، وعتبة بن ربيعة.

وفي رواية عن ابن عباس : إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يناجي عتبة ، وعمّه العباس ، وأبا جهل.

وفي التفسير المنسوب إلى ابن عباس : إنّهم العباس ، وأُمية بن خلف ، وصفوان بن أُمية.

وعن قتادة : أُمية بن خلف ، وفي أُخرى عنه : أُبي بن خلف.

وعن مجاهد : صنديد من صناديد قريش ، وفي أُخرى عنه : عتبة بن ربيعة ، وأُمية بن خلف.

هذا ، عدا عن تناقض الروايات مع بعضها البعض في ذلك ، وفي نقل ما جرى ، وفي نصّ كلام الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونصّ كلام ابن أُمّ مكتوم.

ونحن نكتفي بهذا القدر ، ومن أراد المزيد فعليه بالمراجعة والمقارنة.

وثالثاً : إنّ ظاهر الآيات المدّعى نزولها في هذه المناسبة ، هو أنّه كان من عادة هذا الشخص وطبعه وسجيّته وخُلقه أن يتصدّى للغني ويهتم به ، ولو كان كافراً ، ويتلهّى عن الفقير ولا يبالي به أن يتزكّى ، ولو كان مسلماً.

وكُلّنا يعلم : أنّ هذا لم يكن من صفات وسجايا نبيّنا الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا من طبعه وخُلقه.

٣٣٦

كما أنّ العبوس في وجه الفقير ، والإعراض عنه ، لم يكن من صفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى مع أعدائه ، فكيف بالمؤمنين من أصحابه وأودّائه ، وهو الذي وصفه الله تعالى بأنّه :( بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) (١) .

بل لقد كان من عادتهصلى‌الله‌عليه‌وآله مجالسة الفقراء ، والاهتمام بهم ، حتّى ساء ذلك أهل الشرف والجاه ، وشقّ عليهم ، وطالبه الملأ من قريش بأن يبعد هؤلاء عنه ليتّبعوه ، وأشار عليه عمر بطردهم ، فنزل قوله تعالى :( وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) (٢) .

ويظهر : أنّ الآية قد نزلت قبل الهجرة إلى الحبشة لوجود ابن مسعود في الرواية ، أو حين بلوغهم أمر الهدنة ، ورجوعهم إلى مكّة.

ولكن يبقى إشكال أن ذكر عمر في هذا المقام في غير محلّه ، لأنّه لم يكن قد أسلم حينئذٍ ، لأنّه إنّما أسلم قبل الهجرة إلى المدينة بيسير.

كما أنّ الله تعالى قد وصف نبيّه في سورة القلم التي نزلت قبل سورة عبس وتولّى بأنّه على خُلق عظيم ، فإذا كان كذلك ، فكيف يصدر عنه هذا الأمر المنافي للأخلاق ، والموجب للعتاب واللوم منه تعالى لنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهل كان الله ـ والعياذ بالله ـ جاهلاً بحقيقة أخلاق نبيّه؟ أم أنّه يعلم بذلك لكنّه قال هذا لحكمة ولمصلحة اقتضت ذلك؟ نعوذ بالله من الغواية ، عن طريق الحقّ والهداية.

ورابعاً : إنّ الله تعالى يقول في الآيات :( وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى ) (٣) ، وهذا لا يناسب أن يخاطب به النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لأنّه مبعوث لدعوة الناس وتزكيتهم.

وكيف لا يكون ذلك عليه مع أنّه هو مهمّته الأُولى والأخيرة ، ولا شيء غيره ، ألم يقل الله تعالى :( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ

__________________

١ ـ التوبة : ١٢٨.

٢ ـ الأنعام : ٥٢ ، وأُنظر : الدرّ المنثور ٣ / ١٢.

٣ ـ عبس : ٧.

٣٣٧

آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) (١) ، فكيف يغريه بترك الحرص على تزكية قومه.

خامساً : لقد نزلت آية الإنذار :( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ، وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) (٢) ، قبل سورة عبس بسنتين ، فهل نسيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه مأمور بخفض الجناح لمن اتبعه؟ وإذا كان نسي ، فما الذي يؤمّننا من أن لا يكون قد نسي غير ذلك أيضاً؟ وإذا لم يكن قد نسي ، فلماذا يتعمّد أن يعصي هذا الأمر الصريح؟!

سادساً : إنّه ليس في الآية ما يدلّ على أنّها خطاب للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل الله سبحانه يخبر عن رجل ما أنّه :( عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الأَعْمَى ) ، ثمّ التفت الله تعالى بالخطاب إلى ذلك العابس نفسه وخاطبه بقوله :( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ) إلخ.

سابعاً : لقد ذكر العلاّمة الطباطبائي : « أنّ الملاك في التفضيل وعدمه ليس هو الغنى والفقر ، وإنّما هو الأعمال الصالحة ، والسجايا الحسنة ، والفضائل الرفيعة ، وهذا حكم عقلي وجاء به الدين الحنيف ، فكيف جاز لهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يخالف ذلك ، ويميّز الكافر لما له من وجاهة على المؤمن »(٣) ؟

والقول : بأنّه إنّما فعل ذلك لأنّه يرجو إسلامه ، وعلى أمل أن يتقوّى به الدين ، وهذا أمر حسن ، لأنّه في طريق الدين وفي سبيله ، لا يصحّ لأنّه يخالف صريح الآيات التي تنصّ على أنّ الذمّ له كان لأجل أنّه يتصدّى لذاك الغني لغناه ، ويتلهّى عن الفقير لفقره ، ولو صحّ هذا ، فقد كان اللازم أن يفيض القرآن في مدحه وإطرائه على غيرته لدينه ، وتحمّسه لرسالته ؛ فلماذا هذا الذمّ والتقريع إذن.

ونشير أخيراً : إلى أنّ البعض قد ذكر : أنّه يمكن القول بأنّ الآية خطاب كُلّي مفادها : أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا رأى فقيراً تأذّى وأعرض عنه.

__________________

١ ـ الجمعة : ٢.

٢ ـ الشعراء : ٢١٣ ـ ٢١٤.

٣ ـ الميزان في تفسير القرآن ٢٠ / ٣٠٣.

٣٣٨

والجواب أوّلاً : إنّ هذا يخالف القصّة التي ذكروها من كونها قضية في واقعة واحدة لم تتكرّر.

وثانياً : إذا كان المقصود هو الإعراض عن مطلق الفقير ؛ فلماذا جاء التنصيص على الأعمى؟!

وثالثاً : هل صحيح أنّه قد كان من عادة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك؟!

المذنب رجل آخر :

فيتّضح ممّا تقدّم : أنّ المقصود بالآيات شخص آخر غير النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويؤيّد ذلك : ما روي عن الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام أنّه قال : «كان رسول الله إذا رأى عبد الله بن أُمّ مكتوم قال : مرحباً مرحباً ، والله لا يعاتبني الله فيك أبداً ، وكان يصنع به من اللطف حتّى يكف عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ممّا كان يفعل به »(١) .

فهذه الرواية تشير إلى أنّ الله تعالى لم يعاتب نبيّه في شأن ابن أُمّ مكتوم ، بل فيها تعريض بذلك الرجل الذي ارتكب في حقّ ابن أُمّ مكتوم تلك المخالفة ، إن لم نقل : إنّه يستفاد من الرواية نفي قاطع حتّى لإمكان صدور مثل ذلك عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بحيث يستحقّ العتاب والتوبيخ ؛ إذ لا معنى لهذا النفي لو كان الله تعالى قد عاتبه فعلاً.

هذا ولكن الأيدي غير الأمينة قد حرّفت هذه الكلمة ؛ فادعت أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول : «مرحباً بمن عاتبني فيه ربّي » ، فلتراجع كتب التفسير ، كالدرّ المنثور وغيره ، والصحيح هو ما تقدّم.

سؤال وجوابه :

ولعلّك تقول : إنّه إذا كان المقصود بالآيات شخصاً آخر ؛ فما معنى قوله تعالى :( فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى ) ، وقوله :( فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى ) ، فإنّ ظاهره : أنّ هذا التصدّي والتلهّي من قبل من يهمّه هذا الدين ؛ فيتصدّى لهذا ، ويتلهّى عن ذاك.

__________________

١ ـ مجمع البيان ١٠ / ٢٦٦.

٣٣٩

فالجواب : أنّه ليس في الآيات ما يدلّ على أنّ التصدّي كان لأجل الدعوة إلى الله أو لغيرها.

فلعلّ التصدّي كان لأهداف أُخرى دنيوية ، ككسب الصداقة أو الجاه ، أو نحو ذلك.

وقوله تعالى :( لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ) ليس فيه أنّه يزكّى على يد المخاطب ، بل هو أعم من ذلك ، فيشمل التزكّي على يد غيره ممّن هم في المجلس ، كالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أو غيره.

ثمّ لنفرض : أنّه كان التصدّي لأجل الدعوة ، فإنّ ذلك ليس محصوراً بهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فهم يقولون : إنّ غيره كان يتصدّى لذلك أيضاً ، وأسلم البعض على يديه لو صحّ ذلك!

الرواية الصحيحة : وبعد ما تقدّم ، فإنّ الظاهر هو أنّ الرواية الصحيحة ، هي ما جاء عن الإمام الصادقعليه‌السلام : «أنّها نزلت في رجل من بني أُمية كان عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فجاءه ابن أُمّ مكتوم ، فلمّا رآه تقذّر منه ، وجمع نفسه ، وعبس في وجهه ، وأعرض بوجهه عنه ، فحكى الله سبحانه ذلك ، وأنكره عليه »(١) .

ويلاحظ : أنّ الخطاب في الآيات لم يوجّه أوّلاً إلى ذلك الرجل ؛ بل تكلّم الله سبحانه عنه بصورة الحكاية عن الغائب : إنّه عبس وتولّى ، أن جاءه الأعمى.

ثمّ التفت إليه بالخطاب ، فقال له مباشرة : وما يدريك ، ويمكن أن يكون الخطاب في الآيات أوّلاً للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من باب : إيّاك أعني واسمعي يا جارة ، والأوّل أقرب ، وألطف ذوقاً.

اتهام عثمان :

وبعض الروايات تتّهم عثمان بهذه القضية ، وأنّه هو الذي جرى له ذلك مع ابن أُمّ مكتوم(٢) .

__________________

١ ـ نفس المصدر السابق.

٢ ـ تفسير القمّي ٢ / ٤٠٥.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470