منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٤

منتهى المقال في أحوال الرّجال 13%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-97-3
الصفحات: 433

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 433 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 275626 / تحميل: 5524
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٤

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٧-٣
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

٤ - الطموح والاختبار:

نصادف أحياناً نوعاً من المشاكل التي تظهر جراء الاختبار ومحاولة أحد الزوجين امتحان الآخر ووضعه على المحك ، ومعرفة مدى الأهمية التي يضمرها له.وفي هذه الحالة فإنّ عدم تحقيق واحدة من تلك الطموحات سيضرب القاعدة والأساس في الصميم ، وبالتالي يعرّض مصير الأسرة للخطر.وينبغي في مثل هذه الحالات أن يتصرف الطرف الآخر بلباقة إذا لم يمكنه تحقيق طموح شريك حياته.

٥ - الإرهاق الناشئ عن العمل:

تنشأ بعض الإختلافات بسبب شعور أحد الزوجين بأنّ شريكه لا يقدر مدى ما يعانيه من تعب وإرهاق في سبيل تحصيل لقمة العيش ، فهو يشعر على الأقل بأنّه وحيد دون سند ، أو حتى تشجيع ، وفي هذه الحالة تتراكم في أعماقه المشاعر الدفينة والعُقد التي سرعان ما تنفجر لسبب أو آخر على صورة نزاع أو خلاف حاد ، كفرصة للانتقام.

٦ - عدم التحمل:

لقد سبق وأن أشرنا إلى هذه النقطة ، حيث يوجد الكثير من الأفراد ، بسبب التربية الخاطئة ، لا طاقة لهم على التحمل والصبر ، فهم يطمحون إلى العيش في دلال دائم يتطلب من الطرف الآخر المراقبة المستمرة وتنفيذ كل رغباته ، وهو أمر لا يمكن توفره دائماً لدى الطرف الآخر ، أو ربما يتوفر لبعض الوقت ثم يفتر أو ينعدم ، وفي هذه الحالة يثور الطرف المدلّل مطالباً بحقه.

٧ - عدم تفهم الطرفين بعضهما:

وأخيراً ، فإنّ أحد بواعث النزاع ، الذي يعصف بالحياة الزوجية هو غياب التفاهم وعدم إدراك الزوجين بعضهما البعض.وقد تنشأ هذه الظاهرة من جراء الاختلاف الكبير في العمر ، أو المستوى الثقافي ، الأمر الذي يضع كلاً منهما في واد بعيد عن الآخر ، فهذا ينشد السفر والمرح ، وذاك ينشد التحقيق

٤١

والبحث.وهذا ( التناقض ) - إذا صح التعبير - سيدقّ إسفينه في الحياة الزوجية.

وفي هذه العجالة يمكن إضافة بواعث أخرى لدى الطرفين ، كوجود حالة من الطفولة ، الخوف من الحياة ، الهروب من المسؤولية ، الممارسات الفظّة إلخ.

عوامل تضاعف من حالات الطموح:

ما أكثر العوامل التي تنفخ في بالون الطموح وتبعده عن أرض الواقع ، فمثلاً التطلع إلى حياة الآخرين خاصة أولئك الذين يعيشون في بحبوحة من العيش ، إضافة إلى ما تُشيعه بعض أجهزة الإعلام بمختلف وسائل التعبير من ثقافة منحرفة ، عن دنيا الخيال وعالم العناد ، الذي يبعد الإنسان ويجعله يعيش في دوامة من الخيال التي تحرفه عن الطريق.

بحث في الطموحات:

إن الطموحات التي تنشأ في ظل الزواج أمر لا يعترض عليه أحد ، بل إنّ الحياة الزوجية الخاوية من الطموح لا معنى لها. ولكن ، الحديث هنا عن حدود الطموح ومدى منطقيته ، ذلك أن بعض الطموحات التي تخرج عن دائرة المعقول لها آثار سلبية تهدد نفس الحياة الزوجية بالدمار.

أن تطمح المرأة مثلاً لأن يُجسِّد زوجها دور العاشق دائماً ، أو أن يطمح الرجل في رؤية زوجته تلعب دور الأم في تدليله على الدوام ، إنّ مثل هذه الطموحات هي حالة طفولية بعيدة عن التفكير الناضج.صحيح أنّ الزوجين بحاجة إلى قدر من الأمومة والأبوة في التعامل ، شرط أن لا تتعدى الحدود المعقولة.

ضرورة كبح جماح الرغبات:

تحتاج الحياة الزوجية إلى قدر من القناعة وضبط النفس أمام الكثير من الرغبات التي لا يمكن تحقيقها ، وهذه الحالة مطلوبة من المرأة في كثير

٤٢

من الأحيان ، خاصة إذا كان زوجها محدود الإمكانات ؛ حيث سيساعد ذلك على حل الكثير من المشكلات وتذليل العديد من العقبات التي قد تعترض طريق الحياة الزوجية.

إن التمتع بالحياة الزوجية لا ينشأ في ظل الطموحات العريضة والملوّنة ، بل إنّ الطموحات التي تخرج عن حدّها قد تصدّع الحياة المشتركة وتصيبها بالشلل ، إنّ الحياة المشتركة تتطلب من الإنسان أن يكون واقعياً في طموحه ، صبوراً في تحقيق ما يصبو إليه ، وتتطلب منه السعي المتواصل دون كلل أو ملل.

٤٣

الفصل الثالث

الشكوك وسوء الظن

الزواج ، في حقيقته ، نوع من الاتصال والاتحاد بين عالمين مختلفين ، وحياتين لهما خصائص مختلفة.والزواج لا يعني إلغاء خصائص الزوجين ، بل يعني التمتع بالحياة سوية ، والشعور بالاستقرار والطمأنينة في ظلال من الحياة المشتركة.

ولذا ، فإن مثل هكذا حياة ينبغي أن تنهض على أساس من الحب المتبادل ، والصفاء والتفاؤل ، وإلاّ فلا يمكن لها الاستمرار بسلام.

من المشاكل التي تعترض الحياة المشتركة هو التشاؤم ، وسوء الظن ، الذي يهدد السلام العائلي بالخطر ؛ ذلك أنّه ينسف في بدايته عُرى التفاهم ، وبالتالي يفجِّر الصراع.

صور من سوء الظن:

ينجم عن سوء الظن بروز حالة النزاع الزوجي في الأسرة من خلال بعض العلل والأسباب ؛ فمرّة يظهر سوء الظن في الجانب الاقتصادي ، حيث يشعر أحد الطرفين بأنّ الآخر يخفي هذا الجانب دونه ، فقد تظن المرأة - مثلاً - بأنّ زوجها يتقاضى مرتباً أكثر بكثير مما يعلن عنه ، وأنّه ربما يدَّخره أو يصرفه في موارد لا علم لها بها.

ومرّة يظهر الشك في جانب آخر يرتبط بالعفّة وطهارة الثوب ، في حين ليس هناك سوى الشك فقط ، الذي ينجم عادة عن الغيرة.

ومرّة يبرز سوء الظن عن الإحساس بالتآمر حيث يشكّك أحد الطرفين

٤٤

ويظن بأنّ الآخر يتآمر عليه ، وأنّه قد يستهدف القضاء عليه.وعندما نتعمق في داخلها لا نجد سوى الحب الذي يضيع خلف ركام من عدم التفاهم وعدم إبراز هذه العواطف المتبادلة والودِّ المشترك.

الآثار المدمرّة:

للتشاؤم في جميع صوره آثاره المدمِّرة في الحياة الزوجية ، وقد يجرّ في بعض الأحيان إلى الطلاق وانهيار الأسرة ، أو قد يعصف بسمعة أحد الطرفين ، الذي يجد نفسه في موقف صعب لا يمكنه فيه من رد الاعتبار إلى كرامته المهدورة.

إنّ سوء الظن ينسف ، أوّل ما ينسف ، أساس الاتحاد بين الزوجين ويفقدهما القابلية على الاستمرار ، إذ يتجلى ذلك من خلال الأحاديث الخاملة، والتعبير عن الاحتقار، ورؤية الحياة من خلال منظار مظلم ، وأنّها مليئة بالآلام التي لا يمكن علاجها.

من الأخطار الأخرى التي قد تنجم عن سوء الظن هو زوال الإحساس بالعزة والكرامة ، ممّا يجعل حياة الزوجين في معرض خطر داهم ، إذ إنّ الحياة الزوجية تتطلب من كلا الطرفين حماية الطرف الآخر ، وحالة سوء الظن تعني زوال هذا الجانب وانكشاف الواقع إذا صح التعبير.

بواعث الشك:

من الضروري الإشارة إلى الأسباب والبواعث التي تمكن وراء الشكوك وإساءة الظن ؛ وعلى أساس البحث - من خلال رسائل الشباب - وبعض وجهات النظر يمكن الإشارة إلى ما يلي:

١ - التسيّب:

قد يبدو الزوجان من خلال المعاشرة مع الآخرين في حالة من التحلل وعدم الالتزام ، خاصة لدى حضورهما معاً في المحافل العامة ، وخاصة في أحاديثهما أو إطلاق الضحكات التي تجعلهم محلاً للإنتقاد ، وقد يبدو أنّهما متساهلان في ذلك ، ولكن التراكمات تتجمع في الأعماق مما تولّد الحقد الذي يظهر في أوّل فرصة مناسبة.

٤٥

٢ - الغيرة:

وهي أحد عوامل سوء الظن والشك ، إذ إنّهما تُضخِّم الرؤية لدى أحد الطرفين ، وتجعله يرى الأشياء في غير ما هي عليه ، ممّا تدفعه إلى تعنيف الطرف الآخر بشدة متّهماً إياه بالعمل على تدمير الحياة الزوجية.

٣ - الأنانية والمغامرة:

يعاني بعض الشباب من استمرار حالة الطفولة ، ولذا فإنّهم يتصرفون كما لو كانوا أولاداً طائشين ، فبمجرد ما تصوِّر لهم أوهامهم شيئاً تتأجّج في أعماقهم روح المغامرة ، ومن ثمّ يبدأ النزاع الذي يحاول البعض - ومع الأسف - تصعيده إطلاقاً من لؤمهم وانحطاط نفوسهم.

٤ - السرية في العمل:

قد يشعر الرجل أو المرأة بوجود أعمال في الخفاء ، الأمر الذي يثير الشكوك لديهما.وعندما تتجذر حالة الشك في النفس تتحول إلى سوء ظن مزمن يفسر الأمور على غير حقيقتها ، وبالتالي يفجّر حالة الصراع.

٥ - الأمراض:

المراد من الأمراض هنا الأمراض النفسية بصورها المتعددة ، فهناك حالة الوسوسة التي قد يعاني منها الرجل أو المرأة ، فيجرّ حياتهما المشتركة إلى الشقاء ، وهناك الضعف العصبي ، أو بعض العُقد القديمة التي تعود إلى أيام الطفولة ، وكل ما يجعل الروح تعيش في حالة من الضيق بالآخرين والتشكيك بهم.

٦ - الحرمان:

قد ينشأ سوء الظن كنتيجة لحرمانٍ تعرض له أحد الزوجين في فترة سابقة وتولّد لديه إحساس بالمرارة ، وهزّ جميع الثوابت في أعماقه ، فإذا به يشكك في كل شيء ، وإذا به يحاسب زوجه حساباً عسيراً من أجل شيء تافه.

٤٦

٧ - وضع القيود:

يحاول البعض وضع القيود في أيادي أزواجهم ، بحيث يشلّهم عن الحركة ، بل وحتى التنفس في جوّ صحي ، ممّا يدفع بالطرف المقابل إلى الشعور باستحالة استمرار الحياة الزوجية بهذه الوتيرة ، ومن ثم التمرد ومحاولة التخلص من الوضع المهين والمذلّ.

وأخيراً وليس آخراً ، ينشأ سوء الظن بسبب تدخل بعض العوامل الخارجية من قبيل تحريض بعض الأعداء المتلبسين بثوب الصداقة ، ومع الأسف فإنّ مجتمعنا يعجُّ ببعض الأفراد الذين لا يمكنهم تحمّل رؤية سعادة واستقرار الآخرين ، فيحاولون توجيه ضرباتهم المسمومة للإطاحة بالأسر السعيدة.ولو كان هناك أقل يقظة من جانب الزوجين لمَا أمكن لهؤلاء المنحطّين أنّ ينجحوا في تآمرهم الدنيء هذا.

وهناك أسباب أخرى تنشأ عن رتابة الحياة ، التدخل في الشؤون الخاصة ، المراقبة المستمرة ، الإهمال ، الإهانة ، والتعنيف الدائم ، وغير ذلك.

نشوب النزاع:

يبدأ النزاع بسبب بعض التفاصيل الصغيرة ، وسرعان ما تتجذر هذه الحالة لتتخذ شكلاً أوسع في المستقبل ، يصعب علاجها حينئذ.فالشقاء يبدأ مع المحاسبة المستمرة حتى لو كانت حول بعض التفاصيل ، ولكنّها في النهاية تعكّر من صفاء الأجواء في الأسرة ، في حين يمكن حل الكثير من المسائل في جو من التفاهم وفي ظلال من الاحترام.

هناك بعض المسائل التي تواجه صمتاً من جانب ، وإهمالاً من جانب آخر ، غير أنّها تتجذر في الأعماق وتنمو لتشكل فيما بعد تهديداً خطيراً للكيان الأسري.ولذا ينبغي أن يتمتع كل طرف بقدر من ضبط النفس تجاه تجاوزات الطرف الآخر ، وأن يقابل الإساءة بالإحسان ؛ وإلا فإنّ التصادم سوف يحطم الاثنين معاً ، ويقودهما إلى هاوية الطلاق.

٤٧

ضرورة التخلص من سوء الظن:

يعتبر الإسلام في طليعة المذاهب التي تندّد بسوء الظن وتدعو إلى اجتثاثه من النفوس ، خاصة في الحياة الزوجية ، ويدعو الزوجين إلى الاستمرار في الحياة المشتركة في ظلال من الطمأنينة والثقة المتبادلة.

إنّها حالة صبيانية ؛ أن يعجز شخصان عن التفاهم فيما بينهما حول المسائل ذات الهم المشترك.إنّني أخاطبكم أيّها الشباب ، باعتباركم مسؤولين عن تربية الجيل القادم.إنّ هذه المسؤولية تتطلب منكم شعوراً يسمو بكم عن توافه الأمور.وإنّ عجزكم عن التفاهم يعبّر عن عدم أهلّيتكم لاحتضان الجيل وتربيته.

وهل كان الهدف من ارتباطكم المقدس هذا هو صنع هذا الجحيم من الحياة ؟! وهل - حقاً - لا توجد سبل لحل الخلاف الزوجي ؟! إنّ الزواج يعبّر عن تخطّيكم الكامل لحياة الطفولة ، ودخولكم عالم المسؤوليات بكل تشعباتها ، التي تحتاج إلى تفاهمكم وتعاضدكم ، وحل جميع المشاكل في جو من الهدوء لكي تكونوا أفراداً صالحين ونافعين في مجتمعكم وبلادكم.

طريق الخلاص:

وفي محاولة للتخلص من حالات الشك وسوء الظن يمكن الإشارة إلى بعض السبل ، وهي كما يلي:

١ - الالتزام بحدود الإنسانية:

إنّ الحياة الزوجية تعني ، في أقل التقادير ، تعاقد إنسانين على الحياة معاً وتحت سقف واحد ؛ وهذه الحياة المشتركة تتطلب التزاماً ببعض العهود ، منها ما يحدده الدين والعرف ، ومنها ما يحددها الإنسان بنفسه.وعليه ، فإنّ أقل ما يمكن رعايته من جانب الزوجين هو احترام الأعراف في ما يخصّ العلاقات الزوجية.

٢ - رعاية العفّة:

وهي في الواقع الحجر الأساس في البناء الأسري ، إذ إنّ الزوجين ،

٤٨

على السواء ، ملزمان أمام الشريعة باحترام هذا الجانب الحساس في الحياة وعلى جميع الأصعدة ، فالعفّة تشمل الحديث والمعاشرة وطهارة الثوب وغير ذلك من الأمور.

وعليه ، يتوجب على كلا الزوجين الابتعاد عن كل ما من شأنه المساس بهذا الجانب ، من قبيل الافتراء ، والبهتان ، وظن السوء ، وأنّ عليهما الاهتمام ببعضهما وتقاسم حلاوة الحياة ومرارتها.

٣ - التثبت في الأمور:

ما أكثر الأفراد الذين يصغون إلى أحاديث الإفك فيتأثرون بشدّة ، وتنشأ في نفوسهم حالة من سوء الظن والشك ، الذي قد يترتب عليه المواقف الخطيرة ، وقد كان من الممكن تفاديها بقليل من التثبت والرويّة.

إنّ أي قرار متسرع دون بحث وتفحص لا بدّ وأن ينتهي إلى نتائج وخيمة لا تحمد عقباها ، وهو إن دلّ على شيء فإنّما يدل على ضعف في الشخصية وإحساس بالمهانة.

٤ - تدبر الأمور:

لا توجد مسألة أو مشكلة لا يمكن حلّها من خلال التدبر ، والمطلوب هنا هو تحكيم العقل وإقصاء العاطفة جانباً ، والتأمل في المشكلة بكل موضوعية بعيداً عن الأنانية وسوء الظن ، وفي هكذا شروط سوف تظهر الحقيقة واضحة جلية.

٥ - بناء النفس:

يتحول الفرد أحياناً ، بسبب خطأ أو انحراف أو حتى مجرد الإحساس بذلك ، إلى إنسان يسيء الظن خاصّة عندما يجد تأييداً لدى الآخرين.إنّ الحياة الزوجية تتطلب من الإنسان أن يعتبر نفسه ناقصاً وبحاجة إلى التكامل.وهذا التصور يجنّب الإنسان الخطأ الناجم عن الشعور بصحة تصرفاته ، لأنّه إذا ما شعر الإنسان بأنّه غير كامل وأنّه يعاني من نقص مستمر ، توقع احتمال الخطأ من نفسه ، وبالتالي يصون هذا الشعورُ الإنسانَ من العناد واللجاجة في الرأي ، ويدفعه إلى نُشدان الحق والبحث عن الحقيقة.

٤٩

٦ - حسن النية:

من ضرورات الحياة المشتركة أن يتمتع الزوجان بحسن النية دائماً في مشاعرهما وممارساتها ، فإذا كان هناك خلل ما في توفر بعض مستلزمات الحياة في المنزل فيجب أن لا يفسّر هذا على أنّه نوع من إلحاق الأذى ، وإذا حدث وضحك أحدهما في غير مناسبة فعلى الآخر أن لا يتصور بأنّها موجهة ضده.

إنّ الحياة الزوجية ، خاصة لدى الشباب ، تحتاج إلى حسن في النوايا وتعاضد في الأعمال ، وإلاّ فإنّ روحيهما ( أي الزوجين ) ستكونان نهباً للقلق ، وحياتهما عرضة للتزلزل.

٧ - استعراض الحقائق معاً:

في الحياة المشتركة ينبغي أن يكون حصة العقل أوفر حظاً من حصة القلب ، حيث يمكن ، ومن خلال مناقشة بعض الحقائق معاً ، تلافي احتمالات الإخلال بالصفاء الزوجي ، ويتطلب هذا الأمر إصغاء الطرفين لبعضهما مع الأخذ بنظر الاعتبار بعض الضوابط الفكرية ، وإلاّ فإنّهما سيضطران إلى اعتماد أساليب بعيدة عن المنطق في حديث لا يمتّ إلى أرض الواقع بصلة أو جذر ، ممّا يؤدي إلى توتر العلاقات في الحياة الزوجية.

٨ - تقبل القيود:

إنكم لم تعودوا أطفالاً أحراراً كما كنتم بالأمس.إنّ الحياة الزوجية هي شكل من أشكال الحرية المقيدة والمشروطة ، يتقبلها الزوجان كأساس للحياة المشتركة ، وهي علاوة على كونها شرطاً في الحياة الزوجية فإنّها تعمل على تهذيب الإنسان وتشذيب أخلاقه في المعاشرة والصحبة من خلال بعض الضوابط والقواعد التي تصبّ في النهاية في مصلحة الزوجين بما يعزز من أمن واستقرار الأسرة.

٥٠

الفصل الرابع

الرغبات

الحياة هي المحاولات والسعي المتواصل ومجموع الأحلام والطموح لتحقيق الأهداف. يمرّ عهد الطفولة وتنقضي أيامه الزاخرة باللهو واللعب ، والخيالات الجميلة ، التي تنشأ من خلالها استعدادات الإنسان في المستقبل وتوجهاته ولكن البعض يتصرف في حياته وكأنّه ذلك الطفل الذي يسعى من خلال خيالاته أن ينال القمر.

إنّنا لا نطرح خطاً صارماً للحياة ، إذ من الممكن الخروج هنا أو هناك عن المسير المعين للحياة، ولكن المفروض هنا هو ذلك الجنوح في الخيال بعيداً ، لأنّه يضاعف من أخطار السقوط.

الحياة المشتركة والرغبات:

ما أكثر الرغبات التي تقود إلى المصائد وتجعل طعم الحياة مراً ، وهذه المسألة تكاد تكون عامّة تشمل كل نواحي الحياة إلاّ أنّها تتجلى واضحة جلية في الحياة الزوجية.

إنّ الوقوع في أسر الرغبات واتباع الشهوات واللهاث وراءها وتجاوز الحدود القانوية التي رسمها العقل والشرع من أجل سعادة الإنسان واستقراره ، إن تجاوز هذه الحدود - سيتسبب في اضمحلال الحياة الزوجية وانهيارها.

وما أكثر الخلافات والحساسيات ، وبعبارة أكثر صراحة ما أكثر

٥١

الانحرافات التي تطبع حياة البعض من الرجال أو النساء ، والتي تؤدي إلى انهيار الحياة المشتركة عن حسن نية.نعم ، نحن نؤمن بأن بعض المراحل من عمر الإنسان تقتضي التظاهر ومحاولة إلفات نظر الآخرين ، ولكن - وبعد أن يخطو الخطوة الأولى في دنيا الحياة المشتركة - عليهما الالتزام بالضوابط الإلهية ، وتوظيف هذه الموهبة الإلهية في دائرة الشرعية التي يحددها الدين.

مسألة الهدى:

أن تكون الحياة زاخرة بالأحلام الملوّنة والأماني الجميلة أمر لا يعترض عليه أحد ، ولا يدعي أحد كذلك بأنّ على الإنسان إذا ما وصل إلى سن البلوغ أن يقضي وقته بالعبادة والدعاء ، بالرغم من أنّ دائرة العبادة من وجهة نظر الإسلام تسع جميع الأنشطة الإنسانية التي تحظى برضا الله سبحانه ، حيث تعتبر بعض الأفعال كالأكل والنوم وحتى الممارسة الجنسية في حالات معينة عبادة يثاب عليها الإنسان.

إنّ ما يرفضه الدين هو الانقياد إلى الهوى واتباع الشهوات والوقوع في أسر الرغبات.بعبارة أخرى سقوط الإرادة ووقوع الإنسان في أسر الأهواء النفسية.فالذي لا يملك سلطاناً على عينيه ولسانه وأذنيه ، والذي لا يمكنه ضبط نفسه من الرغبات ، لا يمكنه أن يتمتع بشخصية متماسكة متينة ، وبالتالي يعرّض سمعته وطهارة ثوبه إلى الخطر.

الأخطار:

متعددة هي الأخطار التي تنجم عن الوقوع في أسر الشهوة والانقياد إلى الهوى ، فمنها:

١ - المعاشرة والانحراف:

تخضع المعاشرة من ناحية إسلامية لضوابط محددة ، فالإنسان المسلم

٥٢

مقيد بحدود معينة تنظم علاقاته مع الآخرين ، فهناك مسألة المحارم مثلاً كأبرز ضابطة شرعية تنظم علاقات الرجل والمرأة ، إذ ليس من حقنا أن نمزح مع أي كان أو نجالس أيّا كان أو نتحدث مع من نشاء.

إنّ بعض النزاعات التي تعكر من صفو الحياة الزوجية إنّما تنشأ بسبب إهمال هذه الضوابط ، إذ إنّنا نجد البعض - رجلاً أو امرأة - يقيم علاقات محرَّمة مع بعض الأفراد ، في نفس الوقت الذي يقوم فيه بتقطيع كل الأواصر مع زوجه ، ولا تستمر الحال هكذا إذ سرعان ما تتحطم حياة كل منهما وتذهب أدراج الريّاح.

٢ - الاشتراك في الحرام:

عادة ما تقود الشهوات إلى الوقوع في الحرام ، وبالطبع تكون البداية حضور الحفلات المحرمة التي تلوّث الإنسان تدريجياً ثم سرعان ما يجد المرء نفسه في أحضان الرذيلة ، وبمرور الأيام يزيّن رفاق السوء له هذه الحياة فيفضّلها على حياة الزواج والجو العائلي ، وعندها يولّي ظهره لزوجته ولأبنائه ويتضاعف الخطر عندما يدمن ذلك الإنسان على القمار أو الشراب أو تعاطي المخدرات إذ لا يكون همّه سوى الحصول على المال عن أي طريق ، وعندها تتهاوى الأسرة وتتحول إلى مجرد أنقاض آدمية.

٣ - التجمل والزينة:

يحث الإسلام على أن يتزين الزوجان لبعضهما ويظهرا بالمظهر اللائق ، وفي مقابل ذلك وضع الإسلام حدوداً لذلك تمنع من الإفراط الذي يقود إلى السقوط الأخلاقي ، وذلك عندما يتحول الرجل أو المرأة إلى أُلعوبة أو دمية تقلّبها عيون الناظرين. فالإسلام يمنع لباس الشهرة ، أو أن تتزين المرأة ثم تخرج من دارها.والإسلام يمنع المرأة من التبرج لغير زوجها أو أن تتعطر ثمّ تخرج في الشوارع، كل هذا من أجل صيانة الإنسان أخلاقياً ، وحمايته من السقوط أو الوقوع في شباك الشبهات.

٥٣

إن رعاية هذه الضوابط ضرورية في حياة المجتمع لكي يبدو أكثر طهراً و صفاءً.إنّ المهم في حياة الإنسان ليس جماله الظاهري بل نقاء الباطن وصفاؤه وسلامة الفكر والروح.

٤ - حب حتى العبادة:

يعيش بعض الشباب هاجس الطفولة بالرغم من تخطيهم ذلك السن وعبورهم تلك المرحلة ، فهم ينشدون من أزواجهم - مثلاً - حباً عنيفاً يصل درجة العبادة ! وأيَّ ( تقصير ) أو إهمال قليل في تلك ( الطقوس ) يجعلهم يشعرون بالمرارة والحزن والألم ، الذي سرعان ما يفجّر حالة من العدوانية والتنازع.وينبغي على من يعاني من هذه الحالة أن يخلو إلى نفسه قليلاً في محاولة لاستكشاف الباطن وتصفيته من تلك الميول اللامعقولة.

بواعث تلك الرغبات:

هناك من الأسباب والبواعث ما لا يمكن حصرها إلا أننا نذكر أهمّها وهي كما يلي:

- غياب النضج الكافي واعتماد العواطف.

- انعدام التجارب الحياتية وغياب الرؤية الصحيحة.

- الإحساس بالرتابة المملة والرغبة في خوض تجربة جديدة.

- استمرار حالة الطفولة.

- اللامبالاة وعدم الالتفات إلى المسائل العميقة للحياة.

- تناسي الهدف من وراء الحياة.

وأخيراً الوقوع في أسر الحياة العابثة واللهاث وراءها.

الرغبات والحساسيات:

إنّ السقوط في أسر الأهواء له آثاره المدمرة التي تطال الزوج وشريك حياته.

٥٤

إنّ أكثر الممارسات التي تنبعث عن الحساسية تضاعف من الآلام ، ذلك أنّ الرجال الذين يغارون على زوجاتهم ، وكذلك النساء الغيورات ، لا يمكنهم السكوت تجاه أزواجهم حتى لو اقتصر الأمر على مجرد ابتسامة لشخص ليس من المحارم.ومن وجهة نظر شرعية ، فإنّ حدود علاقاتنا مع الآخرين واضحة تماماً.

وفي ما يخص الزي الذي نرتديه فمسألة قد يدخل العرف في تحديدها ، وفي حدود يرسمها الشرع أيضاً ، وإنّ كل أمر يؤدي إلى إثارة الظنون أو الشبهات أو يعتبر مقدمة للإنحراف والسقوط هو حرام ، ذلك أنّ مقدمة الحرام حرام أيضاً ، كما تقرر ذلك القواعد الشرعية.

ضرورة مراجعة النفس:

ربما يغفر الله ما ارتكبناه من ذنوب في حياتنا الماضية شرط أن نعود إلى أنفسنا ونفكر فيما ينبغي أن نفعله مستقبلاً.فإنّ العودة إلى النفس ضرورية لأسباب ، منها:

- تحقيق حالة من الطمأنينة من خلال السعي إلى التكامل الروحي.

- أنّ أبناءنا بحاجة ماسة إلى آباء وأمهات في مستوى المسؤولية.

- أنّ الأفراد في المجتمع الإنساني مسؤولون أمام بعضهم البعض ، كل حسب موقعه ، لتحقيق حالة من الاستقرار والسعادة.

إذن ، فنحن في حالة من الحركة ينبغي علينا خلالها الالتفات إلى أنفسنا والانتباه إلى ممارساتنا وأعمالنا والسعي الدائم لتجنب السلوكيات المنحرفة والضارة ، نصلح ما اعوجّ منها ونعتبر بما يواجهنا من خطر.

إنّ التهافت على الشهوات والرغبات سيمنعنا من الوصول إلى نبع السعادة ، ولذا فإنّ علينا أن نعزز من سلطة العقل ، وأن نحدد ما استطعنا من نفوذ العاطفة ، ذلك أنّ الحياة تحتاج في إدارتها العقل لا العواطف والأحاسيس.

٥٥

المراقبة:

الزواج هو عهد المسؤولية وزمن الحساب ، فلقد ولّت حياة الضياع ، ودخل الزوجان عالماً جديداً ودنيا جديدة يتحمل فيها الطرفان الأعباء سوية ، ويتقاسمان فيها المسؤوليات كلّ حسب إمكاناته وقابلياته التي أودعها الله فيه.

ولذا فإنّ تواجدنا في المنزل في ساعة معينة لا يعتبر منقصة لنا ، وكذلك فإنّ خروج المرأة من المنزل ينبغي أن يتم بموافقة زوجها حفظاً لها ، وصوناً لعفّتها وسمعتها.فالرجل يعتبر زوجته رمزاً لكرامته ، وهو المسؤول الأوّل عنها.لذا فقد ورد في الأحاديث أنّ الملائكة ما تزال تلعن المرأة التي تخرج دون إذن زوجها حتى تعود.

احترام الحقوق ورعايتها:

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( أعظم الناس حقاً على المرأة زوجها )(١) ، وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( ما زال جبريل يوصيني بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها )(٢) .

من بواعث النزاع في الحياة الزوجية هو انعدام تلك العلاقة الصميمية والمودّة بين الزوجين ، في نفس الوقت الذي ينفتحان فيه على الآخرين بعلاقات غير صحيحة مما يؤثر سلباً في نفسيهما ويضاعف لديهما العقد.

التعفف:

تعتبر المحافظة على العفّة واحدة من أنجع الوسائل والسبل في منع وقوع النزاع بين الزوجين.إنّ صيانة النفس عن الانحراف والوقوع في الحرام هو من خصال العفّة وطهارة الثوب ، فالزينة والتجمل مطلوب على أن ينحصر ذلك بين الزوجين فقط.

____________________

(١) كنز العمال.

(٢) بحار الأنوار ، ج ١٠٣ ، ص ٢٥٣.

٥٦

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( أيّما امرأة استعطرت فمرّت على قوم ليجدوا منها ريحها هي زانية)(١) .

ينبغي أن تكون العلاقة بين الزوجين علاقة صداقة وحب ، كما أنّ هدف كل منهما أن يكون صاحبه مُلكاً خالصاً له لا يفكر بغيره ولا ينظر إلى سواه ، وفي هذه الحالة فإنّ التجمل والزينة والمعاشرة الحرّة مع الآخرين سيُلقي - شئنا أم أبينا - ظلاله السوداء في القلوب ، ويكون باعثاً على سوء الظن ممّا يؤدي بالتالي إلى إضعاف واضمحلال العلاقة الزوجية.

إنّ العفّة والتعفف ، وإضافة إلى ما ذكرنا ، حُصن حصين ، يحمي الإنسان من الوقوع في شباك الماكرين المنحرفين الذين لا همّ لهم سوى استغلال بعض الثغرات ، والولوج إلى حرم الحياة الزوجية وتلويثها ، وبالتالي تدميرها ، وعندها لا ينفع ندم النادمين.

التعاليم الإسلامية:

من مزايا الإسلام الحنيف أنّه يعيش مع الإنسان جميع لحظاته وسكناته ، وهو كالبوصلة التي تشير دائماً إلى الاتجاه السليم ، حيث يبدأ عملها منذ اللحظة الأولى للقيام بعمل ما - أعني منذ انعقاد النية - ولذا نشاهد أنّ الإسلام ، مثلاً ، لا يجيز لنا القيام بعمل من شأنه أن يضعنا في موضع الشبهات ، ويثير سوء الظن حولنا.

وفي هذا المضمار تؤكد وصايا الإسلام اجتناب كل الأعمال التي تؤدي إلى تفجر النزاع في الحياة المشتركة وضياع كل الجهود في مهب الرياح.

علينا أن نفكر وأن نضع أنفسنا مكان أزواجنا عندما نريد القيام بعمل ما ، فإنّنا وإن تمكنّا من استغفال أزواجنا في ذلك ، فإنّ الله سبحانه هو شاهد على جميع أعمالنا.

____________________

(١) ابن ماجة ، ج ٨ ، ص ١٥٣.

٥٧

الفصل الخامس

عقدة التفوق

يطمح كل إنسان ، إلى حدٍّ ما ، لأن يرى نفسه متفوقاً حتى لو استدعى الأمر أن يعيش في عالم الخيال الجميل ، ومن خلال ذلك يخامره شعور بالعظمة التي تبعث في نفسه الفرحة والأمل بالحياة.

ولكن ما يبعث على الأسف أنّ البعض من الناس يتجاوز الحد إلى فرض هذه الرؤية على الآخرين.وفي استقرائنا للعلل والأسباب التي تؤدي إلى نشوب النزاع في بعض الأسر ، واجهنا بعض النماذج من الناس ، الذين يحاولون حتى في إطار الأسرة إثبات تفوقهم المستمر بطريقة أو بأخرى ، فهناك - مثلاً - التدليل بالثراء ، أو المستوى العلمي ، أو حتى بالمناصب والوجاهات لبعض أقاربهم ، وزَجّهم في هذه المسألة لإثبات تفوّقهم أمام أزواجهم !.

وربّما يصل الأمر حداً ، ومن خلال الإيحاء المستمر إلى شعور البعض بأنّهم قد خسروا الكثير في زواجهم ، وأنّ شأنهم ومنزلتهم لا يتناسب والحياة مع هكذا أزواج.ولذا ، ومن خلال هذه التصورات ، يشعر بالحسرة على نفسه ، وفي أحسن الأحوال يتغير شعوره تجاه زوجته ؛ فإذا هو ينظر إليها على أنّها مجرد سكرتيرة أو خادمة.وقد نرى هذه الحالة المرضيّة لدى المرأة أيضاً ؛ إذ تخلط في تعاملها مع زوجها كما لو كان خادماً لديها !.

الأزواج المعقّدون:

تنشأ هذه الحالة بسبب بعض العقد النفسية ، التي هي في واقعها وليدة

٥٨

لمرض معين ، أو تربية خاطئة ، تسبب في تعكير صفو حياتهم وحياة الآخرين ، وهؤلاء لا يعيشون سوى تلك الهموم التي تجعلهم ينظرون بتشاؤم إلى الآخرين ، فهم يشعرون بالأسف لجهل الآخرين منزلتهم وبقاء شخصيتهم في الظل ، ولذا فهم يشعرون بالوحدة والشقاء ، الذي تتضاعف حدّته يوماً بعد آخر.

فهم لا يملّون الحديث عن إنجازاتهم ، وعن ذكائهم الخارق ، أو عن درجاتهم العلمية ، أو ثرائهم ، ويودّون أن يتحدث الناس عن مناقبهم لكي يَرْوُوا ظمأهم من الزهو بأنفسهم.وقد يصل الحدُّ بهم إلى أن يذيقوا أزواجهم المرارة والعذاب ممّا يؤدي في النهاية إلى تقويض أركان الأسرة.

وفي التعامل الزوجي:

عادة ما يرى أولئك الأشخاص أنفسهم أكبر من حجمهم ، ولذا فهم يعرضون أنفسهم على أنّهم أعلى منزلة من الآخرين ، وبمرور الزمن تتحول أفكارهم تلك إلى نوع من التكبر والغرور ، فيحاولون من خلال ذلك تحديد علاقاتهم وحصرها في ( عالم الكبار ) - إذا صح التعبير - فترى أحاديثهم ( بالونية ) الحجم والمحتوى.وإذا كانت لديهم إيجابية في صِفة أو عمل فإنّهم يضعونها تحت المجهر ويسهبون في الحديث عنها ويطنبون.

وقد يتعذر عليهم ذلك خارج الأسرة ، فيحاولون إفراغ هذه الشُحنة ، وتعويض هذا النقص ، داخل أسرهم ، مع أزواجهم وأبنائهم ، ويتحدثون عن شأنهم وعلوّ منزلتهم ، فإذا لم يجدوا ما يتحدثون به عن أنفسهم ، فتحوا دفاتر الأقرباء يقرؤون ويشرحون ، وإذا تطلب الأمر بادروا إلى السحب من أرصدتهم ( المصرفية ) وتوقيع الصكوك تلو الصكوك.

وهذه الحالة من الزهو التي قد تنشأ في الايام الأوّلى من الزواج في محاولة استعراضية ، تجد الزوجة فيها نوعاً من الحديث العذب ، تتسبب في إثارة الصداع لديها إذا ما تكررت وأصبحت عادة متجذرة ، وقد تفسّرها على أنّها نوع من الإهانة الموجهة إليها وإلى كرامتها ، ليجرها بالتالي إلى البحث عن العيوب والمثالب في محاولة للرد بالمثل إذا صح التعبير.

٥٩

البواعث:

ومن أجل البحث في بواعث هذه الحالة ومعرفة الأسباب التي تكمن وراءها في محاولة للحدِّ منها ، أو التخفيف من آثارها على الطرف الآخر ، لا بد من الإشارة إلى ما يلي:

١ - الغرور الفارغ:

ربما تدفعنا بعض المجالات الخاصة إلى الإحساس بالغرور الفارغ ، فربّما نحصل على ثروة من ( إرث ) الآباء أو الأجداد ، أو عن طريق آخر ، كالرشوة أو الاختلاس باسم الحق ، ثمّ نظن أنّ هذه الثروة تجعل لنا حقاً استثنائياً في استرقاق الآخرين ؛ أو نحصل على شهادة علمية ، ربما جاءت في بعض الأحيان عن طريق الغش أو ترديد بعض المعلومات المدرسية ، ثمّ نرقتي بسبب ذلك منصباً معيناً فنتصور الآخرين أقلّ فهماً وإدراكاً منّا ، وأنّ عليهم أن يكونوا تابعين لنا ، في آرائنا ، وأفكارنا ، وخططنا ، دون أن نفكر بأنّ أزواجنا وأولادنا لا ذنب لهم لكي يكونوا - دائماً - عبيداً تابعين.

٢ - حب السيطرة:

من العادات الخاطئة التي تترسب في نفوسنا منذ أيام الطفولة ، وقد ترافقنا إلى نهاية العمر ، هو الدلال الذي اعتدنا عليه في أيام الصغر ، والذي قد يصور لنا الآخرين مجرد خدم لا شغل لهم سوى تلبية طلباتنا.

ومما يزيد الطين بلّة ، هو استمرارها حتى بعد الزواج إذ نتصور الطرف الآخر خادماً لنا ينبغي عليه أن يلبّي كل ما نطلبه منه ، غافلين عن كونه إنساناً له كرامته وشخصيته التي تأبى عليه أن يكون عبداً لا أهمية له.

وهذه الظاهرة في حقيقتها مرض أخلاقي أو نفسي ينبغي علاجه ، لأنذ استمرارها ستكون له آثاره المدمرة ، خاصة في الحياة الزوجية.

٣ - النرجسية والأنانية:

من دواعي الأسف أنّ الكثير منّا ما يزال أسيراً لهوى نفسه يلهث وراء رغباتها ولا يرى شيئاً ولا أحداً سوى نفسه فقط.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

عامل عليعليه‌السلام على البصرة وعبيد الله على اليمن ، وصرّح به السيّد الرضيرضي‌الله‌عنه في مواضع متعدّدة من نهج البلاغة(١) ، وكذا ابن أبي الحديد في الشرح ، ومن ذلك ما نقل من أنّه خطب ابن الزبير بمكّة على المنبر وابن عبّاس جالس مع الناس تحت المنبر فقال : إنّ هاهنا رجلا قد أعمى الله قلبه كما أعمى بصره يزعم أنّ متعة النساء حلال من الله ورسوله ويفتي في القملة والنملة ، وقد احتمل بيت مال البصرة بالأمس وترك المسلمين بها يرتضخون النوى ، وكيف ألومه في ذلك وقد قاتل أمّ المؤمنين وحواري رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقال ابن عباس. إلى أن قال : يا ابن الزبير أمّا العمى فإنّ الله تعالى يقول :( فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) (٢) ؛ وأمّا فتياي في القملة والنملة فإنّ فيهما حكمين لا تعلمهما أنت ولا أصحابك ؛ وأمّا حملي المال فإنّه كان مالا جبيناه فأعطينا كلّ ذي حقّ حقّه وبقيت بقيّة هي دون حقّنا في كتاب الله فأخذناها بحقّنا ؛ وأمّا المتعة فسل أمّك أسماء. إلى آخر كلامه(٣) .

وفي موضع آخر منه : قال الراوندي : المكتوب إليه عبيد الله لا عبد الله.وليس كذلك ، فإنّ عبيد الله كان عامل عليعليه‌السلام على اليمن وقد ذكرنا قصّته مع بسر بن أرطاة ، وقد أشكل عليّ أمر هذا الكتاب ، فإن أنا كذّبت هذا النقل وقلت : هذا الكلام موضوع على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، خالفت الرواة ، فإنّهم قد أطبقوا على روايته عنه وذكر في أكثر كتب السير ، وإن صرفته إلى عبد الله بن عبّاس صدّني عنه ما أعلمه من ملازمته لطاعة أمير‌

__________________

(١) نهج البلاغة : ٣ / ٢٠ و ١٤٩ ، ١ / ٥٩.

(٢) الحجّ : ٤٦.

(٣) شرح ابن أبي الحديد : ٢٠ / ١٢٩.

٢٠١

المؤمنينعليه‌السلام في حياته وبعد وفاته ، وإن صرفته إلى غيره لم أعلم إلى من أصرفه من أهل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، والكلام يشعر بأنّ الرجل المخاطب من أهله وبني عمّه ، فأنا في هذا الموضع من المتوقّفين(١) .

وفي موضع آخر منه : قد اختلف في المكتوب إليه هذا الكتاب ، والأكثرون على أنّه عبد الله(٢) .

وأمّا ما في كشف الغمّة ، فإن ثبت لا يبعد أن يكون رجع إلى عليعليه‌السلام بعد أخذ المال ويكون الحسنعليه‌السلام قد أمّره على البصرة ثانيا ، والله العالم.

وقد بالغ ابن طاوسرضي‌الله‌عنه في مدحه وذبّ الذم عنه ، حيث قال على ما في التحرير : حاله في المحبّة والإخلاص لمولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام وموالاته والنصرة له(٣) والذبّ عنه والخصام في رضاه والمؤازرة ممّا لا شبهة فيه. ثمّ قال : وقد روى صاحب الكتاب ـ أيكش ـ أخبارا شاذّة ضعيفة تقتضي قدحا أو جرحا ، ومثل الحبررضي‌الله‌عنه موضع أن تحسده الناس ويتنافسوا فيه ويباهتوه ويقولوا فيه :

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا فضله

والناس أعداء له وخصوم

كضرائر الحسناء قلن لوجهها

حسدا وبغيا إنّه لذميم

ثمّ أطال الكلام في إثبات فضله وجلالته وتنزيهه عمّا يشينه وتضعيف الأحاديث الواردة في ذمّه ، ثمّ قال : ولو ورد في مثله ألف حديث ينقل أمكن‌

__________________

(١) شرح ابن أبي الحديد : ١٦ / ١٧١.

(٢) شرح ابن أبي الحديد : ١٦ / ١٦٩.

(٣) في نسخة « ش » : والنصر له.

٢٠٢

أن يعرّض للتهمة ، فكيف مثل هذه الروايات الضعيفة الركيكة! انتهى(١) .

وذكره في الحاوي في الثقات مع ما عرفت من طريقته(٢) ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن العبّاس الصحابي الذي لا بأس به ، يعرف بوقوعه في آخر السند(٣) .

١٧٤٢ ـ عبد الله بن العبّاس العلوي :

قال الشيخ في كتاب الغيبة : أخبرنا جماعة ، عن أبي محمّد هارون ابن موسى التلعكبري ، عن أحمد بن علي الرازي قال : حدّثني محمّد بن علي ، عن حنظلة بن زكريّا ، عن الثقة قال : حدّثني عبد الله بن العبّاس العلوي ـ ما رأيت(٤) أصدق لهجة منه وكان يخالفنا في أشياء كثيرة ـ قال : حدّثني أبو الفضل الحسين بن الحسن العلوي قال : دخلت على أبي محمّدعليه‌السلام بسرّ من رأى فهنّأته بسيّدنا صاحب الزمانعليه‌السلام لمّا ولد(٥) .

وفي موضع آخر منه ذكر نسبه : عبد الله بن العبّاس بن عبد الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام (٦) .

أقول : فيمشكا : ابن العبّاس العلوي ، عنه محمّد بن الحسن بن الوليد ، ويقع في أوائل السند(٧) .

__________________

(١) التحرير الطاووسي : ٣١٢ / ٢١٣.

(٢) حاوي الأقوال : ١١٠ / ٤٠٣.

(٣) هداية المحدّثين : ٢٠٤.

(٤) في المصدر : وما رأيت.

(٥) الغيبة : ٢٢٩ / ١٩٥.

(٦) الغيبة : ٢٥١ / ٢٢١.

(٧) هداية المحدّثين : ٢٠٤.

٢٠٣

١٧٤٣ ـ عبد الله بن العبّاس القزويني :

قال الحافظ عبد العزيز الجنابذي عند ذكر الرضاعليه‌السلام : يروي عنه عبد السلام بن صالح الهروي وسليمان بن داود(١) وعبد الله بن عبّاس القزويني ومن في طبقتهم(٢) .

ويظهر من هذا كونه من العامّة ،تعق (٣) .

١٧٤٤ ـ عبد الله بن عبد الرحمن أبو عتيبة :

الكوفي الأسدي ،ق (٤) . وكأنّه ابن عبد الرحمن بن عتيبة الثقة.

١٧٤٥ ـ عبد الله بن عبد الرحمن الأصم :

المسمعي ، بصري ، ضعيف ، غال ، ليس بشي‌ء ، وله كتاب في الزيارات يدلّ على خبث عظيم ومذهب متهافت ، وكان من كذّابة أهل البصرة ، وروى عن مسمع كردين وغيره ،صه (٥) .

جش إلى قوله : ليس بشي‌ء ، روى عن مسمع كردين وغيره ، له كتاب المزار ، سمعت ممّن رآه فقال : هو تخليط ، وله كتاب الناسخ والمنسوخ ؛ محمّد بن عيسى بن عبيد عنه(٦) .

وفيتعق : قال جدّي : يمكن أن يكون حكمجش بالضعف لما ذكره بقوله : سمعت ممّن رآه إلى آخره ، ويشكل الجزم به لهذا والحال أنّ‌

__________________

(١) في المصدر : داود بن سليمان ، وقد ذكر المصنّف ذلك في ترجمته أيضا ، فالظاهر أنّ ما في المتن من سهو النسّاخ.

(٢) كشف الغمّة : ٢ / ٢٦٧.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٠٤.

(٤) رجال الشيخ : ٢٢٥ / ٣٩.

(٥) الخلاصة : ٢٣٨ / ٢٢.

(٦) رجال النجاشي : ٢١٧ / ٥٦٦.

٢٠٤

أكثر أصحابنا رووا عنه ، ولم نجد في أخبارنا(١) ما يدلّ على غلوّه ، والظاهر أنّ القائل بذلك غض كما يفهم من قوله واعتماده في بعض الأخبار عليه(٢) ، انتهى.

وما روي في كتاب الأخبار يدلّ على خلاف الغلو ، وهي كثيرة ؛ نعم فيها ما هو بزعم غض غلو ، كروايته عنهمعليهم‌السلام نحن جنب الله ونحن صفوته ونحن الّذين بنا يفتح ربّنا ويختم ، إلى غير ذلك ، والكلّ تعظيم لهمعليهم‌السلام (٣) ، انتهى.

أقول : قولهرحمه‌الله : الظاهر أنّ القائل. إلى آخره هو كذلك ، وعبارته عين عبارةصه المذكورة إلى قوله : كان من كذّابة البصرة ، كما نقله في النقد(٤) ، لكن فيه ما ذكرنا مرارا من الخروج من الضعف إلى الجهالة.

١٧٤٦ ـ عبد الله بن عبد الرحمن الزبيري :

له كتاب في الإمامة ، وكتاب سمّاه كتاب الاستفادة في الطعون على الأوائل والردّ على أصحاب الاجتهاد والقياس. والزبيريّون في أصحابنا ثلاثة : هذا ، وأبو محمّد عبد الله بن هارون ، وأبو عمرو محمّد بن عمرو بن عبد الله بن مصعب بن الزبير ،جش (٥) .

١٧٤٧ ـ عبد الله بن عبد الرحمن بن عتيبة :

بالتاء المثنّاة من فوق بعد العين المهملة المضمومة ، الأسدي ،

__________________

(١) في الروضة : أخباره.

(٢) روضة المتّقين : ١٤ / ٣٨٥.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٠٤.

(٤) نقد الرجال : ٢٠١ / ١٦٦ ، وفيه بدل قول الخلاصة غال ليس بشي‌ء : مرتفع القول.

(٥) رجال النجاشي : ٢٢٠ / ٥٧٥.

٢٠٥

كوفي ، يكنّى(١) أبا أميّة ـ بالياء ـ ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (٢) .

جش ، وفيه : أبوه يكنّى ؛ وزاد : له كتاب نوادر ، محمّد بن زياد عنه به(٣) .

أقول : وفيد أيضا جعل أبا أميّة كنية له(٤) . وفي النقد : لعلّ الصواب ما فيجش (٥) .

وفيمشكا : ابن عبد الرحمن بن عتيبة الثقة ، عنه محمّد بن زياد(٦) .

١٧٤٨ ـ عبد الله بن عبيد بن عمير :

يأتي ذكره في عمرو بن دينار(٧) ،تعق (٨) .

١٧٤٩ ـ عبد الله بن عثمان الخيّاط :

بالخاء المعجمة ، من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، واقفي ، ظم(٩) ،صه (١٠) .

وفيكش : حمدويه قال : سمعت الحسن بن موسى يقول : عبد الله بن‌

__________________

(١) يكنّى ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٢) الخلاصة : ١١١ / ٤٥.

(٣) رجال النجاشي : ٢٢١ / ٥٧٩.

(٤) رجال ابن داود : ١٢١ / ٨٨١.

(٥) نقد الرجال : ٢٠١ / ١٦٥.

(٦) لم يرد له ذكر في النسخة المطبوعة من المشتركات.

(٧) فيه عن كشف الغمّة : ٢ / ١٢٧ أنّهما قالا : ما لقينا أبا جعفر محمّد بن عليعليه‌السلام إلاّ وحمل إلينا النفقة والصلة والكسوة ويقول : هذه معدّة لكم قبل أن تلقوني.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٠٤.

(٩) رجال الشيخ : ٣٥٧ / ٤٧ ، وفيه : الحنّاط.

(١٠) الخلاصة : ٢٣٦ / ٨. وفي النسخ قبل صه زيادة : وزاد. وهو سهو.

٢٠٦

عثمان واقفي(١) (٢) .

أقول : فيمشكا : ابن عثمان الخيّاط الواقفي ، عن الكاظم والرضاعليهما‌السلام (٣) . انتهى فتأمّل.

١٧٥٠ ـ عبد الله بن عثمان بن عمرو :

ابن خالد الفزاري ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (٤) .

وفيتعق : وجش في أخيه حمّاد(٥) (٦) .

أقول : فيمشكا : ابن عثمان بن عمرو الثقة ، يعرف بروايته عن أبي عبد اللهعليه‌السلام لأنّه من رجاله(٧) .

١٧٥١ ـ عبد الله بن عجلان :

من أصحاب الباقر والصادقعليهما‌السلام (٨) .

أوردنا في كتابنا الكبير روايات عن الكشّي تقتضي مدحه والثناء عليه ، وكذا عن علي بن أحمد العقيقي ، ولم نر ما ينافيها ،صه (٩) .

وفيكش : في ميسر وعبد الله بن عجلان : جعفر بن معروف(١٠) ، عن‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ٥٥٦ / ١٠٤٩.

(٢) في طس : عبد الله بن عثمان واقفي. وفي د : لم جخ واقفي ، وصوابه : ظم. وفي الوجيزة : ضعيف. ( منه قدّس سره ) انظر التحرير الطاووسي : ٣٤٥ / ٢٣٧ ، رجال ابن داود : ٢٥٤ / ٢٨٢ ، وفيه : م جخ واقفي ، الوجيزة : ٢٤٥ / ١٠٧٩.

(٣) هداية المحدّثين : ٢٠٤.

(٤) الخلاصة : ١١٢ / ٥٤.

(٥) رجال النجاشي : ١٤٣ / ٣٧١ ، حيث ذكر روايته عن أبي عبد اللهعليه‌السلام بعد أن وثّقه.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٠٤.

(٧) هداية المحدّثين : ٢٠٤.

(٨) رجال الشيخ : ١٢٧ / ١٠ ، ٢٦٥ / ٦٩٢.

(٩) الخلاصة : ١٠٨ / ٢٨.

(١٠) في المصدر : جعفر بن محمّد.

٢٠٧

علي بن الحسن بن فضّال ، عن أخويه محمّد وأحمد ، عن أبيهم ، عن ابن بكير ، عن ميسر بن عبد العزيز قال : قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : رأيت كأنّي على جبل فيجي‌ء الناس فيركبونه ، فإذا ركبوا(١) عليه تصاعد بهم الجبل فينتشرون عنه فيسقطون فلم يبق معي إلاّ عصابة يسيرة أنت منهم وصاحبك الأحمر. يعني عبد الله بن عجلان(٢) .

حمدويه ، عن محمّد بن عيسى ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام نحوه ، إلاّ أنّ في آخره : أما إنّ ميسر بن عبد العزيز وعبد الله بن عجلان في تلك العصابة(٣) .

وفيتعق : روى هذه الرواية في الروضة في قيس بن عبد الله بن عجلان بأدنى تفاوت في السند(٤) ، وسنشير إليه(٥) .

١٧٥٢ ـ عبد الله بن عطاء :

فيكش : قال نصر بن الصباح : ولد عطاء بن أبي رياح ـ تلميذ ابن عبّاس ـ : عبد الملك وعبد الله وعريفا نجباء من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام (٦) .

وفيصه بعد ذكره ذلك : ونصر بن الصباح عندي ضعيف ، فلا تثبت‌

__________________

(١) في المصدر : فإذا كثروا ، فإذا ركبوا ( خ ل ).

(٢) رجال الكشّي : ٢٤٢ / ٤٤٣ ، وفيه بدل فينتشرون : فينتثرون.

(٣) رجال الكشّي : ٢٤٢ / ٤٤٤.

(٤) الكافي ٨ : ١٨٢ / ٢٠٦ ، والسند : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه عن النضر بن سويد. إلى آخره.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٠٤.

(٦) رجال الكشّي : ٢١٥ / ٣٨٥.

٢٠٨

عندي عدالته(١) .

وعليه عنشه : وحينئذ لا وجه لإدخاله في هذا القسم ، مع أنّه لو صحّت الرواية لم تدلّ على المطلوب(٢) ، انتهى.

أقول : نصر وإن كان ضعيفا إلاّ أنّ الكشّي والعيّاشي وغيرهما من المشايخ يعتمدون عليه ويستندون إلى قوله ، مع أنّ في ضعفه أيضا ما يأتي في ترجمته. وبعد فرض الصحّة لا مجال للمناقشة أصلا ، واعترف به في النقد(٣) ، ولذا صرّح في الوجيزة بممدوحيّته(٤) . ويأتي في أخيه عبد الملك ذكره(٥) .

وفيمشكا : ابن عطاء بن أبي رياح ، عنه زيد الشحّام(٦) .

١٧٥٣ ـ عبد الله بن العلاء المذاري :

أبو محمّد ، ثقة ، من وجوه أصحابنا ، يقال : إنّ له كتاب الوصايا ، ويقال : إنّه لمحمّد بن عيسى بن عبيد وهو رواه عنه ، وله كتاب النوادر كبير ؛ أخبرنا أبو الحسن بن الجندي قال : حدّثنا أبو همّام قال : حدّثنا عبد الله بن العلاء ،جش (٧) .

وفيد : عبد الله بن العلاء المذاري أبو محمّدجش ثقة من وجوه‌

__________________

(١) الخلاصة : ١٠٧ / ٢٦.

(٢) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٥١.

(٣) نقد الرجال : ٢٠٢ / ١٨٢.

(٤) الوجيزة : ٢٤٥ / ١٠٨١.

(٥) حيث ذكر مجمل كلام الكشّي نقلا عن التحرير الطاووسي : ٤١٤ / ٢٩٢ ـ ٢٩٤ ولم يذكر فيه ضعف السند ، وقال : ذكر طس ذلك من دون إشارة إلى ذلك دلالة على الاعتماد والاعتداد.

(٦) هداية المحدّثين : ٢٠٤ ، وفيها : ابن أبي رباح.

(٧) رجال النجاشي : ٢١٩ / ٥٧١ ، وفيه بدل أبو همّام : ابن همّام.

٢٠٩

أصحابنا(١) .

وقالشه : الموجود فيجش عبد الله بن أبي العلاء ، وهو المتقدّم في أوّل باب عبد الله(٢) ، واللازم الاقتصار عليه وترك هذا ، وكأنّ المصنّف وجده في بعض الكتب محذوف أبي سهوا فظنّه مغايرا للأوّل ، وليس كذلك ، انتهى.

والذي وجدناه فيجش بغير لفظة أبي كما قدّمنا(٣) .

وفيتعق : مضى في ترجمة أحمد بن محمّد بن الربيع عنجش عبد الله بن العلاء(٤) ، ويأتي في عبد الله بن القاسم(٥) . وفي النقد : في أربع نسخ منجش بدون لفظة أبي ، ورجوع العلاّمة في ح ـ أي الإيضاح ـ يؤيّده ، فإنّ في ح عبد الله بن العلاء(٦) . هذا ، وما وجدته في الوجيزة والبلغة أصلا(٧) .

١٧٥٤ ـ عبد الله بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام :

أخو الحسينعليه‌السلام ، قتل معه بكربلاء ،صه (٨) .

وزادسين : امّه أمّ البنين(٩) .

__________________

(١) رجال ابن داود : ١٢١ / ٨٨٦.

(٢) رجال ابن داود : ١١٥ / ٨٢٨.

(٣) في نسختي من جش أيضا بدون لفظة أبي في أوّل السند وآخره ، لكن في نسخة اخرى من جش بها في أوّله. ( منه قدّس سره ).

(٤) رجال النجاشي : ٧٩ / ١٨٩.

(٥) رجال النجاشي : ٢٢٦ / ٥٩٤.

(٦) إيضاح الاشتباه : ٢٣٥ / ٤٦١ ، نقد الرجال : ٢٠٣ / ١٨٥.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٠٨.

(٨) الخلاصة : ١٠٤ / ١٠ ، ولم يرد فيها وفي رجال الشيخ : ابن أبي طالب.

(٩) رجال الشيخ : ٧٦ / ٥.

٢١٠

١٧٥٥ ـ عبد الله بن علي بن الحسين :

ابن زيد بن علي بن الحسينعليه‌السلام ، روى عن الرضاعليه‌السلام ، وله نسخة رواها.

قرأنا على القاضي أبي الحسين محمّد بن عثمان قال : قرأت على محمّد بن عمر بن محمّد بن سالم ، حدّثكم أبو جعفر محمّد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن زيد قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا علي بن موسىعليه‌السلام بالنسخة ،جش (١) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن التلعكبري ، عن ابن عقدة ، عن رجاله ، عنه(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن علي بن الحسين بن زيد ، ابن عقدة عن رجاله عنه ، وابنه محمّد. وهو عن الرضاعليه‌السلام (٣) .

١٧٥٦ ـ عبد الله بن علي بن الحسين :

ابن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، ين(٤) .

وفي الإرشاد : أخو أبي جعفرعليه‌السلام ، كان يلي صدقات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وصدقات أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكان فاضلا فقيها ، يروي عن آبائه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أخبارا كثيرة ، وحدّث الناس عنه وحملوا عنه الآثار(٥) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٢٧ / ٥٩٩.

(٢) الفهرست : ١٠٥ / ٤٥٩.

(٣) هداية المحدّثين : ٢٠٥.

(٤) رجال الشيخ : ٩٥ / ١.

(٥) الإرشاد : ٢ / ١٦٩.

٢١١

وفيتعق : وكذا في كشف الغمّة(١) (٢) .

أقول : في أوّل شرح المسائل الناصرية : روى أبو الجارود زياد بن المنذر قال : قيل لأبي جعفر الباقرعليه‌السلام : أيّ إخوتك أحبّ إليك وأفضل؟

فقالعليه‌السلام : أمّا عبد الله فيدي الّتي أبطش بها ـ وكان عبد الله أخاه لأبيه وأمّه ـ ، وأمّا عمر فبصري الذي أبصر به ، وأمّا زيد فلساني الذي أنطق به ، وأمّا الحسين فحليم يمشي على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما(٣) ، انتهى.

وهذا الخبر وإن كان مرسلا إلاّ أنّ الظاهر من إيراد السيّدرضي‌الله‌عنه له كونه عنده قطعيّا ، مضافا إلى ما مرّ عن الأستاذ العلاّمة في الفوائد.

وفي الوجيزة : ممدوح(٤) ، فتأمّل.

١٧٥٧ ـ عبد الله بن عمرو بن الأشعث :

له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن التلعكبري ، عن ابن همّام ، عن المالكي ، عن هارون بن مسلم ، عنه ،ست (٥) .

أقول : فيمشكا : ابن عمرو بن الأشعث ، عنه هارون بن مسلم(٦) .

١٧٥٨ ـ عبد الله بن عمرو بن الحارث :

فيكش في ترجمة بنان أنّه ممّن نزل فيه قوله تعالى :( هَلْ

__________________

(١) كشف الغمّة : ٢ / ١٢٨.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٠٨.

(٣) المسائل الناصرية ضمن الجوامع الفقهية : ٢١٤.

(٤) الوجيزة : ٢٤٥ / ١٠٨٢.

(٥) الفهرست : ١٠٥ / ٤٥٨.

(٦) هداية المحدّثين : ٢٠٥.

٢١٢

أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ ) (١) (٢) .

أقول : مرّ ابن الحارث ، فلاحظ.

١٧٥٩ ـ عبد الله بن عمرو بن العاص :

ل (٣) . وكان كأبيه مع معاوية(٤) .

١٧٦٠ ـ عبد الله بن عمرويه البيهقي :

يأتي ذكره في ترجمة الفضل بن شاذان(٥) ، وفي نسخة : جبرويه ، والظاهر أنّهما تصحيف : حمدويه ،تعق (٦) .

١٧٦١ ـ عبد الله بن عمر :

ل (٧) . ومضى في أسامة ذمّه(٨) .

١٧٦٢ ـ عبد الله بن عمر بن بكّار :

الحنّاط ـ بالحاء المهملة ـ كوفي ، ثقة ،صه (٩) ،د (١٠) .

جش إلاّ الترجمة ، وفيه : الخيّاط ؛ وزاد : له كتاب يرويه يحيى بن زكريّا اللؤلؤي(١١) .

__________________

(١) الشعراء : ٢٢١.

(٢) رجال الكشّي : ٣٠٢ / ٥٤٣.

(٣) رجال الشيخ : ٢٣ / ١٨.

(٤) في نسخة « م » قدّم ترجمة عبد الله بن عمرويه على هذه الترجمة.

(٥) رجال الكشّي : ٥٣٩ / ١٠٢٦ ، ١٠٢٨ ، وفيه : عبد الله بن حمدويه البيهقي. والذي فيه صور توقيع العسكريعليه‌السلام .

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٠٨.

(٧) رجال الشيخ : ٢٢ / ٧.

(٨) عن رجال الكشّي : ٣٩ / ٨١ ، ٨٢ ، وكتاب سليم بن قيس الهلالي : ١٧٣ / ٣٥.

(٩) الخلاصة : ١١١ / ٥٠.

(١٠) رجال ابن داود : ١٢٢ / ٨٨٨.

(١١) رجال النجاشي : ٢٢٨ / ٦٠٠ ، وفيه : الحنّاط.

٢١٣

أقول : في ضح جعله ابن عمرو بن أبي بكر الحنّاط(١) ، فلاحظ.

وفي نسختي منجش الحنّاط كما فيصه ود.

وفيمشكا : ابن عمر بن بكّار الحنّاط الثقة ، عنه يحيى بن زكريّا(٢) .

١٧٦٣ ـ عبد الله بن عمر الليثي :

عن التهذيب في باب نكاح المتعة في الحسن كالصحيح ما يظهر منه أنّه من العامّة المعاندين(٣) ، فلاحظ.

وهو غير مذكور في الكتابين.

١٧٦٤ ـ عبد الله بن غالب الأسدي :

الشاعر ،ق (٤) .

وزادجش : الفقيه ، أبو علي ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله وأبي الحسنعليهم‌السلام ، ثقة ثقة ، وأخوه إسحاق بن غالب ؛ له كتاب تكثر الرواة عنه ، منهم الحسن بن محبوب(٥) .

وكذاصه إلى قوله : ثقة ثقة ؛ قال له أبو عبد الله الصادقعليه‌السلام : إنّ ملكا يلقي الشعر عليك وإنّي لأعرف ذلك الملك(٦) .

وزاد قر علىق : الذي قال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ ملكا يلقي الشعر عليك(٧) وإنّي لأعرف ذلك الملك(٨) .

__________________

(١) إيضاح الاشتباه : ٢٤٢ / ٤٨٤.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٠٥.

(٣) التهذيب ٧ : ٢٥٠ / ١٠٨١ ، حيث اعترض على أبي جعفرعليه‌السلام تحليله للمتعة مستدلا بتحريم عمر لها. إلاّ أنّ الوارد فيها : عبد الله بن عمير الليثي.

(٤) رجال الشيخ : ٢٢٧ / ٨٣ ، ولم يرد فيه : الشاعر.

(٥) رجال النجاشي : ٢٢٢ / ٥٨٢.

(٦) الخلاصة : ١٠٤ / ١٤ ، وفيها بدل الفقيه : من أصحاب الباقرعليه‌السلام .

(٧) عليك ، لم ترد في نسخة « م ».

(٨) رجال الشيخ : ١٣١ / ٦٢.

٢١٤

وفيكش : قال نصر بن الصباح البلخي : عبد الله بن غالب الشاعر الذي قال. إلى آخر ما في قر(١) .

أقول : فيمشكا : ابن غالب الثقة ، عنه الحسن بن محبوب(٢) .

١٧٦٥ ـ عبد الله بن الفضل بن عبد الله ببّة :

بالموحّدة المفتوحة ثمّ المشدّدة ، ابن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب ، أبو محمّد النوفلي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثقة ،صه (٣) .

جش إلاّ الترجمة ؛ وزاد : له كتاب رواه عنه ابن أبي عمير(٤) . وفي هذه النسخة منجش : ابن عبد الله بن ببّة.

وعليها لبعض العلماء : ببّة لقب عبد الله بن الحارث ، والذي كتب فيه(٥) سهو ، وكأنّه كذا كان في نسخةد ، حيث نقله عنه ابن عبد الله بن ببّة ثمّ قال : كذا في النسخة ، والصواب أنّ عبد الله هو ببّة(٦) ، انتهى.

أقول : في نسختين منجش أيضا ابن ببّة ، وفي إحداهما في الحاشية ما نقله المصنّف(٧) من أنّ ببّة لقب عبد الله بن الحارث والذي كتب في المتن سهو.

ولعلّها(٨) من طس ، لأنّ في النقد نسب نسبة السهو إلىجش إليه ثمّ‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ٣٣٩ / ٦٢٦.

(٢) هداية المحدّثين : ١٠٤.

(٣) الخلاصة : ١١١ / ٤٨.

(٤) رجال النجاشي : ٢٢٣ / ٥٨٥.

(٥) أي : المذكور في متن رجال النجاشي.

(٦) رجال ابن داود : ١٢٢ / ٨٩٢.

(٧) في نسخة « ش » : الميرزا.

(٨) أي : الحاشية المنقولة عن بعض العلماء.

٢١٥

قال : ولعلّه الصواب(١) .

١٧٦٦ ـ عبد الله بن الفضل الهاشمي :

يمكن أن يكون ابن ببّة أو ابن إسحاق ، والأوّل أظهر. يروي عنه ابن أبي عمير(٢) ،تعق (٣) .

١٧٦٧ ـ عبد الله بن الفضيل :

واقفي ، ظم في نسخة(٤) ، وفي أصحّ منها : ابن القصير ، كما فيد (٥) .

وفيصه : عبد الله القصير من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ،

__________________

(١) نقد الرجال : ٢٠٤ / ٢٠٤.

(٢) الاختصاص : ٢١٦ ، وفيه رواية أبو أحمد الأزدي عنه ، والظاهر أنّه هو.

عن كتاب الاختصاص للمفيد رحمه‌الله : عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال : كنت عند الصادق جعفر بن محمّد عليه‌السلام إذ دخل المفضّل بن عمر ، فلمّا بصر به ضحك إليه ثم قال : إليّ يا مفضّل ، فوربّي إنّي لأحبّك وأحبّ من يحبّك ، يا مفضّل لو عرف أصحابي ما تعرف ما اختلف اثنان ، فقال له المفضّل : يا ابن رسول الله لقد حسبت أن أكون قد نزلت ـ في المصدر أنزلت ـ فوق منزلتي ، فقال عليه‌السلام : بل أنزلت المنزلة التي أنزلك الله بها ، فقال : يا ابن رسول الله فما منزلة جابر بن يزيد منكم؟ قال : منزلة سلمان من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : فما منزلة داود بن كثير الرقي منكم؟ قال : منزلة المقداد من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله . ثم أقبل عليّ فقال : يا عبد الله بن الفضل. إلى أن قال : ولو شئت لأريتك اسمك في صحيفتنا ، ثمّ دعا بصحيفة فنشرها فوجدتها بيضاء ليس فيها أثر الكتابة ، فقلت : يا ابن رسول الله ما أرى فيها أثر الكتابة ، قال : فمسح يده عليها فوجدتها مكتوبة ، ووجدت اسمي في أسفلها ، فسجدت لله شكرا ( منه قدّس سره ). الاختصاص : ٢١٦.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٠٨ ، وهذه الترجمة لم ترد في نسخة « ش ».

(٤) رجال الشيخ : ٣٥٧ / ٤٨ ، وفيه : عبد الله بن القصير. وفي بعض النسخ الفضيل بدل القصير.

(٥) رجال ابن داود : ٢٥٥ / ٢٨٦.

٢١٦

واقفي(١) .

١٧٦٨ ـ عبد الله بن القاسم :

من أهل الارتفاع ، قاله الكشّي ،صه (٢) .

وفيتعق : يأتي في المفضّل(٣) ، ومرّت الإشارة إلى ما فيه في إسحاق ابن محمّد البصري(٤) .

أقول : فيه ما مرّ غير مرّة من الخروج من الضعف إلى الجهالة.

هذا ، والظاهر أنّه الآتي بعيدة كما يأتي عن الميرزا أيضا ، واستظهره في الحاوي(٥) .

وفي النقد : يحتمل أن يكون هذا هو عبد الله بن القاسم الحارثي أو الحضرمي إن كانا رجلين(٦) .

١٧٦٩ ـ عبد الله بن القاسم الحارثي :

ضعيف ، غال ، كان صحب معاوية بن عمّار ثمّ خلط وفارقه ،جش (٧) .

__________________

(١) الخلاصة : ٢٣٦ / ١٠.

(٢) الخلاصة : ٢٣٧ / ٢٠.

(٣) أي : قول الكشّي المزبور ، رجال الكشّي : ٣٢٦ / ٥٩١ ، حيث عدّه مع إسحاق بن محمّد البصري وخالد الجوان من أهل الارتفاع.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٠٨ ، وذكر أيضا في ترجمة إسحاق بن محمّد البصري أنّ رمي القميين أحدا بالغلو ، أو أنّه من أهل الارتفاع ، غير قادح في نفس الشخص ، لما وجد من رواياتهم بخلاف ذلك ، أو روايتهم المراتب السامية بالنسبة لأهل البيت سلام الله عليهم التي لا تعد الآن غلوا.

(٥) حاوي الأقوال : ٢٩٠ / ١٧٠٨.

(٦) نقد الرجال : ٢٠٤ / ٢٠٨.

(٧) رجال النجاشي : ٢٢٦ / ٥٩٣.

٢١٧

وزادصه : وكان متروك الحديث معدولا عن ذكره(١) .

وفيست : عبد الله بن القاسم صاحب معاوية بن عمّار الدهني له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن عبد الله بن القاسم(٢) ، انتهى.

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله. إلى آخره(٣) .

وكأنّه الذي ذكرهصه عنكش (٤) ، والله العالم.

أقول : في غض على ما في النقد والمجمع : عبد الله بن القاسم البطل الحارثي ، بصري ، كذّاب غال ضعيف متروك الحديث معدول عن ذكره(٥) .

وهذا يعطي أنّ ابن القاسم الحارثي هو المعروف بالبطل ، وكلامجش يدلّ على أنّه(٦) الحضرمي ، ولعلّ هذا يومئ إلى الاتّحاد ، فتأمّل. إلاّ أنّ غض ذكر الحضرمي أيضا فقال : عبد الله بن القاسم الحضرمي ، كوفي ، ضعيف أيضا غال متهافت لا ارتفاع به(٧) ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن القاسم الحارثي ، عنه محمّد بن خالد البرقي(٨) .

١٧٧٠ ـ عبد الله بن القاسم الحضرمي :

المعروف بالبطل ، كذّاب ، غال ، يروي عن الغلاة ، لا خير فيه ولا‌

__________________

(١) الخلاصة : ٢٣٨ / ٢٨.

(٢) الفهرست : ١٠٦ / ٤٦١.

(٣) الفهرست : ١٠٥ / ٤٦٠.

(٤) الخلاصة : ٢٣٧ / ٢٠ ، نقلا عن رجال الكشّي : ٣٢٦ / ٥٩١.

(٥) نقد الرجال : ٢٠٤ / ٢٥٦ ، مجمع الرجال : ٤ / ٣٤.

(٦) أي : المعروف بالبطل.

(٧) أنظر نقد الرجال : ٢٠٤ / ٢٥٧ ومجمع الرجال : ٤ / ٣٥ نقلا عنه.

(٨) هداية المحدّثين : ٢٠٥.

٢١٨

يعتدّ بروايته ، له كتاب يرويه عنه جماعة ،جش (١) .

وفيصه : عبد الله بن القاسم الحضرمي من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، واقفي(٢) . وكذا ظم(٣) .

وزادصه : وهو يعرف بالبطل ، وكان كذّابا ، روى عن الغلاة ، لا خير فيه ولا يعتدّ بروايته ، وليس بشي‌ء ولا يرتفع به.

وفيست : ابن القاسم الحضرمي له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسن ، عنه(٤) .

وفيتعق على كلامصه : والعجب أنّه وصف حديثه في الخمس بالصحّة ، قاله الفاضل الخراساني(٥) . وذكرنا في خالد بن نجيح عدم صحّة نسبة الغلو ، مضافا إلى دلالة رواياته إليه(٦) ، وفي موسى بن سعدان والمفضّل ابن عمر ما ينبغي أن يلاحظ. ورواية جماعة كتابه تدلّ على الاعتماد(٧) .

أقول : إن سلم الرجل من الغلو لا يسلم من الرمي بالوقف كما في ظم ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن القاسم الحضرمي ، عنه عبد الله بن عبد الرحمن ، ومحمّد بن الحسين(٨) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٢٦ / ٥٩٤.

(٢) الخلاصة : ٢٣٦ / ٩.

(٣) رجال الشيخ : ٣٥٧ / ٥٠.

(٤) الفهرست : ١٠٦ / ٤٦٣.

(٥) ذخيرة المعاد : ٤٨٠ ، والحديث المشار إليه رواه الشيخ في التهذيب ٤ : ١٢٢ / ٣٤٨.

(٦) أي : إلى عدم الغلو.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٠٨.

(٨) هداية المحدّثين : ٢٠٥.

٢١٩

١٧٧١ ـ عبد الله بن القاسم :

صاحب معاوية بن عمّار ، هو الحارثي.

وفيتعق : في الأمالي عن أحمد بن عبد الله الغروي(١) ما يظهر منه أنّ عبد الله كان شيعيا(٢) (٣) .

أقول : مضى في ترجمته أنّه كان صاحب معاوية ثمّ خلط ، ولا ينافي ما في الأمالي ذلك أصلا ، فتدبّر.

١٧٧٢ ـ عبد الله القصير :

واقفي ، ظم(٤) .

وزادصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام (٥) . وفي نسخة من ظم : ابن القصير.

أقول : مضى ابن الفضيل ، فلاحظ.

١٧٧٣ ـ عبد الله بن القيس بن الماصر :

في الكافي في باب علّة غسل الجنابة ذمّه جدّا(٦) ،تعق (٧) .

١٧٧٤ ـ عبد الله الكناني :

هو ابن جبلّة ، نبّه عليه المقدّس التقيرحمه‌الله (٨) .

وهو غير مذكور في الكتابين.

__________________

(١) في نسخة من التعليقة : القروي. وفي نسخة أخرى منها وفي نسخة « م » : القردي.

(٢) الأمالي.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٠٨.

(٤) رجال الشيخ : ٣٥٧ / ٤٨ ، وفيه : ابن القصير.

(٥) الخلاصة : ٢٣٦ / ١٠.

(٦) الكافي ٣ : ١٦١ / ١.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٠٨.

(٨) روضة المتّقين : ١٤ / ٣٨٦.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433