منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

منتهى المقال في أحوال الرّجال13%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-98-1
الصفحات: 423

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 423 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 248770 / تحميل: 4996
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٨-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

وحكم بحسنه وقال : وقيل : ثقة(١) ، وجعل محمّدا الجعابي وذكر أنّه أستاذ المفيدرحمه‌الله وأنّه ممدوح(٢) .

( ولا ريب أنّ عمر هذا هو والد محمّد ، إلاّ أنّ المعروف بالجعابي وابن الجعابي كليهما هو محمّد كما يأتي )(٣) .

هذا ، وفي نسختين عندي منست كلمة ثقة موجودة.

وفيمشكا : ابن محمّد بن سليم الثقة في الجملة ، عنه الحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون ، والشيخ المفيد(٤) .

٢٢١٠ ـ عمر بن محمّد بن عبد الرحمن :

ابن أذينة. فيجش : شيخ من أصحابنا البصريّين ووجههم ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام بمكاتبة(٥) ، له كتاب الفرائض ، عنه به محمّد بن أبي عمير(٦) .

وكذا فيصه إلى قوله : كتاب الفرائض ، وزاد : وكان ثقة صحيحا. قالكش : قال حمدويه : سمعت أشياخي منهم العبيدي وغيره أنّ ابن أذينة كوفي ، وكان هرب من المهدي ومات باليمن ، فلذلك لم يرو عنه كثير. ويقال : اسمه محمّد بن عمر بن أذينة غلب عليه اسم أبيه(٧) .

__________________

(١) الوجيزة : ٢٧٠ / ١٣٣٢.

(٢) الوجيزة : ٣١١ / ١٧٤٦.

(٣) في نسخة « م » بدل ما بين القوسين : وليس بذاك البعيد ، وقوله سلّمه الله : فلا يلائم ، لم أعرف سببه أصلا.

(٤) هداية المحدّثين : ١٢٤.

(٥) في نسخة « ش » : بمكاتبته.

(٦) رجال النجاشي : ٢٨٣ / ٧٥٢.

(٧) الخلاصة : ١١٩ / ٢ ، وفيها : عمر بن محمّد بن أذينة ، وفي النسخة الخطيّة منها منها كما في

١٤١

وعنشه : جعل د عمر بن أذينة غير عمر بن محمّد بن أذينة(١) ، والحقّ أنّهما واحد كما ذكره المصنّف(٢) .

وسبق : عمر بن أذينة ، فراجع.

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن عبد الرحمن الممدوح الثقة ، عنه ابن أبي عمير(٣) .

٢٢١١ ـ عمر بن محمّد بن يزيد :

أبو الأسود ، بيّاع السابري ، مولى ثقيف ، كوفي ، ثقة ، جليل ، أحد من كان يفد في كلّ سنة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن٨ وأثنى عليه شفاها ،صه (٤) .

جش إلى قوله : وأبي الحسنعليه‌السلام ، وزاد : ذكر ذلك أصحاب كتب الرجال ، عنه محمّد بن عذافر ومحمّد بن عبد الحميد(٥) ، انتهى.

ويأتي بعنوان : ابن يزيد.

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن يزيد الثقة ، عنه محمّد بن عذافر ، ومحمّد بن عبد الحميد ، وجعفر بن بشير(٦) .

__________________

المتن.

(١) رجال ابن داود : ١٤٤ / ١١١١ وفيه : عمرو ، ١٤٦ / ١١٣١.

(٢) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٥٧.

(٣) هداية المحدّثين : ٢٢١ ، وفيها : عمرو.

(٤) الخلاصة : ١١٩ / ١ ، وفيها : واثنى عليه الصادقعليه‌السلام .

(٥) رجال النجاشي : ٢٨٣ / ٧٥١.

(٦) هداية المحدّثين : ٢٢١ ، وفيها : عمرو.

١٤٢

٢٢١٢ ـ عمر بن مرداس :

مرّ في زياد بن المنذر(١) ،تعق (٢) .

٢٢١٣ ـ عمر بن مزيد الجعفي :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (٣) . وفي نسخة بالواو.

٢٢١٤ ـ عمر بن معروف العبسي :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (٤) .

٢٢١٥ ـ عمر بن منهال :

له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن التلعكبري ، عن ابن همّام ، عن حميد ، عن ابن نهيك ، عن الطاطري ، عن عبيد الله بن الحسين ، عنه به ،ست (٥) .

ولنا عمرو بن منهال ثقة ذكرهجش بتقريب ابنه الحسن(٦) ، فلا تغفل.

أقول : في النقد جعل لهما ترجمة واحدة ونقل ما فيست بالواو(٧) ، وليس كذلك ، فإنّه فيه مذكور في باب عمر بلا واو على ما في نسختين عندي ونسخة الميرزا كما رأيت.

__________________

(١) عن الرسالة العدديّة : ٢٥ ، ٤٤ ـ ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ـ : ٩ ، وفيها أنّه من الأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام الّذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم ، وهم أصحاب الأصول المدوّنة والمصنّفات المشهورة.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥١.

(٣) رجال الشيخ : ٢٥١ / ٤٥٣.

(٤) رجال الشيخ : ٢٥٢ / ٤٦٦.

(٥) الفهرست : ١١٥ / ٥١٠ ، وفيه : عن عبيد الله بن الحسن.

(٦) رجال النجاشي : ٥٧ / ١٣٣ ، ترجمة الحسن بن عمرو بن منهال ، وذكره أيضا في ٢٨٩ / ٧٧٦ ولم يوثقه.

(٧) نقد الرجال : ٢٥٣ / ٩٢ ، إلاّ أنّ فيه عمر نقلا عن الفهرست.

١٤٣

وفيمشكا : ابن منهال ، عنه عبد الله بن الحسين(١) .

٢٢١٦ ـ عمر بن هارون البلخي :

أبو حفص ، أسند عنه ، قدم الكوفة ،ق (٢) .

٢٢١٧ ـ عمر بن يزيد :

بيّاع السابري ، كوفي ،ق (٣) .

وفيظم بدل كوفي : ثقة له كتاب(٤) .

وكذا فيست ، وزاد : أخبرنا أبو عبد الله ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد والحميري ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن محمّد بن عمر بن يزيد ، عن الحسين بن عمر بن يزيد ، عنه(٥) .

وفيكش : ما روي في عمر بن يزيد بيّاع السابري مولى ثقيف : حدّثني جعفر بن معروف ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن عذافر ، عن عمر بن يزيد قال : قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا بني(٦) ، أنت والله منّا أهل البيت ،قلت : جعلت فداك من آل محمّد؟! قال : إي والله من أنفسهم ،قلت : من أنفسهم؟! قال : إي والله من أنفسهم يا عمر ، أما تقرأ كتاب الله عزّ وجلّ :( إِنَّ أَوْلَى النّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) (٧) انتهى(٨) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٢٤ ، وفيها : عبيد الله بن الحسن ، عبيد الله بن الحسين ( خ ل ).

(٢) رجال الشيخ : ٢٥٣ / ٤٨٦.

(٣) رجال الشيخ : ٢٥١ / ٤٥٠.

(٤) رجال الشيخ : ٣٥٣ / ٧.

(٥) الفهرست : ١١٣ / ٥٠١.

(٦) في المصدر بدل يا بني : يا ابن يزيد.

(٧) آل عمران : ٦٨.

(٨) رجال الكشّي : ٣٣١ / ٦٠٥.

١٤٤

وفيق أيضا : عمر بن يزيد الثقفي مولاهم البزّاز الكوفي(١) .

والظاهر عندي الاتحاد وأنّه ابن محمّد بن يزيد أبو الأسود كما يظهر من كلام العلاّمة أيضا(٢) ، فتأمّل.

وفيتعق : هو ـ أي الاتحاد ـ في غاية الظهور(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن يزيد بيّاع السابري الثقة ، مولى ثقيف كما صرّح به في المنتقى(٤) ، عنه الحسين بن عمر بن يزيد ، ومحمّد بن عذافر ، وعلي الصيرفي ، ومحمّد بن يونس ، والحسين بن عطيّة(٥) ، والحسن بن السري ، وربعي ، وعمر بن أذينة ، ومحمّد بن خالد البرقي ، وحريز ، وهشام ابن الحكم ، ودرست بن أبي منصور ، وحمّاد بن عثمان الناب ، ومحمّد بن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى ، وجعفر بن بشير ، وأبان بن عثمان ، ومعاوية ابن عمّار ، والحسن بن محبوب ، ومعاوية بن وهب(٦) .

٢٢١٨ ـ عمر بن يزيد الصيقل :

الكوفي ،ق (٧) .

وفيجش : عمر بن يزيد بن ذبيان الصيقل أبو موسى ، مولى بني نهد(٨) ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتاب ، علي بن الحسن ، عن‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٢٥١ / ٤٥٧.

(٢) حيث ذكر العلاّمة في الخلاصة : ١١٩ / ١ عمر بن محمّد بن يزيد أبو الأسود بيّاع السابري مولى ثقيف كوفي ، ولم يذكر غيره.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥٢.

(٤) منتقى الجمان : ١ / ١٦٤.

(٥) في المصدر : والحسن بن عطيّة.

(٦) هداية المحدّثين : ٢٢١.

(٧) رجال الشيخ : ٢٥١ / ٤٥٨.

(٨) في نسخة « ش » : فهد.

١٤٥

محمّد بن زياد ، عنه به(١) .

وفيتعق : يظهر ممّا مرّ في أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد عنجش وصه اتّحاده مع بيّاع السابري(٢) ، وإن كان الظاهر منهما هنا(٣) ومن الشيخ التعدّد لذكرهما في عنوانين(٤) ، وأنّ الراوي عن الأول : محمّد بن عذافر وابن عبد الحميد(٥) ، وعن الثاني : محمّد بن زياد كما ذكروا(٦) والتوجيه سهل ، مع أنّ الظاهر أنّ محمّد بن زياد : ابن أبي عمير فيسهل الخطب(٧) .

أقول : في حاشية النقد منهرحمه‌الله أنّه ربما يتراءى ذلك من الترجمة المذكورة(٨) .

إلاّ أنّ الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله قال : الظاهر أنّ الصيقل صفة لأحمد لا لعمر فلا يتوهّم من ذلك اتّحاد عمر بن يزيد بيّاع السابري وعمر بن يزيد بن ذبيان الصيقل(٩) ، انتهى فتأمّل.

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٨٦ / ٧٦٣.

(٢) رجال النجاشي : ٨٣ / ٢٠٠ والخلاصة : ١٩ / ٤١ ، وفيهما : أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد الصيقل. إلى أن قالا : جدّه عمر بن يزيد بيّاع السابري.

(٣) ظاهر النجاشي في رجاله : ٢٨٣ / ٧٥١ و ٢٨٦ / ٧٦٣ ذلك حيث ذكر كلا على حدة ، إلاّ أنّ العلاّمة في الخلاصة : ١٩ / ١ لم يذكر إلاّ عمر بن محمّد بن يزيد أبو الأسود بيّاع السابري مولى ثقيف.

(٤) حيث إنّ الشيخ في رجاله : ٢٥١ / ٤٥٠ إضافة إلى ما ذكر هنا ذكر أيضا : عمر بن يزيد بيّاع السابري كوفي.

(٥) في نسخة « ش » : وابن أبي عبد الحميد.

(٦) كما في طريقي النجاشي المتقدّمين.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥٢.

(٨) أي ترجمة أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد. نقد الرجال : ٢٥٦.

(٩) ذكر ذلك في حاشية منهج المقال ـ النسخة الخطية ـ : ٣٣٤.

١٤٦

وفيمشكا : ابن يزيد بن ذبيان ، عنه محمّد بن زياد(١) .

٢٢١٩ ـ عمر اليماني :

وقيل : الرمّاني ، يكنّى أبا حفص ،ست (٢) . وسبق أبو حفص الرمّاني.

أقول : فيمشكا : اليماني أو الرماني ، عنه عبيس(٣) .

٢٢٢٠ ـ عمران بن الحصين :

ي(٤) . وزادصه : روى الكشّي عن الفضل بن شاذان أنّه من الّذين رجعوا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام (٥) .

وما فيكش سبق في خزيمة(٦) .

أقول : عن جامع الأصول : كان من فضلاء الصحابة وفقهائهم ، سئل عن متعة النساء فقال : أتانا بها كتاب الله وأمرنا بها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ قال فيها رجل برأيه ما شاء(٧) .

وعن الذهبي : عمران بن الحصين أبو نجيد ، أسلم مع أبي هريرة ، وكانت الملائكة تسلم عليه ، مات سنة اثنتين(٨) وخمسين(٩) .

٢٢٢١ ـ عمران بن عبد الله القمّي :

روىكش عن محمّد بن مسعود ، عن الحسين بن عبيد الله ، عن‌

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٢٢١.

(٢) الفهرست : ١١٦ / ٥١٥.

(٣) هداية المحدّثين : ١٢٣.

(٤) رجال الشيخ : ٢٤ / ٣٤ ، في أصحاب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

(٥) الخلاصة : ١٢٤ / ٢.

(٦) رجال الكشّي : ٣٨ / ٧٨.

(٧) جامع الأصول : ١٤ / ٥٦٣ ، ولم يرد فيه وسئل عن متعة. إلى آخره.

(٨) في نسخة « ش » : اثنين.

(٩) الكاشف ٢ : ٢٩٩ / ٤٣٢٩.

١٤٧

عبد الله بن علي ، عن أحمد بن حمزة بن عمران القمّي ، عن حمّاد الناب ، أنّ الصادقعليه‌السلام برّه(١) وبشّه وقال : هذا من أهل المختار.

وروى أيضا عن محمّد بن مسعود وعلي بن محمّد ، عن الحسين بن عبيد الله ، عن عبد الله بن علي ، عن أحمد بن حمزة ، عن المرزبان بن عمران ، عن أبان بن عمارة أنّ الصادقعليه‌السلام قال عنه : هذا نجيب من نجباء قوم(٢) ـ يعني : أهل قم ـ ثمّ قالكش : قال حسين : عرضت هذين الحديثين(٣) على أحمد بن حمزة ، فقال : لا أعرفهما ولا أحفظ من رواهما.

قالجش : عبد الله بن علي بن عمران القريشي أبو الحسن المخزومي الذي يعرف بالميمون ، فاسد المذهب والرواية. ويمكن أن يكون هو الراوي لهذين الحديثين.

وبالجملة : فالتوقف لازم ولا يثبت عندي بهذين الحديثين تعديل المشار إليه مع ما ذكرت ، بل هما من المرجّحات ،صه (٤) .

وعنشه : لا وجه لكونهما من المرجّحات مع ضعف السند وجهالته وإنكار المروي عنه لهما ، فينبغي التوقّف(٥) ، انتهى.

والذي فيكش بالسند الأوّل الذي نقلهصه ، قال : كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ونحن جماعة ، إذ دخل عليه عمران بن عبد الله القمّي فسأله وبرّه وبشه ، فلمّا أن قام قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : من هذا الّذي بررته هذا البرّ؟ فقال : هذا من أهل البيت النجباء ـ يعني أهل قم ـ ما أرادهم‌

__________________

(١) في نسخة « ش » : سرّه.

(٢) في المصدر : قوم نجباء.

(٣) في نسخة « م » : الخبرين.

(٤) الخلاصة : ١٢٤ / ٣.

(٥) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٥٩.

١٤٨

جبّار من الجبابرة إلاّ قصمه الله(١) .

وفيه بالسند الآخر نحوه إلاّ أنّ فيه : أبان بن عثمان ، وفي آخره : قال حسين : عرضت هذين الحديثين على أحمد بن حمزة ، فقال : أعرفهما ولا أحفظ من رواهما لي(٢) .

وفيه أيضا : حمدويه بن نصير ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن يونس بن يعقوب(٣) قال : دخل عيسى بن عبد الله القمّي على أبي عبد اللهعليه‌السلام فأوصاه بأشياء ثمّ ودّعه وخرج عنه ، فقال لخادمه : ادعه ، فانصرف إليه ، فخرج إليه فأوصاه بأشياء ثمّ قال له : يا عيسى بن عبد الله ، إنّ الله عزّ وجلّ يقول :( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ ) (٤) وإنّك منّا أهل البيت ، فإذا كانت الشمس من ها هنا من العصر فصلّست ركعات ، ثمّ ودّعه وقبّل ما بين عيني عيسى(٥) .

وفيتعق في النقد : أعرفهما ، بدون لا(٦) ، كما ذكره المصنّف ، ولعلّه الصواب بقرينة قوله : ولا أحفظ.

وقولشه : فالتوقّف ، لا يلزم هذا من جهة عبد الله لأنّه ليس الّذي ضعّفهجش ، بل ذاك علي بن عبد الله بن عمران القرشي على ما مرّ(٧) .

__________________

(١) رجال الكشّي : ٣٣٣ / ٦٠٨ ، إلاّ انّ السند فيه : محمّد بن مسعود وعلي بن محمّد قالا : حدّثنا الحسين بن عبد الله عن عبد الله بن علي عن أحمد بن حمزة عن عمران القمّي.

(٢) رجال الكشّي : ٣٣٣ / ٦٠٩.

(٣) في المصدر زيادة : قال وحدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد ( عبيد الله خ ل ) عن يونس بن يعقوب.

(٤) طه : ١٣٢.

(٥) رجال الكشّي : ٣٣٣ / ٦١٠ ، إلاّ أنّ المفروض نقل هذا الحديث في ترجمة عيسى بن عبد الله القمّي ، فإنّه المعني بالكلام ، ولا علاقة لعمران فيه.

(٦) نقد الرجال : ٢٥٧ / ١٥.

(٧) راجع رجال النجاشي : ٢٦٨ / ٦٩٨.

١٤٩

وقوله : مع ضعف. إلى آخره ، ما ذكره لا ينافي حصول الظّن وهو المعتبر في المرجّح(١) .

أقول : في طس ـ سيّما في المقام ـ أغلاط وقعت من قلم الناسخ ، والعلاّمة ـ أجزل الله إكرامه ـ في الأغلب ينقل عبارةكش منه ، فوقعت تلك الأغلاط بأجمعها في صه.

منها : أنّ في طس : من أهل المختار(٢) ، وتبعهصه ، والذي فيكش كما ذكره الميرزا والنقد وغيرهما ورأيته في الاختيار : من أهل البيت النجباء.

ومنها : أنّ في طس : أبان بن عمارة ، وتبعهصه ، والموجود كما ذكراه ورأيته : ابن عثمان.

ومنها : أنّ في طس : لا أعرفهما ، وتبعهصه ، والذي فيكش : أعرفهما ، كما في الاختيار ونقله الميرزا والنقد.

ومنها : أن في طس : قالجش : عبد الله بن علي بن عمران. إلى آخره(٣) ، وتبعهصه ، والذي فيجش : علي بن عبد الله. إلى آخره ، كما رأيت ، فتدبّر.

٢٢٢٢ ـ عمران بن علي بن أبي شعبة :

الحلبي ،ق (٤) .

وزادصه : ثقة لا يطعن عليه ، وكنيته أبو الفضل(٥) .

وتقدّم توثيقه عنجش في أخيه عبد الله(٦) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥٢.

(٢) في التحرير : هذا من أهل بيت المختار.

(٣) التحرير الطاووسي : ٤٢٩ / ٣٠٧ و ٣٠٨.

(٤) رجال الشيخ : ٢٥٦ / ٥٣٢ ، وفيه زيادة : الكوفي.

(٥) الخلاصة : ١٢٥ / ٧.

(٦) رجال النجاشي : ٢٣٠ / ٦١٢.

١٥٠

أقول : فيمشكا : ابن علي الحلبي الثقة ، عنه حمّاد بن عثمان ، ويحيى الحلبي ، وحمّاد بن عيسى ، وثعلبة بن ميمون(١) .

٢٢٢٣ ـ عمران بن محمّد بن عمران :

ابن عبد الله بن سعد الأشعري ، أحمد بن محمّد بن خالد عنه ،جش (٢) .

صه إلى قوله : الأشعري ، إلاّ ابن سعد ، وزاد : من أصحاب الرضاعليه‌السلام ثقة(٣) . وكذا فيضا (٤) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه به(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن عمران الثقة ، عنه أحمد بن محمّد ابن خالد(٦) .

٢٢٢٤ ـ عمران بن مسكان :

أبو محمّد ، كوفي ثقة ،صه (٧) .

وزادجش : حميد عنه بكتابه(٨) .

وفيست : له نوادر رويناها بالإسناد عن حميد بن زياد ، عنه(٩) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٢٥.

(٢) رجال النجاشي : ٢٩٢ / ٧٨٩ ، وفيه : عنه بكتابه.

(٣) الخلاصة : ١٢٤ / ١.

(٤) رجال الشيخ : ٣٨١ / ٢١.

(٥) الفهرست : ١١٩ / ٥٣٦.

(٦) هداية المحدّثين : ١٢٥.

(٧) الخلاصة : ١٢٥ / ٤.

(٨) رجال النجاشي : ٢٩١ / ٧٨٣.

(٩) الفهرست : ١١٩ / ٥٣٨.

١٥١

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد(١) .

أقول : فيمشكا : ابن مسكان الثقة ، عنه حميد بن زياد(٢) .

٢٢٢٥ ـ عمران بن موسى الزيتوني :

قمّي ثقة ،صه (٣) .

وزادجش : له كتاب نوادر كبير ، أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عنه به(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن موسى الثقة ، أحمد بن محمّد عن أبيه عنه(٥) ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى عنه(٦) .

٢٢٢٦ ـ عمران بن ميثم بن يحيى :

الأسدي ، مولى ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي جعفر٨ ،صه (٧) .

وزادجش : إسماعيل بن أبي خالد محمّد بن مهاجر بن عبيد ، عن أبيه ، عنه(٨) .

أقول : فيمشكا : ابن ميثم ، محمّد بن مهاجر بن عبيد عن أبيه ، عنه(٩) .

__________________

(١) الفهرست : ١١٩ / ٥٣٧.

(٢) هداية المحدّثين : ١٢٥.

(٣) الخلاصة : ١٢٥ / ٥.

(٤) رجال النجاشي : ٢٩١ / ٧٨٤.

(٥) عنه ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) هداية المحدّثين : ١٢٤.

(٧) الخلاصة : ١٢٥ / ٦ ، وفيها : عمران بن ميثم أبو يحيى ، وفي النسخة الخطيّة منها كما في المتن.

(٨) رجال النجاشي : ٢٩٢ / ٧٨٥.

(٩) هداية المحدّثين : ١٢٥ ، ولا يخفى الاختلاف في الراوي عنه مع المذكور في النجاشي.

١٥٢

٢٢٢٧ ـ العمركي بن علي بن محمّد :

البوفكي ، وبوفك قرية من قرى نيسابور ، شيخ من أصحابنا ثقة ،صه (١) .

وزادجش : روى عنه شيوخ أصحابنا منهم : عبد الله بن جعفر الحميري ، له كتاب الملاحم محمّد بن أحمد بن إسماعيل العلوي ، عنه به(٢) .

وفيد : كان سيدنا جمال الدين قدّس الله روحه يقول في رواية صحيحة أنّ اسمه علي بن البوفكي(٣) .

٢٢٢٨ ـ عنبسة بن بجاد :

قال الكشّي عن حمدويه : سمعت أشياخي يقولون : عنبسة بن بجاد كان خيّرا فاضلا.

وقالجش : عنبسة بن بجاد العابد ، مولى بني أسد ، كان قاضيا ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (٤) .

وزادجش على ما نقله : له كتاب ، عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عنه به(٥) .

وفي قر : عنبسة بن بجاد(٦) .

وزادست : الكاتب ، له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن محمّد ابن الحسن ، عن سعد بن عبد الله والحميري ، عن محمّد بن الحسين‌

__________________

(١) الخلاصة : ١٣١ / ٢١ ، وفيها وفي النجاشي : العمركي بن علي أبو محمّد.

(٢) رجال النجاشي : ٣٠٣ / ٨٢٨.

(٣) رجال ابن داود : ١٤٧ / ١١٥٢ ، وفيه زيادة : له كتب.

(٤) الخلاصة : ١٢٩ / ٣.

(٥) رجال النجاشي : ٣٠٢ / ٨٢٢.

(٦) رجال الشيخ : ١٣٠ / ٥٣.

١٥٣

ويعقوب بن يزيد ، عن صفوان ، عنه(١) .

وفيكش : عنبسة بن بجاد العابد : حمدويه قال : سمعت. إلى آخره(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن بجاد الثقة ، عنه عبد الرحمن بن هاشم ، وصفوان(٣) .

٢٢٢٩ ـ عنبسة بن مصعب :

قر (٤) . وزادق : العجلي الكوفي(٥) .

وفيصه : قال الكشّي : قال حمدويه : عنبسة بن مصعب ناووسي واقفي على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وإنّما سمّيت الناووسيّة برئيس لهم يقال له : فلان بن فلان الناووس(٦) ، انتهى.

وفي كتابه زاد عليه : علي بن الحكم ، عن منصور بن يونس ، عن عنبسة بن مصعب ، قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : أشكو إلى الله وحدتي وثقلي(٧) من أهل المدينة حتّى تقدموا وأراكم وأسرّ بكم ، فليت هذا الطاغية أذن لي فاتّخذت قصرا فسكنته وأسكنتكم معي ، وأضمن له أن لا يجي‌ء من ناحيتنا مكروه أبدا(٨) .

__________________

(١) الفهرست : ١٢٠ / ٥٤٣ ، ولم يرد فيه : الكاتب.

(٢) رجال الكشّي : ٣٧٢ / ٦٩٧.

(٣) هداية المحدّثين : ١٢٥ ، وفيها : عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عبد الرحمن بن هاشم ( خ ل ).

(٤) رجال الشيخ : ١٣٠ / ٥٤.

(٥) رجال الشيخ : ٢٦١ / ٦٣٣ ، ولم يرد فيه : الكوفي ، وفي مجمع الرجال : ٤ / ٢٩٥ نقلا عنه كما في المتن.

(٦) الخلاصة : ٢٤٤ / ١٢.

(٧) في المصدر : وتقلقلي.

(٨) رجال الكشّي : ٣٦٥ / ٦٧٦ و ٦٧٧.

١٥٤

وفيتعق : روى الكليني والشيخ في الصحيح عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن أحدهما٨ : لا يجبر الرجل إلاّ(١) على نفقة الوالدين والولد.

قلت لجميل : فالمرأة؟ قال : قد روى أصحابنا وهو عنبسة بن مصعب وسورة بن كليب. إلى آخره(٢) .

ويروي(٣) عنه ابن مسكان(٤) . وفي الصحيح عن(٥) صفوان ، عنه(٦) ، وربّما روى عنه بواسطته(٧) ، وبواسطة منصور بن حازم(٨) .

وقال الشيخ محمّد : في باب الأذان من التهذيب رواية منصور بن يونس ، عن عنبسة بن بجاد العابد(٩) ، يريد احتمال الاتحاد بملاحظة ما ذكرهكش عن منصور بن يونس ، عن عنبسة بن مصعب ، ثمّ قال : لكنكش يشكل الاعتماد عليه في الطرق ، مع احتمال رواية منصور عن الرجلين ، انتهى.

وفي الروضة : عنه عن الصادقعليه‌السلام : إذا استقرّ أهل النار في‌

__________________

(١) إلاّ ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٢) الكافي ٥ : ٥١٢ / ٨ ، وفيه : عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج قال : لا يجبر. ، وفيه أيضا : قال قد روى عنبسة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إذا كساها. ، التهذيب ٦ : ٢٩٤ / ٨١٦.

(٣) في نسخة « م » : وروى.

(٤) الكافي ٣ : ٣٣٨ / ٩ والتهذيب ١ : ٢٥٢ / ٧٢٩.

(٥) عن ، لم ترد في نسخة « م ».

(٦) التهذيب ٢ : ٣٥٣ / ١٤٦٣.

(٧) أي صفوان بواسطة ابن مسكان ، الكافي ٤ : ٤٦٩ / ٢.

(٨) الكافي ٣ : ٦٥ / ٩ والتهذيب ١ : ١٤٩ / ٤٢٦.

(٩) المذكور في باب المواقيت من التهذيب ٢ : ٢٧٥ / ١٠٩٣ رواية منصور بن يونس عن عنبسة العابد.

١٥٥

النار يفقدونكم فلا يرون منكم أحدا ، فيقول بعضهم لبعض :( ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ ) (١) (٢) .

ولعلّ نسبته إلى الناووسيّة لما رواه عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال : من جاء يخبركم أنّه(٣) غسّلني وكفّنني ودفنني فلا تصدّقوه(٤) . فإنّ الناووسيّة استندت إلى هذه الرواية ، وهي قابلة للتوجيه بأن يكون(٥) هذا الكلام منه في زمان خاص بالنسبة إليهعليه‌السلام ومن جهة خاصّة ، أو يكون المراد أنّ شيئا من ذلك لا يتّفق لأحد ، لأنّ الإمامعليه‌السلام لا يغسّله إلاّ إمام ، وكذا الكلام فيما يشبهها من الروايات(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن مصعب ، عنه منصور بن يونس ، ومنصور بن حازم ، وعبد الله بن بكير كما في الفقيه(٧) (٨) .

٢٢٣٠ ـ العوام بن عبد الرحمن الجرمي :

كوفي ، أسند عنه ،ق (٩) .

٢٢٣١ ـ عوف بن الحارث :

بدري ، ي(١٠) ، د(١١) .

__________________

(١) ص : ٦٢.

(٢) الكافي ٨ : ١٤١ / ١٠٤. ومن قوله : في الروضة. إلى هنا لم يرد في التعليقة.

(٣) في المصدر : إن جاءكم من يخبركم عنّي بأنّه.

(٤) الفصول المختارة من العيون والمحاسن : ٣٠٥.

(٥) في نسخة « م » : كون.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥٣.

(٧) الفقيه ٤ : ٣٢ / ٩٤.

(٨) هداية المحدّثين : ١٢٥.

(٩) رجال الشيخ : ٢٦٤ / ٦٧٦.

(١٠) رجال الشيخ : ٤٩ / ٣٤ ، وفيه : عمرو بن عوف بن الحارث بدري.

(١١) رجال ابن داود : ١٤٧ / ١١٥٦.

١٥٦

وزادصه : من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام (١) .

٢٢٣٢ ـ عون بن سالم :

كوفي ، ثقة ، قليل الحديث ،صه (٢) .

وزادجش : حميد عن إبراهيم عنه(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن سالم الثقة ، عنه إبراهيم(٤) .

٢٢٣٣ ـ عون بن عبد الله بن جعفر :

ابن أبي طالب ، قتل معه ، سين(٥) .

وزادصه قبل قتل : من أصحاب الحسينعليه‌السلام ، وبعد معه : بالطف(٦) .

٢٢٣٤ ـ عيسى أبو بكر بن عبد الله :

ابن سعد الأشعري القمّي ، وأخواه موسى وشعيب ، روى عنهما ،ق (٧) .

وفيتعق : يأتي في ابن عبد الله تفصيل حاله في الجملة(٨) .

٢٢٣٥ ـ عيسى بن أبي منصور :

شلقان ـ بالشين المعجمة والقاف والنون ـ واسم أبي منصور صبيح ،

__________________

(١) الخلاصة : ١٣١ / ١٦.

(٢) الخلاصة : ١٢٨ / ٢.

(٣) رجال النجاشي : ٣٠١ / ٨١٩.

(٤) هداية المحدّثين : ١٢٦.

(٥) رجال الشيخ : ٧٦ / ٨.

(٦) الخلاصة : ١٢٨ / ١.

(٧) رجال الشيخ : ٢٦٦ / ٧١٢ ، وفيه : عيسى بن بكر بن عبد الله بن سعد الأشعري القمّي وأخواه موسى وشعيب رووا عنهما٨ . وفي نسخة بدل : روى عنهما٨ .

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥٣.

١٥٧

وقال ابن بابويه : كنية عيسى أبو صالح.

روىكش عن محمّد بن عيسى قال : كتب إليّ أبو محمّد الفضل بن شاذان يذكر عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن سعيد بن يسار ، عن عبد الله بن أبي يعفور أنّ الصادقعليه‌السلام قال في عيسى : من أحبّ أن يرى رجلا من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا. وعن الصادقعليه‌السلام أنّه خيار في الدنيا وخيار في الآخرة.

وروى أبو جعفر بن بابويه في ثبت أسماء رجاله عن محمّد بن الحسن ابن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن عبد الله بن سنان ، عن ابن أبي يعفور قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ أقبل عيسى بن أبي منصور فقال : إذا أردت أن تنظر خيارا(١) في الدنيا وخيارا في الآخرة فلتنظر إليه. وهذا طريق حسن.

قال أبو عمرو الكشّي : سألت حمدويه بن نصير عن عيسى ، قال : خيّر فاضل هو المعروف بشلقان وهو ابن أبي منصور واسم أبي منصور : صبيح.

وقالجش : عيسى بن صبيح العرزمي صليب ثقة روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (٢) .

وعنشه : قالد : اعلم أنّ هذا غير عيسى بن صبيح العرزمي ، وإن كان أبو منصور اسمه(٣) صبيح لكنّه غير شلقان ، ومن أصحابنا من توهّمه‌

__________________

(١) في المصدر : إلى خيار. وخيار.

(٢) الخلاصة : ١٢٢ / ٢.

(٣) اسمه ، لم ترد في نسخة « ش ».

١٥٨

إيّاه ، والشيخرحمه‌الله قد بيّن اختلافهما في آخر المبحث ، انتهى(١) .

وفيست : عيسى بن صبيح له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عنه(٢) .

وفي قر : عيسى بن أبي منصور القرشي(٣) .

وفيق بدل القرشي : الكوفي(٤) . ثمّ فيهم : عيسى بن شلقان(٥) . ثمّ فيهم : عيسى بن صبيح العرزمي(٦) .

وفيكش : ما روي في عيسى بن أبي منصور شلقان : محمّد بن نصير قال : حدّثنا محمّد بن عيسى ، عن إبراهيم بن علي قال : كان أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا رأى عيسى بن أبي منصور قال : من أحبّ أن يرى رجلا من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا(٧) .

كتب إليّ أبو محمّد. إلى أن قال : عن عبد الله بن أبي يعفور قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ أقبل عيسى بن أبي منصور ، فقال : إذا أردت أن تنظر إلى خيار في الدنيا وخيار في الآخرة فانظر إليه. قال أبو عمرو. إلى آخر ما نقلهصه (٨) .

وما ذكرهصه من أنّ المكتوب إليه : ابن عيسى ، خلاف الظاهر ، بل‌

__________________

(١) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٥٨ ، رجال ابن داود : ١٤٨ / ١١٦٢.

(٢) الفهرست : ١١٧ / ٥٢٢.

(٣) رجال الشيخ : ١٢٩ / ٢٧.

(٤) رجال الشيخ : ٢٥٧ / ٥٥٨.

(٥) رجال الشيخ : ٢٥٧ / ٥٦١.

(٦) رجال الشيخ : ٢٥٨ / ٥٦٦.

(٧) رجال الكشّي : ٣٢٩ / ٥٩٩.

(٨) رجال الكشّي : ٣٣٠ / ٦٠٠.

١٥٩

الظاهر أنّه ابن نصير كما نبّه عليه طس(١) .

وفيتعق : نقلشه كلام د وعدم اعتراضه عليه يشهد بقبوله ، ولا يخفى ظهور الاتّحاد وفاقا للنقد والوجيزة والبلغة(٢) بعدكش وصه ، وذكر الشيخ إيّاه متعدّدا لا يقتضي التعدّد ، على أنّه لو اقتضاه لكان أكثر من اثنين.

وفي الكافي في باب الهجرة : عن مرازم بن الحكيم قال : كان عند أبي عبد اللهعليه‌السلام رجل من أصحابنا يلقّب شلقان ، وكان قد صيّره في نفقته وكان سيّ‌ء الخلق فهجره ، فقال يوما : يا مرازم تكلّم عيسى؟ فقلت : نعم ، قال : أصبت لا خير في المهاجرة(٣) .

قوله : صيّره في نفقته ، أي : من جملة عياله ، كما يظهر من بعض الأخبار أنّه كان فقيرا ، ويمكن أن يريد أنّه جعله قيّما عليها متصرّفا فيها.

وقوله : فهجره ، يعني : عيسى أبا عبد اللهعليه‌السلام ، وخرج من عنده بسبب سوء خلقه(٤) .

أقول : قد ظهر من كلام حمدويه وممّا ذكر عن الكافي أنّ شلقان لقب لعيسى لا لأبيه كما ربما يتوهّم ، وكذا يظهر منكش في ترجمة محمّد بن مقلاص(٥) ، وهو أيضا صريح بعض الأخبار(٦) وجملة من علمائنا الأخيار(٧) ، فراجع.

__________________

(١) التحرير الطاووسي : ٤٢٦ / ٣٠٤.

(٢) نقد الرجال : ٢٦٠ / ٣ ، الوجيزة : ٢٧٤ / ١٣٧٣ ، بلغة المحدّثين : ٣٩١ / ٤٠.

(٣) الكافي ٢ : ٢٥٨ / ٤.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥٣.

(٥) رجال الكشّي : ٢٩٦ / ٥٢٣ ، وفيه : عن ابن مسكان عن عيسى شلقان.

(٦) الكافي ١ : ٣٨٠ / ٧ ، ٢ : ٣٠٦ / ٣.

(٧) شرح أصول الكافي للمولى المازندراني : ٧ / ٢٠٥ ، الوافي للمحدّث الفيض الكاشاني ٥ : ٩٢٠ / ٣٢٨٠.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

.........................................

____________________________________

عليه الأحاديث الشريفة(١) .

٢ ـ العمل بما يلازم الانتظار من إصلاح النفس ، والتمسّك بتكاليف الدين والدعاء للفرج ، والإستعداد لنصرة الإمام عليه السلام كما يستفاد من الأحاديث المباركة(٢) .

٣ ـ العلم بأنّ نفس هذا الانتظار والحالة الانتظارية في الإنسان المؤمن مطلوب مرغوب ، مُثاب عليه شرعاً كما يستفاد من الأحاديث المرويّة(٣) .

وحبّذوا لو كان الدعاء لتعجيل فرجه ـ مقروناً بأن يجعلنا من أعوانه وأنصاره ـ بالأدعية المأثورة الواردة عنهم صلوات الله عليهم ، مثل دعاء يونس ابن عبد الرحمن عن الإمام الرضا عليه السلام الذي رواه شيخ الطائفة في المصباح(٤) .

وهكذا صلاة ودعاء الفرج لتعجيل فرجه الشريف(٥) .

ويستحسن في المقام دراسة كتاب مكيال المكارم لإستقصاء معرفة فوائد الدعاء للإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف والأدعية الواردة له عليه السلام.

__________________

(١) الكافي : ج ١ ص ٣٣٦ ح ١ ، وص ٣٦٨ ح ٢ ـ ٧.

(٢) الكافي : ج ١ ص ٣٣٥ ح ١ ـ ٥.

(٣) إكمال الدين : ص ٦٤٤ ب ٥٥ الأحاديث.

(٤) مصباح المتهجّد : ص ٤٠٩.

(٥) منتخب الأثر : ص ٥٠١.

٢٤١

الْمَعْصُومُونَ (١)

____________________________________

(١) ـ من العصمة التي هي في اللغة بمعنى الوقاية والمنع والدفع والحفظ والحماية ، وعرّفت بأنّها هي : «الروحية القدسيّة المانعة عن مخالفة التكاليف اللزومية شرعية وعقليّة مع القدرة عليها».

وفُسّر المعصوم في بيان أهل العصمة بأنّه هو : «الممتنع بالله عن جميع محارم الله» كما في حديث الإمام الصادق عليه السلام(١) .

وأهل البيت عليهم السلام معصومون من الذنوب الكبائر والصغائر ، ومحفوظون من السهو والخطأ والنسيان ، ومبرّؤون من العيوب والأدناس والأرجاس في مدّة عمرهم الشريف من زمن الطفولية إلى نهاية الحياة الدنيوية.

وهذا البحث من أهمّ مباحث الإمامة والخلافة ، بل من أهمّ مباحث النبوّة ، إذ العصمة من أهمّ مميّزات النبي وخليفته ، وممّا يلزم وجوده فيهما حتّى يكون كفيلاً بعدم الخطأ ، وضميناً لسعادة الاُمّة إلى الأبد.

وقد ذكرنا هذا البحث مفصّلاً في اُصول العقائد ، وبرهَنّا على لزوم عصمة الإمام كبروياً ، ثمّ وجود العصمة في أئمّة الهدى صغروياً.

وبيّنا الأدلة الأربعة على عصمة أهل البيت المعصومين الإثنى عشر سلام الله عليهم أجمعين ولا نكرّر فراجع(٢) .

__________________

(١) معاني الأخبار : ص ١٣٢ ح ٢.

(٢) العقائد الحقّة الطبعة الاُولى : ص ٣١٧.

٢٤٢

الْمُكَرَّمُونَ (١)

____________________________________

(١) ـ جمع المكرّم ، مأخوذ من الكَرَم ، والكرم ضدّ اللؤم.

وفُسّر الكرم بالنفع الكثير ، والكريم صفة لكلّ ما يُرضى ويُحمد من الاُمور فيقال : القرآن الكريم ، والإنسان الكريم ، والوجه الكريم ، والجوهر الكريم ، بمعنى المحمود المرضي.

والمكرّمون هم أهل البيت عليهم السلام الذين كرّمهم الله تعالى ذاتاً وصفاتاً ، وأقوالاً وأفعالاً وأحوالاً ، فكانوا عليهم السلام مرضيين محمودين من جميع هذه الجهات.

وقد تكرّم الله تعالى عليهم بنورانية المبدأ والعصمة والطهارة ، والعلم والمعرفة والولاية والإمامة ، وجميع الكرامات والاُمور المحمودة المرضيّة ، مادّية ومعنوية ، دنيويّة واُخروية ، بحيث آتاهم الله ما لم يؤت أحداً من العالمين ، وجعلهم أفضل الخلق أجمعين.

ولقد كرّم الله بني آدم ، وأكرم من بينهم محمّداً وآله الطاهرين بأسمى آيات الكرامة ، وفضّلهم حتّى على أنبيائه المرسلين وملائكته المقرّبين ، حيث كانوا لذلك من اللائقين.

وقد تقدّم دليل كرامتهم في حديث تفسير قوله تعالى :( عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ) بأهل البيت عليهم السلام وأنّه أومأ الإمام الباقر عليه السلام بيده إلى صدره عند تلاوة هذه الآية الشريفة(١) .

ولقد عمّت كراماتهم الدنيا والآخرة ، وكانت من العيان المستغنى عن البيان ، وجدانية للأولياء والأعداء.

وتلاحظ نبذة منها في أحاديث معاجزهم في الدنيا ودرجاتهم في الاُخرى(٢) .

بل كُرّمت أرواحهم في الخِلقة الاُولى ، كما سيأتي بيانه في فقرة «خلقكم الله أنواراً فجعلكم بعرشه محدقين».

__________________

(١) تفسير البرهان : ج ٢ ص ٦٨٦ ، كنز الدقائق : ج ٨ ص ٤٠٤.

(٢) لاحظ بحار الأنوار : ج ٢٤ ص ٢٥٩ ح ١٠ ، وص ٢٧٢ ح ٥٤ ، وج ٢٧ ص ١٠٧ ح ٨٠.

٢٤٣

الْمُقَرَّبُونَ (١)

____________________________________

(١) ـ المقرّبون من القرب بمعنى الدنوّ ، مقابل البُعد.

وجاء القرب هنا بمعنى قُرب المكانة والقدر والمنزلة.

وأهل البيت عليهم السلام مقرّبون عند الله تعالى قُرباً معنوياً في منزلتهم ومكانتهم وقدرهم ، فإنّ لهم ولجدّهم المحلّ الأعلى ، والدرجة الزلفى ، والمرتبة الأرقى عند الله تعالى ، بحيث لا يدانيهم ملك مقرّب ، ولا نبي مرسل ، ولا مؤمن ممتحن.

فكانوا أقرب إلى الله من كلّ من كان له قرب وجاه وشأن عند الله تعالى.

وفي حديث طارق بن شهاب المتقدّم عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال : «إنّ الإمام جسد سماوي ، وأمرٌ إلهي ، وروح قدسي ، ومقام عليّ ...».

وقال أيضاً : «هذا كلّه لآل محمّد لا يشاركهم فيه مشارك ...».

وأنّ الأئمّة عليهم السلام من آل محمّد صلى الله عليه وآله «... أولياء الله المقرّبون ، وأمره بين الكاف والنون»(١) .

__________________

(١) مقدّمة مرآة الأنوار : ص ٥٠ ، بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ١٦٩ ب ٤ ح ٣٨.

٢٤٤

الْمُتَّقُونَ (١)

____________________________________

(١) ـ مرّ في الفقرة الشريفة «وأعلام التُّقى» بيان معنى وحقيقة التقوى مفصّلاً ، وذكرنا أنّ التقوى لغةً بمعنى : التحذّر والخشية.

وعرفاً بمعنى صيانة النفس عمّا يضرّها.

ولها مراتب ثلاثة هي :

١ / تصحيح العقائد.

٢ / فعل الواجبات ، وترك المحرّمات.

٣ / التجنّب عن كلّ ما يُشغل القلب عن الحقّ.

وجُمعت معانيها في الحديث الصادقي الشريف : «أن لا يفقدك حيث أمرك ن ولا يراك حيث نهاك»(١) .

وأهل البيت سلام الله عليهم أبرز أمثلة التقوى وأعلى سادات المتّقين. وفي حديث المفضّل ، عن الإمام الصادق عليه السلام في قوله تعالى :( مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ) (٢) قال :

«هي في علي وأولاده وشيعتهم ، هم المتّقون ، وهم أهل الجنّة والمغفرة»(٣) .

وهم رمز التُّقى وكلمة التقوى التي ألزمها الله تعالى على المؤمنين في قوله تعالى :( فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ ) (٤) . كما تلاحظه في أحاديث تفسيره الشريفة.

ففي أمالي الصدوق رحمه الله بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال : «إنّ الله عهد إليّ في علي [بن أبي طالب] عليه السلام عهداً.

__________________

(١) سفينة البحار : ج ٨ ص ٥٥٨.

(٢) سورة محمّد : الآية ١٥.

(٣) تفسير فرات الكوفي : ص ٤١٧.

(٤) سورة الفتح : الآية ٢٦.

٢٤٥

.........................................

____________________________________

قلت : يا ربّ بيّنه لي.

قال : اسمع.

قلت : قد سمعت.

قال : إنّ عليّاً راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتّقين ، من أحبّه أحبّني ، ومن أطاعه أطاعني»(١) .

وفي كتاب الخصال : عن عبد الله بن عبّاس قال : قام رسول الله صلى الله عليه وآله فينا خطيباً ، فقال في آخر خطبته : «نحن كلمة التقوى وسبيل الهدى»(٢) .

وفي كتاب التوحيد ، باسناده إلى أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته : «أنا عروة الله الوثقى وكلمة التقوى»(٣) .

__________________

(١) أمالي الصدوق : ص ٣٨٦ ح ٢٣ ، بحار الأنوار : ج ٣٨ ص ١٠٤ ب ٦١ ح ٢٩.

(٢) بحار الأنوار : ج ٢٤ ص ١٨٤ ب ٥٠ ح ٢٣ ، الخصال : ص ٤٣٢ ح ١٤.

(٣) بحار الأنوار : ج ٤ ص ٨ ب ١ ح ١٨ ، التوحيد : ص ١٦٤ ح ٢.

٢٤٦

الصّادِقُونَ (١)

____________________________________

(١) ـ جمع الصادق من الصدق ضدّ الكذب ، والصادق هو الذي لا يكذب ، والصادقون هم الذين صدقوا في دين الله نيّة وقولاً وعملاً(١) .

وأتمّ مصاديقه أهل بيت العصمة سلام الله عليهم الذين صدقوا في دين الله نيّة وقولاً وفعلاً ، وصدقوا في عهودهم المأخوذة عليهم من الله تعالى ووفوا بها ، ولازموا الصدق حتّى كانوا من الصدّيقين ، وصدّقوا النبي من عالم النور(٢) .

وفي حديث أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (٣) .

قال : «الصادقون هم الأئمّة ، والصدّيقون بطاعتهم»(٤) .

وأمير المؤمنين عليه السلام (هو الصدّيق الأكبر) كما في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله(٥) .

وفاطمة الزهراء عليها السلام (هي الصدّيقة الكبرى) كما في حديث الإمام الصادق عليه السلام(٦) .

__________________

(١) مجمع البحرين : ص ٤٣٧.

(٢) لاحظ معاني صدقهم في مرآة الأنوار : ص ١٤٤.

(٣) سورة التوبة : الآية ١١٩.

(٤) الكافي : ج ١ ص ٢٠٨ ح ٢.

(٥) كتاب سليم بن قيس الهلالي : ج ٢ ص ٨٨١.

(٦) بحار الأنوار : ج ٤٣ ص ١٠٥ ب ٥ ح ١٩.

٢٤٧

الْمُصْطَفَوْنَ (١)

____________________________________

(١) ـ جمع المصطفى ، من الاصطفاء بمعنى الاختيار.

وصفوا الشيء : خالصة ، وخياره ، وجيّده ، وأحسنه ، فالمصطفى هو المختار الخالص الجيّد.

وأهل البيت عليهم السلام هم الذين اصطفاهم الله تعالى واجتباهم واختارهم على العالمين.

وقد تقدّم في «صفوة المرسلين» أنّهم المصطفون من آل إبراهيم في قوله تعالى :( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) (١) .

وهم المصطفون من جميع عباد الله كما يستفاد من قوله تعالى :( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) (٢) .

كما تلاحظ أحاديث تفسيره في الكنز(٣) .

وورد في حديث أبي حمزة الثمالي ، عن الإمام الباقر عليه السلام ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله : «إنّ الله تعالى قال في الأئمّة الهداة : لقد اصطفيتهم وإنتجبتهم وأخلصتهم ، وإرتضيتهم ، ونجّي من أحبّهم ووالاهم وسَلَّم لفضلهم»(٤) .

__________________

(١) سورة آل عمران : الآية ٣٣.

(٢) سورة فاطر : الآية ٣٢.

(٣) كنز الدقائق : ج ١٠ ص ٥٦٤.

(٤) الكافي : ج ١ ص ٢٠٨ ح ٤.

٢٤٨

الْمُطيعُونَ للهِ (١)

____________________________________

(١) ـ الطاعة والإطاعة في أصل اللغة بمعنى الإنقياد.

وإطاعة الله هي الإذعان به ، والإنقياد له ، وإمتثال ما أراده.

والمطيعون لله تعالى بالإطاعة التامّة الكاملة هم الرسول والعترة صلوات الله عليهم.

والدليل على طاعتهم العليا هي عصمتهم الكبرى.

وقد ورد في زيارة صاحب الأمر عجّل الله تعالى فرجه : «أشهد يا مولاي أنّكم المطيعون لله»(١) .

وقد أطاعوا الله العزيز في جميع أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم وفي كل ما أراده منهم حتّى بذلوا أنفسهم وأموالهم وأرواحهم وأبدانهم في سبيله ، وصبروا على عظيم البلاة لرضاه ، وقاتلوا حتّى قُتلوا ، واضطهدوا حتّى استشهدوا في سبيل إعلاء كلمة الله وإقامة دينه.

ويدلّ على طاعتهم قوله تعالى :( يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) (٢) ـ(٣) .

وفي دعاء الزيارة الحسينية المباركة : «لم يعصك في ليل ولا نهار»(٤) .

كما يدلّ عليه ويشهد به تتبّع أحوالهم ، واستقراء سيرتهم ، والتعرّف على عباداتهم والإطّلاع على مصائبهم ومحنهم في أحاديث الخاصّة والعامّة وكتب التاريخ والسير ، ويكفيك في ذلك ما تحمّله أمير المؤمنين عليه السلام من الألم في سبيل

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ١٠٢ ص ١٨١.

(٢) سورة الأنبياء : الآية ٢٧.

(٣) كنز الدقائق : ج ٨ ص ٤٠٤.

(٤) بحار الأنوار : ج ١٠١ ص ٢٢٥ ب ١٨ ح ٣٤.

٢٤٩

.........................................

____________________________________

طاعة الله ورسوله الذي تقدّم عن كتاب ابن دأب(١) .

وتلاحظ ما شهد به ابن أبي الحديد حيث قال :

(وأمّا العبادة فكان أعبد الناس وأكثرهم صلاةً وصوماً ، ومنه تعلّم الناس صلاة الليل ، وملازمة الأوراد وقيام النافلة وما ظنّك برجل يبلغ من محافظته على وِرده أن يبسط له نطع بين الصفّين ليلة الهرير فيصلّي عليه وِرده ، والسهام تقع بين يديه ، وتمرّ على صماخيه يميناً وشمالاً ، فلا يرتاع لذلك ، ولا يقوم حتّى يفرغ من وظيفته! وما ظنّك برجلٍ كانت جبهته كثفنة البعير لطول سجوده)(٢) .

قال السيّد الهمداني : (حقيقة الطاعة عبارة عن صَرِف العبد جميع ما آتاه في إرادة الله من نفسه ، وملكاته ، وتمام جوارحه وإضافاته.

ولم يتحقّق ذلك ، ولا يتحقّق من عبد بالنسبة إلى مولاه إلاّ من محمّد وآل محمّد صلى الله عليه وآله بالنسبة إلى الله تعالى)(٣) .

__________________

(١) الإختصاص : ص ١٥٨.

(٢) شرح نهج البلاغة : ج ١ ص ٢٧.

(٣) الشموس الطالعة : ص ٢٦٣.

٢٥٠

الْقَوّامُونَ بِاَمْرِهِ (١)

____________________________________

(١) ـ القوّامون : جمع القوّام : مبالغة وتكثير في القائم المتولّي للأمر.

والقَوّام بأمرٍ : هو القائم به مع الثبات والمواظبة ، والجدّ والتجلّد ، والذي أتى به وأدّاه حقّ الأداء ، مُوفياً بحقّه ، كما يستفاد من اللغة.

وفسّر القوّامون في قوله تعالى :( كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ ) (١) بمعنى دائمين على القيام بالعدل ، في القول والفعل.

وأهل البيت عليهم السلام قوّامون بأمر الله تعالى الذي هو أمر الإمامة ، أو الأعمّ من ذلك ، كما أفادته الأحاديث الشريفة مثل :

١ ـ حديث عبد العزيز بن مسلم ، عن الإمام الرضا عليه السلام الذي ورد فيه توصيف الإمام بأنّه : «قائم بأمر الله جعله الحجّة على عباده ، وقيّمه في بلاده»(٢) .

٢ ـ حديث أبي حمزة الثمالي ، عن الإمام الباقر عليه السلام : قال فيه : كنت عند أبي جعفر محمّد الباقر عليه السلام ذات يوم فلمّا تفرّق من كان عنده قال لي : «يا أبا حمزة من المحتوم الذي لا تبديل له عند الله قيام قائمنا ، فمن شكّ فيما أقول لقي الله وهو به كافر وله جاحد.

ثمّ قال : بأبي واُمّي المسمّى باسمي ، والمكنّى بكنيتي ، السابع من بعدي ، بأبي من يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً.

وقال : يا أبا حمزة من أدركه فلم يسلّم له فما سلّم لمحمّد صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام ، وقد حرّم الله عليه الجنّة ومأواه النار ، وبئس مثوى الظالمين

وأوضح من هذا بحمد الله وأنور وأبين وأزهر لمن هداه الله وأحسن إليه ، قول الله تعالى في محكم كتابه :( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ

__________________

(١) سورة النساء : الآية ١٣٥.

(٢) الكافي : ج ١ ص ٢٠٢ ح ١.

٢٥١

.........................................

____________________________________

خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ) (١) .

ومعرفة الشهور : المحرّم ـ لا يكون ديناً قيّماً ، لأنّ اليهود والنصارى والمجوس وسائر الملل والناس جميعاً من المنافقين والمخالفين يعرفون هذه الشهور ويعدّونها بأسمائهم. وإنّما هم الأئمّة عليهم السلام القوّامون بدين الله ، والحرم منها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي اشتقّ الله تعالى له إسماً من إسمه العلي ، كما اشتقّ لرسول الله صلى الله عليه وآله إسماً من إسمه المحمود ، وثلاثة من ولده أسماؤهم علي : علي بن الحسين ، وعلي بن موسى ، وعلي بن محمّد ، فصار لهذا الإسم المشتقّ من اسم الله تعالى حرمة به»(٢) .

__________________

(١) سورة التوبة : الآية ٣٦.

(٢) بحار الأنوار : ج ٣٦ ص ٣٩٣ ب ٢٥ ح ٩.

٢٥٢

الْعامِلُونَ بِاِرادَتِهِ (١)

____________________________________

(١) ـ أي أنّ أهل البيت عليهم السلام أعمالهم على وفق إرادة الله ، وعلى طبق مشيئته ، بل هم أوعية مشيئة الله تعالى : ولا يريدون إلاّ ما أراد الله.

وما أحلاها وأجلاها من كلمة تبيّن أنّ أقوالهم وأفعالهم ، وحركاتهم وسكناتهم ، وكلّ ما يصدر منهم اُمور ربّانية ، صادرة بالإدارة الإلهية.

لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلاّ بعهدٍ من الله المتعال وأمرٍ منه ، يطيعونه ولا يتجاوزونه ، وقد عرفت أنّهم لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ، فهم ورثة رسول الله صلى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلاّ وحي يوحى.

وقد عقد لذلك ثقة الإسلام الكليني باباً(١) بأحاديث عديدة منها :

حديث ضريس الكنّاسي ، عن الإمام الباقر عليه السلام قال :

قال له حمران : جعلت فداك أرأيت ما كان من أمر علي والحسين والحسين عليهم السلام وخروجهم وقيامهم بدين الله عزّ وجلّ ، وما اُصيبوا من قتل الطواغيت إيّاهم ، والظفر بهم ، حتّى قُتلوا وغُلبوا؟

فقال أبو جعفر عليه السلام : «يا حمران إنّ الله تبارك وتعالى [قد] كان قدّر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتّمه ، ثمّ أجراه ، فبتقدّم علم ذلك إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله قام علي والحسن والحسين ، وبعلم صَمَت منّا»(٢) .

وفي الزيارة المطلقة الاُولى للإمام الحسين عليه السلام : «إرادة الربّ في مقادير اُموره تهبط إليكم ، وتصدر من بيوتكم»(٣) .

__________________

(١) الكافي : ج ١ ص ٢٧٩ الأحاديث.

(٢) الكافي : ج ١ ص ٢٨١ ح ٣.

(٣) الكافي : ج ٤ ص ٥٧٥ ح ٢.

٢٥٣

الْفائِزُونَ بِكَرامَتِهِ (١)

____________________________________

(١) ـ أصل الفوز في اللغة هي النجاة ، وجاء بمعنى الظفر بالخير.

والكرامة : اسم من الإكرام والتكريم ، وهي أنواع الخير والشرف والفضيلة.

وأهل البيت عليهم السلام فازوا بما لم يَفُز به أحدٌ من الخلق أجمعين ، وظفروا بأجزل كرامات ربّ العالمين.

نالوا كلّ فضيلة ، وحازوا كلّ محمدة ، وأنعم الله عليهم بكلّ كرامة ، من الإمامة والعلم والحكمة والشرف ووجوب إطاعة الناس لهم في الدنيا ، مضافاً إلى شفاعتهم ومكانتهم ومقامهم المحمود في الاُخرى.

وقد أفاضوا أجزل الكرامات ووهبوا أجمل الخيرات ، وتقدّموا بمعالي الإحسان لمخلوقات الربّ المنّان بجميع صنوفها وأصنافها ، كما ترى ذلك في كراماتهم الإعجازية الشريفة(١) .

وقد اعترف بمكارمهم وجميل خصالهم كلّ عدوٍّ وصديق ، وصار من العيان الذي لا يحتاج إلى البيان.

فازوا عليهم السلام بكرامات الخالق الكريم ، وصاروا مظاهر الفيض ، ووسائط الإفاضة والتكريم.

وكانوا كغيث الرحمة الإلهية العامّة ، الذي يعمّ نفعه الشكور والكفور والصالح والطالح.

ولا غرو في ذلك فإنّهم أهل بيت من هو سيّد النبيين ومن هو رحمة الله للعالمين.

وقد أكرمهم الله بشرفه ، وشرّفهم بكرامته ، كما في حديث زياد بن المنذر عن الإمام الباقر عليه السلام جاء فيه :

__________________

(١) لاحظ مدينة المعاجز للسيّد البحراني قدس سره.

٢٥٤

.........................................

____________________________________

«هؤلاء أهل البيت أكرمهم الله بشرفه ، وشرّفهم بكرامته ، وأعزّهم بالهدى وثبّتهم بالوحي ، وجعلهم أئمّةً هداة ، ونوراً في الظُلَم للنجاة»(١) .

وتلاحظ كرامات الله لهم في الحديث الجامع الشريف في الإمامة في رواية طارق بن شهاب المتقدّمة(٢) .

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٢٣ ص ٢٤٥ ب ١٣ ح ١٦.

(٢) بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ١٦٩ ب ٣ ح ٣٨ ، الكافي : ج ١ ص ١٩٨ ح ١.

٢٥٥

اصْطَفاكُمْ بِعِلْمِهِ (١)

____________________________________

(١) ـ الإصطفاء هو الإختيار ، وصفوا الشيء هو : خالصة وخياره وجيّده وأحسنه.

أي إصطفاكم الله واختاركم على خلقه ، وفضّلكم على عباده ، عالماً بأنّكم أهل لذلك ، فأنتم صفوة الخلق وأحسن العباد.

فإنّ الله تعالى محيط بكلّ شيء علماً ، عالم بحقائق الأشخاص واقعاً ، وخبيرٌ بعواقب الأفراد حقيقةً ، وعارف بالسرّ والخفيّات ، لا يعزُب عن علمه شيء ، لا يسهو ولا يلهو.

لذلك إذا اختار شيئاً كان إختياره في أعلى مراتب الصواب والإصابة ، ولم يخطأ في ذلك قيد شعرة.

وقد اختار الله العلاّم محمّداً وآل محمّد وإصطفاهم على الخلق أجمعين ، وكان إختياره لهم بعلم منه ، مع معرفته بالوفاء منهم ، مع أهلّيتهم للإصطفاء على أهل الأرض والسماء.

وقد تقدّم حديث أبي حمزة الثمالي في إخبار الله تعالى عن الأئمّة عليهم السلام في الكلام القدسي : «لقد إصطفيتهم وانتجبتهم»(١) .

وفي دعاء الندبة الشريفة : «وعلمتَ منهم الوفاءَ به ، فقبلتَهم وقرّبتَهم وقدّمت لهم الذكرَ العليّ ، والثناء الجليّ»(٢) . هذا معنى ، واحتمل أن يكون بمعنى أنّ الله

__________________

(١) الكافي : ج ١ ص ٢٠٨ ح ٤.

(٢) لا يخفى أنّ هذا الدعاء الشريف من الأدعية المعتبرة المنقولة عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه لندبة شيعته له ، وطلبهم فرجه من الله تعالى في الأعياد الأربعة ـ الغدير والفطر والأضحى والجمعة ـ.

وقد جاء هذا الدعاء في مصادر كتب الزيارة التي لها الاعتبار واعتمد عليها العلماء الأبرار مثل

٢٥٦

.........................................

__________________

(مزار محمّد بن المشهدي / ص ١٩٠) و(مصباح الزائر للسيّد ابن طاووس / ٢٣٠) و(الإقبال / ص ٢٩٥) وجاء في البحار : ج ١٠٢ ص ١٠٤ ب ٥٦ الدعاء.

ومعلوم أنّ المصدر الأقدم هو المزار ـ وصاحبه ابن المشهدي ، هو محمّد بن جعفر المعروف بابن المشهدي الحائري ، الذي هو من مشايخ محدّثي الشيعة الأبرار ، واُستاد الشيخ نجيب الدين ابن نما الحلّي.

وقد أفاد الميرزا النوري قدس سره في خاتمة المستدرك : ج ٣ ص ٣٦٨ و ٤٧٧ اعتماد أصحابنا الأبرار على هذا الكتاب وتسميته بالمزار الكبير.

وقد نقل ابن المشهدي دعاء الندبة عن محمّد بن علي بن أبي قرّة الذي هو من المشايخ الثقات للشيخ النجاشي.

عن أبي جعفر محمّد بن الحسين البزوفري الذي هو من مشايخ الشيخ المفيد الذي ترحّم عليه نقل إنّه الدعاء لصاحب الزمان عليه السلام.

وسلسلة السند هؤلاء كلّهم من الأجلاّء.

وقد وثّق ابن المشهدي مشايخه الرواة إلى المعصومين عليهم السلام بالتوثيق العام في أوّل كتاب المزار بقوله :

(فإنّي قد جمعت في كتابي هذا من فنون الزيارات للمشاهد المشرّفات ، وما ورد في الترغيب في المساجد المباركات ، والأدعية المختارات ، وما يُدعى به عقيب الصلوات ، وما يُناجى به القدير تعالى ، من لذيذ الدعوات في الخلوات ، وما يُلجأ إليه من الأدعية عند المهمّات ، ممّا اتّصلت به من ثقات الرواة إلى السادات).

فتكون أسناد رواياته موثّقة من قبله بالتوثيق العام في جميع سلسلة السند.

ومن ذلك سنده في دعاء الندبة ، فيكون هذا الدعاء من الأدعية المعتبرة ، فهو تامّ سنداً وشريف دلالة.

وقد ذكره العلاّمة الجلسي في ص ٣٤٣ من كتابه الشريف تحفة الزائر الذي صرّح في مقدّمته / ص ٢ بأنّها مقصورة على ذكر الزيارات والأدعية والآداب المنقولة بأسانيد معتبرة عن أئمّة الدين صلوات الله عليهم أجمعين.

٢٥٧

.........................................

____________________________________

تعالى اصطفاكم على الخلق بسبب أن كنتم خزّان علمه. وقد مضى بيان جهات علومهم في فقرة «وخزّان العلم». وفي زيارة أئمّة البقيع عليهم السلام : «إصطفاكم الله على الناس ، وورّثكم علم الكتاب وعلّمكم فصل الخطاب ، وأجرى فيكم مواريث النبوّة ، وفجّر بكم ينابيع الحكمة ، وألزمكم بحفظ الشريعة ، وفرض طاعتكم ومودّتكم على الناس»(١) .

وفي نسخة الكفعمي بعد هذا (واصطنعكم لنفسه).

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ٢٠٩ ب ٩ ح ٨.

٢٥٨

وَارْتَضاكُمْ لِغَيْبِهِ (١)

____________________________________

(١) ـ الرضا : ضدّ السخَطَ والكراهة.

والغَيب : هو ما غاب وخفى عن الأبصار.

والارتضاء للغيب بمعنى من رضى به الله وقَبِله لعلم الغيب الذي لا يعلمه إلاّ هو. واهل البيت سلام الله عليهم إرتضاهم الله لعلم الغيب ، وحمّلهم معرفة المغيبات ، وجعلهم مخزن غيبه ، والمطّلعين على الغيب بإذنه.

وفيه إشارة إلى أنّهم عليهم السلام ممّن إرتضاهم في قوله تعالى :( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ) (١) .

إمّا بكون الرسول شاملاً لهم على التغليب ، أو أنّ علمهم بالغيب واصل إليهم بواسطة الرسول وهو جدّهم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله كما أفاده في كتاب الأنوار(٢) ، وجاء بيانه في حديث حمران(٣) .

وقد استشهد بهذه الآية الشريفة في مفصَّل حديث سلمان رضوان الله عليه عن أمير المؤمنين عليه السلام بعد ما أراه وأخبره عن الاُمور العجيبة.

فقال سلمان : كيف هذا يا سيّدي؟

فأجاب عليه السلام : «يا سلمان أما قرأت قول الله تعالى :( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ) فقلت : بلى يا أمير المؤمنين فقال عليه السلام : أنا ذلك المرتضى من الرسول الذي أظهره الله عزّ وجلّ على غيبه»(٤) .

وفي الحديث العلوي الجامع في وصف الإمام عليه السلام : «عالم بالمغيبات خصّاً من

__________________

(١) سورة الجنّ : الآية ٢٦ ـ ٢٧.

(٢) الأنوار اللامعة : ص ١١٦.

(٣) الكافي : ج ١ ص ٢٥٦ ح ٢.

(٤) بحار الأنوار : ج ٤٣ ص ٥٠ ب ١١٧ ح ١.

٢٥٩

.........................................

____________________________________

ربّ العالمين ، ونصّاً من الصادق الأمين»(١) .

ويستفاد علمهم بالغيب بإذن الله تعالى من أحاديث كثيرة وفيرة في مختلف الأبواب من ذلك :

١ ـ أحاديث اُصول الكافي / ج ١ / ص ٢٥٨ / باب أنّ الأئمّة عليهم السلام إذا شاؤوا أن يعلموا علموا / ح ١ ـ ٣ ، وباب أنّ الأئمّة عليهم السلام يعلمون متى يموتون / ح ١ ـ ٢.

٢ ـ أحاديث بحار الأنوار / ج ٤١ / ص ٢٨٣ / باب ١١٤ باب معجزات كلام أمير المؤمنين عليه السلام من إخباره بالغائبات ، الأحاديث الستّة والستّين.

وكذا إخبارات باقي أئمّتنا المعصومين عليهم السلام التي تجدها مجموعة في سفينة البحار / ج ٦ / ص ٦٩٩ ـ ٧٠٢.

٣ ـ أحاديث كنز الدقائق / ج ١٣ / ص ٤٩١. نكتفي من تلك المجموعة الكبيرة بالأحاديث المتواترة الواردة في تفسير قوله تعالى :( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ) (٢) ومن ذلك :

١ ـ حديث علي بن إبراهيم المتقدّم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اُذينة ، عن عبد الله بن سليمان ، عن حمران بن أعين ، عن أبي عبد الله عليه السلام : «أنّ جبرئيل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه وآله برمّانتين ، فأكل رسول الله صلى الله عليه وآله إحداهما وكسر الاُخرى بنصفين ، فأكل نصفاً وأطعم عليّاً نصفاً.

ثمّ قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : يا أخي ، هل تدري ما هاتان الرمّانتان؟

قال : لا.

قال : أمّا الاُولى فالنبوّة ، ليس لك فيها نصيب ، وأمّا الاُخرى فالعلم أنت شريكي فيه.

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ١٧٢ ب ٤ ح ٣٨.

(٢) بحار الأنوار : الآية ٢٦ ـ ٢٧.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423