منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

منتهى المقال في أحوال الرّجال13%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-98-1
الصفحات: 423

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 423 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 248563 / تحميل: 4990
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٨-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

وحكم بحسنه وقال : وقيل : ثقة(١) ، وجعل محمّدا الجعابي وذكر أنّه أستاذ المفيدرحمه‌الله وأنّه ممدوح(٢) .

( ولا ريب أنّ عمر هذا هو والد محمّد ، إلاّ أنّ المعروف بالجعابي وابن الجعابي كليهما هو محمّد كما يأتي )(٣) .

هذا ، وفي نسختين عندي منست كلمة ثقة موجودة.

وفيمشكا : ابن محمّد بن سليم الثقة في الجملة ، عنه الحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون ، والشيخ المفيد(٤) .

٢٢١٠ ـ عمر بن محمّد بن عبد الرحمن :

ابن أذينة. فيجش : شيخ من أصحابنا البصريّين ووجههم ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام بمكاتبة(٥) ، له كتاب الفرائض ، عنه به محمّد بن أبي عمير(٦) .

وكذا فيصه إلى قوله : كتاب الفرائض ، وزاد : وكان ثقة صحيحا. قالكش : قال حمدويه : سمعت أشياخي منهم العبيدي وغيره أنّ ابن أذينة كوفي ، وكان هرب من المهدي ومات باليمن ، فلذلك لم يرو عنه كثير. ويقال : اسمه محمّد بن عمر بن أذينة غلب عليه اسم أبيه(٧) .

__________________

(١) الوجيزة : ٢٧٠ / ١٣٣٢.

(٢) الوجيزة : ٣١١ / ١٧٤٦.

(٣) في نسخة « م » بدل ما بين القوسين : وليس بذاك البعيد ، وقوله سلّمه الله : فلا يلائم ، لم أعرف سببه أصلا.

(٤) هداية المحدّثين : ١٢٤.

(٥) في نسخة « ش » : بمكاتبته.

(٦) رجال النجاشي : ٢٨٣ / ٧٥٢.

(٧) الخلاصة : ١١٩ / ٢ ، وفيها : عمر بن محمّد بن أذينة ، وفي النسخة الخطيّة منها منها كما في

١٤١

وعنشه : جعل د عمر بن أذينة غير عمر بن محمّد بن أذينة(١) ، والحقّ أنّهما واحد كما ذكره المصنّف(٢) .

وسبق : عمر بن أذينة ، فراجع.

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن عبد الرحمن الممدوح الثقة ، عنه ابن أبي عمير(٣) .

٢٢١١ ـ عمر بن محمّد بن يزيد :

أبو الأسود ، بيّاع السابري ، مولى ثقيف ، كوفي ، ثقة ، جليل ، أحد من كان يفد في كلّ سنة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن٨ وأثنى عليه شفاها ،صه (٤) .

جش إلى قوله : وأبي الحسنعليه‌السلام ، وزاد : ذكر ذلك أصحاب كتب الرجال ، عنه محمّد بن عذافر ومحمّد بن عبد الحميد(٥) ، انتهى.

ويأتي بعنوان : ابن يزيد.

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن يزيد الثقة ، عنه محمّد بن عذافر ، ومحمّد بن عبد الحميد ، وجعفر بن بشير(٦) .

__________________

المتن.

(١) رجال ابن داود : ١٤٤ / ١١١١ وفيه : عمرو ، ١٤٦ / ١١٣١.

(٢) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٥٧.

(٣) هداية المحدّثين : ٢٢١ ، وفيها : عمرو.

(٤) الخلاصة : ١١٩ / ١ ، وفيها : واثنى عليه الصادقعليه‌السلام .

(٥) رجال النجاشي : ٢٨٣ / ٧٥١.

(٦) هداية المحدّثين : ٢٢١ ، وفيها : عمرو.

١٤٢

٢٢١٢ ـ عمر بن مرداس :

مرّ في زياد بن المنذر(١) ،تعق (٢) .

٢٢١٣ ـ عمر بن مزيد الجعفي :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (٣) . وفي نسخة بالواو.

٢٢١٤ ـ عمر بن معروف العبسي :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (٤) .

٢٢١٥ ـ عمر بن منهال :

له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن التلعكبري ، عن ابن همّام ، عن حميد ، عن ابن نهيك ، عن الطاطري ، عن عبيد الله بن الحسين ، عنه به ،ست (٥) .

ولنا عمرو بن منهال ثقة ذكرهجش بتقريب ابنه الحسن(٦) ، فلا تغفل.

أقول : في النقد جعل لهما ترجمة واحدة ونقل ما فيست بالواو(٧) ، وليس كذلك ، فإنّه فيه مذكور في باب عمر بلا واو على ما في نسختين عندي ونسخة الميرزا كما رأيت.

__________________

(١) عن الرسالة العدديّة : ٢٥ ، ٤٤ ـ ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ـ : ٩ ، وفيها أنّه من الأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام الّذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم ، وهم أصحاب الأصول المدوّنة والمصنّفات المشهورة.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥١.

(٣) رجال الشيخ : ٢٥١ / ٤٥٣.

(٤) رجال الشيخ : ٢٥٢ / ٤٦٦.

(٥) الفهرست : ١١٥ / ٥١٠ ، وفيه : عن عبيد الله بن الحسن.

(٦) رجال النجاشي : ٥٧ / ١٣٣ ، ترجمة الحسن بن عمرو بن منهال ، وذكره أيضا في ٢٨٩ / ٧٧٦ ولم يوثقه.

(٧) نقد الرجال : ٢٥٣ / ٩٢ ، إلاّ أنّ فيه عمر نقلا عن الفهرست.

١٤٣

وفيمشكا : ابن منهال ، عنه عبد الله بن الحسين(١) .

٢٢١٦ ـ عمر بن هارون البلخي :

أبو حفص ، أسند عنه ، قدم الكوفة ،ق (٢) .

٢٢١٧ ـ عمر بن يزيد :

بيّاع السابري ، كوفي ،ق (٣) .

وفيظم بدل كوفي : ثقة له كتاب(٤) .

وكذا فيست ، وزاد : أخبرنا أبو عبد الله ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد والحميري ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن محمّد بن عمر بن يزيد ، عن الحسين بن عمر بن يزيد ، عنه(٥) .

وفيكش : ما روي في عمر بن يزيد بيّاع السابري مولى ثقيف : حدّثني جعفر بن معروف ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن عذافر ، عن عمر بن يزيد قال : قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا بني(٦) ، أنت والله منّا أهل البيت ،قلت : جعلت فداك من آل محمّد؟! قال : إي والله من أنفسهم ،قلت : من أنفسهم؟! قال : إي والله من أنفسهم يا عمر ، أما تقرأ كتاب الله عزّ وجلّ :( إِنَّ أَوْلَى النّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) (٧) انتهى(٨) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٢٤ ، وفيها : عبيد الله بن الحسن ، عبيد الله بن الحسين ( خ ل ).

(٢) رجال الشيخ : ٢٥٣ / ٤٨٦.

(٣) رجال الشيخ : ٢٥١ / ٤٥٠.

(٤) رجال الشيخ : ٣٥٣ / ٧.

(٥) الفهرست : ١١٣ / ٥٠١.

(٦) في المصدر بدل يا بني : يا ابن يزيد.

(٧) آل عمران : ٦٨.

(٨) رجال الكشّي : ٣٣١ / ٦٠٥.

١٤٤

وفيق أيضا : عمر بن يزيد الثقفي مولاهم البزّاز الكوفي(١) .

والظاهر عندي الاتحاد وأنّه ابن محمّد بن يزيد أبو الأسود كما يظهر من كلام العلاّمة أيضا(٢) ، فتأمّل.

وفيتعق : هو ـ أي الاتحاد ـ في غاية الظهور(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن يزيد بيّاع السابري الثقة ، مولى ثقيف كما صرّح به في المنتقى(٤) ، عنه الحسين بن عمر بن يزيد ، ومحمّد بن عذافر ، وعلي الصيرفي ، ومحمّد بن يونس ، والحسين بن عطيّة(٥) ، والحسن بن السري ، وربعي ، وعمر بن أذينة ، ومحمّد بن خالد البرقي ، وحريز ، وهشام ابن الحكم ، ودرست بن أبي منصور ، وحمّاد بن عثمان الناب ، ومحمّد بن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى ، وجعفر بن بشير ، وأبان بن عثمان ، ومعاوية ابن عمّار ، والحسن بن محبوب ، ومعاوية بن وهب(٦) .

٢٢١٨ ـ عمر بن يزيد الصيقل :

الكوفي ،ق (٧) .

وفيجش : عمر بن يزيد بن ذبيان الصيقل أبو موسى ، مولى بني نهد(٨) ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتاب ، علي بن الحسن ، عن‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٢٥١ / ٤٥٧.

(٢) حيث ذكر العلاّمة في الخلاصة : ١١٩ / ١ عمر بن محمّد بن يزيد أبو الأسود بيّاع السابري مولى ثقيف كوفي ، ولم يذكر غيره.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥٢.

(٤) منتقى الجمان : ١ / ١٦٤.

(٥) في المصدر : والحسن بن عطيّة.

(٦) هداية المحدّثين : ٢٢١.

(٧) رجال الشيخ : ٢٥١ / ٤٥٨.

(٨) في نسخة « ش » : فهد.

١٤٥

محمّد بن زياد ، عنه به(١) .

وفيتعق : يظهر ممّا مرّ في أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد عنجش وصه اتّحاده مع بيّاع السابري(٢) ، وإن كان الظاهر منهما هنا(٣) ومن الشيخ التعدّد لذكرهما في عنوانين(٤) ، وأنّ الراوي عن الأول : محمّد بن عذافر وابن عبد الحميد(٥) ، وعن الثاني : محمّد بن زياد كما ذكروا(٦) والتوجيه سهل ، مع أنّ الظاهر أنّ محمّد بن زياد : ابن أبي عمير فيسهل الخطب(٧) .

أقول : في حاشية النقد منهرحمه‌الله أنّه ربما يتراءى ذلك من الترجمة المذكورة(٨) .

إلاّ أنّ الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله قال : الظاهر أنّ الصيقل صفة لأحمد لا لعمر فلا يتوهّم من ذلك اتّحاد عمر بن يزيد بيّاع السابري وعمر بن يزيد بن ذبيان الصيقل(٩) ، انتهى فتأمّل.

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٨٦ / ٧٦٣.

(٢) رجال النجاشي : ٨٣ / ٢٠٠ والخلاصة : ١٩ / ٤١ ، وفيهما : أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد الصيقل. إلى أن قالا : جدّه عمر بن يزيد بيّاع السابري.

(٣) ظاهر النجاشي في رجاله : ٢٨٣ / ٧٥١ و ٢٨٦ / ٧٦٣ ذلك حيث ذكر كلا على حدة ، إلاّ أنّ العلاّمة في الخلاصة : ١٩ / ١ لم يذكر إلاّ عمر بن محمّد بن يزيد أبو الأسود بيّاع السابري مولى ثقيف.

(٤) حيث إنّ الشيخ في رجاله : ٢٥١ / ٤٥٠ إضافة إلى ما ذكر هنا ذكر أيضا : عمر بن يزيد بيّاع السابري كوفي.

(٥) في نسخة « ش » : وابن أبي عبد الحميد.

(٦) كما في طريقي النجاشي المتقدّمين.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥٢.

(٨) أي ترجمة أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد. نقد الرجال : ٢٥٦.

(٩) ذكر ذلك في حاشية منهج المقال ـ النسخة الخطية ـ : ٣٣٤.

١٤٦

وفيمشكا : ابن يزيد بن ذبيان ، عنه محمّد بن زياد(١) .

٢٢١٩ ـ عمر اليماني :

وقيل : الرمّاني ، يكنّى أبا حفص ،ست (٢) . وسبق أبو حفص الرمّاني.

أقول : فيمشكا : اليماني أو الرماني ، عنه عبيس(٣) .

٢٢٢٠ ـ عمران بن الحصين :

ي(٤) . وزادصه : روى الكشّي عن الفضل بن شاذان أنّه من الّذين رجعوا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام (٥) .

وما فيكش سبق في خزيمة(٦) .

أقول : عن جامع الأصول : كان من فضلاء الصحابة وفقهائهم ، سئل عن متعة النساء فقال : أتانا بها كتاب الله وأمرنا بها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ قال فيها رجل برأيه ما شاء(٧) .

وعن الذهبي : عمران بن الحصين أبو نجيد ، أسلم مع أبي هريرة ، وكانت الملائكة تسلم عليه ، مات سنة اثنتين(٨) وخمسين(٩) .

٢٢٢١ ـ عمران بن عبد الله القمّي :

روىكش عن محمّد بن مسعود ، عن الحسين بن عبيد الله ، عن‌

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٢٢١.

(٢) الفهرست : ١١٦ / ٥١٥.

(٣) هداية المحدّثين : ١٢٣.

(٤) رجال الشيخ : ٢٤ / ٣٤ ، في أصحاب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

(٥) الخلاصة : ١٢٤ / ٢.

(٦) رجال الكشّي : ٣٨ / ٧٨.

(٧) جامع الأصول : ١٤ / ٥٦٣ ، ولم يرد فيه وسئل عن متعة. إلى آخره.

(٨) في نسخة « ش » : اثنين.

(٩) الكاشف ٢ : ٢٩٩ / ٤٣٢٩.

١٤٧

عبد الله بن علي ، عن أحمد بن حمزة بن عمران القمّي ، عن حمّاد الناب ، أنّ الصادقعليه‌السلام برّه(١) وبشّه وقال : هذا من أهل المختار.

وروى أيضا عن محمّد بن مسعود وعلي بن محمّد ، عن الحسين بن عبيد الله ، عن عبد الله بن علي ، عن أحمد بن حمزة ، عن المرزبان بن عمران ، عن أبان بن عمارة أنّ الصادقعليه‌السلام قال عنه : هذا نجيب من نجباء قوم(٢) ـ يعني : أهل قم ـ ثمّ قالكش : قال حسين : عرضت هذين الحديثين(٣) على أحمد بن حمزة ، فقال : لا أعرفهما ولا أحفظ من رواهما.

قالجش : عبد الله بن علي بن عمران القريشي أبو الحسن المخزومي الذي يعرف بالميمون ، فاسد المذهب والرواية. ويمكن أن يكون هو الراوي لهذين الحديثين.

وبالجملة : فالتوقف لازم ولا يثبت عندي بهذين الحديثين تعديل المشار إليه مع ما ذكرت ، بل هما من المرجّحات ،صه (٤) .

وعنشه : لا وجه لكونهما من المرجّحات مع ضعف السند وجهالته وإنكار المروي عنه لهما ، فينبغي التوقّف(٥) ، انتهى.

والذي فيكش بالسند الأوّل الذي نقلهصه ، قال : كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ونحن جماعة ، إذ دخل عليه عمران بن عبد الله القمّي فسأله وبرّه وبشه ، فلمّا أن قام قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : من هذا الّذي بررته هذا البرّ؟ فقال : هذا من أهل البيت النجباء ـ يعني أهل قم ـ ما أرادهم‌

__________________

(١) في نسخة « ش » : سرّه.

(٢) في المصدر : قوم نجباء.

(٣) في نسخة « م » : الخبرين.

(٤) الخلاصة : ١٢٤ / ٣.

(٥) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٥٩.

١٤٨

جبّار من الجبابرة إلاّ قصمه الله(١) .

وفيه بالسند الآخر نحوه إلاّ أنّ فيه : أبان بن عثمان ، وفي آخره : قال حسين : عرضت هذين الحديثين على أحمد بن حمزة ، فقال : أعرفهما ولا أحفظ من رواهما لي(٢) .

وفيه أيضا : حمدويه بن نصير ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن يونس بن يعقوب(٣) قال : دخل عيسى بن عبد الله القمّي على أبي عبد اللهعليه‌السلام فأوصاه بأشياء ثمّ ودّعه وخرج عنه ، فقال لخادمه : ادعه ، فانصرف إليه ، فخرج إليه فأوصاه بأشياء ثمّ قال له : يا عيسى بن عبد الله ، إنّ الله عزّ وجلّ يقول :( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ ) (٤) وإنّك منّا أهل البيت ، فإذا كانت الشمس من ها هنا من العصر فصلّست ركعات ، ثمّ ودّعه وقبّل ما بين عيني عيسى(٥) .

وفيتعق في النقد : أعرفهما ، بدون لا(٦) ، كما ذكره المصنّف ، ولعلّه الصواب بقرينة قوله : ولا أحفظ.

وقولشه : فالتوقّف ، لا يلزم هذا من جهة عبد الله لأنّه ليس الّذي ضعّفهجش ، بل ذاك علي بن عبد الله بن عمران القرشي على ما مرّ(٧) .

__________________

(١) رجال الكشّي : ٣٣٣ / ٦٠٨ ، إلاّ انّ السند فيه : محمّد بن مسعود وعلي بن محمّد قالا : حدّثنا الحسين بن عبد الله عن عبد الله بن علي عن أحمد بن حمزة عن عمران القمّي.

(٢) رجال الكشّي : ٣٣٣ / ٦٠٩.

(٣) في المصدر زيادة : قال وحدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد ( عبيد الله خ ل ) عن يونس بن يعقوب.

(٤) طه : ١٣٢.

(٥) رجال الكشّي : ٣٣٣ / ٦١٠ ، إلاّ أنّ المفروض نقل هذا الحديث في ترجمة عيسى بن عبد الله القمّي ، فإنّه المعني بالكلام ، ولا علاقة لعمران فيه.

(٦) نقد الرجال : ٢٥٧ / ١٥.

(٧) راجع رجال النجاشي : ٢٦٨ / ٦٩٨.

١٤٩

وقوله : مع ضعف. إلى آخره ، ما ذكره لا ينافي حصول الظّن وهو المعتبر في المرجّح(١) .

أقول : في طس ـ سيّما في المقام ـ أغلاط وقعت من قلم الناسخ ، والعلاّمة ـ أجزل الله إكرامه ـ في الأغلب ينقل عبارةكش منه ، فوقعت تلك الأغلاط بأجمعها في صه.

منها : أنّ في طس : من أهل المختار(٢) ، وتبعهصه ، والذي فيكش كما ذكره الميرزا والنقد وغيرهما ورأيته في الاختيار : من أهل البيت النجباء.

ومنها : أنّ في طس : أبان بن عمارة ، وتبعهصه ، والموجود كما ذكراه ورأيته : ابن عثمان.

ومنها : أنّ في طس : لا أعرفهما ، وتبعهصه ، والذي فيكش : أعرفهما ، كما في الاختيار ونقله الميرزا والنقد.

ومنها : أن في طس : قالجش : عبد الله بن علي بن عمران. إلى آخره(٣) ، وتبعهصه ، والذي فيجش : علي بن عبد الله. إلى آخره ، كما رأيت ، فتدبّر.

٢٢٢٢ ـ عمران بن علي بن أبي شعبة :

الحلبي ،ق (٤) .

وزادصه : ثقة لا يطعن عليه ، وكنيته أبو الفضل(٥) .

وتقدّم توثيقه عنجش في أخيه عبد الله(٦) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥٢.

(٢) في التحرير : هذا من أهل بيت المختار.

(٣) التحرير الطاووسي : ٤٢٩ / ٣٠٧ و ٣٠٨.

(٤) رجال الشيخ : ٢٥٦ / ٥٣٢ ، وفيه زيادة : الكوفي.

(٥) الخلاصة : ١٢٥ / ٧.

(٦) رجال النجاشي : ٢٣٠ / ٦١٢.

١٥٠

أقول : فيمشكا : ابن علي الحلبي الثقة ، عنه حمّاد بن عثمان ، ويحيى الحلبي ، وحمّاد بن عيسى ، وثعلبة بن ميمون(١) .

٢٢٢٣ ـ عمران بن محمّد بن عمران :

ابن عبد الله بن سعد الأشعري ، أحمد بن محمّد بن خالد عنه ،جش (٢) .

صه إلى قوله : الأشعري ، إلاّ ابن سعد ، وزاد : من أصحاب الرضاعليه‌السلام ثقة(٣) . وكذا فيضا (٤) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه به(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن عمران الثقة ، عنه أحمد بن محمّد ابن خالد(٦) .

٢٢٢٤ ـ عمران بن مسكان :

أبو محمّد ، كوفي ثقة ،صه (٧) .

وزادجش : حميد عنه بكتابه(٨) .

وفيست : له نوادر رويناها بالإسناد عن حميد بن زياد ، عنه(٩) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٢٥.

(٢) رجال النجاشي : ٢٩٢ / ٧٨٩ ، وفيه : عنه بكتابه.

(٣) الخلاصة : ١٢٤ / ١.

(٤) رجال الشيخ : ٣٨١ / ٢١.

(٥) الفهرست : ١١٩ / ٥٣٦.

(٦) هداية المحدّثين : ١٢٥.

(٧) الخلاصة : ١٢٥ / ٤.

(٨) رجال النجاشي : ٢٩١ / ٧٨٣.

(٩) الفهرست : ١١٩ / ٥٣٨.

١٥١

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد(١) .

أقول : فيمشكا : ابن مسكان الثقة ، عنه حميد بن زياد(٢) .

٢٢٢٥ ـ عمران بن موسى الزيتوني :

قمّي ثقة ،صه (٣) .

وزادجش : له كتاب نوادر كبير ، أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عنه به(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن موسى الثقة ، أحمد بن محمّد عن أبيه عنه(٥) ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى عنه(٦) .

٢٢٢٦ ـ عمران بن ميثم بن يحيى :

الأسدي ، مولى ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي جعفر٨ ،صه (٧) .

وزادجش : إسماعيل بن أبي خالد محمّد بن مهاجر بن عبيد ، عن أبيه ، عنه(٨) .

أقول : فيمشكا : ابن ميثم ، محمّد بن مهاجر بن عبيد عن أبيه ، عنه(٩) .

__________________

(١) الفهرست : ١١٩ / ٥٣٧.

(٢) هداية المحدّثين : ١٢٥.

(٣) الخلاصة : ١٢٥ / ٥.

(٤) رجال النجاشي : ٢٩١ / ٧٨٤.

(٥) عنه ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) هداية المحدّثين : ١٢٤.

(٧) الخلاصة : ١٢٥ / ٦ ، وفيها : عمران بن ميثم أبو يحيى ، وفي النسخة الخطيّة منها كما في المتن.

(٨) رجال النجاشي : ٢٩٢ / ٧٨٥.

(٩) هداية المحدّثين : ١٢٥ ، ولا يخفى الاختلاف في الراوي عنه مع المذكور في النجاشي.

١٥٢

٢٢٢٧ ـ العمركي بن علي بن محمّد :

البوفكي ، وبوفك قرية من قرى نيسابور ، شيخ من أصحابنا ثقة ،صه (١) .

وزادجش : روى عنه شيوخ أصحابنا منهم : عبد الله بن جعفر الحميري ، له كتاب الملاحم محمّد بن أحمد بن إسماعيل العلوي ، عنه به(٢) .

وفيد : كان سيدنا جمال الدين قدّس الله روحه يقول في رواية صحيحة أنّ اسمه علي بن البوفكي(٣) .

٢٢٢٨ ـ عنبسة بن بجاد :

قال الكشّي عن حمدويه : سمعت أشياخي يقولون : عنبسة بن بجاد كان خيّرا فاضلا.

وقالجش : عنبسة بن بجاد العابد ، مولى بني أسد ، كان قاضيا ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (٤) .

وزادجش على ما نقله : له كتاب ، عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عنه به(٥) .

وفي قر : عنبسة بن بجاد(٦) .

وزادست : الكاتب ، له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن محمّد ابن الحسن ، عن سعد بن عبد الله والحميري ، عن محمّد بن الحسين‌

__________________

(١) الخلاصة : ١٣١ / ٢١ ، وفيها وفي النجاشي : العمركي بن علي أبو محمّد.

(٢) رجال النجاشي : ٣٠٣ / ٨٢٨.

(٣) رجال ابن داود : ١٤٧ / ١١٥٢ ، وفيه زيادة : له كتب.

(٤) الخلاصة : ١٢٩ / ٣.

(٥) رجال النجاشي : ٣٠٢ / ٨٢٢.

(٦) رجال الشيخ : ١٣٠ / ٥٣.

١٥٣

ويعقوب بن يزيد ، عن صفوان ، عنه(١) .

وفيكش : عنبسة بن بجاد العابد : حمدويه قال : سمعت. إلى آخره(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن بجاد الثقة ، عنه عبد الرحمن بن هاشم ، وصفوان(٣) .

٢٢٢٩ ـ عنبسة بن مصعب :

قر (٤) . وزادق : العجلي الكوفي(٥) .

وفيصه : قال الكشّي : قال حمدويه : عنبسة بن مصعب ناووسي واقفي على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وإنّما سمّيت الناووسيّة برئيس لهم يقال له : فلان بن فلان الناووس(٦) ، انتهى.

وفي كتابه زاد عليه : علي بن الحكم ، عن منصور بن يونس ، عن عنبسة بن مصعب ، قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : أشكو إلى الله وحدتي وثقلي(٧) من أهل المدينة حتّى تقدموا وأراكم وأسرّ بكم ، فليت هذا الطاغية أذن لي فاتّخذت قصرا فسكنته وأسكنتكم معي ، وأضمن له أن لا يجي‌ء من ناحيتنا مكروه أبدا(٨) .

__________________

(١) الفهرست : ١٢٠ / ٥٤٣ ، ولم يرد فيه : الكاتب.

(٢) رجال الكشّي : ٣٧٢ / ٦٩٧.

(٣) هداية المحدّثين : ١٢٥ ، وفيها : عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عبد الرحمن بن هاشم ( خ ل ).

(٤) رجال الشيخ : ١٣٠ / ٥٤.

(٥) رجال الشيخ : ٢٦١ / ٦٣٣ ، ولم يرد فيه : الكوفي ، وفي مجمع الرجال : ٤ / ٢٩٥ نقلا عنه كما في المتن.

(٦) الخلاصة : ٢٤٤ / ١٢.

(٧) في المصدر : وتقلقلي.

(٨) رجال الكشّي : ٣٦٥ / ٦٧٦ و ٦٧٧.

١٥٤

وفيتعق : روى الكليني والشيخ في الصحيح عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن أحدهما٨ : لا يجبر الرجل إلاّ(١) على نفقة الوالدين والولد.

قلت لجميل : فالمرأة؟ قال : قد روى أصحابنا وهو عنبسة بن مصعب وسورة بن كليب. إلى آخره(٢) .

ويروي(٣) عنه ابن مسكان(٤) . وفي الصحيح عن(٥) صفوان ، عنه(٦) ، وربّما روى عنه بواسطته(٧) ، وبواسطة منصور بن حازم(٨) .

وقال الشيخ محمّد : في باب الأذان من التهذيب رواية منصور بن يونس ، عن عنبسة بن بجاد العابد(٩) ، يريد احتمال الاتحاد بملاحظة ما ذكرهكش عن منصور بن يونس ، عن عنبسة بن مصعب ، ثمّ قال : لكنكش يشكل الاعتماد عليه في الطرق ، مع احتمال رواية منصور عن الرجلين ، انتهى.

وفي الروضة : عنه عن الصادقعليه‌السلام : إذا استقرّ أهل النار في‌

__________________

(١) إلاّ ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٢) الكافي ٥ : ٥١٢ / ٨ ، وفيه : عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج قال : لا يجبر. ، وفيه أيضا : قال قد روى عنبسة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إذا كساها. ، التهذيب ٦ : ٢٩٤ / ٨١٦.

(٣) في نسخة « م » : وروى.

(٤) الكافي ٣ : ٣٣٨ / ٩ والتهذيب ١ : ٢٥٢ / ٧٢٩.

(٥) عن ، لم ترد في نسخة « م ».

(٦) التهذيب ٢ : ٣٥٣ / ١٤٦٣.

(٧) أي صفوان بواسطة ابن مسكان ، الكافي ٤ : ٤٦٩ / ٢.

(٨) الكافي ٣ : ٦٥ / ٩ والتهذيب ١ : ١٤٩ / ٤٢٦.

(٩) المذكور في باب المواقيت من التهذيب ٢ : ٢٧٥ / ١٠٩٣ رواية منصور بن يونس عن عنبسة العابد.

١٥٥

النار يفقدونكم فلا يرون منكم أحدا ، فيقول بعضهم لبعض :( ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ ) (١) (٢) .

ولعلّ نسبته إلى الناووسيّة لما رواه عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال : من جاء يخبركم أنّه(٣) غسّلني وكفّنني ودفنني فلا تصدّقوه(٤) . فإنّ الناووسيّة استندت إلى هذه الرواية ، وهي قابلة للتوجيه بأن يكون(٥) هذا الكلام منه في زمان خاص بالنسبة إليهعليه‌السلام ومن جهة خاصّة ، أو يكون المراد أنّ شيئا من ذلك لا يتّفق لأحد ، لأنّ الإمامعليه‌السلام لا يغسّله إلاّ إمام ، وكذا الكلام فيما يشبهها من الروايات(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن مصعب ، عنه منصور بن يونس ، ومنصور بن حازم ، وعبد الله بن بكير كما في الفقيه(٧) (٨) .

٢٢٣٠ ـ العوام بن عبد الرحمن الجرمي :

كوفي ، أسند عنه ،ق (٩) .

٢٢٣١ ـ عوف بن الحارث :

بدري ، ي(١٠) ، د(١١) .

__________________

(١) ص : ٦٢.

(٢) الكافي ٨ : ١٤١ / ١٠٤. ومن قوله : في الروضة. إلى هنا لم يرد في التعليقة.

(٣) في المصدر : إن جاءكم من يخبركم عنّي بأنّه.

(٤) الفصول المختارة من العيون والمحاسن : ٣٠٥.

(٥) في نسخة « م » : كون.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥٣.

(٧) الفقيه ٤ : ٣٢ / ٩٤.

(٨) هداية المحدّثين : ١٢٥.

(٩) رجال الشيخ : ٢٦٤ / ٦٧٦.

(١٠) رجال الشيخ : ٤٩ / ٣٤ ، وفيه : عمرو بن عوف بن الحارث بدري.

(١١) رجال ابن داود : ١٤٧ / ١١٥٦.

١٥٦

وزادصه : من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام (١) .

٢٢٣٢ ـ عون بن سالم :

كوفي ، ثقة ، قليل الحديث ،صه (٢) .

وزادجش : حميد عن إبراهيم عنه(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن سالم الثقة ، عنه إبراهيم(٤) .

٢٢٣٣ ـ عون بن عبد الله بن جعفر :

ابن أبي طالب ، قتل معه ، سين(٥) .

وزادصه قبل قتل : من أصحاب الحسينعليه‌السلام ، وبعد معه : بالطف(٦) .

٢٢٣٤ ـ عيسى أبو بكر بن عبد الله :

ابن سعد الأشعري القمّي ، وأخواه موسى وشعيب ، روى عنهما ،ق (٧) .

وفيتعق : يأتي في ابن عبد الله تفصيل حاله في الجملة(٨) .

٢٢٣٥ ـ عيسى بن أبي منصور :

شلقان ـ بالشين المعجمة والقاف والنون ـ واسم أبي منصور صبيح ،

__________________

(١) الخلاصة : ١٣١ / ١٦.

(٢) الخلاصة : ١٢٨ / ٢.

(٣) رجال النجاشي : ٣٠١ / ٨١٩.

(٤) هداية المحدّثين : ١٢٦.

(٥) رجال الشيخ : ٧٦ / ٨.

(٦) الخلاصة : ١٢٨ / ١.

(٧) رجال الشيخ : ٢٦٦ / ٧١٢ ، وفيه : عيسى بن بكر بن عبد الله بن سعد الأشعري القمّي وأخواه موسى وشعيب رووا عنهما٨ . وفي نسخة بدل : روى عنهما٨ .

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥٣.

١٥٧

وقال ابن بابويه : كنية عيسى أبو صالح.

روىكش عن محمّد بن عيسى قال : كتب إليّ أبو محمّد الفضل بن شاذان يذكر عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن سعيد بن يسار ، عن عبد الله بن أبي يعفور أنّ الصادقعليه‌السلام قال في عيسى : من أحبّ أن يرى رجلا من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا. وعن الصادقعليه‌السلام أنّه خيار في الدنيا وخيار في الآخرة.

وروى أبو جعفر بن بابويه في ثبت أسماء رجاله عن محمّد بن الحسن ابن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن عبد الله بن سنان ، عن ابن أبي يعفور قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ أقبل عيسى بن أبي منصور فقال : إذا أردت أن تنظر خيارا(١) في الدنيا وخيارا في الآخرة فلتنظر إليه. وهذا طريق حسن.

قال أبو عمرو الكشّي : سألت حمدويه بن نصير عن عيسى ، قال : خيّر فاضل هو المعروف بشلقان وهو ابن أبي منصور واسم أبي منصور : صبيح.

وقالجش : عيسى بن صبيح العرزمي صليب ثقة روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (٢) .

وعنشه : قالد : اعلم أنّ هذا غير عيسى بن صبيح العرزمي ، وإن كان أبو منصور اسمه(٣) صبيح لكنّه غير شلقان ، ومن أصحابنا من توهّمه‌

__________________

(١) في المصدر : إلى خيار. وخيار.

(٢) الخلاصة : ١٢٢ / ٢.

(٣) اسمه ، لم ترد في نسخة « ش ».

١٥٨

إيّاه ، والشيخرحمه‌الله قد بيّن اختلافهما في آخر المبحث ، انتهى(١) .

وفيست : عيسى بن صبيح له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عنه(٢) .

وفي قر : عيسى بن أبي منصور القرشي(٣) .

وفيق بدل القرشي : الكوفي(٤) . ثمّ فيهم : عيسى بن شلقان(٥) . ثمّ فيهم : عيسى بن صبيح العرزمي(٦) .

وفيكش : ما روي في عيسى بن أبي منصور شلقان : محمّد بن نصير قال : حدّثنا محمّد بن عيسى ، عن إبراهيم بن علي قال : كان أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا رأى عيسى بن أبي منصور قال : من أحبّ أن يرى رجلا من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا(٧) .

كتب إليّ أبو محمّد. إلى أن قال : عن عبد الله بن أبي يعفور قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ أقبل عيسى بن أبي منصور ، فقال : إذا أردت أن تنظر إلى خيار في الدنيا وخيار في الآخرة فانظر إليه. قال أبو عمرو. إلى آخر ما نقلهصه (٨) .

وما ذكرهصه من أنّ المكتوب إليه : ابن عيسى ، خلاف الظاهر ، بل‌

__________________

(١) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٥٨ ، رجال ابن داود : ١٤٨ / ١١٦٢.

(٢) الفهرست : ١١٧ / ٥٢٢.

(٣) رجال الشيخ : ١٢٩ / ٢٧.

(٤) رجال الشيخ : ٢٥٧ / ٥٥٨.

(٥) رجال الشيخ : ٢٥٧ / ٥٦١.

(٦) رجال الشيخ : ٢٥٨ / ٥٦٦.

(٧) رجال الكشّي : ٣٢٩ / ٥٩٩.

(٨) رجال الكشّي : ٣٣٠ / ٦٠٠.

١٥٩

الظاهر أنّه ابن نصير كما نبّه عليه طس(١) .

وفيتعق : نقلشه كلام د وعدم اعتراضه عليه يشهد بقبوله ، ولا يخفى ظهور الاتّحاد وفاقا للنقد والوجيزة والبلغة(٢) بعدكش وصه ، وذكر الشيخ إيّاه متعدّدا لا يقتضي التعدّد ، على أنّه لو اقتضاه لكان أكثر من اثنين.

وفي الكافي في باب الهجرة : عن مرازم بن الحكيم قال : كان عند أبي عبد اللهعليه‌السلام رجل من أصحابنا يلقّب شلقان ، وكان قد صيّره في نفقته وكان سيّ‌ء الخلق فهجره ، فقال يوما : يا مرازم تكلّم عيسى؟ فقلت : نعم ، قال : أصبت لا خير في المهاجرة(٣) .

قوله : صيّره في نفقته ، أي : من جملة عياله ، كما يظهر من بعض الأخبار أنّه كان فقيرا ، ويمكن أن يريد أنّه جعله قيّما عليها متصرّفا فيها.

وقوله : فهجره ، يعني : عيسى أبا عبد اللهعليه‌السلام ، وخرج من عنده بسبب سوء خلقه(٤) .

أقول : قد ظهر من كلام حمدويه وممّا ذكر عن الكافي أنّ شلقان لقب لعيسى لا لأبيه كما ربما يتوهّم ، وكذا يظهر منكش في ترجمة محمّد بن مقلاص(٥) ، وهو أيضا صريح بعض الأخبار(٦) وجملة من علمائنا الأخيار(٧) ، فراجع.

__________________

(١) التحرير الطاووسي : ٤٢٦ / ٣٠٤.

(٢) نقد الرجال : ٢٦٠ / ٣ ، الوجيزة : ٢٧٤ / ١٣٧٣ ، بلغة المحدّثين : ٣٩١ / ٤٠.

(٣) الكافي ٢ : ٢٥٨ / ٤.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥٣.

(٥) رجال الكشّي : ٢٩٦ / ٥٢٣ ، وفيه : عن ابن مسكان عن عيسى شلقان.

(٦) الكافي ١ : ٣٨٠ / ٧ ، ٢ : ٣٠٦ / ٣.

(٧) شرح أصول الكافي للمولى المازندراني : ٧ / ٢٠٥ ، الوافي للمحدّث الفيض الكاشاني ٥ : ٩٢٠ / ٣٢٨٠.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

.........................................

____________________________________

وأخبرهم بأناّ أولى الناس بهم من أنفسهم وأمرهم أن يبلّغ الشاهد منهم الغائب.

فتظاهروا على علي عليه السلام ، فاحتجّ عليهم بما قال رسول الله صلى الله عليه وآله فيه وما سمعته العامّة. فقالوا : صدقت ، قد قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ولكن قد نَسَخَه فقال : «إنّا أهل بيت أكرمنا الله عزّ وجلّ وإصطفانا ولم يرض لنا بالدنيا ، وإنّ الله لا يجمع لنا النبوّة والخلافة»! فشهد بذلك أربعة نفر : عمر وأبو عبيدة ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة ، فشبّهوا على العامّة وصدّقوهم وردّوهم على أدبارهم وأخرجوها من معدنها من حيث جَعَلها الله.

واحتجّوا على الأنصار بحقّنا وحجّتنا فَعَقَدوها لأبي بكر. ثمّ ردّها أبو بكر إلى عمر يكافيه بها. ثمّ جعلها عمر شورى بين ستّة ، فقلّدوها عبد الرحمن. ثمّ جعلها ابن عوف لعثمان على أن يردّها عليه ، فغدر به عثمان وأظهر ابن عوف كفره وجهله وطعن عليه () في حياته وزعم ولده أنّ عثمان سمّه فمات.

ثمّ قام طلحة والزبير فبايعا عليّاً عليه السلام طائعين غير مكرهين. ثمّ نَكَثا وغَدَرا ، ثمّ ذهبا بعائشة معهما إلى البصرة مطالبة بدم عثمان. ثمّ دعا معاوية طغاة أهل الشام

() وفي «د» هكذا : فأظهر ابن عوف خلعه وكفره فذكر لنا أنّ عثمان سمّه ، فمات ابن عوف. روى العلاّمة الأميني في الغدير : ج ٩ ص ٨٦ : أنّه لمّا أحدث عثمان ما أحدث قيل لعبد الرحمن ابن عوف : هذا كلّه فعلك. فقال : ما كنت أظنّ هذا به. لكن لله عليّ أن لا اُكلّمه أبداً. ومات عبد الرحمن وهو مهاجر لعثمان ، ودخل عليه عثمان عائداً في مرضه فتحوّل إلى الحائط ولم يكلّمه. مات عبد الرحمن سنة (٣٢).

وروى العلاّمة المجلسي في البحار : ج ٨ ص ٣١٩ الطبع القديم عن الثقفي في تاريخه قال : كثر الكلام بين عبد الرحمن وبين عثمان حتّى قال عبد الرحمن : أما والله لئن بقيت لك لاُخرجنّك من هذا الأمر كما أدخلتك فيه وما غررتني إلاّ بالله.

٣٢١

.........................................

____________________________________

إلى الطلب بدم عثمان ونصب لنا الحرب. ثمّ خالفه أهل حروراء على أن يحكم بكتاب الله وسنّة نبيّه ، فلو كانا حكما بما اشترط عليهما لَحَكما أنّ عليّاً عليه السلام أمير المؤمنين في كتاب الله وعلى لسان نبيّه وفي سنّته ، فخالفه أهل النهروان وقاتلوه.

ثمّ بايعوا الحسن بن علي عليه السلام بعد أبيه وعاهدوه ، ثمّ غَدَروا به وأسلموه ووثبوا عليه حتّى طعنوه بخنجر في فخذه وانتهبوا عسكره وعالجوا خلاخيل اُمّهات أولاده. فصالح معاوية وحقن دمه ودم أهل بيته وشيعته ، وهم قليل حقّ قليل ، حين لا يجد أعواناً.

ثمّ بايع الحسين عليه السلام من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً. ثمّ غدروا به ثمّ خرجوا إليه فقاتلوه حتّى قُتل.

ثمّ لم نَزَل أهل البيت ـ منذ قُبض رسول الله صلى الله عليه وآله ـ نذلّ ونقصي ونحرم ونقتل ونطرد ونخاف على دمائنا وكلّ مَن يحبّنا. ووجد الكاذبون لكذبهم موضعاً يتقرّبون به إلى أوليائهم وقُضاتهم وعمّالهم في كلّ بلدة ، يحدّثون عدوّنا عن ولاتهم الماضين بالأحاديث الكاذبة الباطلة ، ويروون عنّا ما لم نقل تهجيناً منهم لنا وكذباً منهم علينا وتقرّباً إلى ولاتهم وقضاتهم بالزور والكذب.

وكان عظم ذلك وكثرته في زمن معاوية بعد موت الحسن عليه السلام ، فقُتلت الشيعة في كلّ بلدة وقطعت أيديهم وأرجلهم وصلبوا على التهمة والظنّة من ذكر حبّنا والإنقطاع إلينا.

ثمّ لم يزل البلاء يشتدّ ويزداد إلى زمان ابن زياد بعد قتل الحسين عليه السلام. ثمّ الحجّاج فقتلهم بكلّ قتلة وبكلّ ظنّه وبكلّ تهمة ، حتّى أنّ الرجل ليقال له : «زنديق» أو «مجوسي» كان ذلك أحبّ إليه من أن يُشار إليه أنّه من «شيعة الحسين

٣٢٢

.........................................

____________________________________

صلوات الله عليه!!»(١) ـ(٢) .

وزيارة جامعة أئمّة المؤمنين التي رواها السيّد ابن طاووس نوّهت عن شيء من مصائبهم ومحنهم صلوات الله عليهم أجمعين ولعن الله أعدائهم إلى يوم الدين ، جاء فيها :

«يا موالي ، فلو عاينكم المصطفى وسهام الاُمّة مغرقة في أكبادكم ، ورماحهم مشرعة في نحوركم ، وسيوفها مولعة في دمائكم ، يشفي ابناء العواهر غليل الفسق من ورعكم ، وغيظ الكفر من إيمانكم ، وأنتم بين صريع في المحراب قد فلق السيف هامته ، وشهيد فوق الجنازة قد شكّت أكفانه بالسهام ، وقتيل بالعراء قد رفع فوق القناة رأسه ، ومكبّل في السجن قد رضّت بالحديد أعضاؤه ، ومسموم قد قطّعت بجرع السمّ أمعاؤه ، وشملكم عباديد تفنيهم العبيد وأبناء العبيد.

فهل المحن يا سادتي غلاّ التي لزمتكم ، والمصائب إلاّ التي عمّتكم ، والفجائع إلاّ التي خصّتكم ، والقوارع إلاّ التي طرقتكم صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم ، وأجسادكم ورحمة الله وبركاته»(٣) .

__________________

(١) كتاب سليم بن قيس : ج ٢ ص ٦٣٠.

(٢) بحار الأنوار : ج ٢٧ ص ٢١١ ب ٩ الأحاديث.

(٣) مصباح الزائر : ص ٤٦٤.

٣٢٣

وَصَبَرْتُمْ عَلى ما اَصابَكُمْ فى جَنْبِهِ (١)

____________________________________

(١) ـ أي أنّكم أهل البيت سلام الله عليكم صبرتم على ما أصابكم من المشقّة والتعب والظلم والأذى وسفك الدماء وسبي النساء ونهب الأموال ، في جنب الله وجهته وفي طريقه ومرضاته.

والصبر في اللغة : نقيض الجزع(١) .

وفي الإصطلاح : (حبس النفس على المكروه إمتثالاً لأمر الله تعالى)(٢) .

وفسّ بالإمساك في الضيق وحبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع(٣) .

وفي الشموس بيّن أنّ حقيقة الصبر هو وقار النفس ، ولاءمه عدم الإضطراب عند الإبتلاء(٤) .

وعرّفه المحقّق الطوسي أنّه (حبس النفس عن الجزع عند المكروه ، وهو يمنع الباطن عن الإضطراب ، واللسان عن الشكاية ، والأعضاء عن الحركات غير المعتادة)(٥) .

والصبر يكون في مواطن كثيرة كالصبر على الطاعة ، والصبر على المعصية ، والصبر على المصيبة.

ولقد أشاد الله تعالى بذكر الصبر والصابرين في أكثر من (٧٠) موضع من القرآن الكريم(٦) .

كما مدحه المعصومون عليهم السلام بفائق المدح والثناء في أحاديث كثيرة تلاحظها في

__________________

(١) المحيط في اللغة : ج ٨ ص ١٣٤.

(٢) مجمع البحرين : مادّة صبر ص ٢٧٢.

(٣) المفردات : ص ٣٧٣.

(٤) الشموس الطالعة : ص ٢٩٨.

(٥) سفينة البحار : ج ٢ ص ٤.

(٦) المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم : مادّة صبر.

٣٢٤

.........................................

____________________________________

كتب الأخبار(١) .

وأهل البيت سلام الله عليهم بلغوا أعلى مراتب الصبر ، وأعلى درجات الصابرين الذي كان جزاؤه معيّة الله تعالى والزلفى عنده عزّ إسمه( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) .

ويكفي لذلك دليلاً ومثالاً ، كلام أمير المؤمنين عليه السلام :

«فنظرت فإذا ليس معين إلاّ أهل بيتي فضننت بهم عن الموت ، وأغضيت على القذى ، وشربت على الشجى ، وصبرت على أخذ الكظم وعلى أمرّ من العلقم ، وآلم للقلب من حرّ الشفار»(٢) .

وتلاحظ صبرهم في أحاديثهم الشريفة الواردة في البحار(٣) .

ولقد عجبت من صبرهم ملائكة السماء كما في زيارة الناحية المقدّسة(٤) .

وقد اعتر بعظيم صبرهم شيعتهم وغير شيعتهم كما تلاحظه في ما تقدّم من حديث ابن دأب(٥) .

وفي نسخة الكفعمي بعد هذه الفقرة : «وصدعتم بأمره ، وتلوتم كتابه ، وحذّرتم بأسه ، وذكّرتم بأيّامه ، وأوفيتم بعهده».

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٧١ ص ٥٦ ب ٦٢ الأحاديث.

(٢) نهج البلاغة : قسم الخطب ، الخطبة ٢٦.

(٣) بحار الأنوار : ج ٤١ ص ١ ب ٩٩ ، وج ٢٤ ص ٢١٤ ب ٥٧.

(٤) بحار الأنوار : ج ١٠١ ص ٢٤٠ ب ١٨ ح ٣٨.

(٥) الاختصاص : ص ١٠٨.

٣٢٥

وَاَقَمْتُمُ الصَّلاةَ (١)

____________________________________

(١) ـ الصلاة هي العبادة القربيّة المعروفة التي هي معراج المؤمن ، وقربان كلّ تقيّ ، وقرّة عين الصالحين.

وإقامتها فُسّرت بمعانٍ ثلاثة :

١ / بمعنى تعديل أركانها وحفظها من أن يقع زيغ وإنحراف في أفعالها ، أخذاً من أقام العُود يعني عود الخيمة : أي قوّمه.

٢ / بمعنى المواظبة على الصلاة وترويجها ، أخذاً من قامت السوق : أي راجت.

٣ / بمعنى التشمير والاستعداد لأدائها من غير فتور ولا توانٍ ولا تهاون ، أخذاً من قام بالأمر : أي جدّ فيه ، وتجلّد ، ولم يتهاون(١) .

ولعلّ جامع المعاني في إقامة الصلاة هي المحافظة عليها ، تلك المحافظة التي أمر بها في قوله عزّ إسمه :( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ) (٢) .

والتي هي من صفات المؤمنين المفلحين المبشَّرين بالجنّة في كتاب الله الكريم في قوله تعالى :( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) (٣) .

وأهل البيت عليهم السلام هم الذين أقاموا الصلاة حقّ إقامتها بكلّ خضوع وخشوع ، وإخلاص وحضور قلب ، وجاؤوا بها تامّة الأجزاء والشرائط ، وحافظوا على أدائها بكلّ ما هو من شروط قبولها وكمالها ، وواظبوا على إتيانها بكلّ جدٍّ واجتهاد ، واستعدّوا لها أتمّ الإستعداد ، وعلّموها أحسن التعليم ، ومنحوها غاية التعظيم ، والتزموا بها في الشدّة والرخاء ، واعتنوا بها غاية الاعتناء.

__________________

(١) مجمع البحرين : مادّة قَوَمَ ص ٥٣٢.

(٢) سورة البقرة : الآية ٢٣٨.

(٣) سورة المؤمنون : الآية ٩ ـ ١١.

٣٢٦

.........................................

____________________________________

كما تلاحظ ذلك بوضوح في سيرتهم وحياتهم ، وفي سفرهم وإقامتهم ، حتّى في حروبهم وسجونهم.

وغني عن البيان صلاة أمير المؤمنين عليه السلام(١) .

وصلاة الإمام السجّاد عليه السلام(٢) .

وصلاة الإمام الكاظم عليه السلام(٣) .

نقل أحمد بن عبد الله عن أبيه قال : دخلت على الفضل بن الربيع وهو جالس على سطح فقال لي : أشرفْ على هذا البيت وانظر ما ترى؟

فقلت : ثوباً مطروحاً.

فقال : انظر حسناً.

فتأمّلت فقلت : رجل ساجد.

فقال لي : تعرفه؟ هو موسى بن جعفر ، أتفقّده الليل والنهار ، فلم أجده في وقت من الأوقات إلاّ على هذه الحالة ، إنّه يصلّي الفجر فيعقّب إلى أن تطلع الشمس ، ثمّ يسجد سجدة ، فلا يزال ساجداً حتّى تزول الشمس ، وقد وكّل من يترصّد أوقات الصلاة ، فإذا أخبره وثب يصلّي من غير تجديد وضوء ، وهو دأبه ، فإذا صلّى العتمة أفطر ، ثمّ يجدّد الوضوء ثمّ يسجد ، فلا يزال يصلّي في جوف الليل حتّى يطلع الفجر.

وقال بعض عيونه : كنت أسمعه كثيراً يقول في دعائه : «اللهمّ إنّك تعلم أنّني كنت أسألك أن تفرّغني ...»(٤) .

ولقد شهد بسموّ عباداتهم حتّى غير شيعتهم ، كما تقدّم عن أبي الحديد في

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٤١ ص ١١.

(٢) سفينة البحار : ج ٦ ص ٣٨٧.

(٣) بحار الأنوار : ج ٤٨ ص ١٠٠ ب ٣٩ الأحاديث.

(٤) بحار الأنوار : ج ٤٨ ص ١٠٧ ب ٣٩ ح ٩.

٣٢٧

.........................................

____________________________________

شرحه حيث قال في صلاة أمير المؤمنين عليه السلام :

وما ظنّك برجل يبلغ من محافظته على وِرده أن يُبسط له نطعٌ بين الصفّين ليلة الهرير ، فيصلّي عليه ورْدَه ، والسهام تقع بين يديه وتمرّ على صِماخيه يميناً وشمالاً ، فلا يرتاع لذلك ، ولا يقوم حتّى يفرغ من وظيفته! ثمّ قال : وأنت إذا تأمّلت دعواته ومناجاته ، ووقفت على ما فيها من تعظيم الله سبحانه وإجلاله ، وما يتضمّنه من الخضوع لهيبته ، والخشوع لعزّته والاستخذاء له ، عرفت ما ينطوي عليه من الإخلاص ، وفهمت من أي قلب خرجت ، وعلى أي لسان جرت!

وقيل لعلي بن الحسين عليه السلام ـ وكان الغاية في العبادة : أين عبادتك من عبادة جدّك؟

قال : «عبادتي عند عبادة جدّي كعبادة جدّي عند عبادة رسول الله صلى الله عليه وآله»(١) .

فإقامة الصلاة وإتمام العبادات كانت بأهل بيت العصمة سلام الله عليهم كما في حديث الإمام الرضا عليه السلام :

«بالإمام تمام الصلاة والصيام والحجّ والجهاد ...»(٢) .

وأهل البيت سلام الله عليهم قد أتمّوا الحجّة ، وأوضحوا المحجّة في بيان الحثّ على الصلوات ، والمحافظة عليها في جميع الأوقات ، والترغيب إليها في جميع المناسبات كما تشاهده في أحاديثهم الوافية(٣) .

وقد بيّنوا حدود الصلاة وأبوابها وأحكامها بجميع سننها وآدابها.

وقد فسّر الشهيد الأوّل قدس سره حديث (إنّ للصلاة أربعة آلاف حدّ) بواجباتها ومندوبها ، فجعل أحكام الواجبات ألفاً وصنّف لها كتاب الألفية ، وجعل مندوباتها

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ج ١ ص ٢٧.

(٢) الكافي : ج ١ ص ٢٠٠.

(٣) بحار الأنوار : ج ٨٣ ص ١ ب ٦ الأحاديث.

٣٢٨

.........................................

____________________________________

ثلاثة آلاف وصنّف لها كتاب النفليّة(١) .

فأهل البيت عليهم السلام هم الذين أقاموا الصلاة حقّ إقامتها ، بل علّموا وهذّبوا وأمروا الخلق بالصلاة التامّة الكاملة التي يلزم مراعاتها.

ويحسن التدبّر لذلك في مفصّل حديث حمّاد في هذا الباب قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام يوماً : «تحسن أن تصلّي يا حمّاد؟ قال :

قلت : يا سيّدي أنا أحفظ كتاب حريز في الصلاة.

قال : فقال عليه السلام : لا عليك قم صلّ.

قال : فقمت بين يديه متوجّهاً إلى القبلة فاستفتحت الصلاة ، وركعت ، وسجدت.

فقال عليه السلام : يا حمّاد لا تحسن أن تصلّي ، ما أقبح بالرجل (منكم) أن يأتي عليه ستّون سنة أو سبعون سنة ، فما يقيم صلاة واحدة بحدودها تامّة؟!

قال حمّاد : فأصابني في نفسي الذلّ فقلت : جعلت فداك فعلّمني الصلاة.

فقام أبو عبد الله عليه السلام مستقبل القبلة ، منتصباً ، فأرسل يديه جميعاً على فخذيه قد ضمّ أصابعه ، وقرّب بين قدميه حتّى كان بينهما ثلاثة أصابع مفرجات ، واستقبل بأصابع رجليه (جميعاً) لم يحرّفهما عن القبلة ، بخشوع واستكانة فقال : الله أكبر ، ثمّ قرأ الحمد بترتيل ، وقل هو الله أحد ، ثمّ صبر هنيئة بقدر ما تنفّس وهو قائم ، ثمّ قال : الله أكبر وهو قائم ، ثمّ ركع وملأ كفّيه من ركبتيه مفرّجات ، وردّ ركبتيه إلى خلفه حتّى استوى ظهره ، حتّى لو صبّت عليه قطرة ماء أو دهن لم تزل لاستواء ظهره وتردّد ركبتيه إلى خلفه ، ونصب عنقه ، ثمّ استوى قائماً ، فلمّا استمكن من القيام قال :

__________________

(١) سفينة البحار : ج ١ ص ٤٣.

٣٢٩

.........................................

____________________________________

سمع الله لمن حمده ، ثمّ كبّر وهو قائم ، ورفع يديه حيال وجهه ، وسجد ، ووضع يديه إلى الأرض قبل ركبتيه وقال : سبحان ربّي الأعلى وبحمده ثلاث مرّات ، ولم يضع شيئاً من بدنه على شيء منه ، وسجد على ثمانية أعظم ك الجبهة ، والكفّين ، وعيني الركبتين ، وأنامل إبهامي الرجلين ، والأنف ، فهذه السبعة فرض ، ووضع الأنف على الأرض سنّة وهو الإرغام ، ثمّ رفع رأسه من السجود فلمّا استوى جالساً قال : الله أكبر ، ثمّ قعد على جانبه الأيسر ، ووضع ظاهر قدمه اليمنى على باطن قدمه اليسرى ، وقال : استغفر الله ربّي وأتوب إليه ، ثمّ كبّر وهو جالس ، وسجد الثانية وقال : كما قال في الاُولى ، ولم يستعِنْ بشيء من بدنه على شيء منه في ركوع ولا سجود ، وكان مجنّحاً ، ولم يضع ذراعيه على الأرض ، فصلّى ركعتين على هذا.

ثمّ قال : يا حمّاد هكذا صلّ ، ولا تلتفت ، ولا تعبث بيديك وأصابعك ، ولا تبزق عن يمينك ولا (عن) يسارك ولا بين يديك»(١) .

__________________

(١) وسائل الشيعة : ج ٤ ص ٦٧٣ ب ١ ح ١.

٣٣٠

وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ (١)

____________________________________

(١) ـ الإيتاء هو البذل والإعطاء.

والزكاة جاءت لغةً بمعنى الطهارة وبمعنى النماء.

لأنّها إمّا مصدر زكّى بالتشديد بمعنى طَهَّرَ ، ومنه قوله تعالى :( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ) (١) أي طهّر نفسه ، أو مصدر زكى بالتخفيف بمعنى نَما ، ومنه قوله تعالى :( ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ ) (٢) أي أنمى لكم.

والزكاة تناسب كلا المعنيين الطهارة والنمو ، فزكاة المال طهر للمال ، وزكاة الفطرة طهر للأبدان.

وكذلك زكاة المال تطهّر المال من الخبث فتكون بمعنى الطهارة ، وتستجلب البركة في المال فتكون بمعنى النموّ(٣) .

وحكى صاحب الجواهر عن الشهيد الأول قدس سره معنىً ثالثاً للزكاة وهو العمل الصالح فإنّه قد تطلق عليه ، ثمّ أفاد أنّه لعلّ منه قوله تعالى :( وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ) (٤) ـ(٥) .

فتكون معاني الزكاة في اللغة ثلاثة : الطهارة ، والنماء ، والعمل الصالح.

هذا لغةً وأمّا إصطلاحاً فالمستفاد من تعاريف الفقهاء رضوان الله عليهم أنّ الزكاة : (اسم للصدقة المقدّرة بأصل الشرع ، المتعلّقة بالنصاب ، الثابتة في المال أو في الذمّة).

وأهل البيت سلام الله عليهم آتوا الزكاة ، وأعطوا الصدقات الواجبة والمستحبّة ، بكلّ معنى الكلمة ، وبأكمل ما يمكن ، وبأسخى بذلٍ يتصوّر.

__________________

(١) سورة الشمس : الآية ٩.

(٢) سورة البقرة : الآية ٢٣٢.

(٣) مجمع البحرين : مادّة زكا ص ٤١.

(٤) سورة مريم : الآية ٣١.

(٥) جواهر الكلام : ج ١٥ ص ٢.

٣٣١

.........................................

____________________________________

وقد صنعوا المعروف ، وجادوا بكلّ خير ، وأحسنوا إلى كلّ ذي روح ، لا يريدون في قبال ذلك جزاءً ولا شكوراً ، فبارك الله لهم كثيراً وطهّرهم تطهيراً.

ويشهد بذلك تصفّح سيرتهم الغرّاء ، وحياتهم العلياء ، المليئة بالبذل السخيّ والعطاء الوافي ، لأنحاء الصدقات وأبرّ الخيرات.

فإنّه يظهر ذلك بوضوح في أحوال جميعهم رسول الله وأمير المؤمنين ، وفاطمة سيّدة نساء العالمين ، وأولادهم الأئمّة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين.

وقد اتّفق على هذا الفريقان ، واعترف بذلك المؤالف والمخالف.

قال المعتزلي في أمير المؤمنين عليه السلام :

وأمّا السخاء والجود فحالة فيه ظاهرة ، وكان يصوم ويطوي ويؤثر بزاده ، وفيه اُنزل :( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ) (١) .

وروى المفسّرون أنّه لم يكن يملك إلاّ أربعة دراهم ، فتصدّق بدرهم ليلاً وبدرهم نهاراً ، وبدرهم سرّاً وبدرهم علانية ، فاُنزل فيه :( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ) (٢) .

وروي عنه أنّه كان يسقي بيده لنخل قوم من يهود المدينة ، حتّى مَجَلَت(٣) يده ، ويتصدّق بالاُجرة ، ويشدّ على بطنه حجراً.

وقال الشعبي وقد ذكره عليه السلام : كان أسخى الناس ، كان على الخُلُق الذي يحبّه الله : السخاء والجود ، ما قال : «لا» لسائل قطّ.

وقال عدوّه ومبغضه الذي يجتهد في وصمه وعيبه معاوية بن أبي سفيان لمِحْقَن

__________________

(١) سورة الإنسان : الآية ٨ ـ ٩.

(٢) سورة البقرة : الآية ٢٧٤.

(٣) مجلت يده : أي ثخن جلده وتعجّر وظهر فيه ما يشبه البثر من العمل بالأشياء الصلبة الخشنة.

٣٣٢

.........................................

____________________________________

بن أبي محْقَن الضبي لمّا قال له : جئتك من عند أبخل الناس ، فقال : ويحك! كيف تقول إنّه أبخل الناس ، لو مَلَك بيتاً من تِبْر وبيتاً من تِبْن لأنفد تبره قبل تبنه.

وهو الذي كان يكنس بيوت الأموال ويصلّي فيها. وهو الذي قال : «يا صفراء ، ويا بيضاء ، غرّي غيري ، وهو الذي لم يخلِّف ميراثاً ، وكانت الدنيا كلّها بيده إلاّ ما كان من الشام»(١) .

وتلاحظ إنفاقهم الزكوات وبذلهم الخيرات ، وشيمتهم السخيّة ، ومكارمهم الزكيّة في أحاديثنا الشريفة في أبواب صدقاتهم وإنفاقاتهم(٢) .

وقد بذلوا كلّ ما لديهم من الله في سبيل الله حتّى نزل فيهم كتاب الله ، فإنّه نزل في أمير المؤمنين عليه السلام قوله تعالى :( وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) (٣) ـ(٤) .

ونزل فيه قوله تعالى :( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) (٥) .

ونزل فيهم عليهم السلام قوله تعالى :( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (٦) ـ (٧).

وسجّل شيخ الإسلام المجلسي المصادر من الفريقين فيما أوقفه أمير المؤمنين عليه السلام من أمواله بخيبر ، ووادي القرى ، وأبي نيزر ، والبغيبغة ، وأرباح ،

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد المعتزلي : ج ١ ص ٢١.

(٢) بحار الأنوار : ج ٣٦ ص ٥٩ ب ٣٦ ح ١ ـ ٣ ، وج ٤١ ص ٢٤ ب ١٠٣ ، وج ٤٢ ص ٧١ ب ١١٩ ، وسائل الشيعة : ج ٦ ص ٢٨٤ ب ١٩ ح ١ و ٣ و ٥ ، وص ٣١٩ ب ٣٩ ح ٢ و ٣.

(٣) سورة البقرة : الآية ٢٦٥.

(٤) تفسير العياشي : ج ١ ص ١٤٨.

(٥) سورة البقرة : الآية ٢٧٤.

(٦) سورة الحشر : الآية ٩.

(٧) كنز الدقائق : ج ١٣ ص ١٧٥.

٣٣٣

.........................................

____________________________________

واُدينة ، ورغد ، ورزين ، ورياح. ثمّ ما أوقفه من مساجده ، وآباره ، ونخيله ، وأنّه كانت غلّته اربعين ألف دينار ، جعلها صدقة

وإنّه كان يدعو اليتامى فيطعمهم العسل ، حتّى قال بعض أصحابه : لوددت أنّي كنت يتيماً وأنّه كان مثالاً للجود والعطاء حتّى نزل فيه قوله تعالى في سورة الليل :( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ ) (١) .

كما تلاحظه في حديث فرات الكوفي بسنده عن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام قال : «كان رجل مؤمن على عهد النبي صلى الله عليه وآله في دار حديقة ، وله جار له صِبية ، فكان يتساقط الرطب من النخلة فينشدون صبيته يأكلونه ، فيأتي الموسر فيخرج الرطب من جوف أفواه الصبية.

وشكا الرجل ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله ، فأقبل وحده إلى الرجل فقال : بعني حديقتك هذه بحديقة في الجنّة.

فقال له الموسر : لا أبيعك عاجلاً بآجل!

فبكى النبي صلى الله عليه وآله ورجع نحو المسجد فلقيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له : يا رسول الله ما يكيك لا أبكى الله عينيك؟ فأخبره خبر الرجل الضعيف والحديقة.

فأقبل أمير المؤمنين عليه السلام حتّى استخرجه من منزله وقال له : بعنى دارك.

قال الموسر : بحائطك الحسنيّ.

فصفق علي يده ، ودار إلى الضعيف فقال له : تحوّل إلى دارك فقد ملّكها الله ربّ العالمين لك.

وأقبل أمير المؤمنين عليه السلام ونزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله فقال له : يا محمّد اقرأ :( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ ) (٢) إلى آخر السورة ، فقام النبي صلى الله عليه وآله وقبّل بين عينيه ، ثمّ قال : بأبي أنت قد أنزل الله فيك هذه السورة الكاملة»(٣) .

__________________

(١) سورة الليل : الآية ٥ ـ ٧.

(٢) سورة الليل : الآية ١ ـ ٣ إقرأها إلى آخرها.

(٣) بحار الأنوار : ج ٤١ ص ٣٧ ب ١٠٢ ح ١٥.

٣٣٤

وَاَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ (١)

____________________________________

(١) ـ الأمر بالشيء : الدعوة إلى ذلك الشيء ، والحثّ على إتيانه.

والمعروف : اسم جامع لكلّ ما عُرف من طاعة الله تعالى ، والإحسان إلى الناس ، والمندوبات في الشرع ، والأفعال الحسنة الراجحة.

وهو يشمل الواجبات والمستحبّات ، فيكون الأمر بالواجب واجباً والأمر بالمستحبّ مستحبّاً ، كما صرّح به كثير من الفقهاء.

والنهي عن الشيء : الزجر عن ذلك ، والتحذير عن إتيانه.

والمنكر : ضدّ المعروف ، وهو كلّما قبّحه الشارع ، ولذلك ذكروا أنّه يكون فرض النهي عن المنكر في المحرّمات فقط.

لكن أفاد بعض الفقهاء عمومية المنكر وشموله للمحرّمات والمكروهات ، فان كان الشيء محرّماً كان النهي عنه واجباً ، وإن كان مكروهاً كان النهي عنه محبوباً.

وقد وقع شرعاً النهي عن المكروهات أيضاً فيما تلاحظه في حديث مناهي النبي صلى الله عليه وآله(١) .

كما نُهي عن الذنوب وبُيّن آثارها في حديث الإمام السجّاد عليه السلام (٢) واُحصيت الكبائر الأربعين المنهيّة ، في الكتب المفصّلة الفقهية ، مثل مفتاح الكرامة للسيّد العاملي قدس سره فلاحظ(٣) .

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الواجبات الأساسية في الشريعة المقدّسة.

وقد أمر الله تعالى بهما في قوله تعالى :( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٧٦ ص ٣٥٩ ب ٦٧ ح ٣٠.

(٢) وسائل الشيعة : ج ١١ ص ٥١٩ ب ٤١ ح ٨.

(٣) مفتاح الكرامة : ج ٣ ص ٥٩.

٣٣٥

.........................................

____________________________________

وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (١) .

وتظافرت بهما السنّة الشريفة كما تجده في الأحاديث(٢) .

وقام عليهما إجماع المسلمين ، وحكم العقل المستقلّ(٣) .

فالأدلّة الأربعة محقّقة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأهل البيت سلام الله عليهم خير من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، وهدى بأمر الله ، وبذل كلّ غالٍ ونفيس في سبيل إقامة الحقّ وتشييد العدل.

ففي حديث حمران ، عن الإمام الباقر عليه السلام في قول الله عزّ وجلّ :( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) (٤) .

قال : «هم الأئمّة»(٥) .

وفي حديث أبي حمزة عن الإمام الباقر عليه السلام في قول الله عزّ وجلّ :( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) (٦) .

قال : «نحن هم»(٧) .

فهم عليهم السلام خير من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر.

وكانت هذه سيرتهم وسنّتهم في مدى حياتهم.

وقد تجلّت هذه المنقبة بأسمى معانيها في عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام ، حيث

__________________

(١) سورة آل عمران : الاية ١٠٤.

(٢) بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ٦٨ ب ١ الأحاديث التسعة والتسعون.

(٣) جواهر الكلام : ج ٢١ ص ٣٥٨.

(٤) سورة الأعراف : الآية ١٨١.

(٥) بحار الأنوار : ج ٢٤ ص ١٤٤ ب ٤٥ ح ٥.

(٦) سورة آل عمران : الآية ١١٠.

(٧) بحار الأنوار : ج ٢٤ ص ١٥٥ ب ٤٦ ح ٨.

٣٣٦

.........................................

____________________________________

كانت شهادته وخروجه إليها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطلب الإصلاح في دين جدّه صلى الله عليه وآله كما في الوصيّة المروية عنه عليه السلام(١) .

وفي نسخة الكفعمي بعد هذه الفقرة : «وجادلتم بالتي هي أحسن».

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٤٤ ص ٣٢٩.

٣٣٧

وَجاهَدْتُمْ فِى اللهِ حَقَّ جِهادِهِ (١)

____________________________________

(١) ـ الجهاد بكسر الجيم : مأخوذ في اللغة من الجهد بالفتح بمعنى التعب والمشقّة ، أو من الجُهد بالضمّ بمعنى الوسع والطاقة.

وفي الإصطلاح هو : بذل النفس وما يتوقّف عليه كالمال في محاربة المشركين أو الباغين ، على وجه مخصوص.

وبذل النفس والمال والوُسع في سبيل إعلاء كلمة الإسلام ، وإقامة شعائر الإيمان.

قال تعالى :( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ) (١) .

وذكر في مجمع البيان : أنّ أكثر المفسّرين حملوا الجهاد هيهنا على جميع أعمال الطاعات ، وقالوا : حقّ الجهاد أن يكون بنيّة صادقة خالصة لله تعالى(٢) .

وفي الأنوار فسّر حقّ الجهاد بالجهاد لساناً وجَناناً وأركاناً(٣) .

وأهل البيت سلام الله عليهم أتمّ المصاديق ، وأكمل موردٍ حقيق للجهاد في الله عزّ إسمه ، كما يشهد به حياتهم الغرّاء وسيرتهم العلياء.

وهم المعنيّون بهذه الآية الشريفة كما تلاحظه في حديث الإمام الباقر عليه السلام الوارد في تفسيرها(٤) .

وللنموذج إقرأ جهاد أمير المؤمنين عليه السلام الذي شهد به الفريقان.

ففي ما حكي عن المناقب : اجتمعت الاُمّة أنّ عليّاً كان المجاهد في سبيل الله ، والكاشف للكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله ، المقدّم في سائر الغزوات ، وصاحب الراية وما رُئي أحد عمل في الجهاد ما عمل علي عليه السلام.

__________________

(١) سورة الحجّ : الآية ٧٨.

(٢) مجمع البيان : ج ٧ ص ٩٧.

(٣) الأنوار اللامعة : ص ١٣١.

(٤) تفسير البرهان : ج ٢ ص ٧١٦.

٣٣٨

.........................................

____________________________________

وقال سفيان الثوري : كان علي بن أبي طالب عليه السلام كالجبل بين المسلمين والمشركين ، أعزّ الله به المسلمين ، وأذلّ به المشركين(١) .

وقال ابن أبي الحديد : (وأمّا الجهاد في سبيل الله فمعلوم عند صديقه وعدوّه أنّه سيّد المجاهدين ، وهل الجهاد لأحد من الناس إلاّ له)(٢) .

ولا يخفى على مسلم مدى جهاد سلالته الطيّبة وريحانته الطاهرة الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء الذي أحيا به السنّة وأقام به القرآن كما تلاحظه في زيارة الناحية المباركة(٣) .

وقد واصلوا عليهم السلام جهادهم وجهدهم حتّى تحقّقت الغايات التالية في هذه الزيارة الشريفة ، يعني الفقرات الآتية : «حتّى أعلنتم دعوته ...».

__________________

(١) لاحظ بحار الأنوار : ج ٤١ ص ٦٠ ـ ٦٢.

(٢) شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد : ج ١ ص ٢٤.

(٣) تحفة الزائر : ص ٢٧٧.

٣٣٩

حَتّى اَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ (١) وَبَيَّنْتُمْ فَرائِضَهُ (٢)

____________________________________

(١) ـ العلانية : خلاف السرّ ، والإعلان هو النشر والإظهار.

وأعلنتم دعوته : أي أظهرتم ونشرتم دعوة الله الحقّة بين الناس ، وبعلانية الدعوة حصل للناس العلم والمعرفة ، وتمّ البيان والحجّة.

ودعوة الله التي أعلنوها هي دعوته تعالى خلقه إلى معرفته ومعرفة أوليائه وعبادته ، وسنّته وفرائضه ، وأوامره ونواهيه.

وهي دعوة إلى أسباب السعادة ، ودعوة إلى الجنّة ، ودعوة إلى الحياة الأبدية كما نطق به الكتاب الكريم في قوله تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ) (١) ـ(٢) .

وكلّ ما أعلنه أهل البيت عليهم السلام هي دعوة الله تعالى ، إذ هم خلفاء رسول الله فهم الدعاة إلى الله.

وفي نسخة الكفعمي زيادة : «وقمعتم عدوّه ، وأظهرتم دينه».

(٢) ـ التبيين : إظهار الشيء وتمييزه بحيث لا يشتبه بغيره ، من البيان بمعنى الوضوح والإنكشاف.

أي أوضحتم فرائض الله تعالى.

وفرائض الله تعالى هي واجباته المفروضة ، أو أحكامه بنحو عام.

وفي الشموس الطالعة : (إنّ الفرائض هي ما بيّن الله وجوبه في كتابه كالصلاة والصوم والحجّ والجهاد ...)(٣) .

وأهل البيت سلام الله عليهم هم أوصياء النبي الأعظم ، والخلفاء على الدين

__________________

(١) سورة الأنفال : الآية ٢٤.

(٢) كنز الدقائق : ج ٥ ص ٣١٥.

(٣) الشموس الطالعة : ص ٣٠٢.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423