منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

منتهى المقال في أحوال الرّجال13%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-98-1
الصفحات: 423

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 423 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 248380 / تحميل: 4989
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٨-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

ابن عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عنه(١) .

٢٣١٠ ـ القاسم بن سليمان :

بغدادي ، له كتاب رواه النضر بن سويد ،جش (٢) .

وفيست : أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عنه(٣) .

وفيتعق : للصدوق طريق إليه(٤) ، وهو يشير إلى اعتماده عليه ، مضافا إلى أنّ نضرا صحيح الحديث(٥) ، ويؤيّده رواية أحمد بن محمّد والحسين بن سعيد عنه(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن سليمان ، عنه النضر بن سويد(٧) .

٢٣١١ ـ القاسم الشعراني :

اليقطيني ، يرمى بالغلو ،دي (٨) .

وزادصه : يدّعي أنّه باب وأنّه نبي(٩) .

وفيكش ما مرّ في عليّ بن حسكة(١٠) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٣٢ ، وفيها بدل هاشم : هشام.

(٢) رجال النجاشي : ٣١٤ / ٨٥٨.

(٣) الفهرست : ١٢٧ / ٥٧٧.

(٤) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٧٩.

(٥) انظر رجال النجاشي : ٤٢٧ / ١١٤٧.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٦٣.

(٧) هداية المحدّثين : ١٣٢.

(٨) رجال الشيخ : ٤٢١ / ٢.

(٩) الخلاصة : ٢٤٨ / ٣.

(١٠) رجال الكشّي : ٥١٦ / ٩٩٤ و ٩٩٥ ، وفيه ما يشهد بذمّة.

٢٢١

٢٣١٢ ـ القاسم بن عبد الرحمن الصيرفي :

شريك مفضّل(١) بن عمر ، كوفي ،ق (٢) .

وفيتعق : في أواخر الروضة : محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد ابن عيسى عن عليّ بن النعمان عن القاسم شريك المفضّل ، وكان رجلا صدوق. الحديث(٣) . وفي الحسن بإبراهيم ، عن ابن أبي عمير عن قاسم الصيرفي(٤) ، والظاهر أنّه هو. وسنذكر في محمّد بن أورمة حديثا فيه(٥) ، فلاحظ.

وفيكش في ترجمة محمّد بن مقلاص رواية عن ابن مسكان عنه ربما تكون ظاهرة في عدم غلوّه(٦) .

وبالجملة : هذا الرجل من الممدوحين بل ممّن يوثق بحديثه ، بل لا يبعد أن يعدّ من الثقات ، سيّما بملاحظة رواية ابن أبي عمير عنه ، مضافا إلى رواية الأجلّة كابن مسكان وعليّ بن النعمان(٧) .

أقول : جزم في الوجيزة بحسنه(٨) ، والفاضل عبد النبي الجزائري بوثاقته(٩) للصحيح المذكور ، إلاّ أنّه فيما يحضرني من نسخ الروضة ونقله الفاضل المذكور وفي النقد أيضا(١٠) : رجل صدق ، ولعلّ الأمر فيه سهل.

__________________

(١) في المصدر : المفضل.

(٢) رجال الشيخ : ٢٧٤ / ٩.

(٣) الكافي ٨ : ٣٧٤ / ٥٦٢ ، وفيه : وكان رجل صدق ، وسينبّه المصنّف عليه.

(٤) الكافي ٤ : ٢٨٧ / ٣.

(٥) عن الكافي ٨ : ٢٣١ / ٣٠٣ ، وفيه ما يظهر منه عدم غلوّه.

(٦) رجال الكشّي : ٣٠١ / ٥٣٩.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٦٣.

(٨) الوجيزة : ٢٨٠ / ١٤٣٥.

(٩) حاوي الأقوال : ١٢٤ / ٤٧٧.

(١٠) نقد الرجال : ٢٧٠ / ٢٥.

٢٢٢

هذا ، ولا أدري من أين فهم سلّمه الله غلوّه حتى يكون ما في محمّد ابن مقلاص ظاهرا في عدمه؟! إلاّ أن يقال بايهام(١) شراكته مع مفضّل ذلك ، فتدبّر.

ويأتي في ابن عروة ما له دخل.

٢٣١٣ ـ القاسم بن عبد الله بن عمر :

ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطّاب القرشي المدني ، أسند عنه ،ق (٢) .

٢٣١٤ ـ القاسم بن عروة :

أبو محمّد ، مولى أبي أيّوب الجوزي(٣) ، بغدادي وبها مات ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتاب ، عنه النضر وعبيد الله(٤) بن أحمد بن نهيك ،جش (٥) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عنه ، ورواه عنه الحسين بن سعيد ، ورواه حميد ، عن ابن نهيك ، عنه(٦) .

وفيق : مولى أبي أيوب المكّي ، وكان أبو أيوب من موالي المنصور ، له كتاب(٧) .

__________________

(١) في نسخة « ش » : بأيّام.

(٢) رجال الشيخ : ٢٧٤ / ١٤.

(٣) في المصدر : الخوزي.

(٤) في نسخة « م » : عبد الله.

(٥) رجال النجاشي : ٣١٤ / ٨٦٠.

(٦) الفهرست : ١٢٧ / ٥٧٦.

(٧) رجال الشيخ : ٢٧٦ / ٥١.

٢٢٣

وفيكش : مولى أبي أيوب الجوزي وزير أبي جعفر المنصور(١) ، وفي نسخة : مولى لبني أيوب. إلى آخره ، والأوّل أصحّ.

وفيتعق : في شرح الإرشاد للمقدّس الأردبيلي(٢) : قيل هو ممدوح ، وقد وصف المصنّف ـ يعني : العلاّمة ـ الخبر الذي هو فيه بالصحّة(٣) .

والظاهر أنّ مراده من القيل د(٤) .

وقال في موضع آخر : إنّه ممّن لم يصرّح بالتوثيق ، بل غير مذكور في صه ، وقال د : كش ممدوح ، وما رأيت في كش مدحه وما ذكره غيره أيضا ، بل قالوا في القاسم بن عروة : في كش وزير أبي جعفر المنصور ، ولو لم يكن هذا سببا للذمّ لم يكن مدحا(٥) ، انتهى.

قلت : هو كثير الرواية وأكثرها مقبولة ، ويروي عنه ابن أبي عمير في الصحيح(٦) ، والحسين بن سعيد كذلك(٧) ، وكذا ابن أبي نصر(٨) ،

__________________

(١) رجال الكشّي : ٣٧٢ / ٦٩٥ ، وفيه : الخوزي.

(٢) الأردبيلي ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٣) مجمع الفائدة والبرهان : ٢ / ١٨ ، وقد صحّح العلاّمة في المختلف : ٢ / ٤٠ حديث بريد ابن معاوية في باب الأوقات وهو في الطريق. إلاّ أنّه في بحث مكان المصلي ذكر رواية الفضل بن عبد الملك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وقال : وفي الطريق القاسم بن عروة ، فإن كان ثقة فالحديث صحيح ، المختلف : ٢ / ١١٦.

(٤) انظر رجال ابن داود : ١٥٣ / ١٢١٤.

(٥) مجمع الفائدة والبرهان : ٢ / ٢١ ، كما وقال في موضع ثالث : ٢ / ٢٣٢ : قال المصنّف في المنتهى : ما يحضرني الآن حاله ، ويفهم من رجال ابن داود مدحه.

(٦) الكافي ٤ : ١٠٠ / ٢.

(٧) التهذيب ١٠ : ١٨٢ / ٧١١ ، ووقع أيضا في طريق الفهرست إليه.

(٨) التهذيب ٢ : ٢٧ / ٧٨.

٢٢٤

وحمّاد(١) ، والعباس بن معروف(٢) ، والبرقي(٣) ، وأبوه(٤) ، وابن فضّال(٥) .

ومضى في الفضل بن شاذان عدّه في جملة من روى عنه(٦) على وجه يشير إلى كونه من أصحابنا المعروفين ، بل ونباهته أيضا(٧) .

أقول : لعلّ ما ذكره المقدّسرحمه‌الله من كونه : وزير أبي جعفر ، واحتمال عدّ(٨) ذلك ذمّا خلاف الواقع وإن زعم د أيضا وزارته له ، لأنّه لم يظهر منكش ذلك ، بل ظاهره أنّ أبا أيّوب هو الوزير(٩) ، ويؤيّده تصريح الشيخ بكون أبي أيوب من موالي المنصور(١٠) .

هذا ، وفي عدّ رواية البرقي وأبيه عنه من أمارات الاعتماد بعد ذكر أهل الرجال أنّهما ممّن أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل ما لا يخفى.

وفيمشكا : ابن عروة ، عنه النضر ، والعباس بن معروف ، والحسين ابن سعيد ، وابن نهيك ، وأحمد بن أبي عبد الله عن أبيه ، وبغير واسطة أبيه عنه.

وقد وقع الاختلاف بين المتأخّرين في القاسم بن عروة ، فقيل :

__________________

(١)

(٢) التهذيب ٢ : ٧٨ / ٢٠٢.

(٣) التهذيب ٩ : ٩٥ / ٤١٥.

(٤) التهذيب ٢ : ١٩ / ٥١.

(٥) التهذيب ٢ : ٢٥٧ / ١٠٢١.

(٦) رجال الكشّي : ٥٤٤ / ١٠٢٩.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٦٣.

(٨) في نسخة « م » : عدّه.

(٩) قال الكشّي في رجاله : ٣٧٢ / ٦٩٥ : القاسم بن عروة مولى أبي أيّوب الخوزي وزير أبي جعفر المنصور.

(١٠) رجال الشيخ : ٢٧٦ / ٥١ وقد تقدّمت نصّ عبارته.

٢٢٥

ممدوح(١) ، والبهائيرحمه‌الله عدّ روايته صحيحة في باب الأوقات من الحبل المتين(٢) .

وقال الشيخ محمّد في حاشيته على التهذيب : لا أدري وجه عدّ روايته في الصحيح مع أنّه غير معلوم الحال على وجه يصلح(٣) لذلك! وقال أبوه في المنتقى : جهالة حال القاسم بن عروة غير خفيّة(٤) ، انتهى.

ولعلّ الشيخ البهائي نظر إلى ما نقله في أواخر الروضة : عن القاسم شريك المفضّل وكان رجل صدق(٥) ، قال عبد النبي الجزائري : هذا يقتضي توثيقه(٦) ، انتهى.

وما ذكره مسلّم إن كان الضمير راجعا إلى القاسم ، ويحتمل رجوعه‌

__________________

(١) لم يرد هذا القول في المصدر وانّما نقل عن المحقّق الشيخ محمّد في حواشيه على التهذيب أنّه غير ممدوح فضلا عن التوثيق.

(٢) عدّ رواية عبيد بن زرارة في الحبل المتين : ١٣٥ في الصحاح في الفصل الثالث في وقتي الظهر والعصر ، المرويّة في التهذيب ٢ : ١٩ / ٥١ وهو في الطريق. إلاّ أنّه في الفصل الرابع في وقتي المغرب والعشاء بعد أن ذكر الروايات الصحيحة والحسنة والموثّقة قال : المشهور بين الأصحاب ـ وسيّما المتأخرين ـ توقيت دخول المغرب بذهاب الحمرة المشرقيّة. لكنّي لم أظفر في ذلك بحديث تركن النفس إليه ، نعم هنا أخبار ضعيفة متضمّنة لذلك. ثمّ ذكر رواية بريد بن معاوية عن أبي جعفرعليه‌السلام وقال عنها : هذه الرواية في طريقها القاسم بن عروة وهو غير معلوم الحال ، ولم يذكره ـ أي العلاّمةرحمه‌الله ـ في الخلاصة ، واقتصر النجاشي من وصفه على أنّه بغدادي له كتاب ، الحبل المتين : ١٤٢.

(٣) في نسخة « ش » : مصلح.

(٤) منتقى الجمان : ١ / ٤١٧.

(٥) الكافي ٨ : ٣٧٤ / ٥٦٢.

(٦) لم يذكر ذلك في حقّ القاسم بن عروة وإنّما ذكره في حقّ القاسم بن عبد الرحمن الصيرفي ، لاحظ حاوي الأقوال : ١٢٤ / ٤٧٧ وسينبّه عليه المصنّف.

٢٢٦

إلى المفضّل على بعد ، ومع التسليم فيه أيضا نظر ، لأنّ الوصف بالصدق لا يستلزم العدالة لأنّ شرطها الصدق مع أشياء أخر(١) ، انتهى.

وما ظنّه مستندا لشيخنا البهائي فيه ما فيه ، وما نسبه إلى الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله اشتباه ، فلاحظ ترجمة القاسم بن عبد الرحمن وتدبّر.

٢٣١٥ ـ القاسم بن عروة :

روى عنه البرقي أحمد ، لم(٢) . وقد يحتمل الاتّحاد.

٢٣١٦ ـ القاسم بن العلاء :

من أهل آذربيجان ، ذكره ابن طاوس من وكلاء الناحية في ربيع الشيعة(٣) .

وفيتعق : في الكافي في باب فضل الإمام وصفاته : أبو محمّد القاسم بن العلاءرحمه‌الله (٤) ، وذكر الصدوق أنّه من وكلاء القائمعليه‌السلام الذين رأوه ووقفوا على معجزته من أهل آذربيجان(٥) ، وفي أحمد بن هلال حسنه بل وثاقته(٦) (٧) .

أقول : ما ذكره الصدوق فيه مرّ في المقدّمة الثانية(٨) ، وما في أحمد لم نذكره(٩) ، وهو توقيع إليه يتضمّن لعن أحمد يظهر منه جلالته.

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٣٢.

(٢) رجال الشيخ : ٤٩٠ / ٨.

(٣) إعلام الورى : ٤٩٩.

(٤) الكافي ١ : ١٥٤ / ١.

(٥) إكمال الدين : ٤٤٢ / ١٦.

(٦) تقدّم عن الكشّي : ٥٣٥ / ١٠٢٠.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٦٤.

(٨) في نسخة « م » : الاولى.

(٩) اتّضح ممّا تقدّم أنّه تقدّم ذكره عن رجال الكشّي.

٢٢٧

وفي كتاب الغيبة للشيخرحمه‌الله : أخبرني محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين بن عبيد الله ، عن محمّد بن أحمد الصفوانيرحمه‌الله قال : رأيت القاسم بن العلاء وقد عمّر مائة سنة وسبع عشرة سنة ، منها ثمانون سنة صحيح العينين ، لقي مولانا أبا الحسن وأبا محمّد العسكريين٨ ، وحجب بعد الثمانين ، وردّت عليه عينه قبل وفاته بسبعة أيّام ، وذلك أنّي كنت مقيما عنده بمدينة الراز(١) من أرض آذربيجان ، وكان لا تنقطع عنه توقيعات مولانا صاحب الزمانعليه‌السلام على يد أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري وبعده على يد أبي القاسم الحسين بن روح قدّس الله أرواحهما ، فانقطعت عنه المكاتبة نحوا من شهرين ، فقلقرحمه‌الله لذلك. إلى أن قال : فقام الرجل الوارد ( أي من الناحية المقدّسة )(٢) فأخرج من مخلاته أزر وحبرة يمانيّة حمراء وعمامة وثوبين ومنديلا ، فأخذه القاسم وكان عنده قميص خلعه(٣) عليه مولانا ابن(٤) الرضا أبو الحسنعليه‌السلام . إلى أن قال : وحمّ القاسم يوم السابع من ورود الكتاب ، واشتدّ به في ذلك اليوم العلّة. إلى أن قال : إذ اتّكى القاسم على يديه إلى خلف وجعل يقول : يا محمّد يا علي يا حسن يا حسين يا مواليّي كونوا شفعائي إلى الله عزّ وجلّ. إلى أن قال : ونظرنا إلى الحدقتين صحيحتين ، فقال له أبو حامد : تراني؟ وجعل يده على كلّ واحد منّا ، وشاع الخبر في الناس والعامّة وأتته الناس من العوام ينظرون إليه ، وركب القاضي إليه وهو أبو السائب عتبة ابن عبيد الله المسعودي وهو قاضي القضاة ببغداد ، فدخل عليه فقال : يا أبا‌

__________________

(١) في المصدر : الران.

(٢) ما بين القوسين أثبتناه من نسخة « ش ».

(٣) في نسخة « م » : خلقه.

(٤) ابن ، لم ترد في المصدر.

٢٢٨

محمّد ما هذا الذي بيده(١) ؟ وأراه خاتما فصّه(٢) فيروزج فقرّبه منه فقال : عليه ثلاثة أسطر(٣) وخرج الناس متعجّبين. فلمّا كان يوم الأربعين وقد طلع الفجر مات القاسمرحمه‌الله . إلى أن قال : وكفّن في ثمانية أثواب على بدنه قميص مولاه أبي الحسنعليه‌السلام وما يليه السبعة الأثواب التي جاءته من العراق الحديث(٤) .

ومضى بعضه في ابنه الحسن.

٢٣١٧ ـ القاسم بن العلاء الهمداني :

يروي عنه الصفواني ، لم(٥) .

أقول : الظاهر أنّه المتقدّم عليه ، فلاحظ.

٢٣١٨ ـ القاسم بن الفضيل بن يسار :

النهدي البصري ، أبو محمّد ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (٦) .

وزادجش : له كتاب يرويه فضالة بن أيوب(٧) .

أقول : فيمشكا : ابن الفضيل بن يسار الثقة ، عنه فضالة ، وأبو طالب‌

__________________

(١) في المصدر : بيدي.

(٢) في النسخ : فضّه.

(٣) في المصدر زيادة : فتناوله القاسمرحمه‌الله فلم يمكنه قراءته.

(٤) كتاب الغيبة : ٣١٠ / ٢٦٣.

(٥) رجال الشيخ : ٤٩٠ / ٤.

(٦) الخلاصة : ١٣٤ / ١.

(٧) رجال النجاشي : ٣١٣ / ٨٥٦ ، وفيه أنّ الراوي للكتاب محمّد بن أبي عمير. وما ذكره الميرزا هنا وكذا في كتابه الوسيط سهو منشؤه سبق النظر ، حيث إنّ فضالة بن أيّوب إنّما وقع في طريق النجاشي إلى كتاب القاسم بن بريد المذكور عقيب هذا بلا فصل ، فلاحظ.

٢٢٩

عبد الله بن الصلت(١) .

٢٣١٩ ـ القاسم بن محمّد :

قر (٢) . وزاد ين : ابن أبي بكر(٣) .

وفيتعق : مضى ما فيه في سعيد بن المسيّب(٤) ، فلاحظ(٥) .

أقول : هو جدّ مولانا الإمام أبي عبد الله جعفر الصادقعليه‌السلام لامّه وابن خالة سيّد الساجدين وزين العابدين علي بن الحسينعليه‌السلام ، وامّهعليه‌السلام وأمّ القاسم بنتا يزدجرد بن شهريار أخو الكياسرة ملوك العجم ، وحكاية تزويج الحسينعليه‌السلام بأحديهما ومحمّد بن أبي بكر الأخرى مشهورة وفي الكتب مذكورة(٦) .

عن د : إنّه كان فقيها فاضلا(٧) .

وعن تاريخ ابن خلكان أنّه من سادات التابعين وفقهاء الشيعة(٨) بالمدينة ، وكان أفضل أهل زمانه. وقال يحيى بن سعيد : ما رأينا من يفضّل عليه. وكان يقول مالك بن أنس : إنّه من فقهاء هذه الأمّة. مات في سنة إحدى ومائة وله اثنان وسبعون سنة(٩) ، انتهى ملخّصا.

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٣٤.

(٢) رجال الشيخ : ١٣٣ / ٣.

(٣) رجال الشيخ : ١٠٠ / ٢.

(٤) فيه عن الكافي ١ : ٣٩٣ / ١ قول الإمام الصادقعليه‌السلام : إنّه من ثقات علي بن الحسينعليه‌السلام .

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٦٤.

(٦) الإرشاد للشيخ المفيد : ٢ / ١٣٧.

(٧) رجال ابن داود : ١٥٣ / ١٢١٧ ، ولم يرد فيه ما ذكر ، نعم ورد في هامش الكتاب.

(٨) في المصدر : السبعة.

(٩) وفيات الأعيان ٤ : ٥٩ / ٥٣٣ ، وفيها أنّه توفّي سنة إحدى أو اثنتين ومائة ، وقيل : سنة ثمان ، وقيل : اثنتي عشرة ومائة.

٢٣٠

٢٣٢٠ ـ القاسم بن محمّد الأصفهاني :

المعروف بكاسولا ، له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه ،ست (١) .

ويأتي القمّي عن غيره(٢) .

وفيتعق : صحّح فيصه طريق الصدوق إلى سليمان المنقري(٣) وهو فيه(٤) (٥) .

٢٣٢١ ـ القاسم بن محمّد بن أيّوب :

ابن ميمون ، من جلّة أصحابنا ، وليس هو كاسولا ،صه (٦) .

ومرّ في الحسين ابنه ذكره(٧) .

٢٣٢٢ ـ القاسم بن محمّد الجوهري :

له كتاب ، واقفي ،ظم (٨) .

صه إلاّ : له كتاب ، وزاد قبل واقفي : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، وبعده : لم يلق أبا عبد اللهعليه‌السلام (٩) .

وفيجش : روى عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، له كتاب ،

__________________

(١) الفهرست : ١٢٧ / ٥٧٥.

(٢) عن النجاشي والخلاصة.

(٣) الخلاصة : ٢٧٩.

(٤) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٦٥.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٦٤.

(٦) الخلاصة : ١٣٤ / ٥.

(٧) عن النجاشي : ٦٦ / ١٥٧ أنّه كان من جلّة أصحابنا.

(٨) رجال الشيخ : ٣٥٨ / ١.

(٩) الخلاصة : ٢٤٧ / ١.

٢٣١

الحسين بن سعيد عنه بكتابه(١) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا أبو عبد الله ، عن محمّد بن عليّ بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمّد وأحمد بن أبي عبد الله ، عن أبي عبد الله البرقي والحسين بن سعيد ، عنه(٢) .

وفيق : ابن محمّد الجوهري مولى تيم الله كوفي الأصل ، روى عن علي بن أبي حمزة وغيره(٣) (٤) .

وفي لم بدل مولى. إلى آخره : روى عنه الحسين بن سعيد(٥) .

وفيكش : قال نصر بن الصباح : القاسم بن محمّد الجوهري لم يلق أبا عبد اللهعليه‌السلام ، وهو مثل ابن أبي غراب ، وقالوا : إنّه كان واقفيّا(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد الجوهري الضعيف ، عنه الحسين بن سعيد ، ومحمّد بن خالد البرقي.

وهو عن عليّ بن أبي حمزة كما صرّح به في بعض المواضع(٧) ، ومنه يعلم رواية القاسم عن عليّ على الإطلاق(٨) .

٢٣٢٣ ـ القاسم بن محمّد الخلقاني :

كوفي ، قريب الأمر ،صه (٩) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣١٥ / ٨٦٢.

(٢) الفهرست : ١٢٧ / ٥٧٣.

(٣) وغيره ، لم ترد في نسخة « م ».

(٤) رجال الشيخ : ٢٧٦ / ٤٩ ، وفيه زيادة : له كتاب.

(٥) رجال الشيخ : ٤٩٠ / ٥.

(٦) رجال الكشّي : ٤٥٢ / ٨٥٣.

(٧) تقدّم تصريح الشيخ بذلك.

(٨) هداية المحدّثين : ٢٢٣.

(٩) الخلاصة : ١٣٤ / ٧.

٢٣٢

وزادجش : له كتاب نوادر ، أحمد بن ميثم بن أبي نعيم عنه به(١) .

وفيست : القاسم بن هشام له كتاب النهي.

القاسم بن محمّد الخلقاني له روايات ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن أحمد بن ميثم ، عنهما(٢) .

٢٣٢٤ ـ القاسم بن محمّد بن عليّ :

ابن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، وكيل الناحية ،صه (٣) .

ويأتي في أبيه(٤) .

٢٣٢٥ ـ القاسم بن محمّد القمّي :

المعروف بكاسولا ، لم يكن بالمرضي ،جش (٥) .

وزادصه : قال غض : إنّه يكنّى أبا محمّد ، حديثه يعرف تارة وينكر اخرى ويجوز أن يخرج شاهدا(٦) .

وتقدّم الأصفهاني(٧) .

٢٣٢٦ ـ القاسم بن معن بن عبد الرحمن :

ابن عبد الله بن مسعود المسعودي ، كوفي ، أسند عنه ،ق (٨) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣١٥ / ٨٦٢.

(٢) الفهرست : ١٢٨ / ٥٧٨ و ٥٧٩.

(٣) الخلاصة : ١٣٤ / ٦.

(٤) رجال النجاشي : ٣٤٤ / ٩٢٨ ، وفيه أنّه وأباه وجدّه وجدّ أبيه وكلاء للناحية.

(٥) رجال النجاشي : ٣١٥ / ٨٦٢.

(٦) الخلاصة : ٢٤٨ / ٥.

(٧) نقلا عن الشيخ في الفهرست : ١٢٧ / ٥٧٥ وذكره أيضا في الرجال في باب من لم يروي عنهمعليهما‌السلام : ٤٩٠ / ٧ بعنوان : القاسم بن محمّد الأصفهاني المعروف بكاسام ، روى عنه أحمد بن أبي عبد الله.

(٨) رجال الشيخ : ٢٧٣ / ٢.

٢٣٣

٢٣٢٧ ـ القاسم بن موسى الرازي :

غير مذكور في الكتابين. ومرّ في المقدّمة الأولى(١) .

٢٣٢٨ ـ القاسم بن هشام :

قالكش عن النضر(٢) : لقد رأيته فاضلا خيّرا يروي عن الحسن بن محبوب ،صه (٣) .

وفيجش : ابن هشام اللؤلؤي ، أحمد بن محمّد بن عمّار ، عن أبيه بكتابه النوادر(٤) .

وفيكر : يروي عن أبي أيّوب(٥) .

وفيست ما في ابن محمّد الخلقاني(٦) .

وفي تعق : في النقد نقل ما ذكره صه عن كش ثمّ قال : ونقل العلاّمة في صه هذا عن الكشي عن النضر ، ونقل د عن كش عن محمّد بن مسعود(٧) ، ولعلّه الصواب(٨) .

قلت : هو كذلك ، وينبغي بدله : أبو النضر ، بزيادة كلمة « أبو »(٩) .

أقول : لم يتعرّض الميرزارحمه‌الله في هذه الترجمة على ما وقفت‌

__________________

(١) بل في المقدّمة الثانية فيمن شاهد القائمعليه‌السلام ووقف على معجزته من غير الوكلاء من أهل الري ، نقلا عن إكمال الدين : ٤٤٣ / ١٦.

(٢) في المصدر : عن أبي النصر ، وفي النسخة الخطيّة منها كما في المتن.

(٣) الخلاصة : ١٣٤ / ٢.

(٤) رجال النجاشي : ٣١٦ / ٨٦٨.

(٥) رجال الشيخ : ٤٣٤ / ١.

(٦) الفهرست : ١٢٨ / ٥٧٨.

(٧) رجال ابن داود : ١٥٤ / ١٢٢٤.

(٨) نقد الرجال : ٢٧٢ / ٤٤.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٦٤.

٢٣٤

عليه من نسخ كتابه لذكر كلامكش ، وكأنّه لم يقف عليه ، وهو مذكور في الاختيار في أواخره مع جماعة عديدة ، أوّلهم : علي وأحمد ابنا الحسن بن عليّ بن فضّال(١) .

وما مرّ من أنّصه ذكر بدل أبو النضر : النضر ، فقد تبع في ذلك طس كما في كثير من التراجم وخاصّة في المقام(٢) ، فإنّكش ذكر جماعة عديدة ثمّ قال : قال أبو عمرو : سألت أبا النضر محمّد بن مسعود عن فلان فقال : كذا ، وعن فلان فقال : كذا. إلى آخره ، والسيّد ابن طاوس طاب ثراه قطّع كلامه وذكر كلاّ في بابه ، ففي جملة من التراجم ذكر كما فيكش : سألت أبا النضر ، وفي بعضها سها القلم ووقعت كلمة « أبو » منه وتبعه العلاّمة أجزل الله إكرامه في المقامين لنقله كلامكش في الأغلب من رجالهرحمه‌الله كما تتبّعناه ، فتتبّع.

وفيمشكا : ابن هشام ، عنه محمّد بن عمّار. وهو عن الحسن بن محبوب ، وعن أبي أيّوب(٣) .

٢٣٢٩ ـ القاسم بن يحيى بن الحسن :

ضا (٤) . وزادجش : ابن راشد ، روى عنه محمّد بن عيسى بن عبيد الله(٥) .

وفيصه بعد راشد : مولى المنصور ، روى عن جدّه ، ضعيف(٦) .

__________________

(١) رجال الكشّي : ٥٣٠ / ١٠١٤.

(٢) التحرير الطاووسي : ٤٧٥ / ٣٤٧.

(٣) هداية المحدّثين : ١٣٤.

(٤) رجال الشيخ : ٣٨٥ / ٣.

(٥) رجال النجاشي : ٣١٦ / ٨٦٦.

(٦) الخلاصة : ٢٤٨ / ٦.

٢٣٥

وفيست : ابن يحيى الراشدي ، له كتاب فيه آداب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أخبرنا(١) جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه.

وأخبرنا(٢) ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عنه(٣) .

وفي لم : القاسم بن يحيى ، روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى(٤) .

وفيتعق : تضعيفصه من غض كما في النقد(٥) فلا يعبأ به ، ورواية الأجلّة عنه سيّما مثل أحمد بن محمّد بن عيسى أمارة الاعتماد بل الوثاقة ، ويؤيّده كثرة رواياته والإفتاء بمضمونها ، ويؤيّد فساد كلام غض في المقام عدم تضعيف شيخ من المشايخ العظام الماهرين بأحوال الرجال إيّاه وعدم طعن من أحد ممّن ذكره في مقام ذكره في ترجمته وترجمة جدّه وغيرهما ، والعلاّمة تبع غض بناء على جواز عثوره على ما لم يعثروا عليه ، وفيه ما فيه(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن يحيى ، عنه محمّد بن عيسى ، وأحمد بن محمّد بن عيسى ، وإبراهيم بن هاشم كما في مشيخة الفقيه(٧) (٨) .

٢٣٣٠ ـ القاسم اليقطيني :

تقدّم مع عليّ بن حسكة(٩) ، ولعلّه ابن الحسن بن عليّ بن يقطين‌

__________________

(١) في المصدر زيادة : به.

(٢) في المصدر زيادة : به.

(٣) الفهرست : ١٢٧ / ٥٧٤.

(٤) رجال الشيخ : ٤٩٠ / ٦.

(٥) نقد الرجال : ٢٧٣ / ٤٥.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٦٤.

(٧) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٩٠.

(٨) هداية المحدّثين : ١٣٤.

(٩) نقلا عن رجال الكشّي : ٥١٦ / ٩٩٤ و ٩٩٦ و ١٠٠١ وأنّه من الغلاة وملعون وكان تلميذ علي

٢٣٦

المذكور(١) ، ويأتي في محمّد بن فرات(٢) .

٢٣٣١ ـ قتيبة بن محمّد الأعشى :

المؤدّب ، أبو محمّد المقرئ(٣) ، مولى الأزد ، ثقة ، عين ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (٤) .

وزادجش : عنه أحمد بن أبي بشر السرّاج(٥) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن القاسم بن إسماعيل ، عنه(٦) .

وفيتعق : مرّ كلام المفيدرحمه‌الله فيه في زياد بن المنذر(٧) ، وفي الروضة أيضا ما يدلّ على جلالته(٨) (٩) .

__________________

ابن حسكة.

(١) تقدّم في الترجمة المذكورة عن الميرزا قوله : ولا يبعد أن يكون هذا هو اليقطيني المتقدّم مع علي بن حسكة. إلاّ أنّ المصنّف هناك استظهر حسن ابن يقطين ولم يتعرّض لما في رجال الكشّي من كونه من الغلاة الملعونين ، وهذا لا يتم إلا بتغايرهما.

(٢) نقلا عن رجال الكشّي : ٥٥٥ / ١٠٤٨ ، وفيه : وكان محمّد بن فرات يدّعي أنّه باب وأنّه نبي ، وكان القاسم اليقطيني وعلي بن حسكة القمّي كذلك يدّعيان ، لعنهما الله.

(٣) في نسخة « ش » : المنقري.

(٤) الخلاصة : ١٣٥ / ٢.

(٥) رجال النجاشي : ٣١٧ / ٨٦٩.

(٦) الفهرست : ١٢٨ / ٥٨٠.

(٧) حيث عدّه من فقهاء أصحاب الأئمّةعليهما‌السلام والأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام ، الّذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم ، وهم أصحاب الأصول المدوّنة والمصنّفات المشهورة ، الرسالة العدديّة : ٤٢ ضمن مصنّفات الشيخ المفيد : ٩.

(٨) الكافي ٨ : ٣٣٣ / ٥١٩ حيث نقل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال : عاديتم فينا الآباء والأبناء والأزواج وثوابكم على الله عزّ وجلّ. الحديث.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٦٤.

٢٣٧

٢٣٣٢ ـ قثم بن العباس بن عبد المطّلب :

في د: ل جخ (١) . والّذي رأيته في ي ، وزاد في بعض النسخ المعتبرة : قبره بسمرقند(٢) .

وفيتعق : في نهج البلاغة أنّه كان عاملهعليه‌السلام على مكّة ، وكتب إليه في بعض كتبه : أقم(٣) للناس الحج ، وذكّرهم بأيّام الله ، واجلس لهم العصرين ، فأفت المستفتي وعلّم الجاهل وذاكر العالم(٤) . إلى آخره. وفيه ما لا يخفى من علمه وجلالته بل وعدالته(٥) .

٢٣٣٣ ـ قدامة بن زائدة الثقفي :

أسند عنه ،ق (٦) .

٢٣٣٤ ـ قدامة بن مضعون :

شهد بدرا ،ل (٧) .

وفيتعق : حكم في الوجيزة : بحسنه(٨) (٩) .

٢٣٣٥ ـ قرطة :

يأتي في أبي الجوشاء(١٠) .

__________________

(١) رجال ابن داود : ١٥٤ / ١٢٢٦.

(٢) رجال الشيخ : ٥٥ / ٧.

(٣) في المصدر : أمّا بعد ، فأقم.

(٤) نهج البلاغة ٣ : ١٤٠ / ٦٧ ، ومن كتاب لهعليه‌السلام إلى قثم بن العبّاس وهو عامله على مكّة.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٦٥.

(٦) رجال الشيخ : ٢٧٥ / ٣٣.

(٧) رجال الشيخ : ٢٦ / ٣.

(٨) الوجيزة : ٢٨١ / ١٤٥٦.

(٩) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(١٠) نقلا عن رجال الشيخ في أصحاب عليعليه‌السلام : ٦٥ / ٤٠ بعنوان قرطة بن كعب وأنّه دفع راية الأنصار إليه يوم خرج إلى صفّين. كما وذكره الشيخ في أصحاب عليعليه‌السلام : ٥٥ / ٤ أيضا بعنوان قرطة بن كعب ، وفي أصحاب الحسينعليه‌السلام : ٧٨ / ١ بضمّ الأنصاري.

٢٣٨

٢٣٣٦ ـ قعنب بن أعين :

أخو حمران. قالكش : قال علي بن الحسن بن فضّال : إنّه مرجئ. وعن محمّد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن علي بن يقطين أنّهما ليسا من هذا الأمر في شي‌ء ، إشارة إلى قعنب ومالك ابني(١) أعين.

وروى علي بن أحمد العقيقي عن أبيه عن أحمد بن الحسن عن أشياخه أنّ قعنب بن أعين كان مخالفا ،صه (٢) .

وفيكش : ما ذكره ، وقبل محمّد بن عيسى : حدّثني حمدويه قال : حدّثني(٣) . إلى آخره.

أقول : تبع العلاّمةرحمه‌الله في حذف ذلك ابن طاوسرحمه‌الله (٤) كما في غيره ، فلاحظ.

ومرّ في حمران(٥) عن رسالة أبي غالب الزراريرحمه‌الله أنّه قال ابن فضال : كان مليك وقعنب يذهبان مذهب العامّة مخالفين لإخوتهما(٦) .

__________________

(١) في المصدر : ابن.

(٢) الخلاصة : ٢٤٨ / ١.

(٣) رجال الكشّي : ١٨١ / ٣١٧ و ٣١٨.

(٤) التحرير الطاووسي : ٤٨١ / ٣٥٢.

(٥) في النسخ : حمدان.

(٦) رسالة أبي غالب الزراري : ١٣٧. والظاهر من الرسالة أنّ هذه العبارة ليست من كلام ابن فضّال.

٢٣٩

٢٣٣٧ ـ قنبر مولى أمير المؤمنينعليه‌السلام :

مشكور ،صه (١) . وفيكش مدحه(٢) .

وفيتعق : في آخر الباب الأوّل منصه أنّه من خواصّهعليه‌السلام (٣) .

وفي الفقيه في باب ما يقبل من الدعاوي بغير بيّنة حديث مشهور يدلّ على كونه عدلا عنده صلوات الله عليه(٤) (٥) .

٢٣٣٨ ـ قنبرة بن علي بن شاذان :

يكنّى أبا نصر ، روى عن أبيه عن الفضل بن شاذان ، روى عنه حمزة ابن محمّد العلوي المدني الذي روى عنه ابن بابويه ،لم (٦) .

وفيد : يكنّى أبا نصر لم جخ روى عن أبيه عن الفضل بن شاذان ، وروى أيضا عن حمزة بن محمّد العلوي ، جليل القدر(٧) ، انتهى فتأمّل.

أقول : للتأمّل وجه من وجهين : استفادة جلالة قدره من لم ، وقوله : روى أيضا عن حمزة ، فإنّ الّذي في كتب الأخبار وصرّح به في لم كما تقدّم رواية حمزة عنه(٨) ، فتدبّر.

__________________

(١) الخلاصة : ١٣٥ / ١.

(٢) رجال الكشّي : ٧٢ / ١٢٧ ـ ١٣٠.

(٣) الخلاصة : ١٩٣ نقلا عن رجال البرقي : ٤ حيث عدّه من خواصّ أصحابهعليه‌السلام من مضر.

(٤) الفقيه ٣ : ٦٣ / ٢١٣.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٦٥.

(٦) رجال الشيخ : ٤٩٠ / ٣ ، وفيه : قنبرة بن علي بن شاذان روى عنه محمّد بن حمزة العلوي الذي روى عنه ابن بابويه ، وفي مجمع الرجال : ٥ / ٦١ نقلا عنه كما في المتن.

(٧) رجال ابن داود : ١٥٤ / ١٢٢٩ ، وفيه : قنيز.

(٨) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ١٢٧ / ٢ ، وفيه : قنبر ، الفهرست : ١٢٤ / ٥٦٢ ، وفيه : قنبر ، ترجمة الفضل بن شاذان.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

( يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ ) .

«الحافرة» : من (الحفر) ، بمعنى شقّ الأرض ، وما ينتج من ذلك يسمى (حفرة) ، يقال : حافر الفرس ، تشبيها لحفرة الأرض في عدوه ، و «الحافرة» : كناية لمن يرد من حيث جاء ، كما لو سار إنسان على أرض ، فيترك فيها حفرا لتحمل آثار قدمه ، ثمّ يعود إلى نفس تلك الحفر ، فالحافرة : تعني الحالة الاولى(١) .

وتستمر الآية في سرد كلامهم :( أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً ) (٢) .

فهكذا هو حال ودأب منكري المعاد وعلى الدوام باستفسارهم الدائم حول المعاد ، وبقولهم المعروف : كيف للعظام البالية النخرة والتي تحولت إلى ذرات تراب أن تعود مرّة اخرى جسما كاملا ، والأكثر من هذا أن تسري فيه الحياة ولكنّهم لم يفقهوا إلى أنّهم خلقوا من ذلك التراب ، فكيف أصبحوا بهذه الهيئة الحيّة بعد أن لم يكونوا شيئا؟

«نخرة» : صفة مشبهة ، من (النخر) ، بمعنى الشجرة المجوفة البالية ، والتي إذا دخل فيها الهواء أعطت صوتا معينا ، مثله (النخير) ، وعمم الاستعمال ليشمل كلّ شيء بال في حال تآكل وتلاش.

ولا يكتفي منكر والمعاد بحال الاعتراض على ما وعدهم به الباري سبحانه ، بل وتحولوا إلى حال الاستهزاء بأحد اصول دين الله! :( قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ ) .

وثمّة احتمال آخر في تفسير هذه الآية يقول : إنّهم جادون في قولتهم غير مستهزئين ، لأنّهم يعتقدون أن لو كان ثمّة عود ورجعة فهي عبث زائد وخاسر ، إذ لو كانت الحياة الطيبة هي التي نعيشها ، فلما ذا لا تخلد؟ وإن كانت سيئة فما فائدة العود؟

__________________

(١) اسم فاعل هنا بمعنى اسم المفعول ، فالحافرة إذا بمعنى المحفورة.

(٢) وتقدير الجملة مع محذوفها : (أإذا كنّا عظاما نخرة نرد أحياء) أو (أإنا لمبعوثون).

٣٨١

ويمكن اعتبار «الحافرة» الواردة في :( أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ ) قرينة لهذا الاحتمال ، بلحاظ كونها بمعنى (الحفرة).

ولكنّ المعروف بين المفسّرين هو التّفسير الأوّل.

وقد عبّرت الآية السابقة عن قولهم بصيغة المصارع «يقولون» اشارة إلى دوام ترديدهم لما يقولون به ، في حين ذكر الفعل في الآية المبحوثة بصيغة الماضي «قولوا» إشارة إلى أنّهم قليلا ما يقولون ذلك.

وفي آخر آية من الآيات المبحوثة يعود القرآن الكريم إلى مسألة القيامة ، وبلسان قاطع ، يقول :( فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ) .

فالأمر ليس بمستصعب على الخالق القادر ، فما أن يصدر الأمر الإلهي لنفخة الصور الثّانية حتى تعود الحياة ثانية إلى جميع الخلائق ، نعم فتشرع كلّ تلك العظام النخرة وما صار منها ترابا للتجمع على الهيئة الاولى ، وليخرج الناس من قبورهم بعد أن تسري فيهم روح الحياة!

«الزجرة» : بمعنى صيحة بشدّة وانتهار ، ويراد بها : نفخة الصور الثّانية.

«زجرة واحدة» : إشارة إلى سهولة الأمر أمام قدرة الله سبحانه وتعالى ، وإلى سرعة تنفيذ أمره سبحانه (لقيام القيامة) فبصوت واحد من ملائكة القيامة ، أو من صور إسرافيل يرتدي جميع الأموات لباس الحياة من جديد ليحضروا عرصة المحشر للحساب.

«الساهرة» : من (السهر) ، وهو الأرق ، وقيل : لأرض القيامة «الساهرة» لذهاب النوم عن العيون لما سيصابون به من أهوال مرعبة. وقيل : الساهرة : اسم للصحراء ، لأنّ جميع الصحاري مخيفة ، وكأنّ الخوف فيها يطرد النوم من العين(١) .

* * *

__________________

(١) لسان العرب : سهر ، مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٤٢٩ ؛ وتفسير القرطبي ، ج ١٠ ، ص ٦٩٩٠.

٣٨٢

الآيات

( هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى (١٥) إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (١٦) اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (١٧) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى (١٨) وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى (١٩) فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى (٢٠) فَكَذَّبَ وَعَصى (٢١) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى (٢٢) فَحَشَرَ فَنادى (٢٣) فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى (٢٤) فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى (٢٥) إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى (٢٦) )

التّفسير

افتراء فرعون!

يشير القرآن الكريم بهذه المقاطع البيانية إلى بعض مشاهد قصّة موسىعليه‌السلام وفرعون ، والتي تتناول عاقبة الطغاة عبر التاريخ ، وما حدى بفرعون من مصير أسود ، ليستذكر مشركو قريش وطغاتهم تلك الواقعة ، وليعلموا أن من كان أقوى منهم لم يتمكن من مقاومة العذاب الإلهي.

ويشير البيان القرآني كذلك ، إلى المؤمنين بأن لا يخافوا من قوّة الأعداء

٣٨٣

الظاهرية ، لأنّ دمارهم وهلاكهم على الله أسهل من أن يتصور فهذا البيان القرآني إذا ، تسلية لقلوب المؤمنين وترطيبا لخواطرهم.

فيتوجه الحديث إلى النبيّعليه‌السلام بصيغة الاستفهام :( هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى ) ليشوق السامع ويهيئه لاستماع القصّة ذات العبر.

ثمّ يقول :( إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً ) (١) .

«طوى» : يمكن أن يكون اسما لأرض مقدّسة ، تقع في الشام بين (مدين) و (مصر) ، وهو الوادي الذي كلّم الله تعالى فيه موسىعليه‌السلام أوّل مرّة.

وقد رود الاسم أيضا في الآية (١٢) من سورة طه :( إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً ) .

وقد تكون «طوى» صفة من (الطي) ، إشارة إلى ما انطوت عليه تلك الأرض من القداسة والبركة.

أو كما يقول الراغب في مفرداته ، إشارة إلى حالة حصلت له على طريق الاجتباء ، فكان ينبغي عليه السير في طريق طويل ، ليكون لائقا لنزول الوحي ولكن الله تعالى طوى له هذا الطريق وقرّب له الهدف.

ثمّ أشار القرآن إلى تعليمات اللهعزوجل إلى موسىعليه‌السلام في الواد المقدّس :( اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى ) وبعد التزكية وتطهير الذات تصبح لائقا للقاء الله ، وسوف أهديك إليه عسى أن تخشع وتترك ما أنت عليه من المنكرات :( وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى ) .

ولمّا كانت كلّ دعوة تحتاج إلى دليل صحتها ، يضيف القرآن القول :( فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى ) (٢) .

__________________

(١) اعتبر أكثر المفسّرين «إذ» ظرف زمان متعلق بـ «حديث» ويصح الإعتبار لو كانت بمعنى نفس الحادثة وليست حكايتها وثمّة احتمال آخر ، يقول «إذ» : ظرف متعلق بفعل محذوف تقديره (اذكر) ، فالتقدير : (اذكر إذ ناداه ...) ـ فتأمل.

(٢) إنّ الفاصلة الزمنية ما بين توجيه الأمر الإلهي إلى موسىعليه‌السلام وبين إرائة المعجزة كانت كبيرة ، ولكنّ البيان القرآني اختصرها في هذا الموضع.

٣٨٤

ولكن ، ما الآية الكبرى؟ هل هي عصا موسىعليه‌السلام التي تحولت إلى أفعى عظيمة ، أو إخراج يده بيضاء ، أم كليهما؟ (على اعتبار أنّ الألف واللام في «الآية الكبرى» إشارة إلى الجنس). وعلى أيّة حال ، فالمهم في المسألة إنّ موسىعليه‌السلام استند في بدء دعوته على معجزة «الآية الكبرى».

لقد وردت في الآيات الأربعة المذكورة جملة ملاحظات ، هي :

١ ـ طغيان فرعون يمثل علّة الأمر الإلهي لذهاب موسىعليه‌السلام إليه وتبيّن لنا هذه الملاحظة : إنّ من جملة الأهداف المهمّة في حركة الأنبياء هي هداية الطغاة أو مجاهدتهم.

٢ ـ راح موسىعليه‌السلام يدعو فرعون بلين ورفق وأسلوب جميل ، وبأسلوب مرغّب دعاه لأن يتطهر (طهارة مطلقة من الشرك والكفر ، ومن الظلم والفساد) وتنقل لنا الآية (٤٤) من سورة طه هذا المعنى :( فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً ) .

٣ ـ وثمّة إشارة لطيفة وردت بخصوص رسالة الأنبياءعليهم‌السلام ، فدعوتهم للحق تعتمد على محاولة تطهير الناس وإعادتهم إلى فطرتهم السليمة.

كما وأشار البيان القرآني إلى أنّ المخاطبة قد تمّت بكلمة «تزكّي» بدلا من (ازكيك) ، للدلالة على أنّ التزكية الحقّة إنّما هي تلك النابعة من الذات ، ولا تبنى باسس موضوعية خارجية.

٤ ـ ذكرت الهداية بعد التزكية ، للدلالة على أنّ التزكية مقدّمة وبمثابة الأرضية المهيئة للهداية.

٥ ـ إنّ تعبير «إلى ربّك» في حقيقة تأكيد على أنّ من أهديك إليه هو مالكك ومربيك ، فلم الميل عنه؟!

٦ ـ «الخشية» نتيجة للهداية :( وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى ) ، وبما أنّ الخشية لا تحصل إلّا بمعرفة حقّة ، فتكون ثمرة شجرة الهداية والتوحيد هي الإحساس بالمسؤولية الملقاة على العواتق أمام جبار السماوات والأرض ، ولهذا تقول الآية

٣٨٥

(٢٨) من سورة فاطر :( إِنَّما يَخْشَى اللهَ ، مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) .

٧ ـ ابتدأ موسىعليه‌السلام أسلوب دعوته بالهداية العاطفية ثمّ تدرج إلى الهداية العقلية والمنطقية حتى أرى فرعون الآية الكبرى.

وقد بيّن لنا البيان القرآني أفضل طرق الدعوة والإرشاد ، حيث ينبغي إحاطة من يراد هدايته بالرعاية والعطف وتحسيسه بحسن نيّة الداعية أو المرشد ، ومن ثمّ تأتي مرحلة الدليل المنطقي والحوار العلمي.

لكنّ فرعون المتجبّر قابل كلّ تلك المحبّة ، اللطف ، الدعوة بالحسنى والآية الكبرى ، قابل كلّ ذلك بالتجبّر الأعمى والغرور الأبله :( فَكَذَّبَ وَعَصى ) .

وكما يظهر من الآية المباركة فإنّ التكذيب مقدمة العصيان ومرحلة سابقة له ، كما هو حال التصديق الإيمان باعتباره مقدّمة للطاعات.

وازداد فرعون عنوّا :( ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى ) (١) .

وقد هددت معجزة موسىعليه‌السلام كل وجود فرعون الطاغوتي ، ممّا دعاه لأن يبذل كل ما يملك من قدرة لأجل إبطال مفعول المعجزة ، فتراه وقد أمر أتباعه وجنوده لجمع كلّ سحرة البلاد ـ على كثرتهم في تلك الحقبة الزمنية ـ ونودي في الناس بأمره ليشاهدوا مشهد إبطال المعجزة من قبل السحرة ، وليظهروا مثلها!! :( فَحَشَرَ فَنادى ) .

مع أنّ كلمة «حشر» ذكرت بصورة مطلقة مبهمة ، ولكننا نستطيع معرفة تفصيل الأمر من خلال الآيات القرآنية الاخرى ، ففي الآيتين (١١١ و١١٢) من سورة الأعراف ، يكمل تفصيل ذلك :( وَأَرْسِلْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ يَأْتُوكَ بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ ) .

وكذا الحال بالنسبة لكلمة «نادى» ، فيمكننا التوصل لمعناها من خلال الآية

__________________

(١) يمكن اعتبار «ثمّ» في الآية إشارة إلى المدّة التي استغلها فرعون ليدرس ويخطط لكيفية مواجهة موسىعليه‌السلام ، لأنّ «ثمّ» عادة ما تستعمل للتعبير عن الفاصلة الزمنية بين الأحداث.

٣٨٦

(٣٩) من سورة الشعراء ، والتي تناولت نفس الموضوع :( وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ ) .

ولم يكتف فرعون بكذبه وعصيانه ، ومقاومته لدعوة الحق والوقوف أمامها ، بل وتعدى حدود المخلوق بصورة مفرطة جدّا ، وافترى على الله وعلى نفسه بأقبح ادعاء ، حينما ادعى نفسه الربوبية على شعبه وأمرهم بطاعته! :( فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) .

نعم فحينما يقبع المتجبّر في عرش الغرور ، وحينما تلّفه أمواج الأنانية المفرطة ، حينها سيجرفه تيار الإفراط لأن يدعي لنفسه الربوبية ، بل ويجره فقدان بصيرته ، وانحسار فطرته بين ظلمات أنانيته لأن يدعي أنّه (ربّ الأرباب)!!

وأوصل فرعون قولته إلى الناس ليخبرهم بأنّه لا يعارض ما لهم من أصنام يعبدونها ، لكنّه فوقها جميعا فهو (المعبود الأعلى)!

وألطف ما في الأمر ، إنّ فرعون نفسه كان أحد عبدة الأصنام ، بشهادة الآية (١٢٧) من سورة الأعراف :( أَتَذَرُ مُوسى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ) ، فادعاؤه بأنّه (الربّ الأعلى) قد سرى حكمه حتى على آلهته لتكون من عبيده! نعم ، فهكذا هو هذيان الطواغيت.

وقد ادعى فرعون بأكثر من (ربّ الأرباب) ، ليضيف إلى هذيان الطغاة حماقة ، حينما ورد قوله في الآية (٣٨) من سورة القصص :( ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي ) !

وعلى أيّة حال ، فقد حلّ بفرعون منتهى التكبر والطغيان ، فأخذه جبّار السماوات والأرض سبحانه أخذ عزيز مقتدر :( فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى ) (١)

__________________

(١) «نكال» : منصوب بنزع الخافض ، والتقدير : (فأخذه الله بنكال الآخرة) ويحتمل كونه مفعول مطلق للأخذ ، بمعنى (نكّل) ،

٣٨٧

«النكال» : لغة : العجز والضعف. ويقال لمن يتخلف عن دفع ما استحق عليه (نكل). و (النكل) ـ على وزن فكر ـ القيد الشديد الذي يعجز معه الإنسان على عمل أيّ شيء.

و «نكال» : في الآية يقال للعذاب الإلهي الذي يؤدي إلى عجز الإنسان ، ويخيف الآخرين ، فيعجزهم عن ارتكاب الذنب ،.

«نكال الآخرة» : عذاب جهنّم الذي سينال فرعون وأصحابه ومن سار على خطوه ، و «عذاب الاولى» : إشارة إلى إغراق فرعون وأصحابه في نهر النيل.

وتقديم «نكال الآخرة» على عذاب الدنيا ، لأهميته وشدّة بطشه.

وقيل : «الاولى» : تشير إلى كلمة فرعون الاولى في مسير طغيانه حين ادّعى (الالوهية) ، كما جاء في الآية (٣٨) من سورة القصص.

و «الآخرة» : إشارة الى آخر كلمة نطق بها فرعون حين ادّعي (الرّبوبية العليا) ، فعذّبه الله بالغرق في الحياة الدنيا نتيجة ادّعاءيه الباطلين.

وقد أشير لهذا المعنى فيما روي عن الإمام الباقرعليه‌السلام قوله : «إنّ الفترة ما بين قوله الاولى والآخرة كانت أربعين عاما ، وقد أخّر الله تعالى عذابه كلّ هذه المدّة إتماما للحجّة عليه»(١) .

ويوافق هذا المعنى صيغة الفعل الماضي الواردة في الآية «أخذ» والذي يفهم منه تنفيذ كلّ العقاب في الدنيا ، وتعضده الآية التالية التي تعدّ العذاب عبرة للآخرين.

__________________

فيكون التقدير : (نكّل الله ناكال الآخرة).

(١) وفي مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٤٣٢ ، رواية اخرى تحمل نفس المضمون عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأكثر تفصيلا ، نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٥٠٠.

٣٨٨

ويستخلص القرآن نتيجة القصّة :( إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى ) .

فتبيّن الآية بكلّ وضوح ، إنّ وسائط سلك طريق الإعتبار مهيئة لمن سرى في قلبه الخوف والخشية من الله ، واعترته مشاعر الإحساس بالمسؤولية ، ومن رأى العبرة بعين معتبرة اعتبر.

نعم فقد أغرق فرعون ، وأهلك ملكه ودولته ، وصار درسا شاخصا لكل فراعنة وطواغيت ومشركي الزمان ، وعبرة لمن سار على نهجه الفاسد لكل عصر ومصر ، ولا يجني من سار على خطاه سوى ما جنيت به يداه ، وهي سنّة الله ، ولا تغيير ولا تبديل لسنّته جلّ شأنه.

* * *

بحث

بلاغة القرآن :

بنظرة ممعنة في الآيات الإحدى عشر المبحوثة ، تتجلى لنا ذروة فصاحة وبلاغة القرآن الكريم ، فبعبارات موجزة وسريعة ، عرضت قصّة موسىعليه‌السلام مع فرعون وبتفصيل بياني محكم ، حيث تناولت : بيان سبب الرسالة ، هدف دعوة الرسالة ، وسائل التطهير ، كيفية الدعوة ، أسس مواجهة مخططات الأعداء ، نماذج من الادعاءات الباطلة ، والانتقام من الطغاة فكل هذا وما حمل بين ثناياه من دروس حيّة للإنسانية ، قد ورد في هذه الآيات القليلة الموجزة!

* * *

٣٨٩

الآيات

( أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها (٢٧) رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها (٢٨) وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها (٢٩) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (٣٠) أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها (٣١) وَالْجِبالَ أَرْساها (٣٢) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (٣٣) )

التّفسير

اللمسات الرّبانية في عالم الطبيعة ونظام الكون :

ينتقل البيان القرآني مرّة اخرى إلى عالم القيامة ، بعد ذكر تلك اللمحات البلاغية في قصّة موسىعليه‌السلام مع فرعون ، فيعرض صورا من قدرة الله المطلقة في عالم الوجود ، ليستدل به على إمكان المعاد ، ويشرح بعض النعم الإلهية على البشرية (التي لا تعدّ ولا تحصى) ، ليحرك فيهم حس الشكر والذي من خلاله يتوصلون لمعرفة الله.

وابتدأ الخطاب باستفهام توبيخي (لمنكري المعاد) هل أنّ خلقكم (وإعادتكم إلى الحياة بعد الموت) أصعب من خلق السماء :( أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ

٣٩٠

السَّماءُ بَناها ) (١) .

والآية في واقعها جواب لما ذكر من قولهم في الآيات السابقة :( أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ ) ـ أي هل يمكن أن نعود إلى حالتنا الاولى ـ فكلّ إنسان ومهما بلغت مداركه ومشاعره من مستوى ، ليعلم أنّ خلق السماء وما يسبح فيها من نجوم وكواكب ومجرّات ، لهو أعقد وأعظم من خلق الإنسان وإذا فمن له القدرة على خلق السماء وما فيها من حقائق ، أيعقل أن يكون عاجزا عن إعادة الحياة مرّة اخرى إلى الناس؟!

ويضيف القرآن في بيان خلق السماء ، فيقول شارحا بتفصيل :( رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها ) .

«سمك» : ـ على وزن سقف ـ لغة : بمعنى الارتفاع ، وجيئت بمعنى (السقف) أيضا ، وعلى قول الفخر الرازي في تفسيره : إنّ الشيء المرتفع لو قيس ارتفاعه من الأعلى إلى الأسفل فالنتيجة تسمّى (عمق) ، أمّا لو قيس الارتفاع من الأسفل إلى الأعلى فهو (سمك)(٢) .

«سواها» : من (التسوية) ، بمعنى التنظيم ، وهي تشير إلى دقّة التنظيم الحاكمة على الأجرام السماوية ، وإذا اعتبرنا «سمكها» بمعنى «سقفها» ، فهي إشارة إلى الغلاف الجوي الذي حفّ وأحاط بالكرة الأرضية كالسقف المحكم البناء ، والذي يحفظها من شدّة آثار الأحجار السماوية ، والشهب ، والأشعة الكونية والمميتة والمتساقطة عليها باستمرار.

وقيل : إنّ «سواها» إشارة إلى كروية السماء وإحاطتها بالأرض ، حيث أنّ التسوية هنا تعني تساوي الفاصلة بين أجزاء هذا السقف نسبة إلى المركز الأصلي (الأرض) ، ولا يتحقق ذلك من دون كروية الأرض وما حولها (السماء).

__________________

(١) في الآية حذف ، والتقدير : (أم السماء أشدّ خلقا). و «بناها» : جملة استئنافية ، وهي مقدّمة للآيات التالية.

(٢) تفسير الفخر الرازي ، ج ٣١ ، الآية المبحوثة.

٣٩١

وقيل أيضا : إنّ الآية تشير إلى ارتفاع السماء والأجرام السماوية وبعدها الشاسع عن الأرض ، بالإضافة لإشارتها للسقف المحفوظ المحيط بالأرض.

وعلى أيّة حال ، فالآية قد نهجت بذات سياق الآية (٥٧) من سورة المؤمن :( لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) .

ثمّ تنتقل بنا الآية التالية إلى إحدى الأنظمة الحاكمة في هذا العالم الكبير ، الكبير ، (نظام النور والظلمة) ، :( وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها ) .

فلكلّ من النور والظلمة دور أساس ومهم جدّا في حياة الإنسان وسائر الأحياء من حيوان ونبات ، فلا يتمكن الإنسان من الحياة دون النور ، لما له من ارتباط وثيق في حركة وإحساس ورزق وأعمال الإنسان ، وكذا لا يتمكن من تكملة مشوار حياته من غير الظلمة ، والتي تعتبر رمز الهدوء والسكينة.

«أغطش» : من (الغطش) ، بمعنى الظلام ، ولكنّ الراغب في مفرداته يقول : وأصله من «الأغطش» وهو الذي في عينه شبه عمش.

«الضحى» : انبساط الشمس وامتداد النهار(١) .

وتنتقل بنا الآية الاخرى من السماء إلى الأرض ، فتقول :( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها ) .

«دحاها» : من «الدحو» بمعنى الانبساط ، وفسّرها بعضهم :( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها ) .

وللمعنيين أصل واحد ، لوجود التلازم بينهما.

ويقصد بدحو الأرض ، إنّها كانت في البداية مغطاة بمياه الأمطار الغزيرة التي انهمرت عليها من مدّة طويلة ، ثمّ استقرت تلك المياه تدريجيا في منخفضات الأرض ، فشكلت البحار والمحيطات ، فيما علت اليابسة على أطرافها ، وتوسعت

__________________

(١) يرجع ضميرا «ليلها» و «ضحاها» إلى السماء ، فنسبة النور والظلمة إلى السماء باعتبار أنّ لهما منشأ سماويا.

٣٩٢

تدريجيا ، حتى وصلت لما هي عليه الآن من شكل ، (وحدث ذلك بعد خلق السماء والأرض)(١) .

وبعد دحو الأرض ، وإتمام صلاحيتها لسكنى وحياة الإنسان ، يأتي الحديث في الآية التالية عن الماء والنبات معا :( أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها ) .

ويظهر من التعبير القرآني ، إنّ الماء قد نفذ إلى دخل الأرض بادئ ذي بدء ، ثمّ خرج على شكل عيون وأنهار ، حتى تشكلت منهما البحيرات والبحار والمحيطات.

«المرعى» : اسم مكان من (الرعي)(٢) ، وهو حفظ ومراقبة امور الحيوان من حيث التغذية وما شابهها.

ولهذا ، تستعمل كلمة (المراعاة) بمعنى المحافظة والمراقبة وتدبير الأمور ، وكلّ من يسوس نفسه أو غيره يسمّى (راعيا) ، ولذا جاء في الحديث الشريف : «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته».

ثمّ ينتقل البيان القرآني إلى «الجبال» ، حيث ثمّة عوامل تلعب الدور المؤثر في استقرار وسكون الأرض ، مثل : الفيضانات ، العواصف العاتية ، المدّ والجزر ، والزلازل فكل هذه العوامل تعمل على خلخلة استقرار الأرض ، فجعل اللهعزوجل «الجبال» تثبيتا للأرض ، ولهذا تقول الآية :( وَالْجِبالَ أَرْساها ) (٣) .

«أرسى» : من (رسو) ، بمعنى الثبات ، وأرسى : فعل متعد ، أي ، ثبّت الجبال في مواقعها.

وتلخص الآية التالية ما جاء في الآيات السابقة :( مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ ) .

__________________

(١) فسّر بعض المفسّرين «بعد ذلك» في الآية ، بمعنى (إضافة لهذا) ، فيكون معنى الآية : (إضافة إلى ما في الآيات السابقة فالأرض دحاها).

(٢) واعتبره البعض : مصدرا ميميا ، بمعنى الحيوانات السائمة ، ولكنّ المعنى المذكر أعلاه أقرب.

(٣) بحثنا مفصلا موضوع الجبال وأهميتها في حياة الإنسان وفي تثبيت الأرض ، في ذيل الآية (٣) من سورة الرعد ـ فراجع.

٣٩٣

نعم فالسماء رفعها.

خلق نظام النور والظلمة.

دحى الأرض.

أخرج من الأرض ماء ونباتا.

أرسى الجبال لحفظ الأرض.

هيأ مستلزمات عيش الإنسان ، وسخر له كلّ شيء.

كلّ ذلك ، ليغرف الإنسان من نعم الله ، ولكي لا يغفل عن طاعة الله والوصول لساحة رضوانه جلّ شأنه.

وما جاء في الآيات يبرز قدرته سبحانه على المعاد من جهة ، ويدلل من جهة اخرى على وجود الله تعالى وعظمة شأنه ، ليدفع المخلوق إلى الإذعان بسلامة سلك طريق معرفة الله وتوحيده.

* * *

٣٩٤

الآيات

( فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى (٣٤) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى (٣٥) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى (٣٦) فَأَمَّا مَنْ طَغى (٣٧) وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا (٣٨) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى (٣٩) وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى (٤١) )

التّفسير

التنزّه عن الهوى :

وتتجه عدسة آيات القرآن الكريم لتعرض لنا جوانبا من صور عالم القيامة ، وتبدأ بتصوير تلك الداهية المذهلة التي تصيب من عبد أهواءه في الحياة الدنيا :( فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى ) (١) .

«الطامة» : من (الطم) ـ على زنة فنّ ـ وهو في الأصل بمعنى ملء الفراغ

__________________

(١) يقول بعض المفسّرين ، إنّ جواب الشرط في «إذا» الشرطية ، يأتي في الآيات( فَأَمَّا مَنْ طَغى وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ ) ولكن الأفضل أن نقول : إنّ الجزاء محذوف يدل عليه ما في الآيات التالية ، والتقدير : (فإذا جاءت الطامة الكبرى ، يجز كلّ إنسان بما عمل) ، وقيل : يستفاد جزاء الشرط من «يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ » ـ ولكنّه بعيد.

٣٩٥

والحفر ، ويطلق بالطامة على كلّ شيء بلغ حدّه الأعلى ، ولهذا فقد أطلقت على الحوادث المرّة والصعاب الكبار ، وهي في الآية تشير إلى يوم القيامة لما فيها من دواهي تغطي بهولها كلّ هول ، واتبعت بـ «الكبرى» زيادة في التأكيد على أهمية وخطورة يوم القيامة.

ويضيف : حال حلول الحدث سيفلت الجميع من نياط غفلتهم ، ويتذكروا ما زرعوا لحياتهم :( يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى ) .

وأنى للتذكر بعد فوات الأوان!

وإذا طلبوا الرجوع إلى الدنيا لإصلاح ما أفسدوا ويتداركوا الأمر ، فسيقرعون بـ( كَلَّا ) .

وإذا ما اعتذروا تائبين ، فلا محيص عن ردّهم ، بعد أن أوصدت أبواب التوبة بأمر الجبّار الحكيم.

وعندها : لا يبقى لهم إلّا الحسرة والندامة ، والهم والغم ، وكما تقول الآية (٢٧) من سورة الفرقان :( يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ ) .

وثمّة نكتة في الآية ترتبط بصيغة الفعل «يتذكر» ، فقد جاء الفعل مضارعا ليدل على استمرارية التذكر ، فالإنسان أمام ذلك المنظر الرهيب ، وقد أزيلت الحجب عن قلبه وروحه ، سيرى الحقائق بعينها شاخصة أمامه ، ولا ينسى حينها ما اكتسبت يداه من أعمال.

وتشخص الآية التالية ما سيقع :( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى ) .

فالجحيم موجودة ، كما تشير إلى ذلك الآية (٥٤) من سورة العنكبوت :( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ ) ، ولكن حجب الدنيا تمنعنا من رؤيتها ، وأمّا في يوم الفصل ، يوم البروز ، فسيبرز كلّ شيء ولا يستثنى من ذلك جهنّم.

وجملة «لمن يرى» ، تشير إلى رؤية جهنّم من قبل الجميع بلا استثناء (الصالح والطالح) ، فهي غير خافية عن الأنظار.

٣٩٦

وقيل : إنّها لمن سيكون له نظر في يوم القيامة ، لأنّ الآية (١٢٤) من سورة طه قد صرّحت بأنّ البعض سيحشر أعمى :( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ) ، ويعتمد ستكون أكثر المفسّرين على التّفسير الأوّل لمناسبته للمقام ، لأنّ رؤية جهنّم من قبل العاصين ستكون أكثر إيلاما لهم ، إضافة إلى أنّ العمى المشار إليه ، ربّما يكون في موقف معين من مواقف يوم القيامة ، وليس دائما(١) .

وفي الآيات الثلاثة التالية ، يشير القرآن إلى حال المجرمين والطغاة يوم القيامة :( فَأَمَّا مَنْ طَغى وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى ) (٢) .

والآية الاولى تشير إلى فساد عقائد الطغاة ، لأنّ الطغيان ينشأ من الغرور ، والغرور من نتائج عدم معرفة الباري جّل شأنه.

وبمعرفة عظمة وجلال الله يتصاغر الإنسان ويتصاغر حتى يكاد لا يرى لنفسه أثرا ، وعندها سوف لن تزل قدمه عن جادة العبودية الحقة ، ما دام سلوكه يصب في رافد معرفة الله.

والآية الثانية تشير إلى فسادهم العملي ، لأنّ الطغيان يوقع الإنسان في شراك اللذائذ الوقتية الفانية ذروة الطموح ومنتهى الأمل ، فينساق واهما لأنّ يجعلها فوق كلّ شيء!

والأمران في واقعهما كالعلة والمعلول ، فالطغيان وفساد العقدة مفتاح فساد العمل وحبّ الدنيا المفرط ، ولا يجران إلّا إلى سوء عقبى الدار ، نار جهنّم خالدين فيها أبدا.

وعن أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، أنّه قال : «ومن طغى ضل على عمل بلا حجّة»(٣)

، فالغرور يرى صاحبه الهوى حقّ : على الرغم من عدم امتلاكه الدليل أو

__________________

(١) لزيادة التوضيح ، راجع ذيل الآية (١٢٤) من سورة طه.

(٢) تقدير الآية الثالثة مع محذوفها : (هي المأوى له) أو (هي مأواه) ، وحذف الضمير لوضوحه.

(٣) نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٥٠٦ ، الحديث ٤٣.

٣٩٧

الحجّة ، وبالرغم من مخالفة المنطق له!.

ويأتي الدور في الآيتين التاليتين لوصف أهل الجنّة :( وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى ) .

فالشرط الأوّل للحصول على نعم الجنّة والاستقرار بها هو الخوف من الله من خلال معرفته (معرفة الله والخوف من التمرد والعصيان على أوامره) ، والشرط الثاني هو ثمرة ونتيجة الشرط الأوّل أي الخوف والمعرفة ويتمثل في السيطرة على هوى النفس وكبح جماحها ، فهوى النفس من أقبح الأصنام المعبودة من دون الله ، لأنّه المنفذ الرئيسي لدخول معترك الذنوب والمفاسد ، ولذا فـ «أبغض إله عبد على وجه الأرض : الهوى».

وهوى النفس هو الطابور الخامس في قلب الإنسان ، نعم فالشيطان الخارجي لا يتمكن من النفوذ إلى داخل الإنسان ما لم يوافقه الشيطان الداخلي في منحاه ، ويفتح له أبواب الدخول ، كما تشير إلى ذلك الآية (٤٢) من سورة الحجر :( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ ) .

* * *

ملاحظات

١ ـ مقام الرّب؟

جاء في الآية (٤٠)( ... مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ ) ، ولم يقل (من خاف ربّه) ، ، فما ذا يقصد بهذا المقام؟

طرحت احتمالات عديدة في جواب السؤال المذكور :

١ ـ المقام : مواقف القيامة ، وهي المقامات التي سيقف فيها الإنسان بين يدي ربّه للحساب ، فسيكون «مقام ربّه» ـ على ضوء هذا الاحتمال ـ بمعنى (مقامه عند ربّه).

٣٩٨

٢ ـ المقام : علم الله ومقام مراقبته للإنسان ، بدلالة الآية (٣٣) من سورة الرعد :( أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ ) .

وبدلالة ما روي عن الإمام الصادقعليه‌السلام : قوله : «من علم أنّ الله يراه ، ويسمع ما يقول ، ويعلم من خير أو شرّ فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال فذلك الذي خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى»(١) .

٣ ـ مقام العدالة الإلهية ، لأنّ العبد لا يخاف من ذات الله المقدّسة بل خوفه من عدل الله حسابه وفي الحقيقة إنّ هذا الخوف ناشئ من قياس أعماله بميزان العدل ، فالمجرمون ترتعد فرائصهم وتهتزّ دواخلهم حين رؤية القاضي العادل ، ولا يتحملون سماع اسم المحكمة والمحاكمة ، بعكس من لم يقم بأي ذنب ، فرؤيته للقاضي ستكون مغايرة لما داخل المجرم من إحساسات ولا تباين بين هذه التفسيرات الثلاثة ، ويمكن ادغامها في معنى الآية.

٢ ـ علاقة الطغيان بعبادة الدنيا

رسمت الآيات المبحوثة وبأسلوب رائع اصول سعادة وشقاء الإنسانية ، فجسدت بريشتها البيانية زبدة تعاليم الأنبياء والأولياءعليهم‌السلام .

فشقاء الإنسان يكمن في طغيانه وعبادته لجواذب الدنيا ، وسعادته في خوفه من الله وتركه ما يبعد عن ساحة رضوانه سبحانه وتعالى.

روي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنّه قال : «إنّ أخوف ما أخاف عليكم اثنان : إتّباع الهوى وطول الأمل ، فأمّا اتّباع الهوى فيصد عن الحقّ ، وأمّا طول الأمل فينسي الآخرة»(٢) .

و هوى النفس : يضع حجابا على عقل الإنسان ، يزيّن له الأعمال القبيحة ،

__________________

(١) نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ١٩٧.

(٢) نهج البلاغة ، الخطبة ٤٢.

٣٩٩

يشغل الإنسان بنفسه ، يسلبه قدرة التمييز بين الصالح والطالح والتي هي أعظم نعمة على الإنسان ، وبها يتميزّ الإنسان عن الحيوان ، وهذا هو ما أشارت إليه الآية (١٨) من سورة يوسف في وقول نبيّ الله يعقوبعليه‌السلام لأولاده :( بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً ) .

وباب الحديث أوسع بكثير من أن يلخص بوريقات ، ولكننا سنكتفي بذكر حديثين عن أئمّة الهدى من أهل البيتعليهم‌السلام ، لتناولهما مختلف جوانب الموضوع :

فعن الإمام الباقرعليه‌السلام ، أنّه قال : «الجنّة محفوفة بالمكاره والصبر ، فمن صبر على المكاره في الدنيا دحل الجنّة ، وجهنّم محفوفة باللذات والشهوات ، فمن أعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النّار»(١) .

وعن الإمام الصادق ، أنّه قال : «لا تدع النفس وهواها ، فإنّ هواها في رداها ، وترك النفس وما تهوى داؤها ، وكفّ النفس عمّا تهوى دواؤها»(٢) .

ولا يدخل اتباع الهوى جهنّم فقط ، فله من الآثار السلبية حتى في الحياة الدنيا ، ومن نتائجه : فقدان الأمن ، وتخلخل النظام ، ونشوب الحروب ، وسفك الدماء ، وإثارة النزاعات والأحقاد

٣ ـ فريقان لا ثالث لهما

تحدثت الآيات محل البحث عن فريقين من الناس ، أمّا من طغى وعبد هواه فمأواه جهنّم خالدا فيها ، وأمّا من اتقى وخاف مقام ربّه فالجنّة مأواه أبدا.

وثمّة فريق ثالث لم تتطرق له الآيات ، وهو المؤمنين الذين قصروا في أداء بعض الأعمال والوظائف ، أو أصابهم بعض تلوثات هوى النفس الأمارة بالسوء ، فهؤلاء وإن كانوا فريقا ثالثا ـ حسب لظاهر ـ إلّا أنّهم سرعان ما يلتحقون بأحد

__________________

(١) نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٥٠٧ ، الحديث ٤٥.

(٢) المصدر السابق ، الحديث ٤٦.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423