منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

منتهى المقال في أحوال الرّجال13%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-98-1
الصفحات: 423

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 423 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 247735 / تحميل: 4978
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٨-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

وأيضا الميثمي كان في زمان الكاظمعليه‌السلام من المتكلّمين الكبار(١) ، يروي عمّن هو من أصحاب الصادقعليه‌السلام فقط ، فكيف يروي عنه الصفّار ومن في طبقته؟!

وأيضا الميثميّون معروفون لم يعهد توصيف أحد منهم بالسندي أصلا.

وقوله : فلقّب إسماعيل بالسندي ، يشير إلى تلقّبه به غالبا شائعا ، ولم يعهد في الرجال ولا في الأخبار تلقّب ابن شعيب به مطلقا ، بل المعهود سندي بن عيسى وإسماعيل بن عيسى ، ولعلّه ابن إسماعيل بن عيسى بن الفرج السندي(٢) مولى علي بن يقطين وأنّه كان سنديّا فلقّب أولاده به واشتهر إسماعيل به من بينهم بحيث لا يعبّر عنه إلاّ به ،تعق (٣) .

أقول : فيمشكا : ابن السندي ، عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ، ومحمّد بن علي بن محبوب. وهو عن حمّاد بن عيسى ، وعن صفوان(٤) .

٢٠٣٧ ـ علي بن سويد السائي :

بالسين المهملة ، منسوب إلى ساية قرية بالمدينة ، ثقة ، من أصحاب الرضاعليه‌السلام . روى الكشّي عن حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن إسماعيل بن مهران ، عن محمّد بن منصور الخزاعي ، عن علي بن سويد السائي قال : كتبت إلى أبي الحسنعليه‌السلام ، فذكر حديثا عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام يشهد بأنّه نزّل من آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) نقلا عن رجال الكشّي : ٢٥٨ / ٤٧٧ والنجاشي : ٢٥١ / ٦٦١.

(٢) ذكر الشيخ في رجاله : ٢٥٩ / ٥٨٦ عيسى بن الفرج السندي ، وفي ٢٦٦ / ٧٠٥ عيسى بن الفرج.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٤.

(٤) هداية المحدّثين : ١١٧.

٢١

منزلة خاصّة ، وغير ذلك من إلهام الرشد والبصيرة في أمر دينه ،صه (١) .

وقالشه : فيه مع عدم سلامة سنده أنّه شهادة لنفسه ، ففي إثبات مدحه بذلك نظر فضلا عن توثيقه(٢) .

وفيكش بالسند المذكور عنه قال : كتبت إلى أبي الحسن موسىعليه‌السلام أسأله وهو في الحبس عن حاله وعن جواب مسائل كتبت بها إليه ، فكتب إليّ. إلى أن قال : أمّا بعد ، فإنّك امرؤ أنزلك الله من آل محمّد منزلة خاصّة مودّة بما ألهمك من رشدك وبصّرك من أمر دينك. الحديث(٣) .

وفيضا : علي بن سويد السائي ثقة(٤) .

وفيست : له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن حميد ، عن أحمد ابن زيد الخزاعي ، عنه(٥) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل(٦) .

وفيتعق : كلامشه لا يخلو من غرابة ، لأنّ توثيقه منضا ، وذكر الرواية تأكيدا للجلالة ، وعدم سلامة السند وكونه شهادة للنفس غير مضرّ كما ذكرنا في الفوائد وكثير من التراجم ، مع أنّ الرواية مذكورة في الروضة(٧)

__________________

(١) الخلاصة : ٩٢ / ٥.

(٢) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٤٤.

(٣) رجال الكشّي : ٤٥٤ / ٨٥٩.

(٤) رجال الشيخ : ٣٨٠ / ٦.

(٥) الفهرست : ٩٥ / ٤٠٤.

(٦) الفهرست : ٩٤ / ٣٩٩.

(٧) الكافي ٨ : ١٢٤ / ٩٥ ، والسند : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن محمّد بن منصور الخزاعي ، عن علي بن سويد.

ومحمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن عمّه

٢٢

وكتاب الحجّة(١) بطرق متعدّدة(٢) .

أقول : كأنّ د أيضا لم يقف على ما فيضا ، فذكره مهملا(٣) .

وقال المقدّس التقي : روى الصدوق هذه الرسالة عن علي بن سويد بطرق ستة صحيحة ، مع أنّ متن الرسالة دليل صحّته(٤) .

وفيمشكا : ابن سويد السائي الثقة(٥) ، عنه محمّد بن منصور ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، وعلي بن الحكم.

وصحّح العلاّمة فيصه رواية علي بن سويد الراوي عنه علي بن الحكم(٦) ، فتدبّر.

وعنه أحمد بن زيد(٧) .

٢٠٣٨ ـ علي بن سيف بن عميرة :

النخعي ، أبو الحسن ، كوفي ، ثقة ، هو أكبر من أخيه الحسين ، روى‌

__________________

حمزة بن بزيع عن علي بن سويد.

والحسن بن محمّد ، عن محمّد بن أحمد النهدي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن محمّد ابن منصور ، عن علي بن سويد. وذكر الرسالة بتمامها.

(١) الكافي ١ : ٢٠٦ / ١ ، بسنده عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عمّه حمزة بن بزيع ، عن علي السائي.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٥.

(٣) رجال ابن داود : ١٣٩ / ١٠٥٥.

(٤) روضة المتّقين : ١٤ / ١٩٤ ، وفيها : وروى الكشّي في الحسن عن محمّد بن منصور الخزاعي وروى محمّد بن يعقوب الكليني هذه الرسالة بثلاثة طرق. إلى أن قال : مع أنّ متنها دليل على صحّتها. ثمّ قال بعد إيراده الرسالة وذكره عن الشيخ والخلاصة توثيقه : فالخبر صحيح بأربعة طرق.

(٥) الثقة ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) الخلاصة : ٢٨٠ ، الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٨٩.

(٧) هداية المحدّثين : ٢١٧.

٢٣

عن الرضاعليه‌السلام ،صه (١) .

وزادجش : له كتاب ، يحيى بن زكريّا بن شيبان عنه به(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن سيف بن عميرة الثقة ، عنه يحيى بن زكريا بن شيبان ، وأحمد بن محمّد بن عيسى(٣) .

٢٠٣٩ ـ علي بن شبل بن أسد الوكيل :

يظهر من الرجال أنّه شيخ الشيخ والنجاشي(٤) ، يكنّى أبا القاسم ، الظاهر أنّه من مشايخ الإجازة كما في المعراج أيضا(٥) ،تعق (٦) .

أقول : مضى في إبراهيم بن إسحاق الأحمري النهاوندي ذكره(٧) .

٢٠٤٠ ـ علي بن شجرة بن ميمون :

ابن أبي أراكة النّبال ، مولى كندة ، روى أبوه عن أبي جعفر وأبي عبد الله٨ ، وأخوه الحسن بن شجرة روى ، وكلّهم ثقات وجوه أعيان جلّة ،صه (٨) .

جش إلاّ : أعيان ، وزاد : عنه الحسن بن علي بن فضّال(٩) .

وفيست : له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن‌

__________________

(١) الخلاصة : ١٠٢ / ٦٦ ، وفيها وفي النجاشي بعد كوفي زيادة : مولى.

(٢) رجال النجاشي : ٢٧٨ / ٧٢٩.

(٣) هداية المحدّثين : ١١٧.

(٤) يظهر ذلك من الشيخ في رجاله في ترجمة ظفر بن حمدون : ٤٧٧ / ١ وفي فهرسته في ترجمة إبراهيم بن إسحاق النهاوندي : ٧ / ٩ ، وكما يظهر ذلك من النجاشي في ترجمة ظفر بن عبدون أيضا : ٢٠٩ / ٥٥٤.

(٥) معراج أهل الكمال : ٣٧.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٥.

(٧) نقلا عن الفهرست : ٧ / ٩.

(٨) الخلاصة : ١٠٢ / ٦٣ ، ولم يرد فيها النّبال. وفيها بدل جلّة : أجلّة.

(٩) رجال النجاشي : ٢٧٥ / ٧٢٠.

٢٤

حميد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عنه(١) .

وفي نسخة صحيحة في موضع آخر : عن حميد ، عن أبي محمّد القاسم بن إسماعيل القرشي ، عنه(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن شجرة الثقة ، عنه علي بن الحسن بن فضّال ، والحسن بن محمّد بن سماعة ، والقاسم بن إسماعيل القرشي(٣) .

٢٠٤١ ـ علي بن شيرة :

ثقة ،دي (٤) .

وفيد : ( ابن شيرة ، بكسر المعجمة والمثنّاة تحت والراء ،دي ، جخ ، ثقة )(٥) .

ولعلّه ابن محمّد بن شيرة الآتي.

٢٠٤٢ ـ علي بن صالح :

أبو الحسن الهمداني الثوري الكوفي ، أخو الحسن ، أسند عنه ،ق (٦) .

٢٠٤٣ ـ علي بن صالح بن محمّد :

ابن يزداد ـ بالزاي بعد الياء المثنّاة من تحت والدال المهملة بعدها ـ ابن علي بن جعفر الواسطي العجلي الرفّاء ، أبو الحسن ، سمع فأكثر ، ثمّ خلط في مذهبه ،صه (٧) .

__________________

(١) الفهرست : ٩٤ / ٤٠١.

(٢) الفهرست : ٩٥ / ٤١٠.

(٣) هداية المحدّثين : ١١٧.

(٤) رجال الشيخ : ٤١٧ / ٩.

(٥) رجال ابن داود : ١٣٩ / ١٠٥٧. وما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) رجال الشيخ : ٢٤١ / ٢٩١.

(٧) الخلاصة : ٢٣٥ / ٢٥ ، وفيه بعد الرفّاء زيادة : بالفاء المشدّدة.

٢٥

جش إلاّ الترجمة ، وزاد : صنّف في فضل القرآن سورة سورة كتابا لم يصنّف مثله(١) .

٢٠٤٤ ـ علي بن الصلت :

له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عنه ،ست (٢) .

وجش ذكره مع جماعة ، ثمّ قال : هؤلاء رجال ذكرهم ابن بطّة ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد عنهم بكتاب رجل رجل منهم(٣) .

وفيتعق : قال الشيخ محمّد : رأيت في كتاب الحج رواية عن علي ابن الريّان بن الصلت(٤) ، وفيه أيضا عن علي بن الصلت(٥) ، فيحتمل الاتحاد ويكون ثقة(٦) ، والراوي عن ابن الريّان علي بن إبراهيم(٧) وعن ابن الصلت أحمد البرقي ، والمرتبة غير بعيدة ، وباب الاحتمال واسع ، والنجاشي محقّق ، وذكر الرجلين قرينة التعدّد(٨) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٧٠ / ٧٠٧ ، وفيه : يزداد.

(٢) الفهرست : ٩٦ / ٤١٦.

(٣) رجال النجاشي : ٢٧٩ / ٧٣٥ ، وفيه زيادة : وقال : حدّثنا علي بن الصلت مرّة وحدّثنا أحمد بن محمّد عن أبيه عنه مرّة.

(٤) التهذيب ٥ : ٢٠٩ / ٧٠١.

(٥) التهذيب ٥ : ١٦٨ / ٥٥٩ و ١٨١ / ٦٠٥ و ١٨٧ / ٦٢٢.

(٦) وذلك لتوثيق النجاشي لعلي بن الريّان بن الصلت.

(٧) كما في طريقي النجاشي والفهرست إليه.

(٨) حيث إنّ النجاشي عنون تارة علي بن الريّان بن الصلت ونقل أنّ له كتاب منثور الأحاديث رواه مسندا عن علي بن إبراهيم عنه ، واخرى علي بن الصلت ونقل عن ابن بطّة أنّ له كتابا رواه عنه أحمد بن محمّد بن خالد تارة ، واخرى أحمد عن أبيه عنه اخرى.

وكذا الفهرست الذي عنون علي بن الريّان بن الصلت مع أخيه محمّد تارة ونقل أنّ لهما كتابا مشتركا بينهما رواه مسندا عن علي بن إبراهيم عنهما ، كما وعنون علي بن الصلت

٢٦

قلت : الراوي عن ابن الصلت محمّد بن خالد البرقي كما ترى ـ إلاّ أنّه يروي عنه أيضا ابن بطّة(١) ـ ، وابن الريّانضا كما في ترجمة الحسن بن سعيد(٢) ، فالمرتبة واحدة.

ويحتمل التعدّد وكون علي بن الصلت يطلق على علي بن الريّان أيضا نسبة إلى جدّه ، والظاهر أنّه يطلق عليه ، فبالقرائن يظهر الحال ، والله العالم(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن الصلت الثقة ، أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عنه مرّة ، وبغير واسطة أبيه أخرى(٤) .

٢٠٤٥ ـ علي بن عاصم :

في المعراج عن رسالة أبي غالب أنّه كان شيخ الشيعة في وقته ، ومات في حبس المعتضد ، وكان حمل من الكوفة مع جماعة من أصحابه فحبس من بينهم بالمطامير ، فمات على سبيل ماء وأطلق الباقون ، وسعى به رجل يعرف بابن أبي الدواب ، وله قصّة طويلة(٥) ، انتهى.

ومرّ في أحمد بن محمّد بن عاصم الثقة أنّه ابن أخت علي بن عاصم المحدّث(٦) ، إلى غير ذلك ممّا يدلّ على فضله وعلوّ مرتبته ،تعق (٧) .

__________________

اخرى ونقل له كتابا رواه بسنده عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عنه.

(١) كما لعلّه يظهر من كلام النجاشي الذي أسلفنا ذكره.

(٢) نقلا عن رجال الكشّي : ٥٥١ / ١٠٤١.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٥ ، باختلاف كثير.

(٤) هداية المحدّثين : ١١٧.

(٥) معراج أهل الكمال : ١٩٠ ، رسالة أبي غالب الزراري : ١١٥.

(٦) كذا تقدّم عن رسالة أبي غالب الزراري : ١١٥ ، وتقدّم عن الفهرست : ٢٨ / ٨٥ أنّه ابن أخي علي بن عاصم.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٥.

٢٧

٢٠٤٦ ـ علي بن العبّاس الجراذيني :

بالراء بعد الجيم والذال المعجمة بعد الألف قبل الياء المثنّاة من تحت وبعدها النون ، الرازي ، رمي بالغلوّ وغمز عليه ، ضعيف جدّا ، له تصنيف في الممدوحين والمذمومين يدلّ على خبثه وتهالك مذهبه ، لا يلتفت إليه ولا يعبأ بما رواه ،صه (١) .

جش إلاّ الترجمة إلى قوله : جدّا ، وزاد : محمّد بن الحسن الطائي الرازي عنه بكتبه(٢) .

أقول : فيضح ضبطه بالخاء المعجمة(٣) ، وعن د كما هنا(٤) .

وفيمشكا : ابن العبّاس الجراذيني ، عنه محمّد بن الحسن الطائي(٥) .

٢٠٤٧ ـ علي بن عبد الرحمن بن عيسى :

ابن عروة الجرّاح القناني ، أبو الحسن الكاتب ، كان سليم الاعتقاد ، كثير الحديث ، صحيح الرواية ، مات سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ،صه (٦) .

وزادجش : ابتعت من كتبه قطعة في دار أبي طالب ابن النهم(٧) شيخ من وجوه أصحابنارحمهم‌الله (٨) .

وقالشه : ضبطها فيضح بالقاف ثمّ النون قبل الألف وبعدها ، قال :

__________________

(١) الخلاصة : ٢٣٤ / ١٩.

(٢) رجال النجاشي : ٢٥٥ / ٦٦٨.

(٣) إيضاح الاشتباه : ٢١٩ / ٣٩٢.

(٤) رجال ابن داود : ٢٦١ / ٣٤٧.

(٥) هداية المحدّثين : ١١٧.

(٦) الخلاصة : ١٠٢ / ٥٨.

(٧) كذا في نسخة « ش » ، وفي حاشيتها : المنهشم ( خ ل ). وفي نسخة « م » : البهم.

(٨) رجال النجاشي : ٢٦٩ / ٧٠٦ ، وفيه : المنهشم.

٢٨

وفي نسخة بالغين المعجمة(١) (٢) .

٢٠٤٨ ـ علي بن عبد العزيز الفزاري :

وهو ابن غراب ، أسند عنه ، له كتاب ،ق (٣) .

وفيتعق : يأتي بعنوان علي بن غراب.

وفي النقد بعد كتاب :ق ، جخ(٤) (٥) .

أقول : لمّا كانت كلمةق ساقطة في نسخته سلّمه الله من رجال الميرزارحمه‌الله (٦) ظنّ السقوط في جميع نسخه واختصاص النقد بذكرها ، وليس كذلك ، فلاحظ.

٢٠٤٩ ـ علي بن عبد الغفّار :

دي (٧) . وفيكش : قال أبو النضر : سمعت أبا يعقوب يوسف بن السخت قال : كنت أتنفّل في وقت الزوال إذ جاء إليّ علي بن عبد الغفّار فقال لي : أتاني العمريرحمه‌الله فقال لي : يأمرك مولاك أن توجّه رجلا ثقة في طلب رجل يقال له : علي بن عمرو العطّار قدم من قزوين وهو ينزل في دار جنبات دار أحمد بن الخضيب ، فقلت : سمّاني؟ فقال : لا ، ولكن لم أجد أوثق منك(٨) .

أقول : يأتي تمامه في فارس بن حاتم.

__________________

(١) إيضاح الاشتباه : ٢٢٣ / ٤١١.

(٢) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٤٩.

(٣) رجال الشيخ : ٢٤٢ / ٢٩٩.

(٤) نقد الرجال : ٢٣٨ / ١٥٣.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٦ ، والذي فيها إلى قوله : غراب.

(٦)رحمه‌الله ، لم ترد في نسخة « م ».

(٧) رجال الشيخ : ٤١٨ / ١٤.

(٨) رجال الكشّي : ٥٢٦ / ١٠٠٨.

٢٩

وفي الوجيزة : علي بن عبد الغفّار ممدوح(١) .

٢٠٥٠ ـ علي بن عبد الله :

دي(٢) . والظاهر أنّه القمّي أو المدني الآتيان(٣) .

٢٠٥١ ـ علي بن عبد الله :

أبو الحسن العطّار القمّي ، ثقة ، من أصحابنا ،صه (٤) .

وزادجش : عنه أحمد بن محمّد بن عيسى(٥) .

٢٠٥٢ ـ علي بن عبد الله :

يكنّى أبا طالب ، صاحب مسجد الرضاعليه‌السلام بممطير(٦) ، من أهل طبرستان ، روى عنه التلعكبري إجازة ، لم(٧) .

٢٠٥٣ ـ علي بن عبد الله بن بابويه :

صاحب الفهرست الذي ينقل عنه المصنّف كثيرا ويعلّم عليه عه ، وأشار إليه في أوّل الكتاب(٨) ،تعق (٩) .

أقول : هذا علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن‌

__________________

(١) الوجيزة : ٢٦٢ / ١٢٥٨.

(٢) رجال الشيخ : ٤١٧ / ٤ ، ٤١٩ / ٢٧.

(٣) أمّا القمّي فهو الآتي بعيدة ، وأمّا المدني فهو المذكور في منهج المقال نقلا عن رجال الشيخ في أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام : ٤٠٣ / ٩ بعنوان : علي بن عبد الله المدائني.

(٤) الخلاصة : ١٠٠ / ٤١.

(٥) رجال النجاشي : ٢٥٤ / ٦٦٦.

(٦) ذكر في معجم البلدان : ٥ / ١٩٨ أنّ ممطير مدينة بطبرستان. قال محمّد بن أحمد الهمذاني : مدينة طبرستان آمل وهي أكبر مدنها ثمّ ممطير وبينهما ستة فراسخ من السهل وبها مسجد ومنبر. إلى آخره.

(٧) رجال الشيخ : ٤٨٣ / ٤١ ، وفيه : من أرض طبرستان.

(٨) منهج المقال : ١٤.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٦.

٣٠

الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ، وأبوه عبيد الله لا عبد الله ـ كما ذكره سلّمه الله تبعا لبعض نسخ رجال الميرزارحمه‌الله ـ لأنّي وجدته في عدّة مواضع من فهرسته مضبوطا كذلك(١) ، وكذا في أوائل البحار عند ذكر فهرس الكتب الّتي أخذ عنها(٢) ، وكذا في مواضع من رسالة الشيخ سليمانرحمه‌الله في تعداد أولاد بابويه(٣) ، وفي إجازةشه للشيخ حسين بن عبد الصمدرحمه‌الله (٤) ، وفي شرح درايته(٥) ، إلى غير ذلك من المواضع التي جرى ذكره فيها كطرق الإجازات وغيرها.

ثمّ العجب من الميرزا طاب ثراه حيث ذكر عليّا هذا في أوّل كتابه ، وعلّم لكتابة رمزا ، وأكثر من النقل عنه ، ثمّ لم يعنون له ترجمة ولم يتعرّض له أصلا.

قال المحقّق البحراني في رسالته المذكورة بعد ذكر نسبه كما قدّمناه : قدّس الله روحه ، من مشاهير الثقات وفحول المحدّثين ، له كتاب فهرست من تأخّر عن الشيخ أبي جعفررحمه‌الله عجيب في بابه(٦) .

وقال العلاّمة المجلسي في الموضع المذكور من كتابه المزبور : والشيخ منتجب الدين من مشاهير الثقات والمحدّثين ، وفهرسته في غاية الشهرة(٧) .

وقالشه رحمه‌الله في شرح درايته في بحث رواية الأبناء عن الآباء :

__________________

(١) انظر الفهرست المذكور : ١٠ / ٣ و ٤ و ١١١ / ٢٢٨.

(٢) البحار : ١ / ١٨.

(٣) فهرست آل بابويه وعلماء البحرين : ٣٢ و ٤٠ و ٤٩.

(٤) البحار. ١٠٨ / ١٧٠.

(٥) الرعاية في علم الدراية : ٣٦٢.

(٦) فهرست آل بابويه وعلماء البحرين : ٤٩ / ١١.

(٧) البحار : ١ / ٣٥.

٣١

وعن ستّة آباء ، وقد وقع لنا منه رواية الشيخ منتجب الدين أبي الحسن علي ابن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه ، فإنّه يروي عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه علي بن الحسين الصدوق بن بابويه ، وهذا الشيخ منتجب الدين كثير الرواية واسع الطرق عن آبائه وأقاربه وأسلافه ، ويروي عن ابن عمّه الشيخ بابويه بغير واسطة ، وأنا لي رواية عن الشيخ منتجب الدين بعدّة طرق مذكورة فيما وضعته من الطرق والإجازات(١) .

وقالرحمه‌الله في إجازته المذكورة : وأجزت له أدام الله تعالى معاليه أن يروي عنّي جميع ما رواه الشيخ الإمام الحافظ منتجب الدين أبو الحسن علي بن عبيد الله بن الحسن المدعو حسكا بن الحسين(٢) بن علي بن الحسين بن بابويه عن مشايخه وعن والده وجدّه وباقي أسلافه ، وعن عمّه الأعلى الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بالطرق التي إليه ، وجميع ما اشتمل له عليه كتاب فهرسته ، لا سيّما(٣) العلماء المتأخّرين عن الشيخ أبي جعفر الطوسي بطرقه فيه إليهم ، وكان هذا الرجل حسن الضبط كثير الرواية عن مشايخ عديدة(٤) .

وقال فيمل : كان فاضلا عالما ثقة صدوقا محدّثا حافظا راوية علاّمة ، له كتاب الفهرست ذكر فيه المشايخ المعاصرين للشيخ الطوسي والمتأخّرين إلى زمانه ، يروي عنه محمّد بن محمّد بن علي الهمداني القزويني(٥) ،

__________________

(١) الرعاية في علم الدراية : ٣٦٢.

(٢) في المصدر زيادة : ابن الحسن.

(٣) في المصدر : لأسماء.

(٤) البحار : ١٠٨ / ١٦٣.

(٥) أمل الآمل ٢ : ١٩٤ / ٥٨٣.

٣٢

انتهى.

ولا يخفى أنّ علي بن بابويه والده السادس كما مرّ التصريح به عنشه (١) ، بل والمحقّق البحراني(٢) ، ورأيته في الرواشح السماويّة أيضا(٣) ، وربما يرى الناسخ ذكر الحسن بن الحسين مرّتين فيتوهّم التكرار فيحذف من البين اسمين ، وقد وقع ذلك لشيخنا يوسف البحرانيرحمه‌الله ، فإنّه قال في إجازته الكبيرة : الشيخ علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه القمّي ، والشيخ أبو جعفر الصدوق عمّ جدّه الحسن المذكور(٤) ، انتهى.

وليس كذلك ، بل هو عمّ جدّ جدّه الحسن غير هذا المذكور في كلامهرحمه‌الله ، فلاحظ.

ومن مؤلّفات هذا الشيخ : كتاب الأربعين عن الأربعين من الأربعين في مناقب سيّدنا أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، وقد ألحق به أربعة عشر حكاية طريفة جيّدة ، وهو موجود عندي ، وقد منّ الله عليّ أيضا بفهرسته المشهور ، وهو يشهد بسعة دائرته وتعمّق بحره المتدفّق وزخارته ، وله رسالة في المواسعة سمّاها العصرة ، عرّض فيها بابن إدريسرحمه‌الله ، فتتبّع(٥) .

٢٠٥٤ ـ علي بن عبد الله :

المعروف بالخديجي النيلي ، روى عنه التلعكبري ، يكنّى أبا الحسن ، لم(٦) .

__________________

(١) البحار : ١٠٨ / ١٦٣ ـ ١٦٤.

(٢) فهرست آل بابويه وعلماء البحرين : ٤٩ / ١١.

(٣) الرواشح السماويّة : ١٦٠.

(٤) لؤلؤة البحرين : ٣٣٤ ، وفيه : الحسين بن علي بن بابويه القمّي.

(٥)رحمه‌الله فتتبع ، لم ترد في نسخة « م ».

(٦) رجال الشيخ : ٤٨٣ / ٣٥.

٣٣

وفيتعق : هو ابن عبد الله بن محمّد بن عاصم الآتي(١) .

٢٠٥٥ ـ علي بن عبد الله بن عمران :

القرشي أبو الحسن المخزومي ، الذي يعرف بالميموني ، كان فاسد المذهب والرواية ،جش (٢) .

ونحوهصه ، وزاد : غاليا ، ضعيفا(٣) .

ثمّ زادجش بعد ما سبق : وكان عارفا بالفقه ، وصنّف كتاب الحج وكتاب الردّ على أهل القياس ، فأمّا كتاب الحج فسلّم إليّ نسخته فنسختها ، وكان قديما قاضيا بمكّة سنين كثيرة.

أقول : يأتي أيضا ذكره في الكنى(٤) .

٢٠٥٦ ـ علي بن عبد الله الدينوري :

الجبلي ، سيذكر في فارس(٥) ،تعق (٦) .

أقول : هو ابن عبيد الله ـ مصغّرا ـ وسنذكره في عنوانه.

٢٠٥٧ ـ علي بن عبد الله بن غالب :

القيسي ، ثقة ، صدوق ، كوفي ،صه (٧) .

وزادجش : عنه إسماعيل بن يسار(٨) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن‌

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٦.

(٢) رجال النجاشي : ٢٦٨ / ٦٩٨.

(٣) الخلاصة : ٢٣٥ / ٢٤.

(٤) بعنوان : أبو الحسن الميموني.

(٥) نقلا عن رجال الكشّي : ٥٢٥ / ١٠٠٧.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٦ ، وفيها : ابن عبيد الله.

(٧) الخلاصة : ١٠٢ / ٦٥.

(٨) رجال النجاشي : ٢٧٥ / ٧٢٢.

٣٤

الصفّار والحسن بن متيل جميعا ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عنه(١) .

٢٠٥٨ ـ علي بن عبد الله بن محمّد :

ابن عاصم بن زيد بن عمرو بن عوف بن الحارث بن هالة بن أبي هالة النبّاش ، أبو الحسن المعروف بالخديجي ، وهو الأصغر ـ ولنا الخديجي الأكبر علي بن عبد المنعم بن هارون روى عنه ، وهذا علي بن عبد الله ـ وإنّما قيل له الخديجي لأنّه ينسب إلى ولد أبي هالة النبّاش الأسدي الذي كان زوج خديجة قبل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كان ضعيفا فاسد المذهب ،صه (٢) .

ونحوهجش ، وزاد : عنه أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع(٣) .

ومضى عنلم : ابن عبد الله الخديجي(٤) .

٢٠٥٩ ـ علي بن عبد الله بن مروان :

قال الكشّي : قال النصر(٥) : لم أسمع فيه إلاّ خيرا ،صه (٦) .

وقالشه : النصر المنقول عنه مجهول أو مشترك بين الضعيف والثقة كما يأتي ، فلا يصلح للدلالة على المدح ، ولو سلّم فهو من قبيل الحسن(٧) ، انتهى.

والذي فيكش بعد ذكر جماعة : قال أبو عمرو : سألت أبا النضر‌

__________________

(١) الفهرست : ٩٨ / ٤٢٦.

(٢) الخلاصة : ٢٣٥ / ٢٣.

(٣) رجال النجاشي : ٢٦٦ / ٦٩٢.

(٤) رجال الشيخ : ٤٨٣ / ٣٥.

(٥) في نسخة « ش » في الموضعين : النضر.

(٦) الخلاصة : ٩٩ / ٣٦.

(٧) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٤٨.

٣٥

محمّد بن مسعود عن جميع هؤلاء ، فقال : أمّا علي بن عبد الله بن مروان فإنّ القوم ـ يعني الغلاة ـ تمتحن في أوقات الصلاة ، ولم اعتبره(١) في وقت صلاة ولم أسمع فيه(٢) إلاّ خيرا(٣) .

وقد صرّح العلاّمة في عبد الله بن خالد الطيالسي(٤) أنّ من نقل عنه هو أبو النضر محمّد بن مسعود(٥) ، وكذا غيره(٦) ، والله العالم.

وفيتعق : في النقد : والعجب أنّكش سأل أبا النضر محمّد بن مسعود عن علي وأحمد. إلى أن قال : فقال أبو النضر محمّد بن مسعود : أمّا علي بن الحسن فكذا وأمّا أحمد بن الحسن فكذا. إلى آخره ، ونقل العلاّمة فيصه ما قال أبو النضر محمّد بن مسعود في بعض هؤلاء من نصر وفي البعض من أبي النضر محمّد بن مسعود ، ولم يخطر ببالي وجه صالح له(٧) ، انتهى(٨) .

أقول : الداعي سقوط كلمة « أبو » قبل أبو(٩) النضر من قلم السيّد ابن طاوسرحمه‌الله كما رأيته في التحرير(١٠) ، والعلاّمة في الأغلب ـ ومنه في(١١) هذا الموضع ـ ينقل كلام الكشّي من رجال ابن طاوسرحمه‌الله من غير‌

__________________

(١) في المصدر : أحضره.

(٢) في نسخة « ش » : منه.

(٣) رجال الكشّي : ٥٣٠ / ١٠١٤.

(٤) الذي هو أحد الجماعة الواردة في رجال الكشّي.

(٥) الخلاصة : ١١٠ / ٣٥.

(٦) التحرير الطاووسي : ٣٤٥ / ٢٣٨.

(٧) نقد الرجال : ٢٣٩ / ١٦٥.

(٨) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٩) كذا في النسخ ، والأولى عدمها.

(١٠) التحرير الطاووسي : ٣٧٨ / ٢٦٤.

(١١) في ، لم ترد في نسخة « ش ».

٣٦

مراجعة لرجال الكشّي ولا لاختيار الشيخرحمه‌الله منه ، وقد وجدنا متابعته له رحمهما الله في أكثر الأوهام الواقعة من قلمهرضي‌الله‌عنه لحسن ظنّه به واعتماده التام عليه ، والكلمة ليست نصرا ـ بالمهملة والتنكير ـ كما زعمه في النقد بل وشهرحمه‌الله ، بل هي بالمعجمة والتعريف ، والمنشأ ما قلناه ، فلاحظ.

٢٠٦٠ ـ علي بن عبد الله الورّاق :

يروي عنه الصدوق مترحّما(١) ،تعق (٢) .

٢٠٦١ ـ علي بن عبد الله بن الوصيف :

يأتي في ابن الوصيف(٣) ،تعق (٤) .

٢٠٦٢ ـ علي بن عبد الواحد الحميري :

مرّ في الحكم بن أيمن ترحّمجش عليه واستناده إليه(٥) ،تعق (٦) .

٢٠٦٣ ـ علي بن عبيد الله بن بابويه :

مرّ بعنوان ابن عبد الله مكبّرا ، غير مذكور في الكتابين بهذا العنوان.

__________________

(١) الفقيه ٣ : ٦٥ / ٢١٨ ، وفي كمال الدين : ٣٣٦ / ٩ وعيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ٨٨ / ١رضي‌الله‌عنه .

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٦ ، وفيها : مترضّيا.

(٣) عن بلغة المحدّثين : ٣٨٦ ، وفيها : هو أبو الحسن علي بن عبد الله بن وصيف الناشئ الأصغر ، قال ابن خلكان في تأريخه : إنّه من الشعراء المحقّين ، وله في أهل البيت قصائد كثيرة وكان متكلّما بارعا. إلى أن قال : وكان من كبار الشيعة ، وله تصانيف كثيرة.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٦.

(٥) رجال النجاشي : ١٣٧ / ٣٥٤ ، وفيه بدل الحميري : الخمري.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٦.

٣٧

٢٠٦٤ ـ علي بن عبيد الله بن الحسين :

ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام (١) ، أبو الحسن ، الزوج الصالح. قال النجاشي : كان أزهد آل أبي طالب وأعبدهم في زمانه واختصّ بموسى والرضا٨ واختلط بأصحابنا الإماميّة ، وكان لمّا أراده محمّد بن إبراهيم طباطبا لأن يبايع له أبو السرايا بعده أبى عليه وردّ الأمر إلى محمّد بن محمّد بن زيد بن علي.

وقال الكشّي : قرأت في كتاب محمّد بن الحسين بن بندار بخطّه : حدّثني محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن سليمان بن جعفر قال : قال لي علي بن عبيد الله ابن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام : اشتهي أن أدخل على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام أسلّم عليه ،قلت : فما يمنعك من ذلك؟ قال : الإجلال والهيبة له وأتّقي عليه. قال : فاعتلّ أبو الحسنعليه‌السلام علّة خفيفة وقد عاده الناس ، فلقيت علي بن عبيد الله فقلت : قد جاءك ما تريد قد اعتلّ أبو الحسنعليه‌السلام علّة خفيفة وقد عاده الناس فإن أردت الدخول عليه فاليوم ، قال : فجاء إلى أبي الحسنعليه‌السلام عائدا فلقيه أبو الحسنعليه‌السلام بكلّ ما يحبّ من المنزلة والتعظيم ، ففرح بذلك علي بن عبيد الله فرحا شديدا ، ثمّ مرض علي بن عبيد الله فعاده أبو الحسنعليه‌السلام وأنا معه فجلس حتّى خرج من كان في البيت ، فلمّا خرجنا أخبرتني مولاة لنا أنّ أمّ سلمة امرأة علي بن عبيد الله كانت من وراء الستر تنظر إليه ، فلمّا خرج خرجت وانكبّت على الموضع الذي كان أبو الحسنعليه‌السلام فيه جالسا تقبّله وتتمسّح به.

__________________

(١) ابن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، لم يرد في المصدر.

٣٨

قال سليمان : ثمّ دخلت على علي بن عبيد الله فأخبرني بما فعلت أمّ سلمة فخبّرت أبا الحسنعليه‌السلام ، قال : يا سليمان ، إنّ علي بن عبيد الله وامرأته وولده من أهل الجنّة ، يا سليمان ، إنّ ولد علي وفاطمة إذا عرّفهم الله هذا الأمر لم يكونوا كالناس ،صه (١) .

وفيكش وجش ما نقله(٢) ، إلاّ أنّ الذي فيما يحضرني من نسخةجش : علي بن عبيد الله بن علي بن الحسين ، وزاد : له كتاب في الحج ، عنه به عبيد الله ابنه(٣) .

أقول : وكذا في نسختين(٤) منجش ، وكذا أيضا نقل عنه في النقد(٥) .

وفي الحاوي وقد ذكره فيه في قسم الثقات مع ما عرف من طريقته(٦) .

وفي الوجيزة : ممدوح(٧) .

هذا ، وما ذكره فيصه من كونه ابن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين ، هو المذكور في الكافي في باب من عرف الحقّ من أهل البيتعليهما‌السلام وأنكره(٨) ، فلاحظ.

وفيمشكا : ابن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن‌

__________________

(١) الخلاصة : ٩٧ / ٣٢.

(٢) رجال الكشّي : ٥٩٣ / ١١٠٩.

(٣) رجال النجاشي : ٢٥٦ / ٦٧١ ، إلاّ أن الذي فيه : علي بن عبيد الله بن حسين. وفي طبعه دار الإضواء : ٨٠ / ٦٦٩ : علي بن عبيد الله بن علي بن الحسين.

(٤) في نسخة « ش » : نسختي.

(٥) نقد الرجال : ٢٣٩ / ١٧٠.

(٦) حاوي الأقوال : ١٠١ / ٣٦٥.

(٧) الوجيزة : ٢٦٣ / ١٢٦٤.

(٨) الكافي ١ : ٣٠٩ / ١ ، وفيه : علي بن عبد الله بن الحسين.

٣٩

أبي طالبعليه‌السلام الممكن توثيقه من مجموع ما ذكرهجش وكش ، عنه سليمان بن جعفر ، وعبيد الله بن علي بن عبيد الله(١) .

٢٠٦٥ ـ علي بن عبيد الله الدينوري :

غير مذكور في الكتابين(٢) .

أقول : في ترجمة فارس فيكش (٣) : قال سعد : حدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد أنّه كتب إلى أيّوب بن نوح يسأله عمّا خرج إليه في الملعون فارس بن حاتم في جواب كتاب الجبلي علي بن عبيد الله الدينوري ، فكتب إليه أيّوب : سألتني. الحديث(٤) ، وهو يتضمّن إرسال علي هذا مع فارس أشياء لها قدر إلى الإمامعليه‌السلام وإعلام الإمامعليه‌السلام إيّاه بعدم وصولها إليهعليه‌السلام وأمره أن لا يرسل معه شيئا بعد ذلك.

ومرّ الإشارة إليه عنتعق بعنوان ابن عبد الله.

٢٠٦٦ ـ علي بن عثمان :

أبو الدنيا المعمّر ، يظهر من الأخبار حسن حاله في الجملة ،تعق (٥) .

أقول : ذكر الصدوق في إكمال الدين جملة من أحوال أبي الدنيا هذا بطرق مختلفة وأسانيد متعدّدة ، ومن ذلك ما ذكره بقوله : حدّثنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى فيما أجازه لي ممّا يصحّ عندي من حديثه ـ وصحّ عندي هذا الحديث برواية الشريف أبي عبد الله محمّد بن الحسن بن إسحاق ابن الحسن(٦) بن الحسين بن إسحاق بن موسى بن جعفرعليه‌السلام ـ أنّه‌

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٢١٧.

(٢) غير مذكور في الكتابين ، لم ترد في نسخة « م ».

(٣) في كش ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٤) رجال الكشّي : ٥٢٥ / ١٠٠٧.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني ـ النسخة الخطيّة ـ : ٢٣٣.

(٦) ابن الحسن ، لم ترد في المصدر.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

اشتمال مراتب القرآن على المقدّرات الحادثة في كلّ عام:

وقال: (المسألة الثامنة) في تفسير مفردات هذه الألفاظ، أمّا قوله تعالى: ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ) (1) فقد قيل فيه: إنّه تعالى أنزل كلّية القرآن، يبدأ في استنساخ ذلك من اللوح المحفوظ في ليلة البراءة، ويقع الفراغ في ليلة القدر، فتُدفع نسخة الأرزاق إلى ميكائيل ونسخة الحروب إلى جبرائيل، وكذلك الزلازل والصواعق والخسف، ونسخة الأعمال إلى إسماعيل صاحب سماء الدنيا، وهو ملك عظيم، ونسخة المصائب إلى ملك الموت، انتهى كلامه.

وقال القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن: (في تفسير قوله تعالى: ( إنّا أَنْزَلْناهُ ) يعني القرآن، وإن لم يجرِ له ذكر في هذه السورة؛ لأنّ المعنى معلوم، والقرآن كلّه كالسورة الواحدة، وقد قال: ( شَهْرُ رَمَضانُ الَّذي اُنْزِلَ فيهِ الْقُرْآنُ ) ، وقال: ( حم وَالْكِتابِ الْمُبينِ إنّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ) (2) يريد: في ليلة القدر.

وقال الشعبي: المعنى إنّا ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر. وقيل: بل نزل به جبريل عليه‌السلام جملة واحدة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا، إلى بيت العزّة، وأملاه جبريل على السَفَرة، ثمّ كان جبريل ينزّله على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله نُجوماً نُجوماً، وكان بين أوّله وآخره ثلاث وعشرون سنة. قاله ابن عبّاس، وقد تقدّم في سورة البقرة.

وحكى الماوردي عن ابن عبّاس، قال: نزل القرآن في شهر رمضان وفي ليلة القدر، في ليلة مباركة جملة واحدة من عند اللَّه، من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا، فنجّمته السفرة الكرام الكاتبون على جبريل عشرين سنة، ونجّمه جبريل على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عشرين سنة.

قال ابن العربي: وهذا باطل؛ ليس بين جبريل وبين اللَّه واسطة، ولا بين جبريل

____________________

1) سورة الدخان: 3.

2) سورة الدخان: 1 - 3.

٢٨١

ومحمّد عليهما‌السلام واسطة.

قوله تعالى: ( في لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ، قال مجاهد: في ليلة الحكم، ( وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) ، قال ليلة الحكم. والمعنى ليلة التقدير، سمّيت بذلك لأنّ اللَّه تعالى يقدّر فيها ما يشاء من أمره، إلى مثلها من السنة القابلة، من أمر الموت والأجل والرزق وغيره، ويسلّمه إلى مدبّرات الأُمور، وهم أربعة من الملائكة: إسرافيل، وميكائيل، وعزرائيل، وجبريل عليهم‌السلام .

أُمّ الكتاب في القرآن متضمّنة لتقدير كلّ شي‏ء:

وقال: وعن ابن عبّاس، قال: يكتب من أمّ الكتاب ما يكون في السنة من رزق ومطر، وحياة وموت، حتّى الحاجّ. قال عكرمة: يكتب حجّاج بيت اللَّه تعالى في ليلة القدر بأسمائهم وأسماء آبائهم، ما يغادر منهم أحد ولا يزاد فيهم.

وقاله سعيد بن جُبير، وقد مضى في أوّل سورة الدخان هذا المعنى. وعن ابن عبّاس أيضاً: إنّ اللَّه تعالى يقضي الأقضية في ليلة نصف شعبان، ويسلّمها إلى أربابها في ليلة القدر. وقيل: إنّما سمّيت بذلك لعظمها وقدرها وشرفها، من قولهم: لفلان قدر، أي شرف ومنزلة) (1) .

ليلة القدر عوض للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وآلهعليهم‌السلام عن غصب الخلافة:

وقال: (وفي الترمذي عن الحسن بن علي رضي اللَّه عنهما: أنّ رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله رأى بني أُمية على منبره فساءه ذلك، فنزلت ( إنّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ) ، يعني نهراً في الجنّة، ونزلت ( إنّا أنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ

____________________

1) تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن، ج20، ص129 - 130، طبعة القاهرة.

٢٨٢

أَلْفِ شَهْرٍ ) ، يملكها بعدك بنو أُمية. قال القاسم بن الفضل الحدّاني: فعددناها فإذا هي ألف شهر لا تزيد يوماً ولا تنقص يوماً. قال: حديث غريب.

قوله تعالى: ( تَنَزَّلُ الْمَلائِكْةُ ) أي تهبط من كلّ سماء، ومن سدرة المنتهى، ومسكن جبريل على وسطها، فينزلون إلى الأرض ويؤمّنون على دعاء الناس إلى وقت طلوع الفجر، فذاك قوله تعالى ( تَنَزَّلُ الْمَلائِكْةُ ) .

حقيقة الروح النازل ليلة القدر:

وقال: ( وَالرُّوحُ فِيها بِإذْنِ رَبِّهِمْ ) (1) ، أي جبرئيل عليه‌السلام ، وحكى القُشيري: أنّ الروح صنف من الملائكة جُعلوا حفظة على سائرهم، وأنّ الملائكة لا يرونهم كما لا نرى نحن الملائكة. وقال مقاتل: هم أشرف الملائكة وأقربهم من اللَّه تعالى.

وقيل: إنّهم جند من جند اللَّه عزّ وجلّ من غير الملائكة، رواه مجاهد عن ابن عبّاس مرفوعاً، ذكره الماوردي، وحكى القُشيري: قيل هم صنف من خلق اللَّه، يأكلون الطعام، ولهم أيدٍ وأرجل وليسوا ملائكة.

وقيل: (الروح) خلق عظيم يقوم صفّاً، والملائكة كلّهم صفّاً. وقيل: (الروح) الرحمة ينزل بها جبريل عليه‌السلام مع الملائكة في هذه الليلة على أهلها، دليله: ( يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) (2) ، أي بالرحمة، (فِيها) أي في ليلة القدر، ( بِإذْنِ رَبِّهِمْ ) أي بأمره، ( مِن كُلِّ أَمْرٍ ) (3) أمر بكلّ أمر قدّره اللَّه وقضاه في تلك السنة إلى قابل.

وقيل عنه: إنّها رُفعت - يعني ليلة القدر - وإنّها إنّما كانت مرّة واحدة.

____________________

1) سورة القدر: 4.

2) سورة النحل: 2.

3) سورة القدر: 5.

٢٨٣

بقاء ليلة القدر في كلّ عام:

وقال: (والصحيح أنّها باقية... والجمهور على أنّها من كلّ عام من رمضان... وقال الفرّاء: لا يقدّر اللَّه في ليلة القدر إلاّ السعادة والنعم، ويقدّر في غيرها البلايا والنقم) (1) .

وقال الطبري في تفسيره، في ذيل سورة البروج: ( فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ) ، بسنده إلى مجاهد: في لوح، قال: ( فِي أُمِّ الْكِتَابِ ) (2) .

وقال ابن كثير في تفسيره، بعد ما نقل جملة ممّا ذكره عنه الرازي والقرطبي، والذي مرّ نقله، قال: (اختلف العلماء هل كانت ليلة القدر في الأُمم السالفة، أم هي من خصائص هذه الأُمّة؟

فقال الزهري:... وهذا الذي قاله مالك يقتضي تخصيص هذه الأُمّة بليلة القدر. وقيل: إنّها كانت في الأُمم الماضين كما هي في أُمّتنا، ثمّ هي باقية إلى يوم القيامة وفي رمضان خاصّة) (3) .

وقال الزمخشري في الكشّاف، بعد ما ذكره جملة ممّا ذكره عنه الرازي والقرطبي، في ذيل قوله تعالى: ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) (4) قال: (وسبب ارتقاء فضلها إلى هذه الغاية ما يوجد فيها من المصالح الدينية التي ذكرها، من تنزّل الملائكة والروح، وفصل كلّ أمر حكيم).

وقال في ذيل قوله تعالى ( مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) (5) : أي تتنزّل من أجل كلّ أمر قضاه اللَّه لتلك السنة إلى قابل... وروي عن رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : (من قرأ سورة القدر أُعطي من الأجر كمن صام رمضان وأحيى ليلة القدر)، وذكر في هامش المطبوع: أنّ الحديث أخرجه الثعلبي، والواحدي، وابن مردويه، بسندهم إلى أُبَيّ ابن كعب.

____________________

1) تفسير القرطبي، ج20، ص133 - 137، في تفسير الجامع لأحكام القرآن طبعة القاهرة.

2) جامع البيان، ج30، ص176.

3) تفسير ابن كثير، ج4، ص 568.

4) سورة القدر: 2.

5) سورة القدر: 5.

٢٨٤

ليلة القدر عوض له صلى‌الله‌عليه‌وآله عن غصب بني أُمية خلافته، وتعدد مصادر الحديث لديهم:

وقال الآلوسي في روح المعاني: (ويستدلّ لكونها مدنية بما أخرجه الترمذي، والحاكم، عن الحسن ابن عليّ (رضي اللَّه تعالى عنهما): (أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أُري بني أُمية على منبره فساءه ذلك، فنزلت ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) (1) ، ونزلت: ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (2) .. الحديث). وهو كما قال المزني: حديث منكر، انتهى.

وقد أخرج الجلال هذا الحديث في الدرّ المنثور عن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل أيضاً، من رواية يوسف ابن سعد، وذكر فيه: أنّ الترمذي (3) أخرجه وضعّفه، وأنّ الخطيب أخرج عن ابن عبّاس نحوه، وكذا عن ابن نسيب، بلفظٍ: قال نبي اللَّه: (أُريتُ بني أُمية يصعدون منبري، فشقّ ذلك عليّ فأُنزِلت ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ، ففي قول المزني هو منكر تردّد عندي.

وقد ورد في روايات أهل البيت عليهم‌السلام ما رواه الكافي بسنده إلى أبي عبد اللَّه عليه‌السلام ، قال: (أُري رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه بني أُمية يصعدون على منبره من بعده ويضلّون الناس عن الصراط القهقري، فأصبح كئيباً حزيناً، قال: فهبط عليه جبرئيل فقال: يا رسول اللَّه مالي أراك كئيباً حزيناً؟ قال: يا جبرئيل إنّي رأيت بني أُمية في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي، يضلّون الناس عن الصراط القهقري. فقال: والذي بعثك بالحقّ نبيّاً إنّي ما اطّلعت عليه. فعرّج إلى السماء فلم يلبث أن نزل بآي من القرآن يُؤنسه بها، قال: ( أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ) (4) ، وأُنزل عليه: ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) ، جعل اللَّه ليلة القدر لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله

____________________

1) سورة الكوثر: 1.

2) سورة القدر: 1.

3) سنن الترمذي، ج5، ص444، ح 3350.

4) سورة الشعراء: 205 - 207.

٢٨٥

خيراً من ألف شهر ملك بني أُمية) (1) .

وروى الكُليني، عن علي بن عيسى القمّاط عن عمّه، قال: (سمعت أبا عبد اللَّه يقول: هبط جبرئيل عليه‌السلام على رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ورسول اللَّه كئيب حزين، فقال: رأيت بني أُمية يصعدون المنابر وينزلون منها. قال: والذي بعثك بالحقّ نبيّاً، ما علمت بشي‏ء من هذا. وصعد جبرئيل إلى السماء، ثمّ أهبطه اللَّه جلّ ذكره بآي من القرآن يعزّيه بها قوله: ( أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ) (2) .

وأنزل اللَّه جلّ ذكره: ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) للقوم، فجعل اللَّه ليلة القدر (لرسوله) خير، من ألف شهر) (3) .

وفي سند الصحيفة السجّادية، عن أبي عبد اللَّه عليه‌السلام ، قال: (إنّ أبي حدّثني عن أبيه عن جدّه عن عليّ عليه‌السلام : إنّ رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله أخذته نَعسةٌ وهو على منبره، فرأى في منامه رجالاً ينزون على منبره نزو القردة، يردّون الناس على أعقابهم القهقري، فاستوى رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله جالساً والحزن يعرف في وجهه، فأتاه جبرئيل عليه‌السلام بهذه الآية ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إلاّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إلاّ طُغْيَانًا كَبِيرًا ) ، يعني بني أُمية. قال: يا جبرئيل على عهدي يكونون وفي زمني؟

قال: لا، ولكن تدور رحى الإسلام من مُهاجرك فتلبث بذلك عشراً، ثمّ تدور رحى الإسلام على رأس خمسة وثلاثين من مهاجِرَك فتلبث بذلك خمساً، ثمّ لابدّ من رحى

____________________

1) الكافي، ج4، ص159.

2) سورة الشعراء:205 - 206.

3) الكافي، ج8، ص223.

٢٨٦

ضلاله هي قائمة على قطبها ثمّ ملك الفراعنة. قال: وأنزل اللَّه تعالى في ذلك: ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) يملكها بنو أُمية. فيها ليلة القدر.

قال: فأَطلع اللَّه عزّ وجلّ نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ بني أُمية تملك سلطان هذه الأُمّة وملكها طول هذه المدّة، فلو طاولتهم الجبال لطالوا عليها، حتّى يأذن اللَّه تعالى بزوال ملكهم، وهم في ذلك يستشعرون عداوتنا أهل البيت وبغضنا. أخبر اللَّه نبيّه بما يلقي أهل بيت محمّد وأهل مودّتهم وشيعتهم منهم في أيامهم وملكهم) (1) .

وفي تأويل الآيات: (روي عن أبي بصير عن أبي عبد اللَّه عليه‌السلام ، قال: قوله عزّ وجلّ: ( خَيْرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ ) هو سلطان بني أُمية.

وقال: ليلة من إمام عادل خير من ألف شهر ملك بني أُمية.

وقال: ( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ) أيّ من عند ربّهم على محمّد وآل محمّد، بكلّ أمر سلام) (2) .

وفي تفسير القمّي: بسنده، في معنى سورة: ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) فهو القرآن... قوله: ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) .

أقول: تكثر الروايات في غصب الخلافة من بني أُمية، وتأذّي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وتعويضه بليلة القدر، وسيأتي معنى تعويضه بليلة القدر، وتسالم كثير من علماء الجمهور بهذه الروايات، هذا الأمر أحد الأدلّة على أنّ الخلافة في الشريعة الإلهية هي منصب أهل بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فتدبّر تبصُر.

____________________

1) الصحيفة السجّادية الكاملة: 15 - 16.

2) تأويل الآيات، ج2، ص817، ح2.

٢٨٧

حقيقة النازل الذي نزل في ليلة القدر:

وقال في ذيل قوله تعالى ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) : الضمير عند الجمهور للقرآن، وادّعى الإمام فيه إجماع المفسّرين، وكأنّه لم يعتقد بقول من قال منهم برجوعه لجبرئيل عليه‌السلام أو غيره؛ لضعفه. قالوا: وفي التعبير عنه بضمير الغائب مع عدم تقدّم ذكره تعظيم له، أي تعظيم لِما أنّه يشعر بأنّه لعلوّ شأنه كأنّه حاضر عند كلّ أحد.

جهل الخلق بحقيقة ليلة القدر:

وقال في ذيل قوله تعالى ( وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) (1) : لِما فيه من الدلالة على أنّ علوّها خارج عن دائرة دراية الخلق، لا يُعلم ذلك، ولا يَعلم به إلاّ علاّم الغيوب.

حقيقة نزول القرآن جملة واحدة:

ثمّ ذكر جملة في تعدّد نزول القرآن جملةً واحدةً ونجوماً، وذكر في ضمنها هذه الرواية، عن ابن عبّاس: (أُنزل القرآن جملةً واحدة حتّى وضع في بيت العزّة في السماء الدنيا، ونزل به جبريل عليه‌السلام على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله بجواب كلام العباد وأعمالهم)... ثمّ نقل الاختلاف بين المفسّرين عندهم في قوله تعالى: ( أَنْزَلْنَاهُ ) من جهة نزول القرآن جملةً واحدة، فهل تضمّن القرآن النازل جملةً واحدة هذه العبارة أم لا؟ فلابدّ من ارتكاب المجاز في الإسناد؛ لأنّه إخبار عمّا وقع فيما مضى، فكيف يكون هذا اللفظ في ضمنه؟

____________________

1) سورة القدر: 2.

٢٨٨

فذكر قولاً للرازي في حلّ الإشكال، وللقرطبي، وابن كثير، وضعّف قولهم. ونقل عن ابن حجر في شرح البخاري أنّه أُنزل جملةً واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزّة في السماء الدنيا، بل حكى بعضهم الإجماع عليه، ثمّ نقل جواباً لحلّ الإشكال عن السيد عيسى الصفوي، ثمّ الاختلاف بين الدَّواني وغيره، وأنّه ألّف رسالة في ذلك، في الجواب عن مسألة الحذر الأصمّ.

ثمّ نقل عن الإتقان قول أبي شامة: فإن قلت ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ) إن لم يكن من جملة القرآن الذي نزل جملة، فما نزل جملة؟ وإن كان من الجملة فما وجه هذه العبارة؟

قلت: لها وجهان:

أحدهما: أن يكون المعنى إنّا حكمنا بإنزاله في ليلة القدر، وقضينا به وقدّرناه في الأزل.

والثاني: أنّ لفظ ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ) ماضٍ ومعناه على الاستقبال، أي تنزّله جملة في ليلة القدر. ثمّ ذكر عدم ارتضائه لهذا القول وعدم حسنه.

ثمّ نقل أقوالاً أُخر، ثمّ قال: والمراد بالإنزال إظهار القرآن من عالم الغيب إلى عالم الشهادة، أو إثباته لدى السَفَرة هناك، أو نحو ذلك ممّا لا يشكل نسبته إلى القرآن.

تقدير الأُمور في ليلة القدر على من تُنزّل؟

وقال في معنى ليلة القدر: إنّها ليلة التقدير، وسبب تسميتها بذلك لتقدير ما يكون في تلك السنة من أُمور. قال: المراد إظهار تقديره ذلك للملائكة عليهم‌السلام المأمورين بالحوادث الكونية. ثمّ نقل عن بعض تفسير ذلك: هاهنا ثلاثة أشياء:

الأوّل: نفس تقدير الأُمور، أي تعيين مقاديرها وأوقاتها، وذلك في الأزل.

٢٨٩

الثاني: إظهار تلك المقادير للملائكة عليهم‌السلام بأن تكتب في اللوح المحفوظ، وذاك في ليلة النصف من شعبان.

الثالث: إثبات تلك المقادير في نسخ وتسليمها إلى أربابها من المدبّرات، فتدفع نسخة الأرزاق، والنباتات، والأمطار، إلى ميكائيل عليه‌السلام ، ونسخة الحروب والرياح والجنود والزلازل والصواعق والخسف إلى جبرئيل عليه‌السلام ، ونسخة الأعمال إلى إسرافيل عليه‌السلام ، ونسخة المصائب إلى ملك الموت، وذلك في ليلة القدر.

وقيل: يقدّر في ليلة النصف الآجال والأرزاق، وفي ليلة القدر الأُمور التي فيها الخير والبركة والسلامة. وقيل: يقدّر في هذه ما يتعلّق به إعزاز الدين وما فيه النفع العظيم للمسلمين، وفي ليلة النصف يكتب أسماء من يموت ويسلّم إلى ملك الموت، واللَّه تعالى أعلم بحقيقة الحال.

أقول: إنّ المكتوب في ليلة القدر ويقدّر يُفترض أنّ كتابته وتقديره إنّما يُكتب ويقدّر لتسليمه إلى من يوكّل إليه تدبير الأُمور بإذن اللَّه، كالملائكة الموكّلين، فالتنزّل بكلّ هذه التقديرات والكتابة إلى الأرض إلى من يسلّم؟ ومن هو الذي يطّلع على ذلك من أهل الأرض؟ وما هو التناسب بين نزول ما فيه إعزاز الدين والأُمّة، والحديث النبويّ: (إنّ الإسلام لا يزال عزيزاً إلى اثني عشر خليفة... كلّهم من قريش) (1) ؟

أقوال علماء سنّة الجماعة في عِوَضية الليلة له عن غصب الخلافة:

قال في تفسير ( أَلْفِ شَهْرٍ ) : وقد سمعت إلى ما يدلّ أنّ الألف إشارة إلى مُلك بني أُميّة، وكان على ما قال القاسم بن الفضل: ألف شهر، لا يزيد يوماً ولا ينقص

____________________

1) المعجم الكبير للطبراني، ج2، ص232. ولاحظ: إحقاق الحق، ج13، 1 - 49.

٢٩٠

يوماً، على ما قيل: ثمانين سنة، وهي ألف شهر تقريباً؛ لأنّها ثلاثة وثمانون سنة وأربعة أشهر، ولا يعكّر على ذلك ملكُهم في جزيرة الأندلس بعد؛ لأنّه ملك يسير في بعض أطراف الأرض وآخر عمارة العرب، ولذا لا يعدّ من مَلَكَ منهم هناك من خلفائهم، وقالوا بانقراضهم بهلاك مروان الحمار.

وطعن القاضي عبد الجبّار في كون الآية إشارة لما ذُكر؛ بأنّ أيام بني أُمية كانت مذمومة أي باعتبار الغالب، فيبعد أن يقال في شأن تلك الليلة إنّها خير من ألف شهر مذمومة:

ألم ترَ أنّ السيف ينقص قدره

إذا قيل إنّ السيف خيرٌ من العصا

وأُجيب: إنّ تلك الأيام كانت عظيمة بحسب السعادات الدنيوية، فلا يبعد أن يقول اللَّه تعالى: أعطيتك ليلة في السعادات الدينية أفضل من تلك في السعادات الدنيوية، فلا تبقى فائدة.

ليلة القدر مع الأنبياء في ما مضى فهي مع من في ما بقي:

الروح النازل في ليلة القدر قناة غيبية كانت مع الأنبياء، فهي مع من بعد النبيّ الخاتم؟ قال: وما أشير إليه من خصائص هذه الأُمّة هو الذي يقتضيه أكثر الأخبار الواردة في سبب النزول، وصرّح به الهيثمي وغيره.

وقال القسطَلاني: إنّه معترض بحديث أبي ذر عند النسائي، حيث قال فيه: (يا رسول اللَّه، أتكون مع الأنبياء فإذا ماتوا رُفعت. قال: بل هي باقية). ثمّ ذكر أنّ عمدة القائلين بذلك الخبر الذي قدّمناه في سبب النزول من رؤيته صلى‌الله‌عليه‌وآله تقاصر أعمار أُمّته عن أعمار الأُمم، وتعقّبه بقوله هذا محتمل للتأويل، فلا يدفع الصريح في حديث أبي ذر كما قاله الحافظان: ابن كثير في تفسيره، وابن حجر في فتح الباري.

٢٩١

وقد اختلف العلماء في ليلة القدر اختلافاً كثيراً، وتحصّل لنا من مذاهبهم في ذلك أكثر من أربعين قولاً، كما وقع لنا نظير ذلك في ساعة الجمعة، وقد اشتركتا في إخفاء كلّ منهما ليقع الجدّ في طلبهما:

القول الأوّل: إنّها رُفعت أصلاً ورأساً. حكاه المتولّي في التتمّة عن الروافض، والفاكهاني في شرح العمدة عن الحنفية، وكأنّه خطأ منه، والذي حكاه السروجي أنّه قول الشيعة.

أقول: بل الشيعة الإمامية هم المذهب الوحيد على وجه الأرض القائلون ببقاء الاتّصال بين الأرض والسماء، وأنّ هناك سبب متّصل هو الإمام من عِترة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإن لم يكن هذا الاتّصال وحياً نبويّاً، وهو الذي يتنزّل عليه الروح الأعظم والملائكة كلّ عام بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بينما المذاهب الإسلامية كلّها حتّى الزيدية، وإن قالوا باستمرار الإمامة السياسية وعدم حصرها بالأئمّة المنصوص عليهم وأنّ الإمامة هي لكلّ من قام بالثورة على الظلم ولا يشترط فيها العصمة، إلاّ أنّهم قائلون بانقطاع الاتّصال أيضاً بين الغيب والشهادة.

وانقطاع الاتّصال ذهبت إليه اليهود بعد النبيّ موسى عليه‌السلام ، كما ذهبت إليه النصارى بعد النبيّ عيسى عليه‌السلام .

وقال: وقد روى عبد الرزّاق من طريق داود بن أبي عاصم، عن عبد اللَّه بن يخنس: قلت لأبي هريرة: زعموا أنّ ليلة القدر رُفعت، قال: كذّب من قال ذلك. ومن طريق عبد اللَّه بن شُريك قال: ذكر الحجاج ليلة القدر فكأنّه أنكرها، فأراد زر بن حُبيش أن يحصبه فمنعه قومه.

الثاني: إنّها خاصّة بسنة واحدة وقعت في زمن رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حكاه الفاكهاني أيضاً.

الثالث: إنّها خاصّة بهذه الأُمّة، ولم تكن في الأُمم قبلهم، جزم به ابن حبيب وغيره من المالكية ونقله الجمهور، وحكاه صاحب العدّة من الشافعية ورجّحه،

٢٩٢

وهو معترض بحديث أبي ذر عند النسائي، حيث قال فيه: قلت: يا رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله أتكون مع الأنبياء فإذا ماتوا رفعت قال: لا، بل هي باقية.

وعمدتهم قول مالك في الموطأ: بلغني أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تقاصر أعمار أمّته عن أعمار الأُمم الماضية، فأعطاه اللَّه ليلة القدر، وهذا يحتمل التأويل، فلا يدفع التصريح في حديث أبي ذر (1) .

ليلة القدر يفصل فيها المقدّرات لأحداث كلّ السنة:

وقال الآلوسي في روح المعاني في تفسير قوله تعالى ( مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) (2) : أي من أجل كلّ أمر تعلّق به التقدير في تلك السنة إلى قابل وأظهره سبحانه وتعالى لهم، قاله غير واحد. ف)من(بمعنى اللام التعليلية متعلّقة بتنزّل، وقال أبو حاتم: (من) بمعنى الباء، أي تنزّل بكلّ أمر، فقيل: أي من الخير والبركة، وقيل: من الخير والشرّ وجعلت الباء عليه للسببية.

والظاهر على ما قالوا إنّ المراد بالملائكة المدبّرات؛ إذ غيرهم لا تعلّق له بالأُمور التي تعلّق بها التقدير ليتنزّلوا لأجلها على المعنى السابق، وهو خلاف ما تدلّ عليه الآثار من عدم اختصاصهم بالمدبّرات (3) .

ليلة القدر يتحقّقها وتتنزّل على من شاء اللَّه تعالى من عباده:

جاء في شرح صحيح مسلم للنووي قوله: (اعلم أنّ ليلة القدر موجودة... وأنّها تُرى ويتحققّها من شاء اللَّه تعالى من بني آدم كلّ سنة في رمضان، كما تظاهرت عليه الأحاديث... وأخبار الصالحين بها، ورؤيتهم لها أكثر من أن تُحصر. وأمّا قول القاضي عيّاض عن المهلّب بن أبي صُفرة: لا يمكن رؤيتها حقيقةً. فغلط فاحش

____________________

1) فتح الباري، ص262 - 263، كتاب فضل ليلة القدر.

2) سورة القدر: 6.

3) روح المعاني، ج30، ص196.

٢٩٣

نبهتُ عليه لئلاّ يُغترّ به) (1) .

وقال في ذيل سورة الدخان، في قوله تعالى ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ) (2) : أي الكتاب المبين الذي هو القرآن على القول المعوّل عليه في ( لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ) هي ليلة القدر، على ما روي عن ابن عبّاس وقتادة.

وفي تحفة المحتاج لابن حَجَر الهيتمي: (ليس لرائيها كَتْمها، ولا ينال فضلها - أي كمالها - إلاّ من أطلعه اللَّه عليها)، انتهى.

والظاهر أنّه عَنى برؤيتها: رؤية ما يحصل به العلم له بها، ممّا خُصّت به من الأنوار، وتنزّل الملائكة عليهم‌السلام ، أي: نحوٍ من الكشف ممّا لا يعرف حقيقته إلاّ أهله، وهو كالنصّ في أنّها يراها من شاء اللَّه تعالى من عباده. ثمّ حكى عن ابن شاهين: إنّه لا يراها أحد من الأوّلين والآخرين إلاّ نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله .

ثمّ قال: وفي بعض الأخبار ما يدلّ على أنّ رؤيتها مناماً وقعت لغيره صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ففي صحيح مسلم وغيره، عن ابن عمر: (إنّ رجالاً من أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحرّياً فليتحرَّها في السبع الأواخر) (3) .

وحُكي نحو قول ابن شاهين عن غيره أيضاً، وغلّط، ففي شرح صحيح مسلم وابن جُبير ومجاهد وابن زيد والحسن، وعليه أكثر المفسّرين والظواهر معهم.. والمراد بإنزاله في تلك الليلة إنزاله فيها جملةً إلى السماء الدنيا من اللوح، فالإنزال المنجّم في ثلاث وعشرين سنة أو أقل كان من السماء الدنيا، وروي هذا عن ابن جرير وغيره، وذكر أنّ المحلّ الذي أُنزل فيه من تلك السماء البيت المعمور، وهو

____________________

1) شرح مسلم، ج8، ص66.

2) سورة الدخان: 3.

3) صحيح مسلم، ج3، ص170.

٢٩٤

مسامِت للكعبة، بحيث لو نزل لنزل عليها.

وأخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم النخعي أنّه قال: أُنزل القرآن جملةً على جبرئيل عليه‌السلام ، وكان جبرئيل عليه‌السلام يجي‏ء به بعدُ إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله .

ليلة القدر في سورة الشورى والنزول الأول للقرآن:

وقال في ذيل قوله تعالى: ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ... ) (1) : وهو ما أُوحي إليه (عليه الصلاة والسلام)، أو القرآن الذي هو للقلوب بمنزلة الروح للأبدان حيث يحييها حياة أبدية. وقيل: أي ومثل الإيحاء المشهود لغيرك، أوحينا أبو القاسم إليك. وقيل: أي مثل ذلك الإيحاء المفصّل، أوحينا إليك، إذ كان عليه الصلاة والسلام اجتمعت له الطرق الثلاث، سواء فُسّر الوحي بالإلقاء، أم فُسّر بالكلام الشفاهي.

وقد ذُكر أنّه (عليه الصلاة والسلام) قد أُلقي إليه في المنام كما أُلقي إلى إبراهيم عليه‌السلام ، وأُلقي إليه عليه الصلاة والسلام في اليقظة على نحو إلقاء الزبور إلى داود عليه‌السلام . ففي (الكبريت الأحمر) للشعراني، نقلاً عن الباب الثاني من (الفتوحات المكّية): أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله أُعطي القرآن مجملاً قبل جبرئيل عليه‌السلام ، من غير تفصيل الآيات والسور. وعن ابن عبّاس تفسير الروح بالنبوّة. وقال الربيع: هو جبرئيل عليه‌السلام .

وعليه، فأوحينا مضمّن معنى أرسلنا، والمعنى: أرسلناه بالوحي إليك؛ لأنّه لا يقال: أوحى الملك بل أرسله.

ونقل الطبرسي عن أبي جعفر، وأبي عبد اللَّه (رضي اللَّه تعالى عنهما): أنّ المراد بهذا الروح ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يصعد

____________________

1) سورة الشورى 52: 42.

٢٩٥

إلى السماء. وهذا القول في غاية الغرابة، ولعلّه لا يصحّ عن هذين الإمامين.

وتنوين (روحاً) للتعظيم، أي روحاً عظيماً (1) ... وقال في ذيل قوله تعالى ( وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ ) : أي الروح الذي أوحيناه إليك. وقال ابن عطية: الضمير للكتاب، وقيل للإيمان، ورجّح بالقرب، وقيل للكتاب والإيمان ووحّد؛ لأنّ مقصدهما واحد فهو نظير ( وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ ) (2) .

____________________

1) روح المعاني، ج25، ص 80 - 81.

2) سورة التوبة: 62.

٢٩٦

ليلة القدر

في روايات أهل سنّة الخلافة

دوام ليلة القدر في كلّ عام إلى يوم القيامة:

1 - فقد روى عبد الرزّاق الصنعاني في (المصنّف) بسنده، عن مولى معاوية، قال: (قلت لأبي هريرة: زعموا أنّ ليلة القدر قد رُفعت، قال: كذّب من قال كذلك، قلت: فهي كلّ شهر رمضان استقبله؟ قال: نعم... الحديث) (1) ، ورواه عنه بطريق آخر (2) ، ورواه كنز العمّال أيضاً (3) .

2 - وروى عبد الرزّاق الصنعاني في المصنّف بسنده، عن ابن عبّاس، قال: (ليلةٌ في كلّ رمضان يأتي، قال: وحدّثني يزيد بن عبد اللَّه بن الهاد: أنّ رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله سُئِل عن ليلة القدر، فقيل له: كانت مع النبيّين ثمّ رُفعت حين قُبضوا، أو هي في كلّ سنة؟ قال: بل هي في كلّ سنة، بل هي في كلّ سنة) (4) .

3 - وروي عن ابن جرير، قال: (حُدّثت: أنّ شيخاً من أهل المدينة سأل أبا ذر بمنى، فقال: رُفعت ليلة القدر أم هي في كلّ رمضان؟ فقال أبو ذر: سألت رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت: يا رسول اللَّه رُفعت ليلة القدر؟ قال: بل هي كلّ رمضان) (5) .

4 - وروى ابن أبي شيبة الكوفي في المصنّف في باب ليلة القدر، بسنده إلى ابن

____________________

1) المصنّف، ج3، ص216، ح 5586.

2) المصنّف، ج3، ص255، ح 7707.

3) كنز العمّال، ج3، ص634، ح 24490.

4) المصنّف، ج4، ص255، ح 7708.

5) المصنّف، ج4، ص255، ح 7709، وأخرجه هق، ج4، ص307، والطحاوي، ج2، ص50.

٢٩٧

أبي مرثد عن أبيه، قال: (كنت مع أبي ذر عند الجمرة الوسطى، فسألته عن ليلة القدر، فقال: كان أسأل الناس عنها رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنا: ليلة القدر كانت تكون على عهد الأنبياء فإذا ذهبوا رُفعت؟ قال: لا ولكن تكون إلى يوم القيامة) (1) .

5 - أخرج السيوطي في الدرّ المنثور: (عن محمّد بن نصر، عن سعيد بن المسيّب أنّه سُئل عن ليلة القدر، أهي شي‏ء كان فذهب، أم هي في كلّ عام؟ فقال: بل هي لأُمّة محمّد ما بقي منهم اثنان) (2) .

أقول: وفي هذه الرواية - وإن كانت مقطوعة - دلالةٌ على أن لو بقي في الأرض رجلٌ واحد لكان الثاني هو الحجّة وخليفة اللَّه في الأرض، الذي تنزّل عليه ليلة القدر بمقادير الأُمور، وأنّ ليلة القدر هي من حقائق وخصائص روح الحجّة في الأرض.

6 - وروى الطبري بسنده عن ربيعة بن كلثوم، قال: (قال رجل للحسن وأنا أسمع: أرأيت ليلة القدر في كلّ رمضان هي؟ قال: نعم، واللَّه الذي لا إله إلاّ هو إنّها لفي كلّ رمضان، وأنّها ليلة القدر، فيها يُفرق كلّ أمر حكيم، فيها يقضي اللَّه كلّ أجل وعمل ورزق إلى مثلها) (3) .

النزول في ليلة القدر وحي للأنبياء، واستمراره بعد الأنبياء:

قال ابن خزيمة في صحيحه (4) : باب ذكر أبواب ليلة القدر، والتأليف بين الأخبار المأثورة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيها ما يحسب كثيراً من حملة العلم، ممّن لا يفهم صناعة العلم، أنّها متهاتِرةٌ متنافية، وليس كذلك هي عندنا بحمد اللَّه ونعمته، بل هي

____________________

1) المصنّف لابن أبي شيبة، ج2، ص394، ح 5، باب 341.

2) الدرّ المنثور، ج6، ص371، في ذيل سورة القدر.

3) جامع البيان، ج25، ص139، ح24000.

4) صحيح ابن خزيمة، ج3، ص320.

٢٩٨

مختلفة الألفاظ متّفقة المعنى، على ما سأبيّنه إن شاء اللَّه.

قال أيضاً: باب ذكر دوام ليلة القدر في كلّ رمضان إلى قيام الساعة، ونفي انقطاعها بنفي الأنبياء.

7 - وروى بسنده إلى أبي مرثد، قال: (قال: لقينا أبا ذر وهو عند الجمرة الوسطى، فسألته عن ليلة القدر، فقال: ما كان أحد بأَسأل لها منّي، قلت: يا رسول اللَّه ليلة القدر أُنزلت على الأنبياء بوحي إليهم فيها ثمّ ترجع؟ فقال: بل هي إلى يوم القيامة.. الحديث) (1) ، ورواه بطريق آخر أيضاً، في باب أنّ ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان (2) .

8 - وروى النسائي، والقسطلاني، والهيثمي، وابن حجر في فتح الباري، وابن كثير في تفسيره حديث أبي ذر - في ليلة القدر - قال: (يا رسول اللَّه أتكون مع الأنبياء فإذا ماتوا رُفعت؟ قال: بل هي باقية).

9 - وروى أحمد بن محمّد بن سلمة في شرح معاني الآثار، في باب الرجل يقول لامرأته أنت طالق ليلة القدر، متى يقع الطلاق؟ بسنده، إلى مالك ابن مرثد عن أبيه، قال: (سألت أبا ذر فقلت: أسألت رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله عن ليلة القدر؟ قال: نعم، كنت أسأل الناس عنها، قال عكرمة: يعني أشبع سؤلاً، قلت: يا رسول اللَّه، ليلة القدر أفي رمضان هي أم في غيره؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : في رمضان. قلت: وتكون مع الأنبياء ما كانوا فإذا رُفعوا رُفعت؟ قال: بل هي إلى يوم القيامة) (3) .

10 - وفي صحيح ابن حِبان، قال في باب ذكر البيان بأنّ ليلة القدر تكون في العشر الأواخر كلّ سنة إلى أن تقوم الساعة، ثمّ روى بسند متّصل رواية أبي ذر

____________________

1) صحيح ابن خزيمة، ج3، ص320.

2) صحيح ابن خزيمة، ج3، ص321.

3) شرح معاني الآثار، ج3، ص85.

٢٩٩

المتقدِّمة واللفظ فيها... (تكون في زمان الأنبياء ينزل عليهم الوحي، فإذا قُبضوا رُفعت؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : بل هي إلى يوم القيامة) (1) .

وروى البيهقي في فضائل الأوقات رواية أبي ذر المتقدّمة بإسناده (2) ، وقال - قبل تلك الرواية -: وليلة القدر التي ورد القرآن بفضيلتها إلى يوم القيامة وهي في كلّ رمضان... ثمّ نقل الخبر المزبور. وروى الهيثمي في موارد الظمآن رواية أبي ذر بسنده (3) .

11 - وروى أحمد بن محمّد بن سَلمة في معاني الآثار، في باب الرجل يقول لامرأته أنت طالق ليلة القدر، متى يقع الطلاق؟ بسنده إلى سعيد بن جبير عن ابن عمر، قال: (سُئل رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا أسمع عن ليلة القدر؟ فقال: في كلّ رمضان). ففي هذا الحديث أنّها في كلّ رمضان، فقال قوم هذا دليل على أنّها تكون في أوّله وفي وسطه، كما قد تكون في آخره. وقد يحتمل قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (في كلّ رمضان)، هذا المعنى، ويحتمل أنّها في كلّ رمضان إلى يوم القيامة (4) ، ورواه بطرق أخرى غير مرفوعة.

أقول: هذه الروايات عند العامّة مطابقة لما يأتي من الروايات عند أهل البيت عليهم‌السلام ، من عدّة وجوه، أهمّها:

أوّلاً: ليلة القدر كانت من لَدُن آدم عليه‌السلام ، واستمرّت إلى النبيّ الخاتم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهي مستمرّة إلى يوم القيامة نزولاً على خلفاء النبيّ الاثني عشر.

وثانياً: إنّ هذا الروح النازل في ليلة القدر هو قناة ارتباط الأنبياء والأوصياء مع الغيب.

وثالثاً: ممّا يدلّل على عموم الخلافة الإلهية: ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ

____________________

1) صحيح ابن حِبّان، ج8، ص438.

2) البيهقي، ص 219.

3) موارد الظمآن، ص 231.

4) شرح معاني الحديث، ج3، ص84.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423