منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

منتهى المقال في أحوال الرّجال13%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-98-1
الصفحات: 423

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 423 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 248667 / تحميل: 4992
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٨-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

وأيضا الميثمي كان في زمان الكاظمعليه‌السلام من المتكلّمين الكبار(١) ، يروي عمّن هو من أصحاب الصادقعليه‌السلام فقط ، فكيف يروي عنه الصفّار ومن في طبقته؟!

وأيضا الميثميّون معروفون لم يعهد توصيف أحد منهم بالسندي أصلا.

وقوله : فلقّب إسماعيل بالسندي ، يشير إلى تلقّبه به غالبا شائعا ، ولم يعهد في الرجال ولا في الأخبار تلقّب ابن شعيب به مطلقا ، بل المعهود سندي بن عيسى وإسماعيل بن عيسى ، ولعلّه ابن إسماعيل بن عيسى بن الفرج السندي(٢) مولى علي بن يقطين وأنّه كان سنديّا فلقّب أولاده به واشتهر إسماعيل به من بينهم بحيث لا يعبّر عنه إلاّ به ،تعق (٣) .

أقول : فيمشكا : ابن السندي ، عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ، ومحمّد بن علي بن محبوب. وهو عن حمّاد بن عيسى ، وعن صفوان(٤) .

٢٠٣٧ ـ علي بن سويد السائي :

بالسين المهملة ، منسوب إلى ساية قرية بالمدينة ، ثقة ، من أصحاب الرضاعليه‌السلام . روى الكشّي عن حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن إسماعيل بن مهران ، عن محمّد بن منصور الخزاعي ، عن علي بن سويد السائي قال : كتبت إلى أبي الحسنعليه‌السلام ، فذكر حديثا عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام يشهد بأنّه نزّل من آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) نقلا عن رجال الكشّي : ٢٥٨ / ٤٧٧ والنجاشي : ٢٥١ / ٦٦١.

(٢) ذكر الشيخ في رجاله : ٢٥٩ / ٥٨٦ عيسى بن الفرج السندي ، وفي ٢٦٦ / ٧٠٥ عيسى بن الفرج.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٤.

(٤) هداية المحدّثين : ١١٧.

٢١

منزلة خاصّة ، وغير ذلك من إلهام الرشد والبصيرة في أمر دينه ،صه (١) .

وقالشه : فيه مع عدم سلامة سنده أنّه شهادة لنفسه ، ففي إثبات مدحه بذلك نظر فضلا عن توثيقه(٢) .

وفيكش بالسند المذكور عنه قال : كتبت إلى أبي الحسن موسىعليه‌السلام أسأله وهو في الحبس عن حاله وعن جواب مسائل كتبت بها إليه ، فكتب إليّ. إلى أن قال : أمّا بعد ، فإنّك امرؤ أنزلك الله من آل محمّد منزلة خاصّة مودّة بما ألهمك من رشدك وبصّرك من أمر دينك. الحديث(٣) .

وفيضا : علي بن سويد السائي ثقة(٤) .

وفيست : له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن حميد ، عن أحمد ابن زيد الخزاعي ، عنه(٥) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل(٦) .

وفيتعق : كلامشه لا يخلو من غرابة ، لأنّ توثيقه منضا ، وذكر الرواية تأكيدا للجلالة ، وعدم سلامة السند وكونه شهادة للنفس غير مضرّ كما ذكرنا في الفوائد وكثير من التراجم ، مع أنّ الرواية مذكورة في الروضة(٧)

__________________

(١) الخلاصة : ٩٢ / ٥.

(٢) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٤٤.

(٣) رجال الكشّي : ٤٥٤ / ٨٥٩.

(٤) رجال الشيخ : ٣٨٠ / ٦.

(٥) الفهرست : ٩٥ / ٤٠٤.

(٦) الفهرست : ٩٤ / ٣٩٩.

(٧) الكافي ٨ : ١٢٤ / ٩٥ ، والسند : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن محمّد بن منصور الخزاعي ، عن علي بن سويد.

ومحمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن عمّه

٢٢

وكتاب الحجّة(١) بطرق متعدّدة(٢) .

أقول : كأنّ د أيضا لم يقف على ما فيضا ، فذكره مهملا(٣) .

وقال المقدّس التقي : روى الصدوق هذه الرسالة عن علي بن سويد بطرق ستة صحيحة ، مع أنّ متن الرسالة دليل صحّته(٤) .

وفيمشكا : ابن سويد السائي الثقة(٥) ، عنه محمّد بن منصور ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، وعلي بن الحكم.

وصحّح العلاّمة فيصه رواية علي بن سويد الراوي عنه علي بن الحكم(٦) ، فتدبّر.

وعنه أحمد بن زيد(٧) .

٢٠٣٨ ـ علي بن سيف بن عميرة :

النخعي ، أبو الحسن ، كوفي ، ثقة ، هو أكبر من أخيه الحسين ، روى‌

__________________

حمزة بن بزيع عن علي بن سويد.

والحسن بن محمّد ، عن محمّد بن أحمد النهدي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن محمّد ابن منصور ، عن علي بن سويد. وذكر الرسالة بتمامها.

(١) الكافي ١ : ٢٠٦ / ١ ، بسنده عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عمّه حمزة بن بزيع ، عن علي السائي.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٥.

(٣) رجال ابن داود : ١٣٩ / ١٠٥٥.

(٤) روضة المتّقين : ١٤ / ١٩٤ ، وفيها : وروى الكشّي في الحسن عن محمّد بن منصور الخزاعي وروى محمّد بن يعقوب الكليني هذه الرسالة بثلاثة طرق. إلى أن قال : مع أنّ متنها دليل على صحّتها. ثمّ قال بعد إيراده الرسالة وذكره عن الشيخ والخلاصة توثيقه : فالخبر صحيح بأربعة طرق.

(٥) الثقة ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) الخلاصة : ٢٨٠ ، الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٨٩.

(٧) هداية المحدّثين : ٢١٧.

٢٣

عن الرضاعليه‌السلام ،صه (١) .

وزادجش : له كتاب ، يحيى بن زكريّا بن شيبان عنه به(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن سيف بن عميرة الثقة ، عنه يحيى بن زكريا بن شيبان ، وأحمد بن محمّد بن عيسى(٣) .

٢٠٣٩ ـ علي بن شبل بن أسد الوكيل :

يظهر من الرجال أنّه شيخ الشيخ والنجاشي(٤) ، يكنّى أبا القاسم ، الظاهر أنّه من مشايخ الإجازة كما في المعراج أيضا(٥) ،تعق (٦) .

أقول : مضى في إبراهيم بن إسحاق الأحمري النهاوندي ذكره(٧) .

٢٠٤٠ ـ علي بن شجرة بن ميمون :

ابن أبي أراكة النّبال ، مولى كندة ، روى أبوه عن أبي جعفر وأبي عبد الله٨ ، وأخوه الحسن بن شجرة روى ، وكلّهم ثقات وجوه أعيان جلّة ،صه (٨) .

جش إلاّ : أعيان ، وزاد : عنه الحسن بن علي بن فضّال(٩) .

وفيست : له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن‌

__________________

(١) الخلاصة : ١٠٢ / ٦٦ ، وفيها وفي النجاشي بعد كوفي زيادة : مولى.

(٢) رجال النجاشي : ٢٧٨ / ٧٢٩.

(٣) هداية المحدّثين : ١١٧.

(٤) يظهر ذلك من الشيخ في رجاله في ترجمة ظفر بن حمدون : ٤٧٧ / ١ وفي فهرسته في ترجمة إبراهيم بن إسحاق النهاوندي : ٧ / ٩ ، وكما يظهر ذلك من النجاشي في ترجمة ظفر بن عبدون أيضا : ٢٠٩ / ٥٥٤.

(٥) معراج أهل الكمال : ٣٧.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٥.

(٧) نقلا عن الفهرست : ٧ / ٩.

(٨) الخلاصة : ١٠٢ / ٦٣ ، ولم يرد فيها النّبال. وفيها بدل جلّة : أجلّة.

(٩) رجال النجاشي : ٢٧٥ / ٧٢٠.

٢٤

حميد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عنه(١) .

وفي نسخة صحيحة في موضع آخر : عن حميد ، عن أبي محمّد القاسم بن إسماعيل القرشي ، عنه(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن شجرة الثقة ، عنه علي بن الحسن بن فضّال ، والحسن بن محمّد بن سماعة ، والقاسم بن إسماعيل القرشي(٣) .

٢٠٤١ ـ علي بن شيرة :

ثقة ،دي (٤) .

وفيد : ( ابن شيرة ، بكسر المعجمة والمثنّاة تحت والراء ،دي ، جخ ، ثقة )(٥) .

ولعلّه ابن محمّد بن شيرة الآتي.

٢٠٤٢ ـ علي بن صالح :

أبو الحسن الهمداني الثوري الكوفي ، أخو الحسن ، أسند عنه ،ق (٦) .

٢٠٤٣ ـ علي بن صالح بن محمّد :

ابن يزداد ـ بالزاي بعد الياء المثنّاة من تحت والدال المهملة بعدها ـ ابن علي بن جعفر الواسطي العجلي الرفّاء ، أبو الحسن ، سمع فأكثر ، ثمّ خلط في مذهبه ،صه (٧) .

__________________

(١) الفهرست : ٩٤ / ٤٠١.

(٢) الفهرست : ٩٥ / ٤١٠.

(٣) هداية المحدّثين : ١١٧.

(٤) رجال الشيخ : ٤١٧ / ٩.

(٥) رجال ابن داود : ١٣٩ / ١٠٥٧. وما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) رجال الشيخ : ٢٤١ / ٢٩١.

(٧) الخلاصة : ٢٣٥ / ٢٥ ، وفيه بعد الرفّاء زيادة : بالفاء المشدّدة.

٢٥

جش إلاّ الترجمة ، وزاد : صنّف في فضل القرآن سورة سورة كتابا لم يصنّف مثله(١) .

٢٠٤٤ ـ علي بن الصلت :

له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عنه ،ست (٢) .

وجش ذكره مع جماعة ، ثمّ قال : هؤلاء رجال ذكرهم ابن بطّة ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد عنهم بكتاب رجل رجل منهم(٣) .

وفيتعق : قال الشيخ محمّد : رأيت في كتاب الحج رواية عن علي ابن الريّان بن الصلت(٤) ، وفيه أيضا عن علي بن الصلت(٥) ، فيحتمل الاتحاد ويكون ثقة(٦) ، والراوي عن ابن الريّان علي بن إبراهيم(٧) وعن ابن الصلت أحمد البرقي ، والمرتبة غير بعيدة ، وباب الاحتمال واسع ، والنجاشي محقّق ، وذكر الرجلين قرينة التعدّد(٨) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٧٠ / ٧٠٧ ، وفيه : يزداد.

(٢) الفهرست : ٩٦ / ٤١٦.

(٣) رجال النجاشي : ٢٧٩ / ٧٣٥ ، وفيه زيادة : وقال : حدّثنا علي بن الصلت مرّة وحدّثنا أحمد بن محمّد عن أبيه عنه مرّة.

(٤) التهذيب ٥ : ٢٠٩ / ٧٠١.

(٥) التهذيب ٥ : ١٦٨ / ٥٥٩ و ١٨١ / ٦٠٥ و ١٨٧ / ٦٢٢.

(٦) وذلك لتوثيق النجاشي لعلي بن الريّان بن الصلت.

(٧) كما في طريقي النجاشي والفهرست إليه.

(٨) حيث إنّ النجاشي عنون تارة علي بن الريّان بن الصلت ونقل أنّ له كتاب منثور الأحاديث رواه مسندا عن علي بن إبراهيم عنه ، واخرى علي بن الصلت ونقل عن ابن بطّة أنّ له كتابا رواه عنه أحمد بن محمّد بن خالد تارة ، واخرى أحمد عن أبيه عنه اخرى.

وكذا الفهرست الذي عنون علي بن الريّان بن الصلت مع أخيه محمّد تارة ونقل أنّ لهما كتابا مشتركا بينهما رواه مسندا عن علي بن إبراهيم عنهما ، كما وعنون علي بن الصلت

٢٦

قلت : الراوي عن ابن الصلت محمّد بن خالد البرقي كما ترى ـ إلاّ أنّه يروي عنه أيضا ابن بطّة(١) ـ ، وابن الريّانضا كما في ترجمة الحسن بن سعيد(٢) ، فالمرتبة واحدة.

ويحتمل التعدّد وكون علي بن الصلت يطلق على علي بن الريّان أيضا نسبة إلى جدّه ، والظاهر أنّه يطلق عليه ، فبالقرائن يظهر الحال ، والله العالم(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن الصلت الثقة ، أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عنه مرّة ، وبغير واسطة أبيه أخرى(٤) .

٢٠٤٥ ـ علي بن عاصم :

في المعراج عن رسالة أبي غالب أنّه كان شيخ الشيعة في وقته ، ومات في حبس المعتضد ، وكان حمل من الكوفة مع جماعة من أصحابه فحبس من بينهم بالمطامير ، فمات على سبيل ماء وأطلق الباقون ، وسعى به رجل يعرف بابن أبي الدواب ، وله قصّة طويلة(٥) ، انتهى.

ومرّ في أحمد بن محمّد بن عاصم الثقة أنّه ابن أخت علي بن عاصم المحدّث(٦) ، إلى غير ذلك ممّا يدلّ على فضله وعلوّ مرتبته ،تعق (٧) .

__________________

اخرى ونقل له كتابا رواه بسنده عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عنه.

(١) كما لعلّه يظهر من كلام النجاشي الذي أسلفنا ذكره.

(٢) نقلا عن رجال الكشّي : ٥٥١ / ١٠٤١.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٥ ، باختلاف كثير.

(٤) هداية المحدّثين : ١١٧.

(٥) معراج أهل الكمال : ١٩٠ ، رسالة أبي غالب الزراري : ١١٥.

(٦) كذا تقدّم عن رسالة أبي غالب الزراري : ١١٥ ، وتقدّم عن الفهرست : ٢٨ / ٨٥ أنّه ابن أخي علي بن عاصم.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٥.

٢٧

٢٠٤٦ ـ علي بن العبّاس الجراذيني :

بالراء بعد الجيم والذال المعجمة بعد الألف قبل الياء المثنّاة من تحت وبعدها النون ، الرازي ، رمي بالغلوّ وغمز عليه ، ضعيف جدّا ، له تصنيف في الممدوحين والمذمومين يدلّ على خبثه وتهالك مذهبه ، لا يلتفت إليه ولا يعبأ بما رواه ،صه (١) .

جش إلاّ الترجمة إلى قوله : جدّا ، وزاد : محمّد بن الحسن الطائي الرازي عنه بكتبه(٢) .

أقول : فيضح ضبطه بالخاء المعجمة(٣) ، وعن د كما هنا(٤) .

وفيمشكا : ابن العبّاس الجراذيني ، عنه محمّد بن الحسن الطائي(٥) .

٢٠٤٧ ـ علي بن عبد الرحمن بن عيسى :

ابن عروة الجرّاح القناني ، أبو الحسن الكاتب ، كان سليم الاعتقاد ، كثير الحديث ، صحيح الرواية ، مات سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ،صه (٦) .

وزادجش : ابتعت من كتبه قطعة في دار أبي طالب ابن النهم(٧) شيخ من وجوه أصحابنارحمهم‌الله (٨) .

وقالشه : ضبطها فيضح بالقاف ثمّ النون قبل الألف وبعدها ، قال :

__________________

(١) الخلاصة : ٢٣٤ / ١٩.

(٢) رجال النجاشي : ٢٥٥ / ٦٦٨.

(٣) إيضاح الاشتباه : ٢١٩ / ٣٩٢.

(٤) رجال ابن داود : ٢٦١ / ٣٤٧.

(٥) هداية المحدّثين : ١١٧.

(٦) الخلاصة : ١٠٢ / ٥٨.

(٧) كذا في نسخة « ش » ، وفي حاشيتها : المنهشم ( خ ل ). وفي نسخة « م » : البهم.

(٨) رجال النجاشي : ٢٦٩ / ٧٠٦ ، وفيه : المنهشم.

٢٨

وفي نسخة بالغين المعجمة(١) (٢) .

٢٠٤٨ ـ علي بن عبد العزيز الفزاري :

وهو ابن غراب ، أسند عنه ، له كتاب ،ق (٣) .

وفيتعق : يأتي بعنوان علي بن غراب.

وفي النقد بعد كتاب :ق ، جخ(٤) (٥) .

أقول : لمّا كانت كلمةق ساقطة في نسخته سلّمه الله من رجال الميرزارحمه‌الله (٦) ظنّ السقوط في جميع نسخه واختصاص النقد بذكرها ، وليس كذلك ، فلاحظ.

٢٠٤٩ ـ علي بن عبد الغفّار :

دي (٧) . وفيكش : قال أبو النضر : سمعت أبا يعقوب يوسف بن السخت قال : كنت أتنفّل في وقت الزوال إذ جاء إليّ علي بن عبد الغفّار فقال لي : أتاني العمريرحمه‌الله فقال لي : يأمرك مولاك أن توجّه رجلا ثقة في طلب رجل يقال له : علي بن عمرو العطّار قدم من قزوين وهو ينزل في دار جنبات دار أحمد بن الخضيب ، فقلت : سمّاني؟ فقال : لا ، ولكن لم أجد أوثق منك(٨) .

أقول : يأتي تمامه في فارس بن حاتم.

__________________

(١) إيضاح الاشتباه : ٢٢٣ / ٤١١.

(٢) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٤٩.

(٣) رجال الشيخ : ٢٤٢ / ٢٩٩.

(٤) نقد الرجال : ٢٣٨ / ١٥٣.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٦ ، والذي فيها إلى قوله : غراب.

(٦)رحمه‌الله ، لم ترد في نسخة « م ».

(٧) رجال الشيخ : ٤١٨ / ١٤.

(٨) رجال الكشّي : ٥٢٦ / ١٠٠٨.

٢٩

وفي الوجيزة : علي بن عبد الغفّار ممدوح(١) .

٢٠٥٠ ـ علي بن عبد الله :

دي(٢) . والظاهر أنّه القمّي أو المدني الآتيان(٣) .

٢٠٥١ ـ علي بن عبد الله :

أبو الحسن العطّار القمّي ، ثقة ، من أصحابنا ،صه (٤) .

وزادجش : عنه أحمد بن محمّد بن عيسى(٥) .

٢٠٥٢ ـ علي بن عبد الله :

يكنّى أبا طالب ، صاحب مسجد الرضاعليه‌السلام بممطير(٦) ، من أهل طبرستان ، روى عنه التلعكبري إجازة ، لم(٧) .

٢٠٥٣ ـ علي بن عبد الله بن بابويه :

صاحب الفهرست الذي ينقل عنه المصنّف كثيرا ويعلّم عليه عه ، وأشار إليه في أوّل الكتاب(٨) ،تعق (٩) .

أقول : هذا علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن‌

__________________

(١) الوجيزة : ٢٦٢ / ١٢٥٨.

(٢) رجال الشيخ : ٤١٧ / ٤ ، ٤١٩ / ٢٧.

(٣) أمّا القمّي فهو الآتي بعيدة ، وأمّا المدني فهو المذكور في منهج المقال نقلا عن رجال الشيخ في أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام : ٤٠٣ / ٩ بعنوان : علي بن عبد الله المدائني.

(٤) الخلاصة : ١٠٠ / ٤١.

(٥) رجال النجاشي : ٢٥٤ / ٦٦٦.

(٦) ذكر في معجم البلدان : ٥ / ١٩٨ أنّ ممطير مدينة بطبرستان. قال محمّد بن أحمد الهمذاني : مدينة طبرستان آمل وهي أكبر مدنها ثمّ ممطير وبينهما ستة فراسخ من السهل وبها مسجد ومنبر. إلى آخره.

(٧) رجال الشيخ : ٤٨٣ / ٤١ ، وفيه : من أرض طبرستان.

(٨) منهج المقال : ١٤.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٦.

٣٠

الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ، وأبوه عبيد الله لا عبد الله ـ كما ذكره سلّمه الله تبعا لبعض نسخ رجال الميرزارحمه‌الله ـ لأنّي وجدته في عدّة مواضع من فهرسته مضبوطا كذلك(١) ، وكذا في أوائل البحار عند ذكر فهرس الكتب الّتي أخذ عنها(٢) ، وكذا في مواضع من رسالة الشيخ سليمانرحمه‌الله في تعداد أولاد بابويه(٣) ، وفي إجازةشه للشيخ حسين بن عبد الصمدرحمه‌الله (٤) ، وفي شرح درايته(٥) ، إلى غير ذلك من المواضع التي جرى ذكره فيها كطرق الإجازات وغيرها.

ثمّ العجب من الميرزا طاب ثراه حيث ذكر عليّا هذا في أوّل كتابه ، وعلّم لكتابة رمزا ، وأكثر من النقل عنه ، ثمّ لم يعنون له ترجمة ولم يتعرّض له أصلا.

قال المحقّق البحراني في رسالته المذكورة بعد ذكر نسبه كما قدّمناه : قدّس الله روحه ، من مشاهير الثقات وفحول المحدّثين ، له كتاب فهرست من تأخّر عن الشيخ أبي جعفررحمه‌الله عجيب في بابه(٦) .

وقال العلاّمة المجلسي في الموضع المذكور من كتابه المزبور : والشيخ منتجب الدين من مشاهير الثقات والمحدّثين ، وفهرسته في غاية الشهرة(٧) .

وقالشه رحمه‌الله في شرح درايته في بحث رواية الأبناء عن الآباء :

__________________

(١) انظر الفهرست المذكور : ١٠ / ٣ و ٤ و ١١١ / ٢٢٨.

(٢) البحار : ١ / ١٨.

(٣) فهرست آل بابويه وعلماء البحرين : ٣٢ و ٤٠ و ٤٩.

(٤) البحار. ١٠٨ / ١٧٠.

(٥) الرعاية في علم الدراية : ٣٦٢.

(٦) فهرست آل بابويه وعلماء البحرين : ٤٩ / ١١.

(٧) البحار : ١ / ٣٥.

٣١

وعن ستّة آباء ، وقد وقع لنا منه رواية الشيخ منتجب الدين أبي الحسن علي ابن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه ، فإنّه يروي عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه علي بن الحسين الصدوق بن بابويه ، وهذا الشيخ منتجب الدين كثير الرواية واسع الطرق عن آبائه وأقاربه وأسلافه ، ويروي عن ابن عمّه الشيخ بابويه بغير واسطة ، وأنا لي رواية عن الشيخ منتجب الدين بعدّة طرق مذكورة فيما وضعته من الطرق والإجازات(١) .

وقالرحمه‌الله في إجازته المذكورة : وأجزت له أدام الله تعالى معاليه أن يروي عنّي جميع ما رواه الشيخ الإمام الحافظ منتجب الدين أبو الحسن علي بن عبيد الله بن الحسن المدعو حسكا بن الحسين(٢) بن علي بن الحسين بن بابويه عن مشايخه وعن والده وجدّه وباقي أسلافه ، وعن عمّه الأعلى الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بالطرق التي إليه ، وجميع ما اشتمل له عليه كتاب فهرسته ، لا سيّما(٣) العلماء المتأخّرين عن الشيخ أبي جعفر الطوسي بطرقه فيه إليهم ، وكان هذا الرجل حسن الضبط كثير الرواية عن مشايخ عديدة(٤) .

وقال فيمل : كان فاضلا عالما ثقة صدوقا محدّثا حافظا راوية علاّمة ، له كتاب الفهرست ذكر فيه المشايخ المعاصرين للشيخ الطوسي والمتأخّرين إلى زمانه ، يروي عنه محمّد بن محمّد بن علي الهمداني القزويني(٥) ،

__________________

(١) الرعاية في علم الدراية : ٣٦٢.

(٢) في المصدر زيادة : ابن الحسن.

(٣) في المصدر : لأسماء.

(٤) البحار : ١٠٨ / ١٦٣.

(٥) أمل الآمل ٢ : ١٩٤ / ٥٨٣.

٣٢

انتهى.

ولا يخفى أنّ علي بن بابويه والده السادس كما مرّ التصريح به عنشه (١) ، بل والمحقّق البحراني(٢) ، ورأيته في الرواشح السماويّة أيضا(٣) ، وربما يرى الناسخ ذكر الحسن بن الحسين مرّتين فيتوهّم التكرار فيحذف من البين اسمين ، وقد وقع ذلك لشيخنا يوسف البحرانيرحمه‌الله ، فإنّه قال في إجازته الكبيرة : الشيخ علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه القمّي ، والشيخ أبو جعفر الصدوق عمّ جدّه الحسن المذكور(٤) ، انتهى.

وليس كذلك ، بل هو عمّ جدّ جدّه الحسن غير هذا المذكور في كلامهرحمه‌الله ، فلاحظ.

ومن مؤلّفات هذا الشيخ : كتاب الأربعين عن الأربعين من الأربعين في مناقب سيّدنا أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، وقد ألحق به أربعة عشر حكاية طريفة جيّدة ، وهو موجود عندي ، وقد منّ الله عليّ أيضا بفهرسته المشهور ، وهو يشهد بسعة دائرته وتعمّق بحره المتدفّق وزخارته ، وله رسالة في المواسعة سمّاها العصرة ، عرّض فيها بابن إدريسرحمه‌الله ، فتتبّع(٥) .

٢٠٥٤ ـ علي بن عبد الله :

المعروف بالخديجي النيلي ، روى عنه التلعكبري ، يكنّى أبا الحسن ، لم(٦) .

__________________

(١) البحار : ١٠٨ / ١٦٣ ـ ١٦٤.

(٢) فهرست آل بابويه وعلماء البحرين : ٤٩ / ١١.

(٣) الرواشح السماويّة : ١٦٠.

(٤) لؤلؤة البحرين : ٣٣٤ ، وفيه : الحسين بن علي بن بابويه القمّي.

(٥)رحمه‌الله فتتبع ، لم ترد في نسخة « م ».

(٦) رجال الشيخ : ٤٨٣ / ٣٥.

٣٣

وفيتعق : هو ابن عبد الله بن محمّد بن عاصم الآتي(١) .

٢٠٥٥ ـ علي بن عبد الله بن عمران :

القرشي أبو الحسن المخزومي ، الذي يعرف بالميموني ، كان فاسد المذهب والرواية ،جش (٢) .

ونحوهصه ، وزاد : غاليا ، ضعيفا(٣) .

ثمّ زادجش بعد ما سبق : وكان عارفا بالفقه ، وصنّف كتاب الحج وكتاب الردّ على أهل القياس ، فأمّا كتاب الحج فسلّم إليّ نسخته فنسختها ، وكان قديما قاضيا بمكّة سنين كثيرة.

أقول : يأتي أيضا ذكره في الكنى(٤) .

٢٠٥٦ ـ علي بن عبد الله الدينوري :

الجبلي ، سيذكر في فارس(٥) ،تعق (٦) .

أقول : هو ابن عبيد الله ـ مصغّرا ـ وسنذكره في عنوانه.

٢٠٥٧ ـ علي بن عبد الله بن غالب :

القيسي ، ثقة ، صدوق ، كوفي ،صه (٧) .

وزادجش : عنه إسماعيل بن يسار(٨) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن‌

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٦.

(٢) رجال النجاشي : ٢٦٨ / ٦٩٨.

(٣) الخلاصة : ٢٣٥ / ٢٤.

(٤) بعنوان : أبو الحسن الميموني.

(٥) نقلا عن رجال الكشّي : ٥٢٥ / ١٠٠٧.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٦ ، وفيها : ابن عبيد الله.

(٧) الخلاصة : ١٠٢ / ٦٥.

(٨) رجال النجاشي : ٢٧٥ / ٧٢٢.

٣٤

الصفّار والحسن بن متيل جميعا ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عنه(١) .

٢٠٥٨ ـ علي بن عبد الله بن محمّد :

ابن عاصم بن زيد بن عمرو بن عوف بن الحارث بن هالة بن أبي هالة النبّاش ، أبو الحسن المعروف بالخديجي ، وهو الأصغر ـ ولنا الخديجي الأكبر علي بن عبد المنعم بن هارون روى عنه ، وهذا علي بن عبد الله ـ وإنّما قيل له الخديجي لأنّه ينسب إلى ولد أبي هالة النبّاش الأسدي الذي كان زوج خديجة قبل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كان ضعيفا فاسد المذهب ،صه (٢) .

ونحوهجش ، وزاد : عنه أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع(٣) .

ومضى عنلم : ابن عبد الله الخديجي(٤) .

٢٠٥٩ ـ علي بن عبد الله بن مروان :

قال الكشّي : قال النصر(٥) : لم أسمع فيه إلاّ خيرا ،صه (٦) .

وقالشه : النصر المنقول عنه مجهول أو مشترك بين الضعيف والثقة كما يأتي ، فلا يصلح للدلالة على المدح ، ولو سلّم فهو من قبيل الحسن(٧) ، انتهى.

والذي فيكش بعد ذكر جماعة : قال أبو عمرو : سألت أبا النضر‌

__________________

(١) الفهرست : ٩٨ / ٤٢٦.

(٢) الخلاصة : ٢٣٥ / ٢٣.

(٣) رجال النجاشي : ٢٦٦ / ٦٩٢.

(٤) رجال الشيخ : ٤٨٣ / ٣٥.

(٥) في نسخة « ش » في الموضعين : النضر.

(٦) الخلاصة : ٩٩ / ٣٦.

(٧) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٤٨.

٣٥

محمّد بن مسعود عن جميع هؤلاء ، فقال : أمّا علي بن عبد الله بن مروان فإنّ القوم ـ يعني الغلاة ـ تمتحن في أوقات الصلاة ، ولم اعتبره(١) في وقت صلاة ولم أسمع فيه(٢) إلاّ خيرا(٣) .

وقد صرّح العلاّمة في عبد الله بن خالد الطيالسي(٤) أنّ من نقل عنه هو أبو النضر محمّد بن مسعود(٥) ، وكذا غيره(٦) ، والله العالم.

وفيتعق : في النقد : والعجب أنّكش سأل أبا النضر محمّد بن مسعود عن علي وأحمد. إلى أن قال : فقال أبو النضر محمّد بن مسعود : أمّا علي بن الحسن فكذا وأمّا أحمد بن الحسن فكذا. إلى آخره ، ونقل العلاّمة فيصه ما قال أبو النضر محمّد بن مسعود في بعض هؤلاء من نصر وفي البعض من أبي النضر محمّد بن مسعود ، ولم يخطر ببالي وجه صالح له(٧) ، انتهى(٨) .

أقول : الداعي سقوط كلمة « أبو » قبل أبو(٩) النضر من قلم السيّد ابن طاوسرحمه‌الله كما رأيته في التحرير(١٠) ، والعلاّمة في الأغلب ـ ومنه في(١١) هذا الموضع ـ ينقل كلام الكشّي من رجال ابن طاوسرحمه‌الله من غير‌

__________________

(١) في المصدر : أحضره.

(٢) في نسخة « ش » : منه.

(٣) رجال الكشّي : ٥٣٠ / ١٠١٤.

(٤) الذي هو أحد الجماعة الواردة في رجال الكشّي.

(٥) الخلاصة : ١١٠ / ٣٥.

(٦) التحرير الطاووسي : ٣٤٥ / ٢٣٨.

(٧) نقد الرجال : ٢٣٩ / ١٦٥.

(٨) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٩) كذا في النسخ ، والأولى عدمها.

(١٠) التحرير الطاووسي : ٣٧٨ / ٢٦٤.

(١١) في ، لم ترد في نسخة « ش ».

٣٦

مراجعة لرجال الكشّي ولا لاختيار الشيخرحمه‌الله منه ، وقد وجدنا متابعته له رحمهما الله في أكثر الأوهام الواقعة من قلمهرضي‌الله‌عنه لحسن ظنّه به واعتماده التام عليه ، والكلمة ليست نصرا ـ بالمهملة والتنكير ـ كما زعمه في النقد بل وشهرحمه‌الله ، بل هي بالمعجمة والتعريف ، والمنشأ ما قلناه ، فلاحظ.

٢٠٦٠ ـ علي بن عبد الله الورّاق :

يروي عنه الصدوق مترحّما(١) ،تعق (٢) .

٢٠٦١ ـ علي بن عبد الله بن الوصيف :

يأتي في ابن الوصيف(٣) ،تعق (٤) .

٢٠٦٢ ـ علي بن عبد الواحد الحميري :

مرّ في الحكم بن أيمن ترحّمجش عليه واستناده إليه(٥) ،تعق (٦) .

٢٠٦٣ ـ علي بن عبيد الله بن بابويه :

مرّ بعنوان ابن عبد الله مكبّرا ، غير مذكور في الكتابين بهذا العنوان.

__________________

(١) الفقيه ٣ : ٦٥ / ٢١٨ ، وفي كمال الدين : ٣٣٦ / ٩ وعيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ٨٨ / ١رضي‌الله‌عنه .

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٦ ، وفيها : مترضّيا.

(٣) عن بلغة المحدّثين : ٣٨٦ ، وفيها : هو أبو الحسن علي بن عبد الله بن وصيف الناشئ الأصغر ، قال ابن خلكان في تأريخه : إنّه من الشعراء المحقّين ، وله في أهل البيت قصائد كثيرة وكان متكلّما بارعا. إلى أن قال : وكان من كبار الشيعة ، وله تصانيف كثيرة.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٦.

(٥) رجال النجاشي : ١٣٧ / ٣٥٤ ، وفيه بدل الحميري : الخمري.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٣٦.

٣٧

٢٠٦٤ ـ علي بن عبيد الله بن الحسين :

ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام (١) ، أبو الحسن ، الزوج الصالح. قال النجاشي : كان أزهد آل أبي طالب وأعبدهم في زمانه واختصّ بموسى والرضا٨ واختلط بأصحابنا الإماميّة ، وكان لمّا أراده محمّد بن إبراهيم طباطبا لأن يبايع له أبو السرايا بعده أبى عليه وردّ الأمر إلى محمّد بن محمّد بن زيد بن علي.

وقال الكشّي : قرأت في كتاب محمّد بن الحسين بن بندار بخطّه : حدّثني محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن سليمان بن جعفر قال : قال لي علي بن عبيد الله ابن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام : اشتهي أن أدخل على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام أسلّم عليه ،قلت : فما يمنعك من ذلك؟ قال : الإجلال والهيبة له وأتّقي عليه. قال : فاعتلّ أبو الحسنعليه‌السلام علّة خفيفة وقد عاده الناس ، فلقيت علي بن عبيد الله فقلت : قد جاءك ما تريد قد اعتلّ أبو الحسنعليه‌السلام علّة خفيفة وقد عاده الناس فإن أردت الدخول عليه فاليوم ، قال : فجاء إلى أبي الحسنعليه‌السلام عائدا فلقيه أبو الحسنعليه‌السلام بكلّ ما يحبّ من المنزلة والتعظيم ، ففرح بذلك علي بن عبيد الله فرحا شديدا ، ثمّ مرض علي بن عبيد الله فعاده أبو الحسنعليه‌السلام وأنا معه فجلس حتّى خرج من كان في البيت ، فلمّا خرجنا أخبرتني مولاة لنا أنّ أمّ سلمة امرأة علي بن عبيد الله كانت من وراء الستر تنظر إليه ، فلمّا خرج خرجت وانكبّت على الموضع الذي كان أبو الحسنعليه‌السلام فيه جالسا تقبّله وتتمسّح به.

__________________

(١) ابن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، لم يرد في المصدر.

٣٨

قال سليمان : ثمّ دخلت على علي بن عبيد الله فأخبرني بما فعلت أمّ سلمة فخبّرت أبا الحسنعليه‌السلام ، قال : يا سليمان ، إنّ علي بن عبيد الله وامرأته وولده من أهل الجنّة ، يا سليمان ، إنّ ولد علي وفاطمة إذا عرّفهم الله هذا الأمر لم يكونوا كالناس ،صه (١) .

وفيكش وجش ما نقله(٢) ، إلاّ أنّ الذي فيما يحضرني من نسخةجش : علي بن عبيد الله بن علي بن الحسين ، وزاد : له كتاب في الحج ، عنه به عبيد الله ابنه(٣) .

أقول : وكذا في نسختين(٤) منجش ، وكذا أيضا نقل عنه في النقد(٥) .

وفي الحاوي وقد ذكره فيه في قسم الثقات مع ما عرف من طريقته(٦) .

وفي الوجيزة : ممدوح(٧) .

هذا ، وما ذكره فيصه من كونه ابن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين ، هو المذكور في الكافي في باب من عرف الحقّ من أهل البيتعليهما‌السلام وأنكره(٨) ، فلاحظ.

وفيمشكا : ابن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن‌

__________________

(١) الخلاصة : ٩٧ / ٣٢.

(٢) رجال الكشّي : ٥٩٣ / ١١٠٩.

(٣) رجال النجاشي : ٢٥٦ / ٦٧١ ، إلاّ أن الذي فيه : علي بن عبيد الله بن حسين. وفي طبعه دار الإضواء : ٨٠ / ٦٦٩ : علي بن عبيد الله بن علي بن الحسين.

(٤) في نسخة « ش » : نسختي.

(٥) نقد الرجال : ٢٣٩ / ١٧٠.

(٦) حاوي الأقوال : ١٠١ / ٣٦٥.

(٧) الوجيزة : ٢٦٣ / ١٢٦٤.

(٨) الكافي ١ : ٣٠٩ / ١ ، وفيه : علي بن عبد الله بن الحسين.

٣٩

أبي طالبعليه‌السلام الممكن توثيقه من مجموع ما ذكرهجش وكش ، عنه سليمان بن جعفر ، وعبيد الله بن علي بن عبيد الله(١) .

٢٠٦٥ ـ علي بن عبيد الله الدينوري :

غير مذكور في الكتابين(٢) .

أقول : في ترجمة فارس فيكش (٣) : قال سعد : حدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد أنّه كتب إلى أيّوب بن نوح يسأله عمّا خرج إليه في الملعون فارس بن حاتم في جواب كتاب الجبلي علي بن عبيد الله الدينوري ، فكتب إليه أيّوب : سألتني. الحديث(٤) ، وهو يتضمّن إرسال علي هذا مع فارس أشياء لها قدر إلى الإمامعليه‌السلام وإعلام الإمامعليه‌السلام إيّاه بعدم وصولها إليهعليه‌السلام وأمره أن لا يرسل معه شيئا بعد ذلك.

ومرّ الإشارة إليه عنتعق بعنوان ابن عبد الله.

٢٠٦٦ ـ علي بن عثمان :

أبو الدنيا المعمّر ، يظهر من الأخبار حسن حاله في الجملة ،تعق (٥) .

أقول : ذكر الصدوق في إكمال الدين جملة من أحوال أبي الدنيا هذا بطرق مختلفة وأسانيد متعدّدة ، ومن ذلك ما ذكره بقوله : حدّثنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى فيما أجازه لي ممّا يصحّ عندي من حديثه ـ وصحّ عندي هذا الحديث برواية الشريف أبي عبد الله محمّد بن الحسن بن إسحاق ابن الحسن(٦) بن الحسين بن إسحاق بن موسى بن جعفرعليه‌السلام ـ أنّه‌

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٢١٧.

(٢) غير مذكور في الكتابين ، لم ترد في نسخة « م ».

(٣) في كش ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٤) رجال الكشّي : ٥٢٥ / ١٠٠٧.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني ـ النسخة الخطيّة ـ : ٢٣٣.

(٦) ابن الحسن ، لم ترد في المصدر.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

٩ ـ صفية بنت حيي : تزوّجت مرّتين من أبناء قومها اليهود ، وأُسرت في خيبر ، فتزوّجها إكراماً للأُسارى.

١٠ ـ أُمّ حبيبة بنت أبي سفيان : هاجرت مع زوجها المسلم إلى الحبشة مع من هاجر آنذاك ، وهناك ارتدّ زوجها ، فلم تطاوعه في ارتداده ، بل بقيت على غربتها محافظة على دينها ، فتزّوجها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله تقديراً لمواقفها.

١١ ـ ميمونة بنت الحارث : أرملة ، لها من العمر ( ٤٩ ) سنة ، وهبت نفسها للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله طالبة من أن يجعلها إحدى زوجاته.

١٢ ـ مارية القبطية : أُهديت كجارية إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من جانب مقوقس صاحب الإسكندرية ، عندما بعث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كتاباً إليه يدعوه إلى الإسلام ، فتقبّلها الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأنجبت إبراهيمعليه‌السلام ، وكان هذا سبباً لجعلها من أُمّهات المؤمنين.

١٣ ـ أُمّ شريك : واسمها غُزَية ، كانت متزوّجة من قبل ، ولها ولد يسمّى شريكاً ، ثمّ بعدها وهبت نفسها للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لتكون إحدى أُمّهات المؤمنين.

١٤ ـ الجونية : كانت من كندة ، وأهداها أبو أسيد الساعدي للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فوليت عائشة وحفصة مشطها وإصلاح أمرها ، ثمّ إنّها عندما رأت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله تعوّذت بالله منهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وهذا ما لقّنتاها عائشة وحفصة تدبيراً للخلاص منها ، حتّى لا تصبح شريكة أُخرى في أمرهما ـ فخرج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عنها وأمر بالساعدي أن يلحقها بأهلها(١) .

فكُلّ هذا كان لمصلحة الإسلام لا المصلحة الشخصية كما نرى.

ومنه يظهر حال زوجات الأئمّةعليهم‌السلام مطلقاً ، أو في بعض الحروب ، أو المقاطع الزمنية الخاصّة.

( أحمد البلوشي ـ الكويت ـ )

أسباب ونتائج هجرته :

س : الهجرة النبوية ، أسبابها ونتائجها؟

__________________

١ ـ تاريخ اليعقوبي ٢ / ٨٥.

٣٢١

ج : إنّ السبب الرئيسي لهجرة نبينا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله من مكّة إلى المدينة هو إفشال المؤامرة التي حاكتها قريش لقتلهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبالتالي إنهاء دعوته إلى الدين الإسلامي.

فقد أخبر الله تعالى نبيّه بهذه المؤامرة عن طريق الوحي ، ونزل قوله تعالى :( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) (١) .

فأمرصلى‌الله‌عليه‌وآله أمير المؤمنين علياًعليه‌السلام بالمبيت على فراشه ، بعد أن أخبره بمكر قريش ، ثمّ خرج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في الليل ، وهو يقرأ هذه الآية :( وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ) (٢) .

وأمّا من نتائج هذه الهجرة المباركة هو : تأسيس الدولة الإسلامية الكبرى ، ومن ثمّ دعوة الناس إلى الإسلام ، وأيضاً القيام بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ، وزرع روح المحبّة والإيمان والأُخوّة الإسلامية بين المسلمين.

( مصطفى البحراني ـ عمان ـ ٢٥ سنة ـ طالب ثانوية )

لم يكن جبرائيل أعلم منه :

س : هل الأعلمية تعني الأفضلية؟ ومن كان أعلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أم جبرائيلعليه‌السلام ؟ وكيف؟

إنّ مثل هذه الأسئلة تطرح من أناس يريدون أن يثبتوا أنّ خلافة أبي بكر صحيحة لا غبار عليها ، حيث أنّ جبرائيلعليه‌السلام هو من علّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خير منه ، فكيف الردّ على مثل هذا الكلام؟

ج : نحن لا نسلّم بأنّ علم جبرائيلعليه‌السلام كان أكثر من علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل غاية ما في الأمر هو أنّ جبرائيلعليه‌السلام كان رسولاً ، وحاملاً للوحي المنزّل على

__________________

١ ـ الأنفال : ٣٠.

٢ ـ يس : ٩.

٣٢٢

النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بما أعطاه الله من دورٍ في إيصال كلامه تعالى إلى الأنبياءعليهم‌السلام ، أفهل ترى أنّ هذا بمعنى أعلميّته من الأنبياءعليهم‌السلام ؟ هل هناك قاعدة علمية أو شرعية أو عرفية تدلّ على أعلمية الرسول من المرسل إليه؟ هذا أوّلاً.

وثانياً : تصرّح بعض الروايات : بأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يتّصل أحياناً مباشرةً ـ وبدون معونة جبرائيلعليه‌السلام ـ بمبدأ الوحي ، وكانت هذه الحالة تعرف عند الأصحاب ، ويميّزونها عن اتّصاله بجبرائيلعليه‌السلام ، وهذا يعني إمكانية أخذهصلى‌الله‌عليه‌وآله العلم من الباري تعالى ، حيث لا يعلم به جبرائيلعليه‌السلام .

وثالثاً : لو أمعنّا النظر في الأخبار التي تدلّ على أفضلية خلقهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن جميع المخلوقات ، التي توجد في كتب الفريقين ، نستنتج بأنّ الكون بأسره باستثناء وجود الباري تعالى يستفيض نور وجوده من فيض وجود الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعليه هل يبقى توهّم أنّ جبرائيلعليه‌السلام كان أعلم منهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟!

وأخيراً : فإنّ تشبّث بعضهم بهذه الموهومات لإثبات خلافة فلان ، لا ناتج له إلاّ الحرمان من الحقّ ، جعلنا الله وإيّاهم من المتّقين.

( السيّد محمّد ـ البحرين ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )

موقفه من أسرى بدر :

س : ما هو تفسير الآية الشريفة التالية : ( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ ) (١) بالإضافة إلى الردّ الذي نردّ به على من يقول : أنّ عمر بن الخطّاب أصاب في هذه الواقعة ، حيث كان يريد أن يقتل الخصم ، والرسول أراد أن يبقيهم.

ج : إنّ النصوص التاريخية التي نطمئنّ بصحّتها نقلت : بأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان رأيه أن يقتل أسرى معركة بدر ـ وهو الأصوب ـ ولكن لأجل إصرار بعض

__________________

١ ـ الأنفال : ٦٧.

٣٢٣

الصحابة ـ كأبي بكر ـ على عدم قتلهم وأخذ الفداء منهم ، قرّرصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يأخذ منهم الفداء ، بعد أن أخبر أصحابه بأنّ نتيجة أخذ الفداء هو أن يقتل في العام القابل من المسلمين بعدد الأسرى ، فقبلوا ذلك ، وتحقّق ما أوعدهم بهصلى‌الله‌عليه‌وآله في معركة أُحد.

وممّا يؤيّد هذا ما جاء في بعض النصوص : أنّ جبرائيل نزل على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم بدر فقال : « يا محمّد إنّ الله قد كره ما صنع قومك ، من أخذهم الأسارى ، وقد أمرك أن تخيّرهم بين أمرين : أن يقدّموا فتضرب أعناقهم ، وبين أن يأخذوا الفداء على أن يقتل منهم عدتهم ».

فذكرصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك لهم ، فقالوا : يا رسول الله ، عشائرنا وإخواننا ـ وهذه الكلمة تشير إلى أنّ الذين قالوا ذلك هم من المهاجرين ـ لا بل نأخذ فداءهم ، فنقوى به على عدوّنا ، ويستشهد منّا عدّتهم(١) .

فما تقدّم يدلّ على أنّ تخييرهم هذا إنّما كان بعد تأكيدهم على رغبتهم في أخذ الفداء ، وظهور إصرارهم عليه ، فأباح لهم ذلك.

ولكنّنا نجد روايات أُخرى تقرّر عكس ما ذكر آنفاً وتقول : إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله مال إلى رأي أبي بكر ـ أي إلى أخذ الفداء ـ ولكن عمر رفض ذلك ، وكان رأيه هو قتلهم ، فنزل القرآن بمخالفته وموافقة عمر ، وهذا غير صحيح ، لأنّ بعض علماء السنّة نصّ على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مال إلى القتل(٢) .

وذكر الجاحظ : أنّ الأُسرى قالوا : « لو بعثنا إلى أبي بكر ، فإنّه أوصل قريش لأرحامنا ، ولا نعلم أحداً آثر عند محمّد منه ؛ فبعثوا إلى أبي بكر فأتاهم فقالوا : يا أبا بكر ، إنّ فينا الآباء والأبناء ، والأخوان والعمومة ، وبني العمّ ، وأبعدنا قريب ، فكلّم صاحبك يمن علينا أو يفادينا ، قال : نعم ، لا

__________________

١ ـ جامع البيان ٤ / ٢٢٢ ، زاد المسير ٢ / ٥٢ ، تفسير القرآن العظيم ١ / ٤٣٤ ، الدرّ المنثور ٢ / ٩٣ ، سبل الهدى والرشاد ٤ / ٦١.

٢ ـ الكامل في التاريخ ٢ / ١٣٦.

٣٢٤

آلوكم إن شاء الله خيراً ، ثمّ انصرف إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله »(١) ، وهذا دليل على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يرض بأخذ الفداء ، هذا أوّلاً.

وثانياً : إنّ الالتزام بما ذكروه معناه تكذيب قوله تعالى :( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) (٢) .

كما أنّه لا يبقى معنى ـ والحالة هذه ـ لأمر الله تعالى للناس بإطاعة الرسول حيث قال :( أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ ) (٣) ، حتّى إذا امتثلوا الأمر الإلهي وأطاعوه يؤنّبهم ، ثمّ يتهدّدهم ، لقد كان يجب أن يتوجّه التأنيب والتهديد للرسول ، والمدح والثناء لهم ، لأنّهم عملوا بوظيفتهم.

وثالثاً : إنّ مجرّد الإشارة على الرسول بالفداء لا تستوجب عقاباً ، إذ غاية ما هناك أنّهم قد اختاروا غير الأصلح ، وعليه فلابدّ أن يكون ثمّة أمر آخر قد استحقوا العقاب لمخالفته ، وهو أنّهم حين أصرّوا على أخذ الفداء قد أصرّوا على مخالفة الرسول ، والتعلّق بعرض الحياة الدنيا في مقابل إرادة الله للآخرة ـ كما قال تعالى :( تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ ) (٤) ـ بعد بيان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لهم بصورة صريحة ، إذ لا عقاب قبل البيان ثمّ المخالفة.

ولكن الله تكرّم وتفضّل عليهم ، وغفر لهم هذه المخالفة ، وأباح لهم أخذ الفداء تأليفاً لهم ، على ما فيه من عواقب وخيمة ، وقد بلغ من حبّهم لعرض الدنيا أنّهم قبلوا بهذه العواقب أيضاً.

بل يمكن أن يكون إصرار بعض المهاجرين على أخذ الفداء ، يرجع إلى أنّهم قد صعب عليهم قتل صناديد قريش ، حيث كانت تربطهم بهم صداقات ومصالح ووشائج رحم ، وقد استهوى موقفهم هذا جماعة من البسطاء والسذّج من سائر المسلمين الحاضرين.

__________________

١ ـ العثمانية : ٦٧.

٢ ـ النجم : ٣ ـ ٤.

٣ ـ النساء : ٥٩.

٤ ـ الأنفال : ٦٧.

٣٢٥

فهذا التعاطف مع المشركين من قبل البعض ، ثمّ حبّ الحصول على المال ، قد جعلهم يستحقّون العذاب العظيم ، الذي إنّما يترتّب على سوء النيّات ، وعلى الإصرار على مخالفة الرسول ، والنفاق في المواقف والأقوال والحركات ، لاسيّما مع وجود رأي يطالب بقتل بني هاشم ، الذين أخرجهم المشركون كُرهاً ، ونهى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله عن قتلهم ، مع ملاحظة : أنّه لم يشترك من قوم عمر أحد في حرب بدر.

( فاضل ـ السعودية ـ )

كونه أُمّياً لا يعدّ منقصة :

س : إنّنا نعتقد بعصمة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونعتبره أكمل خلق الله ، والمعروف عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه كان أُمّياً لا يقرأ ولا يكتب ، فهل تعتبر هذه منقصة في كمال الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

ج : إنّ عدم القراءة لدى الإنسان العادي لعلّها تعدّ نقصاً ، إذ أنّ القراءة والكتابة الرافد الثقافي الطبيعي لدينا نحن ، أمّا علم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلم المعصومينعليهم‌السلام فهو علم حضوري لدنّي لا علاقة له بالاكتساب العلمي ، وليس للقراءة والكتابة من أثر في ذلك ، هذا من جهة.

ومن جهة أُخرى : لعلّ الحكمة من كونهصلى‌الله‌عليه‌وآله أُمّياً ، لكي لا يتاح للمشركين من إثارة تهمهم وشبهاتهم حول القرآن ، وأنّه من صنع البشر ، وأنّ محمّداً هو الذي كتبه وألّفه ، فإذا علموا أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله أُمّياً ، علموا أنّ ذلك إيحاء أو إعجازاً ، وليس ليد البشر من دخل.

على أنّ البعض نفوا كون النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أُمّياً ، أي لا يقرأ ولا يكتب ، وأنّه سيحتاج إلى من يكتب له ، والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل الخلق فلا يحتاج إلى مَن هو دونه ، وفسّروا أنّ الأُمّي نسبةً إلى أُمّ القرى ، أي مكّة.

٣٢٦

( نصر الله ـ السعودية ـ )

هو والأئمّة سواء في رتبة الإمامة :

س : سؤالي هو : هل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام في مرتبة واحدة؟ وهل يجوز أن نساوي بين النبيّ وأحد من الخلق؟

وما معنى قوله تعالى :( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (١) ، هذه بعض الأسئلة احتاج الردّ عليها لو سمحتم ، وشكراً.

ج : إنّ نبيّنا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله له مقامان : مقام النبوّة ، من حيث رسالته ونزول الوحي عليه كان له مرتبة النبوّة ، ومقام الإمامة ، من حيث قيادته للأُمّة.

وأمّا باقي الأئمّة المعصومينعليهم‌السلام فلهم مرتبة الإمامة ، بما أنّهم قد جاء النصّ بخلافتهم عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكن ليسوا أنبياء لأنّهم لم يأتوا بدين جديد ، ولم يأتهم الوحي برسالة أُخرى.

فمجمل الكلام : أنّهم ـ النبيّ والأئمّةعليهم‌السلام ـ سواء في الإمامة ، ويمتاز عنهم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بمقام النبوّة والرسالة ، نعم ، هم يتساوون أيضاً في مرتبة العصمة ، بما أنّها صفة ملحوظة في كلا الرتبتين.

وأمّا بالنسبة إلى الآية ، فإنّها تشير وتؤيّد الأخلاق الحسنة والممتازة عند الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما سجّل ذلك سيرته وحياته وتحمّله للمتاعب والمصاعب في سبيل تبليغ رسالته ، فكان خُلُقه العظيم في كُلّ ذلك ، هو الذي دعا الناس أن يحوموا حوله( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) (٢) .

( ـ ـ )

تعليق على الجواب السابق وجوابه :

س : كيف نوفّق بين كلامكم هذا ، وبين أنّ دعاء النبيّ مستجاب حتماً؟

__________________

١ ـ القلم : ٤.

٢ ـ آل عمران : ١٥٩.

٣٢٧

أنّ دأب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يسعى لما فيه صلاح أُمّته وهدايتهم ، فهو يبذل لهم النُصح والموعظة الحسنة ، ومن ثمّ يدعو لهم بالهداية ، راجياً أن يهتدوا وأن لا يضلّوا ، وهذا من خُلقه الكريم ، فهو يأمل أن يهتدي بعضهم إلى الحقّ ، لذا فقوله : « اللهم اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون »(١) ، لا يعني أنّ الله قد غفر لهم ، فقد بقوا على كفرهم وضلالهم ، بل أراد أن يترفّع الدعاء عليهم وإصابتهم بالسوء فلعلّهم يرجعون ، حتّى أنّ الله تعالى مدحه على كريم أدبه وحسن خُلقه فقال :( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (٢) .

وهذا دأب الأنبياء ، كذلك فإنّ إبراهيم حاول هداية قومه وأن لا يصيبهم السوء ، وكان يحلم عنهم ، حتّى وصفه الله تعالى :( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ ) (٣) ، فهو يتأسّف على قومه لما سيصيبهم من سوء بسبب جهلهم وغيّهم ، هذا هو خُلق الأنبياء ، وقد مثّل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أروع أدبهم ، وكريم أخلاقهم ، وأمل في هداية قومه إلقاءً للحجّة عليهم ، وهذا لا يعني أنّهم سوف يهتدون فعلاً ، بل فيهم من بقي على كفره ، ومنهم من زاغ إلى النفاق والضلال.

أمّا دعاؤه لأهل عمان فلا نعلم مصدر ذلك ، وإن صحّ فإنّ نفس الكلام يأتي في أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يتنزّه عن الدعاء على قومه ، ويدأب في صلاحهم.

كلامكم جميل ، ولكن كيف نوفّق بين هذا وبين أنّ دعاء النبيّ مستجاب حتماً؟

ج : إنّ دعاء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مستجاب حتماً ، والتوفيق يكون بأنّ المراد ليس جميع القوم أو جميع أهل عمان ، بل ما يصدق أن يسمّى قوماً ، فإنّ الكلام تارة يراد منه الجميع ، وأُخرى يراد المجموع ، والفرق بينهما أنّ في الأوّل لا يتحقّق إلاّ بشموله لجميع الأفراد ، وفي الثاني يتحقّق ببعضهم ، ممّا يصدق عليه اسم القوم أو جماعة من أهل عمان.

__________________

١ ـ الطرائف : ٥٠٥.

٢ ـ القلم : ٤.

٣ ـ التوبة : ١١٤.

٣٢٨

ويمكن أن يقال : بأنّ كُلّ فرد يحبّ الخير والهداية لجميع البشرية ، فكيف برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فإنّه قطعاً يحبّ الهداية للجميع ، وهذا الحبّ ظهر على صيغة الدعاء ، فليس المراد منه الطلب الحقيقي ، بل المراد منه إظهار هذا الحبّ لجميع البشرية.

( موالي ـ الكويت ـ ١٩ سنة ـ طالب )

كان يرقص بأكمامه في روايات أهل السنّة :

س : أودّ أن أسأل : هل توجد رواية في كتب الحديث لدى العامّة تقول : بأنّ رسول الله يرقص بأكمامه حين دخوله للمدينة ، وحين غناء النساء والصبيان بـ « طلع البدر علينا من ثنيّات الوداع »؟ ودمتم سالمين.

ج : قد جاءت عبارة الرقص بالأكمام في نقل العلاّمة الحلّي عن أهل السنّة(١) .

والذي يؤيّد هذا الموضوع في المقام : هو أنّ الفضل بن روزبهان ـ وهو من أعلام العامّة ـ وفي مجال نقضه كلام العلاّمة لم يردّ هذا المطلب ، الأمر الذي يورث الاطمئنان في النفس بأنّ الحديث كان موجوداً في بعض مصادر أهل السنّة ، وإن حذفته بعض الأيادي الأثيمة دفاعاً عن مذهبهم.

( موالي ـ الكويت ـ ١٩ سنة ـ طالب )

لم يكن خائفاً عند نزول الوحي عليه :

س : كيف نردّ على روايات العامّة في بدء نزول الوحي؟ التي تصوّر النبيّ بأنّه خائف ، وأنّ جبرائيل عصره ثلاث مرّات ، وأنّ ورقة بن نوفل أو نسطور أو بحيرا أو عداس أو خديجة ـ حسب الروايات ـ نبّأوه بنبوّته؟

مع العلم أنّ بعض العامّة يبرّرون عصر جبرائيل لمحمّد كان بدافع إعطائه قوّة إيمانية وجسدية ، أو أنّه يريد إخباره بأنّه في يقظة لا في منام.

__________________

١ ـ دلائل الصدق ١ / ٦٣١.

٣٢٩

ج : الأخبار والأقوال التي ذكرتها معظمها ضعيفة السند والدلالة ، أمّا سنداً فيجب أن يراجع في كُلّ مورد حتّى يتبيّن وهن الأسانيد التي يعتمدون عليها.

وأمّا من جهة الدلالة ، فلا تنطبق على الموازين العقلية والنقلية القطعية ، ولا تنسجم مع أُصول العقيدة ، إذ كيف يكون النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله خائفاً من أمر إيجابي ، وكأنّه لم يعرّف بالوحي ، بل أتاه دفعةً ومن غير مقدّمة؟ أو هل يعقل أن لا يعرف النبيّ الوحي بنفسه؟ وساعده الآخرون في تعريفه؟ وكأنّما الآخرون كانوا أولى منه في معرفة الوحي ، نعوذ بالله ، هذه هي تساؤلات ونقوض لابدّ من اعتبارها على رأي هؤلاء.

وأمّا الحلّ ، فيجب علينا أن نعتقد أنّ الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ الذي هو أشرف الكائنات ـ لا يحتاج في معرفة شؤون الوحي وأطواره ، وكيفية نزوله إلى أيّ شخص وجهة تعينه ، وإلاّ لتوقّفت مصداقية نبوّته على الآخرين ، وحتّى في موارد توسيط جبرائيلعليه‌السلام يعتقد المحققّون : بأنّ النبيّ كان بإمكانه الاتصال بمبدأ الوحي والكون بدونه ـ كما هو الحال في موارد متعدّدة من نزول الوحي المباشر التي نقلتها مصادر معتبرة عند الفريقين ـ ولكن نزول جبرائيل كان من باب إظهار عظمة الوحي ، كما ورد في تنزيل بعض السور والآيات من السماء بمعية الآلاف من الملائكة ، لبيان جلالتها وعظمتها.

وأخيراً : كم هو الفرق بين هذه الأقوال غير الصحيحة في كتب العامّة ، وبين ما ورد في هذا المجال عند الشيعة ، فمثلاً : جاء عن زرارة قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : كيف لم يخف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيما يأتيه من قبل الله أن يكون ذلك ممّا ينزغ به الشيطان؟

قال : فقالعليه‌السلام : «إنّ الله إذا اتخذ عبداً رسولاً أنزل عليه السكينة والوقار ، فكان الذي يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه »(١) .

__________________

١ ـ تفسير العيّاشي ٢ / ٢٠١.

٣٣٠

( السيّد عدنان ـ البحرين ـ )

هو الصادر الأوّل :

س : عندما يقال بأنّ نبيّنا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله هو الصادر الأوّل ، فالسؤال المنطقي يقول : لماذا كان هو دون غيره؟ فيقال : بأنّ قابليته هي التي أهلّته لذلك المقام ، فالسؤال هو : أليس هو لم يكن شيئاً قبل ذلك؟

فالعبارة هذه يُفهم منها أنّه كان موجوداً قبل الخلقة ، فنرجو منكم توضيح هذا المطلب ، ولكم خالص الشكر.

ج : يجاب على سؤالكم بنحوين كُلّ منهما يصلح أن يكون جواباً مستقلاً في المقام :

الأوّل : إنّ الله تعالى ـ ومن منطلق علمه الذاتي والأزلي ـ كان يعلم بأنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله سيصل بجدّه وجهده في عالم الدنيا إلى المرتبة القصوى بين الممكنات ، بعد إعطائه الخيار والاختيار من جانب الباري تعالى ، فعلم الله تعالى وإن كان مقدّماً ولكن التطبيق كان متأخّراً.

وبعبارة واضحة : إنّ الله تعالى كان يعلم بوفاء نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله في عالم الوجود بكافّة المتطلّبات التي تؤهّله لهذا المنصب الإلهي ، وعليه فأعطاه تلك المرتبة السامية بسبب علمه المسبق على الإعطاء ، فالنتيجة : أنّ كافّة المواهب المعطاة هي ناتجة ومكافئة على سلوك وسيرة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في الدنيا ، وإن أُعطيت من قبل.

ولا يخفى أنّ هذه النظرية قابلة للتأييد بنصوص روائية ، وعلى سبيل المثال ورد في فقرات من دعاء الندبة هكذا : « اللهم لك الحمد على ما جرى به قضاؤك في أوليائك ، الذين استخلصتهم لنفسك ودينك ، إذ اخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم ، الذي لا زوال له ولا اضمحلال ، بعد أن شرطت

٣٣١

عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية ، وزخرفها وزبرجها ، فشرطوا لك ذلك ، وعلمت منهم الوفاء به ، فقبلتهم وقرّبتهم »(١) .

وملخّص الكلام : إنّ الفضائل والميزات التكوينية والتشريعية للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ على ضوء هذا القول ـ بأجمعها هي حصيلة الجهود والمتاعب التي تحمّلها الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في سبيل نشر الدين والعقيدة ، وتبليغ الوحي وزعامة الأُمّة ، وغيرها.

الثاني : عند بدء الخلق وفي أوانه ، عندما تعلّقت الإرادة التكوينية لله تعالى بإنشاء الممكنات ، جاء النور الأوّل ـ أو بعبارة أُخرى الصادر الأوّل ـ كأوّل مخلوق له سمة الخلافة عن الخالق في عالم الخلق ، وهذا هو الفيض الأوّل الصادر إلى عالم الوجود ـ وهنا لابأس بالإشارة إلى أنّ العلاقة بين الممكن والواجب أمر ضروري عقلاً ونقلاً ، فيجب أن تكون رابطة الفيض مستمرة بين الخالق والمخلوق بنحو تام ـ.

ثمّ على ضوء ما ذكرنا ، فإنّ المخلوق الأوّل يجب أن تتوفّر فيه الميزات العالية التكوينية والتشريعية لنيل هذه الرتبة السامية ـ أي الاستخلاف والنيابة عن الله تعالى في دائرة الوجود ـ لأنّ الحكمة الإلهية كانت تقتضي ولا تزال بأن يصدّر الأفضل حتّى تكون متابعة الآخرين له ينسجم مع القواعد العقلية في طريق الكمال والرقي ، وهذا النور الأوّل والمخلوق الممتاز قد سمّي وتعيّن بأنّه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لا أنّ نبيّنا قد حصل على هذه المكانة في أوّل الخلق ، بل أنّ الصادر الأوّل المميّز قد لقّب وتعنون بأنّه هو الرسول الأعظم أشرف الكائنات محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وممّا ذكرنا يظهر جواب التوهّم المذكور ، إذ لم يكن يوجد أيّ ممكن عند نقطة بدء الخلق حتّى يتوهّم الانحياز والتمييز لمخلوق دون آخر ، بل أنّ

__________________

١ ـ إقبال الأعمال ١ / ٥٠٤.

٣٣٢

الوجود الأوّل قد تعنون وسمّي بأنّه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن الملاحظ أنّه عند خلقه لم يكن هناك مخلوق آخر يوازيه ، حتّى يفرض أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أعطي ما كان بالإمكان أن يعطي غيره.

وبعبارة دقيقة وواضحة : إنّ المرتبة العليا والوحيدة لعالم الممكنات خلق وسمّي محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لا أنّ التسمية والتعنون سبق إعطاء هذه المكانة السامية ، وفي الواقع أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله هو رمز المُثل والقيم الإلهية بشكل مجسّم في عالم الخلق ، والنموذج الحيّ الوحيد لكافّة الايجابيات في عالم الكون.

وهذا الرأي أيضاً قابل للتأييد بنصوص روائية كثيرة موجودة في مجامعنا الحديثة.

ثمّ لا يخفى أنّ النظريتين لا تتعارضان فيما بينهما ، بل نتمكّن من الجمع بينهما كما هو واضح بأدنى تأمّل.

( حسين أحمد مطر ـ البحرين ـ )

علماء السنّة القائلين بعدم نزول( عَبَسَ ) فيه :

س : لديّ سؤال وهو : أنّ علماء أهل السنّة يفسّرون الآيات الأُولى من سورة( عَبَسَ ) في الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيقولون : إنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله هو الذي عبس بوجهه وولّى عن ابن أُمّ مكتوم إلى نهاية الحادثة التي يروونها.

أمّا مرادي من حضرتكم الغالية : هل جميع أهل السنّة يقولون بهذا القول؟ وإذا وجد من يقول بخلاف هذا القول ، الرجاء منكم إرشادي إلى المصدر إن أمكن ، هذا ودمتم مسدّدين إن شاء الله لكُلّ خير.

ج : إنّ هناك جملة من كبار علماء السنّة ومفسّريهم ، لا يسلّم أنّ خطاب( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) متوجّه إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لأنّه ليس من صفات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله العبوسة ، من هؤلاء :

٣٣٣

١ ـ الإمام الفخر الرازي ـ المتوفّى ٦٠٦ هـ ـ في كتابه عصمة الأنبياء(١) .

٢ ـ القاضي عياض اليحصبي ـ المتوفّى ٥٤٤ هـ ـ في كتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفى(٢) .

٣ ـ الزركشي ـ المتوفّى ٧٩٤ هـ ـ في كتابه البرهان في علوم القرآن(٣) .

٤ ـ الصالحي الشامي ـ المتوفّى ٩٤٢ هـ ـ في كتابه سبل الهدى والرشاد(٤) .

( يوسف البيومي ـ لبنان ـ ٢٥ سنة ـ طالب جامعة )

بحث مفصّل في شأن نزول( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) :

س : لقد قرأت جوابكم الكريم عن مسألة آية ( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) ، وقد دخلت في مناقشة مع أحد المشايخ السنّة ، وطلب منّي شيئاً تفصيلاً عن الموضوع ، فهل تستطيعون أن تساعدوني على هذا ، ولكم الأجر والثواب.

ج : لقد بحث هذه المسألة بشكل مفصّل المحقّق السيّد جعفر مرتضى العاملي في كتابه الصحيح من سيرة النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ننقل لكم نصّه :

ويذكر المؤرّخون بعد قضية الغرانيق ، القضية التي نزلت لأجلها سورة عبس وتولّى المكّية ، والتي نزلت بعد سورة النجم.

وملخص هذه القضية : أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يتكلّم مع بعض زعماء قريش ، ذوي الجاه والمال ، فجاءه عبد الله بن أُمّ مكتوم ـ وكان أعمى ـ فجعل يستقرئ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله آية من القرآن قال : يا رسول الله ، علّمني ممّا علّمك الله.

فأعرض عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعبس في وجهه وتولّى ، وكره كلامه ، وأقبل على أُولئك الذين كانصلى‌الله‌عليه‌وآله قد طمع في إسلامهم ، فأنزل الله تعالى :( عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ

__________________

١ ـ عصمة الأنبياء : ١٠٨.

٢ ـ الشفا بتعريف حقوق المصطفى ٢ / ١٦١.

٣ ـ البرهان في علوم القرآن ٢ / ٢٤٣.

٤ ـ سبل الهدى والرشاد ١١ / ٤٧٤.

٣٣٤

الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى ) (١) .

وفي رواية : أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله كره مجيء ابن أُمّ مكتوم ، وقال في نفسه : يقول هذا القرشي : إنّما أتباعه العميان والسفلة والعبيد ، فعبسصلى‌الله‌عليه‌وآله إلخ.

وكأنّ ذلك الزعيم لم يكن يعلم بذلك!! وكأنّ قريشاً لم تكن قد صرّحت بذلك وأعلنته!!

وعن الحكم : « ما رؤي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد هذه الآية متصدّياً لغني ، ولا معرضاً عن فقير »(٢) .

وعن ابن زيد : « لو أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كتم شيئاً من الوحي ، كتم هذا عن نفسه »(٣) .

وأيّ تفسير قرآن آخر لغير الشيعة ؛ فإنّك تجد فيه الروايات المختلفة التي تصبّ في هذا الاتجاه.

فابن زيد يؤكّد بكلامه هذا على مدى قبح هذا الأمر ، وعلى مدى صراحة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتّى إنّه لم يكتم هذا الأمر ، رغم شدّة قبحه وشناعته!

لقد أجمع المفسّرون ، وأهل الحديث ، باستثناء شيعة أهل البيتعليهم‌السلام على أصل القضية المشار إليها.

ونحن نرى : أنّها قضية مفتعلة ، لا يمكن أن تصحّ ، وذلك أوّلاً : لضعف أسانيدها ، لأنّها تنتهي إلى عائشة ، وأنس ، وابن عباس من الصحابة ، وهؤلاء لم يدرك أحد منهم هذه القضية أصلاً ، لأنّه إمّا كان حينها طفلاً ، أو لم يكن ولد(٤) .

__________________

١ ـ عبس : ١ ـ ١٠.

٢ ـ الدرّ المنثور ٦ / ٣١٥.

٣ ـ جامع البيان ٣٠ / ٦٦ ، الدرّ المنثور ٦ / ٣١٥.

٤ ـ أُنظر : الهدى إلى دين المصطفى ١ / ١٥٨.

٣٣٥

أو إلى أبي مالك ـ الظاهر أنّ المراد به أبا مالك الأشجعي ، المشهور بالرواية وتفسير القرآن ، وهو تابعي ـ والحكم ، وابن زيد ، والضحّاك ، ومجاهد ، وقتادة ، وهؤلاء جميعاً من التابعين ، فالرواية مقطوعة لا تقوم بها حجّة.

وثانياً : تناقض نصوصها حتّى ما ورد منها عن راوٍ واحد ، فعن عائشة في رواية : إنّه كان عنده رجل من عظماء المشركين ، وفي أُخرى عنها : عتبة وشيبة ، وفي ثالثة عنها : في مجلس فيه ناس من وجوه قريش ، منهم أبو جهل ، وعتبة بن ربيعة.

وفي رواية عن ابن عباس : إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يناجي عتبة ، وعمّه العباس ، وأبا جهل.

وفي التفسير المنسوب إلى ابن عباس : إنّهم العباس ، وأُمية بن خلف ، وصفوان بن أُمية.

وعن قتادة : أُمية بن خلف ، وفي أُخرى عنه : أُبي بن خلف.

وعن مجاهد : صنديد من صناديد قريش ، وفي أُخرى عنه : عتبة بن ربيعة ، وأُمية بن خلف.

هذا ، عدا عن تناقض الروايات مع بعضها البعض في ذلك ، وفي نقل ما جرى ، وفي نصّ كلام الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونصّ كلام ابن أُمّ مكتوم.

ونحن نكتفي بهذا القدر ، ومن أراد المزيد فعليه بالمراجعة والمقارنة.

وثالثاً : إنّ ظاهر الآيات المدّعى نزولها في هذه المناسبة ، هو أنّه كان من عادة هذا الشخص وطبعه وسجيّته وخُلقه أن يتصدّى للغني ويهتم به ، ولو كان كافراً ، ويتلهّى عن الفقير ولا يبالي به أن يتزكّى ، ولو كان مسلماً.

وكُلّنا يعلم : أنّ هذا لم يكن من صفات وسجايا نبيّنا الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا من طبعه وخُلقه.

٣٣٦

كما أنّ العبوس في وجه الفقير ، والإعراض عنه ، لم يكن من صفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى مع أعدائه ، فكيف بالمؤمنين من أصحابه وأودّائه ، وهو الذي وصفه الله تعالى بأنّه :( بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) (١) .

بل لقد كان من عادتهصلى‌الله‌عليه‌وآله مجالسة الفقراء ، والاهتمام بهم ، حتّى ساء ذلك أهل الشرف والجاه ، وشقّ عليهم ، وطالبه الملأ من قريش بأن يبعد هؤلاء عنه ليتّبعوه ، وأشار عليه عمر بطردهم ، فنزل قوله تعالى :( وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) (٢) .

ويظهر : أنّ الآية قد نزلت قبل الهجرة إلى الحبشة لوجود ابن مسعود في الرواية ، أو حين بلوغهم أمر الهدنة ، ورجوعهم إلى مكّة.

ولكن يبقى إشكال أن ذكر عمر في هذا المقام في غير محلّه ، لأنّه لم يكن قد أسلم حينئذٍ ، لأنّه إنّما أسلم قبل الهجرة إلى المدينة بيسير.

كما أنّ الله تعالى قد وصف نبيّه في سورة القلم التي نزلت قبل سورة عبس وتولّى بأنّه على خُلق عظيم ، فإذا كان كذلك ، فكيف يصدر عنه هذا الأمر المنافي للأخلاق ، والموجب للعتاب واللوم منه تعالى لنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهل كان الله ـ والعياذ بالله ـ جاهلاً بحقيقة أخلاق نبيّه؟ أم أنّه يعلم بذلك لكنّه قال هذا لحكمة ولمصلحة اقتضت ذلك؟ نعوذ بالله من الغواية ، عن طريق الحقّ والهداية.

ورابعاً : إنّ الله تعالى يقول في الآيات :( وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى ) (٣) ، وهذا لا يناسب أن يخاطب به النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لأنّه مبعوث لدعوة الناس وتزكيتهم.

وكيف لا يكون ذلك عليه مع أنّه هو مهمّته الأُولى والأخيرة ، ولا شيء غيره ، ألم يقل الله تعالى :( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ

__________________

١ ـ التوبة : ١٢٨.

٢ ـ الأنعام : ٥٢ ، وأُنظر : الدرّ المنثور ٣ / ١٢.

٣ ـ عبس : ٧.

٣٣٧

آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) (١) ، فكيف يغريه بترك الحرص على تزكية قومه.

خامساً : لقد نزلت آية الإنذار :( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ، وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) (٢) ، قبل سورة عبس بسنتين ، فهل نسيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه مأمور بخفض الجناح لمن اتبعه؟ وإذا كان نسي ، فما الذي يؤمّننا من أن لا يكون قد نسي غير ذلك أيضاً؟ وإذا لم يكن قد نسي ، فلماذا يتعمّد أن يعصي هذا الأمر الصريح؟!

سادساً : إنّه ليس في الآية ما يدلّ على أنّها خطاب للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل الله سبحانه يخبر عن رجل ما أنّه :( عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الأَعْمَى ) ، ثمّ التفت الله تعالى بالخطاب إلى ذلك العابس نفسه وخاطبه بقوله :( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ) إلخ.

سابعاً : لقد ذكر العلاّمة الطباطبائي : « أنّ الملاك في التفضيل وعدمه ليس هو الغنى والفقر ، وإنّما هو الأعمال الصالحة ، والسجايا الحسنة ، والفضائل الرفيعة ، وهذا حكم عقلي وجاء به الدين الحنيف ، فكيف جاز لهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يخالف ذلك ، ويميّز الكافر لما له من وجاهة على المؤمن »(٣) ؟

والقول : بأنّه إنّما فعل ذلك لأنّه يرجو إسلامه ، وعلى أمل أن يتقوّى به الدين ، وهذا أمر حسن ، لأنّه في طريق الدين وفي سبيله ، لا يصحّ لأنّه يخالف صريح الآيات التي تنصّ على أنّ الذمّ له كان لأجل أنّه يتصدّى لذاك الغني لغناه ، ويتلهّى عن الفقير لفقره ، ولو صحّ هذا ، فقد كان اللازم أن يفيض القرآن في مدحه وإطرائه على غيرته لدينه ، وتحمّسه لرسالته ؛ فلماذا هذا الذمّ والتقريع إذن.

ونشير أخيراً : إلى أنّ البعض قد ذكر : أنّه يمكن القول بأنّ الآية خطاب كُلّي مفادها : أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا رأى فقيراً تأذّى وأعرض عنه.

__________________

١ ـ الجمعة : ٢.

٢ ـ الشعراء : ٢١٣ ـ ٢١٤.

٣ ـ الميزان في تفسير القرآن ٢٠ / ٣٠٣.

٣٣٨

والجواب أوّلاً : إنّ هذا يخالف القصّة التي ذكروها من كونها قضية في واقعة واحدة لم تتكرّر.

وثانياً : إذا كان المقصود هو الإعراض عن مطلق الفقير ؛ فلماذا جاء التنصيص على الأعمى؟!

وثالثاً : هل صحيح أنّه قد كان من عادة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك؟!

المذنب رجل آخر :

فيتّضح ممّا تقدّم : أنّ المقصود بالآيات شخص آخر غير النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويؤيّد ذلك : ما روي عن الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام أنّه قال : «كان رسول الله إذا رأى عبد الله بن أُمّ مكتوم قال : مرحباً مرحباً ، والله لا يعاتبني الله فيك أبداً ، وكان يصنع به من اللطف حتّى يكف عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ممّا كان يفعل به »(١) .

فهذه الرواية تشير إلى أنّ الله تعالى لم يعاتب نبيّه في شأن ابن أُمّ مكتوم ، بل فيها تعريض بذلك الرجل الذي ارتكب في حقّ ابن أُمّ مكتوم تلك المخالفة ، إن لم نقل : إنّه يستفاد من الرواية نفي قاطع حتّى لإمكان صدور مثل ذلك عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بحيث يستحقّ العتاب والتوبيخ ؛ إذ لا معنى لهذا النفي لو كان الله تعالى قد عاتبه فعلاً.

هذا ولكن الأيدي غير الأمينة قد حرّفت هذه الكلمة ؛ فادعت أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول : «مرحباً بمن عاتبني فيه ربّي » ، فلتراجع كتب التفسير ، كالدرّ المنثور وغيره ، والصحيح هو ما تقدّم.

سؤال وجوابه :

ولعلّك تقول : إنّه إذا كان المقصود بالآيات شخصاً آخر ؛ فما معنى قوله تعالى :( فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى ) ، وقوله :( فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى ) ، فإنّ ظاهره : أنّ هذا التصدّي والتلهّي من قبل من يهمّه هذا الدين ؛ فيتصدّى لهذا ، ويتلهّى عن ذاك.

__________________

١ ـ مجمع البيان ١٠ / ٢٦٦.

٣٣٩

فالجواب : أنّه ليس في الآيات ما يدلّ على أنّ التصدّي كان لأجل الدعوة إلى الله أو لغيرها.

فلعلّ التصدّي كان لأهداف أُخرى دنيوية ، ككسب الصداقة أو الجاه ، أو نحو ذلك.

وقوله تعالى :( لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ) ليس فيه أنّه يزكّى على يد المخاطب ، بل هو أعم من ذلك ، فيشمل التزكّي على يد غيره ممّن هم في المجلس ، كالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أو غيره.

ثمّ لنفرض : أنّه كان التصدّي لأجل الدعوة ، فإنّ ذلك ليس محصوراً بهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فهم يقولون : إنّ غيره كان يتصدّى لذلك أيضاً ، وأسلم البعض على يديه لو صحّ ذلك!

الرواية الصحيحة : وبعد ما تقدّم ، فإنّ الظاهر هو أنّ الرواية الصحيحة ، هي ما جاء عن الإمام الصادقعليه‌السلام : «أنّها نزلت في رجل من بني أُمية كان عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فجاءه ابن أُمّ مكتوم ، فلمّا رآه تقذّر منه ، وجمع نفسه ، وعبس في وجهه ، وأعرض بوجهه عنه ، فحكى الله سبحانه ذلك ، وأنكره عليه »(١) .

ويلاحظ : أنّ الخطاب في الآيات لم يوجّه أوّلاً إلى ذلك الرجل ؛ بل تكلّم الله سبحانه عنه بصورة الحكاية عن الغائب : إنّه عبس وتولّى ، أن جاءه الأعمى.

ثمّ التفت إليه بالخطاب ، فقال له مباشرة : وما يدريك ، ويمكن أن يكون الخطاب في الآيات أوّلاً للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من باب : إيّاك أعني واسمعي يا جارة ، والأوّل أقرب ، وألطف ذوقاً.

اتهام عثمان :

وبعض الروايات تتّهم عثمان بهذه القضية ، وأنّه هو الذي جرى له ذلك مع ابن أُمّ مكتوم(٢) .

__________________

١ ـ نفس المصدر السابق.

٢ ـ تفسير القمّي ٢ / ٤٠٥.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423