منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

منتهى المقال في أحوال الرّجال13%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-98-1
الصفحات: 423

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 423 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 248671 / تحميل: 4992
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٨-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

باب اللاّم‌

٢٣٧٤ ـ لوط بن يحيى بن سعيد :

ابن مخنف بن سلم(١) الأزدي الغامدي ـ بالغين المعجمة والدال المهملة ـ أبو مخنفرضي‌الله‌عنه ، شيخ من أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم ، وكان يسكن إلى ما يرويه ، روى عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام . قالجش : وقيل إنّه روى عن أبي جعفرعليه‌السلام ، ولم يصحّ. وقال الشيخ والكشّي : إنّه من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، والظاهر خلافه ، أمّا أبوه يحيى فإنّه كان من أصحابهعليه‌السلام ، فلعلّ قول الشيخ والكشّي إشارة إلى الأب ،صه (٢) .

جش إلاّ الترجمة وقوله : قالجش ، وسالم بدل سلم ، إلى قوله : ولم يصحّ ، وزاد : وصنّف كتبا كثيرة. وعدّ منها كتاب أخبار(٣) مخنف بن سليم(٤) .

وفي سين : لوط بن يحيى يكنّى أبا مخنف(٥) .

وزادي : هكذا ذكر الكشّي ، وعندي أنّ هذا غلط ، لأنّ لوط بن يحيى لم يلق أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكان أبوه يحيى من أصحابهعليه‌السلام (٦) .

__________________

(١) في المصدر : أسلم ، وفي النسخة الخطيّة منه : سلم.

(٢) الخلاصة : ١٣٦ / ١ ، وفيها بدلرضي‌الله‌عنه :رحمه‌الله .

(٣) في المصدر زيادة : آل.

(٤) رجال النجاشي : ٣٢٠ / ٨٧٥ ، ولم يرد فيه الترضّي.

(٥) رجال الشيخ : ٧٩ / ١.

(٦) رجال الشيخ : ٥٧ / ١ ، وفيه بعد ابن يحيى زيادة : الأزدي.

٢٦١

وزادن على سين : صاحب السير(١) .

وفيست : صاحب أمير المؤمنينعليه‌السلام والحسن والحسين٨ على ما زعمكش ، والصحيح أنّ أباه كان من أصحابهعليه‌السلام وهو لم يلقه ، له كتب كثيرة في السير ، منها كتاب مقتل الحسينعليه‌السلام ، وكتاب خبر المختار بن عبيدة(٢) ، وكتاب مقتل محمّد بن أبي بكررضي‌الله‌عنه ، وكتاب مقتل عثمان ، وكتاب الجمل وصفّين ، وغير ذلك من الكتب وهي كثيرة ، أخبرنا أحمد بن عبدون والحسين بن عبيد الله جميعا ، عن أبي بكر الدوري ، عن القاضي أبي بكر أحمد بن كامل ، عن محمّد بن موسى بن(٣) حمّاد ، عن ابن أبي السري محمّد ، عن هشام بن محمّد الكلبي ، عنه.

وله كتاب خطبة الزهراء ، نصر بن مزاحم ، عنه ، عن عبد الرحمن بن حبيب(٤) ، عن أبيه بها(٥) .

وفيق : ابن يحيى أبو مخنف الأزدي الكوفي صاحب المغازي(٦) .

أقول : ما مرّ من نسبةصه كونه من أصحاب عليعليه‌السلام إلى الشيخ فقد رأيت نقل الشيخ ذلك في كتابيه عنكش وتغليطه ، وما مرّ من أنّ فيجش بدل سلم سالم ففيضح أيضا سالم(٧) ، لكن في نسختي من صه‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٧٠ / ١.

(٢) في المصدر : وكتاب أخبار المختار بن أبي عبيد الثقفي.

(٣) في نسخة « ش » بدل ابن : عن.

(٤) في المصدر : عبد الرحمن بن جندب ، وفي مجمع الرجال : ٥ / ٨١ نقلا عنه كما في المتن.

(٥) الفهرست : ١٢٩ / ٥٨٣.

(٦) رجال الشيخ : ٢٧٩ / ٦ ، ولم يرد فيه : صاحب المغازي ، وفي مجمع الرجال : ٥ / ٨١ نقلا عنه كما في المتن.

(٧) إيضاح الاشتباه : ٢٥٩ / ٥٣٦.

٢٦٢

سليم ، ولعلّه الأصح لما يأتي في باب الميم : مخنف بن سليم ، عن ي وصه ود وقي(١) وغيرهم(٢) ، وهو هذا المذكور كما ستعرفه ، ومرّ عنجش أنّ له كتاب أخبار مخنف بن سليم ، فتدبّر.

ثمّ إنّ كون مخنف ي مما يشهد للشيخ بعدم درك لوط إيّاهعليه‌السلام ، بل لعلّه يضعّف درك أبيه أيضا إيّاهعليه‌السلام ، فتأمّل.

وفي القاموس : أبو مخنف ـ كمنبر ـ لوط بن يحيى إخباري شيعي من نقلة السير تالف متروك(٣) .

وفيضح أيضا أنّ مخنف بكسر الميم(٤) .

وفيمشكا : ابن سعيد بن يحيى بن مخنف الذي يسكن إلى روايته ، عنه هشام بن محمّد السائب الكلبي ، ونصر بن مزاحم(٥) .

٢٣٧٥ ـ ليث بن البختري المرادي :

أبو بصير ، ويكنّى أبا محمّد ، روىكش عن حمدويه بن نصير ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : بشّر المخبتين بالجنّة ، بريد بن معاوية العجلي وأبو بصير ليث بن البختري المرادي ومحمّد بن مسلم وزرارة ، أربعة نجباء أمناء الله على حلاله وحرامه ، لو لا هؤلاء انقطعت آثار النبوّة واندرست. وقالكش : إنّ أبا بصير الأسدي أحد من اجتمعت(٦) العصابة على تصديقه‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٥٨ / ١٢ والخلاصة : ١٩٤ ورجال ابن داود : ١٨٧ / ١٥٤٣ ورجال البرقي : ٦.

(٢) وقعة صفّين : ١٠٤ و ١١٧ و ١٤١ و ٢٦٢.

(٣) القاموس المحيط : ٣ / ١٣٩.

(٤) إيضاح الاشتباه : ٢٥٩ / ٥٣٦.

(٥) هداية المحدّثين : ١٣٦ ، وفيها : ابن يحيى بن سعيد بن مخنف.

(٦) في نسخة « م » : أجمعت.

٢٦٣

والإقرار له بالفقه ، وقال بعضهم موضع أبي بصير الأسدي : أبو بصير المرادي ، وهو ليث المرادي. وروى أحاديث في مدحه وجرحه ذكرناها في كتابنا الكبير وأجبنا عنها.

وقالغض : ليث بن البختري المرادي أبو بصير يكنّى أبا محمّد ، كان أبو عبد اللهعليه‌السلام يتضجّر به ويتبرّم ، وأصحابه يختلفون في شأنه.

قال(١) : وعندي أنّ الطعن إنّما وقع على دينه لا على حديثه ، وهو عندي ثقة.

والذي أعتمد عليه قبول روايته وأنّه من أصحابنا الإماميّة ، للحديث الصحيح الذي ذكرناه أوّلا ، وقول غض : إنّ الطعن في دينه لا يوجب الطعن ،صه (٢) .

وفيجش : له كتاب يرويه جماعة ، منهم أبو جميلة المفضّل بن صالح(٣) .

وفيكش ما نقلهصه (٤) .

وفيه أيضا : روي عن ابن أبي يعفور قال : خرجت إلى السواد أطلب دراهم للحجّ(٥) ونحن جماعة وفينا أبو بصير المرادي ، فقلت له : يا أبا بصير اتّق الله وحجّ بمالك فإنّك ذو مال كثير ، قال : اسكت فلو أنّ الدنيا وقعت لصاحبك لاشتمل عليها بكسائه(٦) .

وفيه : عن رجل عن بكير ، وذكر دخوله جنبا عليهعليه‌السلام وأنّه أحدّ‌

__________________

(١) في نسخة « ش » : وقال.

(٢) الخلاصة : ١٣٦ / ٢.

(٣) رجال النجاشي : ٣٢١ / ٨٧٦.

(٤) رجال الكشّي : ١٧٠ / ٢٨٦ ، ٢٣٨ / ٤٣١.

(٥) في المصدر : نطلب دراهم لنحجّ.

(٦) رجال الكشّي : ١٦٩ / ٢٨٥.

٢٦٤

النظر إليه وقال : هكذا تدخل بيوت الأنبياء(١) ؟! فقال : أعوذ بالله من غضب الله وغضبك واستغفر الله ولا أعود(٢) .

وفيه أيضا بسند ضعيف عن الصادقعليه‌السلام : إنّ أصحاب أبي كانوا زينا أحياء وأمواتا ، أعني زرارة ومحمّد بن مسلم ومنهم ليث المرادي وبريد العجلي ، هؤلاء قوّامون بالقسط هؤلاء السابقون السابقون أولئك المقرّبون(٣) .

وبسند ضعيف أيضا عن شعيب العقرقوفي ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال : حضرت علباء(٤) عند موته؟قلت : نعم ، وأخبرني أنّك ضمنت له الجنّة وسألني أن أذكّرك ذلك ، قال : صدق.

قال : فبكيت ثمّقلت : جعلت فداك فما لي ألست كبير السن الضعيف الضرير البصير المنقطع إليكم فاضمنها لي ، قال : قد فعلت(٥) .

وبسند صحيح عن شعيب أيضا قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ربما احتجنا أن نسأل عن الشي‌ء فمن نسأل؟ قال : عليك بالأسدي ، يعني أبا بصير(٦) .

وعن حمدان ، عن معاوية ، عن شعيب. إلى أن قال : فلقيت أبا بصير فقلت له : إنّي سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن المرأة التي تزوّجت‌

__________________

(١) في المصدر زيادة : وأنت جنب.

(٢) رجال الكشّي : ١٧٠ / ٢٨٨.

(٣) رجال الكشّي : ١٧٠ / ٢٨٧.

(٤) في النسخ : عليّا.

(٥) رجال الكشّي : ١٧١ / ٢٨٩.

(٦) رجال الكشّي : ١٧١ / ٢٩١.

٢٦٥

ولها زوج فظهر عليها(١) ؟ قال : ترجم المرأة ولا شي‌ء على الرّجل ، فمسح على صدره وقال : ما أظنّ صاحبنا تناهى حلمه(٢) بعد(٣) .

وفيه آخر نحوه ، والسند : علي بن محمّد ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن الحسن ، عن صفوان ، عن شعيب ، إلاّ أنّ فيه : ذكرت ذلك لأبي بصير المرادي(٤) .

علي بن محمّد ، عن محمّد بن أحمد بن الوليد ، عن حمّاد بن عثمان قال : خرجت أنا وابن أبي يعفور وآخر إلى الحير(٥) أو إلى بعض المواضع فتذاكرنا(٦) الدنيا ، فقال أبو بصير المرادي : أما إنّ صاحبكم إن ظفر بها لاستأثر بها ، قال : فأغفى فجاء كلب يريد أن يشغر(٧) عليه ، فذهبت لأطرده ، فقال ابن أبي يعفور : دعه ، فجاء حتّى شغر في اذنه(٨) .

محمّد بن مسعود قال : سألت علي بن الحسن بن فضّال عن أبي بصير ، قال : كان اسمه يحيى بن أبي القاسم ، وقال : أبو بصير كان يكنّى أبا محمّد وكان مولى لبني أسد وكان مكفوفا.

وسألته : هل يتّهم بالغلو؟ فقال : أمّا الغلو فلا ، ولكن كان مخلّطا(٩) .

وبسند حسن : جلس أبو بصير على باب أبي عبد اللهعليه‌السلام

__________________

(١) فظهر عليها ، لم ترد في المصدر.

(٢) في نسخة « م » : علمه ، وفي نسخة : حكمه.

(٣) رجال الكشّي : ١٧١ / ٢٩٢.

(٤) رجال الكشّي : ١٧٢ / ٢٩٣.

(٥) في المصدر : الحيرة.

(٦) في نسخة « ش » : فتذكرنا.

(٧) شغر الكلب يشغر : إذا رفع إحدى رجليه ليبول ، الصحاح : ٢ / ٧٠٠.

(٨) رجال الكشّي : ١٧٢ / ٢٩٤.

(٩) رجال الكشّي : ١٧٣ / ٢٩٦.

٢٦٦

ليطلب الإذن فلم يأذن له ، فقال : لو كان معنا طبق لإذن لنا ، فجاء كلب فشغر في وجه أبي بصير فقال : أفّ أفّ ما هذا؟ قال جليسه : هذا كلب شغر في وجهك(١) .

وفي الحسن أو الموثّق ظاهرا عن أبي بصير قال : دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فقلت : تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرئوا الأكمه والأبرص؟ فقال لي : بإذن الله ، ثمّ قال : ادن منّي ، فمسح على وجهي وعيني فأبصرت السماء والأرض والبيوت ، فقال لي : أتحبّ أن تكون كذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت ولك الجنة؟قلت : أعود كما كنت ، فمسح على عيني فعدت(٢) .

ومرّ كونه من حواريهما٨ في أويس(٣) .

وليس فيكش غير هذه الروايات ، وبعضها غير ظاهر في ليث ، بل أبو بصير إمّا مطلق أو معه قرينة تخصّه بغيره ، وبعضها مقطوع ، وفي بعضها علي ابن محمّد وهو مشترك بين مجهول وممدوح وغيرهما ، ومحمّد بن أحمد بن الوليد مجهول ، فإن كان معروفا بمحمّد بن الوليد فمشترك ، على أنّ المراد بصاحبكم وصاحبك يحتمل نفسه وأنّه يستأثرها إذا وقعت له من حلال.

وأمّا قولغض فاجتهاد منه لا يوجب طعنا.

وفيتعق : أمّا ما ذكره عن ابن أبي يعفور فقال ابن طاوس : الطريق إليه غير متّصل فلا عبرة بالحديث ، ثمّ من صاحبك المشار إليه فيه(٤) .

والرواية التي رواها عن شعيب عن أبي بصير المراد بها يحيى بن‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ١٧٣ / ٢٩٧.

(٢) رجال الكشّي : ١٧٤ / ٢٩٨.

(٣) رجال الكشّي : ٩ / ٢٠.

(٤) التحرير الطاووسي : ٤٨٩ / ٣٥٦.

٢٦٧

القاسم ، وقوله : الضرير ، قرينة عليه ، وقوله : بالأسدي ، في التي بعدها أيضا المراد به هو كما سنذكره فيه.

وأمّا رواية حمّاد بن عثمان التي فيها : تذاكرنا الدنيا ، ففي حاشية التحرير : رأيت في بعض أخبار الكتاب وصف أبي بصير الضرير بالمرادي ، فلعلّ الخبر الذي رواه حمّاد بن عثمان ورد في شأن الضرير ، وذكر هنا توهّما كما وقع في حديث الطبق(١) .

قلت : وعلى هذا يحتمل أن يكون السابق عليه أيضا فيه بقرينة شعيب ومسح الصدر الذي يقع غالبا من المكفوفين ، فظهر أنّ ما رواه صفوان أيضا عن شعيب هو فيه والوصف بالمرادي محلّ نظر ، على أنّ مثل ذلك لعلّه بالنسبة إلى شيعة ذلك الزمان لا يكون قادحا كما هو معلوم ، ومع ذلك يظهر الجواب عن خبر حمّاد بما مرّ عن طس.

وما رواه في جلوس أبي بصير على الباب المراد به أيضا أبو بصير الأسدي ، ولعلّ غرضه التعريض بالبوّاب أو المزاح معه ، وشغر الكلب لما كان فيه من سوء أدب في الجملة ، أو وقع ذلك اتّفاقا ، هذا على تقدير صحّة الحديث ، والذي يليه أيضا فيه كما سنشير إليه(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن البختري أبو بصير الذي أجمع على تصديقه ، عنه أبو جميلة المفضّل بن صالح ، وعاصم بن حميد ، وعبد الله بن مسكان ، وعبد الكريم بن عمرو الخثعمي كما في مشيخة الفقيه(٣) ، ويأتي في الكنى‌

__________________

(١) التحرير الطاووسي : ٤٩٣ / ٣٥٦.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٦٩.

(٣) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٥٥ في الطريق إلى عبد الكريم بن عتبة ، وفيه : ليث المرادي.

٢٦٨

أيضا ما فيه من المميّزات(١) (٢) .

٢٣٧٦ ـ الليث بن كيسان :

أبو يحيى العبدي البكري ، أسند عنه ،ق (٣) .

__________________

(١) راجع هداية المحدّثين : ٢٧٢.

(٢) هداية المحدّثين : ١٣٦.

(٣) رجال الشيخ : ٢٧٩ / ٣.

٢٦٩
٢٧٠

باب الميم‌

٢٣٧٧ ـ مالك الأشتر :

هو ابن الحارث.

٢٣٧٨ ـ مالك بن أعين :

روىكش عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن الحسن بن علي بن يقطين أنّ مالك بن أعين ليس من هذا الأمر في شي‌ء.

وقال علي بن أحمد العقيقي عن أبيه عن أحمد بن الحسن عن أشياخه : إنّه كان مخالفا ،صه (١) .

وما فيكش سبق في أخيه قعنب(٢) .

وفيد :قر ،ق (٣) . وليس المأخذ معلوما.

أقول : سبق في قعنب سقوط كلمتي « حدّثني حمدويه » من(٤) كش في عبارةصه (٥) وأنّه تبع في ذلك طس(٦) .

وفي د نقل عنغض أنّه كان مخالفا(٧) ، ولعلّ الصواب بدل ابن الغضائري : علي بن أحمد العقيقي.

__________________

(١) الخلاصة : ٢٦١ / ٧.

(٢) رجال الكشّي : ١٨١ / ٣١٨.

(٣) رجال ابن داود : ٢٦٨ / ٤١٧.

(٤) في نسخة « ش » : عن.

(٥) الخلاصة : ٢٤٨ / ١.

(٦) التحرير الطاووسي : ٤٨١ / ٣٥٢.

(٧) في نسختنا من رجال ابن داود نقل ذلك عن علي بن أحمد العقيقي.

٢٧١

وفي رسالة أبي غالب : قعنب ومالك ومليك غير معروفين(١) . ثمّ نقل عن ابن فضّال أنّه كان مليك وقعنب يذهبان مذهب العامّة مخالفين لاخوتهما(٢) ، وقد سبق في قعنب ، فتأمّل.

٢٣٧٩ ـ مالك بن أعين الجهني‌

قر (٣) . وزادق : الكوفي مات في حياة أبي عبد اللهعليه‌السلام (٤) .

وفيكش : حمدويه بن نصير قال : سمعت علي بن محمّد بن فيروزان القمّي يقول : مالك بن أعين الجهني هو ابن أعين وليس من إخوة زرارة ، وهو بصري(٥) ، انتهى.

ونقل في الإرشاد عنه في [ أبي ](٦) جعفرعليه‌السلام أبياتا من الشعر في غزارة علمه(٧) .

وفيتعق : يروي عنه ابن مسكان(٨) وابن أبي عمير(٩) .

وفي الكافي في باب المصافحة عنه عن الباقرعليه‌السلام : يا مالك‌

__________________

(١) رسالة أبي غالب الزراري : ١٣٠.

(٢) رسالة أبي غالب الزراري : ١٣٧ ، ولا يظهر من الرسالة أن الكلام راجع لابن فضّال.

(٣) رجال الشيخ : ١٣٥ / ١١.

(٤) رجال الشيخ : ٣٠٨ / ٤٥٦.

(٥) رجال الكشّي : ٢١٦ / ٣٨٨.

(٦) أثبتناه من المنهج والمصدر.

(٧) الإرشاد : ٢ / ١٥٧ ، والأبيات :

إذا طلب الناس علم القرآن

كانت قريش عليه عيالا

وإن قيل أين ابن بنت النّبي

نلت بذاك فروعا طوالا

نجوم تهلّل للمدلجين

جبال تورّث علما جبالا

(٨) التهذيب ١ : ٧٨ / ١٩٨.

(٩) الأمالي : ٢١٩ / ٧.

٢٧٢

أنتم شيعتنا(١) .

وفي الروضة عن ابن مسكان عنه قال : قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا مالك أما ترضى(٢) أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفّوا(٣) وتدخلوا الجنة. إلى أن قال : إنّ الميّت والله منكم على هذا الأمر لشهيد بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل الله(٤) (٥) .

أقول : في الوجيزة بعد حكمه بحسن هذا وضعف سابقه قال : فما وقع فيه مالك فهو مجهول ، للاشتراك(٦) . وفيه تأمّل ظاهر ، ولذا لم يذكره في مشكا.

( هذا ، وعن العلاّمة والشهيد فيما إذا مات الكافر وخلّف أولادا صغارا وابن أخ وابن أخت وصف حديثه بالصحّة(٧) ، فلاحظ )(٨) .

٢٣٨٠ ـ مالك بن أنس :

له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عنه ،ست (٩) .

وفيتعق : أنّه من الأئمّة الأربعة للعامّة ، وروى الصدوق عنه إخبارا‌

__________________

(١) الكافي ٢ : ١٤٤ / ٦.

(٢) في المصدر : أما ترضون.

(٣) أي : عن المعاصي ، أو عن الناس بالتقيّة ، مرآة : ٢٥ / ٣٥٤.

(٤) الكافي ٨ : ١٤٦ / ١٢٢.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٧١.

(٦) الوجيزة : ٢٨٦ / ١٥٠١ و ١٥٠٢.

(٧) مختلف الشيعة ـ النسخة الحجريّة ـ : ٧٤٠ ، الدروس الشرعية : ٢ / ٣٤٥.

(٨) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(٩) الفهرست : ١٦٨ / ٧٥٠.

٢٧٣

كثيرة يظهر منها انقطاعه إلى الصادقعليه‌السلام (١) بخلاف أبي حنيفة(٢) .

٢٣٨١ ـ مالك بن التيهان :

أبو الهيثم ، يأتي في الكنى(٣) ،تعق (٤) .

٢٣٨٢ ـ مالك بن الحارث الأشتر :

النخعي ،ي (٥) .

وفيصه : قدّس الله روحه ورضي عنه ، جليل القدر عظيم المنزلة ، كان اختصاصه بعليعليه‌السلام أظهر من أن يخفى ، وتأسف أمير المؤمنينعليه‌السلام بموته وقال : لقد كان لي كما كنت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٦) .

وفيكش : محمّد بن علقمة بن الأسود النخعي قال : خرجت في رهط أريد الحجّ منهم مالك بن الحارث الأشتر وعبد الله بن قفل(٧) التيمي ورفاعة بن شدّاد البجلي حتّى قدمنا الرّبذة فإذا امرأة على قارعة الطريق تقول : يا عباد الله المسلمين ، هذا أبو ذر صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد هلك غريبا ليس(٨) لي أحد يعينني عليه ، قال : فنظر بعضنا إلى بعض وحمدنا الله على ما ساق إلينا ، واسترجعنا على عظم المصيبة ، ثمّ أقبلنا معها‌

__________________

(١) الخصال ١ : ١٦٧ / ٢١٩ والأمالي : ٦٦ / ١ و ١٤٣ / ٤.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٧١.

(٣) عن الخلاصة : ١٨٩ / ٢١ ، وفيها : أبو الهيثم بن التيهان من السابقين الّذين رجعوا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام .

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٧١.

(٥) رجال الشيخ : ٥٨ / ٥.

(٦) الخلاصة : ١٦٩ / ١.

(٧) في المصدر : فضل.

(٨) في نسخة « ش » : وليس.

٢٧٤

فجهّزناه وتنافسنا في كفنه حتّى خرج من بيننا بالسواء ، ثمّ تعاونّا على غسله حتّى فرغنا منه ، ثمّ قدّمنا مالك الأشتر فصلّى بنا عليه ثمّ دفنّاه.

فقام الأشتر على قبره فقال : اللهمّ هذا أبو ذر صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عبدك في العابدين وجاهد فيك المشركين لم يغيّر ولم يبدّل لكنّه رأى منكرا فغيّره بلسانه وقلبه ، حتّى جفي ونفي وحرم واحتقر ثمّ مات وحيدا غريبا ، اللهمّ فاقصم من حرمه ونفاه من مهاجرة وحرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فرفعنا أيدينا جميعا وقلنا : آمّين.

قال الكشّي : ذكر أنّه لما نعي الأشتر إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام تأوّه حزنا وقال : رحم الله مالكا ، وما مالك عزّ به عليّ(١) هالكا لو كان صخرا لكان صلدا ولو كان جبلا لكان فندا ، وكأنّه قد منّي قدّا(٢) .

وفيتعق : عزّ به عليّ هالكا أي : شقّ واشتدّ عليّ هلاكه ، والصخر : الحجارة العظام ، والصلد : الصلب ، وفند : ـ بالكسر ـ جبل بين الحرمين الشريفين(٣) (٤) .

أقول : ذكر جماعة من أهل السير أنّه لما بلغ معاوية إرسال عليعليه‌السلام الأشتر إلى مصر عظم ذلك عليه وبعث إلى رجل من أهل الخراج‌

__________________

(١) في المصدر : عزّ عليّ به.

(٢) رجال الكشّي : ٦٥ / ١١٨.

(٣) الفند ـ بالكسر ـ : قطعة من الجبل طولا ، الصحاح : ٢ / ٥٢٠.

فند ـ بالفتح ثمّ السكون ـ : جبل بين مكّة والمدينة قرب البحر ، مراصد الاطلاع : ٣ / ١٠٤٤ ، معجم البلدان : ٤ / ٢٧٧.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٧١ ، وفيها : تقدّم عن النجاشي وفي صعصعة ذكر عهده ، ويظهر منه غاية جلالته ونهاية علو مرتبته ، انتهى. رجال النجاشي : ٢٠٣ / ٥٤٢.

ولم ير فيها ما ذكر هنا.

٢٧٥

ـ وقيل : دسّ له مولى عمر ، وقيل : مولى عثمان(١) ـ فاغتاله فسقاه السمّ فهلكرحمه‌الله .

ولمّا بلغ معاوية موته خطب الناس فقال : أما بعد ، فإنّه كان لعليّ بن أبي طالب يدان يمينان فقطعت أحدهما يوم صفّين وهو عمّار بن ياسر وقد قطعت الأخرى اليوم وهو مالك الأشتر(٢) .

وفي شرح ابن أبي الحديد : كان فارسا شجاعا رئيسا من أكابر الشيعة وعظمائها ، شديد التحقّق بولاء أمير المؤمنينعليه‌السلام ونصره ، وقالعليه‌السلام فيه بعد موته : رحم الله مالكا فلقد كان لي كما كنت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ثمّ قال : وقد روى المحدّثون حديثا يدلّ على فضيلة للأشتررحمه‌الله ، وهي شهادة قاطعة من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّه من المؤمنين(٣) .

وقد ذكره ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب ثمّ نقل عنه وفاة أبي ذررضي‌الله‌عنه ، وجعل حضور مالك قبل موتهرحمه‌الله وأنّه جهزه ودفنه ومعه جماعة فيهم حجر ، وأنّه قال لهم أبو ذررضي‌الله‌عنه : أبشروا ، فإنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لنفر أنا فيهم : ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين ، وليس من أولئك النفر أحد إلاّ وقد هلك في قرية وجماعة(٤) .

ثمّ قال : قرأ كتاب الاستيعاب على شيخنا عبد الوهاب بن سكينة المحدّث وأنا حاضر فلمّا انتهى القارئ إلى هذا الخبر قال أستاذي عمر بن‌

__________________

(١) وقيل مولى عثمان ، لم ترد في نسخة « م ».

(٢) انظر الاختصاص : ٧٩ ـ ٨١ وشرح ابن أبي الحديد : ٦ / ٧٤ ـ ٧٦.

(٣) في المصدر : بأنّه مؤمن.

(٤) الاستيعاب ١ / ٢١٤ ترجمة جندب بن جنادة.

٢٧٦

عبد الله الدبّاس وكنت أحضر معه سماع الحديث : لتقل الشيعة بعد هذا ما شاءت ، فما قال المرتضى والمفيد إلاّ بعض ما كان حجر والأشتر يعتقدانه في عثمان ومن تقدّمه ، فأشار إليه الشيخ بالسكوت فسكت(١) ، انتهى فتدبّر فيه.

٢٣٨٣ ـ مالك بن عطيّة الأحمسي :

أبو الحسن البجلي الكوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (٢) .

جش إلاّ أنّ فيه : أبو الحسين ، وزاد : عبيس بن هشام عنه بكتابه(٣) .

وفيست : له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عنه(٤) .

أقول : فيمشكا : الأحمسي البجلي الثقة ، عنه عبيس بن هشام ، والحسن بن محبوب ، وعلي بن الحكم الثقة.

وهو عن الصادقعليه‌السلام ، وعن أبي حمزة الثمالي ، ومعروف بن خربوذ(٥) .

٢٣٨٤ ـ مالك بن نويرة :

اختصاصه بعليعليه‌السلام وعدم مبايعته للأوّل وأمره خالدا بقتله واستئصال طائفته وأسر نسائهم ودخوله بزوجته في ليلته مشهور وفي الكتب مسطور(٦) .

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ١٥ / ٩٨ ـ ١٠١.

(٢) الخلاصة : ١٦٩ / ٢.

(٣) رجال النجاشي : ٤٢٢ / ١١٣٢.

(٤) الفهرست : ١٦٨ / ٧٥١.

(٥) هداية المحدّثين : ٢٢٣.

(٦) مجالس المؤمنين ١ / ١٢٠.

٢٧٧

ومن كلامهرضي‌الله‌عنه مخاطبا به الأوّل : اربع على ضلعك والزم قعر بيتك واستغفر لذنبك ورد الحقّ إلى أهله ، إما تستحي أن تقوم في مقام أقام الله ورسوله فيه غيرك وما ترك يوم الغدير لأحد حجّة ولا معذرة(١) .

وفي المجالس أنّه بعد ما تعلّم الإيمان الكامل من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال فيه : من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا ، فطلب الرجلان الاستغفار منه ، فقال : لا غفر الله لكما ، تخلّون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وتجيئون إلى عندي تطلبون منّي الشفاعة والاستغفار(٢) ،تعق (٣) .

أقول : في شرح ابن أبي الحديد أنّه لما رجع خالد دخل المسجد وعليه ثياب صدئت من الحديد وفي عمامته ثلاثة أسهم ، فلمّا رآه عمر قال : أرياء يا عدوّ الله ، عدوت على رجل من المسلمين فقتلته ونكحت امرأته! أما والله إن أمكنني الله منك لأرجمنّك ، ثمّ تناول الأسهم من عمامته فكسرها ، وخالد ساكت لا يردّ عليه ظنّا أنّ ذلك عن أمر أبي بكر ورأيه ، فلمّا دخل إلى أبي بكر وحدّثه ، صدّقه فيما حكاه وقبل عذره ، فكان عمر يحرّض أبا بكر على خالد ويشير عليه أن يقتصّ منه بدم مالك ، فقال أبو بكر : إيها يا عمر! ما هو بأوّل من أخطأ ، فارفع لسانك عنه(٤) ، انتهى.

قلت : ليت شعري ، هل كان مالك أوّل من أخطأ بحيث يستباح قتله وأسر قبيلته ونكح امرأته من ليلته ، ثمّ لم يقتصّ منه عمر نفسه بعد استخلافه‌

__________________

(١) مجالس المؤمنين ١ / ١١٩.

(٢) مجالس المؤمنين ١ / ٢٦٧.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٧٢.

(٤) شرح ابن أبي الحديد : ١ / ١٧٩.

٢٧٨

وتمكّنه منه ، وأين ذلك التحريض عليه ، وما له لم يبرّ قسمه فيه حتّى أنّه أمّره على العساكر وجعله واليا على المدن؟!

٢٣٨٥ ـ المتوكّل بن عمير بن المتوكّل :

روى عن يحيى بن زيد دعاء الصحيفة ، أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن ابن أخي طاهر ، عن محمّد بن مطهّر ، عن أبيه ، عن عمير بن المتوكّل ، عن أبيه متوكّل ، عن يحيى بن زيد بالدعاء ،جش (١) .

وفيست بعد الصحيفة : أخبرنا جماعة ، عن التلعكبري ، عن أبي محمّد الحسن ـ يعرف ابن أخي طاهر ـ عن محمّد بن مطهّر ، عن أبيه ، عن عمير بن المتوكّل ، عن أبيه ، عن يحيى بن زيد(٢) .

وفي د : المتوكّل بن عمر بن المتوكّل لم ،ست ،جش ، روى عن يحيى بن زيد دعاء الصحيفة(٣) .

وفيتعق : المعروف في سندها : المتوكّل بن هارون ، ولعلّ أحدهما نسبة إلى الجدّ ، ويظهر منه حسن حاله ، وروايته عن الصادقعليه‌السلام وجوها من العلم مضافا إلى الصحيفة ، فالاقتصار على ذكر روايته عن يحيى إيّاها فيه ما فيه(٤) .

أقول : فجعل د إيّاه لم ، فيه ما فيه.

هذا ، والذي يظهر من سند الصحيفة ـ على صاحبها السلام ـ أنّ الراوي إيّاها المتوكّل أبو عمير جدّ المتوكّل هذا ، والظاهر أنّ اسم أبيه‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٢٦ / ١١٤٤.

(٢) الفهرست : ١٧٠ / ٧٦٧ ، وفيه : المتوكّل بن عمر بن المتوكّل ، وفي مجمع الرجال : ٥ / ٩٣ نقلا عنه كما في المتن ، وفي الفهرست طريق آخر.

(٣) رجال ابن داود : ١٥٧ / ١٢٥٦.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٧٢.

٢٧٩

هارون ، لأن ما في الصحيفة هكذا : حدّثني عمير بن المتوكّل الثقفي ، عن أبيه متوكّل بن هارون ، قال : لقيت يحيى بن زيد. إلى آخره(١) . وفي مواضع آخر منها : قال عمير : قال أبي. إلى آخره(٢) ، وهذا هو الظاهر من آخر كلامجش وست كما سبق ، وأمّا أوّل كلامهما رحمهما الله فربما يظهر منه خلاف ذلك.

وفي النقد : يمكن التوفيق عناية ، وهي احتمال كون المراد أنّ المتوكّل الذي هو جدّ المتوكّل بن عمير روى. إلى آخره. واحتمل(٣) أيضا أن يكون للمتوكّل بن عمير ابن يقال له عمير أيضا. ثمّ قال : إلاّ أنّه يظهر من سند الصحيفة أنّ المتوكّل الذي روى عن يحيى هو ابن هارون(٤) .

قلت : لعلّ الخطب فيه أسهل من ارتكاب العناية السابقة ، لجواز كونه منسوبا إلى جدّ أبيه ، ومثله غير عزيز ، ومرّ الإشارة إليه فيتعق ، ويمكن كون « ابن » بعد المتوكّل مصحّف « أبو » ويؤيّده أني رأيت في نسخة منب كلمة « ابن » مصحّحة « أبو »(٥) ، فلاحظ.

وقال السيّد الداماد طاب ثراه : المتوكّل لا نصّ عليه من الأصحاب بالتوثيق إلاّ أنّ الشيخ تقي الدين الحسن بن داود ذكره في قسم الموثّقين ، ويلوح من ظاهر كلامه أنّ الذي روى دعاء الصحيفة عن يحيى بن زيد بن علي بن الحسينعليه‌السلام هو المتوكّل بن عمير بن المتوكّل وليس كذلك ،

__________________

(١) الصحيفة السجّاديّة الجامعة ـ طبعة مؤسسة الإمام المهديعليه‌السلام ـ : ٦١٧ ، وفيها بعد الثقفي زيادة : البلخي.

(٢) المصدر السابق : ٦١٩.

(٣) في نسخة « ش » : واحتمال.

(٤) نقد الرجال : ٢٨٠ / ١.

(٥) معالم العلماء : ١٢٥ / ٨٤٧ ، وفيه : المتوكّل بن عمير بن المتوكّل.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

مُبِينٍ ) (1) .

تلقي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته للكلمات والكلام الإلهي بوجوده التكويني لا الاعتباري:

إنّ ما يتلقّاه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من وحي لا ينحصر في الوحي الإنبائي، كما أنّ سِنخ الوحي الإنبائي لا ينحصر في إلقاء المعاني أو الأصوات، بل إنّ عمدة أنواع وأنماط الوحي هو ما يكون من قبيل تلقّي حقائق الأشياء بحقيقتها التكوينية بكينونة تفوق الكون المادّي، وهو ما يعبّر عنه بنشأة الملكوت في القرآن الكريم، قال تعالى: ( فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) (2) .

وقد أشار القرآن الكريم إلى وجود كينونة للأشياء في نشأة الملكوت فقال تعالى: ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إلاّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إلاّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) (3) .

وقال تعالى: ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إلاّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْ‏ءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) (4) .

وقال تعالى: ( وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إلاّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) (5) .

وقال تعالى: ( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) (6) ، وغيرها من الآيات التي تدلّ على أنّ في نشأة الكتاب المبين - وهي نشأة تحيط بغيب السماوات والأرض - يستطرُ فيها كلّ شي‏ء بحسب ملكوته، قال تعالى: ( وَكَذَلِكَ

____________________

1) سورة الأنعام: 59.

2) سورة يس: 83.

3) سورة الأنعام: 59.

4) سورة الأنعام: 38.

5) سورة النمل: 75.

6) سورة يس: 12.

٣٦١

نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) (1) ، فأثبت تعالى للسماوات والأرض مَلَكُوت، فإحاطة وهيمنة الملَكُوت على كلّ الأشياء وصف مقرّر للكتاب المبين، وتقرّر الأشياء بحسب ملكوتها فيه ليس تقرّر معانيها ومفاهيمها، بل تقرّر كينونة وجودية مَلَكُوتية، بل أنّ هناك أوصافاً ونعوتاً قرآنية أُخرى للكتاب المبين تفوق ذلك.

والقرآن جملة وهو جملة حقيقية، فحقيقة القرآن ليست بلفظ عربي أو أعجمي، كما أنّه ليس بمعنى بل هو الروح الأعظم، حيث عبّر عنه في سورة النحل قوله تعالى: ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) (2) ، والآية الكريمة في نفس السورة التي صدرها: ( يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إلاّ أَنَا فَاتَّقُونِ ) (3) .

فبين الآيتين في السورة الواحدة ارتباط، وأنّ ذلك الروح الذي ينزل به الملائكة هو روح القدس، وهو الروح النازل في ليلة القدر بجملة الكتاب، ويعضد هذا الارتباط بين الآيتين في سورة النحل توسّط آية أُخرى في السورة وهي قوله تعالى: ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) (4) ، ومن الواضح في هذه الآية إرادة جُملة الكتاب وحقيقته ، لا النزول النُّجومي ولا تنزيل القرآن بوجوده اللفظي؛ لأنّ الذي فيه تبيان كلّ شي‏ء هو حقيقة القرآن، الذي يعبّر عنه بالكتاب المبين، والمكنون، واللوح المحفوظ، إلى غيرها من الأوصاف الآتي استعراضها لهذا الوجود الرابع.

وكذلك سيأتي استعراض روايات أهل البيت عليهم‌السلام الكاشفة لتفسير كلّ ذلك من

____________________

1) سورة الأنعام: 75.

2) سورة النحل: 102.

3) سورة النحل: 2.

4) سورة النحل: 89.

٣٦٢

ظاهر ألفاظ الآيات الكريمة. وتقدّم الكلام في أنّ القرآن اسم حقيقة لروح القدس، النازل على النبيّ جملة في النزول الدفعي الجملي للقرآن كما في آخر سورة الشورى، وأنّه ملتحم مع روح النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن بعده مع أرواح الأوصياء من أهل بيته صلى‌الله‌عليه‌وآله .

ولا يخفى أنّ لفظة الكتاب شأنها في أقسام الوجود شأن ما تقدّم من الوجودات الأربعة لكلّ شي‏ء، فإنّ الكتاب يُطلق على: وجود النقش والرسوم المكتوبة ، وهو الذي يُستعمل فيه كثيراً.

كما يُطلق الكتاب أيضاً على: أصوات الألفاظ المجموعة ، فيقال قراءة الكتاب.

ويُطلق على: وجود المعاني، فيقال حفظتُ كتاباً كاملاً.

ويُطلق على: الوجود العيني الخارجي الجامع للكلمات التكوينية .

وبعبارة أُخرى: إنّ الكتاب الذي هو مجموع الكلمات، والكلمة بدورها لها أربع وجودات:

الأوّل: الكلمة المكتوبة المنقوشة.

الثاني: الكلمة الملفوظة المصوّتة.

الثالث: الوجود الذهني في الفكر للكلمة.

الرابع: الوجود العيني الخارجي لشي‏ء دالّ على شي‏ء آخر.

كما أطلق تعالى القرآن على عيسى عليه‌السلام في قوله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ) (1) ، وقوله تعالى: ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ ) (2) ، وهذا الإطلاق ليس مجازياً، بل حقيقياً؛ لكون الأصل في معنى الكلمة هو الشي‏ء الموجود لأجل الدلالة على المعنى الخفي، وأي دلالة أعظم على صفات اللَّه من أنبيائه ورسله والأوصياء والحجج، والكلمة مقاربة في

____________________

1) سورة آل عمران: 45.

2) سورة النساء: 171.

٣٦٣

معناها لمعنى الآية، حيث إنّ معناها العلامة الدالّة على معنى ومدلول ما، وقد أُطلق لفظ الآية على الوجودات التكوينية في كثرة كاثرة من الموارد في القرآن الكريم.

منها: قوله تعالى: ( وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً ) (1) .

وقوله تعالى: ( وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا ) (2) .

وقوله تعالى: ( فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ ) (3) .

فأطلق على النبيّ عيسى عليه‌السلام كلّاً من (الكلمة والآية)، ويقرب لفظ (الاسم) من هذا المعنى من لفظ (الكلمة والآية) وإطلاقهما على الوجود التكويني، حيث إنّ معناه من السمة وهو العلامة أيضاً الدالّة على شي‏ء أو معنى ما. فهذه الألفاظ الثلاثة هي بدورها - أيضاً - لها أربع وُجُودات:

الأُوّليّان اعتباريان وهما: الصوت الملفوظ، والنقش المرسوم على الورق.

والأُخريان تكوينيان: الثالث منها، وجودها في أُفق المعنى والفكر والذهن ومدارج المعاني، والرابع: الوجودات العينية.

وعلى ضوء ذلك، فالكتاب الذي هو مجموع الكلمات أيضاً هو بدوره له أربع وُجُودات:

اثنان اعتباريان، وهما: المنقوش والملفوظ.

واثنان تكوينيان، وهما: الوجود في أُفق الفكر والذهن، والوجود العيني الخارجي

وإذا كان عيسى بن مريم عليه‌السلام ، بما له من روح نبويّة، كلمةٌ من هذا الكتاب وآية من آياته، فكيف بك في بقية الكلمات والآيات؟ بل ما هو الحال في جملة الكتاب؟ مع أنّه تعالى يقول في عيسى بن مريم عليه‌السلام - الذي هو كلمة من هذا الكتاب -: ( وَآتَيْنَا

____________________

1) سورة المؤمنون 50: 23.

2) سورة مريم 21: 19.

3) سورة الأنبياء 91: 21.

٣٦٤

عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) (1) ، فعبّر تعالى بتأييده بروح القدس، ممّا يفهم أنّ روح القدس أعظم من روح النبيّ عيسى عليه‌السلام ؛ حيث قال تعالى في عيسى عليه‌السلام : ( وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ) (2) ، وقال تعالى: ( اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) (3) ، ومن ثمّ لم يكن للنبيّ عيسى العلم بالكتاب كلّه كما كان لسيد الأنبياء صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ لقوله تعالى في عيسى: ( قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ ) (4) ، تبيّن الآية أنّه عليه‌السلام يبيّن بعض اختلاف بني إسرائيل لا كلّه.

وكذلك الحال في موسى عليه‌السلام حيث قال تعالى: ( وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ ) (5) ، فما كُتب لموسى ليس كلّ شي‏ء وإنّما من كلّ شي‏ء، بخلاف القرآن الكريم حيث وصف بالمهيمن وأنّه تبيان كلّ شي‏ء.

فهذا الارتباط بين كون عيسى كلمة وآية وبين كونه مؤيد بروح القدس، لا أنّ عيسى هو روح القدس.

كما أنّ الارتباط والصلة التي تشير إليها سورة القدر والدخان والشورى والنحل وغافر - كما تقدّم استعراض آيات السور - بين الروح الأمري وروح القدس وبين نزول الكتاب المبين، يدلّ بوضوح أنّ الكتاب المبين حقيقته هو روح القدس، والذي يعبّر عنه في بعض الروايات بالروح الأعظم.

فهذا الروح، الذي هو حقيقة وجود الكتاب المبين، هو الذي أُوحي به إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله تعالى: ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ... ) (6) ، فدراية الكتاب كلّه هو بإرسال هذا الروح إلى روح النبيّ، ومقتضى دراية النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بالكتاب كلّه هو

____________________

1) سورة البقرة: 87.

2) سورة النساء: 171.

3) سورة المائدة: 110.

4) سورة الزخرف: 63.

5) سورة الأعراف: 145.

6) سورة الشورى: 52.

٣٦٥

التحام الروح في ضمن روحه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكذلك تنزّل هذا الروح في الليلة المباركة وهي ليلة القدر والذي هو تنزّل لحقيقة الكتاب عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣٦٦

نعوت حقيقة الكتاب وهي روح القدس

منها: قوله تعالى: ( وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأمْرُ جَمِيعًا ) (1) .

فوصف القرآن بأنّه يسيّر به الجبال، وتقطّع به الأرض، ويُحيى به الموتى، ومن الواضح أنّ هذه الخواص ليست للكتابة المنقوشة التي هي بين الدفّتين للمصحف المقدّس، بل هي لحقيقة القرآن الموجودة في الغيب وهي روح القدس.

ومنها: قوله تعالى: ( يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) (2) ، ومن الواضح أنّ لوح المحو والإثبات وما فوقه من أُمّ الكتاب ليس في المصحف الورقي، بل هو في نشأة الغيب.

ومنها: قوله تعالى: ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) (3) ، ومن الواضح أنّ المصحف المقدّس المنقوش بين الدفّتين لو وُضع على جبل ما رأيناه ينهدّ متصدّعاً، إذن، المراد بذلك هو نزول روح القدس على ملكوت الجبل؛ لأنّ لكلّ شي‏ء ملكوت كما قال تعالى: ( فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ ) (4) ،

____________________

1) سورة الرعد: 31.

2) سورة الرعد: 39.

3) سورة الحشر: 21.

4) سورة يس: 83.

٣٦٧

فملكوت الجبل ليست له تلك القابلية والظرفية لنزول روح القدس عليه، بل لم تكن تلك القابلية في الأنبياء أُولي العزم كما تقدّمت الإشارة إليه، بل هي خاصّة بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته المطهّرين، كما سيأتي بيان ذلك.

ومنها: قوله تعالى: ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) (1) ، ومن الواضح أنّ تبيان كلّ شي‏ء ليس في ظاهر المصحف المنزّل، وإنّما في الكتاب المبين في النشأة الغيبية أي روح القدس، ومن ثمّ تكرّر التعيير المشابه للوصف في سورة النحل وفي سورة الشورى، ونظير هذا الوصف في قوله تعالى:

( وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) (2) ، فذكر أنّ فيه كلّ مغيّبات السماء والأرض وتقدير الحوادث، كما ذكر ذلك في سورة القدر والدخان، ونظيره قوله تعالى:

( وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى الله رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) (3) ، وقوله تعالى:

( وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ إلاّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) (4) ، وقوله تعالى:

( عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إلاّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) (5) ، وكذلك قوله تعالى:

( مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) (6) ، وقوله تعالى:

( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) (7) .

ومن الظاهر أنّ هذه الإحاطة بتفاصيل كلّ الأشياء ليست في تفاصيل ظاهر

____________________

1) سورة النحل: 89.

2) سورة يونس: 61.

3) سورة هود: 6.

4) سورة النمل: 75.

5) سورة سبأ: 3.

6) سورة الأنعام: 38.

7) سورة الأنعام: 59.

٣٦٨

التنزيل، وأنّما هو نعت للنشأة الغيبية لحقيقة الكتاب، ومِن ثمّ هذا الوصف بيّن ظرفه في أرواح الذين أوتوا العلم في قوله تعالى: ( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) (1) ، وهذا ممّا يدلّ على التحام روح القدس مع من يتنزّل الروح عليه ليلة القدر ، وهم الذين يؤتون علم الكتاب كلّه.

ونعوت الوجود التنزيلي للقرآن وصفت في الآيات العديدة أنّه بلسان عربي مبين، كما في قوله تعالى: ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ) (2) ، فالتشابه وصف لظاهر التنزيل، بينما المبين كلّه وصف للكتاب المكنون؛ وإلاّ لو حُمِلَت النعوت على مرتبة واحدة من وجود القرآن - وهو ظاهر التنزيل - لتناقض الوصفان، فكيف يكون فيه متشابه ويكون مبيناً كلّه وتبياناً لكلّ شي‏ء؟

ومنها: وصْفُه بالكنّ والمجد، كقوله تعالى: ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ) (3) ، وقوله تعالى: ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) (4) ، فوصف الكرامة قريب من وصف المجد، ووصف المكنون قريب من وصف المحفوظ، ومعنى اللوح قريب من الكتاب.

ومن ثمّ وُصِف أيضاً بكونه: ( لاَ يَمَسُّهُ إلاّ الْمُطَهَّرُونَ ) (5) أي لا يصل إليه إلاّ من طهّره اللَّه، لا المتطهّر بالوضوء والغسل. ومن ثمّ وصف أيضاً بتنزيل من ربّ العالمين أي له وجود علوي.

____________________

1) سورة العنكبوت: 49.

2) سورة آل عمران: 7.

3) سورة الواقعة: 77 - 78.

4) سورة البروج: 21 - 22.

5) سورة الواقعة: 79.

٣٦٩

الثقل الأكبر هو القرآن الناطق:

إذا تبينت الأُمور الثلاثة المتقدّمة من أنّ حقيقة القرآن هي روح القدس وتلك الحقيقة هي عين ذواتهم عليهم‌السلام ، وأنّ للقرآن مدارج ودرجات، وأنّ المصحف هو أنزل الدرجات، فهو القرآن النازل وهو تنزيل القرآن، وأمّا الدرجات العليا فهي حقيقة القرآن وهي أكثر عظمة وقدسية وبهاءً وسموّاً، وأنّ تلك الحقائق هي الثقل الأكبر، إذ كيف يكون الوجود النازل وهو المصحف أكبر من أُمّ الكتاب ومن الكتاب المبين الذي يستطرّ فيه كلّ شي‏ء، ومن اللوح المحفوظ والكتاب المكنون الذي لا يمسّه إلاّ المطهرون.

وتلك الحقائق الغيبية التي هي روح القدس مرتبطة وملتحمة مع أرواح الأئمّة عليهم‌السلام حقيقةً لا تنزيلاً واعتباراً، فالارتباط الحي الحيوي بروح القدس هو ذات الإمام عليه‌السلام ، فالثقل الباقي بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله الأكبر لا محالة يكون الإمام والمصحف هو الأصغر، وعلى ذلك جملة من الشواهد:

الأوّل: ما ورد بنحو مستفيض ومتواتر أنّهم عليهم‌السلام القرآن الناطق، والمصحف هو القرآن الصامت، ولا ريب أنّ القرآن الناطق هو الثقل الأكبر؛ إذ الناطق أعظم شَرافة من الصامت، بل أنّ ملحمة صفّين الكبرى تُسطّر ملحمة عقائدية للأئمّة، في أنّ القرآن الناطق هو عليّ عليه‌السلام ، وأنّ المصحف قرآن صامت.

كما أنّ تلك الروايات المستفيضة في كونهم القرآن الناطق دلالة واضحة على هيمنة حجّيتهم على حجّية المصحف الشريف، أي حجّية ذواتهم الناطقة لا كلامهم المروي في الكتب الذي هو إمام صامت.

وفي الكافي روى فيما هو كالموثق عن مسعدة عن أبي عبد اللَّه عليه‌السلام ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في حديث: (ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم، أُخبركم عنه: أنّ فيه علم ما مضى وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة، وحكم ما بينكم وبيان ما أصبحتم فيه

٣٧٠

تختلفون فلو سألتموني عنه لعلمتكم) (1) .

الثاني: ما رواه الشريف الرضي في كتابه خصائص الأئمّة بسند صحيح عن أبي موسى الضرير البجلي - وهو عيسى ابن المستفاد -، وهو وإن ضُعّف من النجاشي إلاّ أنّه مستندٌ في ذلك إلى تضعيف ابن الغضائري المتسرّع، والحال أنّ مضامين رواياته عالية المعارف، عن أبي الحسن عليه‌السلام في خطبة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله التي خطبها في مرضه، قال:

(يا معاشر المهاجرين والأنصار، ومن حضر في يومي هذا وساعتي هذه من الأنس والجنّ، ليبلغ شاهدُكم غائبَكم، ألا وأنّي قد خلّفت فيكم كتاب اللَّه، فيه النور والهدى، والبيان لِما فرض اللَّه تبارك وتعالى من شي‏ء، حجّة اللَّه عليكم وحجّتي وحجّة وليّي، وخلّفت فيكم العلم الأكبر، علم الدين ونور الهدى وضياءه، وهو عليّ بن أبي طالب، ألا وهو حبل اللَّه: ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ الله جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ الله لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) (2) .

أيّها الناس، هذا عليّ، من أحبّه وتولاّه اليوم وبعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه اللَّه، ومن عاداه وأبغضه اليوم وبعد اليوم جاء يوم القيامة أصمّ وأعمى، لا حجّة له عند اللَّه،. .. وكلّ سُنّة وحديث وكلام خالف القرآن فهو زور وباطل، القرآن إمام هادٍ، وله قائد يهدي به، ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، وهو عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ) (3) .

ودلالة الرواية على أنّهم الثقل الأكبر في مواضع:

منها: وصف النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ عليه‌السلام بأنّه العلم الأكبر، علم الدين في مقابل المصحف الشريف، مع تكراره صلى‌الله‌عليه‌وآله للأوصاف التي ذكرها لنعت القرآن، كأوصاف

____________________

1) الكافي، ج1، ص60.

2) سورة آل عمران: 103.

3) خصائص الأئمّة للسيد الرضي، ص72 - 74، طبعة آستان قدس رضوي.

٣٧١

لعليّ أيضاً.

ومنها: تخصيصه صلى‌الله‌عليه‌وآله حبل اللَّه بعليّ، مع أنّ المصحف الشريف حبل اللَّه، كما في الأحاديث الأُخرى إلاّ أنّ هذا التخصيص في هذه الرواية للتدليل على أنّه الحبل الأكبر.

ومنها: وصفه الكتاب بأنّه حجّة اللَّه على الناس، وحجّة الرسول، وحجّة الوصيّ، فجعلَ المصحف الشريف حجّة لِما هو مقام أعظم، وهو مقام اللَّه، ورسوله، ووليه.

ومنها: وصف عليّ عليه‌السلام بأنّه قائد للقرآن وأنّه الهادي به، مع أنّ القرآن إمام وهاد، فجُعلت القيمومة لعليّ على المصحف.

الثالث: إنّ المقابلة ليست بين كلام اللَّه تعالى وكلام المعصوم؛ إذ لا ريب أنّ كلام الخالق فوق كلام المخلوق، بل هي بين كلامَي الخالق، أي الكلام النازل، وهو تنزيل الكتاب، وكلامه تعالى في الكتاب المكنون واللوح المحفوظ وأُمّ الكتاب.

ولك أن تقول: إنّ المقارنة ليست بين المصحف وكتب الحديث وروايات السنّة النبويّة وسنّة المعصومين؛ إذ لا ريب في عظمة المصحف على كتب الحديث؛ فالحديث يُعرض على الكتاب، وإن كان متشابه المصحف يُعرض على محكمات كلّ من الكتاب والسنّة، فمتشابه السنّة يُعرض على محكمات الكتاب والسنّة، وكذلك الحال في متشابهات العقل في القضايا النظرية تُعرض على محكمات الكتاب والسنّة وبديهيات العقل.

فليس المقارنة بين الكتاب والمصحف العزيز وكتاب الحديث، وإنّما المقارنة هي بين المصحف وذات الإمام المعصوم نفسه عليه‌السلام ، وقد وصف المصحف العزيز بأنّه القرآن الصامت، أي الذي لا ينطق بنفسه في مقام التطبيق وتفاصيل الوقائع ولا متشابه الأُمور، بخلاف ذات المعصوم، فإنّها وصفت بالقرآن الناطق؛ لأنّ ذات

٣٧٢

المعصوم تلتحم بذات الكتاب وأُمّ الكتاب والكتاب المبين.

فدرجات القرآن العليا التي هي جزء ذات المعصوم قرآن ينطق، فيرفع المتشابه في الأُمور، ويكون تلاوة للكتاب حقّ تلاوته، أي يتلو الآية ويطبّقها وينزل تطبيقها في حقّ المورد التي يجب أن تطبّق فيه.

وكذلك الحال في المقارنة بين ذات الإمام وكتب الحديث، فإنّ ذات الإمام إمام ناطق وكتب الحديث إمام صامت، ومن ثمّ لا يُستغنى بتراث حديث النبيّ وأهل بيته عليهم‌السلام عن وجود الإمام المهدي (عج).

وبهذا يتّضح أنّ المقارنة ليس بين كلام اللَّه وكلام المعصوم، بل المقارنة بين كلامَي اللَّه، فإنّ ذات المعصوم هو كلام اللَّه حقيقة، ألا ترى الإشارة في قوله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ) (1) ، وقوله تعالى: ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ.. ) (2) .

فأطلق على عيسى عليه‌السلام أنّه كلمة اللَّه. وأيضاً لاحظ التعبير في قوله تعالى لزكريا: ( أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ ) (3) ، أي مصدّقاً بعيسى بن مريم، والتعبير في قوله تعالى في شأن مريم: ( وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ القَانِتِينَ ) (4) ، فقوبل هنا بين الكلمات والكتب.

رابعاً: قد يُعترض على جعل أهل البيت الثقل الأكبر في مقابل المصحف الكريم، بأنّه مخالف للحديث النبويّ المستفيض وهو الوصية بالتمسّك بالثقلين، فإنّ الحديث وإن كان متواتراً إلاّ أنّ ما ورد فيه بلفظ الأكبر والأصغر هو في جُلّ الطرق لا كلّها.

____________________

1) سورة آل عمران: 45.

2) سورة النساء: 171.

3) سورة آل عمران: 39.

4) سورة التحريم: 12.

٣٧٣

منها: ما رواه الشيخ المفيد في المجالس بسنده عن أبي جعفر عليه‌السلام ، عن رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : (يا أيّها الناس، إنّي تارك فيكم الثقلين... سببٌ طرفه بيد اللَّه وطرف بأيديكم تعملون فيه... ألا وهو القرآن والثقل الأصغر أهل بيتي. ثمّ قال: وايمُ اللَّه إنّي لأقول لكم هذا ورجالٌ في أصلاب أهل الشرك أرجى عندي من كثير منكم) (1) .

وروى في البحار أيضاً عن تفسير القمّي وغيره قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : (أما وأنّي سائلكم عن الثقلين كتاب اللَّه الثقل الأكبر، طرفٌ بيد اللَّه وطرفٌ بأيديكم فتمسّكوا به) (2) .

وروى أيضاً في البحار عن تفسير العياشي، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : (الثقل الأكبر كتاب اللَّه سبب بيد اللَّه وسبب بأيديكم فتمسّكوا به لن تهلكوا أو تضلّوا، والآخر عِترتي، وأنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض) (3) .

وروى في البحار أيضاً عن كتاب النشر والطي، عن رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : (أيّها الناس، إنّي تارك فيكم الثقلين: الثقل الأكبر كتاب اللَّه عزّ وجلّ، طرفٌ بيد اللَّه تعالى وطرفٌ بأيديكم فتمسّكوا به، والثقل الأصغر عِترتي أهل بيتي؛ فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، كإصبعيّ هاتين - وجمع بين سبابتيه - ولا أقول كهاتين - وجمع بين سبابته والوسطى - فتفضل هذه على هذه) (4) .

وروى في بصائر الدرجات عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: (الثقل الأكبر كتاب اللَّه سببٌ طرفه بيد اللَّه وسببٌ طرفه بأيديكم) (5) .

وروى في الخصال عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قوله: (أمّا الثقل الأكبر فكتاب اللَّه عزّ وجلّ سببٌ ممدود

____________________

1) بحار الأنوار، ج12، ص475، نقلاً عن مجالس المفيد، والأمالي للصدوق، ص134.

2) البحار، ج23، ص129، و: ج36، ص328، و: ج89، ص27، تفسير القمّي، ج1، ص3.

3) بحار الأنوار،ج37، ص141، تفسير العيّاشي، ج1، ص4.

4) البحار، ج37، ص128.

5) بصائر الدرجات، ص414.

٣٧٤

من اللَّه ومنّي في أيديكم، طرفه بيد اللَّه والطرف الآخر بأيديكم، فيه علم ما مضى وما بقي إلى أن تقوم الساعة، وأمّا الثقل الأصغر فهو حليف القرآن وهو عليّ بن أبي طالب وعِترته، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض) (1) .

وتوضيح دفع الاعتراض:

أوّلاً: إنّ كلّ هذه الروايات قد وصفت الكتاب أو القرآن بالثقل الأكبر، فلم تأت بلفظ المصحف والكتاب، القرآن كما يطلق على المصحف يطلق على أُمّ الكتاب وعلى الكتاب المبين وعلى اللوح المحفوظ وعلى روح القدس، كما تقدّم ذلك مفصّلاً في استعمالات آيات السور والاستعمال الروائي، فالكتاب أو القرآن ذو درجات ومقامات متعدّدة.

ثانياً: القرينةُ على إرادة تلك المقامات العالية من لفظ الكتاب والقرآن في طرق حديث الثقلين الموصوف بالثقل الأكبر، وأنّه ليس المراد به مجرّد المصحف الشريف، وصف صلى‌الله‌عليه‌وآله القرآن بأنّه سببٌ أحد طرفيه بيد اللَّه والطرف الآخر بيد الناس، ومثله توصيفه بأنّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، ممّا يدلّل على أنّ الموصوف بالثقل الأكبر هو الدرجات الغيبية، كروح القدس وأُمّ الكتاب، وهي الطرف الذي بيد اللَّه، فتكرار هذا الوصف بأنّ له طرفان تأكيد على كون أنّ وصف الأكبرية هي بلحاظ الطرف الذي بيد اللَّه.

ثالثاً: إنّه ورد في عدّة طرق من ألفاظ الحديث الشريف أنّهما لن يفترقا كإصبعيَّ هاتين، وجمع صلى‌الله‌عليه‌وآله بين سبابتيه، وليس كهاتين وجمع صلى‌الله‌عليه‌وآله بين سبابته والوسطى، وعلّل صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك لئلاّ يفضّل أحدهما على الآخر ممّا يقضي بالتساوي، وأنّ الأكبرية هي بلحاظ الطرف الذي بيد اللَّه.

____________________

1) الخصال، ج1، ص65.

٣٧٥

رابعاً: إنّه قد ورد في ألفاظ الحديث وصف مجموع الثقلين بأنّه حبل اللَّه الممدود بينه وبين خلقه، ممّا يقضي بأنّ مجموع الثقلين هما حبل واحد باطنهما متّحد كحبل نوري واحد.

وقد تقدّم دلالة الآيات المتعرّضة لحقيقة ليلة القدر وإنزال روح القدس على العترة المطهّرة وتأييد أرواحهم به، كما في قوله تعالى: ( يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) (1) ، وغيرها من الآيات.

ففي ما رواه النعماني في الغيبة من قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (ألاَ وأنّي مخلّف فيكم الثقلين: الثقل الأكبر القرآن، والثقل الأصغر عِترتي أهل بيتي، هُما حبل اللَّه، ممدودٌ بينكم وبين اللَّه عزّ وجلّ، ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا، سببٌ منه بيد اللَّه وسببٌ بأيديكم، إنّ اللطيف الخبير قد نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض كإصبعي هاتين - وجمع بين سبابتيه -، ولا أقول كهاتين - وجمع بين سبابته والوسطى - فتفضّل هذه على هذه) (2) ، وصفٌ في لفظ هذا الطريق لكلٍّ من الثقلين بأنّهما حبل اللَّه الممدود.

كما وصف صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ كلاًّ من الثقلين طرف منه بيد اللَّه وطرف منه بيد الناس، كما أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قرنهما بجمع السبابتين لا بجمع السبابة والوسطى؛ لئلاّ تفضل هذه على هذه.

فكلّ ذلك يؤكّد أنّ الأكبرية هي بلحاظ الطرف الغيبي في كلّ من المصحف والعِترة ممّا ينتهي إلى يد اللَّه وقدرته، ويزيدك وضوحاً في هذا المعنى أنّه قد ورد مستفيضاً وصْف عليّ والعِترة بأنّهم حبل اللَّه، نظير ما رواه النعماني أيضاً وبسنده عن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام قال:

(كان رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم جالساً ومعه أصحابه في المسجد، فقال: يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنّة يسأل عمّا يعني. فطلع رجل طويل، يشبّه برجال مضر، فتقدّم وسلم على رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: يا رسول اللَّه، إنّي

____________________

1) سورة غافر: 15.

2) الغيبة للنعماني، ص43.

٣٧٦

سمعت اللَّه عزّوجلّ يقول فيما أنزل: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا ) (1) ، فما هذا الحبل الذي أمرنا اللَّه بالاعتصام به وأن لا نتفرّق عنه؟ فأطرق رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ملياً، ثمّ رفع رأسه وأشار بيده إلى عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وقال: هذا حبل اللَّه الذي من تمسّك به عُصم في دنياه ولن يضلّ به في آخرته. فوثب الرجل إلى عليّ عليه‌السلام فاحتضنه من وراء ظهره، وهو يقول: اعتصمت بحبل اللَّه وحبل رسوله، ثمّ قام فولّى وخرج) (2) .

وقد عقد النعماني باباً خاصّاً (3) في ذلك، كما روى غيره من المحدّثين من الخاصّة والعامّة مثل ذلك (4) .

وهذه الأحاديث المستفيضة أو المتواترة شاهدة على أنّ وصف الحبل في حديث الثقلين هو لمجموع الثقلين، والحبل كناية أنّ الثقلين لهما امتداد ممدود من عند اللَّه في النشأة الغيبية إلى أن يصل ممتدّاً إلى ما هو ظاهر بين يدي الناس وهو المصحف والعِترة، كما أنّ توصيف جملة من الأحاديث في الثقل الأصغر كالذي رواه في العدد القوية من قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (معاشر الناس، أنّ عليّاً والطيبين من وُلده هو الثقل الأصغر، والقرآن هو الثقل الأكبر) (5) .

ومثل ما رواه ابن طاووس في اليقين عن عليّ عليه‌السلام قوله: (يا ابن عبّاس، ويلٌ لمن ظلمني ودفع حقّي وأذهب عنّي عظيم منزلتي، أين كانوا أولئك وأنا أُصلّي مع رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله صغيراً لم يكتب عليّ صلاة، وهم عبدة الأوثان، وعصاة الرحمن، ولهم يوقد

____________________

1) سورة آل عمران: 103.

2) الغيبة للنعماني، ص42.

3) الغيبة للنعماني، ص39.

4) قد ذكر السيد المرعشي في ملحقات إحقاق الحقّ هذا الحديث، وهو وصف عليّ وأهل البيت بحبل اللَّه، عن مصادر غفيرة، فلاحظ: ج4، ص285 - 288، و: ج14، ص384 - 521، و: ج13، ص385 و48، و: ج18، ص 28، و535 و541، وغيره من المجلّدات، لاحظ الفهرس مادّة ح ب ل.

5) العدد القوية، ص174.

٣٧٧

النيران؟! فلمّا قرب إصعار الخدود، وإتعاس الجدود، أسلموا كرهاً، وأبطنوا غير ما أظهروا؛ طمعاً في أن يُطفئوا نور اللَّه بأفواههم، وتربّصوا انقضاء أمر رسول اللَّه وفناء مدّته، لمّا أطمعوا أنفسهم في قتله ومشورتهم في دار ندوتهم، قال اللَّه عزّ وجلّ: ( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) (1) و: ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ لاَ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) (2) . .. ولولا اتّقائي على الثقل الأصغر أن يُبيد، فينقطع شجرة العلم وزهرة الدنيا وحبل اللَّه المتين وحصنه الأمين وُلد رسول ربّ العالمين...) الحديث (3) .

وروى ابن طاووس في التحصين بسنده... قال رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : (يا معاشر الناس، أمرني جبرئيل عليه‌السلام عن اللَّه تعالى... أن أعلمكم أنّ القرآن الثقل الأكبر، وأنّ وصييّ هذا وابناي ومَن خلفهم مِن أصلابهم حاملاً وصاياهم الثقل الأصغر، يشهد الثقل الأكبر للثقل الأصغر، ويشهد الثقل الأصغر للثقل الأكبر، كلّ واحد منهم ملازم للآخر...) (4) .

وأخرج في البحار عن... بسنده عن الكاظم، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في حال مرضه، قال: (... أصحاب الكساء الخمسة، أنا سيدهم ولا فخر، عِترتي أهل بيتي السابقون المقرّبون يسعد من اتّبعهم... اسودّت وجوه قوم وردوا ظماء مظمّئين إلى نار جهنّم، مزّقوا الثقل الأوّل الأعظم وأخّروا الثقل الأصغر، حسابهم على اللَّه) (5) .

وما روى المجلسي في البحار: (... قال أمير المؤمنين: يا كميل نحن الثقل الأصغر والقرآن الثقل الأكبر وقد أسمعهم رسول اللَّه...) (6) .

____________________

1) سورة آل عمران: 54.

2) سورة التوبة: 32.

3) اليقين، ص324.

4) التحصين، ص582، وكذلك رواه ابن فتال في روضة الواعضين، ج1، ص94.

5) البحار، ج22، ص495.

6) البحار، ج74، ص276، وبشارة المصطفى، ص29.

٣٧٨

وكذلك روى المجلسي في البحار: (ألَم أعمل فيكم بالثقل الأكبر وأترك فيكم الثقل الأصغر وركزت فيكم الإيمان) (1) .

وهذا النمط من ألفاظ حديث الثقلين هو الآخر فيه جملة من القرائن الدالّة على أنّ نعت الأكبر أو الأعظم هو ليس مقتصر على المصحف الشريف، بل هو نعت للكتاب والقرآن، وهما اسمان - كما تقدّم - صادقان في الدرجة الأولى على الوجود الغيبي للقرآن، وهو أُمّ الكتاب، والكتاب المبين، واللوح المحفوظ، وروح القدس، ومن مراتبه النازلة المصحف الشريف، وهذه المراتب العالية كما هي متنزّلة في ألفاظ المصحف الشريف بنحو الوجود اللفظي وفي معانيه بطور عالم المعاني، فهو متنزّل أيضاً - أي: روح القدس - بحقيقته ووجود التكويني لا الاعتباري على العِترة كما تقدّم مبسوطاً في دلالة الآيات والروايات من الفريقين على ذلك.

وهذا التنزّل يجعل من العِترة قرآناً ناطقاً، بينما المصحف الشريف قرآناً صامتاً يستنطق، أي في مقام التطبيق للإرادات الإلهية في الموارد والحوادث الواقعة حين بعد حين إلى يوم القيامة، وهو أحد معاني التأويل، ويكون تطبيق العِترة بنطق قرآني وإشراف من روح القدس الذي هو حقيقة القرآن، بخلاف المصحف الشريف؛ فإنّ أخذ الأُمّة به لتطبيقه من دون العِترة استنطاق منهم ظنّي، وتطبيق ظنّي أيضاً.

فنعت الأكبر صفة للحبل الممدود من اللَّه، طرفه بيده وتنزّله منشَعِب إلى المصحف والعِترة الطاهرة. ومن القرائن التي تقدّمت من الروايات أيضاً أنّ أمير المؤمنين مع وصفه للعِترة بالثقل الأصغر إلاّ أنّه وصفهم أيضاً بشجرة العلم وحبل

____________________

1) البحار، ج24، ص209.

٣٧٩

اللَّه المتين، وهو تأكيد على أنّ التسمية بالثقل الأصغر هو في مقابل الكتاب في درجاته العالية، كأُمّ الكتاب واللوح المحفوظ وروح القدس، ولأجل تنزّله عليهم وراثةً عن رسول اللَّه وصفوا بأوصاف الثقل الأكبر، وهو كونهم حبل اللَّه المتين، مع أنّ الحبل ذو طرفين كما مرّ. وكذلك وصفهم بشجرة العلم فإنّه للدلالة على الامتداد من الأرض إلى سماء الغيب، فالنعت بالأصغر بلحاظ أنّهم أوعية لنزول القرآن، وهم قرآن ناطق بلحاظ أنّ النازل عليهم هو الأكبر.

ومن القرائن أيضاً: أنّ الثقل الأوّل الأعظم الذي مُزّق ليس المراد منه مجرّد المصحف الشريف، إنّما يُراد منه عدم العمل بالكتاب، وقد تقدّم أنّ التطبيق الوحياني للكتاب إنّما يحصل بتوسّط العِترة بتنزّل روح القدس. نعم، يبقى لتطبيق المصحف بحدود دائرة المحكمات في حال كون الموارد والحوادث بيّنة الوجه أنّه تطبيق يقيني.

روى العيّاشي عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد اللَّه عليه‌السلام ، قال:

(إنّما مثل عليّ عليه‌السلام ، ومثلنا من بعده من هذه الأُمّة، كمثل موسى عليه‌السلام والعالم حين لقيه واستنطقه وسأله الصحبة، فكان من أمرهما ما اقتصّه اللَّه لنبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله في كتابه، ذلك أنّ اللَّه قال لموسى: ( إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَلاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) (1) ، ثمّ قال: ( وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الألْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ ) (2) . وقد كان عند العالم علم لم يُكتب لموسى في الألواح، وكان موسى يظنّ أنّ جميع الأشياء التي يحتاج إليها في تابوته، وجميع العلم قد كُتب له في الألواح، كما يظنّ هؤلاء الذين يدّعون أنّهم فقهاء وعلماء وأنّهم قد أثبتوا جميع العلم والفقه في الدين ممّا تحتاج هذه الأُمّة إليه، وصحّ لهم عن رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلموه وحفظوه،

____________________

1) سورة الأعراف: 144.

2) سورة الأعراف: 145.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423