منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

منتهى المقال في أحوال الرّجال13%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-98-1
الصفحات: 423

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 423 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 248767 / تحميل: 4996
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٥

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٨-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

في الحقيقة أنا أحاور في كُلّ الأُمور ومع الجميع ، حيث أحاور الشيعة على التمسّك بخطّهم ، وخصوصاً من له ميل للعلمانية ، وحوار مثل هؤلاء أشدّ من غيرهم ، وأحاور أهل السنّة لأثبت لهم أنّ منهج الحقّ ليس منهجهم ، كما وأحاور النصارى ، وأنا دارس جيّد لكتابهم بعهديه القديم والجديد ، كما وأحاور غيرهم ، وبأساليب مختلفة ، كُلّ حسب طريقته أو الطريقة التي تنفع معه.

سادتي الكرام ، يقول تعالى ـ وهو يتحدّث عن الحوار مع إبليس اللعين ـ :( قَالَ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) (١) ، وقد وعده الله سبحانه بذلك.

وحسب علمي البسيط أنّ يوم البعث بعد الممات ، أي يوم القيامة ،( ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ) (٢) ، ونحن نعلم من الروايات بأنّه يوم القيامة ـ أي يوم البعث ـ يكون بعد أن يموت الكُلّ ، ولا يبقى إلاّ وجهه الكريم ، ومن بعد ذلك أوّل من يحيه الله إسرافيلعليه‌السلام حيث ينفخ في الصور.

ما استشكل عليّ هو :

أ ـ أمّا بقاء إبليس اللعين إلى يوم البعث حسب ظاهر الآية ، وبالتالي يبقى هو مع الله ، ونحن نعلم بعد البعث الحساب والكتاب والخلود ، إمّا في الجنّة أو في النار ، ومعنى ذلك أنّ إبليس اللعين سيكون من الخالدين ، ولم يمر بمرحلة الموت! وهذا مخالف لما نؤمن به.

ب ـ وأمّا أن يبقى إلى يوم البعث ثمّ يموت بمفرده ، كخصوصية له حيث لا موت بعد البعث ، وقد أعطاه الله ما وعده ، وبالتالي يكون قد انتهى كمخلوق! وهنا استشكال أكبر حيث سوف لن يعاقب ولن يكون في جهنّم خالداً فيها ، كما خبّرنا بذلك.

سادتي الكرام : قد يكون الموضوع ليس موضوع ابتلاء ، ولكن قد ابتلاني الله بحبّ المعرفة ، والتأكّد من كُلّ شيء لأزداد علماً.

__________________

١ ـ الأعراف : ١٤.

٢ ـ المؤمنون : ١٦.

٢٦١

أرجو أن لا أكون قد أطلت عليكم ، هذا وتقبّلوا فائق التقدير والاحترام.

ج : إنّ السؤال ذو جهتين : أصل الإمهال ، وغاية الإمهال ، أي أنّ الشيطان كان يريد الحياة إلى يوم القيامة ، ولكن الله تعالى ووفقاً لحكمته أجابه على أصل الإمهال ، ولم يجبه من جهة غايته ، إذ قال تعالى في جوابه :( قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) (١) ، والوقت المعلوم ـ كما في بعض الأحاديث ـ يوم ظهور القائمعليه‌السلام ، أو رجعة الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام .

وبهذا التفسير يندفع كافّة الإشكالات المذكورة كما هو واضح.

وهناك بعض الروايات تشير إلى أنّ إبليس يموت في النفخة الأُولى ، وفي بعضها الآخر أنّ موته بين النفختين الأُولى والثانية ؛ فحتّى على هذين الاحتمالين يذوق الموت لا محالة.

والأصل في هذا المقام ونظائره هو :( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) (٢) فلا يشذّ من هذه القاعدة أحد من الإنس والجنّ والملائكة.

( مؤيّد الشمّري ـ العراق ـ ٢٦ سنة ـ بكالوريوس الهندسة الكهربائية )

نوع الأكل يوم الحشر :

س : ندعو لكم بالتسديد الموفّق ، ونرجو الإجابة عن السؤال التالي :

ورد في الروايات : إنّ الخلائق يوم الحشر يبعثون عراة ، ينتظرون الحساب ـ وبفرض الانتظار أكثر من يوم ـ فعلى ماذا يتغذّون هناك؟ وإذا قلنا بالأكل هناك ، كيف يكون توابع الأكل من التخلّي وغيره؟ نسأل الله أن تشملنا وإيّاكم شفاعة محمّد وآل محمّد.

__________________

١ ـ ص : ٧٩ ـ ٨٠.

٢ ـ العنكبوت : ٥٧.

٢٦٢

ج : سأل زرارة الإمام الباقرعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ :( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ ) (١) قال : «تبدّل خبزة نقية يأكل منها الناس حتّى يفرغوا من الحساب »(٢) ، ويمكن أن يكون ذلك الطعام على نحوٍ لا يحوجهم إلى توابع الأكل ـ من التخلّي وغيره ـ على نحو ما نشاهده في الجنين في بطن أُمّه ، وورد ذلك في أهل الجنّة أيضاً.

( حبيب عباس راضي ـ البحرين ـ ١٤ سنة ـ طالب إعدادية )

حساب عرب الجاهلية :

س : كان العرب أيّام الجاهلية لا يعرفون الإسلام ، بل يعبدون الأصنام ، فهل يخلّدون في النار رغم أنّهم كانوا لا يعرفون النار؟

ج : إنّ الله سبحانه لا يعذّب قوماً حتّى يقيم الحجّة عليهم ، كما قال تعالى :( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) (٣) ، وقد وردت بعض الروايات التي تفيد بأنّ الكفّار القاصرين الذين لم تصل إليهم الأدلّة ـ أي أدلّة التوحيد ومعرفة الله وما يجب عليهم القيام به من تكاليف في زمانهم ، إذ لكُلّ زمان نبي وشريعة كما نعرف من الروايات ـ فإنّ هؤلاء موكولون في الحكم عليهم في الآخرة إلى الله سبحانه ، وعبّرت عنهم هذه الروايات بالمستضعفين والمرجوّين لشمول رحمة الباري لهم.

ومن هنا علينا أن نعرف حال أهل الجاهلية ، فلا يمكن أن نجزم بأنّهم لم يعرفوا الجنّة ولا النار ، ولا الحساب ولا العقاب ، كيف وقد كان فيهم من الموحّدين من آباء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الذين كانوا على الإبراهيمية أو الحنفية ، الأمر

__________________

١ ـ إبراهيم : ٤٨.

٢ ـ الكافي ٦ / ٢٨٦.

٣ ـ الإسراء : ١٥.

٢٦٣

الذي يجعلنا نشكّ في عدم معرفتهم وجهلهم بأحكام التوحيد ، وعلى أيّة حال فالتفصيل السابق الذي أوردناه هو الجواب لهذا السؤال.

( عيسى سلمان ـ البحرين ـ ٣٦ سنة ـ خرّيج ثانوية )

حشر الوحوش فيه :

س : كيف الوحوش تحشر يوم القيامة؟

ج : قال العلاّمة الطباطبائي في تفسير قوله تعالى :( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ) (١) : « الوحوش جمع وحش ، وهو من الحيوان ما لا يتأنس بالإنسان كالسباع وغيرها.

وظاهر الآية من حيث وقوعها في سياق الآيات الواصفة ليوم القيامة ، أنّ الوحوش محشورة كالإنسان ، ويؤيّده قوله تعالى :( وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) (٢) .

وأمّا تفصيل حالها بعد الحشر وما يؤول إليه أمرها فلم يرد في كلامه تعالى ، ولا فيما يعتمد عليه من الأخبار ما يكشف عن ذلك ، نعم ربما استفيد من قوله في آية الأنعام :( أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ) ، وقوله :( مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) بعض ما يتّضح به الحال في الجملة ، لا يخفى على الناقد المتدبّر ، وربما قيل : إنّ حشر الوحوش من أشراط الساعة لا ممّا يقع يوم القيامة ، والمراد به خروجها من غاباتها وأكنانها »(٣) .

وقال الشيخ الطوسي في تفسير قوله تعالى :( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ) : « قال عكرمة : حشرها موتها ، وغيره قال : معناه تغيّرت الأُمور ، بأن صارت الوحوش التي تشرد في البلاد تجتمع مع الناس ، وذلك أنّ الله تعالى يحشر

__________________

١ ـ التكوير : ٥.

٢ ـ الأنعام : ٣٨.

٣ ـ الميزان في تفسير القرآن ٢٠ / ٢١٣.

٢٦٤

الوحوش ليوصل إليها ما تستحقه من الأعواض على الآلام التي دخلت عليها ، وينتصف لبعضها من بعض ، فإذا عوّضها الله تعالى ، فمن قال : العوض دائم ، قال تبقى منعّمة على الأبد ، ومن قال : العوض يستحق منقطعاً ، اختلفوا فمنهم من قال : يديمها الله تفضّلاً لئلا يدخل على العوض غم بانقطاعه ، ومنهم من قال : إذا فعل بها ما تستحقه من الأعواض جعلها تراباً »(١) ، والله العالم بحقائق الأُمور.

__________________

١ ـ التبيان ١٠ / ٢٨١.

٢٦٥
٢٦٦

معاوية بن أبي سفيان :

( محمّد علي ـ أمريكا ـ )

بعض مثالبه :

س : جزاكم الله خيراً على مجهودكم هذا ، وبارك الله فيكم.

إذا أمكن ذكر بعض الشيء حول معاوية ، من الأحاديث والروايات من كتب أهل السنّة ، التي تبيّن بعض حقائق كاتب الوحي هذا؟ ونسألكم الدعاء.

ج : نذكر بعض الروايات الواردة في كتب أهل السنّة :

١ ـ عن ابن عباس قال : كنت ألعب مع الصبيان ، فجاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فتواريت خلف باب ، قال : فجاء فحطأني حطأة وقال : اذهب وادع لي معاوية ، قال : جئت فقلت : هو يأكل ، قال : ثمّ قال لي : اذهب فادع لي معاوية ، قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا أشبع الله بطنه »(١) .

٢ ـ عن ابن عباس قال : سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صوت رجلين يغنّيان فسأل عنهما ، فقيل : معاوية وعمرو بن العاص ، فقال : «اللهم أركسهما في الفتنة ركساً ، ودعهما إلى النار دعّاً »(٢) .

٣ ـ عن الإمام الحسنعليه‌السلام قال : «بالله يا عمرو وأنت يا مغيرة تعلمان أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لعن الله السائق والراكب ، أحدهما فلان » ـ أي معاوية ـ قالا : اللهم نعم بلى(٣) .

__________________

١ ـ صحيح مسلم ٨ / ٢٧ ، مسند أبي داود : ٣٥٩.

٢ ـ المعجم الكبير ١١ / ٣٢.

٣ ـ المصدر السابق ٣ / ٧٢ ، مجمع الزوائد ٧ / ٢٤٧.

٢٦٧

هذا مضافاً إلى ما ورد من أخبار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين ، وأنّ عمّار تقتله الفئة الباغية.

( أسد ـ أمريكا ـ سنّي )

كان يسبّ علياً :

س : ما هو دليلكم على أنّ معاوية كان يشتم علياً ( كرّم الله وجهه )؟

ج : إنّ مصادر التاريخ والسير مليئة بإثبات هذا المطلب ، حتّى كادت أن تكون متواترة ، ولا ينكر هذا المطلب إلاّ مكابر ، ونحن هنا نقتصر على ذكر روايتين ، علّنا في المستقبل نوفّق لأن نذكر بحثاً مختصراً يجمع أهم مصادر هذا البحث :

١ ـ عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص ، عن أبيه قال : « أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً ، فقال : ما منعك أن تسبّ أبا التراب؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلن أسبه »(١) .

٢ ـ عن سهل بن سعد قال : « استعمل على المدينة رجل من آل مروان ، قال : فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم علياً ، قال : فأبى سهل ، فقال له : أما إذا أبيت فقل : لعن الله أبا تراب »(٢) .

( منتظر ـ ـ )

من الطائفة الباغية :

س : الحمد لله على ما أنعم ، وله الشكر على ما ألهم ، أفضل الصلاة وأزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين ، محمّد وآله الطاهرين ، واللعن الدائم المؤبّد على أعدائهم أجمعين ، إلى قيام يوم الدين.

__________________

١ ـ صحيح مسلم ٧ / ١٢٠ ، الجامع الكبير ٥ / ٣٠١ ، المستدرك ٣ / ١٠٨ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٢٢ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١١١ ، أُسد الغابة ٤ / ٢٥ ، الإصابة ٤ / ٤٦٨ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٧٦.

٢ ـ صحيح مسلم ٧ / ١٢٣.

٢٦٨

إخوتي الأعزاء : لقد وقع نقاش بيني وبين أحد الوهّابيين فقلت له : ارجع إلى حديث الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله الخاصّ بالصحابي الجليل عمّار بن ياسر : « تقتلك الفئة الباغية »(١) ، وهذا ما حصل في معركة صفّين.

فقال لي : ارجع إلى كتاب الله ما معنى البغي :( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حتّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ) (٢) .

ومن هنا يكتشف لدينا : أنّ معاوية وأصحابه من المؤمنين ، واستدلّ بقول الإمام عليعليه‌السلام : ( إخواننا بغوا علينا ) ، ما هو الردّ على هذا الإشكال؟ مع الشكر.

ج : نود توضيح بعض النقاط تتوقّف إجابة السؤال عليها :

١ ـ إنّ صفة المؤمنين مفهوم كُلّي ينطبق على مصاديق وأفراد كثيرة ، ولا يندرج فرداً أو مصداقاً تحت هذا المفهوم إلاّ بدليل قطعي ، ولا يكفي في دخوله مجرّد الشكّ ، وعليه فلابدّ من وجود دليل على كون معاوية وبعض من حوله من المؤمنين ، حتّى يدخل تحت هذه الآية ، ولا يكفي الشكّ في كونهم مؤمنين ، وهذا واضح.

٢ ـ إذا ادّعى مدّعٍ : أنّ معاوية قد أسلم ظاهراً ، وهذا يكفي لإطلاق صفة الإيمان عليه ، نقول : إنّ الإسلام غير الإيمان ، فلا يخرج إثبات إيمانه عن احتياجه لدليل ، بل الأدلّة الكثيرة قائمة على عدم إيمانه ونفاقه ، وهي لا تخفى عليكم ، حيث أنّ الإيمان عمل قلبي لا يعرفه إلاّ الله والشخص المعني ، وإنّما نستدلّ عليه من تطابق أعمال الفرد مع المعايير الإسلامية ، ومعاوية بعيد عنها كُلّ البعد ، والأمثلة كثيرة.

٣ ـ قد نثبت لمعاوية الإسلام الظاهري مع النفاق فهو منافق ، فيمكن أن يدخل في الآية من هذه الجهة ، لأنّ القرآن سمّى أُناساً كانوا مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

١ ـ مسند أحمد ٢ / ١٦١ و ٣ / ٥ و ٥ / ٣٠٦ و ٦ / ٣٠٠ و ٣١١ ، صحيح مسلم ٨ / ١٨٦ ، الجامع الكبير ٥ / ٣٣٣.

٢ ـ الحجرات : ٩.

٢٦٩

مؤمنين ، مع أنّ أفعالهم أفعال المنافقين ، فهذا الإطلاق في القرآن إطلاق عام يشمل المؤمنين حقيقة والمنافقين ، قال تعالى :( وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ ) (١) .

قال الشيخ الطوسي : « وهذه صفة المنافقين بلا خلاف »(٢) .

٤ ـ يجب التنبيه هنا على شيء مهمّ ، وهو التفريق في الكلام بين معاوية بخصوصه مع بعض من اتبعه ـ كمروان وعمرو بن العاص ـ وبين جماعة أهل الشام الذين معه ، فإنّ الغالبية العظمى من أتباعه جهّال خدعوا وهم مسلمون ، قد يكون منهم مخلصون في الدفاع عن الإسلام ، ولكن داءهم الجهل ، وهذا أمر عرفي واضح.

فإذا كان الكلام عن الجماعة ككل ، فلا مانع من أن تصفهم بأنّهم مسلمون ، أو مؤمنون بالمعنى العام المشار إليه ، أو حتّى مؤمنون جهّال وغير منافقين ، إذ كانوا يظنّون أنّهم يمثّلون الإسلام الحقيقي ، بما مارسه معاوية عليهم من كذب وإشاعات.

فإذا كان الكلام بخصوص معاوية وهؤلاء البعض من أعوانه ، فإنّ الأمر يختلف ، إذ أنّا يمكن أن ننسب إليهم النفاق والكفر بالمعنى الخاصّ ـ المقابل للإيمان ـ وإن كانوا غير كافرين بالمعنى العام ـ أي مجاهرين بالكفر ـ إذ هم مسلمون على الظاهر.

وهذا أمر واضح ، فإنّ الجماعة ـ كجماعة ـ يمكن أن تضم بينها المسلم والمؤمن والمنافق ، ولكن عند الخطاب يطلق عليها الصفة التي تنطبق عليها بالظاهر العام ، ولا تنفي هذه الصفة حقيقة الفرد المنضوي تحتها ، وهذا الأمر أيضاً ينطبق على جيش أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فإنّ فيهم الخوارج والمنافقين ، وهذا أمر واضح.

__________________

١ ـ الأنفال : ٥ ـ ٦.

٢ ـ المبسوط للشيخ الطوسي ٧ / ٢٦٢.

٢٧٠

فيجب التفريق في الكلام على الجماعة بما هم جماعة ، وعلى الأفراد بما هم أفراد ، ومن هنا نفهم كلمات أمير المؤمنينعليه‌السلام : « إخواننا بغوا علينا »(١) ، نعم هم إخوان بالإسلام بما هم جماعة ككل ، وأحكامهم تختلف عن الكفّار المجاهرين بالكفر.

٥ ـ إنّ الآية قد أطلقت صفة المؤمنين بالمعنى العام السابق على الطائفتين ، ثمّ قالت :( فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى ) ، وقد حدّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الطائفة الباغية ، التي تأمرنا الآية بقتالها.

فالمقتول في طائفة الحقّ في الجنّة كعمّار ، والمقتول في طائفة البغي في النار ، فعند حدوث البغي حصل التفريق بين الطائفتين وبين موقفيهما ، وهو واضح من الآية ، فما معنى إطلاق لفظة المؤمنين على البغاة بعد ذلك؟ إذ النزاع ليس لفظي ، مع أنّه يخالف المفهوم من الآية ، وجهة المقابلة الموجودة فيها بين الطائفتين.

ثمّ إنّ هذه المفاهيم ـ كالإسلام والإيمان ـ وضعت واستعملت للإشارة إلى حقائق أُخروية ، ونحن نستعملها كذلك ، فعندما نطلق على شخص أنّه مؤمن ، أي أنّه مصنّف في الناجين يوم القيامة ، فإذا ثبت لنا أنّه في النار ، فلا يكون إطلاق صفة الإيمان عليه إلاّ سفسطة.

ونزاعنا مع القوم ليس بالألفاظ ، وإنّما في المآل الأخروي الذي تدلّ عليه الألفاظ ، وإلاّ فما فائدة أن نطلق عليه مؤمن وهو في النار؟ إلاّ التلاعب بالألفاظ.

٦ ـ ليكن من الواضح : أنّا عندما نطلق على معاوية أنّه كافر ، نريد به إمّا أنّه كافر بالمعنى الخاصّ المقابل للإيمان الخاصّ ، الذي هو الإيمان بالإمامة ، وهو غير الكافر بالمعنى العام ، أي المجاهر بالكفر المقابل للمسلم ، أو نريد به المنافق ، بل الأصح أنّا نريد به المنافق الذي يعامل معاملة المظهر للإسلام باللسان ، فهو كافر بالباطن.

__________________

١ ـ السنن الكبرى للبيهقي ٨ / ١٧٣.

٢٧١

أمّا الفئة العظمى من جيشه ، فإنّا نطلق عليهم مسلمين غير مؤمنين بالإمامة ، فهم ليسوا كفّاراً مجاهرين ، ولكن إذا أُطلق عليهم الكفر يراد به الكافر الخاصّ ، المقابل للإيمان الخاصّ ، ويمكن أن يطلق عليهم مؤمنين بالمعنى العام المشار إليه سابقاً ، الذي يساوي الإسلام العام.

٧ ـ إنّ اختلاف جماعتين ربما يكون في شيء لا يخرج عن الإيمان أو الإسلام ، وربما يختلفان في شيء يخرج عنهما ، والآية عامّة شاملة لكلا الحالين.

ويبقى علينا التشخيص في تحديد الأمر المختلف عليه ، إذ بعد وقوع القتال وحصول التمايز بينهما بالبغي وعدمه ، نرجع في تحديد صفة كُلّ طائفة بما تعتقد به ، وتخالف الأُخرى عليه ، فإذا كانت طائفة تقاتل وتخالف الأُخرى على شيء يخرج عن الإسلام أو الإيمان ، نسبنا تلك الطائفة بما يناسبها من ذلك ، وهو ما حصل بين طائفة عليعليه‌السلام وطائفة معاوية ، فالخروج على إمام الزمان موبقة تخرج عن الإسلام أو الإيمان على الخلاف ، فلاحظ.

( الموسوي ـ العراق ـ ٢٠ سنة ـ طالب )

مسلم في الظاهر :

س : قد طرح عليّ هذا السؤال : هل معاوية كان مؤمناً قبل الفتنة على الأقل في نظرك أنت؟ أُريد الجواب للتأصيل فقط لا غير ، وبعدها أنا سأكمل ، فأجبته : بنعم ، فأجابني الزميل المخالف بهذا ج : سيّدنا عليرضي‌الله‌عنه يقول : نعم ، حتّى في وقت الحرب ، وكما وعدتك من كتبك.

الأوّل : عن جعفر عن أبيه أنّ علياًعليه‌السلام كان يقول لأهل حربه : « إنّا لم نقاتلهم على التكفير لهم ، ولم نقاتلهم على التكفير لنا ، ولكنّا رأينا أنّا على حقّ ، ورأوا أنّهم على حقّ »(١) .

__________________

١ ـ قرب الإسناد : ٩٣.

٢٧٢

الثاني : قال علي عليه‌السلام : « وكان بدء أمرنا أنّا التقينا بالقوم من أهل الشام ، والظاهر أنّ ربّنا واحد ، ونبيّنا واحد ، ودعوتنا في الإسلام واحدة ، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا ، والأمر واحد إلاّ ما اختلفنا فيه من دم عثمان ، ونحن منه براء »(١) .

الثالث : عن جعفر عن أبيه : « أنّ علياً عليه‌السلام لم يكن ينسب أحداً من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق ، ولكنّه كان يقول : هم إخواننا بغوا علينا » (٢) .

الرابع : قال علي عليه‌السلام : « إنّي أكره لكم أن تكونوا سبّابين ، ولكنّكم لو وصفتم أعمالهم ، وذكرتم حالهم كان أصوب في القول ، وأبلغ في العذر ، وقلتم مكان سبّكم إيّاهم : اللهم أحقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم »(٣) .

أذكرك بقوله تعالى :( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حتّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ) (٤) .

وبالإضافة للآية يكفيك الأحاديث المذكورة ، فما ردّي؟ هل هذه حجّة علينا أنّ الإمام عليعليه‌السلام شهد لمعاوية عليه من الله ما يستحق بأنّه مسلم ، فسؤالي هل معاوية كان مسلماً؟

أرجو الإفادة والمساعدة ، بارك الله بكم ، وجزاكم الله ألف خير في الدفاع عن هذا الإسلام المحمّدي الأصيل.

الجواب : الإسلام الظاهري لا ننفيه عن أيّ أحد يدّعي الإسلام ، ويتشهّد الشهادتين ، إلاّ أن يأتي بكفر بواح ، أو أنكر معلوماً من الدين بالضرورة عناداً للحقّ ، وتكذيباً للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فنحن لا ننفي إسلام معاوية أو غيره في هذه الدنيا ، وإنّما نعتقد بأنّ من يخالف الحقّ ، ولم يتولّ أهل البيتعليهم‌السلام فهو ليس بمؤمن بالمعنى الأخص في

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١٧ / ١٤١.

٢ ـ قرب الإسناد : ٩٤.

٣ ـ شرح نهج البلاغة ١١ / ٢١.

٤ ـ الحجرات : ٩.

٢٧٣

الدنيا ، وليس بمسلم حقيقي عند الله في الواقع ، وهو يستحقّ النار في الآخرة.

ودليلنا على ذلك حديث الافتراق ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «وستفترق أُمّتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كُلّها في النار إلاّ واحدة »(١) ، فبيّن النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّ جميع الفرق هي أُمّته الإسلامية ، وتنتسب ظاهراً ـ وفي هذه الدنيا ـ إلى الإسلام ، ولكن الفرقة الناجية منها هي واحدة فقط ، فهي المسلمة حقّاً ، وهي المتبعة للحقّ وتستحقّ الجنّة.

فهؤلاء المحاربين لأمير المؤمنينعليه‌السلام لا نخرجهم عن الإسلام في هذه الدنيا ، فنجري عليهم حكم الإسلام والمسلمين ، ودليلنا ما ورد من قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن ، كما قاتلت على تنزيله »(٢) ، وقال عن إسناده ابن حجر : «ورجاله رجال الصحيح »(٣) .

وأمّا ما أوردت من نصوص عن أئمّتناعليهم‌السلام فهي تدلّ على ما قدّمنا من إثبات إسلامهم الظاهري ، ولكن لم يثبت نجاتهم في الآخرة أبداً.

وأمّا الأحاديث والآية التي ذكرتها لإثبات إسلامهم ، فقد أثبتنا نحن أيضاً الإسلام الظاهر ، ولا تدلّ على أكثر من ذلك ، وكذلك وصف الإمامعليه‌السلام لهم بأنّهم إخواننا بغوا علينا ، أو أنّهم رأوا أنّهم على حقّ ، فهذه الأوصاف ليست كُلّية ، وتشمل كُلّ فرد فرد ، وإنّما فيهم المنافق وفيهم الفاسق ، وفيهم المعاند وفيهم الجاهل الخ.

وخصوصاً قول الإمامعليه‌السلام : « والظاهر أنّ ربّنا واحد » ، فإنّ الإمامعليه‌السلام يبيّن أيضاً بأنّهم مسلمون ظاهراً ، بل هي تدلّ على بغيهم ، ولو تأمّلت بالآية الكريمة

__________________

١ ـ سنن الدارمي ٢ / ٢٤١ ، سنن ابن ماجة ٢ / ١٣٢٢ ، سنن أبي داود ٢ / ٣٩٠ ، الجامع الكبير ٤ / ١٣٥ ، المستدرك ١ / ١٢٨ ، المعجم الكبير ٨ / ٢٧٣.

٢ ـ مسند أحمد ٣ / ٣٣ و ٨٢ ، المستدرك ٣ / ١٢٣ ، مجمع الزوائد ٥ / ١٨٦ و ٦ / ٢٤٤ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٥٤ ، خصائص أمير المؤمنين : ١٣١ ، مسند أبي يعلى ٢ / ٣٤١ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ٣٨٥ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٥١ ، أُسد الغابة ٤ / ٣٢.

٣ ـ مجمع الزوائد ٥ / ١٨٦.

٢٧٤

لما وجدتها تثبت ذلك لهم بعد البغي( فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حتّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ) ، فالآية غير متعرّضة بالمرّة لمن لا يفئ إلى أمر الله ، فلا تستطيع إثبات الإيمان لمن أصرّ وبقي على بغيه من خلال هذه الآية ، فهي عليك لا لك.

ويكفينا لحكمنا هذا بالتفريق بين حالهم في الدنيا وحالهم في الآخرة ما روي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعمّار ـ في أوّل أيّام الهجرة النبوية الشريفة ، عندما كانوا يبنون المسجد النبوي الشريف ـ : «ويح عمّار تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنّة ، ويدعونه إلى النار »(١) .

فانظر يا أخي هداك الله كيف تجهد نفسك ، وتجعلها في صفّ مَن يدعو إلى النار وتتولاّه ، وتدافع عنه بهذه القوّة ، وتأتي بأحاديث وتقول : وكما وعدتك من كتبك

اتق الله يا أخي ، ودافع وجاهد عن الحقّ ، وعن الدعاة إلى الجنّة ، وكن معهم ، وجاهد وعاند الدعاة إلى النار ، وكن ضدّهم وتبرأ منهم.

( عيسى الشيباني ـ الإمارات ـ ٢٦ سنة ـ الثانوية العامّة )

لم يبك على علي عند شهادته :

س : عداء معاوية لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام كان معروفاً من عدّة روايات من كلا الفريقين , فأهل السنّة يقولون حين جاء خبر مقتل علي بن أبي طالبعليه‌السلام لمعاوية بكى ، فكيف لنا أن نوافق ما بين العداء الذي كان يحمله معاوية للإمام , والبكاء الذي ذرف من عينيه بعد سماعه مقتله؟

كيف لنا أن نقيم الحجّة على القوم؟ وخاصّة في حال وجود التضارب في الأقوال في مثل هذه الحالة؟ مع المتيقّن منه العداء للإمام ، فما مدى صحّة القول الثاني؟

__________________

١ ـ مسند أحمد ٣ / ٩١ ، صحيح البخاري ١ / ١١٥ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٥٢٣ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ٥٥٤ ، المعجم الكبير ١٢ / ٣٠١ ، صحيح مسلم ٨ / ١٨٦.

٢٧٥

ج : الخبر المذكور نقله ابن عساكر بسند متّصل إلى مغيرة ، ومغيرة هذا هو ابن مقسم الضبي ، وهو بعيد بكثير عن حادثة شهادة الإمام عليعليه‌السلام ، فالخبر إذاً مقطوع السند ، ثمّ أنّ هناك كلام في المغيرة ، فمنهم من وثّقة ، ومنهم من قال : أنّه يدلّس(١) .

والخبر الذي نقله هو : « جاء نعي علي بن أبي طالب إلى معاوية ، وهو نائم مع امرأته فاخته بنت قرظة ، فقعد باكياً مسترجعاً ، فقالت له فاخته : أنت بالأمس تطعن عليه واليوم تبكي عليه ، فقال : ويحك أنا أبكي لما فقد الناس من حلمه وعلمه »(٢) .

ولو غضضنا النظر عن السند ، وبحثنا في دلالته لتوصّلنا إلى ما يأتي :

١ ـ اعتراف معاوية للإمام عليعليه‌السلام بالحلم والعلم.

٢ ـ استنكار امرأة معاوية من التناقض في سلوك معاوية من قتاله والبكاء عليه ، ومعنى كلامها أنّ عدائك للإمام عليهعليه‌السلام شديد ، حتّى وصل إلى القتال ، فما معنى بكاءك؟ فيردّ عليها : أنّ الذي عند الإمام عليعليه‌السلام من الحلم والعلم يجعل الأعداء تبكي عليه.

٣ ـ احتياج الناس إلى الإمامعليه‌السلام ، وافتقارهم له عند موته.

٤ ـ إقرار معاوية بقتاله لعليعليه‌السلام .

٥ ـ بكاء معاوية كان إشفاقاً على الناس لفقدهم الإمامعليه‌السلام حسب تعليله هو.

وبملاحظة هذه الأُمور ، فإنّ هذا الخبر لا يعطي أيّ دلالة على عدم وجود العداء بين الإمامعليه‌السلام ومعاوية ، بل على العكس من ذلك ، فهو يؤكّد وجود ذلك العداء ، ويظهر فضائل الإمامعليه‌السلام ، ويؤكّد الحجّة على معاوية.

__________________

١ ـ الثقات : ٤٦٤ ، التبيين لأسماء المدلّسين : ٥٦.

٢ ـ تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٥٨٢.

٢٧٦

( أُمّ محمّد ـ الكويت ـ ٤٠ سنة ـ خرّيجة جامعة )

وصيته ليزيد إن ظفر بالحسين :

س : ورد في رواياتنا وصية معاوية لابنه يزيد ، وكان فيها إشارة إلى معرفة معاوية لحقّ الحسينعليه‌السلام : « وأمّا الحسين فقد عرفت حظّه من رسول الله , وهو من لحم رسول الله ودمه , وقد علمت لا محالة أنّ أهل العراق سيخرجونه إليهم ، ثمّ يخذلونه ويضيّعونه , فإن ظفرت به فاعرف حقّه ومنزلته من رسول الله , ولا تؤاخذه بفعله , ومع ذلك فإنّ لنا به خلطة ورحماً , وإيّاك أن تناله بسوء , أو يرى منك مكروهاً ».

فهل يعقل ذلك أم في الروايات مآخذ؟

ج : الحديث نقله من أصحابنا الشيخ الصدوققدس‌سره (١) ، وفي السند الذي ذكره أفراد مجهولون ، فلهذا لا يمكن الوثوق بصحّة مثل هكذا حديث.

ولو سلّمنا بصحّة السند ، فهو يدلّ على مدى الوقاحة لدى يزيد أن أقدم على قتل الحسينعليه‌السلام ، وهو عارف بحقّه ، ويدلّ أيضاً على مدى الدهاء الذي يتمتّع به معاوية الغاصب للخلافة ، والمحارب لأبي الحسينعليهما‌السلام ، العارف بحقّهما وقربهما من رسول الله ، والذي يجيز لابنه الظفر بالحسينعليه‌السلام ، ولا يجيز له أن يناله مكروه ، لأنّه يعلم أنّ إلحاق الأذى بالحسينعليه‌السلام سوف يزلزل ملك ابنه ، فهو معلّم لابنه أُسلوباً من أساليب الدهاء ، التي لم يجد الابن ممارستها.

وبالتمحيص في شخصية معاوية لا يبدو غريباً أن يصدر منه مثل هكذا وصيّه ، فقد عُرف بالمكر والخداع والدهاء ، وصدور مثل هكذا وصيّة من معاوية لا يعدّ فضيلة له ، بل فيها أكبر إدانة له ، حيث يعلّم ابنه الأساليب المناسبة للتسلّط على المسلمين ، وكبح جماح المعارضين ، وفي تسلّط يزيد

__________________

١ ـ الأمالي للشيخ الصدوق : ٢١٦.

٢٧٧

الفاسق الفاجر على المسلمين أكبر ظلامة وقعت على الإسلام والمسلمين ، والتي يتحمّل جزءً كبيراً منها معاوية ، وذلك بتمهيد الطريق أمام ابنه للتسلّط على رقاب المسلمين ، وهذا ما ذكره معاوية في تلك الوصية في غير تلك الأسطر التي ذكرتها.

٢٧٨

المعجزة :

( السيّد علي ـ البحرين ـ )

شروطها :

س : ما هي شروط المعجزة؟

ج : ننقل لك نصّ عبارة الشيخ الطوسيقدس‌سره حول شروط المعجز : « والمعجز يدلّ على ما قلناه بشروط : أوّلها : أن يكون خارقاً للعادة ، والثاني : أن يكون من فعل الله تعالى أو جارياً مجرى فعله ، والثالث : أن يتعذّر على الخلق جنسه أو صفته المخصوصة ، والرابع : أن يتعلّق بالمدّعي على وجه التصديق لدعواه.

وإّنما اعتبرنا كونه خارقاً للعادة لأنّه لو لم يكن كذلك لم يعلم أنّه فعل للتصديق دون أن يكون فعل بمجرى العادة ، ألا ترى أنّه لا يمكن أن يستدلّ بطلوع الشمس من مشرقها على صدق الصادق ، ويمكن بطلوعها من مغربها وذلك لما فيه من خارق العادة.

واعتبرنا كونه من فعل الله لأنّ المدّعي إذا ادّعى أنّ الله يصدّقه بما يفعله ، فيجب أن يكون الفعل الذي قام مقام التصديق من فعل من طلب منه التصديق ، وإلاّ لم يكن دالاً عليه ، وفعل المدّعي كفعل غيره من العباد ، لأنّه لا يدلّ على التصديق ، وإنّما يدلّ فعل من أدّعى عليه التصديق

وإنّما اعتبرنا أن يكون متعذّراً في جنسه أو صفته ، لأنّا متى لم نعلمه كذلك لم نأمن أن يكون من فعل غير الله ، وقد بيّنا لابدّ أن يكون من فعله »(١) .

__________________

١ ـ الاقتصاد : ١٥٥.

٢٧٩

( عبد الله ـ أمريكا ـ )

التمييز بين معجزة النبيّ وغيره :

س : كيف نفرّق بين معاجز الأنبياء وبين بعض الظواهر الغريبة الصادرة من السحرة ، والمرتاضين ، وأصحاب التنويم المغناطيسي؟

ج : يمكننا تمييز النبيّ بمعجزته عن غيره ـ من الذين تظهر منهم بعض الظواهر الخارقة للعادة ـ بعدّة نقاط :

الأُولى : أنّ النبيّ لا يحتاج في إظهار معجزته إلى تعليم أو تمرين ، بينما يحتاج غيره إلى ذلك ، حتّى يظهر ما هو خارق للعادة.

الثانية : ظاهرة المعجزة لا يمكن لغير النبيّ من الإتيان بمثلها ، بينما ظاهرة السحر والشعوذة ، والتنويم المغناطيسي ، ورياضة المرتاض يسهل على الغير تكرارها.

فبإمكان كُلّ إنسان أن يحوّل من الحبال أشكالاً وهمية تشبه الأفاعي ، حينما يسحر أعين الناس ، إلاّ أنّه يعجز عن أن يلقي عصاه ـ كما فعل النبيّ موسىعليه‌السلام ـ لتكون أفعى تلقف ما يؤفك من السحر.

الثالثة : ليس من عادة غير الأنبياء إعلان تحدّيهم للغير في الإتيان بمثل ما أتوا به ، بينما نلاحظ الأنبياء قد قرنوا معجزتهم بالتحدّي على الإتيان بمثل ما أتوا به ، كما تحدّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المشركين حينما أظهر معجزة القرآن :( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) (١) .

الرابعة : أنّ الساحر والمشعوذ والمرتاض وغيرهم يكون ما يظهر على أيديهم محدّداً بحدود خاصّة ـ تبعاً لطريقة التمرين والرياضة التي تعلّموها ـ بينما كان الأنبياء يلبّون طلب الناس في إظهار أيّ معجزة ، ومن دون سابق إعلان في تحديد

__________________

١ ـ الإسراء : ٨٨.

٢٨٠

بل إنّما يرويه عن أبيه عن أبيه عن يحيى بن زيد(١) ، انتهى. فتأمّل جدّا.

٢٣٨٦ ـ مثنّى بن الحضرمي :

له كتاب ، ابن أبي عمير ، عنه ،جش (٢) .

وفيست : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عنه(٣) .

وفيق : ابن القاسم الحضرمي(٤) كما يأتي ، ولعلّه هو.

أقول : فيمشكا : ابن الحضرمي ، عنه ابن أبي عمير(٥) .

٢٣٨٧ ـ مثنّى بن راشد :

له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن الحسن ابن محمّد بن سماعة ، عنه ،ست (٦) .

وفيجش : الحسن بن محمّد بن سماعة عنه بكتابه(٧) .

وفيق : ابن راشد الحنّاط ، أبو الوليد الكوفي(٨) .

وفيتعق : روى عنه البزنطي في الصحيح(٩) (١٠) .

__________________

(١) شرح الصحيفة للداماد : ٥٠ ، راجع هامش الصحيفة السجّاديّة الجامعة : ٦٣٠.

(٢) رجال النجاشي : ٤١٤ / ١١٠٤.

(٣) الفهرست : ١٦٧ / ٧٤٧.

(٤) رجال الشيخ : ٣١٢ / ٥٢٠.

(٥) هداية المحدّثين : ١٣٦.

(٦) الفهرست : ١٦٨ / ٧٤٨.

(٧) رجال النجاشي : ٤١٤ / ١١٠٥.

(٨) رجال الشيخ : ٣١٢ / ٥١٩.

(٩) الفقيه ٣ : ٣٣٢ / ١٦٠٧ ، ٤ : ٢٠٧ / ٧٠١ ، وفيهما : المثنى فقط ، والظاهر أنّه ابن الوليد لورود رواية البزنطي عنه في كتب الأخبار ، فلاحظ.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٧٢.

٢٨١

أقول : فيمشكا : ابن راشد ، عنه الحسن بن محمّد بن سماعة(١) .

٢٣٨٨ ـ مثنّى بن عبد السلام :

قالكش : قال أبو النضر محمّد بن مسعود : قال علي بن الحسن : أنّه كوفي حنّاط لا بأس به ،صه (٢) .

وما فيكش مرّ في سلام(٣) .

وفيست : مثنّى بن عبد السلام ، له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن القاسم بن إسماعيل ، عنه(٤) .

وفيجش : له كتاب ، الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن جعفر ، عن حميد. إلى آخره(٥) .

وفيتعق : في البلغة : قيل بتوثيقه بناء على أنّ نفي البأس يفيد ذلك(٦) . وفي الوجيزة : ممدوح(٧) (٨) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد السلام الحنّاط ، عنه القاسم بن إسماعيل ، والعبّاس بن عامر القصباني ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر ، وعبد الله بن المغيرة الثقة(٩) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٣٧.

(٢) الخلاصة : ١٦٨ / ١.

(٣) رجال الكشّي : ٣٣٨ / ٦٢٣.

(٤) الفهرست : ١٦٨ / ٧٤٩.

(٥) رجال النجاشي : ٤١٥ / ١١٠٧.

(٦) بلغة المحدّثين : ٣٩٩ / ٢.

(٧) الوجيزة : ٢٨٦ / ١٥١٠.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٧٢.

(٩) هداية المحدّثين : ١٣٧.

٢٨٢

٢٣٨٩ ـ المثنّى بن القاسم الحضرمي :

الكوفي ،ق (١) . ولا يبعد كونه ابن الحضرمي المتقدّم.

٢٣٩٠ ـ المثنّى بن الوليد :

قالكش : قال أبو النضر محمّد بن مسعود : قال علي بن الحسن : أنّه كوفي حنّاط لا بأس به ،صه (٢) .

والذي فيكش تقدّم في سلام(٣) .

وفيست : ابن الوليد الحنّاط له كتاب ، روى الحسن بن علي الخزّاز عنه.

وفيه بعده : مثنّى بن الحضرمي. وسند كتابيهما كما تقدّم فيه(٤) .

وفيجش : الحسن بن علي بن يوسف بن بقاح عنه بكتابه(٥) .

وفيتعق : في الوجيزة والبلغة كما في ابن عبد السلام(٦) ، ويروي عنه أيضا ابن أبي عمير(٧) (٨) .

أقول : فيمشكا : ابن الوليد الحنّاط ، عنه الحسن بن علي بن بقاح(٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣١٢ / ٥٢٠.

(٢) الخلاصة : ١٦٨ / ٢.

(٣) رجال الكشّي : ٣٣٨ / ٦٢٣.

(٤) في نسختنا المطبوعة من الفهرست : ١٦٧ / ٧٤٦ ، ٧٤٧ ذكر السند في مثنّى بن الحضرمي فقط ، وفي مجمع الرجال : ٥ / ٩٤ نقلا عنه ذكر السند المتقدّم في الترجمتين.

(٥) رجال النجاشي : ٤١٤ / ١١٠٦.

(٦) الوجيزة : ٢٨٦ / ١٥١٠ ، بلغة المحدّثين : ٣٩٩ / ٢.

(٧) كما في مجمع الرجال : ٥ / ٩٤ نقلا عن الفهرست.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٧٢.

(٩) هداية المحدّثين : ١٣٧.

٢٨٣

٢٣٩١ ـ مجمع الخيّاط الكوفي :

روى عنه صفوان ،ق (١) .

٢٣٩٢ ـ محفوظ بن نصر الهمداني :

كوفي ثقة ،صه (٢) .

وزادجش : إبراهيم بن سليمان عنه بكتابه(٣) .

وفيست : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن إبراهيم بن سليمان بن حيّان(٤) ، عنه(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن نصر الهمداني الثقة ، عنه إبراهيم بن سليمان.

وغيره لا أصل له ولا كتاب(٦) .

٢٣٩٣ ـ محمّد بن أبان بن صالح :

ابن عمير القرشي ابن عمير الأموي ، كوفي ، أسند عنه ،ق (٧) .

٢٣٩٤ ـ محمّد بن إبراهيم بن أبي البلاد :

وأخوه يحيى ، مولى بني عبد الله بن غطفان ، ثقة ، قليل الحديث ،صه (٨) .

وزادجش : محمّد بن علي بن محبوب عنه بكتابه(٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣١٧ / ٥٩٣ ، وفيه : الحنّاط.

(٢) الخلاصة : ١٧٣ / ٢٤.

(٣) رجال النجاشي : ٤٢٤ / ١١٣٧.

(٤) في نسخة « ش » : إبراهيم بن سليمان حنّان.

(٥) الفهرست : ١٧٠ / ٧٦٦.

(٦) هداية المحدّثين : ١٣٧.

(٧) رجال الشيخ : ٢٨٢ / ٣٧ ، وفيه : ابن عمير القرشي الأموي ، وفي مجمع الرجال : ٥ / ٩٧ نقلا عنه كما في المتن.

(٨) الخلاصة : ١٥٥ / ٩١.

(٩) رجال النجاشي : ٣٤١ / ٩١٧.

٢٨٤

أقول : فيمشكا : ابن إبراهيم بن أبي البلاد الثقة ، عنه محمّد بن علي بن محبوب(١) .

٢٣٩٥ ـ محمّد بن إبراهيم بن إسحاق :

الطالقاني ، أكثر الصدوق من الرواية عنه مترضّيا(٢) مترحّما(٣) ، وكأنّه من مشايخهرضي‌الله‌عنه ، والظاهر أنّ كنيته أبو العبّاس(٤) ولقبه المكتّب(٥) كما يظهر من غيبة الصدوقرحمه‌الله ،تعق (٦) .

أقول : جزم جدّهرحمه‌الله في حواشي النقد بأنّه من مشايخهرضي‌الله‌عنه (٧) .

٢٣٩٦ ـ محمّد بن إبراهيم العبّاسي :

الهاشمي المدني ، أسند عنه ، أصيب سنة أربعين ومائة وله سبع وخمسون سنة ، وهو الذي يلقّب بابن الإمام ،ق (٨) .

وفيجش : له نسخة عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام كبيرة ، عبد الصمد بن موسى بن محمّد عنه بها(٩) .

أقول : فيمشكا : ابن إبراهيم بن الإمام(١٠) ، عنه عبد الصمد بن‌

__________________

(١) هداية المحدثين : ٢٢٤.

(٢) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ١١٣ و ١٣٥ ، معاني الأخبار : ٩٦ / ٢ ، كمال الدين : ٥٠٧ / ٣٧‌

(٣) التوحيد : ٣٦٢ / ٩.

(٤) انظر عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٢١٦ / ١.

(٥) انظر عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٢٩٥ / ٥٣.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٧٣.

(٧) حاشية التقي المجلسي على نقد الرجال : ١٨٣.

(٨) رجال الشيخ : ٢٨٠ / ١١.

(٩) رجال النجاشي : ٣٥٥ / ٩٥١.

(١٠) في المصدر : ابن إبراهيم الإمام. وفي نسخة « ش » : ابن إبراهيم بن الأحمر.

٢٨٥

موسى بن محمّد(١) .

٢٣٩٧ ـ محمّد بن إبراهيم بن جعفر :

أبو عبد الله الكاتب النعماني المعروف بابن زينب ، شيخ من أصحابنا ، عظيم القدر ، شريف المنزلة ، صحيح العقيدة ، كثير الحديث ، قدم بغداد وخرج إلى الشام ومات بها ،صه (٢) .

وزادجش : رأيت أبا الحسن(٣) محمّد بن علي الشجاعي الكاتب يقرأ عليه كتاب الغيبة تصنيف محمّد بن إبراهيم النعماني بمشهد العتيقة(٤) ، لأنّه كان قرأه عليه ، ووصّى إليّ ابنه أبو عبد الله الحسين بن محمّد الشجاعي بهذا الكتاب وسائر كتبه ، والنسخة المقروءة عندي(٥) .

٢٣٩٨ ـ محمّد بن إبراهيم الحضيني :

بالمهملة المضمومة ثمّ المعجمة والنون بين اليائين ، الأهوازي روىكش عن محمّد بن مسعود ، عن حمدان بن أحمد القلانسي ، عن معاوية بن حكيم ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن الحضيني قال : قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : إنّ أخي مات ، فقال : رحم الله أخاك فإنّه كان من خصّيص شيعتي. قال محمّد بن مسعود : وحمدان بن أحمد من الخصيص؟

قال : خاصّة الخاصّة.

وقالجش : محمّد بن أحمد بن خاقان النهدي أبو جعفر القلانسي المعروف بحمدان ، كوفي مضطرب. فنحن في هذه الرواية من المتوقّفين ،

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٢٢٤.

(٢) الخلاصة : ١٦٢ / ١٦٠.

(٣) في المصدر : أبا الحسين.

(٤) في نسخة « ش » : العقيقة.

(٥) رجال النجاشي : ٣٨٣ / ١٠٤٣.

٢٨٦

صه (١) .

والذي فيكش والاختيار : عن حمدان الحضيني(٢) ، والخاصّة الخاصّة(٣) .

وعنشه : بخطّ السيّد : عن حمدان الحضيني. إلى آخره ، وهذا(٤) أولى ليكون السؤال عن محمّد المبحوث عنه ، وعبارة المصنّف تشعر بكون السائل محمّد عن أخ له مجهول ، وليس بجيّد.

وقوله : خاصّة الخاصّة ، يشعر بكون قوله : حمدان من الخصيص استفهاما وأنّ الآخر جوابه ، وحينئذ فالمجيب مجهول ، فلا دلالة فيه على ما يوجب الترجيح ، مع تهافت التأليف.

ووجدت بخطّ طس نقلا من كتابكش ما صورته : قال محمّد بن مسعود : حمدان بن أحمد من الخصيص(٥) ، واقتصر على ذلك ، وهو حينئذ خبر واضح الاستفهام ، والمادح محمّد بن مسعود العيّاشي(٦) ، انتهى.

والحقّ أنّ الظاهر كون المراد بالحضيني فيصه : إسحاق بن إبراهيم ، فإنّه أعرف وأشهر ، وأنّ حمدان بن أحمد في قول محمّد بن مسعود منادي بحذف حرف النداء وهو كثير ، والمجيب حمدان ، فلا تهافت ، فالحضيني الذاكر موت أخيه : إسحاق ، والأخ المتوفّى : محمّد ، على ما هو مقتضى العنوان.

__________________

(١) الخلاصة : ١٥٢ / ٧٠.

(٢) أي : بدل « عن الحضيني ».

(٣) رجال الكشّي : ٥٦٣ / ١٠٦٤.

(٤) في نسخة « ش » : وهو.

(٥) التحرير الطاووسي : ٥٢٣ / ٣٨٤.

(٦) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٧٢.

٢٨٧

وأمّا ما فيكش والاختيار فمقتضاه أن يكون لهما أخ ثالث هو حمدان ، فذكر فوت أخيه كما هو مقتضى العنوان ، فلا تهافت بوجه.

وفيتعق : مرّ حمدان بن إبراهيم عنضا (١) ، والظاهر أنّه هذا.

وما في النقد من أنّ حمدان سهو وأنّ الصواب عن الحضيني كما نقله العلاّمة(٢) سهو ، والظاهر أنّ السائل حمدان والمبحوث عنه محمّد(٣) .

أقول : لم نذكر حمدان لجهالته. وفي نسختي من الاختيار أيضا : حمدان الحضيني ، والخاصّة الخاصّة ، كما ذكره الميرزا.

وفي التحرير الطاووسي أيضا حمدان الحضيني إلاّ أنّه اقتصر كما مرّ عنشه على قوله : حمدان بن أحمد بن الخصيص.

ثمّ إنّ محمّد بن إبراهيم الحضيني وإن لم يذكر في متن الرواية إلاّ أنّ الكشّي لعلّه فهم ذلك من قرائن خفيت علينا كما في كثير من التراجم.

وأمّا ما ذكره العلاّمة من قولجش : محمّد بن أحمد بن خاقان مضطرب وسبقه طس(٤) ، فسيأتي نصّ محمّد بن مسعود على توثيقه(٥) ، ولذا ذكر(٦) د محمّد بن إبراهيم هذا في القسم الأوّل وقال(٧) :كش ممدوح(٨) . وصرّح بممدوحيّته أيضا في الوجيزة(٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٧٤ / ٤١. ولم يتقدّم ذكره كما سينبّه عليه.

(٢) نقد الرجال : ٢٨١ / ٩.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٧٣.

(٤) التحرير الطاووسي : ٥٢٣ / ٣٨٤.

(٥) عن رجال الكشّي : ٥٣٠ / ١٠١٤.

(٦) في نسخة « ش » : ذكره.

(٧) في نسخة « ش » زيادة : أي.

(٨) رجال ابن داود : ١٦٠ / ١٢٨٠.

(٩) الوجيزة : ٢٨٧ / ١٥٣٠.

٢٨٨

٢٣٩٩ ـ محمّد بن إبراهيم العبّاسي :

هو ابن إبراهيم الإمام.

٢٤٠٠ ـ محمّد بن إبراهيم :

المعروف بعلاّن الكليني ، خيّر ،صه (١) ، لم(٢) .

٢٤٠١ ـ محمّد بن إبراهيم المكتّب :

هو ابن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ،تعق (٣) .

٢٤٠٢ ـ محمّد بن إبراهيم بن المهاجر :

البجلي الكوفي ، أسند عنه ،ق (٤) .

٢٤٠٣ ـ محمّد بن إبراهيم بن مهزيار :

كر (٥) . وفيكش ما في أبيه(٦) .

وقال طس أيضا فيه كما سبق فيه(٧) .

وفي الإرشاد أيضا أنّه من الوكلاء(٨) .

وفيتعق : وروى الصدوق أيضا عن محمّد بن جعفر بن عون أنّه من‌

__________________

(١) الخلاصة : ١٤٨ / ٤٩ ، وفيها : خيّر فاضل.

(٢) رجال الشيخ : ٤٩٦ / ٢٩.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٧٣.

(٤) رجال الشيخ : ٢٨٠ / ١٥.

(٥) رجال الشيخ : ٤٣٦ / ١٥.

(٦) رجال الكشّي : ٥٣١ / ١٠١٥ ، وفيه : محمّد بن إبراهيم بن مهزيار قال : إنّ أبي لمّا حضرته الوفاة دفع إليّ مالا وأعطاني علامة ـ ولم يعلم بتلك العلامة أحد إلاّ الله عزّ وجلّ ـ وقال : من أتاك بهذه العلامة فادفع إليه المال. إلى أن قال : إذ جاء شيخ ودقّ الباب ، فقلت للغلام : انظر من هذا ، قال : شيخ بالباب ، فقلت : ادخل ، فدخل وجلس فقال : أنا العمري هات المال الذي عندك وهو كذا وكذا ومعه العلامة ، قال : فدفعت إليه المال.

(٧) التحرير الطاووسي : ٢٣ / ١٢ وذكر مضمون الحديث الّذي تقدّم عن كش.

(٨) الإرشاد : ٢ / ٣٥٥.

٢٨٩

وكلائهعليه‌السلام الّذين رأوه ووقفوا على معجزته(١) (٢) .

أقول : مرّ ذلك في المقدّمة الثانية(٣) . وفي الوجيزة أنّه من السفراء(٤) .

وفيمشكا : ابن إبراهيم بن مهزيار ، عنه محمّد بن حمولة(٥) .

٢٤٠٤ ـ محمّد بن إبراهيم الورّاق :

من أهل سمرقند ،لم (٦) .

وفيتعق : مرّ في الفضل بن شاذان نقلكش عنه على وجه الاعتماد(٧) (٨) .

٢٤٠٥ ـ محمّد بن إبراهيم بن يوسف :

الكاتب ، يكنّى أبا الحسن المعروف بالشافعي(٩) ، له كتب ، أخبرنا عنه(١٠) ابن عبدون ،جش (١١) .

وفيلم بدل المعروف : يعرف بأبي بكر(١٢) .

وفيصه : مولده سنة إحدى وثمانين ومائتين بالحسينيّة ، وكان على‌

__________________

(١) كمال الدين : ٤٤٢ / ١٦.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٧٣.

(٣) في نسخة « م » : الأولى.

(٤) الوجيزة : ٢٨٧ / ١٥٢٧.

(٥) هداية المحدّثين : ٢٢٤.

(٦) رجال الشيخ : ٤٩٧ / ٣٣.

(٧) رجال الكشّي : ٥٣٧ / ١٠٢٣.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٧٣.

(٩) في نسخة « ش » : الشافعي.

(١٠) في المصدر زيادة : بها.

(١١) رجال النجاشي : ٣٧٢ / ١٠١٥.

(١٢) رجال الشيخ : ٥١١ / ١٠٧.

٢٩٠

الظاهر يتفقّه على مذهب الشافعي ويرى رأي(١) الإماميّة في الباطن ، وكان فقيها ، وله على المذهبين كتب(٢) .

وكصه ست ، وزاد ذكر كتبه والترحّم عليه وقال : أخبرنا عنه أحمد ابن عبدون(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن إبراهيم بن يوسف ، عنه أحمد بن عبد الواحد ابن عبدون(٤) .

٢٤٠٦ ـ محمّد أبو القاسم :

أبو بكر ، بغدادي ، متكلّم ، عاصر ابن همّام ، له كتاب في الغيبة كلام ،جش (٥) على ما في نسختين عندي ونسخة النقد والوجيزة(٦) ، ويأتي عن الميرزا بعنوان ابن القاسم(٧) وفاقا لنسخة د(٨) .

٢٤٠٧ ـ محمّد بن أبي إسحاق القمّي :

روى عنه أحمد بن أبي عبد الله ،لم (٩) .

وفيست : له كتب في الكلام وفي الأخبار ، أخبرنا بها جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(١٠) .

__________________

(١) في المصدر زيادة : الشيعة.

(٢) الخلاصة : ١٤٤ / ٣٤.

(٣) الفهرست : ١٣٣ / ٥٩٩.

(٤) هداية المحدّثين : ٢٢٤.

(٥) رجال النجاشي : ٣٨١ / ١٠٣٥ ، وفيه : محمّد بن القاسم.

(٦) نقد الرجال : ٢٨٢ / ١٨ ، الوجيزة : ٢٨٩ / ١٥٣٩ وفيها : محمّد بن أبي القاسم.

(٧) منهج المقال : ٣١٥.

(٨) رجال ابن داود : ١٨٢ / ١٤٨٢.

(٩) رجال الشيخ : ٥١٣ / ١٢٢ ، وفيه : محمّد بن إسحاق القمّي.

(١٠) الفهرست : ١٥٤ / ٦٩٢ ، وفيه : محمد بن إسحاق القمّي ، وفي مجمع الرجال : ٥ / ١٠٠ نقلا عنه كما في المتن.

٢٩١

وفيجش : متكلّم ، ذكره ابن بطّة وذكر أنّ له مصنّفات عدّة(١) .

وفيتعق : في البلغة حكم بحسنه(٢) ، ولعلّه لقول الشيخ : له كتب في الكلام وفي الأخبار ، فتأمّل(٣) .

أقول : لا ريب بأن(٤) وصفه بذلك فيست وبقوله(٥) متكلّم فيجش يدلّ على كونه من علماء الإماميّة.

وفيمشكا : ابن أبي إسحاق ، عنه أحمد بن أبي عبد الله(٦) .

٢٤٠٨ ـ محمّد بن أبي بكر :

جليل القدر ، عظيم المنزلة(٧) ، من خواص عليعليه‌السلام ،رضي‌الله‌عنه ،صه (٨) .

وفيل : ولد في حجّة الوداع ، وقتل بمصر سنة ثمان وثلاثين من الهجرة في خلافة عليعليه‌السلام ، وكان عاملا عليها من قبلهعليه‌السلام (٩) .

وفيكش ما مرّ في أويس(١٠) .

وفيه أيضا في الحسن عن الصادقعليه‌السلام : كان مع أمير المؤمنين‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٤٥ / ٩٣٢.

(٢) بلغة المحدّثين : ٤٠٠ / ٤.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٧٤.

(٤) في نسخة « م » : في أنّ.

(٥) في نسخة « ش » : وقوله.

(٦) هداية المحدّثين : ١٣٧.

(٧) في نسخة « ش » زيادة : طس.

(٨) الخلاصة : ١٣٨ / ٣.

(٩) رجال الشيخ : ٣٠ / ٤٣.

(١٠) رجال الكشي : ٩ / ٢٠ ، وفيه أنّه من حواري الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

٢٩٢

عليه‌السلام من قريش خمسة نفر ، وكانت ثلاثة عشر قبيلة مع معاوية ، فأمّا الخمسة : محمّد بن أبي بكر رحمة الله عليه(١) أتته النجابة من قبل أمّه أسماء بنت عميس ، وكان معه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المرقال ، وكان معه جعدة بن هبيرة المخزومي وكان أمير المؤمنينعليه‌السلام خاله ، وهو الذي قال له عتبة بن أبي سفيان : إنّما لك هذه الشدّة في الحرب من قبل خالك فقال له جعدة : لو كان خالك مثل خالي لنسيت أباك ، ومحمّد بن أبي حذيفة ابن عتبة بن ربيعة ، والخامس : ابن سلف(٢) أمير المؤمنينعليه‌السلام أبي(٣) العاص بن ربيعة وهو صهر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أبو الربيع(٤) .

ثمّ فيه أيضا : حمدويه بن نصير ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة بن أعين ، عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّ محمّد بن أبي بكر(٥) بايع عليّاعليه‌السلام على البراءة من أبيه(٦) .

حدّثني نصر بن الصباح قال : حدّثني أبو يعقوب إسحاق بن محمّد البصري قال : حدّثني أمير بن علي ، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال : كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول : إنّ المحامدة تأبى أن يعصى الله عزّ وجلّ ،قلت : ومن المحامدة؟ قال : محمّد بن جعفر ، ومحمّد بن أبي بكر ، ومحمّد بن أبي حذيفة ، ومحمّد بن أمير المؤمنينعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) في نسخة « ش » :رضي‌الله‌عنه .

(٢) السّلف ـ ككبد ـ زوج أخت امرأة الرجل ، القاموس المحيط : ٣ / ١٥٤.

(٣) في المصدر : والخامس سلف أمير المؤمنين ابن أبي.

(٤) رجال الكشّي : ٦٣ / ١١١.

(٥) في نسخة « ش » زيادة :رضي‌الله‌عنه .

(٦) رجال الكشّي : ٦٤ / ١١٤.

(٧) رجال الكشّي : ٧٠ / ١٢٥.

٢٩٣

إلى غير ذلك ممّا ذكره في جلالته وعلوّ رتبته(١) .

٢٤٠٩ ـ محمّد بن أبي بكر همّام :

ابن سهيل الكاتب الإسكافي ، شيخ من أصحابنا ومتقدّمهم ، له منزلة عظيمة ، كثير الحديث.

قال أبو محمّد هارون بن موسىرحمه‌الله : حدّثنا محمّد بن همّام قال : حدّثنا أحمد بن مابنداد(٢) قال : أسلم أبي أوّل من أسلم من أهله وخرج عن دين المجوسيّة وهداه الله إلى الحقّ ، وكان يدعو أخاه سهيلا إلى مذهبه. إلى أن قال : فلما صدر عن الحجّ قال لأخيه : الذي كنت تدعوني إليه هو الحقّ ، قال : وكيف علمت ذلك؟ قال : لقيت في حجّي عبد الرزّاق بن همّام الصنعاني وما رأيت أحدا مثله ، فقلت له على خلوة : نحن قوم من أولاد الأعاجم وعهدنا بالدخول في الإسلام قريب وأرى أهله مختلفين في مذاهبهم ، وقد جعلك الله من العلم بما لا نظير لك في عصرك ، وأريد أن أجعلك حجّة فيما بيني وبين الله عزّ وجلّ ، فإن رأيت أن تعيّن(٣) ما ترضاه لنفسك من الدين لأتّبعك فيه وأقلّدك ، فأظهر لي محبّة آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وتعظيمهم والبراءة من عدوّهم والقول بإمامتهم.

قال أبو علي : أخذ أبي هذا المذهب عن أبيه عن عمّه ، وأخذته عن أبي.

قال أبو محمّد هارون بن موسى : قال أبو علي محمّد بن همّام قال : كتب أبي إلى أبي محمّد الحسن بن علي العسكريعليه‌السلام يعرّفه أنّه ما صحّ له حمل بولد ، ويعرّفه أنّ له حملا ويسأله أن يدعو الله في تصحيحه‌

__________________

(١) رجال الكشي : ٦٣ / ١١٢ ، ١١٣ ، ١١٥ ، ١١٦.

(٢) في المصدر : مابنداذ.

(٣) في المصدر : تبيّن لي.

٢٩٤

وسلامته وأن يجعله ذكرا نجيبا من مواليهم ، فوقّع على رأس الرقعة بخطّ يدهعليه‌السلام : قد فعل(١) الله ذلك ، فصحّ الحمل ذكرا.

قال أبو محمّد هارون بن موسى : أراني أبو علي بن همّام الرقعة والخط وكان محقّقا.

له كتاب الأنوار في تاريخ الأئمّة(٢) عليهما‌السلام ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى الجرّاح الجندي عنه.

ومات أبو علي بن همّام يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة سنةستّ وثلاثين وثلاثمائة ، وكان مولده يوم الاثنين لستّ خلون من ذي الحجّة سنة ثمان وخمسين ومائتين ،جش (٣) .

ويأتي عن غيره بعنوان ابن همّام(٤) ، فلاحظ.

أقول : فيمشكا : ابن أبي بكر همّام(٥) شيخ الأصحاب ومتقدّمهم الثقة صاحب المنزلة الكثير الحديث ، عنه أحمد بن موسى بن الجرّاح ، وأبو المفضّل ، والتلعكبري(٦) .

٢٤١٠ ـ محمّد بن أبي حذيفة :

مشكور ،صه (٧) .

وفي ي : كان عاملهعليه‌السلام على مصر(٨) .

__________________

(١) في نسخة « ش » : جعل.

(٢) في نسخة « ش » زيادة : الأطهار.

(٣) رجال النجاشي : ٣٧٩ / ١٠٣٢.

(٤) عن رجال الشيخ : ٤٩٤ / ٢٠.

(٥) في المصدر : ابن أبي بكر بن همّام.

(٦) هداية المحدّثين : ٢٢٤ ، وفيها بدل الجرّاح : الحجّاج.

(٧) الخلاصة : ١٥٣ / ٧٧.

(٨) رجال الشيخ : ٥٩ / ٢٥.

٢٩٥

وفيكش بعد خبر المحامدة المذكور في ابن أبي بكر : أمّا محمّد بن أبي حذيفة هو ابن عتيبة بن ربيعة وهو ابن خال معاوية(١) .

وأخبرني بعض رواة العامّة عن محمّد بن إسحاق قال : حدّثني رجل من أهل الشام قال : كان محمّد بن أبي حذيفة عتيبة(٢) بن ربيعة مع علي بن أبي طالبعليه‌السلام ومن أنصاره وأشياعه ، وكان ابن خال معاوية ، وكان رجلا من خيار المسلمين ، فلمّا توفّي(٣) أخذه معاوية وأراد قتله وحبسه(٤) في السجن دهرا ، ثمّ قال معاوية ذات يوم : ألا نرسل إلى هذا السفيه محمّد بن أبي حذيفة فنبكّته(٥) ونخبره بضلالته ونأمره أن يقوم فيسب عليّا! قالوا : نعم ، فبعث إليه فأخرجه من السجن ، فقال له معاوية : يا محمّد بن أبي حذيفة ، ألم يأن لك أن تبصر ما كنت عليه من الضلالة بنصرتك علي بن أبي طالب الكذّاب؟! ألم تعلم أنّ عثمان قتل مظلوما وأنّ عائشة وطلحة والزبير خرجوا يطلبون بدمه وأنّ عليّا هو الّذي دسّ في قتله؟! ونحن اليوم نطلب بدمه.

قال محمّد بن أبي حذيفة : ألم تعلم أنّي أمسّ القوم بك رحما وأعرفهم بك؟! قال : أجل ، قال : فو الله الذي لا إله غيره ما أعلم أحدا شرك في دم عثمان وألّب عليه غيرك لما استعملك ومن كان مثلك ، فسأله المهاجرون والأنصار أن يعزلك فأبى ، ففعلوا به ما بلغك ، وو الله ما أحد اشترك في دمه(٦) بدءا وأخيرا(٧) إلاّ طلحة والزبير وعائشة ، فهم الّذين شهدوا‌

__________________

(١) رجال الكشي : ٧٠ / ١٢٥ ، وفيه : هو ابن عتبة.

(٢) في المصدر : عن ابن عتبة ، ابن عتبة ( خ ل ).

(٣) في المصدر زيادة : عليعليه‌السلام .

(٤) في المصدر : فحبسه.

(٥) التّبكيت : التقريع والغلبة ، القاموس المحيط : ١ / ١٤٣.

(٦) في المصدر : في قتله.

(٧) في نسخة « ش » : ولا أخيرا.

٢٩٦

عليه بالعظمة(١) وألّبوا عليه الناس ، وشركهم في ذلك عبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وعمّار والأنصار جميعا.

قال : قد كان ذلك.

قال : والله إنّي لأشهد أنّك منذ عرفتك في الجاهليّة والإسلام لعلى خلق واحد ما زاد فيك الإسلام لا قليلا ولا كثيرا ، وإنّ علامة ذلك فيك لبيّنة ، تلومني على حبّي عليّاعليه‌السلام ! خرج مع علي كلّ(٢) صوّام قوّام مهاجري وأنصاري ، وخرج معك كلّ أبناء المنافقين والطلقاء والعتقاء ، خدعتهم عن دينهم وخدعوك عن دنياك ، والله يا معاوية ما خفي عليك ما صنعت وما خفي عليهم ما صنعوا إذ أحلّوا لأنفسهم سخط(٣) الله في طاعتك ، والله لا أزال أحبّ عليّا لله ولرسوله(٤) وأبغضك في الله وفي رسوله أبدا ما بقيت.

قال معاوية : وإنّي أراك على ضلالك بعد ، ردّوه(٥) ، فمات في السجن(٦) .

أقول : في التحرير : مشكور(٧) .

وفي الوجيزة : ممدوح(٨) .

وذكره في الحاوي في الحسان(٩) .

__________________

(١) في المصدر : بالعظيمة.

(٢) في النسخ : أخرج مع كل ، وما أثبتناه من المصدر.

(٣) في نسخة « م » : أنفسهم سخط ، وفي المصدر : أنفسهم بسخط.

(٤) ولرسوله ، لم ترد في المصدر.

(٥) في المصدر زيادة : فردّوه وهو يقرأ( رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) يوسف : ٣٣.

(٦) رجال الكشّي : ٧٠ / ١٢٦.

(٧) التحرير الطاووسي : ٥٣٣ / ٣٩٦.

(٨) الوجيزة : ٢٨٨ / ١٥٣٢.

(٩) حاوي الأقوال : ١٨٩ / ٩٤٥.

٢٩٧

٢٤١١ ـ محمّد بن أبي حفص :

هو ابن عمر بن عبيد ،تعق (١) .

٢٤١٢ ـ محمّد بن أبي حمزة :

التيملي كوفي ،ق (٢) .

أقول : يأتي في الذي يليه ذكره.

٢٤١٣ ـ محمّد بن أبي حمزة ثابت :

ابن أبي صفيّة الثمالي ، له كتاب ، محمّد بن أبي عمير عنه به ،جش (٣) .

وفيصه : محمّد بن أبي حمزة ، ثقة فاضل. قالكش : سألت أبا الحسن إلى آخر ما مرّ في أخيه حسين(٤) .

وفيست : له كتاب ، رويناه بهذا الاسناد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عنه(٥) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى(٦) .

وفيق : محمّد بن أبي حمزة الثمالي مولى(٧) .

وفيتعق : احتمل الشيخ محمّد اتّحاد هذا مع التيملي. وفي النقد‌

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٧٤.

(٢) رجال الشيخ : ٣٠٦ / ٤١٧.

(٣) رجال النجاشي : ٣٥٨ / ٩٦١.

(٤) الخلاصة : ١٥٢ / ٧١ ، وفيها : قال الكشّي : سألت أبا الحسن حمدويه بن نصير عن علي ابن أبي حمزة والحسين بن أبي حمزة ومحمّد أخويه فقال : كلّهم ثقات فاضلون.

(٥) الفهرست : ١٤٨ / ٦٤٠.

(٦) الفهرست : ١٤٨ / ٦٣٦.

(٧) رجال الشيخ : ٣٢٢ / ٦٧٥.

٢٩٨

بعد استظهار ذلك قال : لأنّه ليس في كتب الرجال ما يدلّ على تعدّده ، ولعلّ منشأ الاثنينيّة تصحيف الثمالي بالتيملي(١) . وفي الوجيزة أيضا حكم بالتصحيف(٢) ، وفي البلغة نفى عنه البعد(٣) . ولا يخلوا ما ذكروه من تأمّل ، فتأمّل.

ومرّ في أخيه حسين ما له دخل(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي حمزة ثابت بن أبي صفيّة الثقة الثمالي ، عنه ابن أبي عمير ، وأيّوب بن نوح ، وصفوان بن يحيى ، وإسماعيل بن مهران ، والنضر بن سويد. وهو عن علي بن يقطين ، ومعاوية بن عمّار.

والتيملي الكوفي المجهول لا أصل له ولا كتاب(٥) .

٢٤١٤ ـ محمّد بن أبي زينب :

هو ابن مقلاص لعنه الله.

٢٤١٥ ـ محمّد بن أبي سارة :

قر (٦) . وزادق : الكوفي(٧) .

ويحتمل كونه ابن الحسن بن أبي سارة.

٢٤١٦ ـ محمّد بن أبي سلمة عبد الله :

ابن عبد الأسد بن هلال(٨) بن عمرو بن مخزوم ، شهد مع علي عليه‌

__________________

(١) نقد الرجال : ٢٨٣ / ٢٧.

(٢) الوجيزة : ٢٨٨ / ١٥٣٣.

(٣) بلغة المحدّثين : ٤٠١ / ٤.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٧٤.

(٥) هداية المحدّثين : ٢٢٤.

(٦) رجال الشيخ : ١٣٥ / ٢.

(٧) رجال الشيخ : ٣٠٦ / ٤٢٤.

(٨) في المصدر زيادة : ابن عبد الله.

٢٩٩

السلام ، وأخوه سلمة وأمّهما أمّ سلمة زوج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أتت بهما إلى عليعليه‌السلام فقالت : هما عليك صدقة فلو يصلح لي الخروج لخرجت معك ، وقيل : سلمة وعمرو ابنا أبي سلمة ، قال ابن عقدة : هذا أصح ،ل (١) .

ونحوهصه إلى قوله : معك(٢) .

٢٤١٧ ـ محمّد بن أبي الصبّاح :

عنه في الصحيح حمّاد بن عثمان(٣) ،تعق (٤) .

٢٤١٨ ـ محمّد بن أبي الصهبان :

هو ابن عبد الجبّار.

٢٤١٩ ـ محمّد بن أبي عبد الله :

فيست : له كتاب. ثمّ ذكر آخرين فقال : روينا هذه الكتب كلّها بهذا الإسناد عن حميد ، عن أبي إسحاق إبراهيم بن سليمان بن حيّان الخزّاز ، عنهم(٥) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد(٦) .

والظاهر أنّ هذا هو ابن جعفر بن محمّد بن عون الأسدي الآتي عنجش ، فيكون ثقة(٧) ، لكن روايته عنه خصوصا بتوسّط حميد بعيد جدّا.

أقول : فيمشكا : ابن أبي عبد الله ، عنه إبراهيم بن سليمان ، وروى‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٢٩ / ٣٥.

(٢) الخلاصة : ١٣٨ / ٤.

(٣) التهذيب ٨ : ٢٨٧ / ١٠٥٦.

(٤) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٥) الفهرست : ١٥٣ / ٦٨٠.

(٦) الفهرست : ١٥١ / ٦٦٠.

(٧) رجال النجاشي : ٣٧٣ / ١٠٢٠ ، حيث قال فيه : يقال له محمّد بن أبي عبد الله كان ثقة.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423